شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   24 - ضحيّة ! آن هامبسون - روايات قلوب عبير القديمة (كاملة)** (https://www.rewity.com/forum/t190245.html)

أمل بيضون 28-01-12 09:44 PM

24 - ضحيّة ! آن هامبسون - روايات قلوب عبير القديمة (كاملة)**
 
https://www.imagesfb.com/pictures/pho...169375_293.gif

24 - ضحيّة ! آن هامبسون - روايات قلوب عبير القديمة


الملخص


يجب أن نرفق بالأشياء الرقيقة الهشّة لأنها سهلة الإنكسار ، هذه القاعدة الصحيحة إنسانيا غير متبوعة دائما ، فالجمال الطاغي غالبا ما يدعو الى الخدش والتجريح ، ولكنه لا يعرف إلا أنه يتمرد إذا وجد نفسه في غابة من المخالب...ألانا الجميلة تحاصر في كل مرة ، ظروفها تدفعها بشكل أعمى الى ذراعي المصيدة التي تنتظرها ، المرة الأولى نجت بشكل قدري ولكنها في المرة الثانية أدركت أن القدر نفض يديه من قصة حياتها وعليها أن تواجه وضعها المعقد ، بكل ما أوتيت من دراية .... وأنوثة ، عليها أن تواجه كونون مافيليس ، اليوناني الذي أرادها لأسبابه الخاصة وإستعمل لذلك نفس الطرق التي يستعملها صياد متمرس للوصول الى فريسته.....

روابط الرواية

https://i931.photobucket.com/albums/a...f?t=1289849533
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
https://i931.photobucket.com/albums/a...f?t=1289849533

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
[/CENTER]


ميس الريم4 29-01-12 12:24 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اماني طه 29-01-12 06:48 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمل بيضون 30-01-12 10:53 PM

1-ألانا قررت أن تبقى وحيدة بسبب الصدمات المتتالية التي جعلتها تشك في الزواج وترفض كونون مافيليس وحبه الصادق ، وتتمنى أن تعرف الآن ، ماذا فعلت به الأيام؟

