رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي

[كاردينيا الغوازي]

الفصل الثالث عشر

بأمر الحب ... أغنية لعبد الحليم

ارتعش صوت بشرى وهي تقول " هل تدركين ما تطلبين يا نجاة ؟! " ردت نجاة بهدوء " نعم ادرك.. كما ادرك صعوبة تقبلك له.. اقسم لك اني اشعر بمخاوفك وادرك ابعادها.."

همست بنوع من الصدمة المتأخرة " تدركين؟! حقا تدركين؟ " ثم نظرت الى احمد الصامت وقد لاح على وجهه هدوء يماثل هدوء اخته لتكمل قائلة " وانت يا سيد احمد.. هل تدرك أنك تقحم شابة صغيرة حساسة كمرام في تجربة اكبر منها؟"

ارادت نجاة ان تتكلم ولكن احمد سبقها ليقول " لحظة نجاة.. دعيني انا اتكلم رجاء.." ثم توجه بكلامه نحو من يسعى لتكون حماته (الثانية) وقال " اعلم ان مرام صغيرة وعاطفية وحساسة جدا ... واعلم أنك - وان لم تقوليها علنا - تتهميني بالانانية لاني أقحمها في تعقيدات حياتي.. لكن انا ساعطيك سببا وجيها لتفكري في الموافقة على زواجي منها.." صمت قليلا ليدرس ملامح السيدة بشرى فوجدها تحاول التماسك لتنصت له فأكمل " انا اعدك بشرفي اني ساسعدها أكثر من اي رجل تتمنينه ليرتبط بها.. سأحميها بكل ما لدي ولن اجعلها تعاني من شيء.. اليس هذا ما تطمحين اليه كأم؟ "

خرجت بشرى من صمتها وهي تقول ببعض الانفعال " كلامك وان صدقت نيتك لا تستطيع ضمانه لي.. فالحياة علمتني اننا احيانا نكون جادين وصادقين فعلا في تنفيذ وعودنا لكن الظروف تحكمنا.. انت لا تستطيع ضمان القادم " رد احمد " ولا أحد يستطيع.. هل تستطيعين ضمان حياة مرام مع اي رجل؟! كلامك سيدتي عن عدم وجود ضمانة يشمل الجميع "

لكن بشرى اجابت " نعم هذا صحيح ... الغيب لا يعلمه الا الله وقد يتقدم لها شاب مناسب بدون اي تعقيدات في حياته ثم تفشل تجربة الزواج بينهما.. لكن هذا لا يعني شيئا! والا كنا سنزوج بناتنا لايٍّ كان دون تحكيم لعقولنا ونقول نحن لا نعلم القادم فقد ينجح الزواج! هذا خطأ.. فالانسان في كل امور حياته يسعى جاهدا للافضل له ويترك الباقي على الله.. "

قال احمد بتروٍ " سيدتي.. هل نستطيع مناقشة وضعي الشخصي الذي يجعلني مرفوضا من قبلك؟ لنحدد النقاط التي تزعجك اولا.."

ردت بشرى وهي تعدد على اصابعها " انت متزوج من امرأة اخرى ... لديك طفل .." ثم صمتت للحظات لتقول بوجل وكأنها تستدرك حقائق اخرى " يا الهي ... هل تستطيع ان تتصور كيف سينظر الناس لابنتي؟! سينظرون اليها انها سرقت رجل من بيته.. سيهينونها مع كل نظرة وهمسة.. بل هناك من سيقولها في وجهها مباشرة.. هل تستطيع تخيل شعور فتاة رقيقة كمرام عندما تسمع كلاما كهذا؟!" قال احمد " فقط دعينا نتكلم عن وضعي اولا .. " اخذ نفسا قبل ان يكمل " انا مضطر ان اكشف لك بعض الامور.. امورا لم تكشفها لك نجاة الا بشكل موارب.."

اتسمت نظرات بشرى ببعض التوجس بينما استمر احمد قائلا " اعتذر لما سأقوله لكني كما قلت مضطر.. زوجتي يا سيدتي ليست انسانة سوية.. لديها عقد نفسية لم أستطع حلها بالاضافة لاخلاق سيئة لم أستطع تهذيبها.. " توقف لينظر الى وجه ام مرام وقد لاح الحرج عليه لكنه لم يوقفه ليقول بصراحة شديدة " زوجتي هي زوجة ناشز "

تمتمت بشرى بضيق وحرج متزايد " لا يحق لي سماع هذا.."

لكن احمد اصر قائلا " لا بل يجب ان تعرفي لتدركي حجم مأساتي .. تقولين اني لدي طفل .. حسنا هذا الطفل هو الشيء الوحيد الذي يبقيني معها ولو حصلت على حضانته لكنت طلقتها من فوري حتى بعدم وجود مرام في حياتي.. سهام ليس لديها عاطفة امومة حتى .. انها انسانة مادية وصولية .. تستغل نقطة ضعفي تجاه ابني ايمن لتتمسك بي كزوج لها امام الناس.. زوج تعتبره مصدر مالي بحت.. بعد كل هذا الا يحق لي ان ابحث عن السعادة مع فتاة رائعة كمرام؟ الا يحق لي ان أحظى بالتعامل كانسان وكرجل؟! تقولين الناس ستتكلم.. حسنا انهم يتكلمون دائما وسيأخذون وقتا وينسون امرنا ليجدوا اخرين تلوكهم ألسنتهم ..."

