آخر 10 مشاركات
الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          476 - درب الجمر - تريش موراي ( عدد جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          على فكرة (مميزة) (الكاتـب : Kingi - )           »          ♥️♥️نبضات فكر ♥️♥️ (الكاتـب : لبنى البلسان - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] للــعشــق أســرار، للكاتــبة : فـاطيــما (مصرية)(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree29Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-12, 09:11 PM   #31

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


رعشة غريبة رقيقة سرت في اوصالها ، شيء لطيف محير من الذاكرة عاد اليها.... نعم أنها في يوم من الأيام كانت مولعة بجاذبية وجهه الذي كان يحمل كثيرا من المعاني لعاطفية الرقيقة ، مولعة بلطفه ، بطباعه المرحة ، بإبتسامته العذبة وضحكته الحلوة ، ففي أي جحيم وقع هذا الرجل حتى تغير الى هذا الحد؟
وبعد وقفة لم تدم طويلا ، قال كونون :
" ربما تهديداتي مملة كما تقولين ، ولكن إطمئني فسيأتي يوم لا تملين منها فيه ، لأنك ستكونين مشغولة بمداواة جراحك".
فرّ اللون من وجه الانا وسرى اليه الشحوب ، فلا شك انه يعني ما يقول ، وترددت قليلا ثم قالت :
" في ذات يوم لم تكن تحلم ان تمد يدك نحو إمرأة !".
" ولكنني لست الرجل الذي تعرفين ، وقد سبق وحذرتك".
" لست بحاجة لكي تنذرني ، يمكنني أن ارى ذلك بنفسي".
" هل ندمت انك مررت بي ذات يوم؟".
" ليس الأمر مهما الآن....".
رفع كونون حاجبيه متسائلا:
" هل تعنين أنك لست مهتمة بزوجك؟".
" لماذا أكون ؟ فلست الزوج الذي إخترته بإرادتي ، لا تنس ذلك".
بدا الغضب في عيني كونون ، وأطبق بشدة على الكأس في يده ، لاحظت ألانا ذلك ، وإنتظرت هجومه..... ولكنه قال بإتزان:
" لا ، انا لست بإختيارك ، ولكن ذاك المخلوق البله كان بملء إختيارك ، اليس كذلك؟ لقد إخترته ! فباي شيء خرجت من ذاك الزوج ؟ لم يترك لك شيئا ، كم كنت تعيسة.....".
قاطعته الانا بحدة ، قائلة:
" هل يمكن أن نغيّر الموضوع؟ إذا كنا لا نستطيع ان نتحدث بقليل من اللطف والمودة ، فبحق السماء ، دعني أذهب الى غرفتي".
وبالرغم من غضبها الشديد ، شعرت انها مهزومة أمام قوته ، وليس هناك خيط من رجاء ، ولدهشتها رأته يهز راسه وقد ظهر التهجم بين حاجبيه وهو يقول:
" حسنا ، إذهبي الى غرفتك ، إذا كان هذا ما تفضلينه ".
نظرت اليه تكاد لا تصدق ما تسمع ، وسألت:
" هل تعني ذلك حقا؟".
بدت المرارة على وجهه ، وهو يجيب:
" نعم إنني أعني ذلك، إذهبي الى فراشك ، ليلة سعيدة ".
وقفت ألانا على الفور ، وتركت الفناء باسرع ما يمكنها ، وما أن إرتقت الدرجات حتى إلتفتت لترى كونون متكئا الى ظهر كرسيه ، وفي يده كأس يديرها ذات اليمين وذات الشمال في حركة منتظمة ، خطت ألانا خطوة أخرى الى الأمام ، فوجدت نفسها تلتفت ثانية ، وقالت في نفسها .... هناك ما يحزن هذا الرجل الجالس كالجريح ، وكأنه فريسة للأسى.
وبالرغم منها شعرت ببعض اللم ، تريد أن تسرع اليه وتتحدث معه ، تساله ما به؟ ماذا يقلقه؟ ولكنه إستدار فجأة، وقال غاضبا:
" إذهبي الى غرفتك ! لماذا تحومين ؟قلت أنك لا تريدين الذهاب ، إذن إفعلي ذلك وعلى الفور".
لقد غضب كونون لأنه عرف أنه لم يكن وحيدا ، في تلك اللحظة التي أراد ان يحتفظ بها لنفسه ، تلك اللحظة التي إستسلم فيها لآلامه الناجمة ولا شك عن حزن دفين ، وأزاح فيها قناع الشر عن وجهه ، رأته ألانا وقد ألقى سلاحه ،ولذا إنفجر فيها غاضبا، لكن الانا ذهبت من غير ان تنطق بكلمة ، ترتجف ولا تدري ، إذا كان ذلك حزنا عليه أم خوفا منه.
طلع الصباح ، ومشت ألانا نحو غرفة نافذتها ، أزاحت الستائر حائرة مما لا يزال يخالجها ، أهو الخوف المزوج بالغضب ، أم الممزوج بالشفقة ؟ الشفقة ! ابعدت هذه الكلمةعن ذهنها ، ولكنها كانت كلما أبعدتها تعود ثانية الى تفكيرها وبسرعة ، لماذا تشعر بالإشفاق على زوجها ؟ فهو ليس الرجل الوحيد الذي كان زواجه مشؤوما.
تمنت لو أنها تستطيع ان تعرف شيئا عن زوجته السابقة...وفجأة ، مرت في خاطرها ، كاتينا.... تلك المرأة التي حاولت في مرتين سابقين ، أن تشعر سيدتها الجديدة انها تريد أن تفضي اليها ببعض الأسرار ، ولكن في المرتين اوقفتها ألانا بحزم عند حدها ، غير أنها الآن تحس أنه لا باس لو سألتها بعض الأسئلة.
حدث مرة أن دخلت ألانا غرفة نومها ، في اللحظة التي كانت كاتينا تريد ان تغادرها ، بعدما أنهت ترتيبها ، وإبتسمت المرأة وهي تشير الى حلبة ماسية جميلة ملقاة على طاولة الزينة وقالت:
" لقد إشتراها لك سيدي ، أليس كذلك؟".
هزت الانا رأسها واجابت:
" لا ، كاتينا ، والدتي إشترتها لي قبل وفاتها بقليل".
أظلم وجه كاتينا ، ووضعت يدها على فمها كعادتها وقالت:
" إذن توفيت والدتك وهي شابة؟".
أحنت ألانا راسها:
" أجل يا كاتينا ، لقد ماتت شابة".
مضت برهة من الصمت ، بدا فيها التأثر على وجه ألانا ، أما كاتينا فقد شجعها سلوك سيدتها على ان تقف الى جانب سريرها ، فسألتها ألاناك
" منذ متى وأنت تعملين عند السيد كونون؟".
" انا وزوجي نعمل عند السيد كونون منذ مدة طويلة".
" أعني كم سنة؟".
" سنوات عديدة، تسع... تسع ونصف...".
نظرت الانا الى المرآة ، فوجدتها تبتسم سعيدة للتغير الذي طرأ على سلوك سيدتها نحوها.
" لكن هذا المنزل لا يبدو قديما الى هذا الحد".
" الا تعرفين ، سيدتي؟ الم يقل لك السيد كونون انه جاء الى هنا فقط منذ ثلاثة أو أربعة شهور؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-12, 04:41 AM   #32

خفايا الشوق

نجم روايتي وعضو فعال في التراس المنتدى الادبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية خفايا الشوق

? العضوٌ??? » 141888
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,302
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » خفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ررررررررررررررررررروووووو ووووووووعه

شـكـ ـــرا ... لك مني أجمل تحية .


