آخر 10 مشاركات
الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (الكاتـب : الحكم لله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-12, 09:49 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


2- طيف يبحث عن طفلة

دخلا غرفة جميلة معتمة قليلا وضغط روداري على زر الكهرباء فتوهجت مصابيح بلورية في زوايا الغرفة وتسلط نورها على الأثاث الإيطالي الفاخر ، ومن يشاهد الغرفة لا يفكر مطلقا أن صاحبها تغيّب عدة أسابيع ، فقد كانت أنيقة ونظيفة كأن روداري يستعملها كل يوم من حياته ، ولما إلتفتت ألفي لتقول انها أعجبت بالغرفة رات أمامها وجها عبوسا ، تناول سيكارة من علبة فضية فيها نقوش وأغلقها بقوة ، كانت العلبة محشوة بالسكائر وبجانبها ولاّعة ، قالت الفي التي تعرف في قرارة نفسها أنه يريدها أن تحب هذا البيت:
" غرفة ساحرة".
قال وهو ينفث الدخان :
" الصالون الكبير ، غرفة التجمعات الكبرى بعد حفلات العشاء ، لكننا لن نحتاج اليها ، إذ لا اريد إستقبال أي أحد .... غير زوجتي ....".
صعد دخان السيكارة في دوائر فوق رأسه وبدت عيناه كأنهما تحترقان بهذا الدخان وهما تنظران اليها نظرة خاصة لم تعهدها من قبل ، حتى أنها حوّلت نظرها عنه ووقعت عيناها على لوحة يظهر فيها مبارز في لباس أسود واقفا بعنفوان وتحدّ ، أثناء ذلك كانت رائحة الدخان تختلط بأريج الأزهار الموجودة في إناء خزف صيني .
" يخيّم على البيت هدوء كبير".
بالفعل لم تكن تسمع غير طقطقة إحتراق الحطب في المدفأة وتكتكة الساعة عندما يصمتان ، وبالرغم من أنها كانت تتوقع ان يطرق أحدهم الباب في أية لحظة ، خاصة المرأة التي تهيء كل شيء لسيدها ، لم يحدث شيء من هذا ، فنظرت اليه وسالته لماذا لم يظهر أحد من خدم البيت حتى ولا المراكبي الذي رحل بعد ان نقل حقائبهما ، أجاب روداري بلا مبالاة:
" كان من المفروض ان اخبرك".
تكلم وهو واقف تحت لوحة المبارز ، وبدا روداري والمبارز كانهما شخص واحد كلّه تيقظ.
أخذ قلب الفي ينبض بقوة وهي تنتظر منه ان يوضح لها سبب هذه السكينة بدل أصوات الترحاب وجلبته ، ثم أضاف موضحا :
" لا يبقى داريو وزوجته دلفينا بعد المساء إذ يعودان الى بيتهما في القرية ، ولكن كما ترين هناك النار في الموقد وغرفنا في الطابق العلوي جاهزة لإستقبالنا والطعام لا ينتظر إلا أن نأكله".
سالته بعصبية ظاهرة الى حد ما:
" لماذا لا يبقيان؟".
أصابتها رعشة صغيرة وهي تفكر في البحيرة المحيطة بالبيت ، تفصلهما عن باقي العالم ، وأضافت بصوت غير ثابت:
" هل في البيت اشباح؟".
" طبعا لا ، غير أن الإيطاليون خرافيون ، ومنذ أن تركت جدتي الجزيرة لتذهب وتعيش في روما إبتعد أهل القرية عن فيللا فورناتو".
" لماذا.... ماذا حصل هنا يا روداري حتى جعل هؤلاء الناس خرافيين بالنسبة الى المكان؟".
ألقى نظرة على البحيرة من خلال النافذة ثم قال:
" البحيرة.... وانا لم اعرف امي أبدا.... لم تحصل لي فرصة التعرف عليها بسبب البحيرة إياها، فقد سمعت والدتي جدتي تقول بأنه يجب تقديم العناية الكافية لإبنها على يد حاضنة متخصصة وحسب التقاليد المرعية في عائلة فورناتو لأن الأمهات يفسدن أولادهن بتدليلهم خاصة إذا تذكرنا ان والداي سابنيتا ربيبة مزارع عاشت في محيط يؤمن بأن الولد يجب الا يفارق امه لا في الليل ولا في النهار".
توقف روداري عن الكلام وبدا وجهه في ضوء القمر ارب على زجاج النافذة رومانيا ، قاسي النظرات متحجرا والغضب يملأ قلبه.
" سمعت سابنيتا هذا الكلام من خلال باب غرفة الطفل ، وبرغم كونها زوجة والدي كانوا لا يزالون يعتبرونها شبه متوحشة ومندفعة وعفوية تحب الجري بين الأشجار حافية القدمين وعليه قررت أن تهرب مع طفلها الى اهلها في المزرعة ، فبعد ان آوى كل الى فراشه تسللت ولفت الطفل ونزلت الى الشاطىء ، البحيرة بكل هدوء ، وضعتني على التراب وأخذت تفك حبل المركب ، وإذ هي كذلك سمعت شخصا يجري نحوها ليوقفها فإرتعبت وقفزت الى المركب وهي لا تعلم ان والدي هو الذي ناداها وحاول منعها ، وتملكها خوف شديد من ان جدتي المستبدة سوف تعاقبها على فعلتها هذه وبدأت تجذّف بكل قواها وكان وسط البحيرة عميق وتتقاطع فيه مختلف المجاري التي تصب من البحر وما ان وصلت الى هناك حتى تقاذفت المجاري المركب وقلبته ، كان والدي قد لحق بها سباحة ووجدها نصف ميتة عندما حملها الى البر ، ولكنها ماتت من ذات الرئة بعد يومين ، لم ينس والدي أمي سابنيتا ووافته المنية هو الآخر في الحرب".
مشى روداري نحو المدفأة ورمى بسيكارته في النار وقال:
" حدث ذلك منذ زمن بعيد ، ومنذ ان هجرنا الفيللا دارت إشاعات بأن شبح سابينتا يظهر في الليالي المقمرة ويسبح عند الشاطىء بحثا عن الطفل الذي ارادت الإحتفاظ به كل حياتها".
" روداري...".
خرجت هذه الكلمة من فمها كصرخة ترجوه بأن يتوقف عن الكلام عن ذكريات محزنة وهما في شهر العسل ، وهي تعرف أنها تتقاسم قلبه مع ذكرى فتاة اخرى ومع شبح والدته الشابة ، ارادت ان تلطّف الموقف ولكنها أيضا تريد ان تكون أكثر من مجرد وسيلة للنسيان.
" عندما تنظرين اليّ تبدين وكأنك كلك عيون ، هل أقلقك مجيئك الى هنا يا عزيزتي؟ هل تفضلين العيش في مكان ماهول بينما نستطيع أن نكون وحدنا على هذه الجزيرة الصغيرة؟".
" احيانا ، بين الناس ينسى الإنسان ما فيه بكل سهولة يا روداري".
" وبسهولة أكبر مما لو وجد نفسه بين الذكريات ، تعالي ! ".
وامسكها بيدها وأضاف:
" ساريك الغرفة حيث جهزت دلفينا عشاء عرسنا ، إنه لغريب حقا أن احب هذا البيت بقدر ما اكرهه".
" الحب والكراهية توامان".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 04:05 PM   #12

سوزان محمود

? العضوٌ??? » 149997
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 271
?  نُقآطِيْ » سوزان محمود is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سوزان محمود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 10:22 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لا مهرب من تاثير لمسة يده وسطوة إبتسامته .....الإبتسامة الحزينة التي اوقعتها في حبه قبل ان تتحقق من انه كان من الحكمة مغادرتها ايطاليا ، اما الآن فلا الجبال ولا البحر تحميها من نظراته النفّاذة حتى لو وقفت حائلا بينها وبينه.
