آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ثَأري..فَغُفْراَنَك (الكاتـب : حور الحسيني - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          شـقّ الـغَـمـام (الكاتـب : مدامع حزينة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree13Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-12, 04:29 PM   #41

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي



الخامس عشر




,‘,


نرسم في عقولنا مخططات كثيرة .. قد تمتد لسنوات مستقبلية طويلة جدا .. وتبقى في الأذهان أمدا .. ونتناساها .. أو كما يقال تأتي الرياح بما لا يشتهي السفن .. نتخبط في واقع حياتنا .. كورقة في يوم ربيعي ذبلت فوقعت لتتقاذفها نسمات الهواء .. وتختفي بعد حين .. وقف ينظر إلى المكان . . بالأمس كان هنا .. يضحك .. تلك الزاوية شهدت وقوفه .. وتلك الأخرى شهدت جلوسه .. وذاك الجدار لا يزال يشعر بملمس كفه .. بالأمس ليس بالبعيد وليس بالقريب أيضا .. كانا يضحكان معا .. ويتسامران معا .. يحب مداعباته .. وهو يحب إزعاجه .. واقفا مستندا على ذاك العمود القريب من مجلس الرجال .. مربع ذراعيه على صدره .. ونظارته الشمسية تضيف لملاح وجهه رزانة من نوع آخر .. تمر ذكراه دائما في أجواء تفكيره .. لم يسمع صوته .. ولا يرد على اتصالاته .. يشتاق له .. أخيه الكبير .. أخيه الطموح الذي لم يرضى إلا بشهادة الدكتوراه في علوم الحاسب الآلي .. وذهب .. ويا ليته لم يذهب .. وعاد ويا ليته لم يعد .. تناقض يجتاحه .. فأمه يتعبه حالها .. ولم تنكسر إلا على يد أغلى أبناءها .. زفر أنفاسه التي ملت الانتظار .. فصرخ مناديا أخته .. لتخرج وهي ترتب عباءتها : خلاص يينا .

اعتدل في وقفته : وين امي ؟

ردت وهي ترتب وضع اللثمة على وجهها : ما بتي ..

فجأة اذا بسارة تدفعها عن الباب .. وتخرج متسابقة مع العنود .. ليستوقفهن ناصر : ع وين ؟


وهي ترفع قدمها للوراء تحاول ادخال حذاءها جيدا : وياكم .. بعد وين. لازم نشتري فساتين .. مب بس العروس اللي بتتعدل .

اجتاح الحياء روضة .. فشبكت اصابع يديها امامها .. اما ناصر زفر وهو يقول : اذا امي بتروح وياكن بوصلكن .. اما انكن ادخلن السوق بروحكن وبهالشكل – يؤشر باصبعه من تحت الى فوق على اخته سارة – فلا .

وضعت يداها على وسطها : وشو فيها اشكالنا .. وبعدين انت بتدخل وييانا .. والا يعني اخو ع الفاضي .

- ليش ما تغطين ويهج مثل اختج ..

زفرت : روضوه دقه قديمه .

نظر الى العنود .. التي لم تغطي شعرها جيدا : تحجبي زين . ما عندنا بنات يظهرن شعرهن .. وامشن تاخرنا – يعطيهن ظهره متوجها الى سيارته – ولا بتروحن الا محل واحد .. ما في ع الدواره .


نظرت سارة بغيض لروضة : كله منج .. يعني ما فيج اللسان ترفضين .. وتقوليلهم يخلون حفلة الملجة عقب العيد .

عدلت العنود غطاء شعرها .. ومشت خلف اختيها الى " الفتك " الاسود .. امسكت بكرسي السائق منحنية قليلا : نصور .. ما يصير نروح محل واحد .. يمكن ما نحصل اللي نريده .. يعني يا اخوي يا حبيبي خلك كريم .


حرك السيارة ونظر لها من خلال المرآة الامامية : سويره .. عن الحشرة ( الازعاج ) الزايده .. والا اهون ولا اشلكن خير شر .

زفرت وهي ترتاح على الكرسي مربعة ذراعيها .. تكلمت روضة بشيء من الحياء : سارة عندها حق .. اكييد ما بنحصل كل شيء فمكان واحد ..


" البلاك بيري " لا يترك يديها .. هاهي تعزف على ازراره .. تبتسم احيانا .. وتعبس احيانا أخرى .. تستمع لمحاولات اختيها في اقناع ناصر .. الذي اخيرا بعد عناء المفاوضات وافق على ان يأخذهن لثلاث محلات لا غير .. رضن بالامر الواقع .. فثلاثة افضل عن واحد .. في الطريق استنكرت روضة منه طلبه لرقم هاجر . حاولت ان تعرف ماذا يريد به .. لكنه لم يجبها .. اخذ الرقم وهو يقف امام احد المحلات .. ويتوعدهن اذا تاخرن .. ما ان نزلن حتى عمد الى هاتفه يضغط زر الاتصال .. الهاتف يرن .. لكن لا من مجيب .. محاولة اخرى تبوء بالفشل .. وثالثة اخذت طريق اختيها .. قرر اخيرا ارسال رسالة نصية قصيرة لها .. " انا ناصر .. ردي علي .. اريدج فموضوع مهم " .


ارتجف كفها وهي تقرأ تلك الاحرف .. مالذي يريده مني .. تنفست لتبعد تلك الافكار التي بدأت بالهجوم عليها .. كتبت له رسالة ردا على رسالته .. " ما بينا شيء يا ناصر " .. وبعدها رمت الهاتف من يدها .. لكن سرعان ما عاد هاتفها لرنين .. تأففت .. فهي تخشى ان يكون هناك اخبارا عن احمد .. لا يزال هذا المذكور آنفا يثير في نفسها مشاعر غريبة .. قد تكون خوفا .. او شوقا .. او حقدا وغلا .. هي غير متأكدة .. كل ما هو مؤكد لديها انها لا تريد اي شيء يذكرها به .. تعب " الآيفون " من الرنين .. خنقت رقبتها بلطف بكفها .. وكأن هنالك غصة ما تؤرقها ..


صوت بنات عمتها يعطي المنزل حياة جديدة .. صراخهن .. ولهوهن يعيد الى ذاك المنزل حيويته .. رفعت شعرها بطوق رقيق .. وتركته منسدلا .. وخرجت من غرفتها غير آبهة بذاك المرمي على السرير .. نزلت الى الصالة التي تصدح باصوات الرسوم المتحركة التي تبث عبر قناة " ام بي سي 3 " .. وحصة نائمة على ظهرها ورأسها على وسادة أكبر منها .. وساقها مثنيان .. والاخرى نائمة دون اكتراث على السجاد الايراني الاحمر .. لوحت برأسها وهي تبتسم لذلك المشهد الذي ذكرها بطفولة مضت .. توجهت الى المطبخ فلعل الجميع هناك .. فبعد ان سافرت الخادمة اضحت اشغال المنزل على الثلاثي الموجود دائما في المنزل .. امها .. وعمتها .. وشهد .. اما هي فيكفيها دروسها الصيفية .. وقفت عند عتبة الباب .. وهي ترى تلك الواقفة عند الفرن تحرك الطعام وتتذوقه بالملعقة الخشبية .. والاخرى التي تجهز السلطة للغداء .. اما الثالثة فلقد انتحرت البرتقالات بين يديها .. وهي تجهز عصير برتقال لابنتها علياء .. اضحت تهتم بتلك الفتاة كثيرا .. اقتربت من والدتها وهي تشم رائحة الطعام بحركة تلذذ : يا سلام ع الريحة الحلوة .


ضحكت شهد وهي تقطع حبات الطماطم الحمراء : طباخ عموتي لا يُعلى عليه .

وهي تسكب العصير في كأس زجاجي .. وتحمله خارجة من المطبخ : ام عمار محد يشبها فالطباخ .. ما شاء الله عليها .

سحبت لها قطعة من الجزر وهي تلوكها في فيها : الا وين عمار .. غريبة ما اشوفه هني . بالعادة ارجع من الجامعة يكون بالبيت .

ام عمار : طلع وييا واحد من ربعه .. يقول معزوم ع الغدا ..


نفسها بدأ يضيق .. وهناك طعما غريب بدأ يضايقها عند نحرها .. لم تعد تسمع الحديث الدائر بين هاجر ووالدتها .. الاصوات اضحت طنين يزيد من دورانها .. رمت ما في يدها .. وجرت مسرعة ويدها على فيها .. اندهاش سيطر على هاجر وهي تسأل والدتها عما اصاب شهد .. لتجيب الاخرى : بتصيرين عمة .. ان شاء الله .

ضحكت هاجر : هذا كلام مسلسلات يالغالية – وهي تتجه للباب – بروح اشوفها يمكن فيها شيء .


اوقفها طارق وهو يدخل ملقي السلام يحمل بين كفيها صندوق " كولا " .. تابعته بنظراتها حتى وضعه بجانب الثلاجة .. عاد ليقبل رأس ام عمار : شو غدانا اليوم .

هاجر : برياني دياي .. من اللي يحبه قلبك .

كانت تقلد والدتها وهي تتحدث .. لينفجر طارق ضاحكا .. ولم يسكته الا همسات والدته له : حرمتك حامل ؟

عاد ليقهق ولكن هذه المرة ببعض القلق : لا منو قالكم ..

هاجر : تعبت شوي وركضت فوق .. عااد امك ما صدقت من الله تقول عنها حامل .


اشتعل فيه الخوف .. واستأذن مسرعا ليراها .. كان يطوي الدرجات اثنتين اثنتين .. قلبه يقرع طبول خوفا لم يعهدها يوما .. فتح الباب بعنف وهو يناديها .. تلفت في غرفة النوم .. وبعدها حث الخطى الى دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. طرق الباب بخفة .. يناديها لترد عليه .. ولكنها لم تجبه .. عاود الكرة مرتان وثلاث واربع .. بعدها خرجت بوجه مبلول .. نظرت اليه وبعدها جثت على الارض .. امسكها من كتفيها : حبيبتي شو فيج ؟


طأطأت رأسها وبكت وهي تردد : ما اريده يا طارق .. ما اريده .

هزها بهدوء : استغفري ربج .. شو هالكلام اللي تقولينه . وبعدين شو دراج انج حامل .

نظرت له بعيون دامعه .. وخصلات شعرها المبلولة تلتصق بوجهها : الدورة صارلها شهر ما يتني .. ما اريد اجني عليه .. ما اريده .


عاد ليستغفر من جديد ويطالبها بالاستغفار .. رفع كم ثوبه ليريها مكان وخز الابرة : شوفي .. اليوم سويت تحليل .. ان شاء الله ما فينا شيء – ابعد خصلاتها –باكر بنعرف كل شيء وبنروح نتأكد من حملج – ضمها لصدره – وبيينا منصور الصغيرون .. وبتفرحين فيه .

بكت اكثر ليشدها اليه اكثر .. يطمأنها ويطمأن روحه المشتاقة لراحة التي كانت .. فكم هو صعب ان تجني على ابنك دون ذنب منك .. هذا هو شعور شهد التي فسر تعبها على انه حمل في عيون عمتها .. وكل ذاك الاختلاف كان له تفسيرا واحد لدى تلك الام التواقة لتكون جدة .. وتتمنى الحفيد المنتظر ..

,‘,


كتلك المرأة التي تنتظر تلك الزيارة بشوق لا حدود له ..مستلقية على السرير الابيض بعد وعكة صحية المت بها .. وها هي تسند ظهرها .. مبتسمة لدخول ذاك الشخص الذي لطالما احبته .. تقدم منها مقبلا رأسها : ما تشوفين شر .


امسكت بكفه تربت عليها .. بحنان ام : الشر ما اييك يا وليدي .. وين اخوك ؟ قلتله البارحة ايي وياك .. بس يلس يضحك .. وكل ما اصرخ عليه واهازبه ( تنهره ) يضحك اكثر ..

كان ينظر اليها باستغراب .. فذاك الحديث عن اخيه بدا مستغربا من قبله .. حتى انه سألها ماذا قال ؟ وكيف كان ؟.. ردت عليه : كان مثل ما عرفته .. سالني عنك .. قلت له دووم هني .. وبعد قالي انه متوله عليك .. انتوا ما تتشاوفون ؟

ابتسم .. وسحب له كرسيا ليجلس بجوارها .. عاد ليمسك كفها ويقبلها : نتشاوف .. نتشاوف ياميه ..


