آخر 10 مشاركات
الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (الكاتـب : الحكم لله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree7Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-03-12, 09:04 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وتوقفت ساشا عن الإسترسال في تفكيرها ونظرت الى مارك تسأله فجأة :
" ارجوك... لو سمحت اريد ان أعرف لماذا تحتجزني هنا... لم افعل شيئا ....وقد حضرت الى هذا المكان لقضاء عطلتي".
وإمتلت عينا ساشا بالدموع وهي تقول هذا ، وربما كان بسبب إرتشافها جرعة كبيرة من الشاي الساخن ، لكنها لاحظت ان وجه مارك بدا يلين قليلا وهو ينفض دخان سيكارته في المنفضة الزجاجية الموضوعة امامه ثم نظر اليها قائلا بعد لحظة:
" أميل الى تصديقك ، وأتمنى ان اصدقك بالفعل ، فإنني اشعر أنه ليس من المناسب إطلاقا الإحتفاظ بك هنا في المنزل ، لكنني اجد نفسي مضطرا لذلك إذ لا يمكنني المجازفة ، في أي حال ستتمكنين من قضاء عطلتك بعد بضعة ايام ولكن حتى يحين ذلك الوقت ستقيمين في هذا المنزل كضيفة".
وشعرت ساشا في هذه اللحظة بياس شديد وإنتابتها برودة مفاجئة ، وظلت تنظر اليه بعض الوقت وهي لا تقوى على الكلام ، واخيرا تساءلت في صوت خافت:
" ولكن لماذا.... لماذا؟".
" إذا كنت تعرفين السبب كما أعتقد فلا حاجة بي الى الرد على سؤالك ، وإذا لم تكوني تعرفين حقا فمن الأفضل لك أن تظلي كذلك".
وهزت ساشا رأسها في ياس واحست بالدموع الحقيقية تندفع الى عينيها ، إذ كانت مرهقة وجائعة وحضرت الى هذا المكان طلبا للراحة بعد المشادة العنيفة التي وقعت بينها وبين نيجل فإندفعت تقول:
" صدقني.... إنني لا أعرف شيئا.... والسيدة كاسيل ستؤكد لك ذلك ، أنا أحضر الى هذا المكان كل عام في تموز / يوليو مع والدي لقضاء العطلة وقد حضرت هذا العام مبكرة".
وكانت ساشا على وشك أن تضيف انها جاءت بمفردها ، ولكنها توقفت فقد خطرت لها فجأة فكرة ، فإستطردت تقول:
" السيدة كاسيل ستشهد بانني أقول الحقيقة ، ولكن اين هي".
فرد مارك وهو يبتسم لها:
" ذهبت لزيارة إبنتها في فريجي".
" لا.... ليس هذا صحيحا فالسيدة كاسيل لا تترك المنزل أبدا في حالة وجود احد فيه....".
ثم توقفت فجأة ، وبدا مارك كأنه قرأ افكارها .... إذ هز رأسه برفق وهو يقول:
" لم نمسها باذى وهي تقيم فعلا عند إبنتها في فريجي وفي صحة جيدة ".
وإزداد إضطراب ساشا وإشتد الصداع عليها ، لكنها صممت على معرفة ما يدور حولها فمضت في تساؤلها قائلة:
" ولكن لا يمكن أبدا للسيدة كاسي لان تترك المنزل خاصة إذا كانت تنتظر وصول بعض الضيوف".
" ارسلت السيدة كاسيل رسائل الى الأشخاص الذين كان من المفروض ان يستاجروا المنزل خلال الشهر الحالي ومن بينهم انت لتبلغهم بإلغاء الحجز بسبب مرضها".
ثم إستطرد مارك وهو ينظر اليها مبتسما:
" وبعد ذلك تريدين إقناعي بانك لم تتلق مثل هذه الرسالة".
فهزت ساشا رأسها بالنفي وبدت عليها مظاهر الحيرة وهي تقول:
" لا افهم شيئا ، ولم استلم منها مثل هذه الرسالة ، بل إستلمت منها رسالة تؤكد لي أنها في إنتظارنا".
" المسالة في منتهى البساطة ، ابلغت السيدة كاسيل أنني حضرت الى المنزل لقضاء شهر العسل مع عروسي وأننا لا نرغب في وجود احد معنا في المنزل ، ثم أعطيتها مبلغا كبيرا من المال ، وقد صدقت قولي بالفعل فانت تعرفين ان الفرنسيين عاطفيون كما انهم عمليون أيضا".
" ولكن هل انت حقا تقضي شهر العسل هنا؟".
فضحك مارك ووجدت ساشا نفسها رغما عنها تنظر اليه بإعجاب إذ كان وجهه يبدو جذابا للغاية عندما يضحك ثم نظر اليها وهو يسال:
" هل تعتقدين ذلك؟".
فتلعثمت ساشا وهي تجيب قائلة:
" لا اعتقد ذلك مع وجود هذين الرجلين في المنزل".
وفجأة تنبهت ساشا من جديد الى حقيقة الوضع الذي وجدت نفسها فيه وتذكرت قول مارك لها انه سيحتفظ بها في المنزل لبضعة أيام ، فشعرت بالإضطراب ولم تدر ماذا تفعل وتركت مقعدها وإتجهت الى النافذة واسندت راسها اليها وقد بدا عليها الياس الشديد وهي لا تدري ماذا يمكن أن تفعل.
وسمعت ساشا صوت مارك يسألها:
" الا زلت تشعرين بالصداع".
أغمضت ساشا عينيها وهي ترد بالإيجاب ، لم تكن ساشا تريد ان تعترف بانها تشعر بالخوف ، ولكن ماذا يمكنها ان تفعل وأي فرصة لها في الهروب مع وجود الرجال الثلاثة في المنزل ، كان الرجل الكبر ذو الشعر الرمادي يبدو لطيفا وطيبا وأما الرجل الاخر الأصلع فلا يبدو لها كذلك.
وبدات ساشا ترتعش وإنتبهت الى يد مارك وهو يلمس ذراعها برفق ويقول لها:
" لن يصيبك أي أذ أثناء وجودك هنا" ولكن لم يكن بمقدورها ذلك فإلتفتت اليه في توسل قائلة:
" ولكن .... لماذا ...لماذا ... اريد ان أعرف".
فنظر مارك اليها في صمت لبضع ثوان ثم اجاب:
" لأنك رأيت بمحض الصدفة ما لم يكن مفروضا أن تريه.... وهذا هو السبب في أنني إحتجزتك هنا... حتى لو كنت صادقة فيما تقولين وتركتك تذهبين ما الذي يضمن لي انك لن تقولي شيئا".
" أعدك بذلك.... لن اتفوه بكلمة...".
ولكن مارك هزّ رأسه وهو يقول:
"لا....فالمسالة لا تحتمل المجازفة أبدا .... حضرت للإقامة في هذا المنزل ....وهذا ما سيحدث بالفعل ولكنك ستضطرين الى البقاء لبضعة ايام في صحبة اشخاص آخرين".
فإندفعت ساشا تقول في يأس محاولة إيهامه أنها لم تحضر بمفردها :
" والدي سيحضر الى المنزل الليلة".
وتوقف مارك لحظة ثم هز كتفيه وهو يقول:
" إذا حضر والدك فسيكون على الرحب والسعة".
ثم إستطرد وقد إرتسمت على فمه إبتسامة ساخرة:
" ولكنني اعتقد انك لا تقولين الحقيقة.... لماذا تكذبين؟".
فأجابت ساشا في تحدّ دون أن تجرؤ على النظر في عينيه:
" سنرى إذا ما كنت صادقة أم لا؟".

ghada salah likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-12, 10:21 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

مد مارك يده ليمسك بذقنها ويرفع وجهها الى أعلى ونظر في عينيها قائلا:
" ربما كنت صادقة ....والان أنت تبدين مرهقة... هل تريدين أخذ حمام.... إنتظري هنا وسأحضر حقائبك من السيارة".
وخرج مارك من المطبخ وقد أمسك بالمفاتيح في يده ونظرت اليه ساشا وهي تدرك انه برغم إصابة يده اليسرى ما زال أقوى منها بكثير ، ثم سمعته ينادي أحد الأشخاص في الطابق العلوي .... وإنضمت ساشا وفجأة أدركت انه لا يتكلم الإنكليزية أو الفرنسية وعرفت أنه يتحدث الروسية مما زاد من شعورها بالقلق.
وبعد قليل عاد مارك الى المطبخ وهويقول:
"لن يستغرق إحضار حقائبك من السيارة وقتا طويلا.....هل تريدين أن تأكلي شيئا".
فسألته ساشا بطريقة مفاجئة:
" هل اجد عندك كافيار؟".
نظر اليها مارك قائلا وهو يجلس في مواجهتها:
" إذن أنت تعرفين.... هل تتحدثين اللغة الروسية؟".
ردت ساشا بالنفي فكانت تعرف أنه يتحدث الروسية ولكنها لم تكن تعرف اللغة ، وكانت تدرك أن مارك لن يصدقها.
وفعلا هزّ رأسه قائلا:
" حتى لو كنت صادقة في قولك يجب أن ناخذ حذرنا في الحديث".