خفايا الشوق غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/6YQ92892.jpg[/imgl]عـــابرون لا أكــُـثــــــر

[imgr]https://im32.gulfup.com/FYwSN.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/NBo28712.gif[/imgl][imgr]https://www.rewity.com/vb/signaturepics/sigpic242556_32.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/FXq17526.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/NxQ01099.gif[/imgr][imgl]https://im31.gulfup.com/57mdD.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/DbH16903.gif[/imgr][imgl]https://im40.gulfup.com/uAdq7.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/qbv87689.jpg[/imgr][imgl]https://im39.gulfup.com/aYnT2.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/r3w92892.jpg[/imgr][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/rfY65786.jpg[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/fBm45664.jpg[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 15-02-12, 06:34 PM   #33

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


عضت على شفتها لهذه الغلطة التي بدرت منها ، ثم هزت كتفيها ، وقالت :
" بالتأكيد ، إنه غباء مني ! كان عقلي شاردا في امر آخر ، ثلاثة او اربعة شهور... كان زوجي يسكن في جزيرة أخرى من قبل".
" نعم في جزيرة باتموس".
" باتموس ؟ إنني متأكدة انها جزيرة جميلة".
" إنها جميلة جدا سيدتي".
وسكتت كاتينا لحظة تنظر في وجه ألانا التي إبتسمت لها تشجعها على الكلام ، وأضافت أن السيد كونون ترك باتموس بعد وفاة زوجته الأولى في الحال كما أتبعت ذلك بقولها:
" لكنني اتوقع أنك تعرفين ذلك يا سيدتي ، لا بد ان زوجك أخبرك بذلك".
إبتسمت الانا ، فتابعت كاتينا:
" زوجي كان متزوجا بأخرى قبلي ، وهو دائما يتكلم عنها ، ويقول أنها تشتغل بجد أكثر مني ولكن هذا لا يعني انها افضل مني ، والسيد كونون لن يقول أن زوجته الأولى أفضل منك ، لأنها كانت سيئة جدا....".
توقفت كاتينا عن الكلام لما رأت تجهم سيدتها ، ثم قالت:
" أأنت غاضبة مني سيدتي لأنني تحدثت عن الزوجة الأولى؟".
في الواقع لم تكن غاضبة ولكنها إستنكرت من نفسها هذه المناقشة مع الخادمة ، ومع ذلك فهي تريد أن تعرف المزيد عن تلك الزوجة ، فهزت راسها نفيا وإصطنعت إبتسامة تشجيع ، من غير أن تظهر انها متلهفة لسماع المزيد ، وقالت:
" لا كاتينا ، لست غاضبة منك".
" أنا سعيدة سيدتي ، هل رايت ؟ أنت تختلفين عنها ، واضافت:
" إنها متغطرسة .... نعم ، إنها تتحدث الي كأنها الملكة ، وأنا امامها نملة صغيرة تحبو على الأرض ! هل فهمت ما اعنيه سيدتي؟".
" نعم لقد فهمت".
" وكما أخبرك سيدي ، كان لها عشاق كثيرون ، وكان السيد كونون يتمنى أن يخنقها حتى الموت ، لولا تدخل زوجي".
شحب لون آلانا وهي تتخيل كونون ويديه القويتين حول عنق زوجته ، وتذكرت انه غضب مرة عندما رىها ترفع يدها الى عنقها ، لعل حركتها تلك ذكرته بما كان يريد أن يفعل... بانه كان يريد أن يخنق زوجته ، لولا أن خادمه نجّاه من ذلك.
وبعد برهة صمت ، تحدثت الانا قائلة:
" كان وقتا عصيبا بالنسبة الى زوجي".
" كان وقتا فظيعا جدا ومليئا بالحزن عندما توفي الطفل الصغير".
وأخذت كاتينا تتابع الحديث:
" كان جذابا.... طفلا جميلا ، إبن السيد كونون ، وقد كان فخورا به كثيرا ، وفي ذات يوم كانت زوجة سيدي مشغولة بالحبيب الجديد.... ومن عادتها أن تجتمع به عندما يكون سيدي كونون بعيدا في أثينا يقوم ببعض العمال ، بكى الطفل الصغير ، وبكى .... ولما لم يا تاليه أحد دخل الى غرفة أمه ، فضربته ضربا اليما والقت به بعيدا".
" ماذا تقولين؟ القت به بعيدا".
صاحت ألانا وهي متعجبة ومشمئزة من هذه الصورة ، ولكنها في نفس الوقت ، صارت ترى زوجها بمنظار جديد ، وأعطته أعذارا كثيرة لذاك التحول الفظيع الذي حصل له.
" نعم.... القت به عبر الغرفة، فإرتطم رأسه الصغير بزاوية الطاولة الرخامية التي كانت للسيد كونون ".
توقفت كاتينا قليلا ، ونظرت الى سيدتها ، ثم أضافت:
" الم يخبرك السيد كونون عن الصغير؟".
" لا يا كاتينا ، فهو لا شك لا يحب أن يتحدث عنه".
" انت تريدين ان أحدثك عنه ، هذا ما أظنه ، أليس كذلك؟".
" نعم اريدك أن تخبريني بكل شيء".
" لقد أحضر السيد كونون ممرضة لغبنه ، ولكنها في ذات يوم إستدعيت للعناية بأمها المريضة ، وأما انا وزوجي فقد كنا في منزلنا الصغير قرب منزل السيد كونون ، وهكذا لم يكن في المنزل سوى زوجة سيدي وحبيبها".
هزت ألانا راسها إستنكارا ، ورفعت كاتينا يدها الى قلبها وهي تعيد :
" اخذ الطفل الصغير يبكي ، فقد كان المسكين مريضا ... ولما لم يأت أحد اليه ، قام من فراشه وجاء الى غرفة أمه ، فثار غضبها وضربته ضربا موجعا كما أخبرتك ثم دفعته بقسوة حيث إرتطم رأسه بزاوية الطاولة ، لقد اصيب برضوض في جميع انحاء جسمه بالإضافة الى الصدمة الكبيرة في راسه ، ومات إثر ذلك ، وإستدعى الطبيب سيدي كونون ، فجاء في الحال".
سكتت كاتينا عن الكلام وفي عينيها نظرة رعب ، ومرت بضع لحظات والصمت يخيم على المكان ، حتى إستطاعت ان تعود الى الحديث.
" تذرع السيد كونون بالصبر ، وحتى وجد نفسه اخيرا وحده مع زوجته ، وعندها أطبق على عنقها يضغط عليه بشدة ، لا بد أنها قاومت لتتخلص منه لكنها لم تستطع ، ولولا ان زوجي جاء في الوقت المناسب ولحق به عامل آخر وانا ، لكانت ماتت على يديه ، فجميعنا تعاونا حتى إستطعنا ان نبعده عنها ونمنعه من قتل تلك المرأة اللعينة".
بصعوبة كانت الانا تبتلع ريقها ، فقد فهمت الآن كل شيء وتذكرت كونون كما كانت تعرفه ، ثم خيانة زوجته ، وفجيعته بولده ، وأغمضت عينيها لتبعد عن ناظريها مشهد القتل....
" لقد عانى زوجي الكثير ، ولا عجب أن يصبح على ما هو عليه ".
كان صوتها منخفضا جدا ، ومع ذلك كانت تنظر نحو كاتينا راجية ألا تكون قد سمعت الجملة الأخيرة ، ولكن المرأة كانت تحرك راسها من جانب الى جانب.

فوز عزت likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-12, 06:36 PM   #34