خرجا من الصالون الى الردهة حيث رات تمثالا رائعا لرجل واقف على أرضية من المرمر يغطي معطف فضفاض كتفه وذراعه الأيسرين ، ربما هذا تمثال ابولو ، رمز الشمس الذي طارد الحورية.
" ها هي الغرفة".
قادها الى غرفة صغيرة وذهلت لما رأت من فارق بينها وبين الصالون الكبير ، كان سقفها مقنطرا تعلوه قبة تزخرفها طيور من الجص ، وفيها مصباح مستدير بلون الكهرمان يتدلى من سلسلة وفي زاويتها مقعد بشكل هلال تتوسطه مائدة منخفضة لتناول الطعام ، وكان نور المدفاة ينعكس على الصحون الممدودة والفاكهة ذات اللوان الزاهية ومن بين الصحون صحن من الصيني مليء باللوز الملبس بالسكر وهو الحلوى التقليدية في الأعراس الإيطالية.
" هل سنبدأ بالأكل الان ؟ ام تفضلين أن تصعدي لتغيّري ملابسك ؟".
" ماذا تريدني ان افعل؟".
إبتسمت له بوجل ، فقد هدأت الغرفة المقنطرة من شعورها بالإنقباض لأنها إعتبرت غرفة كهذه مكانا مثاليا للتواعد الهادىء ومكانا يلتجىء اليه الإنسان بعيدا عن وجوه الاسلاف التي تطل من الجدران ، اجابها روداري:
" احب أن اراك مرتدية الثوب المخملي الذي إشتريناه في روما والذي سيدخل البهجة الى قلبنا في هذه المناسبة".
" أي الثوب الفلورنتيني الذي أصررت على شرائه لي ، لكن فستانا كهذا مقصود لجمال مغر ".
قرّبها اليه وبعد أن قبّل عينيها وقال:
" لك عينان ساحرتان فيهما هدوء لون المخمل والبنفسج ، افلا تستحقين لبس هذا الفستان مساء زواجنا؟".
وتأكد لها من كلامه ان هذه الليلة لن تكون ليلة عادية من ليالي حياتها ، وأنها ربطت عمرها بعمره في السراء والضراء وأمامها إما السعادة واما التعاسة .
صعدا الى الطابق العلوي ورات على الجدران رسوما لرجال ونساء من آل فورتوناتو ، الرجال وسيمو الطلعة قساة النظر ، أما النساء فأزياؤهن من الطراز القديم وفي نظرات بعضهن علائم البهجة والبعض الآخر علائم الدم ، ربما لأنهن تزوجن من آل فورتوناتو....
وتوقف روداري في رواق بدرابزين يطل على البهو حيث دلّها على رسمين وقال بصوت قاس:
" هذا جدي وهذه كما تعرفين ، الكونتيسة التي ما زالت على قيد الحياة ، وكما حكمت بقبضة من حديد حياة أفراد العائلة تحاول أن تتحكم بحياتي ، اتلهف لتلك اللحظة التي سأواجهها فيها بزوجتي الإنكليزية بعد ان تأملت – لا بل أمرت – ان أتزوج إيطالية من طبقة رفيعة ، ولا تعلم الكونتيسة بالصدمة التي يخبئها لها القدر.
اخافتها كلماته هذه لأنها تريد أن تقبلها اسرته وتحبها ، ولكن دل كلامه على انه يريد أرباك اقربائه بإختياره الزوجة التي ارادها هو لا هم ، سألته ألفي:
" هل تزوجتني يا روداري لتنتقم؟".
إتقدت عيناه شررا ولكنهما لانتا قليلا وقال:
" أي رجل يتخذ هذا الموقف المتطرف حبا بالثأر الجميل ؟ اراك ناعمة وحلوة يا عزيزتي عندما تنظرين الي وعندما أرى التحدي في عينيك والحنو في نظرتهما ، هل أثير حنوك كروداري الرجل ام كرودري الطفل؟".
" لا أدري ، انت ما زلت غامضا في نظري".
نعم ، ما زال ذلك الرجل الذي رأته في الليلة الأولى في فندق الألب واقفا وحده بينما كان باقي نزلاء الفندق يغنون وينشدون امام المدفاة على انغام الأكورديون وطقطقة الكستناء وهي تشوى في النار ، كانت حينذاك تقوم بإسعاف احد المرضى عندما نزلت لتأخذ كأسا من الحليب لمريضها ومرّت بجانب روداري بدون ان يراها ، وجدته رجلا نحيلا مستوحدا ورشيقا كأحد مصارعي الثيران وهو يتامل الليل وشعره يلمع في نور النجوم المتلألئة في قبة السماء.
وفيما هي تنظر الى رسمي جديه أمسك بيدها وقال معلقا على كلامها:
" ليس من الممكن أن يعرف شخصان بعضهما بعضا معرفة تامة وهما على عتبة حياة جديدة".
ضغط على خاتم الزمرد في أصبعها وقادها الى غرفة النوم ، وحين اشعل النور أدارت عينيها فرات سريرا عريضا مغطى بالحرير يتوّج راسه ما يشبه العرش وبهرها ذلك .
" هذا الباب يؤدي الى غرفة الملابس خاصتي".
" واين غرفة الحمام؟".
دلها على باب آخر ، يؤدي الى مغطس الحمام المبني في أرضية الغرفة من حجر الفيسفساء وعلى الجدران مرايا طويلة وفي الحمام أباريق عدة ، والفيلا على وجه العموم خليط جميل من القديم ولجديد قدّرت الفي هذا المزيج حق قدره بفضل خيالها وواقعيتها.
" هذه رفاهية حقيقية".
" هذا لا يجعلك تندمين من وجهة زواجنا العملية ، وشقتي في روما موجودة في قصر مرمم على نهر التيير".
" من ظن ان الممرضة لويد ستغرق في محيط أنيق كهذا؟".
إبتسمت بمرارة لأنها تفضل حبه لها على هذه الرفاهية ، وفجأة أدارها بحركة سريعة وقال:
" انت الآن زوجتي ، السيدة الفي ، بل الفينا فورتوناتو ، من ذا الذي فكر في تسميتك ألفينا؟ إنه يطابق إسمي تماما".
" لماذا لا تدعى الكونت فورتوناتو؟".
" هل تحبين أن تكوني كونتيسة؟ ". سالها ساخرا وأضاف مبتسما:
" انا لا استحب الألقاب ، وهذا يسبب سخط جدتي ، فقد أسقطت هذا اللقلب من إسمي عندما أصبحت كاتبا ، اردت ان أنجح كفرد لا كقطعة من سلالة".
" أنت عنيد يا روداري".
" طبعا ، نحن عائلة إنفعالات وعواطف افرادها دائما اقوياء ، رغباتنا بقوة ضغائننا ولا نتسامح بسهولة ، لم تعامل الكونتيسة والدتي بلطف مع انها تعشق شقيقتي هلين التي تكبرني بسنة ربما لأنها إنتزعتها من أحضان امي بلا مقاومة ، وعندما انجبت سابنيتا ولدا أرادته أن يكون ولدا قويّ الشكيمة.... وغاية المرأة الإيطالية في الحياة هي أن تنجب صبيا ".
وبعد هنيهة أضاف وهو يمرر أصبعه على عنقها بحنان:
" ألفي.... إنني لأتساءل إذا كنت ستنجبين لي صبيا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-12, 12:33 AM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تورّد وجهها ، لا يتفوه غير الزوج اللاتيني بكلام كهذا أمام فتاة حديثة الزواج ، أما الزوج الإنكليزي فقد يتكلم عن الدفء المرتقب في الطقس وما عليهما ان يعملا لتمضية الوقت ، لم يحمر وجهها من قبل مثل اليوم وودت لو تستطيع ان تهرب لتختفي عن أنظار هذا الرجل الذي قد يفرض عليها ما يشاء حسب مبررات شرائع الزواج الروماني.