ولم ترد ساشا بل أدركت في هذه اللحظة انها اخطات إذ جعلت مارك يعرف انها إكتشفت جنسيته وساءلت نفسها كيف لم تكتشف ذلك من قبل فملامح وجهه السلافية بوجنتيه البارزتين وعينيه الغائرتين تنطق بذلك ، وصممت ساشا على مغادرة المكان في أسرع وقت ممكن بمجرد ان تتاح لها الفرصة لذلك ، ولكن عليها أن تفكر في هدوء ، والتظاهر بعدم الخوف وبأنها قبلت الأمر الواقع ثم تفكر في طريقة للهرب عندما تنفرد بنفسها في غرفتها.
وبالفعل بدأت ساشا تنفيذ هذه الفكرة فتظاهرت بالإسترخاء وهي تتحدث مع مارك وسألته وهي تسمع صوت الرجل الاخر يعود بالحقائب من السيارة .
" هل يمكنني أخذ المزيد من الشاي وبعض الطعام ... أحضرت معي بعض الطعام من نيس واشعر بجوع شديد".
فوقف مارك قائلا:
" حسنا..... إنتظري هنا".
ثم عاد يحمل حقيبة من البلاستيك كانت ضمن حقائبها ، وسمعت صوت اقدام ثقيلة تصعد الدرج المؤدي الى غرفة النوم ، وتنفست ساشا الصعداء ، إذ كان وجود الرجل الأصلع الذي يحمل الحقائب يملها بالرعب.
وكانت ساشا تشعر بجوع شديد ، ولكنها إضطرت الى الإنتظار حتى يخرج مارك جميع المأكولات من حقيبة البلاستيك وهو يفتش كل شيء بدقة ، وبعد أن إنتهى من ذلك قال لها:
" حسنا يمكنك الآن تناول الطعام... ولكن لماذا لا تغتسلين أولا ! يوجد حمام في الطابق العلوي".
" اعرف ذلك فقد حضرت الى هذا المنزل من قبل كما أخبرتك".
ثم أضافت في لهجة حاولت أن تبدو لطيفة:
" ساصعد الآن .... اين حقائبي؟".
"هنا.... بالداخل....تعالي سأحملها لك الى الطابق العلوي".
ولم تستطع ساشا ان تمنع نفسها من التساؤل كيف يمكنه أن يحمل الحقائب وذراعه اليسرى مصابة وأقنعت نفسها أنها لا تهتم كثيرا بذلك فكل ما تريده الآن هو الخروج من هذا المنزل في أسرع وقت ممكن حتى لو إضطرت الى ترك متاعها كله وراءها.
وحمل مارك الحقائب وقد امسك بأخفها وزنا وفي يده اليسرى المصابة وأومأ اليها برأسه وهو يرشدها الى الطريق.
ونظرت اليه ساشا وشعرت بأنه على الرغم من ان يديه كانتا مشغولتين في حمل الحقائب ما زال متحفزا لأي حركة قد تقوم بها.
وأوصلها مارك الى حجرة في مقدمة المنزل إعتادت على النوم فيها عندما كانت تفد الى المنزل في المرات السابقة ، ودخلت ساشا الغرفة حيث عاودتها الذكريات من زياراتها السابقة للمنزل كان كل شيء كما هو في الغرفة وتوقفت ساشا ساكنة وقد تملكها شعور بالحزن والياس معا ، لم تكن تفكر أبدا في انها ستضطر الى مواجهة مثل هذا الموقف في وقت من الأوقات.
ويبدو أن مارك لاحظ علامات الإنفعال التي إنعكست على وجهها في هذه اللحظة فبدا التساؤل على وجهه وهو يقول:
" ماذا حدث؟".
" لا شيء.... هل هذا المكان الذي ساقضي فيه الليل؟".
"نعم .... وأنت تعرفين مكان الدوش في الغرفة الصغيرة المجاورة".
" بالطبع أعرف ذلك".
ثم نظرت اليه وهي تسأل:
" ولكن هل تنوي البقاء في الغرفة بينما أستعد للإغتسال؟".
إبتسم مارك وهو ينظر اليها وقد لاحت ملامح وجهه الأسمر الذي لوّحته الشمس ، فبدا لها أكثر جاذبية ورجولة ، ولكن ساشا لم تكن في هذه اللحظة في حال يسمح لها بالإهتمام بذلك ، فقد كانت تشعر بالخوف وتحاول جاهدة إخفاءها .
ورد مارك قائلا:
" بالطبع لا انوي البقاء.... ولكنني أحذّرك من محاولة الهرب مرة اخرى ، فالغرفة كما ترين لا يوجد فيها سوى نافذة صغيرة جدا تستحق عناء محاولتك الهرب منها".
نظرت اليه ساشا بطريقة ساخرة وهي قول :
" كنت اعتقد أنني ضيفتك ".
" كنت أعتقد انني ضيفتك ".
ثم اضافت وهي تميل براسها قليلا:
" والضيف لن يحاول الهرب.... اليس كذلك؟".
فردّ مارك ويده على مقبض الباب:
" بالطبع لا... لا تؤاخذينني".
ثم أحنى لها راسه بالتحية ونظر اليها وقد بدا لها في عينيه ، تلك اللحظة ، تعبير غريب وهو يقول لها:
" إنك تبدين جميلة جدا وانت غاضبة ... إنك جميلة حتى وانت غير غاضبة".
وتركها بعدما أغلق الباب وراءه ووقفت ساشا وسط الغرفة وقد اثارها كلامه وأخذت تسائل نفسها من هو هذا الشاب الروسي وماذا يفعل مع رفاقه في هذا المنزل؟
ولما لم تجد إجابة على هذه التساؤلات إنحنت ساشا على حقيبتها في يأس وأخذت تعبث بمحتوياتها بانامل مرتعشة.

ghada salah likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 11:16 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- الغامض والسكين

لم تقابل ساشا أحدا في طريقها الى الحمام ولا في عودتها ، ولكنها زيادة في الإطمئنان اغلقت الباب خلفها بالمفتاح وشعرت بإنتعاش غريب بعد الحمام البارد الذي اخذته وكانها وهي تغسل عنها آثار تعب الطريق أزاحت عن نفسها بعض الخوف.
وجلست ساشا على السرير امام المرآة التي تعلو الخزانة الكبيرة ، تمشط شعرها الأسود الناعم ، ثم عقصته الى الخلف بشريط أحمر ، ونظرت الى نفسها ووجدت نفسها رغما عنها تفكر في الشاب الاسمر مارك وتساءلت ماذا يا ترى قرأ في عينيها ، وتذكرت مجاملته لها التي إنفلتت منه عفوا وهو يخرج من الغرفة وكانه تعمد أن يعنيها بالفعل.... ولكن ساشا حدّثت نفسها بان عليها الا تلقي بالا الى مثل هذه المجاملات ، فإنها في امس الحاجة في الوقت الحاضر الى تركيز أفكارها لتدبر أمر هروبها من هذا المكان ولن يمكنها ذلك إذا سمحت لنفسها بالتأثر بنظرات مثل هذا الشاب الجذاب.
كانت ساشا جميلة ذات عينين زرقاوين جميلتين يزيدهما جمالا رموشها السوداء وكانت تتمتع بفم أنثوي جميل ، وكانت تدرك تماما مدى جاذبيتها فطالما سمعت كلمات الإعجاب والإطراء من الشبان.
وتذكرت ساشا في هذه اللحظة نيجل الذي أحبته وتعلّقت به وعاشا حلما جميلا على مدى ثلاثة أشهر ، حتى كان ذلك اليوم منذ بضعة اسابيع مكالمة تطوّع مجهول أن يخبرها بأن نيجل متزوج ، لقد كانت صدمة عنيفة.
وتجهّم وجه ساشا وهي تستعيد موقفها مع نيجيل بعدما عرفت بامر زواجه وكيف حاول تبرير موقفه ، حاول بشتى الوسائل ان يقنعها بانه كان يريد ان يقول لها الحقيقة وأنه على وشك ان يحصل على الطلاق من زوجته ولكنها لم تغفر له أبدا خداعه ، وإرتسمت على فم ساشا إبتسامة حزينة وهي تتذكر أنه كان من المفروض ان يحضر نيجل معها خلال هذه العطلة لولا المكالمة.
وإنتزعت ساشا نفسها من أفكارها الحزينة وتنهدت بعمق وهي تتجه الى حيث وضعت حقائبها في الغرفة وقد عادت الى واقع الموضوع الذي وجدت فيه نفسها الآن.
وأغلقت ساشا الحقائب بالمفتاح لأنها كانت تكره ان يحاول أي شخص العبث بحاجياتها الشخصية ، التي يمكن ان تتركها وراءها إذا إستطاعت مغادرة هذا المنزل.
وبعد فترة قصيرة غادرت ساشا الغرفة ، كان المنزل يلفه السكون وبدا الظلام ينتشر في أنحاء المكان وهي تهبط السلم متجهة الى المطبخ.
كان مارك يقف أمام الموقد وقد وضع منشفة حول خصره ، واعدّت المائدة لأربعة أشخاص بعدما رفع عنها الطعام الذي احضرته معها من نيس.
وقال مارك وقد شعر بحضورها:
" هل أنت على إستعداد .... إنني أقوم بإعداد الحساء.... هل تريدين بعضا منه؟".