تماسكت بشرى وهي تنظر بتركيز لاحمد لا تنكر انها تشفق عليه لكن هذا لا يعني ان ترمي بابنتها هكذا.. قالت " انا اعتذر منك.. مع تعاطفي معك الا اني لست بقادرة على ان اوافقك لادخال مرام في هذه الدوامة ... ساظلمها ان فعلت.. انها شابة في مقتبل العمر وتستحق الافضل.. لن تتحمل هذا الوضع.. انا اعرفها.. " تدخلت نجاة لتقول " ارجوك يا بشرى .. اعطِ احمد فرصته ليعيش حياة سعيدة طبيعية مع مرام ... سهام سينفصل عنها في اقرب فرصة وعلاقتهما حاليا معدومة.. لا يمكن ان تعتبري احمد رجلا متزوجا لترفضيه!"

ردت بشرى وهي تقف على قدميها وكأنها تنهي الموضوع " بل هو رجل متزوج يا نجاة وابنه أكبر دليل على هذا ....."

***

قالت بمرام باختناق شديد ودموعها لا تتوقف " امي .. لماذا فعلتِ هذا ؟!" نظرت بشرى نحو رهف لتأمرها قائلة " رهف اتركيني لوحدي مع اختك .." تحركت رهف لتترك غرفة الجلوس لامها واختها الكبرى بينما شعور بالارتباك والقلق يشوش ذهنها ...

تطلعت بشرى لملامح ابنتها مرام.. لم تتفاجأ كثيرا بتعابير التمرد التي اصبحت أكثر وضوحا وقوة.. في داخلها كانت بشرى تشعر بالانهيار لكنها كالعادة تتمسك بواجهة من الصلابة.. جاءها صوت مرام مشبعا باللوم وهي تقول " لماذا رفضته ولم تقدري ظروفه؟! إذا كنت لا تستطيعين فعل ذلك.. انا أستطيع! انا متفهمة وراضية.. واعتقد أني ناضجة كفاية لاقرر.."

قالت الام بعد لحظات صمت " لقد اثبتِ للتو انك غير ناضجة على الاطلاق! هل تسمعين حقا ما تقولينه؟! هل تعقلينه؟! "

ازدادت غزارة دموعها وهي تقول بألم " امي اتوسل اليك.. انا احبه.. لن اتزوج غيره " نظرت الام اليها بحنان لتقول " هذا كلام قالته قبلك كثير من الفتيات وضحكن عليه فيما بعد عندما وجدن الرجل المناسب "

لكن مرام ردت بانهيار " انت لا تفهمين! لقد حاولت.. اقسم بالله حاولت جهدي مع فراس ولم انجح.." تشنج وجه الام قليلا وهي تقول " هل حقا حاولتِ ولم تنجحي؟! ام ان احمد هاجمك بضراوة ليمنعك من المثابرة في المحاولة! "

علمت بشرى انها اصابت الهدف.. تلك النظرة التي مرت في عيني ابنتها اخبرتها بالكثير..

قالت بشرى بحسرة " لو كنت اعلم.. لو انك اخبرتني لكنت ساعدتك بنسيانه وبدأ حياة جديدة مع فراس .."

اخذت مرام تفرك جبينها باضطراب وهي تقول " امي احمد ليس كما تظنين.." ردت الام بحزم " انا اعرف ما يكفي .. لقد رأيته كيف ينظر اليك.. انه يعتبرك تنتمين له فعليا! وكأنه آت ليستعيدك لا ليطلب الاذن بأخذك! "

نظرت مرام لامها وقالت محبطة وتائهة " ألهذا طلبت مني ترك الجلسة؟ "

كظمت الام غيظها لتقول بعقلانية " اجل انا فعلت هذا لانك كنت تشوشين عليّ... ان تأثيره رهيب عليك! ماذا جرى لك يا مرام؟! صحيح أنك عاطفية لكنك فتاتي المتعقلة التي ربيتها على يدي.. افيقي مرام ..."

مسحت مرام دموعها بقوة وهي تقول بجدية " انا اعشقه .. لن اتزوج غيره مهما حصل .. لن استطيع .. بل اني ساموت ان فقدته .."

قالت الام بتمهل " لا احد يموت من الحب صغيرتي .." لكن مرام اصرت قائلة " انا ساموت ! سأموت روحيا ... ألم اقل لك انك لا تفهمين ... احمد ليس مجرد رجلا احببته ... انا مرتبطة به بكل وسيلة وطريقة.. انتمي اليه لدرجة اشعر فيها اني اعرفه طوال حياتي.. "

رعب اخذ يفرض سيطرته على بشرى وهي تتطلع لاصرار وعناد ابنتها غير المألوفين! دوما كانت رقيقة محبوبة مشرقة بالحياة.. سهلة الارضاء قليلة المطالب..

