آخر 10 مشاركات
استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          125 - الضوء الهارب - جينيث موراي (الكاتـب : حبة رمان - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          133 - وداعا يا حب - روبين دونالد (الكاتـب : حبة رمان - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          142 - على باب الدمع (الكاتـب : حبة رمان - )           »          134- قضبان من حرير - آن ميثر (الكاتـب : بلا عنوان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree683Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-12, 09:10 AM   #4081

عذراء الجليد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية عذراء الجليد

? العضوٌ??? » 155211
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,983
?  نُقآطِيْ » عذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الحب والعشق والهيام....
صباحك كله ورد وياسمين يا احلى زهرة نمت بالمنتدى....
صباح الخير على عيونك....
كركورتي يا حياتي ....شايفة النحس اهئ اهئ اهئ مش حكون موجودة وقت التنزيل اهئ اهئ اهئ شو اعمل الحكومة طلعلي بمشوار لا بد منه واااااااااااااااااااااااا ااااااااااع .....حاولت اقنعه انه تعبانة وما بقدر اطلع لكن.... لا حياة لمن تنادي اهئ اهئ اهئ .......هو وقت المشواير هلأ اهئ اهئ اهئ ....
انت ما شفتيني من امبارح اهئ اهئ اهئ انا امبارح نمت بدري متل الصغار عشان يطلع الصبح اسرع هههههههههههه وكل شوية اقوم واتطلع ع الساعة اذا مشت والا بعدها متل ما هي اهئ اهئ اهئ اقوم بعد كل هالمعاناة اروح لمشواااااااااااااااااار اهئ اهئ اهئ ....
كركر ما بدك توصاية رفقا بشعر مرام يا غالية.... خليكي حونينة عليها ..... متبقيش انت وسهام والزمن عليها اهئ اهئ اهئ دي طيبة وعلى نياتها خالص..... انت سيبيها باحضان ابو حميد وما تفكري فيها..... بعرفه ما شاء الله عليه ما رايحة تترك حضنه الا وهي وبتتأوه متل القطط...يا عيني عليهم......
والله قلبي ما متطمن...انا حترك باب الحدائق وكمان مهاتي مو موجودة تركت الحدائق برعايتي وهي متطمنة عليها....شو اعمل؟؟؟؟؟ كركر اوعك هه مو تقولي ما حدا هون خليني اوخد راحتي على الاخر حبيبتي انتي ....خلي قلبك رقيق وعاطفي اهئ اهئ اهئ
انا خارجة وتاركة مرام برعايتك اهئ اهئ اهئ واااااااااااااااااااااااا اااااااع

اه صباحك فل رولا


عذراء الجليد غير متواجد حالياً  
التوقيع
كلماتكم هزت قلبي ومشاعري.. كنتم ولا زلتم وستبقون من اروع من ادخله القدر الي عالمي... شكرا لسؤالكم.... احبكم في الله









أن كًآن هنآكًـ .. ـآمنيات جميلهـٍ في ,
حيآآتيٍ..فبقآئك معي ,
هي آجملها ♥

رد مع اقتباس
قديم 18-09-12, 09:11 AM   #4082

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

صباحكم ورد معطر ... ربع ساعة او اكثر بقليل وانزل الفصل ان شاء الله ...

كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-09-12, 09:24 AM   #4083

happy time
 
الصورة الرمزية happy time

? العضوٌ??? » 210189
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 167
?  نُقآطِيْ » happy time has a reputation beyond reputehappy time has a reputation beyond reputehappy time has a reputation beyond reputehappy time has a reputation beyond reputehappy time has a reputation beyond reputehappy time has a reputation beyond reputehappy time has a reputation beyond reputehappy time has a reputation beyond reputehappy time has a reputation beyond reputehappy time has a reputation beyond reputehappy time has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...

happy time غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-12, 09:32 AM   #4084

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اعزائي اخيرا خلصت ...
الفصل طوييييييييييييل لذلك سيكون على اجزاء عديدة ... ارجو منكم الانتظار حتى اتم التنزيل قبل ان تعلقوا بشيء ...

فصل اليوم بعنوان ... يا مالكاً قلبي

يا مالكا قلبي .. يا آسراً حبي
النهر ظمآن ..لثغرك العذب
مل بي له مل بي..يا مالكا قلبي
قل لي أين المسير.. في ظلمة الدرب العسير
طالت لياليه بنا.. والعمر.. لو تدري ..قصير
يا فاتنا عمـــري
هل انتهى أمري
في غربتي وحدي
في ظلمة الأسر
يا مالكا قلبي
آه من الأيام أه ..لم تعط من يهوى مناه
مالي أحس أنني .. روح غريب في الحياة
يا فاتنا عمري
هل انتهى أمري
أخاف أن أمشي
في غربتي وحدي
في ظلمة الأسر
يا مالكا قلبي
رحماك من هذا العذاب .. قلبي من الأشواق ذاب
ليلي ضنى.. صبحي أسى ..عيشي على الدنيا سراب
يا فاتنا عمري
هل انتهى أمري
أخاف أن أمشي
في غربتي وحدي
في ظلمة الأسر
يا مالكا قلبي





كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-12, 09:34 AM   #4085

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل السابع عشر
يا مالكاً قلبي.. أغنية لعبد الحليم
ترجلت سوسن من السيارة وهي تتصنع الهدوء واللامبالاة بينما في داخلها يهتز كيانها رغما عنها لجملة واحدة قالها حسين بحدة ما ان ركبا السيارة معا " زوجتي لا تبيت خارج بيتي! "
خنقتها العبرة وهزّها (وهم الانتماء) فلم ترد بشيء وركزت جهودها على تصنع البرود وعدم الاكتراث.. وماذا بيدها تفعل غير ذلك؟! فالمعجزات لا تتحقق ومعها هي بالذات يقترب تحققها من المستحيل! تأوهت في صمت وهي تعاتب نفسها " ماذا جرى لك يا سوسن؟!"
جملة واحدة منه صدّعت ما كانت تظنه واقع تعيشه وتتآلف معه.. واقع يقول ان عودتها النهائية لبيت والديها مسألة وقت فحسب ...
وهي سهلت الامور له ولها.. كانت تسحب نفسها من حياة حسين ببطء لتعود بغرسها الصغير المحتضر الى حضن والدها الدافئ رغم تهالكه.. امها ما زالت تمارس نوعا من الانعزال وتبدو مدركة للهوّة التي تتسع بين ابنتها وزوجها.. ومؤكد هي غير راضية.. فأمها من النوع التقليدي الذي يؤثر الانتماء الاول والاخير لرجل واحد والبقاء وفية له مدى الحياة حتى لو قابلها بعدم الوفاء.. ولذلك لم تسامحها يوما لان انتمائها الاول قد تم تدنيسه بذكرى خطيئتها التي لا تتنسى..
لكنها هي سوسن وبعد كل ما جرى لها اصبحت لا تنتمي الا لنفسها وستحمل تلك النبتة التي تأبى الاستسلام للموت حتى تجد الارض الخصبة لتزرعها فيها من جديد.. اجل لن تيأس رغم ان الجميع يعتقدونها يائسة.. بمن فيهم زوجها حسين.. انها ليست يائسة بل محبطة.. محبطة في طور التعافي.. فقدانها لطفلها لم يكن سبب احباطها.. على العكس.. الاجهاض جعل ذهنها يصفو ومشاعرها تتوضح فتحدد الاهداف واول اهدافها هو.. التعافي الكامل.. ولم يكن هناك مكان تلتجئ اليه في رحلة نقاهتها الا صدر والدها الرحب.. الرجل الوحيد الذي لم يخذلها..
انتظرت حتى فتح لها حسين باب البيت لانها ابت ان تظهر ارتعاش يدها فيما لو حاولت اخراج مفتاحها الخاص من حقيبتها ...
سبقته بالدخول لتتوجه نحو غرفتها في صمت كئيب.. وقبل ان تحرك مقبض باب الغرفة كي تفتحه كان حسين يسحبها من ساعدها وهو يقول من بين اسنانه " لن تذهبي الان لجحرك الانفرادي.. لقد طفح الكيل! نحتاج للتكلم فلم اعد احتمل الوضع أكثر من ذلك.."
تطلعت اليه بعينين مدهوشتين! من اين جاء كل هذا الغضب الذي تطفح بها نظراته؟!
آلمها ضغط انامله على ساعدها فاخرجها من دهشتها ثم اخذت تحاول التملص منه وهي تقول بحدة " اترك ذراعي حسين انت تؤذيني.."
تركها فورا وتراجع للخلف بردة فعل مبالغة لم تفهمها في البداية.. لكن تمتماته المعتذرة وهو يحيد بنظراته بعيدا عنها جعلها تدرك ان ذكرى ليلة زفافهما عادت لتعذبه كما تعذبها!
ابتلعت ريقها وقالت بتماسك هش " ماذا تريد ان تقول يا حسين؟ " تطلع نحوها بعينين مضطربتين وقال بصوت اجش " قبل كل شيء.. هلا سامحتني لما.. فعلته.. ليلة.. الز....فاف؟!"
ادركت بتعاطف فرض نفسه عليها ان الشعور بالذنب يسيطر عليه ثم بادراك اكبر ان شعوره هذا هو اولى الحواجز التي تفصلهما الان!
همست بتحشرج وعينين دامعتين " لقد جرحنا بعضنا بعمق يا حسين تلك الليلة لنصل نهاية الطريق سريعا.."
تقدم نحوها دون ان يلمسها وقال بانفاس متسارعة " لا سوسن ... انا .. انا .. اقصد .. انا ما زلت احبك .. اقسم اني احبك .. " هطلت دمعاتها واختنقت باحساس العجز وهي ترد " لكن الحب لن ينسيك أني كدت ان اكون لغيرك.. اني اخطأت الخطيئة العظمى يوم ان ارتضيت بعلاقة مشبوهة أُصْبِغ عليها الشرعية وكممتها الزوايا المظلمة خلف الابواب الموصدة ..."
مرّر يده في شعره وقال بحشرجة " اعترف ان فكرة رجل آخر لمسك قبلي تؤرقني! لن اكذب عليك بهذا الخصوص.. " تألم للألم الذي يرسم ملامح وجهها فسارع ليضيف بصدق " لكني اعاني عذابا اكبر.. اتعذب في كل لحظة لفكرة هجرك لي.. انا احبك واريدك في حياتي يا سوسن .."