تطلعت فيه الآن كما تطلعت اليه في الكنيسة اثناء حفلة عقد القران بينما كانت تتراقص أضواء الشموع وظلت تتلألأ حتى نهاية الحفلة تقريبا عندما أخذت سمعة تشتعل بتقطيع وتلقي بظل حولها وعندما تفرّست في وجهه راته ذا نظرات الآمر الناهي كأنه ولد ليأمر وليحبه الناس ولو بخوف.
قال مع إبتسامة خفيفة في زاوية فمه:
" لا تنظري اليّ هكذا ،لكل شيء وقته ، ويجب ان أتذكر أنك أنكليزية كانت لها مهنة ثابتة قبل ان أدخل حياتها".
" ومهنة مفيدة جدا ، وأفرض بأنه يجب ان أتخلى عنها الآن ؟".
" طبعا يا عزيزتي لك زوج الآن وبيت تعتنين به ، وزوجك يشعر بالجوع ويحب أن يتناول عشاءه بعد لحظات".
تركها في غرفة النوم وخرج ، أما هي فأخرجت الثوب الذي طلب ان ترتديه ووضعته على السرير ، ترى ماذا ستقول صديقاتها في بيت الممرضات لو راين الان الممرضة لويد ذات العينين الرماديتين والتي كانت تكسب ثقة مرضاها؟ جالت بنظرها حولها وتاملت في الأثاث الإيطالي المرصّع وسمعت الساعة تعلن الوقت بدقات معدنية لطيفة ، هنا وفي هذه الغرفة الجميلة ستمضي ليلتها المقبلة مع روداري الذي أقنعها بأن تصبح زوجة له بدون أن يعلن حبه لها حتى بكلمة واحدة.
هل هو مدفوع الى الزواج فقط ليثار ، فقد كان امل الكونتيسة ان يتزوج إيطالية ، وتشعر ألفي بكل تأكيد أنه كان يحب فتاة ما ، ولكن حدث شيء بعكس ما تمناه ، لكن ايا كانت تلك الفتاة فقد تلتقي به في المستقل رجلا متزوجا.
تاملت نفسها في المرآة ذات الإطار المزخرف وعكست المرآة فتاة أنكليزية مئة في المئة وعنصرا ليس في محله في هذه الغرفة الإيطالية ، جلدها ابيض زهري بلا عيوب ، شفتاها تدلان على الوجل ولكنهما تميلان الى حب الدعابة ، عيناها واسعتان وشعرها مقصوص حتى الكتفين ينثني الى الداخل ، قليلون من الناس يعتبرونها عادية ولكن اقل من ذلك يلتفتون نحوها للإعجاب بها ، وهمست لنفسها متسائلة::
" لماذا يا روداري؟ لماذا أنا ، لا غيري؟".
نزلت الى الطابق السفلي في ثوبها الفلورنتيني المخملي وكانت تحس بوزنه الثقيل على جسمها ورفعت بيدها جزءه السفلي تسهيلا للمشي ، وبرز من تحت طرفه لمعان خفيها المفضفضين ، كل ذلك تطابق مع السلم الأسود والذهبي ، وشعرت الان نها تدو عروسا من القرون الوسطى في طريقها لأستقبال عريس يبدو في مظهره وهيئته آتيا من عصور الأخذ بالثأر ،وصلت عند اسفل السلم وتوقفت لتستكين ووضعت يدها على رأس عمود الدرابزين فلمع خاتمها وتوهّج كالنار او كالدم في سواد الخشب.
الهدوء مخيم في كل مكان ولا يسمع غير صوت الريح حول البيت وحفيف الستائر المخملية المدلاة على جانبي نوافذ البهو.
" روداري....".
تلفظت بهذا الإسم وهي تبحث عنه ، وظنت أنه خرج من غرفة النوم ليجهز بعض الأشياء للعشاء فلا خوف عليها من طيف سابنيتا الحزين ، لكن كما أحبته سابنيتا تحبه هي الأخرى وتريد أن تبقى معه.
مشت في البهو وإنعكست صورتها في مراياه في ضوء ينبعث من اقفاص حديدية ويتوّج راسها بهالة غريبة من النور ، وبدا كتفاها من خلال فتحة الفستان عند العنق رشيقين ابيضين ، وتساءلت عما يفكر فيها عندما تفتح باب الغرفة ، لكنها فوجئت عندما وجدت الغرفة خالية.
أين عساه يكون؟ إقتربت من المدفاة التي كان يخرج منها أريج كالبخور من إحتراق حطب السرو ، وهذا ذكّرها بالكنيسة حيث اقسما على أن يحب أحدهما الآخر ويحترمه، ركعت أمام المدفأة على ركبتيها ومدت يديها فوق النار لتدفئهما كأنها تتضرع الى السماء ، وكل طقطقة إحتراق وكل صوت حفيف من ثوبها يزيد من سطوة السكون و.... الوحدة، حدقت في النار ولكن أفكارها كانت باردة، الرجل الذي يولي امراة إهتمامه الكلي لا يتركها هائمة تنتظر وتسمع في كل حركة مشية اشباح من حولها.
يقال ان سابنيتا تسبح نحو الشاطىء في الليالي المقمرة لتبحث عن إبنها الذي إنتزعه منها الاخرون ، وإبنها هو الان في حوزة الفي التي تلقي نظرة هنا وهناك من حين لآخر وهي متوترة الاعصاب ، هل احبت رجلا تشك فيه؟ هذا الرجل الساحر المتغطرس الذي يرى أن تتركه وجته يفعل كما يشاء في كل شيء؟
وفيما هي تفكر في ذلك إنفرجت ستائر النافذة بحركة مفاجئة ورات يدا سمراء تزيحها ويظهر شخص زوجها ، قفزت مذعورة وصرخت صرخة خفيفة ، لم تره يبتسم بل كان شعره الأسود مبللا وتحمل يده الأخرى منشفة ورأت صدره عاريا مغطى بشعر أسود وتتدلى فوقه سلسلة ، إقترب منها ورات ان ساقيه أطول من المعتاد لأنه كان مرتديا سروالا ضيقا ، نظر اليها في ضوء المصابيح الهادئة التي كان النور يشع منها كانه بلون القرنفل.
حدّق روداري فيها ودت نظراته من خلال رموشه كأنها تلمع فيه البحيرة ، قال لها:
" يدل مظهرك كانك آتية من عصر آخر ،ستكونين ساحرة نادرة هذه الليلة يا عزيزتي".
سمعته تماما ولكنها فقدت تأثير كلامه عندما رفعت نظرها اليه ، كان يسبح في البحيرة غير مهتم باشباح جزيرة فوتوناتو ، هناك في مياه البحيرة المعتمة وعاد اليها اشبه بالقرصان.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-12, 09:41 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" ا....... انا مسرورة لنك أحببت الثوب وابدو رائعة فيه ، إلا انني اشبه إمرأة مرتدية لباسا فيحفلة تنكرية".
" هل أتنكر انا الآخر؟ ( سالها مبتسما بهزء) بأي شيء أتنكر؟".
" إنك لا لا تحتاج للتنكر إذ تبدو كأنك جبت البحار طولا وعرضا بحثا عن قطع اسبانية ذهبية".
" أي أنني قرصان ، اليس كذلك؟".
" بلا ريب".
" هل تريديني ان أرى إن كان بين كنوزي ما يلائم ثوبك الخلاب ؟".
تكلم روداري الإنكليزية بلا عيوب ولكن بلكنة تعطي معنى خاصا لبعض الكلمات ، فقد إحمر وجهها عندما إستعمل كلمة ( خلاب) مثلا ، وعلقت قائلة:
" انا.... انا لا أريد ان أظل ان تعطيني اشياء بلا إنقطاع ، ارجوك يا روداري".
