آخر 10 مشاركات
368 - رياح الماضي - بيني جوردان ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          [تحميل] هن لباسٌ لكم بقلم ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ رواية أعادت معنى التميز ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          85- الانتقام الذيذ- دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          235 - دمعتان ووردة - جيسيكا ستيل-كاملة بصورة واضحة (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          تحملت العنا لأجلك يا ولد العم ... الكاتبه : mnoo_gadee (الكاتـب : جرح الذات - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-12, 10:23 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" أتعلمين انك زودتني بمعلومات قيمة خلال هذه الجلسة القصيرة ؟ ما رأيك بفنجان من القهوة؟".
تناولت جوليا حقيبة يدها ونهضت قائلة :
" سأدفع حصتي من الحساب وانصرف".
" لا داعي للعجلة فالمسرحيات لا تبدأ إلا بعد نصف ساعة".
" لقد خانك حسّك البوليسي هذه المرة فانا ذاهبة الى البيت مباشرة ".
وبثقة تامة قال بوب:
" لدي بطاقة للمسرح الذي لم تجدي فيه مقعدا ، وإمكاني الإستغناء عن بطاقتي إذ علي الذهاب لأمر طارىء".
" لا شكرا".
" لا تعتبري عملي محاولة لجذبك فانا إنسان عملي أعرض عليك الإستفادة من بطاقة ستذهب هدرا".
كررت جوليا الرفض فتناول بوب البطاقة ورماها في صحنه الفارغ قائلا:
" كما تشائين ".
" الى اللقاء يا سيد برانت".
خرج بوب من المطعم قبلها وهي تكاد لا تصدق أنها أمضت جزءا من سهرتها مع بوب برانت تحادثه وتمازحه رغما عنها وهي تعلم أنه يسجل أي زلة لسان وكل ما قد يفيده في إستعلامه عن بيانكا ، والحقيقة انه يعلم الشيء الكثير كعلاقتها ببيتر بيرنيت والمبارزة الخاسرة التي خاضتها جوليا مع خالتها من أجله ، ولما طلبت الحساب ابلغها الخادم أن بوب سدّده كاملا في محاولة جديدة للتاثير فيها ، وفجأة خطرت لها فكرة حسنة ، فنظرت الى البطاقة المرمية في الطبق لفارغ وتناولتها معتبرة أن إهدارها لا يجوز وما دام بوب لن يعلم بأنها ستشاهد المسرحية.
وهكذا أمضت جوليا وقتا ممتعا في المسرح الذي غصّ بالمشاهدين ولم يبق فيه سوى مقعد واحد فارغ الى جانب جوليا ! وإنتهى المشهد الأول من العرض دون ان يحضر شاغل المقعد فإستنتجت أن بوب نفسه حجز هذا المقعد لرفيق لو أو رفيقة على الرجح ، ولا عجب في ان تكون الرفيقة إمراة جميلة او ممثلة معروفة ، فبوب رجل وسيم جذاب بقامته الطويلة وعينيه الخضراوين المزروعتين في وجه أسمر قاسي الملامح ، وهو لا يجد بالطبع صعوبة في العثور على نساء يرضين ذوقه المتطلب الذي عانت منه جوليا لما حاول تزرير فستانها وأطلق ملاحظاته عن شعرها وملابسها.
أسدلت الستارة اخيرا وخرجت جوليا بين الجموع متساءلة إذا كان في الصالة من كان وحيدا اثناء المسرحية ، فأحست بالأسى كونها لا تملك رجلا يحبها ويهتم بها كسائر النساء والفتيات الموجودات في هذه الصالة.
في الخارج أدركت أنها جائعة لأنها لم تكمل طبقها في المطعم الإيطالي فقصدت مطعما يقدم الأطعمة السريعة كالهامبرغر وما شابه ، وإطمأنت الى ان بوب برانت ليس من النوع الذي يتواجد في أمكنة كهذه حيث لا يحتمل ان يصادف ما يرضي صيده الفني.
غادرت المطعم بعد أن سدت جوعها وحظيت بسيارة تاكسي بعد إنتظار قصير تحت مطر خفيف ووصلت الى المنزل الغارق في السكينة ، القت نظرة على غرفة الجلوس فرأت النور يتسلل من تحت الباب ، فترددت قبل ان تطرق الباب وسمعت صوت بيانكا:
" إدخل.
دخلت الفتاة الغرفة المضاءة بنور خافت وخيالات نار المدفاة تتراقص على الجدران ، وهناك على إحدى الكنبات تمددت بيانكا بقميص نوم ابيض حريري والإبتسامة على وجهها تعبر عن راحة وسرور ، قالت الممثلة لجوليا:
" أرجو أن تكوني امضيت نهارا ممتعا ، واضافت بيانكا متوجهة الى رجل جالس في مواجهتها لم تنتبه جوليا لوجوده بادىء الأمر ، أظن انك تعرف سكرتيرتي جوليا نيلسون يا عزيزي".
ولهول المفاجأة اجاب بوب برانت:
" لقد حصل لي شرف مقابلتها".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-12, 11:39 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- مشاعر مؤذية

تسمّرت جوليا في مكانها وكانها تحوّلت الى تمثال من حجر ، نظرت الى بوب بعينين غائبتين فحسبت أنها ترى سرابا لا حقيقة ، نهض الرجل وقال بكل مرح:
" إنها مفاجاة كبيرة ، أليس كذلك؟".
مدّ يده مصافحا وأضاف:
" أرجو ان تكون المسرحية أعجبتك".
أدركت جوليا آنئذ ما حصل تماما ، فبوب إستعمل البطاقة طعما ليبعدها من الطريق عالما أنها لن تستطيع مقاومة إغراء مشاهدة المسرحية ، ولكن الأمر المحيّر هو نجاحه في الدخول الى هذا المنزل والسهر بصحبة بيانكا بعد كل ما قالته عنه.
صافحته ببرود وسالت:
" كيف دخلت الى هذا البيت؟".
تولت بيانكا مهمة الإجابة:
" جوليا ! الحرية الزائدة التي منحتك إياها لا تخوّلك التحدث بهذه الطريقة مع ضيوفي".
إعترضت جوليا على هذا الكلام بحدة:
" أتعلمين من هو هذا الرجل ؟".
" بالطبع يا عزيزتي ، ( إلتفتت بيانكا ناحية بوب وفسرت) جوليا تغالي بعض الشيء في حمايتي وتعارض فكرة نشر قصة حياتي في كتاب لأنها تتخوّف من أهل الصحافة والإعلام ، علينا تفهمها فهي تحاول بلمسة جراح القلب الثخينة بعد الخيبة العاطفية الأخيرة ".
أحست جوليا برغبة في الصراخ او الموت دفعا لهذه المهانة المزدوجة بيد أنها آثرت الصمت تاركة الساحة للسان بوب:
" هذا ما يفسر موقفها مني إذن ، الحقيقة أنني مررت بكم لأراك أنت واعيد اليك ما أخذته خطأ في المطعم".
نظرت جوليا الى كيس الورق الذي ناولها إياه وكان فيه كتابه عن كلايف برسي فاخذته قائلة:
" لماذا أتعبت يا سيد برانت فالأمر ليس مهما".
" خشيت أن تكون المكتبة على عجلة من أمرها لإسترداد الكتاب ، ويشرفني أن الانسة لايتون إستقبلتني وقبلت بمحادثتي لأحاول إقناعها بانني لست ذلك الإنسان المخيف كما يصورني بعضهم".
قالت الفتاة في نفسها ان العكس هو الذي يحصل ، فبيانكا تحاول إقناع بوب بالوقوف الى جانبها وذلك بإستعمال وسائل الإغراء من قميص النوم الى الأضاءة الخافتة الى النظرات الذائبة.... غير ان بوب لم يعلق بسرعة كما فعل بيتر ذلك لنه أكبر سنا من سلفه، فالرجل عندما يبلغ منتصف العقد الثالث من عمره يصبح قادرا على مقاومة الإغراء أكثر.