قالت بشرى في محاولة اخيرة لتسيطر على الوضع " كوني متعقلة مرام ... انت تأخذك العاطفة وهذا طبيعي لسنك وشخصيتك المرهفة .. لكن تماسكي بنيتي ... كوني قوية وحكمي عقلك ... ستكونين الزوجة الثانية التي تخطف رجلا من بيته وعندما يحصل الطلاق وهذا اذا حصل اصلا عندها ستكونين مخربة بيوت!" هتفت مرام " لست اول من تتزوج من رجل متزوج ... انه لا.." صرخت امها مقاطعة اياها " يكفي.."

تشنجت مرام وهي تواجه امها بينما اكملت الام تأمرها بغضب وهي تمد كفها " اعطني هاتفك .." فهمست مرام " امي !" لكن بشرى احتدت أكثر وهي تقول " حالا .."

مدت مرام يدها لجيبها اخرجت هاتفها ووضعته في يد امها الممدودة وهي تقول بجزع " إنك تحطمين قلبي امي.." فردت الام بنبرة لا تراجع فيها " افضل من ان اسمح لك بتحطيم حياتك.."

***




يتبع...

[كاردينيا الغوازي]

زجرتها امها قائلة بغضب بارد " ايتها الغبية .. هل كان يجب ان تخبري زينب هذه بكل تلك التفاهات ؟!" ردت سهام وهي تكاد تتوسل الصفح بعينيها " آسفة امي .. ولكنها كانت تشك بشيء غير طبيعي وهي امرأة فضولية .. خفت ان تصل لاي استنتاج او ان يتكلم احمد بشيء امام زوجها ..." صرّت الام على اسنانه وهي تقول " وانت بغبائك المعتاد قلتِ (اسبق احمد واعكس الادوار) حقا غبية! " تخاذل رأس سهام فطأطأته صاغرة بينما اضافت الام بلهجة حاقدة " الان اخته نجاة تهددك يا غبية وبسبب غبائك هذا لن نستطيع التصرف بشكل علني والا قد تحدث فضيحة امام الناس ... انت لا تعرفين معنى ان تهيني رجلا كأحمد في رجولته وامام الغرباء! " ازداد اضطراب سهام بينما يداها تلجأ احداهما للاخرى طلبا للدعم المعنوي!

فرغم انها امرأة تقترب من الثلاثين الا انها وبحضور امها لم تخرج يوما عن دائرة الاحساس بأنها طفلة في السابعة يتم تقريعها بقساوة وقد تعاقب بشدة لاتفه تصرف! عاد صوت امها يجلدها بسياط الاهانة " مغفلة ولا تجيدين فعل شيء.. عقلك هذا فارغ تماما ولا فائدة من حشوه مهما حاولت! "

ارتجف صوت سهام وهي تتوسل دون ان تحاول النظر لعيني امها " امي ارجوك.. سامحيني.." لكن امها امعنت في اذلالها قائلة " لقد اورثتك جمالي وعلمتك ما لم تعلم به ام ابنتها من قبل ثم زوجتك من رجل تحسدك عليه النساء وارشدتك لنقاط ضعفه حتى تستطيعين الامساك به والسيطرة عليه .. فالرجال على اختلاف طباعهم يصبحون امام رغباتهم كطفل يسيل لعابه امام قطعة حلوى.."

اغمضت سهام عينيها لتمنع صور استسلامها الكئيب لاحمد من اقتحام مخيلتها ثم تمتمت " لقد فعلت كل ما طلبته مني.. حاولت ان .." نهرتها امها " اصمتي يا غبية .. انت لم تحاولي كفاية .. فأمرأة جميلة مثلك كانت ستقدر على جذب رجلها متى ما ارادت ولكنك اثرت اشمئزازه بدلا من ذلك!" بررت سهام وهي تجازف برفع عينيها لوجه امها الغاضب " ماذا بيدي؟! منذ ان سمع مكالمتنا سوية وهو انسحب تماما.."

زمّت امها فمها قبل ان تقول بقساوة " وماذا لو فعل ايتها البلهاء.. كل امرأة تستطيع انتزاع المغفرة من زوجها اذا ارادت ... " عبست بشدة وهي تكمل " هل حاولت جذبه؟ اغراءه؟ كم مرة قلت لك عليك بذل جهود اكبر.. " حاولت ان تفتح سهام فمها لترد لكنها لم تستطع.. لم تستطع ان تقول انها شعرت بسلام داخلي اخيرا عندما ابتعد عنها زوجها معفيا اياها من معاشرته!

