آخر 10 مشاركات
روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          ثرثرة أرواح متوجعه / للمتألقه ضمني بين الأهداب ، مكتملة (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كبرياء ورغبة - باربرا كارتلاند الدوائر الثلاث (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل]مُبعثر فيك ِ مالا الحـزن لايُشفى ، للكاتبة/ ايمان يوسف "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-20, 04:44 AM   #391

نجلانجلا

? العضوٌ??? » 457202
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » نجلانجلا is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lolla sweety مشاهدة المشاركة


حبيبي .. أبقني قريبة


لا أطلب منك اكثير... أريد أن ابقى بجانبك فقط

امسح حبات العرق المتجمعة على جبينك

أحضن حزنك .... ليضيع في أحضاني

أبعد التعب عن يومك

حبيبي




لا أرغب الا بمسح هذه الدمعة المختفية عن الاخرين

لو تعلم كم اكرهها .. فهي تجرحني أنا



حبيبي

فقط .... فقط.... ابقني قريبة





رابط تحميل الرواية القصيرة ككتاب الكتروني
المحتوى المخفي لايقتبس

دخل إلى منزله وقد انحنت كتفاه وعقد حاجباه من شدة التفكير، لماذا يبدو كل شيء قاتماً إلى هذه الدرجة ؟؟ متطلبات عائلته التي لا تنتهي ، تعقيدات عمله المتجددة كالطاقة التي لا تنضب ، وظروف زواجه ... آهٍ من زواجه الحلو المر ، .. لذيذ وموجع .. ممتع ومؤلم ... كان حلم حياته أن تصبح هند سيدة منزله ... لكنه لم يتوقع أن تكون أمنياته سبب تعاسته ، كل تعقيدات يومه لا تعد شيئاً أمام اللحظات التي يقضيها في منزله وزوجته قريبة منه ولكنها في أبعد بقاع الأرض عنه !! متقاربان بالجسد متباعدان بالروح ... تسارعت أنفاسه بألم جعل صدره يتمزق قهراً وهو يتذكر كلماتها ليلة زفافهما :
- أتوسل إليك ابتعد عني فأنا لا أطيق مجرد فكرة أن تلمسني !
أغلق الباب بعنف لم يقصده فذكرياته ذهبت بالبقية القليلة الباقية من تماسك أعصابه، تفاجأ بها تخرج من غرفتها مهرولة وهي تسأله بلهفة :
- هل هناك ما يزعجك ؟؟!!
ارتفعت عيناه الناعستان نحوها وقد غطاهما بمسحة من الجفاء والقسوة والجمود ورمقها بنظرة جعلت قلبها يتحول إلى جليد قبل أن يهملها كالمعتاد ولا يرد سؤالها وكأنها لم تتكلم أصلاً، همست من جديد وهي ترى ظهره في مواجهتها بعد أن تجاوزها كي يدخل غرفته المنفصلة عن غرفتها :
- ألم يحن الوقت كي تتجاوز عن أخطائي ونبدأ حياتنا من جديد ؟؟
كانت مبادرة مفاجئة منها أن تتطرق لموضوع زواجهما بهذا الوضوح ، توقف في مكانه قبل أن يلتفت ليرمقها بنظرة فارغة ، قتلتها ، فعيناه المشهورتان بدفئهما وحنانهما لم يعد فيهما سوى القسوة والفراغ والألم ... ألم هي سببه ، ربما ليست الوحيدة في ابتكار ما يؤلمه لكنها الوحيدة القادرة على رؤية هذا الظلام الحالك في نظراته ، ذلك الألم الذي يلتف ببراعة بحرير من اللاشيء والفراغ وربما الابتسام عندما يتكلم مع أي شخص ، لكنها رغم ذلك تراه بوضوح في عينيه وفي كل نظرة يصوبها نحوها ، ترى حزناً وألماً و خيبات من الأمل ، تعرف جازمة أنها كانت أقوى هذه الخيباب وليست آخرها ، فمسؤولياته الكثيرة التي تنهال بقوة فوق رأسه جعلته أشبه بآلة متحركة لا تلقي بالاً للكم الهائل من خيبات الأمل التي تمر بها ... نظراته أرسلت حمماً من الحزن وتأنيب الضمير في أوصالها خاصة عندما سألها :
- وهل تعتقديني مجرد غلام تعاقبينه متى شئت وتلوحين له بلعبة جديدة يحبها متى شئت ؟؟؟