أخيرا قرر الكاتب الإنصراف فقبل يد بيانكا وفي نظراته ألف معنى ومعنى ، وقالت الممثلة بصوت دافىء:
" سترافقك جوليا الى الباب ، الى اللقاء يا بوب".
كان في صوتها عذوبة واسف على سهرة لم تكتمل كما يجب ووعد بالمزيد في المرة المقبلة ، فبيانكا قادرة تماما على التمثيل أمام الكاميرا او امام غيرها بإقناع وإجادة.
قبل ان يخرج إلتفت بوب الى جوليا قائلا:
" ما هو تعليقك على التطور الأخير؟".
" علي ان اتغير بحسب تغيّر إرادة بيانكا ، فهذا الصباح كنت شخصا غير مرغوب فيه هنا أما الآن فإنعكست الآية وأهنئك على هذا الإنجاز".
وضع يده على ذقنها ووجهها قائلا:
" من الأفضل ان تتغيري يا طفلتي ، لا جدوى من خوضك حربا خاسرة معي ما دام الراس الأكبر قد قبل بالهدنة ، إقبلي بالإستسلام المشرف قبل أن يفوت الأوان".
"لا تحتفل بالإنتصار بهذه السرعة فبيانكا تعرف تماما ماذا تفعل".
قال بوب بقساوة:
" ما زلت تصرين على حماية خالتك وكأنها طفلة صغيرة".
" لنقل أنني اغار على مصلحتها".
" وماذا لو ضبطتنا في غرفة واحدة معا؟".
" اتسمح بالذهاب الان فانا تعبة وأود الخلود الى النوم؟".
ضحك بوب وأجاب:
" ستتعبين كثيرا من الآن وصاعدا ، الى اللقاء".
اقفلت جوليا الباب وصعدت الى غرفتها مرتعدة ، وهناك خلعت معطفها ونظرت الى نفسها في المرآة لتجد أن بوب على حق فهي تجعل من نفسها في هذه الثياب وهذه التسريحات فتاة قبيحة ، لذا حرّرت شعرها واسدلته على كتفيها وشرعت تفك أزرار فستانها الباهت ، ولما علق احد الأزرار نزعته نزعا ممزقة جزءا من الثوب الذي خلعته ورمته على الأرض ضاحكة بعصبية ، ووقفت في وسط الغرفة تتفرج على ثوبها الممزق متسائلة عن السبب الذي دفعها الى إرتكاب هذا العمل والتلذذ به ، افعلت ذلك لأن رجلا سخر من مظهرها واهانها؟ هل تسمح لنفسها بالتاثر الى هذا الحد المؤلم بكلام بوب برانت؟
همست في الظلام المضاء بنور خفيف:
" يا الهي! ماذا حل بي في هذا اليوم؟ بالأمس كنت في رودس مرتاحة ومسرورة واليوم ملأت الهموم راسي وغمرت الحيرة نفسي ! ".
إلتقطت الثوب ورمته على السرير ثم عادت الى تامل نفسها في المرآة والمقارنة بينها وبين بيانكا ، متى تكتسب جوليا تلك الأنوثة الطاغية ، متى تجيد رمق الرجال بتلك النظرة المغرية ، متى تصبح فتاة تعرف إستخدام انوثتها المهدورة؟
وفجاة غرتدت قميص نومها وأعادت رفع شعرها لتعود جوليا السكرتيرة المطيعة الهادئة طاردة الهواجس والوساوس التي كادت تدفعها الى الثورة لتغيير مجرى حياتها.
ولكن ما حيّرها هوسبب شعورها بهذه الثورة وهذا الإنقلاب ، لماذا لم تحس بذلك إلا عندما شاهدت بيانكا وبوب في جلسة حميمة؟ ايعقل ان يكون ما يعتمل في داخلها حقيقة؟ لقد شعرت مرارا بالإنجذاب نحو رجال معيّنين ولكن شعورها نحو بوب مختلف ، فهي ترغب بالحصول عليه بطريقة غريبة بالرغم من تصرفاته غير اللائقة ، ومن اين لها الحصول على رجل تعتبره بيانكا الان ملكا لها؟
غرقت الفتاة في سريرها حائرة علّها تجد في النوم ملاذا ومخرجا مؤقتا من هذه المعاناة.
إستطاعت جوليا ان تخفي معالم أرق الليلة الماضية بمساعدة المساحيق وتوجهت الى غرفة بيانكا وهي تراجع في فكرها ما ستقوله لخالتها ، وإرتدت للمناسبة ثيابا متحررة كما صفّفت شعرها بحسب ذوقها لا كما تطلب منها بيانكا ان تفعل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-12, 12:29 AM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم تجد جوليا خالتها في غرفة النوم كما كانت غرفة الجلوس خالية ، فذهبت الى الغرفة الخاصة التي أقامت فيها الممثلة حماما بخاريا ووضعت فيها مختلف أدوات الرياضة ووسائل التبرج والزينة ، وهذا المكان هو محطة يومية للممثلة الحريصة على رشاقتها وجمالها تمضي فيه كل صباح حوالي الساعتين قبل أن تبدأ نهارها ، وهناك على كنبة طويلة تمددت بيانكا تخضع لتدليك طويل من قبل مونتي.
نظرت الخالة ، الى إبنة شقيقتها وقالت:
" صباح الخير ، ما هذا المغلف في يدك".
" المغلف ليس لك فلم أنزل الى المكتب بعد حتى أحضر بريدك ".
" ولماذا هذه الملابس الغريبة اليوم؟ هل تنوين تمديد إجازتك ؟".
" إنه شيء من هذا القبيل ، بإمكاننا إعتبارها إجازة نهائية لأنني قدمت إستقالتي".
ساد المكان صمت ثقيل وتوقفت يدا مونتي عن العمل إذ إستوت بيانكا على الكنبة مستوضحة:
" ما زال الوقت باكرا على إطلاق النكات السمجة ، اليس كذلك؟".
وضعت الفتاة المغلف على الكنبة قائلة:
" ليس في نيتي المزاح مطلقا وهذه إستقالتي الخطية".
صاحت بيانكا بغضب:
" لا آبه إن قدمتها خطيا أو محفورة على حجر ! لا تكوني حمقاء وتتركي وظيفتك دونما سبب! ".
" ألا ترين ان هناك سببا وجيها؟".
فكرت الممثلة قليلا وأجابت:
" ظننت انك ستقدرين موقفي ولن تستائي مما قلته البارحة بحضور بوب برانت".
قالت بيانكا ذلك بطريقة تدل على ان جوليا لطالما تفهّمت مثل هذه الأقوال ولم يبدر منها ما يدل على الإستياء والرفض ، فمن صلب وظيفتها أن تكون احيانا ( فشّة خلق) أو جسرا تعبر عليه بيانكا في المآزق الصعبة ، والفتاة كانت تدرك ذلك وتقبل به في الماضي ، اما الان فلا لأنها أضحت فتاة مختلفة.
تنهدت جوليا واوضحت:
" ليس ما حصل البارحة سوى جزء بسيط من السبب ، فالحقيقة انني لا افهم كيف إنقلب موقفك من جديد بالنسبة لمسألة الكتاب وانا أعتبر نفسي غير قادرة على التعاون معك في مواجهة هذا الرجل الخطير ، وجدت أنه من الأفضل التنحي جانبا لئلا اكون عائقا في طريقكما".
علّقت بيانكا على ذلك بمرح:
" لا داعي لهذا الإنفعال المضخم قبل رؤية الأمور بوضوح ، فمشروع الكتاب مؤجل الان لأننا ذاهبون الى إيطاليا".
عادت الممثلة الى التمدد وأمرت مونتي بمباشرة عملها في حين أن الحيرة إستبدت بجوليا فعبرت عنها قائلة:
" متى تم تقرير الرحلة الى إيطاليا؟".
