آخر 10 مشاركات
حق بين يدي الحق (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة نساء صالحات (الكاتـب : **منى لطيفي (نصر الدين )** - )           »          سباستيان...أنيسة (112) للكاتبة: Abby Green (ج3 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          593-الزوج المنسي- اليزبيث أوغست -قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree43Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-12, 06:09 PM   #111

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



،

يُقرب أنفه لرقبتِه القصيرة ليُقبلها ورائِحة الجمال تنبعثُ مِنه : فديته والله حبيب عمه
منصُور بإبتسامة : عقبالك
يُوسف ضحك ليُردف : آمين .. متى تطلع ؟
منصور : مدري عنهم كل يوم طالعين لنا بشي جديد بس بكرا الصبح بطلعها تجلس عند أهلها
يُوسف : ماتشوف شر ، متى نويت التمايم ؟
منصور : إن شاء الله الخميس الجايْ .. شفت أهل زوجتك ؟
يُوسف : أسكت قسم بالله وجهي تقلب عندهم ألوان ولا واحد أعرف إسمه وكل شوي أغلط فيهم بعد
منصور أبتسم : كثار ؟
يُوسف : شفت يمكن 4 وواحد صغير بس عيالهم البزارين نشبه يخي نظام اللي يحشرونك بأسئلتهم
منصور : ههههههههههههههه أمدى تشوفهم كلهم
يوسف : أجل تحسبني جلست مقابل الجدران كل شوي داخل عليّ واحد وبزارينه ، بس والله والنعم فيهم كلهم ماقصروا

،

تنهَّد بعد صمتهم الذي طال و تأمُلات عبدالرحمن في ملامِحه ، يُدرك وجعه في ليلةٍ كهذه ولا حلٌ لديْه و عبدالعزيز يبنِي حواجزٌ كثيرة بينهُما.
عبدالرحمن : حجزت لباريس ؟
عبدالعزيز : إيه بعد يومين ،
عبدالرحمن : وكم بتجلس ؟
عبدالعزيز : مالقيت حجز عودة قريب في الخطوط السعودية .. حجزت على الإماراتية ترانزيت بعدها بأربع أيام
عبدالرحمن بسُخرية : قليل مرة على زوجتك
عبدالعزيز بضحكة أتت لكي يُنفِّس عن غضبه : إلا الشغل أنا أحترمه كثير
عبدالرحمن أبتسم : آآه منك يا عبدالعزيز
عبدالعزيز : سلامتك من الآآه ،
عبدالرحمن : تضايقنا كثير بس مالنا قدرة نضايقك
عبدالعزيز : بسم الله على قلوبكم اللي دايم تفرحني
عبدالرحمن : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههه خذ راحتك وتطنَّز على كيفك
عبدالعزيز أبتسم : أنا ماأنكر أبد مكانتك في قلبي بس تضايقني دايم
عبدالرحمن بإبتسامة دافئة : مشكلتك يا عز منت راضي تفهمنا ، أحلف لك بالله أني أخاف عليك حتى من ظلك و كل شي نسويه عشان مصلحتك
عبدالعزيز : فاهمك لو ماني فاهمك مارجعت لكم
عبدالرحمن : كويِّس ، المهم بشِّرني عنك ؟ وش مسوي ؟
عبدالعزيز : بخير الحمدلله ، ماعندي شي أسويه غير مقابل الجدران
عبدالرحمن : وينه ناصر صار لي فترة ماأشوفه ؟
عبدالعزيز : راح باريس
عبدالرحمن بهدُوء : وش عنده ؟
عبدالعزيز : يقول كذا بيغيِّر جو ، اليوم طيارته راح يوصل الفجر
عبدالرحمن : يوصل بالسلامة
،

في سهرةٍ ليلية مُعتادة قبل العيد ، بناتُ عائِلتهم مُجتمعين التي تكُّن لبعضهم كُرهًا و تكُن لبعضهم الآخر حُبًا.
زوجةِ خالها الشابـة : ماقلتي لنا مُهرة عن زواجك ؟ يعني كذا بالخش والدس تتزوجين !
مُهرة ببرود : كان توه متوفي فهد الله يرحمه
غالية : ماشاء الله يتوفى الأخو من هنا وتعرس الأخت من هناك
مُهرة ومازالت بارِدة : طيب ؟ وش المطلوب مني ؟
غالية : المطلوب أنك مفروض تنتظرين قبر أخوك يجف بعدها لاحقة على الزواج ولا شفتي ولد عبدالله جايك وعلى طول لصقتي فيه
مُهرة بهدُوء : لصقت فيه ؟ وليه ألصق ناقصني شي لا سمح الله ؟
زوجةِ خالها الأخرى : ماهو ناقصك شي ياملي بس ولو ، من الأصول أنك تنتظرين
مُهرة ودَّت لو أنَ والدتها موجودة لتُسكتهم كالعادة ، أردفت : والله عاد هذي حياتي ومحد تدخل في حياتك عشان تتدخلين فيني
غالية : إحنا ننتقد الموضوع بس ، أجل أنا عمتي وضحى *أم مهرة* أسألها عنك وتصدمني تقول تزوجت طيب على الأقل قولي لنا نبارك لك
مُهرة تنهَّدت بضيق : موضوع وصار بسرعة ،
وضحى الشابَة إبنة خالِها تنظرُ إليها وإلى شحوب ملامحها : حامل ؟
مُهرة صُعقت من وقاحة أسئلتهم التي من جلست ولم تهدأ أحاديثهم عنها وعن يُوسف ، ملامِحها تجمَّدت.
والدة وضحى : هههههههه واضح انها حامل ولا بعد ماتبين تقولين ! مو أنتِ ماشاء الله بكرا تتطلقين وتتزوجين غيره ولا نعرف بعد
مُهرة وقفت : فال الله ولا فالك ..
زوجةِ خالها الأكبر : هههههههههههههههههههه وش فيك عصبتي ؟ الله يرزقك الذرية الصالحة ويخلي لك زوجك بس أم وضحى فرضت أنك تتطلقين
سحبت ذراعها بلُطفٍ عنيف لتُجلسها : أجلسي توَّها السهرة بأوَّلها
مُهرة : مو أنتم ماشاء الله من جلسنا وشغالين أسئلة فيني !!
دخَلت صبيةٌ عشرينية تُبغضها مُهرة بشدة تكُن إبنةِ خالتها : ماعاد نشوفك يا مُهرة ؟
مُهرة : أنشغلت بزوجي *حدَّت من كلمتها الأخيرة حتى تُغيضهم*

،

في أطرافِ الليل ، ضحكت لأولِ مرَّة بعد سلسلة الأحداث الدرامية التي حلَّت على حياتها
حصَّة : جد أحكي ، الزوج الرابع عاد ذا مشكلته مشكلة كان عُمري تقريبا 24 وأنا ماني متعودة أبد على نظام الطبخ والقلق ذا كله ، مقدرت أصبر وتطلقت منه
الجوهرة بصدمة : هذا زوجك الخامس !!
حصة : لآ خليهم أنا مقسمتهم اللي فصخنا الخطوبة واللي كنَّا مملكين هذا كان زوجي الرابع رسميًا
الجوهرة ضحكت لتُردف : ماشاء الله
حصة تُكمل ماضِيها الشيِّق : جاني بعدها شايب يجيب الهم قلت نجرب حظنا كان عمره بالأربعين ، من قالي أنا ملول وأطلق هربت منه وفصخنا الخطوبة وش لي بالهم أجل يقولي أنا ملول !!
الجوهرة أبتسمت : اللي بالأربعين ماهُم شياب مررة
حصة : ذاك كان الشيب مغرق وجهه ، المهم جاء زوجي اللي جبت منه العنود
الجوهرة وتحمست كأنها تحاول ركل حُزنِها بأحاديثِ العمة حصَة : إيه
حصة : ضربني عاد يوم ضربني مقدرت أصبر وطلقني منه حبيبي سلطان
الجوهرة : طلبتي الطلاق من أول مرة ؟ يعني ممكن بلحظة غضب ويعتذر لك بعدها ، يعني بينكم بنت وحرام
حصة : لآ عاد اللي يضربك مرة قادر يضربك مرتين وسلطان مارضى بعد
الجوهرة بهدُوء : مارضى !!
حصة :إيه طبعًا ماعندنا حريم ينضربون !! هذا اللي ناقص رجَّال يمد إيده على حرمة
الجوهرة ألتزمت الصمتْ بضيق و لم تُعلق ، لآ يرضى على عمته ولا على أحدٍ و لكن يرضى عليّ حتى الحرق ، ما قسوة قلبك يا سلطان.
دخل على ذكرِه راميًا مفاتيحه على الطاولة : السلام عليكم
: وعليكم السَلام
سلطان :سهرانين ؟
حصة : أحكي لها عن زواجاتي
سلطان بسخرية : من زين الماضي يوم تحكينه !
حصة بضحكة : وليه ماأحكيه بالعكس أتشرف فيه
سلطان جلس بجانب عمته ،
حصَّة : أقولها عن أبو العنود وأنك طلقتني منه بس عشان ضربني
سلطان أخذ فنجان القهوة الذِي مُدَّ من الجوهرة ،
خرجت العنُود من غُرفتها بالبيجاما الحريريـة ذات اللون السُكرِي ،
الجوهرة صُعقت وهي تنظُر إليْها ، كيف تخرُج هكذا وبهذا المنظر أمام سلطان ؟
أنحرجت حصة من نظراتِ الجوهرة بينما سلطان أنظاره كانت على فنجانه ولم يهتم أبدًا بالكائن الحي المُدعى " العنود ".
حصة أتجهت للعنود وبهمس : مجنونة أنتِ ، أدخلي داخل أشوف
العنُود بصوتٍ مسموع مُتغنج : كنت أبغى أشرب مويآآآه
حصة بحدة تهمس : العنود
سلطان تنهَّد ليلتفت إليْها : حصـــــــــة
حصة بصوتٍ خافت : الحين بيقوِّم الدنيا عليك .. ادخلي داخل
العنود تأفأفت بصوتٍ عالٍ حتى تأفأفها كان " دلعًا " .. و دخلت لغُرفتِها.
حصَة بحرج كبير جلست ، سلطان همس بإذنها ضاحِكًا " حاولي بالمرة تقولين لها عن ماضِي بنتك عشان تستفيد "
حصة بصوتٍ يصِل للجوهرة : تتطنَّز حضرتك !!
الجوهرة وقفت : تصبحون على خير .. ومرَّت من جانب سلطان وتعثَّرت بساقِ الطاولة ، كادت أن تسقط لولا يدِ سلطان التي مسكتها من عندِ خصرها.
الجوهرة بربكة سارت بخطواتِها السريعة للأعلى.
حصة بصوتٍ خافت : وش فيها إيدها محروقة ؟
سلطان : كان سألتيها ؟
حصة : تقولي من آلة الكوي
سلطان : طيب ليه تسأليني أجل
حصة تنهدت : ياربي منك .. طيب روح ألحق مرتك
سلطان : مو جايني النوم بسهر معك
حصة تقف وتأخذ صحُون " الحَبّ " : وأنا ماراح أسهر ، تصبح على خير
سلطان تنهَّد و أتجه للأعلى ، فتح باب جناحِهم بهدُوء وعينه تسقِط عليها وهي تُغطي وجهها بالفراش.
سلطان : الجوهرة
بلعت ريقها و الربكة تُصيب أهدابها ليُردف : قومي بقولك شيء
الجوهرة ألتفتت عليه و الرجفَة تُحيط أطرافها ، بصوتٍ مخنوق : آآ .. آآ وشو !
سلطان جلس على طرف السرير مُقابلها ، بصوتٍ أكثرُ إختناق وضيقًا : . .

،

دخلت مع ضي بعد ماكانوا بالحديقة الخلفيـة وبإبتسامة أردفت : وهذا الله يسلمك مكتب أبوي اللي يعتبر خط أحمر في البيت كله
ضي أبتسمت : عاد إلا الخطوط الحمراء وأبوك عصبي بعد
رتيل : أما عصبي !! بالسنة مرة يعصب
ضي بعفوية : كل يوم آكل تهزيئة منه
من خلفهم : أفآآآ
ألتفتوا عليه لتُردف رتيل : هههههههههههههههههههههه كنا نحش فيك
عبدالرحمن : أجل أنا كل يوم اهزأك !!
ضي أبتسمت : حلالك ،
عبدالرحمن : أجل أنا بآخذ المهمة من رتول وبوريك الدور الثاني .. و توجهُوا للاعلى هو وضي.
رتيل أتجهت للباب الخلفي المُطِل على حمام السباحة لترتدِي حذائها " الفلات " بعد أن تركته على عتبةِ الباب ، توقفت قليلاً و هي تسمعُ صوته.
عبدالعزيز وهاتفه على إذنه : 4 أيام تكفي أنا اصلاً قايلها مشغول هالفترة بس يتم زواجنا وبرجع وبعدها أضبط اموري وأجيبك .... لأ .... " تنهَّد " عاد الله أكبر اللي الفرحة مقطعتني بدون هالأشياء ... وأنا قلت بجيبها أعذبها .. ههههههههههههه إيه وش بيتغيَّر يعني ؟ .... طيب كلهم يتغيرون وأنا أقدر أغيَّرها ... لا يدري ... قبل كم يوم شافني مع بنته وتكلم ... لأ للحين ماتدري ... أكتشفت أصلاً أنه زواجي من رتيل غلط في غلط والله ندمان قد شعر راسي !!



.

أنتهى + تعوَّدُوا على طول هالبارتات لين الله يكرمنا بالعطلة




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-12, 10:08 PM   #112

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء ( 44 )





يا الله
هنا جذوة في صدري
و وتد قهر
أصطلي به ..

أستحرمتها عليك ؟
و استحللتها علي ؟
أي فؤاد يتربع في صدرك ؟
و أي ندم يتآكل في روحك ؟

أدرك جيدا
أن هناك شيء بدأ
يتنامى بيننا
أنت ترى ما بعد غشاوة
غضب .. يا الله ماذا صنعت ؟
و أنا أجدني
لا أستحق سوى نفسي
فأنت نزعت كل بذرة
قد تزرع غفرانا ..

أتدرك أنك
بت شيئا باليا ..
فبعض صنيع يوغر
في الصدر بركان ثائرا ''


*المبدعة : وردة شقى.