" ارجوك يا الفي ( اجاب ساخرا) انت المرأة الوحيدة التي تستطيع ان تجعل الكلام يعني طلبا بل توسلا ، لا تطلبي أبدا من رجل الا يقدم لك هدايا بخاصة إذا كان يحق لهذا الرجل ان يقدم وان يأخذ".
" إنني أقدّر علبة الأزرار الجلدية كثيرا ، وأنت تنسين ان في الحياة الزوجية المراة تقدم نفسها".
ثبت نظره في نظرها وشعرت بتأثير قوته والإعتداد بنفسه وكما برزت لعينيها معالم عضلات صدره وكتفيه تحت القميص الملتصق بجسمه المبلل ورات فيه ايضا خطر الحيوية الكامنة في جسم هذا الغريب وتساءلت عن مدى وحشيته في علاقته معها ، وتملّكها الخوف عندما ضحك وهو يسير نحو الباب قائلا:
" قدمي الطعام ، لن اتركك تنتظرين طويلا".
ذهبت الى الطاولة وأخذت ترفع أغطية الصحون التي كانت على نار خفيفة مستعملة قطعة قماش لتحمي يديها من الحرارة ، كان هناك الهليون بصلصة الزبدة ، فطر وسلوى بالصلصة الحمراء ، شرائح عجل مع خضار ، وسلطة شهية بالفواكه ، رائحة الطعام كانت ذكية وأخذت سيدة البيت الجديدة تهييء كل شيء بعناية وسرور فائقين ، أما القداح فكانت من البلور الصافي من صنع البندقية ولما ضربت على احدها بطرف اصبعها رنّ رنينا موسيقيا ناعما ، ولمست بيدها أزهار الورد الأحمر المرتبة في أناء جميل والقت نظرة على اللوز والملبس بالسكر الذي قلما تخلو منه مائدة عريسين في توسكانا.
فتح الباب وتوترت اعصابها ، إذ ليس من السهل عليها أن تكن الحب لروداري ، فإنه غاز كالحب ذاته.
" نحن محظوظان يا الفي ، لدينا الطعام والشراب ولا احد سوانا يقلقنا" إقترب منها وألقى بنظرة على المائدة وعلى النار في المدفأة والستائر المسحوبة وإبتسم تعبيرا عن تمتعه بوجود الفي له بكلييتها ، هذا اول حب لها في حياتها ولا تستطيع ان تعرف أي الشعورين يسبق الاخر.... الشعور بالخوف او الشعور بالفتنة.
" من المحتمل ان يكون احد اجدادي قد سطا على دير وسلب منه هذه السبحة".
مد يده ولمس السبحة المعقودة حول عنق الفي وهي مصنوعة من الصدف المعروف بعرق اللؤلؤ وتحليها قطعة زمرد برّاقة ، السبحة جميلة جدا وزادها حجر الزمرد تألقا ، ألفي موجودة بين يديه وتربطها السبحة به ، واحست في لحظة توتر بأن الظلام إكتنفها وبأن قوته سطت عليها وادخلت الى قلبها سحرا مقلقا لا تستطيع أن تسميه حبا.... حسب الحب الذي تحلم به.
أوليست الآلىء والزمرد رمز الطهر والإنفعالات القوية ؟ إنها تنفعل كلما لمسها وتحس بالحاجة الى هذا الرجل الغريب المديد القامة الذي تزوجته ، ورغم كل ذلك فقد جفلت قليلا وتراجعت الى الوراء ، ضحك وإتجه الى المائدة وسحب كرسيا لها، لا يتوقع تجاوبا منها الآن.
جلس قبالتها وسكب لها شرابا من ابريق عليه مسحة من الخطوط الفضية، فهو يحب ان يحاط باشياء جميلة ، وودت الفي لو تعرف افكاره وهو يشاركها في أكل السماني والعنب واللوز الملبس ، هل يفكر في وجه آخر وصوت آخر ، في إمرأة برشاقة الورد اخاذة الجمال؟
ربما قرأ افكارها فأخذ يحدثها عن إيطاليا وعن الأماكن التي سيزورانها ، ومنها روما ، إنه إيطالي حتى العظم ويجري في عروقه دم في منتهى الرقة ، أنيس ولطيف ولكن شيطان الشر نائم في عينيه السمراوين.
قال لدى اول إلتقاء لهما ان فيها صفة اللطف وان قلبها كبير ، ولكنه بدأ يسلبه والبقية الباقية من قلبها تستعملها للدفاع عن النفس إذ لا يجب أن تنسى ان شخصا غيرها سلبه قلبه.
" نحن متكاملان هنا ولا ينقصنا شيء ، نحن وحدنا وبعيدان عن العالم ، لا يمكنك ان تقدري يا الفي هدوء الباب في بعدنا عن الناس ".
كانت تستمع اليه يتكلم بلكنته الإيطالية وصوته الثابت مما جعل إنكليزيته شيئا مستحبا لها ومثيرا ، ولاحظت كيف تناسق القدح العتيق مع جمال يده النحيفة التي كانت بلا خاتم ، وجوهرته الوحيدة ساعة وجهها مذهّب برباط من جلد وازرار أكمامه مرصعة بحجر فريد اسود ، إنه رجل لا يستعمل ثروته لتزيين جسمه ولكنه يلبس بزات مخاطة بمنتهى الكمال.
تكلم عن بساتين الحمضيات المحيطة بالجزيرة كحدائق بابل المعلقة التي تتحول الى لون الذهب في نور الشمس بينما يتحوّل لون مزارع الزيتون الى اللون الفضي ، قال لها:
" ساجعلك تتذكرين شهر عسلك الى البد"
نهض من مكانه وأدار الفونوغراف فإرتفعت انغام الموسيقة وصوت يغني اغنية تعرفها ، كلماتها بدا غامضة كعطر من زمن غابر ، ثم غحتواها بين ذراعيه وراقصها على أنغام لحن منسيّ ، وسالها:
" هل تعرفين كلمات الأغنية؟".
" كلا، لكنني أتذكر انها حزينة".
" الحزن جزء من الجمال".
أزاح الستائر وخرجا في ظلال الظلام الفضي ، واريا اوراق نبتة المانغوليا بلونها الأصفرالشاحب ، القمر يظهر ويختفي في الغيوم ، تاملت الا يكون مظهر القمر بهذه الصورة مجلبة لسوء الطالع.
" إنظري هنا وسيسحرك القمر".
رفع ذقنها بيده فاصبح وجهها امام وجهه ، ثم اضاف:
" هناك شيء رومنطيقي ومتالم في العينين الرماديتين برموشهما المتدلية ، إنهما عينا عذراء شابة تنظران اليّ بطهر ولكن مع مقدار ضئيل من الفزع ، إن عينيك تطرحان مئة سؤال عني ولا استطيع الإجابة على أي منها في الوقت الحاضر ، ولكنني استطيع ان أقول لك أنني لا اريد احدا غيرك هذه الليلة ، وإذا صدف واتى شخص ما ليأخذك مني أعتقد انني سأتحول الى مجرم".
" يا روداري".
قالت بصوت مرتجف ثم توقفت.
يجب ان تطلعه على ما جال في خاطرها طيلة المساء فقالت:
" ماذا لو طلبت منك يا سنيو ،ان تعطيني الوقت الكافي لأتعرف عليك كما يجب؟".
" ارجوك أن توضحي".
تكلم بصوت هادىء إلا أن ألفي اجفلت قليلا من لهجته الحازمة فضغطت بيديها على الدرابزين ، وسمعت حفيف أوراق الشجر وصرير صرار الليل المستمر ورأت الحباحب تتلألأ بين أشجار الكرمة ، كان وجه البحيرة يعكس ضوءا فضيا مما يضفي حزنا على القلب الحزين ،ولكن روداري يلتجىء الى العاطفة التي تجلب النسيان".
" أنت تعرف ما اعني بقولي هذا ، وتفهمني".
" ما أعرفه فقط هو انني تزوجتك اليوم وساجعل منك زوجة لي هذه الليلة ".
