آخر 10 مشاركات
كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لا ياقلب كنوز أحــــــلام القديمة (كتابة / كاملة )* (الكاتـب : أناناسة - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          10-حب وكبرياء - عبير مركز دولي (الكاتـب : samahss - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-12, 08:27 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي



جلست ليف في مقعدها ورشفت قهوتها بإرتباك ، إذ أن هذا الخضوع كان جديدا في طبعه ولم تعرف كيف تتعامل معه .
شرب قهوته بصمت وعيناه تطوفان عبر المطبخ ثم تتعلقان بها وتابع:
" إنهما طفلان رائعان ، لا شك أنك قمت بجهد مضن من أجل تربيتهما"
" شكرا".
قالت ليف بينما لم تستطع التخلص من نبرة السخرية في صوتها .
قام رايان ليغسل كوب القهوة ، فأحست ليف بالإرتياح لأعتقادها أنه سيغادر ، لكنه وقف مستندا الى المقعد ونظر اليها قائلا:
" لم أعهدك ساخرة ، لكنني اظن أنني أستحق ذلك بسبب تركي لك وحيدة تواجهين مصاعب الحياة ، لكن كانت لي اسبابي في ذلك الوقت ، أما الان ، فإنني ارغب في إصلاح اخطائي يا ليف".
نهضت وعشرات الأفكار تتزاحم في رأسها وموج كثيف من العواطف يثير قلقها ، إلا انها بقيت محافظة على هدوئها وقالت :
" نحن نتدبر أمورنا جيدا يا رايان ولا نحتاج الى شيء".
إلتفت رايان اليها والغضب يملأ وجهه وقال:
" اللعنة عليك ، إنني لا اقصد ذلك فأنت لم تلمسي مليما واحدا من المال الذي أرسلته لك بواسطة المصرف لأنك عنيدة".
توقف قليلا ثم تابع:
" ما اقصده هو أنني ارغب في بقائك الى جانبي ، اريدكم انتم الثلاثة وأريد أن أعوّض ما فاتني خلال السنوات الثماني الفائتة".
جرفتها موجة من الحنين ، لكنها عادت الى ذكريات الجرح الذي أصابها ، فأصرت على الرفض الأمر ألذي أثار الغضب في أعماقها وقالت :
" تعوّض لنا ، تصلح الأمور ، لماذا ؟ لماذا أيها المغرور المتشبث برايه ؟ هل تعتقد اننا بحاجة اليك؟".
" بالله يا ليف ، فكري بعقلك".
سار حول الطاولة ووقف أمامها متابعا :
" لست فقيرا وبإستطاعتي أن أوفر للطفلين الحياة التي يرغبان فيها".
وضع يده على ذراعها ، إلا أنها ابعدتها عنه قائلة:
" إن الطفلين سعيدان وهما يتلقيان الحب والعناية وبإستطاعتي أن أوفر لهما أي شيء يحتاجانه".
" حتى الأب ؟".
تطلعت عيناه بقسوة الى وجهها ورات ليف الغضب باديا عل محياه برغم سيطرته على نفسه.
" حتى الأب".
قالت بإهمال وهي تهدف الى جرح كبريائه مثلما كان قد جرح كبرياءها ثم أضافت:
" طلب مني مارتن ويلسون الزواج وربما أوافق ، ألا ترى انك لم تكن بحاجة لتحمل مشقة العودة ؟ إن رحلتك لم تكن سوى مضيعة للوقت ".
" وهل هذا صحيح؟".
سال بهدوء ، بهدوء خطير واضاف:
" انت إمرأة متزوجة يا ليف ، تذكري ذلك ، ليس بإستطاعتك أن تتزوجي أحدا إلا إذا كنت تريدين إقتراف جريمة تعدد الأزواج".
" هناك دائما طلاق ، إنك رحلت منذ مدة طويلة جدا تكاد تكون هجرا ، وهذا هو الأساس المناسب للطلاق".
" لكنك تنسين شيئا يا سيدة دانيسون ، فأنا لا أريد الطلاق وخصوصا بعدما عرفت ما أفتقد ، إن لدينا الوقت الكافي من أجل إعادة الأمور الى طبيعتها ، أنت لي يا ليف ، وكلما هو لي يبقى لي ، إنني مصمم على عودتك الي مع التوامين".
" تعيدني اليك؟ لن يمكنك إستعادة شيء لم يكن ملكا لك ، اراك فيما بعد ، خارجا فليس لدينا أي شيء نقوله الآن".
" حقا ، ليس لدينا شيء نقوله!"
امسك بها بقسوة ، فحاولت التخلص منه وقالت بهدوء وهي تفكر بالطفلين الموجودين قريبا منها ، وخاصة لوك الذي لاحظ الروح العدائية بينهما:
" دعني يا رايان".
إبتسم بمكر وهو يميل نحوها قائلا:
" إن وجهك لا يعبر عن ذلك".
" دعني يا رايان ، يجب أن تخرج الآن ، فأنا أريد أن أنام".
ضمها الى صدره بقوة وقال :
" كم رائحتك زكية ، أين تقع غرفتك؟".
" رايان ، ارجوك !".
قالت ليف بحزم من دون أن تملك السيطرة تماما على عواطفها الملتهبة ، ولاحظ رايان ذلك فقال :
" أنت كاذبة ! أنت تريدين ان أبقى الى جانبك وأنا اريد نفس الشيء ، إن فترة الثماني سنوات طويلة جدا".
مرت ثوان قبل أن يتركها رايان ويتوجه نحو الباب هامسا :
" أيتها العنيدة ! تذكري ما قلته لك : انت لي".
كان صباح اليوم التالي مشرقا ، ولأول مرة في حياتها ، لعنت ليف لأنها كئيبة وحزينة ، أما ميلي ، فإنها كانت تتحدث بمرح وهي تضع المربى على الخبز فيما كان لوك يسأل والدته وهو يتناول كوب الحليب:
" هل لدى العم جويل أخوة آخرون؟".
تجمدت يدها وهي تحضر الخبز الساخن إذ كانت تعلم أنها لن تستطيع الكذب عليه بسهولة ، فالمواجهة مع رايان في الليلة الماضية كانت ما تزال تقلقها وتجعل من الصعب عليها التحدث بهدوء مع طفليها.
أعاد لوك السؤال ، فنظرت اليه أخته مندهشة.
" لا ، ليس لديه أخوة آخرون".
زوجان من العيون كانا يحدقان بها ، عينا ميلي الزرقاوان وعينا لوك البريئتان.
قالت ميلي:
" إنه وسيم جدا ، أكثر وسامة من العم جويل...".
ثم اضافت بسرعة وكأنها أحست ان كلامها يدل على عدم إخلاصها له :
" لكن العم جويل لطيف جدا".
رن جرس الهاتف ، فنهضت ليف للإجابة بسرعة كي تتخلص من ذلك الموقف المحرج.
" صباح الخير يا أوليفيا ".
" صباح الخير يا مارتن ، كيف حالك ؟ يبدو أنك إستيقظت باكرا".
" نعم ، فانا أخرج عادة للركض في المنتزه قبل تناول طعام الفطور".
" عظيم جدا ".
" هل انت منشغلة بعد الظهر ؟ كنت أرغب في الخروج مع الطفلين في نزهة".
هذا ما كانت ترغب فيه ليف أيضا كي تبتعد عن المنزل وعن اية فرصة للقاء رايان.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-12, 08:28 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


لذلك أجابت:
" سيعود الطفلان من المدرسة في الحادية عشرة ، فهل نذهب في نزهة الى الشاطىء ونتناول طعام الغداء هناك؟".
" إنها فكرة جيدة ، ساكون عندكم في تمام الحادية عشرة والنصف".
" حسنا ، سيكون لدي الوقت الكافي لتجهيز طعام الغداء".
إندهشت ميلي حين علمت أن مارتن سيرافقهم بينما بقي لوك صامتا ، وما كادت ليف تنتهي من تحضير طعام الغداء ، حتى وصل مارتن بسيارته ، فإنطلق الجميع في طريقهم الى الشاطىء.
بعد الغداء ، وفيما كان الطفلان يلهوان بالماء ، إستلقت ليف الى جانب مارتن تحت شجرة نخيل ، وبعدما شعرت بالإسترخاء ، تناولت حفنة من الرمال وتركتها تنساب ببطء بين أصابعها.
تحركت عينا مارتن نحو الصورة الجذابة التي بدت فيها ليف وهي مستلقية الى جانبه مرتدية الشورت الأبيض والقميص الأحمر.
" هل فكرت في طلبي يا اوليفيا؟".