تنهَّد مُتجِهًا للأعلى ، خطواتِه خافِتة غاضبة لا يعرفُ للحلولِ وسطًا يُهدأ اللهيبْ المُشتعل في جوفه ، لستُ أول رجُل في حياةِ أمرأة بنيتُ لها سقفًا في المستقبل يعتلينـا معًا ، كان يجبْ أن تذهب منذُ اول يومٍ عرفت به أنني لن أقبل بها ، كانت تُخطط أن تُخبرني لذلك قبل إعترافها اللعينْ عانقتني ، تعرفْ جيدًا أنني لن أسامحها مهما بلغ الأمر بها ، تبقى " لعبةٌ " تلاعب بها عمَّها وأتتني ، وأنا والله لتُحرم عليّ ما دامتْ سهلة لعمِها فهي سهلة لغيره ، يالله يالجُوهرة بائِسة أنتِ و أنا أكثرُ بؤسٍ منكِ ، نؤمن بأنَّ عصيانُنا يُمكننا أن نتُوب منه ولكن انا لا أؤمن بذلك و لا نفسِي تقبلُ بأن أقبَل الحياة معك و أنتِ لستِ عذراء. غاضب من نفسِي ومنكِ كثيرًا ، ثقتي بِكُن يا بناتِ حواء هشَّة لا أستطيع أن أُسلِّم قلبي لَكُن ، كنت على وشك ان أُسلِّمك قلبي يالجوهرة و الحمدلله أنني مازلت قادِر على الإستغناء عنك.
فتَح بابِ الجناح و يدِه تشدُّ على قبضة البابْ ، نظَر إليْها و ما إن شعرت به حتى غطَّت ملامِحها بالفراش ذو اللونْ السُكرِي بنقُوشٍ سوداء مُتداخلة تُشبه تداخل أفكار سلطان ، أخذ نفسًا عميقًا : الجوهرة.
أرتجفتْ تحت الفراش و أهدابِها تُصاب بالربكة العميقة التي تجعلُها تختبىء أكثر ولو بيدِها لألتحمت بالسرير حتى لا تراه ، أردَف سلطان وسطَ تجمُدها و صلابةِ جسدِها الذِي لا يتحرك في حُرقة إسمها الخارج منه : قومي بقولك شيء
أبعدت الفراش بحركةٍ بطيئة كقلبها الذِي ينبض بخفُوت و بطءٍ من رهبةِ قُربه ، أرتجفت كلماتها : آآ .. وشو ؟
سلطانْ بصوتٍ مُختنق تكدَّست به مشاكلُ الحياة المُتكاثرة في فمه الضيِّق و تحوَّلت جبهتُه لتعرجاتٍ هزيلة : أقنعيني كيف مقدرتِ تدافعين عن نفسك ؟
الجُوهرة و هبطت غيمةُ سوداء على صدرها لتُزاحم نبضها و تُبطئه أكثر : ليه تسأل ؟
سلطان بقسوةٍ و نبرةٍ جافة : بكلا الحالتين مالك محل في حياتي بس أبي أعرفْ
ترفرفت دمعةُ سئمت من سُجن المحاجِر وسقطت ، أردفت ببحةِ البُكاء الموجوعة : ماراح أجاوبك لأن مالك في حياتي شغل
سلطان بحدَّة : سؤال وأبي له جواب والحين !!
الجُوهرة ألصقت رأسها بمُقدمة السرير تحاول أن تهربَ مِن صوتِه و عينه و كلماتِه و جحيمه ، ودَّت لو أنها قطعةُ خرزٍ تندَّسُ في الوسادة .
سلطان بغضب : الجــــــــــــوهرة.
الجُوهرة : ما عندي جواب
سلطان ويُشير بسبابته غضبًا : صدقيني محد بيخسر غيرك ولا تحسبين تُركي وحده اللي بيتعاقب !!!
الجُوهرة أخفضت ملامِحها الباهتة بالبُكاء : ما تقدر
سلطان و شياطينه وقفت عند عتبه عينِه ، أقترب منها ومسكها من كتفيْها ليصرُخ بها : مين اللي مايقدر !!! تحسبينه شيء عادي ! إذا ربي سترك كل هالسنوات فهو قادر يكشفك .. والله بعظمته و
قاطعته ببكاء و أنفاسها تختلطُ بأنفاسه : ما غلطت
صفعها على خدِها لتصمُت ، سيُجن جنُونه من دفاعها الميِّت عن نفسها وعن خطأِها ، ترك كتفيْها إثر صفعتِه القوية على وجهها.
و مازال في غضبه متكوِّرٌ : ماغلطتِ ؟ تكذبين على مين !! تحاولين تصلحين غلط مين بالضبط ؟
الجُوهرة بحشرجةِ صوتها و ألمُها من صفعتِه لها : لو اني غلطت ماقلت لك ولا قلت لأبوي عقب كل هالسنين
سلطان بسُخرية : لأني كنت راح أعرف من نفسي و أبارك لقلبي بزواجي من وحدة ناقصة
الجُوهرة تضببت رُؤيتها من دمعها الذي يخنقُ مساماتِ قلبها المُبتلَّة بكلماته : ناقصة ؟ .. أبتلعت غصَّتها لتُردف ببكاء هيستيري : ماجيته ... هوو . . ليه ماتصدقني ؟ أحلف لك بالله .. أحلف لك بعزته أني ماجيته و أني ماحاولت أقرب منه ... أنا حافظة حدودي زين و عارفة ربي .. كيف بقدر أسوي شي زي كذا ؟ ... ليه ماتحسن ظنك فيني ... ليه تصدقه ؟ أنا ماني محتاجتك .. الله يغنيني عنك بس لا تقذفني .. *صرخت* لا تقذفني بكلامك !! أنا .. أنا ماأستاهل والله ماأستاهل كل هذا ..
تصادم صُراخهم لينفجِر هو الآخر : وأنا أستاهل ؟ ليه تكذبين من أول ! ليه ماقلتي لي !! لو أنك صادقة ليه ماقلتي لأبوك أول ماصار هالزفت !!! لو أنك منتي راضية كان دافعتي عن نفسك ..... كنتِ سهلة له .. سهلة حيل يالجوهرة !!
الجُوهرة وضعت كفيْها على إذنها لتضغط عليهِما و ببكاءٍ مُحترق في لهيب سلطان : مقدررت .. كان أقوى مني ..
سلطان : فيه مية طريقة تدافعين فيها عن نفسك ... لآ تتعذرين وتقولين مقدرت .. و الله أعلم كيف كان شعورك وقتها
الجُوهرة بتقزز من وصفِه و إنهيار تامِ لحُجرةِ عينها : يكفــــــــــــــــيييييي ييييي .. كان شعوري قهههر .. تعرف وش يعني قهههر ؟ زي شعوري الحين وأنت تتكلم عني !! ماكنت راضية .. أغمى عليّ والله أغمى عليّ و ما صحيت الا و أنا .....
غطت ملامحها بكفوفها وهي تجهشُ ببكائِها مُنهارة لا كلماتٌ لديْها.
سلطان بتعبٍ في قلبه : صحيتي وأنتِ وشو ؟
بقسوةٍ بددت نفسُ الجوهرة شتاتًا : وأنتِ منتي بنتْ !! .. كيف أبني حياتي معاك ؟ ماراح أقدر ولا أرضاها على غيري كيف أرضاها على نفسي
الجُوهرة رفعت عينيْها له و إلتقاءُ نظراتِهما جحيمٌ في مُنتصفِ غابةٍ سوداء : و لا أنا راح أرضى على نفسي أعيش مع شخص صدَّق واحد مريض مايحسب لكلامه حساب !! .. ليه تنظر لي بنظرة دونية وكأني ***** !! حياتي ماراح توقف عليك وعلى تصديقك ليْ !!
سلطان بغضبٍ كبير : ولاتفكرين تبدين حياتك من جديد !!!
الجوهرة بحنق : ماهو على كيفك
سلطان : تتسترين فيني وتستغفليني وناوية تبدين من جديد !! لأ يا روح أمك ماهو أنا اللي برضاها على نفسي ... بكرا يتزوجك غيري ويقول والله طليقها داخل عليها مايدري أنه عمك من لحمك ودمك لاعب فيك ، تبين تخدعين غيري زي ماخدعتيني وهذا عشم أبليس في الجنة !!
الجوهرة بصرخة عميقة هزَّت حصُونِ قلبها و أبكتها البحَّة التي تحشرجت بها : يكـــــفــــي حرااام عليك .. حرااااااااااام
سلطان بغضب أحاط رقبتها بكفوفه و ودّ لو يقتلها الآن و بهمسٍ مجروح محروق : وأنتِ ! ماهو حرام عليك ... لو غيري كان شهَّر فيك وفي عمك و نزَّل سمعتكم بالقاع ... لو منتي بنت عبدالمحسن كان عرفت كيف أربيك .. واللي خلقني يالجوهرة أني لا أذوقك جحيم الدنيا قبل جحيم الآخرة أنتِ وعمك
الجُوهرة بإختناق كبير : مين أنت عشان تحكم عليّ بجحيم الآخرة ؟
سلطان ترك رقبتها لتصرخ الجُوهرة : مالك حق ... مالك حق تعاقبني وأنا مالي ذنب !
سلطان أبتعد بخطواتِه للخلف : الله لايريَّح فيك قلب ... وخرَج صاعِدًا للأعلى ، دخَل الغُرفَة الفارِغَة إلا من سريرٍ فقِير لا يحوي فراش ، أستلقى عليه و أنظاره للسقف به من الغضب مايجعل النومْ يهرب منه و النومُ لئيم سيختبأ ولن يجِدهُ أبدًا ، وجُود الجُوهرة بقُربه يستفزُ كل قوَّاه و حتى رجُولته تُرهق وتُستفَز ، بُكائِها و صرخاتِها تُؤذيه لأنه لا يُصدقها و يشعرُ بأنَّ إستحقارهُ لها يعُود إليه إن أنتبه لشعُور الإستغفالِ في داخله ، ماأقبحه من شعور حين تُلامسه كلمة " أستغفلتني ".

،

يسيرُ ذهابًا وإيابًا في عُرضِ الحديقَة المنزليـة التي يُصيبها الجفاف مع أجواءِ الرياض ، مُختنق في جيبِ وطنِه و ضائِع مُشتت كورقاتِ الشجر الساقطة و تُحركها الرياحُ بقسوة ، يُحادث ناصر : متى بتجي ؟
ناصِر بصوتٍ مُتعب : طيارتي بعد ساعتين ، يمكن على الصبح والله مدري على حسب إذا ماصار فيه تأخير
عبدالعزيز تنهَّد : بالسلامة يارب
ناصر : الله يسلمك ، تخيل مين شفت ؟
عبدالعزيز : مين ؟
ناصر : تذكر سعد .. اللي كان مع أبوك يوم كنت في أول سنة جامعة ..
عبدالعزيز : لأ كيف شكله ذكرني
ناصر : أسمر ومصلِّع .. طويل شوي .. عزوز تذكَّر كان دايم يجيكم و مرَّة جانا الجامعة
عبدالعزيز عقد حاجبيه : المهم وش سالفته ؟
ناصر : وش جايبه باريس ؟ ماعنده أحد هنا وغير كذا يمكن قبل 5 سنوات أو 6 راح وقال أنه قبلوه الرياض بشكل رسمي .. يالله ياعزوز تذكَّر
عبدالعزيز بعد صمت لثواني طويلة أردف : سعد حسن ؟
ناصر : إييه هو
عبدالعزيز : منقطعة أخباره من زمان ! يمكن .. *صمت و أفكاره تُعيد ترتيب نفسها دُون تدخل منه*
أردف : في باريس ؟ كان مع أبوي الله يرحمه في ... أستغفر الله لا لا مستحيل
ناصر : الله يرحمهم أجمعين ، أنا أستغربت وطول الطريق وأنا أفكر وش الشي اللي يجيبه هنا !
عبدالعزيز : يمكن مآخذ إجازة وجايْ سياحة
ناصر : مدري ما أحسه جاي عشان سياحة !! وبعدين شفته بروحه ماكان أحد معاه !
عبدالعزيز بهدُوء : تذكر قبل لا يتقاعد أبوي بسنة أستقر في باريس لشهور كثيرة وكان ينزل فترة للرياض وبعدها يرجع باريس عكس السنوات اللي طافت في شغله ؟ وكان يقولنا أنها آخر سنة له و عنده شغل في باريس !!
ناصر : وش كان شغله في باريس ؟
عبدالعزيز : مدري بس كان يطلع مع سعد طول النهار .. وبعدها تقاعد و راح سعد للرياض
ناصر : لا سعد راح الرياض بعد فترة طويلة من تقاعد أبوك
عبدالعزيز بصمت مُرتبك أردف : صح صح .. يعني ... لا ناصر مستحيل أبوي يوم تقاعد من الشغل خلاص أبتعد كثير عن حياة الشغل !! كيف كان يشتغل حتى بعد تقاعده ؟
ناصر : أنا نفسك ماني فاهم ... ليتني كلمته .. أكيد يتذكرني
عبدالعزيز تنهَّد : راسي صدَّع
ناصر : خلنا من هالسالفة .. كلمت بوسعود عن سفرتك ؟
عبدالعزيز : إيه و أكيد ماراح يعارض
ناصر بهدُوء : فكِّر ترى هذا زواج ماهو لعبة ، طيب أستخير والله أنك تظلم نفسك كثير ياعبدالعزيز بأثير
عبدالعزيز : فكرت و قررت و أنتهيت
ناصر تنهَّد بضيق : بس ماينفع .. ليه ماتفكر بمنطقية أكثر .. صاير تفكر بعواطفك
عبدالعزيز : ناصر تكفى سكِّر الموضوع أنا قررت ومالي رجعة عن هالقرار
ناصر : طيب كم بتجلس ؟
عبدالعزيز : 4 أيام والليلة الخامسة أنا راجع بس ترانزيت على الإماراتية
ناصر : 4 أيام بس ؟
عبدالعزيز : إيه 4 أيام تكفي أنا أصلاً قايلها مشغول هالفترة بس يتم زواجنا وبرجع .. وبعدها أضبط أموري وأجيبك
ناصر عقد حاجبيْه من طريقة حياة عبدالعزيز التي في إنحدار مُستمر : و قلت لها أنك عايش في بيت بوسعود ؟
عبدالعزيز : لأ
ناصر : احيانا أحسك تدوِّر وش يضايقك وتسويه ؟ .. ليه تحاول تستفز كل اللي حولك وتخسرهم .. كل هالأشياء تقهرك وتسويها
عبدالعزيز تنهَّد : عاد الله أكبر اللي الفرحة مقطعتني بدون هالأشياء !!
ناصر : وتجيب أثير هنا ليه ؟ تبي تقهرها بعد ؟
عبدالعزيز بحدة : وأنا قلت بجيبها أعذبها !
ناصر : كلامي معاك ضايع ماراح يتغير شي من تفكيرك اللي بيوم وليلة تغيَّر !
عبدالعزيز ضحك بسُخرية تثقب قلبه بحُزن : هههههههههههه إيه وش بيتغيَّر يعني ؟
ناصر : قبل فترة تقولي أنك ماتطيق حياة هالبنت وفجأة تبيها
عبدالعزيز : طيب كلهم يتغيرون وأنا أقدر أغيرها
ناصر بحنق : تعذب نفسك والله !! .. وبوسعود ما يدري أنك تعرف مين زوجتك ؟
عبدالعزيز : لآ يدري
ناصر : قلت له ؟
عبدالعزيز : قبل كم يوم شافني مع بنته وتكلم
ناصِر تنهَّد : وهي عرفت ؟
عبدالعزيز : لآ للحين ماتدري
ناصر : أستغفر الله .. اللي تسوونه مايجوز .. لآ البنت تدري و الحين بتتزوج عليها وهي ماتدري بعد !! عيب قبل مايكون مايجوز !!
عبدالعزيز : أصلاً أكتشفت أنه زواجي من رتيل غلط في غلط .. والله ندمان قد شعر راسي.
في جهةٍ تبعدُ عدةِ خطوات منه ، شدَّت على قبضة البابِ و أطرافها ترتعش لا تتزن ، " زواجي من رتيل " !! عقلها جفّ ويبِس ، توقفت عن التفكير كما توقف قلبها عن النبض بطبيعية أكثر ، كل شيء في جسدِها يرتعش و يصمُت للصدمة التي يراها.
عبدالعزيز يُكمل : أنا ماأنفع لها ولا هي تنفع ليْ ، وحتى أثير .. بس على الأقل أثير ممكن أتعايش معها وأتكيف مع أطباعها ! أما بنت عبدالرحمن هي تحت امر أبوها دايم يعني أنا أتوقع لو تزوجت بنته الكبيرة مستحيل بينسحب من حياتها ومن قراراتها !! أحس محاصرهم من كل جهة و يضلون تحت ظله و أطباعهم نفس أطباعه .. يعني مررة تحس منغلقين على بعض وشخصياتهم تصلح لفترة مؤقتة بعدها تزهق لأنهم يرجعون لأبوهم و شغله .. مع أنهم مالهم علاقة في شغله الا أني أحس أنهم داخلين في شغله .... الزبدة أني أنتظر اليوم اللي أترك فيه هالحياة بكل اللي فيها و أبدأ حياة ثانية من جديد مافيها لا بوسعود ولا بنته ولا أحد من هالرياض !!!
بلعت ريقها بصعُوبة و الغصَّات تتراكم في صدرِها ، دوَار يلفُ رأسها و عيناها لا ترى بوضوح ، كل شيء يبدُو مُبهمًا ضبابيًا يصعبُ على عقلها التركيز في كُل هذه الكلماتِ القاسية صاحبة السطوة على قلبها ، آخرُ من أتوقع في حياتي أن يرخصني لأحد هو أبي ! آخرُ من ينسلخُ من قلبي هو أبي .. كيف يوافق على عبدالعزيز حتى لو على حساب بنته ؟ ألهذه الدرجة وصل عبدالعزيز مكانة في قلب أبي تعتليني و ترخصني أيضًا ؟ كان يقترب مني وهو يعلم تمامًا بأنني حلالٌ عليه و أنا التي أصابنِي الأرق و أكتئبتُ في حُجرةٍ سوداء حتى صعدني الإنهيارُ بسهولةٍ أمام إستسلامِي و هو في جهةٍ كان ينام مُرتاح البال و الضمير لأنه لا يعصي الله ، يالله بأيّ ذنب أُعاقب حتى أتعذب كل هذا العذاب ؟ لِمَ أنا دائِمًا على الهامش حتى في مصيري يحكمُون عليه دُون أن يشاوروني .. " على الأقل يخبروني " ، لا أفهم أحدًا ولا أفهم حتى كيف أنني إبنته إن كان يقبل بتعذيبي دُون أن يتحشرجُ به ضمير ؟ لا أفهم أبدًا ما يحدُث في حياتنا و أفهم تمامًا كيف أنَّ عزيز صدق في قوله " رخيصة " مادام أبي يفعل بي هكذا إذن لا لوم على عبدالعزيز و البقية.
تجمعت الدمُوع بها و الغضبُ ينحصر في زوايـا عينيْها ، لا عُذر سيقنعني ولا قلبٌ سيغفر لأحدٍ مادام لا أحد يلتفتُ إلى قلبي ، و إن أمتلىء حُبه في قلبي والله لن أسمح بأن يتلاعبْ بي هكذا و لن أُعاود ثقتي بمن مُفترض علي أن أُناديه " يبه " ، هو أصبح أبْ عبدالعزيز و يُدلله حتى في سبيل التضحية بإبنته وبقلبها ! ، لم يعُد أبي ولم أعُد إبنته.
تراجعت للخلف وهي لا تعلمُ بأيّ إتجاهٍ تذهب ، كل الأفكار تتشابك في بعضها البعض وتُفقدها وعيْها ، أصطدمت بالطاولة الصغيرة ليسقط هاتفُ المنزل من عليْها ، تُريد ان تصعد لغُرفتها ولكنها مُشتتة ، تفقدُ وعيْها بإستسلامٍ من أعصابها التالفة ، أنا أختنق.
سقطت على الأرض و أرتطم رأسها بقوَّة على حافةِ الطاولـة العريضة المُرتبطة بمرآةٍ طُوليـة ، و لا أنفاسٌ تُسمع.
خرجت من المطبخ الخادِمة التي تُغطي رأسها بقطعةِ قُماشٍ بيضاء تأخذُ شكل المُثلث و بين يديْها كأسُ عصير الأناناس ، سقَط على الأرض ليتناثر زُجاجه و تبتلُ الأرضية الرُخامية بالعصير عندما أخرجت شهقة من منظرِ رتيل ، كانت الدماء تخرجُ من مؤخرةِ رأسها إثر إرتطامها على الطاولة الحادَّة ومن ثُم على الأرض.
ساندِي صعدت بخطواتٍ سريعة للأعلى لترى ضي و عبدالرحمن في الصالة العلوية غارقين في الأحاديث ،
عبدالرحمن مُعطيًا ظهره للباب و ضي التي تُقابله أنتبهت لتصاعدُ أنفاسِ الخادمة ، عبدالرحمن ألتفت بعد نظراتِ زوجته المُريبة : خير ؟
ساندي وفي صدمةٍ تجعلها تُردد إسم رتيل فقط.
عبدالرحمن بخطواتٍ سريعة تسبقُ الريح ، نزل لتتسع محاجره من الدماء ، أنحنى لها وهو يضع أصابعه أسفَل أنفها و تصادمُ أنفاسها في أصبعه جلب له بعض الراحة ، بحدة و ربكة : جيبي عباتها بسرعة
ساندي ركضت لغُرفة رتيل لتُخرج عباءِتها و تُسلمها لعبدالرحمن ، حملها بين ذراعيْه وتوجَّه لسيارته.
ضي في مُنتصف الدرج مُتجمِّدة تمامًا و الرجفة تُصيب قلبها من أن يحصلُ سوءً لرتيل ، بلا شعُور أنهمرت دمُوعها على بشرتها الصافيـة ولم تستوعب بعد دهشتها بما رأت. ليلةُ عيد تُعزي فرحها.

