آخر 10 مشاركات
لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شموخ لا ينحني -قلوب شرقي(خليجي)-للمبدعة: منى الليلي(أم حمدة) *مكتملة & الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          3-المطاردة العنيفة - ساندرا فيلد -روايات نتالي (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-12, 10:18 PM   #1

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
B10 169- الرجل الفراشة - سارة كريفن- ع. ق (كتابة/كاملة)**


أكملها لكم فريق الكتابة (أم مزن ومها33)
169- الرجل الفراشة - سارة كريفن- روايات عبير القديمة
الملخص

جوليا عاشت حياتها كالنهر الهادىء ، لا تعترض على شيء ،كانت قانعة بما تقدمه لها خالتها بيانكا لايتون الممثلة الشهيرة ، وتعتبر عملها كسكرتيره لها ، منتهى طموحها .
وجاء بوب برانت الكاتب الجذاب ، فكان بمثابة الحصاة التي عكرت هدوء البحيرة الراكدة ، فهبت الرياح عاتية بين جوليا وبيانكا ، وتغيّرت المقاييس وانقلبت المعادلات ، وكان بوب كالزئبق لا تمتلكه امرأة..... بينما هو فراشة يطير من زهرة الى اخرى ....... ويهوى البحث عن المستحيل وكشف الاسرار، لذالك كان حجر عثرة بين جوليا وخالتها التي خافت على سر حياتها.
بيانكا دفنت سرها واعتقدت بأن ماضيها مات ، لكن بوب حرّك حجر الماضي فكان الصراع بين الممثلة والكاتب على اشدّه ، ووقفت جوليا حائرة ،ضائعة، من تصدّق ومن تختار والى من تهرب واكتشفت بأن سعادتها الماضية وهم وبأن قلبها يدعوها لسعادة اخرى لكنها كالرمال بين الاصابع.

روابط الكتاب

وورد
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

pdf
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

txt
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 20-07-14 الساعة 11:30 PM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 03:46 PM   #2

كن فيكون
 
الصورة الرمزية كن فيكون

? العضوٌ??? » 113623
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,608
?  نُقآطِيْ » كن فيكون is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيك الف عافيه
الروايه فيها غموض
واسرار تسلم اناملك التي تحلق من
زهره الى زهره احلى واحلى
زي العسل


كن فيكون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-12, 07:27 PM   #3

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1-بداية شيء ما !