سالها مارتن بهدوء بينما لبثت ليف تتذكر بصعوبة ذلك الطلب وأحست بالذنب حين وجدت التعبير العاطفي يملأ وجهه ، لكنها اجابت:
" لا ، لم أفكر فيه يا مارتن ، في الواقع ، لم تتح لي الفرصة لذلك كما انني لا أستطيع ان اتخذ قرارا سريعا".
أمسك بيدها وقال بعطف:
" أنا أدفعك الى العجلة ، أليس كذلك؟ لكن من المهم يا أوليفيا أن تتخذي قرارا واضحا لأنك بحاجة الى زوج ، عن بإستطاعتي....".
" مارتن ، ارجوك ، دعنا من التكلم في هذا الموضوع اليوم ، دعنا نتمتع بنزهتنا من دون التطرق الى مواضيع جدية".
حاولت سحب يدها ، إلا أنه تمسك بها قبل ان يتركها قائلا بحزم:
" حسنا ، لكنني لن استسلم".
صمت قليلا ثم تابع متسائلا:
" هل إستمتعت بالأمسية التي قضيتها مع عمك؟".
" كانت أمسية ممتعة حقا".
أجابت ليف وهي مسرورة لأنها إستطاعت إخفاء تعابير وجهها خلف نظارة الشمس.
أمسية ممتعة؟ يا للهول! إنها امسية مهلكة إن صح التعبير.
أدركت ليف أن الوقت مناسب كي تصارحه بعودة رايان ، لكنها لم تفعل ذلك لأن ذلك سيدفع مارتن الى طرح مزيد من الأسئلة بينما كانت تتهرب من أسئلته مثلما تتهرب الفرس من اللجام.
نهضت ليف بسرعة أدهشت مارتن ثم سألته:
" هل أحضرت ثوب السباحة معك؟".
" نعم ، إنه في السيارة".
" حسنا ، دعنا نسبح قليلا طالما اننا تناولنا الغداء".
" كما تريدين ، ساذهب وأبدل ملابسي".
إنتعشت ليف عندما لامس جسمها الحار ماء البحر ، وبعد فترة قصيرة ، إنضم مارتن اليهم مرتديا ثوبا من الطراز القديم وبدت بشرته بيضاء كانها لم تتعرض للشمس أبدا ، ومن دون أي وعي منها ، قارنت ليف جسمه بجسم آخر، رشيق وقوي ، جسم مألوف لديها حتى أنها تتذكر تفاصيله بعد مضي ثماني سنوات ، إنه جسم رايان ، ذلك الفتى الأسود الشعر الذي تركها تواجه معركة الحياة وحيدة.
كادت الشمس تغيب حين رجع الجميع الى المنزل ، وإستعاد التوأمان مرحهما بعدما رحل مارتن إذ كان ، قبل أي شيء ، معلما في مدرستهما ، وبالتالي فهو غريب تقريبا.
قضاء النهار في الهواء الطلق كان شيئا مفيدا ، حيث نامت ليف وطفلاها نوما عميقا من دون التطرق الى ذكر رايان دانيسون الذي لم يتصل بهم او ياتي لزيارتهم ، وفي الواقع ، مضى اسبوع تقريبا قبل أن تسمع ليف أي شيء عنه.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-12, 08:31 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


4-دعني وشأني...


كانت ليف تعمل في مخزن الهدايا التذكارية كل نهار ثلاثاء وجمعة ، بعدما إتفقت مع ماريا كوستيللو على رعاية التوامين أثناء غيابها.
وعند الساعة الرابعة والنصف من يوم الجمعة ، وفيما كانت تنفض الغبار عن الرفوف ، رأت جويل قادما نحوها بعد أن غاب عنها أسبوعا كاملا.
إبتسم جويل بإرتباك وقال:
" مرحبا !".
" أهلا بك يا جويل ، ما الذي كنت تفعله طيلة الأسبوع؟".
" أرسلني أبي الى بلدة بربسيان لعدة أيام ، وعدت هذا الصباح".
" كانت رحلة مفاجئة ، اليس كذلك؟".
هز رأسه موافقا ن ثم جلس قرب مكتبها .
" ما يزال ابي ينقب عن المعلومات بشأن ممتلكات السيدة كرافن ، وبالأحرى ، كنت أنا من ينقب ، يا الله كم أنا مشمئز من ذلك يا ليف ، إذ إختلفت مع والدي لأنني لم أكتشف شيئا".
إبتسمت ليف ، فبإستطاعتها أن تتخيل نوع الخلاف بينهما ، لأن لا شيء يرضي عمها سوى الكمال ، ومن دون شك ، ستعلن السيدة كرافن أمام الجميع إسم الذي إشترى أملاكها عندما يحين الوقت المناسب.
نظر جويل اليها نظرة غريبة وقال:
" يظهر أنك غير مضطربة ، أقصد ان والدك كان يثور مثل والدي لدي أي تطور يجري إقتراحه على ممتلكات كرافن او على اية جزيرة في المنطقة".
" اعرف يا جويل ، وأنا لا أحبذ رؤية بناء ضخم يقام هناك ، لكن قبل أي شيء ، غنها ملك السيدة كرافن ولها كل الحق في التصرف بها كما تشاء ، فهي سيدة واعية ولا أتصور انها تدع أحدا يغطي عينها بالصوف".
" هذا ما أشعر به تماما ، وعلى والدي ان يهدأ ويحاول تدبير أموره بصبر واناة ، والآن ، كيف حالك ؟ وكيف تسير الأمور معك؟".
نظرت ليف بدورها اليه قائلة:
" أظن أنك تعني كيف تسير الأمور بالنسبة لرايان".
" أجل !".
" لم اره منذ السبت الماضي ، ولا اهتم إذا لم أره ثانية".
" بالله عليك يا ليف ، أعطيه فرصة...".
" فرصة ؟ تقول ذلك يا جويل بعد كل ما فعله بك وبوالدك ؟ ".
" وما الذي فعله يا ليف بإستثناء أنه أراد أن يعيش حياته بالطريقة التي يريد ؟ فهو يختلف عني يا ليف ، كما أه يعرف ما يريد من الحياة ، كان دائما يعرف ما يريد منذ كان طفلا ، أنا اقدر أن اتوصل الى حل وسط وأن أنحني امام الريح ، لكن رايان لا يستطيع ذلك ، فهو يشبه والده الى حد كبير ، لذلك لا يتفقان أبدا".
تنهد جويل ثم أضاف:
" هل أخبرك رايان بشيء عندما أوصلك الى البيت يوم السبت الماضي ؟ وهل أخبرك عن خططه؟".
" إننا تحدثنا ، إذا كان بإمكانك أن تسمي ذلك حديثا".
قال جويل بهدوء وهو يختار كلماته:
" أعتقد أنه ينوي إستعادتك".
" آه يا جويل ، إنه أتى متأخرا ، فكل ما كنت أكنّه له من حب ، مات منذ ثماني سنوات".
" وهل انت متأكدة من ذلك ؟ أظن ان عليك أن تمنحيه فرصة ثانية".
نظر اليها بجدية وتابع:
" من أجل التوأمين على الأقل".
قالت ليف بهدوء :
" إنها رشوة عاطفية ، لا يا جويل ، لا يمكنني خوض التجربة معه ثانية".
صمت جويل قليلا ثم قال بصدق:
" إنني في موقف حرج لأنني أحبكما انتما الإثنين".
" لكن كيف تستطيع ان تكون.... يا الله ، كنت أعتقد أنك آخر من يدافع عنه ويرحب بعودته ، فهو لم يهتم بمشاعرك قط ، رايان يحب الخذ فقط ، يجب ان تتأكد من ذلك ، فالذي يريده يأخذه مهما كلفه ذلك من ثمن".
" إن الذي يأخذ لا ياخذ سوى ما يسمح له الاخرون بأخذه ( إبتسم بمكر ، فرأت ليف في وجهه صورة لرايان ) في أي حال ، لم ياخذ مني شيئا كان ملكا لي تماما ".
قال وهو ينظر بثبات في عينيها ، إلا أنها أبعدت نظراتها عنه .
وقف جويل وهز كتفيه ، فتساءلت ليف عما إذا كان يعتقد أنه قال الكثير ، فمن النادر أن يتحدث جويل عن أمور شخصية ، وكذلك كانت ليف ، ويظهر أنهما اقاما منطقة حيادية صغيرة بينهما ، رغم انهما من أفضل الأصدقاء في المجالات الأخرى.
قال وهو ينظر الى ساعته :
" حسنا ، من المستحسن ان أذهب ، ستغلقين المخزن بعد خمس دقائق ، اليس كذلك؟".
" نعم ، ومن ثم أذهب لأصطحب التوامين الى البيت".
" حسنا ، اراك فيما بعد ، سلامي الى المشاغبين، بالمناسبة ، ألم يذكر رايان أين يقيم؟".