،

تفكيرُها لا يهدأ ، الأرقُ بدأ يُصيبها من الآن ، أقتربت ليلةُ زفافها ومن الآن بل منذُ أول لحظةٍ أخبروها عن ريَّان وقلبها يُقيم عرسٌ صاخبٌ لا يمُّل ، شعرت بأن قلبها يتسع في كُل مرَّة تُفكر فيها بـ ريان و تُحبه دُون حتى أن تراه وتسمعُ صوته ، تمتلىء حُبٌ أبيض من الرجُل التي ستختلط به وتُشاركه حاضره و مُستقبله ، رُبما ليس حُبًا ولكن شغفًا وجنُونًا وإعجابًا وميلاً وكل الأشياء الجميلة تُقيم في قلبي وتنحني بإتجاهِ ضوءٍ يُدعى " ريَّان " ، لايهمُها أمر وسامتِه فهو أخ الجوهرة و أفنان التي تعرفهم جيدًا و تعرفُ أيضًا إبنتيْ عمه فهي واثقة تمامًا بأنه لن يكُن سيئًا وإن لم يكُن جميلاً بالتأكيد سيكُن جذابًا بما يكفِي ، الأهم أنه سيكُون زوجٌ حنُون و يحتويني. قلبي لايكف عن نسج كنزاتٍ من الحُب و الجمال تسقطُ عليها الأزهار و تزهرُ بالألوان. يالله يا ريان كُل هذا وأنا لم أسمعك و أراك ، أشعُر أن قلبي سيتوقف إن رأيتك إن كان يتسارعُ في نبضه بمُجرد التفكير بك. أنت خلف كل إبتسامةٍ مُفاجئة تُباغت شفتي.
هيفاء أستلقت على الأرضْ وأسفلُ رأسها " خُدادية " الأريكة ، بضجر : ماطفشتي ؟ مافيه شي ينشاف بالتلفزيون وماهو جايني النوم !
ريم بإبتسامة حالمية : بكرا العيد
هيفاء : الحمدلله والشكر !! أنا أكلمك بإيش وأنتِ تكلميني بإيش .. *بخبث أردفت* تفكرين في صاحب الحظ السعيد هههههههههههههه
دخل يُوسف و بجانبه منصور : صاحيين ماشاء الله
منصور : أنا بروح أنام لآتنسى تصحيني على صلاة العيد
يوسف : طيب .. جلس بجانبهم مُتنهدًا : يوم دخلت سكتوا ! أعوذ بالله من سوالف الحريم اللي فوق 18 سنة
هيفاء ضحكت لتُردف : والله ماكنا نسولف بس أقولها طفشت
ريم بنبرة طفولية شغوفة : شفت عبود ؟ يجنن ماشاء الله
يوسف وش يجنن !! أنتظري كم شهر لين تبان ملامحه وعاد أحكم لكم هو مزيون ولا بيطلع شين نفس أبوه
هيفاء : عيونه كوبي من منصور وخشمه خشم منصور بعد .. بس شفايفه لأ
يُوسف تقوَّست شفتيْه بتناحة : أمدى !! أقول البزر منخفسة عيونه و ماله خشم اللهم فتحتين ماتدرين وش محلها من الإعراب أستغفرالله بس أنا جاملت منصور قلت مزيون الله لايضره وبغى يآكلني بعد يقولي قول ماشاء الله .. على وش ياحظي !!
ريم : هههههههههههههههههههه حرام عليك هو لأن وزنه يخوِّف مررة نتفة أنتظره يكمل شهرين وبتشوف بس واضح مآخذ من منصور أكثر من نجلا
يُوسف مسح وجهه بكفُوفِه مُرهقًا وبإبتسامة : بس والله شعور حلو الله يديم فرحته ،
هيفاء : آمين ، صدق ماقلت لنا وش سويت في حايل ؟
يُوسف : يهبلون سوالفهم تونِّس ماتملين منها
هيفاء : شفت كل أهلها ؟
يوسف : والله مدري يعني شفت خوالها الكبار و عيالهم مدري عاد إذا فيه أحد ماكان موجود
هيفاء : يازين لهجتهم . . صديقتي أيام الثانوية من حايل
يُوسف بإبتسامة : لا متأثرين مرة بأهل الرياض مدري شكلهم كانوا ساكنين هنا بس مهرة وأمها ماتقولين من حايل بس عيالهم الشباب عليهم رزة ماشاء الله .. بخطبك لواحد منهم
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههه ههه على حسب الوسامة
يُوسف : شوفي خششهم عادية بس الله معطيهم خشوم قسم بالله تشوفين خشمك عندهم وتتفلين بوجهك
ريم : أصلاً مُهرة بعد خشمها حلو ،
يُوسف : إحنا ماورثنا من بعض الا خشوم عوجا
هيفاء : تكلم عن نفسك حبيبي خشمي وش زينه
يُوسف : يالله ليلة عيد وماأبغى أمصخرك على ذا الخشم النتفة
ريم : طيب متى بترجعها ولا خلاص ؟
يُوسف بهدُوء : بخليها تكيِّف عند اهلها وإذا بغت ترجع تعرف رقمي
ريم : من جدك !! أكيد ماراح تتصل عليك وتقولك تعالي .. أصلاً ماينفع .. لازم أنت تتصل
يُوسف : وليه ماينفع !!
ريم : أنت وش يعرفك بالحريم ؟ أي حرمة مكانها مستحيل تفكر هي اللي تتصل لازم الرجَّال
يوسف بضحكة : خلينا من هالموضوع عندي لكم خبر حلو
هيفاء بحماس : بتسافر وتآخذني ؟
يوسف : حطي في بالك لو سافرت أخاوي لي كلب ولا آخذك معي
هيفاء تُجمِّع كفوفها لتُشير إليه : مااقول الا مالت
يُوسف بتجاهل لها : المهم مهرة حامل
ريم شهقت بفرحة : صدددق !! مبروووووووووووووك
يوسف : الله يبارك فيك
هيفاء فتحت فمِها غير مُصدقة
يُوسف بسُخرية لهيفاء : الله يبارك فيك

،





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-12, 10:09 PM   #113

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،

في غُرفتهم المعتمة لولا ضوءُ الأبجُورة الصفراء الخافتة ، على السرير مُتربعة وفي حُضنها جهازُ الآيباد : ماأرتحت لها
حصة : بالعكس وش زينها البنت تهبِّل حتى واضح ماهي راعية سوالف وتطلع حكي منشغلة بنفسها
العنُود : ماتعجبني هالنوعية
حصة : انتِ وش يعجبك أصلاً ؟ نامي الله يرحم لي والديك
العنُود : يمه أجلسي معي شوي بسولف لك
حصة : إذا سوالف تغثني والله النوم أولى
العنُود بضحكة : تعرفين ماجد صح ؟ اللي معاي بالجامعة ؟
حصة : إيه وش فيه ؟
العنُود بإبتسامة شغوفة : راح يجي يخطبني ..
حصة أستعدلت لتجلس على السرير ومحاجرها مُتسعة : نععععععععععععععم !!
العنُود تغيرت ملامحها السعيدة للدهشة من ردة فعل والدتها المُتفتحة في نظرها : وش فيك ؟
حصة بحدة : هالموضوع يتسكَّر ولا أبي أسمعه مرة ثانية
العنُود بهدُوء : ليه ؟ أنا أشوفه شخص فيه كل الصفات اللي أبيها ليه أرفضه ؟
حصة : مايصلح لك وبس
العنُود : أقنعيني طيب بالأسباب وبسكِر الموضوع
حصة : هذولي الناس يتزوجونك فترة وبعدها يطلقون .. شفتي أبوه طلق أمه بعد عشرة عُمر .. عندهم الطلاق سهل وكل شيء يحلونه بفلوسهم .. وهالفئة من الناس مستحيل أوافق أنك تختلطين معهم
العنُود : بالعكس أنا أشوف أني أأمن مستقبلي وممكن يوفِر لي الحياة بكل متطلباتها ومنها الفلوس
حصة : يعني أنتِ بتتزوجينه عشان فلوسه ؟ ليه إحنا ناقصين ؟
العنود : بصراحة أيه .. يعني أحب وأحب طيب وبعدين ؟ أتزوج واحد سيارته من عشر سنوات وبيته متكسِّر يالله يصرف على نفسه !! أنا أحب أتزوج بعقل والحب تاركته للمراهقات ، وعقلي موافق على ماجد
حصة : العنود لا تنرفزيني .. هذا ماجد مايصلح لك وأنتهينا ولا سلطان راح يوافق عليه
العنود بغضب أشتَّد من ذكر " سلطان " : وش دخل سلطان فيني ، ماجد إذا جاء راح يخطبني من أبوي وإذا أبوي وافق ماله حق يتدخل ..
حصة : بس أنا ماني موافقة !!
العنود : هذي حياتي يمه أرضيك بكل شي بس حياتي خط أحمر
حصة رفعت حاجبها : يعني رايي ماهو مهم ؟
العنود : أنتِ قلتيها ! رايك ؟ يعني ممكن أتقبله وممكن أرفضه ماهو قرارك !!
حصة بغضب : إلا قراري وهالموضوع منتهي !! زواج من هاللي إسمه ماجد مافيه ! .. هذا اللي ناقص بعد وأصلاً هم ساكنين في دبي
العنُود : إيه طيب ؟ وش فيها دبي ؟
حصة : تبين تعيشين بعيد عني ؟
العنُود : يمه قلت لك هذي حياتي بنهاية الأمر أنا راح أبعد إذا مو اليوم بكرا !

،

تنزع عباءتها و تنفث على نفسها مرارًا متعوِّذة منهم : أعوذ بالله وش هالناس !! ليتك كنتي موجودة يمه وسمعتيهم .. أقرفوني
والدتها : عساتس ماقلتي لهم أنتس حامل ؟
مُهرة : بدون لا أقولهم البزر وضحى سألتني
والدتها : هذي بزر !! الا عقرب من تحت لتحت ، الله يزوجها ويفكنا منها !! تراها حسود أنتبهي
مُهرة : ليت بنات خالتي مزنة كانوا موجودات حبي لهم والله بدون لا أحكي يسكتونهم
والدتها : و عسى مرت خالتس مسفر العوباء ماتكلمت ؟
مُهرة : إلأا هي اللي مستلمتني *تُقلد صوتها* من الأصول أنك تنتظرين سنة على وفاة فهد !
والدتها : ماعليتس منهن منقهرات
مُهرة بضحكة : أصلاً بيَّنت لهم أني ميتة على يوسف
والدتها : ورآه ناوية على شي ؟
مُهرة توتَّرت : أكيد يمه يعني إحنا مانصلح لبعض وبعدين كيف تقبلين أتزوج واحد أخوه قتل أخوي ؟
والدتها بحدة : أقول أنثبري مافيه طلاق ولا عاد أسمعتس تجيبين طاريه لا قدامي ولا قدام يوسف وإن سمعت أنتس جايبته قدامه ماتلومين الا نفسك .. أنتِ الحين حامل والله يثبته لتس ومافيه أحسن من يوسف أبو و زوج لتس
مُهرة بغضب : يمه لا تخليني أدعي الحين عليه وعلى هاللي في بطني !! يوسف اليوم ولا بكرا راح يطلقني .. ماراح أعيش مع ناس قتلوا أخوي
والدتها : أسكتي لحد يسمعتس ويحسب أنتس متزوجة واحد قاتل !!!
مُهرة تنهَّدت لتستلقي على السرير القريب من سرير والدتها : يمه الله يخليك الموضوع بيني وبين يوسف منتهي وأنا مابغيت أخبرك بنفس الوقت عشان ماأزعلك بس إحنا أتفقنا وأنا جاية الحين ومالي رجعة له
والدتها ضربت صدرها بقوة مدهُوشة : وشهو ؟ من بكرا تتصلين عليه وتخلينه يجيتس هذا اللي ناقص بعد تبين تهدمين بيتتس بإيدتس وتشمتين حريم خوالتس فينا
مُهرة بحنق : ماراح أتصل ولا تخليني أدخل خالي محمد بالسالفة وتعرفين أنه مايرفض لي طلب
والدتها :والله لا أقِّص رجلتس قص .. لو وصل العلم عند خوالتس الثانيين تعرفين وش بيسوون ؟ ماله داعي أقولتس أنتِ عارفة وخابرة
مُهرة خنقتها عبرتُها وغطت نفسها بالفراش ودفنت وجهها في وسادتِها لتنسابْ دمُوعها بهدُوء وصمت ، تعرفُ جيدًا كيف يتكوَّن عقل خوالها و بما يُفكرون وطريقة تفكيرهم ، و حتى إن تطلقت من يُوسف سيجبرُونها على الزواج من إحدى أبنائهم. لا حل أستطيع أن أهربُ منه إلا " خالي محمد " هو وحده الأكثر تفتُحًا و الأكثرُ رحمةً عليها.

،

رائِحةُ المستشفى لوحدِها تُثير المعدة غثيانًا وتُمرِض المُعافى ، خرَج من جهةِ الطوارىء المُنعزلة عن بقية أقسام المُستشفى ، صمتُها يُثير في داخله ألفْ علامة شك و يعقدُ حاجبيْه بتعجُب ، قادَ السيارة متوجِهًا للبيت و أذانُ الفجرِ يقترب وقته.
، - جالِسة في الأمام بجانبِ والدها التي تكُن له غضبًا شديدًا ، مازالت تشعُر ببعض الألم في رأسها بعد أن تم خياطتُه بعدةِ غُرز وقطعةٌ بيضاء تلفُ رأسها لا تشبه أبدًا تفكيرها السوداوي في هذه اللحظة ، نظرت لساعةِ سيارتِهم لتندهش من الساعة الثالثة فجرًا وهي تتذكرُ أنها كانت مع ضي في الساعة العاشرة أو رُبما الحادية عشر.
والدها : رتول حبيبتي
لم تُجيبه ، تشعُر بقهرٍ فظيع يجعلها تصمت عنه.
والدها : قولي لي بس وش فيك ؟ ريحيني !! كيف طحتِ ؟ ماهو معقول على الأرض ويخيطون رآسك !!
رتيل بصوتٍ جاهدت ان يخرج متزن : طحت على الطاولة
والدها بضيق : الفترة الأخيرة صايرة تداومين بالمستشفى !! أنتبهي الله يخلي لي شبابك.
رتيل أكتفت بتنهيدة أثارت قلب والدها المهمُوم.

،

" الله أكبر .. الله أكبر " أخذ نفسًا عميقًا وهو مُستلقي على السرير لم يأتِه النوم ، أتجه للحمام و توضأ ليرتدِي ثوبه دُون أن يلبس شماغه ، ترك شعره القصير مُبعثرًا و جذابًا على حدِ عينه المُعجبة بشعره. وضع هاتفه على " الصامت " و سقطت عيناه على سواكه ليأخذه متوجِهًا لمسجِد الحيْ الذي يبعدُ عدة خطواتٍ منهم ، دائِمًا إن دخله يشعُر بأناسٍ من كوكب آخر ، صامتُون هادِئون ، نظراتِهم مُريبة مُربكة ، قبل أن يتجاوز سُور المسجِد ألتفت و رفع حاجبه مُستغرِبًا من سيارة بوسعود التي مرَّت ، أطال النظر حتى دخلت السيارة القصر و رآها على جمب ليكشفْ عن الأنثى التي يكسيها سوادُ الحشمة !! " رتيل أم عبير .. مهما تكُن مالذي يجعلهما يخرجان في مثل هذا الوقت !!!!! "
دخل المسجد و تفكيره مشوَّش مُنشغل.

،

وضع رأسه على شباكِ الطائِرة لينظُر للسُحب التي تُزاحم السماء والقريبة جدًا من عينيْه ، مُرهقة عيناه من النظر لغير غادة ، مُرهقة جدًا هذه العينان إن نظرتْ للأشياء و من يُضيئها غائبٌ تحت التُراب ، ما بيننا الآن مسافاتٌ شاسعة مُؤذيـة مُؤرقة. مابيننا حياةٌ طويلة يا غادة.
تنهَّد أمام المُضيفة المُبتسمة برقة " ماذا توَّد أن تشرب ؟ "
ناصر " شكرا لا شيء " .. أنزل كُرسيه ليُجاهد نفسه أن ينام و يبتعد عن خيالاتِ غادة.
جلس بجانِبه في الدرجةِ الأولى رجُل ثلاثيني ذو بشرةٍ شقراء.
ناصِر أستعدل في كُرسيْه فالنوم فعليًا لن يأتي ، أردف : مرحبا
الرجُل بإنكليزيةٍ رقيقة : أهلاً .. رأيتك نائمًا ولم أشأ أن أُضايقك
ناصر : كنت أحاول ولم أستطع للأسف
: يجب أن تُفرغ ذهنك و سيأتيك النوم
ناصر : منذُ ساعتيْن و أنا أحاول النوم ولا عقلٌ ينعس
: العقل يستجيبُ لأوامرنا إن رغبنا فعليًا بذلك
ناصر بإبتسامة دافئة : يبدُو أنني أعصي عقلي
: تعرف شيئًا ؟ في كل مرةٍ ينشغلُ عقلي في شيءٌ مضى ويُتعبني ، أقرأ كتابٌ مُمِل إلى أن أنام ، كل الأشياء الرمادية لها جانبٌ مُضيء و حتى الكُتب السيئة لها جانب جيِّد.
ناصر : و الموت ؟ له جانب مُضيء !
: الذكريات الجميلة هي من تُضيئنا .. أيُوجد أفضل من الذكريات ؟ وإن كانت مُوجعة هي من تُريح القلب في الغياب.
ناصر : الذكرياتْ موتٌ بطيء ننزلق به
: من فقدت ؟
ناصر : زوجتي
بضيق : منذُ متى ؟
ناصر : منذُ عام ، في ليلة زفافنا
: أووه !! أعتذر لذلك
ناصر أبتسم بوجَع : لا بأس ، سنعتاد.
: يجب أن تُفكر بأنَّ حُبها هو من تحيَا الآن لأجله رُغم موتها ، لذلك كُن ممتنًا دائِمًا أنك أحببتها
ناصر و كأنَّ الوجعُ يتشكَل به أو رُبما حاجته للحديث تجعله يحزن أو رُبما لأنه عيد و قلبه مُتعب من أنه عيدٌ لا يضمُ غادة : لم أسخط يومًا من حُبها وهي من كانت خلف كل إبتساماتي و ضحكاتي.