صوت شهقاتها غلب على صوته واعترافاته.. مد يدين مرتعشتين تلامسان خديها تمسحان دموعها وهو يقول " لا اعلم ما افعل لاتمسك بك حبيبتي.. الطفل كان معجزة ليبقيكِ معي لكن خسارته جعلتني كالمجنون! لم يعد هناك سبب اتدارى خلفه لاتعلق باذيالك فامنعك الرحيل ..."
ابعدت يديه عنها واستدارت لتوليه ظهرها وهي تقول بشهقات متقطعة " قد.. يريحني انك كنت تريد الطفل من اجلي وليس العكس.. لكن ..." صمتت فتسارعت خفقات قلبه هلعا فتساءل بحشرجة " لكن ماذا سوسن؟!" ردت بانكسار " ارتباطنا كله مبنيّ بشكل خاطئ.. انت لم تكن تحبني وانا احببت فكرة أنك فارسي المخلص الذي سيحقق حلماً يراود اي فتاة.." تهدّج صوتها وهي تكمل " انا احببت الفكرة وعشقت حاملها دون ان اعرف جوهره!"
همس بعد لحظات صمت " انا لم اعرفك جيدا وانت ايضا.. لكن ورغم كل ما تقولين انا احببتك انت.. احببت ما عرفته منك وهو الاهم.. احب ذلك الجانب الرومانسي منك.. احب احلام الفتيات فيك الذي يجعلك بريئة القلب والروح.. أحب قوتك عند الضرورة فأنت لست هشة ابدا.. أحب هدوئك عند الضرورة وتمردك عند يفطح كيلك.."
اختلطت ضحكاتها مع شهقات بكائها فأكمل برقة " فقط اعطينا فرصة يا سوسن.. اتوسل اليك.. "
قالت بتخاذل " انا لا اشعر بالثقة يا حسين.. لا اشعر اني قادرة على منح احد ثقتي.. اشعر اني مثخنة بالجراح.. جراح سببها لي الجميع دون وجه حق! انا منهكة واحتاج للراحة والسكينة.. احتاج ان أحب نفسي اولا قبل ان احب غيري ..."
قال بنبرة جادة تتخللها عاطفة عميقة حقيقية " حسنا سوسن .. فقط اقبلي بالمحاولة .. فقط ذلك .. انا لن اطالبك بشيء .. لن اثقل عليك لكن .. ابقي معي .. فأنا ايضا جُرحت سوسن.. جرحت في الصميم رغم انك لم تتعمدي هذا.. لذلك دعي جراحنا تلتئم معا وقد نجد في النهاية طريقا جديداً آخر نسلكه بدل الذي ضللنا فيه.."
همستها المتأخرة أنعشت قلبه وهي تقول بتردد " حسنا.."
***
اخذ احمد يحدق بعقل غير قادر على الاستيعاب الى خصلات شعرها التي تكوّمت عند قدميها بحفيف لم يُسمع.. رفع نظراته نحوها وقد بانت الصدمة والشحوب الشديد على وجهه.. طالت لحظات الصمت بينهما ليخترقها صوت مكتوم لسقوط المقص فوق خصل الشعر المنثورة بحزن على الارض ...
الدموع حجبت الرؤية امامها كما حجب الالم المبرح احساسها بأحمد نفسه.. كانت تعاني من كره الذات وهون الكرامة ...
شهقت عندما شعرت باصابعه تلتف حول ساعديها بغضب وصوت احمد الهادر اصابها بالصمم وهو يصرخ قائلا " ايتها المجنونة الغبية.. الغبية.. لماذا كل هذا؟! ماذا فعلت بنفسك؟! لماذا فعلت هذا؟ لماذا؟ لماذا؟! "
ردت على صراخه بصراخ اعلى " قصصت شعري.. شعري الذي يذكرك بها! انا اكرهه.. اجل اكرهه واكرهك! اكرهك احمد .. اكرهك ..."
ثم اخذت تدفعه بهستيرية وتضربه بعنف وهي تواصل الصراخ " دعني.. اتركني واذهب اليها ايها الخائن.. طلقني وتزوج بها فهي لم تنسَك كما إنك لم تنسَها..."
كان جسدها يئّن تحت صلابته التي اعتقلتها بينما هي تزداد شراسة في مقاومته.. طوقها بعزم ليسجن ذراعيها خلف ظهرها ويرفع جسدها الرقيق ليلصقه بجسده ثم قال بصوت خافت النبرات لكن العنف وفقدان السيطرة يفوحان منه " حسنا يا مرامي.. عليك ان تعرفي ان خلاصك مني مستحيل.. هل سمعتِ؟ مستحييييل.. ضعي هذا في رأسك الجميل بشعره المقصوص!"
كانت ما تزال تقاومه وهي تتلوى بجسدها دون نجاح يذكر .. ولانه كان يرفعها عاليا لم تشعر وهو يتحرك بها حتى وصل سريرهما.. كل ما شعرت به انها تهوي على السرير معه ليحتجزها بجسده ... اقترب بوجهه منها ليهمس بشراسة لم ترها فيه سابقا " مستحيل يا مرامي.. مستحيل ان اسمح لك بأن تتسلّلي من بين اصابعي بعد ان وجدتك.. انت غبية لانك لا تدركين سلطانك عليّ لكن على الاقل انا أدرك سلطاني عليك وسأستخدمه بلا رحمة! "
قاومت والضعف يهاجمها مع كل قبلة متملكة حارة شغوفة يطبعها على بشرتها.. مع كل همسة حب مرتعشة لم تسمعها منه سابقا.. مع كل كلمة تملك تضع قضبانا بين القضبان لتزيد أسرها أكثر وأكثر.. حتى استسلمت ضائعة في حكم قلبها الخائن الذي يعشقه.. خائن كمعشوقه الاوحد!
***




يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-22 الساعة 01:07 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-12, 09:36 AM   #4086

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

عندما استيقظ احمد كان يشعر بالبرودة حوله! هب ّجالسا في سريره وعيناه تبحثان عنها.. ناداها " مرااام ..." لكن لا صوت الا صدى انفاسه التي اخذت تتسارع ...
هبط من السرير ليرتدي ملابسه كيفما اتفق وهو يناديها برعب " مرااام .... مراااااام " ...
كيف يمكن ان يشعر ان القلب توقف تماما عن الخفقان بينما هو ما زال حيّا يتنفس و..يتألم .. ألم مبرح وهو يتطلع لخزانة ملابسها المفتوحة وقد اخذت بعض الملابس منها بعشوائية لتترك له الباقي يتأمّله ويتألّمه!
لامس ملابسها بانامل مرتعشة وهو يهمس " لماذا مرام.. لماذا؟ لقد منحتك كل روحي قبل ساعات فقط.. ألم تشعري؟ ألم تشفقي؟! "
رنّ هاتفه فنفض اوجاعه ليتحرك مهرولا نحوه التقطه ليطالعه اسم اخته نجاة ... تذكر انه انزل ايمن عندها على عجل قبل ان يأتي البيت ليبحث عن مرام .. ابتلع ريقه وفتح الخط وهو يحاول السيطرة على ارتعاش صوته " مرحبا نجاة .." ردت اخته بانفعال رغم انها تحاول كتم صوتها " ماذا فعلت لمرام يا مجنون؟! " سأل بانفاس متلهفة " هل هي عندك ؟" ردت بنفس الصوت المكتوم " اجل.. جاءتنا منهارة تبكي دون توقف يكفي منظر شعرها المقصوص بعشوائية مجنونة لتصيبني بانهيار انا الاخرى!"
ارتجف صوته وهو يقول " اين هي؟ هل ما زالت عندك؟ هل .. تبكي؟" ردت نجاة بتنهيدة " لقد استطعنا تهدئتها انا وكريم واعطيتها شايا يرخي الاعصاب فاستغرقت بالنوم بعدها رغم ان شهقات البكاء ما زالت تلازمها.. انها لم تكف عن اتهامك بالخيانة! " زفر أحمد بقوة بينما اضافت نجاة بصوت مكتوم غاضب " الان انا اجازف واكلمك لان كريم حذرني من الاتصال بك قال لي انه يريد ان يعاقبك بالقلق عليها فهو غاضب منك ولكني لم احتمل وانا مختبئة الان في غرفة مكتبه لاحدثك بعيدا عن مراقبته .. اخبرني ماذا حصل بالضبط؟"
رد بضياع حقيقي " نجاة .. لا اعرف ما حصل معها .. كنّا بخير بل بالف خير .. اتصلت بها حالما اخذت ايمن لاتأكد انها جاهزة للخروج معنا حتى نشتري هدية عيد ميلاده معاً كما اتفقنا سلفا.." صمت قليلا يحاول تحليل ما حصل فحثته نجاة ليكمل قائلة بقلة صبر " وبعد؟" رد بصوت شارد " بدت غريبة عبر الهاتف حاولت ان اعرف ما بها لكني لم استطع! توقعت انها ربما سمعت كلاما سخيفا كالعادة حول سهام.." قاطعته نجاة قائلة بقسوة " اقسم بالله انا على وشك ارتكاب جريمة مع سهام هذه! اكمل.. "
اكمل احمد بنفس الشرود وكأنه يستعيد الاحداث لنفسه " لكن ما ان رأيتها علمت ان هناك امر مختلف .. قلت ساعرف ما يحصل معها حالما ننفرد في بيتنا.." تساءلت بنزق " لكن ؟!"
قال احمد فجأة وكأنه يستوعب متأخرا احداث يومه " لن تحزري من رأيت في محل الالعاب ؟" ردت نجاة بعدم تصديق " هل هذا وقته ؟! اخبرني بما حصل بينك وبين مرام "
قال احمد بانفعال متأخر " ولكن هذا ما حصل او الفتيل الذي اشتعل ليحرقنا معا!" عبست نجاة وهي تسأل " ماذا تعني ؟!" رد باضطراب " لقد رأيت شهد يا نجاة .." هذه المرة كانت نجاة من لا تستوعب ! قالت بذهول " ماذا ؟! شهد ؟!"
رد احمد باحباط " نعم ... " اختلج قلب نجاة وهي تحاول رسم صورة قاتمة للموقف .. سألت بأحباط " وكيف تصرفت يا احمق ؟" قال احمد مدافعا عن نفسه " اقسم لم افعل شيئا مقصودا.. تصرفت ربما ببعض العاطفية او ربما غلبتني ذكرى ماضية.. لا اعرف.. لكني لم اتجاوز الحدود.. اقسم لك.. فقط ذهبت اليها وسلّمت عليها وما ان ردت عليّ شهد بسلام معتاد كأي شخصين يلتقيان بعد خمس سنوات حتى علا صوت بكاء مرام لتتصرف بهستيريا بعدها وتركض هاربة من المحل!"
شهقت نجاة وهي تضع يدها الحرة على فمها وتقول " يا الهي! وانا كنت اظن ان الامر يخص سهام ! " ثم اضافت بريبة " هل انت متأكد انك لم تتصرف بطريقة اثارت غيرتها هكذا؟" قال بصدق " اقسم لك لم افعل.. هي بدت غريبة حتى قبل ان ندخل المحل.. ثم حتى لو كنت تجاوزت الحدود مع شهد فردة فعلها غريبة ومبالغة! انت لا تعرفين كيف بدت محطمة!"
قالت نجاة بتفكير حانق " لكن من أخبرها عن شهد؟! لابد انها ابنتي الأكثر حمقا من خالها .." قال احمد مفسرا " لقد قالت لي فيما بعد انها سمعتني احدثك عنها قبل خمس سنوات .." اخذت نجاة تدعك جبينها وهي تهمس " يالَ الكارثة! ما هذه المصائب؟! حسنا اكمل .."
تنهد من اعماقه وهو يردف قائلا " لم استطع اللحاق بها لاني اضطررت ان ابحث عن ايمن اولا ولولا مساعدة شهد لاخذت وقتا اطول لايجاده.." كزّت نجاة على اسنانها غيظا لتقول بحنق مكتوم " اقسم لو ذكرت اسم شهد مرة اخرى فستكون انت ضحيتي التالية بعد سهام.."
تحشرج صوت احمد وهو يقول بجدية " نجاة.. انا احب مرام فقط.. هي بالنسبة لي كل شيء وليس كل النساء فحسب.. هل تفهميني يا نجاة .. انها .. كل .. شيء .."
اشفقت عليه نجاة لتقول برقة وعاطفية " افهمك يا قلب نجاة .. اكمل بالله عليك ماذا حصل بعدها؟ " قال بألم " وصلت البيت وجدتها في حمام غرفة النوم وقبل ان ادخل اليها خرجت وهي تبدو في حالة انهيار " اخذ نفسا قبل ان يكمل قائلا " هذرت بكلام كثير.. كله يدور حول شهد وانها حبي الاوحد واني لم اتزوجها الا لانها تشبه شهد! وقبل ان احاول تهدئتها لافهم ما يحصل وجدتها تحمل مقصا! " شعرت نجاة بهول الموقف فهمست " يا رب السماوات! " قال احمد ورعب اللحظة يعود اليه " تجمدت وفقدت قدرتي على التحكم بها.. ارتعبت مما يمكن ان تفعله بنفسها وهي تحمل هذا المقص الحاد الكبير.."
خنقته العبرة وعيناه تستقران على خصل شعرها التي ما زالت تفترش الارض ثم قال بألم مبرح " في ثوانٍ كانت تقص شعرها بهستيريا!" قالت نجاة متوجعة لاجلهما معاً " وماذا فعلت انت ؟!" رد بنفس الالم " جن جنوني خصوصا عندما اخذت تقول انها تكرهني وتريد .. الـ...طلا.." العنف والغضب خنقا كلمة (الطلاق) على لسانه .. شعرت نجاة بالقلق فسألته بصراحة " هل آذيتها ؟!" هتف بلوعة " بل منحتها نفسي ليس كرجل فحسب بل كأنسان ايضا.. علّها تفهم ما هي بالنسبة لي.." رغما عنها وجدت نفسها تضحك بهستيرية فقال احمد بغيظ شديد " لا تضحكي نجاة .." هدأت ضحكاتها قليلا ثم قالت " لا اصدق كم انت عاطفي كالثور!"