حركت كفها الاخر على رأسه .. وهي تستمع له : امي بخيتة .. الحب حرام ؟


- لا يا جويسم .. الحب مب حرام .. بس الحرام اذا كان حب غلط .. قلوبنا ياوليدي ما حطها ربك من فراغ فصدورنا .. حطاها عشان نحب فيها .. ونكره فيها .. الحب شيء عود يا جاسم .. ومب انا بنت الامس بتعلمك بهالشيء .

كطفل صغير وضع خده على كفها .. وهو يستمع لحديثها .. ويشعر بحركة يدها على شعره الطويل .. ابتسم حين وبخته بسبب ذاك الطول .. ولكنه لم يتحرك .. فتلك الاحاديث تعيد له شخصه الذي فقده منذ عشر سنوات مضت ..




خوز عني .. نطق بها وهو يدفع جاسم الذي جلس عليه مثبتا جسمه بالارض على ذاك العشب الاخضر .. دفعه ليقع بعيدا .. ثم جرى ليمسك انبوب الماء يحاول ان يبعده عنه من جديد .. حتى لا يقترب منه .

- تحتمي بالماي يا قسووم .. بس ما بخليك ..


هجم عليه .. لتبدأ الحرب على ذاك الانبوب الذي بدأ الماء يتبعثر منه يمنة ويسرى مع محاولات الاستيلاء عليه من قبل جاسم .. ولم ينتبها لتلك المارة متوجهة للبوابة وهي بكامل اناقتها .. ليقع الماء عليها صارخة بهم : ما تشوفون – توقفا ينظران اليها – الشعر بدا يطلع فويوهكم وانتوا بعدكم وييا هالتصرفات .. الين متى .. ومتى بتعقلون .


تقدم منها قاسم ابن الرابعة عشر .. تاركا الانبوب على العشب : السمووحة فديتج .. الا وين رايحة ؟

زفرت : عندي ندوة .. وشكلي بتاخر والسبة انتوا .. وين بخيته عنكم ..


واخذت تنادي بخيتة وهي عائدة ادراجها للمنزل .. وبدون ان يشعر جاسم سحب الانبوب .. ليغرقه بالماء وبعدها يفر هاربا : والله ما اعديها لك يا قسوم .


ابتسم على تلك الذكرى التي داهمته وسط حديث امه بخيتة .. مر الوقت وهو يستمع لها .. تلك الساعة التي يقضيها معها في كل يوم تعني له الكثير والكثير .. لعل تلك المرأة العجوز الوحيدة التي تشعره بنفسه الغير مصطنعة حتى الآن .. فتلك الساعة لا يستبدلها باي شيء آخر .. حتى هاتفه يغلقه وهو معها .. يكتمه حتى لا يزعجه ويعيده لواقع حياته المرة .. هاهو يخرج ليركب سيارته " الرنج روفر " الرصاصية .. واذا بهاتفه يصدح بمقطع من سينفونية " بحيرة البجع " .. ليرد ببرود تام : هلا ..


على الطرف الآخر .. كان يتحدث بشيء من الانفعال : انت وينك .. نسيت ان اليوم عندنا اجتماع .. والا ناسي انك راعي النسبة الاكبر فالشركة .. ولازم تعطي رايك في الصفقة اليديدة ..


ما ان انتهت تلك المكالمة .. التي اجبر عليها عبد العزيز حتى لا تتعطل الاعمال في الشركة الام لمجموعته .. حتى دخل ذاك الرجل الذي اطلق عليه جاسم سابقا ذو وجهين .. تقدم ملقيا التحية على عبد العزيز .. وبعد ان استراح في جلسته قال : عندي لك عرضا تستطيع به ان تتخلص من قبضة ابنك جاسم .


شده الموضوع بقوة : قل ما عندك يا جون .

انحنى قليلا مستندا على ذراعه الايسر الممدوده على الطاولة : ولكن قبل ان اعطيك ما تريد .. عليك ان توافق على شروطي .


تجهم وجهه .. وبعدها سمح له باكمال الحديث : تعطيني احدى شركاتك في بريطانيا .. وشركة اخرى هنا في الخليج .. لن اطلب ان تكون في الامارات .. لانني اريد ان ابتعد .


ابتسم بخبث : وما الذي يظمن لي انك ستفي بما قلت لي . . وايضا الا تظن ان شروطك كبيرة جدا .. ولا تستحق ما ساجنيه انا .

ضرب براحة يده على الطاولة بخفة وقام واقفا : ساعطيك مهلة لتفكر .. لا تنسى انني كنت الذراع الايمن لابنك .. وجميع اسراره لدي ..


خرج ليتمتم الاخر : خبيث .. بس انا مب سهل يا جون ..


ما هي الا لحظات حتى دخل جاسم .. بتلك الابتسامة التي يعهدها عبد العزيز .. القى التحية وجلس بعيدا على احدى الارائك .. بتلك الجلسة المعتادة المليئة بالثقة : جون كان عندك! ..


قام من على كرسيه ليجلس قريبا من ابنه .. على تلك الاريكة الصانعة مع الاولى زاوية تسعين درجة .. دقق نظراته على وجه جاسم : سمعت انك عرست .. مبرووك .


قهقه بقوة .. وانحنى قليلا .. متبادل النظرات مع عبد العزيز : من زمان – عاد لجلسته وهو يمد ذراعيه على ظهر تلك الاريكة الجلدية – الا صدج .. سمعت ان سمية بتعرس .. معقولة يا عبد العزيز تزوج بنتك ولا تدعاني ع العرس .. نسيت اني اخوها العود ومن حقي احضر .

بضجر واضح : عرسها عقب اسبوع .. وانت اكيد معزوم ما يبالها كلام .. الحين خلنا في المفيد .. مب ناوي تفك عمرك من الروحه والرده لهالشركة .. وتعطيني نصيبك فيها .


ضرب براحة يديه على فخذيه وقام واقفا : يوم اتعب بقولك .. خلنا نراجع الملفات قبل الاجتماع .. لازم ادرس كل شيء زين مازين ..

,‘,

Continue


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 01-10-12, 04:30 PM   #42

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي







,‘,



ضرب الآخر مقود سيارته بقبضة يده .. كل شيء انقلب رأسا على عقب .. كان مستعدا للاعتراف رغم محاولات مايد لردعه .. شحن نفسه بالقوة المطلوبه .. ابعد مايد عن طريقه وولج الى ذاك المجلس .. كان راشد جالسا يشاهد التلفاز .. اخبار تعاد كثيرا في الاونة الاخيرة .. ما يصبحون فيه يباتون فيه .. اقبل على والده الذي رسم ابتسامة عريضة على محياه الذي بدأت التجاعيد تملأه .. وقف امامه ليقوم الاخر بترك جهاز التحكم من يده بجانبه على ذاك الكرسي الوثير .. وقبل ان ينطق الاول .. اذا بالاخر يربت بخفه بجانبه .. يدعو بدر للجلوس .. تلعثم وهو لا يزال واقفا : اريدك فموضوع .


ربت من جديد على ذاك الكرسي : ايلس .. انا اللي اريدك فموضوع ..

الجو مشحون بالغرابة .. التي سيطرت على بدر .. جلس ليعرف ما يريد منه والده .. واذا به يلقي على مسامعه بقنبلة الموسم .. او هكذا خيل له الأمر .. لم يستطع الا الرفض .. ولكن والده ذا رأس صلد .. لا يستطيع بدر على كسر قراراته .. عاد ليرفض من جديد .. ليهوله كلام والده : ان ما وافقت يا بدير لا انت ولدي ولا اعرفك .


اي سياسة يتبع مع ابناءه .. الكبرى تجلس بجواره الى الآن لانه لا يريد تسليمها لرجل من خارج العائلة .. والاصغر منها كالكلب المدلل عنده .. على ما يهوى يمشي ويطيع .. والاخر ظلمه حتى نفى نفسه بعيدا عن هذا البيت القابع في قبضة انسان متسلط لا يعرف الا قراراته .. اما الاخير فلا يعلم عنه شيء .. وكل ما يريد مجاب دون مناقشة .. لم يبقى الا هو .. كان بعيدا عن الكل .. والآن اضحى واضحا بعد غياب عبدالله ..


زفر بشدة وهو يعيد كلام والده كشريط اهترأ بسبب دورانه المتكرر .. ماذا عساه ان يفعل .. اذا قال لا .. نفي من كنف الابوة .. واذا قال نعم .. ارغم على شيء لا يريده .. يشعر بالضياع ..

ضياعا ليس بقدر ضياع ذاك الشخص الذي لا يزال واقفا بين الخارج والداخل .. حد فاصل بين اجواء المستشفى المعقمة وبين اجواء اوروبا المتقلبة .. لا يستطيع ان يجمع شتات افكاره .. فلقد تناثرت بفعل تلك الكلمات التي قذفها ذاك الطبيب البريطاني من اصول جزائرية .. وكتب كل شيء على تلك الورقة المشئومة .. او لعلها لم تكن بذاك الشؤم التي كانت عليه الورقة السابقة .. التي ختمت بفايروس مميت .. وهذه الاخرى ختمت بفايروس اشد إماتة .. رفع ساقه ليخطو خطوة للخارج .. تبعتها خطوات تتخبط في قرارات اتخذها .. دمرت حياته .. يمشي دون ان يشعر برذاذ المطر على شعره المجعد .. ولا بنسمات الهواء الباردة المنبأة بفصل شتوي ابيض .. لا يعي شيء .. سوى ان حياته انهارت .. احلامه انهارت .. تصدع البنيان بورقة .. ليتهشم بورقة اخرى .. لم يفرق بين الورقتين الا لون الحبر .. والكلمة الاخيرة .. قدماه تأخذانه في طريق حفظه في الآونة الاخيرة .. حتى وان كان عقله ليس معه .. فذاك الطريق حفظ تلك الخطوات جيدا .. كما حفظته هي .. صعد السلالم .. وكأن ذاك المصعد تلاشى من امامه .. الدور الاول .. الثاني .. الخامس .. لم يشعر بتعب مفاصله .. فهو لا يعي الا ما كتب في تلك الورقة .. وقف امام ذاك الباب الذي يحتظن ذاك الرقم الثلاثي .. حتى ذاك الرقم يبدو غريبا .. ادخل يده في جيبه .. ولا تزل تلك الورقة في يده الاخرى .. ارتجفت حتى وقعت تلك السلسلة .. بها مفتاح شقته .. ومفتاح منزله البعيد عنه .. ومفاتيح اخرى .. تلك السلسلة تعج بالمفاتيح .. انحنى ليلتقطه .. حركها ليمسك ذاك المفتاح اللعين الذي لا يريد ان يدخل في فتحة القفل .. فُتح الباب .. وكلمات بعثرت افكارة اكثر من بعثرتها السابقة : استاذ احمد .. هل انت بخير .. تلك شقتك.


وتتبع الذراع الملساء الممدودة امام ناظريه .. ابتسم .. واعتذر .. وتوجه لشقته .. ليُغلق باب الشقة الاخرى خلفه .. اخيرا ذاك المفتاح وجد ظالته .. ولج الى الداخل .. نشر نظراته في تلك الصالة الصغيرة .. شد قبضته على تلك الورقة التي تتأوه وتطلب الاعفاء .. نزلت دمعة .. تتلوها اخرى .. ليصرخ : كلاب .


ويهيج في تلك الشقة .. ويعث بها فسادا .. وبين الفينة والاخرى يصرخ بالشتائم .. كثور هائج اتعبته الرماح والطعون .. يكسر تلك المزهرية الخزفية .. ويرمى بتلك الوسادة المطرزة .. تجمهر الناس عند باب شقته الذي نسى ان يغلقه .. ينظرون اليه .. الى ذاك المجنون المتفوه بكلمات لا تعيها عقولهم .. ماذا به ؟ .. يرد الاخر :" يبدو انه جن ".. لتهمس تلك العجوز ذات الشعر الاشعث : " قد يكون ارهابيا .. اتصلوا بالشرطة " .


فجأة تفرقت الجموع .. لتندفع تلك الفتاة الشقراء بينهم .. ناطقة بما سيفرقهم : انا اعرفه .. افسحوا لي الطريق .. لا داعي لتجمهركم .. نفسيته تعبة لا غير ..


دخلت لتغلق الباب من خلفها .. وقفت دون حراك وهي ترى ذاك المجنون الذي حطم كل شيء .. قد ركع على الارض .. يبكي .. اقتربت منه .. واذا بها تتسمر حين عاد ليصرخ : يهود .. الله ياخذهم ..