أجابت بيانكا وإبتسامة الإرتياح تعلو ثغرها:
" تلقيت دعوة الأمس من صديقي العزيز كارلو لتمضية بعض الوقت في قصر يملكه في إحدى ضواحي روما ، وهذا يعني في ما يعنيه ان في الأفق مشروعا سينمائيا هاما".
وبالفعل فإن شائعات كثيرة تحوم في الأفق عن فيلم ضخم جديد يقوم بإنجازه المخرج الشهير كارلو فيرونيزي وقد تكهنت وسائل الإعلام كثيرا عن هوية النجوم الذين سيقومون بادوار البطولة ، وإسم بيانكا لا يتون ورد أكثر من مرة كابرز المرشحات للدور النسائي الأول.
اضافت بيانكا زيادة في الإقناع:
" ابلغني ليون بالمشروع عندما قابلته على الغداء وقال ان كارلو يفضل ذهابي الى إيطاليا لنستطيع دراسة سيناريو الفيلم بهدوء وتمعن".
اخذت الممثلة تضحك والإثارة بادية في عينيها فمشروع ضخم كهذا يعني انها ما زالت محط الانظار وانها تفوقت على الكثيرات الأصغر سنا واللواتي يحلمن بآداء دور في عمل من إخراج كارلو فيرونيزي ، ولا جدل في ان خبرة بيانكا عبر سنواتها الطويلة في التمثيل ، جعلت كارلو يفضّلها على غيرها ،وهي تدرك تماما أن عامل الخبرة سيفقد تاثيره بعد سنوات قليلة إذ لن يعود الجمهور يتقبل ممثلة في سنها تلعب دور الصبية الحسناء أو دور الفتاة الخجولة! لذلك عليها أن تستفيد الان من رصيدها المتبقي لتحقق نجاحا كبيرا يخلّد إسمها في عالم الفن.
وسيباستيان المحنّك لمّح الى هذا الموضوع بدون أن يطرقه مباشرة عندما تحدث عن سينما اليوم وعن تفضيل الجمهور للممثلة الشابة اليافعة وأن زمن الاسماء اللامعة التي لا يشيخ اصحابها قد ولى الى غير رجعة ، وجوليا من جهتها تدرك هذا الأمر وتفهم لماذا تتوق بيانكا الى عمل مع كارلو فيرونيزي القادر على إنجاح افلامه وإعطائها طابعا إستعراضيا ضخما يجذب الجماهير العريضة.
اطرقت الفتاة قليلا قبل أن تسال خالتها:
" ما هو الفيلم الجديد؟".
اجابت بيانكا:
" فرانشيسكا".
فرانشيسكا قصة ناجحة بيعت نسخها بالملايين في مختلف انحاء العام ، وتروي سيرة الصبية الإيطالية الساذجة التي تعيش وسط عالم الذئاب في إطار سنوات الثلاثينات حين كان المجتمع ذا طابع فردي ينجح فيه المرء او يفشل بحسب قدرته على مواجهة الصعاب ، وليس مثاليا أكثر من ان يقوم كارلو فيرونيزي بإخراج هذا الفيلم فهو الوحيد من بين المخرجين القادر على إنجاز عمل ناجح من الناحية التجارية بدون أن يتخلى عن الأسلوب الفني الجاد والملتزم.
حللت جوليا الموقف جيدا وأرادت الكلام لكن بيانكا سبقتها:
" بلّغي هاريس وزوجته ان لديهما إجازة طويلة فبعد إيطاليا سنتوجه الى أميركا لتصوير الفيلم".
ليس في هذا ما يفرح جوليا فهي لا تريد الإبتعاد عن وطنها كثيرا لئلا تمعن في الإبتعاد عن عائلتها ويصبح امر إعادة المياه الى مجاريها صعبا للغاية وبخاصة مع الشقيقة ديبورا ، لذلك سألت:
" أواثقة أنت من أنك ستحتاجين اليّ في هذه الرحلة؟".
" ما هذا الكلام السخيف ! انت سكرتيرتي وستسافرين معي لأن لديك أعمالا كثيرة تقومين بها وكونك إبنة شقيقتي لا يجب أن يؤدي الى الإستهتار وأخذ الأمور بخفة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-12, 05:26 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لمحت الفتاة إبتسامة ساخرة على ثغر مونتي التي لمست دليلا على عدم منافسة جوليا لها في علاقتها الخاصة والمميزة مع بيانكا.
بعد لحظات من التفكير قالت جوليا:
" حسنا ، انا آسفة ، ساذهب الى المكتب لأدقق في رسائلك ، ماذا اقول لبوب برانت إذا إتصل هاتفيا؟".
" ساتحدث اليه بنفسي".
بالطبع ، ستتحدث اليه بيانكا بنفسها وتختلق له عذرا لتؤجل المباشرة بالكتاب معوضة عن التأخير بوسائلها الإستثنائية الناجعة ، وكم كانت جوليا بلهاء عندما ظنت ان خالتها بحاجة لحماية فهي تستطيع درء أي تهديد عنها بإغراء صاحبه وإحتوائه.
توجهت جوليا الى المكتب بعد أن ازيل عن كاهلها عبء إسمه بوب برانت ، قضّ مضجعها وحرمها متعة النوم في الليلة الماضية ، فحياتها الهادئة بغنى عن إنقلابات جذرية كالتي كاد يسببها بوب بحضوره القوي وشخصيته الطاغية ، والرحلة الى إيطاليا واميركا ستبعدها عن مشاكل بوب ومشاكساته ولكنها في الوقت نفسه ستبعدها عن عائلتها.
مرت الأيام التالية بلمح البرق زار خلالها بوب برانت بيانكا ثلاث مرات تعمدت جوليا فيها الغياب عن المنزل ، اثناء هذه الفترة الحساسة إنهمكت الممثلة بإبتياع مجموعة من الملابس الجديدة لتترك إنطباعا حسنا لدى كارلو فيرونيزي ، كما ذهبت الى مصح خاص لإتباع حمية حتى تبدو أمام المخرج بابهى حلة ، وهذا الأمر لم يرق لمونتي إذ إعتبرته إنتقاصا من قدرتها على الإهتمام بصحة سيدتها ورشاقتها ، وقد أنحت الخادمة باللائمة على جوليا متهمة إياها بانها صاحبة فكرة الذهاب الى المصح.
زارت الفتاة عائلتها قبل السفر عدة مرات ولم تحظ إلا بإستقبالات باردة ، وما زادها قلقا شحوب والدتها مارغريت وظهور التعب على ملامحها إضافة الى إنطوائها المتناهي ، أما بالنسبة لديبورا فحدث ولا حرج عن معاملتها لشقيقتها الكبرى ، فهي منشغلة بالتحضير لزواجها غير آبهة بوجود جوليا التي جرحت في الصميم حيال الإهمال المتعمد ، والوالد من ناحيته لم يتغيّر كثيرا فعلاقته بإبنته لم تكن في أي يوم علاقة حميمة ، والتعويض الوحيد الذي لقيته جوليا عن خيبتها العائلية كان صداقة ليندا وزوجها دايفيد المرح ، وقد صارحت الفتاة صديقتها بقلقها على أمها على امها حين قالت:
" عندما عرضت عليها الذهاب لرؤية طبيب كادت تصفعني ، وديبورا لم تابه للأمر وإتهمتني بالتدخل في ما لا يعنيني ، انا قلقة فعلا على والدتي لأنها تبدو منهارة خائرة القوى لا حيوية فيها".
" هل بإمكانك إرغام والدتك على إستشارة طبيب؟ ولربما كان تعبها عارضا مصدره الإنهماك بالإعداد لزفاف ديبورا".
وافقت جوليا على كلام صديقتها:
" قد تكونين على حق".
ولا شعوريا أخذت تقيم مقارنة بين والدتها المرهقة والتي اخذ الشيب يخط خطوطه في شعرها وخالتها الفاتنة المحتفظة بشبابها وعافيتها ، خصوصا بعد فترة النقاهة في المصح الخاص ، وقد حاولت جوليا إقناع والدتها بتمضية بضعة أيام في مكان مماثل فجوبهت بالرفض القاطع.