ترجلت جوليا نيلسون من التاكسي متحسّرة على الأسابيع الثلاثة التي أمضتها تحت شمس جزيرة رودس المتوسطيّة ، فشهر آب في لندن لا يمت بصلة الى حر الصيف بل يغلفه البرد ويلفه الضباب الذي تظلله غيوم رمادية كثيفة توزع خبراتها على الناس بين الفينة والفينة.
إستلمت الفتاة حقائبها من السائق وهي تتساءل ما إذا كان الطقس الرديء نذير شؤم بما ينتظرها في عملها ، ذلك لأن بيانكا لمتكن راضية عن سفرها وتركها العمل في هذا الوقت من السنة ، والتعامل مع بيانكا ليس سهلا البتة ، لانها إمرأة عصبية ومزاجها رجراج كالزئبق ، تشتعل غضبا لأي امر بسيط تافه ، وتنتظر تفهما من جميع المحيطين بها ، فالمخرجون يتحملون طبعها الشرس لأنه القاسم المشترك بين معظم نجوم السينما المصابين بالغرور وجنون العظمة ، اما زوجها الأخير جورج مورغان ، والذي لم تدم هناؤه معها طويلا إذ ينتظر إنتهاء المعاملات القانونية للحصول على الطلاق ، فيصفها بالمرأة المجنونة ، لقد تحمل المسكين منها الكثير حتى نفد صبره ، وقرر أخيرا وضع حد لمعاناته بأبغض الحلال أي بالطلاق ، وجوليا تفهم موقفه لأنها تجد صعوبة بالغة في التعامل مع بيانكا ، والسنوات التي أمضتها حتى الان في خدمتها كسكرتيرة ، لم تكن فترة ممتعة وإن تكن لا تخلو من الإثارة والفائدة ، وهي ما إنفكت تتساءل لماذا لم تستقل من وظيفتها بعد ، خاصة وأنها موظفة نشيطة وتجيد عملها تماما ولن تجد صعوبة بالتالي في العثور على عمل آخر ورب عمل اقل تطلبا وإزعاجا من بيانكا ، فها هي تستمر في رحلتها مع الممثلة الشهيرة ، تنظم لها حياتها الإجتماعية الحافلة ، تدبر شؤون مقابلاتها وسفراتها....وكلها امور من الصعوبة بمكان كون بيانكا تغيّر رايها من لحظة الى لحظة كما تبدّل ملابسها الفاخرة.
ولربما كان سبب صمود جوليا صلة القربى الدموية التي تربطها بالممثلة، والطريف أنها لم تعلم إلا منذ سنوات قليلة أن بيانكا لايتون النجمة السينمائية العالمية ما هي سوى خالتها شقيقة امها ،فالوالدة مارغريت نيلسون لم تطلع إبنتها على ذلك إلا مرغمة ، ولا عجب لأن مارغريت تعيش حياة فاضلة بعيدة كل بعد عن طريقة عيش شقيقتها المحمومة والحافلة بالمغامرات العاطفية التي إنتهى معظمها الى زيجات فاشلة لا تعمر أكثر من شهور لا يفوق عددها اصابع اليدين واحيانا أقل ، والأكيد ان الوالدة ما كانت فضحت ذلك لولا قرار بيانكا المفاجىء بالقيام بزيارة لشقيقتها المنسيّة ، وأزاء إصرار جوليا على معرفة سبب كتمان الحقيقة قالت الوالدة:
" لم اجد سببا لأطلعك على هوية خالتك ، فعالمها يختلف عن عالمنا ولم أظن يوما اننا سنلتقي مجددا".
بدا واضحا من كلام مارغريت انها الطرف الذي حبّذ الإنفصال والإبتعاد وتناسي الروابط العائلية ، ولما شاهدت إبنتها تتأملها بحثا عن تشابه بينها وبين بيانكا قالت:
" لا تنظري اليّ هكذا يا جوليا ، فأنا لا أشبهها أبدا حتى انني لم اكن اصدق أننا شقيقتان".
وزاد هذا الشعور رسوخا عندما حضرت بيانكا التي ملأت المنزل المتواضع بحضورها الثقيل ، كعطرها القوي الذي خلّفته وراءها عندما رحلت ، إضافة الى تساؤلات كثيرة منها سؤال شقيقة جوليا الصغرى ديبورا :
" لماذا أتت إلينا؟ ماذا تريد منا؟".
سؤال لم يجد أحد له جوابا شافيا ، ولا غرابة في إنزعاج الصبية الصغيرة من حضور خالتها ، فهذه الإخيرة لا تجيد التعامل مع الأولاد لأنها لم تنجب أولادا لحسن الحظ ، فلو فعلت لكانوا الآن ضائعين بلا عائلة.
وبرغم رحيل بيانكا ، ظلّ طيفها في منزل ىل نيلسون حاضرا ، ولطالما تساءلت جوليا ما إذا كانت الزيارة قد حصلت فعلا أم ان الأمر كان حلما مزعجا ، والحقيقة أن نظام البيت تغيّر بفعل هذه الزيارة ، فالوالدة اصبحت أكثر تحفظا وتهكما وتكتما الأمر الذي أثار قلق العائلة.
ذات ليلة عجزت جوليا عن النوم ، فقررت النزول الى المطبخ لتناول كوب من الماء ، ولما خرجت من غرفتها سمعت صوت والدها القلق يحاول طمأنة زوجته.
" إنتهى الأمر يا مارغريت ولا داعي للقلق".
وأجابت الوالدة بشيء من الحقد والكراهية:
" أخاف أن يكون الأمر في بدايته لا في نهايته".
عندها إنسحبت جوليا الى غرفتها حتى لا تتدخّل في ما لا يعنيها ، بيد أنها امضت الليل تتقلّب في سريرها لا يغمض لها جفن وهي تحاول فهم كلام والدتها الخائفة من بداية شيء ما ، اهي قلقة من تكرار زيارات بيانكا المصحوبة بالدعاية والتي ستعكّر هدوء المنزل المتواضع وتقلب نظامه المتقن ؟ قد يكون ذلك الشعور طبيعيا لأنه صادر من إمرأة فاضلة تعيش حياة عادية وتشارك في نشاطات إجتماعية كثيرة لكونها عضوة في إحدى الجمعيات الخيرية الفاعلة ، وجميع معارفها يحبونها ويقدرونها ، وأدركت جوليا بما لا يقبل الجدل ان شيئا ما حصل في الماضي وسبّب تباعد الشقيقتين وأن هذا الجليد لم يزل بدليل أن الزيارة نكأت الجراح واعادت النزف اليها من جديد.
مرّت اسابيع وشهور بدون أي جديد عن بيانكا اللهم إلا ما تتناقله وسائل الإعلام عن افلامها ومجريات حياتها الخاصة والتي لا تحمل من خصوصيتها سوى الإسم ، فالجميع على علم بما تفعله بيانكا لايتون وعلاقاتها العاطفية تشاع وتذاع وتملأ الاسماع ، وهكذا غابت النجمة الساطعة عن حياة نيلسون الى ان ظهرت من جديد بعد حوالي عامين.
