24-04-17, 09:15 AM | #1 | ||||
| جهينة ,,, بقلمي .... جهينة ,,, بقلمي .... يقولون فإذا سألت فاسأل جهينة فعند جهينة الخبر اليقين .,.. وجهينة في حياتي مختلفة تماما عنما تصوره الأساطير فهي سبقت وبشهادة الجميع وفاقت كل تصورات في أخبارها اليقنية والمباشرة فجهينة هي جارتنا التي كانت تسكن بجوار بيتنا والتي كنت أكره قدومها لبيتنا للأسباب كثيرة منها أنها تتدخل في أمورنا الشخصية وتحشر أنفها في الكبيرة والصغيرة ,,, ومنذ أن وعيت على الحياة و جهينة تزور أمي أن لم يكن يوميا ...فكل يوم ما عدا يوم الجمعة لأن والدي يتواجد ظهرا في ذاك اليوم ,,, وجهينة من جيل أمي وتقاربها بالعمر ... ولكنها كثيرة الكلام ثرثارة من الدرجة الأولى مع وسام شرف وشهادة أختصاص عالمية في الثرثرة ونقل الأخبار من بيت إلى بيت وكأنها وكالة أخبار متنقلة في أيام لم تكن توجد تلك الوكالات ولا حتى أجهزة التلفزة والقنوات التي أدخلوها لنا كسم في الدسم ليبعدونا بطرقهم المختلفة عن واقعنا المؤلم المهم جهينة تلك كانت وكالة أنباء للحارة وأحيانا تتعداها إلى الحارات المجاورة ... ما شاء الله عليها رغم أن سمنها يعطيها طابع البطئ في المشي ,,, ولكن سرعة لسانها في نقل الخبرمهما كان سخيفا ... غطت على ذاك الطابع الرباني .... ولمحاسن الصدف أنني وقعت في يوم من الأيام شركا ,,, في فخ أنباءها ,,, وكم كان حظي أسودا عندما أرسلتني أمي لأشتري لها عشرة بيضات من أجل الفطور مع جارتنا جهينة ,,, وقد وصتني أمي أن أسرع ,,, لأنها خجلة منها ,,, ولأن البارحة والدي لم يحضر معه بعض الحاجيات بخصوص الضيافة لربما لعسر في حالته المادية ,,, طبعا ركضت كالبرق طوعا للأوامر أمي وأشتريت البيض ,,, وعدت مسرعا وقبل أن أصل باب بيتنا علقت قدمي في حجر على الأرض وتعثرت ووقعت ,,, و ما كان مصير البيض إلا الكسر كما أنكسر خاطري وأسود وجهي أمام أمي وهي تفتح لي الباب وتراني باكيا ,,, بيدي كيس من البيض المكسر ,,, وبطبع أمي الحراري .... جن جنونها ,,, وصاحت ,,, (( يا أهبل ... كسرت البيض ,,, ليس لك غرض يرضي ,,, دائما هكذا ,,,يبدو أن أخرتي على يدك ...)) هنا تدخلت جارتنا جهينة ,,, وقفزت من غرفة الجلوس وهي تقول (( خير ... خير أن شاء الله ,,,, أنكسر الشر ... لا مشكلة ,,, أنا لا أريد الفطور ,,, سوف أذهب إلى البيت لدي أعمال ... لا تقلقوا ,,, أنكسر الشر )) ذهبت جهينة ,,, ومعها أنجلى صدر أمي ’’’ فحزنت لموقفها معي ,,, وأنها وجهت لي عبارات التوبيخ أمام الغرباء ,,, فأمي كانت حريصة طيلة عمرها أن توجهني بملاحظاتها بيني وبينها ... ودون أن يسمع أحد ,,,, حتى لا تنكسر كرامتي على حد تعبيرها ,’,’, ولا أصغر بين الناس منذ نشئتي ,,, فابتسمت في وجهي ,,, ومسحت على شعري ,,, وطبعت قبلة على وجنتي وقالت لي : (( ولا يهمك ,,, حبيبي ... أذهب وأغسل وجهك وقم بتغيير ملابسك ... وأذهب وأحضر مرة ثانية عشرة بيضات حتى