تابعت ليندا غسل الصخون وقالت لجوليا:
" ما رايك بان أهتم بوالدتك وأراقب صحتها اثناء غيابك؟".
" فكرة طيبة ولكنك ستجدين صعوبة في الإتصال بي لطمانتي لأننا سنكثر التجوال خلال الرحلة".
" لا اعتقد انني سأحتاج للإتصال بك بإذن الله لأن قلقك في غير محله ووالدتك بالف خير لا تشغلي بالك بل إذهبي الى إيطاليا وتمتعي قدر الإمكان".
تنهدت جوليا وكان هذا الحلم بعيد المنال وقالت:
" أؤكد لك ان ليس في الأمر ما يمنع ، فبيانكا لن تدعني ارتاح هناك لحظة واحدة".
" بالرغم من تذمرك تظل حالك أفضل من حالي".
" انت مخطئة تماما يا ليندا".
قالتها جوليا بغير إقتناع فهي لم تعد ترضى بحياة بسيطة كحياة صديقتها بعد ان حظيت بالجاه والمال ، ولم يعد الإستقرار في منزل زوجي يعني لها الشيء الكثير ، حتى أنها صارت تفكر في معنى الزواج كمؤسسة وهدف ، فالزواج في مجتمع الأضواء ليس ذلك الرباط الجوهري بل هو صفقة مؤقتة او نزوة عابرة عبّرت عنها بيانكا بعد طلاقها من جورج مورغان بقولها:
" الزواج مرض خطير والطلاق دواؤه الناجع".
بعد طي صفحة جورج اقامت بيانكا علاقات خاطفة مع عديدين معظمهم شبان يصلحون لأن يكونوا أبناءها لا أكثر ، وربما كان سبب ذلك حاجة الممثلة الى الإحساس بانها ما زالت صبية تعجب الشبان الصغار في السن متفوقة على حقيقة تعاقب السنوات على عمرها السري ، ويبدو أن موقف الخالة أثّر على عقلية جوليا فاصبحت تابى التوغل في علاقة مع طرف من الجنس الاخر خشية إنتهاء الأمر بسرعة كما يحصل مع بيانكا وخلق هذا التخوّف لديها حاجزا من عدم الثقة بالرجال الذين لا ترى منهم سوى صنف واحد ممن تخالطهم بيانكا ، غير أن رجلا واحدا نجح في التاثير فيها وإبقاء صورته منطبعة في ذهنها ، هذا الرجل هو بوب برانت صاحب الطباع الغريبة والنظرات الجارحة النافذة الى اعماق أعماق نفسها.
إستغربت ليندا صمت صديقتها الطويل فسالتها:
"بم أنت غارقة الى هذا الحد؟".
" افكر بالترتيبات الواجب إجراؤها قبل الرحلة من اجل إرضاء الآنسة بيانكا".
" وهل هي صعبة الإرضاء؟".
كان جواب جوليا ضحكة خفيفة ، فاللسان يعجز عن وصف متطلبات خالتها التي زادت تعنتا هذه الأيام وصارت تقسو على سكرتيرتها أكثر ، خصوصا وأن هذه الأخيرة ثارت عليها بالنسبة الى مسالة الثياب والشعر ، فباتت ترتدي ما يحلو لها وتصفف شعرها بالطريقة التي تعجبها ، وهذا شيء طبيعي لفتاة في سنها تتمتع بقدر لا باس به من الجمال الذي لا يقارن بالطبع مع فتنة بيانكا وسحرها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-12, 06:12 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

عن جدالرواية حلوة ....ليش ما في ردود عليها؟؟؟

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-12, 06:14 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وجاء مشروع تقديم الإستقالة ليزيد الطين بلة فأصبحت الممثلة أكثر فظاظة حتى ان مونتي إنزعجت منها وتحدّثت اليها في الموضوع لتخفف من غضبها على جوليا ، ولحسن الحظ نجحت مونتي في تخفيف سخط الممثلة بعض الشيء ليتحول الى إبتسامة إزدراء وملاحظات لاذعة تقابل بها إبنة شقيقتها.
وتصورت جوليا نفسها موضوع حديث بوب وبيانكا ، وكلاهما يجيدان فن الإنتقاد والسخرية ، لكنها ما لبثت أن إستبعدت الفكرة ، فلو حصل شيء من هذا القبيل لكانت بيانكا أخبرتها.
الخلاصة ان الجهد الذي بذلته الفتاة طوال ثلاث سنوات من العيش في منزل خالتها قد ضاع سدى بعد أن إكتشفت ضعف موقفها وسهولة تعرضها للاذى عندما دخل بوب برانت حياتها، معرّيا إياها من الغلاف الذي احاطت به نفسها لتردع كره مونتي وتدرا مزاجية بيانكا ، فيوم واحد مع هذا الرجل كان أكثر من كاف لإفهامها بأنها ما زالت في أول الطريق ، وأن عليها بذل الكثير لتستطيع ان تعيش في مجتمع الأضواء بسلام ، لأن طريق هذا المجتمع محفوف بالمخاطر ومليء بالمزالق ، ولا شك أن وجود بوب مزلق كبير وانه متحفّز ليدفع بها وببيانكا عند اول زلة قدم ، والغريب أن جوليا ترتعد كلما فكرت ببوب وينسحب الدم من عروقها ليتجمع في الوجنتين اللاهبتين ، والفتاة لا تجد لذلك تفسيرا او لا تحب ان تجد هذا التفسير.
وحمدا لله ، جاءت رحلة إيطاليا خشبة خلاص تبعدها عن هذه الأجواء المحمومة ولو لبعض الوقت.
وكالعادة وصلت بيانكا وصحبها الى المطار لتجد عدسات المصورين بإنتظارها واسئلة الصحافيين تلح عليها لمعرفة سبب ذهابها الى إيطاليا ، وكما نصحها سيباستيان صرّحت الممثلة بأنها مسافرة لتمضية عطلة عند اصدقائها نافية التكهنات عن مشروع كارلو فيرونيزي وفيلم فرانشيسكا.
وأحست جوليا بنفسها ضائعة وسط هذا الخضم من الأسئلة وهذا الرشق المتواصل من أنوار العدسات الفوتوغرافية ، اما بيانكا فكان حضورها طاغيا بفضل جمالها الباهر وهدوئها الإحترافي الناتج عن خبرة طويلة في مواجهة الصحافة.
خلال المؤتمر الصحافي طرح أحدهم سؤالا غير متوقع:
" ماذا عن سيرة حياتك يا آنسة لايتون فقد سمعنا ان التنفيذ قد بدأ فعلا؟".
أفتر ثغر الممثلة عن صفين من اللؤلؤ وأجابت:
" هذا الموضوع سابق لأوانه بعض الشيء ، فمشاغلي الكثيرة ستصرفني عنه لبضعة أشهر على الأقل".
عندها أدركت جوليا كم هي قوية خالتها في معالجة المواقف الصعبة وكم هي واثقة من نفسها في إحتواء بوب برانت من الطريق بهدوء حتى لا يسبب لها المشاكل والمضايقات.
اخيرا تم الإعلان عن الرحلة الى روما فودّعت بيانكا لصحافيين والمصورين مسمية البعض باسمائهم ، ولاحظت جوليا غياب بيتر بيرنيت عن المجموعة ربما لأنه منصرف الى تضميد جروح قلبه بعد أن إستهلكته بيانكا وطرحته جانبا ، وتوجهت الممثلة متأبطة ذراع ليون تتبعها جوليا ومونتي المنسيتان في هذه اللحظات الباهرة وفي الطائرة حتى ، إذ جلس ليون والممثلة في مقعدين من مقاعد الفئة الأولى تاركين رفيقتيهما تكتفيان بجلسة غير مريحة مع ركاب الدرجة السياحية.
