05-06-12, 09:57 AM | #201 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| خلص حنزل الفصل الاول الان ... كنت اتمنى انزاله كصفحات لكن يبدو ان بعض القراء يجدون صعوبة مع الصفحات | ||||||||
05-06-12, 09:58 AM | #202 | ||||||
نجم روايتي
| اقتباس:
لا لا لااااااااااااااااااا يا كاردينيا أرجوكي حرام عليكي ..... مش معقول تعملي هيك يا ملكة الرقة والإحساس.... والله بيصير فيني شي و بيرجع الدكتور و ما بلاقي مهاتي .... اي مسدودو مسدود يا لطيف ....؟؟؟؟؟؟ آل يعني الطرق في كل مكان مفتوح مفتوح مفتوح ....!!!! فخلينا نجرب شوي شو يعني مسدود .... أستغفر الله العظيم .....ما هي في كل مكان مسدود و بالشمع الأحمر يا مضروب يا متنيل على عينه يا متزفت تزفيت ......منيح هيك .... طار المود .... آاااااااااااه عرفت ....أنت بدّك تخليها على مرام مسدود لأنها وراءها الحيطة و أمامها أحمد ....أى يا قلبي ...ساعتها ابوك يا المسدوووووود ما أعذبك .... ولا منااااااااااااااص من القناص و قبلة شغوفة و مرام مسدود طريق هربها و لا تعرف تنزل من تحت ذراعيه متل سمية مع حامد ..... لا تهربي حبيبتي .... و خلي الهرب مسدود في وجهك .... و عيــــــــــــــــــــــش ي اللحظة الشغوفة الحميمة ...... هيك تمام .... و كتري من مسدوووووووووووووووود ..... بالحيطان و الشجر و الخزائن و الأرائك .... أي حاجة بتسد و خلاص .... مش تقولي هيك قصدك الله يسامحك خليتيني أحكي مع حالي ..... مهاتي | ||||||
05-06-12, 10:00 AM | #203 | |||||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| |||||||||
05-06-12, 10:02 AM | #204 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل الاول قارئة الفنجان بعد خمس سنوات ... اغلقت مرام باب سيارتها على عجل بعد ان علقت حقيبتها على كتفها وحملت محاضراتها وكتبها التي استعارتها قبل اسبوع من مكتبة القسم.. اضطرت لركن سيارتها بعيدا عن بوابة الجامعة لعدم وجود مكان شاغر قريب مما سيضطرها لاضاعة المزيد من الوقت وهي تهرول عبر الشارع لتلحق بمحاضرتها الاولى.. تأففت بأحباط وهي تحاول عبور الشارع ولا يسمح لها أحد! قالت بضيق " ما بهم اليوم؟! الاستاذ فاروق سيمنعني من الدخول حتما.. لقد تأخرت عشر دقائق كاملة.." وكما توقعت حصل.. بعد ربع ساعة كانت تطلق نفسا محبطا وهي تجلس على احدى المصاطب في ساحة الجامعة ورمت احمالها الثقيلة جوارها، نظرت حولها فلم تجد الا بضع طلاب هنا وهناك قالت بامتعاض " سيكون عليّ استنساخ المحاضرات من منى.. كم هو شيء سخيف ان امنع من دخول قاعة المحاضرات وكأني طالبة ثانوية! الا يراعي هذا الاستاذ المتعجرف أني سأحمل لقب دكتورة صيدلانية بعد شهر واحد فقط؟! " انحنت للامام قليلا وهي ترتكز بكلتيّ يديها على حافة المصطبة فتهدل شعرها الاسود حولها ليحجب وجهها كستارة ليل مظلم بينما اخذت تدندن بأغنية تحبها.. تبحث بين كلماتها عن سكون نفس تفتقده اليوم.. وبشدة... *** تلفت احمد يمينا وشمالا عسى ان يلحق