" كلا ، اعتقد انه يقيم في الفندق طالما انه لا يقيم في المنزل".
" لم أجده هناك ، ربما سألتقي به في مكان ما ، وداعا يا ليف".
أغلقت ليف المخزن وحاولت أن لا تجعل كلمات جويل تشغل تفكيرها بالماضي ثانية ، وسرعان ما كانت في طريقها الى بيت آل كوستيللو .
كانت ماريا شديدة الشغف بزوجها وطفليها ، وكان زوجها قدم من إيطاليا الى أوستراليا عندما كان صبيا ، حيث عمل ربّانا لأحدى سفن دانيسون الأب ، مثلما كان والده يعمل من قبله.
صداقة مايك كوستيللو ورايان كانت احد أسباب الخلاف بين رايان والده ، ليس لأن دانيسون الأب يكره مايك الذي كان مخلصا لعمله ، وأهلا للثقة ، بل لأن هذه الصداقة تتناقض مع المستوى الإجتماعي لعائلة دانيسون.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-12, 10:39 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


كانت ماريا تراقب الأطفال الذين كانوا يلعبون في الحديقة عندما اطلت ليف ، فقامت تستقبلها عند باب المنزل.
" كيف حالك يا ماريا ؟ أرجو أن تكون صوفي قد شفيت من زكامها".
سالت ليف فيما كان التوامان يهرعان لأحضار حقائبهما المدرسية .
" إنها افضل اليوم ، كان الأمر يكون مؤسفا لو أنها بقيت مريضة ، حيث يصادف غدا عيد ميلادها ، وهي تتمنى أن تشاركوها الغداء".
" نحن ننتظر ذلك بشوق ايضا ، هل الحادية عشرة والنصف موعد ملائم؟".
إبتسمت ليف حين رأت إبنة ماريا الصغرى تركض وراء لوك.
إبتسمت ماريا بدورها وقالت :
" يبدو وكأنها لا تزال طفلة صغيرة ، اكاد لا أصدق انها ستبلغ الخامسة غدا".
" حين تذهب الى المدرسة في السنة القادمة ، ستشعرين أنها كبرت حقا ، شكرا لرعايتك التوامين ، نراك غدا على الغداء".
في اليوم التالي ، ذهب الجميع الى بيت آل كوستيللو ، وبعدما فتحت صوفي الهدايا ، قاد مايك الأطفال الى الحديقة ، بينما إصطحبت ماريا ليف الى المطبخ ، كان واضحا أن هناك شيئا يقلق ماريا ، تمنت ليف ان لا تكون حالة والدتها الصحية تسير نحو الأسوأ بعد العملية الجراحية.
قالت ماريا والقلق يملأ وجهها الجميل :
" لا أدري تماما كيف ابدأ الحديث يا ليف ، عن الرجال ثقلاء الظل بعض الأحيان ، كدت أحطم مايك حين أخبرني بما فعله !".
إبتسمت ليف وهي تحاول أن تتخيل ماريا وهي تتشاجر مع مايك كوستيللو وقالت :
" مايك المسكين ! ماذا فعل؟".
" ليف ، لست أدري كيف ستكون ردة الفعل لديك ، في الواقع ، لست أدري حتى إذا كنت تعلمين.....".
توقفت قليلا لتاخذ نفسا عميقا واردفت:
" إن الأمر يتعلق ....يتعلق برايان".
رأت ماريا الإبتسامة تذوي من وجه ليف ، فتحركت وربتت على ذراعها وتابعت:
" إنني آسفة ، لا أريد ان أخبرك بعودته".
" أعلم ذلك ، إنه جاء لرؤيتي".
تنهدت ماريا والإهتمام يملأ عينيها:
" كنت قلقة جدا بشأن البوح لك بذلك ، لم أكن أريد ان أصدمك ، لقد قابله مايك هذا الصباح ، كما دعاه للغداء اليوم ، صدقيني يا ليف ، نحن لا نريد إحراجك ، كما لا نريد أن يصل ويفاجئك".
" أرجوك يا ماريا ، لا تقلقي ، إنني إعتدت على وجوده ، كما ان رايان ومايك صديقان حميمان ، ومن الطبيعي أن يدعوه للغداء ".
" لكن ماذا بشان التوأمين؟".
" إنهما شاهدا رايان في منزل جدّهما في نهاية الأسبوع الماضي ، لكنني لم أذكر شيئا لهما عن علاقتي برايان".
توقفت ليف عن الحديث لدى دخول مايك الى المطبخ ، فنظر الى ماريا وسالها بفظاظة ، محاولا خفاء حرجه :
" هل أخبرت ليف؟".
وحين هزت ماريا رأسها بالإيجاب ، بدا مرتاحا :
" آسف يا ليف لقد دهشت حين رأيته....".
" إذا كنت لا تودين رؤيته ، بإستطاعة مايك أن يدعوه لزيارتنا في وقت آخر".
قالت ليف وهي ترغب في ذلك من كل قلبها:
" لا ، لا يا ماريا ، لا يمكنك أن تفعلي ذلك ، فليس من سبب يدعونا لعدم التصرف بالشكل الطبيعي".
كادت ليف تضحك من كلماتها ، لكنها علمت أنها إذا بدأت في الضحك ، لن تستطيع التوقف.
ربّت مايك على ظهر ماريا قائلا:
" حسنا ، هل وضعت البوظة في الثلاجة يا عزيزتي؟".
سالت ماريا:
" ومتى نسيت البوظة؟".
" لم تنسي ذلك ابدا".
ثم إلتفت الى ليف قائلا:
" لا أدري ماذا كنت سأفعل من دونها".
بعد ذلك قال بجدية:
" أليست هناك اية فرصة لعودة العلاقة الطبيعية بينك وبين رايان؟".
شحب وجه ليف ، ثم عاد الى لونه ثانية:
" مايك!".
نظرت ماريا باسف وأضافت:
آسفة يا ليف ، لا تهتمي له ، أنت ماكر يا مايك ، إذهب وراقب الأطفال".
دفعت زوجها خارج الباب وهي تعتذر مرة أخرى.
وصل رايان بسيارته المرسيدس الفضية ، فتوترت أعصاب ليف حينما دخل المنزل ، ولدهشة الأطفال ، امسك رايان بماريا وإحتضنها بينما ضحكت ماريا بعفوية ، إلتفت رايان نحو ليف وعيناه تحدقان بكل تفاصيل قامتها ، ثم قال بصوت عميق أثار مشاعرها:
" ليف ، كيف حالك؟".
" بخير والحمد لله".
قالت بتكلف ، بينما كان إبنها لوك يقف امامها ويراقب رايان عن كثب.
" مرحبا!".
إبتسمت ميلي من غير خجل ، خلافا لعادتها ، فيما لاحظت ليف الشبه الكبير بينهما ، وخصوصا الطريقة التي يبتسمان بها ويحركان بها رأسيهما.
قال رايان مبتسما:
" اهلا بك يا ميلي!".
ثم إنتقل بإبتسامة الى إبنه وأضاف:
" مرحبا يا لوك !".
قال لوك من دون أن يبتسم:
" مرحبا".
سأل مايك ببساطة وهو يسير نحو المطبخ:
" ما رأيك بتناول البوظة المثلجة يا صديقي؟".
ثم عاد وقدم الى ريان زجاجة مثلجة قائلا:
" تعال نجلس في الحديقة الخلفية ريثما تنتهي النساء من تجهيز الطعام".
راقبت ليف ظهر ريان فيما هو يلحق بمايك ، حيث بدا قويا بسرواله الفضفاض ذي اللون الكاكي وقميصه الأزرق الذي أضفى على شعره لمعانا متموجا بين الزرقة والسواد.
لحق الأطفال بالرجلين الى الحديقة ، فيما بقي لوك الى جانب والدته.
" إذهب يا لوك".
دفعت ليف إبنها واضافت:
" سيكون الغداء جاهزا بعد قليل"
سار لوك على مضض خلف الآخرين ،بينما سألت ماريا بهدوء:
" متى ستخبريهما بالحقيقة يا ليف؟".
" لا أدري يا ماريا ، أنا قلقة بشأن لوك الذي يحتقر رايان سلفا ، أعتقد أن كلمة ( يحتقر ) قاسية جدا ، لكن الذي أقصده هو أنه يشعر بالعداء السائد بيني وبين رايان ، الأمر الذي يقلقه ، يجب ان أخبرهما الحقيقة قبل ان يقدم على ذلك إنسان آخر".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-12, 07:24 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

هزت ماريا راسها بتعاطف وقالت:
" وكيف تظنين ستكون ردة الفعل لديهما؟".
