أمل اللقـــــــــــــــــــــ ـــــــــــاء

[طارق خلف]

أمل اللقــــــــــــاء
يا ا ا يوسف فى الغربة والحسن أنا يعقوب فى اللوعة والحزن. رأيت وجهك مشرقا على صفحة الشاشة مكتمل الخلق فى نهاية مراحل تحولك وتطورك .. أظنك كنت مبتسما لعلمك أن موعد عبورك من عنق الزجاجة قد اقترب، عزف أملى فى لحظات الانتظار ألحان السعادة ويداى تطبقان على الأوراق التى تثبت نسبك إلى جواز مرورك إلى عالم الحقيقة وعليها أختام المغادرة إلى موانئ الاستيداع .. تابعت أقدام صاحب المعطف الأبيض وهو يصعد درجات ويهبط أخرى ويدخل غرف ويخرج منها .. ارتجف قلبى ، اهتزت ساقى ، صفعت ذرات الرمل وجهى اقتحمت عينى أسالت دمعى ساخنا .. مددت يدى استند إلى أحد الأعمدة ادفع عنى رغبة جسدى فى الانهيار .. للقاء رهبة يا محمود الخصال، مندفعا كحجر فى ظهره سيل أدخل لقاعة الاستقبال ذات الطراز الفرعونى أمسح عرقى وجسدى يرتعد من البرد قلبى تعتصره يد من فولاذ رأسى تنبش به مخالب من حديد ،قشعريرة هزت اطرافى و بحة قطعت أحبال صوتي وأنا اصعد السلم إليك .. ما كان يجمعنا فى الشهور الماضية سوى نظرات عبر الشاشة المهتزة ، أتطلع الى وجهك وأنت تشيح به عنى تتشاغل بمداعبة أصابع قدمك الآن سأعلل نن عينى وأشفى سقمها بالنظر إليك من خلف الزجاج .. لا أعرف كيف وصلت للدور الخامس أمام الباب الموصد وقفت فتاة شرسة قاسية الملامح لم تنطق إلا بكلمة واحدة : خذه .
لم تسألنى من أنت بالنسبة لى ؟ أيها القادم من غربة الراحل بعد برهة تنتظرك عروس الطيب .. أحملك بين يدى مغمض العينين مفرود الكف واضح القسمات أود لو هززتك هزا لتنهض .. تضحك تبكى تتفتح زهور الربيع فى حدائق ايامى التى يسكنها الخريف فتشت عن الأنين فى صدرى عن نيران غضب فى غرفات قلبى وجدت شجرة اليقين فردت غصونها ونشرت ظلها على فبردت حرارة الفؤاد والتقطت الروح ثمار القبول وتذوقت النفس رحيق الرضا فطمئنت بها وقررت بك عينا .
غيرت ملابسك .. دثرتك فى سروال ابيض وقميص، ربطت رأسك بعصابة بعد أن غسلت وجهك من عناء الرحلة ومضيت بك والشمس فوق رأسى إلى قصرك الذى شيده لك عمك أرقدتك على سرير من الحصى .. صليت بلا ركوع ، دعوت لك بالتوفيق فى رحلتك .. ضممتك لصدرى قبلت جبهتك المعطرة فإذا بدمع الرحمة يفيض فيروى أرض تقلك وغاب وجهك عنى على أمل اللقاء

طارق الصاوى خلف
من المجموعة القصصية
سطور من كتاب الهالكين

[أنشودة الندى]

على قدر مايحمل العنوان من أمل....على قدر مايحمل المضمون من ألم!
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع و إنّا على فراقك....لمحزونون
يعطيك العافية.....................