لم تفهم .. ولكن شعرت بحرقته .. ازدردت ريقها .. لتنتبه فجأة لتلك الورقة .. متجعدة .. والحبر قد اختلط ببعضه .. لتصبح تلك الكلمات كشفرة يجب فكها .. حاولت ان تفهم .. ولكن لا يوجد سوى اسمه " احمد عبيد الـ ... " .. نظرت اليه .. كسيرا يرتجف .. هي تعرفه .. وتعلم انه لا يحب ان تلمسه النساء .. فهو صدها مرارا عندما كانت تمد له يدها لتصافحه .. جارها منذ اربع سنوات .. حفظته .. جلست بجانبه على ركبتيها .. وضعت كفاها على فخذيها لتنحني قليلا .. لعلها ترى وجهه الذي عانقت عيناه ارضية المكان .. همست : ما بك ؟ ..


انتفضت شفتاه .. كعصفور مبلل الريش .. يحاول ان يبعثر القطرات ليتمكن من الطيران .. ارتجفت شفاهه .. لينطق بغصة حارقة جوفه : اليهودي الملعون .. قال بانني مريض بالايدز .. – بدأ يتكلم وكأنه يحدث نفسه – اخبرته انني لم اقم اي علاقة .. سالني ان استخدمت ادوات حلاقة في مكان ما .. لا اذكر .. اخبرته انني لا اذكر .. قال انني احمل فيروس نقص المناعة المكتسبة .. واليوم يقول طبيبا آخر بانني لا احمل اي فيروس – صرخ ضاربا بقبضته الارض – حقير .


,‘,

هل توازى حقارة ذاك الطبيب بحقارة زوجها .. عادت الى منزلها .. كانت تريد المرور على منزل والدها .. صار لها مدة لم تزرهم .. ولكنها لا تريد لاحد ان يرى علامات الانزعاج والخذلان التي ارتسمت على محياها .. لاول مرة يكون ذاك الممر بين البوابة الرئيسية للفيلا .. وبين الباب طويلا جدا .. وتلك الاشجار وكأنها تضحك عليها .. تضحك على ضعفها .. وكلام تلك الطبيبة يتردد في عقلها : لديك عقم مؤقت .. بسبب حبوب منع الحمل التي كنتي تتناولينها .. وقد يطول العلاج ..



وصلت بخطى ثقيلة بالكاد استطاعت ان تصعد تلك الدرجات القليلة .. دخلت .. لتفاجأ بهم هناك .. عمتها .. وعمها .. وسعيد .. يبدو فرحا .. هل وصله الخبر بهذه السرعة .. ليفرح بها .. ويتشمت لمصابها .. القت التحية .. وياليتها لم تلقها .. باركي لسعيد قرر يعرس عشان اييب عيال .. وانتي لازم ترضين بهالشيء .


كان كلام عمها لها .. نظرت له .. لعيونه الشامتة .. لابتسامته الساخرة .. لما يكرهها .. فقط لان امها هندية .. وماذا يعني .. لا يريد ابناء اخوالهم هنود .. وما ذنبها هي .. يطيبون خاطرها ببعض الكلمات .. التي لا تسمعها .. فعقلها يتساءل من اي طينة جُبل هذا السعيد .. ابتسمت .. ونطقت : مبروك .


دون اي ردة فعل .. انسحبت من المكان .. يقولون ان المصائب تأتي تباعا .. وهي تدربت جيدا للقاء تلك المصائب .. لم تعجبه تلك الابتسامة على محياها .. حتى وان كانت ذابلة لا روح فيها .. فهو يشعر بالاهانة جراءها .. مشت للاعلى .. مارة بجانب فاطمة .. تلك الفاطمة التي شهدت الكثير .. وكان الصمت عنوانها .. ترى فرحة امها ووالدها واخاها سعيد .. لا تصدق ان اخاها اضحى متبلد المشاعر بهذا الشكل .. ابعد عبدالله بدم بارد .. وها هو الآن يحطم تلك المسكينة ابنة عمها .. تبعتها لعلها تخفف عنها المصاب الجلل ..


دخلت ورمت بحقيبتها على السرير .. نزعت تلك العباءة ذات اللون الشبيه بلون حياتها .. بل انها ترى ان حياتها اشد سوادا .. وقعت معانقة السجادة .. انحنت الاخرى من خلفها رافعة العباءة من على الارض لتضعها على السرير .. وتقف امام ريم : لا تضايقين .. بعد هو من حقه اييب عيال .. صارلكم ثلاث سنين معرسين .


بدأت تضحك .. كفتاة فقدت عقلها : يريد عيال – ضحكت بشكل اعلى – يريد عيال ..


استغراب طوق فاطمة .. التي اخذت تتبع ريم بنظراتها .. فتحت الدولاب .. نفشت المكان .. ومن ثم قامت مستقيمة وبيدها كيس .. التفت لفاطمة : تقولين يريد عيال – قلبت الكيس رأسا على عقب لتقع علب كثيرة – شوفي .. ما ينسى ايبلي الحلاوة .. عمره ما نسى .. وتقولين يريد عيال – تأشر على العلب المتناثرة – هذولا عياله اللي قتلهم ..- صرخت - طلعي برع ..


صرخت بها عندما حاولت ان تهدأها .. فخرجت الاخرى مستسلمة لحكم الطرد الذي صدر بحقها ..

,‘,

Continue



nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 01-10-12, 04:34 PM   #43

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي






,‘,


كما زف سعيد قراره لوالديه اللذان رحبا به ايما ترحيب .. هاهو سعود يحث الخطى نحو غرفة والدته بعد ان صلى الفجر .. هو يعلم بأن والدته تقوم قبل الفجر بساعة لتسجد ركعتين لله والناس نيام .. لم يكن ذاك القرار الذي سيلقيه على مسامع والدته وليد اللحظة .. منذ ذاك اليوم الذي التقى به بتلك الفتاة وكلام حمد يرن في اذانه كلما طرق التفكير بابه .. وحالة ابنه محمد تستدعي وجود امرأة تستطيع على الاقل ان تعطيه دواءه .. فاخته الكسول لا يعتمد عليه في شيء .. طرق الباب بخفة واولج رأسه والابتسامة اترسمت على وجهه .. كانت هناك رافعة كفيها تدعو الخالق الذي لا ينام .. انتبهت له فختمت دعاءها .. ومسحت وجهها بكفيها مرددة الشهادة .. دنى منها مقبلا رأسها ومن ثم كفيها .. وجلس امامها بعد ان ازاح سجادة الصلاة المخضبة باللون الطحلبي .. لم تستغرب دخوله .. فهذه عادته بعد ان يصلي الفجر بالولوج الى غرفتها يطمأن عليها ويقبل رأسها ويلثم كفاها المجعدان .. ولكن استغربت جلسته تلك امامها .. اتسعت ابتسامته وهو يقول : ولدج بو محمد قرر يعرس .


لم تسعها الفرحة وهي تسمع تلك الجملة منه .. وتبادرت الاسئلة على لسانها تباعا .. هل هناك فتاة بعينها ؟ ام هي من ستختار له ؟ .. هل هناك مواصفات يريدها .. ام سيرضى باختيار امه ؟ .. تسأل ولا تدع له مجالا ليجيب .. حتى انفجر ضاحكا : شوي شوي يالغالية – امسك كفاها – انتي اختاريلي .. بس اريدها كبيرة مب بنت عشرين .. اذا فوق الثلاثين خير وبركة .. ما اريد اخذ بنت اصغر مني بوايد – يمسك خصلة من شعره – ترا ولدج الشيب ترس راسه .


ضربته على كفه .. ضربة ام حنون تتمنى السعادة لرجل الوحيد في حياتها من بعد والده : ان شاء الله بلقالك البنت اللي تستاهلك .. وانت مب شيبه والا تريد تسوي مني عيوز .


عاد ليقهقه بفرح واضح ويقبل راسها واقفا : انتي شيخة البنات .. سمحيلي بروح اشوف محمد وبعدها بتجهز لدوام .


رفعت كفيها تدعو بصوتها العالي ليوفق فلذة كبدها .. هز رأسه مبتسما .. وغادر المكان الى حيث ذاك الطفل الكبير .. في ذاك المهد الواسع .. نظر اليه .. واذا به يسحب مناديلا ورقية .. فلعابه يسير من جانب فمه .. مسحه برفق .. ثم اخذ يتأمله .. وتتساور في ذهنه اسئلة كثيرة .. هل يعي بانه اصبح راشدا ؟ .. بماذا يفكر .. وبماذا يحلم وهو نائم .. هل يحبني كما احبه .. أيشتاق لوالدته .. تلك المرأة الانانية التي باعته وهو لا يزال في السنة الاولى من عمره .. واذا مت من سيكون له ؟


سؤال اسكت جميع الاسئلة في ذهنه .. من له بعد وفاته .. ليس له اخوة .. وعماته الخمس لن يعتنين به .. وجدته بالكاد تقوى على نفسها .. مسح على شعره الناعم .. وقبل جبينه .. سينتظره ساعة اخرى حتى يستيقظ .. وسيحممه ويعطيه افطاره .. ويطمأن عليه في كرسيه المدولب .. وبعدها سيوصي امه ان تذكر اخته بموعد الدواء .. روتينه اليومي .. حتى تلك الخادمة حفظته .. فتعد الافطار مبكرا لمحمد قبل ان تعد الافطار للاخرين ..

,‘,


كروتين فيصل الذي اضحى واضحا لافراد عائلته .. يخرج في الصباح الباكر ولا يعود الا عند العاشرة ليلا .. اما اليوم فهو كسر ذاك الروتين .. عاد عند الثانية ظهرا .. وحث الخطى يطوي تلك الدرجات .. وانظار اخواته الثلاث تفترسه .. لتهمس رشا : شو صاير ؟


لتحرك رنيم شفتاها بسخرية و " البلاك بيري في يدها " : يمكن يايب اخبار تفرح لامي .. ترا هو هالايام ما وراه الا الاخبار الزينة .

لوحة جواهر برأسها .. واستغفرت ربها .. فتعليقات رنيم اصبحت لا تطاق .. وتذمرها من كل شيء كابوس يجتاح ذاك القصر .. لتغير الموضوع قالت : رشا بتروحين ويانا بييتنا اليديد ؟


- اي بيت يديد دخيلج .. بيت حالته حاله .. مهجور .. لو ايلسون يعدلون فيه سنين ما تعدل .

- انا ما سألتج رنيموه .. سألت رشا


زفرت غيضها .. وقامت وهي تنفث براكين الغضب .. ابتسمت رشا : بروح وييا سيف .. والا نسيتي اني معرسه وعندي ريال ( زوج ) .



هزها من كتفها يججبرها على الاستيقاظ : جود قومي ..

مسحت عيونها بعنف وهي تجلس بكسل : شو فيك ؟ تراني من امس مب راقدة

وقف ودون ان يرد على سؤالها : قومي تجهزي ونزلي تحت .. اريدج فموضوع .. اترياج فالمكتب .


رمشت بعيونها وهي ترى خياله الضبابي يغادر الغرفة ..عادت لتعرك عيناها تجبرهما على الاستيقاظ .. انزلت ساقيها .. باحثة بقدميها عن حذائها الريشي الخفيف .. دست القدم اليمنى بخمول .. تبعتها اليسرى .. مشت تسحبهما على الارض بصعوبه .. لن يعيد لها وعيها بالكامل الا الماء .. وبدون ان تخلع ملابسها حشرت نفسها تحت شلال الماء المندفع .. لتشهق من برودته .. ولتضحك بعدها .. وبعدها خلعت ملابسها الباكية بغزارة .. لتستبدلهن بتنورة واسعة قصيرة وبلوزة ناعمة .. خرجت من غرفتها لتستقبلها رنيم بالتعليقات : الحين دور فيصل .. قبل كان ابوي الله يرحمه .. والحين بديتي تلعبين ع اخوي .


نظرت الى تلك المتخصرة .. وابتسمت .. فلا شيء يكسر رنيم سوى تلك الابتسامة من جود .. مشت غير آبه بذاك التعليق وذاك الاتهام .. تلك الغيرة كانت ايضا واضحة على ملامح رشا وجواهر حين مرت متوجهة الى مكتب والدها الذي سبقها فيصل اليه .. لماذا هي ؟ .. كثيرا ما يمر هذا السؤال على عقولهن الانانية .. تنفست وهي تقف عند الباب .. فهي لا تمتلك ادنى فكرة عما يريده فيصل منها .. طرقت الباب ودخلت .. ليترآءى لها فيصل منهمكا في بعض الاوراق .. ناداها دون ان يرفع نظره .. تقدمت وبدت القشعريرة تغزو خلاياها .. رفع نظره ليصرخ : مينونه انتي – سحب جهاز التحكم بالتكييف واعدم تلك النسمات الباردة – ليش مب منشفه شعرج .