" هل تقبلين الزواج مني؟".
كان ماكس هو الذي يسال ، ومن غير ان تدري ، تراءى لآلانا ذلك اليوناني الجميل ، ذو القوام الطويل الرشيق ، الذي مضت ثماني سنوات منذ صدته نهائيا ، وخرج من حياتها الى الأبد.
ومع ذلك فهي لا زالت تستعيد صورته ، كان اسمر اللون مهيبا ، بهي الطلعة ، تبدو على وجهه علامات الصدق والقوة ، لم تعبث بفتنته تجاعيد الهموم ، ولا مرارة الخيبة والفشل.
أما عيناه الرماديتان فقد كانتا داكنتين تميلان الى السواد ، ثاقبتين يشع منهما الذكاء ، يبدو الصدق في أعماقهما ، والثبات في نظراتهما.
فكه كان مشدودا قويا ، ولكن كثيرا ما يتراخى عندما يرسل الضحكات المرحة ، كما أن وجهه كان يبدو فيه اللين والرقة دائما ، خصوصا عندما كانت تداعب الإبتسامة شفتيه.
إنه اجمل من شاهدت في حياتها ، لم تره فتاة إلا وتمنت الزواج منه ، هذا ما لم تستطع ألانا أن تنكره ، ولكنها مع ذلك رفضته ، رفضته لا لأي سبب ، إلا لموقف إتخذته هي ضد الزواج ، بسبب فشل زواج أختيها ، فأختاها فتاتان جميلتان فاتنتان ، تزوجت كل منهما زواجا موفقا ، كما كان يبدو في حينه.
فقد تزوجت أختها سالي من شخصية مرموقة ، رجل ذي لقب رفيع ، كثير الغنى ، أما أختها الثانية ماجي فقد كان زوجها مخرجا سينمائيا واسع الثراء أيضا.
وكانت والدتها السيدة ولتوورث ، تقول لها ، ( أتمنى لك زيجة جيدة مثل اختيك ، وعندئذ أكون اسعد ام في العالم).
ولكن على غير ما كانت تتوقع الوالدة ولأسفها الشديد فإن زواج إبنتها ماجي باء بالفشل ، فقد احب الزوج إمرأة أخرى ، مقتنعا ان المال يمكن أن يعوض عن الخيانة الزوجية ، فاعطاها منزلا ودخلا ثابتا تعيش منه مدى الحياة.
ولما كانت ماجي تحب هذا الزوج الخائن ، فقد أصيبت عند معرفتها بهذه الكارثة بآلام مبرحة ، أدت الى إصابتها بإنهيار عصبي لازمها أكثر من سنتين.
أما الأخت الثانية سالي ، فبعد زواجها بخمسة شهور ، إكتشفت أن لا توافق بين طباعهما ، وتأكدت انهما لا يمكن ان ينجحا في حياتهما معا ، ولذا تم الإنفصال بينهما برضى الطرفين.
ولما عرفت آلانا بفشل زواج أختها سالي أيضا ، قالت لأمها:
" لن اتزوج يا أمي وسأبقى عزباء، فاي معنى في أن يقيم المرء علاقة ليس لها من الحظ أن تدوم إلا مؤقتا ؟ لا ، لن أفعل ذلك".
" على أية حال ، فكلتاهما أثريتا بالزواج ، ولن تضطرا الى العودة الى العمل ثانية ".
لم تعلق آلانا على كلام أمها ، ولكن لم يكن الزواج في رأيها وسيلة للإرتزاق ، فهي من هذه الناحية تحظى بوضع جيد كسكرتيرة السيد ماكس نيولاند ، رجل الأعمال الناجح البارز الثري.
