آخر 10 مشاركات
ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          [تحميل]من قريت الشعر وانتي اعذابه من كتبت الشعر وانتي مستحيلة لـ /فاطمه صالح (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree66149Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-21, 06:53 PM   #1

#أنفاس_قطر#

كاتبة الابداع


? العضوٌ??? » 485576
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 121
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Qatar
?  نُقآطِيْ » #أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 فضاءات اليأس والأمل *مميزة*















أخواتي الثمينات رفيقات دربي.. كل العابرات من هنا بكل محبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بألف ألف خير جميعا

عيد فطر سعيد يحقق الله فيه كل أمانيكم

ويجمع بينكم فيه على المودة والوصل والمحبة

ويحقق فيه كل الأحلام المنتظرة المختبئة في انتظار بركة الله عز وجل

.

.

إنه الخميس الموعود.. الخميس المنتظر منذ عشر سنوات

انتظرته معكم طويلا

واشتقت لكم فيه بلا حدود ولا قياس

لأول مرة أكون هنا في منتدى روايتي باسمي ووضعي ككاتبة

وإن كنتُ هنا مرات عديدة قارئةً ومبحرةً ومستمتعةً

هأنا هنا بناء على اقتراحات وتوصيات متابعاتي نبضات قلبي

رفيقات الدرب الطويل الجميل

شموسي المشرقة التي بقيت تدفئ جنبات قلبي وتخبرني أن في تلك العوالم الافتراضية أخوات لم تلدهم أمي

والآن أصبح هناك بنات أيضا جيل جديد لم يعرفني شخصيا

لكنهم غمروني عبر كل مواقع التواصل الاجتماعي بمشاعر حب يا الله ما أجملها! وأعذبها!

وهم يصنعون علاقتهم الأجمل مع رواياتي بعد غيابي..

.

هأنا هنا من منبركم الذي بات ملجأ الباحثين عن الحرف وعوالم الرواية الراقية الجميلة

أعلن عن عودتي بروايتي الرابعة

(فضاءات اليأس والأمل)

عيدية عيد الفطر لكل من انتظرني ولم ييأس من عودتي

رغم مرور كل هذه السنوات

عشر سنوات مرت

كانت حبلى بالكثير، تغير عالمنا فيها

ولكننا لم نتغير بقينا على ذات الود

ندعو الله أن يكون ما نكتبه شاهدا لنا لا علينا

.

.

أعود لكم مع ابنتي الرابعة بعد أخواتها الأكبر منها

(بعد الغياب)

(أسى الهجران)

(بين الأمس واليوم)

.

(فضاءات اليأس والأمل)

مضى لي سنوات وأنا أكتبها أخذت من روحي الكثير

صغيرة مدللة ترفض الخروج وتعتصم بالخزائن المغلقة

فكرتها ليست جديدة لكنها ستكون جديدة

الرواية الجديدة في جانب منها ستكمل أحداثا مبتورة في روايتي الأولى (بعد الغياب)

تخص عائلة سعود فقط

سنعرف ماذا حدث لخالد والجازي ومزنة ومحمد

والشخصية التي دخلت في ختام الرواية

متعب ابن خالة سعود

سنتعرف على أسرته كاملة وأعمامه وأبناء أعمامه

الشخصيات الرئيسية في مجملها ستكون جديدة وشخصياتها متنوعة مختلفة الأعمار.. تماما كما أحبهم!

ولا يلزم أبدا لمن لم يقرأ بعد الغياب أن يكون قد قرأها حتى يقرأ معنا الرواية الجديدة

سيكون الأمر وكأنه يقرأ رواية جديدة

.

فضاءات اليأس والأمل

كتبتها برفق وشفافية

جعلت شخصياتها تتدفق بالحياة

ستشعرون بهم معكم

أخواتكم وإخوانكم وأمهاتكم وآبائكم وأولادكم

لا أستطيع أن أعدكم بشيء ، ولا أنها ستكون أفضل ..إلا أني أعدكم أنها ستكون رواية متفجرة بالحياة لأقصى حدودها

ستشعرون أنهم شخصيات حقيقية مثقلة بهموم الحياة وبمشاعر البشر المعقدة


لكن رجائي كما سبق وقلت لكم في مقدمة بين الأمس واليوم

هأنا أعود.. عدنا.. والعود أحمد

لا أعلم إن كنت أعود بشيء أفضل أو أسوأ..ولكن بالتأكيد أعود بكل الحب والمودة التي لا حدود لها

أعود لكم بخليط فكري وعاطفي عاصف...أعود لكم بـ "فضاءات اليأس والأمل"

ابنتي الرابعة التي أخذت من روحي وتفكيري الكثير

قد تعجب البعض.. وقد لا تعجب الآخرين..

وهكذا حال كل عمل إنساني: نقصه أكثر من كماله

ولكن رجائي الحار ألا يقارنها أحد بأخواتها الأكبر منها.. حتى وإن رأيتم أنها هي الأفضل أو الأسوأ بينهن

لكل رواية ظروف.. ولكل رواية أحداث وشخصيات وروح

هاجموها هي بذاتها.. دللوها هي بذاتها.. انتقدوها هي بذاتها.. امتدحوها هي بذاتها..


تعلمون أنني أرحب بالقدح قبل المدح.. لكن مقارنتها بعمل اكتمل وانتهى ليس من الموضوعية في شيء

.

.

على بركة الله وبسم الله نفتتح مجلسنا

مع الجزء الأول

وأنتظر بكل الشوق آرائكم وروحكم ومودتكم

.

.

أنفاسكم

#أنفاس_قطر


****



تنويه: تنزيل الفصول كل يوم اثنين وخميس صباحاً ان شاء الله


هدية للروايه من um soso




روابط الفصول


الفصل الأول .. في المشاركة التالية
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرين
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون ج1
الفصل الرابع والثلاثون ج2
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون ج1
الفصل السادس والثلاثون ج2
الفصل السادس والثلاثون ج3
الفصل السابع والثلاثون ج1
الفصل السابع والثلاثون ج2
الفصل السابع والثلاثون ج3
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون ج1
الفصل 39 ج2
الفصل 40 ج1
الفصل 40 ج2
الفصل 41 ج1
الفصل 41 ج2
الفصل 42 ج1
الفصل 42 ج 2
الفصل 43 ج1
الفصل 43 ج2
الفصل 44 ج1
الفصل 44 ج2
الفصل 45 ج1
الفصل 45 ج2
الفصل 46 ج1
الفصل 46 ج2
الفصل 46 ج3
الفصل 47
الفصل 48
الفصل 49
الفصل 50 ج1
الفصل 50 ج2
الفصل 51 ج1
الفصل 51 ج2
الفصل 52 ج1
الفصل 52 ج2
الفصل 53 ج1
الفصل 53 ج2



















fah, manari, ام هنا and 69 others like this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 06-10-22 الساعة 10:42 PM
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-21, 06:53 PM   #2

#أنفاس_قطر#

كاتبة الابداع


? العضوٌ??? » 485576
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 121
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Qatar
?  نُقآطِيْ » #أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute
افتراضي فضاءات اليأس والأمل




فضاءات اليأس والأمل/ الجزء الأول



كلنا في هذه الحياة مشروع (قـــائـــــــم) أو (مــــؤجــــل) لحقيقة واحدة

حقيقة اسمها "الــــــــحــــــــــرمـ� �ــــــــان"

تبهت كل حقائق الحياة

وتبقى حقيقة الحرمان ماثلة

أمواجا متتالية تغمرنا موجة بعد موجة

ونحن نحاول رفع رؤوسنا خارج الموجة

لتنتفس فقط..

أقصى أمانينا : أنفاس يتيمة.. ننفثها خارج بحر الحرمان

حينا نمد رؤوسنا لنتنفس أنفاسا مسلوبة من قسوة الحياة..

وأحيانا تخنق الأمواج مابقي من أنفاسنا الذابلة!!


ويختلف كل عــــابـــر لهذه الحياة في (يأس) حرمانه الذي يناوشه (الأمل)

وبونٌ شاسعٌ بين أطياف المحرومين ويأسهم وآمالهم..


تفرقهم الأشكال وأنماط الحرمان


و.. تجمعهم الــــوجـــيــعـــة!!


.

.



همس يائس بعمق سنواته الـــســـتــيـــن التي مضت..

ذلك الهمس العميق الذي تتذوق فيه استيطان الوجع.. واتساعه..

ذلك الهمس الذي تحكي نبراته امتدادات الحرقة المتطاولة..

ذلك الهمس المشبع باليأس دون بارقة أمل..

كان يقف منتصبا، يتوكأ على عكازه..

وينظر إلى ولده الجالس في صدر المجلس بنظرات غضب.. وشـــفــقة.. لا يعلم كيف اجتمعا..

غاضب منه حتى حدود السماء، ومشفق عليه حتى أقصى الأقاصي..

إنـــــه ولده الوحيد بين ثلاث بنات .. الأمل والامتداد العذب..و.... الحــــزن..

الحزن المقيم وهو يرى كيف غيرته السنوات الخمس الماضية..


" يا أبيك.. مايصير.. مايصير.. إلى متى؟؟

خمس سنين وأنت ماسك بنت الناس"



السنوات تمر.. تطحن ما أمامها.. ولابد أن تغير البشر.. هكذا ديدنها..

فكل يوم يمر عليك لا يتركك أبدا كما كنت بالأمس..

فكيف بمن هو مثل ولده؟!!

قضى سنواته الأخيرة في صراع نفسي ومجتمعي وأسري

يجد نفسه مجبرا على أن يقاومه على كل المستويات..

ويجب في كل يوم يمر أن يكون أقسى وأعند..

لكي يستطيع مواجهة اليوم التالي الذي يعلم أنه سيكون أشدُّ حدة ومرارة..

فكل يوم تزيد فيه خبراتك أو قدراتك الدفاعية أو حرقتك وقهرك..

تجابهك الحياة بتغيير استراتيجيتها لتقلب الطاولة عليك

ويبدو أن هذا الــــيـــوم هو واحد من تلك الأيام الأكثر حدة ومرارة!!


رد على والده: " بنت الناس؟؟!! يبه أنا ما أتذكر أني مسكت بنت أي ناس!!"

كانت نبرته الغريبة نبرة دهشة مصطنعة مغلفة بالصرامة..

هو يتلفت حوله باصطناع تمثيلي كأنه يبحث عن شيء ما..

ثم يرفع رأسه ومعه حاجبيه لوالده الذي يقف فوق رأسه مستندا على عصاه

كان ينظر إلى عيني والده المغمورتين في التجاعيد.. ويراهما تشتعلان ببريق غضب أثقله اليأس من عناده.


نبرة غضب تصدر من أعمق نقطة في صدر الشيخ.. مجللة بهذا اليأس العتيد.. يتكلم وهو يعلم أي إذن صماء يلقي عليها غضب حديثه..

يتكلم وهو يعلم أنه لا فائدة من الكلام إلا مزيدا من الحرقة لكليهما..

تعب.. تعب من هذا الموضوع الذي يلوكه منذ خمس سنوات مضت حتى الآن:

خويلد تراني ما أنا بخويك.. تهيبل عليّ يا الهبيل


حـــيـنــــها.. وقف خالد متنهدا تنهيدة بعمق بهذا اليأس المسفوح الذي أغرق روحه واستوطن كل خلاياه في بعدها..

تلك الظالمة المظلومة التي لا تعرف أنصاف الحلول.. هزّ رأسه وكأنه ينفض يأسه وذكراها التي لا تزول.. ذكراها التي وسمت روحه وسما غائرا يصعب إزالته أو حتى الوصول إليه..

وقف..ليُجلس والده باحترام فطري لابد أن يغلب عليه مهما تصاعد غضبه.. الذي كان متصاعدا منذ صباح هذا اليوم السيء..

ووقف وتناول الدلة من "المقهوي" ليقهوي والده بنفسه...

وهو يهتف بنبرة تجبر بات يتقنها حتى الإجادة.. حتى الإجادة:

ودامني هبيل.. خلوا الهبيل منكم.. قدام يحوشكم شيء من هباله..


تنهد أبو خالد بحرقة، أخذت السنوات منه الكثير..ماعاد في العمر كما مضى..

وهذا الشاب هو السند الوحيد الذي خرج به من الدنيا..هو كل مابقي من الأحلام التي أهلكها مرور السنوات الغادرة دون بارقة أمل..

كان يعلم منذ مراهقته أنه حين يغضب يصبح غير قابل للتفاهم.. مخلوق انفعالي مثقل بالكبرياء..

تمر به عشرات الحوادث.. وعشرات الذكريات..

كان سيقتل سعود ابن عمه ليلة ملكته من دانة شقيقته..

وكان سيقتل سعد ليعيد دانة لسعود..

وقبل أيام تلاسن مع زوج شقيقته غالية لأنه ظن أنها جاءت غاضبة منه..

وكانا سيتعاركان، لولا أن غالية خرجت لهما وقالت إنه لا شيء بينها وبين زوجها..

اعتاد على عصبيته وتهوره وغضبه.. وتقبلها كجزء من شخصيته عجز عن معالجته..

ولكن شتان بين عصبيته المراهقة الطائشة قبلا وعصبيته المتجبرة البالغة أقصى حدود التجبر الآن...

لا شيء يشبه هذا الغضب الذي كاد يغير شخصيته كاملة، إن لم يكن غيرها فعلا.. لا شيء..

خمس سنوات مرت منذ عقد قرانهما، وغضبه لا يخف ولا ينزاح ولا ينجلي..

كلما أمعنت في رفضه.. زاد في غضبه..

وهي تزداد عنادا.. ليزداد غضبا فوق غضب..

حتى بات الغضب والعصبية صفاته الملاصقة له..


هل من الممكن أن يلون الغضب وجه إنسان ما ؟؟ يرسم ملامحه؟؟ ويزفره مع أنفاسه؟؟

إن كان ذلك يصح..؟؟ فهذا وجه خالد!!



تنهد الشيخ بألم، بعمق سنوات شيخوخته وهو يهتف مثقلا بمرارة التمزق بين ابنه وأبناء شقيقه المتوفي:

أعوذ بالله منك يا ابليس.. تعوذ من الشيطان..

والله يا فعايلك مايسويها عاقل.. احشم عيال عمك... احشم سعود رجّال أختك ومحمد رفيقك اللي أنت وهو شيء(ن) واحد..

خمس سنين وأنت معلق البنت ولا أنت براضي تطلقها..

وهم حاشمين أنك ولد عمهم.. وإلا كان اطلبوا الطلاق في المحكمة..