جوليا في أي حال معتادة على هذه السفرات ومسرورة هذه المرة لأن الرحلة الى روما لا تستغرق وقتا طويلا ، كما أنها أحضرت كتابا تقرأه حتى لا تشعر بالملل الى جانب مونتي ، وهذه الاخيرة اغمضت عينيها واسندت راسها الى المقعد ، وأثار وجهها الشاحب فضول الفتاة فسالتها:
" ما بك يا مونتي؟ هل انت مريضة؟".
لم تفتح مونتي عينيها إلا بعد لحظات واجابت راسمة ما قد يكون إبتسامة :
" لا، إنما أشعر بإنزعاج كعادتي اثناء الطيران".
" أسبب الإنزعاج الدائم هذا خوف من الطيران؟".
" قد ترين ذلك غريبا لأنني صرت معتادة على السفر ، لكن الحقيقة أنني أتناول كل مرة حبوبا قبل الإقلاع ، واليوم لم أفعل لأنني إكتشفت قبل إنطلاقنا الى المطار ، ان علبة الدواء فارغة".
نظرت الى جوليا بتوسل واضافت:
"لا تخبري بيانكا بذلك ، فهي لا تعلم أنني اكره السفر بالطائرة".
مونتي على حق ، فبيانكا ترى في خادمتها رمزا للمرأة القوية ، التي لا تهاب شيئا ولا تشكو وتضعف امام الصعاب ،وعندما تشعر الممثلة أن مونتي بدأت توهن وتشيخ ستتخلى عنها ضاربة عرض الحائط سنوات الخدمة الطويلة والإخلاص اللامتناهي.
وقد عبّر جورج مورغان عن هذه الحقيقة مرة بقوله:
" بيانكا تستعمل المرء وتعصره حتى يجف فيصبح بنظرها صالحا لسلة المهملات".
بادىء الأمر لم تفهم جوليا معنى كلامه غير أن الغشاء بدأ ينجلي عن عينيها شيئا فشيئا ، لذا طمأنت مونتي قائلة:
" أطمئني ، فلن أتفوه بكلمة واحدة ، واعجب لشجاعتك وتحملك الطيران طيلة هذه السنوات دونما شكوى".
تنهدت مونتي وقالت كأنها تعترف:
" لقد كنت ظالمة بحقك وأقر بأنني حاولت إقناع بيانكا بعدم توظيفك".
دهشت جوليا لهذه الصراحة فسألت:
" لماذا فعلت ذلك ؟ هل خفت على مركزك الميّز عندها؟".
" كانت لدي اسبابي الخاصة ، أما الآن فأعترف أنني كنت على خطأ ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-12, 12:07 AM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

إعتراف وإن جاء متأخرا قد ياعد جوليا على إغلاق جبهة مونتي والتفرغ لجبهة بيانكا ، ذلك على امل ألا يكون الإرتفاع في الجو رفع من حرارة مونتي والعودة الى اليابسة ستيبّس مشاعرها من جديد!
تحسنت حال مونتي قليلا بعد ان شربت قليلا من عصير البرتقال الذي أحضرته مضيفة بينما غرقت جوليا في كتابها بكل هدوء ، فالطيران ما ازعجها يوما وتعتبره أمرا عاديا كالتنقل بالسيارة ، ولم تتحادث الإثنتان إلا عندما أحضر الغداء فتبادلتا بعض الملاحظات على الطعام وتشجعت جوليا أخيرا لتطرح سؤالا يحيّرها من زمن طويل :
" كيف تعرفت الى بيانكا؟".
" إلتقيتها في بداية رحلتها الفنية عندما عملنا معا في مسرحية... ولكنني لم اتوقع لها النجاح على الخشبة بل على الشاشة وهذا ما حصل فعلا".
إرتفع حاجبا الفتاة إستغرابا لأنها لم تتخيّل أن مونتي كانت ممثلة فشكلها لا يوحي بذلك".
" كيف تعلمت التدليك والتجميل إذن؟".
اجابت مونتي:
" لقد تعرضت لحادث كسرت على اثره رجلي وخشي الأطباء ان اخرج منه عرجاء ، فأدركت أن عمري الفني شارف على نهايته ، لذلك إهتميت بالتدليك كونه جزءا من العلاج الذي أخضعت له ، ولما خرجت من المستشفى سليمة تماما درست التدليك والتجميل ونلت شهادة عالية فيهما ، ومرة إلتقيت بيانكا صدفة في أحد المحلات التجارية فتناولنا الغداء معا وعندما علمت أنني عاطلة عن العمل وأنني صرت خبيرة في التدليك عرضت علي العمل لديها وها قد مضت عشرون سنة وانا في خدمتها".
كشف ذلك الكلام جانبا من شخصية بيانكا كان خافيا ،فجوليا لم تكن تعتقد ممن يهتم بمصاعب الأصدقاء ويمد لهم يد العون كما فعلت لمونتي ، ومن جهة أخرى وقد تكون نظرية زوجها السابق جورج مورغان النفعية عنها صحيحة وعلاقتها بمونتي لا تتعدى هذا الإطار.
وحتى تغيّر الموضوع قالت الفتاة:
" ترى ما هو شكل منزل كارلو فيرونيزي؟".
" ألا يكفي انه قصر ليكون جميلا؟".
ضحكت جوليا قائلة:
" ارجو ان يكون الطقس مشمسا لكسب المزيد من السمرة".
" عليك أن تحاذري التمدد تحت الشمس كثيرا فهذا مضر بالجلد".
" لست من الذين يخافون كثيرا على صحتهم ومظهرهم".
" انا لا أطلب منك أن تكوني مثل بيانكا ولكن عليك ان تهتمي قليلا بمظهرك المر الذي لاحظت تباشيره في الفترة الأخيرة".
أشارت جوليا الى شعرها وقالت:
" مع الاسف الشديد إهتمامي بمظهري لا يرضي بيانكا".
" هذا لا يرضيها لأنه يعيد الى ذاكرتها ما تريد نسيانه".
" ماذا تعنين؟".
" اعني أنك تذكّرينها ببيانكا الصبية ، الم تشاهدي الصور القديمة التي جمعتها لتأليف الكتاب؟".
" لا لم اشاهدها لأنها جمعتها أثناء إجازتي في رودس وعندما عدت وجدتها قد غيّرت رايها والصور قد عادت الى مخابئها".
أعاد هذا الحديث صورة بوب برانت الى ذهنها فشعرت بوخز الم في قلبها ، وبعد هنيهة رأت إشارات الإمتناع عن التدخين وضرورة ربط الأحزمة مضاءة وسمعت صوت المضيفة يعلن إقتراب الهبوط في مطار روما وحاولت جوليا الإحتفاظ بهدوئها عندما سالت:
" أتعتقدين أن بوب برانت ما يزال مصرا على إنجاز كتابه؟".
" من يدري ماذا سيفعل الان ".
" ألم تطلعه بيانكا على سفرها؟".
" رايتها تحاول الإتصال به ولكنها لم تجده في المكتب ولا أعلم ما إذا نجحت في التحدث اليه لاحقا".
بدأت الطائرة برحلة الهبوط فأغمضت مونتي عينيها خوفا فيما حاولت جوليا تصور ردة فعل بوب عندما يكتشف ان بيانكا خذلته وسافرت دون ان تتوجه اليه بكلمة ، وبوب ليس من النوع الذي يرضى بالإهانة ويسمح بتمرير الهزيمة ، ولا شك ان بيانكا ستندم على عملها هذا يوما.