قام واقفا ليقف امامها .. ويحتظن وجهها الصغير بكفيه .. فعلا استغربته منه .. شعور بحنان افتقدته اسال دموعها لتتسلل بين اطرافه .. واذا بها تدفن وجهها بجسده .. وتشتم رائحة ملابسه .. وعطر " ون مليون " .. يمتزج بانفاسها .. العطر الذي لا يتخلى عنه فيصل : شو صارلج ؟


حرك يده على شعرها المبتل : خيستيني ماي ..

ضحكت لكلامه وابتعدت تمسح دموعها : sorry .

سحبها من جديد محتظنا لها : لا تتأسفين – ابعدها وهو يمسك يدها ويجرها معه – تعالي .

اخرج ورقة ووضعها امامها على الطاولة .. تأملتها .. وما لبثت حتى عقدت حاجبيها .. نظرت له وهزت رأسها : ما اقدر .

,‘,


ما اقدر .. جملة نطقها لتسمعها تلك الواقفة تنتظره .. صرخ بتلك الجملة بعد ترجي من ايمان ليخرج .. فخولة هناك تنتظره في تلك الصالة الصغيرة .. تتمنى ان تراه .. ان ترتمي في حظنه .. كما ارتمت في حظن ايمان منذ ساعتين .. وهاهو يعود ويسجن نفسه في غرفته .. لا يريد رأيتها ولا يريد رأيت ذاك الرجل القابع في سيارته ينتظر خروجها منذ اكثر من عشر دقائق ..طأطأت ايمان رأسها عند باب غرفته الذي تعبت وهي تطرقه .. طرقت من جديد : عيسى .. هذي خوله

ليصرخ مزمجرا : خولة ماتت ..


لتضع الاخرى كفها على فيها .. وتسدل الغطاء الاسود على وجهها وتجري خارجة .. فتحت الباب وركبت .. تهَكم قائلا : كان تاخرتي اكثر . .. اشتغل عندج انا .


وقاد سيارته .. اما هي كتمت انفاسها المتألمة تحت ذاك السواد .. لم تنبس ببنت شفة .. تمنت ان يقصر ذاك الطريق .. لاول مرة تشتاق لغرفتها او لغرفته الكئيبة .. الصمت سيطر على الاجواء .. تلك الاجواء الغاضبة من جهة جاسم والمتألمة من جهة خولة .. اوقف سيارته لتنزل مسرعة .. يناديها ولكن لا تجيب .. جرت مسرعة للاعلى .. وقفت هناك في منتصف الغرفة تتذكر سياط عيسى .. تتمنى ان تخر صريعة .. وتتحقق جملة عيسى بفناءها .. حرارة تجتاحها .. تمنت ان تجد عيسى الذي كان .. تمنت انه نسى .. كانت سعيدة عندما وافق جاسم ان يأخذها لزيارة اخويها .. او بالاحرى هي لم تطلب .. هو من قال لها ان تستعد لذهاب .. فلديه مشوار يقوم به .. وسيتركها هناك حتى ينتهي .. وياليتها لم توافق .. ياليت شوقها لم يجب بتلك الفرحة لطلب جاسم .. وقفت كصنم خاليا من الروح ..و لم تكترث لزوجها الذي احرقه عدم اكتراثها لندائه .. دخل وشياطين الغضب ارتسمت على سواد نظارته .. ليمسكها من ذراعها مديرا لها لتواجهه .. ليتسمر .. وتتلاشى الكلمات على شفتيه .. هالته دموعها .. وعيونها الحمراء .. اعتق ذراعها .. لترتخي بجانبها .. ودون شعور منها ارخت رأسها على صدره .. لتعود له ذكرى مرت .. انكسار قاسم .. لتنطق بنبرة مرتجفه : خولة ماتت ..

,‘,

اتمنى البارت يعجبكم ..


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 01-10-12, 04:35 PM   #44

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

نقطة تحول




,‘،


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حين نقف على اعتاب التحول .. فيكون حاضرنا نقطة فارقة بين ما كان وما سيكون
كتلك النقطة التي سيبدأ منها ابطال روايتي حياة اخرى ..
قد تكون سعيدة .. وقد تكون عكس ذلك .. او لعلها تكون وسطا بين الحالتين ..
فاليوم سيقفون اولئك الاشخاص بين ايديكم .. وعلى دائرة التساؤلات ..
ماذا سيكون ؟
وماذا كان ؟
لتبدأ احداثا أخرى تُبنى على احداثا ماضية .. وعلى احداث لم تظهر لكم بعد ..
فسنعيش معهم ذكريات فراغ الآن .. وذكريات الماضي الذي راح ..
واحداث مستقبل لم يولد بعد ..

فكونوا هنا ..
لتعيشوا معهم ..


,‘،







nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 01-10-12, 04:36 PM   #45

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


,‘،



السادس عشر



لاول مرة تشعر بان ذاك الذي فارقها منذ اكثر من شهر قد عاد .. شعرت بحنانه في كفي ابنه الوحيد .. ورأته في عيونه العسلية تلك .. هو لا يفرق عنه الا بالشعر الابيض واللحية الطويلة بعض الشيء .. وتلك التجاعيد البسيطة .. وكأنه هنا امامها قبل ان تولد .. وقبل ان يتزوج حتى .. هو هو .. سالم الـ... يجلس مكانه على ذاك الكرسي الاملس من الجلد البني .. حتى صوته وهو هاديء موجود الآن .. تأملت تلك الورقة المطبوع عليها اشياء اهالتها .. ابتعدت خطوة .. وكأنها تهرب : ما اقدر .


امسك يدها .. ويده الاخرى على تلك الورقة على حافة تلك الطاولة : تقدرين يا جود .. عشان ابوي .

هزت رأسها رافضة الاذعان .. تشعر بأنها ضعيفة .. عيونها باتت معطاءه لدموع : عشانه ما اقدر .. قالي ما امشي فهالطريق ..


امسك يدها الاخرى .. شد على كفيها الصغيران مقارنة بكفيه : لا تخافين .. مستعد احميج .. بس انتي دخلي ع هالمواقع المكتوبه بهالورقة .. ونسخيلي اهم المعلومات .

لا اجابة منها .. شعر بقلبها الصغير يرفرف خوفا .. فقام واقفا .. يحتظنها .. يدفنها في جسده : عشان ابونا يا جود .. اريدج تكونين قوية .. اريدج تكونين جود سالم الـ... .. لا تخافين .. اوعدج ما اخليج – ابعدها عن صدره ناظرا لعينيها – محتايلج وياي .


مسح دموعها .. فازدردت ريقها : بشو بتفيدك بنت عمرها 15 سنة ..

- هالبنت عندها عقل اكبر من سنها .. حتى ان عقلي ما ايي شيء قدامه .. هالبنت لو حطت شيء فراسها بتوصله .. واريدها تحطي شيء فراسها .

نظرت اليه وكأنها تسأله ما هو .. لم يجبها لانه يدرك بانها اذكى من ان تسأل .. عاد ليجلس على كرسيه : اريدج تكونين وياي فهالشهور اليايه .. اريد اتعلم اشياء منج انتي .. اشياء كان المفروض اتعلمها من ابوي الله يرحمه ..

ابتسمت على مضض .. واخذت تلك الورقة تتأمل تلك الروابط الالكترونية .. ابتسمت ناظرة اليه : تظن ان هالشركات هن السبب باللي صار .

مسح بيده على شعر وجهه الخفيف : لا .. بس منهن بوصل للي اريده .

اعادت الورقة لمكانها : توعدني انك تحميني ..

عاد ليمسك يدها : اوعدج .. ولا تخافين كل شيء بيصير برع .. والآي بي ما بيكون معروف لهم .

- بنسافر ؟

- انا وانتي وبس .. بس هالشيء ما بيصير الا عقب ما تخلص امي عدتها وننتقل لابوظبي .


وافقته وهمت بالخروج فناداها .. لتلتفت له بحركة طفوليه ويداها خلفها .. وهي تبتسم : لا تخاف حفظتهن .. وقطع الورقة .. لازم تكون الجريمة كاملة .

ضحك وتوجه نحوها ليضمها اليه : احبج يا جود .. وسامحيني ع كل شيء .


,‘،

السماح هل توجد في قواميس البشر هذه الكلمة .. وان وجدت فلأي حد .. وهل توجد في قاموس ذاك الذي يشعر بتغير حياته .. يمسك الفرشاة .. يلطخ ذاك اللوح بالكثير من الالوان .. لا يعي ما يفعل .. فما يقوم به لا يعد سوى ضربا من الجنون .. اعتاد على دخولها في مثل هذا الوقت وبيدها كوب عصير .. او قطعة حلوى .. او شرابا ساخنا .. حتى وان كان يتضايق من فعلها ذاك . الا انه يدخل في خلاياه شعورا باهميته لديها .. يوقن بحق انه يعشقها .. يبحث عن اسباب ليبتعد عن هذا الشعور .. ولكن تلك الاسباب واهية .. ضعيفة بضعف خيوط العنكبوت .. يمر بين عينيه انكسارها في ذاك اليوم .. رأسها المرخي على صدره .. يداه المتمردتان .. لتفضحا شعوره نحوها .. وتعانقان ظهرها .. بقدر ما تمنى ان يقطعهما لفعلهما ذاك .. بقدر ما تمنى ان لا تفارق صدره .. فهو يرى توأمه فيها .. في ضعفها .. وفي انكسارها .. لعلها توأم من نوع آخر .. توأم لروحه الضائعة التي ستهديها الى بر الامان ..يومان لم تغادر تلك الغرفة .. يشعر بضياعها كلما ولج الى مخدعه .. رمى بالفرشاة .. ونظف كفيه .. فهاتفه اصابه بالقلق .. كانت تلك المحادثة سببا ليقطع جميع علاقاته بشركة والده .. ابتسم ولا يزال الهاتف على اذنه : فليذهب جون الى الجحيم .


وبعدها قهقه .. كانت ضحكة النصر .. ولكن سرعان ما تلاشت .. فما وصله ليس مهما بقدر اهتمامه بتلك السجينة .. حث الخطى اليها .. عليه ان يكلمها .. ففعلها ذاك لن يعيد لها عيسى .. والضعف في هذا الزمان لا يعترف به .. فيكفيه ضعف توأمه الذي كسره وهشمه .. دلف الى غرفته ليراها قابعة على تلك الارضية بجوار ذاك السرير داكن اللون .. محتظنة نفسها .. كطفلة تبكي دمية كسرت .. او رحلة عُطلت .. لا يجيد كلام الترويح عن النفوس المتألمة .. فتنفس بعمق .. اقترب منها وجلس على السرير حتى اضحت بجانب ساقه الايسر .. وضع كفه على كتفها : خولة


لم تتحرك .. لا تريده ان يراها تبكي .. فهو دخل في وقت لم يعتد الدخول فيه الى هذه الغرفة .. دست رأسها اكثر .. لينحني هو اكثر هامسا : تبيني اتدخل فالموضوع .


لتقف وكأن جملته تلك لسعتها شر لسعة : لا .. يكفي تدخلك فحياتي .. كافي اللي سببته لي .. دمرت حياتي .. حطمت حلمي باني اخذ انسان عادي .. كرهت اخواني في .. عيسى كرهني بسببك .. كافي اني كل ليلة ارقد وانا خايفة .. اتقلب ع الفراش من خوفي انها تكون اخر ليلة لي .. وارجع عقبها لعيسى مطلقة .. كافي الكلام اللي اسمعه كل مرة عنك يخليني احس عمري ولا شيء .. انسان مزواج ما همه الا متعته .. كافي اني احس عمري رخيصة .. ما فرقت عن اي وحده واطيه باعت شرفها .


لم تشعر الا بكفه يدير رأسها .. ليتناثر شعرها الليلي .. اقترب منها ليمسك فكيها بعنف .. حتى تألمت شفتاها من البعد .. ليصك اسنانه بغضب : ما اسمحلج تحطين من قدرج .. تكلمي عني مثل ما تبين .. بس انج تنزلين من قدرج لهالمستوى فما ارضى – نغز صدعها الايمن بسبابته اليسرى – فكري بهذا – توجه الى صدرها – اما هذا فخليه بعيد .. لانه ما بيفيدج فشيء – شد قبضته على فكيها – لو الضرب بيعدل تفكيرج فنفسج مستعد اني اضربج الين تعرفين تفكرين .