بابنة اخته قبل دخولها المحاضرة ولكنه للاسف لا يلمحها في اي مكان على مرمى بصره.. وفي احدى لَفَتاته التقطت عيناه كومة من شعر اسود... تسمرت نظراته واضطرب انتظام دقات قلبه رغما عنه.. لمسة من حنان حزين قديم مرت على صفحة وجهه ورجفة خفيفة مرت بكل جسده.. عاد للوراء عشر سنوات فاتت من عمره ليتذكر ما بخلت عليه الدنيا لاعطائه فرصة نسيانها.. لم يكن فقد عقله كي يتصور هذه الفتاة الجالسة هي (شهد) لكنه كان مرهقاً في مشاعره أكثر من ان يستطيع المقاومة.. شعر ان ارادته سُلبت منه وهو يتقدم نحوها دون اعتبار لغرابة فعلته.. يدرك انه الهوس القديم فقط ما يجعله يقترب هكذا من فتاة لا تعرفه.. ولا يعرفها! كل كا يعرفه اللحظة أن شعرها الاسود كان يتسلل لمركز الذاكرة من عقله يبحث عن صور قديمة مطبوعة هناك لشعر اسود حالك واصابعه تتلاعب فيه بانبهار ... (قالت يا ولدي.. لا تَحزَن.. قالت يا ولدي.. لا تَحزَن.. فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب يا ولدي.. الحب عليك هو المكتوب يا ولدي) صوت دندنات الفتاة بتلك الأغنية اربكته لترتبك خطواته معه... رمش بعينيه وهو يفكر بشكل ضبابي غير منطقي " شهد!" عاد ليحدق في الفتاة امامه وهي تختفي خلف ستار شعرها الاسود وتهاجم دون ان تدري اعماقه السحيقة تنبش فيها دون رحمة ... همس في سره تائها وعيناه لا تحيدان عن الفتاة الجالسة على المصطبة " هل كان يجب ان تجتمع هذه الكلمات تحديداً مع شعرها الاسود؟!" اخيرا زجر نفسه قائلا " لا تكن سخيفا يا احمد.. تمالك نفسك! ما هذا الغباء! " ثم نفض رأسه واغلق الابواب التي فتحت في اعماقه مقاوما بقوة دوامة من القلق حاصرته.. رويدا رويدا استعاد حس المنطق لديه وعاد الى ارض الواقع الكئيب المتعايش معه ليتوارى تدريجيا سحر الكلمات التي كانت تدندن بها هذه الشابة مع سحر الذكرى لسواد شعرها.. وبنظرة الواقع أمعن النظر في الفتاة أكثر وهو يضيف في سره بتسلية باردة " أجل ركز في الحاضر وحسب! والحاضر يقول انها مجرد فتاة جامعية مجهولة ترتدي قميصا ابيضا وتنورة سوداء... قصيرة..." تغيرت نظراته وهو يحدق في ساقيها الناعمتين باعجاب رجولي تلقائي.. لم يشعر بتأنيب الضمير لاستراقه النظر اليها هكذا بل ابتسم بصبيانية وهو يفكر.. هل ذنبه ان ساقيها البيضاوتين جذّابتين هكذا لتلوّحا له بقصر تنورتها ولونها المناقض باستفزاز للون بشرتها؟! أوشك ان يضحك عاليا بعد هذه المحاورة السخيفة مع النفس.. وبدلا من ذلك تنحنح قليلا لينبهها الى وجوده قبل ان يقول بنبرة طبيعية هادئة " عفوا آنسة.. هل انت في قسم الصيدلة؟" كانت انتفاضتها قوية وهي ترفع رأسها اليه.. لتتطلع في وجهه بعينين متسعتين مصدومتين! رفع حاجبيه عاليا عجبا من تلك النظرة التي توسدت عينيها البنيتن.. بينما احساسه بالتسلية يرتفع أكثر وهو يتطلع لحمرة خديها... ما بال هذه الفتاة؟! كانت مرام غارقة في بحور قارئة الفنجان.. فهي عاشقة لكل كلمة يغنيها عبد الحليم... لذلك لم تشعر بوقوف أحدهم امامها حتى تنحنح... عضت