كانت رائحة الطعام لذيذة ولكن ساشا سألته:
" ولكن أين الطعام الذي أحضرته معي؟".
" وضعته في مكان آخر لأن الذباب يملأ المكان هنا.... ولكن ألا تتناولين الحساء أولا؟".
ثم نظر اليها وهو يقول:
" لا تخافي سأتناول الحساء لتتأكدي أنني لم أضع فيه مخدرا".
وجلست ساشا على مقعد امام المائدة وهي تسال عن الرجلين الآخرين بطريقة حاولت ان تبدو طبيعية وكأن الأمر لا يعنيها في شيء ، لكنها كانت تريد أن تتأكد من وجودهما خارج المنزل ، فربما أتيحت لها الفرصة الآن للهرب من مارك ، لكنها في هذه اللحظة كانت تشعر بجوع شديد ولا بد ان تمل معدتها باي طعام قبل أن تفكر في الهروب.
ورد مارك:
" ذهبا للتريّض سيرا على الأقدام قليلا... فالظلام بدأ يحل كما ترين".
ولم تفهم ساشا ماذا يعني مارك لكنها قالت:
" ارى ذلك.... ولكن ألا تعتقد ان السماء ستمطر !".
" ممكن".
وإتجه مارك الى النافذة لينظر منها ثم قال موجها كلامه اليها وهو يبتعد عن النافذة:
" هل يمكنك أن تعدي لي بعض الخبز بالزبدة؟".
فأجابت بالإيجاب وهي تساله عن مكان الزبدة وعندما إتجهت لإحضارها لاحظت إختفاء القضيب الخشبي ، وإبتسمت وهي تحدث نفسها بأن مارك ليس بهذا القدر من الغباء حتى يترك القضيب الخشبي في مكانه ليتيح لها فرصة أخرى.
ونظرت الى مارك وكان من الواضح أن ذراعه اليسرى ما زالت تؤلمه وهو يحمل قدر الحساء ليفرغ منه في الأطباق ، ووجدت ساشا نفسها تسأله:
" هل تؤلمك كتفك كثيرا؟".
توقف قليلا وهو يسكب الحساء قبل أن يقول:
" نعم.... ولكن لماذا تسالين؟".
فإضطربت ساشا لأنها لم تكن تدري لماذا تهتم بالسؤال عن كتفه وتلعثمت وهي ترد قائلة:
" لم اقصد.... لم أكن لأفعل... وإنني سفة لأنها تؤلمك ".
وتوقفت ساشا عن الكلام فجاة وقد راعها انها تحاول الإعتذار لمارك الذي إنتهى من سكب الحساء في الأطباق ، ووضع القدر على الموقد قبل أن يتجه الى المائدة ليجلس اليها ، ثم نظر الى ساشا طويلا وهو يلتقط ملعقته وقال:
" لو ان رجلا فعل ذلك معي كان من المحتمل ان أقتله".
ولم ترد ساشا فكانت على يقين انه يعني حقا ما يقول وشعرت بالبرودة تسري في جسمها ، وهي تسائل نفسها من يكون هذا الشاب الذي يجلس امامها؟
وإنحنت ساشا على حسائها ترتشف منه ، وإلتقطت قطعة خبز وقضمتها وهي تختلس النظر الى مارك الذي كان يجلس في مواجهتها بإسترخاء ، يتناول طعامه بشهية واضحة ، ورفع مارك راسه وإلتقت نظراتهما فسالها:
" هل أخفتك بكلامي؟".
فهزت ساشا راسها نافية وإن كانت تعرف تماما انها تكذب ، فأضاف قائلا:
" حسنا.... لم أكن أعني ما أقوله تماما... يجب ألا تخشي شيئا ، انا وزملائي لن نلحق بك أي اذى".
ردت ساشا بطريقة حاولت معها أن تبدو لطيفة:
" وكيف لي أن أعرف؟".
" لأنني الرئيس هنا ، وانا لا اصارع النساء".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-12, 09:41 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأخذ مارك لنفسه قطعة جبن ثم نظر اليها مبتسما وقال:
" إنني أدعى نيكولاي تور لينكوف والجميع يدعونني مارك... وأنت الانسة ساشا دونيللي ، وسأدعوك ساشا إذا سمحت لي بذلك ، بالطبع".
وشعرت ساشا بإسمها يبدوغريبا عليها ومارك ينطقه بلهجة روسية فأجابت:
" وهل أمامي مجال للإختيار".
" لن تضطري الى البقاء معنا أكثر من بضعة أيام ولكني لن أناديك بإسمك مجردا إذا كنت لا ترغبين في ذلك".
" حسنا ، يمكنك أن تدعوني ساشا ، ولكن ما إسم الرجلين الآخرين؟".
" الرجل الاصغر الذي أخافك مظهره يدعى جانوس أما الآخر ذو الشعر الرمادي فيدعى سيرج".
ولاحظت ساشا أنه تردد قليلا قبل ان ينطق بإسم الرجل الآخر ولكنها إستطردت تسال:
" ولكن ألا يعودان من الخارج الان ؟".
ورد مارك بالإيجاب وهو ينظر الى ساعة يده التي إستطاعت ساشا أن تراها بوضوح وقد قاربت الثامنة.
واخذت ساشا تفكر في وسيلة يمكنها بها التخلص من هذا الموقف الذي ساقتها اليه الأقدار وقد فشلت محاولتها السابقة للهرب.
فتثاءبت ونظرت الى مارك وهي تبتسم في خجل قائلة:
" معذرة ، فإنني تعبة للعاية".
فسالها وهو يرفع الطبق من أمامها:
" هل جئت اليوم من انكلترا ؟".
فردت بالإيجاب وهي تحاول التظاهر بالتعب والإرهاق حتى يطمئن اليها مارك ويكفّ عن مراقبتها بهذه الدقة ثم أضافت:
" السفر يشعرني دائما برغبة في النوم ، كانت الرحلة من المطار الى هنا متعبة للغاية وكنت أرجو ان انام في وقت مبكر".
وإنحنت ساشا وهي تتظاهر باخذ قطعة من الجبن حتى لا يرى مارك تعبيرات وجهها.
" يمكنك ذلك بالطبع...".
ووجدت ساشا نفسها تعجب بمارك رغما عنها ، كان يتمتع بجاذبية خاصة حتى طريقته في الحديث كانت جذابة وعجبت ساشا من نفسها كيف تعجب به وهي تعرف تماما ان سبب وجوده هو وزملائه في المنزل الان لا بد وأن ينطوي على الشر ، ربما كانوا من المجرمين ، او المهربين ، أو ما هو أسوأ من ذلك...".
وشعرت ساشا بالخوف الشديد وإتجهت افكارها الى السيدة كاسيل ، ترى ماذا حدث لها ؟ لقد اكّد لك مارك انها بخير ، ولكن كيف لها أن تصدق ، وتذكرت فجأة أن السيدة كاسيل إعتادت المبيت أحيانا في كوخها الصغير الذي يبعد عن المنزل بضع مئات من الياردات ، ووردت الى ذهنها فكرة مفاجئة وهي أن تتجه الى الكوخ لتتاكد من أن مارك وزملاءه لا يحتفظون بالسيدة العجوز مقيّدة في كوخها الصغير.... أو ربما....
في هذه اللحظة عاد الرجلان الى المنزل ودخلا المطبخ وإستطاعت ساشا ان تدقق النظر فيهما عن قرب.
كان الرجل المدعو جانوس أصلع تماما قوي البنية يبلغ من العمر حوالي الخمسين عاما ، وكان وجهه يبدو خاليا تماما من أي تعبير وقد إرتسمت في عينيه الزرقاوين نظرة باردة ، إنحنى امام ساشا عند دخوله بطريقة سريعة جافة وقدّمه مارك اليها قائلا:
" جانوس لا يتكلم الإنكليزية يا ساشا.
أما الرجل الاخر المدعو سيرج فقد كان مختلفا عن جانوس تمام الإختلاف بوجهها الذي يبدو متعبا وقد إرتسمت عليه إبتسامة لم تستطع ساشا أن تمنع نفسها من التجاوب معها.
كان يبدو وقد ناهز الستين من عمره نحيلا للغاية ذا عينين سوداوين ، لوّحت الشمس وجهه الذي أحاط به شعر رمادي ، وعندما دخل سيرج المطبخ تقدّم منها ومد لها يده وهو ينطق ببضع كلمات فهمت بعد ذلك من مارك أنه يعبّر لها عن أسفه لهذه الطريقة التي بدأت بها عطلتها.
ونظرت ساشا الى سيرج مبتسمة تشكره ، وبينما جلس الرجلان الى المائدة يتناولان الطعام أخذت ساشا تنظر من طرف خفي الى مارك وهي لا تدري تماما ماذا تفعل؟
وتزاحمت في ذهنها بعض الخطط غير المحددة للهرب من هذا المكان لكنها لم تكن تدري كيف تنفّذها فآثرت الإلتزام بالهدوء والإنتظار حتى تتاح لها الفرصة المناسبة لتنفيذ أي منها.