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" إنه لخسارة ان يتزوج من تلك المرأة ، ولكن كان يجب عليه أن يفعل ".
" كان يجب عليه أن يفعل ، ماذا تعنين بذلك ، كاتينا؟".
" أنا لا اعني أنه كان يجب عليه أن يتزوج هذه المراة بالذات ، ولكن كان يجب أن يتزوج من أية إمرأة ، فقد أجبره ابوه على ذلك ، كان السيد كونون يحب فتاة أنكليزية ، ولكنها رفضت أن تتزوج منه ، أنا لا اعرف كيف يمكن لأية فتاة ان تقول لا للسيد كون، لقد كان جميلا جدا في ذاك الحين".
توقفت المرأة عن الكلام ، ونظرت نحو ألانا معتذرة:
" أنا آسفة سيدة كونون....".
" لا تعتذري ، أنا أعرف ان زوجي تغير شكله خلال السنوات التسع الأخيرة".
كانت زلة لسان من ألانا ، إذ لا يبدو على كاتينا انها تعرف أن الفتاة الإنكليزية التي تتحدث اليها الآن هي التي رفضت سيدها.
" كان والد السيد كونون قلقا على امواله وأعماله ان تذهب الى أبناء أخيه من بعده ، ولذا ألزم السيد كونون بالزواج حتى ينجب وريثا ، لقد حصلت بينهما مشاحنات كثيرة ، لأن سيدي قال أنه لا يزال يحب تلك الفتاة الإنكليزية".
ومرة أخرى سكتت كاتينا عن الكلام وأخذت نفسا عميقا وهي تنظر الى سيدتها بشيء من الشك ثم قالت:
" أنت التي طلبت مني ان أخبرك بكل شيء ، ولذا فإنني أفعل".
" نعم أريد أن اسمع كل شيء".
لم تكن ألانا تتوقع في الحالات العادية أن تقف لتستمع الى كاتينا ، ولكنها أضطرت ان تفعل ، فهي تريد أن تعرف كل شيء عن زوجها.
أحست بالإشفاق على زوجها وشعرت بالذنب فلو أنها تزوجت منه لما حلت به كل هذه المآسي ، ولما عانى كل هذه المعاناة ، ومن جهتها هي ، لكانت تفادت الزواج من ذاك الرجل البغيض هوارد بيومونت.
كاتينا عادت للكلام ثانية وعرفت ألانا المقتطفات الأخيرة من القصة... وهي أن كونون عندما أيقن أنه لا يمكن أن يتزوج الفتاة الإنكليزية ، إختار فتاة يونانية وتزوج منها ، وعزم على ان يكون زوجا صالحا ، وإستمرت كاتينا في حديثها فقالت:
" كانت حياة السيد كونون سيئة للغاية ، ولكن زوجته أخيرا توفيت في حادث سيارة هي والحبيب الأخير ، والآن نأمل أنا وزوجي أن يعيش سيدي معك حياة مليئة بالسعادة".
نظرت ألانا الى الفراغ ، وقد أدركت أنها ليست غاضبة للحرية التي أعطتها للمرأة في الكلام ، وإصطنعت الإبتسام شاكرة إياها على ما أخبرتها به ، ثم اضافت:
" أنا ممتنة لك كثيرا ، فالآن افهم زوجي بطريقة افضل".
" سيدتي ، وأنا اكون شاكرة لك أكثر لو احببت سيدي".
ومن دون أية كلمة أخرى إستدارت لتترك الغرفة.
" كاتينا..... إرجعي! ".
" نعم سيدتي".
" هل قدّمت والدة الطفل للمحاكمة ؟".
" أنها الحقت العار بسيدي ، بتصرفاتها المشينة ، والسيد كونون كثيرا ما تحدث مع والده ومع الطبيب ، ولكنهم قرروا أن هذا العار يجب أن يبقى سرا ، ولم تقدم للمحاكمة ، وانا لم أخبر احدا بما قلته لك يا سيدتي ، فأنت لك الحق بأن تعرفي كل شيء".
" إذا كان الطفل قد قتل ، فكيف طمست القضية؟".
" لقد قالوا أنه سقط من الدرج الى الحديقة ، أنا أظن أن تلك المرأة كانت مجنونة وشريرة ، وعلى هذه الحال يمكن أن تعفى من العقاب".
" وهكذا إذن قرر السيد كونون أن ينتقل نهائيا من باتموس؟".
" هذا هو الواقع ، سيدتي".
بعد دقيقة ، ذهبت كاتينا ، وبقيت الانا مع افكارها ، كان من الجلي ان كونون عزم على ان يبدأ حياة جديدة في بيت جديد وزوجة جديدة أيضا ، مبتعدا كليا عن كل شيء يذكره بالماضي.
أحست ألانا بالحنان والإشفاق يملآن صدرها ، وتأكدت الآن أنه تزوج منها للإنتقام ، لأنه يعدّها مسؤولة عن كل ما حدث له حتى موت ولده .
لو تزوج منها لما المت به جميع هذه المصائب ، ولكنها مع ذلك لن تسامحه لأنه تزوج منها بهذا الاسلوب ورغم إرادتها ، غير أنها عزمت على ان تحاول ما إستطاعت أن تعيد شيئا من البهجة الى حياة زوجها....

فوز عزت likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-12, 06:40 PM   #35

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

5- خشيت على سلامتها بين يدي رجل مجنون كهذا ، ذات يوم قد يستبد به الحزن الى درجة مرعبة بحيث لا يعرف ما الذي يفعل.....

بالرغم من أن ألانا حاولت الكثير لتبعد عن نفسها القلق والشعور بالذنب ، إلا أنها ايقنت ان ذلك مستحيل ، فالفكرة تلاحقها في كل لحظة ودقيقة كالحلم المريع الذي يرفض أن يتراجع الى عالم النسيان ، بعد الذي سمعت وعرفت.
ولكنها مع كل ذلك لم تستطع أن تتغلب على شعورها بالكراهية نحو كونون أو لعلها لا تريد ، فهي لن تنسى أنها تزوجته مكرهة ، وكانت إذا إلتقت به ، لا تتمكن من إخفاء مشاعرها نحوه في أكثر الأحيان .
" كراهيتك لي غالبا ما تبدو في عيننيك"
هذا ما قاله لها ذات ليلة عندما جاء الى غرفتها ، ورآها تبتعد عنه الى الجانب الآخر من الغرفة ، ثم تابع:
" ومهما كنت بغيضا في نظرك عليك ان تتحمليني".
ولكن ألانا لم تقل شيئا ، وأخذ يذكّرها بزوجها القديم وكيف رضيت به ، دون أن يعرف أنها لم تكن زوجته إلا بالإسم.
" إنني متعبة".
هذا كل ما إستطاعت أن تقوله .
" تعالي الى هنا الان".
هزت رأسها آليا وهي تنظر من النافذة الى الخارج ، حيث الشرفة الواسعة الطويلة التي كانت تجلس فيها أحيانا تقرا بعض الكتب ، أو تمتع ناظريها برؤيا الحدائق والبساتين الممتدة حتى البحر.
" أرجوك ، إذهب".
كانت تتعجل ذهابه ، لأن الشعور بالإشفاق بدأ يغزو قلبها بالرغم من محاولتها طرده ، وخشيت من الإشفاق أن يجعل موقفها من زوجها مرنا بحيث ترضى أن تستجيب له ، وهي لا تريد ان تمنح كونون الرضى والإرتياح ، بشعوره انه هزمها كليا ، وعادت تقول:
"إذهب فأنا لا أريدك هنا ، وأنت تعرف ذلك".
إرتفع حاجباه البنيّان ،وإتخذ خطوة نحوها ، هدوءه لم يخدعها فقد إعتادت على طباعه المتلونة.
" انت زوجتي يا ألانا ...".
" لا أظن أن هذا التذكير ضروري ".
خبت إبتسامته وقال بنفس الطريقة الناعمة التي بدأ بها:
" في هذه الحالة ، لست بحاجة أيضا لأذكرك بواجبك".
إحمر وجهها وعادت تنظر من النافذة ، ثم قالت:
" يبدو أنك لا تفكر أن هناك أمورا أخرى أهم من الواجبات والحقوق ، أليس كذلك؟".
كانت تتقول هذا وتفكر بذاك الحب العظيم الذي كان يحمله لها ، عندما قال ان زواجه منها نعمة من الله.
" أنا لا يهمني مطلقا ما تقصدين ، تذكري أنني يوناني ،ونحن نقيم علاقاتنا مع زوجاتنا ولو كنا نحتقرهن ".
" انت تحتقرني إذن؟".
" على الأغلب ، نعم أحتقرك ، أن تتزوجي من اجل المال ،وتقبلي ذاك الحيوان زوجا لك... فاي رجل محترم لا يحتقر إمرأة مثلك؟".
نظرت اليه ، وأصبحت على وشك أن توضح له الأمور ، ذاك الإيضاح الذي يبرئها امام عينيه ، ولكن تعابير الإحتقار العميقة التي تبدو عليه ، أسكتتها عن الكلام ، وعلى اية حال فهو لم يعطها فرصة لتحكي له قصتها ، وكان يتهمها دائما بأنها تسعى وراء الأشياء المادية في الحياة ، فلماذا إذن تزعج نفسها في تفسير ما غمض من أمرها ؟ وقالت في نفسها ليظن بها الظنون ، ويتهمها ما شاء من إتهامات بانها مادية وهمها هو المال ، ، حتى أنها تزوجت ذاك الرجل الذي أسماه حيوانا ، ولكنها لا تستطيع أن تكون زوجة حقيقية لكونون طالما لا تربطهما صلة حب.
" إذن انت تحتقرني،وتتهمني ، ولكنني لا ابالي برايك فيّ ".
ضاقت عينا كونون ، وقال:
" كم كنت مخطئا في رأيي ، يوم عرفتك ، كنت انظر اليك كمثلي الأعلى ، المرأة الكاملة ".
نظر اليها بإشمئزاز وتابع:
" كنت فتيا في ذاك الحين ولا اعرف شيئا عن النساء أو شرورهن ".
إنطفأ صوته وراح في تفكير عميف، وأحست ألانا أنه كان يفكر بما فعلت زوجته ، وسرعان ما تغيرت ملامح وجهه واصبحت مخيفة وايقنت ألانا أنه إنتقل بافكاره الى ولده.
أما هي ، فقد اخذ الخوف والحنو يتصارعان في قلبها ، وعرفت أن الحنان هو الذي ينتصر وليس الخوف.
قفز كونون عبر المسافة التي تفصله عن زوجته ، وأمسك بكتفيها بقسوة آلمتها ، وقال :
" على الأغلب أنا اعرف القليل من شرورهن ، إنهن مخلوقات حقيرات وكرهي لك قوي جدا ، حتى....".
" كونون !".
صرخت ألانا وهي تجاهد لتتخلص من يده ، ثم تابعت:
" إنك تؤلمني ، أرجوك دعني اذهب".
ولكنه بدلا من ذلك ، امسك بها بقسوة أكثر وألانا تصرخ ، وهو يضحك ويقول:
" آلمتك ؟ يمكنني أن اقتلك في وقت من الأوقات ! سوف أجعلك تقاسين العذاب الوانا كما وعدت ، كلما عادت اليّ الذكريات".
شحب لونها ، وتراخت ساقاها ، لولا يدي زوجها اللتي إحتضنتاها ومنعتاها من السقوط.
" ارجوك دعني أذهب".
ملأت الدموع عينيها ، وشعرت انها تريد أن تلغي الإتفاقية التي عقدتها معه وتهرب بعيدا عنه ، بعيدا عن جزيرته ، ولن تضع قدميها عليها مدى الحياة ، ولكنها أضافت:
" أصحيح أنك تستمتع بتعذيبي؟".
" بكل تأكيد وأحس بالسعادة والرضى !".
أحست الانا بيديه تتراخيان شيئا فشيئا ثم وجدته يتركها ويتراجع الى الوراء ، ولكنه بقي واقفا امامها ، تنطق تعابير وجهه بالشر ، فهو الرجل الذي يستطيع أن يقتل ، ولولا تدخل خدمه لقتل زوجته الأولى ، ومن يدري ماذا سيفعل معها ، سمعت ألانا صوته يعود للكلام:
" نعم إنني احس بالسعادة من إيلامك ، من جعلك تعانين الأمرّين ، جعلك تدفعين ثمن ما قاسيت بسببك ، منذ مدة طويلة وانا أخطط اليك والإنتقام منك أشد إنتقام لأنك رفضت الزواج مني".
تمالكت الانا نفسها وسالت:
" وهل موقفك هذا منطقي؟".
" الثار لم يكن مرتبطا بالمنطق في يوم من الأيام".