شفتيها احراجا وهي تلمح عبر خصل شعرها حذاءه الرياضي وسرواله الجينز.. قالت في سرها " مؤكد هذا الشاب سمعني أغني! الا اتوقف عن زج نفسي في هذه المواقف المخجلة؟!" أبت ان ترفع رأسها وهي تتمنى من قلبها لو يتركها ويذهب بعيدا.. حتى جاءها صوته الرجولي.. صوت أيقظ ذاكرتها البعيدة الهامدة قسراً.. الغائبة الحاضرة دوماً! رفعت رأسها اليه لتصطدم بتلك العينين.. يا الهي.. انه هو! في غمضة عين وبكل بساطة عادت لتلك اللحظة قبل خمس سنوات.. تلك اللحظة الغريبة من حياتها عندما بدأ قدرها يرسم لها طريقاً.. لحظة ارتطمت به.. قد تكون في الواقع لحظة مخزية! فقد ظلت تنظر اليه كالبلهاء عاجزة عن اخراج كلمة اعتذار واحدة! بينما هو نظر اليها وكأنه لا يراها فقط اعتذر بشرود وتجاوزها ليكمل طريقه.. اما هي فلم تستطع تجاوزه ولا اكمال طريقها ابدا! تذكر كيف بعد فترة جمود أبله التفتت نحو مرآة معلقة على الحائط ونظرت لنفسها بتقييم سلبي! شعرها معقود بطريقة خرقاء وقميص اصفر فضفاض يعلو سروال جينز مهترئ! بدت كمتشردة حقا.. في تلك الفترة من اواخر مراهقتها كانت قد اعتادت على ارتداء هذه الملابس السخيفة ما دامت تشعر بالراحة فيها.. ولكن بعد هذا الحادث مع (خال منى) تغيرت اولوياتها في اختيار الملابس مئة وثمانين درجة.. عادت مرام للواقع عندما اخترق ذهنها صوته مرة اخرى وهو يقول بريبة " هل انت بخير يا انسة؟! " حاولت استعادة توزانها لترد عليه ببعض التعثر " نعم ... اسفة ... كنت شاردة قليلا.." ابتسم ... ويا ليته لم يبتسم! ما هذه الورطة؟! الا يدرك تأثيره على جنس الاناث؟! الا يستطيع ان يشعر بما يحدث معها هي؟ الا يكفي انها التقته هكذا دون اعلان مسبق؟! منى لم تخبرها انه سيأتي للجامعة اليوم.. تلك البلهاء! حتى انها لم تخبرها بعودته من سفره الطويل الا البارحة وبشكل عرضي اثناء محادثتهما الهاتفية وهذا هو سبب سهادها ليلة الامس وسبب تأخرها بالنوم هذا الصباح وسبب جلوسها هنا تغني كغبية قارئة الفنجان! عاد ليقول وقد بدى عليه الملل من بلادتها " عفوا انسة لا اريد ازعاجك.. سألتك فقط هل انت في قسم الصيدلة؟ " هزّت رأسها بعجز وهي تقول بضعف " نعم.." فقال على عجل " حسنا ابنة اختي في المرحلة الاخيرة هل يمكنك اعطاؤها كتابها لو سمحتِ؟ لقد نسيته معي في السيارة عندما اوصلتها صباحا.. اسمها.." قاطعته وهي تقول باحباط " منى ... " عقد حاجبيه قليلا وهو يقول " كيف عرفتِ؟ " ردت وهي تعتصر اناملها على حافة المصطبة " لانها صديقتي.. المقربة.." فقال بحيرة تشوبها بعض السخرية " ولكن كيف عرفتِ أني اعنيها هي بالذات؟ هل نحن متشابهان مثلا؟! " ردت وهي تبتلع ريقها " لا ... لستما متشابهين ... كل ما في الامر أني.. اعرفك.. " امال رأسه جانبا وهو يتساءل بابتسامة مستمتعة " هل كانت تريك صوري التي ارسلها لها؟" ردت باضطراب لم تستطع اخفاءه " كنت اراها احيانا ولكني اعرفك قبل هذا... اقصد.. اعرف شكلك.. سبق والتقينا.." ازداد فضوله وهو يتساءل بحاجبين معقودين " انا وانت التقينا سابقا؟! متى؟! واين؟" ردت بصوت جاهدت للسيطرة على رجفته " قبل خمس سنوات في بيت العم كريم.. التقينا صدفة.. كنت اركض على الدرج و.. ارتطمنا ببعض.." ضيق عينيه قليلا وكأنه يحاول استعادة ذاكرته ولكنه ولشدة بؤسها لم يتذكر واعتذر قائلا " اسف لاني لا اتذكرك.. لابد أنك كنت صغيرة جدا.. عموما تشرفت برؤيتك ... مرة ثانية.. تفضلي.." ومد اليها يده بالكتاب الذي كان يحمله وقال بابتسامة مرهقة لحواسها " شكرا لك مقدما ... وداعا.." اخذت مرام الكتاب من يده وهي تدعو الله ان لا ترتجف يدها ... رددت في سرها وهو يبتعد بنظراته عنها " حمقاء! وحتى لو ارتجفت يدك انه لا ينظر اليك اصلا.. " وهكذا استدار على عجل وهو يلوح لها مودعا وربما شاكرا! لا تعرف ايهما بالضبط ... كل ما تعرفه انها سمحت لارتجافها اخيرا بالتحرر بينما عيناها ظلتا تراقبان هيئته الغاربة عنها لتطلق بعدها سراح بضع دمعات احتبستها ... دموع لا تفهمها ربما لانها لم تكن قد تهيأت نفسيا لمواجهته هكذا.. انه لم يتغير! لا.. بل تغير قليلا ... أصبح تأثيره كرجل أخطر.. تلمست أطراف الكتاب بشغف لم تستطع منعه.. قبل خمس سنوات رأته ولم تستطع تجاوز مشاعر المراهقات نحوه حتى الان.. وما حدث بعد لقائها الاول به صدمها أكثر وزادها تعلقا به بدلا ان يوقفها.. فبعد اسبوعين قضتهما في احلام يومية يزورها بها صاحب أجمل عينين راتهما اخبرتها منى ان خالها احمد سيتزوج! قالت ان والدتها قد حثته على خطبة احدى الفتيات الجميلات ليبدأ حياة جديدة معها بعيدا عن حبه الضائع.. وبعد طول الحاح وافق وهكذا تمت الخطبة والزواج خلال شهر واحد اعقبها سفر مفاجئ اقدم عليه وهو يأخذ عروسه ليبحث عن فرصة عمل افضل في بلد آخر.. وربما فرصة حياة جديدة بعيدا عن تأثير حبيبته... رحل احمد مع عروسه والتي لم ترها مرام الا عبر الصور... بدت جميلة حقا... خمرية بشعر كستنائي.. لكنها لم تعجبها.. ربما لشعور وحشي بالغيرة! شعور ليس من حقها، هي تعرف ذلك بل حتى تعتبره شعورا ساذجاً منها ولكنها لم تستطع كبحه في داخلها.. ربما استطاعت مداراته امام الاخرين ومن ضمنهم صديقتها المقربة منى.. لكن في داخلها شعور الغيرة هذا أنهكها لاشهر طويلة خصوصا عندما علمت بعد عام من زواجه ان زوجته حامل.. كان تعلقاً عجيباً منها وغير مفهوم، حتى جاء خبر ولادة ابنه لتكون صفعة إفاقة من مشاعرها المتوهجة نحوه.. وعندها اوجدت مرام حاجزا منيعا عزلت فيه هذا الاحساس بالانجذاب والشغف غير المنطقي بعيدا عن واقعها اليومي.. لتعيش بنوع من التوازن الذي ارضاها.. ولكن... ظلت لمحة واحدة عنه في حديث على لسان منى او صورة جديدة يرسلها الى عائلته وتجد طريقها اليها تجعلها تضطرب فتجاهد لاستعادة توازنها مرة اخرى.. كثيرا ما سألت نفسها هل يعقل ان مشاعر المراهقة التي تأثرت بوسامته تمتد لسنوات؟! هل يمكن ان تكون بهذه التفاهة؟! ام ربما في الواقع جانبها الرومانسي الطاغي على شخصيتها قد علق في فخ تأثر أكبر وأعمق.. إنها كلماته المتوجعة عشقاً بمحبوبته التي شاء القدر ان تسترق اذنا مرام السمع اليها.. صدفة.. في عصر أحد الايام قبل خمس سنوات... *** يتبع ..... التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-22 الساعة 11:26 AM | ||||||||