يا أبيك العرس مهوب غصيبة.. خل البنت توفق.. وأنت بتلقى لك بدل البنت ألف..


انتفض خالد بعنف وانتفضت الدلة الساخنة في يده.. وكادت الدلة تسلخ جلد يده والقهوة تتناثر عليه..

تدارك نفسه.. وناول الدلة للمقهوي.. وأنزل يده في ماء الفناجين أمامه.. ليبرد الحرق..

ولكن..لا حريق كحريق الجوف!!

لا حريق كحريق الجوف!!


عيناه ترمشان بسرعة لتكشفا عن بريق مخيف لابد أن يحضر كلما حضر هذا الموضوع.. بريق تخالطت فيه القسوة والألم :

نعم يبه؟؟ نعم؟؟ توفق؟؟

الجازي مالها توفيق غيري..

خمس سنين وأنا ارتجيها نحدد موعد عرسنا اللي شابت رموشي وأنا أتناه.. وأنت تقول توفق..

اللي بيفكر في الجازي لو في حلمه بس.. خليت أحلامه كوابيس..


ينفث أبو خالد يأسه وقهره وهو يشد خالد جواره بحنوه الأبوي ويربت على ذراعه المشدودة العروق..

ككل جسده الذي يشعر بتسارع نبضاته وانشداد كل عروقه وشرايينه.. كما لو كان جسده يوشك على الانفجار لشدة الضغط:

يا أبيك لو هي بتوافق كان وافقت ذا السنين كلها ..

تملكتوا أول ماخلصت الجازي ثانوي..

وهذي هي تخرجت من سنة..وتوظفت.. واللي في رأسها في رأسها..


خالد يضع يده الحرة فوق كف والده الساكنة على ذراعه.. وعيناه كما لو كانت تنظران لشيء غير مرئي، ويزفر بحزم بالغ .. حزم من يحادث نفسه:

مصير رأسها ينكسر.. والحب اللي في رأسها ينطحن..



(اهربي أيتها الشاردة.. اهربي لأبعد مجرة

اجفلي مني أيتها "الجفول"

في ختام الأمر ستهربين لتجدي نفسك تسقطين في حضني.. كشهاب سقط من السماء لتستقبله أحضان الأرض

يا نجمتي المتباعدة..

أيتها الجازية.. يا نجمتي المتلألئة في سماءٍ.. لا نجوم فيها سواك

همنجواي قال ذات مساء مجنون ملائكي .. مساء لابد يشبهك في ملائكيته ويشبهني في جنوني:


(الحب هو المرض الوحيد الذي لا يريد المريض الشفاء منه)


وأنا ( بـــكِ ) مريض.. مريض حتى أقصى ذرة في أقصى خلاياي

لا أريد أن أشفى منك.. لا أريد..

فهل العلاج إجباري يا ناس؟!!!!)


صـــــمـــــت..

يشعر بنفسه مستنزفا خاليا من الطاقة.. هذه هي المواجهة الثانية في هذا اليوم وعن نفس الموضوع..

ومواجهة الصباح كانت أحد وأقسى.. وأكثر ألما..

أكثر ألما بكثير!! بـــكـــــثـــــيـــر!!





************************






(هـــــــــــــي) مصدر ألمه.... وقسوته.. ضحيته.... و....جلادته!!

أثقلتها سنوات الأسر الاجباري.. وحرمانها القسري من حريتها.. هذا السجن الذي باتت جدرانه تتهاوى عليها لتكتم أنفاسها:


" دانة تكفين.. فديت عينش

كلمي أخيش الزفت يعطيني تصريح أسافر

أبي أروح ذا الدورة تكفين.. محمد وافق يوديني"


تقف دانة بشموخها الشفاف لتهمس بمرح شفاف مماثل: تكفين؟َ!.. وعقبه أخي الزفت!!..

انطقي.. يازينه حر الدوحة..

قال دورة؟؟.. وفي جنيف؟؟.. نعنبو وش ذا الحظ!!


الجازي تهمس بمرح هو للموت أقرب..مرح يشعرك بالرغبة في البكاء:

باموت.. أبي أشوف شيء غير حر الدوحة ذا الصيفية..

من يوم حط اسمه في السيستم مع اسمي وهو مثل اللي حكم علي بسجن مؤبد..

خمس سنين ماطلعت من الدوحة إلا للعمرة مرة وحدة وعقب طلايب

حتى الحج ما رضى يخليني أحج معش أنتي وسعود وأمي السنة اللي فاتت..

تخيلين القهر!!


تتنهد الدانة بحزن.. كم بات هذا الموضوع يحزنها ويشجيها من أجل هذين المجنونين/ المغبونين/ الظالمين/ المظلومين قبل أي شيء..

وفي مرتبة لاحقة تخشى على نفسها وحياتها من هذا الموضوع

وهي تخشى أن يزعزع الوضع بينها وبين سعود..

تعلم أن سعود ساكت عن الموضوع على مضض.. وهو ينتظر فقط إشارة من الجازي..

التي كلما فاتحها في الموضوع رجته بشدة أن لا يطلب من خالد أن يطلقها..

بعد المرة الوحيدة التي طلب منه ذلك قبل خمس سنوات..

وأشعلها خالد حربا حقيقية جعلتها ترجو سعود أن يتوقف عن طلب الطلاق لها من خالد.

تعلم حالة الجنون التي تصيب خالد من هذا الموضوع.. لذا تريده أن يمل ويطلق من نفسه..

لم تكن الجازي تريد أي مشاكل مع بيت عمها الوحيد..


أما مشكلة الدانة فهي أنها لا تستطيع أن تلوم أحدا سوى شقيقها ولا أحد سواه..

تحاول التغصب بابتسامة لتجدها تقف ببلعومها وترفض الارتسام: يقول ما تحجين إلا معاه.. يخاف عليش.. يبيش تحت عينه


تحاول الجازي أن تهمس بذات المرح الميت: تدرين.. المفروض يدخلوني موسوعة جينس..

أطول ملكة في التاريخ.. ذا الشهر بكمل 5 سنين..


تجيبها الدانة بنبرة مرح ميتة مشابهة: لا.. الهنوف بنت عم عيال خالتش تطوف عليش.. كملت ثمان سنين متملكة..


تهز الجازي كتفيها: لا... الهنوف حالة خاصة.. لا تقارنينها بأحد.. وبعدين تركي يستاهل تنتظره بدل السنة عشرين..


تراجعت دانة وهمست بعتب حقيقي موجوع: يعني ولد خالتش يستاهل.. بس أخي لا..؟!!


الجازي انتفضت بوجل.. أخر ما تريده أن تجرح الدانة الغالية على قلبها..

همست بيأس وهي تغالب بكاء لا تريده.. بكاء ترفض سكب دموعه: تكفين يا الغالية لا تزعلين مني..

موجوعة.. مــــــوجـــــوعـــــــــ ـــــة

وأخيش هذا ما يبي يفهم إنه لو انطبقت السماء على الأرض مستحيل يجمعنا بيت..


دانة تهمس بأمل.. تعلم أنه لا معنى له ولا نتيجة.. كما لو كنت تعيد أسطوانة مشروخة ستقول ذات الكلام.. لتتلقى ذات الجواب:

زين وأنتي ليه ما تجربين الحياة معه؟؟..


ابتسمت الجازي ابتسامة أقرب للبكاء وهي تتحسس خدها كما لو أن الألم عاد يصرخ فيها من جديد.. كأن صفعاته كانت بالأمس فقط:

لا... تكفين..

عطاني كف طيح لي ضرسين واحنا مالنا شهر متملكين..

ويوم طحت على الأرض شوتني برجله كني كورة كسر ضلع في قفصي الصدري. و كان بيكسر الحوض عندي..

أمنتش با الله.. وش الحياة اللي تغري بالتجربة مع أخيش؟!!



أنهت الجازي عبارتها واستدارت لتنظر عبر النافذة..

عيناها تتبعان عصفورا صغيرا وقف ليستريح على حاجز النافذة محتجا على حرارة هذا الصيف.. تنهدت من أقصى جوفها..

(قد يكون ذلك السبب هو السبب بداية ونهاية.. لكن مع كل هذا... كم من التعقيدات باتت بيننا ياخالد ؟!!

كم تزايدت التراكمات بيننا حتى ماعدت قادرة على التنفس؟؟..

لماذا تحكم عليّ بسجن تكون أنت سجاني فيه؟

ماهو الذنب الذي أذنبته حتى تكون أنت عقوبتي؟

خمس سنوات مرت علي متطاولة لا تنقضي وإحساس الظلم يخنقني..

إحساسي كسجين لا ذنب له.. وسجّانه يعلم أنه لا ذنب له.. ومع ذلك يصر السجّان أن يبقى السجين في أسره..

خمس سنوات من أجمل أيام عمري مضت ماشعرت فيها يوما بمتعة أو جنون شبابي..

لم أشعر سوى بهم يكتم على صدري.. هم السجين المسلوب الحرية..

إحساسي بكوني لك يقيدني في كل شيء..

لكني لا أريد أن أكون لك.. وأكره كونك قيدا لي..

فحررني.. أرجوك حررني!!!)



تتنهد دانة وهي تقف لتمسح على شعر الجازي الحريري الأسود المسترسل إلى خصرها..

شعرها ماعاد قــصــــيــــرا ولا أشــــــقـــــــــر.. كـــــمـــــــا كـــــــان!!

"الكشة المحترقة" كما وصفها خالد حين رآها قبل سنوات ست.. اخــــــتـــــفــــــــــ ـــــت..

اختفت تحت وطأة نضج مصفى مرير كان هــــــــــــــــــو من أشعل النار تحته:

خالد يحبش.. عطيه فرصة..


الجازي استدارت لدانة لتنظر في عينيها وتسأل بشكل مباشر: دانة أنتي متأكدة إن خالد يحبني؟


الدانة تراجعت بوجل وهي تحاول أن تزيح نظرها عن نظرة الجازي السابرة

(كم كبرتِ يا صغيرتي؟ كم كبرتِ!!)

بصقت الكلمة كحد موس تشعر به يمزق حبالها الصوتية:

ما أدري يا الجازي.. هو يقول إنه يحبش.. مافيه رجّال يحرص على مرة بذا الشكل إلا إذا كان يحبها..

وخالد تغير كثير.. عن وقت ملكتكم قبل 5 سنين.. هذاك الوقت توه عمره 23 سنة وطيش شباب.. والغيرة أعمت بصيرته..

الحين خالد رجال البيت الله يحفظه.. خلاص إبي رمى حمول البيت كلها عليه..


الجازي بضحكة قصيرة مبتورة مثقلة بالألم: خالد بيشيب وهو لا عصب يضيع مفتاح لسانه ويده..


دانة تتنهد: زين أنا ومزنة خواته الكبار يمكن تقولين حاشمنا .. أسألي غالية لو عمره مد يده عليها.. خالد أحرص علينا من أنفسنا..


الجازي بسخرية مرة.. شديدة المرارة.. مغموسة بحزن غريب لا يستحضره الا خالد وذكرى خالد: مافيه داعي نسأل غالية.. خلنا نسأل رجّالها.. خل نسأل حضرة الرائد.. أخر الضحايا..





****************************





" ياغالية.. واللي يرحم والديش هذي مهيب حالة "


( هذا جزا اللي يأخذ له بزر

الله يأخذ عدوك ياسعود من يوم حديتني على بنات عمك

ياربي على الحظ.. كنت أبي أختها الكبيرة

عيت المقرودة مني ولزقوا الصغيرة في رقبتي..

بيني وبينها فرق 11 سنة.. مهوب شوي ياناس)



غالية بهمس غاضب عاتب مستفز حزين يجمع كل المتناقضات كمشاعرها العصية على التفسير والتأويل :

" وش فيك؟؟ كلامي مهوب عاجبك أكيد؟! أكيد مهوب عاجبك

أكيد كلامهم أحلى من كلامي!!

إيييه.. هم يقولون اللي يعجبك.. وأنا.. كلامي سم على قلبك"


يتنهد وضيق حاد يتسلق قلبه ليغرس راياته السوداء في أعماقه..

ثلاث سنوات مضت منذ تزوجا.. كانت هي ذلك الوقت في العشرين بينما هو كان يخطو نحو عامه الحادي والثلاثين..

في العامين الأولين من زواجهما كانت غالية أشبه بنسمة تعطر صحراء حياته..

وهو كلما قابل سعود يكاد يقفز ليقبل أنفه ليشكره أن دله على هذه الجوهرة التي أنارت حياته بنورها..

أما خلال العام الأخير فيود أن يلكم سعود كلما رآه لأنه يذكره بمن تحيل حياته جحيما بشكوكها..

وهاهو الآن في الرابعة والثلاثين وهي في الثالثة والعشرين يفترض فيها نضجا أعجزه البحث عنه وهي تخنقه بغيرتها..

ماعاد يحتمل غيرتها المرضية عليه.. بعد أن نفذت كل وسائله في اقناعها أن شكوكها لا محل لها ولا مصداقية..


(متى ستنضجين ياصغيرة؟؟

متى سأشعر معكِ بالراحة التي بت أحلم فيها كباقي متزوجي العالم؟!

حتى متى وأنا أشعر أني مراقب.. وتحت المجهر... ولابد أن أبرر كل تصرف عفوي لا يحتاج حتى لتبرير؟!!)


يتنهد بيأس: لا بارك الله في محرّاك الشر اللي خرب علينا حياتنا..

خاطري أدري من اللي قلّب في دفاتري القديمة المنسية .. وقلبش علي كذا؟؟


غالية تجلس لتبكي.. يصعب عليه أن يتفهم ألمها..ألم أنثوي يصعب تفسيره:

لا مهيب منسية.. لا تكذب علي.. أدري إنك عادك تكلم نسوان.. أبو طبيع مايجوز عن طبعه


يتنهد بعمق وهو يحاول السيطرة على أعصابه: غالية ياحبيبتي أنتي.. اتقي الله تبهتيني

أنا لي ثمان سنين تايب لرب العالمين.. يعني قبل ما نتزوج بخمس سنين..

وبعدين أنتي شايفة إنه واحد متدين مصلي مثلي وفي سني وإلا مركزي ممكن يغازل؟؟ أو يكون له علاقات مع نسوان؟

وخلي أختش تسأل سعود ..

هذا هو معي 24 ساعة ورفيق عمري ويعرفني أكثر من نفسي.. هو بيقول لها... إذا ماتصدقين أبو ولدش.. وكلمته ماعاد لها قيمة عندش..


