آخر 10 مشاركات
رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. الغريقة (الكاتـب : فرح - )           »          جناح مهيض*مميزة ومكتملة* (الكاتـب : بدر albdwr - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          598 - حين يتحطم القلب - ريبيكا ونترز ( أنت قدري ) - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الفجر الخجول (28) للكاتبة الرائعة: Just Faith *مميزة & مكتملة&روابط اخف* (الكاتـب : Andalus - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-13, 07:53 PM   #1

الفضاء الواسع

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية الفضاء الواسع

? العضوٌ??? » 32358
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 620
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
New1 ثلاث صفحات من مذكرات أخجل رجل في العالم


[center]بسم الله الرحمن الرحيم



ل
أول مرة أكتب قصة قصيرة مجزأة على ثلاثة أقسام .


لأول مرة أفعل ذلك .


قصتي ــ في نظري ـ قصة عادية جدا تحدث كثيرا وعلى كل مكان على سطح الأرض .


لكنني أحببت لغيري إحساسي بينما أنا أكتبها مع العلم أن هذه القصة بعض أجزائها مطابق

تماما لواقع أحدهم ممن لاتعرفونه وستعرفونه بعد قراءتها بالطبع .

أتتني فكرتها من ملاحظتي لفرقة فنون شعبية محلية بعروضها الرائعة المبتكرة التي يرافقها فيها

ضرب الطيران وليس الموسيقى ورغم ذلك أبدعت أيما إبداع .

عند ذلك اختمرت الفكرة في رأسي حول موضوع القصة , وكما قلت موضوع القصة عادي وربما

كان الجميل فيه هو سلاسة عرضه .


اليوم سأنزل الجزء الأول أو بالأصح الصفحة الأولى من هذه المذكرات .


وهي عندي في دفتري مكتوبة كاملا لكن على جهاز الكمبيوتر لم أكتب إلا الجزء الول فقط .


لو شعرتم بأنفسكم أنكم راغبون في متابعة أحداث القصة سأكمل الصفحتين الباقيتين .



قصتي بعنوان :


ثلاث صفحات من مذكرات أخجل رجل في العالم .


الصفحة الأولى : وهززت جسدي لأجلك .





كوني رجل قد تجاوز الثلاثين من عمره ولم يتزوج بعد فهو أمر عادي

بالنسبة لي , لأنني ببساطة أكثر رجل أعرفه داخل أسرتي يعاني من الخجل .

أنا خجول لدرجة لا تصدق , ويزداد خجلي مع وجود النساء .


أمي المتسامحة الحنونة التي لم ترزق بغيري لوفاة أبي ولأنها رفضت أن تتزوج من بعده تجعل من

قلبها مكان بكبر المحيط لتحتويني فيه وتحتوي خجلي معي .


لكن إياكم أن تظنوا أن خجلي كان عقبة في طريق نجاحي . لا , فأنا معالج نفسي ناجح جدا يدفع

أحدهم في أقل إستشارة نفسية لدي مبلغ 3000 ريال , وقد يرتفع هذا المبلغ إلى أكثر من ذلك

بكثر إذا استمر علاجه لجلسات عدة .


في عيادتي أتحول لشيء آخر لاعلاقة له بالخجل مطلقا .

كثيرا ماجاءني مرضى من كل شكل ولون وتباين في الطبقة الاجتماعية .


وجئت أنت.


فتاة شابة في العشرين من عمرها .


ربما كنت صادقة آنذاك بشأن عمرك عندما كنت أنت من أخبرني به , وربما كنت غير ذلك فأنا في

عيادتي لا صلاحية لدي تخولني التحقق من صحة العمر .



مالفت أول درجات انتباهي لك هو أنك لم تطيلي النظر إلي بعد أن سألتك سؤال يستلزم ذلك .

وهذا أمر يعد قليلا أو نادر الحدوث في عيادتي , وهو الأمر المتعلق بشخصيتي فخجلي في حياتي

العادية يتعلق بأمور منها أنني لا أحب أن أطيل النظر في من أتحدث معهم أكثر مما يحتاجه النظر ,

ولا أحب الكلام الكثير , وغير ذلك من الأمور الذي ليست هذه الورقة البيضاء مكان مناسب لكتابتها .

هذا أمر حيوي في شخصيتي وكثيرا ما كتبت ملاحظات بسيطة في أوراق هنا وهناك حول ذلك , لا

أهتم بأين تكون بعد أن أكتب بها ملاحظتي حول هذه النقطة في شخصيتي , المهم أن أخرج ما في

نفسي حيال ذلك .

أول مرة فعلت أنت ذلك لاحظته مباشرة .

سألتك ذلك السؤال وبعفوية توقعت أن ترفعي نظرك وتطيلي النظر إلي .

قلت لك : هل تحبين من والدك أن يفعل ذلك ؟

رفعت عيني وعلقتها بك .

في عيادتي أضحي شخصا آخر غير ما أنا عليه حقيقة في حياتي العادية .


في عيادتي أكون الطبيب المعالج النفسي القادر المتمكن من أدوات مهنته .

لذلك , علقت بصري بك انتظر أن ترفعي عينيك كما يفعل كل مريض عندما يسأل هذا النوع من

الأسئلة في عيادتي .

ماذا حدث ؟


رفعت نظرك لثانية واحدة , وربما لفرط قصر المدة لجزء بسيط من الثانية .

لم أشأ أن أقر لنفسي أنك فعلا لم تطيلي النظر , فهذا أمر حدث لأول مرة مع أول زيارة .

ما يدريني أنك بهذا الخجل الذي في ميزاني يفوق خجلي .

لكن حدث الأمر نفسه بينما كنت أسألك سؤال آخر يتطلب منك حدة النظر والتركيز لتتمكني من

الإجابة الصحيحة : وأنت ماهي ردة فعلك على كل ما أقدم عليه والدك .