وها هي جوليا الان تحمل حقيبتيها وتدخل الفيلا الفخمة التي تخص خالتها إستعدادا لخوض غمار العمل المضني بعد اسابيع الراحة والإستجمام التي أكسبتها سمرة مغرية وحرّرت شعرها الأسود الطويل وجسمها الممشوق من عناء التسريحات المعقّدة والثياب الآسرة التي تصر عليها الخالة تلبية لمتطلبات العمل الجدي الوقور.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-12, 11:56 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وتذكرت جوليا يومها الأول في هذا المكان عندما حضرت قبل ثلاث سنوات بناء على إستدعاء الزوج الضحية جورج مورغان الذي عرض عليها العمل كسكرتيرة لزوجته ، وترددت الفتاة طويلا قبل تلبية الدعوة لأنها تعرف عدم رضى والدتها عن هذه الخطوة ، غير أن فضولها تغلّب على خوفها فحضرت وحظيت بوظيفة هامة ومثمرة أين منها ما كانت ستحظى به لوقبلت بالعمل لدى أحد المحامين المتواضعين ، فلو فعلت ذلك لكانت السنوات التي مرت مضيعة للوقت والجهد.
أدارت الفتاة المفتاح في القفل ودخلت الى المنزل الفخم والمفروش بافخر الأثاث وأحسنه ذوقا وترتيبا ،ومن الطبيعي ان تملك بيانكا منازل كثيرة في عدة بلدان ، لكنها تفضّل بيتها هذا في وطنها الأم وتمضي فيه معظم اوقاتها مردّدة امام الصحافيين جملتها المعهودة:
" إنكلترا هي أجمل مكان على وجه الكرة الأرضية".
والشيء الوحيد الذي يزعجها في بلادها هو الطقس الدائم الرداءة فتهرب سنويا من شتائه القاسي الى منزلها في كاليفورنيا أو الى قصور الأصدقاء الكثيرين في منتجع ماريبيا في أسبانيا او في إحدى مدن جنوبي فرنسا الواقعة على شاطىء البحر الأبيض المتوسط ذي المناخ المعتدل الدافىء.
وإستفادت جوليا من ميول خالتها السندبادية فجالت معها في مختلف أصقاع العالم للسياحة او لتصوير الأفلام ، فبيانكا تحرص على إصطحاب فريقها الخاص الذي يضم أيضا أديث مونتغمري ظلها الدائم والتي تشغل في حياة الممثلة دورا هاما فهي الخادمة ومزينة الشعر ومصممة الأزياء والمدلكة.....هبطت مونتي، وهو لقب أديث مونتغمري ، السلم في حلتها الابدية : قميصها الأبيض وتنورتها السوداء وتوجهت الى جوليا :
" ها قد عدت اخيرا".
لم يكن في نبرة مونتي اثر لشوق او عاطفة وجوليا تعلم ان هذه المرأة لا تحبها ابدا ، فمنذ اليوم الأول لإستلامها العمل لم يبدر من مونتي سوى عدائية واضحة ، ولربما كان سبب ذلك خوف الخادمة الأمينة من منافسة على مركزها المحظي عند بيانكا نظرا لفارق السن بينها وبين جوليا ولصلة القربى التي تربط الممثلة بسكرتيرتها ، وقد عملت جوليا جاهدة على محو هذا التخوّف السخيف متوصلة الى نجاح نسبي اونوع من الهدنة مع مونتي بدون ان يؤدي ذلك الى إقامة علاقة ود او صداقة.
إبتسمت الفتاة وقالت لمونتي:
" كيف جرت الأمور بغيابي؟ هل حدثت أزمات ما؟".
أجابت المراة :
" لم يحدث شيء يستحق الذكر ولكنك وصلت في الوقت المناسب".
" هل فشل مشروع الفيلم الجديد ؟".
" لا شيء من هذا القبيل ، بل الأمر يتعلق بقصة حياة بيانكا التي تحضّر لكتابتها منذ شهور جمعة صورها القديمة ومستجمعة ذكرياتها".
سالت جوليا بقلق:
" هل تخلّت دار النشر عن المشروع؟".
" لا ولكنهم رفضوا ان تقوم بيانكا بتأليف الكتاب مصرين على ان يرسلوا الها أحد كتابهم ويدعى بوب برانت ، هل سمعت به؟".
" إسمه ليس غريبا عني ، وما المشكلة في قيام بوب برانت بتأليف الكتاب؟".
أجابت مونتي بجدية:
" المشكلة ان بيانكا ليست مرتاحة لهذا القرار فهي تفضل ان تقوم بالعمل شخصيا او بواسطة الصحافية الشابة التي كتبت عنها المقال في مجلة المراة العصرية".
علّقت جوليا:
" لا عجب في ذلك لان المقال كان مدحيا أكثر من اللزوم ، هل قابلت بيانكا الكاتب برانت قبل أن ترفضه؟".
" سياتي الرجل اليوم لهذه الغاية وبيانكا مصممة على عدم مقابلته".
يا لها من بداية حسنة جعلت الإجازة تتبخّر ، فجوليا لم تتوقع ان تغوص في أوحال العمل بهذه السرعة ومنذ اللحظة الأولى لرجوعها.
قالت الفتاة بعد أن فكرت قليلا بالمشكلة الجديدة:
" اعتقد أن الخيار الأخير يعود للناشر بحسب العقد المبرم بينه وبين بيانكا ، فلا حاجة إذن لإثارة المشاكل وإستعداء الكاتب حتى لا يبدأ بتشويه سمعة بيانكا وإثارة الفضائح ، ساصعد للتحدث اليها علني اقنعها".
" اتمنى ان تنجحي بذلك ، اتركي حقيبتيك هنا فشأوعز لهاريس بنقلها الى غرفتك.
ادركت جوليا من نبرة مونتي المتعبة أن الأسابيع الأخيرة كانت مرهقة حتى بالنسبة الى الخادمة المعتادة على طباع بيانكا ومشاكلها المستعصية.
حضر الخادم هاريس لنقل الحقيبتين ،وهو رجل طيب مطيع يقيم مع زوجته الطاهية في المنزل منذ سنين طويلة، ويؤمن الخدمة بشكل ممتاز متحملا من صاحبة المنزل الكثير من الإهانات والكلمات الجارحة ، بالرغم من إتقانه العمل وإجادة زوجته فن الطبخ ، ولعل السبب في بقائهما مع بانكا الأجر المرتفع الذي يتقاضانه والأيام الهادئةالتي تتاح لهما تمضيتها بغياب سيدة البيت.
صعدت جوليا السلم الى جناح بيانكا الواسع وقبل أن تطرق الباب سمعت صوت تحطم شيء زجاجي فدخلت وقالت على الفور:
" ما هي ضحيتك اليوم؟".
نظرت جوليا الى الأرض لترى بقايا إناء صيني يسبح في مائه والورود مبعثرة حول قدمي بيانكا التي رفعت عينيها الزمردتين الى الفتاة صائحة:
" اين كنت طوال هذه المدة؟".
" أنسيت انني ذهبت الى جزيرة رودس للإستجمام؟ وقد تعمّدت إرسال بطاقة من هناك لأنعش ذاكرتك قليلا".
هزّت النجمة كتفيها بلامبالاة قائلة:
" لا أذكر ما إذا تلقيت بطاقة فهذه الفتاة التي ارسلتها الشركة لي لتحل محلك بلهاء لا تجيد العمل بتاتا".
سألت جوليا وهي تشرع بجمع بقايا الزجاج المحطم:
" ماذا فعلت المسكينة حتىى تستحق هذا الغضب كله؟".
" يكفي انها السبب في مجيء هذا الرجل المقيت اليوم ، فقد وافقت على إعطاه موعدا بدون إستشارتي ، الحمد لله انك هنا الان لصرفه بطريقة مناسبة ، إتصلي به زاعمة انني مريضة؟".
إستغربت جوليا هذه النبرة الخانقة في صوت بيانكا فقالت بواقعية:
" ما نفع ذلك ما دام سيطلب موعدا آخر؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-12, 08:54 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