كانت أعماله الواسعة تحتم عليه التنقل خاصة في أوروبا ، والشرق الأوسط ، وآلانا ترافقه دائما ، ففي ذات يوم المح لها ماكس حول إمكانية زواجها وتركها العمل معه ، ولكنها أخبرته بأنها مقتنعة بحياتها ولا تفكر بالزواج مطلقا.
وماكس هذا كان يعيش نمطا من الحياة مليئا بالحيوية والنشاط ، فقد كانت له علاقات متتالية مع فتيات فاتنات ، أولئك اللاتي يصادف ان يلتقي بهن بحكم عمله، أو أثناء رحلاته.
وآلانا بوصفها سكرتيرته الخاصة كانت مطلعة على جميع تصرفاته ، وكان عليها ان تكذب في كثير من الأحيان ، لتحرر رئيسها من مواعيد ندم على تحديدها ، كما أنها إعتادت على رئيسها وأساليبه ، فكلاهما يفهم الاخر جيدا.
ولم ينس ماكس ان يدعو آلانا نفسها في عديد من المرات ، الى حفلات رقص ، أو فنادق فخمة لتناول طعام العشاء ، حتى أنه قال مرة لصديق له:
" إن كنت ساتجاهل آلانا ، وأحتفظ بها للعمل فقط ، فإنها ستتركني بلا شك ، ولا أكتمك فأنا لا أستطيع أن أقوم باعمالي من دونها ، والحقيقة لا يمكن لأية سكرتيرة أن تحل محلها أو تصل الى مستواها في الكفاءة والفعالية ،والبراعة والذوق".
ذات مرة ، كان ماكس في اليونان لشراء بعض الأراضي والممتلكات ، ترافقه سكرتيرته الجميلة ، وهي بعد في الثامنة عشرة من العمر حيث إلتقت بذاك الشاب الجميل المهيب كونون مافيليس ، إبن ووريث المليونير مصدّر الفواكه وزيت الزيتون ، كونون وهو في الخامسة والعشرين ، اعجب بآلانا وأحبها حبا عظيما ، ولم يتوان عن طلب الزواج منها.
لا شك أن آلانا أخذت بجماله وراقت لها خصاله ، ولولا زواج أختيها الفاشل ، الوهم الذي سيطر عليها ، وجعلها تشك في جميع حالات الزواج ، والقرار الذي إتخذته بان تبقى عزباء ، لكانت قبلت عرضه بلا تردد ، ولكنها رفضت طلب كونون وصدّته بحزم.
قابل عذرها بكثير من الغضب المليء بالشك وعدم التصديق ،عندما قالت أنها لا تريد أن تخوض مجازفة بدورها ، وقد رأت ما حل باختيها وزواجهما الذي تحطم.
فقال منفجرا ،وهو يحملق بها غاضبا:
" أنت تعنين أن رفضك هذا فقط بسبب فشلهما؟".
أجابت :
" نعم كونون ، هذا ما أعنيه بالضبط".
وأخذ كونون يحاول جاهدا إقناعها قائلا :
" إنني أحبك آلانا ، وأنا أشعر بأنك ستحبينني أيضا ، زواجنا سيكون موفقا ، وافقي على طلبي ، وسأتجاوزهذا الرفض ، سأعاملك بكل الحب واللطف والرقة كما تحب الفتيات الإنكليزيات ، دعينا نتزوج وأذهب بك الى جزيرتي ، جزيرة رائعة الجمال ، خلابة المناظر ، جزيرتي هي الجنة بعينها ، هناك النخيل والأزهار ، والجبال ، والبحر الأزرق الناعم ، هناك بيتي ، فيللا ليس هناك ما يضاهيها روعة وجمالا".
توقف لحظة ثم أضاف بإبتسامة مشجعة:
" دعيني أجعلك سيدة تلك الفيللا ، ارجوك يا آلانا ، أنا اطلب منك برجاء أن تقبلي الزواج مني".
ولكن آلانا بقيت قاسية القلب لا تلين.

