16-07-12, 05:48 PM | #1 | ||||
| بأي ذنب ... قتل .؟! ................................ ......................... ................... ............ ....... ... .. .. .. . . . (( بأي ذنب ........ قتل . ؟؟؟ )) اقسم لهم اغلظ الايمان بانه بريء . بكى .. توسل .. استنجد بالمحامي , الذي عجز ان يصل لشيء .. استجار ,استعطف القضاة والحظور .. لم يلتفت اليه احد ....!! فقد كانت جميع الادلة تدينه ,وكل القراءن ضده .. اتعبه الصراخ والاستجداء و انهكه الاحباط والخذلان .. لم ينجده أي انسان , ولم يقتنع ببراءته احد.. لقد استحكم الجرم عليه ..!!! وتم الاعلان عن كونه مجرم قاتل .... وحكم عليه بالاعدام ,شنقا حتى الموت ..... انهار كل شيء في داخله ,كما انهار جسده ساقطا على ارضية قفص الاتهام ,واخذ يهذي ويردد .. _ يارب .. يارب انت العالم .. وحدد يوم تنفيذ الحكم .... وتم اعلامه بذلك ,وقد سمح له بمقابلة ذويه . اللقاء الاخير .. عزف عن كل شيء ,وادار ظهره الى كل شيء ... رفض ان يقابل احد .. كان لايرى سوى حبل المشنقة متدلياً أمام ناظريه ,ولا يسمع سوى صوت الخوف المستغيث في داخله ... واسدل الستار حوله , وعاش وحيدا في لحظاته الاخيرة..!!! وفي ليلته الاخيرة ... كان في زنزانته لا يستطيع ان يستقرعلى حال .. كان يتلاطم بين جدران الزنزانه ,لم يستطيع الركود والاستقرار .. كان يزوغ من جدار الى اخر . وفي بعض اللحظات . كان يركع على الارض ويبدأ جسده المنهك يتلوى فوق سطح الارض كالمسعوق . وكل جزء منه يرتعش بانتفاضات لاارادية , من قمة رأسه الى اخمص قدميه .. وكانت تنتابه لحظات غيبوبة يخمد على اثرها جسده المتعب.. ولكن سرعان ما يفيق مرتعبا بعد ان يستوعب ويدرك ما ال اليه حاله . ويذهب بعدها في نوبة من البكاء والصراخ والهذيان .. وهو يردد جملته الوحيدة .. _ يارب .. يارب انت العالم .. تاكد لديه انها النهاية ,وتاكد ان هذه هي لحظاته الاخيرة .. كسرت نفسه , وشعر بالهظم , واحس برغبة عارمة للبكاء .... فبكى بكل وجدانه , وبكت معه جوارحه ... ثم رفع رأسه وهو ينظر الى الكوة المفتوحة في اعلى الجدار,وتطلع من خلالها الى السماء .. توجه اليها بكل روحه وخلجاته . فقد تصور هذه الفتحة هي الطريق الوحيد الى السماء ..!! هو الان في امس الحاجة للجوؤ الى الله .. في تلك اللحظة . نظر الى السماء بعيون دامعة دون ان يرى شيء .. وبكى بكاء طويل ومن خلال دموعه كان يردد بصوت خفيض .. _ يارب .. يارب انت العالم .. اخيرا .. استسلم لمصيره مرغما ... وطافت امامه لحظات من صور الماضي .. وهو طفل صغير يلهو ويلعب دون هم , وهو شاب يخطوا نحو الرجولة يتطلع الى مستقبل وحياة زاهرة .... وتذكر كل رفاقه واقرانه , وكل اهله وذويه .... وتذكر امه ..... نعم صورة امه التي كانت تحيط به من كل ناحية .. واخذ يكلمها بصوت مسموع ... _ اين انت يا أمي .؟ وكيف انت الان ..؟؟ _ انا محتاج اليك ..؟؟ _ غدا ساموت ياأمي .. غدا ساقتل غدرا ..!! _ لم يسمعني احد ... ولم يصدقني مخلوق ..!! _ انتي الوحيدة التي تؤمن بأني بريء .. _ انا متعب ياأمي .. اريد ان اضع راسي المثقلة على صدرك الحنون وانام .. بعيدا عن هؤلاء .. _ آ آ آ آ آ آ آ آ آ ه .............. ووضع رأسه على الارض وهو ينشج بدموعه .. وذهب بغيبوبة عميقة .. وفجأة صحى من غيبوبته ,ولاحظ خيوط الفجر قد بدت من الكوة في اعلى الجدار .. وبعد ان ادرك ان الموت اصبح وشيك . صرخ بكل صوته.. _ لا .. لا أريد ان اموت _ دعوني اعيش .. أنا بريء .. _ اتركوني ولو ليوم واحد فقط ... لم يستمع اليه احد , ولم يجيره مجير .. الكل نيام باطمئنان وسكينة . الا هو لم يذق طعم النوم , ولم تستكين روحه ولو للحظات ..!! واخيرا .... فتح باب الزنزانة . ودخلوا عليه وهم يحملون ( البدلة الحمراء ) بدلة الموت .. رفض , تدافع , تلوى .. ومن دون ان يعي شيء , وجد نفسه محشوراً بها مرغما .. ادرك الان ان ساعة النهايه قد ازفت .. استسلم لمصيره المحتوم . وبتخاذل اسلم يديه لسجانيه ممسكين بها وهم يسحبونه الى الخارج .. ولكن كانت قدماه مسمرة بالارض ترفض الخروج .. فقد اصبحت اعضاء جسمه تقاوم في اللحظات الاخيرة ,بعد أن إنهار هو كلياً... سحبوه بقوة . واخذوه الى فسحة الموت .. اخذ يدير برأسه بين الايادي الممسكة به وهو يقبلها برعب وكأنه يتوسلها التريث ..!! لم يسمع لهم صوت . فقط كان صوته هو الطاغي وهو يردد بخوف بالغ .. _ يارب ... يارب انت العالم .. وادرك .. ليس هناك مفر من النهاية .. فقد لاحظ تجمع رجال الشرطة , والقاضي المنفذ لحكم الاعدام , ورجل الدين , والطبيب المختص لتأييد الوفاة بعد تنفيذ حكم الاعدام .. كلهم قد قرروا قتله .. ثم سحب الى لحظاته الاخيرة ... اخذ جسده يرتعش كسعفة في يوم عاصف , واخذت اسنانه تصطك من عظمة الخوف .. برزت عيناه جاحظة عندما أقترب منه رجل الدين وهويقول .. _ استغفر ربك يابني ..؟؟ ومن دون ان يعي شيء .. كان يردد .. _ يارب .. يارب انت العالم .. استمر رجل الدين يكلمه .. _ ما الحياة الدنيا .. الا دار فناء ..., .... _ يارب ... يارب انت العالم .. _ ان الله غفور رحيم ... واخذ صوته يخفت شيئا فشيئا وهو يردد .. _ يارب .. يارب انت العالم .. ......... ومن بعيد جاء صوت الشرطي متقطع . وهو يهرول ويصيح باعلى صوته ... _ اوقفوا التنفيذ ... اوقفوا التنفيذ .... صمت الجميع . وكأن على رؤسهم الطير .... واقترب رجل الشرطة , وابلغ المسؤل بايقاف تنفيذ حكم الاعدام .. فقد تم الامساك بالمجرم الحقيقي .. واعترف بكل شيء ... اول من تكلم رجل الدين وبصوت باكي قال .. _ استغفر الله العظيم .. والحمد لله .. والتفت الى المتهم وقال .. _ الحمد لله على نجاتك من الموت ... يا بني .. وردد المتهم من دون ان يستوعب الحدث بالكامل .. _ يارب ... يارب انت العالم .. وهوى جسده المتعب متكورا على الارض جثة هامدة بلا حراك ..!! وانكب عليه الطبيب المسؤل عن تاييد الوفاة بعد تنفيذ حكم الاعدام ... ونظر الطبيب الى وجهه االجامد المصفر , وبعد ان جس نبظه ....رفع رأسه باسى .. واييد الوفاة ... ولكن قبل تنفيذ حكم .... البراءة ....!!!!!!!!!! ......... ( بأي ذنب .... قتل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟) .. ....................... تمت ........................ .................................................. ..... شكرا | ||||