هتف بها " نجاة ! " فردت برقة " حسنا يا اخو نجاة اتركها الليلة عندنا وحتى ايمن دعه يبيت ليلته معنا واما انت فلك الله لاني لا استطيع مساعدتك بشيء آخر .." قال بشجن " بل تستطيعين .. فقط كوني معها.. لا تتركيها .. انها مجنونة عاطفية .. وسآتي غدا لنتفاهم سوية " قالت بحنان " حسنا يا صغيري .. لا تقلق عليها .. " ثم اضافت " اذا اتصلت والدة مرام تسأل عنها اخبرها انها تبيت مع منى هذه الليلة وسأكلمها بنفسي غدا .." ردد بشرود حزين " حسنا .." لم يكن فعلا بيدها ان تفعل شيئا آخر فقالت بمرح لتحاول رفع معنوياته " سيكون كل شيء على مايرام ايها الثور.. " لم يرد بشيء فقالت بحنان " تصبح على خير صغيري.." رد باختناق " تصبحين على خير.. قبليها.. من أجلي.."
سقط الهاتف من يد نجاة وصوت غاضب يقول من خلفها " فعلت ما في رأسك واتصلتِ به.." ردت بعتب وتأنيب " اجفلتني كريم! ألم يكن في مقدروك التنحنح مثلا قبل ان تهدر هكذا من خلفي ؟! "
تقدم نحوها غير مبالٍ بمحاولاتها الفاشلة لجذب انتباهه الى ناحية بعيدة عن هدفه فقال بصرامة " لقد حذرتك .."
ادركت انها احدى حالات غضبه التي تستوجب منها الانحناء لتمر العاصفة بسلام .. ابتسمت برقة واستعطفته بملامحها قبل كلماتها " كان يجب ان اطمئنه على زوجته حتى لا يتهور .. وخفت ايضا ان يتصل بامها وتكبر المشكلة.. "
حدق فيها يدرس كلماتها بعناية .. لانت ملامحه قليلا ليقول " كنا محظوظين جميعا لانها لجأت الينا بحالتها تلك بدلا من امها .." ردت بعاطفة " انها تلجأ اليه هو يا كريم.." ضيّق عينيه وهو يتساءل " تقصدين احمد؟" ردت بتنهيدة من قلبها " نعم.. انها تبحث عنه فينا .. انها تعشقه ولا تستطيع الحياة بدونه.. انت لا تعرف ماحصل " كست الجدية وجهه وهو يقول محذرا " مؤكد لن تصبري لتقوليه لي .. لكن ... لا تأخذك العاطفة بعيدا .. الامور لا تحل بهذه الطريقة .." عبست لتقول بحنق " انا اعلم هذا ! كنت اعبر لك عن احساسي بها فقط .."
وضع كريم يديه على كتفيها وقال بوضوح " نجاة مهما كان ما حصل.. دعيني اقوم بواجبي تجاهها.. دعيني اكون ظهرا تستند اليه فلا تشعر بالضيّم والقهر .." عقدت حاجبيها وهي تقول باستهجان " لكن احمد ظهرها !"
رد كريم بهدوء " كل امرأة في بعض اللحظات تحتاج لاسناد خارج نطاق الدعم الذي يقدمه لها زوجها عادة لانه اسناد يقف بوجهه هو .."
قالت نجاة بتأفف " انا لم احتَج لهذا الاسناد .. دوما كنت انت كل شيء بالنسبة لي .." رد بابتسامة حانية " نحن حالة مختلفة نجاة كم مرة قلت لك هذا؟! لن تستطيعي جعل علاقة احمد ومرام او اي ثنائي تهتمين لهما لا تستطيعين جعلها كحالتنا نحن .." لم يعجبها كلامه فاكمل قائلا بلطف " كل ثنائي يحكمه نوع من التطابق والتكامل في آن واحد .. ويظل الاختلاف موجودا لكي لا يكون ترابطهما تاماً.. قلة نادرة من يجدون ما وجدناه نحن.. المسألة ببساطة اننا فعلا نكمل بعضنا بطريقة متفرّدة.."
وضعت راسها على صدره وقالت بلهجة متوسلة " حسنا حبيبي .. لكن ... لا تقسو عليه.." رد وهو يمسد على شعرها " سافعل ما هو ضروري لهما معا.. والان.. أخبريني ماذا حصل بينهما؟"
***
في اليوم التالي ...
ما زالت لا تستطيع مغادرة السرير.. تشعر بتخاذل جسدها وانكسار روحها.. رغم كل ما قالته لها خالتها نجاة صباح اليوم الا انها في داخلها تحتاج لأكثر من كلمات رومانسية تصف عشق احمد المفترض لها.. لقد اهتزّ عالمها تماما.. لن تعود مرام كما كانت ابدا.. ليلة الامس كانت غريبة بطولها ووحشتها.. وفي غمرة احساسها الفظيع هذا تسلل أيمن بجسده الصغير ليقول بصوته الناعم المحبوب " مرام.. اريد النوم بجانبك.." بدموع لا تتوقف ضمته لصدرها تشم عطر ابيه فيه لتدرك ان الادمان على الحب لا فكاك منه.. انها تعشق طفله بطريقة غير عادية او حتى قابلة للشرح... فلا تعرف هل تحب احمد فيه ام تحب الشعور انها تعوض ايمن بعض احتياجاته..
دقات هادئة على الباب لم تجد القوة او الرغبة للتواصل معها.. فُتحت الباب ليجذبها صوت تهربت من التفكير في صاحبته ومواجهتها.. انها.. امها..
قالت بشرى بهدوء وهي تتقدم لتجلس بجانبها على السرير " صباح الخير حبيبتي.."
في لحظة شعرت انها عادت طفلة.. طفلة تتألم بعد ان ضايقتها بعض الفتيات في المدرسة وهن يسخرن من هزالها الشديد .. تلجأ لسريرها لساعات عدة حتى يأتي والدها الى غرفتها فيقول ببشاشته " جميلتي.. تعالي واختبئي في حضن والدك المشتاق ..."
وهنا تقفز اليه تضمه اليها وتبكي حتى يجد الضحك طريقه اليها ولا تعرف هل تضحك بسبب دغدغات اصابع والدها ام ان البكاء في احضانه قادر على امتصاص اسوأ مشاعرها فلا يتبقى الا الفرح..
انهارت مرام في احضان امها تبكي حاجة ملحة لترفع عن كاهلها هذا الشعور الثقيل بالخسارة..
بعد مصارحة طويلة قالت الام بحنان وهي تمسك بوجه ابنتها الباكي " حبيبتي.. انت أشجع مما كنت اعتقد حتى.. لقد كنت قوية وانت تواجهين تجربة صعبة لم اتمناها لك لكن القدر كان له الكلمة الاخيرة.."
شاب نظرات مرام شعورا بالذنب قبل ان تحيد بعينيها بعيدا فابتسمت الام قائلة " لا داعٍ لتهربي من مواجهتي يا مرام.. كما لا داعٍ لشعورك بالذنب.. كأم ما زال في داخلي شعور يقول (ألم يكن أفضل لو ...) لكني اوقف الامر عند كلمة (لو) لانها تفتح الباب للشيطان.."
عادت مرام لتنظر الى امها باحساس متخبط فتنهدت الام قائلة " انظري للأمور من زاوية اخرى يا ابنتي.. زوجك يحبك انت ويعشقك انت.. باعترافك لم يشعرك يوما بغير هذا فلماذا تنهارين من نظرة حنين افلتت منه نحو امرأة أحبها يوما؟!"
اختلجت تعابير مرام بالألم وهي تقول بتحشرج " امي.. مجرد قولك هذا يحطمني!" ألم ابنتها مزّق قلبها لكنها استطاعت ان تقول بحزم " مرام تجاوزي جموح رومانسيتك.. كوني واقعية بنيّتي ولا تعطي الامور اكبر من حجمها.. تخيلي لو التقيتِ بفراس بعد بضع سنوات ألن يكون لك رد فعل مشابه الى حد ما؟ مع العلم انك لم تعشقي فراس بل مشاعرك مالت نحوه ميلاً هيناً.. "
تشوشت مرام وهي تهمس " لكن ..." قاطعتها امها قائلة بنفس النبرة " لا يوجد لكن.. كوني قوية فحسب.. انت الان امرأة متزوجة ولست فتاة صغيرة.."
نظرت مرام لامها باستعطاف لتقول " احتاج للوقت.. هل هذا كثير؟ " ردت بشرى بابتسامة حانية " لا .. ليس كثيرا .. خذي كل وقتك.. انت هنا وكأنك في بيت زوجك وبنفس الوقت ستجدين الفسحة حتى تعيدي حساباتك مع نفسك ... فربما في داخلك اشياء اخرى تضنيكِ وما حدث بالامس لم يكن الا القشة التي قصمت ظهر البعير.."