اعتقها .. وسط نبضات قلبها التي بسببها شعرت به سيخترق قفصها الصدري هاربا .. قاطعا انفاسها المتتالية ..

تتبعته بنظراتها وعيونها الجاحظة .. التي وكأنها ستخرج من محجرها .. خرج ليغلق الباب بقوة .. محطما سكون تلك الغرفة الباردة .. ازدردت ريقها .. فما يتملكها الآن شيء لم تحسب له حساب .. اطرافها ترتجف ..شدت قبضتيها لعل تلك الاهتزازات تعتقها .. جلست على السرير .. فرجفات جسدها من تلك الصدمة لا تريد الابتعاد .. واذا بها تستلقي تحتظن نفسها من جديد ..


اما هو فعاد الى مكانه السابق .. وقف هناك يتأمل لوحته التي لم تجف بعد .. كانت في رأسه قهقهات لا تهدأ .. ضحكات كانت .. رافقته على مدى سنين خلت .. ضحكات افتقدها بشدة .. واختفت دون سابق انذار .. ليضرب تلك اللوحة موقعا اياها ارضا : خلاص يا قاسم .. اطلع من راسي الله يخليك ..


ركع ممسكا رأسه وكأن به الما يفجر دماغه الذي لا يهدأ من التذكر : ليش اشوفك فيها .. ليش ؟ .. ليش احس اني يالس اجبر كسرك بكسرها .. منو هي .. منو هي عشان اشوفك فيها – صرخ – منو هي يا قاسم .

مرت دقيقة تتبعها أخرى .. وتوالت الدقائق .. وهو هناك .. وهي هناك .. قام يلملم شتات نفسه .. كل شيء ينهار .. شخصيته القاسية تنهار .. وامام من .. امام امرأة ..مسح شعره ليمسك به خلف رقبته لبرهة .. وبعدها شد الخطى الى صالة منزله .. لا بد من انهاء امر ما .. قبل ان يقع وتكثر السكانين على رقبته .. سحب هاتفه من جيب بنطاله .. وطرح نفسه على ذاك الكرسي .. تنفس بعمق استعدادا لشحذ شخصيته المزيفة .. وكعادته دون ان يلقي بالتحية : اسمع يا عبد العزيز .. مستعد ابيعلك نصيبي بالكامل في الشركة .. وبالسعر اللي تريده .. لاني الصراحة سمعت كلامك .. وتعبت من المشاوير بين شركتك وشركتي .


اغلق الهاتف .. وقهقه وردد : تعبت

وعاد ليضحك بشدة .. هو لم يتعب .. ولكن هناك شيء ما يريد ان يقوم به حتى وان تخلى عن تلك النسبة التي طالما ارادها .. قام واقفا واعاد هاتفه الى حيث كان .. اقتربت احدى الخادمات منه تسأله اذا تضع العشاء .. نظر لاعلى وهو يلقي على مسامعها ان تجهز الطاولة .. صعد للاعلى .. الى غرفته .. دنى من سريره .. الى تلك المتقوقعة عليه .. هل هو شعور بالندم ذاك الذي يراوده في هذه اللحظة .. ام انه احساس بالذنب .. او لعله تعويض عن شيء مضى ..لن يعتذر .. فهو لم ينطق تلك الجملة ابدا .. " انا اسف " لا توجد في قاموسه .. ابعد شعرها عن وجهها المحمر جراء ضربته القاسية .. نائمة بسلام .. سحب الغطاء عليها .. وحرك ظهر اصابعه على وجنتها .. وكأن بها تقدم قرابين الندم ..


ندم يجتاحها منذ ذاك اليوم .. نادمة هي على ثلاث سنوات دُفنت فيها تحت شعار الطاعة للزوج .. اي زوج هذا ؟ .. الذي يقتلها ويمشي في جنازتها .. تريد ان تقول باعلى صوتها .. انه كاذب .. وشخص منافق .. تريد ان تصرخ امام والديه المغشوشين فيه .. تريد ان تخبرهم لماذا الى الآن لم تقر اعينهما بحفيد منها .. تريد وتريد وتريد .. كانت تهز قدمها بتوتر على ذاك الكرسي الهزاز بجانب تلك النافذة المطلة على تلك الحديقة الواسعة .. وكأن بهتزازت الكرسي تسقط لتتلقفها ساقها .. تريد ان تثرثر بما يعتريها .... وتلك السناء لا ترد على اتصالاتها .. قامت واقفة حين احست بدخوله .. تريد ان تنفجر حتى ولو بكلمة واحدة .. نظر إليها .. ومشى وهو يحرر رأسه من ذاك الطوق الاسود ( العقال ) وتلك القطع البيضاء ( الغترة والطاقية ) .. ليرمي بهم على تلك الاريكة .. ويمدد ساقيه : خير .. اشوفج تتريني مب بالعادة تسهرين لهالساعة .


كانت تحدث نفسها بضرورة الكلام .. فيجب ان تسأل .. أن تعرف من ستشاركها به .. من التي سيجني عليها : منو سعيدة الحظ ؟

رمقها بطرف عينه : يهمج تعرفين ؟

- هي اللي تكلمها فالفون ؟


خنق انفه بسبابته وابهامه .. ليمسحه بهدوء .. قبل ان يخرج مدواخه من غمده .. ويحشوه بالتبغ ويعلن محرقة الانفاس .. تفاجأت .. منذ متى تحول من السجائر الى المدواخ .. يبدو ان امورا كثيرة باتت تجهلها .. تلذذ بذاك الدخان القاتل ..وكأن بأنفاسه تلك تحرقها هي .. وتذيب جليد تلك الايام : ما رديت ع سؤالي .


بعثر رماد التبغ ليعيده الى حقيبته الجلديه .. وقام واقفا : مب مهم تعرفينها .. المهم اني بعرس وبييب عيال .. اتشرف باهلهم وباخوالهم .

اعطاها ظهره متوجها للغرفة .. فاذا بها تتبعه لتقف عند عتبة الباب .. تراه يخلع ثوبه ليبقى ببلوزته القطنية .. وإزاره الابيض الذي تشابكت به الخطوط .. وبعدها يجلس على سريره .. يعد هاتفه ليستيقظ على منبهه .. ويستلقي .. اقتربت منه .. تكرر ذاك السؤال .. من هي ؟ .. ليزفر غاضبا .. وتبتعد هي مرتعبة : انزين من حقي اعرف .


استرجع ( انا لله وانا اليه راجعون ) .. وجلس ينظر اليها بنظرات قاتلة : سناء .. ارتحتي .

واذا به يدفن نفسه تحت لحافه الثقيل .. راودتها ذكريات كانت .. حديثه في هاتفه .. تجنب سناء لها .. عدم رغبتها بسماع شكواها .. قالت بشيء من الحسرة : خذت رقمها من موبايلي .. وصرت تكلمها .

ابعد اللحاف بعنف .. تأملها بوحشية : من حقي اعدل صورتي اللي شوهتيها قدامها .

تشدقت بابتسامة حزينة : شوهتها .

عاد يغطي نفسه صارخا : خليني ارقد .


حملت نفسها الى تلك الصالة . واستلت تلك السكين من بين الفواكه في تلك السلة .. واذا بها تنظر اليه امامها .. ثواني واذا بها تنهال عليه بالطعنات .. طعنة تلو الاخرى .. ابتسمت وهي ترى الدماء تغطي المكان .. انتقمت لذاتها المسلوبة .. انتقمت منه بفكرة جنونية راودتها لبرهة .. رمشت .. وكأنها تسقط تلك الفكرة بسقوط دموعها .. انسحبت من المكان .. لتنفرد بنفسها في تلك الصالة التي لا تزال تعبق برائحة التبغ .. تكورت على نفسها .. دموعها تنسل باردة على وجنتيها .. لا صوت يسمع لها .. فقط افكار تعصف برأسها المثقل بالهموم ..


شمس يوم جديد .. يوم قد يكون مختلفا عليها .. وهي لا تزال مكانها .. خرج ليراها وينصدم ويتعوذ من الشيطان : شو مقومنج من هالصبح .

وهل نامت هي لتصحو .. كانت تعد قراراتها على نار الهدوء .. وفي وعاء الألم .. وتحركها بدموع الندم .. لم تهتم له .. ارادت خروجه فقط .. تنتظره يغادر تلك الغرفة لتبدأ تلملم انكسارها .. ايقنت ان بقاءها هنا لن يأتي لها الا بالجنون .. ويكفيها ما تجرعته من سموم .. تحسب حسابات لغيرها .. وهي .. الا يحق لها ان تفكر بنفسها ولو ليوم واحد .. خرج .. لتنهض من كبوتها .. وتجمع اشلاءها في حقيبتها .. كل شيء سينتهي عند هذا الحد .. فليتهنى معها .. عمدت الى هاتفها .. لتكتب رسالة نصية قصيرة " شبعي فيه " .. اجل فالتشبع به .. فلم يعد له في قلبها مكان منذ امد .. ولكن اليوم ختمت وصدقت على خلوه من ذاك المدعو سعيد .. سحبت حقيبتها .. وهناك ابتسامة الحرية تشق طريقها على شفتيها .. تعلم انه ليس بالقرار السهل .. ولكنها مستعدة لأي تبعات قادمة ..


تفاجأ الجميع بدخولها المنزل بمعية حقيبتها .. توقعوا ان الطلاق قد تم .. فمنذ زواجها لم تاتي بحقيبة ملابسها يوما .. وان قضت اياما في منزل والدها فتلك الايام لا تتعدى اليوم الواحد .. تشعر بالخجل لاقتحامها المنزل في هذا الوقت الباكر .. وكأن لهذا المنزل جاذبية لا تعمل الا في هذه الساعات من بداية اليوم ..جلست مطولا مع مريم .. تريد ان تقول كل شيء .. فتكلمت دون توقف .. انفجرت في تلك الغرفة .. فاجهضت حملا بات سنين يأرقها .. لتنهار بعدها في حظن امرأة ربتها .. وتردد : لا تقولين لاي حد .. بس تعبت .. ما قادرة اتحمل..

ضمتها اكثر : لا تخافين يا ريم .. وابوج انا بتفاهم وياه ..


فكانت تلك المحاكمة بعيد العصر .. محاكمة من جلستين .. جلسة مع سعيد ووالده .. وجلسة اخرى مع شريكة العمر .. فسعيد لن يتخلى عنها بهذه السهولة .. زين مساعيه بالزواج في نظر عمه عبد الرحمن .. ليوافق راشد على كلام ابنه .. فلا بد للولد .. وهي عاقر لا تأتي بالاحفاد له .. عبدالرحمن رجل طيب .. لا يريد ان يخسر اخوه راشد .. فهو من بقى له بعد اخيه منصور .. اخبرهم انه سيكلمها .. وانسحب لينفرد بها وبزوجته مريم في غرفتهما : عمج وريلج يايين ياخذونج ..

تمسكت بمريم وكأنها تحتمي بها : ما اريد اروح .. ابويه خله يطلقني ... عافه الخاطر .


تجهم وجهه .. فالطلاق ابغض الحلال عند الله .. ويكفيه هاجر : استهدي بالله يا ريم .. والريال من حقه يتزوج وييب عيال .

مثل ما انت سويت .. نطقت بها وهي تقف لتردف : اسمعني يا عبد الرحمن ..ريم ما لها رده عند سعيد ..

صرخ : ومن متى الراي للحريم يا مريم .

- يبتها لي وعمرها تسع سنين .. قلتلي امها خلتها وسافرت .. ومحد يدري اني كنت معرس قبل لا اخذج .. وسكتت وقلت ما عليه ريلي وهذي بنته .. بتكون مثل بنتي .. وعمري ما قصرت عليها بشيء .. حتى كنت اقسى ع هاجر عشانها .. والحين ياي تقولي الحريم مالهن راي .. كان الراي رايي يومها .. مع اني سكتت يوم تقدم لها سعيد .. وقلت ما عليه ولد عمها وبيصونها .. مع انك كنت تعرف اطباعه ..

- لوين تبين توصلين يا مريم .

التفتت لريم الجالسة خلفها : ريم مالها رجعة الا برضاها يا عبد الرحمن .. وغير هالكلام ما عندي .