" ارجوك.... هل ما أطلبه كثير عليك ؟ مهلني بعض الوقت لأعتاد عليك ".
" افضل وسيلة لتتعرفي عليّ هي عندما تكونين في احضاني".
كان وهو يتكلم يلعب بحبات السبحة وبحجرها الزمردي...حجر العشاق ، ثم اجاب قائلا:
" انك لست خجولة بل وجلة فحسب".
" كلا....".
وإنتزعت نفسها منه وأفلت مشبك السبحة فطارت في الهواء وبدت كخيط من الحليب وهي تهوي على الصخور ، وتبع ذلك سكوت رهيب وسمعت شتيمة إيطالية تخرج من فمه وأحست بذراعيه القويتين تديرانها نحوه وهو يقول:
" سنبحث عن السبحة غدا صباحا".
" لكن سيجرفها المد الى الماء".
" وسيؤسفني ذلك ، لكني لست مستعدا لأن انزل الان لأبحث عنها في ضوء مصباح كهربائي".
رفع عينيها الى عينيه وقال:
" هل إعتقدت بانني سابحث عنها الان؟".
" إنها جزء من ارث عزيز ويمكننا البحث عنها معا".
" سأجدها قبل مد الفجر ، وستفيقين وهي حول عنقك".
كانت حركات عينيه واضحة ومفهومة ولا مهرب لها من الرغبة فيهما ومن قبضة ذراعيه، إنها الآن تحت رحمته في الفيلا فورتوناتو.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 11:31 PM   #16

MAILA
 
الصورة الرمزية MAILA

? العضوٌ??? » 203958
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 38
?  نُقآطِيْ » MAILA is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

كمليها آرجووك .. \
آنتظرك على آحـرر من الـجمررر ..
=)


MAILA غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 06-03-12, 12:25 AM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- الشك القاتل

قد لا تعرف نارا أكثر تأججا من هذه....هكذا كانت أفكارها طيلة الأيام التي تلت تلك الليلة ، أيام أمضتها تحت السماء الإيطالية وهي تستكشف جزيرة الحمضيات وزوارق الصيد ذات الاشرعة البراقة والبيوت الصغيرة المبيّضة بالكلس إتقاء لحرارة الشمس التي تلمع منذ بزوغها حتى تغزو باحات الفيلا عند الغسق ، ترافقها أصوات الصرصار والسحالي .
كانت تحافظ على شعرها من التطاير في الهواء برباط زهري ، طرفاء فراشة تتماوج وهي تهبط السلم الحجري لتلاقي زوجها الذي إجتمع بأهل الجزيرة ، وهو يحب ان يختلط بهم ويستمع الى حكاياتهم ومشاكلهم حيث يجد مادة لعمله كمؤلف.
رأته واقفا عند شجيرة نخيل يدخن سيكارا وعند قدميه سلة فيها عدد من القريدوس والسرطانات ذات الحجم الكبير ، كان لابسا قميصا مفتوحا وبنطلون صيد ، ومع ذلك كان يحتفظ بهيبته ، وروداري ليس من النوع الذي ياوي الى فراشه في ساعة متأخرة من الليل بل تدفعه حيويته الجامحة الى القيام بنشاطات جمة ، وتعرف الفي انه يحوم في أنحاء حدائق الفيلا اثناء الليل كأنه يبحث عن شيء ما ... ربما المراة الأخرى؟
كان يتامل في الماء عندما إقتربت منه ولكنه لم يلتفت اليها بالرغم من أنه لا شك سمع صوت خطواتها على الحصى ، ودلّها مزاجه على انه هذا الصباح متجه بافكاره الى عالم آخر ، عالم ما وراء هذه الجزيرة التي تشاركه حياته فيها والتي درجت على محبتها .
لاحظت مسحة من الحزن وهي تنظر الى ملامحه الجانبية وهو مستفرد غارقا في أفكاره في وهج الشمس ، كم تحب وترهب هذا الرجل الذي هو بالنسبة اليها محب وغريب في آن معا ، ولم تتفوه بكلمة واحدة عندما وقفت الى جانبه بهدوء ، لأنها لا تحب التطفل ولا ترغب فيه ، وصل الى انفها اريج الأعشاب وتبعت بنظرها فراشة سوداء تطارد اخرى زرقاء ثم إختفتا وراء دوالي العنب التي تتسلق الجدار.
كانت تحدّق كأنها مسمّرة في مكانها وبدا لها أن الطبيعة تفضل القوي على الضعيف ، وجفلت وتالمت عندما رأت سحلية تطبق فكيها على شيء لامع ومتحرك.
" أنت كثيرة الحساسية يا عزيزتي الصغيرة ، الحياة غابة والحب جوع ولا يجب ان يصدمك ايهما او أن يسبب لك الما ".
" هل ظهر عليّ أنني صدمت؟"
حاولت بهذا السؤال ان تظهر في مظهر الشجاعة وخفة الروح ، لكنه رمق وجهها بنظرة خاطفة ثم قرّبها منه وقال وهو يبتسم ساخرا:
" لا تحاولي مطلقا ان تكوني إمرأة مجتمع ، هذا لا يليق بك وأنت تلائمينني كما أنت".
" وجلة وخرقاء؟ أي تريدني إمرأة يعتبرها اهل الجزيرة بنتا تبنيتها بدلا من إمراة تزوجتها ، هل يعتقدون باننا متزوجان؟".
نظر اليها نظرة جعلتها تحمّر وقال:
" ارجو ذلك ، عيناك كلهما براءة وظهر ابدو معهما كأنني رجل دنيء إنتزعتك من ملعب في مدرسة ولكن اهل الجزيرة يعرفونني جيدا وبعد العيش شهرا كاملا معك يا ألفي بدأت أعرفك ، هل أستطيع أن أعانقك؟".
" كلا... أرجوك".
" عندما تترجينني تزيد رغبتي".
" لم اتناول فطوري بعد ، لقد إنتظرتك آملة في الذهاب الى ذلك المكان الصغير حيث يطبخون سمك البلم على فحم الحطب ويقدمونه مع الخبز الاسمر اللذيذ والقهوة".
" يا لك من خبيرة صغيرة ! إنك تتعلمين كيف تنتقين أحسن طعام وتتحولين الى طالبة في درس الحياة الرغيدة منذ ان أصبحت لي".
قال ضاحكة:
" تتكلم كأنك إشتريتني كحيوان مدلل مطلوب منه ان يتعلم الكياسة ليعجب أصدقاءك الأنيقين في روما".
جذب بيده خصلة من شعرها ولوّح بها كمن يلوّح بشرابه وقال:
" هرء ، أريدك ان تقدّري رقة العيش ، هذا كل شيء ، ولا اريدك ان تفقدي شيئا من حرارتك الجوهرية ، وإذا تحولت الى مجرد لعبة فساضطر الى ترويضك".
تسارعت دقات قلبها وأحست بشيء يسري في جسمها عندما إنزلقت يده وشدّ بذراعه على خصرها.
" ستبقى عيناك عيني عذراء وسيبقى فمك جميلا ، هذان شيئان احب أن يدوما ، حاولي ان ترفضينن يوسترين كيف سأنقلب الى وحش".
" لن تعطيني المجال لأرفضك".
" هل تعنين ليلة زفافنا؟".
" نعم".
" هل تكرهينني بقدر ما تصورين؟".
" كلا".
" كنت وعدتك بانك ستجدين السبحة حول عنقك عند نهوضك من النوم وها هي كما ترين مع اللآلىء الملتصقة بجلدك الناعم ، وفي ظني أنني ساتذكرك دائما بهذا الشكل".