فوز عزت likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-12, 06:45 PM   #36

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت في نفسها غريب امر هذا الرجل ، فقد كان وهو أصغر سنا يوم عرفته ، يمعن النظر في جميع أفعاله ، متزنا في تفكيره ، يفكر بالعواقب ، فما الذي جرى له الان ؟ اهو حزنه الشديد الذي شوّش عقله؟
بقي واقفا قريبا منها وهي تنظر اليه ، الى عينيه الرماديتين الداكنتين لا تستطيع أن تسبر أغوارهما ... ضيقتين مليئتين بالكراهية ، أعمى عن كل شيء إلا عن إشباع رغباته ، وإنتصاره من غير رحمة.
بدأ قلبها يعلو ويهبط ، فإتخذت خطوة الى الوراء ، ولاحظت غمزات عينيه الساخرة بحركتها تلك ، واقفا أمامها كالعملاق ، واثقا من نفسه ، وشعرت الانا أنها وقعت في الفخ.
إقترب كونون منها أكثر ، ويده المرتجفة لامست وجهها ، وفجأة ضمّها اليه ، ثم غاصت الغرفة في الظلام .
كان نائما وهي تحملق فيه بإستغراب ، فإمارات الشر قد زالت عن وجهه ، ورأت فيه الرجل الذي عرفته ذات يوم ، كثير الود والقدرة على أن يحب بصدق ، والإبتسامة تبدو على شفتيه كمن تمر في مخيلته ذكريات مفرحة ، حلّت مكان تلك الذكريات الموحشة المخيفة.
في الليلة الماضية نامت وحكمة الهرب ترن في اذنيها ، ولكن في هذا الصباح شعرت أن الإشفاق على زوجها قد هزم فكرة الهرب ، فلن تتركه وحيدا ، يحتضن حظه العاثر ، ويندب ولده الذي رحل بتلك الطريقة المرعبة ، فهذا وحده كاف أن يجعل كونون دائما اسيرا لالام مبرحة لا تطاق.
" اين أنت؟".
جاءت الكلمات في نغم مليء بالذعر .... لكنها نغمات ناعسة كأنما صاحبها لم يستيقظ جيدا بعد ، ثم أضاف:
" اين أنت ؟ اين ذهبت".
عادت الى الباب بسرعة ، وجدته مستيقظا مقطب الجبين ، فقالت تطمئنه:
" أنا هنا ، كونون ".
نظرت الانا اليه فرأت التجهم على وجهه يمضي ثم يعود وسمعته يسأل:
" ماذا كنت اقول؟".
" سالتني أين أنا".
مرت لمحة من السرور في عينيه ثم نظر الى ساعته وأضاف:
" حسنا ، ولكنك إستيقظت مبكرة".
" إنه صباح مشرق جميل ، وأحب ان أذهب في جولة قصيرة قبل الفطور".
رددت الانا كلمته في نفسها لأسباب غامضة ، فشعرت وكأنها صرخة من الماضي ، صرخة فيها إستغاثة والم ، وإستغربت لهذه الفكرة ، فكرة إرتباط هذه الصرخة بالماضي البعيد ، لماذا لا تعود الى أمور أكثر قربا من الحاضر؟
من الممكن أنه كان يحلم ، أو ربما كان بين اليقظة والنوم ، عندما يتمتم المرء باي كلمات ، وفي هذه الحال ، فكلماته ليس لها أي معنى عميق ، هزت ألانا رأسها وقد نفد صبرها من نفسها ، لأنها لم تصل الى أي سبب ثابت يوضح لها سبب صيحة كونون تلك.... أين أنت؟
وبقيت هذه التساؤلات تراودها ما يقرب من نصف ساعة ، حيث كانت تسير على الطريق التي تؤدي الى نهاية الجزيرة .
كانت الشمس تسطع فوق سطح البحر تلونه بلون اللهب ، والسماء تتألق في العلى بلونها لصافي ، وقد توشحت سفوح الجبال بأثواب ذهبية وخضراء ، والروابي مزيج من الألوان تغطيها البساتين والحدائق التي تستكن في احضانها بيوت متناثرة بيضاء.
وبعيدا في البحر يبدو العديد من الجزر تلمع تحت اشعة الشمس ، ترتفع تلالها عالية حادة نحو السماء ، إبتسمت الانا إذ وجدت نفسها تستعيد إحساسها الأول إتجاه هذا الفردوس الوضاء حيث كانت الشمس تختفي وراء الغيوم ، والجبال معلقة في أعماق الضباب ، والوحشة تخيم على كل مكان.
اما الآن وقد ولت الغيوم امام شعاع الشمس وتلاشى الضباب عن الجزيرة ، فإن ألانا بدأت تحب هذا المكان ، وشعرت انه بإمكانها ان تكون سعيدة بين حنايا هذه الجزيرة الرائعة الجمال ، لو أن الظروف التي تعيشها عير هذه.
حقا ان زوجها يبدة متوحشا همجيا أحيانا ، ولكنه أحيانا أخرى يبدي ملامح عاطفية لا تكون إلا في قلوب المحبين ، ترى هل يمكنها ان تخفي شيئا من إشمئزازها منه ؟ وفكرت فوجدت ان ذلك بعيد الإحتمال.
إستمتعت ألانا بالجولة التي قامت بها ، بالمناظر الخلابة ، بالنسيم البارد العليل القادم من البحر ، بالروائح الزكية التي تنتشر في كل مكان فاتحة الأعشاب العطرة التي تنبت بين الصخور.
كان القصر يبدو روعة في الجمال وقمة في فن العمارة ، كانه معلق على حافة صخرة عالية ، أما جزيرة ليروس فقد كانت تبدو قريبة جدا خلال ذلك الجو الصافي ، والجزر الصغيرة الأخرى تكاد تلتصق وكنها جزء من كاليمنوس نفسها ، إنفصلت عنها قليلا لتستحم في المياه الدافئة على شطآنها الجميلة.
نظرت ألانا الى ساعتها ، وإستدارت تسرع الخطى بأكثر مما إعتادت أن تفعل ، حتى لا تتأخر عن موعد الفطور ، لقد سبق وتأخرت مرة عن موعد الطعام ، فحدثت مشادة بينها وبين كونون ، ولكن كالمعتاد كان كونون المنتصر ، وحذّرها ألا تعود لمثل هذا التأخير في المستقبل .
أحست ألانا بكثير من الإمتعاض في داخلها وهي تتخيل تصرفات كونون المتعسفة ، وهي ليست من النوع الذي يرضخ بسهولة ومن غير مقاومة شديدة ، ولذا خففت من سرعتها وأبطأت في مشيتها ، وأخذت تسير عل مهل سعيدة فرحة.
وصلت الى مائدة الطعام ، بعد أكثر من عشر دقائق من دخول كونون الغرفة ، ضاقت عيناه قليلا كانه ينتظر منها إعتذارا ، ولكنها رفعت وجهها نحوه قليلا ، ثم جلست وهي تقول:
" ما كان عليك ان تنتظرني ، ألا يكون طعامك قد برد؟".
جلس كونون قبالتها وقال برقة:
" انت تعرفين شعوري بصدد التأخر عن مواعيد الطعام ، وقد حذرتك مرة أنه لا يمكنني الإنتظار حتى تصلي الى المائدة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-12, 08:27 PM   #37