قالت الام بحزم " الان اسمعيني قبل ان يعود من بيت اخته .. اولا يجب ان نشتري لك بعض الملابس .. فأحمد ببساطة يحتاج لامرأة في سريره وعلينا كسب الوقت قبل ان يتم هذا الزواج .. ثانيا يجب ان تتصرفي برقة معه فهو عاطفي ويحب التدليل ... " عضت سهام على شفتها السفلى حتى ادمتها بينما قالت الام وبصريح الكلام " عليك اغراؤه بكل وسيلة ممكنة .." همست سهام بكآبة " أنا..لا .. اشعر .." صرخت بها امها قائلة " لا يهمني شعورك.. ستنفذين ما اقوله لك.." صمتت قليلا وهي تنهت من شدة غضبها ثم اضافت بصرامة " الحياة تضطرنا لنفعل الكثير حتى نحصل على ما نريد ... انا فعلتها قبلك وانت ستفعلين بالمثل "

ارتعش جسد سهام تحت انظار امها لكن الام لم تترفق بها فاكملت ببساطة " هذه هي خطتنا الاولى ولكن إذا تم الزواج سنلجأ عندها لاسلوب آخر ... فهمتِ؟ " هزّت سهام رأسها بنعم بينما قالت لها امها ببرود " اذهبي لابنك فقد اثار الفوضى وهو يأكل بمفرده على طاولة الطعام ..."

بابتعاد خطوات امها عنها رفعت رأسها تدريجيا.. نظرها لم يلتقط ولدها وهو يثير فوضى حقيقية بينما يناضل ليأكل بمفرده فعقلها تشتت.. ما بين مستقبل مجهول المعالم وحاضر مقلق وماضٍ.. مؤلم ومربك لكينونتها..

عادت تلك الذكريات المقيتة لتضحك من ضعفها وهي تثير سواد روحها المتمكن منها.. طفلة لا تتعدى السادسة تلعب مع اخيها الاكبر لعبة الاختباء .. لسوء حظها تختار خزانة والدتها لتختبئ فيها.. لم تكن تعرف ان لعبة الاختباء هذه ستجعلها تكتشف مبكرا واقعا مقرفا ويثير الغثيان.. جعلها تكتشف بشاعة الحياة التي تنتظرها ... فما هي الا انثى كأي انثى اخرى.. وسيلة للترفيه عن الرجل! اغمضت سهام عينيها في شعور مختلط للصور التي انطبعت في رأسها منذ ذلك السن الصغير ... صور اجادت عيناها التقاط ادق تفاصيلها عبر باب الخزانة الموارب.. فبدلا من ان يظهر اخوها ليجد مخبأها تناهت لمسامعها صوت والدها وهو ينعت امها بالفاظ لم تفهمها بوقتها ولكن فيما بعد وبمرور السنين أدركت انها الفاظ لا تقال الا لفتيات البغاء! ربما لم تكتشف بوقتها مدى سوء وضحالة تلك المسميات التي أطلقها على امها لانه كان يرددها بصوت غريب.. قبيح في بحته .. مقرف في نبرته .. حتى وهي طفلة استشعرت نوعا من الخطأ.. لكن.. هذا لا يساوي شيئا امام مشاعرها وقد لاحت لها صورة والديها قرب سريرهما.. لا لم تكن صورة بل صور ! لقد كانت هناك تنظر اليهما عبر باب الخزانة الذي لم تغلقه جيدا تنظر لافعال والدها المقرفة مع والدتها.. في البداية كانت تتصور انه يؤذيها لكن صمت امها الخانع جعل علامات الاستفهام الطفولي تتراكم في رأسها الصغير مع شعور بألم مبرح يصارع جوفها دون ان تدرك كنهه! في لحظة ارتجفت عندما ابتعد والدها عن امها المستسلمة ليتركها دون ان يقول شيئا ودون حتى ان ينظر نحوها !

عينا الطفلة التي لم تعد طفلة منذ تلك الحادثة كانتا تحطان على وجه امها البائس.. لا .. لم يكن بائسا.. بل كان مشمئزا كارها نافرا...

وجه امها هذا فرض نفسه على ذكريات سنين حياتها .. لم يفارقها وهي تفسر كل حركة وهمسة وكلمة بين والديها ... اصبحت أكثر تيقظا وهي تلتقط تلك الاشارات عندما ينظر والدها لامها بعينيه الحادتين ويحرك رأسه وكأنه يقول (هيا بنا) ليختفيا بعيدا في غرفتهما بينما لا يعلمان ان ابنتهما الصغيرة تركض لتتقيأ في الحمام! كان هذا في البداية فقط .. بعدها اعتادت الامر فاصبحت أكثر سيطرة على تقلبات الاشمئزاز في جسدها الصغير .. هذا الاشمئزاز تعايشت معه يائسة من اقتلاعه من اعماقها ... اعتادت عليه واعتاد عليها ... ولم تكد تبلغ الرابعة عشرة حتى توفي والدها في حادث سيارة .. لم ترَ امها سعيدة هكذا من قبل ! ملامح وجهها استكانت لتعابير الراحة والنصر ! اجل فقد انتصرت بعد سنوات من استبداد زوجها الذي لا يجيد الكلمات في العلن بينما يدخر كلماته الفاسقة عندما يختلي بزوجته.. ذلك الزوج والوالد الغامض المرعب.. لا تذكر سهام انه احتضنها يوما او حتى وجه اليها جملة واحدة كاملة.. لم يكن يخصها بشيء واقتصرت علاقته بها على بضع كلمات يقولها بتمتمة غير مفهومة ... كان يغيب لايام ويعود ليبقى معهم لايام ايضا... عمله في التجارة استدعى ذلك او .. هذا ما كان يقوله ! ولم يطل الامر كثيرا بعد وفاته عندما واجهتها امها ببعض الحقائق .. واولاها كانت علاقات والدها النسائية.. وماذا يهم ما دام لم يتزوجهن! كانت شديدة القسوة معها وهي تعطيها الدروس للمستقبل .. فهي صبرت وتغاضت لانها تحصل على الكثير من المال في المقابل وها هو قد مات وهي ورثته..