غالية تمسح دموعها: لا جابر.. لا ..ما أبي حد يعرف بمشاكلنا..


جابر بعتب عميق: وش عقبه؟؟ وش عقبه؟!


غالية ترفع وجهها المحمر لتهمس بدفاع عفوي: والله ماقلت لخالد شيء..

هو السكني شافني داخلة عليهم.. قال لي والله إن في وجهش علوم..

وطلع يبي يستفسر منك.. بس أنت اللي هبيت في وجهه..


يزفر جابر بغضب: جايني ينافخ.. وش تبيني أظن.. قلت أكيد إنش اشتكيتي له من خرابيطش اللي في رأسش..

والله لولا حشمة عمي أبو خالد.. يا أخيش الموذي ذا مايفكه من يدي شيء..

أبي أعرف وش مهندس الكمبيوتر ذا اللي مافي راسه عقل؟!!..


غالية بذات الدفاع: خالد مايرضى علي أنا وخواتي بأدنى شيء..


حينها همس جابر بنبرة خاصة: بس يرضاها على بنت عمه..


اندفعت غالية بغضب، فخالد خط أحمر عند شقيقاته: جابر لو سمحت.. لا تتدخل بين خالد ومرته....


حينها اقترب جابر منها بخطوة واثقة سريعة.. ليتنزع عضدها بحدة: وأنتي لا تدخلين حد بيننا.. تراني ماني بعاجز أربيش يا بنت هادي..

بس أنا عادني مطول بالي عليش.. وترا بالي مهوب بطويل.. وأظني إنش دارية..


غالية تخلص عضدها من كماشة كفه.. لتتأخر إلى سريرها وتجلس على طرفه ..وهي تراقبه بعينٍ فاض دمعها البلوري..

يزفر أنفاسه.. ثم يتناول غترته ليلبسها أمام المرآة.. وعيناها ضارعتان له..

ضارعتان لكل مافيه.. حتى لانعقادة الغضب بين حاجبيه!!



"أعشقك يا جابر..أعشقك إن كان مصطلح العشق يعبر عما يمزق قلبي نحوك..

لم يخطر ببالي أي رجل من قبلك حتى ولو بتفكير طارئ أو مراهق..

عشرون عاما مرت قبل أن أكون لك..

كنت فيها براءة مجسدة في كل شيء..

حتى تفتحت مشاعري وأنوثتي على يديك..

فهل استكثرت علي أن تكون لي وحدي؟!..

لا تحرمني إحساسي بالأمان إلى جوارك..

ارحمني يا أبو سعود.. ارحمني..

رفقا بالقوارير.. فأنا أكاد أن أنكسر.. أكــــــاد..

أشعر بلحظة انكساري أقرب من تصوري!!)



أخرجها صوت جابر الصارم من قوقعتها: غالية .. بكرة بأوديش الجامعة تسوين إعادة قيد..

خلاص.. قد خلصي ذا الفصل الواحد اللي باقي لش..

هذا سعود قد عمره سنتين.. وأمي بتحطه في عيونها.. ولو أني عارف إن سعود حجة..

لأنه أنتي ما اعتذرتي وأنتي حامل .. اعتذرتي وسعود قد عمره سنة..


همست غالية بدفاع مرتبك وهي تشعر كما لو كانت حُصرت في الزاوية:

عادي.. لأني ولدت في بداية إجازة الصيف ماكان فيه سبب أعتذر..

بس الحين كنت أبي أهتم في سعودي شوي.. وما أبي أرجع الجامعة الحين.. باقي لي فصل يحق لي الاعتذار..


هتف جابر بنبرة مقصودة: يعني ماطرأ على بالش تعتذرين إلا لما بديتي تشكين فيني..

تبين تسوين لي رقابة فول تايم..

ثم أردف بحزم شديد الصرامة: لا يكثر حكيش.. بكرة نروح وتسوين إعادة قيد..

بنت عمش اللي دخلتي معها الجامعة تخرجت من سنة..

يا بنت الحلال القي لش شيء تنشغلين فيه.. قربتي تستخفين من خبالش..


انهمرت غالية بغضب عاتب: إيه قل كذا.. تبيني ألهى منك.. عشان تفرغ لرفيقاتك... والسوالف على كل حزة..


غالية قالت كلمتها وتراجعت بعنف.. تعلم أن جابر يتماسك حتى لا يمد يده عليها

لأنه يعلم أنه ما أن يكسر حاجز الصفعة الأولى فقد تليها آخريات.. فهي استنزفت حلمه وصبره حتى أخر قطرة..


(ولكن ألم يستنفذ هو أيضا صبري وهو يعبث بمشاعري وكرامتي..

وهو يعلم أني عاجزة عن التصرف لأنه يقيدني بحبي له!!)


جابر همس بغضب حارق محرق مكتوم وهو يعتصر قبضته اليمين بكفه اليسار:

بكرة بأوديش الجامعة.. وعقبه بأحجز روحي في المعسكر أسبوعين..

ما أني بطايق شوفتش قدامي.. خلني أرتاح منش قدام تخبلين بي..

حتى فرحتي بترقيتي لرائد ماخليتني أستانس فيها.. الله ينكد عليش مثل منتي منكدة علي..


شعرت بقلبها بغوص ربما تحت قدميها وهي تشهق بعنف:

(أسبوعين يا الظالم!! لا وأنت زعلان علي.. يعني حتى تلفون منت مكلمني.. أعرف قلبك.. أسود..

وإلا بتلقاها فرصة تريح مني وتكلم غيري!!)


كم هي مؤذية هذه الأفكار..مؤذية.. مؤذية وهي تملئ الروح بسوادها وتجعلها تبتلع كل كلماتها..

وهي تراه يغادرها رغم أنه كان قد دخل للتو ليرتاح قبل صلاة العصر..





******************************





" الهنوف..هنّو.. هنّو.. يالمعصقلة.. ياعود المشخاط

تراني عاجزة أطلع الدرج.. خبرش حن يا التنافيخ مافينا حق مشوارين

كفاية علي من السيارة للبيت..

هنووووووف وصمخ قطاوة!!"

صوت مرح باسم يرتفع مناديا (الهنوف) من صالة البيت السفلية ليصل إلى الصالة العلوية..


الهنوف تطل بحذر من الطابق الأعلى وهي تغطي وجهها بجلالها وتهمس بخفوت مبحوح: هلا مهاوي...متعب بيدخل؟؟


غردت مها بمرحها الفطري الذي يخفي خلفه حقائق مؤلمة: متعب ماصدق يرميني عند بابكم.. تبينه يدخل وراي؟؟..

أنا سامعته يكسر الئلة وراي عند باب السيارة!!


أنزلت الهنوف جلالها الأبيض على كتفيها لتتناثر خصلات غرتها الطويلة على وجهها.. ويظهر محياها المتورد العذب الحزين على الدوام..

تبدو كموناليزا جديدة تنافس موناليزا دافنشي التي مافتئت تفتن الناظرين منذ قرون بنظرة عينيها الحزينة التي ماعرفوا لها تفسيرا..

نزلت بهدوء رقيق ساكن.. وهي تنقل خطواتها بين الدرجات برقة بالغة.. كما لو كانت تخشى أن تخدش درجات السلم بخطواتها عليه: يا كثر ما تعذربين في ولد عمي المسكين..


مها بتمثيل : إيه عشان هو ولد عمش وأنا ولا شيء.. وقفي جنبه..


الهنوف تصل مها لتطوق كتفيها وتلصق خدها بخدها في سلام رقيق: ياشينش يا الدبة لا تغليتي.. ما يلبق عليش..


ضحكت مها بمرحها الخاص : يا أختي خليت التغلي لش أنتي وأختي الجازي ياشعب المجاعة..

قد التغلي بيشق ثيابه منكم.. الواحد يتغلى شهر شهرين.. يشق ثيابه ويقول تغلوا سنة.. مهوب سنين..



(يا الله ... يارب !!

هل من الممكن أن يمر في حياتي يوم

لا أتذكر هذه المأساة التي توجت مآسي حياتي المتراكمة

ألا يشعرون حتى بذرات مما أشعر به؟!

أ لا يكفون عن طعني كحائط بهذه الذكرى الجارحة لإنسانيتي قبل أنوثتي؟؟)


همست الهنوف بثقة مغلفة بإبتسامة عذبة تخفي خلفها ألما ماعاد في الروح له مساحة أو مدى:

ماعليه الجازي تتغلى لأنه يحق لها.. تدري إنها غالية.. وخالد ماشاء الله عليه مايستحي يجاهر بغلاها حتى في المجالس..

بس ولد خالتش تملك.. ونسى إنه عنده مرة..


حاولت مها أن تبتسم.. (حاولت!!!) وهي من كانت توزع ابتسامات تكفي لإغراق العالم :

الحين صار ولد خالتي.. ماكنه بولد عمش..

تدرين تركي من يوم تملكتوا.. وهو في دراسة.. ماجستير.. ثم دكتوراة..

وأنتي عارفة زين بظروف ملكتكم..


هزت الهنوف كتفيها بعدم اهتمام ، والحزن يغمر ملامحها.. الملامح التي ماعرفت غير الحزن حتى رسم حدود وجهها وتفاصيله:

ماعاد يهمني يا مها.. والله ماعاد يهمني..

أنا كنت أدور لتركي معاذير لين أنا تخرجت قبل ثلاث سنين..

كنت أقول مايبي يغربني وأنا أول في مدرسة وعقبه جامعة..

وانا أسمع خالتي أم متعب كل يوم تقول جعل يسقى لا تخرجتي ورحتي مع تركي يتطمن قلبي عليه..

مالقيت من ذا السالفة كلها إلا الإحساس بالحرج يذبحني أول.. ثم أني رخيصة أول وتالي..


مها تنتفض بجزع: الغلا كله لش يا بنت علي.. والله يا ترّوك ذا المفروض يحب يده قومة وقعدة اللي ربي خلاش من نصيبه..


تنهدت الهنوف بعمق.. سحبت أنفاسها وزفرتها.. وتفكيرها يطوف بها من القريب.. للبعيد..

بعيدا عن مها... وعن تركي.. وعن الجميع.. إلى الذكريات الموجعة التي لا تفارقها..

فمع وجعها تبهت كل الرؤى والخيالات والأحزان

فوجعها.. وجع مقيم.. وروحها ..روح أثقلتها اليتم..


(كم مضى يا هنوف كم مضى

عشر سنوات.. عشر سنوات

وأنتِ يتيمة.. يــــــتـــــيـــــــــمـ ــــــــة!!

ما أقسى هذه الكلمة.. والأقسى هو الإحساس بها!!

عشر سنوات.. وأنتِ ترتجين بعضا من الحنان الذي يفيض عن الكل ليُلقى إليك كالفضلة

تبحثين عن الحنان الذي حُرمتِ منه.. في قلوب أثقلها الحنان لغيرك )



صوت مها المرح يعيدها لواقعٍ أكثر مرارة.. يعيدها من بقايا ذكرى تتمنى أن تغلق عليها بين جفنيها ، فلا ترى في الحياة شيئا سواها

ذكرى أخر سعادة حقيقية شعرت بها (معهم ) ..أولئك الراحلون:

إلا هنّو.. بعلش المبجل يقولون مهوب راجع ذا الصيفية.. بيرجع عالكريسمس.. ليش بيتأخر؟؟ مهوب ناقش وخلص؟؟


همست الهنوف بمرارة متأففة: تدرين مها.. ترا والله العظيم يا أخر شيء شاغل بالي: متى يرجع سي السيد..


مها ترقص حاجبيها: قال مهوب شاغل بالي قال..


عبست الهنوف.. وقطبت جبينها الأزهر.. ليكتسي وجهها عذوبته الحزينة التي يصعب تفسيرها بالكلمات (حتى ذكراه ماعادت تستجلب إلا كثيرا من المرارة)..


"ومتى كانت ذكراه مصدر فرح ياهنوف؟؟ متى؟؟"


هـــــــــــــو.. وكـــل مايتعلق به.. بل حتى بأهل والدها كلهم.. يستجلب كثيرا من الحرقة التي تتسرب لكل حنايها..

ورغم حبها الكبير لعمها أبي متعب.. إلا أنها عاجزة عن مسامحته عن انتزاعه لها من حضن جدتها أم والدتها..


يتيمة للتو.. محض طفلة في الخامسة عشرة.. تجتر مرارة الخسارة الفادحة التي لا يمكن حتى تصورها.. فكيف باستيعابها؟!!

فقدت والديها وشقيقها الوحيد معهم..

فإذا بها بعد ذلك بشهرين تفقد الملاذ الوحيد الذي كانت تجد بعضا من السلوى في حضنه..

كانت في ذلك الحين ما زالت تقفز برعب صارخة كل ليلة.. لا يهديها سوى أحضان جدتها..

التي تشدها بقوة إلى حضنها وهي تكتف ذراعيها حتى لا تضرب وجهها أو تمزق ملابسها أو تخدش كتفيها وهي تحرثها بأظافرها الجازعة.. كما كانت تفعل كل ليلة بعد وفاة أهلها..

فانتزعها عمها أبو متعب من بين أحضانها..

والعذر جاهز.. (الرجولة الثمينة التي كانت أثمن من وجع طفولتي)

(شوفتنا ما تتربى في بيت غريب!!!)


لم يفد بكاءها ولا صراخها الهستيري الذي ملأ جنبات بيت أبي متعب..

ولا حتى يأسها وانكماشها بعد ذلك وهي ترتجف كالملسوعة المحمومة في حضن أم متعب التي كانت تمسح وجهها وتهمس بجزع:

حسبي الله ونعم الوكيل.. البنية بتموت يأبو متعب رجعها لجدتها.. تكفى يا أبو متعب..

اتق الله في ذا البزر ..توها مافاقت من وجيعة موت أمها وأبيها..



أبو متعب يشيح بوجهه حتى لا يرى أحد لمعة دمعة تحاول الفرار من جبروت ادعاء التجلد..

(ضربتين في الرأس توجع.. والله العظيم توجع.. طالب راح.. وعقبه بسنة يروح علي..

قصيتوا أيديّ يا أخواني.. وش رجّال ماله إيدين.. وش فايدته في الدنيا؟

إن كنت متطمن على عيال طالب والبيت لاصق في البيت.. وهم تحت عيني..ومعهم الجليلة بنت طالب اللي بألف رجّال..

فأنا ما أقدر أخلي شوفتي في بيت مافيه إلا شباب ولا حد منهم بحلال عليها.. خمس شباب ما معهم إلا ذا العجوز.. خايف عليها.. خايف عليها!)