كن فيكون 31-01-12 05:23 PM

الله يعطيك الف عافيه
الروايه مشوقه من البدايه
تسلمي امووووووووووووله على
هذا
الاختياراحب كتابات ان هامبسون
واختياراتك المميزه لروايات لاتطولي
علينا مستنيه على نار وبانتظار جديدك ياعسل

أمل بيضون 31-01-12 08:34 PM

لم تحفظ إسم الجزيرة، وكثيرا ما كانت تعجب إن كان كونون يعني بالفعل ما وصف به جزيرته ، أم أنها كباقي الجزر العديدة المنثورة تتألق كالأحجار الكريمة فوق مياه بحر إيجة الزرقاء؟
كم كانت تتمنى ان تعرف ، كيف اصبح كونون الآن ، وما فعلت به السنون ؟ هل تزوج؟ هل كوّن أسرة؟ وإن كانت في نفسها تظن انه قد تزوج ، فهو شاب تتهافت عليه الفتيات ، بالإضافة الى أنه ورث أباه بعد وفاته ، وأصبح واحدا من أغنى أغنياء اليونان ، هذا ما علمته من ماكس الذي كان يعرف حكايتها مع كونون.
" الانا.....".
قطع صوت ماكس المنخفض الواضح على آلانا تأملاتها فرفعت اليه نظراتها مبتسمة ، وتابع:
" لقد سألتك اهم سؤال في حياتي ، آلانا ، هل تقبلين الزواج مني؟".
هزت رأسها وهي لا تزال تبتسم له إبتسامة حلوة عذبة ، وقالت :
" أأتزوج من مغازل مثلك؟ عليك ألا تبحث في امر الزواج مطلقا ، فمثلك لن يكون زوجا مخلصا ابدا".
" حقا لي علاقاتي العاطفية الكثيرة كما تعلمين ، ولكنني الآن اصبحت في السابعة والثلاثين ، ومستعدا للإستقرار ، وإنجاب عدد من الأطفال ، وأنت ، آلانا ، اصبحت في السادسة والعشرين ، وآن الوقت الذي فيه تستقرين ،وتكوّنين أسرة".
" انت تعرف رأيي من ناحية الزواج".
" يا ألهي ، ألا زلت تتشبثين برايك ، بسبب فشل زواج اختيك؟ دعينا الان من قصتهما ، ولنبحث في أمر أنفسنا ، ولا يجب أن ندع أخطاء الاخرين تنعكس على حياتنا".
" انا لا أستطيع ان أتزوج ، ماكس ، أرجوك ، إنس أنك سالتني ذلك ، دع صداقتنا المتينة التي دامت ما يقرب من السنوات التسع ، على ما هي عليه".
" كان هناك فاصل في هذه الفترة ، وإن كنت اكره ان أذكّرك به ، ذاك الفاصل هي فترة زواجك".
" كفى ! ".
صرخت آلانا وقد صعد الدم الى وجنتيها ، وتابعت:
" إنه لقبيح منك أن تذكّرني بذلك !".
وتوقفت عن الكلام تستعيد بعض المشاهد من حياتها مع ذاك البغيض ، هوارد بيومنت ، ثم أضافت:
"كانت مجرد فترة قصيرة حررتني منها رحمة القدر".
" تحرر سريع ومحظوظ ".
وغرق ماكس في خضم افكاره ، وعيناه الزرقاوان عالقتان بآلانا ، فلاحظ حمرة خديها التي كانت كافية لتزيد من جمال قسمات وجهها ، إرتفاع خديها ، غمازة ذقنها ، نعومة عنقها ، عيناها الزرقاوان الواسعتان ... كل ما فيها في منتهى الروعة.
وبعد فترة قصيرة عاد الى الكلام:
" إنها اربعة شهور فقط ، نعم لقد كان الحظ حليفك ، آلانا".