إعترضت شفتا الممثلة الجميلتان بعصبية:
" يبدو انك لا تختلفين عن سباستيان الفاشل الذي نصحني بالتعاون مع الكاتب تنفيذا لعقدي مع دار النشر ، يا له من مدير علاقات عامة ناجح يتركني في وسط هذه المعمعة".
وبشيء من السخرية علقت الفتاة:
" لا احد يشك بمقدرة سباستيان في حقل عمله ، واظن أن نصيحته جديرة بالتنفيذ".
" لا اريد العمل بنصيحته او بنصيحة غيره! أبغي التخلص من هذا الكاتب الذي يدعى برانت دون اخذ ورد وكلام فارغ".
" لماذا تجزمين قبل ان تري لهذا الرجل وجها ، تريثي قليلا فقد تجدينه لطيفا ومتعاونا".
أكدت بيانكا:
" أعرف تماما ماذا ينتظرني مع بوب برانت ، فهو كانت الفضائح وجالب الويلات ، وآخر مآثره كتابه عن كريستين والاس حيث اعطى عنها ابشع صورة".
جرحت جوليا اصبعها بقطعة زجاج وهي تسأل:
" ألا تستحق كريستين والاس ما جاء عنها في مؤلفه؟".
" هذا لا يعطي برانت الحق في نشر الغسيل الوسخ بهذه الوقاحة".
جوليا لم تقرأ الكتاب المذكور لكنها تتذكّر كم كانت متعة خالتها كبيرة وهي تطّلع على الحقيقة الفاضحة التي صوّر بها برانت الممثلة الشهيرة كريستين والاس، وقد إستطاع بقلمه اللاذع ان يحولها من اسطورة تقوم بلعب اصعب الأدوار النفسية المعقدة الى إمراة ساذجة إعترفت بأنها لم تفهم يوما أي شيء من الأدوار التي لعبتها وانها كانت مجرد دمية يحركها مخرج بارع ، وبفضل هذا الكتاب تحطمت حياة كريستين والاس ولم تعد تتلقى أي عرض سينمائي للقيام حتى بأدوار ثانوية.
اضافت بيانكا بخوف:
" لا أنوي مطلقا ان يصيبني ما أصاب كريستين الحمقاء التي سلّمت عنقها لهذا القذر فلم يتوان عن سفك دمائها وتشويه صورتها بشكل شنيع".
طمانتها جوليا باسمة:
" لا تبالغي فانت مختلفة تماما عن كريستين والاس".
" ومع ذلك ارفض أن اقحم رجلا كبوب برانت في خصوصياتي وحميمياتي".
ضجة واهية لأن أقل ما يقال في حياة بيانكا لايتون هو انها لا تتمتع بذرة من الخصوصية والحميمية ، فاعمالها وجولاتها في الزواج والطلاق كانت دوما تحت الأضواء معروضة للجمهور الواسع الذي يحبها ويقبل على افلامها بكثافة، وبرغم ذلك الحّت بيانكا:
" ستتصلين به الان يا جوليا وتلغين المقابلة ، كما ستتصلين بالسيد سيباستيان لتبلغيه انه مطرود".
وافقت الفتاة على قرار بيانكا عالمة ان الشق الأخير منه لن يعرف طريقه الى التنفيذ لأن سيباستيان تعرض للطرد عشرات المرات حتى الآن ولم تجرؤ بيانكا مرة واحدة على التخلّي عنه.
انهت جوليا جمع الزجاج المحطم وذهبت الى مكتبها الذي وجدته مرتبا ترتيبا حسنا على يد بديلتها التي لم تعجب بيانكا ، ومن هناك إتصلت بسيباستيان وبادرته الى القول:
" انت مطرود".
قهقه الرجل معلقا:
" إنها المرة الرابعة أتعرض فيها للطرد هذه السنة ، تعلمين نني افكر بتركها يوما ما لأرى ماذا ستفعل بدوني ، كيف أمضيت الإجازة يا حلوتي؟".
" أكاد لا اذكر من إجازتي شيئا بعد ان كلّفتني بيانكا بمهمة مستحيلة".
" لا شك أنك تعنين قضية بوب برانت ، لقد افهمت بيانكا أنه لا طائل من محاولة التهرّب من تنفيذ العقد مع الناشر ولكنها رفضت التسليم بذلك وصبّت جام غضبها علي".
" ربما أنها لم تستطع الوصول اليك مباشرة حولت إنتقامها الى اناء صيني نفيس".
" خالتك هذه إنسانة غريبة الأطوار يا جوليا ، حاولي إقناعها بالتعاون مع بوب برانت ، على فكرة ، هل قرأت شيئا من مؤلفاته؟".
أجابت جوليا:
" لا ولكنني أعلم الصدى الذي أحدثه كتابه عن كريستين والاس".
" أنصحك بقراءة كتبه لتعرفي تماما ما سيواجهك ".
إنتهت المحادثة غير المجدية وحاولت جوليا الإتصال ببوب برانت لتجد ان خطه مشغول ، وكررت المحاولة مرات ومرات عبثا ، ثم خرجت من المكتب لتبلغ بيانكا بذلك وتذهب بعدها لتغيير ملابسها الخفيفة التي لا تعجب الممثلة الأرستقراطية المصرة دوما على رؤية جوليا ترتدي افخر الملابس ، والفتاة لا تعارض ذلك ما دام أجرها العالي يسمح لها بإبتاع ثياب تزيدها جمالا وجاذبية ، وتذكرت كيف نصحتها بإرتداء ملابس غالية ، الفتاة التي كانت تشغل قبلها منصب سكرتيرة بيانكا وقد تركت العمل بعد أن ضاقت ذرعا وعيل صبرها من تحمل رشقات الممثلة الجارحة ، وقد ابلغت الفتاة جوليا بصعوبة وظيفتها برغم من صلة القربى التي تربطها ببيانكا ، فهذه الأخيرة لن تغيّر من عدائيتها لمجرد كون سكرتيرتها الجديدة ابنة شقيقتها ، بل على العكس ستضيّق الخناق حول عنق جوليا وتمنعها من التصريح بعلاقة القربى لئلا تفضح عمرها الذي تحرص على إخفاء تقدمه بكثير من التمارين الرياضية والمساحيق التجميلية ، بيد أن كل هذه السلبيات لم تخفّف من حماس جوليا في شغل المنصب المغري ماديا والذي تحلم بمثله أي فتاة بعمرها ، وإستطاعت الفتاة مع مرور الأيام لجم إنفعالاتها عند كل إشارة جارحة تصدر من بيانكا الى ان إعتادت عليها تماما واصبحت زمام الأمور بيديها مقابل بعض التضحيات كإرتداء ملابس معينة وتصفيف الشعر بطريقة محدّدة والتخلّي عن صداقة أي رجل لئلا تكون في موقع منافسة مع خالتها المتصابية ، ولعل اهم تنازل قبلت به جوليا هو تعريفها الى الناس كإبنة خالة بيانكا لا إبنة شقيقتها الأمر الذي يبدو طبيعيا نظرا لصعوبة معرفة عمر الممثلة الفاتنة الحقيقي.
في هذه اللحظة رن الجرس ففتح الخادم هاريس الباب وشاهدت جوليا من اعلى السلم ظل رجل طويل القامة تحدث بصوت خافت وواثق.
" ادعى بوب برانت ، والانسة لايتون بإنتظاري".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 08:41 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ذهلت جوليا قائلة في نفسها أن هذا ليس بوب برانت لأن خطه ما زال مشغولا ، وعلى الفور دخلت غرفتها وغيّرت ملابسها بسرعة فإختارت فستانا بنيا وحذاء أنيقا ، ولم يكن لديها متسع من الوقت لتصفيف شعرها فعقدته ورفعته ببعض الدبابيس ، ثم توجهت الى الطابق الأرضي بدون ان تبلغ بيانكا بمجيء كاتبها ، وعلى اسفل السلم كان هاريس بإنتظارها ، فقال :
" لقد ادخلت الضيف الى غرفة الجلوس ، فهل تريدين ان احضر القهوة وابلغ الآنسة بيانكا".
قالت جوليا وحراجة الموقف تساهم في تسارع دقات قلبها :
" ليس الان ، فعندما أريد منك شيئا ساستدعيك".
توقفت الفتاة عند مدخل غرفة الجلوس لتاخذ نفسا عميقا وتحاول السيطرة على اعصابها حتى تتمكن من إقناع بوب برانت بتأجيل المقابلة ، ورسمت على شفتيها إبتسامة لطيفة قبل ان تدخل لتجد الرجل واقفا قرب المدفاة ، يتصفح إحدى المجلات.
إلتفت اليها وقال:
" ها قد أتت اليّ إبنة شقيقة الممثلة اللامعة".
لم تقو جوليا على إخفاء دهشتها فالرجل مطّلع على حقيقة الصلة بينها وبين بيانكا وهو أمر من المفترض الا يعلم به أحد ، ولما لاحظ بوب ذلك على وجه الفتاة أضاف:
" لا حاجة الى الإنكار يا آنسة فأنا أعرف كيف اجلب المعلومات الصحيحة".
عندها ادركت جوليا ان هذا الرجل خطير وان خالتها كانت على حق عندما رفضت مقابلته وعليها بالتالي التخلص منه ، فقالت:
" يبدو أنك تحر نشط يا سيد برانت".
" عملي يملي علي ذلك يا آنسة نيلسون.... حبذا لو سمحت لي بمناداتك جوليا بما اننا سنمضي أوقاتا كثيرة معا".
" الآنسة لايتون تفضّل المحافظة على الشكليات في مجال العمل ، لقد حاولت الإتصال بك مرارا فلم انجح".
" الحقيقة ان هاتفي معطل منذ الأمس ( رماها بنظرة فضولية وتابع) هل كنت تودين إبلاغي بتأجيل المقابلة لمرض اصاب الآنسة بيانكا؟".
فضح بوب برانت العذر الذي حضّرته جوليا فإضطرت الى تغييره.
" الآنسة بصحة ممتازة ولكنها لن تتمكن من رؤيتك اليوم".
وضع برنت المجلة على الطاولة وقال بنبرة شبه تهديدية:
" لنكن صريحين يا آنسة نيلسون ، بيانكا لايتون لم تعد متحمسة لمشروع الكتاب وقد إنتدبتك لتزفي اليّ الخبر اليس كذلك؟".
أجابت جوليا غاضبة:
" لا حاجة إذن لإكمال الحديث ما دمت حاذقا الى هذه الدرجة".
ادارت ظهرها لتخرج من الغرفة فأمسكها من ذراعها قائلا:
" صرفي ليس بهذه السهولة يا حلوتي ، فانا شخص محترف ولا احب ان اهدر وقتي هباء".
" ارسل لنا حسابا باتعابك لنسدّده لك ، وإذا كنت تحاسب على الوقت فقد امضيت هنا خمس عشرة دقيقة تماما".
إبتسم الرجل قائلا بسخرية:
" لسانك اللاذع لا يتوافق مع جمالك البريء الوادع ، عليك أن تفهمي انني مكلّف بكتابة قصة حياة بيانكا لايتون ، وسانفذ مهمتي شاءت سيدتك التعاون ام ابت".
" وهل نفع تعاون كريستين والاس؟".
" ما ذنبي إذا كانت هذه الأخيرة حمقاء تصرّح بكل شيء ، جلّ ما فعلته وقتها تسجيلي لأحاديثها ونقلها للقارىء حرفيا".
" لا اشك انك تغار على الحقيقة".
" انا لا أؤمن بالكذب على الإطلاق ولا اعتبره وسيلة لترويج مؤلفاتي ، ما يحيّرني أن خالتك كانت متحمسة للمشروع أكثر من دار النشر فلماذا غيّرت رايها الآن؟".
اجابت الفتاة وذراعها ما تزال اسيرة يده:
" غيّرت رأيها بعدما علمت ان الكاتب شخص لا يقيم وزنا لحرمة حياة الناس الخاصة".
علّق الرجل هازئا:
" منذ متى أصبحت بيانكا لايتون حريصة على خصوصياتها؟ الكل يعلم أن حياتها ملك شائع للجمهور لو صح التعبير ، لا بد انها تخفي اسرار أكثر اهمية مما نظن حتى تعدل عن كتابة قصة حياتها ، سانصرف الان ولكن بلّغي بيانكا انه من صالحها مقابلتي في المرة المقبلة".
لم تستطع جوليا منع صوتها من الإرتجاف:
" هل أعتبر كلامك تهديدا؟".
" لنسمه تحذيرا".
فجأة مدّ يده ليفك زري فستانها العلويين ويقول:
" من الأفضل أن تهتمي بملابسك جيدا وقت العمل".
تراجعت جوليا صائحة:
" كيف تجرؤ على ملامستي وإنتقاد ملابسي !".
" لا تسيئي فهمي يا عزيزتي فجل ما في الأمر انك اخطات في تزرير الثوب الجميل".
رات جوليا انه محق فقالت:
" شكرا لك مع العلم انني أستطيع تصحيح الخطأ بدون مساعدتك".
" كما تشائين ، فانا حاولت أن أمد يد العون ليس إلا ، واسمحي لي بالإشارة انك لست من النوع الذي يعجبني فلا ضرورة للإنفعال لأنني لن افترسك".
لم تصدّق جوليا انها تستطيع ان تكره إنسانا بهذه السرعة فقالت بحنق:
" الوداع يا سيد برانت".
هزّ الرجل رأسه بهدوء مؤكدا:
" بل الى اللقاء".
خرج الرجل فتنفست جوليا الصعداء وهي مصمّمة على إبعاده عن درب بيانكا التي لن تستطيع ضبط أعصابها وتحمله فيجرها الى مزالق تحطم حياتها كما حصل لكريستين والاس ، ستبذل جوليا المستحيل لحماية بيانكا من بوب مهما إعترض سيباستيان أو ليون مدير أعمال خالتها لأنهما لا يعرفان الكاتب المؤذي حق المعرفة.
وجفلت الفتاة لمّا تذكّرت أصابعه تلامس بشرتها بوقاحة ما بعدها وقاحة وادركت ان بيانكا ليست وحدها محتاجة الى حماية من بوب برانت فجوليا ايضا ستجد صعوبة في درء خطره عنها....