كان هذا السؤال كاشف عقدة , وكان من المفترض بك أن يجعلك هذا السؤال تطيلين النظر إلي ثم

تضطربين بعد ذلك , ثم ألاحظ أنا ذلك فأقدم على مراقبة سلوكك بعد ذلك وبناء عليه أقدم على

الخطوة التالية .


ماذا فعلت عندها ؟

عدت فنظرت لي نظرة واحدة , نظرة واحدة فقط .

كم استمرت تلك النظرة ؟

ثانية , ربما , ثلاثة أرباع الجزء من الثانية , ربما أيضا .

كانت بالنسبة لي كوميض ضوء الكاميرا السريع ( الفلاش ) وربما أسرع منه .


كانت تلك النظرة ربما أسرع وأقصر من وميض البرق .

عند ذلك وجدت أن أول درجات اهتمام شخص ما بأحدهم أثيرت عندي .

صرت أنظر لك الآن بعيني الطبيب المعالج , وبعيني عبد المجيد الرجل الذي تجاوز الثلاثين من عمره

ولم يتزوج بعد .

لما رفعت نظرك وعلقته بي لهذا الوقت البسيط من الوقت , بداخلي لم يحدث شيء , ولكن لما

أسبلت عينيك شيء ما تحرك بداخلي .

كان لابد ألا اجعل ضعفي يغلب قوتي .

كان لابد لشخصية الطبيب المعالج القوي المالك لزمام أن تكون حاضرة , وأن تختفي شخصية عبد

المجدي الشاب الخجول .

وقفت فجأة من على كرسي مكتبي لأظل في عيادتي الطبيب المعالج .

كل هذه الأمور حدثت منك خلال الزيارة الأولى .

الزيارة الأولى معك استغرقت مدة نصف ساعة .

أتى بك أخوك للعيادة للزيارة الثانية .

كنت تتعجلين مني أن أكتب لك دواء يجعلك تتمكنين من النوم الكامل طوال الليل دون رؤية تلك

الكوابيس , ولقد كانت هذه الملاحظة التي أبديتها من الملاحظات التي قلتها يرافقك أثناء لنطق بها

قلق ظاهر لايخفى على طبيب مارس مهنته بكل حذق وحب .

ولقد قابل أخوك تسرعك لطلب الدواء بنزق حيث بدأ يتململ على كرسيه وكأنه كان على وشك ان

يقوم من على كرسيه ويمنعك من الكلام .

أتذكر أنه في أول يوم زيارة لك لعيادتي وقبل دخولك أنت وأخوك للعيادة كنت قد تلقيت مكالمة من

والدتي .

والدتي عادة لا تتصل بي في العيادة إلا فيما ندر .

لا تفعل ذلك إلا إذا كان الأمر ضروري , وأحيانا يكون ضروري من وجهة نظرها إلى الحد الذي لايحتمل

التأخير .

وهذا ما حدث .

اتصلت بي لتخبرني بكل طيبة أمهات الدنيا أنها قد عثرت لي على العروس المناسبة , كما أخبرتني

باسمها , نرجس , وأخبرتني كذلك بأنها تظن أن هذه الفتاة فيها الصفة التي يحتاجها رجل مثلي ,

الجرأة .

ضايقني كلام أمي كثيرا جدا فأمي لم تعرف عني بعد أنني سأشعر بقمة رجولتي مع فتاة هي أكثر

خجلا مني , وأنا أعتقد أنه لا وجود لمثل هذه الفتاة في زماننا هذا مطلقا .

الفتاة التي ستناسبني لاوجود لها لأنها الأنثى الأكثر خجلا مني , أكثر بكثير مما يتصوره أي إنسان

, وأين توجد فتاة مثل هذه في زماننا ؟؟؟

الفتيات في زماننا يتسابقن في إظهار مدى جرأتهن للرجل بمظاهر عدة , وصاحبة أكبر مقدار من

الجرأة في كلامها ولباسها وحركاتها ربما تكون الأوفر حظا في عالم الرجال .

بعدما انتهيت من تلك المكالمة جاءني وهيب الممرض داخل عيادتي ومدير أعمالي وأخبرني أنه

بقي مريض واحد أو بأصح تعبير مريضة واحدة .

زاد ضيقي ... علي الآن أن ارتدي قناع الطبيب الواثق بعد أن كنت على طبيعتي أثناء مكالمتي

بأمي على الهاتف .

فعل ذلك يتطلب بعض الوقت الذي دخولك مع أخيك لم يعطنيه .

قدمت أنت في زيارتك الأولى مع أخيك .

ألقى أخوك التحية : سلام عليكم دكتور عبد المجيد , وتقدم ليجلس على واحد من الكرسيين أمام

مكتبي .

ودخلت أنت من وراءه .

أظن أن أخاك كان يتصور أنك ستدخلين هكذا وراءه وتطأ قدمك نفس الأرض التي وطأتها قدمه ثم ت

تجلسين على الكرسي الآخر .

ربما وببساطة الأمور هو تصور ذلك .

في الحقيقة هذا الفعل واحد من الأمور البديهية التي يقوم بها بليارات الناس على سطح الأرض

في عيادات المعالجين النفسيين أو حتى العيادات الأخرى أو أي مكان يتطلب القيام بعمل مماثل .

لكنك في الحقيقة لم تفعلي ذلك .

كنت تخطين خطوة وتسحبين وراءك تردد لم يلحظه أخوك .

ورغما عني لاحظت ترددك .

كانت هذه الالتفاتة مني لترددك كفيلة لتعطيني الوقت الذي كنت أحتاجه لأرتدي قناع شخصية

الطبيب الذي أحتاجه .

لقد شعرت بترددك الذي لم يشعر به أخوك .