لمس عنقها عند اللآلىء واحست كان الزمردة إحرقت جلدها ، وجعلتها لمسته تنتفض ،ونسيت تلك الممرضة الوجلة المنفردة بنفسها وهي تقوم بواجبها خير قيام وبكل هدوء ، هنا روداري فقط بذراعيه القويتين تطوقانها حتى تغفو وتستيقظ مع الشمس في الغرفة الممتزجة برائحة البحيرة ، وكثيرا ما تجد نفسها وحيدة عندما تفتح عينيها وتبقى هكذا الى أن يعود من جولاته المبكرة في حدائق الفيلا ، وتسير الأمور معها كأنها توقف كل ذكرى ماضية م أجله هو كلما أخذها بين ذراعيه ، إنه لا يعاملها بقسوة لكنه لم يقل لها أبدا انه يحبها ، وفي الظلام تشعر بحسرة في قلبها وتود لو تبكي ، عندئذ يضع رأسها على صدره الى أن يغمض عينيه وينام ، كان يثير إحساسات شبابها غير المتوقدة وفي كل يوم تمضيه معه وكل ليلة تلفهما تطلب المزيد من حبه ، وتريد ان تكون الفتاة الوحيدة التي يكنّ لها الحب ، قال هامسا في اذنها:
" نحن متجانسان ، فماذا نريد أكثر من ذلك؟".
" نريد فطورا...".
أجابته بمرح ، فضحك ودلّى سلة المحار عن كتفه وقال :
" سنقدم هذا لسيزار وبالمقابل سيقدم لنا شيئا نأكله مع سمك البلم".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-12, 10:40 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" أراك منشرح الصدر يا روداري".
" نعم ، في هذه اللحظة ، لا تلازم السعادة الإنسان كما يلازمه انفه ، ولكنني أشعر حاليا بانني أستطيع أن أحملك على كتفي واصعد بك التل ، هل تريدينني ان أفعل ذلك؟".
" لا ، شكرا".
وسبقته صاعدة المرتفع المعشوشب الذي يؤدي الى المقهى القديم الظريف ذي المصاريع المهترئة والطاولات المخلعة المنتشرة في حديقة غنية باشجار الفاكهة ، كان لهذا المكان مجده الغابر ولكن صاحبه سيزار لم يفقد براعته في توضيب المأكولات البحرية ، ويرتاد هذا المقهى الكائن على تل معظم زوار الجزيرة.
لسيزار حفيدة اصبحت محور كلام الجزيرة ، فقد هربت الى روما حيث تورطت مع رجل محتال وانجبت منه ، لكن سيزار لم يغلق باب بيته في وجهها ، فهي في الجزيرة مع طفلها منذ بضعة اسابيع وتقلق الفي كلما رات هذه الفتاة المسكينة منطوية على نفسها وهي تهز مهد طفلها ، لم تترك نكوليتا المقهى أبدا كما لم تكلم إنسانا ، وكلما دخلت الفي حديقة المقهى برفقة روداري حدقت نكوليتا فيها بعينيها السوداوين ، وإذا صدف ونظر روداري اليها اخفضت رأسها وبدت مثل إمرأة تعبر عن توبتها بصمت.
وإستولى القلق على جدها سيزاز إذ بدا الهزال يصيب حفيدته تشوقا الى اللعين الذي لطّخ سمعتها الطيبة ، هل في إمكان السيد ان يساعد بصورة أو بأخرى؟ هل يكلم هذه الحمقاء ويعيدها الى صوابها؟ فلطالما هي في بيتها وفي امان سينسى سكان الجزيرة فعلتها وسيتقبلونها كواحدة منهم ، هذه امور تحدث والسيّد من رجالات المجتمع ويتفهم ذلك.
قطب روداري حاجبيه وإلتفت الى ألفي فجاة وقال لها :
" انت من عمرها ويمكنك ان تقنعيها بأن نهاية العالم لم تأت بسبب غلطة ، أكّدي لها أنها ستتعرف على شخص ما ".
ولما نظرت الفي اليه والشك في عينيها ، قال لها:
" إذهبي مع سيزار ، وأنت يجب أن تتعلمي كيف تعالجين الأمور في الحالات المربكة".
نهضت الفي وتبعت سيزار الى غرفة حفيدته ، وجداها جالسة على سريرها تبكي والطفل يصرخ فحملته ألفي ورات أنه يجب تغيير ملابسه ، كان بني اللون وشعره جلده زيتوني اللون وشعره مجعدا أسود وعيناه كستنائيتين برموش مبللة بالدموع ، وبعدما رشّته بالمسحوق وأراحته اخذ يحك رأسه بجسم ألفي التي أخذت تلاعبه ريثما تتوقف أمه عن البكاء على نفسها.
وفي النهاية إنتصبت الفتاة جالسة ومسحت دموعها بيدها ، ثم نظرت الى ألفي بغيظ وتفوهت بشيء معتقدة بأن هذه الفتاة الإنكليزية لا تفهمه ، لكن الفي كانت قد درست الإيطالية قبل ان تتوظف في جبال الألب والمحادثات المتبادلة مع روداري ساعدت كثيرا في تحسنين معرفتها بهذه اللغة وروداري يرغب في ان تتكلم لغته بطلاقة ، وبالفعل برهنت على أنها تلميذة نجيبة.
" لا تقولي بأنني معتدة بنفسي".
قالت ألفي لنيكوليتا مؤنبة :
" اعرف ما هي عاطفة الحب الجنوني وكيف ياتي بمفاجآت غير منتظرة واعرف أيضا العذاب الذي يسببه ".
" إنك تحملين خاتما من الزمرد يا سنيورا وتوفقت بزواجك الرائع من سيد الجزيرة ولكنك لا تعرفين طباع الرجال الإيطاليين ، إنهم ماهرون في إجتذاب الفتاة وأكثر مهارة في التخلي عنها عندما تتورط في مشكلة ما".
نهضت نيكوليتا واقفة ورات ألفي أن لها ساقين كساقي الحورية ، ربما كانت كثيرة الجمال ، عيناها منتفضتان الان وفمها كئيب وتبدل فرحها بالحياة الى مرارة ، اخذت طفلها من ذراعي الفي وتطلعت اليها وقالت:
" أظن ان سيد الجزيرة الوسيم يهب الكثير كي يحصل على ولد مثل ولدي وأتساءل إذا كانت تستطيع فتاة شاحبة وناعمة مثلك ان تعطيه إبنا ، هل تعرفين أنه كان يحب واحدة اخرى؟ أتى بها الى هذه الجزيرة في مثل هذا الشهر من السنة الماضية ... كنت في روما إذ ذاك وقيل لي أنها كانت تشبه كونتيسة كزهرة الكاميليا ولكنها تزوجت من شخص آخر لأنها كانت مخطوبة له منذ صغرها ولا يمكن فك الخطوبات... ويقولون هنا في الجزيرة ان قلب السيد الأكبر تحطم".
تبع هذا الكلام جو من التوتر وشعرت الفي بما يشبه ضربة دفعتها الى السير ، وبالرغم من أنها كانت تتوقع شيئا من هذا النوع إلا ان ما كشفت عنه الفتاة أصابها كصدمة ، هذه الأقاويل تسمعها نكوليتا من أفواه الناس الذين يتوافدون على مقهى والدها ، فإذا كان مرادها ان تهز ألفي فقد نجحت او أن تؤلمها فقد فازت حين رأت شحوب وجه ألفي التي قالت:
" ولدك جميل جدا ، إعتني به ولا تكوني تعيسة ، أنت كثيرة الجمال وسيأتي الحب الى قلبك ثانية".