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-12, 07:32 PM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- عشاء بالإكراه

قدّمت جوليا تقريرا شفويا لبيانا بما حدث مع الكاتب بوب برانت ، وبالطبع لم ترض الممثلة ، التي كانت تستعد للخروج الى الغداء، عمّا حدث فقالت:
" لم تحسني التصرف ، فقد طلبت منك التخلص منه لا إستعداءه".
" التخلص منه يعني حتما إستعداءه ، فالرجل مصمم على إنجاز الكتاب مهما كلّف الأمر".
" سنرى من سيفوز بالنهاية".
تنهّدت جوليا قائلة:
" سيباستيان على حق عندما ينصحك بكسب ورد بوب برانت وتنفيذ العقد مع دار النشر".
" لسيابستيان حصة كبيرة في هذا الإنجاز الضخم ، أنا لا أحتاج لهذا الكتاب فشهرتي الواسعة تجعلني بغنى عن أي نشاط دعائي جديد".
هنا أشارت جوليا الى شيء هام.
" بإمكان أي كاتب ان يجعل من سيرتك مادة للكتابة ، فمن الافضل أن يتم ذلك بعلمك وتحت إشرافك".
صاحت بيانكا بعصبية:
" يبدو انك تقفين الى جانب برانت لا الى جانبي !".
" أنا أحاول حمايتك من براثنه فيما لو اغضبته ورفضت التعاون معه".
رفعت الممثلة حاجبيها إستغرابا وقالت:
" ولماذا تريدين حمايتي؟".
" لا أعلم تماما ، ربما كانت لصلتنا الدموية علاقة بالموضوع".
فقهقهت بيانكا معلّقة:
" يا له من كلام مؤثّر ! ارجوك لا تقلقي بشأني يا طفلتي لأنني أستطيع الإهتمام بنفسي".
علت الحمرة وجنتي جوليا بسبب هذا الكلام الجارح ، فهي حسبت ان بيانكا ارادتها سكرتيرة لأنها إبنة شقيقتها وتتوقّع منها بالتالي الولاء الكامل والحب الصادق ، غير ان الفتاة لم تلاحظ طيلة السنوات الماضية أن بيانكا لا تعاملها كنسيبة لها ، بل هي تقسو عليها وترفض أي محاولة لإقامة محبة بين الإثنتين لذا صمّمت جليا على تناسي صلة اقربى والتصرّف لدى أي رب عمل تقوم بواجبها مقابل الأجر الذي تتقاضاه ، بيد أن بيانكا تطلب منها احيانا القيام باعمال إضافية لا يعقل ان تقبل بها سكرتيرة اخرى غريبة تعمل عندها.
اما مارغريت والدة جوليا فكانت تتوقع مثل هذه المعاملة وقد قالت لإبنتها مرة:
" ماذا كنت تتوقعين من بيانكا ؟ إنها إمراة إنتهازية لا تهتم إلا بتحقيق مصالحها ، خالتك تعتبر نفسها محور العالم ، يقوم بخدمتها جميع من حولها ، ومن المؤسف أنك اوقعت نفسك في هذا الشرك المميت".
حزنت جوليا لهذا الحقد من صميم قلب والدتها التي لم تقترح أي شيء للمساعدة ، بل وجدت ان والدتها تشعر بالغيرة لان إبنتها إنسلخت عنها وذهبت لتخدم شقيقتها التي تكرهها ، والحقيقة ان جوليا بدأت تعترف في قرارة نفسها أن عالم بيانكا البديع الملون انساها بيتها وهدوء الجو العائلي الذي نشات في ظله ، ولربما كانت أكثر الدلالات على تخلّي العائلة عنها إيلاما عودتها الى المنزل منذ شهور قليلة لتجد ان شقيقتها ديبورا قد عقدت خطوبتها في حفل كبير أثناء غيابها ، وحاولت جوليا إقناع نفسها بأن هذا الحدث غير ذي اهمية وأن العائلة إضطرت لإجراء الخطوبة بغيابها نظرا لضيق الوقت ، غير ان هذا التبرير لم يستطع طرد شعور في نفسها بالحزن عل فقد الروابط العائلية االتي ما وجدت لها بديلا في كنف الخالة بيانكا .
أنهت الممثلة الفاتنة ترتيب هندامها والقت نظرة أخيرة في المرآة قائلة:
"سأتحدث الى ليون اليوم حتى يتدبر طريقة تخرجني من هذه الورطة".
تنهدت جوليا معلقة:
" أتمنى أن ينجح في إقناع السيد برانت بانك لا تخفين اسرارا هامة في حياتك".
" لم افهم".
" هذا ما قاله برانت مبررا عدولك عن إنجاز الكتاب".
إبتسمت جوليا وتابعت:
" حاولت إقناعه بأن فكرته خاطئة ولكنه لم يقتنع".
كان لهذا الكلام وقع الصاعقة على الممثلة ، فسرعان ما شحب وجهها وظهر القلق في عينيها ، الأمر الذي اثار فضول جوليا فقالت:
" ما بك يا بيانكا؟ هل كان برانت على حق في ما إستنتجه".
" بالطبع لا ، أرى تصرفاتك غريبة اليوم يا جوليا فانت تجيدين إستعمال عقلك عادة في المواقف الصعبة ، يبدو ان بوب برانت قد أربكك واخافك لسبب اجهله ، اقترح أن ترتاحي بعد الظهر لتستجمعي افكارك بعد الإجازة الطويلة".
" قكرة جيدة، ساذهب الى المنزل اليوم واعو داليك في الغد الباكر".
" حسنا ، بلّغي العائلة تحياتي الصادقة".
راقبت جوليا خالتها من النافذة تصعد في سيارة التاكسي متوجهة الى غداء العمل مع مدير أعمالها ليون ، وتصوّرت المشهد عند دخول بيانكا المطعم حيث تعلو الهمسات وإشارات الأصابع الى الممثلة الشهيرة وهذا أمر إعتادت عليه بيانكا وأتقنت تاديته فالإختلاط بالناس عامل هام في حياة الفنان عن نفّذه ببراعة أضاف الى رصيده الشعبي الشيء الكثير ، سوى ان ما اثار العجب في نفس جوليا ، الخوف الذي بدا على خالتها عندما حدّثتها عن اسرار خفية في حياتها ، وهي حياةعلنية وضعت تفاصيلها في متناول الناس دون حرج فلماذا إرتبكت عند الكلام على الأسرار؟ ايعقل أن يكون في حياة الممثلة اشياء مخبأة لا يجوز لأحد الإطلاع على حقيقتها؟
ولجت جوليا المنزل من الباب الخلفي المؤدي الى المطبخ عبر الحديقة ، وعلى الفور عانقت والدتها قائلة:
" لماذا أراك هزيلة هكذا؟".
" وهل تريدينني ان أسمن وأنا أعمل طوال النهار في المطبخ؟".
" لماذا كل هذا العجين؟".
" أصنع قوالب حلوى ستوزعها الجمعية على اطفال معوزين".
جلست جوليا على كرسي وقالت:
" لا داعي للعجلة في عملك فأنا باقية عندكم اليوم".
" يا لسوء حظنا يا عزيزتي فنحن مدعوون في المساء الى منزل ذوي فرانك خطيب شقيقتك لناقش تفاصيل حفل الزفاف ، ولا أعتقد أنهم يتوقعون أكثر من ثلاثة أشخاص على العشاء...".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-12, 05:09 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قاطعت الفتاة والدتها:
" لن أزج بنفسي في عشاء لم ادع اليه بل سأبقى هنا وانام باكرا لأرتاح من عناء السفر ، هل إتفقتم على موعد الزواج؟".
" هذا ما سنبحثه الليلة آخذين في عين الإعتبار ان فرانك وديبورا ما زالا صغيرين مع العلم انهما مستعجلان جدا".
" أنا سعيدة حقا بزواج ديبورا فهي كانت دوما تحب الإستقرار وبناء عائلة ، ألا تذكرين كي كانت تفضّل البقاء في المنزل منذ صغرها بينما أنصرف انا للعب مع الصبية ".
" ديبورا لا تحب المغامرة مثلك وطموحها الأكبر هو زواج سعيد وبيت هانىء ، لذا لا يسعني الإعتراض على زواج مبكر ".
أحست جوليا برغبة في البكاء وأرادت ان تسأل : وماذا كنت تتوقعين لي ؟ هل خيّبت آمالك ام ارضيتها؟ وبدل أن تقدم على هذه الخطوة الضرورية تناولت قطعة من الحلوى وغرقت في شرح تفاصيل رحلتها الى جزيرة رودس واصفة إياها بمرح ثم قدّمت الى والدتها الهدايا التي جلبتها من هناك محاولة الظهور بمظهر الإبنة السعيدة المحبوبة وكأنها لم تبتعد عن بيتها يوما.
وصلت الشقيقة الصغرى ديبورا في حوالي الخامسة الموعد التقليدي لتناول الشاي عند الإنكليز ، والمحزن أن ديبورا لم تظهر حرارة إتجاه اختها بل ظهر منها شيء من الحسد عندما علمت ان جوليا أمضت إجازة في رودس ، فقالت:
" ثلاثة أسابيع ي رودس! أكثر ما نحلم به أنا وفرانك لشهر العسل بضعة ايام في إحدى مدننا الساحلية ".
حدّقت جوليا في وجه شقيقتها الجميل وإقترحت:
" ما رايك بأن تكون هديتي لكما شهر عسل في مكان جميل؟".
رفضت ديبورا العرض بطريقة مهينة:
" لا ، شكرا".
" ولم لا ؟".
" افضل ان نتدبر الأمر أنا وعريسي على بدء حياتنا الزوجية بقبول صدقة".
جاءت كلمات ديبورا سهاما نفذت الى قلب جوليا التي عضّت عل الجرح وقالت:
" لا يجدر بك أن تاخذي إقتراحي من هذه الزاوية فأنا لم اقصد....".
لم تدعها ديبورا تكمل فقاطعتها:
" لا داعي للتفسير فنحن بخير دونما حاجة الى كرمك المستفيض".
هنا تدخّلت الوالدة التي وصلت لتوها من المطبخ فنهرت إبنتها الصغرى:
" لا حاجة لمثل هذا الكلام التافه ! " ثم توجهت الى جوليا ، أعذريها يا حبيبتي فهي متوترة كثيرا في هذه الأيام".
نهضت جوليا من مقعدها وتناولت حقيبتها قبل أن تقول وهي على شفير الإنفجار بكاء:
" أعتقد انه علي الإنصراف الآن".
ووافقت شقيقتها:
" سارافقك الى الباب".
وبنبرة تهكمية علّقت جوليا:
" لا ضرورة لذلك ، فانا ما زلت أعتبر هذا المكان بيتي ولا خوف من أن اسرق منه شيئا في طريقي الى الباب".
وكمحاولة لتنفيس التوتر قالت الوالدة مبتسمة:
" ديبورا لا تقصد هذا ابدا يا جوليا".
قبلت الفتاة والدتها والغصة تخنق صوتها:
"الى اللقاء يا امي ، في المرة التالية سوف اتصل بكم قبل حضوري".
خرجت جوليا من المنزل وهي تعلم أن شقيقتها تحدّق فيها من النافذة ، غير أنها لم تلتفت لتؤكد شكها بل تابعت طريقها تحت رذاذ خفيف بإتجاه محطة القطار لتنهي نهارا حافلا بالخيبة والفشل عل صعيد العمل وعلى الصعيد العائلي
وفيما هي غارقة في أفكارها كادت تصطدم بفتاة تمشي على الرصيف في الإتجاه المقابل ، فإعتذرت وهمّت بإكمال طريقها عندما صاحت الأخرى:
" جوليا! جوليا نيلسون! يا للصدفة الرائعة!".
رفعت جوليا عينيها الى وجه ليندا ألان صديقة المدرسة وقالت:
" ليندا الان ! ماذا أتى بك الى هنا؟".
" الم تبلغك والدتك أنني وزوجي دايفيد إشترينا منزلا قريبا من منزلكم؟".
" لا بد أنها نسيت كما انني أمضيت بعض الوقت خارج البلاد " .
أطلقت ليندا صفرة إعجاب معلّقة:
" ارى آثار شمس الخارج جلية على بشرتك السمراء ، أما سمرة بشرتي فتعود الى الصدا الذي أصابني به المكوث في هذه البلاد الداكنة !".
عانقت جوليا صديقتها والدموع تكاد تطفر من عينيها مسرورة برؤية احد يكنّ لها بعض العاطفة وقالت:
" كم أنا مسرورة برؤيتك يا عزيزتي ! ".
احست ليندا بإنزعاج صديقتها فإستوضحتها:
" ما الأمر ؟ ما الذي يشغل بالك؟".
هزّت جوليا راسها حابسة دموعها واجابت:
" لا يسعني أن ابكي كالبلهاء وسط الطريق".
" لنذهب الى بيتي إذن ، فزوجي لن يعود قبل ساعة".
في المنزل الصغير الدافىء هدات اعصاب جوليا فإعتذرت:
" آسفة لتصرفي الغبي في الطريق".
" لا تنسي انني معتادة على غبائك منذ ايام المدرسة ".
ضحكت الإثنتان عاليا قبل أن تكمل ليندا:
" ما الأمر ؟ هل فقدت وظيفتك البرّاقة اللمّاعة لتحزني الى هذه الدرجة؟".
" لا ، ولكنني اتساءل احيانا لماذا قبلت بهذه الوظيفة اللعينة ".
" لربما كان ما يشغلك مسالة لها علاقة بالقلب".
نفت جوليا ذلك وسردت على صديقتها وقائع يومها من أوله ولما سمعت ليندا قصة رفض ديبورا لهدية شهر العسل علّقت:
" يا لها من فتاة وقحة !".
" لا شك ان ديبورا تشعر باسى عميق حتى تعاملني بهذه الطريقة ".
" لا يا عزيزتي ، إنها تشعر بالغيرة لا بالاسى".
عارضت جوليا هذا القول:
ديبورا لا تملك سببا يجعلها تغار مني ، فهي طالما طمحت بالزواج وها هي الآن على وشك بلوغ مطمحها".
نظرت ليندا بشفقة وقالت:
" يا لسذاجتك الفائقة ! الم تفهمي أن الحسد ينهش ديبورا لأنها لم تنل وظيفتك؟".
" ولكنها كانت لا تزال في المدرسة عندما إستلمت وظيفتي".
" المنطق يتعطل في مسائل الغيرة ، ديبورا تتمنى الحصول على عملك مع بيانكا لايتون وما زواجها سوى محاولة لتغطية فشلها هذا ، ماذا بالنسبة لقضية كتاب بيانكا؟".
" الله وحده يعلم السبب الذي دفع بيانكا الى العدول عن إصدار كتاب سيرة حياتها".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-12, 10:31 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