،

أزاحت السماء عن خِمارها لتتوهَّجُ شمسها و السُحب تتراكضُ لدِفئها ، أضاءت دُوفيل و اليومُ مُرادفٌ للفرحة ، أتَى العيدُ مُدهِشًا يتشكلُ على هيئة ضحكة تُبهج قلوب الأطفال والكبار.
أفاقت مُبكِرًا لتُحضِر الفطور ، لا تشعُر بأنه يومًا مُختلف عن بقية الأيام ، العيدُ يأتِي كيومٍ عادي ، لأن لا أحد بجانبي ، لا أُمٍ ولا أب أقبل جباههم و ألفظُ " عيدكم مبارك " ، لا أحد أُعايده و أُبارك له لأشعُر ببهجةِ العيد. و رُغم كل هذا لستُ في منطقةٍ تضجُّ بالعرب حتى ألمحُ العيد في ملامحهم و أسعَد.
قاطع تشابُك تفكيرها المُكتئب الجرس ، خرجت من المطبخ التحضيري وهي تلفُ حجابها على عجل ، فتحت الباب لتتسع إبتسامتها و لا ترى سوى جسدِها وملامِحه تُغطيها بالونـة كبيرة على شكلِ قطعةٍ نقدية من فئة 500 ريال – بانت بها صُورة الملك عبدالعزيز رحمه الله –
وليد بإبتسامة : عيدك مبارك
رؤى : من العايدين والفايزين ... أبتعدت حتى يدخل ، .. الله جايب فطاير
وليد يضع الضفائر الفرنسية من العجين عل الطاولة ويجلس مُبتسمًا : طيب تعالي بوريك عيديتك
رؤى ضحكت لتُردف : مين قدي اليوم
وليد بإبتسامة : توِّك ماشفتي شي
رؤى : وين بتوديني بعد ؟
وليد : بنروح منطقة ثانية بعدين أحكي لك عنها راح تحسين بالعيد وجماله
رؤى أبتسمت وهي تجلس وأمامها علبة من الكرتون متوسِط الحجم طُولي ذو لونٍ زهري باهت و فوقه شريطة بيضاء ، فتحتها بخجل و الفرحة تغمرُ عيناها ، أتسعت إبتسامتها عندما رأت غلافُ الكتاب " أبراجُ المملكة مُصممة بطريقة الكولاج " ، أبعدته لترى علبةُ صغيرة ذات اللون التركوازي من ماركةِ تيفاني ، فتحتها لترى عقدًا كاملاً من الألماس : مررة كثير يا وليد
وليد : كل شيء يرخص لك
رؤى بحرج كبير : لآلآ جد مررة كثير تراني ماأعرف أعبر
وليد ضحك ليُردف : الكتاب راح تكتبين فيه كل شيء يضايقك بوقتها وبعدها تقطعين الورقة وبالزبالة وبينتهي هاللي مضايقك
رؤى بإبتسامة عميقة و عيناها تُرفرف بالدمع : جد مشكوور
وليد : طيب فيه شي ثاني
رؤى أنتبهت للـ " ريال " ، ضحكت : كلفت على نفسك
وليد : جبنا لك ريحة السعودية
فتحت الريال الملتوي حول نفسه ، كُتِب عليه " أعيادك سعيدة "
رؤى تزاحمت بها السعادة حتى بكت ، وليد يمدُ لها المناديل البيضاء : ماأتفقنا كذا ؟ وبعدين الخبز راح يبرد وما فطرنا !
رؤى وقفت وعيناها ممتنة لوجُود وليد بجانبها : 5 دقايق بس و يكون جاهز الفطور .....

،

بعد بُكاء متواصِل جفَّت دمُوعها ، وحدتها في هذا العيد أجبرتها على تنحِي سعادتها لتبكِي ، الغُربة مُزعجة إن أتت أيامُ العيد و الفرح ولم تجد من يُشاركها هذا العيد ، تمنَّت لو أنها بالشرقية الآن وترى والدتها و والدها و تُهنئهم بالعيد. رُغم أنها سمعت أصواتِهم و باركت لهم بالعيد إلا أنها مُتلهفة لملامِحهم و مُشتاقة جدًا.
منذُ ان رحلت ضي وهي تُحاول أن تقنع سمية بأني تأتي لها وتُشاركها الشقة وبعد أيام من محاولاتِ أفنان أتت قبل يومين وسكنت معها.
سميـة تخرج من المطبخ بكُوبِ الحليب : خلصتي من البكي ؟ يختي أنبسطي بس ناقصين هم وحزن !!
أفنان بحزن : هذا اول عيد أكون بعيدة عنهم
سُمية المعتادة على الغربة : تتعودين ، المهم وش تبينا نسوي اليوم ؟
أفنان : وش نسوي بعد ؟ بننثبر هنا !
سُمية : يا كآبتك يا أفنان ، لا ياحبيبتي ترى باريس بتنفجر من العرب وكلهم يحتلفون بالعيد ، خلنا نروح نتمشى وننبسط ونعيش جو العيد
أفنان أنتبهت للظرف الأبيض الذي ينزلق من تحت الباب : شوفي وش جاء
سُمية تركت الكوب على الطاولة و اخذت الظرف ، لتقرأ على ظهره " سُميـة و أفنان " : شكلها دعوة لنا
أفنان توجهت لها لتقرأ معها ، فتحتها سُمية وكانت فعلاً دعوة لحضُور حفلة العيد.
سمية : زين جانا العيد لعندنا
أفنان : لآ وشو ؟ مستحيل أروح ! يعني أكيد حفلة مختلطة وأنا صراحة أخاف وماأحب
سمية : وش فيك ؟ يعني حفلة العيد أكيد الشباب اللي معانا مسوينها .. ومين قال بتختلطين معهم !! عادي إحنا بنجلس بروحنا وننبسط
أفنان : لآ يمه سمية أخاف من هالحفلات وممكن فيها سكر وشرب ومدري وشو
سمية : ماعليّ منك راح تروحين وأنتِ ساكتة

،

رجَع بعد ان أتجه بنجلاء إلى بيتِ أهلها حتى تقضي الأربعين يومًا هُناك ، هذا العيد مُختلف جدًا. هذا العيد أتى معه طفله.
سلَّم على والدته التي لم يراها صباحًا : عيدك مبارك يالغالية
والدته : من العايدين والفايزين.
جلس مُرهقًا : بآخذ نفس قبل لا يجون الرياجيل
والدته : ومين قال محد جاء ؟ روح المجلس ممتلي
منصور بتعب وقف مُتنهِدًا : الله يعين .. توجه للمجلس الذي أمتلىء بالجيران و الأصدقاء المُباركين بالعيد و البهجة ترتسمُ بملامِحهم. جلس بجانب يُوسف ليهمس : وراك جالس ؟ قم قهويهم
يوسف بمثل همسه : توني جالس وبعدين تبي تعلمني أصول المرجلة الله يرحم من كب القهوة على بوسعود
منصور : ياذا السالفة اللي بموت ولا أنت ناسيها !!

،

العيد هو يومُ السبت و لا شيء آخر ، يمُر بجفافٍ على قلبه مثل كُل سنة ، أبعد عيناه عن السقف ليتفآجأ بوجودِ والده نائِمًا على الأريكة الطويلة ، بلع ريقه وهو يسيرُ بخفوت نحو الحمام. أستحَّم لدقائِق طويلة وهو يشعُر بأن رائِحة الشُرب تفوح منه بقوة كما يفُوح العُود العتيق من أبيه. أرتدى ثوبه و بدأ بهدُوء يخشى ان يصدرُ صوتًا فيفيق والده وهو لايعلم ماذا حدث بالأمس ، أزاح لوحاته جانبًا وملابسه المتسخة المرمية على الأرض ، خرج ليرى حمَد جالسًا و واضع رجلٌ على الأخرى أمام التلفاز ،
فارس : أبي بخور أي شي بعطِر غرفتي
حمَد بهدُوء : ماتدري وش صار أمس ؟
فارس : وشو ؟
حمد : أبوك جاء هنا وشافك سكران
فارس بغضب : أسكت هو نايم عندي
حمَد بربكة أستعدل في جلسته ليُبعد رأسه قليلاً ويراه نائِمًا ، شهق : نايم عندك !!!!
فارس بلع ريقه رهبة و جلس على الطاولة : وش صار أمس ؟
حمد بخبث : وش لي ؟
فارس : لآتجنني تكلم وش صار ؟ ماكنت شارب مثلي !
حمد : لآ ياحبيبي أنا ماأشرب أنا آخذ رشفة رشفتين أسكر شوي بس عقلي موجود
فارس : لايكثر وقل وش صار ؟
حمد : شافك يا حبيبي وأنت تقول عبير حبيبتي .. هههههههههههههههههه
وبحالميةٍ يُكمل : عبير مُستقبلي وحياتي
فارس : كذااااب
حمد : ههههههههههههههههههههههههه ههههههه لا ماكنت تهذي بس قليت أدبك قدامه وقمت تسبه وعطاك كم ضربة وبعدها نمت
فارس ولم ينتبه لنفسه أو يراها بالمرآة ، توجه للمرآة الموجودة بالصالة لينظِر لعينه المتورِمة بالزُرقة و شفتِه السُفلية يتخثرُ بها الدم : الله لا يعطيك عافية يا حمد
حمد بضحكة خافتة : شف عاد وش بيقولك لا صحى !! .. أنا بروح أجيب البخور لا يذبحنا مع هالريحة ...
فارس بدأ يُقطِع بأظافره القصيرة ويُفكر بحيلةٍ يهرب بها من أسئلة والده التي يتوقعها ، جلس و بابِ غُرفته المفتوح يكشف له عن جسدِ والده ، لن يُصدقني بالتأكيد مهما أعطيته من الأعذار ، يالله دمرتُ نفسي الآن لن يسمح لي بتاتًا بالسفر.
لاحظ حركةِ أقدامه والده ، وقف ونزل للأسفل حتى يتدرب رُبما يحن عليه أو حتى يشفق ، أخذ سلاحه و أهتز هاتفه في جيبه ، رد بملل :ألو
والدته : هلا يمه .. عيدك مبارك
فارس دون تركيز : وأنتِ بخير
مُوضي : قلت لك عيدك مبارك
فارس بتذمُر : طيب يايمه كلها وحدة .. من العايدين والفايزين
مُوضي بضيق : كذا تكلمني ؟
فارس تنهَّد : لأن توني صاحي ومالي خلق لأحد
موضي : وأنا صرت أحد ؟
فارس : يالله يايمه تجلسين تدققين على كل كلمة وكل حرف وكل زفت .. خلاص
مُوضي : طيب حقك علي أزعجنا مزاجك السامي
فارس : شخبار أريج ؟
مُوضي : أبد مشتاقة لك ماراح تجينا ؟
فارس : وأبوي مخليني أتنفس عشان أجيكم ! تعرفين هو مانعني عنك
مُوضي : بس أنا أمك وهذي أختك الصغيرة
فارس بسخرية : دام أبوها ماهو رائد الجوهي إذا هي ماهي أختي
موضي : وش هالحكي إن شاء الله ؟ وبعدين عمك يسأل عنك !
فارس : ماهو عمي إسمه زوجك !!
مُوضي تنهدت : أستغفر الله العلي العظيم .. يعني ماراح تجي ؟
فارس : لأ
مُوضي : ياقسوتك مثل أبوك .. وأغلقته.
فارس أبتسم عندما تذكَر عبير ، أخذ هاتفه الآخر الذي لايحتوي إلاها ، أرسل إليها رسالة " كل عام و أعيادُك جميلة كـ أنتِ "
صوتُه الرجُولي الضخم قاطعه : فاااااااااارس
فارس ألتفت وإبتسامةٌ بلهاء تُسيطر على شفتيْه : هلا .. تقدَّم إليه وقبَّل جبينه .. عيدك مبارك يبه
رائد : من العايدين والفايزين ... ماشاء الله صاحي بدري وتتدرب
فارس شعر بسُخرية والده لذلك ألتزم الصمت.
رائد : مو قلت لك تبعد عن الشرب !! قلت لك ولا لأ ؟
فارس بتوتر : وأبعدت يعني بس أمس ولا أنا منقطع فترة طويلة
رائد : تكذب على مين ؟ أنا ماعاد أصدقك أصلاً لأنك منت رجَّال وكلمته وحدة
فارس عقد حاجبيْه بغضب من وصف والده : رجَّال وماني محتاج شهادة في رجولتي
رائد : ولسانك طايل ؟
فارس : يبه يعني تجلس تهيني وأسكت
رائد : لو أكسر راسك تسكت بعد !!
فارس تنهَّد : طيب
رائد : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .... أمك كلمتك ؟
فارس : إيه وقالت لي أجيها بس رفضت مثل ماتبي
رائد أمال فمه ليُردف : روح لها لا تبكي عليك بعد
فارس ضحك : لآ ماني رايح كل شي ولا زعلك
رائد بضحكة يُشاركه وكأنهم أصدقاء أكثر من أب وإبنه : لا رُوح عشان ماتجلس تسوي مناحة عليك ، تعرف أبوك حنون
فارس : هههههههههههههههههههههه متى تبيني أروح ؟
رائد : العصر .. بس طبعا مو بروحك خذ حمد وياك
فارس بضجر : أجل مانيب رايح إذا حمد بيجي ويايْ
رائد : فارس ماراح أخليك بروحك !! ماهو من زود ثقتي فيك
فارس : إيه ليه ماتثق ؟
رائد : أمس بعيوني شفتك سكران وتبيني أثق فيك !! خلك رجَّال وأبعد عن هالخرابيط
فارس تنهَّد ، : طيب خلاص خلني أمشي بموكب والحرس وراي بعد
رائد : تتمصخر !! مشكلتي هالفترة شغلي هادي ومتفرغ لك فلا تخليني أتصرف معك بتصرفات ماتعجبك

،

في طريقِ عودتهم من المطار ، بجانبه صديقه الحميمي و الفاقِدُ أيضًا مثل فقده ، : أبوك في البيت ؟
ناصر : لأ رايح الشرقية عيدنا هناك ..
عبدالعزيز : أحسن مالي خلق أرجع البيت ولا أشوف أحد مخنوق منهم كلهم ، بجلس عندك اليوم
ناصر : بكرا بليل تسافر و تبعد عن هالأجواء اللي خانقتك
عبدالعزيز بسُخرية : بكون عريس للمرة الثانية
ناصر ضحك ليُردف : أنت جايب لنفسك عوار القلب !! المشكلة ولا عرس فيهم بيكون بمسمى فعلي عرس .. زواج ملكة وبس حتى حفلة تحس فيها بالزواج مافيه !!
عبدالعزيز : أثير أكيد بتسوي لنفسها وأنا بس أوقع العقد بآخذ نفسي وأنحاش من باريس اروح أي منطقة ثانية أجلس الأيام اللي بتبقى وأرجع
ناصر بتقزز من الكلمة : أوقع العقد !! يخي حسستني صفقة بشغلك وأنتهت .. مدري متى تحس بمسؤولية الزواج
عبدالعزيز : تكفى ناصر ترى اليوم عيد فلا تضيِّق علي بمحاضراتك
ناصر أبتسم : ماراح أحاضر عليك ، بس وش رايك في عيد الرياض ؟
عبدالعزيز : كئيب ماعدا صلاة العيد هي اللي حسيت بنشوة فرح وعيد وغيره والله زي أي يوم ثاني