فكرة جعلت جوليا ترتعش بالرغم من شمس إيطاليا الساطعة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-12, 12:43 AM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- فتحت عيني عليك

كما في لندن كذلك في روما ، فما ان دخلت بيانكا وصحبها قاعة الإستقبال في المطار ، حتى حاصرها الصحافيون وإنهال عليها سيل من الاسئلة ، إستمر ساعة كاملة قبل ان تتمكن من الصعود الى سيارة سوداء كبيرة ، يقودها سائق كارلو فيرونيزي ، اما الحقائب فقد أرسلت في سيارة ثانية أقل فخامة إختارت مونتي الصعود فيها حرصا على أغراض سيدتها ، جلس ليون قرب السائق تاركا المقعد الخلفي للقسم النسائي ، وفي الطريق فكرت جوليا بالتحدث الى خالتها في موضوع الكتاب ، ولكنها تخلّت عن الفكرة عندما راتها تتذمر من الرحلة المتعبة ومن وجع الرأس الذي المّ بها.
طالت الرحلة من المطار الى قصر كارلو اكثر من المتوقع فخرجت السيارة بهم من روما وتوغلت في ضواحيها الريفية الغارقة بنور شمس قوية ، حتى بلغت قرية صغيرة في ساحتها اولاد يلعبون بالكرة ، أومات جوليا للاولاد بيدها فردّوا التحية بحرارة وكأن مرور السيارات في هذا المكان امر نادر الحصول ، اما بيانكا فكانت نائمة وباقة الورود التي قدمت لها في المطار بين يديها ، وهي لن تسر بالطبع بموقع القصر البعيد جدا من المدينة لأنها لا تحب الريف وتعتبره مظهرا بدائيا متخلفا.
بعد القرية تجاوزت السيارة مزرعة ضخمة تأهب كلابها تحسبا لي دخيل ، وبعد ذلك سلك السائق طريقا منحدرة تنتشر على جانبها البساتين المزروعة بشتى انواع الاشجار المثمرة ، ثم دخل قرية أخر فإضطر الى التخفيف من سرعته في ساحتها الغاصة بالناس ، أعجبت جوليا بهذا المكان وودّت لو أنها تستطيع الخروج من القفص الحديدي المبرد الى الهواء الحقيقي المنعش لتختلط باولئك الناس ، ولربما كان قصر كارلو قريبا بحيث يكنها السير يوما لزيارة هذه القرية وخاصة مبنى دار البلدية الاثري الذي اخذت تتامل جماله المعماري حتى انها أدارت رأسها لما تجاوزته السيارة لتتابع النظر اليه فوقعت عيناها على مشهد مذهل ، إذ رأت رجلا يخرج من المبنى فظنت ان عينيها تخونانها او أنها ضحية هلوسة ، فهل من المعقول ان يكون بوب برانت قد حضر الى هذا المكان وسبقهم اليه!
إستوت جوليا في مقعدها طاردة هذه الفكرة من رأسها قائلة في سرّها ان بوب في لندن ولا يعلم بسفر بيانكا الى إيطاليا وان من رأته شخص يشبهه من حيث الطول ، ونور الشمس القوي خدعها فخالته بوب.
بعد قليل إضطر السائق للتوقف ليسمح لمجموعة من الاولاد بإجتياز الطريق فلم تقو جوليا على منع نفسها من إعادة النظر الى مبنى البلدية فرأت الرجل ما يزال واقفا هناك مديرا ظهره فاقرت بأن قامته تذكّرها ببوب لكن آلة التصوير المعلقة في كتفه طمانتها الى انه مجرد سائح ، وما زادها إقتناعا بذلك كونه بصحبة حسناء شقراء وقفت بجانبه وتأبطت ذراعه قبل أن يسيرا في إتجاه آخر ويغيبا عن نظر جوليا.
غرقت الفتاة في مقعد السيارة الوثير واقنعت نفسها بان هذا الرجل ليس بوب لأنه لو علم بسفر بيانكا لما إستطاع الوصول الى هذا المكان بهذه السرعة ولما إصطحب معه فتاة جميلة كالتي شاهدتها في جولة سياحية ما دام هدفه تعقّب بيانكا.
في هذه اللحظة فتحت بيانكا عينيها قائلة بصوت تعب:
" ألم نصل بعد؟".
اجابت جوليا:
" ما زلنا نخرج من قرية لندخل اخرى وآمل ان نبلغ مقصدنا قريبا".
وبالطبع لم تجرؤ جوليا على مفاتحة خالتها بما شاهدت نظرا لمزاج هذه الاخيرة المعكر.
اصلحت بيانكا جلستها وقالت متذمرة:
" يا لها من رحلة جهنمية ! سيسمع كارلو فيرونيزي كلاما موجعا عندما نصل الى قصره اللعين ، كان من الأجدر ان ابقى في روما وياتي هو الي بدل أن يجلبني الى منفاه النائي".
لجوليا نظرة مختلفة عن نظرة خالتها السطحية ، إذ قالت:
" الطبيعة جميلة وموحية ، اغمضي عينيك وأنسي أنك في سيارة فترتسم في مخيلتك صور من التاريخ ، صور جنود رومان مثلا يهبطون التلة بجيادهم السريعة".
حدّقت فيها بيانكا بذهول واطلقت ضحكة عالية قبل ان تعلّق:
" هل اصبت بخلل في دماغك ، وبدأت تنتابك نوبات هلوسة؟".
قطعت السيارة منعطفا قويا برز بعده القصر فاطلق السائق بوق السيارة لتفتح البوابة الحديدية ألكترونيا ، وفي المدخل الى الحديقة الكبيرة توقف أمام كشك صغير أطل منه رجل ببزة سوداء وقبعة بيضاء إبتسم لمّا رأى السيارة فأكمل السائق طريقه في ممر صغير تحيط بجانبيه زهور وشجيرات من أنواع مختلفة تظللها أشجار السرو الباسقة التي تحجب القصر عن الأنظار ، وعلى الفور أخذت جوليا تعقد مقارنة بين غنى هذا المكان وفقر القرويين الذين راتهم حتى الان في دساكرهم المتواضعة.
وحاولت الفتاة أن تستعيد في ذاكرتها ما تعرفه عن كارلو فيرونيزي وعن بدايته في عالم السينما ، وهي بداية يكتنفها الغموض ، فشائعة تقول انه كان متسكعا في شوارع مدينة ميلانو قبل إنطلاقته واخرى تؤكد أنه إبن مزارع صغير في مدينة نابولي ، والحقيقة أن لا أحد يعلم كيف بدأ فيرونيزي وهو لا يصرّح بشيء عن طفولته وشبابه بل يقول للصحافيين:
" إذا اردتم التعرف اليّ شاهدوا أفلامي بدل ان تطلقوا الشائعات السخيفة".
والمخرج الإيطالي كان دوما محط الانظار الصحافية ومحتل صدر صفحات الجرائد لتغطية أخبار حياته المترفة ومحاولة التسلل الى عالمه الخاص المليء بالنساء الجميلات ، والغريب ان بيانكا لم تدخل ضمن دائرة نسائه قبل الآن وربما لنه عمل ضمن القارة الأوروبية في حين أن الممثلة الإنكليزية إختارت هوليود الاميركية ساحة لنشاطها الوفير.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-03-12, 04:54 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

اخيرا بان القصر المبني بحجارة صفراء والمؤلف من طبقتين ، وكان كارلو ينتظر زواره بنفسه على أسفل السلم الخارجي ، فرات جوليا رجلا قصير القامة ، قوي البنية ، غزا الشيب شعره الكثيف ، وإلتمعت عيناه تحت حاجبين غليظين دلالة على ذكاء حاد وشخصية قوية ، وقالت الفتاة في نفسها ان كارلو هذا يبدو مزارعا أكثر منه مخرجا سينمائيا لأن مظهره أقرب الى واقعية الأرض منه الى خيال المخرجين.
إقترب من السيارة وصافح ليون الذي ترجّل وعرّفه الى بيانكا فاخذ المخرج يدها وقبّلها قائلا بالإنكليزية تلحنها اللهجة الإيطالية:
" إنه شرف عظيم لي يا آنسة لايتون أن أستقبلك في بيتي".