لم تعلم امها بأن ابنتها كانت شاهدا على كل الثمن الذي كانت تدفعه .. وقد شاركتها ابنتها فيه.. سنين من استبداد الام واستسلام الابنة ... والسواد ينتشر بينهما في رابط يزداد قوة ومتانة ... لا تعلم حقيقة هل هي تحب امها ام تكرهها؟! كل ما تعرفه انها تنقاد اليها باستسلام غريب بينما في داخلها نوع من المشاعر المتطرفة التي تستعذب هذا الاستسلام!

" ماما ..." صوت ايمن جذبها لتنظر اليه ببعض الدهشة وتتساءل للمرة الالف " لماذا لا تستطيع ان تشعر بارتباطها به كأم؟! لماذا يداهما شعور غريب بالنفور احيانا كلما سمعت كلمة ماما منه؟! نفور وغضب! اجل .. غضب .. غضب يتفاقم ليتجسد في صورة احمد .. احمد الذي تتغير ملامحه في احلامها لتكتسي بملامح والدها ...

" ماما .." هذه المرة استجابت لرغبة في الانتقام وهي تتحرك نحو ابنها لتنظر اليه بغضب متأصل في اعماقها وصرخت فيه " ايها الطفل الغبي.. انظر ماذا فعلت بطعامك؟! " وبلهاث من يستمتع بأمر سحبت يده الصغيرة واخذت تضربه على ظاهرها بعنف غير مبرر ولم يرق قلبها لشهقات بكائه..

***

مرر احمد يده في شعره باضطراب وهو يقول " لم يكن ينقصني الا وصول ام سهام فجر اليوم ! لم اطق المكوث فخرجت قبل حتى ان يستيقظ ايمن.. نظرت اليه نجاة باشفاق ثم قالت " ألم تستطع مكالمة مرام؟" تنهد من اعماقه وهو يقول " هاتفها مغلق طوال الوقت.. سأجن ! "

صوت كريم تسلّل لجلسة زوجته واخيها في المطبخ وهو يقول بهدوء من عند الباب " هل ستجن قلقا عليها ام قلقا من تراجعها؟" تدخلت نجاة قائلة بعتب " كريم ارجوك توقف! ليس هذا الوقت المناسب " لكن كريم لم يلتفت لزوجته ووجه كلامه لاحمد قائلا " ومتى الوقت المناسب برأيك يا احمد ؟ " هتف احمد قائلا بقلة صبر " يا الهي ... الا يمكنك ان تشعر بي ولو قليلا ؟!"

رد كريم بنفس الهدوء وهو يقترب بضع خطوات " انا اشعر بك كثيرا .. ولذلك اسألك .."

انفجر احمد ليقول باحباط وخيبة امل " هل تظنني حيوانا لافكر بنفسي فقط ؟! هل انا حقير هكذا ولا يهمني سوى زواجي منها لارضي نفسي ؟ اليس هذا ما تقصده من سؤالك ؟ " قال كريم بحزم " لو كنت حقيرا لكان لي تصرف اخر معك وانت تعرف.. "

استقام احمد واقفا على قدميه لتتبعه نجاة وقد استبد بها القلق ثم قال لزوج اخته باستهجان " اذن ماذا الان ؟! لماذا تشكك دوما بنواياي نحو مرام ؟ لماذا تجعلني ابدو انانيا ولا افكر فيها ؟ " رد كريم وقد لاح عليه بعض الغضب الذي يوشك ان ينفلت " اجبني انت .. لقد ربيتك منذ كنت صغيرا واعرفك كما اعرف حسين ومنى فلماذا اشعر ان هناك خطأ ما ؟! "

صمت احمد للحظات وهو يتطلع لعيني زوج اخته ثم قال وهو يسبل اهدابه " انت تشعر بهذا لانك تراني متسرعا في ارتباطي بها .." كتّف كريم ذراعيه امام صدره ليقول " نعم اراك هكذا .. وهذا جزء من قلقي ... يفترض ان تتأنى وتحل مشاكلك مع سهام اولا .. خصوصا مع حضور امها الان "

لوّح احمد بيده وهو يقول " لقد تحدثنا بهذا من قبل .." رد كريم بينما يكبت غضبه الذي لم تغفل عنه زوجته " اجل وانا لم اقتنع تماما بوجهة نظرك .. ومجيء امها الان يقلقني أكثر .." قال احمد وهو يضع يديه في جيبي سرواله " لن تفعلا الا الاعيب نسائية اعرفها جيدا .." رفع كريم احدى حاجبيه وهو يقول ببطء " وهل تعرفها مرام ايضا ؟ وماذا عن امها واختها وكل عائلتها وهم يواجهون هذه (الالاعيب النسائية) ؟"

سبقت نجاة بالكلام وهي تقول " كريم .. ارجوك .. المشاكل واردة دوما ومرام مؤكد تدرك ان عليها تحمل القادم مع احمد .." التفت كريم نحو زوجته ثم قال " هل حقا تدرك ؟! ارى اخاك يقحمها دون رحمة في حياته.. دون ان يعطيها اي فرصة لتدرك ابعاد حياتها الزوجية معه بعيدا عن سحر العاطفة ... "

اوشك ان يرد احمد عندما جاءت منى لتقول بصوت كئيب " امي .. تكلمت مع حسين قبل قليل .. سيعودان بعد ثلاثة ايام .."