- لا تنسين يا مريم ان وجودها هني .. معناته طلوع طارق من البيت .


جملة لم تحسب لها حساب .. ولكن هل تتخلى الام عن احد ابنيها لاجل الآخر .. تلك المريم انسانة هادئة .. ويكفيها حبها لعبد الرحمن يسيرها .. ولكن وقت الجد تكون امرأة مختلفة .. بأمكانها ان تقلب موازين الامور بكلمة .. ولكنها تفكر قبل ان تنطق باي احرف .. نظرت لريم بابتسامة هادئة .. وكأنها تقول لها انتي وطارق اخوة .. ولا داعي للخوف .

لا داعي للخوف .. ها هي نفس الجملة ومن شخص مختلف يتم نطقها .. وهو يربت على كتف ابنه سعيد : لا تخاف .. مردها لك .. خلها تهدى وبترجعلك .. ترا العديله مب سهله .

راشد يتكلم بحكمة ... من اين اتت هذه الحكمة فجأة .. هذا ما دار في رأس سعيد الثائر .. ليقوم واقفا معلنا الانسحاب من مجلس اجتمع فيه اخويين .. وطلب على وشك الافصاح عنه من راشد .. امسك اخيه الاصغر بيده ليجلسه بجانبه : يهال ما عليك منهم .. بيزعلون كم يوم وبيرضون .. وريم خلها عندكم ترتاح ..

هز رأسه بتعب واضح : يا ابو سعيد .. ما اريد اللي يصير بين العيال يفرقنا وانا اخوك .

ربت على فخذه : ما بنفترق يا بو عمار .. وياينك فطلب بيزيد اللي بينا .

استنكر الامر حتى بان على محياه : خير يا راشد ..

ابتسم : خير يا عبدالرحمن .. اكييد خير .. ياينك طالب بنتك هاجر لولدي بدر .


بدر الذي لم يذق طعم النوم منذ سماعه لذاك الخبر .. ها هو ذا يقف في ذاك الركن .. مرت عليه ساعة وهو على حاله من الوقوف .. يجلس قليلا ثم يعاود النهوض .. جلس القرفصاء من جديد .. ينظر الى ساعة يده بتوتر .. جاء وبيده كيس .. وعلى محياه ابتسامة .. ليتلقاه الاخر : وينك يا ريال .. حشا ما يسوى علي اريدك فسالفة .. تلطعني ( تتركني ) هني وكني حرمة بتولد .. رايح راد .

انفجر ضاحكا : غربلات بليسك يا بدير .. شو اسويبك متصل علي وانا فالدوام .. لا وبعد مب عايبنك اني اترخصت عشان عيونك .. ويايبلك غدا وياي ..


وهو يفتح الباب ليلج الى شقته : حياك ..

مشى خلفه : عبدالله انا فنار ما يعلم فيها الا ربي ..

وضع الكيس على الطاولة : استهدى بالله .. بنتغدا .. وبنعين من الله خير .. وبعدين بنسولف .

رمى بنفسه على الاريكة : الا من وين لك هالشقة ..

عاد بعد ان غير ملابسه .. مرتديا ثوب نوم مقلم بخطوط رفيعة : من فلوسي .. انا مب مثلك لعاب .. نص الشهر ومفلس .


باهتمام تكلم : عبدالله محتاي شورك .. دخيلك مب عارف شو اسوي .. وابوي حطاني بين نارين .

ضرب على فخذه : نتغدا .. وبعدها نسولف .. ما اعرف اركز وانا يوعان – يمد يده للاكل – ياللا سم .

كانت تلك الدقائق ثقيلة على بدر .. ومع هذا ضغط على نفسه ليجاري عبدالله .. هو يريد ولو قشة صغيرة تنقذه من الغرق .. ولعلها بيد اخيه .. قص عليه ما حدث .. وكيف تحول كل شيء في دقائق بينه وبين والده .. ليضحك الآخر وتتحول ضحكته فجأة : تستاهل يا بدر .. يعني تدري بسواي ميوود وساكت .. شو ماسك عليك مسود الويه .

ازدرد ريقه : خلك منه الحين .. اريد شيء يخلصني من الورطة اللي انا فيها ..

وهو يلثم فاه علبة " الديو " .. وبتلذذ واضح لبدر .. الذي صرخ : عبوود .. انا اكلمك ..

نظر له : وليش ما تزوجها ..

قام واقفا كالذي وطأ على جمر : اخذ هاجر .. الدلوعة .. ولا تنسى انها جامعية وانا حيالله ثانوية عامه .. وبعد خذتها بالدز .. تريدها باكر تعايرني بشهادتها ..

- ايلس .. دامك انت ما تقدر ترفض .. خلها هي ترفض ..

جلس متوسدا ساق وتارك الاخرى تعانق الارضية .. ناظرا باهتمام لعبدالله الذي وضع العلبة من يده .. وجلس جلسة شبيهة لجلسة بدر ليتقابل معه وجها لوجه : اتصل عليها .. قابلها وفهمها كل شيء .. واذا ع رقمها عندك فاطمة .

- تهقا ( تعتقد ) .. بتسوي شيء .. وبعدين هي مالها راي اصلا .. شفت يوم تقدملها احمد .. والله لو وحده عاقل ولها راي ما وافقت وهي بنت 17 سنة – خفض نبرة صوته – يعني بتقدر ترفض .

ربت على كتفه وهو يقوم واقفا : جرب ما بتخسر شيء .. واذا ما سوت شيء .. حياك تونسني .. ونسمي الشقة .. شقة المطرودين من رحمة راشد ..

واخذ يقهق ليهز الاخر رأسه وهو يتبعه بنظراته : على وين ؟

لم يلتفت واشر له بيده : برقد .. تعبان .. البيت بيتك بس لا تسوي حشره .

,‘،


الازعاج الذي لا يريده عبدالله .. بدا واضحا على ملامح ريم التي تزيح الغطاء عن وجهها وتجلس متأففة : عندج محاضرات يوم السبت بعد .

وهي تنظر للمرآة .. وتخط عيناها بالكحل الاسود : لا .. بس عندي موعد .

اعتدلت في جلستها على ذاك الفراش على الارض بجانب سرير هاجر : موعد ؟ .. وبعدين منو هذا اللي حاشرنج بالتلفونات من الصبح .

انزلت قلم الكحل واخذت اصبع الشفاة الوردي .. وهي تمرره على شفتيها الرقيقتان : ولد عمي .

اقتربت منها ممسكة بذراعها بقوة لتديرها لجهتها .. فتصرخ الاخرى : شفيج .. زين جذي خربتي ويهي ..

لا تزال ممسكة بذراعها : منو فيهم .


سحبت مناديل ندية من " جونسون " .. لتزيل الطلاء عن جانب وجهها .. وقبلها سحبت ذراعها من يد ريم : بدر .

- شو يريد منج ؟

-مادري .. بروح وبعرف ..

- وعاادي تطلعين بدون ما تقولين لاي حد . ترا ما منهم أمان

زفرت متململة من تحقيق ريم الذي لا ينتهي : ولد عمي مب حد غريب .

تشدقت : واحمد بعد ما كان حد غريب .

نظرت لها .. فشدت الاخرى على شفتها السفلى .. لزلة لسانها تلك .. ابتسمت على مضض : الله يوفقه .


سحبت حقيبة يدها بعنف من على سريرها .. وخرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها .. اما ريم فجلست على السرير : يا ربي .. يعني لازم ارجع لسوالفي وياها .. ومناقرتنا .. الله لا يسامحك ياسعيد ..


في احد مقاهي " المارينا مول " جلست .. ونظارتها المذهبة الاطراف على عينيها .. وفي يدها تلك الماصة تحرك بها مكعبات الثلج الراكدة في اعماق كأس عصير المانجو .. افاقت من سرحانها على صوت تحرك الكرسي المقابل لها .. ونطقه بتحية الاسلام على مسامعها .. لترد عليه وعلى اسئلته عن الحال .. يعتريه التردد .. ويشعر بالتوتر وهو يتكلم دون ان يرى عينيها .. فيشعر بانها ليست معه .. كانت هادئة .. واذا سكت لبرهة .. تحثه على المتابعة .. هو لم يرها منذ فترة طويلة .. يذكر آخر لقاء بها كان يوم حفلة تخرجها من الثانوية .. وبعدها لم يرها ..بعد ان انهى كلامه .. تنهدت : وانت ؟

- انا شو ؟

- شو رايك ؟

احتلته نوبة غضب بانت على نبرة صوته وفي عيونه المتفحصة لنظارتها في محاولة لرؤية العينين المستترتين : الحين يالس اقولج ان ابوي بيتبرا مني .. واني ما اقدر ارفض .. وياينج .. عشان شو بالله .. عشان سواد عيونج .

قامت وهي ترص على اسنانها : احترم نفسك وانت تتكلم معي .. يايني فخدمة ولازم تكون محترم .

امسك يدها .. فسحبتها بعنف .. ليردد اعتذاره : اسف .. يلسي خلينا نتفاهم .

جلست على مضض .. وقبل ان تنطق اذا بيد تضرب الطاولة امامها .. لترفع الاخرى نظرها .. وبصوت خافت يشوبه الغضب : ياللي ما تستحين .. تتهربين من ولد خالتج ويالستلي وييا واحد هني .


من خلف نظارتها كانت عيونها تقدح شررا .. وتحاول اخفاءه بقدر ما تستطيع : ما اسمحلك يا نصور . وهذا ولد عمي بدر .. والا الغيرة عمت عيونك .

- شحالك ناصر .. الناس تسلم .

تمالك اعصابه .. ورد ببرود وهو يصافح بدر : السمووحه يا بدر .. بس – وهو ينظر لهاجر – ما انتبهت .

قام واقفا : ع العموم انا خلصت كلامي يا هاجر .. وانتي بكيفج .. بس العشم فيج يا بنت العم .

غادر ليجلس الاخر مكانه : وولد عمج .. تظنين انها حلوة يلستج وياه هني .. انتي ناسيه انج

سكت لتردف هي : اني مطلقة .. ما صرت حرمة اخوك يا ناصر .. اذا عندك موضوع قوله ..


لماذا هذا اليوم تتلاحق الافواه لتذكرها به ؟ كان سؤال يدمر اعماقها المجروحة .. ولماذا يلجأون لها .. وهي ضعيفة لم تقوى يوما لقول كلمة لا .. هل يدركون بان في داخلها اسس بناء جديد منذ اشهر .. وهو لا يزال في طور الاعداد .. ام انهم يحتمون بها لضعفهم المستتر خلف رجولة واهية .. هذا الاخر يريدها ان تحل خلاف بين شقيقتين كانت طرف في حدوثه .. دون قصد منها .. الا يعي بانها لا تزال جريحة .. ولا يزال ذاك الجرح ينزف دون هوادة .. فكيف بها تعيد ما قطع .. لتتذكر الماضي بتفاصيل اكثر .. لتراه في عيون خالتها التي يشبهها بقوة .. او لعلها تراه في العنود من جديد ..


يا الله يا ناصر .. لو تدري انك يالس تسن السكين اللي بتذبحني .. كان حديث نفس مرهقة .. فقالت وهي ترسم ابتسامة خفيفة : ولا يهمك .. دام عمي بو – ترددت في نطق اسمه – عمي عبيد عزم ابوي لملجة روضة بيكون الموضوع سهل .. بكلمهم وان شاء الله كل شيء بيرجع مثل اول واحسن .


هل تخدع نفسها بذاك الحديث .. ام هو أمل ترتجيه .. او لعلها تريد ان تطبق المقولة " وداويها بالتي هي الداء " .. لعل تلك المقولة ستنطبق عليها .. وستشفى جراحها بالقرب الذي تخافه ..

,‘،

Continue





nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 01-10-12, 04:37 PM   #46

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي



,‘،

كالقرب الذي اضحى لا بد منه في حياة روضة .. تنتابها احيانا رغبة جامحة بالبكاء .. لا لأي سبب .. فهي خائفة من القادم في حياتها .. تشعر بانها ستظلم ذياب معها .. فهي ليست بفتاة رومنسية .. ولا تعرف من امور الحب شيء .. باردة بعض الشيء .. قامت بكسل من فراشها .. الساعة تقارب الثانية عشر ظهرا .. اضحت كسولة جدا .. نظرت الى حيث يتدلى فستانها البطيخي ذو العلاقات الكرستالية .. تنهدت وقامت تغسل وجهها لعل ذاك الكسل يعتقها .. نضحت الماء على وجهها مرة اخرى بعد ان نظفت اسنانها .. خرجت من دورة المياه ( اكرمكم الله ) وهي ترفع ذراعيها تحاول تنشيط جسدها .. نظرت حيث يقبع جهازها المحمول ( اللابتوب ) .. واذا بها تحمله وتتربع على السرير .. غلغلت اطراف اصابعها في شعرها المنفوش وهي تنتظر ابتداء الشاشة للعمل .. تعودت ان تتصفح الاخبار اليومية .. او تمر على ذاك المنتدى الذي لها فيه جولات وصولات ..