أقسم بالله أنني شعرت به , وكأن ذلك التردد الذي عالجته داخلك كانت موجات ساخنة خرجت منك

ودخلت لداخلي لتجعلني أنتبه وتدفئني من الداخل ذلك الدفء الذي كنت أحتاج إليه فعلا .

شعرت بهذا الحرج الذي أصابك فجعلك بعد استقرار أخيك على الكرسي تقفين هكذا وكأنك كنت

وسط نهر امواجه متلاطمة وأنت على وشك الغرق وتنتظرين من يرمي لك بطوق نجاة .

لقد كنت تعالجين الخجل من الجلوس في حضرة رجل لا يمت لك بأي صلة ولم تجلسي في حضرته

من قبل .

عادت لي شخصية الطبيب الواثق بالكامل فوددت لك يدي ناحية الكرسي الذي على يساري وقلت

لك مشجعا : تفضلي آنسة ( ونظرت لملفك الذي امامي لالتقط اسمك ) هبة , تفضلي بالجلوس .

عندها رفع أخيرا أخوك نظره ينظر إليك وأنت تستقرين بتردد على الكرسي ولم يقل شيئا .

هذا أول شيء لفت انتباهي لك .

الشيء الثاني الذي لفت انتباهي لك هو أنك لم تكشفي وجهك بل جلست وأبقيت الغطاء على

وجهك .

الفتيات في مثل عمرك واللواتي يأتين لعيادتي أول شيء يفعلنه حتى قبل أن يدخلن كامل

أجسادهن من الباب هو أن يرفعن الغطاء عن وجوههن هذا إذا كن من عائلات محافظة تربيهن على

الحجاب وإلا أكثر الفتيات يدخلن وهن سافرات أصلا .

أشار عليك أخوك بحركة من يده أن ترفعي غطاء وجهك فالموقف يتطلب ذلك .

لكنك هززت رأسك بأنك لست موافقة .

وهكذا ظللت تجلسين بكامل حجابك ولم ترفعي غطاء وجهك طوال الزيارة الأولى أبدا .

كان أخوك هو المبادر بالكلام حيث قال : أختي يادكتور سلمك الله تعاني من أحلام مخيفة بالليل

, الوالد يقول إنها تملى البيت صراخ لجاتها هذي الأحلام , مايبقى أحد في البيت ما يصحا على

صوت صراخها .

لم تقولي شيء عندها , ظللت ساكتة .

نظرت نحوك بعيني دون أن أحرك رقبتي نحوك فالمسافة بينك وبين أخوك بسيطة جدا بحيث

استطيع أن أنظر من أحدكما للآخر دون أن أحرك رقبتي .

أعقب : الوالد يقول إنه لما يجي يصحيها يلاقيها تتصبب عرق وتنتفض من راسها لطراف رجولها

يادكتور .

كان في كلام أخيك شيء من الغموض والذي كان لابد لي أن أجليه لذا سألته : وأنت ما لاحظت هذا

الشي ؟؟؟

قال لي : يادكتور سلمك الله أختي تعيش عند أبوي مع زوجته وأولاده وحنا أولاده الذكور نعيش عند

أمنا .

قلت له : يعني الوالد منفصل عن الوالدة ؟؟؟؟

قال لي : مطلقها , لا لا مو طلاق , بس مايجينا ولا يزورنا أبدا تقريبا ومتلهى بحياته الجديدة مع

زوجته وأولاده الصغار .

أثار هذا الكلام في نفسي الاهتمام .

أحسست عندها وكأنني على أعتاب الدخول لكهف فريد من نوعه بإنارة ساحرة فيه , ولم أكن أعرف

أنني سأدخل لكهف حتى الآن لا أجيد التعامل مع سرادقاته المختلفة .

بدأت أسألك : آنسة هبة , كم عمرك ؟

عندها تكلمت , كان صوتك خافت جدا إلى الحد الذي بالكاد شنفت أذناي لسماعه : عشرين .

سألتك : وأنت الآن عايشة عند الوالد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أجبت بكلمة واحدة لم تزيدي عليها : نعم .

قلت : بكيفك وإلا الوالد مجبرك ؟؟؟

طالت فترة انتظاري لجوابك .

لا أدري لم كنت متلهفا لسماع الجواب .

ربما لأنني أريد أن استمر في سماع ذلك الصوت الذي خرج منك وأتبين حقيقته , وربما لأنني أريد

أن أظل أسألك وأنت تجيبين ولا أعرف سبب ذلك .

قلت بعد ذلك : لا , الوالد قال لازم أكون عنده عشان أنا بنت وما ينفع أكون بعيدة عن ملاحظته

المستمرة .

هنا تدخل أخوك قائلا : يادكتور , هبة أختي هي البنت الوحيدة وسط ثلاث أولاد من أمي وأبوي ,

حتى أبوي لما تزوج مرة ثانية كانت خلفته منها كلهم أولاد , يعني هي البنت الوحيدة لأبوي ,

عشان كذا هو خايف عليها , ومخليها عنده .

سألتك : طيب كيف علاقتك بزوجة أبوك ؟ طيبة معك ؟

أجبت أنت : عادية .

هنا كان لابد لي كطبيب أن أرى تعبيرات وجهك المرافقة لهذا الرد .

أشرت عليك برفع غطاء وجهك لأرى ذلك .

لما جاء المر مني أنا لم تستطيعي المراوغة كما حدث مع أخيك فرفعت غطاء وجهك على بطأ

ومضض .

رفعت عيني لأختطف من وجهك نظرة واحدة .

بحكم عملي أنا أرى المئات من الوجوه في اليوم الواحد .

وجوه رجال , ونساء , شبان وشابات .

لم أتوقف مع نفسي ولا مرة لأفكر : هل كانت رؤية وجه مريضي وخاصة الذي كان يخفي وجهه ثم

كشف عنه على هذا القدر من الهمية عندي .

لم استطع أن أمنع نفسي من المبادرة والإسراع باختطاف نظرة واحدة لوجهك بعد أن رفعتي الغطاء

عنه .