هزّت ليف كتفيها وقالت:
" لست ادري ، إننا تحدثنا عن... عن والدهما من قبل ، وهما يعلمان أنني لست أرملة ، وأنني ووالدهما قد إنفصلنا ، لذلك أرجو ان يتقبلا كون والدهما ورايان شخصا واحدا ، اعرف انني جبانة لأنني اؤجل ذلك ، وكم ارغب لو أنه لم يعد يا ماريا ، حيث كنا نعيش حياة هانئة ، أما الآن ، فإن كل شيء يتخبط في الفوضى ، لا أستطيع ان أفهم لماذا عاد".
قالت ماريا بلطف:
" ألا تستطيعين ذلك يا ليف؟".
ثم أضافت :
" كنت افكر انه يهتم بك أكثر من أي شيء في تلك الحياة الصاخبة التي ارادها والده له ، ربما عاد من اجل أن يراك ويرى الطفلين مرة أخرى.
إبتسمت ليف إبتسامة ساخرة واجابت:
" هذه نكتة ! لو كان يهتم بنا لما كان بحاجة الى ثماني سنوات لإكتشاف ذلك ، ولو لم يكن يفكر لما غادرنا مطلقا".
فتحت ماريا فمها للإجابة ، لكنها عادت واغلقته ثانية ، وإتسعت عيناها حين دخل رايان المطبخ ، فبدت الغرفة صغيرة اكثر صغرا .
قال رايان مخاطبا ماريا:
" أرسلني مايك لأحضار المزيد من البوظة وطلب الإسراع في تجهيز الطعام".
فهل كان يستمع الى الحديث الذي جرى بينهما ؟ فكرت ليف وحين إلتفتت نحوه ، رأت البرود يملأ عينيه ، ومن خلال الغضب الذي بدا على وجهه ، رات البرود يملأ عينيه ، ومن خلال الغضب الذي بدا على وجهه ، شعرت ليف أنه إستمع الى حديثهما كله ، فإرتجفت قليلا ، وفي أي حال ، لماذا تهتم له؟ إنه يعرف شعورها نحوه ، بالإضافة الى انه يستحق ذلك.
مر عيد ميلاد صوفي من دون اية حادثة ، حاولت ليف أن تتناول الطعام اللذيذ الذي جهّزته ماريا بشكل طبيعي ، وان تمرح مع الأطفال ،وهي تقنع نفسها بعدم أهمية وجود رايان ، فكانت لا تنظر ناحيته غلا حين تخفق في ذلك ، شعرت بألم شديد يعتصر قلبها ويملأ راسها حتى أحست أنها ستجن إذا لم تلمسه ، كل ذلك كان يجري في أعماقها ووراء تعابير وجهه المدروسة.
بإستطاعة رايان أن يجتذب الطيور عن الأشجار حين يكون مرحا ، وسرعان ما جعل الأطفال يضحكون للقصص التي حدثت معه في فيجي ، حتى ان لوك كان يستمع اليه بإنتباه وشوق لم يستطع إخفاءه ، إلا ان ليف وحدها كانت تتهرب من طرح الأسئلة ، مع انها كانت تفكر في كل كلمة يقولها.
سأل مايك رايان:
" منذ متى إشتريت الميد نايت بلو؟".
قطبت ليف حاجبيها وهي تفكر انها فقدت جزءا من المحادثة.
" من ، او ماذا يكون الميد نايت بلو؟".
نطقت ماريا السؤال الذي كان يجول في خاطر ليف.
أجاب مايك:
" إنه مركب رايان ، الم أخبرك عنه ؟ إنه المركب الفخم ذو اللون الأزرق الراسي في الخليج".
إلتقت عينا ليف بعيني ليف وعلامات الإستفهام تتزاحم في رأسها ، كيف إستطاع أن يشتري مركبا فخما كهذا؟ ربما كان هذا المركب هو جزء من أسطول والده ، وبالتالي ليس ملكا له ، ليس من المستغرب أن لا يجده جويل ، فرايان يقيم في مركبه.
قال رايان وعيناه تتركزان على مايك:
" قمت بتشييده في سيدني ، في الواقع كنت أتمنى الخروج معك ذات يوم ، مع انني أعرف المنطقة جيدا ، ولكن بعد مضي ثماني سنوات ، افضل الخروج معك للإطلاع على حدود المنطقة".
" سأكون سعيدا جدا بقيادة هذا المركب الرائع ".
لمعت عينا مايك بحماس واضاف:
" متى تنوي الخروج؟".
" عندما تجد الوقت ملائما ، أحضر ماريا والأطفال معك ".
نظر مايك الى زوجته قائلا:
" حسنا ، لدي عطلة في نهاية الأسبوع ،وهذه أول فرصة احصل عليها منذ سنوات".
" حسنا ، ما رأيك بنهار الغد؟ يمكننا قضاء ليلتنا والعودة بعد ظهر الإثنين".
إلتفت مايك نحو زوجته قائلا:
" سيكون ذلك رائعا ! ما رايك يا حبيبتي؟".
إبتسمت ماريا للرجلين واجابت:
" ستكون عطلة ممتعة!".
لمعت عينا دينو بدهشة وقال:
" هل يمكن أن يأتي لوك معنا؟".
بدا القلق فجأة على وجهي ماريا ولوك ، لكن رايان إلتفت ببساطة نحو ليف وقال بصوت لا أثر لي تعبير فيه:
" سأكون مسرورا برفقتك مع الطفلين".
" لا أدري....".
قالت ليف حين فاجاتها ميلي وهي تقول:
" ارجوك يا أمي ، دعينا نذهب ، سوف تكون نزهة رائعة ، وانت تعرفين كم كان أخي لوك يحب الإبحار مع عمي جويل!".
لم يظهر على وجه لوك أي تعبير ينبىء بقراره بشان الرحلة ، فمن ناحية ، كان يشعر انه يجب إبقاء مسافة ما بينه وبين هذا الغريب لسبب يجهله ، ومن ناحية اخرى ، كانت لديه رغبة شديدة في الإبحار في أكبر مركب ره في حياته ، فمركب العم جويل كبير ، ولكن ليس في مثل حجمه ، قال من دون أن يستطيع مقاومة إرتكاب هذا الذنب البسيط:
" أنا أرغب في الذهاب ايضا يا أمي".
قال مايك وهو يفرك يديه:
" إذن ، إتفقنا ، إنني انتظر يوم غد بفارغ الصبر ، في أية ساعة نلتقي؟".
" عند الساعة السابعة والنصف تقريبا".
بدا مايك متحمسا مثلما بدا الأطفال وهو قول:
" عظيم ! سنمر لإصطحاب ليف والتوأمين كي لا تأتي بسيارتها ".
سألت ليف وهي تنظر الى الزر الأعلى من قميص رايان:
" وهل يتسع المكان لنا جميعا ؟ أقصد إننا سبعة ، إضافة اليك أنت".
أجاب رايان :
" وملاحين آخرين ، نعم ، فالمكان متسع جدا ، وقد إعتدت أن أنام هناك ، أحضري معك بدلات السباحة فقط ، لدي جميع ادوات الصيد ، ومن المستحسن أن تأتي بأغطية لاإستعمالها في حال برودة الطقس".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-12, 07:27 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


سالت ماريا:
" وماذا بشان الطعام؟".
" لا تقلقي بشان الطعام ، فانا متموّن بشتى انواع الأطعمة ، وبإستطاعة الأولاد إصطياد بعض السمك للعشاء إذا ما إضطررنا الى ذلك".
إبتسم رايان وهو ينظر الى لوك ودينو .
تم الإتفاق على كل شيء ، فقامت ليف وماريا تنظفان الصحون ، بينما جلس الرجلان يشربان القهوة ، نظرت ماريا مرة اخرى الى ليف قائلة:
" إنه تغيّر ، اليس كذلك يا ليف؟ إنه تغير نحو الأفضل ، كان شديد الثقة بنفسه ، لكنه الآن يبدو أكثر انسانية ، أظن إنني لا أجيد التعبير عن نفسي ، لكن حين تعرفت اليه قبل أن اتزوج مايك ، لم يرق لي كثيرا ، إذ كان دائما ساخرا ومغرورا وكان كل شيء يسبب له السأم والضحر ، إلا انه تغيّر كثيرا الآن".
" ربما تعلم أنه يستطيع تحقيق نتائج افضل من خلال المداهنة!".
" هل تعتقدين ذلك؟ يجب أن تعترفي أنه وسيم مثلا كان دائما ".
غسلت ماريا آخر صحن ،وحين لم تبد ليف أية ملاحظة ، إلتفتت نحوها معتذرة:
" لست سوى حمقاء لأتكلم عنه بهذه الطريقة ، أظن أنه من الصعب أن تلتقي به ثانية".