" الاعتراف ، اسلوب جميل للتقارب . اعترف اني احب ، واعترف اني اخطأت ، واعترف ان فلان فعل ، وان فلانه قالت . ما مدى اتساع زاوية الاعتراف في حياتك . هل اعترفت يوما بشيء في نفسك ؟

ارى ان خير الاعترافات اعتراف الذات . او بمعنى آخر مصارحة الذات . فهذه المصارحة قد تضع لك اسس لبناء شخصيتك ، وقد توصلك الى حد الرضا ، او قد توصلك الى حد النفاق خوفا من انكشاف روحك للغير .

ساعترف لكم باني استندت في كثير من مقالاتي على حياة والدي رحمة الله عليه . قد تنعتونني بالمنافق ، او بالكاذب ، او قد يصل بالبعض منكم ان يتهمني بالجنون . ولكن ما نتفق عليه جميعا ان تلك المقالات تعبر عن وجهة نظر متفق عليها ، وجهة نظري ......."




وتوالت الاعترافات على لسان ذاك المغترب .. لتتوالى في نفسها مشاعر قد دفنت .. لتسكت فمها بباطن كفها .. وعيونها تمطر مع كل كلمة تقرأها .. تشعر بان شيء ما عاد ليظهر في جنبات روحها الساكنة .. دخول سارة وصراخها عليها بسبب تاخرها في النوم .. لم يحركها .. جلست على السرير بجانبها دون ان تنتبه لها او لتلك الشاشة .. حيث كانت خلفها قليلا .. ضربتها على كتفها : عقب العصر بنروح الصالون نتحنا ..


وتابعت سرد جدولهن لهذا اليوم .. واذا بها فجأة تصمت .. اقتربت من تلك الشاشة .. تقرأ تلك الاعترافات المسكوبة .. وبعدها تنظر لتلك الباكية : هيييي .. لا تقوليلي رجعتي لخرابيطج – امسكتها من كتفيها – روضة ليش تصيحين .

مسحت دموعها بعشوائية مفرطة : كذاب .. كان يتكلم عن ابوه .. بس ليش يقولي ان لو عنده بنت بتكون فعمري .. انا حبيته يا سارة .. ما حبيت كلامه .. صارلي وياه سنين .. اقرا حروفه حرف حرف .. حتى اللي ورى الحروف اقراه ..


وضعت الاخرى يدها على فيها واقفة على ركبتيها على ذاك السرير .. لتمسك روضة بذقنها : روضة عقب باكر ملكتج .. بتصيرين ع ذمة ذياب يالخبلة .. شو هالكلام اللي تقولينه .

قامت من على السرير .. تحاول ان تبعد عيونها عن عيون اختها : ذياب ما احس تجاهه بأي شيء .. ما اعرف كيف وافقت اصلا ... يوم اقرا حروف المغترب .. احس بشيء هني – تأشر على قلبها – شعور غير .. احساس مختلف .. ما اعرف كيف اوصفه لج – التفت لسارة – عمري ما حسيته من قبل .


,‘،

كالاحساس الغريب الذي يشعر به سعود وهو بين تلك النسوة في صالة منزله .. فتلك أمه العجوز .. ومعها اخواته الاربع .. اجتمعن لمناقشة امر العروس المنتظرة .. فتلك ترشح فلانة بنت فلان .. والاخرى تصرخ انها لا تناسبه .. وثالثة تقترح فلانة ابنة جارهم .. لترد العجوز بانها لا تجيد الاهتمام بنفسها .. وهو ينظر للنقاش .. اسماء يعرفها واسماء لاول مرة تتبادر على مسامعه .. كان يبتسم وهو يرى ذاك الاهتمام من قبل اخواته .. فلقد تعبن من طلبه بان يتزوج .. حتى تلاشى الموضوع .. وتم دفنه من قبلهن .. واليوم لا يسعهن الفرح .. فالابن والاخ الوحيد سيتزوج اخيرا .. قالت الكبرى بفرح وهي تنظر له : شو رايك بحمده .. بنت علي .. اللي كانوا جيرانا قبل .


حاول التذكر ولم يفلح في ذلك .. فصرخت اختها : شو تبين فيها .. مطلقة مرتين .. لو هي شيء ما تطلقت مرتين – التفت لامها – الا امي شو رايكن فموزه بنت جارة عمتي .. تعرفينها .

تبسمت من تحت برقعها الذهبي : والله ويبتيها .. بنت زينه ما عليها كلام . بس ما كانها صغيرة .

- لا وين صغيرة .. بتصك التسعه وعشرين قريب .


وقع الاختيار اخيرا على فتاة معروفة .. سألنه رأيه .. فقام واقفا : والله انتن ادرى .. المهم تكون بنت مربايه وقد المسئولية ..

القى بكلامه ذاك وانسحب من المكان . ليتم بعد انسحابه مشاورات من نوع اخر .. متى ستتم الزيارة .. ومن سيذهب .. وغيرها من الامور ..

,‘،


تلك الامور التي لم تكن في حياة خولة يوما .. وكم تمنتها .. اضحت تتحاشاه .. اذا اقترب تخاف منه .. حتى اذا لمسها اغمضت عيناها .. وكأن بها تشعر بيده تهوي على وجهها صافعة له .. لم تعد خولة التي تبدأ معه اي حديث .. فقط ليتحدث هو .. اضحى الآن هو من يبحث عن حديث يفتحه امامها .. فترد بكلمات مقتضبة .. يدرك مدى خوفها .. ويدرك ايضا مدى حزنها .. حتى حين زف لها خبر دعوتهما لحفل زواج اخته .. لم ترد الا ببضع كلمات .. وسألته بعدها : لازم اروح ؟

ليجيبها زاجرا .. آمراً لها .. فهي زوجته وعليها مرافقته .. اعد كل شيء .. حتى فستانها الذي سترتديه .. طلبه خصيصا من احد اشهر مصممين الازياء العرب .. يشعر بتناقض غريب في نفسه .. يقسو عليها .. ويؤنب نفسه في الخفاء على تلك القسوة .. هاهو يجلس في ظلمة غرفته .. لعله ينتظر قدومها .. يريد ان يراها متزينة .. او لعله يشتاقها .. فاول مرة يكون في بيته وهي لا تكون .. شبك اصابع يديه .. ساندا مرفقيه على فخذيه .. ملامسا ذقنه لظهر تلك الاصابع ..


سحب لحافه .. وعانقه بإبطه .. واخذ بيده الاخرى وسادته .. واذا به يقتحم غرفة قاسم .. رمى ما بيده على السرير وسط دهشة شقيقه : ياي عندي اليوم ..

رتب الوسادة واستلقى على ظهره .. مكتفا ذراعيه اسفل رأسه : اشتقتلك .

قهقه وهو يجلس مقربا رأسه من وجه جاسم : شو فيك .. اكيد متزاعل وييا الوالد .

فتح عينيه : لا مب متزاعل وياه .. الا معصب منه – قام جالسا – يريد يبيع بيتنا .. ويقول انه شرالنا بيت ثاني اصغر – زفر – ما قدرت اقنعه انه يخليه .


- اممممممممم ما عليك بنقول للوالده تشتريه .. شو رايك ؟

- مينون انت والا صاحي .. انت تدري ان امي ما تريد اي شيء يربطها فبونا .. والا ناسي

استلقى كما كان جاسم آنفا : نشتريه احنا انزين .


سحب الوسادة وانهال بها ضربا على قاسم .. حتى بات الاخر يقهقه دون توقف .. توقف عن الضرب : لو عندنا ما بتشوفني بهالشكل .

ارتمى على السرير من جديد .. معطيا قاسم ظهره .. اقترب منه واضعا كفه على كتفه : لا تضايق عمرك .. الدنيا ما تسوى .

انقلب على ظهره متنهدا : الا سولفلي

نام بجانبه على ظهره ايضا.. وقاطعه : روح لمي بخيته تسولفلك .

-امي بخيته كبرت .. من يأذن العشا تصلي وتنسدح .. خلاص كبرنا ع قصصها يا قسوم .. انا اريدك انت تسولفلي عن اللي قلبت حالك .

اسند رأسه بيده ..ومرفقه غائر في وسادته .. نظر لجاسم : احبها .. صح انها تكبرني بخمس سنين بس وربي احبها .

التفت له : وشو عرفك انها اكبر منك .

- تذكر سفرتنا لالمانيا .. كلكم قلتوا ان الروحة خسارة وقت وفلوس .. الا انا اشوفها مكسب لي .

- التقيتها هناك ؟

- ورقمتها بعد .

ضحك وهو يسمع كلمات جاسم : غربلاتك .. وتعرف ترقم بعد .

جلس معتدلا قريبا جدا من جاسم .. الذي تهكم قائلا : ايلس فحضني بعد .

ضحك من جديد .وبنبرة حالمة : اموون غير يا جاسم .. احس ان اليوم اللي ما اكلمها فيه ناقص – يضع كفه على صدره – هذا احسه طاير لسما ..

سحب نفسه مستندا على ظهر السرير .. واضعا الوسادة في حظنه : اسمها آمنه – هز قاسم رأسه بالايجاب – اماراتيه

فتح كفه امام جاسم يحركها دليل على البين بين : نص نص ..ابوها اماراتي وامها مصرية

- وتظن اهلنا بيوافقون ..

تحرك بشغف نحو جاسم : هني بيي دورك .. تذكر يوم قلتلك اريد منك هدية – هز رأسه بالايجاب- اريد توقف وياي وتقنع امي .. ترا بدون اموون ما اظن اعيش .

وضع كفه على فم قاسم : لا تقول هالكلام مرة ثانية .. سامع ..




لم ينتبه لدخولها .. كان عقله مع تلك الذكرى .. واذا به يتمتم : صح يا قاسم .. الحب ماله وقت .

ارتدت فستانها الازرق الطويل ذو الصدر العاري .. مع تلك الفتحة على الجانب الايسر لتطلق العنان لساقها لتعانق الهواء .. مشت نحو الغرفة بخجل واضح .. فهو عاريا كثيرا بالنسبة لها .. لم تعتد على مثل هذه الملابس .. ولا على تلك الالوان على وجهها .. وحتى تلك التسريحة اظهرتها بشكل مختلف .. شعرها المرفوع ترك المجال لعنقها الطويل ان يتجلى للنظر .. تنفست وهي تعبر الحد الفاصل بين الغرفتين .. هو هناك .. تساءلت ماذا به .. يبدو في عالما آخر .. لم يشعر بها .. حدثت نفسها .. ان ما هو فيه افضل لها .. فسترتدي عباءتها وبعدها ستنبهه .. استدارت عائدة ادراجها .. لتنزع عباءتها من ذاك العملاق .. مع انها اضحت لا تراه عملاقا كما الوهلة الاولى ..نزعتها .. ابتعدت خطوتان اذا بها تصطدم به .. لم تتحرك .. واذا به يطوقها بسلسلة تزين نحرها .. تلمستها : شو هذا ؟

انحنى مقبلا كتفها .. وبعدها همس في اذنها : روحي – ادارها نحوه – هذا العقد غلاوته من غلاة روحي .


,‘،

جالسا في مكتب والده في الشركة الام .. وتلك الاحاديث تتردد في ذهنه .. " انا وسيف دبرنا وابوك يعرف بكل شيء " .. " في مصيبه عودة .. يتنا اخبار ان في تلاعب في الحسابات وفي العقود اللي تم توقيعها الشهر اللي راح" .. كلام طلال .. واخر لسيف .. انحنى على الطاولة مسندا رأسه على ذراعيه المتربعان امامه .. يحاول ان يربط كل ما مر به .. من بداية سفرته الاخيرة .. لرحلته للكويت .. لعودته الاخيرة للامارات .. وموت والده وانهيار كل شيء .. وكلام جاسم ..الذي يؤكد ان سيف له يد فيما حدث ..وطرقت رأسه ذكرى اخر الكلمات من والده :


خفت صوته حتى لا يكاد يسمع .. قرب اذنه من فاه : رشا

قال : شو بلاها رشا .. ابويه تسمعني .. شو بلاها رشا ..