لذلك بعد أن رفعت غطاء وجهك وأسرعت أنا باختطاف تلك النظرة وجدتك فيها قد تضايقت جدا من

فعلي هذا ثم أسرعت وأرخينت نظرك للأسفل .

إلى أين أرخيت نظرك ؟ أنا لا أعرف .

كل الذي أعرفه أنني لما رفعت نظري واختطفت تلك النظرة لك وعدت للأوراق التي أمامي أقلبها وأنا

لا أرى منها شيئا شعرت برغبة جديدة وملحة في أن أنظر مرة ثانية لكنني منعت نفسي عن فعل

ذلك .

سأنظر إليك لكن بعد أن أعد سؤالي التالي , بعده لو نظرت إليك سيبدو الأمر طبيعيا جدا وعندها

أستطيع النظر إليك كيفما أشاء .

شعرت بتلك الموجة الحارة تخرج منك وتحوم فوق رأسي .

كنت تعانين الحرج الشديد لأنك ــ على ما ظننت ذلك الوقت ــ كنت تعانين من الخجل الشديد لأنك

كشفت عن وجهك وقد كان جدار الحماية الوحيد لك الذي يحميك من تواجدك مع رجل لأول مرة

تتواجدين معه .

في أول مرة رفعت ففيها عيني لوجهك بعد أن رفعت الغطاء عنه واستوعب عقلي معظم تفاصيل

وجهك , شعرت أن هناك شيء ما قد دخل لداخلي .

ولأول مرة , لأول مرة والله وعلى غير عادتي تمنيت أن تعودي لعيادتي ولم أتمنى هذه الأمنية مع أي

مريض من مرضاي من قبل .

انتهت مدة الجلسة الأولى وكانت نصف ساعة أحسست أنها نصف دقيقة وربما أقل من ذلك .



يتبع : الفضاء الواسع




/cen
ter][/c[/FONT][/COLOR]
olor][/size][/font
]


الفضاء الواسع غير متواجد حالياً  
التوقيع
المرء يعرف في الأنام بفعله/ وخصائص المرء الكريم كأصله
اصبر على حلو الزمان ومره / واعلم بأن الله بالغ أمره
لاتستغيب فتستغاب وربما / من قال شيئا قيل فيه بمثله
وتجنب الفحشاء لا تنطق بها / مادمت في جد الكلام وهزله
وإذا الصديق أسى عليك بجهله / فاصفح لأجل الود ليس لأجله
كم عالم متفضل قد سبه / من لا يساوي غرزة في نعله
البحر تعلو فوقه جيف الفلا / والدر مطمور بأسفل رمله
واعجب بعصفور يزاحم باشقا / إلا لطيشته وخفة عقله
إياك تجني سكرا من حنظل / فالشيء يرجع في المذاق لأصله
في الجو مكتوب على صحف الملا / من يعمل المعروف يجز بمثله
رد مع اقتباس
قديم 20-08-13, 02:17 AM   #2

عبد الكريم أحمد

نجم روايتي و شاعر متألق في المنتدى الأدبي


? العضوٌ??? » 269506
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 290
?  نُقآطِيْ » عبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond reputeعبد الكريم أحمد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
لا الرحلةُ ابتدأتْ ، ولا الدربُ انتهى لم يَبْلُغِ الحكماءُ غربتَهُمْ كما لم يَبْلُغ الغرباءُ حكمتَهمْ ولم نعرف من الأزهار غيرَ شقائقِ النعمانِ
افتراضي

بصراحة أود قراءة ما تبقى بدافع الفضول الأدبي :
ولكن لدي بعض الملاحظات ، عدا عن الأخطاء الإملائية والتي قد تكون طباعية ، فإن هناك مفارقتين اثنتين في ما سبق ، أولهما أن أي طبيب يكون لديه ملف كامل عن مرضاه ويحتوي كل المعلومات ، بما فيه العمر فمن غير الممكن أن لا يعرف العمر حقيقة ، إلا إذا كان ذلك إرهاص لحقيقة ستأتي لاحقاً لتبين لنا أن عمرها على أوراقها الرسمية غير عمرها الحقيقي ، ولكن القصة القصيرة تؤكل كلقمة واحدة ، وبنكهة واحدة فلا يصح وضع الكثير من المفارقات .
ثاني هذه المفارقات _وهي أقرب للمغالطة_ هي :
اقتباس:
وهكذا ظللت تجلسين بكامل حجابك ولم ترفعي غطاء وجهك طوال الزيارة الأولى أبدا .
اقتباس:
لما جاء المر مني أنا لم تستطيعي المراوغة كما حدث مع أخيك فرفعت غطاء وجهك على بطأ

ومضض .
وإن كان لدي غير ذلك ما يقال ، إلا أن ما أريد معرفته _صدقاً_ هو الحقيقة المتعلقة بالجملة التالية :

اقتباس:
هل تحبين من والدك أن يفعل ذلك ؟
تحياتي لك ...


عبد الكريم أحمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم كنت وحدك يابن أمي
_____
درويش

رد مع اقتباس
قديم 20-08-13, 06:23 PM   #3

الفضاء الواسع

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية الفضاء الواسع

? العضوٌ??? » 32358
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 620
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

[COLOR="DarkGreen"]اعتذر : كان من المفترض أن أقول : وههكذا انتهت الجلسة الثانية فقلت خطأ : وهكذا انتهت الجلسة الأولى مما أحدث لبس عند القراء الأعزاء .


ثلاث صفحات من مذكرات أخجل رجل في العالم

الصفحة الثانية : وهززت جسدي لك ( 2 )


بعد أن انتهت مدة الجلسة الأولى وكانت مدتها نصف ساعة . أحسست أنها كانت لمدة نصف دقيقة .