،

تشغلُ دور ربةُ البيت بإمتياز ، حضرت الفطُور لهم و من صُنعها أيضًا ، تشعُر بفرح عظيم وهي في منزله الآن و تتصرف كزوجة طبيعية و هذا العيدُ وقعه مختلف وجدًا على قلبها المُتكاثر في السعادة ، رُغم أنه بائس على إبنتيه و مُختلف عليهما بأنه أتى حزينًا.
ضي : طيب أكلمها ؟
عبدالرحمن العائِد من مجلسه الذي أمتلىء في الصباح الباكر بالمعيدين ، جلس ولم ينام ليلة الأمس جيدًا : لا تضغطين عليها بس حاولي تفهمين منها .. رتيل ممكن تآخذ وتعطي وياك وأنا بروح أشوف عبير
صعدا للأعلى و تغيرت إتجاهاتهم ، دخل عبدالرحمن بهدُوء لغرفةِ عبير المُتجمدة من درجة التكييف العاليـة ،
عبدالرحمن بإبتسامة : وش دعوى ما تعايدين أبوك ؟
عبير الجالسة على الأريكة ومُنشغلة في هاتفها و مُحادثات الواتس آب ، رفعت عينها لتقف ببرود و تقبِّل خدِه وجبينه : عيدك مبارك
عبدالرحمن أخذ نفسًا عميقًا : ليه ما نزلتِي تحت ؟
عبير : تعبانة ومالي خلق
عبدالرحمن : تعبانة !!!
عبير جلست وبهدُوء : أظن ضي تكفيك
عبدالرحمن جلس بمُقابلها لينتبه للوحات التي تُزيِّن غرفتها : مين راسمك ؟
عبير بلعت ريقها لترتبك حروفها : وحدة من البنات
عبدالرحمن : وماعندها إسم هالبنت ... أقترب من إحدى اللوحات.
عبير بخوف وقفت خلفه : منيرة .. إيه إسمها منيرة أعرفها أيام الجامعة كانت ترسم وقلت لها ترسمني
عبدالرحمن ، ألتفت على الزاوية المُتخمة بالزهر الذبلان ، أصطدم في عقله من هددهم بأن لا يزوِجُوا عبير لعبدالعزيز !! ، أردف : من مين جايتك كل هالأشياء ؟
عبير : أنا شاريتها أحب أشتري ورد ..
عبدالرحمن يُقلب الزهر بين يديه دون بطاقةٍ يقرأها أو شيءٌ يُؤكد شكوكه ، رفع حاجبه إليْها :كل هالورد شاريته !!
عبير بصوتٍ جاهدت أن يتزن : إيه وش فيها ؟ لآيكون حرام بعد
عبدالرحمن : لآ ماهو حرام طيب دام شاريته أهتمي فيه كله ذبلان ، طيب أرميه وأشتري غيره !! ولا فيه شي يخليك تحتفظين فيه
عبير : وش قصدك يبه ؟ أكيد مافيه شي .. تبي ترميه أخذه وأرميه .. *بإنفعال كبير* لازم تطلعني على غلط حتى لو شي خاص بيني وبين نفسي تقرر عني بعد
عبدالرحمن بهدُوء : صوتك لا يعلى
عبير بضعف تام تجمَّعت دمُوعها ، رُبما العيد الذي يهطل عليهم بالحُزن او رُبما لأنها لا تشعُر بالعيد وأثَّر ذلك على نفسيْتِها .. أشياء كثيرة تتراكم في صدُورنا و تنفجِر في وقتٍ مُؤجل : إن شاء الله
عبدالرحمن : الحين ليه تبكين ؟ كان مجرد سؤال ...
تعليل والدها لبُكائِها جعلهُ ينساب بعد أن أختنق ، أردفت : أنا متضايقة و انت زدت عليّ بسؤالك ،
عبدالرحمن : وليه متضايقة ؟ عشان ضي ؟
عبير أبعدت أنظارها بإتجاه الشُباك و لم توَّد أن تناقشه في موضوع ضي.
عبدالرحمن : إلى متى يعني ؟ بنهاية المطاف راح تتقبلينها يا عبير بس ممكن تتقبلينها بدون لا تضايقين أبوك وممكن تتقبلينها وأنتِ مضايقة أبوك
عبير : ماتهمني أصلاً عشان أتقبلها أو ماأتقبلها
عبدالرحمن : أجل ليه متضايقة ؟
عبير و كلماتُها جلدٌ لقلبِ والدها : لأن العيد صار مثله مثل أيّ يوم عادي و طبعًا السبب يرجع لك أنتْ
عبدالرحمن : أنا ؟
عبير ألتزمت الصمتْ و ضيقها يتشكلُ بين ملامِحها ،
عبدالرحمن شد على شفتيْه ليُردف : وش قاعد يصير لك ؟ ما كنتِي كذا !! هذي التصرفات ماتطلع منك ... ممكن أصدق أنها تطلع من رتيل لكن ماأصدق أنها تطلع منك !! أبي أفهم وش قاعد يصير في بنتي ؟
عبير : لأني مليت من أني أكتم وأنت ولا همِّك يبه
عبدالرحمن : أنتِ لو تطلبين عيوني ترخص عشانك وتقولين لي ماأهتم لك !!
عبير والبُكاء يُبلل خامةِ صوتها : محتاجة أتنفس ! أختنقت من هالجو كله
عبدالرحمن تنهَّد : طيب قلتي لي تبين تشتغلين ؟ دوَّرت لك شغل مالقيت شي يناسبك
عبير : ماهو مالقيت شي يناسبني !! مالقيت شي يناسب قوانينك اللي مدري من وين جايبها
عبدالرحمن بحدة : عبير تكلمي معاي زين !!
عبير بهدُوء مُزعج : مافكرت بعد عُمر طويل كيف بتكون حياتنا بدونك ؟
في جهةٍ مُقابلة ، دخَلت ضي غُرفة رتيل المُعتمة ، فتحت الستائِر و كشفت الشمسُ عن أشعتِها ، جلست على طرف السرير بجانبها و رتيل عيناها على السقف ذات عقل مشغول و فارغ في آنٍ واحد.
ضي بإبتسامة : أبوك يقول عمك عبدالمحسن بيجي و قالي أنه عرس بنته بعد آيام .. مايصير نشوف كل هالحزن فيك
رتيل صامتة تسمعُ لها و قلبُها يسمع حديثِ عبدالعزيز الأخير ، " زوجته " يالله ما أبشعها الكلمة و ماأوقحُ سلامها على قلبي.
ضي تضع كفَّها على شعرها البُندقِي المُجعَّد بإلتواءاتِه : رتُول ، ألبسي وجهزي نفسك وخلينا ننزل ننبسط ، ماهو لايق عليك الحزن
تشعُر كأنها أبتلعت لسانها ولا صوتٌ يجرؤ أن يخرج ، لم تستوعب بعد أن والدها يُرخصها ؟ صعبٌ على قلبها أن تستوعب ما يحدُث في حياتها الآن.
ضي : طيب قولي لي ، ماهو زين تكتمين .. وأوعدك مايوصل شي لأبوك إذا أنتِ ماتبين تقولين له ... أعتبريني صديقتك .. أختك .. أي شي
ألتفتت إليْها وعيناها قصةٌ أخرى ، أحيانًا تجِد في بعضِ الإناث أعيُن تُثرثر بإستمرار ، أعيُن لا تصمتْ ولا تهدأ ، تشعُر بها في الضياع هذه هي رتِيل و حالُ عيناها ، بصوتٍ غائبٌ عن وعيْه لذا أتت الكلماتُ مُرتجفة : تعبانة و برجع أنام الحين
ضي : تنامين ؟ طيب أشربي لك قهوة تصحصحين فيها ساعتين بالكثير وأرجعي نامي وأصحيك بليل
دخَل عبدالرحمن مُنزعج جدًا من عبير بل حزينٌ عليها ولا يعرفُ حلاً آخر ، يوَّد لو أن رتيل الآن تخفف وطأةُ وجعِ أختها عليه ، ولكن خابت آماله عندما رآها على السرير ، أنحنى عليها ليقبل عينها اليُمنى كما أعتادت أن تُقبله أحيانًا ، أبتسم : عسى أعيادك كلها فرح
رتيل تنظرُ لوالدها بنظراتٍ غارقة حزينة عاتبة ، همست : آمين.
ضي : كنت أقولها تنزل معايْ بس شكلها عنيدة مثلك
عبدالرحمن بإبتسامته الصافية : أنا اليوم مغضوب عليّ ، أغلى ثنتين في حياتي متضايقات
رتيل و جُملته أتت كملحٍ على جرحٍ غائر ، أختنقت بدمُوعها إلى أن بكت.
عبدالرحمن يمسحُ دموعها على خدِها الشاحب : وش فيها روحي متضايقة ؟
رتيل أرتمت على صدرِه وهي تتمسكُ بثوبه وتُبلله ببكاءِها ليضيق صوتُها . . .

،

في مجلسهُم المُزدحم بإناث العائِلة المُتغنجات في الصِبـا ، تتثاقل أحاديثهم التي ترمى على بعض و كلماتِهم المقصُودة لإغاضة بعض ، لا يهدأن و كُلما سكَنت أحاديثهن أفاق حديثٌ آخر يُهين الأخرى بطريقةٍ غير مُباشرة.
مُهرة فتحت هاتِفها لترى رسالَة من يُوسف " بكون أحسن منك وبقولك عيدك مبارك يا زوجتي الحبيبة و الغالية و الشيء الكويِّس "
ضحكت بخفُوت لتكتب له " من العـ .. " لم تُكمل من كلمةُ إمرأةِ خالها لها : أحترمي المجلس وشو له ماسكة تليفونك !
مُهرة رفعت حاجبها : كيف أحترمه ؟
زوجة خالها : والله عاد إذا أمك ماعلمتك أنا ماني مكفولة أعلمك
مُهرة أبتسمت بإغاضة : طيب حقك عليْ إذا ماأحترمت سواليفك اللي ماينمَّل منها
غالية : وش قصدك ؟ يعني سواليفنا ماهي من مقامك
مُهرة و مزاجُها بالسماء ، ضحكت لتُردف : لا أبد مين قال ، بس تعرفين ماتعوَّدت على هالسواليف
غالية : بسم الله على قلبك ياللي مقطوع سرِّك في لندن
مُهرة : لآ في الرياض يا قلبي
أعتلت شُحنات المكان السالبـة في حضرةِ حديثِ مُهرة.
خالتها مزنة : حبيبتي مُهرة كيف الزواج والرياض ؟
مُهرة أبتسمت لخالتها المُحببة لقلبها : أبد تجنن و الله رزقني الزوج الصالح والفاهم و العاقل وماهو مقصِّر عليْ بشي وش أبي أكثر !
مزنة : وأنتِ يا قلبي تستاهلين من يشيلك على راسه
مُهرة : يابعد عُمري والله
وضحى تنهَّدت : عيدنا صاير كئيب
مُهرة : عاد تصدقين هذا أحلى عيد مر في حياتي أحس له طعم ثاني
وضحى أمالت فمها و نظرها بعيدًا عن مُهرها وهي تشتعل حقدًا.
مزنة : هذا جوالك الجديد ؟
مُهرة وسؤالٌ أتى على طبق من ذهب لتُجيب : من يوسف
مزنة : الله يخليه لك يارب
مُهرة بإبتسامة : آمين
غالية : والله الحين الحريم ماعاد في وجههم حياء كأنهم واقفات عند الباب ويطلبون من يتزوجهم
مُهرة وقصدت أن تجرح غالية ولا تعرف بأنها تجرح نفسها أكثر : صادقة والله بس عاد الحريم يختلفون يعني فيه بنت معززة مكرمة يجيها من يشتريها لين بيتها وفيه بنت لأ
دخلت والدة مُهرة بعد أن كانت مُنشغلة في المطبخ : الله يديم مجلسكم .. وجلستْ بجانب إبنتها.
نظرت لهاتفها المُهتز إثر رسالة جديدة ، فتحتها كانت من البنك " تم إيداع 100.000 ريال في حسابك " و تلتها رسالة من يُوسف " عيديتك من شقا عُمري كله يعني يمديك ترجعينها بطريقة ثانية خصوصًا أني فلَّست "
أبتسمت لتوكزها والدتها : وش بلاتس تضحكين كنتس مجنونة ؟
مُهرة همست : يوسف حط في حسابي 100 ألف يقول عيدية
والدتها : قومي أتصلي عليه برا ولايسمعونتس هالمهبَّل
غالية تهاب والدة مُهرة لأنها ترد الواحدة بعشِر ، لذلك صمتت.
وضحى الغير مُبالية : الله يرحم أيام نوكيا
مُهرة عضت شفتها بهدُوء ودَّت لو تقتلها ، والدتها : أعوذ بالله من عيون بعض الناس .. وش تبين أنتِ قبل كم يوم أنتِ في المهاد
وضحى غضبت من تصغير والدة مُهرة لها : اللي على راسه بطحا يحسس عليها .. أنا قلت مُهرة ؟ هجمتي عليّ على طول
والدتها : أقول مهرة لاتطولين على زوجتس ..
مُهرة و أضطرت أن تقف وتتوجه للصالة الأخرى ، مرَّت دقائِق وهي عند إسمه ، أخيرًا أتصلت عليْه ، أتاها صوتُه الضاحك : يا صباح الخير
مُهرة لم ترد لثواني طويلة ثم أردفت : صباح النور
يوسف : عيدك مباارك .. طيب على الأقل كان كملتي الجملة وش هالبخل اللي عليك
مُهرة لم تفهم عليه : من العايدين والفايزين !! .. بس مافهمت
يُوسف : راسلة نص المسج
مُهرة : يمكن أرسلته بدون لا أدري
يُوسف : طيب .. شخبارك ؟
مُهرة : بخير الحمدلله أنت شلونك ؟
يُوسف : تمام ، مرتاحة ؟
مُهرة بلعت ريقها لتُردف : الحمدلله ..
بعد صمتٍ بينهم طال تحاورت به أنفاسهم ، أردفت مُهرة : مشكور على العيدية ولو أنها كثيرة
يوسف بضحكة : قلت لازم أذلِّك على شي
مُهرة ضحكت لتُردف : يعني ماهي لله ؟
يُوسف : 75% نيتي شينة في الموضوع
مُهرة أبتسمت وبعفوية : بخليها لولدي
يُوسف عيناه كشفت عن لهفتها ليُردف : لولدك ؟

،

رجَع مُهلك بعد سلسلة من زياراتِه و مُعايدته للأقارب والأصدقاء ، وضع رأسه في حُضنِ عمته : ودي أنام سنة كاملة
حصة بضحكة : أطلب منك طلب ؟
سلطان بهدُوء : على حسب الطلب
حصة : أصعد فوق بس شوف الجوهرة اليوم
سلطان ضحك ضحكة صاخبة ليُردف : ليه طيب ؟
حصة : بيجي أبوها الحين وقبل شوي نزلت ليْ وماقصرت البنت بس روح شوفها
سلطان : إيه ليه أشوفها ..
حصة أبتسمت بشغف : شكلها صاير يهبِّل
سلطان : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههه لانزلت لأبوها شفتها
حصة : سلطان تكفى والله حرام تضيع الفرصة
سلطان : وش فرصته بعد ؟ صار لي شهور أشوفها بتفرق يعني ؟
حصة : إيه بتفرق .. يالله حبيبي روح
سلطان : لا تزنين على راسـ ... لم يُكمل من حضُور الجوهرة أمامه . . . .

.
.


.

أنتهى + بناتي حبيباتي :$ -> بدت إستظراف ، أولاً هذا أكثر بارت حسيت بمتعة وأنا أكتبه مع أني قسمته وكذا.
ماعلينا بقولكم شي والله أني تعبت وأنا أقوله " حمد ماهو أخو فارس ، حمد واحد من رجال الجوهي + ناصر ماهو أخو وليد ، لكن مجرد تشابه أسماء يخدمني وفقط "




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-12, 01:00 AM   #114

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء ( 45 )












غريب أمرك
يا من لقبت زيفا بزوجي
تعبث بجراحي
تتفنن باستلذاذ وجعي
تخوض في وحل
انكساري ..

تبحث عن
عذر لوهني
و أنت استحرمت
مغفرتي ..

أما كفاك
بصمة حجر
وسمت بها كفاي ؟!

أما كفاك
طعنات عاثت
بها روحي ؟!

يالله
أي بشر
أنت ؟!

///

نحن إناث
سقطنا في بئر
حب لا قاع له ..

أنا كسرت
و أحسست
بسنين تبعثر
أعوامي اليتيمه ..

أحببته
و أخطأت
و دفعت الثمن
منه
و حتى من والدي
شاركه
في جرحي
و كان ثمنا غاليا
جد غال ..

قدمني
بطبق من ألماس
و ذاك تفنن
بدهس
مشاعر مجنونه
عربدت في
صدري
و أطارت صوابي
فبت أسقط
رويدا
رويدا
من مقلتي
و منه
و حتى من أبي ..


لكم قهري
وعبرات جاش
بها وجعي ’’



*المبدعة : وردة شقى.





- قبل بُضع ساعاتْ -

صلَّتْ ركعتيّ الضحى و بقيتْ واقفة أفكارُها مُتشابكة في بعضها البعض ، تُفكر بأن لا تحضر حفل زفاف أخيها و لكن لِمَ تُخطط بأن تُحبط كل غيمة فرَح تُريد أن تُبللها ! لِمَ دائِمًا لا أترُك الغيم يمُر على قلبي بسلام ، لِم أجعله يتكدَس ويخنقني ؟
مهما حدث من حقي أن أحيا حياة كريمة تُخاطبني بالسعادة فقط. كل تلك الأشياء التي تُحزني ستجِد طريقها يومًا للفرح و سأبقى أراقبها. أنتهى وقتُ الترقب و المراقبة يجب أن أُمارس حقي بالفرح كما أُمارسه إذلالا بالحُزن. يجب أن أعيش.
مثل ما أوصانِي ربُ الخلائق في كتابه ، يجب أن أصبُر و أن لا أدع الحُزن يُضعفنِي ، لو كانت إحدى الصحابيات رضوان الله عليهن في حياتنا الآن ؟ لو كانت تواجه صعوبة مثل ما أواجه أنا ؟ هل ستنزوي في دارِها و تبكِي تنتظِرُ الفرج من أحدِ الخلق !!
يالله يا أنا ، لا أعرف من أين أبدأ او من أين أنتصِف ، أذكُر جيدًا ما قالتهُ ليْ أستاذة الدين في الثالث ثانوِي و صوتُها المتحشرج في تلك الأيام.
" أمام الطالبَـاتِ الواعيـات وَ المُرهقات إثر آخر سنَـةٍ لهُن ، أردفَت بصوتٍ تحفُه الطمأنينة : عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء ، إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه ، إلا الجنة .... مدركين رحمة الله في عباده ؟ .. إذا مات أخوك ولا أبوك ولا أيّ شخص غالي في حياتِك و صبرتِي وأستغفرتي الله يجزيك بالجنة .. فيه أكثر من كذا رحمة ؟ .. يقول الله تعالى ابن آدم ! إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى ؛ لم أرض لك ثوابا دون الجنة ... شايفين أجر الصبر كيف عظيم ؟ ليه دايم نبكِي ونمتنع عن الأكل ونعتزل الناس وفيه بعضهم يقطعون رحمهم بحجة أنهم في مصيبة !! يجلسون سنين على هالحال و كأن الحياة وقفت على ما فقدُوا !! إن من يُشقي نفسه ويمتنع عن الصبر سيشقيه الله في الدنيا والآخرة ... "
تذكر يا قلبِي جزاء الصبر ، تذكَّر الجنة ، من يحفظ الله يحفظه .. من يحفظ الله يا قلبي يحفظه.
وقفت أمام المرآة ، تتجاهل كل ما يأتي بأمرِ " سلطان " ، نظرت لكفيْها .. هذا الحرق لن يذهب بسهولة كما أنَّ حُزني من سلطان لن يُمحى بذاتِ السهولة ، ستندَم يا سلطان على " قلبي " و سأندم على أملِي الضائع بك ، كل تلك الأشياء التي ندمت عليها يومًا كانت ولادة ضيِّقــة لخيباتِي في الحياة.
رطبَّت ملامِحها منذُ فترة طويلة لم تعتني بنفسها " إعتناءً أنثويًا " ، أستغرقت دقائق طويلة في وضعها لمساحيق التجميل الناعمة. لم تكُن تحتاج للكثير لتُبرز جمالها النقي أكتفت بتوزيع كريم الأساس ذو لونٍ طبيعي و غطَّت هالاتِها المتعريـة بالـ " كونسلر " لتضع الكحل على طريقةٍ فرنسـية بحتَة فوق عينيْها مُمتد بذيلٍ قصير للخارج ، تخشَى التمرُد دائِمًا حتى في وضعِها للكحل ، رفعت شعرها الطويل بطريقةٍ رُومانيـة ، أتجهت للجُزء الآخر من الغرفة الذي يُجاور الحمام حيثُ دواليب ملابسهم التي تُخبىء تفاصيلٌ كثيرة لا تستنطِقها الألسن.
وقفت و هي لا تعرف ماذا ترتدي ! كُثر تلك الفساتين التي لم ترتديها أمامه ، أو ربما لم تحظى بزواجٍ بتفاصيله الشيقة حتى تُفكر بإرتدائهن.
أرتدت تنُورة تضيقُ عليها ، ألتفتت حول نفسها و أرمقت جسدِها بالإشمئزاز من أن تخرُج امامهم بهذا المنظر رُغم أنَّ التنورة ليست بذاك السُوء و لكِن شعُورها بالعريْ قادَها لِأَن تنزعه ، مُذ سبع سنوات و أنا أرَى الإتساعُ بكل شيءٍ " رحمـَـة لنفسي " .
أخذَت فُستانٌ قُرمزي. لا تعلم أيُّ نزعةٍ أنثوية أصابتها لتتباهَى بجمالها هكذا ! أو شعُورها بأنها تُريد أن تبرهن لأحدِهم أن الحياة لا تقف عليه أو أنه تحدي لذاتها بأنَّه يجب عليها الصمُود و التمسُك بكل فرحةٍ تأتيتها وتتمسكُ بما قاله الله في كتابه.
نزَلت للعمَّة ، أرتاحت قليلا من فكرة عدم وجود سلطان في الصباح الباكر ، أبتسمت أمام إطراءاتِ حصَّة المُرحبـة بها.
حصة : ماشاء الله تبارك الرحمن وين مخبية هالزين كله
الجُوهرة بإبتسامة خففت وطأةُ حزنها : بعض من زينك