05-06-12, 10:03 AM | #205 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| تكملة .... " هل ترغب بفنجان قهوة.." ابتسم احمد وهو يسبل اهدابه فاضافت نجاة بمشاكسة " ساقرأ لك الفنجان بعدها.." ضحك بخفة وهو يقول بغموض " فنجاني قُرِئ منذ الصباح!" عقدت نجاة حاجبيها قليلا وقالت " هل حقا قرأ لك أحدهم الفنجان ؟!" لوح بيده وقال " لا تهتمي بكلامي.. مجرد تخاريف.." تاهت نظراته في ظلمة ماضيه واحزان عشق عادت اليه ذكرياته دفعة واحدة صباح اليوم.. نظرت اليه نجاة بحنو وقد فسرت نظراته الهائمة على غير حقيقتها فقالت " هل اشتقت لأيمن؟ " اسم ايمن جعله يسترجع حاضره ليخرج من فلك الماضي الذي يجتذبه بين الحين والآخر ... رغم ان الدوامة كانت اقوى هذه المرة لكن ذكر ايمن أكثر من كاف ليلغي كل شيء حدث في ماضيه ويعيش فقط لحاضر ومستقبل يشمله ويشمل ولده الوحيد.. قال بنظرات تطفح حبا لاحدود له " اموت شوقا اليه.. لم يمضِ الا يومان على فراقي له ولكني اشعر بالغربة الباردة من دونه.. شيء غريب ان نشعر بالانتماء لطفل صغير لا يتعدى الثلاث سنوات.. " ردت نجاة برقة " نحن نشعر بالانتماء لما يمنحنا القدرة لنحب ونعطي.." ترددت نجاة قبل ان تضيف بمزاح " ماذا عن سهام ... الا تشعر بالحنين اليها ؟!" غموض كسا ملامح احمد ليقول بهدوء " سهام زوجتي... مؤكد اشتاق اليها لكن ايمن مختلف.. ربما لاني لم ارزق بطفل آخر وانت تعرفين مدى عشقي للاطفال.." قالت نجاة بحرج " لا اريد التدخل بشؤونكما لكن هل هناك سبب يمنع إنجاب المزيد؟" عضلة اهتزت في خد احمد وهو يطبق فكيه بشدة.. شعرت نجاة بالندم لفتحها موضوع خاص كهذا معه.. في السابق وقبل زواجه كان يحدثها بكل شيء دون اي حواجز ولكن منذ قراره بأن يمضي في حياته قدما وينسى شهد ليبدأ مع امرأة اخرى واحمد تغير.. أصبح أكثر غموضا.. أكثر هدوءا ... اقل حيوية.. اقل اندفاعا نحو الحياة ... صحيح لم تره خلال سنوات غيابه وقد رفض العودة حتى في زيارة للوطن لكنها كانت تشعر به في كل مكالمة في كل صورة في كل فيلم يصوره ليرسله لهم... فيلم دوما خلا من سهام! فقط الاب والابن... طال الصمت بينهما فتحركت نجاة نحو جهاز اعداد القهوة وهي تتجاهل الاجابة الضائعة لسؤالها ... تفاجأت وهي تضغط على الزر عندما قال لها بصوت لا روح فيه " هل تعرفين.. لعام كامل بعد زواجنا كنت اتوسل سهام حتى ننجب طفلا؟!" دهشة علت وجه نجاة وهي تستدير نحو اخيها الصغير لتزداد دهشتها وهي ترى تعابير لم ترها سابقا على وجهه.. كان يبدو شاحبا باردا.. غريبا تماما عن ذلك الـ(احمد) الدافئ الذي ربته... تساءلت ببعض التوجس " لماذا كانت ترفض؟ اغلب النساء يفضلن الانجاب ما ان يتزوجن بل ان الكثيرات يصيبهن القلق إذا تأخر الحمل بضعة أشهر بعد الزواج.." ضحك أحمد ضحكة كرهتها نجاة ثم سمعته يقول بسخرية " ليست سهام منهن.. لقد اخبرتها والدتها ان عليها التمتع بحريتها مع زوجها لعام او عامين على الاقل.." عبست نجاة ولكنها لم تعلق بشيء فاضاف احمد بصوت أكثر برودة " بعد ولادة ايمن رفضت قطعيا ان ننجب غيره في وقت قريب.. وقبل قرابة العام قررت انها لن تنجب طفلا آخر على الاطلاق.." لم تستطع نجاة الصمت أكثر فقالت بحنق بالغ " يا إلهي.. لماذا؟! ما الذي يمنع؟ انتما شابان وبصحتكما.. الحالة المادية جيدة جدا والحمد لله فسنوات عملك بالغربة حسّنت الوضع المادي أكثر وها انتم ستعودون جميعاً للعيش بيننا وبهذا نستطيع انا وامها مساعدتها مع الاطفال.." صمت مطبق هو ما انتظر كلماتها الحانقة.. عينا احمد كانتا جامدتين تماما.. ذلك الجمود الميت اخترق قلبها في الصميم فارتعشت! قالت اخيرا " احمد ما الذي يجري بينك وبين زوجتك ؟!" اسبل احمد اهدابه وقال بلا مبالاة " لا شيء.. فقط مشاكل عادية مما يحدث بين اي زوجين.." ثم رفع وجهه اليها وهي يتصنع ابتسامة مرحة كأنه ندم على ما أفلت منها ليقول " اين قهوتك التي وعدتني بها .. " جارته في محاولته لانهاء الكلام بالموضوع فابتسمت وهي تستدير الى جهاز القهوة قائلة بمشاكسة " لن اعطيك اياها الا عندما تقول لي من قرأ لك الفنجان صباحا.." فرد احمد ضاحكا " لن تصدقي.. نزار قباني.." التفتت نجاة بشكل جانبي وهي تعقد حاجبيها وتتساءل بابتسامة " نزار قباني؟!" فاضاف غامزا " او ربما عليّ ان اقول عبد الحليم حافظ.." هزّت رأسها بقنوط وقالت " اخبرني يا ولد والا الفضول سيقتلني.." ضحك عاليا ثم قال " حسنا.. هل تعرفين قصيدة نزار قباني (قارئة الفنجان)؟" فردت بعدم تصديق " هل تمزح؟! انا احفظها عن ظهر غيب ... " ثم اضافت باستدارك " آآآآآآ.. لابد أنك سمعتها اليوم وعبد الحليم يغنيها.." قال بابتسامة صغيرة " نوعا ما... سمعت جزءا واحدا فقط (قالت يا ولدي لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب) .. حقيقة انا لا احفظ كل كلماتها بل لا احفظ اي اغانٍ عادة ولكن اعترف ان قارئة الفنجان مميزة جدا.. " التمعت عينا نجاة وقالت بحالمية " انها تذكرني بايام خطبتي.. كان كريم يعشقها " قال احمد وهو يعض شفته السفلى بمكر " هل كان يسمعها لك في مكالماتكما الليلية قبل النوم؟" ضربته على كتفه وقالت تغطي على خجلها " تأدب يا ولد كريم هو من ربّاك .." ضحك عاليا وقال من بين قهقهاته " لا اصدق انك تحمرين خجلا لذكريات زواجك الاولى بعد كل هذه السنوات.." همست بسعادة " لم يكن يُسمعني عبد الحليم يغنيها.. بل كان يقرؤها لي بنفسه.. بصوته.. ويا جمال صوت كريم وهو يلقي أشعار الحب والغزل.." غامت عينا احمد وهو ينظر لاخته الكبرى والتي اوشكت على الخمسين وما زالت تعشق زوجها كمراهقة.. التمعت عيناها وهي تقول هائمة " كان يقول لي دوما انه أدرك معنى (النصف الآخر) ما أن وجدني.. " ضحكت بخفة وهي تضيف بمرح رومانسي " اعتاد ان يردد ابيات معينة من قارئة الفنجان عند نهاية كل مكالمة بيننا محاولا استدرار عاطفتي وهو