ثم جففت يديها وسألتها:
"هل ستأتين للإبحار معنا غدا؟ أقصد انه يمكننا البقاء في المنزل ويذهب مايك معه......".
" كلا يا ماريا ! لا تكوني حمقاء ، فمن النادر أن تحصلي على عطلة تقضينها مع مايك ، ولن افكر أبدا في إفساد تلك العطلة ، كما أن التوأمين يصرّان على الذهاب".
ثم حاولت أن تبتسم وهي تتابع:
"سابقى مع الآخرين قدر الإمكان لأننا لا نتناقش إلا حين نكون على إنفراد".
جاء صوت مايك من الغرفة المجاورة ليدل على بحثه الطويل غير المجدي.
" ماريا ، أين صورة كرة القدم القديمة التي تجمعني ورايان؟".
" من الأفضل أن اذهب وأبحث عنها بنفسي قبل أن يعبث مايك بغرفة الجلوس ، سأعود بعد لحظات كي اساعدك في توضيب الصحون".
إلتقطت ليف صحنا آخر من دون وعي وبدأت تجففه ببطء ، في أي مأزق تضع نفسها ؟ إن قضاء يومين في المركب مع رايان سيستنفد صبرها ، وتمنت لو أنها تستطيع التملص من ذلك ، سيكون ذلك أفضل حل ، إلا أنها تساءلت ، منذ متى تتصرف بعقل حين يكون رايان موجودا ؟سيصاب التوأمان بالخيبة إن هي رفضت الذهاب ، كما أنها لن تسمح لهما بالذهاب بمفردهما ، سيتمتع لوك بالنزهة كثيرا ، فهو يحب الإبحار ، وربما جعله حبهما المتبادل للبحر يتغلب على العداء الذي يشعر به نحو والده.
" إنك جففت هذا الصحن ثلاث مرات!".
أيقظها صوت عميق من أفكارها التي تعذبها، فوضعته عل الطاولة لتلتقط صحنا آخر.
قال رايانا بهدوء:
" إكراما لله يا ليف إنظري الي على الأقل ، فأنت تتجاهلين وجودي كل الوقت".
رفعت عينيها لتستقران عليه :
" وهل ذلك يريحك ؟".
جاء صوتها جافا وباردا:
" كلا ، لا يريحني !".
ثم تقدم نحوها قائلا:
" ستثابرين على إثارة غضبي ، لذا أحذرك بأنني لن أكون مسؤولا عن اعمالي".
بقيت ليف تراقبه ببرود ، بينما كان قلبها يعصف داخل صدرها :
" ومتى كنت كذلك؟".
ثم وضعت الصحن مكانه وأردفت :
" إنظر يا رايان ، نحن ضيفان لدى مايك وماريا ، وافضّل أن لا نزعجهما ، ارجوك ، دعني وشأني".
إنحنى ساخرا وقال:
" مثلما تريدين يا سيدة دانيسون".
ثم تابع هازئا:
" لكنني افضّل ان لا تناقشي امر علاقتنا مع ماريا أومع أي شخص آخر".
إذن كان يستمع الى حديثها مع ماريا قبل الغداء ، إبتسمت بمكر قائلة:
" لم أناقش مع ماريا غير ما هو شائع في المنطقة ، من المؤسف أنك لم تطلع على الشائعات التي سرت بعدما رحلت ، من المؤكد أنك لم تنس كم من مرة خلّفت طعما ملائما للاقاويل ، كنت تسرد أمام الجميع كل التفاصيل التي أدّت الى الخلاف والى رحيلك ، رغم أن ابوينا حاولا إخفاء الأمر وإبقائه طي الكتمان".
عند ذلك تدفق الألم والذل الذي عانته في تلك الأيام.
" أنت......".
كان رايان يخطو نحو الطاولة وعيناه تتأججان غضبا عندما دخلت ماريا الى المطبخ وقالت:
" أخذ مايك كتاب الصور وذهب يبحث عنك في الخارج ".
توقف رايان لدى سماعه صوت ماريا ، وكان بإستطاعة ليف ان ترى انه يحث عضلاته المشدودة على الإسترخاء.
" نعم ، من الأفضل ان أخرج وراءه ، ليس من شيء يثير الضحك سوى التطلع الى الماضي".
قال بإستخفاف وغادر الغرفة.
نظرت ماريا من الباب الى وجه ليف الذي كساه الإحمرار وقالت:
" إن الجو خانق هنا ، ما الذي اثار غضبه؟".
هزت ليف كتفيها وقالت:
" آسفة يا ماريا ، أظن انها الحالة التقليدية التي تسود عندما تلتقي القوة التي لا تقاوم بشيء لا يتحرك! ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-12, 08:44 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


5- المركب والجزيرة


صعدت ليف الى سيارة آل كوستيللو في صباح اليوم التالي وهي تشعر بما يشبه الرضوخ اللامبالي ، تحدث الأطفال بحماس فيما بقي الكبار تائهين في أفكارهم ، شعرت ليف وكأنها وضعت في عصّارة محكمة ، حيث كان لقاؤها مع رايان في منزل آل كوستيللو بداية لامسية عاطفية قاسية.
فقبل ان يأتي جويل بنصف ساعة لإصطحابها الى العشاء ، إتصل مارتن طالبا منها الذهاب معه في نزهة ، وحين رفضت ليف لأنها مرتبطة بموعد سابق ، بدأ يسال ليكتشف أي هي ذاهبة وبرفقة من ، فقالت ليف بإنزعاج انها ستخرج في نزهة بحرية مع آل كوستيللو ، مما دفعه للسؤال متى إشترى آل كوستيللو مركبا ، فوجدت ليف ان الوقت حان لتشرح له أمر رايان ، لكنها لم تفعل ، بل قالت انها ذاهبة في مركب يملكه صديق لمايك.
وكالعادة ، جاء جويل لإصطحابها الى منزل آل دانيسون حيث أمضت عدة ساعات لم يذكر خلالها رايان إلا عندما كانت على وشك العودة ، كما أنه لم يأت للعشاء ، برغم أن ليف كانت تتوقع قدومه بين الحين والآخر ، ومما يدعو للدهشة ا نلوك هو الذي ذكر إسمه حين أخبر جده عن النزهة البحرية التي سيقومون بها.
مناقشة أمر رايان مع جويل وهما في طريق العودة الى المنزل كانت أمرا مستحيلا بوجود الطفلين ، لكن جويل قال أنه إلتقى رايان في المرفأ حين كان يغادر مركبه الفخم.
ولما وصلت ليف الى المنزل بأمان ومن دون أن ترى رايان ، كانت تعاني من الضيق لأسباب ترفض تحليلها ، حتى ان غضبها تحول الى سلفها جويل الطيب القلب الذي تحدث اليها عن روعة مركب رايان ، فيما كانت تقلب في ذهنها لوحات مزعجة من الماضي.
إنها الآن مقبلة على قضاء يومين مع رايان ، وهذا آخر ما يجب ان تقوم به ، فهي تعلم ان بإستطاعته إستمالتها بسهولة.
عندما وصلت الى المرفا في صباح اليوم التالي ، وقعت عيناها على المركب الجميل الذي كان يعلو وينخفض في الماء ، إستجمعت شجاعتها وترجلت من السيارة حاملة حاجياتها.
أوقف مايك سيارته ، وبعد أن إنضم اليهم ، ظهر ثلاثة اشخاص على متن المركب ، ثم جاء رايان بسرواله القصير ، وصدره المكشوف يلمع تحت أشعة الشمس ، وفجأة شعرت ليف أنها عرضة للتاثير ، فقدت كل ميل للقتال ، وقفت تراقبه والألم يعتصر قلبها الى ان أصبح غير محتمل.
لم تدرك كم من الوقت مضى وهي واقفة مسمّرة في مكانها ، لكن تهيؤ لوك للقفز الى ظهر المركب إنتشلها من أحلامها ، كانت ترتجف حين أمسكته ووبّخته لتهوّره ، وكان رايان هو الذي تكلم:
" تمهل يا لوك ، سننصب المعبر لنعبر بأمان الى المركب".
ثم تقدم رايان وتناول اغراض ليف وتابع:
" سأريكم اين ستنامون الليلة ، دعوني اعرّفكم بالملاحين : إلسي وروكو سوكونا".
وبعد أن تم التعارف بينهم ، سار الجميع وراء رايان الى الغرفة الرئيسية ، إنها غرفة فسيحة جدا مزوّدة باثاث أزرق اللون يناسب إسم المركب : ميد نايت بلو.
" يمكنك النوم في الغرفة الرابعة انت وماريا يا مايك ، اما ليف والتوأمان ، فيمكنهم النوم في الغرفة الواقعة في مؤخرة المركب ، وستنام إلسي في السرير المنفرد".