فاجأتها قسوته التي لم تعتادها منه ، كانت تظن أن حبه لها من المسلمات ، شيء أكيد لابد من تواجده دائماً في حياتها .. عاطفة غير قابلة للاضمحلال أو التضاؤل .. فعلاً كانت تعتقد أنها متى قررت أنها مستعدة لترميم ما بينهما فسيكون هو أكثر من مستعد كي يهرول نحوها بذراعين مفتوحتين ، لكن التغير الساحق في نظرات عينيه وفي تعامله معها جعلها توقن أن خسارتها أعظم مما تصورت ، فقط لو أنه يسمح لها بالاقتراب منه كي يتفاهما حول كل شيء ، لكنه يعزل نفسه بقوة عظيمة عنها !
راقبته يبتعد عنها كي يختفي في غرفته موصداً الباب خلفه بقوة ضايقتها، يا الله كيف ستحل هذه المعضلة التي باتت تخنقها ؟ فـ " زَيْد " هو ابن عمها ، عاشا في منطقة واحدة، وكانت عائلتيهما كثيرتي الالتقاء سوية ، عرفته منذ نعومة أظافرها ، ولم ترى فيه سوى أخاً قوياً ومعيناً لا يستهان به .. اليد التي تعرف متى تمتد لتربت على كتفها مشيعة جوّاً من الاطمئنان في أفكارها!
المفاجأة كانت عندما تقدم أحد شباب عائلة معروفة لطلب يدها ، فإذا بزيد يعلن أنه يريد هند له ، ولن يقبل أن تتزوج سواه ، والدها وافق طبعاً لأنه يرى في زيد زوجاً منشوداً لأي فتاة في عمر هند ، لكن الأخيرة التي كانت تصغره بعشرة أعوام شعرت وكأنهم يقولون لها أن ستزف لأخيها الأكبر !!
اعترضت مراراً وتكراراً ، لكن والديها اعتبرا كلامها مجرد خزعبلات ستتخلص منها مع الوقت ، وعندما تزف لزيد ستعرف معنى الحب الحقيقي ، ولم يلقيا بالاً لحالة هند العصبية التي أثرت فيها نفسياً وجسدياً حتى جاء يوم الزفاف ، ولم ترتسم على محياها سوى ابتسامة واحدة أبقتها جامدة وثابتة طوال الحفل ، وما إن اختلى بها زيد كزوجة له حتى جاء انفجارها عنيفاً وهي تهرب منه وكأن عفاريت العالم الآخر كلها في مطاردتها وصرخت كالموتورة في وجهه :
- لا تلمسني .. وإلا سأتقيّأ !
النظرة التي ارتسمت على وجهه لا يمكنها أن تنساها يوماً كان كمن تلقى لكمة عنيفة على وجهه ، شحب لونه حتى ابيّض ، واخشوشن صوته لدرجة الجفاء ، وتجمدت أطرافه كتمثال قبل أن يسألها وهولا يصدق أذنيه :
- أرجو عفوك ؟؟ هلا أعدت ما قلته لتوّك ؟؟!!
عندها قالت له جملتها التي تعرف تماماً أنها حفرت في قلبه وروحه ، كلماتٌ ترى خيالها كل يوم وكل لحظة في عينيه ونظراته نحوها ، كلمات لا تعرف كيف لم تختر أفضل منها ، مازالت تذكر كيف صرخت فيه وهي تكاد يغمى عليها من شدة الارتجاف:
- أتوسل إليك ابتعد عني فأنا لا أطيق مجرد فكرة أن تلمسني !
بعد هذه الكلمات اقترب منها وأمسكها من عنقها وكأنه على وشك أن يخنقها ، وسألها بصوت يحترق :
- أكنت ملكاً لأحدٍ سواي كي تمنعيني أن ألمسك؟
جحظت عيناها وهي تستوعب ما يعنيه بسؤاله ، دفعته بقوة ولكن دون جدوى فيداه أمسكت بكتفيها وكأنه سيحطمهما وهو يعتصرهما بعنف جنوني ، قالت له وهي تتوسله أن يتفهمها :
- كيف تفكر بي على هذا النحو ، أنا يا زيد ؟؟ أنا تسألني إن كنتُ ملكاً لرجل ؟؟!!
أسلوبها أربكه وجعله يفلتها وهو يمرر أنامله في شعره بعجز وسألها بيأس :
- لم أقصد ما فهمتِ ، وإنما عنيت أكان قلبك ملكاً لأحد كي تشمئزي من فكرة ملامستي لك !
أجابته بقوة :
- لا قلباً ولا جسداً ولا حتى فكراً !!
التفت نحوها وسألها بعذاب أظهر ضعفاً في عواطفه تراه للمرة الأولى في حياتها، زيد الصامد كالجبال ، المشتعل كالنيران ، تراه ضعيفاً وبلا روح وكأنها هزمته شرّ هزيمة ، خرج صوته هامساً وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة :
- إذاً لماذا ؟؟!!