فكرت ليندا قليلا ثم قالت:
" اعتقد ان خالتك خائفة من قلم بوب برانت فهو ليس من الكتّاب المتكسبين الذين يمدحون الناس متغاضين عن اخطائهم وهفواتهم".
" كيف تعرفين ذلك عن بوب برانت؟".
" قرأت بعضا من كتبه واعجبت بمؤلفه عن كريستين والاس ".
" هل لديك أحد هذه الكتب؟".
" لدي كتابه عن الملحن كلايف برسي".
" هل تعتبرين برانت موضوعيا في كتاباته أم يبالغ في تضخيم أخطاء الناس سعيا الى تحطيمهم؟".
" لماذا لا تقرأين احد كتبه قبل الحكم عليه؟ بإمكاني إعارتك كتابه عن كلايف برسي فما زال امامي اسبوعان قبل إعادته الى المكتبة العامة ، وإذا تاخرت في قراءته تتتحملين الغرامة".
ضحكت جوليا موافقة:
" إتفقنا يا عزيزتي " ، نهضت من مكانها وتابعت ،" لقد إرتحت كثيرا بالتحدث اليك".
" إبقي لتناول العشاء معنا مع ان تواضعه قد لا يفي بمطلوب إنسانة مهمة مثلك ، ولكنني آمل ان تاتي لتمضي معنا سهرة هادئة فدايفيد يتحرّق اليك بعد أن اشبعت أذنيه كلاما عنك".
خرجت جوليا من منزل صديقتها أكثر سرورا لعثورها أخيرا على شخص يعيد اليها شيئا من الماضي الجميل ، وإستغربت عدم كثر عائلتها أي شيء عن ليندا وعن زواجها ، فلو علمت بذلك لكانت أرسلت لها هدية على الأقل ، والأمر الأكيد هو ان عملها مع بيانكا خلط أوراق حياتها وعزلها عن مجتمعها ومعارفها السابقين ليرميها في جو مختلف وجديد مليء بالأضواء الفارغة بمعظمها.
من الآن وصاعدا يجب ان تمنحها بيانكا مزيدا من الوقت للتفرغ لحياتها الخاصة لتعيد إصلاح ذات البين وترميم ما تهدم من علاقات مع أفراد العائلة وخاصة مع ديبورا التي كانت خير شقيقة وصديقة فصارت فتاة عدائية شبه غريبة.
لقد أتاح لها العمل مع خالتها الحصول عل اشياء كثيرة كإبتياع الملابس الأنيقة وحضور الحفلات الكبيرة والأكل في المطاعم الفخمة ، وها هي منذ اسابيع قليلة تنال إجازة في جزيرة رودس دون أن تخطط لها فقد فاجاتها بيانكا بقولها:
" هذه تذكرة سفر الى جزيرة رودس حيث حجزت لك غرفة في أحد الفنادق الكبيرة ، إذهبي وتمتعي بالشمس والبحر لتزيلي من وجهك هذا الشحوب القبيح".
وهكذا حظيت بإجازة كاملة بقرار مزاجي صدر عن خالتها المتقلبة ،وهي كانت تستطيع رفض قرار خالتها والذهاب في إجازة من إختيارها وباموالها الخاصة ولكنها آثرت عدم التصادم مع بيانكا التي تحب أن ترى قراراتها الفجائية الإنفعالية منفذ ، وقد تكون رغبة الممثلة بإبعاد جوليا عن الميدان عائدان الى العلاقة الجديدة التي تربطها بالصحافي بيتر بيرينيت ، وهذه ليست المرة الأولى تعرف فيها بيانكا باحد الصحافيين ، وبيتر هذا يعمل ناقدا فنيا في إحدى الصحف اليومية وقد قابل الممثلة في حفل كوكتيل جمع العديد من أهل الفن والإعلام ، وعلى الفور أعجبت بيانكا بالشاب الأشقر الوسيم الذي إهتم بادىء الأمر بجوليا ودعاها للخروج عدة مرات معه قبل ان تدب الغيرة في بيانكا وتبدأ بالاعيبها المغرية لجذب الشاب اليها ، وبالطبع إستطاعت الممثلة بما لديها من مواهب وخبرة في صرف إنتباه بيتر عن جوليا وضمه الى لائحة ضحاياها من ذكور هذا العالم.
صحيح ان جوليا لم تغرم ببيتر أو بغيره ، لكنها كانت تتمتع بالخروج معه قبل ان تسلبها إياه خالتها بسهولة فائقة مست كرامة الفتاة وجعلت بيتر ينسى أن جوليا موجودة ، لقد كان من الممكن أن تسير علاقة جوليا بالصحافي في الطريق الصحيح لأنهما من عمر واحد ومتوافقا الطباع ، ولكن من أين للشاب أن يلتفت اليها وبيانكا تغرقه بالزهور وتلاحقه بالمكالمات الهاتفية وتسحره بالكلام المعسول والشكل الحسن، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو هل ستتمكن جوليا من العثور على فارس أحلامها دون أن تخشى فقده بلعبة من خالتها ؟ والمضحك المبكي أن بيانكا لا تطيل هذا النوع من العلاقات فتسأم من رجلها بعد حوالي الشهرين كحد اقصى وتقطع العلاقة فجأة بلا سابق إنذار بعد أن تكون إستهلكت ضحيتها .
تاهت جوليا في شوارع لندن ورات نفسها تبلغ الحي الغربي المليء بالمسارح ودور السينما ، فخطر ببالها أن تشاهد مسرحية كوميدية تزيل من نفسها كرب النهار ، فقصدت شباك التذاكر لتجد ان المقاعد كلها محجوزة سلفا ، فعادت الى السير باحثة عن شيء تفعله لتمضية الوقت ، ووقعت عينيها عل مطعم إيطالي صغير إصطحبها بيتر اليه مرة وإختارت طاولة صغيرة حيث جلست تحتسي كوبا من عصير البرتقال بإنتظار وصول الطبق الذي طلبته ، وفيما هي غارقة في بحث مشاريع الليلة لمحت خيال رجل واقف بقربها فرفعت راسها لتجد بوب برانت يبتسم ويقول:
" مساء الخير يا آنسة نيلسون".
" اهي صدفة ام خلافها؟".
" هل تظنين أنني تبعتك الى هذا المكان؟ يا لك من فتاة مغرورة ! ".
أطرقت جوليا تنظر الى كوب العصير هاربة من نظراته الساخرة ولما طال صمتها قال بوب:
" ما الذي اتى بك الى هذا المكان الشعبي البعيد عن عالم بيانكا؟".
" خرجت للتنزه والترويح عن النفس".
" وها أنا افسد مشاريعك بظهوري ، اليس كذلك؟".
" اصبت".
جلس بوب على الكرسي المقابل وقال:
" لم أر في حياتي وجها يعكس افكار صاحبه كوجهك ، إنه كالمرآة أو كالكتاب المفتوح ".
وبحدّة قالت جوليا:
" لا اعتقد انني دعوتك للجلوس الى مائدتي".
نادى بوب الخادم قائلا:
" أحضر لنا طبقين من السباغيتي كما آخذها عادة".
عندها كادت الفتاة تصرخ غضبا:
" ومن قال لك انني أريد طعاما من إختيارك ؟".
" ثقي أن ذوقي في الطعام ممتاز يا آنستي ولن تندمي على إختيار هذا الطبق".