16-07-12, 08:21 PM | #2 | |||||||
نجم روايتي وكاتبةوقاصةوعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء وحكواتي روايتي و شاعرة متألقة ونشيطة في المنتدى الأدبيومدققة بقسم قصر الكتابة الخيالية
| مؤلمة...النهاية مؤلمة جداً ربما يكون القاص أشد قسوةً على أبطال قصصه من الحياة نفسها!!! يعطيك العافية..................... | |||||||
17-07-12, 07:30 PM | #3 | |||||
| اقتباس:
___________________ شكرا والف شكر كونك أول من نورني بمداخلة جميلة في قصتي الجديدة ............... لايمكن لأحد أن يدرك قسوة الحياة عندما تقسوا فقسوتها توجع بشكل كبير ولا يتحسس أيلامها إلا من تفرد وتعايش مع وجهها الآخر ولايمكن لقاص أن يصل الى ما للحياة من احداث وحوادث تشيب الولدان فهاذا غيض من فيض مما في جعبة الحياة من قساوة تحياتي وتشكراتي للتواصل مع كتاباتي ^ ^ ^ كنج مون ..........................شكرا | |||||
19-07-12, 06:56 PM | #4 | |||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| رائعة كما عودتنا أخي كنغ مون .. البراءة براءة الروح ...قبل الجسد ..لو فقدنا حريتنا ..ماطعم الحرية والجسد ميت ..؟ استمتعت بقراءتها كثيرا .. شكرا | |||||||||
20-07-12, 08:34 AM | #5 | |||||
| اقتباس:
______________________ أهلاً جلنار مرور مميز ورد جميل بل من الردود التي أنتظرها دائماً جلنار عادة ما تكون هناك ردود رائعة بثقلها التحليلي , ينتظرها الكاتب طويلاً كما هي ردودك , رائعة وفيها من الكلام معسوله وقد تأخر ردك كثيراً هذه المرة وقد جاء على عجالة عسى المانع خيراً تحياتي لأخوكم ^ ^ ^ كنج مون ......................شكرا | |||||
22-07-12, 01:32 AM | #6 | ||||
| ياربـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــى مؤلمة أوى نهايتها انا افتكرته هيتجنن بس مات يا ربى صعبة اوى جمييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييل ة جدا قصتك أوة بالرغم من صعوبة إحساس الظلم ويااااااااااااااااااااااا ااه بقى على احساس والدته وبصراحة الناس اللى قريبين منه ومصدقهوش يستاهلو الاحساس بالذنب اللى هيحسو بيه شكرا ليكى كتير ومنتظرة جديدك | ||||
23-07-12, 03:28 PM | #7 | |||||
| اقتباس:
________________ اهلاً بمرورك والرد الجميل اكيد النهاية كانت مفجعة وهذا ما قصدته حيث أردت توصيل شراسة الجرم وفداحة تداعياته أسف لو المتكم النهاية انا الذي يشكرك لتواصلك مع كتاباتي اتمنى الاستمرار بالتفاعل مع مشاركاتي تحياتي أخووووك ^ ^ ^ كنج مون ....................شكرا | |||||
27-07-12, 12:36 PM | #10 | |||||
| اقتباس:
______________________ أهلاً بمرورك والرد الجميل نعم نهاية مفجعة تحرك الضمائر التي تغط بسباتها العميق تشكراتي لمرورك تمنياتي بإستمرار التواصل مع كتاباتي تحياتي ^ ^ ^ كنج مون ......................شكرا | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|