ثم خرجت وإنضمت الى روداري في حديقة المقهى حيث كانوا يشرحون له فن شواء سمك البلم على نار الفحم ، إنه لفن رائع حقا وله طقوسه الخاصة به ، وتظاهرت ألفي بأنها مهتمة جدا الإهتمام وأكثر من اللازم بينما افكارها بعيدة عن الطعام وعن الشهية لم تكن تفكر إلا في كونتيسة الكاميليا الجميلة التي أحبها روداري وأعجب بها ، ويعرف الجميع أن الفي لم تكن سوى بديلة عنها .... إختارها على الهامش ، لهذا الكل يتكلم معها كأنها إمرأة عادية وغير لبقة ، فقد رأوا المراة الأخرى في حياة سيدهم ، راوها جميلة واكيدة من نفسها ورأوها تذهب مجبرة عل الزواج من رجل إختاروه لها قبل أن تلتقي بروداري.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-12, 07:48 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

عادات تقليدية قاسية من عصر فكتوريا تقوم على تنظيم زواج بين إثنين بدون إستشارتهما ، وهذا ما يجري بعد في الطبقة الإيطالية العليا وهو دمج الدم الأزرق أو الأرستقراطي بالمال وكثيرا بالمال وكثيرا ما ينتج عنه تزويج فتاة يانعة الى رجل اكبر منها سنا ، مما جعل روداري يكره هذه التقاليد ، عندما رأى ان الفتاة التي احبها خضعت للزواج من رجل يكبرها بكثير وشعر بمرارة كبيرة فدفع به الأمر الى ان ينتقم لنفسه ويتزوج من فتاة تصغره بكثير وفقيرة....
إلتفت اليها بينما كان سيزار يقدم لهما الطعام:
" هل نجح حديثك مع الفتاة؟".
" تكلمنا ، ولكن لا أدري إذا حقا إستفادت مني ام لا ، ومن الصعب التخفيف من آلام إنسان يتعذب بسبب حب كبير لشخص آخر.
سالها ساخرا:
" هل يمكن ان يصل الحب الى هذه الدرجة؟".
نظرت الى صحنها وتظاهرت بانها لم تسمعه ، وبالرغم من منظر السمك الشهي كانت تبتلعه بغصة ، يجب أن تخفي عن روداري ما أطلعتها الفتاة عليه ، أيوجد شيء اجمل من تشبيه المرأة بالكاميليا؟
" في المرة الأخيرة أكلت كالذئب الجائع ، هل جعلك حديثك مع تلك الفتاة الحمقاء تعيسة؟".
أجابت وهو ممسك بذقنها بين أصابعه:
" إنهم الرجال الذين يدفعون بالفتيات الى إرتكاب الحماقة ، وبعد ذلك يتجاهلون كل شيء ويديرون ظهورهم من غير أن يتعرضوا لأي مسؤولية ".
" يعني هذا اننا نرتكب الخطأ ولا ندفع ثمنه؟".
" نعم ، إرتكاب الخطيئة اسهل على الرجل من المرأة ".
" هل تتمنين ان تكون الأمور أسهل بالنسبة الى المرأة؟".
" كلا بالطبع ، ولكن لماذا يقسو الناس على فتاة وقعت في الخطا ؟ لا ترتكب أي فتاة خطأ كهذا بدون مشاركة الرجل لها وهو ينجو ولا يرذله إنسان آخذا سبيله بدون ان يلتفت الى الوراء بل ويتجه نحو فريسة أخرى تاركا وراءه فتاة مسكينة لتربي طفله ويتملكها الياس وهي تستجدي الناس تفهما ، إنني اتحسر لوضع نكوليتا ، ولو كانت أقل جمالا لتركها ذلك الوحش وشأنها".
" قد لا تتركه هي وشانه ، هل فكرت في ذلك؟".
" الرجل هو الذي يطارد الفتاة في معظم الأحيان".
" ما زلت بعيدة عن واقع الحياة، ولأنك لا تلاحقين أي رجل انت بنفسك ترين ان اية فتاة اخرى لا تفعل الشيء نفسه ، ولكن هناك فتيات كثيرات يطاردن الرجال ويسببن مشاكل لهم ، ومن يلوم رجلا يقع في مازق كهذا؟".
نظرت الفي في عينيه مباشرة وقالت:
" إنك تتظاهر بالشك في الدوافع الإنسانية لأنك لا تعتقد باطنا بما تقوله ظاهرا ، وأنا أعرف هذا يا روداري وإلا لما كنت أجالس رجلا أنانيا ، انت مترفّع ومتّقد ولا تلين في بعض الأمور ولكنك لست رجلا يعيش لنفسه فقط".
" شكرا ".
قال ذلك وهو يبتسم إبتسامة جذابة ، ثم أضاف قالا:
" لم اعرف انك تزوجتني لفضائل ، هل أكيدة أنت من وجودها فيّ ام أنك تركضين وراء احلام رومانطيقية؟".
" الممرضات لسن رومانطقيات ، إنهن يتالمن كثيرا".
" إذن ما الذي جعلك تتزوجينني؟".
" لأنني.... تعلقت بك".
" تعلّقت فقط ؟".
مرّ بنظره على جلدها الأشقر فإحمرت تاثرا ولما تحوّل لون وجنتيها الى الزهريّ زادت عيناه تالقا وبدا فيهما بريق الإمتلاك ، فهي له ويستطيع ان يضايقها بممازحاته او يسعدها او يتعسها، وقد وجد متعة فائقة في قدرته على إثارة حبها له ، إنها له وحده وها هو يشعرها بذلك.
ولتغطي عجزها عن النظر الى عينيه المتسلطتين تابعت حركة عصفور في طيرانه بين النباتات والأشجار ، وفي تلك اللحظة لمحت حركة فستان فوق الصخور فداخلها هاجس بما سيحدث.
كانت نكوليتا مرتدية ثوبا أزرق... إذن هي الواقفة هناك تحملق في ماء البحيرة يائسة من الحياة.
" روداري ، هذه الفتاة تنوي ان تقذف بنفسها في الماء!".
إنتصبت ألفي واقفة وإندفعت كالسهم بين الأشجار في طريقها الى قمة الصخور ، ولكن زوجها سبقها الى هناك وراته يتعارك مع الفتاة على طرف الصخر ، وفجاة إنهارت الأرض من تحت أقدامهما ورأت زوجها والفتاة نكوليتا والرعب يملأ عينيها يغوصان متدحرجين على منحدر الصخر ويختفيان عن النظر ، صرخت ألفي صرخة مدوية وتجمدت في مكانها ثم إنطلقت بعنف الى حيث كانا يتعاركان غير مبالية بأي إنهيار ارضي آخر تحت قدميها.
لكن معجزة ما حدثت ، فقد رأته يسبح في الماء ممسكا الفتاة بكتفها وهو يسحبها الى الشاطىء وكان شعرها الطويل متدليا ووجهها باديا عليه الإغماء.
" شكرا للهّ !".
تنفست الفي الصعداء وتحسّست الأعشاب وجذورها التي إقتلعت بسبب إنهيار الأرض ، ولو ارتطم راس روداري بالصخر لغرق هو والفتاة معا.
بقيت نيكوليتا فاقدة الوعي بضع ساعات وكانت في اطرافها بعض الجروح ، إعتنت بها الفي وإهتمت بطفلها نيكولا.
مضت أربعة ايام وهي تقوم على عنايتها وفيما كانت الفي ترتب غرفتها في غياب نكوليتا في الحديقة وجدت رسالة وجيزة تحت الوسادة مطبوعة على الآلة الكاتبة ومثنية عدة ثنيات مما يدل على تكرار قراءتها وفي آخرها حرف (ر) كبير.
لم تشأ ان تقرأ الرسالة في أول الأمر ولكن بعض الكلمات التي رأها صدفة إستوقفت إنتباهها ، قالت الرسالة:
( لا نستطيع ان نتقابل بعد الان ، وكل ما حصل بيننا إنتهى وامن تلك في المصرف مبلغا من المال يكفيك مدة طويلة ، وجدت تسلية وتعزية بقربك عندما إحتجت لشخص ما في أتعس أيام حياتي ، وهذا الوداع حتمي ، صدقيني ، وقلت لك عند أول مرة انه من المستحيل ان نتزوج ، واكدت لي انك فهمت وضعي).