كانا في قاعةالإنتظار في فندق سافوي ، ينتظران عميلا يأمل ماكس ان يبيعه فيللا في مالطة ، فحدقت آلانا في وجهه وقد ملأت المرارة والكآبة عينيها الجميلتين ، وهي تقول:
" هل تظن ذلك يبدو أنك نسيت سبب زواجي ، نسيت أنني أجبرت على ذلك الزواج من ذلك الرجل فاقد الضمير ، المجرد من المبادىء الأخلاقية.
قطب ماكس ما بين حاجبيه وقال:
" أظن أنني نذل ، في نبش هذه القصة الان ، أو في أي وقت آخر ، ولكنني اردت فقط أن أذكّرك ، أنك تزوجت من قبل...".
قاطعته آلانا غاضبة:
" هل تظن أنني بحاجة الى تذكير؟".
توقفت عن الكلام وقد تمثلت صورة كونون أمام عينيها ، عندما رفضت طلبه الصادق المتحمس ، لا شك أن الأقدار كانت تقف ضدها وتركتها تتمسك بقرارها ، أن تبقى وحيدة ، ثم تساءلت في نفسها ، ترى هل عرف كونون أنها تزوجت أخيرا؟
تملكها شيء من الخوف وهي تتخيل غضبه وهياجه إذا عرف ذلك ، كما إرتجفت لتصورها إدانته المروعة لها ، والتي تستحق في نظره ، الحكم عليها بالموت.
الزواج ! يا لها من سخرية ، من البداية حتى النهاية ، سبب رهيب هو الذي إضطرها ان تقبل بما عاهدت نفسها أن ترفضه مدى حياتها ، ولكن القدر يحكم على المرء أحيانا بما لا يطيق.
نعم لقد تزوجت آلانا ، تزوجت لأنه لم يكن أمامها إلا أن تفعل ذلك ، من أجل أخيها التوام.
حدث مرة ان أخاها كان في عطلة جامعية ، فعمل مع هوارد بيومونت التاجر والممول المشبوه ، وسوس له الشيطان ، فإختلس مبلغا من المال ، وإكتشف هوارد الأمر ، وصمم أن يقدمه للقضاء.
جاء داريل الأخ الى اخته بالدموع ، وعلى الفور ، صممت آلانا ان تقابل هذا المدعوهوارد بيومونت.
كان هوارد رجلا بدينا ، ذا سمعة معروفة مع النساء ، سرعان ما عرفتها آلانا ، مترهل الجسم ، له أنف منتفخ ، وشفتان غليظتان نتنطقان بالشر ، وعينان ضيقتان مليئتان بالخبث.
راته شخصا مثيرا للإشمئزاز ، اكثر من أي مخلوق على وجه الأرض ، وبالتأكيد مقابل طلبها ، طلب من آلانا الزواج......
تطلعت آلانا نحو ماكس ، ورأت تطلعاته المتسائلة ، التي تجاهلتها وهي تتذكر مقابلتها الأولى مع هوارد بيومونت.
كم عانت آلانا من المرارة وأحتراق القلب ، والخوف المريع قبل أن تقرر قبولها النهائي لطلبه ، وكانت صحة والدتها المتدهورة سببا في تعجيل إتخاذها ذاك القرار ، فقد كانت تعاني مرضا في القلب ، يمكن ان يقضي عليها إذا تعرضت لصدمة ، وعرف هوارد ذلك وراح يهدد آلانا بالذهاب الى امها وإخبارها بقضية أخيها.
اخبرها هوارد أن عقوبة أخيها السجن لمدة خمس سنوات على الأقل فهو قد زوّر أكثر من تسع شيكات ، بالإضافة الى انه إختلس من خزنته الألوف من الجنيهات ، خسرها جميعها في مضاربات هوجاء ، ولا شك أن هذه الرواية ستقضي على الوالدة.