وكان واضحا لساشا ان مارك لا يريدها أن تبقى الان في المطبخ وقد دخل الرجلان اليه ، وفعلا أشار اليها بالخروج الى غرفة الجلوس ، وامسك بذراعها وهو يوجه بعض الكلمات الى الرجلين وقال:
" تعالي الآن....لنتركهما يتناولان طعامهما".
ثم نظر اليها وأضاف:
" إنك تبدين متعبة اليس كذلك؟".
فردّت ساشا بالإيجاب وقد خطرت لها فكرة مفاجئة ، واضافت:
" ولكنني اود ان اذهب للسير قليلا في الخارج ..... فقد تعوّدت ان أفعل ذلك قبل الذهاب الى النوم".
وكتمت ساشا انفاسها في إنتظار رد مارك الذي هزّ كتفيه قائلا:
" إذا كنت ترغبين في ذلك.... ولكن الجو بارد الان في الخارج ، هل لديك معطف؟".
وقفز قلبها فرحا بين ضلوعها لكنها حاولت أن تخفي إنفعالاتها وهي تقول:
" سأصعد الى حجرتي لأحضره".
وإندفعت ساشا الى حنجرتها حيث احضرت معطفا أحمر اللون ، وتمنت لو انه كان لديها معطف داكن حتى لا يمكن رؤيتها بوضوح في الظلام إذا ما أتيحت لها فرصة الهرب من مارك.
وعندما عادت الى غرفة الجلوس نظرت الى مارك وقد رسمت إبتسامة على وجهها وهي تقول:
" أعتقد أنك ستصحبني في هذه النزهة".
فإبتسم إبتسامة عريضة وهو يقول لها:
" هل تعتقدين أنني سأتركك تخرجين بمفردك في مثل هذا الظلام؟".
وأضاف في لهجة إتسمت بروح الفكاهة:
" من مصلحتك ان اصحبك فلا يمكن أن تعرفي من قد تصادفين في الخارج؟".
وإتجه مارك الى الباب الأمامي وخرجا معا ، وكان مارك يرتدي صدرية بيضاء ، وفكرت ساشا وهي تتجه نحو كوخ السيدة كاسي لان هذا سيساعدها كثيرا عندما تتمكن من الهرب إذ أنه سيمكنها رؤيته بسهولة في الظلام.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-12, 10:49 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان الظلام شديدا بدت الأشجار كالأشباح وسط الحديقة وفكرت ساشا انها لم تكن تجرؤ على الخروج الى الحديقة بمفردها في الظروف العادية ، اما الان فإنها على إستعداد للسير مئات الأميال في هذا الظلام الدامس إذا ساعدتها الفرصة على التخلص من مارك.
سارت ساشا في صمت الى جانب مارك وكانت تسمع أصوات الحشائش تتكسر تحت اقدامهما وفجأة ! اجفلت وهي تنتبه الى صوت تكسر بعض فروع الأشجار فنظر اليها مارك متسائلا:
" هل تشعرين بالبرودة؟".
" لا.... ولكنني سمعت صوتا... إنني.... إنني سعيدة لأنك معي فالظلام يبدو مخيفا والمكان يبدو مليئا بالأشباح".
وإبتسمت ساشا في الظلام وهي تحاول أن تظهر جزعها وخوفها من الشباح إذ كانت تريده ان يعتقد انها لن تحاول الهرب منه حتى لو اتيحت لها الفرصة لذلك.
ونظرت ساشا الى مارك وهو يسر بجانبها فأحست بضعف موقفها لأنه كان ضخما جدا بالنسبة اليها ، ولكنها صممت على المضي في خطتها لأقناعه بأنها لم تعد تفكر في الهرب منه وسالته:
" كم مضى عليك هنا.... أم هل تريد ان تحتفظ بذلك سرا؟".
" بضعة ايام فقط.... أخبريني يا ساشا من أي مكان من انكلترا انت؟".
وشعرت ساشا بأن مارك لا يريد ان يجيب على اسئلتها ، كانت تعرف ان المجرمين لا يحبذون الخوض في الحديث عن حياتهم.
ولكن مارك لا يبدو لها مجرما ، حقا إنها لم تتعامل مع مجرمين من قبل ، ولكن تصرفات مارك وثقته الزائدة بنفسه وكبرياءه كل ذلك يتعارض مع فكرتها السابقة عن المجرمين ، ولكن من يدري!
وافاقت ساشا من أفكارها واجابته قائلة:
اعيش بالقرب من برمنغهام في مكان يدعى والسال ، هل تعرفه؟".
" لا للاسف ، لم تتح لي الفرصة ابدا لزيارة انكلترا ،ولكنني آمل أن يحدث ذلك في يوم من الأيام لأنني احب الإنكليز".
وأوشكت ساشا ان تقول: ( هل حقا تقول؟ وهل تقوم بإختطاف الفتيات الإنكليزيات اللواتي ستقابلهن؟".
ولكنها أحجمت عن ذلك فقد صممت على ان تكون لطيفة معه مهما كلّفها ذلك من جهد ، وقالت موجهة كلامها اليه:
" أخشى ألا تجد الجو في انكلترا دافئا كالجو هنا ، ولكن في أي حال ، فالجو في روسيا بارد جدا في الغالب".
إقتربا في سيرهما من كوخ السيدة كاسيل ولم تلحظ ساشا أي مظهر من مظاهر الإضطراب على وجه مارك وهما يتّجهان الى الكوخ الذي لفّه الظلام .
وفجأة توقف مارك وامسك ذراعها وهو يقول في صوت هامس:
" إنتظري".
وشعرت ساشا بأطرافها تجمد خوفا وهي تسأله عما حدث:
" هس....... انصتي معي.... إنني اسمع صوتا".
كانا يقفان في ظل شجرة ضخمة يلفهما الظلام من كل جانب وانصتت ساشا ولم تسمع سوى صوت تنفس مارك وحفيف اوراق الأشجار تتحرك ، وشعرت بخوف لم تشعر به من قبل ، وكتمت أنفاسها عندما سمعته يضحك بلطف قائلا:
" آه..... نسيت".
وبدأت ساشا تسترد أنفاسها قليلا وهي تسأله:
" ماذا....نسيت؟".
" تعالي .... ساريك".
وامسكها مارك من ذراعها وهو يدفعها الى حديقة الكوخ الخلفية حيث رات في الظلام الذي يسود المكان الاشبح الصغيرة لبعض الدواجن وهي تتزاحم لتلتصق ببعضها إلتماسا للدفء .... وقالت ساشا وقد شعرت بالدماء الدافئة تجري في عروقها من جديد.
" الدواجن .... نسيت كل شيء عنها.... ولكن من يقوم بإطعامها ، فالسيدة كاسيل لا يمكن ان تتركها هكذا بدون طعام".
" أنا اقوم بإطعامها".
ثم أضاف بلهجة ضاحكة:
" وفي مقابل ذلك نحصل على بيضها الذي نستخدمه في جميع وجباتنا... وعلى فكرة، هل تعرفين بعض الطرق الحديثة لعمل وجبات من البيض؟".
" نعم ، ولكنك لم تقدم لنا البيض مع الحساء".
" سنقدم لك البيض المقلي على العشاء ، هل تحبين ذلك؟".
" لا ، شكرا سأكتفي ببعض الشراب".
واضافت وهي تحدث نفسها:
" إذا قدّر لي العودة الى المنزل...".
وسارا معا عبر الحديقة وكان الجو معبأ برائحة الزهور ، وشعرت ساشا بالدفء ، فنزعت معطفها عن كتفيها ووضعته فوق ذراعها، وكان قد وصلا في سيرهما الى حافة الحديقة وبدا البحر منبسطا أمامهما على البعد ، كما بدت أنوار الطريق متقاربة كعقد من الماس وضع فوق غطاء من القطيفة السوداء يتلألأ في الظلام وقد بدت في السماء من خلال السحب التي تكتنفها بعض الكواكب المتناثرة.
وقفت ساشا واخذت تتنفس بعمق وهي تتنشق هواء البحر النقي ، كان المنظر رائعا ، على البعد أضواء أحد اليخوت يتحرّك على سطح الماء ، فسرحت افكارها وهي تتساءل ، ترى من يكون على ظهر اليخت وما إذا كان هناك إحتفال ما يجري على سطح لبحر ، وتنهدت وهزّت كتفيها في يأس.
ويبدو ان مارك رآها تهز كتفيها فسالها بطريقة لطيفة:
" هل تشعرين بالبرد ؟ هيا بنا للعودة ال المنزل".
فإنتبهت ساشا وكانت قد أوشكت ان تنسى وجود تور الى جانبها وقالت :
" لا ، لا اشعر بالبرد ، إنني أنظر فقط الى ذلك اليخت ".
وسقط لمعطف عن ذراعها وهي تشير بيدها الى اليخت وقبل أن تنحني للتقاطه كان مارك قد سبقها الى ذلك وهو يقول:
" ساحمله عنك ام تفضلين أن تضعيه فوق كتفيك؟".
وأجابت ساشا بالنفي ، وكان مارك يقف قريبا منها ولا تدري ماذا حدث لها في هذه اللحظة إذ بدأ قلبها يخفق بعنف ، وبدأت تشعر فجأة بوجود مارك معها كرجل ذي جاذبية لا تقاوم، ربما كان الجو الذي يحيط بها قد ساعد على ذلك ، وشعرت بإضطراب شديد وهي تسائل نفسها كيف تجرأت على الخروج معه بمفردها في مثل هذا الوقت.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-12, 08:25 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وإبتعدت عنه قليلا وأخذت تنظر الى البحر وهي تتساءل متى تحين فرصتها للتخلص من هذا الرجل الذي يقف بجوارها.