قالت إلسي وهي تبتسم بألفة لرايان :
" أنام في هذا السرير عندما لا أنام على متن المركب مع رايان وروكو".
شعرت ليف بنظرة ماريا السريعة ، فإلتفتت ثم دخلت الى مطبخ المركب متظاهرة بعدم الإهتمام ، لكنها في الحقيقة ساءلت نفسها : إذا كان رايان إختار تلك الفتاة للتسلية ، فإن عليها عدم تأنيبه لأنها تعلم أنه ليس من جبلة النساك.
جاء صوت رايان محذرا من خلفها بينما كان يرشدها الى الغرفة الواقعة في مؤخرة المركب:
" إنتبهي للدرجات".
كانت غرفتها مجهّزة بشكل أفضل من الغرفة الرئيسية ، إنها تحتوي على سريرين واسعين ولها باب يؤدي الى حمام خاص بها ، بدا لوك وميلي يلهوان على الأسرّة ، بينما إلتفتت ليف وتناولت الحقائب والأغطية من رايان الذي كان واقفا يتأملها ، وقد إقترب منها أكثر مما توقعت ، وبدا أن تنبهها لوجوده يمتد ليملأ الغرفة ، شعر رايان أن شرارة كهربائية تنطلق من عينيها العميقين ، فأسرعت تبتعد عنه وتضع الأغطية على السرير.
وقف رايان يتأملها دقيقة ، ثم إلتفت نحو الباب قائلا:
" إصعدي الى متن المركب كي يرتدي الأطفال بدلات السباحة قبل ان نغطس".
قالت ميلي وهي تداعب غطاء السرير الليلكي الناعم:
" أليس المركب جميلا يا أمي؟".
وقال لوك:
" إن الغرفة فخمة والسجاد الذي يكسو ارضها ثمين جدا ، اليس كذلك؟ لن نستطيع أن نبقى بثيابنا المبللة هنا".
أومأت ليف موافقة ، فقال بمرح:
" اعتقد انه رجل طيب ، ويبدو لي انه ثري جدا ، اليس كذلك؟ أقصد ان أحد الأولاد في المدرسة قال أن عمي جويل ثري ، إلا أن المركب هذا هو أكبر من مركبه".
" هيا بنا نصعد الى متن المركب".
أشارت ليف براسها وافسحت لهما الطريق ليسيرا أمامها.
وسرعان ما إرتدى الأطفال الأربعة بدلات السباحة ، وكانوا مربوطين الى المركب كي لا يغرقوا في حالة إهتياج البحر ، جلست ليف وماريا تراقبانهم ، فيما كان روكو يلقي بهم الى البحر.
مدت ليف ذراعيها في الشمس وهي تتنهد بإرتياح وسعادة لقيامها بهذه النزهة ، كانت ترتدي سروالا قصيرا داكن اللون وتربط شعرها الى الوراء ، فيما كان النسيم يداعب جزءا من شعرها المنساب على جبينها، جلست ماريا مع إبنتها صوفي الى جانبها وهي تشعر بالإبتهاج والراحة .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-12, 08:48 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


قالت ضاحكة:
" إن الصبية يقضون وقتا ممتعا ، اعني الصبية الكبار".
إلتفتت ليف الى المقود حيث وقف رايان ومايك يرشدان لوك ودين والى طرق القيادة الرئيسية في المركب ، وبعد قليل، إستلم روكو القيادة بينما توار رايان ومايك عن الأنظار ليدققا في الخرائط.
جلست ألسي مقابل ماريا وليف وعيناها تتحركان بإبهام من واحدة الى أخرى ، وهي تبتسم:
" لم أعتقد ان في أوستراليا أماكن جميلة مثل فيجي!".
إعترفت ليف أنها فتاة جذابة ومثيرة بشعرها الأسود الأجعد وبشرتها الداكنة الناعمة.
" كان رايان يقول دائما ان المنطقة جميلة جدا ، إلا أنني لم أصدقه ".
اجابت ماريا بسرور:
" أجل ، إنها جميلة ، أنا سعيدة لأن مايك لم يغادرها بعد زواجنا ، إن معظم الشبان يفعلون ذلك أيضا".
هزت الفتاة الأخرى راسها:
" رايان فعل نفس الشيء ، منذ متى تزوجت انت ومايك؟".
أجابت ماريا ضاحكة:
" منذ ثماني سنوات ، بالرغم من ان هذه المدة تشعرني بكبر سني ".
أومأت ألسي برأسها ثم إلتفتت الى ليف قائلة:
" وماذا بشأنك؟ إسمك ليف ، أليس كذلك؟ إنه إسم غريب ".
قالت ليف وهي تبحث عن موضوع آخر تتهرب بواسطته من سؤالها:
" إنه إختصار لإسم أوليفيا".
إبتسمت ألسي وقالت:
" آه ، أوليفيا ، إسم لطيف جدا ، أعتقد أنك تزوجت في نفس الفترة ، إذ أن طفليك يبلغان السن ذاته ، هل يعمل زوجك في الملاحة أيضا؟".
وفكرت : من الواضح أن رايان لم يخبر صديقيه أي شيء عنها وعن التوأمين.
" كلا".
ثم أضافت من دون أن تنظر الى عيني ماريا وهي تشعر بالجبن مرة ثانية:
" لقد إفترقت عن زوجي منذ فترة طويلة".
" إن ذلك سيء للغاية ! هل أنت صديقة ماريا ؟".
" نعم نحن صديقتان منذ عدة سنوات".
" كنا جميعا أصدقاء قبل أن يغادرنا رايان".
توقفت عينا ألسي سوكونا على ليف ثانية ، إبتسمت ليف في أعماقها وهي تود لو ان لديها الجرأة للتاكيد لهذه الفتاة بان لا علاقة تربطها برايان لن تكون خطرا عليها.
" أرجوك يا امي ، اريد أن أشرب".
كان طلب ميلي فرصة مناسبة لمغادرة المكان ، فأمسكت بيد إبنتها ونزلت الى غرفتها ، إلتفت مايك ورايان بعيدا عن الخرائط التي كانا ينظران اليها اثناء مرور ليف وميلي.
" اريد كوب ماء لكي تشرب ميلي".
أجاب رايان وهو يعود لينظر الى خرائطه:
يوجد عصير في لثلاجة".
وفجأة ، اخذت ليف تتخيل رايان وهو يضم الفتاة الفيجية بذراعيه ، فاصابتها الدهشة ، فهل هي تغار منها ؟ تساءلت فيما كانت ميلي تتناول كوب العصير ، لا ! لن تغار من أحد بعد كل هذه المدة ، سار المركب ببطء ، فوقفت ليف متمسكة بالثلاجة كي لا تتعثر وتقع ، أخذت تسترق النظر الى رايان وهو منكب على الطاولة ، لم تستطع ان تحول عينيها عنه ، وفجأة لم تعد ترغب في ذلك ، فشعرت بالضيق ، وبتلبّد الجو بينهما ثانية.
إلتفت رايان صوبها وكأنه أحس بنظراتها ، فإلتقت عيناه الزرقاوان بعينيها ، وعادت بهما الذاكرة في تلك اللحظة الى الوقت الذي كانا يقودان الدراجة في المنتزه ، كانت عيناه جريئتين ، وكانت عيناها تضرعان ، ثم إلتقت عيونهما في رقصة إقترب خلالها ليخطف منها قلبها ، كانا يركضن على الرمال ، ويسبحان في المياه الزرقاء ويتسابقان على طريق الشاطىء بسيارة السباق والريح تكاد تقتلع شعرهما ، ثم يسيران جنبا الى جنب أو يتشاركان الغداء ، وكانا يلهوان تحت ضوء القمر ، غير عابئين بمرور الوقت أو بنتائج تصرفاتهما.
يا الله ! لماذا تهدّم كل شيء؟
إنهمرت الدموع من عيني ليف وظنت في تلك اللحظة ان الحزن واضح في عيني رايان.
أشاحت ليف بعينيها عن عيني رايان ، وراحت تغسل كوب ميلي وتعيد العصير الى الثلاجة ، كما عاد رايان ينظر الى خرائطه ، ولم يتطلع اليها حين مرّت بجانبه.
عاد رايان ومايك الى قيادة المركب حين إقترب من جزيرة كرافن ، هذه الجزيرة الإستوائية التي تتوسطها الأشجار الخضراء الوارفة الظل وتحيط بها الرمال البيضاء ، ومهما يكن الشخص الذي إشتراها من السيدة كرافن ، فإنه انجز بالتأكيد صفقة رابحة لأنها إحدى جزر الكمبرلاند الداخلية المحمية من المحيط الباسيفيكي بالجزر الشرقية الكبرى.