نفطر سويا )) طبعا قفز قلبي فرحا ونفذت ما قالته أمي ... وركضت خارجا من البيت لأحضر البيض مرة ثانية ,,, وإذ بجارتنا أم أحمد ,,, تنادي لي ’’’ و تقول (( تعال يا ولد ... تعال طمني عنك ,,, هل كان عقاب أمك شديدا لأنك كسرت البيض )) هنا تلعثمت الكلمات في فمي من فجائتي تلك ,,, وأحمر وجهي ,,, وركضت مسرعا في طريقي ,,, وما أن انتصفت حارتنا ,,, حتى قابلني أحد زملائي في المدرسة .. قائلا لي : (( يا أبو شريك ,,, (( وهي جملة تقال بين الاصدقاء المقربين )) هل صحيح أنك كسرت عشرة بيضات ’,, أم أن هناك في الكيس بعض البيض صحيحا )) نظرت إليه نظرة البومة في ليل مدقع ,,, بعيون متفتحة من استغرابي لمن نقل له الخبر ,,, وتركته ورائي يعيد الجملة ,,, ومشيت ولم أقطع أمتارا قليلة ,,, حتى صاح اللحام في حارتنا ,,, قائلا لي ... (( تعال يا ولد ,,,, أنا كم مرة قلت لك أن لا تركض وأنت تحمل الأشياء ,,, كلما أعطيتك اللحمة لبيتكم ,,, تأخذها وتركض ,,, وأصيح عليك انتبه لتقع ,, ها أنت كسرت البيض ’’’ أذا عدتها مرة أخرى ... سأفرمك مثل اللحمة التي بيدي أذهب من وجهي )) طبعا ركضت هاربا واصلا إلى دكان السمان طالبا منه البيض فقال لي بسرعة كبيرة ,,, ((أنتبه أن تجيب لأمك الجلطة ((وهي مرض من الأمراض العضال )) انتبه هذه المرة أن تكسر البيض ثانية )) أخذت البيض والدخان يخرج من أذاني ,,, التي سمعت بها خمس نصائح أخرى من جيراننا في الحارة بالأنتباه بأن لا يقع البيض من يدي ثانية ,,, وكأن خبر إنكسار البيض ,,, أصبح مثل خبر قنبلة هيروشما يتداوله جميع من في الحارة الصغير والكبير ,,,, والصاحي والمستلقي على السرير ... وصلت البيت ,,, متجهما ,,, حزينا ’,’’ فتداركت أمي ذلك ,,, وقالت لي : (( لا تكترث لكلام الناس ... وأجعله درسا لك في أن تمضي وتسير والحياة التي يقودها عقلك خير من حياة يقودها كلام الناس ,,, هذا درس لك في العزيمة والأصرار وسوف ترى في حياتك الكثير ... وأكبر من أنكسار البيض ,,, فلا تنكسر .. وابتسم )) أبتسمت في وجهي أمي رغم حزني الشديد في قلبي في ذاك اليوم ,,, كما الأن وأنا أقف أمام أحد الجدران المعلق عليها ورقة ينعون فيها وفاة جارتنا جهينة ,,, حزنت عليها من قلبي لأنها صديقة أمي ,,, وكنت أبتسم ’’’ لمواقفها فجهينة رحمها الله كانت مع الحدث وبعد الحدث ,,, وقبله أحيانا ,,,, وحقاً ,,, وإذا سألت فسأل جهينة ,,, فعند جهينة أخبار اليقين كلها ,,,, مع أجمل تحيات نيسان | ||||
29-05-17, 11:27 PM | #4 | ||||
نجم روايتي
| (( لا تكترث لكلام الناس ... وأجعله درسا لك في أن تمضي وتسير والحياة التي يقودها عقلك خير من حياة يقودها كلام الناس ,,, هذا درس لك في العزيمة والأصرار وسوف ترى في حياتك الكثير ... وأكبر من أنكسار البيض ,,, فلا تنكسر .. وابتسم )) ههه جميلة جدا وعند جهينة البيض المكسو ر | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|