أمل بيضون 31-01-12 08:38 PM

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

أمل بيضون 01-02-12 08:36 PM

كان ماكس يتحرك بقلق ينتظر ردا على سؤاله الذي طرحه عليها ، وعاد يسألها:
" أنا أسالك لماذا تزوجت من هذا الرجل؟".
" أظن أنني المحت لك عن ذلك".
" تلميح ! قلت انك أجبرت على الزواج ، وهذا كل شيء ، أما لماذا أجبرت ، فأنا لا زلت اجهل ذلك".
لاحظت آلانا شيئا من الإستياء والغضب في نغمة صوته ، وتذكرت رفضها الخوض في مسألة زواجها ، بعد ان المحت له بالسبب ، ولكن يبدو ان تلميح آلانا لم يكن سهل القراءة ، ولذا أجابت:
" اخي هو السبب".
قررت آلانا أن تخبره بكل شيء ، خصوصا أن أخاها الان في أميركا ، يعمل كمستشار في مؤسسة مرموقة ، وعلى اية حال فإن آلانا تثق بماكس وتأتمنه على أهم اسارها ، وتابعت:
" مرة عمل أخي مع هوارد اثناء إحدى العطل الجامعية ، فسرق منه بعض المال ، واسوا من ذلك فقد زور بعض الشيكات".
" يا الله ! لم أكن أوقع شيئا من هذا ! ولو عرفت لكنت قدمت المساعدة ".
سكت لحظة ثم تابع وفي صوته رنة عتاب:
" آلانا لماذا لم تأتي الي؟".
" كنت أتيت لو حصل ذلك الآن ، اما في ذاك الحين... ماكس ، كنت موظفة جديدة عندك".
ظل الغضب والإستياء باديين على وجهه ، وقال :
" لماذا بحق السماء لم أصر على معرفة السبب في حينه؟".
هزت ألانا كتفيها وقالت :
" لم يعد الأمر مهما".
" الان ليس مهما ، ولكنه كان كذلك في ذاك الحين ، فكري فط لو أنه لم يصب بذاك الحادث.... او أنه لم يمت ، كم كنت ستعانين ، مع أنه كان يمكنني ان أمنع ذلك".
" ماكس لم كل ذلك ؟ فالقصة إنتهت ومضت وأصبحت الان تاريخا ، فلماذا تلوم نفسك الى هذا الحد؟".
إنطلقت من ماكس ضحكة رقيقة وقال:
لا لشيء ، الحق معك".
سكت ماكس لحظة ، اشار خلالها لأحد المستخدمين يطلب بعض المرطبات ثم قال يذكّر آلانا:
" إنك لم تجيبيني على سؤالي الأساسي ، ألانا ، حقا إنها غلطتي ، فانا الذي خرجت عن الموضوع ، ومرة أخرى ، هل تقبلين الزواج مني ؟ فكلانا يعرف الآخر معرفة تؤكد أن زواجنا سيكون موفقا".
سألت آلانا بإستغراب:
" وهل هذه المعرفة تكفي ؟ ألا يجب أن يحب أحدنا الاخر؟".
" أظن انني احبك.....".
أفترت شفتا آلانا عن إبتسامة حلوة عذبة وهي تقول:
" تظن ؟ إنني أتساءل كم من الزيجات نجحت في مثل هذه الحال؟".
" على الأقل أنا صادق".