كانت عيناه تحترق ، مخلفة رماداً طمس الشعاع القوي الذي ينبعث في نظراته عادة ، شعاع من الثقة والأنفة والاعتداد بالنفس ، رأته ينطفئ كما لو كان شمعة ما عادت تجد الأكسجين الكافي كي تبقى مشتعلة ، عرفت أنها ذبحته من الوريد إلى الوريد حتى قبل أن تقول له :
- زيد أنا لا أراك سوى أخٍ لي لا أكثر ولا أقل !
بعد كلماتها هذه انطفئ بصيص الأمل الوحيد الذي كانت تراه مازال يلوح في عينيه ... وانطفئ بصيص الأمل الذي كانت ستكسبه لإنقاذ زواجها بدل هذه الحالة التي يعيشانها حالياً !!
عاشا ما يقارب السنة أخوين فعلياً، لكن دون أي علاقة روحية ولا فكرية كما كانا من قبل عندما كانت تراه أخاً لها فعلاً.. حرمت نفسها جميع امتيازات الزوجة ، وحرمها هو جميع امتيازات الأخت والصديقة التي كانتها له من قبل ..
اتفق معها أن يكونا زوجين أمام العائلة فقط ، كي لا يفتحا باباً للمشاكل بين العائلتين ، فلطالما كان الأخوين " والدها ووالده " مترابطان يعلاقة فريدة ، وانفصال زيد عن هند قد يسبب كارثة تقضي على تفاهم والديهما ، لكنه بعد فترة من الزواج أخبرها أنه قد يدبر لانفصال منطقي بعد سنة من ارتباطهما .. لكنه لم يكن يعلم أنها بعدما عاشت معه في منزل واحد وعرفته كرجل ، وراقبته في قيامه وقعوده ، في ذهابه وإيابه ، في غضبه وفي هدوئه .. باتت تريد هذا الرجل أن يكون قريباً منها ، صارت تريد أن تكون الأقرب إلى قلبه ، والأعلى درجة عنده ، تمنت أن يحبها أكثر مما كان يفعل ، فهي لم تعد تراه أخاً لها ، وشعورها بالملكية والغيرة نحوه صار أبعد ما يكون عن الأخوة !
لم تكن تعرف كيف مرت الأيام، فهي تكاد لا تصدق أن الأسبوع القادم سيصادف فيه الذكرى الأولى لزواجهما.. كانت الأيام تمر متشابهة و كأنها لا تنقضي... فكيف عدّت ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً ؟؟
استيقظت من تأملاتها وهي تراه خارجاً من غرفته ، ارتفع حاجباه باستغراب وهو يراها على وقفتها وكأنها لم تتزحزح ، ارتبكت من نظراته واحمرت وجنتاها وهي تشعر بالإحراج والارتباك ! نظرته ازدادت عمقاً وهو يرى ارتباكها ، لكنه لم يلبث أن استعاد جموده و هو يقول لها :
- العائلة مجتمعة في منزل والدي ، سنذهب لتناول الغداء هناك ، سأنتظرك في الخارج ريثما تبدلين ملابسك !
فاجأها بكلامه وهي التي قضت ساعتين في طهي ما لاحظت أنه يحبه .. فلم يكن يقول لها ما يحب وما يكره من الطعام ، لكنها كانت تراقبه حتى لاحظت ما يفضله ، وطهت اليوم الطعام الذي يحبه ، لكنه سيذهب ليتناول طعام والدته .. كما في معظم الأحيان ، قالت في محاولة بسيطة :
- لكنني طهوت اليوم ، سيفسد الطعام إن لم نتناوله ، ما رأيك لو ذهبنا بعد أن نتناول الغداء هنا ؟!
استدار ينظر إليها بلمحة غضب بسيطة ، لكنها أخافتها ، فهي لم تقل له ما يغضب ، قال لها باشمئزاز :
- وهل تعتقدين أنني سأترك ما صنعته والدتي كي أتناول محاولاتك الفاشلة في الطهو ؟؟ شكراً لعرضك السخي ولكنني أفضل أن أتناول غدائي في منزل عائلتي .. هل تريدين القدوم أم لا ؟؟
آلمها بحديثه عن طعامها بهذه الطريقة المحرجة و نازعتها رغبة بأن تقول له لا ، لكنها ستجني على نفسها بجلوسها وحيدة طوال فترة بعد الظهر ، فيكفيها ما تعانيه من وحدة صباحاً لأنه منعها من العمل ، ويقنن عليها بزيارات صديقاتها وحتى والدتها وكأنه ينتقم منها بأسلوبه الخاص ، فلا هو ضد عمل المرأة ولا هو يكره زيارتها لعائلتها ، إلا أنه كان يبحث عن طريقة يضايقها بها ! لذلك زمّت شفتيها قهراً وضيقاً قبل أن تتركه كي تدخل إلى غرفتها وتبدل ملابسها ..