الانهاك النفسي ظهر جلياً على وجه مرام بينما الام تقاوم النظر لخصلات شعرها المقصوصة بعشوائية مؤلمة.. قالت بشرى اخيرا " الحب يا مرام لا يعني ان نتهاون في حق انفسنا.. ابحثي عن الخلل وواجهيه وانا متأكدة ان احمد في النهاية سيسعى لإرضائك.."
***
كانت نجاة تتحرك ذهابا وايابا في غرفة الجلوس وعيناها لا تكفان عن النظر نحو السلم بانتظار نزول والدة مرام.. ابعد كريم الصحيفة التي كان يقرؤها عن مستوى نظره ثم قال " اهدئي نجاة .. والدة مرام انسانة عاقلة وواعية .." لم ترد نجاة بشيء بينما قالت منى بمشاكسة " انت لا تعلم يا ابي سر قلقها .. انها تخشى ان تأخذ الخالة بشرى ابنتها معها وبذلك ستخرج مرام عن دائرة مراقبة عيني امي التي هي عيني خالي بالاساس!" هتفت نجاة بحنق " توقفي عن الثرثرة الفارغة يا فتاة واذهبي لمراجعة دروسك عسى ان تتعلمي شيئا مفيدا.."
ضحك كريم بينما ردت منى بغيظ " انا ليس لدي دروس! انا اعمل الان امي ام تراكِ نسيتِ؟! " قالت نجاة بعينين متفحصتين مقيّمتين " لم اقصد هذا النوع من الدروس.." احمرت منى بشدة وتحركت منفعلة لتغادر غرفة الجلوس وتتجه نحو المطبخ..
قال كريم وهو يعيد تركيزه لصحيفته " لا تقلقي نجاة.. اتركي الامور تجري بسلاسة والجميع سيكون بخير.."
همست نجاة وهي تسمع خطوات على الدرج " اتمنى ذلك من قلبي.."
***
بعد ايام ...
قال احمد بانفعال شديد " اريد زوجتي كريم.. انا تركتك تحجبها عني لاسبوع كامل وكلما اتيت تمنعني حتى من دخول البيت بحجة انها تستريح وتهدأ.. لكن فاض الكيل وانا اعرف باغمائها ليلة الامس دون ان يخبرني احدكم بذلك ولولا فلتة لسان منى لما علمت ..." نظر كريم نحوه بغموض بينما اضاف احمد وهو يضرب بكفه على حافة الباب الخارجي حيث يقف مع كريم واخته نجاة التي تتهرب من النظر نحوه " اريد رؤيتها الان.. حالا.. فما حصل كله سوء تفاهم ويجب ان اجلس معها لنتحاور ونتفاهم.."
قال كريم وهو يضع يديه في جيبي سرواله " زوجتك مرهقة وتحتاج للراحة وهي ما زالت لا تريد رؤيتك وحتى تحدد هي الوقت الذي يناسبها لتتكلم معك لا اريدك ان تأتي هنا مرة اخرى.." قال احمد بعدم تصديق " هل تطردني يا كريم؟! تطردني من بيتي كما تدّعي دوما؟! " اخذ احمد ينقّل نظراته بعتب شديد بين كريم الهادئ ونجاة المتوترة .. اجابه كريم " انه بيتك وبيت مرام ايضا واذا استدعت الظروف لتواجد احدكما دون الآخر فاعتقد انت تؤيدني بأن مرام هي الاحق بالبقاء.."
مسح احمد وجهه بكفّه وقال بارهاق " انا احبها كريم.. اعشقها ولا استطيع العيش بدونها.." رقّت ملامح كريم ليقول " اعلم هذا او على الاقل اصبحت اعلمه!"
عبس احمد وهو يقول " ماذا تقصد بكلمة (اصبحت)؟! " رد كريم وهو ينظر مباشرة في عيني احمد " هل تعلم انها المرة الاولى التي اسمعك فيها تردد كلمة حب لمرام؟ دوما كنت تقول احتاجها.. احتاجها!"
اتسعت عينا احمد بينما همست نجاة تعاتب زوجها " كريم!" قال كريم دون ان يحيد بنظراته بعيدا عن احمد " فليواجه الامر يا نجاة .. طوال تلك الفترة وانا اتحامل على نفسي واكتم كلمات تخنق ضميري وترهق بحملها كاهلي.. عليه ان يعرف ان مرام تحتاج لاثباتات قوية انه يحبها حقيقة.. ليس لانها بديل لشهد او تعويض عن سهام.."
قال احمد بصوت متأثر" بديل؟! اي بديل؟ هل تصدق حقا أني اردتها بديلا لشهد؟! " رد كريم دون مراوغة " الى حد ما هذا ما كان يخطر في بالي ويصيبني بالرعب!"
هزّ احمد رأسه بعدم تصديق وقال " اذن لا ألوم جنون مرام لمجرد اني ذهبت لاسلم على شهد في المحل .."
قال كريم وهو يتهمه بنظراته قبل كلماته " هل سلمت عليها فقط يا احمد؟! ألم يخنك حنين باهت اليها؟ ألم ترتعش لذكراها؟ انا لا احاول لومك لان هذا يحدث ولا يعني انك ما زلت تحب شهد ولكني احاول ايصال شعور مرام اليك.. انت تعرف كيف تعشقك فتخيل وهي تراك بهذه الحال!"
غامت ملامح احمد ليقول باحباط " يا الهي .. لا اعرف كيف حدث كل هذا .. لا اعرف حتى كيف شاءت الصدف ان نتواجد في ذلك اليوم نحن الثلاثة معا في نفس المكان.. ورغم ذلك حتى الان اجد ردة فعل مرام غريبة وغير مفهومة! لقد اصابتني بجنون يفوق جنونها وهي تقص خصلات شعرها امامي بينما انا اقف عاجزا كأبله!"
هنا قالت نجاة بغيظ شديد " ربما لو قرأت الرسالة التي وصلتها على هاتفها قبل خروجكما ستدرك ما الذي جعل مرام تفقد السيطرة هكذا! "
عقد احمد حاجبيه وهو يردد " رسالة؟! ايُّ رسالة ؟ " ردت نجاة بغضب متفاقم " رسالة ارسلتها زوجتك المصون وربما بتخطيط من امها ايضا.. "
اضطرب احمد والخيوط تتشابك في عقله ليقول " انا لا افهم! ارجوك اشرحي بوضوح " زمّت نجاة شفتيها ثم قالت " لولا اني لا اتجرأ لانتهاك خصوصية مرام لاحضرت لك هاتفها حتى تقرأ وترى بنفسك، لقد ذهلت لمدى الحقارة التي وصلت اليها زوجتك المريضة.."
قال احمد بحزم هذه المرة " اخبريني نجاة بالله عليك ولا تجعليني اتوه أكثر.." ردت نجاة والغضب ينضح من كلماتها " ببساطة ارسلت لها صورة لشهد تبدو فيها قريبة الشبه بمرام وكتبت لها بضع اسطر تقطر سما مفادها ان شهد هي غريمتهما الحقيقية وانك فضّلت مرام لانها تشبهها " جحظت عينا احمد بينما اكملت نجاة " ولم تكتفِ بهذا بل كتبت لها تسأل بسخرية ان كانت تسمعك تهمس باسم شهد ليلا وانت نائم كما كان يحدث معها " همس احمد بغضب مكتوم " يا الهي! هذا كذب وافتراء حقير.."
ثم توقف للحظات بينما نظراته تتشبعان بالمعرفة.. قال بتحشرج " تذكرت الان! انها هي من خطط لكل هذا! اجل.. هي من اصرت ان آخذ ايمن لاشتري له هدية من هذا المحل بالذات مدعية وجود لعبة يرغبها بشدة.. " تقبّضت يداه وهو يكمل من بين اسنانه " لقد كانت تعرف ما تفعل.. سحبتنا رويدا رويدا لنقع في الفخ.."
عندها فاض غضب نجاة فقالت بلهجة منتقمة " حسنا ما دام الامر وصل لهذه الدرجة فربما حان الوقت لاخبرك بأمر طال كتماني له .." نظر احمد نحوها وهو يقول عابسا بشدة " ايُّ امر ؟!"
تدخل كريم قائلا " نجاة! هذا ليس وقته .." لكن نجاة اصرّت قائلة " لا كريم.. انه الوقت الانسب .. لم يعد هناك تراجع .. احمد يجب ان يتصرف بطريقة مختلفة مع تلك المختلة .."
هدرت الانفاس في صدر احمد وهو يتوقع الاسوأ ليقول بحزم " ماذا تخفين عني يا نجاة؟!" رفعت نجاة ذقنها وقالت دون تراجع " سأخبرك.."
***




يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-22 الساعة 01:08 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-12, 09:39 AM   #4087

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

عندما دخل احمد هادرا للبيت فاجأته رؤية ايمن يجلس بمفرده تحت السلم.. سيطر على انفعاله قليلا وهو يقترب منه مبتسما.. لكن ما حدث بعدها كان مهولا!
صرخ احمد وهو يدخل غرفة الجلوس فاقدا السيطرة على نفسه " من فعل هذا بأيمن ؟! "
تطلعت كل من سهام وامها اليه وهو يحمل ايمن المنكمش على صدر ابيه ممسكا بيده اليمنى الصغيرة ... فقالت سهام تستفزه او ربما تحاول المناورة قليلا " ما بك ؟! هل العروس الجديدة تجعل مزاجك سيئا هكذا ؟!"
لم تكن تدرك ان الامور تفلت تماما منها .. ذهلت وهي ترى احمد يبتلع غضبه الجامح ليستدير مغادرا غرفة الجلوس ثم سمعت صوت الباب الخارجي يفتح ليعود بعد لحظات بمفرده فاقترب منها و دون سابق انذار او توقع نزلت صفعة مدوية على خدها الايسر " آآآآآآه.." وقبل ان تنطق بشيء هي او امها قال بغضب ناري " ساقطع لسانك ان همست بأي حرف يمس مرام .. " ثم نقّل نظراته بين الام وابنتها واضاف بشراسة " الان هل ستخبرني احداكما من احرق يد ولدي؟! واياكما والكذب فهناك من احرق يده عمدا.."
قالت الام باشمئزاز " انه طفل غبي لا يستوعب الامور سريعا.. فلا تكبر الموضوع وتعطيه اكبر من حجمه.. الامر لا يعدو ان كان مجرد محاولة لمعاقبته لانه كسر الصحن ودون قصد حصل حرق بسيط وعالجناه.." صرخ احمد في حماته باهتياج " انتما مجنونتان.. حقا مجنونتان!" ثم التفت نحو سهام ليقول بكره شديد " اقسم بالله العظيم هذه المرة لن اغفر ما فعلته.. لا لايمن ولا لمرام.."
قالت سهام بكره مماثل " هل اصبحت تحبها حقا ام يجب ان اقول وجدت حبك لشهد فيها.." رفع قبضته امام وجهها بتحفز وقال من بين اسنانه " حسابنا طويل يا سهام.. طويل جدا.. ولكني ساجيبك فقط لاحرق قلبك هذا ان كنت تملكين قلبا حقا.. مع ذلك احب ان ارى تعابير وجهك وانا اقولها.."
انزل قبضته وقال بعيون تلمع " أنا.. اعشق مرام.. اعشق تفاصيلها.. حنانها.. ابتسامتها .. قلبها الدافئ الذي يمنح دون انتظار لاي مقابل.. حتى لا تنتظر ان ابادلها الحب.. انها فقط تعطي وتعطي وتعطي.. روحها تتسلل الى روح كل من يقترب منها لتسكنه وتنشر الفرح فيه دون عناء.. " ارتجفت شفتا سهام ليضيف احمد باشمئزاز " كم انت مسكينة لانك لا تشعرين بقدرة على العطاء حتى لابنك! "
استدار ليتركها دون كلمة اخرى فنادته قائلة " اين ستأخذ ايمن ؟!" توقف ليستدير نحوها ويقول ببرود " منذ الان سيعيش مع اختي نجاة.. انت ام غير صالحة اطلاقا ولا تستحقين طفلا مثله.. طفل يزداد انطواء وذبولا يوما بعد يوم وهو قربك .. لذلك سأرحمه من حبه لك الذي يضنيه لانه لا يملك الا ان يحبك كما لا يملك الا ان يبحث عن العطاء منك.." صمت وهو يدرس ملامحها المرتبكة وكأنها لم تتوقع خطوته هذه ليضيف " فلينشأ يتيما خير من ان ينشأ كارها لذاته لان امه لا تستطيع محبته .."
قالت بحدة تهدده " اذا طلقتني سآخذ حضانته.." ابتسم ساخرا وهو يقول " لن أطلقك الان بل ساتركك هكذا تتآكلين من الداخل وحيدة بين اربعة جدران ذليلة ومكسورة امام الناس الذين تحسبين لصورتك امامهم الف حساب.." ثم التفت ليترك غرفة الجلوس وهو يضيف " عندما تقررين الحصول على لقب مطلقة اعلميني وانت تعرفين سيكون معها ورقة التنازل عن حضانة ايمن وانا في المقابل ساكون اصيلا معك وامنحك هذا البيت ملكا لك.. هذا البيت فقط لا غير.."
توقف ليقول هازئا " نسيت ان اخبرك.. فلتجدي سبباً آخر تعطينه للناس حول عدم معاشرتنا الزوجية! فأنا ايضا استطيع قول الكثير .. الكثير الكثير.. "
وهكذا خرج تاركا المرأتين تحدقان في اعقابه.. كانت الام اول من انفجر! لتصرخ بغضب " ايتها الغبية.. ايتها الغبية.. لقد اضعتِ كل شيء.. كله بسبب هفواتك ولسانك الذي يتكلم كثيرا ... وفوق هذا غباءك كامرأة لا تعرف كيف تجعل رجلا عبدا لشهوته نحوها.. هل كان يجب ان اخبرك ايضا بما يجب ان تفعلينه في غرفة النوم مع زوجك؟!"
النيران تتأجج! غليان غريب وحشي ينطلق كالحمم الخامدة من اعماق مظلمة سحيقة.. صرخات طال كتمانها اخذ يرتفع صداها.. صور طال حفظها بين ثنايا الذاكرة البريئة التي تشوهت مبكرا.. مبكرا جدا! هذه الصور اخذت تتلاحق امام ناظريها بسرعة رهيبة ... قالت سهام بنبرة غريبة " لا حاجة لتخبريني لاني سمعت ورأيت وبأم عينيّ ما تفعلينه انت مع.. زوجك! "
ارتبكت الام قليلا بعدم فهم وهي تقول " ماذا؟!" حدّقت سهام بحقد متأصل فيها وقالت بسخرية مريرة لاذعة " اجل يا مبجلة يا عظيمة يا داهية في الذكاء.. لقد سبق ورأيت كيف تقرفين وتشمئزين وانت تعاشرين ابي.. ابي الذي كان ينعتك بنعوت البغايا ويعاشرك كما كان يعاشر بنات الليل وربيبات بيوت الدعارة! كم كنتما مقرفين! حتى ذلك السرير الواسع الذي ضمكما هو نفسه كان يقرف مما تتشاركانه.."
اتسعت عينا الام ليجتاحها الغضب في ثوان وهي تهدر قائلة " ايتها الفاسقة.. الفاجرة.. هل كنت تتلصصين على خلوتنا ؟!"
ضحكت سهام ضحكة كريهة جدا لتقول بعدها باشمئزاز " بل الصدفة البحته التي جعلت طفلة تلعب مع اخيها لتختبئ في خزانة الملابس في غرفة والديها.."
ضحكت سهام بطريقة ابشع لتضيف وهي تتقدم نحو والدتها " اخبريني امي .. هل تعتقدين انك كنت حقا (امرأة) في سرير والدي؟! انا اشك في ذلك والدليل انه كان يخونك مرارا وتكرار! ولا استطيع الا ان افكر انك حتى لم تكوني نصف امرأة!" صرخت الام بها وهي تهم ان تصفعها " يكفي يكفي يا حقيرة .." فما كان من سهام الا ان دفعتها بقوة وهي تفقد السيطرة تماما وتصرخ بصوت يصم الآذان " انت يكفي .. يكفي ..."
نظرت الام نحو ابنتها بصدمة وذهول لتقول غير مصدقة " تدفعينني يا مجنونة ؟! بعد كل ما فعلته لك ؟!"
كانت سهام قد فقدت السيطرة فعلا فالانفجار حصل ولم يكن هناك من يوقفه! قالت بكره اعمى نضحت به كلماتها " انا امقتك واكرهك واشمئز منك كما اشمئز من نفسي لاني منك... من ظلمة رحمك! "
ثم اخذت تدفعها مرة تلو الاخرى وهي تصرخ بهستيرية " اخرجي من حياتي ... اتركيني.. لا اريدك ... انا لا اطيق النظر لوجهك واكاد اتقيأ من نبرة صوتك.." كانت الام تحاول التوازن حتى لا تقع ارضا بينما تقول بذهول متزايد " ماذا جرى لك يا سهام؟! هل فقدتِ عقلك تماما؟!"
لكن سهام ظلت تصرخ " غادري بيتي.. لا اريدك هنا.. غادريييييه.." ثم اخذت تتوعدها بنظرة شابها الجنون " اقسم ان لم تغادريه خلال ربع ساعة ساريك اني فقدتُ عقلي تماما .."
خوف حقيقي تمكن من الام وشعرت ان ابنتها على حافة جنون حقيقي لذلك اثرت التراجع وهي تقول ببرود مصطنع " ستندمين على فعلتك هذه وستستجدين عودتي لانقذك " فما كان رد سهام الا ان قالت بانهاك جسدي وعقلي " غادري! فقط غادري حياتي.."