،
أغفِر ليْ ذنب بُكائِي يالله جهلاً و تفاهةً على من لايستحقُ إختناق الملحُ في محاجري ، أغفر لي يالله على هذا الحُب ، أأطلبُ الغفران مِن عقلي الذِي مرضَ بك تفكيرًا أم من قلبي المُثقل بتفاصيلك ؟ أجهِض يالله هذا الحُب من رُحمِ حياتِي.
أبعد ملامِحها المتورِمَة بالبُكاء ، أردَفْ بإبتسامةٍ حانية و وجهها بين كفيِّه : وش سويت ؟
رتيل أخفضت نظرها لا ردَّ لديْها ، حاقِدة و لكن لا تعرف كيف تحتاجه رُغم كل هذا ، لا نيَّـة لديْها بإخباره. كل الأشياء السيئة و الخبيثة تنهالُ على عقلها ، لم تكُن سيئة إلى هذا الحد كشعُورها اليوم ، لن تنسى تلك الليلة التي صُفعت بها من عبير و نهب عبدالعزيز غُصنها الذي تتوكئ عليه. لن تنسَى كُل هذا بسهولة ، والله يا عزيز لوعدٍ على نفسِي أن أُشبعك قهرًا مثل ما أشبعتنِي ، والله يا عزيز إن أرخصنِي والدي لا أردُّ هذه الكرامة بنفسي أنا وحدِي ، والله و بالله و تالله يا عزيز لأجعلك تندَم بكل حواسِك على هذا الزواج و أُعلمِك كيف الندَم الحقيقي عليّ ؟ عسى الله يبتليني بكُلِ ما أكره إن حاولت مرَّة أن أغفرُ لك ، يا ليتك ياعزيز تعرفُ شعور الإناث أمام من يستاهل بحُبهن ، ليتك تعرفُ بكيدِ النساء الذِي سيُصيبك بإذن من أوقع الحُب في قلبي ، ليتَك تعرفُ كيف الحقد يتشبعُ بقلبِ الأنثى إن كرهتْ ، و منذُ اليوم لن أقُول " ليتـك " بل ستُجربه و أنا عند وعدِي و لن يردُني أحدًا و إن كان أبِي يحميك فأنا قادِرة بإذنه و ويلُ الرجالِ قبيلةً من حقدِ أمرأة.
ضي وقفت : يالله عبدالرحمن خلنا نتركها شوي ترتاح و أكيد بتنزل ؟ صح رتول ؟
رتيل و تصادُم الأسطِر تُضبب عليها قراءة أيامُها المُقبلة ، أردفت بإبتسامة أتقنت تمثيلها : بتروَّش وأتنشط و أنزل
عبدالرحمن : ننتظرك لا تتأخرين ، و أنتبهي لجرحك ... ونزَل برفقةِ ضي إلى الآسفل.
ضي وهي تسيرُ بجانبه : وش صار مع عبير ؟
عبدالرحمن : صاير لها شي وماهي راضية تقول ؟ ماهي بنتي اللي أعرفها ! متغيرة 180 درجة ، لو هي فعلا متضايقة من تصرفاتي عشانهم كان قالت لي من زمان بس انا متأكد مليون بالمية انه فيه شي وراها مخليها تحط تربيتي لهم حجة
ضي : وش يعني بيكون وراها !! تلقاها متضايقة ومحتاجة تفضفض وعشان كذا ترمي عليك هالحكي
عبدالرحمن : عبير إن كانت متضايقة ما تبيِّن لأحد بس الحين تبيِّن !! أكيد فيه سبب وراها يخليها تنفجر بهالصورة
ضي أبتسمت : ماتوقعتك شكاك كذا
عبدالرحمن جلس بتعب : ماني شكاك بس بنتي واعرفها ! رتيل لو تقول كل الألفاظ الشينة بوجهي بقول متضايقة وجالسة تفرغ وبتركها لكن عبير مستحييل الا اذا كان فيه شي بحياتها ما أدري عنه
ضي : أنا أقول لا توسوس كثير وهي بروحها تعبانة و إذا شكيت فيها بتنقهر زيادة وتتعب ، خلها ترتاح شوي بدون لا نضغط عليها وهي من نفسها بتجيك
عبدالرحمن بعد صمت لثواني طويلة أردف بإقتناع : شورك وهداية الله

،

على طرفِ سريره جالِسْ و عيناه تحكِي اللهفـة و تفاصيلُ البراءة و رائـحة الزهر المُعانق بشرةٍ ناعـمة ستأتي بعُرسٍ في قلبه ، أقتحمهُ العبير من كُل جانب ، أردف : مافهمت !!
مُهرة بربكـة بحثت عن موضوعٍ آخر تهرُبًا : كيف عيدكم ؟
يوسف : عادي
مُهرة بشك و قد أخذتها العفوية في مُحادثته : معقولة ! اكيد راح تطلع مع ربعك تسهرون وكذا
يُوسف بضحكة : كل ربعي بيسهرون مع حريمهم
مُهرة : هههههههههههههههه عيش حياة العزوبية من جديد
يُوسف : وانا قلت لأ ؟
مُهرة جلست على الطاولة التي يُغطيها بعضُ ذراتِ التُراب بعد أن طال وقوفها في مُنتصف الصالة الخاوية و تكوَّرت حول صمتِها مرةً أُخرى . .
يُوسف : الحين ماهو لازم مراجعات عند دكتُورة .. يعني تراجعين معها الحمل وكذا ؟
مُهرة : بس أفضى اشوف لي وقت أحجز فيه موعد
يُوسف بجديَّة : بس تفضين ؟
مُهرة التي لا تجِد ما يُشغلها في حائل : إيه عندي أشياء أهم
يُوسف عاد لرحمِ صمته ، يختنق أو رُبما يُكابِر ، رقَد الصبرُ به حتى جاهد نفسه بأن لا يتلفظُ عليها بكلمةٍ تجرحها.
مُهرة لا تعرف كيف التناقضات في مُكالمته تجتمع. تشعُر بالخيانة لأخيها وهذا بحدِ ذاته شعور مُشين ولكن لا تنكُر بأنها أول مُكالمةٍ نقيـة خالية من شوائِب الحقد و الكُره و الكلمات السيئة.
مُهرة بهدُوء : اليوم بشوف لي عيادة زينة
يُوسف ولا تخمُد براكينه الغاضبة ، مازال مُلتزم الصمت و انفاسه العالية تكشفُ غضبه.
مُهرة : تآمر على شي ؟
يُوسف ببرود : بحفظ الرحمن . . وأغلقهُ قبل أن يسمَع ردِّها.

،

في الساعاتِ الاولى من نهارِ العيد الطويل و المُفعم بالفرحَة المُتغنِجة كيف ولا ؟ وهذا عيدُ المُسلمين حيثُ تضخُّ بلادِنـا بـ " ضحكة "
حضُورها بتر كلماتِه و رأسُه في حُضنِ عمتـه الجميلـة ، أسبق و قُلت أن عمتِي مُرادف لكل الأشياء الحميمية " عمتِي و خالتي و أبي و أمي و أختي و أخي و . . أيضًا زوجتي " ،
لا تعرف لماذا أرادت أن تجرحه بأي طريقةِ كانت حتى لو كان هذا الأمر يُحزنها مثل أن تجعله يندم عليها و كأنها سلعة تردد في شراءها.
حصَة دفعته ليجلس : أجلس زي الناس ..... تعالي الجوهرة أجلسي هنا .. أشارت لها بجانب سلطان.
الجُوهرة طوال ليلها تدعي بهذه اللحظة التي تُبقيها مُتزنة أمامه ، أردفت بإبتسامة : تقهويتوا ؟
حصة الرقيقة أرادت أن ترتكب الصُدف بينهما : سلطان ماتقهوى
سلطان المُشتت انظاره ولم ينظر إليْها إلا النظرةِ الأولى ، ألتفت على عمته : متقهوي وخالص
الجوهرة أخذت فنجان وملأت ربعِه لتمدُّه إليه ، ثواني طويلة أمام أنظار حصة المُراقبة و قلبُ الجوهرة الذي يكاد يقتلع من صدرها ، خشيْت أن ترتبك أكثر وتنزفُ دماءها.
أخَذ سلطان الفنجان ، و حصة رسمت إبتسامة إنتصار على مُحياها.
سلطان بحديثه لعمته يتجاهل وجود الجوهرة تماما : وين العنود ؟
حصة : راحت لعماتها مجتمعين
الجُوهرة تنظُر إليْه بعينٍ - تغار - ، لِمَ السؤال عنها ؟ لِمَ كُل هذا الإهتمام !! ليست سعاد وحدها من لها ماضٍ مع سلطان. حياتُك يا سلطان تبدأ من النساء و تنتهي منهنُ و رُغمًا عنك يجب أن تقتنع بذلك.
حصة بعد صمتٍ طال أرادت أن تذهب وتتركهُما ولكن تثق في الجدار الذي بجانبها أنه سيذهب أيضًا ولن تنجَح مسألة إختلاءهما في بعض.
سلطان يُحرك خرزاتِ المسبحَة غير مُبالي تماما بالكائن الجميل الذي يُقابله في الجهةِ الأخرى.
حصة : سلطان يقول ماشاء الله حافظة القرآن
الجوهرة : ايه الحمدلله قبل زواجي بفترة قصيرة ختمته
حصة بتأليفٍ مُتقن : وقتها كان سلطان بس يسولف عنك
سلطان و هادئ جدا يستمع لخُرافات حصة بسلاسة و شبه إبتسامة تطفو على مُحياه و عيناه مازالت على المسبحة.
حصة : كان والله ودنا نحضر بس كانت العنود عندها اختبارات ومقدرت اخليها لحالها و لأن بعد سلطان قالي الزواج صار بسرعة يعني ما أمدانا حتى .. عاد ما ألومه يوم أستعجل
الجُوهرة بدَت الحُمرة تغزي ملامحها البيضاء.
سلطان عض شفتِه السُفلية مُمسكًا ضحكتِه ، أردف بهدُوء : أستعجلنا عشان شغلي
الجوهرة وقفت بتأخذ فنجان حصَّة ، سكبت لها القليل و من ثُم أتت لسلطان ، بقُربها منه مرة ثانية شعرت بالغثيان ، دقاتِ قلبها لا تنتظِم و تشعُر كأنهُ ينظر إليها بعينه المُحمرة الغاضبة.
توترت كثيرًا و هي تسكبُ له ، مدَّت يدها و بمُجرد ما لامست أصابعه يدِها حتى سقط الفنجانُ أرضًا.
حصة : بسم الله عليك ، ... خليه عنك تجي عإاايشــة . .. عــــــــــــــــــــــــ ـــــايـــــــــــــــــش ة
الجوهرة بربكة : آسفة ..
بمجردِ وقوفها من إنحناءِها على قطعِ الزُجاج بدأ أنفُها بالبكاء دماءً كالعادة ، يُشاركها الحُزن و الخوف والغضب و التوتِر ، أنفُها يُشاركها كل الأشياء السيئـة و عيناها تعتصِرُ بالتناقض بين الفرَح و الحُزن.
حصة بدهشة و هي التي لم تعتاد على هذا المنظر ، أردفت بخوف : وش فيييك ؟
الجوهرة أخذت منديلٌ لتنسحب نحو المغاسل.
سلطان ببرودٍ تام : هي اذا خافت نزف خشمها
حصة بغضب : وانت جالس !!
سلطان تنهَّد : تعودي انك بتشوفينها كذا كثير
حصة : البنت تنزف وتقول تعودي ! ودَّها المستشفى على الأقل
سلطان بحدة : حصة وش فيك ! قلت لك من يومها صغيرة وهي كذا اذا خافت تنزف
حصة : وليه تخاف إن شاء الله !! لا يكون مسوي لها شي ؟
سلطان تنهَّد بضيق : استغفر الله العلي العظيم
وأتجه للمغاسل ، مُجرد ما أنتبهت لظله مسحت دمُوعها التي أوشكت على النزول.
سلطان : وقف ؟
الجوهرة لم ترُد عليه ، وقف خلفها تمامًا و جمَّدها في مكانِها وهو يغرزُ أصابعه في خصرها و يردف بحدة : لما أسألك تجاوبين
الجوهرة تنظرُ إليه من المرآة ، بقيت تُصارع ألمها ولا تُصدِر صوتًا ، . . تُجاهد أن تبقى قوية. عيناها تلتقِي بعينيْه الحاقِدة التي أصبحت تجزُم بأنَّ الحجار تُعشعش به.
سلطان أخذ منديلٌ أبيض ليُبلله بمياهٍ دافئة ، مسكها من كتفيْها و جعلها تُقابله ، قرب المنديل من أنفِها و رائحةُ العود تنبثقُ من ذراعه الممتدة حولها و أنفاسه تُخالط أنفاسها. و حواراتٍ من نوعٍ قلبِي يحدُث بينهُما الآن.
عقدت حاجبيْها و كأنَّ هذه العُقدة ستحميها من الدمُوع ، هي ثواني ، واحِد ، إثنين ، ثلاث ، أربع .. و نزلت كُراتِ الملح الرقيقة على خدها مُتدحرِجة على يدِ سلطان.
صدّ وهو يرمي المنديل المُحمَّر في الزُبالة ،
و قوةِ الجُوهرة تخونها ، مرَّت بجانبه و رائِحة عطره تخلُ في توازنها ، قد أملكُ الحصانة نحو كُل شيء إلا رائِحته.
على بُعد خطواتِ قصيرة ، عائشة : أنا شنو يسوي ماما ؟ انا ما يأرف *يعرف* شي
حصة نظرت للجوهرة و تجاهلت عائشة التي تُثير الهوامش ، أقتربت منها : عساك بخير يمه ؟
الجوهرة صمتت ، هي تعلم إن تكلمت ستنهار بالبُكاء.
سلطان من خلفها : ماتبين تروحين لعمك عبدالرحمن ؟ اهلك كلهم بيجون هناك
يالله يا سلطان ما أوجعُ مرورك على قلبي الآن ؟ تسألني بكل برود لتُثير حرارة قلبِي و مرضِه الخامد في زاويـته ، يتسابقون بأسئلتهُم و هُم يدركون بأني على حافةِ إنهيار. ، لن أخضع لقلبي بعد الآن ، خضعت لك 7 سنين و شطرتني في المُنتصف ولن أجعلك تشطرُ بقايايْ يكفيني يا قلبِي أن تُشاركني حُزني ولا تُقرر عني.
حصة و تغرقُ في عيناها المُتحدِثة ، أقتربت منها أكثر لتمسح ملامحها بكفِها الدافئ ، لمسةٌ حانية واحِدة كفيلة بغرق الجوهرة في بُكائها.
حضنتها و كانت ردةُ فعل البائِسـة مُوجِعة لصدرِ العمـة القلقة ، تمسكت بجسدِها التي تُغلفه رائحة الأمومة.
أتجه سلطان لمكانه مُردِفًا : كان ناقصنا دلع !!!
جمَّدت أعصابُ الجوهرة حول جسدِ عمته الحاني ، " دلع !!! " أنا تافهة جدًا عندما أبكي منك و تافهة أكثر عندما أُعلق أملاً بك ، قليلٌ من الإحساس يا من كان يجب أن ألفظُه سلطاني ، فقط القليل الذي يُشعرني أنَّك إنسان رُغم كل قساوتِك ، ما أثقلك على قلبي الذي باتت جُدارنه تتصدَّعُ منك.