تقدمت نجاة من ابنتها وهي تقول بحاجبين معقودين " متى اتصل ؟ لم اسمع صوت الهاتف يرن! ثم لماذا لم تناديني لاكلمه بنفسي؟"

قالت منى بملل " انا كلمته من هاتفي النقال.." استدارات منى لتغادر فعاجلها احمد مناديا " منى ؟ " رفعت يدها لتوقفه وهي تقول بتعب " ارجوك خالي .. لا تقحمني في موضوعك مع مرام ..." لكن احمد قال ببعض الاستغراب " تستطيعين فقط الاتصال بها على هاتف البيت للاطمئنان عليها .. لماذا ترفضين امرا بسيطا كهذا؟! انها صديقتك!"

بسطت منى ذراعيها وهي تقول بنوع من الحنق " لاني اخجل من امها .. اخجل ان تعتبرني السبب لما يحصل لابنتها.." هتفت نجاة بحنق " منى !" فهزّت منى راسها باحباط لتقول بتخاذل " ارجوكم اتركوني لحالي .."

وغادرتهم مبتعدة لتتسلق درجات السلم قاصدة غرفتها حيث تقضي اغلب اوقاتها..

تنهد كريم وهو يسأل احمد " كيف هو مصطفى ؟!" قال احمد " مكتئب مثلها .. لا يتكلم ابدا خلال العمل .. زميلته في المكتب ابدت قلقها عليه ايضا لانه لا ينطق ولا حتى بكلمة .." لم يتنبه احدهم لصوت الخطوات التي توقفت على احدى الدرجات بينما تهمس منى " زميلته! "

***




يتبع...

[كاردينيا الغوازي]

(تلاقت نظراتهما بشكل عفوي عبر المرآة .. ابتسم لها لكنها لم ترد ابتسامته فقط اشاحت بنظراتها اللامبالية الى احدى الكريمات المتراصة امامها بينما تراقبه بالخفاء .. مدت يدها لتلتقط احدى الزجاجات لتفتحها ثم وضعت قليلا من السائل الابيض على راحة يدها بحرفية بعدها انهمكت تماما في تدليك ساعديها الاسمرين الجذابين ... كان احمد يراقب حركاتها باعجاب رجولي بحت فسهام تعلم جيدا انها جذابة جدا ومغرية للغاية .. سمعت تنهده الناعم فتذكرت كيف فاجأته بعناقها الحار له امام جارتهم السيدة زينب فعندما عاد من عمله وجدها تجلس معها ولم تتوانَ سهام عن طبع تلك القبلة العاطفية على خده مما جعل رغبته كرجل تتحرك نحوها بعد طول جفاء.. وها هي ترى نتيجة مسرحيتها امام جارتها الفضولية وقد شجعت زوجها ليرسم هذه الابتسامة على وجهه وهو يتقدم نحوها .. لم ترفع نظراتها اليه بوضوح لكنها لاحظت كيف ضيق عينيه قليلا بتوجس مؤكد يتساءل لماذا تتجاهله ؟!

وقف خلف ظهرها مباشرة يتطلع لوجهها عبر المرآة ... قاومت شعورها المألوف بالنفور وهو يرفع كفيه لتلامسا بنعومة كتفيها النحيلين ولكنها لم تظهر اي ردة فعل مما يعتمل في داخلها .. مرر يديه على كتفيها فوق قماش عباءتها الحريرية وهو يقول برقة " اشتقت اليكِ .."... قابلته بالصمت .. صمت وتره فناداها بتشنج وقد اصبحت حركاتها وهي تدلك ذراعيها بالكريم تستفزه .." سهام ... ما بك ؟!"

عندها فقط ردت ببرود " لا شيء .. فقط متعبة .." ثم رفعت اليه عينيها الباردتين كالصقيع وقالت بلهجة تعكس نظراتها " الا تفكر اني اهلك طوال النهار مع طفل صغير كثير الحركة ؟! "

ابعد يديه عنها وهو يعقد حاجبيه بقوة ويقول بحدة " اولا ايمن ولد هادئ ولا يثير المتاعب كما تدعين وثانيا انا ايضا اتعب طوال النهار فأنا لا اذهب للعمل كي استجم او ألهو.. ومع ذلك عندما اعود احاول مساعدتك في امور البيت وفي الاعتناء بأيمن.. "

تأففت وهي تقف على قدميها وتبتعد عنه وتقول " انت لا تساعد ابدا.. انت فقط تريد حاجتك كرجل مني.. كما الان بالضبط.. لا تتوقف عن طلب ذلك! "