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم تقل ألانا شيئا أكثر من انها أحنت رأسها ، فأضاف:
" هل كان تأخرك لأمر هام ، الانا؟".
نظرت اليه نظرة شاملة ثم غيّرت إتجاه نظراتها ، قال :
" الاحظ أنه كذلك ، فاين إعتذارك ؟".
تمتم بالكلمات الأخيرة ونظره عالق بها ، رفعت ذقنها بكبرياء وقالت :
" كنت أتمشى ، مستمتعة بما أرى من مناظر خلابة ، ويبدو أنني إبتعدت أكثر من المعتاد ، ولذا فأنا لا اشعر أن هناك ضرورة لأي إعتذار ".
" عادة يكون ضروريا عندما يتأخر المرء ، وعندما يكون هناك من ينتظره ، إن طباعك ينقصها الكثير حتى تصبح مقبولة".
قال ذلك ثم لاذ بالصمت عندما لم يسمع جوابا ، نظرت الانا اليه مستاءة من موقفه ، كان يبدوعليه كأنه غاضب من نفسه لأنه لم يطور المسألة الى أبعد من ذلك ، كان في داخله صراع ، ولما كانت ألانا لا تريد ان تتفاقم الأمور بينهما ، غيّرت الموضوع واخذت تتحدث عن المشاهد الجميلة التي راتها في هذا الجانب من الجزيرة خاصة ، واضافت عندما لم يعلق على حديثها:
" إنها جولة ممتعة حقا ، ألم تذهب مرة الى نهاية الجزيرة؟".
" لقد فعلت".
أجاب بإختصار ، مظهرا انه ليس راغبا في الحديث ، ولكنها لسبب ما لم تعرف له تفسيرا ، إستمرت بالكلام:
" ما اروع ذلك القصر ، يبدو كأنه في خطر من الإنزلاق عن تلك الصخرة الشاهقة الى أعماق البحر".
تحركت عيناه وضاقتا قليلا ، ثم قال:
" إنه في أمان".
كان هذا كل ما قاله ، ولكن هذا لم يثنها عن الإستمرار في الحديث ، وقالت:
" أظن أن المرأة التي تسكن هناك إنكليزية الأضل".
أحنى كونون رأسه وعندما تكلم كان التوتر قد بدا على وجهه :
" إنها متزوجة من رجل يوناني".
صمت لحظة ، تابع بعدها:
" إننا لا نكلم بعضنا مطلقا".
لحظة اخرى من الصمت ، ولكن فضول الانا كان أكثر من رغبتها بألا تغضب زوجها ، وسألته عن السبب الذي يجعلهما لا يكلمان بعضهما ، وأضافت:
" أن هذا يبدو لي غريبا ، وأنتما جاران".
ضحك كونون فجأة ، ضحكة خشنة مرتفعة ، وتابع:
" إنه لمن المضحك حقا ، ألا يرضى عن تصرفاتي وهو الذي يحمل على كتفيه ذلك الماضي".
" الماضي؟".
كان كونون لا يزال ينظر اليها عبر مائدة الطعام التي تفصل بينهما ، وقال:
" لقد أرغم فتاة على الزواج منه".
شملته ألانا بنظرة ، والسؤال باد في عينيها.
رددت كلمته تلك غير مصدقة ، وأضافت:
" هل ارغمها عن طريق التهديد مثلما فعلت ؟".
لم يمح سؤالها روح الدعابة ، بل على العكس فقد زادها ، وأطلق ضحكة أخرى قصيرة ، ثم قال:
" شيء من هذا القبيل ، على ما أعتقد ، لم أكن أسكن هنا في ذاك الحين ، ولكن الجزيرة صغيرة وليس فيها أسرار ، لقد تزوجته لتنقذ عائلتها من الدمار".
قالت ألانا بجفاء:
" يبدو أنكم جميعا متشابهون ".
" لا ، ليس الجميع ، انت فقط تعيسة الحظ ! ".
" هل تخرج الفتاة من القصر؟".
" لا شك ، في مثل حالتهما يكون الزواج موفقا عادة...".
قطع كلامه وأطلق ضحكة اخرى ، ثم أضاف:
" يقال انهما مثاليان في تعاملهما ، مجنونان في الحب !".
كانت جملته الأخيرة ممزوجة بالسخرية.
" في الحب ! هل تعني أن كل شيء سار سيرا حسنا في النهاية ؟".
" كل النساء يحببن أن يسمعن النهاية ، إنهما يعيشان ان بسعادة دائمة لا مثيل لها ".
بقي شيء من الدعابة في نغمات صوته ، ولكنها ممزوجة بشيء من الإحتقار .
" أنت يا ألانا ، لن تكوني محظوظة الى هذا الحد ، لأن دونيس لوسين كان يحب الفتاة طيلة الوقت ، بينما أنا أكرهك.... لقد كرهتك منذ اللحظة التي رفضتني بها".
بدا على وجه الانا شيء من الغضب والإنفعال ، غير أنها قالت :
" بل منذ اليوم الذي فشلت في زواجك".
سكتت الانا ولكن سكوتها جاء متأخرا ، فقد تغير لون كونون وصار قرمزيا ، وثارت ثائرته:
" زواجي ! الم أقل لك الا تذكريه على الإطلاق... وحق السماء ايتها الفتاة لسوف اقتلك إذا ذكرته مرة اخرى ! هل تفهمين ! ".
شحب لونها وإزدادت ضربات قلبها :
" إنني آسفة....".
لقد ندمت على زلة لسانها ، وتمنت لو أنها لم تفه بتلك الكلمات على الإطلاق ، تلك الكلمات التي لا تثير غضبه فقط وإنما تسبب له كثيرا من الآلام ، فإنها تذكره بماساته .... بفقدان ولده.... ورددت :
" إننس اسفة حقا ، كونون".
بدا صدق شعورها في نبرات صوتها ، وفي نظرات عينيها ، ولكن كونون كان كمن فقد عقله ، وهو ينظر اليها نظرات فارغة كالمجنون ، نظرات بعيدة جدا كمن يعيش الذكرى ، يجتاز تلك المرحلة المروعة في حياته ، عندما اخبروه أن ولده قد مات ، وأن مسؤولية موته تقع على زوجته .
" آسفة !".
تنهد من أعماقه ، ووقف كنه مدفوع ان يفعل ذلك ، صفق بيده ، حسبت ألانا أن الرجل قدجن فعلا ، جنونا مليئا بالغضب والحزن ، وصاح:
" سوف أجعلك تاسفين في دقيقة واحدة ن تعالي الى هنا ! ".
قفز نحوها وهو يتكلم ، ولكن ألانا كانت أسبق منه حيث قفزت من النافذة تركض على الشرفة نحو الدرجات التي تؤدي الى الممر المرصوف ، شعرها على كتفيها يتطاير في الهواء ، اسرعت بإتجاه الطريق الطويل ، لقد أدهشها انها وصلت البوابة من غير أن يمسك بها زوجها من الخلف ، وهناك إلتفتت إلتفاتة سريعة الى الوراء ولكنها لم تر لكونون أثرا.