أعلنت : في الحقيقة سيد خالد أنا ما أقدر أكتب لأختك أي علاج , أي دواء مهدئ , الأمر يستلزم جلسة ثانية , بعد ثلاثة أسابيع , وبالتحديد يوم الثلاثاء 18 الشهر القادم الساعة 7 في المساء .


أول مرة أفعل ذلك مع واحد من مرضاي .


وتم تحديد الموعد .


بعد ثلاثة أسابيع , يعني شهر كامل إلا أسبوع جاء موعد الجلسة الثانية .

أعرف نفسي جيدا .

في قرارتها عرفت أنني لم أكن أنوي أن أجعل النهاية في الجلسة الثانية .

العادة أن معظم المرضى بمجرد مايكتب لهم دواء يتكاسلون عن إجراء الزيارة التالية وخاصة إذا ظهر مفعول الدواء ولمسوه بأنفسهم .

وهذا هو الأمر الذي عرفت أنني لا أنوي عمله مطلقا .

وفي بيتي وبالتحديد في حجرتي وبالتحديد الأكثر دقة فوق سريري وبينما أنا ألصق ظهري بفراشي وأحدق بسقف غرفتي الأبيض لأول مرة أسأل نفسي هذا السؤال : هل حقا الأنثى الأكثر خجلا مني لا وجود لها ؟

مرت الأيام على المنوال الذي اعتدت عليه من قبل .

في الصباح أنا في العيادة , لأعود بعد الظهر لبيتنا لأتغدى وارتاح قليلا , ثم في المساء أعود لعيادتي واستمر في ملاقاة مرضاي حتى الساعة 11 مساء لأعود للبيت للنوم .

لم أكن أحب ان أغير من نمط هذه الحياة , لم أكن أرغب في ذلك .

علاقات اجتماعية .

انس ذلك .

لقد كانت أمي ـــ في بعض الأحايين ــ تلومني على تقصيري ـــ لما يستبد بها القلق حول وحدتي ـــ ولأرضيها فقط وأذهب بجزء من قليل أخرج من البيت أهيم على وجهي . وأحيانا أجعل صديق لي اسمه نادر ـــ وه بالفعل نادر بالنسبة لي ــ يأتيني بسيارة أجرة إلى حيث أقف بسيارتي , لننطلق بعد ذلك في هيماني على وجهي ونستقؤ آخر الأمر على شاطئ البحر المكان الذي أجد نفسي فيه حيث أظل هناك أتأمل البحر الواسع أمامي ونبادل أحاديث منوعة أنا ونادر لأعود بعدها من جديد للبيت بعد أن أوصل صديقي نادر للمكان الذي يريده .

كنت رجلا خجولا , وليس من العدل لوم رجل خجول حول : لم أنت لاتزور الناس .

توفي أبي وأنا مازلت في بطن أمي , ثم لما خرجت للدنيا آثرتني أمي على كل شيء حتى على ماظن الناس ان فيه ستكون سعادتها وهو الزواج مرة أخرى .

أعطتني أمي كل حب موجود في قلبها وكل حنان ولين يهيم في روحها حتى غدوت ما أنا عليه .

أمي لها خال واحد كبر في السن جدا نقوم أحيانا أنا وإياها بزيارته فيحسن استقبالنا وإن بدا عليه في الآونة الأخيرة انه بدا يعاني من الخرف والنسيان ( الزهايمر ) .

لكن أمي لم تكن تتكلم كثيرا حول قرابتي من أبي , وأنا بدوري لم أكن أسألها حول ذلك .

لم أرث ولا حتى شيء بسيط من جرأة أمي وتعاملها مع الأمور بصراحة , وأنا أشبه أبي ــ على حد كلام امي ــ حتى أنني ورثت استعداده الفطري للخجل .

وهكذا ودون ان أفطن لنفسي صرت أعد الأيام التي كانت تتناقص لموعد زيارتك الثاني .

وأخيرا جاء يوم الثلاثاء 18 الشهر وجاء موعد زيارتك وجئت مع أخيك السيد خالد .

قمت باجراء اختبار بسيط لنفسي لأرى هل لدخولك الآن مع اخيك نفس الأثر الذي تركه دخولك الأول .

دخل أخوك على نفس الطريقة التي دخل بها في المرة الأولى , لم يكن هناك من جديد حوله .

دخل وأنت دخلت بعده .

صدقيني لو قلت لك ليس من عادتي فعل ذلك .

ليس من عادتي مراقبة دخول مرضاي على مثل هذه الدرجة من الاهتمام والحرص .

لكنها حدثت معك هكذا وببساطة فقد رحت أرقب دخولك مع أخيك ووجدت حوااسي كلها قد شنفت حول ذلك .

ثم بدأت بعمل الاختبار مع نفسي حول أثر دخولك على نفسي , هل سيترك نفس أثر المرة الماضية ؟

بمجرد ما أدخل لي وهيب مجموعة الملفات للمرضى الذين ينتظرون أدوراهم ووجدت ملفك فيه شعرت بنوع من الرضا والسلام الداخلي يملآن قسما كبيرا من نفسي .

وبقي أثر دخولك .

دخل أخوك بنفس الطريقة قائلا : سلام عليكم دكتور عبد المجيد .

رفعت نظري له بنظرة خاطفة واحدة وقلت : أهلا وعليكم السلام أستاذ خالد , ثم عدت أتشاغل بورقتي ملفك امامي .

تظاهرت بهذا الانشغال بالملف في حين أن كل حواسي متيقظة منتبهة لك وما ستقومين به .

لو قلت لك غنني لست هكذا أصلا فلابد أن تصدقيني .

فأنا ليس من عاداتي ولا مركب في طبعي مراقبة الآخرين لاعلانية ولا خلسة .

و لكن معك كان الأمر مختلف إذ يبدو أن هناك حاسة ما مثل الحدس او الحاسة السادسة كانت تنبأني أنك ذات شأن يهمني أن أعرفه .