" حسسنا ، لنضع النقاط على الحروف ، بإمكاني إختيار طعامي بنفسي وأفضّل تناوله لوحدي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-12, 11:19 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم ينبس بوب ببنت شفة بل جلس صامتا حتى أتى الخادم بالخبز فنظر الى جوليا ورأى الشرر يتطاير من عينيها فإبتسم وقال:
" لماذا لا تبداين ؟".
" ابدأ بماذا؟".
" بشتمي ورمي كوب العصير في وجهي ثم الخروج من المطعم ، الم اقل انني استطيع قراءة الفكار على وجهك الشفاف ، نصيحتي لك ان تمتهني التمثيل كخالتك لأنك تجيدين لعبة الإنفعال".
" شكرا على النصيحة التي لن اعمل بها بالطبع فأنا سعيدة بوضعي".
" من المؤسف انك تهدرين شبابك في هذه الوظيفة الباهتة المملة ، لا اشك لحظة أنك قادرة على التغيير وإبراز شخصيتك الحقيقية".
" وهل أشكو من إزدواج في الشخصية لأبرز شخصيتي الحقيقية؟".
اجاب بوب بمكر:
" لا تنسي أنني لمحتك اليوم على اعلى السلم في تلك الثياب المختلفة عما وافيتيني به عند نزولك".
صبغت الحمرة وجنتيها وشعرت بالحرج أمام هذا الرجل الوقح فقالت بلهجة حازمة:
" أتيت الى هذا المكان لتناول عشاء هادئا لا لأتعرض لإستجواب وقح ، وكن على ثقة أنني لست مهتمة بأن اكون موضوعا لواحد من كتبك".
قهقه بوب عاليا وعلّق بسخرية:
" حياة بيانكا لايتون الحافلة مادة دسمة لتأليف كتاب مثير ، أما حياتك فلا أظن أنها تستحق أكثر من مقال صغير في مجلة ثقافية ، إن إهتمامي بك يا آنسة لا ينبع من جانب مهني بل من جانب رجل يحادث فتاة جذابة مصرة على الإبتعاد عن الأضواء وعلى الإنعزال لسبب مجهول قد يكون مرده عدم الثقة بالنفس.
" يا له من تحليل عميق ! ولكنني أخشى ان تكون مخطئا فأنا فتاة اعمل بنشاط واحاول بكل جهدي تلبية متطلبات وظيفتي بدون الإلتفات الى الجوانب الأخرى التي لا تثير إهتمامي".
هز بوب راسه وعيناه مسمّرتان على وجهها وقال:
" لا، تفسيرك لا يقنعني ، فهناك اشياء أخرى أكثر اهمية تخفينها وتراودني رغبة في فضحها قريبا".
" لا أرى سببا لكل هذا التضخيم السخيف ، هل تريد أن تجعل من إرتدائي ملابس عادية للعمل مثلا قضية؟".
" ملابسك القبيحة ووجودك في مطعم وحدك امران غريبان لا أظن انهما نابعان من مشيئتك".
" ماذا تعني ؟ وكيف تجرؤ على نعت ملابسي بالقبيحة ؟".
" ولماذا لا اجرؤ ما دام إختيارك للثياب يتم بطريقة تخدش الحس الجمالي ، فهذا الفستان الذي ترتدينه الان مثلا لا يناسبك ابدا من حيث الشكل واللون ".
" أفهم من ذلك انك خبير في الأزياء إضافة الى كونك خبيرا في إثارة الفضائح".
وبمزيد من التهكم قال:
" الحقيقة ان نشاطاتي موزعة على عدد لا باس به من الحقول".
احضر الخادم الطبقين فاعجبت جوليا برائحة الطعام الذي قد يشغلها قليلا ويشغل الرجل الجالس أمامها عنها ، وكعادته لم يفوت بوب فرصة للتعليق:
" اخالك ستلتهمين طبقك إلتهاما ، واطمئنك أنني لم اضع فيه مسحوقا سحريا يجعلك تطيعينني طاعة عمياء ، وبشوكتها تناول بعضا من السباغيتي ودفعه الى فمها قائلا ، تذوّقي يا طفلتي الحلوة ".
احست الفتاة برغبة في قلب الطاولة عليه والخروج من المطعم خصوصا وانها لاحظت الجالسين الى مائدة مجاورة ينظرون اليهما بفضول معتبرين انهما حبيبان متيمان ، وتفاديا للفضائح قبلت الطعام من يده ومضغته على مضض ، بعد إبتلاعها للقمة سالها بوب:
" ما رايك؟".
اجابت جوليا ببرود:
" الطعام لذيذ هنا فعلا ولكنني أفضل ان اتناول طعامي بنفسي لو سمحت".
أعاد بوب الشوكة اليها قائلا:
" بالطبع فلا بد انك تعلمت ذلك وانت طفلة ، واتساءل ماذا تعلمت غير تناول الطعام ".
تعرضت جوليا خلال السهرة الإجبارية لمزيد من الأسئلة المزعجة والملاحظات اللاذعة متمنية ان يكون الغد افضل من اليوم المنصرم المليء بالأحداث الحزينة ، وحاولت التركيز على الطعام الشهي والتصرف بهدوء الى ان سالها بوب أخيرا:
" ماذا تناولت عندما أتيت الى هنا في المرة السابقة؟".
" في المرة السابقة؟".
" نعم عندما حضرت بصحبة بيتر بيرنيت".
من العبث الكذب على هذا الرجل الذي يعرف كل شيء فإكتفت جوليا بالقول:
" نسيت".
" الإنسان لا ينسى الاشياء التي يحبها ، هل رايت بيتر مؤخرا؟".
" لماذا تسألني ما دمت تعرف كل خطواتي؟".
" هذا صحيح فأنت لم تري بيتر منذ مدة ".
اسند راسه الى ظهر الكرسي واضاف:
" هل تختار لك بيانكا ملابسك وتسريحات شعرك؟".
" اتحاول ان تستخرج مني ما يفيد أنني غير سعيدة بوجودي مع بيانكا ؟ أطمئنك انك لن تصل الى مرادك ابدا فأنا مسرورة بوجودي الى جانبها واعمل لديها بكل إخلاص ووفاء ، اما إذا كانت ملابسي لا تعجبك فهذه مشكلتك لا مشكلتي".
" خطاب مقنع يعجز شكسبير عن الإتيان بمثله".
" شكرا".
" لماذا لا تكملين طعامك الان؟".
ابعدت جوليا الصحن عنها وأجابت:
" لقد فقدت شهيتي".
" أنت حساسة جدا وهذه صفة يجب ان تنتفي في من يتعامل مع بيانكا لايتون".
" لماذا تريد تاليف كتاب عن بيانكا ما دمت تكرهها الى هذا الحد؟".
" أنا لا أكرهها أبدا بل اريد الكتابة عن نجمة لامعة وأحلل الأسباب التي جعلتها تصل الى هذا المستوى المرموق مع انها ليست ممثلة ناجحة بنظري".
" كما فعلت مع كريستين والاس؟".
" تماما".
عندها قالت جوليا بحماس :
" أتفهم الان لماذا أريد إبعادك عن بيانكا؟".
ضحك بوب هازئا وقال:
" الحمل الوديع يهب لحماية الذئب المفترس !".
" تفوّه بما شئت من الحماقات ، ولكن لا تأمل مني تعاونا او مساعدة في كتابك ، وإذا أصريت على تأليفه سيكون كتابا ضعيف الحجة هزيل البراهين مستندا الى معلومات متداولة مضافا اليها بعض القصص الوهمية ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:09 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.