فوز عزت likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-12, 08:31 PM   #38

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


صفقت ألانا لذلك فرحا ، وجلست على الحشائش وراء البوابة تفكر ، اسرعت خفقات قلبها ، وأحست بآلام تجيش في صدرها ، وفكرة الهروب تراود عقلها ، لقد خشيت على سلامتها بين يدي رجل مجنون كهذا الذي هو زوجها ، وأيقنت انه في ذات يوم يستبد به الحزن ويستبد به الحزن ويشتد به الغضب الى درجة مرعبة لا يعرف معها ما الذي يفعل.
وبعد فترة وجيزة إستطاعت الوقوف ، وسارت بإتجاه القرية ، والذعر لا يزال يسيطر عليها والتساؤل يلح ، ترى أي حياة هي هذه؟ وتدفق الدمع من عينيها ...
فهناك هوارد بيومونت يرغمها على الزواج منه بالتهديد ، تهديده بأن يرسل أخاها الى السجن إن لم تفعل ، والان جاء كونون ، بعد أن تحررت من زواجها الفاشل ، جاء هو ايضا يهددها ، بتدمير الرجل الذي تدين له بحياتها إن هي لم تتزوج به !
كثيرا على إمرأة أن تتحمل كل هذا ، إحتجاج مرير كان يغلي في صدرها ضد ما يفعل بها القدر...
إستمرت الدموع تفيض من عينيها وهي تسير ، ظهر من الإتجاه المعاكس رجل يركب حمارا وكلبه يعوي بجواره ، تسير زوجته وراءه تتشح بالسواد ، إمرأة متعبة تحمل ذكريات موجعة تبدو في تجاعيد وجهها الأسمر.
حياها الرجل وردت التحية من غير ان تنظر اليه ، حتى لا يرى الدموع في عينيها ، والمرأة أيضا حيتها بإبتسامة ، ومرا بها نحو الطريق المؤدية الى سفح التل حيث يسكنان في بيت ابيض صغير يستكن بين اشجار الزيتون والليمون .
لقد حسدتهما الانا ، إنهما يعرفان الأمان ، يعرفان تماما طريقهما في الحياة ... في مملكتهما الصغيرة الخاصة .
تساءلت ألانا ، ترى الى أين كانت ذاهبة ؟ فليس لديها مال ولا ثياب ، بالإضافة الى أنه اصابها تعب شديد لدرجة لم تعد تقدر على المسير ، ولن تعود الى كونون فهي ليست آمنة معه ، وصرخت من غير أن تشعر أنها كانت تصوغ افكارها في كلمات :
" يا ألهي الى أين يمكنني ان أذهب من غير مال ...".
خبا صوتها ، وإرتجفت شفتاها ، فقد أحست بوقع اقدام وراءها ، إنه كونون ! إنها خطواته فهي تعرف وقعها أينما كانت ، عاد الذعر اليها ، إستدارت وقد فر اللون من وجنتيها ، ولم تعد لها قدرة على التفكير ، أو الحركة ، وسمرت مكانها كالأرنب المذعور امام الذئب ، وقلبها يخفق بجنون بين جوانحها.
" هل سمعتك تتحدثين عن المال يا عزيزتي ؟".
كان زوجها يتمتم بهذه الكلمات ، فهزت راسها كمن لا حيلة له وقالت:
" لا.... نعم...".
" لماذا تريدين المال يا عزيزتي ؟ وماذا ستفعلين به في مكان كهذا ؟".
كان يقف بجانبها طويلا مخيفا ، ولكن علامات الغضب زالت من وجهه ، وعيناه لم تعودا تشعان ببريق الجنون ، ومع ذلك فإن الانا لم تستطع أن تتكلم ولا أن تحرك ، حتى تناول كونون ذراعها يساعدها ، ووجدت نفسها تطيع بلا مقاومة ، تم الأمر بلا كلام ، يجب عليها أن تعود معه الى المنزل.
" كونون أنا لا أريد الدخول ، إنني افضل البقاء هنا في الحديقة".
توقف كونون ،وتعبيرات غامضة بدت على وجهه الأسمر وهو يقول:
" لماذا كنت تبكين ، ألانا؟".
" شعرت بالتعاسة ".
" من أي شيء ؟".
" من حياتي هنا ".
" لقد كنت سعيدة جدا مع زوجك الأول ، اليس كذلك؟".
" ماذا تأمل أن تربح من إجابتي على هذا السؤال؟".
هز كتفيه وسحب يده من ذراعيها ، وأجاب:
" لا شيء ، فقد كنت فضوليا ، هذا كل شيء ".
بقيت الانا صامتة ، ولكن كونون قال وقد تغيرت نبرات صوته وبدا فيها شيء من الرقة واللطف :
" إذن انت غير سعيدة وتريدين الهرب ، الى اين يا عزيزتي تريدين الذهاب ؟".
" لا أعرف .... فقد أريد ان أذهب بعيدا عن هذه الجزيرة ".
" لكنك لا تستطيعين الذهاب من غير موافقتي ، وإذا حاولت السفر على أية سفينة تقلع من هنا ، فسوف يطلعونني قبل أن ترحلي ".
" لقد عملت مسبقا ضد رحيلي؟".
" إنني أحبط جميع المحاولات التي يمكن أن تؤثر على حياتي ".
" انت لست ملك الجزيرة ، فالى متى يمكنك أن تمنعني من الإبحار ؟".
" الى الأبد ، فإن السلطات المسؤولة ستعلمني حتى لو حاولت شراء بطاقة سفر ، وهكذا ترين يا جميلتي ألانا ، أنه لا مفر لك ، أنت هنا سجينتي ، وستكونين اكثر
سعادة لو انك قبلت هذه الحياة التي إخترتها بنفسك".
" أنت تعرف انني لم أخترها بنفسي ، تعرف أنك أكرهتني عليها ".
" على أية حال أنت التي إخترت ، والآن وبما انك زوجتي ، فمكانك هنا معي ".
تناول ذراعها ثانية ، وصعدا الدرجات الواسعة الى باب الفيللا الأمامي ، حيث صرخت وهي تفلت من يده :
" دعني أذهب ، لن أدخل المنزل ".
إنسكبت الدموع من عينيها ، وكونون ينظر اليها ويهز رأسه ، ثم سأل :
" انت خائفة مني؟".
" اليس هذا ما تريد ؟".
" أظن أن هذا ما أريده بالضبط ، هذا الخوف الحقيقي ،ولكن من أي شيء تخافين؟".
وفجأة تغير صوته وصار أكثر رقة ، وبدا القلق في عينيه الداكنتين .
أخذت الانا تنظر اليه بحيرة وإرتباك ، فقد زالت من وجهه الملامح المخيفة ، وبدا أمامها كأنه الرجل الذي كانت تعرفه في يوم من الأيام ، الرجل الذي إنجذبت اليه فعلا ولكنها لم تتزوجه لأنها كانت قد قررت ألا تتزوج على الإطلاق.
كونون عاد يسأل:
" من أي شيء أنت خائفة ، ألانا؟".
كانا يقفان عند الباب على درجة رخامية بيضاء ، الهدوء والسكينة يكتنفان المكان ، والحديقة تلمع تحت أشعة شمس يونانية ، بأزهارها من كل شكل ولون ، رائحتها تعطر المكان ، ووراءها تشمخ الجبال ، بعض غيوم بيضاء رقيقة تزخرف زرقة السماء ، النخيل يتماوج مع السروالأهيف النحيل ، ومن الجهة الأخرى أشجار الليمون والبرتقال تضيف خضرة وجمالا الى تلك الصورة الأخاذة.
" كنت خائفة منك".
جاء الجواب متأخرا ،ولكنه كان ينتظره بصبر ، ينظر الى الجديد في تعابير وجهها ، يحاول أن يقرأها ، وكمن يحدث نفسه قال:
" خائفة...".
" ألم يكن هذا متوقعا ، بعد تصرفاتك تلك ؟".
إحنى كونون راسه ، عيناه كئيبتان ، قاتمتان ، فيهما كثير من الغموض ، ولدهشتها إستدار الى الجهة الخرى كأنه يريد ان يخفي عواطفه ، وبعد وقفة قصيرة ، سار بعيدا نحو البساتين ، وتركها نهبة للخوف والألم ، وأحست أنه شعر بشيء من الندم لأنه أخافها الى درجة الرعب ، الى درجة تريد معها ان تهرب منه.
أي رجل غريب غامض هو هذا ! رجل حياته هدمت بسبب فشل زواجه ، وفقدان ولده ، وها هو الآن يحملها مسؤولية كل ذلك ، ويقول في نفسه انها لو قبلت الزواج منه ، لما حصلت كل هذه المآسي ولكان زواجهما ناجحا ، لأنه كان يحبها وهي معجبة به.
وتساءلت ألانا في نفسها :
" ترى لماذا تقع في مثل هذه الأخطاء الفادحة ؟".
كانت عيناها الكئيبتان تتبعان زوجها ، حتى إختفى عن ناظريها بين الأشجار ، ثم تابعت الحوار مع نفسها :
" كنت غبية بلهاء ، لأنني خشيت مما حدث لسالي وماجي ، ما كان يجب ان اتاثر بما وقع لهما ، فلكل أمرىء حياته الخاصة كيف يشاء.
ولكن فات الأوان ، كونون لم يعد الرجل الذي تستطيع أن تحبه ، فهو إنسان آخر غير الذي كنت تعرفه ، إنسان يعرف فقط كيف يكره ، لأنه عرف كيف يحب في يوم من الأيام ، رجل أصبح كل همه من الزواج هو الإنتقام....