/
\
/
يتبع ....
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .




نجلانجلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-20, 05:28 AM   #392

بحروليل

? العضوٌ??? » 471596
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » بحروليل is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lolla sweety مشاهدة المشاركة


حبيبي .. أبقني قريبة


لا أطلب منك اكثير... أريد أن ابقى بجانبك فقط

امسح حبات العرق المتجمعة على جبينك

أحضن حزنك .... ليضيع في أحضاني

أبعد التعب عن يومك

حبيبي




لا أرغب الا بمسح هذه الدمعة المختفية عن الاخرين

لو تعلم كم اكرهها .. فهي تجرحني أنا



حبيبي

فقط .... فقط.... ابقني قريبة





رابط تحميل الرواية القصيرة ككتاب الكتروني
المحتوى المخفي لايقتبس

دخل إلى منزله وقد انحنت كتفاه وعقد حاجباه من شدة التفكير، لماذا يبدو كل شيء قاتماً إلى هذه الدرجة ؟؟ متطلبات عائلته التي لا تنتهي ، تعقيدات عمله المتجددة كالطاقة التي لا تنضب ، وظروف زواجه ... آهٍ من زواجه الحلو المر ، .. لذيذ وموجع .. ممتع ومؤلم ... كان حلم حياته أن تصبح هند سيدة منزله ... لكنه لم يتوقع أن تكون أمنياته سبب تعاسته ، كل تعقيدات يومه لا تعد شيئاً أمام اللحظات التي يقضيها في منزله وزوجته قريبة منه ولكنها في أبعد بقاع الأرض عنه !! متقاربان بالجسد متباعدان بالروح ... تسارعت أنفاسه بألم جعل صدره يتمزق قهراً وهو يتذكر كلماتها ليلة زفافهما :
- أتوسل إليك ابتعد عني فأنا لا أطيق مجرد فكرة أن تلمسني !
أغلق الباب بعنف لم يقصده فذكرياته ذهبت بالبقية القليلة الباقية من تماسك أعصابه، تفاجأ بها تخرج من غرفتها مهرولة وهي تسأله بلهفة :
- هل هناك ما يزعجك ؟؟!!
ارتفعت عيناه الناعستان نحوها وقد غطاهما بمسحة من الجفاء والقسوة والجمود ورمقها بنظرة جعلت قلبها يتحول إلى جليد قبل أن يهملها كالمعتاد ولا يرد سؤالها وكأنها لم تتكلم أصلاً، همست من جديد وهي ترى ظهره في مواجهتها بعد أن تجاوزها كي يدخل غرفته المنفصلة عن غرفتها :
- ألم يحن الوقت كي تتجاوز عن أخطائي ونبدأ حياتنا من جديد ؟؟
كانت مبادرة مفاجئة منها أن تتطرق لموضوع زواجهما بهذا الوضوح ، توقف في مكانه قبل أن يلتفت ليرمقها بنظرة فارغة ، قتلتها ، فعيناه المشهورتان بدفئهما وحنانهما لم يعد فيهما سوى القسوة والفراغ والألم ... ألم هي سببه ، ربما ليست الوحيدة في ابتكار ما يؤلمه لكنها الوحيدة القادرة على رؤية هذا الظلام الحالك في نظراته ، ذلك الألم الذي يلتف ببراعة بحرير من اللاشيء والفراغ وربما الابتسام عندما يتكلم مع أي شخص ، لكنها رغم ذلك تراه بوضوح في عينيه وفي كل نظرة يصوبها نحوها ، ترى حزناً وألماً و خيبات من الأمل ، تعرف جازمة أنها كانت أقوى هذه الخيباب وليست آخرها ، فمسؤولياته الكثيرة التي تنهال بقوة فوق رأسه جعلته أشبه بآلة متحركة لا تلقي بالاً للكم الهائل من خيبات الأمل التي تمر بها ... نظراته أرسلت حمماً من الحزن وتأنيب الضمير في أوصالها خاصة عندما سألها :
- وهل تعتقديني مجرد غلام تعاقبينه متى شئت وتلوحين له بلعبة جديدة يحبها متى شئت ؟؟؟