،

رمى نفسه بجانب صديقه ، على سريرٍ عريض و وثير يتسع لتخبئةِ الأحزان المُتثاقلة على ظهرك. ناصر بتعب : جايني أرق ماني قادر أنام صار لي يومين انام ساعة و أصحى وهذي حالتي
عبدالعزيز بإبتسامة طاهرة مُغمض عينيْه : تذكر السنة اللي فاتت وش كنا نسوي ؟
ناصر ضحك بخفُوت ليُردف : علينا تصرفات المراهقين ما يسوونها
عبدالعزيز ومازال مُغمض العين يعيشُ الحلم بكافة تفاصيله ، عض شفتِه السُفلية بشغف : كان متعة والله ضربنا لبعض
ناصر بإبتسامة محَت كُل تعب الطائرة : خذيت منك كفوف والله كانت إيدك حجر أعوذ بالله
عبدالعزيز : و أبوي ماقصَّر فيني رجع لك حقك
ناصِر أنفجر ضحكًا وهو يتذكَر شكل عبدالعزيز وبين ضحكاته : أبوك عليه تعذيب نفسي يخليك تعض الأرض
عبدالعزيز أبتسم : تذكر يوم يعلق العلب فوق رآسنا ويقول بشوف توازنكم قسم بالله قمت أستشهد من الخوف
ناصر : أي تستشهد قمت تترجاه !! " يُقلد صوته " تكفىى يبه هذا سلاح أخاف الشيطان يدخل وأموت ... تكفىى يبه توني بأول العمر
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههه هههههه الله يرحمه ويغفرله .... وبصوتٍ خافت .. أشتقت له ، كنت أحسب لأفعالي ألف حساب لأني داري أنه ورايْ ماكنت أخاف أغلط لأني عارف أنه في أحد وراي بيصلح الخطأ
ناصر : الله يرحمه يارب ... والله أشتقت له كثير .. أشتقت حتى لهواشه ليْ ..... مدري كيف كان عصبي ورحوم بنفس الوقت .. كل الصفات الحلوة فيه
عبدالعزيز بعينٍ مُتلهفة لأحاديثٍ عنهم علَّ أطيافهم تُشاركه العيد : أول مرة هاوشك فيها وزعلت ماكنت متعوِّد على أسلوبه و باس رآسك وقالك " يُقلد صوت والده بحُبٍ عظيم " ما بين الأبو و ولده زعل
ناصر تحشرجت دمُوعِه لذكرى والِد عبدالعزيز ، أبتسم و عيناه تتضبب برؤيتها : ما أظن غادة بروحها اللي أشتقت لها
عبدالعزيز فتح عيناه ينظرُ للسقف الشبه مُعتم كقلبه الذي يحتفظ ببعضِ الضوء من ذكراهم ،

،

يرنُ في إذنــه وصفِ والدته لها ، جديًـا لا يُفكِر كثيرًا بزاوجه الذِي يضطرب بالعدِ التنازلي ، و لا يُفكِر كيف التعارف سيكُون بينهُما ؟ أو حتى كيف يتخيَّلها . . لم يُطالب بالرؤية الشرعية و لم يطمَح من الأساس بأن يراها.
في الطريق المؤدي للرياض خلف سيارةِ والده ، على جنباتِ طريقٍ يفيضُ بالجفاف كجفافِ شُباكِ قلبه الذِي لن يُغرِي حمامةٍ مثل ريم بأن تقِف عليه ، تنهَّد و قلبي يُعيد إستماعه " بصوتٍ به من اللهفةِ لهذا الزواج الكثير ، أردفت : طولها كذا يعني تقريبا أقصر من أفنان بشوي ، و ضعفها حلو ماهو ضعف المرض لا ضعف يعجبك .. و لا الخصر قل أعوذ برب الفلق وش زينها يوم شفتها آخر مرة بالفستان و طالع جسمها ماشاء الله تبارك الرحمن .. أنا لمحت أخوها الكبير مرَّة على ماظنتي منصور .. فيها شبه كبير منه بس هي أزين بعد .. ما أقول إلا الله يهنيكم ويرزقكم الذرية الصالحة "
هذا الوصف و تلك الكلماتِ تُشبه ما قالته والدته في مُنــى ، يُذكِر تلك الليلة البائســة و ضحكاتِهن الحقيرة ، حتى الجُوهرة كانت تعلم و لكِن لم تقُل لي و لا أُلام على كُرهك يالجوهرة !
( بخطواتٍ خافتة يصعد لينجذب نحو أصواتِهن ، و مُنى بسُخرية : ههههههههههههههههههه إيه ماشاء الله معذبة قلوبهم كلهم ، علقت عليها الجُوهرة بذاتِ السُخرية " قولي بعد أنك تحبينه " مُنى بضحكةٍ صاخبة أجابت : إيه أحببببه .. هههههههههههههه )
زاد بسُرعته و براكينٍه تثور مُجددًا ، و الأفكارُ تأتي بمُنى الآن ـ
" ألتفتت عليه وهي تُغلق هاتِفها ، سألها " مين تكلمين ؟ " أجابت " مدرِي مزعجني هالرقم كثير " . . سحب الهاتِف لينظُر للرسائِل الغزليــة . . . . " و أشياء لا يستحق قلبي ذكرها الآن ، بتَــر تفكيره بها و هو يُجدد اللا ولاء لريم.

،





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-12, 01:01 AM   #115

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،


قبَّل جبينها و كفَّها ليجلس أسفَـل السقف الذِي تتدلَى منه الثُريـا الذهبيــة المُشعة التي تُشبه عينـا مُوضي المُشتاقة ، وبصوتٍ ممتلىء بالحنان : بشرني عنك ؟ وش مسوي ؟
فارس : بخير مافيه شي يذكر
مُوضي وهي تُخلخل أصابعها في شعرِ فارس القصير : تدري يمه ؟ أشتقت أصبح على وجهك
فارس بصمت ينظرُ للفراغ الذي أمامه ، لم يضع عينه في عينِ والدته إلا عند سلامه لها.
مُوضي و دمُوعها تخنقُ محاجرها : أشتقت لك كثير
فارس و جامِد جدًا ، قلبه يتفتت لفُتاتٍ رقيق يمرُ بحمُوضة بين خلايـا دماءه المالحة.
مُوضي بلهفـة : سولف لي عن أخبارك ، 7 شهور ماشفتِك .. أبي أعرف وش صار فيها !
فارس بهدُوء وعيناه على دلـةِ القهوة : أنام آكل أقرأ أرسم .. بس
مُوضي بقهر الأم : ليه تكلمني بهالطريقة كأنك ماتعرفني ؟ أنا أمك لا تسوي فيني كذا
فارس تنهَّـد : آسف
مُوضي بإعتذاره نزلت دمُوعها بلا مُقدمات ، وضعت كفَّها على كفِ إبنها الأسمَر : أبي أحس أنك قريب مني ، تدري يا فارس أني أحتاج لك كثيير
فارس ألتفت عليْها و عيناه في عينيْها ، عقَد حاجبيْه وجعًا و سحبها لحُضنه ليُعانقها و يستنشقُ الأمومة الضائعة منه ، دفءٌ يُهدأ ضجيجُ البرودة الذي يحفُه ، لِمَ دائِمًا أفشَل في قولِ ما في قلبي ؟ لِمَ دائِمًا أُعاند قلبي و أقُول شيئًا مُختلفًا لأجرح من حولي !
تعلمين جيدًا يا أُمي أني ، أفتقدُك كما أشعُر بفُقدي لجنةِ الدُنيــا بين كفيِّك.

،

على طُرقِ باريس العتيـقة مشيـَا و شمسٌ خجولة تطُل دقائِق و تختفِي تحت خمارِ السُحب ، أدخَلت أفنان كفيْها في جيُوبِ معطفها : برررد
سُميــة تنظرُ لِمَ حولها :أتوقع هنا المكان ...
أفنان : ترى إذا فيه أشياء مااش ماعجبتني راح نطلع
سُمية :أكيد إذا فيه شرب وحركات قلة أدب على طول نطلع
أفنان : طيِب ..... و بهدُوء دخلتا الممر الضيِق ليواجها مدخلاً مُزيَّن بجدائِل الزهر الريفيــة ، أفنان بضحكة : شوفي الورد وش زينه يمدينا نسرقه !
سُمية : مدري من وين يجيبونه مررة يجنن ! بس هنا مايبيعون الا المخيِّس
أفنان و سُميـة توزَّعت أنظارهِن حول المكان المُزيَّن بالطاولاتِ المُستديرة و المقاعِد التي تُشبــه مقاعِد النوادِي الليلية ، كان اللون العنابِي و الذهبِي يطغى على المكان و نقشاتُ الجُدران تُشبـِه التُراث النجدِي.
و الضحكات تصخب في كُل مجموعةٍ جالِســة و المُوسيقى تنهال من كُل صوب.
أفنان همست : خلينا نطلع !! بيجلسون ينطربون الحين ويرقصون !!
سُميــة : إلا وناسة بس تعالي نتفرج ونتطمش .. محنا مسوين شي إحنا
أفنان : يمه أشكالهم تخوف ماكأنهم مسلمين
سمية بجدية : أفنان ياكثر وسوستك إلا مسلمين شوفي هالوجيه السمحة بس !!.. سحبتها وجلستـا في إحدى المقاعد المنزويـة بالأخير حيثُ مكان إستراتيجي لسُميـة في التأملُ بملامِح الضيُوف.
أفنان : الحين حقين " كَــان " بيجون ؟ يعني أستاذ نواف وكذا ؟
سُمية : مدري والله بس أتوقع يمكن
أفنان أمالت فمها : ماهو حلوة يشوفنا كذا
سمية بحماس : شوفي ذيك بس ..

،

غرقَت في ضحكتِها وهي تُغسِل كفاهَــا ، بعضُ من نجد يلتصق بها الآن و الرائِحـة العذبـة تكشف عن إشتياقها ، أردفت : حلوو ؟
وليد و هو ينظِر لنقشِ ظاهِر كفَّها و بإبتسامة : مع أني ماأحب هالأشياء بس حلو عليك
رُؤى أبتسمت للإمرأة السوادنيـة العذبـة و شكرتها لتتبع وليد.
ولِيد أبتسم و سحب قُبــعةِ القش ليضعها على رأسِ رُؤى و أكملا سيرهُما على الشاطىء و الجو يتكاثف على نغمةِ العيد.
أردف : ما توقعت فيه عرب هنا !
رؤى : يازينها بس .. والله ودي آخذ رقمها
وليد ضحك ليُردف : خليك واقفة هناا
رؤى بشغف : فيه مفآجآة بعد ؟
وليد : وش قلنا ؟ الأقدار مكتوبة و ماله داعي نفكِر بالمستقبل .. لازم نضحك ونعيش يومنا و نتفاجىء بعد
رؤى بإبتسامة حُب و حماس طفُولي : طيب .. وش بعد ؟
وليد : شايفة الشي اللي هناك .. أشار لها بيدِها ،
رؤى شهقت : لآلآ مستحيل قول أننا بنركبه
وليد : هههههههههههههههههههه رحلة على شواطىء باريس وش رايك بس ؟
رؤى ضحكت بفرحة كبيرة : يالله وليد ... وين ألقى مثلك ؟
وليد أبتسم : ترى بنتأخر على الرحلة لأن معانا ناس ثانيين .. ماحبيت نحجز بروحنا .. يعني عارفة الوضع
رؤى بإمتنان : مو بس وين ألقى مثلك ؟ إلا وين ألقى شخص يخاف علي حتى من نفسه
أتجهـا نحو الباخِرة العريضـة كانت تحوِي على أُناس يتحدثون الفرنسيـة المُتغنجة بألسنتهم ، صعدَا للأعلى حيثُ لا أحد ، رؤى تقِف و الهواء يعبثُ بها ، بنظرَة ساحِرة لعُرضِ البحـر : أحس بسعادة ما تنوصف
يشطرُ بصرها ضحكةٌ لرجُلٍ لا ترى ملامِحه يعتلي صوته بجانبِ آخر : وي آر إن باغييس .. We are in paris
يُكمل عنه الآخر : و تخرجـــــــــــــــنا و رفعنا الراس
و رمُوا أجسادِهم من الباخِرة في البحر وسط صخب ضحكاتهم و فرحتِهم ،
ألتفتت على وليد و أصابعها تتمسك بحواجِز الحديد : أحس هالمنطقة قد شفتها !!

،

على مكتبــه يُطفئ سيجارتِه ، في كفِه الهاتف : أنتظر بعد .. أنا كلمت صالح و هو قالي فترة و بعدها نتفق بموسكو ...... لا وش فيك ؟ .... لآ أكيد مستحيل أنا أثق فيه كثير .... هو مشغول الحين يقول أضبط الأمور وماأعرف أيش أنا مخليه براحته لأن داري راح يرضيني بالنتيجة ...... هههههههههههه لا في هذي تطمَّن أقولك واثق فيه ....... مُستحيل قولي ليه ... مدري عنه يقولون متزوج بنته .. ما عليّ منه أنا قبل كنت أفكِر بولد سلطان أنه ممكن يفيدنا بس طلع متزوج بنته وين يفيدنا فيه بعد !! ... هههههههههههههههههههههه والله عاد هالعبدالرحمن أنا ماأفهم تركيبته ..... خل يحشر بناته ولا يذبحهم ما عليّ منه .. المهم شف لي الحجوزات أبيك تتأكد و تراجع لي شروط العقد أخاف يشوفون لهم ثغرة زي العادة ويقلبون الموضوع علينا ..... إيه أنا معتمد عليك في الأمور القانونية ..... لا بنتظر لين تجيني الجنسية الفرنسية عشان كِذا أكون تحت حماية الحكومة الفرنسية ... إيه طبعًا ... ههههههههههههههههه مو بس يآكل تراب إلا بيتبخَر هو و الثاني سلطان ....

،

أرتدَت فُستَـان إلى رُكبتِها ذو لونٍ أسوَد ، أعتادت على ألوانٍ تجعلها بعُمرٍ أصغَر أما هذه المرة أرادت أن تخرجُ بلونٍ كئيب أو رُبما لونٌ يُبرهن صخبِ أنوثتها . . أرادت أن تكشِف نوايـاها في ردائها.
تركت شعرها البُندقي مموَّجُ بخفُوت على كتفِها و الشاش الأبيض مازال يلفُ منتصف رأسها و يُمسك شعرها من فوق ليظهر أكثر ترتيبًا ، تركت أحمرٌ صارخ يتكأ على شفتيْها و الكحلُ الأسوَد يُذِيب شحُوب عينيْها.
أرتدت كعبـها الأسوَد و سمعت أصواتِهم ، عمي عبدالمحسن وصَل !! . . ألتفتت لغُرفـة عبير ، أتجهت لها و طرقت الباب ، مرةً وإثنتين وفتحت الباب ، ألتفتت عبير المُستلقية على السرير إليْها.
رتيل بهدُوء : ليه جالسة ؟
عبير صُعقت من منظرِ الشاش ، فهي لم ترَى رتيل منذُ أمس : وش فيه راسك ؟
رتيل : طحت أمس .. طيب أمشي ننزل عمي عبدالمحسن جاء وأكيد جوجو معه وخالتي
عبير : لا مالي خلق بنام
رتيل تنهَّدت : قومي وشو له تضيقين على نفسك !!
عبير بإستغراب من تصرفات رتيل : وش صاير لك اليوم ؟
رتيل أبتسمت و الخبثُ يخرج من عينيْها البريئة : ولا شيء بس إذا أحد أزعجك أزعجيه وإذا أذَّاك أذِّيه و إذا قهرك بعد أقهريه ، أما أنه يقهرني وأجلس أكدِر نفسي عشانه !! ليه ؟ وحتى سالفة زواج أبوي خلاص تزوج بجلس أضيق عمري وأبوي مبسوط ؟ لأ .. عيشي حياتك زي ماتبين وأتركيهم عنك واللي يدوس لك بطرف رديها له ..و أحرقـــــيه .. " شدَّت على كلمتها الأخيرة بكُره "
عبير رفعت حاجبها : يعني أزعج أبوي لأنه أزعجني ؟
رتيل : أبوي حالة أستثنائية بس دامه مبسوط خلاص .. أنا أقول قومي وألبسي ... محد خسران بحزنك هذا غيرك أنتِ .. لا أبوي بيوقف حياته عندِك ولا ضي بتبكي عشانك .. محد يهتم لنفسك غيرك .. أنا بنزل .. وتركتها تُصارع أفكارها المشوشة ، كلمات رتيل تُثير في داخلها الريبة والشك و كل الأمور السيئة.
نزلت رتيل لتُسلم على عمَّها و إمرأتِه و الجوهرة ، بسؤال المُشتاق : وين تركي ؟
عبدالمحسن بهدُوء : مسافر
رتيل : صار لي فترة طويلة ماشفته
عبدالرحمن وقف : دام جت رتول أحنا بنمشي
عبدالمحسن و خرج مع أخيِه الأصغر ،
رتيل بإبتسامة : أفنان متى ترجع ؟
الجُوهرة : أتوقع الشهر الجايْ
رتيل بعد صمت سقطت عيناها على كفِّ الجُوهرة المُحمَر و المتورِم أيضًا : وش فيها إيدك ؟
الجوهرة لمَّت كفوفِها حول بعضها بربكة : بالغلط لما كنت أكوِي
رتيل : يوه سلامتك والله
الجُوهرة : الله يسلمك
رتيل : طيب أفنان يعني ماراح تحضر عرس ريان ؟
أم ريان : إلا أكيد بس مالقت حجز الا قبلها بيوم بتكون تعبانة بس الله يعين
رتيل : توصل بالسلامة . .