فوز عزت likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-12, 06:53 PM   #39

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

6- الإنتقام حلو كما يقولون ، ولكن مع الزمن يصبح المرء اقل رغبة بالحلاوة ، ومع ذلك لا تصدق أن هذه البداية ممكنة ...

مرّ اسبوعان ، قضيا فيهما ساعات هادئة في الحديقة والسير على شاطىء البحر ، أو التسوق في بوثيا العاصمة ، كونون لم يعد يتحدث بحدة مع ألانا او يتصرف معها بخشونة ، كان يبدو لها أن هناك صراعا يعتمل في داخله ، ولكنه لم يحاول أن يظهر أي رغبة في علاقة صداقة بينهما ، اما ألانا فقد كانت تمتعض حتى من مجرد التفكير أنها قد ترحب بصداقته إن فعل ، أو تشعر بأن الحياة قد تكون مريحة أكثر إذا إستطاعا أن يكونا رفيقين .... من غير أن يدخل الحب الى حياتهما .
بعد ظهر يوم من الأيام ، كانت تجلس في الفناء الجميل المزدان بالأزهار تقرا في كتاب ، فجاءها كونون يطلب منها ان ترافقه الى ميرتليس ، وهي مدينة تقع على خليج الشاطىء الغربي من الجزيرة ، حيث كان يملك فندقا هناك.
قبلت بشوق أدهشها ، بالقدر الذي أدهشه.
" إنني أحب ان ارافقك".
قالت الانا ذلك ، وهي تقف في الحال وتلقي بالكتاب على الطاولة ، ثم أضافت :
" هل انت على إستعداد ؟".
احنى راسه علامة الإيجاب وقال :
" لن تحتاجي الى معطف ".
" لا ، ولكنني أريد أن أغسل وجهي ويدي ، هل تنتظرني بضع دقائق؟".
" سأفعل".
قال ذلك وجلس على الكرسي الذي كانت تشغله.
هل هذه خطوة لحياة جديدة اكثر بهجة لكليهما ؟ هذا ما سألت ألانا نفسها متعجبة ! غسلت وجهها واخذت تسرح شعرها الذهبي وكأنه إختلس لونه من اشعة الشمس التي كانت تتسلل من النافذة ، زينت خديها بقليل من الحمرة وكذلك شفتيها ، وإرتدت ثوبا أبيض بسيطا أنيقا ، ثم وقفت قليلا أمام المرآة ، فإقتنعت بما رأت .
كانت لحظات الإنتظار تلك طويلة بالنسبة الى كونون فقام من كرسيه ووقف الى جانب حوض من الأزهار ، وإلتفت عندما سمع وقت خطوات خلفه ، كانت الانا طبعا ، شملها بنظراته التي إستقرت على وجهها ، فبدت الكآبة في عينيه وتنهد من أعماقه ، وقال:
" هل أنت مستعدة؟".
ثم غيّر إتجاه نظراته فترة ، وقادها الى السيارة ، وفي الحال كانت تنطلق بهما.
كان كونون صامتا كئيبا ، لا تسمح حاله بالحديث، ولذا فإن الانا لاذت بالصمت ايضا ، وسألت نفسها ، ترى لماذا كل هذه الكىبة الان ؟ اهو نادم على ما فعل ، نادم على هذا الزواج ؟ هل وصل الى المرحلة التي يسال فيها نفسه عما ربحه من كل ذلك ؟ الإنتقام حلو كما يقولون ، ولكن مع الزمن يصبح المرء اقل رغبة بالحلاوة ، ولا شك أن كونون الآن لم يعد يحس بالسعادة من جعل حياتها مريرة الى هذا الحد.
الحقيقة أن الأشياء البغيضة التي يقوم بها تبدو اسبابها مقنعة له ، وهي تحس أنه لن يستمر في هذا الأسلوب الهمجي في معاملتها ، فها هي تصرفاته بدات تتغيّر ولو قليلا ، وأصبح يبدي شيئا من اللطف في سلوكه معها ، حتى أنها لم تكن تصدق أن هذه البداية للتحول ممكنة الحدوث...
" هل تريدني أدخل معك ؟".
سألته الانا عندما سارا في الطريق الطويل الذي ترتفع الاشجار على جانبيه ، المؤدي الى الفندق ، وأضافت :
" أو أتجول في المدينة ثم أعود اليك؟".
" يمكنك ان تأتي إذا كنت ترغبين؟".
" حسنا".
إبتسمت له راغبة ان يرد عليها بإبتسامة ولكن خاب أملها ، فقد كان وجهه مقنعا بقناع قاتم خال من اية تعابير .
كان الفندق من أفخم الفنادق التي رأتها عينها، بالقرب من شاطىء غاية في الروعة والجمال.
سالت ألانا:
" هل يعود الفندق عليك بالربح الوفير؟".
" لا شك في ذلك وإلا لما اقيم".
كان يستمع اليها وهما جالسان في غرفة الإستراحة المخططة باللون الأزرق والأبيض ، وكانا ينتظران الشراب الذي طلبه كونون ، ثم قال :
" الحقيقة أن دخل الفندق قليل جدا ".
نظرت ألانا اليه بدهشة مستفسرة :
" ألم تكن لديك فكرة قبل بنائه ، أنه من الممكن ألا يكون مربحا؟".
" لماذا تكون لدي مثل هذه الفكرة؟".
" لأنك رجل اعمال ، ومعظم رجال الأعمال يقومون فقط بتلك المشاريع التي يعرفون انها مريحة".
" هل الربح هو كل ما يهم ؟ هل المال هو الشيء الوحيد المهم في الحياة؟".
تنهدت الانا من الأعماق وقالت:
" لقد أسات فهمي ، انا لا يهمني شخصيا إن كان مربحا أم لا ، فليس لذلك أي فارق عندي...".
قاطعها كونون قائلا:
" سيكون هناك فارق عندما أرحل عن هذا العالم ، فكلما جمعت مالا أكثر ستصبحين أكثر ثروة عندما يأتي الوقت الذي ترثينني فيه".
" كونون ، ما هذا الذي تقول ؟ فأنا لا تهمني اموالك ولا يهمني أن أرثك".
قالت آلانا ذلك بإستنكار شديد ، أما هو فقد عادت إبتسامة السخرية الى شفتيه ، وقال :
" هراء ، لقد تزوجت الرجل الأول لهذه الغاية....".
" كيف عرفت؟".
قاطعته بحرارة ، ثم اضافت:
" ليس لديك أي اساس لتبني عليه حكما كهذا!".
" إنه واضح كنور الشمس".
هذا كل ما إستطاع ان يجيب به ، ثم جاء المستخدم بالشراب ، فقال له كونون :
" شكرا ، سنتناول العشاء مبكرين ، في الساعة السابعة تقريبا".
" حاضر ، سيد كونون".