لاحظت جوليا عينيه تتفحصان بيانكا بتدقيق وإعجاب ، الأمر الذي راق للممثلة فزال إنزعاجها على الفور فردّت التحية بإبتسامة سخية ، أضاف كارلو ملتفتا ناحية جوليا:
" من تكون الانسة؟".
تولت بيانكا الإجابة:
" إنها إبنة خالتي وتعمل لدي سكرتيرة".
" ليس افضل من ان ياتمن المرء قريبه على أسراره ، وأنا أيضا لدي إبن عم ضيف عليّ ، إضافة الى ضيوف آخرين وأعتقد أن الانسة ستسر بالتعرف اليه".
تابع كارلو كلامه متوجها الى بيانكا:
" هل كانت رحلة الطائرة متعبة؟".
اجابت الممثلة بشبه سخرية :
" لو كان الأمر مقتصرا على الجو لهانت القضية ، لكن الرحلة البرية طالت أكثر من المتوقع".
امسك المخرج بذراعها مقترحا:
" لا بد انك بحاجة الى بعض الراحة ، ستصطحبك مدبرة المنزل ماريا بانيستا الى جناحك الخاص بينما أحضر لك بيدي شرابا ساخنا من الاعشاب الطبيعية ستشعرين بعده بقوة ونشاط لا مثيل لهما ، وثقي انك ستتمتعين بقدر كبير من الرعاية والإهتمام في بيتي يا آنسة لايتون فأنا حريص كل الحرص عليك".
ابتسمت جوليا وهي تقول في نفسها : تهاني الحارة يا سيد فيرونيزي فقد كسبت الجولة الأولى بجدارة واستحقاق.
توجه الجميع الى داخل القصر حيث امتد رواق طويل غطيت جدرانه بالمرمر وكسيت ارضه بسجاد وثير جعل جوليا ترغب بخلع جوربيها والسير حافية القدمين.
وفجأة توقفت بيانكا متذكرة شيئا هاما:
" حقائبي لم تصل بعد وكذلك مونتي ! لن أستطيع تدبر أمري بدونها !".
حثّها كارلو على صعود السلم بيده مطمئنا:
" ماريا باتيستا ستعتني بك أحسن عناية".
في هذه اللحظة أطلت ماريا بكل بدانتها فوجّه كارلو اوامره بالإيطالية وبصوت عال جعل بيانكا تمسك جبينها ، ولكن صوت ماريا كان لحسن الحظ ناعما مريحا ، اذ دعت الممثلة بالانكليزية:
"هلا تفضلت معي يا سيدتي فكل شيء جاهز لك".
تبعتها بيانكا كالنعجة الوديعة امام عيني جوليا التي وجدت في ماريا منافسة خطيرة لمونتي ،وافاقت الفتاة من شرودها على صوت كارلو:
" أتفضلين أخذ قسط من الراحة في غرفتك يا آنسة جوليا أم الإسترخاء في مياه حوض السباحة؟".
" شكرا على لطفك ولكن الانسة لايتون قد تحتاج الي".
هز الايطالي راسه بكل ثقة :
" لن تحتاج اليك الآن فماري ستجعلها تنام حتى موعد العشاء حين تكون حقائبها وصلت وكذلك خادمتها".
" حسنا ساتوجه الى حوض السباحة ولكن بدون سباحة لأنني أنتظر ثيابي مع الحقائب".
" ستجدين هنا كل ما يلزمك يا آنستي ، غرازييلا ستأخذك الى غرفتك وتعطيك ملابس للسباحة".
ثم اضاف بمكر قبل أن يتوجه الى الشرفة للتحدث مع ليون:
" لماذا لا تطلبين منها واحدا أخضر فهو يناسب جسمك الرشيق".
حضرت الخادمة غرازييلا وهي فتاة ناعمة خجولة لا تجيد سوى القليل من الانكليزية ومع ذلك فهمت عبارات جوليا التي أعجبت فعلا بغرفتها ، فالأرض مغطاة بسجاد ابيض وورق الجدران مائل الى زرقة ناعمة تناسب لون السرير الابيض المريح ، نظرت جوليا من النافذة المطلّة على الحديقة الفسيحة المليئة بمختلف أنواع الزهور ، تفصل بين المجموعة والأخرى ممرات حجرية صغيرة ، وتروي مساحات العشب الأخضر نوافير مياه تضفي على الجو طراوة يحتاجها لطرد حرارة الشمس اللاهبة ، وفيما هي تراقب المنظر البديع رات ليون وكارلو يتمشيان غارقين في حديث مهم يبدو من حدة اشارات اليدين التي ترافقه ، وأدركت الفتاة ان موضوع الحديث هو فيلم فرانشيسكا ، فمشروع ضخم كهذا يحتاج الى الكثير من المناقشة والدرس ليحقق المرجو ويدر الاموال الوفيرة.
بعد ذلك خرجت مع غرازييلا التي حاولت افهامها بانها ستاخذها الى حوض السباحة فترددت الفتاة قليلا مفكرة بالذهاب الى بيانكا ، غير انها عدلت عن ذلك باعتبار ان خالتها قد تكون نائمة الان ومونتي ستصل في أي حال بعد قليل.
اقيم حوض السباحة في الجهة الخلفية للقصر وسط حرج صغير من اشجار السرو وقربه غرفة بيضاء صغيرة لتغيير الملابس ، وانتشرت حول الحوض مقاعد للاستلقاء تحت أشعة الشمس أو تحت أوفياء المظلات الكبيرة ذات الألوان الفرحة.
سرت جوليا عندما رات ان الحوض فارغ وكذلك المقاعد فتستطيع التمتع وحدها دون ازعاج احد ، واقتادتها غرازييلا الى الغرفة لتنتقي ثوب استحمام فاختارت واحدا اسود محتشما ما لبثت الخادمة أن أخذته من يديها مشيرة الى ثوب آخر أكثر تحررا أخضر اللون مع خطوط ذهبية ، وبالطبع رفضت جوليا بادىء الأمر ارتداء مثل هذا الثوب الكاشف الذي لا يستر سوى الشيء اليسير من مفاتنها ، بيد انها قررت بعد التفكير إرتداءه ما دامت وحيدة قرب الحوض فتكسب بذلك بشرتها المزيد من السمرة.
خرجت الفتاة من الغرفة بعد ان تاملت نفسها في المرآة بالاخضر الجذاب وتلفتت يمينا ويسارا لتتاكد من وحدتها التامة بعد اختفاء غرازييلا ، وعلى الفور نزلت الى المياه المغرية بصفائها وتلألئها المتراقص كحبات كبيرة من اللؤلؤ ، واخذت تسبح قاطعة الحوض طولا بسهولة لأنها تجيد هذه الرياضة تماما خاصة انها تمارسها يوميا عند وجودها في منزل بيانا في كاليفورنيا ، أما الخالة فلا تحب السباحة لأنها تفسد شعرها وتنمي عضلاتها أكثر من اللزوم كما تعتقد.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-12, 04:01 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تابعت جوليا السباحة منوعة بين السباحة ظهرا وفراشة حتى أنها قطعت بعض الأمتار تحت المياه متمتعة بهذا التمرين الذي ما اتيح لها القيام بمثله في رودس نظرا لكثافة السابحين في حوض الفندق فيكاد السابح لا يجد له موطىء قدم ويضطر الى الاكتفاء بالوقوف في المياه عاجزا عن الحراك.
أخيرا قررت الفتاة العودة الى غرفتها لتستحم وترتدي ملابسها فخرجت من تمرينها وعيناها مغلقتان بسبب المياه مفتشة عن السلم المعدني فوضعت يديها عشوائيا على ما ظنته سلما ، فاذا بها تحس بيدين قويتين ترفعانها من الحوض وتمسكان بخصرها لاكمال المهمة ، فمسحت المياه عن عينيها وفتحتهما لتراه امامها منتصبا بشحمه ولحمه.... ارتخت شفتاها وقالت:
" بوب برانت ! ماذا تفعل هنا؟".
" لا يسعني سوى تقديم الاطراء الصادق على ثوب الاستحمام الذي ترتدين".