راقبت باستمتاع خفي كيف تقبضّت يدا احمد بغضب مألوف وزم شفتيه كأنه يلجم كلماته.. تجرأت لتقول بصوت ساخر " انت تشبه ايمن لحوح ومزعج! رغم احتياجاتكما المختلفة .." طفح الكيل ... ادركت ذلك واحمد يهدر بغضب مشتعل " انك بلا حياء .. بل انك مختلة ! لقد بذلت كل جهدي معك لكني لم اعد استطيع ... لم اعد احتمل المزيد من الترهات ..." ثم تحرك نحو السرير المزدوج الكبير ليأخذ وسادته واحد الاغطية ويتحرك نحو باب الغرفة)

"هذا يتكرر الان! " هذا ما قالته سهام في نفسها وهي تستعيد ذكرى احدى مواقفها مع احمد عندما كانا في الغربة بينما تنظر اليه الان وقد دخل ما يفترض انها غرفتهما دون ان يقرع الباب ودون ان ينظر نحوها.. فقط توجه ناحية احدى الخزانات ليخرج وسادة واغطية ثم استدار عائدا نحو الباب ليخرج لكنها استعادت تركيزها لتناديه بسرعة قائلة " احمد لحظة ..."

توقف احمد ثم استدار نحوها بهدوء .. كان تعول على تأثير قميص نومها المغري ليثيره كما خططت امها لكن الصقيع فقط ما سكن عيني زوجها وهو يتطلع لوجهها بهدوء قائلا " ماذا تريدين ؟! "

ابتلعت ريقها ثم تصنعت كارهة ابتسامة مغرية لتقترب منه أكثر وهي تقول " لماذا لا تنام هنا الليلة ؟ امي ستنام جوار ايمن .. فقد اشتاقت له .. فأين ستنام انت ؟"

ابتسم احمد ابتسامة كرهتها ثم قال " ما اجمل هذه اللعبة الجديدة... امك تشتاق لحفيدها وتطلب ان تنام جواره والزوج يعود لاحضان زوجته التي ترتدي له ملابس فاضحة كفتيات الشارع !"

اهتز فكها بينما تسحق اسنانها مع بعض .. قال احمد وهو يستدير مرة اخرى مبتعدا عنها " امك تنام في الغرفة الشاغرة ... لم تكن تعلم ايهما غرفة ايمن وانا تكفلت بتجهيز الغرفة المناسبة لها .."

وهكذا تركها ما بين شعور بالراحة لخلاصها وما بين شعور خانق بقرب العقاب!

***

قالت بشرى وهي تحاول السيطرة على شعور القلق الذي يستبد بها " ألم تأكل ايضا ؟!" هزّت رهف رأسها بـ(لا) والدموع تلتمع في عينيها ثم قالت بألم متوسلة " امي .. دعيها تتزوج بمن تحب .. اتوسل اليك انها تتألم بشدة ..." ابتلعت الام ريقها لكنها قالت ببعض الحدة " رهف لا تتدخلي .. انت ما زلت صغيرة .."

لكن رهف وضعت صينية الطعام التي لم تمس على اقرب طاولة ثم اقتربت من امها قائلة بدموع منسابة " ارجوك امي .. انها تبكي طوال الليل .. ستموت اذا استمرت هكذا .. انها لم تضع لقمة واحدة في جوفها منذ الامس .."

ادارت الام وجهها جانبا وهي تشعر بالعجز البالغ ! لم تفلح كل محاولاتها لاقناع مرام بالعدول عن رغبتها في الزواج من احمد ... بينما تشاهد ابنتها تذوي امامها كل يوم وتفقد رغبتها في كل شيء ..

همست رهف بصوت يخنقه البكاء " امي اتوسل اليك .. انها تحبه جدا .." قالت بشرى باشفاق " يا ابنتي الصغيرة ... الحب ليس كل شيء .. " تقدمت رهف من امها لتقول " لكن امي .." صوت ارتطام قوي جاء من الطابق العلوي جعل كلتيهما تجفلان بينما همست رهف برعب متجمد " ما هذا الصوت ؟!"

لم تنتظر الام لتركض مسرعة تتسلق درجات السلم.. وما هي الا دقائق حتى كانت تصرخ باكية عبر الهاتف " فراس! انجدني ... وجدت مرام مغمى عليها في الحمام والدم يسيل منها.."

***

انتهى الفصل الثالث عشر
قراءة ممتعة وبانتظار تعليقاتكم .... اتمنى ما تبخلوا بها علي ...

[كاردينيا الغوازي]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 30 والزوار 1) ‏كاردينيا73, ‏nodan+, ‏امراة بلا قلب, ‏الزهراألزهراء, ‏توتو جوجو+, ‏Rooj+, ‏che, ‏nada alaa, ‏مهندسة, ‏hob, ‏ستار22222+, ‏عاشقة الجنة, ‏بعثرة روحـ, ‏زهور الشتاء, ‏ons_ons, ‏مايا كناز, ‏rola2065, ‏sandybell2012, ‏زهرة برية, ‏mahaty73+, ‏melek noor, ‏متمردة, ‏soma89, ‏زالاتان, ‏سمية أكمل, ‏rinada, ‏Lama9, ‏~*~رانـــيـــة~*~

قراءة ممتعة اعزائي ....