ثم سكت برهة ، وقد أشرق وجهه بإبتسامة رقيقة ، نظرت آلانا اليه متفحصة ، فقد كان وجهه مريحا كالمعتاد ... عريض الجبين ، ذا شعر اشقر خفيف ، ولم تستطع آلانا ان تنكر ولو بينها وبين نفسها أنه رجل جذاب مما جعله محبوبا عند النساء ، كان أنيقا في ملبسه ، يملك سيارة فخمة فضية اللون وبيتا على أحدث طراز مفروشا بأجمل الأثاث ، تحف به جنائن فسيحة رائعة الجمال ، كما أن هناك مسبحا فسيحا رائق المياه مدهونة أرضه وجوانبه بلون أزرق صاف أخاذ ، وهو يمتلك ايضا كثيرا من ال****ات الأخرى هنا وهناك.
تابع ماكس كلامه قائلا:
وماذا عن مشاعرك نحوي ؟ أنت لا شك تميلين الي ، ألا تظنين أنه بشيء من المحاولة ، يمكنك أن تشعري نحوي بنوع من العاطفة؟".
بقيت الإبتسامة تعلو شفتيه ، وأيقنت ان رفضها سيغضبه أكثر مما يؤلمه ، فقالت :
" لن أتزوج أحدا يا ماكس".
كان صوتها هادئا كعادته وهي تضيف ، أنه يضيع وقته سدى ، وإذا كان بالفعل يريد الزواج ، فهناك عشرات النساء ، يمكنها أن تسميهن له ، يسعدهن أن يتقدم اليهن بهذا الطلب.
" هل أنت جادة برفضك؟".
فأجابت بشيء من الغضب:
" عزيزي ماكس ، لا شك أنك ترى ذلك".
أخذا يشربان ما قدم لهما ، وماكس ينظر الى الكأس التي بيده ، متفاديا نظرات آلانا ثم قال :
" إذا تزوجت إمرأة أخرى ، فإنها ستعترض على وجود سكرتيرة جميلة جذابة مثلك معي".
نظرت ألانا اليه بإرتياب وقالت :
" هناك إمرأة في ذهنك".
صمتت لحظة ثم تابعت :
" وأنا لدي فكرة عمن تكون ".
" حاليا أنت المرأة التي في ذهني".
" ولكن هناك أخرى تاتي في المرتبة الثانية ، اليس كذلك؟".
خرجت من صدر ماكس تنهيدة خفيفة ، ورفع الكأس الى شفتيه ، وفجاة نظر الى ساعة يده ، وقال بإنفعال:
" أين ذاك العميل الذي ننتظره ؟ لماذا تتأخر النساء هكذا دوما عن مواعيدهن؟".
" لأنهن يبذلن وقتا أطول في العناية بمظهرهن".
" في هذه الحالة عليهن ان يبدأن بالإستعداد في وقت مبكر".
كان إقتراحه منطقيا ، ولكنه عاد يقول:
" على اية حال ، دعينا نعود مرة أخرى الى السؤال الهام في قضية زواجي ، فقط كنت اقول ... أنه إذا تزوجت من غيرك فساقع في مشكلة إذا إحتفظت بك".
" عندئذ ستستغني عني ، أليس كذلك؟".
نطقت بتلك الكلمات بهدوء ، ولكن فكرة تركها ماكس أزعجتها كثيرا ، فهي لم يسبق أن قامت بعمل آخر ، ومن الممكن ألا تعرف شيئا من أعمال المكاتب الأخرى.
لقد سافرت آلانا كثيرا مع مديرها ، مما هيأ لها معرف بلدان عديدة، فكان ذلك ممتعا لها وباعثا على إسعادها ، وماكس لم يحدث مطلقا أنه وجد خطأ في أي عمل قامت به .