يخبرني انه يشعر بالوحدة ما ان اغيب عنه.." رفع احمد حاجبيه بدهشة يشوبها الحنان عندما سافر صوت اخته نجاة بعيدا الى تلك الفتاة التي كانتها يوماً وهي لم تبلغ العشرين لتعيش بين كلمات شعر يلقيها عليها حبيبها وزوجها.. احمد نفسه سافر مع صوت اخته الشجي الى حيث حبيبة بعيدة عن العين لكنها ظلت قريبة دوما من ذاكرة القلب.. وتَظلَّ وحيداً كالأصداف وتظلَّ حزيناً كالصفصاف مقدوركَ أن تمضي أبداً.. في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...وترجعُ كالملكِ المخلوع.. شعر احمد انه... يلهث! خصلات شعر اسود تتطاير لتنادي مطالبة بصور حية دوماً في ذاكرته.. خصل تتلاعب في تلك الذاكرة التي تحرم النسيان فتصل بعبثها الى قلبه لترسل الدماء حارة في شرايينه.. تسيطر على حواسه وتخادع بصره برؤيتها ... تراخت اجفانه ليغمض عينيه وتحركت انامله بهوس مألوف عبر الهواء وذاكرته تعذبه وتخدعه بقسوة لتشعره بملمس شعرها الفاتن.. نادته نجاة بمرح " احمد! إنك تحرك اناملك وكأنك تلامس اوتار قيثارة! هل كنت تعزف لعبد الحليم؟" فتح احمد عينيه لتطل منهما آلام الهجران والشوق الذي لاينطفئ! اطلق انفاسا وهمس بشرود مرددا البيت الاخير من شعر نزار قباني " وتحب ملايين المرات... وترجع كالملك المخلوع!" صدمة ظهرت في عيني نجاة وتجمدت الابتسامة المرحة على شفتيها.. لقد اخترقها ألمه.. لاول مرة تستشعر هذه الابيات باحساس مختلف عمّا اعتادت عليه... كان كريم يتعمد اسماعها اياها وهو يبثها اشواقه المستعرة اليها كأي خطيبين متحابين مقبلين على الزواج.. لكن احمد... انه.. همستها في سرها بحزن " إنه.. لم يستطع ان ينساها بعد كل هذه السنوات! ما زال يتألم بل يستعذب ألمه لفراقها! تلك الغبية سهام لم تستطع كسب قلبه المرهف بالمشاعر المتعطش للحب والعشق... " ارتبكت وتلكأت ضحكتها التي اطقلتها بمرح زائف لتخفي تأثرها بملامح الالم على وجهه الوسيم ثم قالت وهي تمد يدها لتداعب شعره الداكن الكثيف " دوما كنت عاطفيا.." امال رأسه جانبا باسترخاء وهو يغمض عينيه مرة اخرى.. كأنه يهرب او يحاول ان يجد مخدرا للالم.. فجأة قال وهو يفتح عينيه ويرفع وجهه اليها بفضول " نجاة.. ما اسم صديقة منى.. تلك الفتاة ذات الشعر الاسود؟!" *** بعد اسبوعين تمطّت منى بتعب ثم نظرت نحو مرام تستجدي تعاطفها قائلة " الا نستطيع التوقف قليلا كي نرتاح ؟!" وقفت مرام على قدميها لتلتف حول طاولة المطبخ البيضاوية حيث تناثرت المحاضرات عليها اخذت تقلب الاوراق امامها وهي ترد على منى " بالتأكيد لا.. لا تكوني متذمرة ونزقة.. دعينا ننهي الامر لاعود الى بيتي مبكرا.. وايّاك ان تقولي أنك بحاجة لاخذ حمام الان.." وقفت منى هي الاخرى وتحركت نحو مرام قائلة " ارجوك مرام لن آخذ أكثر من ربع ساعة .. صدقيني مجرد حمام سريع لانتعش .. عقلي لم يعد يستوعب كلمة أخرى .." تذمرت مرام متأففة وهي ترد على منى وتقول " حسنا .. حسنا .. فقط ارجوك لا تتأخري .. علينا اكمال بضع محاضرات اخرى.." هلّلت منى وهي تطبع قبلة