كانت ساشا تعرف أنها قوية ولكنها كانت على يقين أيضا من أن مارك يفوقها قوة بكثير فقد كان ذلك واضحا في بنيته القوية ورجولته التي لا تخطئها العين وفي وقفته وهو يرفع وجهه كانه يتحداها أن تحاول الهرب.
وفكرت ساشا أنها لو حاولت الهرب سيتأتى لها فقط عن طريق إستخدام الحيلة ، بدا لها أيضا بعيد الإحتمال لأنه كان واضحا أن مارك ليس رجلا غبيا كما كان يراقبها طوال الوقت.
وتنهدت ساشا في يأس وهي تقنع نفسها بان عليها الإنتظار حتى تنفرد بنفسها في غرفتها لتفكر في الأمر جيدا وربما امكنها الهرب من النافذة فإنها لا تبتعد كثيرا عن الأرض وتطل على الحديقة حيث تنمو الحشائش الغزيرة.
وأفاقت ساشا من أفكارها على صوت مارك يسألها:
" ماذا حدث؟".
" لا شيء... كنت أفكر كم كان الوضع يختلف لو....".
وتوقفت عن الكلام فقد تذكرت انها لا تريده أن يعرف حقيقة مشاعرها أو الطريقة التي تفكر بها لأن ذلك لن يخدم خطتها في إقناعه بانها قبلت الأمر الواقع.
" نعم ، اعرف ذلك وأشعر باسف شديد ، ولكن هذا الوضع لن يستمر طويلا وقريبا جدا خلال ايام سينتهي كل شيء وسيكون المنزل تحت تصرفك وحدك".
ولم ترد ساشا على حديثه بل كانت تشعر أنه لم تعد هناك فائدة من الحديث ، كما أنه لم يعد بمقدورها أن تصدقه ، إختلط عليها كل شيء ، التجربة التي تمر بها تصلح موضوعا للصحافة او نادرة يتحدث عنها الناس في المقاهي ولكنها نادرا ما تتحدث لناس تعرفهم ، ولم تكن تفكر في أي يوم من الأيام ان تتعرض لمثلها ، حتى في الصحيفة حيث تعمل سيتهمونها بالجنون لو قدمت لهم مثل هذه القصة.
وحاولت ساشا إستجماع شتات ذهنها وخطرت لها فكرة بدت لها جريئة ولكنها عمدت الى تنفيذها فورا.
نظرت الى مارك وهو يقول:
" ربما يكون هذا حقيقيا ولكنني يجب أن اتحدث الى والدي هاتفيا ، الليلة وإلا فإنه سيقلق بشأني وقد يطلب من رجال الشرطة البحث عني هنا".
كانت ساشا تحاول ان تبدو مقنعة تماما وهي تقول ذلك، لكنها شعرت بمدى سذاجتها عندما امسك مارك بذراعيها وجذبها لتصبح في مواجهته وقال في رنة متناهية:
" قلت ان والدك سيلحق بك هنا .... اليس كذلك؟".
ونظرت اليه بعينين ملهما الخوف ، ولم تدر ماذا تقول وأخيرا ردت عليه قائلة:
" نعم هذا صحيح ، ولكنه لم يفعل ذلك قبل اليوم ، ويجب أن احدثه في الهاتف ، فهو موجود في باريس الليلة ، وسيطير الى نيس غدا ويجب ان اتصل به لعرف موعد وصوله".
" آه! حسنا في أي حال يمكنني ان أتصل به نيابة عنك ، إذا عرفت رقم الهاتف ".
فقاطعته ساشا قائلة:
" لا .... لا يمكنك ان تفعل ذلك.... ماذا يظن والدي إذا تحدثت أنت اليه !".
كان مارك ما زال ممسكا بذراعيها وكانت تشعر بحرارة ملمس يده كالنار وأرادت ان تبتعد عنه ولكن لدهشتها الشديدة شعرت في قرارة نفسها بانها لا تود ذلك.
وتنبهت ساشا الى مارك يرد عليها قائلا:
" ساقول لوالدك انني إبن أخ السيدة كاسيل ، وأنك طلبت مني الإتصال به لأنك متعبة جدا".
" لا.... لن ينفع ذلك فهو يتوقع سماع صوتي".
نظر اليها مارك طويلا وهزّها برفق وهو يقول:
" إنك لا تقولين الصدق يا ساشا .... إنك تحاولين أن تبدي صادقة ولكنني أعرف أنك تكذبين ، إنني الومك الان....".
ولكن ساشا لم تمهله ليكمل حديثه فقد صاحت قائلة وقد فاض بها الكيل ولم تعد تحتمل ملمس يديه على ذراعيها .
" لا تلمسني".
وتردد مارك قليلا قبل ان يرفع يديه عنها وهو يتساءل قائلا:
" هل اذيتك؟ هل تعتقدين انني سالحق بك أي اذى؟".
وحاولت ساشا أن تتمالك اعصابها إذ كان عليها أن تبدو هادئة فردت قائلة:
" لا.... كل ما في الأمر أنني..... لا احب ان يلمسني احد".
ونظرت اليه فرأته يبتسم وقد لمعت اسنانه البيضاء في الظلام وقال:
" آه... انتم الإنكليز لا تحبون ان يلمسكم احد، نعم ، نعم ، ولكن نحن في روسيا لسنا كذلك؟".
" ربما ، فإنني لا أعرف ذلك ، اليس من الافضل ان نعود الى المنزل؟".
" كما تريدين ، هل ترتدين معطفك؟".
وفجأة بدات السماء تمطر ، لم يكن المطر غزيرا بل خفيفا وشعرت ساشا بقطرات الماء على وجهها فصاحت قائلة:
" إنه شيء رائع".
ثم بدا وكانها تذكرت شيئا فصاحت:
" شعري".
فامسك مارك بيدها وهو يجذبها ضاحكا الى الكوخ وجذبها تحت إحدى الخمائل وهو يقول:
" ماذا حدث لشعرك؟".
فهزت ساشا رأسها وهي تضحك وتقول:
" صففته أمس ولا اريد ان يفقد رونقه سريعا".
ونظر مارك الى شعرها ومدّ يده فربت عليه وهو يقول:
" شعرك جميل... مثلك يا ساشا".
فرفعت ساشا وجهها اليه وأخذت تهز راسها كأنها كانت تحتج على قوله وقالت:
" لا....لا ... إنك...".
ولم تستطع ساشا ان تكمل كلامها ، إذ احست بمارك يقترب منها ولكنها تنبّهت فجأة وحاولت التملص منه فلم تستطع بل كان يمسك كتفيها بقوة، وكانت تشعر بالدفء.
وأخذ مارك يمسح وجنتيها وشعرها وهي تحاول ان تبتعد عنه حتى نجحت في ذلك اخيرا وإبتعدت وهي تقول:
" لا !".
ضحك مارك وهو ينظر اليها قائلا:
" ولم لا ؟ هل أنتم معشر الإنكليز لا تحبون العناق؟ إذا كان الأمر كذلك فإنني لا أتوق الى زيارة بلدكم".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-12, 11:57 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وشعرت ساشا بكيانها يهتز وقد تسارعت ضربات قلبها وإعتراها غضب مفاجىء من نفسها ومن هذا الرجل الوقح الذي يقف أمامها.
وجاهدت ساشا لإستعادة هدوئها ، وكان الظلام شديدا وإستندت بظهرها الى حائط الكوخ الحجري واخذت تنظر الى المطر وقد بدا ينهمر بغزارة.
وقال مارك وهو ينظر اليها:
" شفتاك جميلتان ، لماذا تقاومينني هكذا؟".
وردت ساشا بغضب قائلة:
" لا تكن غبيا ، ولماذا اسمح لك وأنت غريب عني تماما ، هل اسمح لك لمجرد انك تريد ذلك؟".
قالت ساشا وقد ادهشتها وقاحته وأدهشها أكثر من ذلك إضطرابها أمامه وهو كما تعرف ليس سوى أحد المجرمين.
فرد مارك قائلا:
" لا ، إنك على حق ، لم يكن لطيفا مني ان افعل ذلك ، وإنني أعتذر بشدة يا آنسة ساشا دونيللي".
قال مارك الجملة الأخيرة وهو ينحني أمام ساشا بقدر ما يسمح له ب هالكان الضيق الذي يقفان به.
وحاولت ساشا التغلب على مشاعر الغضب التي أثارتها كلمات مارك وهي تقنع نفسها بأنه عليها إلتزام الهدوء إذا كانت تريد أن تهرب من هذا المكان بأسرع ما يمكن ، فقد كان مارك ذكيا ولمّاحا بدرجة كبيرة.
وأشاحت ساشا بوجهها بعيدا وهي تحاول التغلب على رغبتها لقوية في رفع يدها وصفعه على وجهه لتمحو هذه الإبتسامة الساخرة التي ترتسم عليه .