ولّت مجموعة من الطيور هاربة من الأشجار لدى ظهر المركب ، فقام روكو ورايان بإنزال الأشرعة بسرعة ، فيما تسلم مايد دفّة القيادة إستعدادا للرسو في الجزيرة.
هل ينوي رايان النزول في تلك الجزيرة؟
من الواضح أنه لم يعلم بعد أن الجزيرة لم تعد ملكا للسيدة كرافن ، وان هناك لوحة كتب عليها: املاك خاصة ، ممنوع الدخول !
حمل مايك الأطفال وناولهم الى رايان ، ثم إلتفت نحو ليف وماريا يحثهما على الإسراع والتنبه أثناء نزولهما الى اليابسة ، نظرت ليف نحو رايان وقالت:
" نحن ندخل أملاكا خاصة يحظر الدخول اليها".
فأجابها:
" لا ارى أي مسؤول عن تطبيق القانون هنا ، إضافة الى أن السيدة كرافن لا تمانع في مجيئي الى جزيرتها ابدا".
" لكنها باعت ممتلكاتها هنا ، لقد أخبرني جويل بذلك ، كما أن والدك......".
توقفت ليف عن الكلام حين شعرت أن الجميع ينظرون اليها .
" هل كان أبي غاضبا لذلك؟".
أنهى رايان كلامه من دون أي إنزعاج.
" يمكنني ان اتصور ذلك".
ثم تابع سيره مضيفا :
" يمكننا أن نسبح هنا ، فالمكان ليس عميقا".
ثم مشى بزهو أمام اللوحة الرسمية من دون أن يعيرها أي إهتمام.
وفيما هي واقفة على الشاطىء ، نظرت ليف الى ماريا التي كانت تبدل ملابسها ببدلة سباحة سوداء :
" إنها فكرة رائعة ، فالمياه تبدو صافية ومثيرة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-12, 11:29 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


بعد ذلك قامت المراتان بمساعدة الأطفال في تبديل ملابسهم ، ثم تبعتهم ليف وماريا على الشاطىء وأخذتا تجمعان الصدف مع الأطفال ، وعندما رأت ليف لوحة ثانية تحظر الدخول الى الجزيرة ، تساءلت:
" ترى ، من هم الذين إشتروا الجزيرة؟".
لم تكن لديها فكرة عن ذلك ، فما الذي يدفعها الى التفكير أن هناك أكثر من مالك ؟".
" أخبرني مايك ان عمك طار صوابه حين سمع أن الأملاك بيعت".
قالت ماريا ذلك وهي تحاول ان تحمي عينيها من الشمس.
ضحكت ليف وقالت:
" إن عمي بارع في فنون الغضب".
" عن هذا المكان يحمل أجمل ذكرياتي، إعتدنا ان ناتي الى هنا لحضور الحفلات حين كنت في سن المراهقة ، وإعتاد رايان ان يأتي بنا في مركبه مثلما فعل اليوم ، كانت اياما جميلة ، كنا نرسل رايان لإستئذان السيدة كرافن لأنه يستطيع التحدث وإقناع أي كان في أي موضوع .
زمت ليف شفتيها بمرارة ، إذ كانت تعلم كل ذلك .
ضحكت ماريا وهي تنظر الى كوخ قيم مبني على الجزيرة ، ثم قالت:
" وفي ذات يوم ، دعا رايان السيدة كرافن لتكون مرافقته ، كانت في عامها الستين آنذاك ، وقد إستطاع ان يوفر لها بيتا رائعا ، إذ راحت تسبح ، ثم ساعدتنا في إعداد اللحم المشوي ، ذلك اليوم كان من أجمل ايام حياتي ، كلنا شعرنا بالحب الشديد نحو السيدة كرافن ، فهي ليست كما يدّعون عجوزا مشاكسة".
أجابت ليف موافقة:
" لا أظن انها تقول كل ما يجول في خاطرها ، وفي أي حال ، كانت لطيفة معي دائما".
" ومعي أيضا ، قالت لنا مرة ان بإمكاننا المجيء الى الجزيرة متى نشاء ، لم أندهش من كون السيدة كرافن قد أحبت رايان ايضا ، فهذا ما فعلته كل إمرأة في المنطقة بين سن السادسة وسن الستين".
نظرت ماريا بسرعة نحو ليف التي إحمر وجهها قليلا:
" آسفة يا ليف ، فأنا كثيرة الكلام".
ضحكت ليف ضحكة صغيرة وقالت وهي تحاول أن تبدو مرحة :
" كان ذلك منذ زمن بعيد ، حين كان رايان شابا وسيما".
تطلعت ماريا الى ليف عن كثب:
" اعني أنه ما زال وسيما ، لا بل إنه الآن أكثر وسامة من ذي قبل ، ألا ترين ذلك؟".
هزت ليف كتفيها وهي تحدق بإهتمام في صدفة غريبة إلتقطتها من الشاطىء.
ثم تابعت ماريا حديثها :
" كان يقضي أوقاتا ممتعة ، إذ كان يملك المركب ، ويملك كل شيء ، لكن مايك قال أن والده إستعاد المركب بعدما غادر رايان المنطقة".
قالت ليف من دون إكتراث :
" كان بحوزته بعض المال الذي ورثه عن عائلة أمه ".
" لا أدري ماذا عمل خلال السنوات الماضية ، ومهما يكن قد فعل ، فإنه دائما رجل ناجح".
أومأت ليف براسها وقالت:
" يجب أن نعود ، فقد حان موعد الغداء".
إنطلق الرجال برفقة ألسي لإختيار بقعة ملائمة للصيد ، ولم يكن على ليف وماريا سوى حث الأطفال للذهاب الى النوم ، لأنهم يشعرون بالنعاس الشديد ، فإستغرقوا في النوم بسرعة.
وعلى عكس ذلك ، لم تستطع ليف الرقاد ، وحين غلب النوم ماريا ، قامت ليف وفرشت شيئا على متن المركب لتأخذ حماما شمسيا بعدما طلت جسمها بزيت واق من حرارة الشمس.
قلّما كان المركب يتحرك ولم يكن يسمع أي صوت سوى حركة النسيم او صوت طائر ينطلق مغردا في الجو.
لم يكن أحد ليراها سوى ماريا إذا ما إستيقظت ، وكانت تستطيع أن ترى الرجال من طرف الجزيرة حين يعودون من الصيد.
ألقت راسها بين ذراعيها ، إلا أن دفء الشمس وحركة المركب الخفيفة فعلت بها فعل السحر ، فإستغرقت في النوم ولم تفق إلا حين شعرت بشيء يلامس ظهرها ببطء ، تطلعت لتجد رايان جاثما بالقرب منها ، نهضت لتبتعد عنه ، إلا انها تذكرت أن بدلة السباحة مفتوحة من الخلف ، فحاولت تثبيتها بإرتباك ، لكنه قام وساعدها وهو يقول ببرود:
" يمكنك أن تبقيها كما هي إن اردت ذلك".
نظرت اليه بحدة ، إلا أنه إبتسم بأسف وثبت البدلة كما يجب".
" لماذا عدت بسرعة؟".
جاء صوتها هشا ، رغم أنها تكلمت بنعومة لكي لا تزعج ماريا والأطفال.
" عدت لأحضر صنارة صيد اخرى ، إذ أن السي تجلس عاطلة عن العمل ، ففكرت أن من الأفضل المجيء بصنارة ثانية لنسرع في الصيد".
رفعت حاجبيها وهي تحاول إبعاد نظراتها عن صدره البرونزي القوي ، إلا أنه ربض قريبا جدا منها ، فتمنت لو تستطيع الإبتعاد عنه ، لكنها علمت انه سيلاحظ ذلك ، ويعرف سبب إبتعادها ، كما تخيلت التعبير الساخر الذي ستثيره حركتها .
قال وهو يشير الى صنارة ملقاة على متن المركب:
" ألا تناولينني الصنارة؟".
" حسنا ، لا تترك السي تنتظر فيما يطوف السمك لإلتقاط الطعم ".
قالت دون أن تستطيع التخلص من نبرة السخرية الواضحة في صوتها .
" ماذا تقصدين؟".
إبتعدت ليف بعينيها عن وجهه ، ثم عادت تحدق به ثانية .
" أنت لا تغارين ، اليس كذلك؟".
قالت بغضب:
" أنا لا اغار من أي كان أومن أي شيء له علاقة بك يا رايان ، وكلما أسرعت في طرد هذه الفكرة من رأسك يكون افضل".
راحت ليف سوي جلستها ، إلا أنه تحرك بسرعة نحوها ، فحجب اشعة الشمس وحرارتها عنها.
قالت وهي تصر على اسنانها بشدة وعيناها تنظران بغضب الى شعره الأسود:
" دعني أذهب ! ".