فاجأتها قسوته التي لم تعتادها منه ، كانت تظن أن حبه لها من المسلمات ، شيء أكيد لابد من تواجده دائماً في حياتها .. عاطفة غير قابلة للاضمحلال أو التضاؤل .. فعلاً كانت تعتقد أنها متى قررت أنها مستعدة لترميم ما بينهما فسيكون هو أكثر من مستعد كي يهرول نحوها بذراعين مفتوحتين ، لكن التغير الساحق في نظرات عينيه وفي تعامله معها جعلها توقن أن خسارتها أعظم مما تصورت ، فقط لو أنه يسمح لها بالاقتراب منه كي يتفاهما حول كل شيء ، لكنه يعزل نفسه بقوة عظيمة عنها !
راقبته يبتعد عنها كي يختفي في غرفته موصداً الباب خلفه بقوة ضايقتها، يا الله كيف ستحل هذه المعضلة التي باتت تخنقها ؟ فـ " زَيْد " هو ابن عمها ، عاشا في منطقة واحدة، وكانت عائلتيهما كثيرتي الالتقاء سوية ، عرفته منذ نعومة أظافرها ، ولم ترى فيه سوى أخاً قوياً ومعيناً لا يستهان به .. اليد التي تعرف متى تمتد لتربت على كتفها مشيعة جوّاً من الاطمئنان في أفكارها!
المفاجأة كانت عندما تقدم أحد شباب عائلة معروفة لطلب يدها ، فإذا بزيد يعلن أنه يريد هند له ، ولن يقبل أن تتزوج سواه ، والدها وافق طبعاً لأنه يرى في زيد زوجاً منشوداً لأي فتاة في عمر هند ، لكن الأخيرة التي كانت تصغره بعشرة أعوام شعرت وكأنهم يقولون لها أن ستزف لأخيها الأكبر !!
اعترضت مراراً وتكراراً ، لكن والديها اعتبرا كلامها مجرد خزعبلات ستتخلص منها مع الوقت ، وعندما تزف لزيد ستعرف معنى الحب الحقيقي ، ولم يلقيا بالاً لحالة هند العصبية التي أثرت فيها نفسياً وجسدياً حتى جاء يوم الزفاف ، ولم ترتسم على محياها سوى ابتسامة واحدة أبقتها جامدة وثابتة طوال الحفل ، وما إن اختلى بها زيد كزوجة له حتى جاء انفجارها عنيفاً وهي تهرب منه وكأن عفاريت العالم الآخر كلها في مطاردتها وصرخت كالموتورة في وجهه :
- لا تلمسني .. وإلا سأتقيّأ !
النظرة التي ارتسمت على وجهه لا يمكنها أن تنساها يوماً كان كمن تلقى لكمة عنيفة على وجهه ، شحب لونه حتى ابيّض ، واخشوشن صوته لدرجة الجفاء ، وتجمدت أطرافه كتمثال قبل أن يسألها وهولا يصدق أذنيه :
- أرجو عفوك ؟؟ هلا أعدت ما قلته لتوّك ؟؟!!
عندها قالت له جملتها التي تعرف تماماً أنها حفرت في قلبه وروحه ، كلماتٌ ترى خيالها كل يوم وكل لحظة في عينيه ونظراته نحوها ، كلمات لا تعرف كيف لم تختر أفضل منها ، مازالت تذكر كيف صرخت فيه وهي تكاد يغمى عليها من شدة الارتجاف:
- أتوسل إليك ابتعد عني فأنا لا أطيق مجرد فكرة أن تلمسني !
بعد هذه الكلمات اقترب منها وأمسكها من عنقها وكأنه على وشك أن يخنقها ، وسألها بصوت يحترق :
- أكنت ملكاً لأحدٍ سواي كي تمنعيني أن ألمسك؟
جحظت عيناها وهي تستوعب ما يعنيه بسؤاله ، دفعته بقوة ولكن دون جدوى فيداه أمسكت بكتفيها وكأنه سيحطمهما وهو يعتصرهما بعنف جنوني ، قالت له وهي تتوسله أن يتفهمها :
- كيف تفكر بي على هذا النحو ، أنا يا زيد ؟؟ أنا تسألني إن كنتُ ملكاً لرجل ؟؟!!
أسلوبها أربكه وجعله يفلتها وهو يمرر أنامله في شعره بعجز وسألها بيأس :
- لم أقصد ما فهمتِ ، وإنما عنيت أكان قلبك ملكاً لأحد كي تشمئزي من فكرة ملامستي لك !
أجابته بقوة :
- لا قلباً ولا جسداً ولا حتى فكراً !!
التفت نحوها وسألها بعذاب أظهر ضعفاً في عواطفه تراه للمرة الأولى في حياتها، زيد الصامد كالجبال ، المشتعل كالنيران ، تراه ضعيفاً وبلا روح وكأنها هزمته شرّ هزيمة ، خرج صوته هامساً وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة :
- إذاً لماذا ؟؟!!