كانت ساشا تقف مكانها وقد اسندت ظهرها الى الجدار وباب الكوخ على يسارها ، فمدت يدها خلسة في الظلام تحاول أن تتحسس مقبض الباب محاولة فتحه ولو أنها لم تكن تعرف ما يمكنها أن تفعل بعد ذلك ، وفجاة شعرت بيد مارك تنقض على يدها لتمسك بها وهو يتنهد بعمق ويقول لها:
" حسنا .... ارجوك أخبريني ماذا تقصدين؟".
ونزعت ساشا يدها من يده وهي تقول:
" لا شيء ... لم اكن أتذكر كيف يفتح الباب".
بدا عذرها سخيفا بالنسبة اليها ، فضحك مارك كثيرا وهو يقول:
" لا.... لا أعتقد ذلك.... إنك لا تثقين في كلامي .... والان اعرف لماذا تعمدت الحضور الى الكوخ .... إنك تعتقدين أن السيدة العجوز في الداخل".
ولما لم تجب ساشا رفع مارك يده ولمس خدّها برفق وهو يقول:
" أليس هذا صحيحا؟".
وشعرت ساشا بثورة تجتاحها فابعدت يده عنها بعنف وإلتفتت اليه وهي تقول في غضب:
" أبعد يدك القذرة عني... لا تحاول لمسي بين كل آونة واخرى لقد قلت لك أنني لا أحب ذلك ... من تظن نفسك بحق الجحيم؟".
وإنطلق من فم مارك صفير خفيف وهو يقول:
" آه.... هذا أحسن كثيرا ، هذه أنت على طبيعتك من جديد ، نعم كنت هادئة بدرجة إعتقدت معها أنك تدبرين أمرا".
وصعقت ساشا وهي تسمع مارك يقول ذلك وقد ادركت أنه أذكى بكثير مما كانت تظن ، وسكتت وهي لا تدري ماذا تقول أو حتى ماذا تفعل بعد ذلك.
وبعد فترة مد مارك يده الى جيبه وأخرج سلسلة من المفاتيح ولدهشتها وجدته يدفع بأحدها الى الباب ليفتحه وهو يقول لها:
"أدخلي ، لتري بنفسك أنني لا أحتفظ بالسيدة كاسيل مقيّدة مكمومة في المنزل".
ووقفت ساشا عل الباب مترددة فقال مارك وقد نفذ صبره:
" ألا تريدين الدخول؟".
" ولكن ....لماذا... لماذا اعطتك السيدة كاسيل مفتاح الكوخ؟".
فإبتسم مارك في سخرية وهو يرد قائلا:
" حتى يمكنني إحضار الطعام للدجاج ، وأيضا لإطعام الأسماك الموجودة داخل الكوخ ،والان ، ارجوك هل تريدين الدخول أم لا؟".
وأخذت ساشا نفسا عميقا وهي ترد بالإيجاب ، وإتجهت الى لداخل ولم يستغرق الأمر دقائق لتتاكد أنه لا يوجد أحد في الكوخ ، ووقف تور على الباب ينتظرها وكان حريصا للغاية ألا يلمسها وهي تمر به في طريقها الى الخروج.
وبعدما خرجت من الكوخ أطفأ النور واغلق الباب وبدا الظلام في الخارج وقد إزداد عن ذي قبل كما ان المطر ما زال مستمرا ، ولكن ساشا لم تكن ترغب في البقاء أكثر من ذلك في هذا المكان مع مارك فوضعت معطفها فوق راسها وهي تقول:
" ساعود الى المنزل".
ثم ترددت قليلا وهي تنظر اليه وتقول:
" هل تريد أن تستعمل المعطف معي لتحتمي من المطر؟".
ولكن مارك أجاب بلهجة ساخرة:
" هل تعتقدين أنه يمكنني أن أن أفعل ذلك ؟لا ، أخشى ما قد يحدث لي لو انني لمستك بطريق الصدفة".
ولم ترد ساشا وأخذت تمشي بسرعة متجهة الى المنزل وعندما وصلا كان الرجلان قد ذهبا ورأت ساشا النور مضاء في غرفة النوم الكبيرة ، كان كل شيء هادئا تماما في المنزل ، وبدا المطبخ نظيفا ومنظما ، ووقفت ساشا في غرفة الجلوس تنتظر ودخل مارك الى المطبخ وهو يسألها:
" هل تريدين بعض الشراب أو الطعام؟".
وردت ساشا بالإيجاب وهي تفكر في انها قد تحتاج الى كل قوتها إذا قدّر لها الخروج من هذا المنزل فإنه سيكون عليها ان تسير مسافة طويلة قبل الوصول الى الطريق الرئيسي.
وقالت ساشا :
" سآخذ شريحة من الخبز وبعض اللحم الذي أحضرته معي من المطار – هل تريد شيئا منه؟".
" لا.... شكرا.... أفضّل البيض".
ونزع مارك صدريته البيضاء وألقى بها على احد المقاعد وكانت قطرات المطر تلمع فوق وجهه وشعره وأخذ يمسح ذقنه بيده.
ونظرت اليه ساشا واخذت تراقبه وهي تحدث نفسها بأنه كان حتى الآن مهذبا معها ولم يبدر منه ما يدل على غير ذلك.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-12, 12:19 AM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ثم نظر اليها مارك قائلا:
" إستريحي انت ، وسأتولى انا إعداد كل شيء ، فانت ضيفتي ، لا تنسي ذلك".
ردت عليه ساشا وقد شابت لهجتها سخرية خفيفة:
"وهل اتيحت لي الفرصة لأنسى ذلك؟".
وكانت ساشا تشعر بنوع من الراحة لأنه لم تعد هناك ضرورة للتظاهر بالهدوء والرقة مع مارك وخاصة بعد ما حدث في الكوخ ... حقا كان مهذبا ولكنه شخص مغرور للغاية.
وجلست ساشا الى المائدة وأخذت تراقب مارك وهو يعمل وقد لاحظت كيف غسل يديه جيدا قبل ان يلمس أي شيء.
ثم احضر الطعام الذي طلبته ساشا وهو يقول:
" ساقوم بإعداد الشاي ، أم تفضّلين بعض الشراب مع الطعام؟".
وفكرت ساشا بسرعة أنها في حاجة الى الإحتفاظ بجميع حواسها في حالة تيقظ ولكنها إذار رفضت فربما إمتنع مارك أيضا وإكتفى بشرب الشاي ، وربما كان من الأفضل ان تدفعه الى الشراب مما قد يساعدها إذا حاولت الهرب منه .
فردت قائلة:
" سآخذ قليلا من الشراب".
واخرج مارك قنينة رخيصة من خزانة المطبخ ثم ملأ كأسين وضع احدهما امام ساشا ورفع كأسه ليشرب نخبا في صحتها إجترعه حتى الحثالة جرعة واحدة ، أما ساشا فأخذت رشفة صغيرة وهي تفكر في وسيلة تدفع مارك بها الى المزيد من الشراب وأخذت ساشا تضع الزبد على الخبز بينما كان مارك يقوم بإعداد البيض وكان ظهره اليها ، فقالت في لهجة حاولت أن تبدو طبيعية وهادئة:
" هل تريد المزيد من الشراب؟".
فرد مارك بالإيجاب بدون ان ينظر اليها.
إنتهزت ساشا هذه الفرصة لتفرغ معظم ما في كأسها في كأس مارك ثم اضافت اليه المزيد من الزجاجة.
وشعرت ساشا في هذه اللحظة بإضطراب شديد وأخذ قلبها يخفق بعنف وقد جفّ حلقها ولكنها في أي حال نفّذت ما تريد.
وبعد قليل إنتهى مارك من إعداد البيض وجلس امامها الى امائدة وكانت رائحة البيض تفوح شهية وتمنت ساشا لو أنها وافقت عندما سألها إذا كانت تريد أن يعد لها بعضا منه.
وبعد أن فرغ مارك من شرب كاسه الثانية رفع الزجاجة وهو يسال ساشا إذا كانت تريد المزيد ولكن ساشا ردت قائلة:
" لا شكرا.... ( ثم أضافت وهي تتظاهر بالنعاس) ":
" الشراب يجعلني أشعر برغبة في النوم".
فنظر مارك الى الكاس الفارغة امام ساشا وهو يقول:
" حسنا... أعتقد انك ستنامين جيدا".
ثم فوجئت به يقول :
" أخشى أنني سأضطر الى البقاء معك".
ونظرت اليه وقد علت وجهها الحيرة والدهشة وهي تسال:
" تبقى معي.... أين؟".
فرد وهو يهز كتفيه كمن يحاول الإعتذار لها :
" الليلة .... في غرفتك".
فقفزت ساشا عن مقعدها الذي سقط وقد فوجئت بهذا الرد وشعرت بالدماء تتجمد في عروقها وأخذت تنظر اليه وقد فقدت القدرة على النطق ، وظنت لوهلة أنها ربما تكون قد افرطت في الشراب ولكنها تذكرت انها لم تشرب منه إلا القليل وانها في كامل وعيها.
وجاهدت ساشا طويلا لتتمالك نفسها واخيرا قالت وهي تحاول التظاهر بالهدوء:
" لا أفهم تماما ما تعني بكلامك هذا".
" أعتقد انك تفهمين قصدي تماما...".