فوز عزت likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-12, 04:03 PM   #40

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

إنحنى الرجل أمام كونون وأخذ المنحة التي أعطاه إياها ، ومضى .
كانت الانا ترغب في ان تذكر لكونون ، أنه كان في إمكانها ان تطعن في الوصية لو كان لديها رغبة في المال ، ولكنها احست بكبريائها أن ترفض ان تبرىء نفسها أمامه ، وإذا كان كونون يريد أن يفكر فيها بهذه الطريقة ، فليفعل ، فإن رايه ليس له مثل هذه الأهمية عندها ، كما أخبرته مرة.
أخذ كونون ينظر حوله وعلامات الكآبة لا زالت بادية على وجهه ، وتجاوزت ألانا تجريحه لها وعادت للحديث لتنهي حالة السكوت المملة :
" ألا يمتلىء الفندق بالنزلاء أبدا ؟ فإن شاطئا كهذا يجتذب السياح في كل وقت من اوقات السنة".
" لا يوجد أي سبب يمنع من ان يكون الفندق مليئا بالنزلاء دوما ، وأنا أوافقك على ذلك ، ولكن كما قلت ، هذا الفندق بالذات أرباحه قليلة".
نظرت اليه بإستغراب ، وقالت:
" أظن انك كنت تعرف قبل ان تبنيه انه لن يكون مربحا ، أليس كذلك؟".
" توقعاتك صحيحة".
إبتسم كونون بشيء من الدعابة ، بينما قطبت ألانا حاجبيها متعجبة ، كانت تريد أن تعرف السبب ، فسالت:
" لماذا بنيته إذن؟".
" احيانا تكون هناك حاجة لفندق فخم من الدرجة الأولى ، يقدم جميع أنواع التسلية وأسباب الرفاهية لأولئك الذين يحتاجون لأشد أنواع المواساة والتسلية ".
" كونون ، لست واضحا في إجابتك".
" الحقيقة انه من الممكن أن يكون لدينا بعض السياح بوجود شاطىء جميل كهذا".
وأشار بيده بإتجاه النافذة التي تطل على البحر بصورته الجميلة ، وتابع كلامه:
" وهؤلاء الناس الذين لا يجدون ما يطلبون من أسباب الراحة والرفاهية من الدرجة الأولى ، عزمت أن اقدم لهم ما يريدون".
" حتى مع انك تعرف أنه ليس مريحا ؟".
" اتا لا اقول أنه لن يكون مريحا على الإطلاق ، فمن الممكن أن يكون في المستقبل ، على اية حال فهناك اناس كثيرون يفضلون الأماكن الهادئة غير المحتشدة ، وهذا المكان واحد منها".
" بالتأكيد فهو كالفردوس".
" الفردوس! ".
ردد كلمتها بشيء من الدعابة واضاف:
" ما كنت أتوقع أن تشبهيه بالجنة ، فهو اشبه بالجحيم ! ".
" كنت أتحدث عن الجزيرة الخلابة والشاطىء الأخاذ ، ولم أكن اتحدث عن حياتي".
أحست الانا ببرودة تتسلل الى أوصالها ، لهذا لتغيير الذي بدأ يطرا على محادثتهما ، خصوصا وأنهما يحاولان تخفيف العداء بينهما.
وسأل كونون :
" أحياتك جحيم؟".
بريق لم تتوقعه شع من عينيه ، ورات على الفور أنه عاد الى حالته الأولى ، يجد متعة في أي ألم يستطيع أن يسببه لها ، وعجبت من هذا الرجل المتلون المزاج الذي يسمح لنفسه أن يكون في كل دقيقة بلون ، وبعد لحظة من التفكير قالت :
" لم أقصد ذلك بالضبط ، فالحياة في الأسبوعين الماضيين كانت أفضل من البداية ، ويبدو أنني بدات اعتاد على أسلوبك".
" الى أي شيء تريدين ان تصلي؟".
وقبل ان يترك لها مجالا للرد ، إستمر في حديثه محذرا ، حتى لا تكون واثقة الى هذا الحد بأن الأسبوعين الماضيين قد يرسمان صورة أفضل لمستقبل حياتهما.
" انا إنسان مزاجي ، ويمكن أن أتحول من صورة لأخرى من غير إنذار ، فأنا تزوجتك فقط كي اجعلك تدفعين ثمن ما عانيت في حياتي ، وسوف تدفعين ، إياك ان تظني غير ذلك".
لاذت ألانا بالصمت ، وأحست انه كان يجبر نفسه على تكرار هذا الكلام ،وأن الأمور ستسير على ما سارت عليه في الأسبوعين الماضيين على الأقل.
ولكنها سرعان ما ادركت خطأها ، فإن كونون صمم ألا يضعف من موقفه ،وعاد مرة أخرى لسلوكه الفظ ومعاملته الخشنة ، غير أن ألانا كانت تحتمل ظنا منها انها سحابة ثم تنقشع لمعرفتها بمزاجه المتقلب ، ولكنها في هذه المرة أخطات في ظنها.
وفي ذات مساء ، كان قد ابدى وحشية في معاملتها ، فقالت له:
" كونون ، انت عدو نفسك ، ولن أبقى معك في اية حال من الأحوال ".
كان كونون يقف بجانبها يمسك بذراعها بقسوة ، فحاولت ان تفلت من قبضته ولا تدري كيف إستطاعت ،وإبتعدت عنه وقد شحب وجهها وإرتجف جسمها وسرى الخوف مسرى الدم في عروقها ، وتذكرت هوارد زوجها الأول ، فبالرغم من حقارته لم تلق معه مثل هذا الخوف.
لم يحاول كونون أن يقترب منها ، ولكنه ايضا لم يذهب ، بل قال :
" لديك كل ما تحتاجين اليه ، فلماذا إذن هذا التهديد بالرحيل؟".
" لدي كل ما أريد ؟ ألا يكفي انني فقدت حريتي ؟".
" فعلت ذلك بكامل رغبتك".
" لم يكن لدي خيار ".
" ليس بالقدر الذي كان لديك في المرة الأولى على ما أظن ، كنت حينئذ تتمتعين بحرية الإختيار .... وإخترت الرجل الذي يملك مالا أكثر ، ورفضتني ، لأنني كنت فقط وريث والدي ، ولن أصبح غنيا طالما هو على قيد الحياة ".
وفجأة ضحك تلك الضحكة الهمجية ، والتي سمعتها مرات عديدة من قبل ، ثم توقف عن الضحك وتابع كلامه:
" لم تعرفي في ذلك الحين ان الأمور قد تنعكس كما حصل ، ولو أنك تزوجت مني لكنت في حالة مادية أفضل بكثير".

فوز عزت likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.