هناك نوع طفيف من تأنيب الضمير عمل في داخل مثل نصل خنجر لامع صاحبة الذي يمسك به قام ينكأ في ضمير بهدوء ليختبر مدى ردة فعلي على ذلك .

لكنني أسكت هذا التأنيب الطفيف الذي جاءني .

أسكته بعبارة واحدة كان لابد لنفسي أو لروحي ان تقبل بها الآن لأنني داخل عيادتي ولا مجال لجعل شخصية عبد المجيد الخجولة تظهر .

قلت لروحي : إنها واحدة من مرضاي , ولو تطلب الأمر أن أراقب تصرفاتها حتى التي خارج العيادة فلن أتردد في فعل ذلك .

عند ذلك فقط سكت ذلك الزئير لروحي , وعاد نصل السكين للمكان الذي جاء منه ولا أدري أين هو .

وجدت حواسي تسبقني إليك .

روحي كانت طيف يحوم حولك .

دخلت بعد اخيك ولكنك كنت كمن تصارعين في نفسك امر آخر أكبر من التردد الذي كنت تجرينه وراءك خلال زيارتك الأولى .

هذه المرة رفع أخوك رقبته ينظر إليك وقال : اجلسي هنا , وهو هذه المرة من اشار ناحية الكرسي الذي أشرت أنا لك بالجلوس عليه في المرة الماضية .

جلست ولم تنزعي حجابك , لكن لاحظت عليك امرا , قمت تفركين أصابع يديك بعضهما ببعض في حركة يبدو انك كنت حريصة على ألا يلاحظها أخوك أبدا .

هذه المرة لم تكوني مترددة , هذه المرة كنت رافضة للحضور إلى هنا .

رفعت رأسي عن الأوراق وأنا أشعر بأن هناك هم صغير قد داخلني .

لم تكوني أنت الفتاة الوحيدة كاملة الحجاب التي جاءت لعيادتي .

هناك فتاة كاملة الحجاب جاءت إلى هنا طلبا للعلاج وكانت تعاني من رجفة وخوف وفي آخر علاجها نصحت أهلها بأن يذهبوا بها لأحد الشيوخ لتتعالج عندهم لأن الفتاة كانت تعاني من أعراض تشبه إلى حد كبير أعراض من فعل أحدهم له طلاسم سحرية .

لكنك أنت مختلفة .

ماالذي في يشعر بهذا الاختلاف ؟

أنا لست أعرف .

رفعت رأسي عن الأوراق التي أمامي وشملت أخاك وشملتك بنظرة واحدة .

استطعت هذه المرة أن أملأ عيني منك أطول من المرة الماضية .

ربما تحسبين أنت أنني أنظر لما فوق الغطاء , غطاء الرأس .

الحق لم تكن عيني هي التي نظرت إليك , بل روحي هي التي نظرت إليك .

لذلك فإن روحي نفذت لما تحت الغطاء ولما تحت اللحم والعظم والعروق والجلد .

روحي نفذت إلى أبعد حتى من قلبك , ربما روحي وصلت إلى هناك إلى المكان الذي تهيم فيه روحك .

استوعبتك روحي جيدا لتلك الجلسة .

هنا انتهى الاختبار البسيط الذي قمت به لأختبر هذه الروح .

النتيجة : لما استوعبتك روحي شعرت بالهدوء والسلام الداخليين .

وبدأت الجلسة .

بدأت أسألك الأسئلة التمهيدية والتي كان لابد منها لإراحة المريض وبث جو من الدفء والثقة في المكان .

اشار عليك أخوك عندها أن ترفعي الغطاء عن وجهك .

لكنك رفضت بهز رأسك عدة هزات .

يبدو أنه لن يحاول إجبارك فالله وحده يعلم ماالذي جرى معكما أنت وإياه فجئت بسببه مكرهة لهذا المكان .

كان يبدو ان موقفك الأقوى .

سألتك : منذ متى بدأت هذه الأحلام المزعجة تأتيك ؟

رددت : أنا لا أتذكر على وجه التحديد متى جاءت .

قلت لك : أتذكرين تفاصيل أول حلم ؟

سكت فترة طويلة على سؤال كهذا ثم خرج صوتك أخيرا : نعم .

كان صوتا مرتجفا .

استنتجت من ذلك الجواب أنه علي أن اغير منحى الأسئلة وفورا .

كما قلت لك لم أنتوي داخل نفسي أن أجعل من الجلسة الثانية جلسة ختامية بأي حال من الأحوال .

قلت لك : هل هذه الأحلام تسبب لك ضيقا ؟

قلت : نعم .

قلت : وهل تعتقدين أنها تضايق والدك ؟

لاحظت أنك رفعت رأسك , شعرت بذلك , تبادر لذهني أنك تسالين نفسك الآن : هل لوالدي علاقة بالموضوع ؟ سمعتك تقولين : لا أعرف .

سألتك : أخبريني آنسة هبة ماذا يفعل والدك عندما تملئين البيت صراخا ؟

طالت فترة صمتك , قلت بعد مدة : يأتي أبي لي بسرعة بمجرد ما أبدأ الصراخ .

سألتك : هل تحبين من والدك أن يفعل ذلك ؟

هناك شيء ما خرج من روحك , إشعاع فرح , وكانك كنت مزهوة بما يفعله والدك حقا , وكأنها كانت النقطة الوحيدة التي تحافظ على رباط فتاة بأبيها , قلت بزهو : أجل .

عندها سألتك السؤال الذي كنت أتوقع ماسيحدث بعده مباشرة فقلت لك :طيب , كيف علاقتك بزوجة أبوك ؟ طيبة معك ؟

أجبت : عادية .

هنا كان لا بد لي كطبيب ــ وللحق وكعبد المجيد الذي لايدري لماذا هو مهتم لهذه الدرجة من الاهتمام ـــ أن أرى تعبيرات وجهك المرافقة لهذا الرد .