ثم اردف قائلا:
" كان لطيفا منك ان تفرغي محتويات كاسك في كأسي.... ولكن لماذا فعلت ذلك وقد كان يمكن أن ترفضي الشراب عندما عرضته عليك".
ولم ترد ساشا فلم تكن قد أفاقت بعد من تأثير هذه المفاجأة وشعرت بيأس شديد ولم تدر ماذا تفعل أو كيف عرف مارك بهذا الأمر مع انه لم يكن ينظر اليها ، هزّت رأسها في ياس وهي تنظر الى مارك الذي جلس في مواجهتها الى المائدة وساد بينهما في هذه اللحظة جو من التوتر ينذر بالإنفجار في أي لحظة ، ثم اخذت ساشا تنقل بصرها في انحاء المطبخ قبل ان تتمالك نفسها وتسأله بصوت خافت:
" هل تتوقع مني بالفعل ان اقضي الليل معك.... في الغرفة نفسها وخاصة بعد ما حدث في....".
واشارت بيدها في اتجاه كوخ السيدة كاسيل – ثم اضافت وهي تهز راسها :
" لا بد انك تهذي او تمزح ".
" إنني اقدّر شعورك .... ولكنني ىسف".
ونظرت ساشا اليه وشعرت أنه لا يبدوعليه الأسف كما يقول ، فإبتعدت عن المائدة في غضب إذ لم يكن بمقدورها البقاء لفترة أطول في مواجهة مارك ، وإختطفت حقيبتها وإتجهت مسرعة الى غرفة الجلوس ثم فتحت الباب الأمامي للمنزل ونظرت الى الخارج ، لكنها توقفت فجأة... حقا ان الحرية أمامها تبدو في متناول يدها لكنها في الواقع بعيدة المنال ، فإن مارك لن يدعها تفلت منه وسيلحق بها حتما.
وبينما هي في وقفتها سمعت صوت مارك من خلفها وهو يقول:
" أنت تعرفين جيدا أنه لن يمكنك مغادرة المنزل".
كان مارك يقف قريبا منها جدا حتى كادت تشعر بملمس يده على ذراعها مع انه لم يحاول لمسها على الإطلاق وشعرت ساشا بالإضطراب لكنها ردت في لهجة حاولت أن تبدو هادئة تماما:
" إنني ارفض أن.... ان أبقى معك....".
فردّ في لهجة باردة:
" يبدو أنه ليس أمامك مجال للإختيار".
وإلتفتت اليه ساشا ونظرت في عينيه فرات فيهما هذه القوة التي طالما شعرت بها في كل تصرفاته ، وفي هذه اللحظة رأته على حقيقته بعد أن نزع عنه الرقة والمرح وأخذت تنظر اليه في صمت ، كانت تتمنى في هذه اللحظة ان تنظر الى أي شيء في العالم إلا وجه مارك ، ولكنها رغما عنها ظلت تحدق فيه وكان هناك جاذبية لا تدري مصدرها تدفعها الى ذلك ، وشعرت في تلك الهنيهات والضوء من خلفه لا يكاد يظهر ملامح وجهه بانه رجل غير عادي.... أدركت أنه رجل قوي وأنه يعني حقا كل ما يقول وليس أمامها بالفعل أي مجال للإختيار.
وشعرت ساشا ببرودة مفاجئة فأخذت ترتعش ثم رات مارك يبحث عن شيء في جيبه وفوجئت به وقد اخرج سكينا ، فتملّكها الرعب ، وحاولت ان تركض لكنها لم تستطع بل تسمّرت اقدامها ولم تقدر أن تفعل شيئا سوى أن تراقب ما يفعله فوجدته يخرج السكين من جرابها ببطء ثم يرفعها الى اعلى في الضوء لتراها وهو يقول في صوت هادىء:
" هذه لك يا ساشا....".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-03-12, 07:50 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- الدراجة النارية

شعرت ساشا برعب شديد وهي تنظر الى السكين في يد مارك وخيّل اليها ان ساقيها لا تقويان على حملها ، فتشبثت بحقيبتها وأستعدت لقذفها في وجهه إذا حاول طعنها ، ولكن مارك وضع السكين في جرابها الجلدي في هدوء ،ثم مدّ يده اليها قائلا ببساطة:
" خذي.... إحتفظي بها معك".
وتلعثمت ساشا ولم تقو ى على الرد ، ونظر مارك الى وجهها وقد إكتسى برعب كبير ، فقال لها وقد ضاقت عيناه وإمتلأ وجهه بتعبير غريب:
" ما بالك...هل كنت تعتقدين انني سأطعنك بهذه السكين؟".
هزّت ساشا رأسها بالإيجاب ، فلم تكن تقوى بعد على الكلام ، ومدّ مارك يده فأمسك بيدها وفتح راحتها ووضع السكين فيها ثم اغلقها وهو يقول وقد إرتسم على وجهه شبح إبتسامة:
" هذه السكين لك... لتدافعي بها عن نفسك.... لو انني حاولت مثلا الإعتداء عليك".
وأخيرا بدأت ساشا تستعيد هدوءها فتنهدت بعمق وهي تقول:
" أنت تعني .... انه يمكنني ان.... ان أحتفظ بها".
ونظرت ساشا الى السكين بخوف ثم سحبتها من جرابها فلمع نصلها الحاد في الضوء وشعرت بالرعب وسارعت بوضعها في الجراب من جديد بيد مرتعشة ، ثم نظرت الى مارك متسائلة:
" ولكن كيف تضمن أنني لن أستخدم هذه السكين لأطعنك بها حتى اتمكن من الهرب".
" اعرف أنك لن تفعلي هذا".
وإلتقت نظراتهما لفترة ثم اضاف قائلا:
" انت لا يمكنك إستخدام هذه السكين ضدي وانت في حالتك الطبيعية ، لكنني أعتقد أنه يمكنك ذلك في حالة الدفاع عن نفسك".
وبعد فترة صمت اضاف مارك وهو يهز كتفيه بالطريقة الجذابة التي اعجبتها منذ إلتقته.
" ولكن .... هل تعتقدين انني قد احاول ان أفعل أي شيء.... لا تخافي ، ستكونين في امان معي وستشعرين بالمزيد من الأمان وانت تحتفظين بهذه السكين معك ، أليس كذلك؟".
ونظرت ساشا اليه وهي تحس أنها امام شخص غير عادي ، يمكنه ان يفهم تماما كل ما تفكر فيه ولم تدر كيف أمكنه ذلك وبهذه الدقة وبدأ الياس يزحف الى نفسها إذ اصبح واضحا لها الان أنه لن يمكنها الهرب من مارك ، فهو لن يتيح لها ابدا الفرصة لتحقيق ذلك .... رفعت يدها ووضعتها على عينيها حتى لا يرى مارك دموع الياس والإرهاق التي بدات تتجمع فيهما .... واخذت تفكر فيما كان يمكن أن يحدث لو ان نيجل حضر معها الى المنزل وماذا كان يفعل في مواجهة مثل هذا الموقف ، ثم فكرت في والدها .... لا بد أنه سيشعر بالقلق عليها إذ إعتادت الإتصال به هاتفيا او كتابيا بعد وصولهما ، لكنها تذكرت أنه منهمك في رسومه ولن يشعر بمضي الوقت قبل يومين أوثلاثة ... لكن ما الفائدة ، فإن مارك سيكون قد افرج عنها.. هل حقا سيفرج عنها؟
وأفاقت ساشا من أفكارها على صوت مارك يقول لها في صوت هادىء.
" والان ... إصعدي الى الطابق العلوي.... وسأتبعك بعد قليل".
ووقف مارك ينظر اليها وهي تعبر غرفة الجلوس ببطء لتصعد درجات السلم في طريقها الى الطابق العلوي ، ولم تحاول ساشا أن تنظر الى الخلف ولذلك فاتها ان ترى التعبير الذي غرتسم على وجه مارك في هذه اللحظة وإختلاج عضلات فكه.
وتوجهت ساشا الى الحمام لتغتسل وتوقفت وهي في طريقها اليه بباب إحدى الغرف، كان الضوء ينبعث من تحته وكانت اصوات الموسيقى الخفيفة تنبعث منها كما امكنها ان تسمع صوتا يشبه صوت قطع الشطرنج تتحرك فوق طاولة وفكرت انهم ربما كانوا يمضون الوقت في لعب الشطرنج بإنتظار شيء ما.... ولكن ماذا ينتظرون ؟ ولما لم تجد ساشا جوابا لهذا التساؤل ، مضت بحذر الى الغرفة حيث ستنام ، وهي على يقين من عدم جدوى النزول الى البهو ومحاولة الهرب إذ سمعت مارك يغلق الباب بالمزلاج وهي تعرف تماما أنه لن يمكنها فتح المزلاج لأنه قديم وسيحدث صوتا عاليا يوقط كل من في المنزل.
ودخلت ساشا الى الغرفة وإرتمت تحت الوسادة ثم سحبت ملاءة خفيفة وضعتها فوقها.