يتنهد بذات التجلد: خلاص قد لها عند جدتها شهرين.. كفاية!!



(أ قلت شهرين ياعمي؟؟.. أ شهرين تكفي في نظرك لأنسى خسارة كل شيء في الحياة؟! كل شيء..

أحد عشر عاما مرت منذ وفاة عمي طالب.. وعشر سنوات منذ وفاة والدي.. وأعلم أنك مازلت تبكي الاثنين بحرقة..

فلماذا يكفيني شهرين وأنت الرجل لم تكفك السنوات؟!!



ارتحلوا الأحبة يا عماه..ارتحلوا..

وأخبروني المعزون في تعزية بليدة أن كل الراحلين سواء.. حتى أردد برتابة قاتلة

" كل شيء يولد صغيرا ويكبر.. إلا الحزن يولد كبيرا ويصغر"

كانوا يكذبون علي..

إلا حزنهم يا عمي.. إلا حزنهم.. لا يصغر..

بل يولد كبيرا ويكبر.. ويكبر.. حتى يخنق الروح

والروح تتلجلج بيأس (ربي رحمهما كما ربياني صغيرا)


ففي كل زاوية لذكراهم : وجع..

وفي كل تفاصيل الحياة لذكراهم : بقايا!!


حتى لو لم نعرفهم.. نصنع لهم في الذاكرة : ذكرى..

ذكرى لماضٍ حلمنا أن نعيش معهم فيه..

علها تكون وقودا لمستقبل نكره أننا نعيشه بدونهم!!


فكيف وأنا أعرفهم.. أعرفهم يا عماه..

وكل ماعرفت من ذكريات سعيدة معهم وحدهم

بعدهم فقدت أي إحساس بسعادة حقيقية..


موجوعة ياعمي.. موجوعة.. ووجعي لا تكفيه القرون لأنسى

إن كنت أنت فقدت شقيقا.. فأنا فقدت كل شيء.. كل شيء.. كـــــل شيء!!

ولم يكن هناك وقت للخسارة حتى أستوعبها

الخسارة جاءت معا.. فاجعة زلزلت كياني..

فقدت أمي وأبي وشقيقي.. ماعاد لي روح ياعمي.. ماعاد لي روح !!

الروح ذهبت مع الراحلين الذين رحلوا وتركوني..

الروح ذهبت معهم!!

أنا محض جسد يروح ويجيء...ينتظر اللحظة التي سيسكن فيها حتى يلتحق بروحه الراحلة...





****************************





الشمس تشرق من فوق السحاب.. تكتسي ندف القطن الأبيض بانصهارات الذهب المحمر..

مشهد من المشاهد التي ترسخ في الذاكرة..

ولكنه كان لاه عن المشهد بأفكاره.. بخياله.. وتنهداته التي لم تتجاوز شفتيه المزمومتين بقوة وهو يسند رأسه لنافذة الطائرة ..


(ثمان سنوات من الغياب..

كنت أعود فيها للدوحة في كل مرة زائرا عجلا.. يعلم أن حياته لن تستقر به.. وأنه كالضيف الذي لن يطيل البقاء..

ولكني هذه المرة أعود للاستقرار.. أفكر في كل ما ينتظرني لأجدني مثقلا بالهموم..

عملي.. وحياتي... وهـــــــــــــــــــي!!)



أخرجه من صومعته الفكرية همس حازم لا يخلو من نبرة مرح ما:

" صدق هلك مايدرون إنك راجع؟!"


التفت للجالس جواره.. ناظرا له بنظرته الحادة الباردة والذكية.. لتقابل نظرة توزايها في الحدة والبرود والذكاء

وليهتف له برزانة تلقائية مغلفة بنبرته الحازمة : لا.. بأسويها لهم مفاجأة..


يبتسم رفيقه برزانة أكبر تبدو كما لو كان خُلق بها: مابعد حد قال لك إن حن يا البدوان مانحب المفاجأت .. تصير عندنا فاجعات..

يا أخي كان قلت لأمك على الأقل.. لا تنفجع العجوز..


تركي ارتعش ارتعاشه لم تتجاوز داخله وهو يهتف بجزع مغلف بالحزم:

بسم الله على قلبها.. حرام عليك.. قد لي شهور أخطط لذا المفاجأة عشانها.. تقول أفجعها..


ينظر له من تحت أهدابه ويهمس بخبث مدروس:

متأكد إنه عشانها بس..؟؟ ماتبي تفاجئ حد غيرها.. وخصوصا إن هذي رجعتك النهائية..؟؟


ابتسم تركي بثقل: ياشينك يا أبو حمد لا سويت روحك فاهم..


ابتسم رفيقه بما هو أبعد من التفهم، ليهمس بحزم: المشكلة يا تركي إنك فاهم.. إني أكثر من فاهم.. مع أنك ماقلت لي شيء..

بس ملكة ثمان سنين.. هذي اسمها مسخرة وقلة حيا وقلة سنع طال عمرك..

وأنا لو من أبو متعب أقول لك أعرس.. وإلا طلق بنت الناس..


تركي غضب.. غضب فعلا.. يكره أن يتدخل أي أحد في خصوصياته

ومع ذلك هتف بثقة غامرة: فُرات لو سمحت .. شيء ماتعرفه ولا تعرف ظروفه لا تتكلم فيك..


فُرات هز كتفيه بثقة مهيمنة: دام قلت فُرات بذا الطريقة.. فأنت زعلت..

ولو أنت زعلت.. زعلك مايهمني.. كلمة الحق أقولها لو على قطع رقبتي..

البنية يتيمة وفي ذمتكم.. ماتبيها.. طلقها خلها تشوف نصيبها..


تركي صمت.. عشرات الأفكار تستغرقه.. وهم غريب يراوده منذ سنوات...

يستحيل أن يطلقها.. ماذا سيقول الناس عن بنت عمه بعد هذه الملكة الطويلة..

لكنه لا يستطيع أن ينكر على نفسه أنه كان هو المخطئ منذ البداية..

حين سمح لوالده بابتزازه عاطفيا حتى يوافق على عقد قران كان غير مقتنع به لا وقتا ولا ظروفا..ولا حتى شريكة!

ولكنه أصبح واقعا لا يستطيع الفكاك منه.. والهنوف تصبح حقيقة أزلية لا يستطيع الفرار منها


أفكاره وذكرياته تطوف بباله قبل أن ينتزعه فُرات منه بهمس مرح:

ولا تزعل يا أبو عبدالمحسن.. بأراضيك وأزوجك بنتي..


تركي لا مزاج له ليرضى.. لكنه يستحيل ألا يرد على فُرات وهو يعلم أنه يحاول .. هتف بثقة باسمة:

والله يا أبو حمد نسبك ينشرى لو أن بنتك أكبر شوي..


ضحك فُرات ضحكة قصيرة ثقيلة: وليه صدقت أني بأزوج بنتي اللي عمرها 18 سنة من شيبة مثلك..


ابتسم تركي: وليه يعني.. كل الفرق بيني وبين بنتك بس 14 سنة..

ثم أردف بتذكر باسم: غريبة قد لك نص ساعة ما قمت تتطمن على بنتك لا حد يأكلها..


ابتسم فُرات: اللي ماخذ عقلك.. توني جاي من عندها الحين.. وأنت كنت في عالم ثاني..

جزاك لو أني خليت الشمحوطة أم كراعين قاعدة جنبك .. بدل ما أقومها جنب بنتي..

عشان أقعد أنا جنبك وأنت شكلك يضحك وأنت ساحب روحك ولاصق في الدريشة كن المزيونة بتأكلك..


تركي بذات الابتسامة الهادئة: يا أخي المزيونة على قولتك ماخذها راحته في القعدة زيادة عن اللزوم.. والمقاعد فل ماقدرت اغير مكاني..


ثم أردف وهو يتذكر بنت فُرات: إلا أبو حمد... ليش ماخليت بنتك عند جدها وأخيها؟؟

مايصير كل ماصار عندك شغل لو حتى أسبوع تسحبها معك..


فُرات تنهد بعمق وزفر هما يرافقه منذ سنوات: ما أرتاح يا أخيك.. ما أرتاح..

وبعدين حمد الكبير وحمد الصغير كل واحد منهم له جوه الخاص ولاهي عن الدنيا فيه.. أخاف عليها..


ابتسم تركي وهو يعرف غرابة الاثنين: تدري يا أبو حمد.. أما أبيك وولدك بصراحة مالهم حل..

حالتهم غريبة.. بس في نفس الوقت ما تقدر إلا يعجبونك اثنينهم..


ضحك فُرات برزانته المعتادة: لأنه شر البلية مايضحك!!


تركي هتف بتساؤل: زين حامد مهوب في البيت؟؟ أعرف إنه ساكن في بيتك..


ابتسم فُرات: حامد هذا عم العازة.. الحمدات عندي كلهم مافيهم فود.. وحامد ذا أولهم..

أنا أصلا ما أدري متى هو في الدوحة ..ومتى هو طلع منها..مخلي البيت فندق.. تبيني أخلي بنتي عنده؟؟


تركي بثقة: حرام عليك والله إن حامد رجّال نادر وينشد فيه الظهر.. أنت ماحد عاجبك.؟؟.


فُرات بذات الابتسامة: اسكت بس لأنه قلبي متروس على حامد.. هذا أصلا مهوب عمي.. ولدي.. أنا اللي مربيه..

بس هو مهوب راضي يريح بالي.. ويخلي خباله.. ويداوم في شغله نفس العالم والناس ..ويعرس.. ويستقر.


تركي ضحك: انت مهوب قعدت وراه لين خلص جامعته واشتغل.. وش تبي فيه بعد؟؟

شغله هو اللي عطاه تفرغ وممنونين بعد يعطونه تفرغ.. لأن اللي مثل حامد الحين هم صفوة المجتمع..

أظني إن واسطته الحين أكبر من واسطتك..


ابتسم فُرات: في هذي ماكذبت..

ثم أردف بذات الابتسامة الرصينة: تدري يمكن أني أغار منه.. بنتي تحبه أكثر مني.. وعلومها كلها عنده..


ابتسم تركي : يا أخي هيبتك تروع.. وحامد فرفوشي ويعطيها على كيفها..

ثم أردف بتساؤل : إلا أقول مهوب حرام عليك يا أبو حمد.. البنية ملبسها نقاب وفي أمريكا..وهي أساسا توها بزر..


فُرات بثقة لا تردد فيها: الستر ما يتجزأ.. والبنت لازم تعرف كذا..

توها صغيرة.. ولو رخيت لها في شيء.. بتقول أنت اللي رخيت.. وش معنى هنا وإلا هناك..

ثم تنهد بعمق: وما أبي حد يقول فُرات ماعرف يربي بنته عشان أمها ميتة.. وإلا حد يقول عشان أمها أمريكية..

مع إن أمها الله يرحمها ياتركي..عمري ماشفت أستر منها..

تدري إني تزوجتها وأنا حتى وجهها ما شفته.. حتى كفوفها ماشفتها..

الله يرحمها.. عمري ماشفت مثل فهمها في الدين..

سبحان الله كانت تأكل كتب الفقه والتوحيد والتفسير أكل.. كنها حاسة إن عمرها قصير..


تركي بتساؤل: تزوجتها في أمريكا؟؟


ابتسم فُرات: لا في قطر..


تركي بابتسامة مغلفة بالفضول: خاطري أعرف أشلون هلك وافقوا وخلوك على كيفك وأنت عبارة بزر..

عمرك 18 سنة ويخلونك تعرس.. لا .. وتأخذ أمريكية أكبر منك بكم سنة..!!!


ابتسم فُرات ابتسامة مغلفة بالحنين والتقديرالعظيمين: يمكن لو كان إبي غير إبي.. اللي هو أصلا غير عن كل الناس.. يمكن كان مستحيل أتزوجها..

بس إبي وقف في وجه جدي وأمي.. وقال هو مقتنع فيها ويبي حد يسافر معه لدراسته..

خلها تحصنه.. وهو رايح أساسا لأمريكا.. هي أكثر من بيفيده..

ومع أنها ماتت في علاجها في أمريكا.. بس رجعتها ودفنتها في قطر

كنت وقتها عادني ادرس الدكتوراه ماخلصت.. في أخر مراحل دراستي..

الله يرحمها ماتت وعمر حمد ثمان سنين ومي ست سنين..



رغما عنه.. تنهد والذكرى المؤلمة تعود له.. كان يوم زيارة عادي

(سبحان الله .. لو كنت داري والله ما أعرض عيالي لذا الموقف)

مازال فُرات عاجزا عن مسامحة نفسه لأن طفليه شهدا احتضار أمهما..

لم يعرف ماذا يفعل؟؟ أين الأولوية؟؟

أيبكي حرقته عليها وهو يرجوها ألا تتركه؟؟

أو أن يلقنها الشهادة؟؟ أو يخرج طفليه للخارج؟؟


وجد نفسه يشد على كفها بقوة وهو يدفن صرخات قلبه في جوفه

يلقنها الشهادة ..وعيناه تسترقان بألم العيون الأربعة المتوسعة بجزع وهما يشهدان موقفا أكبر بكثير من سنواتهما الضئيلة.. و.............


كان سيسترسل أكثر في أفكاره.. لولا صوت تركي الذي اقتحم تراكماته وهو يربت على ذراعه: الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة..


ومع أن تركي كان به فضول ليعرف تفاصيل زواج فُرات الغريب ..

لكنه تردد في السؤال، لأنه رأى فيه فضولا غير مناسب لا لشخصيته ولا لشخصية فُرات..

لذا غير السؤال لاتجاه آخر وهو يهتف بنبرة خاصة:

إلا فُرات ليش ما تزوجت عقب المرحومة..؟؟ أو حتى تتزوج الحين..

ترا كل الفرق بيني وبينك 7 سنين وهذا أنا مابعد تزوجت حتى..


تنهد فُرات وهو يبتسم : وحتى لو كان عمري 39 ..ترا عندي ولد عمره 20 .. هو اللي المفروض أزوجه

أصلا لو طاعني كان زوجته أول ما خلص ثانوية قبل ثلاث سنين..دام حامد ماطاعني وعرس..

بس حمد يقول لي شكلك يبه عايش في زمن غير الزمن.. وش ذا العرس وأنا عادني أخذ مصروفي منك..

مع أنه صار له زمان ماخذ مني لا مصروف ولا غيره.. معتمد على نفسه..


تركي ابتسم: أصلا اللي يشوف ولدك معك.. يحسبه أخيك ويقول الفرق بينكم بسيط بعد.. حرام تدفن عمرك بالحيا..