[توتو جوجو]

تعالي هنا يا كاري
من فين جيتي بالافكار الشيطانيه دي. تجي للحق
بشرى معاها حق تخاف على بنتها
.برضها ام وراح ترفض
هيا في النهاية ام وتبغى راحت بنتها
ومافش ام تتمنى ان بنتها تكون رقم اتنين في حياة زوجها
هيا اشفقت على احمد بس دي بنتها
منى. مو راضيه تكبر و مو راضيه تعقل راح ينخطف منها الولد الحليوة من زميلته هههههه
فراس يالهوتي دي اتصلت على فراس بس بيني و بينكم شكلو هوا الي راح يقنع امها بعريس الغفله ههههه
نجي للحيزبونه و امها بيني و بينكم حزنت عليها
دي يا حرتم معقدة نفسيا دي عوزلها دكتور نفساني
و كلو من امها لو شغلت عقلها شويه انسان زي احمد عاطفي يموت بدون عاطفه مو زي ابوها المقرف جاته القرف محل ما كان

نجاة دي وخده انانيه معليش و كريم معاه حق يكون واخد موقف
دي لو كانت منى مكان مرتم كانت وافقة
مش راح توافق لانها بنتها


كاري فصل منيل و بكل جداره احيكي على التنيله الروعه
يالا نبتدي في الاجواء الحلوه و الرومنسية و الدلع مستنينك

[إيناس]

محدش يقدر يعيب علي ام مرام ... اي ام عاقله هتتصرف زيها
صعب انها تغامر ببنتها في تجربه زي تجربة احمد
الحب جزء مش كل ... ومع الوقت ممكن مرام تتغلب علي احساسها... لكن مرام اصلا مش عاوزه تقاوم

[سلوى محمد محمد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[mahaty73]

كارديـــــــــنـيـــــا
يعني كل ما قرات لك أكثر كلما فكرت كم أنت منطقية متسلسلة الافكار يا كاردينيا
ما شاء الله شو منظمة في افكارك و في طريقة طرحها

تقدمين لنا بكل سلاسة ( بكلماتك المدروسة والمنتقاة بعناية ) كاميرا مع Mixer لنرى الموضوع من كل الجهات و لنفكر بكل الآراء و لنشعر بكل الاحاسيس مع أو ضد....


كم أنت عبقرية في حواراتك
كل شخصية تتكلم بمنطقية تناسب منظومة تفكيرها و تقفزين بين الشخصيات باسلوب سلس و عفوي ...
لا اعرف ماذا اقول لكنني مبهورة جدا بالفصل

و شعوري نحو سهام و إن تخلله الشفقة عليها و الرحمة لطفولة عاشتها قد اغتالها والدها بقسوته و قرفه
إلا انني لا أستطيع أن اغفر لها قسوتها مع ابنها
أو أن اسامحها على ألفاظها التي تطلقها على طفل بريء تلوث روحه بكلماتها المؤلمة

هي خطر حقيقي على أيمن
ستسبب له الكثير من الأذي الجسدي و النفسي بمرضها النفسي المتفشي فيها
لا علاج لها إلا الطلاق
هي لا تنفع أم و لا زوجة
فلتعمل و لتسعد بمهنة تجد فيها نفسها المشتتة

لا اعرف ماذا أقول أيضا
شعوري الآن مرير ....يخرب بيتك يا أم سهام استطعت تعكير مزاجي

بس معلش .. الدكتور فراس جاااااااااااااااي و رهوفة حتساعده و ياااااااااااااااااااااه أحلى دكتور والله


عاشت الأيادي يا أحلى كاردينيا
الله يحميكي كم أنت مبدعة ....
نيال الحبايب فيكي شو إنك عقلانية و منطقية و تملكين من رجاحة العقل الكثير الكثير ....بسم الله عليكي ربي يحميكي

المحبة لك


مهاتي

[mahaty73]

لازلت مصرة أن القادم أجمل و أكثر إشراقا و أعمق حباً ....
فنحن في الحدائق الكاردينية

يسعد صباحكم و مساكم و كل ايامكم ....


المحبة

مهاتي

كاردينيا الوعد بعد يومين ...لن نطيق صبرا أكثر

[ميرديث]

ايه ده كله ايه ده كله ..

وما زلت على رايي بخصوص مرام واحمد حقيقي شايفه ان مرام ها تتظلم مع احمد .. وال قالته امها صحيح ..حقيقي احمد اتظلم مع شهام بس كان لازم الاول يخلص من علاقته المشوهه بسهام قبل ما يرتبط بعلاقه تانيه ... فعلا وضع غير مريح بالمره ..

فين سوسن الفصل ده بعد ما كنت بمر عليها مرور الكرام في الفصول السابقه بقيت عاوزها اشوفها في كل فصل ..واعرف اخبارها ..

منى دي بت هبله من الاخر سيبوها على جمب ..


الوحيد العاقل في الروايه دي كريم تسلم يا عم كريم .. نعم الاب ونعم الزوج فعلا ...