كانت عيناه تحترق ، مخلفة رماداً طمس الشعاع القوي الذي ينبعث في نظراته عادة ، شعاع من الثقة والأنفة والاعتداد بالنفس ، رأته ينطفئ كما لو كان شمعة ما عادت تجد الأكسجين الكافي كي تبقى مشتعلة ، عرفت أنها ذبحته من الوريد إلى الوريد حتى قبل أن تقول له :
- زيد أنا لا أراك سوى أخٍ لي لا أكثر ولا أقل !
بعد كلماتها هذه انطفئ بصيص الأمل الوحيد الذي كانت تراه مازال يلوح في عينيه ... وانطفئ بصيص الأمل الذي كانت ستكسبه لإنقاذ زواجها بدل هذه الحالة التي يعيشانها حالياً !!
عاشا ما يقارب السنة أخوين فعلياً، لكن دون أي علاقة روحية ولا فكرية كما كانا من قبل عندما كانت تراه أخاً لها فعلاً.. حرمت نفسها جميع امتيازات الزوجة ، وحرمها هو جميع امتيازات الأخت والصديقة التي كانتها له من قبل ..
اتفق معها أن يكونا زوجين أمام العائلة فقط ، كي لا يفتحا باباً للمشاكل بين العائلتين ، فلطالما كان الأخوين " والدها ووالده " مترابطان يعلاقة فريدة ، وانفصال زيد عن هند قد يسبب كارثة تقضي على تفاهم والديهما ، لكنه بعد فترة من الزواج أخبرها أنه قد يدبر لانفصال منطقي بعد سنة من ارتباطهما .. لكنه لم يكن يعلم أنها بعدما عاشت معه في منزل واحد وعرفته كرجل ، وراقبته في قيامه وقعوده ، في ذهابه وإيابه ، في غضبه وفي هدوئه .. باتت تريد هذا الرجل أن يكون قريباً منها ، صارت تريد أن تكون الأقرب إلى قلبه ، والأعلى درجة عنده ، تمنت أن يحبها أكثر مما كان يفعل ، فهي لم تعد تراه أخاً لها ، وشعورها بالملكية والغيرة نحوه صار أبعد ما يكون عن الأخوة !
لم تكن تعرف كيف مرت الأيام، فهي تكاد لا تصدق أن الأسبوع القادم سيصادف فيه الذكرى الأولى لزواجهما.. كانت الأيام تمر متشابهة و كأنها لا تنقضي... فكيف عدّت ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً ؟؟
استيقظت من تأملاتها وهي تراه خارجاً من غرفته ، ارتفع حاجباه باستغراب وهو يراها على وقفتها وكأنها لم تتزحزح ، ارتبكت من نظراته واحمرت وجنتاها وهي تشعر بالإحراج والارتباك ! نظرته ازدادت عمقاً وهو يرى ارتباكها ، لكنه لم يلبث أن استعاد جموده و هو يقول لها :
- العائلة مجتمعة في منزل والدي ، سنذهب لتناول الغداء هناك ، سأنتظرك في الخارج ريثما تبدلين ملابسك !
فاجأها بكلامه وهي التي قضت ساعتين في طهي ما لاحظت أنه يحبه .. فلم يكن يقول لها ما يحب وما يكره من الطعام ، لكنها كانت تراقبه حتى لاحظت ما يفضله ، وطهت اليوم الطعام الذي يحبه ، لكنه سيذهب ليتناول طعام والدته .. كما في معظم الأحيان ، قالت في محاولة بسيطة :
- لكنني طهوت اليوم ، سيفسد الطعام إن لم نتناوله ، ما رأيك لو ذهبنا بعد أن نتناول الغداء هنا ؟!
استدار ينظر إليها بلمحة غضب بسيطة ، لكنها أخافتها ، فهي لم تقل له ما يغضب ، قال لها باشمئزاز :
- وهل تعتقدين أنني سأترك ما صنعته والدتي كي أتناول محاولاتك الفاشلة في الطهو ؟؟ شكراً لعرضك السخي ولكنني أفضل أن أتناول غدائي في منزل عائلتي .. هل تريدين القدوم أم لا ؟؟
آلمها بحديثه عن طعامها بهذه الطريقة المحرجة و نازعتها رغبة بأن تقول له لا ، لكنها ستجني على نفسها بجلوسها وحيدة طوال فترة بعد الظهر ، فيكفيها ما تعانيه من وحدة صباحاً لأنه منعها من العمل ، ويقنن عليها بزيارات صديقاتها وحتى والدتها وكأنه ينتقم منها بأسلوبه الخاص ، فلا هو ضد عمل المرأة ولا هو يكره زيارتها لعائلتها ، إلا أنه كان يبحث عن طريقة يضايقها بها ! لذلك زمّت شفتيها قهراً وضيقاً قبل أن تتركه كي تدخل إلى غرفتها وتبدل ملابسها ..