على خد مرام ثم قالت وهي تشير لاناء زيتون على الطاولة " انظري لهذا الزيتون ... انه كله لك .. وقبل ان تنتهي من افراغ الاناء كعادتك ستجدينني امامك.." نظرت مرام للاناء المقعر الكبير والذي ضم حبات شهية من الزيتون الاخضر الذي تعشقه.. والدة منى ماهرة جدا في اعداده كما هي ماهرة في الاهتمام باشجاره التي زرعتها بيديها في حديقة الدار وتنتظر سنوياً موعد قطافه.. كانت مرام مندمجة جدا وهي تحمل بضع اوراق باحدى يديها تقرأها بتركيز بينما يدها الاخرى تؤدي مهمتها في التقاط حبات الزيتون وايصالها الى فمها.. يد رجولية امتدت فجأة من خلف ظهرها لتصل الى اناء الزيتون متزامنة مع صوته الساخر الرجولي وهو يقول " كيف حالك.... مرام؟ " *** انتهى الفصل الاول .... انتظر تعليقاتكم بشوق شديد التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-22 الساعة 11:26 AM | ||||||||
05-06-12, 10:05 AM | #206 | |||||||||||
مراقبة،مشرفة عالمي..خيالي,الوثائقية،البحوث والمعلومات،روايتي كافيه،(قاصة ولؤلؤة ألتراس،لغوية،حارسة السراديب، راوي)،نشيطة،تسالي،متألقةومحررة جريدة الأدبي، صحافية فلفل حار،كاتبة عبير
| كركورة يا حلوة ياامورة انتى عسل وسكر ماتسمعيش كلام حد انتى وعدتى غومانسية x غومانسية يالهوى احسن تكون غومانسيةعلى راى قارئة الفنجان شكلها كده وانتى يا مهاتى رايحة تديها الفنجان عشان مايبقاش فيه عذر لااتفضلى العصير يروق دمك احسن انا عارفة كارى طيوبة ومش هنهون عليها [imgl]https://im24.gulfup.com/2012-06-05/1338879815661.gif[/imgl] | |||||||||||
05-06-12, 10:05 AM | #207 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
هههههههههههههه صباح الفل والياسمين والسعادة يا أرق شيمو وإنتِ كمان حبيبتى والله إشتقت لكِ كتيييير جداً وإشتقت للكلام معكِ ويارب نكون ضيوف بخف الريشة عند كاردينيا ...كارا هو مسموح هنا الكلام فى السياسة ؟؟؟؟؟؟ ...ههههههههههههههه ربى ما يحرمنى منك شيماء ياروح قلبى ما يكون خاطرك إلا طيب شيماء إنتى لسة فاكرة أيام أركان ...لالالا كاردينيا أساساً مش معقول يأثر فيها كلامى للأسف طبعاً ههههههه....وبعدين مفترية على طريقة المستشار أحمد رفعت دى بقا أحلى مفترية هههههههه ...صباحك معطر بقطرات الندى شيماء اقتباس:
ههههههههههههههههههههههههه ههههههه كنت لسة بقول مش ممكن يأثر فيها كلامى مستحييييييييييييييل إنتِ أخفيتى كاردينيا فين لالالا دى أكيد مش كارا هههههههه ....حجزت أول مقعد فى الصف الأمامى بصى الى لازق فى الشاشة مبااااشرة هههههههههه أموت فى مسدود بكون كدة شربت جردل قهوة ...بصى هو بداية أحمد وحبة الأول دى معضلة لأنى مؤمنة إن الحب الكامل المتكامل بيكون للحب الأول فقط وخاصة لو كانت ظروف الفراق من أماكن خارجية مثل الأهل أو الأقدار ...ولم يخن طرفى العهد الأخر متشوقة جداً لرؤية معالجتك للموضوع ... | |||||||||
05-06-12, 10:16 AM | #210 | |||||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|