هذه رسالة من رجل يحاول ان يكون لطيفا ، رجل تمتع بعلاقته وهاهو يتملّص منها ، تصوّرت الفي الصدمة التي سبّبها الرجل لهذه الفتاة التي كانت تامل بطبيعة الحال أن حبيبها سيتحول الى علاقة شرعية في النهاية ، ولكنه بدلا من ذلك وضع لها مبلغا من المال في المصرف وحرر رسالة وداع مطبوعة على الالة الكاتبة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-12, 09:35 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

طوت الرسالة من جديد ولكن حرفال( ر) شغل بالها ، وفكّرت في الطفل نيكولا بشعره الأسود المجعد وبعينيه الكستنائيتين ، ورات في ذاكرتها تلك اللحظات التي عارك يها زوجها مع الفتاة على حافة الصخر وسمعته يقول شيئا لها ، ما كان هذا الشيء؟ لماذا لم تعد تتذكر؟ ضغطت باصابعها على صدغيها وحاولت أن تعصر دماغها.
ذهبت كل محاولاتها سدى ، فقد انستها مشاهدة إنهيار حافة الصخر كل ما قاله ورداري للفتاة ، ولكنها متأكدة من أن زوجها صرخ كلمات الفة وتودد وطوّقها بذراعيه وهما يهويان الى الماء.
إرتجفت لهذه الفكرة ولكنها إستجمعت رباطة جاشها وأخذت ترتب الأسرّة، ومن النون ان تعتقد بان روداري كان عشيق الفتاة وأنه والد طفلها ، ومع ذلك فإن حرف ال( ر) يتطابق مع أول حرف من إسمه وخاطر بحياته لينقذ نكوليتا ، وعلاوة على ذلك فإنه ثري وفي إمكانه تعيين مبلغ محترم من المال ليؤمن حياة الفتاة وليريح ضميره.
وفجاة شعرت بحرارة في الغرفة لا تطاق وإشتمت رائحة عطر عابقة لا تستعملها هذه الفتاة الإيطالية ، والفي التي كان عقلها يغلي بمختلف الاسئلة إعتقدت أن صورة موجودة في كورة في الحائط تنظر اليها بحزن عميق، خرجت من غرفة نكوليتا وأغلقت الباب وراءها بإحكام وأرادت ان تعيد الهواء الى رئتيها وان تبتعد ع هذا المقهى حيث تلذذت بفطور شهي منذ بضعة ايام فقط وحيث يلتقي العشاق ليشتركوا في الطعام وتشابك أيديهم ويخططون للمستقبل أو.... يفترقون.
لكن الفي تراجعت فالممرضة لا تفر من الواجب ، بل تتصرف بتعقل وهدوء وتنتبه قبل أن تتسرع في إستنتاجات غير قائمةعلى اساس متين.
لا بد من وجود توضيح بسيط لهذه المشكلة عديدون هم الرجال الذين تبدأ اسماؤهم بحرف(ر) او يعيشون في روما ، وإذا عادت نكوليتا من روما بطفل بين ذراعيها وبثياب كثيرة من نوع مميّز لا يعني هذا أن روداري فورتوناتو هو الذي وهبها الطفل والثياب معا.
في خلال السنة المنصرمة كان روداري يلتقي بإمراة من علية القوم وجميلة ولم يسنح له الوقت بالإنشغال في مغازلة نكوليتا في الوقت ذاته .
ولكن تذكري، قال لها صوت الشك ، كان في تلك السنة عندما تخلت عنه الفتاة التي كان يحبها بتزوج من غيره ، فوجد نفسه مجروحا يواجه الحقيقة المرة وأراد أن يؤاسي آلام قلبه فإلتقى بالفتاة التي هربت الى روما والتي يكون قد لاحظها في زياراته والتي قبل ت ملاطفته وهداياه.
قالت الفتاة أن المرأة الأخرى كانت كالكاميليا ، وهذا الوصف يخرج إلا من فم كاتب لا من فم نكوليتا التي تعجز عن التفكير فيه وحدها.
" آه.......".
صرخت ألفي عندما اطبق عليها ذراعان قويان :
" لقد اهملتني في المدة الأخيرة يا عزيزتي ، وها أنا هنا لأشتكي".
تتدرب المرضة على عدم الإستسلام للفزع ولكنها تندفع بأفكار جنونية مثل ألفي الان التي حاولت جهدها لتتخلص من عناقه مع انها كانت حبذته لوحصل قبل ساعة ، وشعرت بفتور بارد وهو يلمسها وبينما كانت الشمس مشرقة في كبد السماء كانت غيوم الشك تلبد نهارها.
" انا تعبة ، أرجوك ان تتركني.
لم يتوان لحظة في الإبتعاد عنها وهو يقول:
" لقد أزعجتك في الأيام القليلة الماضية وافسدت علينا شهر العسل .... أنا آسف لذلك خاصة إنني تسلّمت لتوي برقية من روما تدعوني للرجوع الى هناك للتشاور مع منتج فيلم ( الحصرم) سنرحل غدا.
فوجئت بهذا الخبر ولكنها صمتت يائسة ، ليتها تجسر أن تساله إذا كان الطفل نيكولا إبنه ،ولكن حبها له لا يسمح لها بتوجيه سؤال كهذا ، وعوضا عن ذلك قالت وهي تشعر بالفرح بقرب إبتعادها عن الجزيرة:
" إذن لنرجع الى الفيلا حالا ونوضب ثيابنا".
" دلفينا ستقوم بالتوضيب أما أنا فقد حجزت مكانين في طائرة ستقلع باكرا".
أومات براسها ولكنها رات نظرة غريبة في عينيه وهو يقول:
" إستمتعنا بوقتنا هنا وسنكمل شهر العسل في روما ، ولن أكون كثير الإنشغال هناك إلا ان هذا الفيلم يهمني كثيرا وأحب أن اتابعه عن كثب ، إنك تعرفين ان إقامتنا هي روما في الأخير ، وصحيح ان الجزيرة جذابة غير انها تجلب لي ذكريات تعتم شمسي ، واتيت بك الى هنا لتعتادي على طرق الحياة معي في بيئة تختلف عن بيئة المجتمع هناك ، أما الآن وقد أصبحت تعرفينني فستكونين اكثر إسترخاء في روما.
" هل أفهم من كلامك يا روداري انني ل أرتكب حماقات ولن أحمر وجلا عندما يظر الينا الناس ويتساءلون كيف تزوجت من فأرة خجولة وغير منمقة كنساء مجتمعك ؟".
" يا طفلتي العزيزة ، لست فأرة ، فبعد أن يهتم بثيابك مصمم الأزياء ويشعرك المزين المختص ستذهلين الناس بطرقك المحتشمة ، وتاكدي من أن أصدقائي لن يشفقوا عليّ لهذا الزواج".
" إذا كان مرادك ان تغيّر فيّ بعض الأشياء ، لماذا تزوجتني إذن؟".
خرجت هذه الكلمات من فمها بصورة عفوية ، لماذا لم يتركها وشانها تهتم بمهنة التمريض بدل ان يلاحقها؟ ألأنها ليست من علية القوم ولا تذكّره بالمرأة التي أحبها؟
" بالتاكيد تعرفين الآن لماذا تزوجتك".
" كلا يا روداري".
رفع أحد حاجبيه ونظر اليها نظرة جلبت اللون الى وجهها:
" إلتقينا صدفة ومنذ الوهلة الأولى وجدت فيك شيئا غير واضح اسرني واردت أن أتمكن منه ، وجدتك تختلفين عن الفتيات الأخريات اللواتي عرفتهن في حياتي".
" ما تقوله صيغة مبتذلة والكتاب ماهرون في إستعمال مثل هذه العبارات".
" إنك تتحسسين طريقا لمعرفة حقيقة قد تؤلم ".
" حاول يا روداري ، ستجدني أكثر تحملا مما تتصور".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.