/
\
/
يتبع ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بحروليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-20, 06:16 AM   #393

لمعة فكر

? العضوٌ??? » 174997
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,922
?  نُقآطِيْ » لمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond reputeلمعة فكر has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلموووووووووووووووووو

لمعة فكر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-20, 11:38 PM   #394

AbeerAlzhoor

? العضوٌ??? » 434453
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 243
?  نُقآطِيْ » AbeerAlzhoor is on a distinguished road
افتراضي

بجد كتاباتك جميلة
سلمت على هذا الابداع


AbeerAlzhoor غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-20, 10:52 PM   #395

koruko
 
الصورة الرمزية koruko

? العضوٌ??? » 423096
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » koruko is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميلة جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا

koruko غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-20, 05:21 PM   #396

نقطة مطر

? العضوٌ??? » 421833
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » نقطة مطر is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

نقطة مطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-20, 05:58 PM   #397

عذراء سوداء القلب
 
الصورة الرمزية عذراء سوداء القلب

? العضوٌ??? » 320627
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 897
?  مُ?إني » tripoli
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » عذراء سوداء القلب has a reputation beyond reputeعذراء سوداء القلب has a reputation beyond reputeعذراء سوداء القلب has a reputation beyond reputeعذراء سوداء القلب has a reputation beyond reputeعذراء سوداء القلب has a reputation beyond reputeعذراء سوداء القلب has a reputation beyond reputeعذراء سوداء القلب has a reputation beyond reputeعذراء سوداء القلب has a reputation beyond reputeعذراء سوداء القلب has a reputation beyond reputeعذراء سوداء القلب has a reputation beyond reputeعذراء سوداء القلب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حرام صدمتو للشاب صدمة عمرو

عذراء سوداء القلب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 07:39 PM   #398

esraa sa so
 
الصورة الرمزية esraa sa so

? العضوٌ??? » 436718
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 118
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » esraa sa so is on a distinguished road
¬» مشروبك   pepsi
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

esraa sa so غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-20, 01:30 AM   #399

Faith Star
 
الصورة الرمزية Faith Star

? العضوٌ??? » 391075
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 19
?  نُقآطِيْ » Faith Star is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile20

موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

Faith Star غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-20, 09:35 AM   #400

همس المواجع

? العضوٌ??? » 319871
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 386
?  نُقآطِيْ » همس المواجع is on a distinguished road
افتراضي

يسلمووووووووووووووووووو

همس المواجع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.