وقفت الفتاة تحدق فيه وكأنها ترى طيفا والأحاسيس الغريبة تتفاعل في نفسها ، احاسيس تجمع بين الغضب والاثارة والخوف والفرح.... أشياء خطيرة لا تعرف كيف تسيطر عليها وتمنع نفسها من الوقوع في شركها وشرك مثيرها.
عندها انتبهت لما قال فأحست انها غير محتشمة تماما أمامه وسارعت الى ستر جسمها بمنشفة كبيرة سائلة:
" كيف وصلت الى هذا المكان؟".
أجاب الرجل مبتسما:
" بالطريقة عينها التي وصلت فيها انت".
" أشك في ذلك وأنصحك بالاختفاء من هنا قبل ان تعرف بيانكا بوجودك".
" أتظنين انها لن تسر بمشاهدتي؟".
" ليست بيانكا الوحيدة التي لن تسر بمشاهدتك بهذا ملك خاص وكارلو فيرونيزي سيطرحك خارجا".
" انك تملكين خيالا جامحا".
" لا تأخذ الامور بهزل فدخول ملك الغير عنوة جريمة".
ضحك بوب من أعماقه قائلا:
شكرا للتحذير واسمحي لي برده ، الم تسمعي كارلو يقول ان لديه ضيوف آخرين؟".
حدّقت فيه مذهولة وقالت:
" اتعني أنك تنزل ضيفا في القصر؟".
" ولم لا يا آنسة نيلسون ؟ اتظنين ان كل الناس يمقتون صحبتي ؟ والغريب أنني رايت لمحة ترحيب على وجهك منذ قليل".
بدات يدا الفتاة ترتجفان بعد ان فضح مشاعرها فاستجمعت رباطة جأشها وقالت:
" من الطبيعي أن وجودك في قصر كارلو فيرونيزي ليس صدفة".
" لن أدّعي ذلك فكارلو صديق قديم وقد رحّب بي عندما اقترحت ان وجودي هنا الى جانب بيانكا حيوي لاتمام الكتاب".
" وما ادراك أن بيانكا ستقبل باقتراحك هذا؟".
" سبق وأفهمتك أن ترحيبي بتعاونها لا يعني عدم قدرتي على الاستغناء عن هذا التعاون".
" ليس من العدل أن تخلق المشاكل لبيانكا وهي على عتبة الدخول في مشروع فيلم ضخم".
قال بوب بصوت قاس وجازم:
" من الافضل ألا تتذرعي بالعمل لن بيانكا حاولت خداعي والتهرب مني ، ولم يدر في خلدها أن بوب برانت ليس من النوع الأحمق الذي يسهل التحايل عليه".
لم تتمالك جوليا نفسها من الارتجاف على رغم الشمس الدافئة وأحست بعيني بوب انوارا مسلطة عليها ، فلاحظ الرجل ذلك وقال ساخرا:
" لا تغالي في ادعاء الخجل فالفتاة الخجولة لا ترتدي ثوب استحمام كاشف كهذا !".
وقبل أن تستطيع منعه سحب المنشفة الملفوفة عليها فصاحت:
" كيف تجرؤ ايها الوقح ؟".
وبنبرة من سئم اللعبة قال:
" الن تنتهي من حماقاتك ؟لا حاجة لمنشفة في هذا الطقس الدافىء واذا كنت مبللة فالشمس تجففك ، اما ادعاء الحياء فأمر غير مقنع تماما".
" اذا كنت تلمّح الى ثوب الاستحمام فاعلم أنه لم يكن من اختياري لأن ملابسي لم تصل بعد".
عقّب بوب على كلامها بتهكم:
" انا متأكد من أن مجال الاختيار كان واسعا فكارلو ليس من الذين يملكون ثوب استحمام واحد يقدمه لضيوفه ولكنك اخترت هذا لغاية في نفسك أو بدافع كامن في عقلك الباطني".
ارادت التفسير بانها توقعت أن تكون وحيدة قرب الحوض لكن الكلمات خانتها وأبت ان تخرج من حلقها الجاف ، فوقفت أمامه يتفرّج عليها والخوف مستبد بها يخالطه شعور غريب لا تستطيع فك رموزه ، اخيرا اقترب منها فتسارعت دقات قلبها المجنون وارتعدت اوصالها عندما طوّق خصرها بيديه وأخذ يداعبها بحنان ، ولا شعوريا اقتربت منه وقلبها يصرخ في خفقاته ، ولم يكن بوب بحاجة الى أكثر من ذلك فعانقها بنعومة وسرعة قبل ان يغوص أكثر ، وجوليا سابحة في تيار اللهفة تحاول عبثا السيطرة على ما بقي لديها من أعصاب ، فهي عرفت العناق من قبل ولكنها لم تذق في حياتها شعورا بهذه النعومة وهذا الاحساس المرهف والجارف معا ، وارادت الفتاة ان تكون هذه اللحظة نقطة تحوّل في حياتها فهي كبحت عواطفها وحبست مشاعرها طيلة أعوام ثلاثة وها هي الان مستعدة لافاضة ما يعتمل في داخلها من أجل هذا الرجل ، فاقتربت منه أكثر وطوّقت عنقه بذراعيها ، واذا به يبعدها عنه فجاة قائلا بنبرة هادئة:
" من المؤسف ان نضطر لوضع حد لهذا المشهد الجميل".
شعرت جوليا بالعار وبعالم الأحلام الذي ينته في تلك اللحظات ينهار تحت وطأة اقدام قساوة بوب وتهكمه ، فخبأت وجهها بيديها وقالت:
" لا ، المؤسف أننا بدأنا هذا المشهد الأحمق".
" لا تسيئي فهمي ، انما حاولت الا أقحم الغير فيما حصل".
عندها سمعت الفتاة اصواتا ووقع خطى فالتقطت منشفتها محاولة اخفاء ارتجافها حين وصل كارلو قائلا:
" هل تمتعت بالسباحة يا جوليا؟".
أجابت باندفاع مفتعل وكاذب:
" كانت المياه رائعة فعلا".
التفتت الفتاة لتشاهد الصبية الحسناء الشقراء التي كانت بصحبة بوب في القرية تقف الى جانب الايطالي ، اشار كارلو اليها معرفا:
" هذه باولا ، آمل أن تصبحا صديقتين".
صافحت جوليا الفتاة الرائعة الجمال ذات العينين العسليتين الساحرتين ،وتبادلتا الأحاديث التقليدية قبل ان تسأل جوليا من قد تكون منافستها.
" هل تمتعت بجولة بعد الظهر؟".
" أتعنين زيارة القرية ؟ بوب هو الذي يهتم بالأشياء الاثرية أما أنا فكل القرى بالنسبة الي مشابهة".
اقتربت باولا من بوب وطبعت على خده قبلة طويلة فقالت جوليا على الفور:
" اسمحوا لي بالانصراف الآن لرؤية الانسة لايتون".
فتدخّل كارلو :
" لا داعي لذلك فقد وصلت خادمتها ، ابقي معنا لنمارس القليل من السباحة".
رفضت جوليا عرضه الجديد بالحاح:
" عليّ الذهاب لأهتم بملابسي واجلب ثوب الاستحمام الذي يخصني على الأقل".
ظل بوب صامتا فيما تولى كارلو مهمة التعليق:
" لا ارى موجبا لذلك فقد اخترت ما يناسب جمالك تماما ، ولكن لا يمكنني منعك من عمل ما يريحك".
انسحبت الفتاة وجلبت ثيابها من الغرفة بعدما لفّت جسمها بالمنشفة وصعدت الى غرفتها لترى أن ثيابها قد أخرجت من الحقيبتين وعلّقت بكل ترتيب في الخزانة كما وضعت أدوات الزينة في حمامها الخاص ، فدخلت الحمام علّ مياهه الدافئة تزيل عنها تجربة الاضطراب والارتباك التي مرت فيها منذ قليل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:51 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.