قال بإستهزاء ، وعيناه تلمعان:
" كلامك يدعوني للذهاب ، لكن عينيك تدعوانني للبقاء ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-12, 04:53 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ثم تحركت بده تلقائيا نحو كتفها الدافئة من جراء حرارة الشمس ، فإلتهبت وكأنها مسّت النار ،وفيما هما يتعانقان ، تمنت لو ان بإستطاعتها إقناع الشمس بالمغيب مثلما تمنت أن تمنع راسها من التحرك لأستقبال نظراته.
بدا ذلك كعقاب وتعذيب ، إلا أن رايان إنزلق في تيار المشاعر التي عصفت بهما ، وكانت يداهما تتحركان بشوق بالغ وكأنهما لم تلامسا ما يكفي.
قالت ليف وانفاسها تتلاحق، محركة راسها من جانب الى جانب:
" هذا جنون يا رايان ، كلا يا رايان .... لا نقدر... ماريا .... الاطفال يمكن ........".
" تعالي معي الى الشاطىء".
جاءت كلماته منخفضة ناعمة لإقناعها بلطف.
ثارت ليف وهي تحاول مقاومته ، وما لبثت ان هدأت ، وما كاد رايان يقف ليسير الى جانبها حتى ظهر رأس ماريا وهي قادمة من داخل المركب.
" ليف؟".
نادت بهدوء ، ثم توقفت حين رات رايان .
اصيبت ليف بالذعر مما فعلت ، فقامت تسوي ملابسها وقد شحب وجهها حين شعرت كم هي ضعيفة وغير قادرة على مقاومته .
قالت وأنفاسها تتلاحق ، وشعرت بالإحمرار يغزو وجنتيها :
" أنا هنا يا ماريا".
أحست ماريا بالخجل حين رأت وجه ليف الأحمر وفم رايان المشدود.
إلتفت رايان هامسا كي لا تسمعه ماريا ، وأصابعه تفرك يدها الممسكة بحافة المركب:
" تعالي معي يا ليف".
نظرت الى التعبير المثير في وجهه ، فتلاحقت خفقات قلبها ثانية ، ثم سارت نحو ماريا من دون أن تنظر خلفها مرة ثانية.
كان رايان يوشك على الذهاب ، وتحرك ليأخذ صنارة الصيد .
قالت ماريا وعيناها تتطلعان نحو ليف ورايان:
" قمت بتحضير الشاي ، هل تود ان تشرب فنجانا من الشاي؟".
كاد يتجاهل سؤالها ، لكنه تنهد ووقف بسرعة قائلا:
" كلا ، شكرا يا ماريا ، ساعود من حيث اتيت".
ثم إلتقط الصنارة من دون التطلع نحو ليف ، إلا أن عيناها رافقتاه ، قبل أن تبع ماريا الى داخل الغرفة.
قالت ماريا بعدما أصبحتا وحيدتين :
" آسفة يا ليف ، آمل ان لا اكون قد قاطعتكما ".
أجابت ليف وهي تتصنع المرح:
" بالطبع لا ، اين فنجان الشاي الذي كنت تتحدثين عنه؟".
وقفت ماريا تحدق في صديقتها ، فأطرقت ليف محاولة التهرب من نظراتها.
قالت ماريا بهدوء:
" لا تتهربي مني يا ليف ، فأنت ما تزالين تحبينه ، أليس كذلك ؟".
إلتفتت ليف غاضبة لتواجه ماريا ، إلا أن التعبير العاطفي البادي على وجهها أزال غضبها ، فقالت بهدوء:
" انت مخطئة يا ماريا".
" لا تحبينه ؟ لكن يبدو لي أنكما كنتما في وضع يشير الى الحب ".
أشاحت بوجهها لتخبىء الحمرة التي غزت وجنتيها وقالت:
" الحب ؟لم يكن حبا يا ماريا ، بل مجرد رغبة قديمة".
ضحكت ماريا قائلة:
" إن ذلك مثير حقا !".
أطلقت ليف زفرة حادة بضيق وقالت بياس:
" كان يجب ألا ارافقكم في هذه الرحلة يا ماريا ، لأنني عرفت ان ذلك سيحدث".
ثم جلست الى الطاولة وهي ترتجف متابعة:
" كما أنني لم أشعر بالراحة منذ أن عاد رايان".
قالت ماريا وهي تجلس قبالتها:
" لكنك كنت تعلمين أنه سيعود عاجلا أم آجلا ".
" لم افكر في ذلك مطلقا ، أتمنى ...".
توقفت ليف عن الكلام وهي تغمض عينيها بشدة على ذكريات تلك الدقائق التي قضتها معه .
" ألا تعتقدين ان بإستطاعتك خوض التجربة معه ثانية ؟ فالأمر يستحق المحاولة إذا كنت تشعرين بشيء نحوه".
هزت ليف راسها قائلة:
" كلا ، إن رايان دانيسون الذي وقعت في حبه ليس موجودا خارج مخيلتي ، علمت ذلك منذ ثماني سنوات ، تخيلته رجلا عظيما ، ولم يخطىء حين أخفق في التصرف كرجل عظيم ، لكنه لم يحاول حتى .... ان ...... لم يكن يريد أن يتزوجني في البداية....".
" لكنه تزوجك.....".
قالت ليف بمرارة:
" تزوجني لأن والده ووالدي أرغماه على ذلك".
" لم يكن ليتزوجك لو لم يرغب في ذلك يا ليف ، فهو آخر من يدفعه احد للقيام بمثل هذه الخطوة بالقوة ، حتى ولو كان الموت هو البديل".
وحين لم تعلق ليف على هذا الكلام ، وقفت ماريا وسارت بإتجاه المطبخ وهي تقول:
" سأحضر الشاي".
جلست ليف مكتئبة دقائق قليلة ، ثم قامت وهي تتنهد لتحضر فنجانين ، وفيما هي تنهض عن الطاولة ، داست بقدمها على طرف خريطة بدا أنها سقطت سهوا ، فإنحنت لإلتقاطها وإعادتها الى مكانها وهي تعتقد أنها الخريطة التي كان رايان ومايك يدققان فيها ، دفعها فضولها الى النظر اليها ، كانت تتوقع أن تجد خريطة بحرية ترشد الى المواقع المحلية ، لكنها كانت مخطط عمل ، القتها ليف على الطاولة ووضعت السكّرية على احد جوانبها لتبقى مفتوحة ، وقد اثارتها الكلمات المطبوعة في الأسفل:
شركة رايان دانيسون ، مع عنوانه في أوكلاند ، نيوزيلندة.
كانت الخريطة مخططا لسلسلة من الأبنية الصغرى ترتبط ببعضها البعض لتشكّل مستوطنة كاملة.
مشت ماريا خلف ليف تتطلع من فوق كتفها.
" ما هذا؟".
قالت ليف وهي تنحني أكثر:
" لست ادري ، وجدت هذه الخريطة تحت الطاولة ، يظهر أنها نوع من ..... سلسلة من الشاليهات ، إنظري هنا ، يبدو ان كل بناء هو وحدة متكاملة ، هنا توجد بركة سباحة ... وهنا ملعب كرة المضرب ، يبدو أن هذا مخطط منتجع سياحي".
إنحبست أنفاسها فإلتفتت الى ماريا ودهشتها تعكس ما تشعر هي به.
" إفتحيها جيدا".
قالت ماريا وهي تبسطها على الطاولة لتنظرا الى صورة المشروع ككل وتابعت:
" ربما تكون جزيرة كرافن ، لكن االجزء الأسفل إقتطع منها".
ولدى البحث في الخرائط الخرى ، وجدت ليف جزء الخريطة التي تريدها ففتحتها امام ماريا لتتحقق منها.
قالت وهي تكاد لا تصدق:
" إنها الجزيرة ! لكن ما الذي يفعله رايان بهذه الخطط التي تشير الى بناء منتجع في جزيرة كرافن؟ من المفروض ان يمتلك الجزيرة كي.....".
سالت ماريا وهي لا تصدق:
" ليف ، ها ذلك معقول؟".
أومأت ليف براسها وقالت:
" لا اصدق ذلك .... إذ كيف يستطيع شراء الجزيرة؟ وكيف إستطاع أن يقنع السيدة كرافن ببيعها له، في حين كانت ترفض أية عروض يتقدم بها والده؟".
" إن رايان بارع في إستخدام اساليب الأقناع الفعالة ، وربما إستمال السيدة كرافن وأقنعها ببيع الجزيرة له ، اعتقد ان دانيسون الاب ايضا شريك في الصفقة".
" لا ، انا متأكدة تماما أنه لا يعرف شيئا عنها ".
ثم تركت طرف الخريطة وهي تتمنى لو أنها لم تعثر عليها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.