سوزان محمود 02-02-12 06:14 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أمل بيضون 02-02-12 11:52 PM


كان يستشيرها ويعتمد عليها في أمور كثيرة ، حتى انه كان يقول انه لن يرى أية سكرتيرة أخرى تستطيع أن تمل مكانها بنجاح.
وبعد فترة صمت قصيرة ، عادت تقول :
" أنا لا ارغب في التفكير بانك ستتزوج إمرأة تغار مني".
" إذن إقبلي بي ، آلانا ، ودعينا نستمر معا الى الأبد".
رفعت آلانا حاجبها المقوس الناعم ، ونظرت اليه قائلة:
" الى الأبد؟ظننت انك تريد أن تنشىء اسرة".
" بالتأكيد ، وسيكون لنا طفل أو إثنان ، إن رغبت".
" آسفة ماكس ، لن يغريني أي شيء ".
قطب ماكس حاجبيه وتأوه ، ثم قال بيأس :
" أظن انه من الأفضل ان اتخلى عن فكرة الزواج".
نظر اليها ، الى شعرها العسلي الطويل ، وعينيها الأخاذتين ، ووجهها الذي يفيض نضارة وجمالا ، الى يديها الناعمتين ، أظافرها اللامعة ، ثم اضاف:
" شيء جميل ان يكون لي إبن وريث ، فأنا املك مالا وفيرا ، ولكن ليس لي من أتركه له ".
" قلت الحق ، شيء جميل أن يكون لك إبن".
قالت ذلك توافقه على رأيه ، وهي تذكر أنها في كثير من المرات كانت ترى ماكس يداعب ابناء الآخرين ، وتابعت:
" الواقع كما قلت ، فليس لك من تترك له أموالك".
" والأعمال العظيمة التي حققتها ، وبنيتها بنفسي ، حتى أصبحت من أفضل الشركات التي من نوعها وأكثرها إحتراما في لندن ، أفليس من المحزن أن تنهار بعد رحيلي؟".
فقالت له بلطف:
" أمامك متسع من الوقت ، فانت لا زلت في أوج الشباب ، وستبقى فتيا ولو بعد عشر من السنين".
لوى شفتيه ، وقال:
" لن أكون فتيا بالقدر الذي تظنين ، سأكون في السابعة والأربعين ، يا عزيزتي".
" هذا العمر ليس متقدما بالنسبة للرجل ، فهذه الأيام تختلف عن أيام القرون الوسطى".
" شكرا لك على مجاملتك ولو أنني أشك فيها".
لم تقل ألانا شيئا ، وبعد فترة صمت عاد ماكس يقول لها ، أن هناك في ذهنه إمرأة أخرى يمكن ان يتزوجها ، إذا إستمرت هي على رفضه ، وتابع وقلبه يخفق بالأمل:
" ولكن سأنتظر ن فمن المؤكد ان تغيري رأيك".
ولكن أمله مات والى الأبد عندما هزت راسها بالنفي ، وهي تؤكد له قائلة:
" لن يكون الزواج من نصيبي ، ماكس ، فأنا فتاة عزباء ، واريد أن أبقى كذلك على الدوام".
والآن جاء دور ماكس ليهز راسه ، وكأنه كان مكرها على تلك الإيماءة ، وكذلك الكلمات التي فاه بها بعد ذلك ، كانت تبدو كأنها تخرج من فمه عنوة ، وهو يقول:
" سوف تقعين في الشبك في يوم من الأيام، يا فتاتي ، وبما انني متأكد من ذلك ، فعلي أن أخطط منذ الان ، لليوم الذي ستتركينني فيه".
" ماكس ، ارجوك ، كن عمليا ، أنت تعرف جيدا أنني لا أريد أن أتركك ، وإذا حصل وذهبت ، فهذا يعني أنك أنت الذي تريد ذلك ، وهذا ما ستفعله إذا تزوجت من مارلين تشاندلر...".
" كيف عرفت ان هذه هي التي اعنيها؟".
" لأنها هي التي ما زالت تحوم حولك ، ولأنها الوحيدة التي تظهر غيرة مني ، أما الأخريات فقد كن يقبلن بي منذ البداية ويقتنعن بوجودي هنا ، ويبدين لي المودة في كثير من الأحيان".
توقفت ألانا قليلا عن الكلام ،وهي تطيل النظر في وجهه ، ثم تابعت:
" ماكس ، أنا لا أقصد ان اقول شيئا ينتقص من قيمة مارلين ، ولكن كل ما أريد قوله ان غيرتها كانت دائما بادية للعيان".
" أظن أنك لا تعتقدين أنها مناسبة لتكون المرأة الثانية في ذهني".
إبتسمت ألانا وهي تفكر في مارلين الفاتنة ، وتتساءل ، ماذا سيكون تأثير هذه المناقشة عليها لو كان بإمكانها أن تسمعها ؟ وقالت:
" ماكس ، إنها مشكلتك ، انت الذي تعرف إن كانت مارلين مناسبة لك أم لا ".
صمت قصير مر بينهما ، ثم تابعت:
" إن نظرة النساء للنساء تختلف عنها عند الرجال ، مارلين لا تحبني ، وهذا لا يعني أنها خبيثة أو حقودة ، او أي شيء آخر من هذا القبيل، من الممكن ان احس نحوها بالمثل ، لو كنت مكانها".
سكتت ألانا برهة ، ولما لم تسمع منه تعليقا على كلامها ، اضافت قائلة:
" نعم ، يجب أن نفترق إذا تزوجت منها ، وكذلك يجب ان أبدأ بالبحث عن وظيفة".
قطب ماكس حاجبيه ، وخرجت من صدره تنهيدة حرّى ، ثم قال :
" لا بد انني ساتزوج في يوم من الأيام".
" إنك لم تجبني على سؤالي".
خرج صوتها لطيفا ناعما ، وهي تتابع وتسأله:
" هل أبحث عن وظيفة أخرى؟".
خيّم عليهما صمت طويل ، ثم قال متذمرا :
" إذا جاء أحد ، فلن أقف في طريقك ، ولكنني أريدك ان تبقي أطول مدة ممكنة".
" إذن ستتزوج مارلين ، أليس كذلك؟".
" نعم ، أظن ذلك".
" في هذه الحالة ، من الأفضل أن أبحث عن وظيفة منذ الآن ، لأنه في اللحظة التي ستلبس فيها مارلين خاتم الخطوبة ستطلب منك ان تتخلص مني".
ولما لم يبد ماكس إحتجاجا سريعا على ذلك ، كان من الواضح انها لم تخطىء الحكم ، بالنسبة الى إمتعاض مارلين من مكانة ألانا عند ماكس وصداقته لها.


الساعة الآن 03:34 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.