أشرت لك برفع غطاء وجهك لأرى ذلك بنفسي .

لقد كنت خائنا مع نفسي .

لطالما كإنسان يحترم نفسه جدا ويعرف ماالذي سيقدم عليه بعد كل خمس دقائق من وقته الذي يشعر به مقت تصرفات الفتيات الطائشات في مثل عمرك لما كن يحرصن على إبراز أجمل شيء لديهن لطبيب مثلي أو لصيدلي أو لعابر سبيل حتى تواجدوا معه في مكان واحد .

لطالما كان الشيء الذي تظن الفتاة أنه أثمن ماتمتلكه وأنها لو أظهرته فسيتهافت عليها المعجبين كتهافت الفراش على مصباح الضوء لطالما كان هذا الشيء هو الذي يزيد من نفوري واشمئزازي منهن .

كلما ملأت نظري من ملامح فتاة ملئت روحي من النفور منها والاشمئزاز منها .

الآن أجد نفسي تسبقني إليك تريد بلهفة ان ترى تفاصيل ملامح هذا الوجه .

أعددت ذلك الأمر خيانة كبرى .

كنت أعرف أنك ستنصاعين لأمري .

لكنني كنت أجهل على أي جهة من جهتي الأمر أنا أقف الآن , هل وأنا أأمرك أأمرك بصفتي الدكتور المعالج , أم بصفتي عبد المجدي الشاب الأكثر خجلا بين كل من عرف من الرجال والذي وجد عند هذه الفتاة قوة وهوة ساحبة له إلى أعماق جديدة مجهولة وجد نفسه في ظرف جلستين يستجيب لها ويغيب عقله وفكره عن موازنة الأمور .

أقسم لك أنني عندها فقدت هويتي وأصابني هذا الإدراك بالضيق .

كنت ارتدي اليوم ثوبي وشماغي وأتأنق أكثر من كل مرة تأنقت به , لذلك لما مار بداخلي شعور الضيق وددت أن أمد يدي لأزارير ثوبي العلوية وأفتحها لأجد بعض الهواء أدخله إلى رئتي فأتشاغل بذلك عن مراحل الشعور بهذا الضيق بداخلي .

لما جاء الأمر مني لم تستطيعي المراوغة كما حدث مع أخيك فرفعت الغطاء عن وجهك على بطأ ومضض .

رفعت عيني لأختطف من وجهك نظرة واحدة .

لم استطع أن أمنع نفسي .

لم تفلح كل الأصوات الداخلية التي صرخت بها في داخلي أن تمنع عيني التي تقودها روحي وتمسك بها أن تسابقني في المبادرة والإسراع لاختطاف نظرة واحدة واحدة فقط لوجهك بعد أن رفعت الغطاء .

زاد إحساسي بالضيق بداخلي وشعرت أن شخصية عبد المجيد الشاب الخجول على وشك أن تطفو على السطح .

لو حدث ذلك فإن الأمر الذي برعت طوال سنوات مزاولتي لمهنتي كمعالج نفسي في السيطرة عليه والتحكم به سيفلت من يدي .

لو حدث سترين انت حقيقة هذا الطبيب الذي من المفترض أن يأخذ بيدك إلى عالم التخلص من كوابيسك المزعجة ويعيد لك التوازن الداخلي الذي تريدينه .

لو حدث ذلك فإن شخصية عبد المجيد الشاب الخجول الذي امتهن العلاج النفسي ليتخلص من خجله ستكتب بيدها نهاية درب خلاصها وستعود لتتقوقع من جديد حول خجها .

أنا أعرف أنه لن يحدث .

لكنني لو تخيلت أنه حدث لماذا لم أشعر بالخوف من حدوثه ؟

لماذ كل الذي شعرت به هو ضيق سرعان ماعالجته وانتهى الأمر ؟

لماذا أنا الآن أريدك أنت أن تري شخصية عبد المجيد الشاب الخجول وتعاينيها بأم عينيك ؟

رفعت غطاء وجهك وأسرعت أنا , لا بل أسرعت روحي ونفسي باختطاف نظرة واحدة لوجهك انطبعت في روحي تفاصيل ملامح وجهك .

أسرعت أنت وأرخيت نظرك للأسفل .

إلى أين أرخيت نظرك ؟ أنا لا أعرف .

كل الذي أعرفه أنني لما رفعت نظري واختطفت تلك النظرة لك وعدت للأوراق التي أمامي أقلبها وأنا لا أرى منها شيئا شعرت برغبة جديدة وملحة في أن أنظر لوجهك مرة ثانية .

منعت نفسي عن فعل ذلك بهدوء .

عدت فكررت عليك السؤال مرة ثانية وأنا أعرف أنني سأستطيع إطالة النظر لك بدون حرج : علاقتك بزوجة أبوك ,عادية ؟؟ظ

قلت وقد رفعت عيني وعلقتها بوجهك : أي عادية .

وعدت فأرخيت نظرك للأسفل من جديد .

أصابني عند ذلك نوع من ذلك الذي نسميه حبور .

لا ليس فرحا بل هو أقوى وأشد وأعلى مراحل الفرح .

لأول مرة لأول مرة على غير عادتي تمنيت أن تعودي لعيادتي .

تمنيت هذه الأمنية بينما أنقل نظري بينك وبين أخيك بعد أن أجبتي إجابتك تلك ليبدو الأمر لأخيك عاديا وغير مثير لانتباهه .

سألتك بعدها : يعني زوجة أبوك مثل أبوك تماما تجي على صوت صراخك ؟

رفعت نظرك إلي بسرعة .