،

تقيأت كُل ما دخَل بطنها في صباح هذا العيد ، مسكت بطنَها بوجَع ،
والدتها من خلفها : ذي عين ما صلَّت على النبي .. خلنا نروح المستشفى أخاف صاير به شي
مُهرة بألم : لأ ماله داعي .. أنا بحجز موعد قريب عشان أراجع الحمل
والدتها : قايلة لتس الجلسة هنيّـا تقصر العُمر
مُهرة جلست على سريرها : يممه تكفين لا تضيقين علي بعد !!
والدتها خرجت وهي تتحلطُم : ماتبين تسمعين الكلام أحسن لك بكرا يصير فيك شي وتعالي أبكي عندي
مُهرة تنهَدت وأستلقت على ظهرها و يداها على بطنِها الصغير ، تسللت دمعَة يتيمـة على خدِها ، مسحتَها لا تعرف كيف تُفكِر لأيامها المُقبلة أو بأيْ منطق تُفكِر أيضًا ؟
أهتز هاتفها على الطاولة ، مدَّت يدها وأخذته لترى رسالة بأسماء عياداتِ النساء و أرقامهُن . . مِن يُوسف ،
في جهةٍ أخرى كان مُستلقي في الصالة الداخليـة و أمامه هيفاء و بجانبه ريم و والدته.
والدته : عزمتهم بكرا
ريم : بس طبعًا ماراح أطلع لهم وعرسي ما بقى له الا كم يوم
والدتها : إيه أكيد ،
يُوسف حك جبينه : وليه ماتطلع لهم ؟ عيب تجي أم رجلها وماتطلع لها !
والدتها : لا ياحبيبي البنت قبل عرسها بفترة ماتطلع قدام أحد
يوسف أبتسم بإستخفاف : يالله ثبت العقل بس
والدتها : أنت وش يعرفك !!
يُوسف : يمه بلا هبال خليها تطلع بتحكرينها في البيت والله تجيها كآبة
والدتها : لا حول ولا قوة الا بالله .. أقول أنت ماتعرف بهالمواضيع لا تتدخل فيها
يوسف بإبتسامة : إيه صح ماأعرف بمواضيع الحريم
هيفاء : أنا مستحيل أخلي زواجي كذا
يوسف : أنتِ بنزفِّك على خيل ... هههههههههههههههههههههههه أستغفر الله أنا شكلي من كثر ما أتطنز صايرة حياتي دراما
هيفاء : أحسن تستاهل .. حقير وش خيل ؟ مراهقة أنا عندِك !!
يوسف : وش فيها المراهقة ؟ يقال الحين طالعة من بطن أمك وأنتِ بالجامعة ! الله يرحم أيام اللبس الوسيع ههههههههههههههههههههههههه ههه
هيفاء بصدمة : أناا ؟
يوسف : كنتي تحسسيني أنه جسمك مغري وأنتِ قلم رصاص لو أنفخ فيك طرتِي
ريم : بلا قلة أدب
يوسف : وش قلت أنا ؟ قلت الصدق ههههههههههههههههههه لحظة مراهقة ريوم كيف كانت ؟ ... أذكِر فجأة صرتي ماتسلمين علينا أنا ومنصور ... هههههههههههههههههههههه عليكم حركات أنتم يالبنات مدري وش تبي ؟ فجأة تنقلبون علينا إحنا المساكين
والدته : أنت شكلك قاري شي ؟
يوسف : يازين اللي تكشفني .. تو أبحث عن عيادات عشان مهُور و قمت أدخل المواضيع ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههه
ريم فتحت فمَها بدهشـة و الإحراج يُغطيها ، وقفت وبخطوات سريعة خرجت وعكسها تمامًا هيفاء ضحكَت لتُردف : شايفة يمه قليل حيا مايستحي ..
يوسف بضحكة : ماهو ذنبي أنكم مهبل وتكتبون مشاكلكم في النت !! بعرف مين الفاضية ذي تكتب مشكلتها في منتدى !!
هيفاء : ماعلينا .. صار إسمها مهور بعد .. يخي لا بغيت تدلع دلِّع بشيء يفتح النفس
يوسف : أنا أحب الأسماء بحرف الواو . . لو كان الأمر بإختياري كان تزوجت وحدة إسمها تهاني يازينه بالدلع تخيلي كذا جاي مروق وأناديها تهُون .. الإسم له هيبة
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههه ههههه أشك أنه الإسم كذا من الله
يُوسف : لآ والله أنا أحب إسم تهاني من زمان ولو جتني بنت بسميها تهاني .. المعذرة منك يمه أسمحي لي أنتِ وابوي خلوكم على عيال منصور أما أنا بجدد الأسماء
والدته أبعدت نظرها بغرور : مالت عليك وعلى الأسماء اللي بتختارها
يوسف : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه هه ريلاكس كل هذا عشان إسمك الملكي
هيفاء : والله إسم أمي يهبل .. كذا له وقع على النفس جميل ... يعني تخيل بكرا تتزوج بنتك ويناديها زوجها ريانتي .. يالله يالجمال بس
يوسف : عز الله ما ناداها ريانتي إذا أبوي أظنه ناسي إسم أمي من كثر ما يقولها يا أم منصور
والدته : أجل تبيه يقول يا ريانة تعالي .. بالعكس هذا تقدير ليْ ومن كبر معزته لي يناديني بإسم عياله
يوسف : لآ والله ماهو تقدير طيحوا الميانة وشو له التعقيد
والدته :أقول بس لا تكثِر قراية يبي لك تأديب ...
يُوسف أبتسم : أمزح والله مادخلت الا موضوع وحدة كاتبة ... ولا أقول أستغفر الله ماأبغى أتطنز
والدته : متى بتجيب مُهرة ؟
يُوسف بهدُوء : خلها ترتاح هناك متى مابغت تتصل هي
والدته : بالله هي تتصل ؟ الأسبوع الجايْ جيبها قبل لا تبدأ جامعتها .. أكيد ماراح تتصل عليك وتقولك تعالي

،

يصرخُ بحُرقــة و الحزنُ يقتلع عيناه من ملامِحه المُحمَّرة و آثارُ الدماءِ عليها لم تُمسح منذُ يومَان : الجــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــوهـــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــرة
على بُعدِ خطوات للتوَ دخل المزرعـة الكئيبة ، بعُقدة حاجبيْه : عطيتوه أكل ؟
: إيه طال عُمرك
سلطان تنهَّد و ترك سلاحه الشخصي على الطاولة مُتجِهًا إليْه ، فتَح الباب و في الظُلمـة لا يُرى شيء سوَى دماء تُركي و بُكاءه ، جلس بمُقابلـه و كُل ما ينظِر إليه يزيدُ غضبه و تثُور البراكين الخامدة في داخله ـ أردف بحدةِ صوته : على مين تصرخ ؟
تُركي بضُعف ينظر إلى سلطان : أنت ماتحبها !! انا بس اللي أحبها .. أنا بس
سلطان و أعصابه التالفة لن تصبُر أكثر ، لكمَه على عينه ليسقُط ويسقط عليه الكُرسي المربوط به و بغضب : يوم أنك تحبها كان خفت عليها !! كان ما أنتهكت حرمات الله !!
تُركي بهذيان : أحبهااا .. أحبهاا .. أنت ماتحس .. أقولك أحبها
سلطان بغضب وقف ، لا يُريد أن يتهوَّر يحاول أن يضبط أعصابه هذه المرَّة ، يحاول فعليًا أن لا يُجرم بنفسه و يقتله بكل ما أُعطيَ من قوَّة : مريض !! هذي بنت أخوك .. فاهم وش يعني بنت أخوك .. يعني مثلها مثل بنات عبدالرحمن أخوك .... ترضى تنتهك حرمة أخوك وعرضه في بناته !! .. رد علي ترضى .. صرخ به .. قول ترضى !!!! ترضاها على بنات عبدالرحمن ؟
تركي : الجوهرة غير
سلطان و بمجرد لفظ إسمها سحبه من ياقة قميصه التي تعتليها الغُبار : غير بـــ وشو ؟؟؟؟؟؟؟؟ قولي غيييييييير بإيش !!!
تُركي و كأنَّ موتًا بطيئًا يُصيبه ، بصوتٍ يتقطع و تعبٌ ينهشُ بجسدِه : أحبها . . الجوهرة غير .. الجوهرة ليْ .. محد يحبها غيري أنا .. أنا بس ... أناا بس
سلطان و بقوتِه الجسدية صفعه على خدِه ليسقط وينكسِر سنُّ تُركي الجانبي ، أردف بغضبِ البراكين : هذي بنت أخووووك !!! بنت أخوووووووووووووك ليه منت راضي تفهم أنها بنت أخوووك !! .. .. لــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــيـ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــه ؟
تُركي : ماهي بنت أخوي .. هذي حبيبتي
سلطان تمتم بجحيم : أستغفرك ربي و أتوب إليه ... أعطاه ظهره وهو ينظرُ للجدَار يحاول بجِد أن يضبطُ أعصابه ، . . يارب أرحمنا .. ألتفت عليه : وش تبيني أسوي فيك ؟ تبيني أقطعك قدامها عشان أعلمك كيف تحبها صح !!
تُركي بخفوت : فداها
سلطان و بغضب أخذ كُرسيــه ورماه عليْه ، يستفزُ كل خليـة بجسده بكلماتِه الغزليـة المُقرفة له : تبي أخوانك يدرون عنك ؟ تبيني أقولهم ؟ صدقني ماراح يلوموني لو أذبحك !! . . تبي عبدالرحمن يدري ؟ . . . . .
أقترب منه وبصرخة : تبيـــــــــــــــه يعرف ؟
تُركي وصوتُه يأتي مُتقطعًا خافتًا مُتعبًا : .. ابي الجوهرة . . أبيها
سلطان خرج و تركه ، بخطواتٍ غاضبــة حادة أخذ سلاحه و خرج مُتجهًا لبيتِ عبدالرحمن حتى يأخذ الجوهرة ،

،

نفَرت من رائِـحة العصير لتُردف بتقزز : شكل فيه كحول !!
سُميـة ببرود : عصير برتقال عادي
أفنان أخذته لتُقربـه من شفتيها ولكن يدٍ أُخرى أبعدته ليسقُط الكأس على الأرض و يتناثِر زُجاجـه . .
ألتفتت وهي جالـسة على الضخم الذِي أمامها ، بنبرةٍ حادة : هذا خمر !!!
أفنان بلعت ريقها وبربكة : قالوا عصير برتقال !
نواف بعصبية : وأنتِ أي شي تشربيـنه .. وألتفت على سُميـة وسحب الكأس من أمامها أيضًا .. تأكدوا قبل كل شي
سُميـة بهدُوء : طيب خلاص ماراح نشربه وش يدرينا إحنا !!
نواف : لا تشربون شي من أماكن عامة دام ماتأكدتُوا !
سُميـة تضايقت من أوامره وكأنه وصي عليهم و أخذت حقيبتها وخرجت تارِكة أفنان مُحتارة واقفة وعقلها متوقف أيضًا عن التفكِير ،
نواف : وش جايبكم هنا ؟
أفنان بنبرة متزنة : دعونا وقلنا نجي نشوف الحفل !! فيها شي غلط ؟
نواف رمقها بنظراتٍ مُستحقرة ليُردف دُون أن ينظِر إليْها : أحترمي الحجاب اللي لابستــه ...
أفنان بإندفاع وإنفعال لم تتعوَّد أن تُسيطر عليه : وأنا طالعة بـ وش ؟ لو سمحت لا تجلس تكلمني بهالأسلوب ما أشتغل عندك ولا أنا بأصغر عيالك
نواف نظَر إليْها بنظراتٍ ذات معنَى سيء على قلبِ أفنان وتجاهلها تمامًا مُتجِهًا للخارج.
أفنان أمالت فمَها و براكين تثُور في داخلها ، لآ تُحب هذه الطريقة التي تُذكرها بطريقة ريــَّــان المُزعجة لها. بعد غد سأتوجه للرياض و فُرصـة أسبوع في الرياض من أجلِ حفل زفافه ستكُون جيدَّة لتعُود نفسيتي.

،

بين يديْـــه ثقيلُ الجسد ينظرُ إليه بضُعفٍ كبير و عيناه تبكِي و تختنق بأمورٍ لا يعلمها ، أخذ نفَسًا وأظلمَ الكونُ بعينِــه ، يُريد أن يفهم عين والدِه أن يقرأها و يقتبسُ ما يُطمئنه.
والده المُخترق الضوءُ بجسدِه ، بصوتٍ أكثر تعبًــا و إرهاقًـا : قلت لك لا تروح . . ليه رحت ؟ . . ليه يا عبدالعزيز ؟ . . تذكر وش وصيتك فيه ؟ . . يا روح أبوك أنت تموت قدامي و مقدر أسوي لك شي . . لا تسوي في نفسك كذا يايبه .. تعرفني صح ؟ تعرفني ولا نسيتني ؟ . . . يبه عبدالعزيز ... طالعني .. طالعني يا يبه و لا تعيد نفس الغلط . . لا تعيده . . لا تعيده عشان خاطري . . عشان خاطري يا روحي
شعَر بكفٍ تمسح على وجهه بمياهٍ باردة ، بصوتٍ هامس : عزوز أصحى
فتح عيناه بتعب و العرق يتصبب مِنه ، عقد حاجبيـه وهو يتذكَر ما حدث في حلمه
ناصر : بسم الله عليك .. تعوّذ من الشيطان
عبدالعزيز تمتم : أعوذ بالله من همزات الشيطان ومن أن يحضرون
ناصر تنهَّد و هو يُخلخل يداه في شعره المُبلل : ثاني مرة توضأ قبل لا تنام .. تختنق وأنت نايم ولا تحس أبد
عبدالعزيز أستعدل بجلسته واضِعًا كفوفه على جبينه و الضيقة تُدفن في صدره : بروح البيت . . .

،

ترك عبدالمحسن إبنـه و أخيه في المجلس و سَار مع الجُوهرة حول قصرِ عبدالرحمن ، بصوتٍ هادىء : تبيني آخذك اليوم ؟
الجُوهرة ألتزمت الصمتْ هي تعلم جيدًا بأنَّ الطلاق قدرٌ و واقعٌ عليها لا شك و لكِن شعُورها بأن تُثبت براءتها لسلطان يكبرُ بعد مَا كان مُتقلِصًا في الأيام الفائتـة ،
عبدالمحسن يُردف : أنا بس أنتظر أعرف مكان تُركي وساعتها بينتهي كل شيء وبتنحط النقاط على الحروف ، لكن مافيه شي يجبرك تجلسين عنده . . أنا عارف أنك تبين تطبقين اللي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم بس أنتِ حالة ثانية
الجوهرة أبتسمت بسُخريـة ، تفكِير والدها بها بريء جدًا بالنسبة لأفكارها و شعُورها ،
عبدالمحسن : إحنا في زمان غير ، يعني لما قبل البنت تتطلق وتجلس عند زوجها العدَّة ماكان أحد يشوفه غلط و فيه بعضهم يرجعون لبعض لكن هالتفكير مايمشي الحين .. تغيَّر الوقت وتغيرت نظرة الناس و إن وقعت الطلقة الأولى ما تنذَّل النفس وتجلسين عنده !! هذا وهو توَّه ماطلقك يعني ماابيك تجلسين وتنتظرينه يطلقك .. بس لأنه هو طلبني و سلطان تعرفين أني مقدر أرده بس إذا أنتِ تبين فأنتِ عندي أهم وأولى
الجوهرة : لآ عادي .. أصلاً عمته موجودة
عبدالمحسن : في بيته ؟
الجوهرة : إيه برمضان جت و تسلي وقتي
عبدالمحسن بهدُوء : أبي أتطمن عليك . .
الجُوهرة أبتسمت بشحُوب : لآ تطمَّن ، كلها فترة و تنحَّل أمورنا بإذن الكريم.
عبدالمحسن أبعده أنظاره ليتأمل الفراغ الذِي حوله و يُردف : مدري وين أراضيك يا تركي !!
الجُوهرة ودَّت لو تُخبره ، لكن تعلم جيدًا أنَّ سلطان سيفهم ذلك خطأ أو رُبما حتى يبصق عليه بالخطأ وإن كان عن حسنِ نيّــة ، أكملُوا سيْرِهم و هي تلمحُ الضيق في عينِ والدها . .
بعد دقائِق طويلة ، عبدالمحسن : الجوهرة ماأبيك تستحين مني .. أبي أسألك سؤال
الجوهرة بلعت ريقها لتقِف و أنفاسها تتصاعدُ مُتناسبة طرديــًا مع نبضاتِها المُرتجفة . .

،




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-12, 01:02 AM   #116

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


،

بعد أن هدأت الأجواء و أتجهُوا جميعهم للأعلى ، خرجَت و بتمرُد مُباح هذه المرَة قادتها أقدامها لبيتِ عبدالعزيز ، دخَلت و صوتُ كعبها يصخب صداه ، أبعدت بيجامته عن الأرضية الرُخامية ، مسكت بعضُ الأوراق المرميـة على الطاولة التي عليها رسُومات صغيرة لبيُوت مُتراصـَّـة و أسلحـة و أشياء أخرى لا تفهمها ، تركتها بمكانِها مُتجِهة لغُرفته وقبلها نظرت للدُور العلوي الصغير الذِي يحتوي على كُتبِ والدها ، تركت الدرج الخشبي القصير و أتجهت لغرفته ، فوضوي جدًا ، الملابس مرمية على الأرض و السرير و في كُل مكان هُنــاك قطعة ساقطة. أقتربت من المرآة ، تذكُر كيف أختارت هذا الأثاث مع عبير !! تنهَّدت لترى حاسُوبه الشخصي ، فتحته لتجِدهُ غير مُغلق تمامًا ، دخلت على مُتصفح " سفاري " لتضغط على " التاريخ " و ترى الصفحات التي سبق دخولها آخر مرة ، شدت على شفتِها السُفليـة وهي تنظرُ لصفحة أثير في تويتر ، دخلتها لترى آخر تغريداتها بكُره شديد ، قرأت " هذا العطر من أجمل العطورات . . *مُرفق بصورة " أخذت نفسًا و سقطت عيناها على مثل العطر على طاولة عبدالعزيز.
تركت اللاب مُتجهة له ومسكته لثوانِي و سُرعان ما قذفته على الجدار ليتبلل جُزءٍ من الجُدار و الأرضْ بالعطِر و زُجاجه يتناثَر ،
رتيل تأفأفت و توجهت للأعلى حيثُ كتب والدها و رُبما هناك شيء لعبدالعزيز . .
هوَ يسيرُ بخطواتٍ سريعــة ، بعد كابوسِ ساعاتِ المغرب مُضطرب المزاج ، فتح الباب و . . . . . . . .

.
.


.

أنتهى





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-12, 09:43 PM   #117

تي كيونغ

نجم روايتي و أميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية تي كيونغ

? العضوٌ??? » 161922
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,085
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » تي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond reputeتي كيونغ has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيج الف عافية لامارا ع النقل بانتظار البارت الجاي ولقاء رتيل و عزيز.

تي كيونغ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-12, 02:58 PM   #118

الملاااك الجرريح

? العضوٌ??? » 247730
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » الملاااك الجرريح is on a distinguished road
افتراضي

يعطيگ الف عافييييييه. .بانتظار البارت القادم

الملاااك الجرريح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-12, 11:30 PM   #119

لبى عيونك

? العضوٌ??? » 255049
?  التسِجيلٌ » Jul 2012
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » لبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond repute
افتراضي

اول شي يعطيك العافيه عالنقل . .

الروايه بجد جميله جدا طبعا بحكم اني مدمنه روايات . .

ثاني احسن كاتبه تشدني لها بققوه طبعا الكاتبه الاولى انفاس قطر المتميزه . .

وبخصوووص الاحداااث جمييله جدا وغير متوقعه . .

كنت اظن ان عزز يحب رتيل ماتوقعت انه يبي ينتقم . .

الله يستر من انتقام رتيل 😁 شكلها ناويه ع نيه . .

وناااصر ي حياة الششقا متى يشوووف غاده وغاده تتقبل رجوعه ول لا 😢💔 . .

ويوووسف الشخصيه المرحه اتمنى يتقلب الاحداث لصالحه . .

وغيره نجلاء اللي ع غير سنع نبي لها حل . .

<~ متحمسسه جداا . .

واخيرا عسااااك عالقوووه عالنققل . . يااليت تعطينا خبر بمواعيد نزول البارت عشان نكون ع بينه. .

عذرا عالاطاله ☺😊 . .


لبى عيونك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-12, 01:53 AM   #120

لبى عيونك

? العضوٌ??? » 255049
?  التسِجيلٌ » Jul 2012
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » لبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond reputeلبى عيونك has a reputation beyond repute
افتراضي





يالله كل ششوي اعمل تحديث للصفحه . .

<~ شابكه من الايفون 😢💔


ابييي البارت مافيني صبر . .


لبى عيونك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.