كان المطر ما زال يتساقط في الخارج ، ورقدت ساشا في سكون وهي لا تدري ما تفعل ، وبعد فترة سمعت صوت باب الغرفة يفتح فإمتدت يدها لا شعوريا تحت الوسادة لتطمئن على وجود السكين ، ثم حاولت التظاهر بالنوم ، وشعرت بمارك يقف في جوار السرير ساكنا.... كانت تعرف أنه ينظر اليها فجاهدت لتبدو مستغرقة في النوم ويبدو ان المظهر اقنعه بذلك فعلا ، إذ شعرت بدون ان يحاول أن يلمسها ثم سمعته بعد ذلك يتجه الى السرير الآخر المجاور لسريرها ليستلقي عليه.
وحاولت ساشا أن تستعيد هدوءها وهي تستمع الى صوت المطر يتساقط في الخارج ، لكنها كانت تشعر بالإضطراب الشديد وهي تعلم أنها تنام في غرفة واحدة مع هذا الشخص الغريب الذي لم تتعرف اليه إلا منذ ساعات قليلة.... الشخص الغريب العنيف السريع الغضب يرقد على بضة أقدام منها.
وأذهلت ساشا هذه الحقيقة وحاولت أن تفكر في مخرج من هذا الموقف ، لكن عقلها قد توقف تماما عن التفكير بعدما أرهقته احداث الساعات الماضية.
وحاولت ساشا ان تظل مستيقظة لكنها كانت تشعر بإرهاق شديد كما ان القدر الضئيل الذي تناولته من الشراب جعلها تشعر برغبة في النوم ، فأغمضت عينيها ووضعت يدها على السكين إستعدادا لأي حركة قد تبدو من مارك.
وعندما فتحت ساشا عينيها من جديد ، كان صوت المطر قد توقف وتسلّل ضوء القمر الى الغرفة ونظرت ساشا حولها فرأت مارك يرقد في سريره ، فتذكرت فجأة الوضع الغريب الذي وجدت نفسها فيه ، جلست في السرير وقد تصبب وجهها عرقا ، ورفعت يدها تتحسسه ، فقد رات في منامها شخصا يضربها بسكين فيصيبها في وجهها.... وتذكرت السكين التي أعطاها لها مارك ، فمدت يدها تحت الوسادة تطمئن الى وجودها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-12, 10:15 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ونظرت ساشا الى مارك وكان يستلقي على جانبه مديرا ظهره اليها ، وكان نفسه عميقا ومنتظما ، ووضع إحدى ذراعيه تحت راسه ، اما ذراعه الأخرى فتدلّت من السرير ، وكان نصفه الأعلى عاريا وإنعكس ضوء القمر على جلده النحاسي فبدا لامعا.
وإنزلقت ساشا من سريرها في هدوء وإتجهت حافية القدمين في حذر شديد الى باب الغرفة وفجأة سمعت صوت مارك القوي يسأل:
" اين تذهبين؟".
وتجمدت ساشا في مكانها وإرتفعت دقات قلبها وهي تجيب في تلعثم:
" الى .....الى الحمام.
" إذن إذهبي.... وتذكري جيدا أنني احكمت إغلاق الأبواب وإذا حاولت فتح أي باب ساسمعك ، ولن يمكنك الهرب مني".
وخرجت ساشا ، وعندما عادت كان مارك ما زال مستلقيا فوق سريره ، فإتجهت الى النافذة لأنها شعرت بحاجة الى هواء الليل المنعش ، وكان الوقت حوالي الثالثة صباحا وخيّل اليها وهي تنظر من النافذة انها تسمع صوت موسيقى ياتي من بعيد ، فشعرت بالوحدة والضياع وهي تتخيّل أن الجميع يمرحون في الخارج وما زالوا يسهرون حتى الان وهي محبوسة هنا وحيدة.
وامسكت بحافة النافذة وتدلت منها لتنظر الى الأرض تحتها وكانت قريبة منها وتمنت في هذه اللحظة لو أن معها حبلا تتدلى به وتهرب.
ولاحظت وهي تقف بجوار النافذة ان مارك يتقلب في فراشه ويبدو كأنه يفقد صبره لكنها ظلت في مكانها وسمعته يناديها وتجاهلت ذلك فكرر نداءه فإلتفتت اليه وهي تقول:
" حسنا.... ماذا تريد؟".
فقال متسائلا:
" ألا يمكنك النوم؟".
فردت بالنفي وكانت صادقة في ردها ، كانت حواسها متيقظة تماما في ذلك الوقت ، ثم اجابت وهي تتعمد مضايقته:
" اريد الخروج للتريّض قليلا".
ولم تدر ساشا ما إذا كانت قد نجحت بالفعل في مضايقته لأنه لم يكن بإمكانها رؤية وجهه ، بل سمعته يضحك قائلا:
" عودي الآن الى سريرك".
" لا ، فإنني افضل الوقوف بجوار النافذة".
" اتفضلين ذلك حقا ..... إذن ساقف الى جانبك نشاهد معا ضوء القمر ، هل تريدين ذلك ، اعتقد أنه سيكون شيئا جميلا".
واحست ساشا بمارك يزيح الغطاء كأنه يستعد لمغادرة السرير فإلتفتت اليه سريعا إذ كان وقوفه الى جانبها أبعد شيء تتمناه في هذه اللحظة ، وسمعته يضحك كانه كان يعرف شعورها تماما.
وشعرت ساشا في هذه اللحظة باليأس والضعف إزاء هذا الرجل القوي الذي يمكنه أن يحبط أي محاولة من جانبها للهرب.
واحست بغضب مفاجىء فإندفعت بدون وعي منها لتقذف بنفسها فوق السرير وهي تضربه بقبضتها على صدره بعصبية وبلا هوادة.
وبدا مارك كأنه يتوقع منها مثل هذا التصرف فجذبها بقوة لتسقط فوقه ثم فوجئت بنفسها بعد ذلك ومارك يجثم ممسكا بكلتي يديها ولا حيلة لها كحشرة صغيرة بين خيوط العنكبوت.
ثم قال مارك في لهجة جادة:
" والآن.... يا آنسة ساشا هل يعجبك هذا؟".
وإستلقت ساشا في هذا الوضع ساكنة تماما وهي تعجب من نفسها لأنها لم تشعر بالإستياء لذلك كما ان مارك لم يكن يمسك بيديها بطريقة تسبب لها أي الم واخذت تفكر بما يمكنها ان تفعل ، وأخيرا سمعته يقول:
" يجب ان تعرفي أنني اخذت الحزام الأسود في الجودو والكاراتيه وحتى لو لم يكن ذلك ، كيف تتخيّلين أنه يمكنك وأنت الفتاة الرقيقة التغلب عليّ؟".
ولم ترد ساشا لأنه لم يكن هناك أي مجال للمجادلة ، وأخذت تحرك راسها في محاولة للتخلص منه ولكن مارك لم يتركها.
ثم شعرت بيده تتحرك لتلمس وجهها وهو يقول في صوت هامس:
" إنك جميلة جدا ، جميلة يا آنسة ساشا دونيلي".
وشعرت ساشا بشفتيها تحترقان فإضطربت وحاولت التخلص منه فجذبها مارك بقوة ليجلسها فوق السرير ، ثم ركع الى جوارها وهو يلهث قائلا في صوت خشن:
" لا تحاولي ان تفعلي ذلك مرة اخرى يا صغيرتي ، ألا تدركين ما تفعلين أم أنك بريئة الى درجة انه لا يمكنك ان تدركي ما يمكن أن يفعله أي رجل في مثل هذا الموقف؟".
ثم ترك السرير فجأة ووقف وهو يجذب ساشا ليوقفها قائلا في صوت رقيق:
" ما زلت في إنتظار ردك".
وكان مارك ما زال محتفظا في يده وشعرت باصابعه وهي تضغط برفق على رسغها وتملّكها شعور بالراحة لكنها ردت وهي تتظاهر بأنها لا تفهم قصده .
" لا افهم ماذا تعني، هل تعتقد أنني ما دمت هنا ...( ضيفة) كما يحلو لك أن تقول فإنه يمكنك أن تفعل معي أي شيء".
ثم إضطرب صوتها وهي تقول:
" إنني أكرهك".
" لا إنك لا تكرهينني فأنت لم تعرفيني بما فيه الكفاية حتى تقولي ذلك ، ربما لا تحبينني بسبب تصرفاتي معك ولكن تكرهينني....لا... وإنني على يقين من انه لا يمكنك ان تكرهي احدا".
ونظرت ساشا الى وجهه الذي كان يلمع تحت ضوء القمر وقالت:
" أنت لا تعرف عني شيئا على الإطلاق".
" ولكنني أشعر أنني أعرفك حق المعرفة".
ثم توقف لحظة قبل أن يقول:
" ولكنك لم تردي على سؤالي ، ألا تعرفين ما يمكن ان يحدث عندما ترتمين في أحضان رجل مستلق فوق سريره ، اجيبي على سؤالي لأنك إذا كنت تجهلين ذلك فيجب ان تعرفي الان قبل ان تجدي نفسك في موقف صعب".
وجذبت ساشا يدها من يد مارك في غضب وهي تقول:
" لست في حاجة لأن اتعلم منك".
فإبتسم مارك وهو يهز كتفيه قائلا:
" حقا؟ في أي حال وعدتك بعدم التعرض لك ، كما ان معك السكين".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
26-وعاد في المساء - ماري ويبرلي - عبير القديمة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.