ضحك فُرات: ماتخلون التنظال.. يا أخي لو أنا مبين أصغر على قولتك..

فلأنه ربي رحمني من النسوان وغثاهم.. قربهم يجيب الهم ويشيب بالواحد.. ويكبر الواحد عشرين سنة فوق عمره..


تركي مازال مبتسما: لا.. صدق صدق ليش ما تزوجت..؟؟


فُرات بثقة: ماراح يعجبك رأيي وأنا بصراحة أتحاشى أقوله..


تركي بثقة مشابهة : وأنت لو قلت لي رأيك.. بأروح أنشره..؟؟


فُرات بثقة وصراحة كما لو كان يقرر حقيقة لا نقاش فيها ولا جدال:

بصراحة النسوان العرب بدون تحديد مايدخلون مزاجي بنص ريال حتى..

سطحيات وانفعاليات وهذارات.. ولو كان عندها شوي ذكاء تبي تحط رأسها برأسك وتعوفك بحياتك..

وماعاد أقدر أتزوج أمريكية مرة ثانية.. لا مركزي ولا سني ولا ظروفي تسمح لي بتهور مثل ذا.. عشان كذا حياة العزوبية أفضل..


تركي بصدمة: بصراحة ما تخيلت إن هذا ممكن يكون تفكيرك..

أنت ولد السوق.. اللي معاك دكتوراه في الاقتصاد.. واللي تقابل في شغلك أرقى أنواع النساء وأذكاهم..


ابتسم فُرات بثقة: ولأني قابلت في شغلي مئات المئات من النسوان اللي المفروض هم صفوة التفكير والتعامل كونت هالفكرة..

مهما حاولت المرأة العربية تنحي مشاعرها عن شغلها ما تقدر..

العاطفة لاعبة بحسبتها.. وأي نقد لشغلها مثلا ، تعتبره نقد شخصي لها.. وأي صد لمشاعرها تعتبره مقابل لإلغاء الشغل

بينما لو كنت تعامل مع أمريكية أو أوربية أو حتى صينية.. كأنك تتعامل مع رجّال.. الشغل شغل..


تركي بثقة أكبر: بصراحة كلام غير مقنع.. بنتك مرة عربية.. وأمك قبلها.. هل هم ينسحب عليهم نفس رأيك..؟؟


فُرات بثقة راسخة : بنتي ربي رحمها بالعرق الأمريكي اللي فيها..

أما أمي الله يرحمها مع غلاها اللي ماله حد.. ماحد وصل أبي لحالته اللي أنت تشوفها إلا هي.. عوفته حياته..

تخيل حتى اسمي ماكانت راضية تناديني فيه.. عشان أبي أصر يسميني فُرات..

كانت تقول اسم الخبلان ذا خله لك أنت وأبيك.. تخيل أني بزر وتدعيني أبوحمد..

ما ألوم أبي صراحة وعذره معه..


ضحك تركي: اتق الله تكذب على أمك.. أبيك بنفسه يقول لي إنه كذا من قبل مايتزوج حتى..


رد عليه فُرات بابتسامة واثقة: بس أمي دعمت الحالة عنده بدل ما تنتشله منها..

حتى يوم جاتها مضاعفات بعد ولادتي.. واضطروا يستاصلون رحمها..

اتهمت إبي إنه السبب.. لأن ربي يعاقبه إنه مهوب كفو يكون أب..وكفاية عليه واحد هذا كنه عرف يربيه..

المرة عندنا أهون شيء عليها تتهم الرجل إنه السبب في كل شيء يصيبها..

يعني ماحتى شالت لأبي جميل انه ما أعرس عليها.. مع أنه كان حقه... شباب في أول عمره.. وزوجته شالت الرحم.. لكن هو قرر يعيش حياة الحرمان ولا يجرحها..

لكن هي كانت تجرحه قايمة قاعدة..


هتف تركي باستغراب: لا حالتك مستعصية صراحة.. يعني على أني تقريبا أعرفك عمري كله.. بس عمرنا ما تكلمنا في ذا الموضوع..


هز فُرات كتفيه بذات الثقة الباسمة: ماجات مناسبة عدا أني أتحاشى أقول رأيي.. خبرك حرية التعبير عندنا عليها حظر شوي..


همس تركي بمرح: يعني أقول إنك متعقد ..و أمك سبب عقدتك..


فُرات ضحك: لا والله يافرويد زمانك.. لكن هذي قناعات تشكلت في عقلي من يوم بديت أعرف إنه في جنس اسمه الحريم..

يعني اللي يقول رأيه عندكم.. لازم يكون متعقد.. وتطلعون عليه عقدكم..

ثم أردف بنبرة مقصودة: لو بتقول أنا متعقد من النسوان العرب.. باقول إنك أنت متعقد من النسوان كلهم..

وماشاء الله الدلائل كلها مبينة عليك..


تركي بثقة باسمة: لا متعقد ولا شيء.. بس الظروف ماجات على الكيف..





************************




" ياحيا الله أم سعيد.. أبطيتي علي ياقلبي!!"


دانة تشد رباط شعرها لينتثر شعرها على كتفيها وهي تميل لتقبل جبين سعود وتهمس بإرهاق:

السموحة حبيبي..

أمي صافية بتصوم بكرة.. قعدت لين قست ضغطها وسكرها وعطيتها أبرتها وهذا أنا جيت..

ثم أردفت بحزن عميق عميييييق: وإذا رزقنا ربي بسعيد قول أم سعيد..


سعود شدها من كفها ليجلسها جواره واحتضن كفها بين كفيه وهو يهمس بحنان:

الله كريم حبيبتي.. يرزقنا برزق من عنده..


حينها.. وبشكل مفاجئ دون أي مقدمات.. انفجرت بالبكاء.. كما لو أن البكاء كان مخبأ تحت رداءها.. ينتظر أن تخلعه لينساب غامرا المكان

شدت كفها من بين كفيه لتدفن وجهها بين كفيها وكلماتها تتناثر بين شهقاتها:

ظنك ربي يعاقبني عشان أول واحد؟؟.. لأني ماقدرت أحافظ عليه..


سعود تنهد بعمق وهو يشد كفيها من وجهها ويشدها ليحتضنها بحنان متعاظم:

حبيبتي دانة ما تتعبين من ذا الموال؟!!.. ياقلبي أنتي.. الله يقسم الارزاق .. والله بيرزقنا من عنده..

وأنتي اللي صار لش سنتين منتي براضية تقطين مانع الحمل..


تزايدت شهقاتها وهي تدفن وجهها في عنقه: تعبت يا سعود تعبت.. خمس مرات سقطت..

قلبي ذاب وأنا أتشفق عليه.. وعقبه يروح.. ماني بمستحملة..

لو سقطت بعد والله لأموت..


تنهد بيأس وهو يشدها بقوة أكبر ليتركها تفرغ انفعالها كله.. فهذا الموال من البكاء لا يحصل إلا إن كان أحد قد ذكرها بشيء ما..

وكم هي كثيرة تلك الأشياء التي باتت تجرحها!!

أقل كلمة ستشعرها بالحزن.. لكنها لن تبكي حتى ترى سعود.. وحينها سيتفجر حزنها كله.. تشعر بالأسى عليه ربما أكثر من نفسها..

فهي تبكي وتشتكي له.. ولكن هو مطلقا لا يشتكي ولا حتى يقول كلمة..

ولكنها هي من تموت حين ترى كيف يتدفق بالحنان الموجع على بنات مها شقيقته..وعلى سعود ابن شقيقتها غالية.. الذي اسماه جابر عليه..

تشعر أنه يذوب لهم ومعهم.. ليذوب قلبها وهي تعلم أنها عاجزة عن إهدائه فرحة مماثلة..


حين هدئت.. رفعت رأسها وهي تمسح احمرار وجهها وتهمس باختناق وهي تقف:

سامحني حبيبي.. غثيتك بدون سبب..


سعود شد كفها ليعيدها جواره وهو يهتف بحزم حان: قولي لي وش اللي ضايقش؟؟.. ما تبكين كذا كون شيء ضايقش..


دانة بسكون: مافيه شيء.. بس يوم قلت لي أم سعيد.. تذكرت اللي أنا أصلا ما أنساه..


سعود بنبرة خاصة: كل يوم أقول لش أم سعيد.. وش معنى ذا المرة؟؟

أمي قالت لش شيء؟؟


دانة انتفضت بجزع وانكار: لا.. لا.. ماحد قال لي شيء..


سعود بصرامة: زين احلفي ..


دانة بيأس: سعود تكفى.. لا تنبشني.. خذ اللي أقوله وخلاص..



صمت.. وهو يعاود شدها لصدره.. لتطوق خصره بذراعيها بيأس عميق..

يشم رائحة حزنها تتسرب عبر أنفاسها التي تلامس روحه بحزن بات يشبه نظرة عينيها..

قد يكون يتمنى بكل وجع الكون أن يكون أبا.. ولكنه يتمنى ذلك أضعافا مضاعفا من أجلها هي..

يعلم أن الأمومة للمرأة حاجة مضنية لا نقاش فيها..

يشعر أن روحها تذوي.. وأن شيئا في روحها كان يموت مع كل طفل تفقده..

في حملها الأخير قبل عامين.. كان يدعو في كل صلاة أن يحفظ لها هذا الحمل.. فهو رأى حالة الاكتئاب التي انغمست فيها في المرات السابقة..

لن يحتمل أن يراها هكذا مرة أخرى .. شعر أن روحه هو أيضا كانت تذوي من أجلها..

" يارب بس طفل واحد..

طفل واحد ما نبي غيره.."


ولكنها فقدته.. وهذه المرة كان حزنها سوداويا لأقصى مدى.. كان يشعر بالحزن يتسرب عبر مسامات جسدها..

وكأن جسدها وروحها وقلبها ماعادوا يحتملون أي مزيد..

ماعادوا يحتملون أي مزيد!!





**************************




" وش تعشيتي في بيت هلي؟!"


تنهدت بعمق (أنت ما تنسى النكد وتحسبه خفة دم أنت ووجهك!!)

ابتسمت باستظراف مصطنع: تبي بالمختصر والا المفصل تعوبي؟؟


متعب بتفجع: ليه فيها مفصل بعد ؟!!.. حرام عليش مها.. راعي صحتش شوي.. وزنش وصل رقم قياسي..


مها بابتسامة تريد أن تبصقها في وجهه مع العشاء الذي لم تتناول منه شيئا حتى:

أدري كم وصل.. ماتقصر حبيبي وأنت كل يوم توقفني على الميزان بالغصب وتراقب وزني..



هل هناك امتهان إنساني أكثر من هذا؟؟

لطالما اعتبرت المرأة أن وقفتها على الميزان شيئا شديد الخصوصية لا يحق لأحد اقتحامه..

وليته توقف عند الميزان فقط..

ولكنه بات يمتهن كثيرا من أنوثتها وشخصيتها.. وهو يكسر مجاديفها بكل معنى الكلمة..


في البداية كان من رفض أن تباعد بين كل حمل وآخر وتستخدم أي مانع للحمل.. مع أنه يعرف قابليتها للسمنة..

وحين أنجبت ثلاث بنات لايباعد بينهن سوى أقل من سنة ..كان هو من قال لها توقفي لعدة سنوات حتى تنزلي وزنك لسابق عهده..


"لأنش لو حملتي وأنتي وزنش كذا.. والله ماعاد حتى تقدرين تحركين!!

تبين اللي يشلش ويحطش.. وانا لو أجيب الدفاع المدني كله معي ماقدرنا نشيلش"


هكذا بصقها في وجهها قبل عام ونصف دون أدنى مراعاة لمشاعرها..

جعلها تخجل من نفسها.. وشكلها.. وتعقيدات بالغة الغرابة تغلفها.. وتقيد علاقتها به..


وكل هذا في داخلها.. لا تشتكي أبدا لأحد.. ولا تقف للتساؤل على أعتابه..

تغلف نفسها بقشرة رقيقة من مرح شفيف وابتسامة دافئة.. علهما يخفيان ضبابية روحها المكلومة من الألم..


همست بمرح وهي تدير ظهرها له لتخفي دمعة انسابت على خدها دون استئذان:

حبيبي.. تدري.. جوعانة... بأمر بناتي أشوفهم وعقب بأروح للمطبخ.. أجيب لك شيء معي؟؟..


متعب همس بضيق حقيقي وهو يلقي بغترته على طرف الأريكة:

ومطبخ بعد؟؟.. لا مها.. روحي ما أبي شيء.. بأصلي وتري وقيامي وأقرأ وردي وأنام..


خرجت لتحبس نفسها في غرفة بناتها لتبكي كالعادة.. وتتركه خلفها يتنهد بحرقة كالعادة أيضا:

وين راحت مها اللي يوم شفتها ليلة عرسنا في فستانها المجنون..حسيت ألف فرس يتسابقون في قلبي؟!

وين الفتنة اللي كانت تذوبني .. وأخاف أسكر عيني تروح مني لمحة حسن من محاسنها؟!

أعوذ بالله ماعاد أشوف قدامي إلا فيل..

يا الله إنها قادرة تمر من الباب..






*****************************




" أخبار حبيبتي الليلة؟؟"


نظرت له بولع غامر شفاف.. وهي تدقق في تفاصيله التي تعشقها..انعقادة حاحبيه..عارضيه السوداوين .. شعره الأسود الناعم الكثيف الذي يتجاوز طوله أسفل عنقه في لفات لولبية: دامك طيب فأنا طيبة..


لينظر لها بدفء عميق: ودامش طيبة أنا طيب..

ثم أردف بمرح وهو يجلس جوارها ليطوق كتفيها بذراعيه: صدق صدق بثينة حبيبتي كنتي الليلة تبين تنامين عند هلش وتخليني..؟؟ ..


ابتسمت بثينة برقة: شأسوي .. أميرة متوترة عشان بكرة تسجيلها في الجامعة..

خبرك توتر طالبة جامعية جديدة.. وهذي دلوعتنا ما أقدر أشوفها كذا وأخليها.. كان ودي أنام عندها..


يضحك باستنكار مرح : نعم؟؟ أنتو يا بيت طالب عندكم دلع؟؟؟.. ما أصدق إن مصطلح الدلع مر عليكم..

مربيتكم الجليلة على العجين ماتلخبطونه.. أشك إنها في البيت كانت تلبسكم لبس عسكري..

وحاطة لكل واحد منكم جدول بالساعة والدقيقة..اللي مايلتزم فيه ياسواد عيشته..