***
قالت نجاة وهي تأخذ ايمن النائم من ذراعيّ والده " هل انت متاكد من قرارك؟" رد احمد وهو يتملل بوقفته بجانب سيارته " نعم.. انا واثق.. لكن هل ساثقل عليك لتتحملي مسؤولية ايمن مؤقتا؟" عبست نجاة لتقول كأم حانقة " ساضربك على راسك يا فتى.."
اطرق احمد برأسه وقال بصوت ابح " كيف هي؟" ردت نجاة بتنهيدة " تسرح اغلب الاوقات لكننا لا نتركها لحظة بمفردها.. البارحة منى جعلتها تضحك من قلبها وهي تصف لها مديرها في الشركة وكان هذا تقدما ملحوظاً بعد اسبوع من الصمت الحزين.." ابتلع احمد ريقه وقال بنعومة " اخيرا ضحكت؟! كم اشتقت لصوتها وصوت ضحكاتها.."
قالت نجاة " الحمد لله على كل حال.. في الليالي الثلاث الاولى كانت تستيقظ تبكي كطفلة.. فحولنا سريرها الى غرفة منى لتكون بجانبها .."
تلعثم احمد وهو يقول بنبرة متوسلة " اسمحي لي برؤيتها.. انها تحتاجني نجاة كما احتاجها انا.." لم تسمح له نجاة بعبور حدود الباب الخارجي وقالت ببعض الارتباك " رويدا رويدا يا احمد.. الان هي تحتاج لتجد نفسها فما حصل شوّش مشاعرها وجرحها بعمق.. كما انها.. مرهقة واخاف ان.. رأتك ان يغمى عليها.. مرة اخرى.. فهي.. ضعيفة.."
لا يعرف احمد لما شعر بشيء ما تتخلل نبرات صوت اخته.. كان على وشك سؤالها عمّا تخبئه عندما سارعت نجاة لتقول " امها علمت.. جاءت ورأتها وتكلمتا سويا على انفراد "
قال احمد بتنهيدة طويلة " اجل اعلم.. لقد اتصلت بي لتفهم ما حصل، وكان لنا كلام طويل ايضاً.."
قالت نجاة بتوجس " هل شرحت لها كل شيء؟" رد احمد " اجل وهي تفهمت ونصحتني بالصبر قليلا حتى تستعيد توازنها.." تنهّد مرة اخرى وهو يقول بتحشرج " انا اشتاق اليها.. اموت يوميا وهي بعيدة عني.. اشتقت اليها نجاة.. اشتقت.."
ردت نجاة تواسيه " اصبر يا صغيري .. هي ايضا تحبك ومؤكد تشتاق اليك .." فجأة التمعت عينا احمد برجاء وقال بحماسة " اسمحي لي بالبقاء هنا الليلة.. لن اقترب منها ولن اريها وجهي.. فقط اريد ان اكون بنفس المكان.. حتى لو نمت في الحديقة فلا امانع.."
أنّبته نجاة قائلة " لا تكن لحوحا.. اذهب الان فأبنك سيقصم ظهري واريد وضعه في السرير.." اوشكت ان تستدير عندما همس " هلا تقبلينها نيابة عني؟ " ردت وهي تهزّ راسها " حسنا حسنا ... كم انت قليل الصبر!"
***
بعد اسبوعين آخرين..
مع شمس النهار والهواء العليل القادم من الشباك المفتوح استيقظت مرام منتعشة دون سبب واضح.. ربما لانها اصبحت تنام كثيرا وعميقا وربما لانها اصبحت تحلم احلاما مبهمة كلها سعادة رغم ان عقلها يأبى الرضوخ لتتذكر تفاصيل تلك الاحلام او حتى بطلها..
نحت جانبا اي تفكير في طرق يألفها قلبها ويرفضها عقلها.. العم كريم جعلها تدرك انها بحاجة للتصالح مع عقلها اولا ليوضح الطريق الصحيح للقلب.. بعد ايام وليالٍ طويلة غارقة بصور عذبتها استيقظت يوما لتستقبل صباحا جديدا تحول فيه الانكسار وبشكل عجائبي لفسحة رائقة للتصالح مع نفسها ككل، ودعم الجميع لها اشعرها بالتماسك.. خصوصا امها فبعد حديثهما الطويل شعرت ببعض الراحة لانها افصحت لها عن كل دواخلها.. انها تعترف ان احساسها بالخجل كبّلها خلال الشهور السابقة فلم تفصح لامها بشيء حتى لا تلمها على اختيارها.. امها الحنونة كانت كبلسم على جرح حار غائر.. حنانها.. ثقتها بها انها ستجد الحلول كان دفعة قوية لا يماثلها شيء آخر.. لقد فاجأتها لعدم ممانعتها ببقائها في بيت العم كريم لانه بيت زوجها ايضا.. وقالت بوقتها (الزوجة لا يجب ان تترك بيت زوجها الا لاسباب قوية جدا)
عادت لتنحى جانبا اي تفكير مزعج.. تمطّت وهي تنظر للسرير المجاور الذي يخص منى وكالعادة كان فارغا من صاحبته.. اصبحت منى مختلفة.. أكثر نشاطا وحيوية وأكثر رقة! ترى متى ستعود تلك الغبية لمصطفى بدلا من مراقبته في ذهابه وايابه في الحي..
صوت مزعج حاد اتاها من جانب الشباك شتت مزاجها المتعافي الرائق.. عبست وهي تفكر ان هذا يبدو وكأنه صوت آلة جز الحشائش.. همست لنفسها وهي تغادر سريرها " لا بد انها الخالة نجاة تعمل في حديقتها.."
وبابتسامة ناعسة خرجت عبر الشرفة المطلّة على الحديقة بعد ان ارتدت عباءة خفيفة تلائم هذا الطقس الخريفي ...
الابتسامة تجمدت على فمها وهي تواجه ... رؤيته! بعد ثلاثة اسابيع من فراق طويل معذب تختبئ فيه حتى من صوته إذا حضر ها هي تراه بشحمه ولحمه يتحرك بهمّة وهو يدفع آلة جز الحشائش كما خمنتها قبل لحظات..
لم يكن يرتدي الا سروالا من الجينز بينما ترك نصفه الاعلى عاريا لتلتمع على بشرته اشعة الشمس.. اوشكت ان تعبس حنقا عندما لمحت نسخة مصغرة عنه تدور حوله.. ايمن وهو لا يرتدي أكثر مما يرتدي والده! مجرد سروال قصير من الجينز ايضا..
لا تعرف لماذا تصاعد شعورها بالغضب هكذا؟! هل لانه نجح في جذبها للنظر اليه والتحديق فيه بينما تأبى الانصياع لحنينها اليه؟
قلبها الخائن ايضا اخذ يغرد كطير وجد وليفه ويأبى مفارقته.. عيناها تأبيان الرضوخ لرغبتها بالابتعاد وهما تتمليان من هيئته الرجولية التي احتوت جسدها عشرات المرات.. احمرت وهي تتذكر اخر مرة.. لقد كان عاطفيا بطريقة غريبة افقدتها احساسها بأي ألم.. ولو لفترة مؤقتة.. يدها لا شعوريا ارتفعت لتلامس شعرها الذي يكاد يلامس كتفيها بعد ان شذّبته لها الخالة نجاة لتعالج ما خربّته هي فيه..
عاد الألم.. لم يعد قويا محطمِا لكنه ما زال موجوداً كسوسة صغيرة تصر على النخر في صفاء بالها..
لم تتنبه لتوقف صوت الآلة حتى سمعته يقول بصوت مبحوح " صباح الخير يا غرامي.."
***

انتهى الفصل السابع عشر



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-22 الساعة 01:08 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-12, 09:41 AM   #4088

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

هذا الفصل ما قبل الأخير



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-22 الساعة 01:09 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-12, 09:43 AM   #4089

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


قراءة ممتعة وانتظر تعليقات كثيرة منكم ...
في امان الله



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-22 الساعة 01:10 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-12, 09:45 AM   #4090

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 20 والزوار 1) ‏كاردينيا73, ‏سلمي و نقطة, ‏happy time, ‏7oureya, ‏انت عشقي, ‏الاوهام, ‏To7af, ‏لانا حمادي, ‏ندى سلام+, ‏رولا احمد, ‏جناح الحب, ‏hidaya 2+, ‏fleur de nuit, ‏altafoo, ‏سمواحساس, ‏طال عمري, ‏nice meal, ‏اواه, ‏beauty flower

قراءة ممتعة اعزائي


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.