ثم عدت تعالجين شيئا ما داخل نفسك جعلك ترخين بصرك للأسفل وتمتد يدك لا شعوريا ناحية طرفي غطاء رأسك الموجدان على جاني خدك فتلمسينهما وكأنك كنت على وشك إسبالهما على وجهك لكنك رفعت نظرك تستطلعين رأي أخيك حيال ذلك ثم عدت فأنزلت يديك اللتان لما تفعلا ذلك ثم قلت : أي أحيان تجي وأحيان ما تجي .

عندها عرفت ماالذي علي فعله لأجعل من زياراتك لهذه العيادة عدد لاينتهي من المرات .

وجهت كلامي لأخيك وقلت : سيد خالد , هذي المرة أنا راح أوصف لأختك علاج واحد بس مهدئ , العلاج مايصرف إلا بوصفة طبية , راح يخلي الآنسة هبة تنام نوم عميق , لكن أنا ما أقدر أوصف لها علاج يمنع الكوابيس أن تجيها .

قال أخوك : إيش معنى هذا الكلام يادكتور ؟

[/قلت بينما قدرت أن أختطف نظرة سريعة لك لكنك كنت قد أرخيت الحجاب على وجهك : أنت جبت أختك هنا علشان تنام بس وإلا نقضي على سبب الكوبيس ؟

قال : الكوابيس لها سبب ؟

قلت : إينعمإستاذ خالد , وفي الحقيقة أكون غير صريح معك لو قلت إنني وبصفتي طبيب أقدر أحط يدي على السبب من ثاني زيارة , هذا الأمر لابد له من زيارات متعددة , لكن عشان لاتخرج أنت وأختك خالي الوفاض هذا دواء منوم إن شربته نامت بعمق لكنه ماراح يوقف الكوابيس أن تاتيها , الجلسة الثالثة ممكن تزيد عدد الدوية واللي أكون بعدها قدرت أحدد على وجه دقيق بنسبة عالية السبب الوحيد الحقيقي لمصدر هذي الكوابيس , الزيارة الثالثة رح تكون بعد شهر من الآن وبتاريخ ..... وأعطيته التاريخ .

انتهت تلك الجلسة والتي طالت مدتها بزيادة ربع ساعة, وعقب انتهاء تلك الليلة طرت للبيت طيرانا وسؤال واحد يرتسم على طول الأسفلت بنما أنا أقود سيارتي : ماالذي سيحدث بعد الآن لي ؟؟؟

ووجدتني داخل نفسي أسأل بصراحة : هل ممكن للمعايير الذي وضعها الإنسان ولنفسه بصرامة ان تتغير ؟؟؟COLOR]


الفضاء الواسع غير متواجد حالياً  
التوقيع
المرء يعرف في الأنام بفعله/ وخصائص المرء الكريم كأصله
اصبر على حلو الزمان ومره / واعلم بأن الله بالغ أمره
لاتستغيب فتستغاب وربما / من قال شيئا قيل فيه بمثله
وتجنب الفحشاء لا تنطق بها / مادمت في جد الكلام وهزله
وإذا الصديق أسى عليك بجهله / فاصفح لأجل الود ليس لأجله
كم عالم متفضل قد سبه / من لا يساوي غرزة في نعله
البحر تعلو فوقه جيف الفلا / والدر مطمور بأسفل رمله
واعجب بعصفور يزاحم باشقا / إلا لطيشته وخفة عقله
إياك تجني سكرا من حنظل / فالشيء يرجع في المذاق لأصله
في الجو مكتوب على صحف الملا / من يعمل المعروف يجز بمثله
رد مع اقتباس
قديم 20-08-13, 07:04 PM   #4

الفضاء الواسع

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية الفضاء الواسع

? العضوٌ??? » 32358
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 620
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يتبع الصفحة الثالثة : الفضاء الثالث .

الفضاء الواسع غير متواجد حالياً  
التوقيع
المرء يعرف في الأنام بفعله/ وخصائص المرء الكريم كأصله
اصبر على حلو الزمان ومره / واعلم بأن الله بالغ أمره
لاتستغيب فتستغاب وربما / من قال شيئا قيل فيه بمثله
وتجنب الفحشاء لا تنطق بها / مادمت في جد الكلام وهزله
وإذا الصديق أسى عليك بجهله / فاصفح لأجل الود ليس لأجله
كم عالم متفضل قد سبه / من لا يساوي غرزة في نعله
البحر تعلو فوقه جيف الفلا / والدر مطمور بأسفل رمله
واعجب بعصفور يزاحم باشقا / إلا لطيشته وخفة عقله
إياك تجني سكرا من حنظل / فالشيء يرجع في المذاق لأصله
في الجو مكتوب على صحف الملا / من يعمل المعروف يجز بمثله
رد مع اقتباس
قديم 20-08-13, 07:04 PM   #5

الفضاء الواسع

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية الفضاء الواسع

? العضوٌ??? » 32358
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 620
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond reputeالفضاء الواسع has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يتبع الصفحة الثالثة : الفضاء الواسع

الفضاء الواسع غير متواجد حالياً  
التوقيع
المرء يعرف في الأنام بفعله/ وخصائص المرء الكريم كأصله
اصبر على حلو الزمان ومره / واعلم بأن الله بالغ أمره
لاتستغيب فتستغاب وربما / من قال شيئا قيل فيه بمثله
وتجنب الفحشاء لا تنطق بها / مادمت في جد الكلام وهزله
وإذا الصديق أسى عليك بجهله / فاصفح لأجل الود ليس لأجله
كم عالم متفضل قد سبه / من لا يساوي غرزة في نعله
البحر تعلو فوقه جيف الفلا / والدر مطمور بأسفل رمله
واعجب بعصفور يزاحم باشقا / إلا لطيشته وخفة عقله
إياك تجني سكرا من حنظل / فالشيء يرجع في المذاق لأصله
في الجو مكتوب على صحف الملا / من يعمل المعروف يجز بمثله
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات, أدخل, العالم, ثلاث, صفحات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.