ضحكت بثينة: حرام عليك محمد.. الجليلة اللي حلفت علي ما أمسي..

قالت لي: أنا ما أنا بحالفة عليش يوم عرستي إنش ما تمسين عندنا إلا كن محمد مسافر برا الدوحة..


محمد بمرحه التلقائي: ياحبيبتي.. يا مرتي يامسكينة....

أتخيل شكلش والجليلة تصيح عليش وأنتي تنافضين ولاصقة في الطوفة.. وتقولين والله ما أعيدها.. والله ما أعيدها..

بس لا تعلقيني من أرجيلي وتضربيني..


بثينة ضحكت: حرام عليك محمد.. الجليلة ماعمرها مامدت يدها على حد منا..


محمد يقاطعها ضاحكا: مافيه داعي تضرب.. كفاية نظرة عينها وإلا نبرة صوتها.. عشان تخلي الواحد يسويها في ثيابه من الخوف..

كفاية اسمها يروع. وأنا أتخيل كليب وجساس والمهلهل يتحاربون فوق رأسي.. أما عمي طالب الله يرحمه غريب على ذا الاسم..


ثم أردف بتذكر باسم : أول مرة شفتها وسمعتها يوم عرسنا وهي تناظرني مع إن عيونها يا الله أني أشوفها من نقابها وصوتها كان واطي..

وهي تقول لي: ( الله الله في بثينة.. تراك خذت قطعة من جوفي.. وتراها يتيمة.. أبيك تكون أمها وأبيها..)

وأنا كان ودي حزتها أشلش وأحطش فوق رأسي قدامها.. تنفيذا للأوامر الصادرة بدون تفكير..

أجل لو شفت عينها كاملة وإلا صوتها عالي.. وش أسوي.. كان ما أهج من الدوحة..


بثينة مازالت تضحك برقة.. فمع محمد لا تعرف سوى الابتسامة..

(الله لا يحرمني من اللي عمره ماكدر خاطري.. ليتني بس أقدر أفرحك لو ربع منت مفرحني وماليء حياتي سعادة) :

تدري محمد، الحكي معك ضايع.. ما أدري الجليلة ومش مسوية لك .. تقول ماكلة حلالك..


ضحك محمد: قبل أربع سنين يوم قال لي ولد خالتي متعب:

وش رأيك تكلم أبي وتخطب منه بنت عمي طالب.. توها تخرجت من الجامعة..

و قبل اختها الكبيرة معية من كل الخطاطيب لين تتخرج.. اخطبها قبل يسبقك أحد.. تراها ما تتفوت.. أدب وتربية وسنع..


نطيت في حضنه.. وقلت يا الله ذا الساعة ذا الساعة.. قم نحاكي أبيك..

استانست لأني عارف بنات عمه طالب لا أم ولا أب.. قلت أحمدك يارب ماعندي عمة تنكد علي..

افرح يامحمدين ..ماعندكش حماية يامحمدين..

طلعت لي الجليلة عن عشر عمات..


بثينة بعتب مصطنع: كذا محمد؟! تعايرني عشاني يتيمة؟!


لو كان زوجها رجلا آخر غير محمد.. لربما قد تتحسس من هكذا قول..

ربما تكون الجليلة حاولت جاهدة ألا يشعروا بإحساس اليتم..وهي تاخذ دور الأم والأب بكل امتداداته..

ولكن إحساس اليتم بقي إحساسا مرا لابد أن يطفو كل حين..

ثم مع محمد وحنانه وحتى أبوته تراجع هذا الإحساس لأبعد زاوية منسية في روحها..


محمد انتفض بجزع رجولي حميم ..وهو يشدد احتضانه لكتفيها.. ليدفنها في منتصف قفصه الصدري:

آسف حبيبتي.. آسف.. الله يقطعني أنا ومزحي الثقيل..

لا تزعلين من حمودي حبيبش..


ضحكت بثينة بعذوبة وهي تستمع لدقات قلبه التي تشعر بها كتغريدات عذبة تحت أذنها:

يانظر عيني أنت .. أزعل من الدنيا كلها ولا أزعل عليك..


محمد ضحك ضحكة شريرة مصطنعة : تدرين خفت تزعلين.. وألجم لساني عن عمتي الجليلة..

عاد أنا لو يمر يوم ما أعلق على الجليلة ممكن يجيني شيء..

مهيب هي عمتي؟!!





*************************





تنظر له بولع أمومي لا يخلو من فخر عميق.. فهي من صنعت شخصية هذا الشاب الاستثنائي:

" مساعد نظر عيني.. لا تنسى تروح بكرة تجيب إيجار المحلات"


مساعد بابتسامة مرحة: من عيوني.. تأمرين شيء ثاني طال عمرش وحضرة جانبش..؟؟


ابتسمت: تمسخر طال عمرك أنت؟!!


ضحك مساعد وهو يجلس جوارها: حاشا وكلا يا بنت طالب.. أنا أستجري.. ما أنا بكفو أتمسخر على سمو الأميرة الجليلة بنت طالب..


ابتسمت الجليلة بعذوبة.. ابتسامة فترت عن مبسمٍ خرافي الحسن: شين ملاغة تالي الليل..


مساعد بذات المرح: الحمدالله ملاغتي على كل حزة..

ثم أردف بنبرة حانية لا تخلو من التقصد: ها مستعدة لبكرة؟؟


الجليلة بثقة متحكمة غير مصطنعة: وليه ما أكون مستعدة؟؟


مساعد بتلقائية: ما أدري.. دراسة الجامعة تشكل مرحلة جديدة في عمر الواحد..

لازم يكون قبلها إحساس حتى لو بسيط من التوتر..


ابتسمت الجليلة بثقة: التوتر للبزران اللي مثل أميرة.. بس أنا مايلبق علي.. فما فيه داعي أدعي توتر ماني بحاسة فيه..


ضحك مساعد: أنا أصلا الغبي اللي أسال ذا السؤال ..أكيد يامرغريت تاتشر.. الله يعين الجامعة عليش..


الجليلة بتلقائية واثقة: أنت عارف أني دراسة الجامعة كلها ما لي خاطر فيها.. بس عشان خاطر أميرة بأدخل معها ..


حينها نظر لها مساعد بشكل مباشر وهمس بنبرة مقصودة: جليلة .. ترا أميرة بذا الطريقة والله ماتقدر تعيش في الدنيا وأنتي مسوية عليها حماية بذا الطريقة..

أميرة مستحيل تطلع من البيت من غيرش.. ومالها صديقات غيرش..

كملتي الثانوية عشانها يوم شفتيها سنتين ورا بعض وهي ترسب في أول ثانوي.. والحين بتدخلين الجامعة عشانها..

أنا ما أقول لا تدخلين الجامعة.. لأنه حرام ما تدخلينها.. نسبتش أحسن من نسبة أميرة بواجد مافيه حتى مقارنة..

وثقافتش وإطلاعش أحسن من كثير من خريجين الجامعة..

بس تدخلين الجامعة عشانش مهوب عشانها..


الجليلة بثقة لا تخلو من نبرة حزن شفاف وهي تشد شعرها الكثيف ليسترسل بجوار عنقها الطويل منحدرا إلى حجرها : أنت عارف أني أبيها تكون قوية.. والدنيا مايعيش فيها إلا قوي..

بس هي كبرت ماعرفت لها أم غيري..أمي ماتت وعمرها أربع سنين.. وحتى أبي مات وهي صغيرة..

فصرت أمها وأبيها.. وأنت تدري زين إني حاولت أدمجها مع صديقات من سنها.. بس هي اللي ما ترضى..

حتى البندري بنت عمي عبدالمحسن.. مع أنهم متقاربين في العمر.. والبيت جنب البيت.. بس ما توالفت معها..


مساعد بثقة : لا تزعلين جليلة.. بس أنتي السبب.. أميرة متعلقة فيش تعلق مرضي.. وأنتي منتي براضية تفكين منها شوي..


الجليلة بغضب تحكمت في نبرته حتى لا تعلو طبقة صوتها الرصينة: يعني يا أما أسمع شورك وأعرس.. وإلا أكون اللي جنيت على أميرة..؟؟


تنهد مساعد: الجليلة لا تعصبين واللي يرحم والديش.. ياقلبي رفضش للزواج ماله مبرر..

أول تحججين إنه حن صغار ومستحيل تخلينا..

هذي بثينة لها أربع سنين متزوجة.. وأنا الفصل الجاي تخرج.. ولو تبيني أتزوج تزوجت..

وأميرة خلصت ثانوية وهذي هي بتدخل الجامعة.. وأزهليها.. أميرة في عيوني..

الجليلة شبابش بيروح حرام عليش.. شوفي حالش..


الجليلة بثقة: لا معصبة ولا شيء .. بس مالي عازة في ذا العاهات اللي يخطبون..

خلاص أنا وحدة كبرت.. وش لي بالعرس؟!

وأنت رجّال منت بقاعد تحرس البيت .. تبيني أخلي أميرة بروحها في البيت؟؟.. مهوب حولي ياولد طالب..


ضحك مساعد وهو يقرص خدها بحنان: أما عاد كبرتي على العرس وحلوة كذا وعمرش 32 ...!!

تكفين دوري لي وحدة كبيرة مثلش.. تكفين.. وأنا راضي بها وأحب يدي مقلوبة..

قولي إن السالفة أميرة وبس... خلاص ولا يهمش.. ترا الخطاطيب مأذيني عليها..بأزوجها وأزحلقها من طريقش..

تراها تبيعتي وعمرها 20 ..يعني ماعاد هي ببزر..


الجليلة بحزم: ياويلك يا مساعد تقرب حد.. وإلا تعطي حد كلمة.. ماعندنا عرس لين تخلص أميرة جامعتها..

مثلها مثل بثينة..


مساعد بحزم مشابه: أظني الشور عندي يابنت طالب..

ولو جيتي للصدق ترى أميرة هذي بقرة ومهيب وجه دراسة.. لولاش وراها ودرستي معها وأنتي تغزين الشرح في حلقها وتأكلينها الدروس أكل.. وإلا كان أساسا مافلحت..

المفروض إنها الحين تروح ثالثة جامعة.. خليها تعرس و توفق..

لوماكنتي وراها في الثانوية ماكان فلحت.. لكن الجامعة خلاص.. لو هي مالها رغبة في الدراسة.. خلاص والله مايمشي حالها..


الجليلة بحزم مثقل بالغيظ: مساعد لا تخليني أوريك وجهي الثاني..


ضحك مساعد: وأنا بعد لا تحديني أطلع وجهي الثاني.. تراني تربيتش يا بنت طالب..

وجهي الثاني عاده أعسر من وجهش.. وأظني أنش دارية..

بأطول بالي عليش شوي بعد.. ونشوف أخرتها معش..


تنهدت الجليلة، لتزفر خليط متناقض من المشاعر.. فخر مصفى وغيظ ملتبس.. من هذا الأخ..

الذي بقدر ماهي فخورة به.. بقدر ماهي متوجسة من قوة شخصيته..

بينها وبينه عشر سنوات..

هي من ربته ليكون قوي الشخصية..صارم القرارات..

منذ وفاة والدها كانت لا تفعل شيئا أو تخرج لمكان حتى تستأذنه..

مع أنه كان في الحادية عشرة في حينها.. لكنها أرادت أن تغرس فيه حس المسؤولية والرجولة المبكرة..

وهي تعلم شقيقتيها كيف يحترمنه إلى حد التقديس..وتكون كلمته مسموعة عندهما..

كانت سعيدة جدا به.. وهي تراه مازال في الرابعة عشرة.. ومع ذلك قهوته معدة في مجلسه..

وعمه وأبناء عمه سعيدون به أيضا.. وهم يتقهون عنده كل عصر حتى لا يشعر أن مجلس والده هُجر بعد وفاته..

ثم بعد ذلك عزائمه (وكرايمه) التي لا تنتهي.. جعلتها أكثر سعادة به..


ولكنها كانت في داخلها تتساءل بحزن: أ لم أنتزعه من طفولته؟؟ أ لم أحرمه أن يعيش سنه؟؟ وأنا أجعله يكبر في تصرفاته لعشرين عاما؟


ثم تزفر بعدها بحزن سوداوي لا قرار له: سامحني يامساعد.. بس الطفولة كانت ترف.. ماسمحت لنا ظروفنا إني أخليك تعيشها..

كنت أبيك سند.. في دنيا تخوف.. وحن بنات بدون أم ولا أب..

ويمكن كنت أبيك تكون صورة لشهاب اللي كان في عيني أكمل رجّال..

بس يا أختك طالبتك لا تكون مثل قول الشاعر:

أعلمه الرماية كل يوم.. فلما اشتد ساعده رماني

تكفى يامساعد.. تكفى ياقلب أختك.. كله ولا أميرة..كله ولا أميرة!!

لا تقهرني على بنتي..



(كم مضى من السنوات.. وأنا أنسى نفسي في خضم انشغالي بكم

ماعاد لي حياة سواكم..

نسيت أو ربما تناسيت أني يتيمة حتى لا تشعروا أنتم باليتم..

رحيل أمي وأنا في السادسة عشرة نحر روحي نحرا

الجزع اخترم روحي.......

وكأن كل هذا الألم لا يكفي

ليرتحل والدي بعدها بسنوات قليلة.. وأنا مازلت في الحادية والعشرين

كنتُ الكبرى.. وأنتم عصافير لم ينبت ريشها..

نسيت صباي وشبابي كما نسيت مراهقتي قبلها

كل شيء نسيته من أجلكم...

القلب مازال متخما بالأسى..

فهل حينما يعود ذلك الــغــائــــب الذي أطال الغياب سأشعر بالسلام؟؟)





*************************




قبل ذلك بساعات ...صباح اليوم..


"أنت صدق متلاغي مع نسيبك قبل كم يوم؟ أنت صاحي؟!!

ترا جابر آل جبران من خيرة الرياجيل..

وعزّ الله مهوب غثيث"


كان الاثنان في كتارا، يتناولان فطورهما كعادتهما الصباحية التي تتكرر كثيرا أن يفطرا معا حينما يجدان وقتا لذلك، فرغم كل الخلافات والحساسية، بقيا روحين متآلفتين..

تناول خالد رشفة من قهوته، وهتف بثقة لا تخلو من الغضب:

أختي داخلة علي وجهها أحمر وشكلها باكية، يحمد ربه لاغيته بس، ماخليته يجمع ضروسه من القاع..

والله لولا إن غالية طلعت وحلفت إنه ماقال لها شيء، وإلا والله يا ممساه إنه في مستشفى حمد..


حينها اهتز فنجان القهوة في يد محمد، أعاده للصحن، وهتف بثقة مشابهة لا تخلو أيضا من الغضب ومن كثير من العتب: زين واللي أخته عارف إنه لها خمس سنين تبكي ومغبونة، وغبنها كنه رمح في كبده، وش يسوي؟!


شعر خالد بالطعنة من قريب، شهق من قوتها، شعر بها نسفت روحه نسفا، شعر أن خلاياه تتناثر آلما.. وهو يمد يده عبر الطاولة بينهما ليمسك معصم محمد بقوة، ويهتف برجاء عميق موجوع: طالبك يا محمد ما تذبحني.. أنت بالذات طالبك.. ما اقواها منك يا أخيك.. أيني داخل على الله ثم عليك.. ما تكمل.. ولا تقول كلمة..


صمت محمد بحسرة، وقهر عظيم يلتهم روحه، ربط يديه ولسانه بهذا الرجاء الأخوي العنيف الذي استفز به أخوته ومروؤته، حتى موضوع سفرة جنيف الذي كان يريد أن يفاتحه فيه اليوم وجد لسانه مربوطا عنه، والاثنان يبقيان صامتين دون أن يمدا أيديهما إلى بقية القهوة أو الفطور..

وكل واحد منهما ينظر للآخر بنظرات مثقلة بالمعاني، يتمنى محمد فقط لو أن الجازي تطلب منه أن يطلقها من خالد، يريدها أن تمنحه الغطاء المناسب لكي يستطيع مجابهة خالد ومعزة خالد ومحبة خالد التي لم ولن يؤثر فيها شيء..

ولكن مادامت الجازي ترفض أن يطلب هو وسعود لها الطلاق من خالد، سيبقى مجبرا على التراجع عن المواجهة..


الحزن والحسرة والقهر في داخل خالد كانت أكثر تجذرا وعمقا، يشعر أن كل مافيه يذوي وهو يضطر أن يجابه محمد : (طالبش يا الجازي، طالبش..كله ولا محمد، كله ولا محمد.. لا تخليني أقهر أخي ورفيق عمري!)





******************************




" يمه الله يهداش.. وش ذا الكلام اللي قلتيه لدانة؟؟

يعني المسكينة مهملة رجّالها وملزمة ماتروح لين تتأكد إن ضغطش نزل

تقومين تغثينها بذا الكلام اللي ماله داعي"



أم سعود بغضب حقيقي: أص ولا كلمة.. أص.. أنتي بالذات ما أبي اسمع صوتش..

وبكرة ما أنا بطالعة من حجرتي.. ولا أبي أشوف وجهش

ولا وجه حد من أخوانش.. فكوني في شركم.. ماحد رافع ضغطي غيركم..

وقومي فارقيني.. ما أبيش تمسين عندي..


الجازي بمهادنة باسمة رقيقة وهي تقترب لتحتضن ذراع والدتها وتقبل أعلى عضدها:

أفا ياصفوي.. أفا ..حتى الجويزي.. أخر العنقود.. سكر معقود.. تقلبين عليها؟!!..


أم سعود انتزعت عضدها بقسوة وهي تبعد الجازي عنها.. تنهدت الجازي بعمق..

يبدو أن غضب والدتها هذه الليلة غير قابل للحل السريع..

وخصوصا أنها ختمته بجرح دانة بقسوة.. رغم أنها تعلم محبتها الكبيرة لها..


الجازي همست بحنان: يمه الله يهداش.. العصبية مهيب زينة لش.. أنتي مرة معش ضغط وسكر..

وش اللي مضايقش جعلني فدا عينش؟؟


أم سعود بذات الغضب المتزايد: إلا قولي وش اللي مهوب مضايقني.. كل شيء مضايقني..

أنا عجوز مريضة رجلي والقبر.. ولا حد من عيالي مريحني..


ضحكت الجازي برقة: يمه الله يهداش وش فيش قلبتي مود هندي.. وش عجوز ورجلي والقبر..؟؟

توش يمه صغنونة وعمرش أول الخمسين..


أم سعود بغضب: أنا ماقلت لش أنتي أص.. أجل خلاص ما أنا بعجوز .. بس أنتو بتموتوني ناقصة عمر..


الجازي تتنهد.. يبدو أن كل محاولاتها لإخراج والدتها من المزاج السيء لا تفلح..

لذا همست برقة مهادنة مرة أخرى وهي تميل لتقبل كف والدتها هذه المرة:

جعلني فداش يأم سعود.. علميني وش فيش؟؟.. أنا الجويزي.. الصندوق اللي مفتاحه ضايع..


انتزعت أم سعود كفها حتى لا تقبلها الجازي في دلالة على غضب حقيقي غير معتاد من شخصيتها اللطيفة وهي تهتف بذات النبرة الغاضبة:

خلينا نبدأ فيش يالبصل المعقود.. خمس سنين متملكة؟!!..

نعنبو دارش.. سنانينش بزرانهم وراهم..

وأنتي تغلين على ذا المسكين لين طلعتي روحه وروحي معه..

زين وضربش؟!..الرجّال رجّال صدق.. دمه حار.. ولا له إلا الظاهر.. زين أنه ما ذبحش..

ويوم درا بغلطه.. تعذر بدل المرة ألف.. ماعاد إلا يحب أرجيلش عشان ترضين..

بس أنتي يا بنت بطني غرش الغلا.. جزاش لو أنه يطلقش ويحذفش مثل النعال ويأخذ شيختش.. علش تعرفين إن الله حق..

وإلا تدرين.. يخليش معلقة أحسن.. ويأخذ اللي تسواش.. عشان تأدبين ..

وأنا اللي بأخطب له بعد.. وأنتي خلش عند أمش لين تموتين..


الجازي وقف قلبها في منتصف حلقها من تهديدات أمها وهي مازالت لم تنتهِ بعد (معقولة يمه شايلة في خاطرش عليّ لذا الدرجة؟!)

الجازي لم تفتح فمها بكلمة.. ووالدتها لم تفسح لها مجالا أصلا وهي مازالت تنهمر بذات الغضب:

وإلا أختش.. الشيخة مها.. أقص يدي من عند منكبي كن مابينها وبين رجالها الشيطان الرجيم..

ومع كذا كل ما سألتها.. يأمش وش بينش وبين رجالش؟؟ هو مضايقش بشيء؟؟

تبوسم الخبل.. وتقول يوه يمه لا تفاولين علي أنا وتعوبي...

جعل تعوبها يتوطى في بطنها رايح جاي.. عشان تعرف أشلون تجحد على أمها..


الجازي مصدومة.. بل إحساسها يتجاوز الصدمة إلى الذهول الحقيقي (معقول فيه شيء بين مها ومتعب؟؟!!!! الاثنين سمن على عسل)


ومازالت أمها تنهمر بذات الغضب المثقل بالحرقة: تحسبني ما أدري إنها تدس دموعها على كلن..

بس تدسها علي بعد؟؟ أنا.. أنا أمها مبعدتني منها..

وأقول لها يأمش فكي المانع.. جيبي عيالش عادش صغيرة.. كني أحاكي الطوفة.. ماعاد لي أمر على أحد..


مثلها مثل الدانة اللي أقول لها فكي المانع.. تقول لي مهوب الحين..

نعنبو دارهم قد لهم سبع سنين معرسين.. ما تقدر تجيب لولدي عيال.. زوجته..

أنا ما أدري ذا البنات الوحدة منهم إذا خذت الرجّال تحسب إنها ملكته.. وإنه لها بلحالها..

الشرع حلل له أربع.. وكل وحدة لها قدرها وبيتها وخيرها..

يعني ربي ما يهنيني بشوفة ضنا عيالي..


وكله كوم ومحيميد الخبش كوم.. اللي قد له أربع سنين معرس

وإذا جيت بأحاكيه في سالفة العيال.. قعد يشرق ويغرب ويهذر وينكت عشان ينسيني السالفة...

أسكت عشان ما أحزنه..

بس خلاص.. قلبي احترق.. أبي أشوف عيال عيالي.. وابي اشوف بناتي مبسوطين..

وماحد منكم بمريح بالي.. كني عدوتكم.. ما كني بأمكم..

ارحموني الله يرحمكم برحمته.. اتقوا الله فيني.. خافوا ربكم..


الجازي ابتلعت غصاتها وهي ترى والدتها تنهي انهمارها المحرق كبركان نفث كل حممه ثم استكان..

وهي تراها تتمدد على سريرها كما لو أن جسدها خلا تماما من الطاقة..


(معقولة يمه.. شايلة ذا كله في صدرش وساكتة.. معقولة؟؟!!)

كانت تنظر لجسد والدتها الممدد وتتمنى لو تنكب على قدميها لتقبلها، كيف تتركها تنام وهي غاضبة هكذا؟ كيف؟

بقيت بجوار والدتها وهي تقرر أن تنام الليلة هنا على أريكة في غرفة والدتها،

كانت ليلة طويلة لم يغمض لها فيها جفن، وهي تشعر أن كل مافي روحها يتمزق، وأفكارها الحزينة تدور بين والدتها، وأخوتها ...... وخــــالــــــد..




***************************





" هنوف يا بنيتي .. وش مقومش ذا الحزة؟"


الهنوف تميل بإرهاق لتقبل رأس أم متعب بعد أن صبحتها بالخير:

بطني يوجعني.. وكنت أبي أشوف عندش بنادول..


أم متعب بحنانها الأمومي المعتاد: بتلاقين في شنطتي حقت علاجي..


الهنوف بخجل: عمي مهوب داخل..؟؟


أم متعب بسكينة: لا يأمش.. تعرفينه بيقعد في المسجد يسبح ويهلل لين تشرق الشمس..


الهنوف توجهت لغرفة عمها التي تأخذ جناحا كبيرا من الطابق السفلي من البيت، وأحضرت المسكن، ثم همست لأم متعب بمودة: تبين أقعد يمه أقهويش..؟؟


أم متعب بنبرتها الحانية: جعلني ما أخلا منش يأمش.. اكلي حبوبش وتريحي..

جعلش بعد ذا البطة اللي أخنزت من الرقاد..


ابتسمت الهنوف: البندري مارقدت إلا عقب ما صلت الفجر.. حرام توها ما ارتاحت من امتحانات الثانوية العامة.. تبي تعوض نوم شوي..


ضحكت أم متعب: تعوض نوم؟!.. هذي تعوض هل الدوحة كلهم نوم من عندها.. المحتاج يجيها وتغنيه..


ضحكت الهنوف برقتها المتفردة وهي تقف لتغادر: ماشاء الله شكلش مروقة اليوم.. خلني أروح أخذ من البندري شوي نوم..

وأخليش تستقبلين شيبتش بدون عزول..


كانت الهنوف على وشك المغادرة إلى غرفتها.. لولا الطرقات القوية التي ارتفعت على الباب الداخلي..

ثم الصوت الجهوري الذي لم تتوقع سماعه.. بل لم تتمنَ سماعه مطلقا يأتي من خلف الباب:

يا أهل البيت.. يا أهل البيت..




#أنفاس_قطر#

.

.

.

موعدنا الخميس القادم حتى أمنحكم فرصة لهضم البارت الطويل

وأنتظر آرائكم بشوق لا مزيد عليه

كلي شوق لأيام نقاشاتنا وتعليقاتنا وتوقعاتنا

كونوا بخير أحبتي

أستغفرك اللهم وأتوب إليك

.

.


وملاحظة على الهامش، لم أستطع التواصل مع أي من المشرفين بسبب قلة عدد مشاركاتي ربما


لأني وجدت الموضوع الذي سبق نشره في شرفة الأعضاء موجود هنا


ولم أفهم السبب

قلت ربما يريدون مني التعديل عليه والنشر

وحاولت ذلك

ولم أتمكن من التعديل أيضا

لذا أرجو منهم التكرم علي بإعادته للشرفة

واعتماد الموضوع الجديد للثصة


وشكرا جزيلا لهم






التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 20-05-21 الساعة 12:19 PM
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-21, 07:02 PM   #3

سحايب~`.

? العضوٌ??? » 457731
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » سحايب~`. is on a distinguished road
افتراضي

كيف تُطوى الليالي؟ كيف يجتمع الغريب بأرض أوطانه الدافئة
يمكنني أن أصف لك مشاعري باسم كل بطل قديم من أبطال رواياتك وأنا أعايشهم وحدي ولكنني أريد أن أقرأ وأكتب وأعايش بروح جديدة وقلب جديد وشعور جديد
يكفيني أنني سأعايش الأبطال هذه المرة معك وأعلم أنك تحبين دائما أن تكون كل رواية مستقلة بذاتها وأن لكل شخصية وضع مختلف دائما لذلك (سأحاول.. سأحاول) أن أنحي كل مشاعري السابقة وأحيا مشاعر جديدة.

أشعر أنني أحلق، أحلق بعيدا في عالم من الطهر والرقة والنقاء، سأدون رقم هذا العيد من أرقام عمري لأتغنى بها كل عيد، لم يخيب الله رجائي، وها أنا بعد كل هذه السنوات ألتقي بك وبروايتك الجديدة، فالحمد لله

____________

بشكل عام أبطال هذه الرواية مغبونات يا إلهي، يلفهن الأسى والحزن والبؤس
وبعد قراءة عدد من الأسطر عرفت فعلا لماذا اخترت هذا الاسم بالذات للرواية (فضاءات اليأس والأمل)
شعرت بروح اليأس تلف كل مكان، تظهر لنا الشخصيات كلها يائسة وحزينة، ولكن بالطبع ينتظرهم الأمل.

الجازي، لماذا ضربها خالد ولماذا استفزت غيرته، كنت أستبعد أن يفعل خالد هذا ولكن يبدو أنه سيفاجئنا كثيرا.
وكذلك غالية، زوجها أيضا عصبي ويضربها!
تعجبت للغاية من هذا الطرح فأنتِ دائما ترفضين أن يمد الرجل يده على امرأة

تظن الجازي أن الهنوف سعيدة بوضعها وتنتظر تركي وأنه يستحق في الوقت الذي يعاني فيه كل من تركي والهنوف!

فرات؟ هل ستصيبه سهام امرأة عربية؟
متشوقة لأتعرف على شخصية مي ابنته كثيرا، يبدو أن هناك الكثير ينتظرها.

قصة الهنوف للأسف توضح كيف تتحكم العادات وكيف تتحكم فينا العائلة وقد تكتب علينا التعاسة حتى لو كان قصدهم هو سعادتنا!

أما مها.. ضحكت كثيرا جدا جدا جدا حينما عرفت مشكلتها. ليس سخرية منها لا حاشا وكلا ولكن لأنني في بدايات عودتك عندما اعلنت عن الرواية الرابعة كنت أفكر كثيرا أن أراسلك على سناب وأطلب منك أن تتضمن هذه الرواية معالجة لشخصية سمينة والتطرق لهذا الموضوع.. كنت أتمنى أن أعرف كيف ستكتبين شخصية كهذه بعيدا عن الشخصيات التي كانت دائما جميلة ومملوحة أو تعاني من قلة ثقة بسبب جمالها التي تراه عاديا أو معدوما، لكن كنت أتراجع عن طلبي لكن سبحان الله تحقق

لا أريد أن أعلق على سعود ودانة الآن لأنه يبدو أن أمامهم وقتا طويلا للغاية مع حزنهمها، ولا أريد أن أتوقع أي توقع

الحضور الاستثنائي في الرواية من نصيب عائلة طالب وابناء عمومتهم؟ الجليلة وأخوتها أسروني.
تخلى محمك عن حبه وليس له نصيب مع مزنة ويبدو أنه مستقر مع الجميلة بثينة، لا أصدق.. أخيرا امرأة حياتها هادئة في هذه الرواية؟ :"))))

لحظة.. يبدو أن حياتها ليست هادئة أبدا

قد تكون الأم صافية لها دور في تغيير حياة ابن من ابنائها، ربما محمد أو الجازي

لاحظت طبائع مختلفة في الرواية، رجل يضرب زوجته، رجل كان له تواصل مع نساء ورغم توبتهx إلا أن الموضوع ظلاله تتطاول على حياته حتى بعد ثمان سنوات.

أشعر أن هناك بطلة ينتظرها طلاق.. لا أعرف لماذا غالية تقفز في ذهني بسرعة حينما أضع هذا الاحتمال

رغم تناول الجزء لجانب من حياة أغلب الأبطال إلا أنني تعلمت أن أجزاء التعريف قد تستمر طويلا وأن هناك الكثير من الشخصيات لم تظهر بعد وأن هناك الكثير من التعقيدات والآراء والمواقف ستظهر في الأجزاء القادمة

أكثر شخصية أسرتني وأتشوق لأعرف ماذا سيحصل معها هي شخصية مساعد.. ولكن لماذا أشعر أن هذه العائلة الصغيرة ينتظرها أحداث مؤلمة؟

أتشوق لحضور مزنة، لماذا غابت عن هذا الجزء التعريفي

يمكننا من أول جزء أن نربط بين فرات والجليلة وربما يكون السبب في الربط بينهم مي وأميرة

____________


سحايب~`. غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-21, 07:15 PM   #4

#أنفاس_قطر#

كاتبة الابداع


? العضوٌ??? » 485576
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 121
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Qatar
?  نُقآطِيْ » #أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحايب~`. مشاهدة المشاركة
كيف تُطوى الليالي؟ كيف يجتمع الغريب بأرض أوطانه الدافئة
يمكنني أن أصف لك مشاعري باسم كل بطل قديم من أبطال رواياتك وأنا أعايشهم وحدي ولكنني أريد أن أقرأ وأكتب وأعايش بروح جديدة وقلب جديد وشعور جديد
يكفيني أنني سأعايش الأبطال هذه المرة معك وأعلم أنك تحبين دائما أن تكون كل رواية مستقلة بذاتها وأن لكل شخصية وضع مختلف دائما لذلك (سأحاول.. سأحاول) أن أنحي كل مشاعري السابقة وأحيا مشاعر جديدة.

أشعر أنني أحلق، أحلق بعيدا في عالم من الطهر والرقة والنقاء، سأدون رقم هذا العيد من أرقام عمري لأتغنى بها كل عيد، لم يخيب الله رجائي، وها أنا بعد كل هذه السنوات ألتقي بك وبروايتك الجديدة، فالحمد لله

____________

بشكل عام أبطال هذه الرواية مغبونات يا إلهي، يلفهن الأسى والحزن والبؤس
وبعد قراءة عدد من الأسطر عرفت فعلا لماذا اخترت هذا الاسم بالذات للرواية (فضاءات اليأس والأمل)
شعرت بروح اليأس تلف كل مكان، تظهر لنا الشخصيات كلها يائسة وحزينة، ولكن بالطبع ينتظرهم الأمل.

الجازي، لماذا ضربها خالد ولماذا استفزت غيرته، كنت أستبعد أن يفعل خالد هذا ولكن يبدو أنه سيفاجئنا كثيرا.
وكذلك غالية، زوجها أيضا عصبي ويضربها!
تعجبت للغاية من هذا الطرح فأنتِ دائما ترفضين أن يمد الرجل يده على امرأة

تظن الجازي أن الهنوف سعيدة بوضعها وتنتظر تركي وأنه يستحق في الوقت الذي يعاني فيه كل من تركي والهنوف!

فرات؟ هل ستصيبه سهام امرأة عربية؟
متشوقة لأتعرف على شخصية مي ابنته كثيرا، يبدو أن هناك الكثير ينتظرها.

قصة الهنوف للأسف توضح كيف تتحكم العادات وكيف تتحكم فينا العائلة وقد تكتب علينا التعاسة حتى لو كان قصدهم هو سعادتنا!

أما مها.. ضحكت كثيرا جدا جدا جدا حينما عرفت مشكلتها. ليس سخرية منها لا حاشا وكلا ولكن لأنني في بدايات عودتك عندما اعلنت عن الرواية الرابعة كنت أفكر كثيرا أن أراسلك على سناب وأطلب منك أن تتضمن هذه الرواية معالجة لشخصية سمينة والتطرق لهذا الموضوع.. كنت أتمنى أن أعرف كيف ستكتبين شخصية كهذه بعيدا عن الشخصيات التي كانت دائما جميلة ومملوحة أو تعاني من قلة ثقة بسبب جمالها التي تراه عاديا أو معدوما، لكن كنت أتراجع عن طلبي لكن سبحان الله تحقق

لا أريد أن أعلق على سعود ودانة الآن لأنه يبدو أن أمامهم وقتا طويلا للغاية مع حزنهمها، ولا أريد أن أتوقع أي توقع

الحضور الاستثنائي في الرواية من نصيب عائلة طالب وابناء عمومتهم؟ الجليلة وأخوتها أسروني.
تخلى محمك عن حبه وليس له نصيب مع مزنة ويبدو أنه مستقر مع الجميلة بثينة، لا أصدق.. أخيرا امرأة حياتها هادئة في هذه الرواية؟ :"))))

لحظة.. يبدو أن حياتها ليست هادئة أبدا

قد تكون الأم صافية لها دور في تغيير حياة ابن من ابنائها، ربما محمد أو الجازي

لاحظت طبائع مختلفة في الرواية، رجل يضرب زوجته، رجل كان له تواصل مع نساء ورغم توبتهx إلا أن الموضوع ظلاله تتطاول على حياته حتى بعد ثمان سنوات.

أشعر أن هناك بطلة ينتظرها طلاق.. لا أعرف لماذا غالية تقفز في ذهني بسرعة حينما أضع هذا الاحتمال

رغم تناول الجزء لجانب من حياة أغلب الأبطال إلا أنني تعلمت أن أجزاء التعريف قد تستمر طويلا وأن هناك الكثير من الشخصيات لم تظهر بعد وأن هناك الكثير من التعقيدات والآراء والمواقف ستظهر في الأجزاء القادمة

أكثر شخصية أسرتني وأتشوق لأعرف ماذا سيحصل معها هي شخصية مساعد.. ولكن لماذا أشعر أن هذه العائلة الصغيرة ينتظرها أحداث مؤلمة؟

أتشوق لحضور مزنة، لماذا غابت عن هذا الجزء التعريفي

يمكننا من أول جزء أن نربط بين فرات والجليلة وربما يكون السبب في الربط بينهم مي وأميرة

____________

سحايب الجميلة
تطلين دائما في عمق الروح وتتثنين شامخة وأثيرة
وأنتِ تثيرين التساؤلات العميقة الجميلة

لكن قبل أن تقعي في اللبس

أبدا جابر لا يضرب غالية
ارجعي للنص هو منع نفسه من ضربها لأنه يخشى أن يفتح هذا الباب بينهما بعد أن نفذ صبره

.
.

سحايب أيتها الآسرة
لا تتخيلين كم آسرني معايشتك الحانية لشخصياتي وأنتِ تمنحينهم بعضا من نبضك
وكثيرا من روحك.

ابقي في القرب
أقرب من محبتك الصافية


#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-21, 08:07 PM   #5

ايما حسين

? العضوٌ??? » 476422
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 183
?  نُقآطِيْ » ايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond reputeايما حسين has a reputation beyond repute
افتراضي تحية

السلام عليكم
كيفك اختي أنفاس قطر
انا لسه ما قرات الجزء حابة استمتع فيه بهدوء و رواق
حبيت اخبرك كم كانت فرحتي كبيرة لما عرفت انك رجعتي للكتابة اشتقنا لروايات الحب الراقي و الأجواء العائلية
لروايات الحب الحلو و الواقعي بين الازواج في ضوء العادات و التقاليد الحلوة
لروايات كل شخصية مهمة عندك من أكبر فرد بركة العائلة لآخر العنقود
قبل فترة قرات بعد الغياب للمرة الرابعة كم كنت حابة اعرف شو نهاية حب خالد العفيف القوي للجازي وحب محمد لمزنة الي ما قدرت شخصيتو القوية المحفوفة بالحنية
موفقة و عندي حماس كبير للرواية الجديدة


ايما حسين غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-21, 09:12 PM   #6

سرى النجود

? العضوٌ??? » 30417
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 247
?  نُقآطِيْ » سرى النجود is on a distinguished road
افتراضي

تعرفي انفاس واني نقرا في البارت حسيت بحنين كبير لفترة قبل عشرة سنوات لما قريت رواياتك الثلاثة ورا بعض وهما تامات
اسلوبك رائع في الوصف والسرد والحوار ويخلينا نتولعوا بكتاباتك ونعاودوا نقروها اكثر من مرة وفي كل مرة كانها المرة الاولى بدو ملل
عندي هلبة كلام نبي نحكيه ليك لكن للاسف مانعرفش نعبر
توا يا انفاس شنو بيصبرني كل اسبوع نراجي البارت
المرة الاولى قريت رواياتك ورا بعض وحمدت ربي على هكي صعب تنتظري بارت كل اسبوع من الابداع
عموما بداية هذه الرواية روعة
وكالعادة اسلوب السرد والحوار آسر
كل الابطال عجبوني ونراجي بالذات شنو بيصير مع الهنوف والجازي
وعيدك مبارك عليك وعلى اهلك


سرى النجود غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-21, 09:18 PM   #7

Tuta Al3fifi

? العضوٌ??? » 356233
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 538
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
?  نُقآطِيْ » Tuta Al3fifi is on a distinguished road
افتراضي

😍😍😍😍😍😍
يا الله ما مصدقة
اخيرا انفاس لو تدري شكثر تمنيت تنزلي رواية جديدة
وبدون لا اقراها واثقة بتميزها


Tuta Al3fifi غير متواجد حالياً  
قديم 13-05-21, 09:29 PM   #8

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


عودة حميدة

كاتبتنا المبدعة
ألف مبارك

الرواية الجديدة
إن شاء الله
تكون مميزة

كسابقاتها
وأكثر

موفقة بإذن الله

كل عام وأنتِ بخير
وصحة وسعادة


..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-05-21, 09:35 PM   #9

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 507 ( الأعضاء 39 والزوار 468)أميرة الوفاء, ‏nuok88, ‏مريوش, ‏أسماء المحمد, ‏ماكله خوخه وحاسه بدوخه, ‏thebluestar, ‏asaraaa, ‏Masc6, ‏جلاديوس, ‏يمااان, ‏مِسك, ‏امازد نجد, ‏ررمد, ‏مشاعل 1991, ‏موضى و راكان, ‏Tuta Al3fifi, ‏M91, ‏Sadeeem, ‏عجماء, ‏همس البدر, ‏ميكب, ‏#أنفاس_قطر#, ‏لبنى أحمد, ‏لطيفه خالد, ‏مجد22, ‏إميلا, ‏ward77, ‏My.sai889, ‏أحاسيس مرهفة, ‏خبازة, ‏ohood1993, ‏دُجى., ‏تفاحة فواحة, ‏عواطف نافع, ‏أم البنيين, ‏وجدان—, ‏ريفااا, ‏Baidha, ‏MLS

أميرة الوفاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 13-05-21, 09:58 PM   #10

شمالية الهوى

? العضوٌ??? » 315802
?  التسِجيلٌ » Apr 2014
? مشَارَ?اتْي » 225
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » شمالية الهوى has a reputation beyond reputeشمالية الهوى has a reputation beyond reputeشمالية الهوى has a reputation beyond reputeشمالية الهوى has a reputation beyond reputeشمالية الهوى has a reputation beyond reputeشمالية الهوى has a reputation beyond reputeشمالية الهوى has a reputation beyond reputeشمالية الهوى has a reputation beyond reputeشمالية الهوى has a reputation beyond reputeشمالية الهوى has a reputation beyond reputeشمالية الهوى has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدك مبارك انفاس ومرحبا الف بعودتك التي ابهجتني كثيرا
يا الله ما اجمل هذه العيدية وما اروعها
قرأت البارت حرف حرف بقلبي، قلمك راقي وحرفك مميز واسلوبك لا مثيل له حفظك الله وزادك من فضله
الهنوف.. ابكتني والله كم هو مؤلم شعور الفقد، ومن ثم ان تطمر في طي النسيان هذا شيء قاتل، اعترف لك انني غاضبة من تركي لأجلها فهي لا تستحق
مها.. موجع جدا ما تمر به، ربما يكون اكثر شعور سيء يعيشه الانسان هو ان يذوب حزنا من الداخل ولكن من الخارج يبدو اسعد انسان على وجه الارض
الجازي.. معها حق في رفضها فما الفائدة من الحب ما دام الاحترام غير موجود
فرات والجليلة ربطتهما ببعض هههههههههه ربما لأسمائهم الغربية نوعا ما
محمد وبثينة اعتقد انهم الثنائي اللطيف الذي ينتشلنا من احزان البقية
الغيرة المحمودة شيء جميل ولكن غيرة غالية مرضسة ولا تطاق

كلي شوق للبارت القادم ولقاء تركي والهنوف


شمالية الهوى غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:58 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.