دير بالك عليها .. سيف .. سيف ..




تمتم : شو كنت تقصد يالغالي ..

قطع عليه حبل تلك الافكار دخول سيف .. اقترب وجلس .. ليرفع فيصل رأسه : شو صار .

تنهد : خلاص كل شيء راح .. اللي كاسر خاطري هالموظفين ..

عدل جانبي " غترته " للوراء : شهادات الخبرة اللي خذوها ان شاء الله بتفيدهم ..


استأذن للمغادرة .. هو يعلم بان فيصل مختلف .. ويتمنى بحق ان يعرف سبب هذا التغير .. تتبعه بنظراته .. فابتسم : بييك يوم يا سيف .. وبتعرف ان فيصل مب سهل مثل ما تتوقع انت واخوك .


رمى بنفسه على كرسي مكتبه : اقولك متغير علي من بعد وفاة عمي الله يرحمه .. تقولي لا تلومه

- ترا حتى علي انا متغير .. صاير ما يطيق مني كلمة .. مب الا عليك انت .. ع الاقل انت يمكن عشان الشغل .. بس انا شو ذنبي .. واذا رحتله الشركة يخليني بالساعات اترياه .. وكانه وزير ..

اعتق رأسه مما يحمل .. ليحيلهن على الطاولة : طلال .. هو ما قالك شيء يوم كنتوا فامريكا .. ما صار بينكم كلام يمكن يوصلنا لشيء .

حرك شعره بيده : ما اذكر .. اصلا من بعد ما انت اتصلت عليه .. صار كلامه وياي قليل .. حتى انه سافر للكويت وتركني هناك بروحي .. اتصل عليه ما يرد .. وبعدين عرفت منك انه فالكويت ..

باهتمام وكانه يتذكر شيء ما : الا طلوول .. هو شو عرفه ان التلاعب كان يصير بشركتنا اللي بالكويت ؟

زفر : سيف طلعني برع هالسوالف .. حل مشاكلك وييا نسيبك بروحك .. باي

اغلق الهاتف .. ليتمتم الاخر بغيض : ياللي ما تستحي .


لملم اوراقه من على ذاك المكتب .. والقى عليه تحية الوداع .. كان يتوق ان يراه هنا يوما ... ولكن احلامه تلك باتت بعيدة المنال .. فتح الخزانة الحديدية .. وتمتم : كان المفروض اكون انا يمك فكل شيء .. بس جود كانت معك دووم .


سحب بعض الاوراق التي اعدها سابقا لامر لا يعلمه الا هو وجود ووالدته .. القى التحية على جلال .. وعلى باقي الموظفين .. منهم من كان يتذكر سالم بالخصال الحميدة ومنهم من كان يتمتم ببعض الدعوات عليه .. فهم في موقفا لا يحسدون عليه ..ركب سيارته الـ " بي ام دبليو " .. وانطلق .. وابتسم على ذكرى كانت .. لينظر خلفه .. يبدو انه اشتاق لهم .. كما سيشتاق لذاك القصر الذي ولج اليه من بوابته الكبيرة .. كان يمشي بهوادة غريبة .. وكأن به يستطلع المكان .. فغدا ستطء قدماه مكان آخر .. رفع بصره لاخر ذاك السلم المتسع .. المغطى بسجاد احمر مخملي .. ليراها هناك .. الوحيدة التي باتت تعرف مواعيد قدومه الى المنزل .. صعد درجة درجة .. حتى اذا ما كانت امامه رفع يده عابثا بشعرها القصير جدا : خليه يكبر .. صاير شعري اطول منه .

ابعدت يده مازحة معه : يعجبني بهذا الشكل .


اخرجت له لسانها .. ليضربها بخفة على وجنتها .. وبعدها يطوق كتفيها النحيلين بذراعه .. ويمشي معها .. الى حيث والدتهما .. دخل وبقيت الاخرى بجوار الباب .. كانت ميرة قد جهزت جميع حقائبها .. فغدا الرحيل .. تقدم منها .. وقبل رأسها .. واطال .. حتى وكأنه يطلب العفو بقبلة حارة .. اخترقت قلب ميرة المحزون .. امسك بكفها وجلس معها على ذاك الكرسي الوثير .. وضع الاوراق امامها .. ومد لها بالقلم .. نظرت له بابتسامة .. فابتسم .. لطالما اشتاق لتلك الضحكة .. كما اشتاق لتلك الكلمات الموبخة .. امسكت القلم : واثق باللي بتسويه .

- كل الثقة .

نظرت لجود وابتسمت اكثر : ومدرستها .

امسك كفها والقلم لا يزال بين اصابعها : نقلتها لمدرسة حكومية فابوظبي .. ومنها باخذ لها اجازة – نظر لجود مؤشرا لها بالمجيء – وهي ذكية ما ينخاف عليها .

جلست بجانب والدتها .. لتلف وسطها بذراعيها : فيصل وعدني انه بيحميني ماما .. وانا واثقة فيه .

قبلت رأس ابنتها وهي تحتضنها : بس لازم السفر؟ .

تبادلت جود النظرات مع فيصل .. لينطق هو : لازم .


ليسكب بعدها الحبر على الاوراق .. ويبدأ في حياتهم مشوارا جديدا .. قد يكون التوفيق معهم .. او قد يرافقهم الخذلان ..

,‘،

كما بدأت هي مشوار آخر .. بمفاجأة شلت الجميع .. حين قالت : " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..مرحبا بكم في علوم الدار .. معكم هاجر عبد الرحمن "

علوم الدار : برنامج اخباري يعرض على قناة ابوظبي الاولى


ليجري عمار مسرعا الى والده .. ليضع قناة ابوظبي الاولى على تلفاز المجلس .. لينظر بتفحص لتلك المذيعة على تلك الشاشة .. ليبتسم بفرح .. بخلاف ذاك الذي اشتاط غضبا وينفجر صارخا : مسودة الويه .. سودت ويوهنا ..

ليقف بدرا ناظرا لها .. وكأن به ينظر لفتاة اخرى ليست ابنة عمه هاجر ..

,‘،

ان شاء الله يكون حاز على رضاكم


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 01-10-12, 04:38 PM   #47

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الساااااااااااابع عشر


,‘،



الهدوء يصرخ مطالبا بهمسة في منتصف ذاك الليل .. لا يزال المنزل الكبير .. منزلهم الذي ترعرعوا فيه يحتويهم بكل حنان بعد وفاة والدهم منذ سنة .. او لعلها اقل .. او اكثر .. فتلك الايام لم تكن دقيقة كما ينبغي .. كل ما يذكروه انه توفي في يوم من ايام رمضان .. ولكن اي يوما كان لا يعلمون .. لعله السبت او قد يكون الجمعة .. جميعها اقاويل غير مؤكدة .. ولكن ما هو مؤكد لهم ان اخيهم الاصغر منصور توفي منذ خمسة اشهر .. مات غرقا .. كم هي تلك الميتة مؤلمة بحق .. وكان طارق يومها قطعة لحم لم ترى النور الا من اربعة ايام .. اضحى يتيما قبل ان يدرك .. وهاهو بين ذراعي والدته التي تعبت من وحدتها .. وهو يكبلها .. يمنعها من الحياة كما كانت تقول .. لفته في قطعة بيضاء .. وارتدت عباءتها على رأسها .. وصرخت بأخيها ان يوصلها الى ذاك المنزل .. استغرب جنونها هذا .. فالوقت متاخر جدا .. لكنها عنيدة بقوة .. لا تريده .. فهو يؤخر زواجها ..


تثاءب بتعب .. فرغم محاولاته من منعها الا انها مصرة على الذهب .. فهي تخاف ان يأتي النهار ويمنعها والدها من فعلها هذا .. او تمنعها امها .. وهي اضحت لا تريده .. فكلما كبر ازداد شبها بوالده .. وهي ترغب بالنسيان .. وضع " طاقيته " المخرمة على رأسه .. وسبقها يحث الخطى الى " البيك أب " الابيض ذو الباب الواحد .. سقطت عباءتها من هرولتها تلك .. لتنام على كتفيها .. دلفت في السيارة .. لينطلقوا بها الى ذاك المنزل .. وبالاحرى الى ذاك القسم الصغير الذي يحوي عبدالرحمن وعائلته ..


يجلس ويستمع لشكوى مريم الدائم .. وهو لا حيلة لديه : بنتنا بتموت يا عبد الرحمن .. ما قادرة اتحمل اشوفها بهالشكل

ينظر اليها بأسى وهي تهز رجلها النائمة عليها ابنتها عائشة ذات الاربعة اشهر ونيف : شو بيدي اسوي يا مريم .. ما خلينا دختور ( طبيب ) ما رحناله .. ولا سمعنا بمطوع الا ورحنا .. شو نسوي اكثر .. البنت مرضها ما منه رجا .. صبري وحتسبي .

تبكي بكاء يقطع قلبيهما .. وهي تحاول تهدأتها .. ودموعها لا تجف : الحمى من يومين فيها ..


تقدم منهما وجلس امامهما .. وضع يده على رأسها الصغير .. احس بتلك الحرارة التي تتعبها وتتعبهم حتى النخاع .. بدأ يقرأ بعض الايات .. وينفث على رأسها كل حين .. وهما على حالهما اذا بطرقات متتابعة مع صوت الجرس على ذاك الباب المطل على حديقة المنزل ... فأوامر والدهم أن يبقى الباب الرئيسي مفتوح لا تزال تنفذ حتى من بعد موته .. فلا خوف في تلك الايام التي كانت من شأنه ان يجعلهم يقفلون الابواب .. قالت بجزع وهي تنظر لعبد الرحمن الذي قام واقفا : منو اللي بيينا فهالحزه ( الوقت )

وهو يمشي خارجا : اكييد راشد .. انتي نسيتي ان حرمته على ربى ( ولادة ) .. ولا لهم حد غيرج .

بعصبية : والله ما اروح وبنتي بين الحياة والموت .. ع الاقل يفكرون فينا .. مب الا فيهم وخلاص .. يروح اييب امها تروح وياها .


توقف عن المشي وهو يهز رأسه : لا حول ولا قوة الا بالله .. يا مريم وين يروح اييب امها .. تبينه يمسك خط لام القيوين .. استغفر الله العظيم ..

حملت طفلتها تقربها من ثديها .. وبصوت باكي : حبيبتي رضعي – تقربها اكثر – ياللا فديتج .. ياللا

ولكن هيهات لتلك الطفلة ان تفتح فمها لترضع .. فألمها موجع . وبكاءها مؤلم .. ومريم تعبت من الصبر .. وعبد الرحمن تعب لتعب ام تنتظر فراق فلذة كبدها .. فتح الباب .. اذا بتلك المتوشحة السواد تمد له طفلها الرضيع .. وتضع كيسا بجانب الباب : هذا ولد اخوك .. انا ما في اربي واكبر وبالاخير تاخذونه .. كل شيء يخصه بالكيس ..


كانت تتكلم وعبد الرحمن اجاد الاستماع بقوة .. لم ينطق وكأن ما يحدث من العجائب والاساطير .. تترك ابنها .. وهم مستعدون لدفع اي شيء لتبقى ابنتهم معهم .. انهت حديثها وغادرت .. حتى اختفت في جنح الظلام .. عاد ادراجه لا يعرف ماذا سيقول لشريكته .. رفعت نظرها لذاك الواقف : شو اللي فيدك ..

سحب البطانية الصغيرة من سرير طفلته .. واذا به يفرشها ويضع ما بين يديه عليها : طارق .. امه ما تباه .


لم تجد على لسانها الا " لا حول ولا قوة الا بالله " .. وبعدها صمتت .. فبكاء ابنتها لا يهدأ.. تبكي بألم .. وهي لا حول لها ولا قوة .. تحتظنها تحاول ان تخفف عنها .. فقلبها يتعبها .. تشوه خلقي وقد لا تعيش طويلا .. تنتظر اجلها وتحتسب امرها عند ربها ..

مر الوقت وعبد الرحمن ترك المكان .. يريد ان ينعم ببعض الراحة .. فغدا يوما يظنيه العمل .. وطارق يحرك ساقيه يلهو بمرح .... يضحك وكأن هناك من يداعبه .. تنظر له .. وتنظر لابنتها المتألمة .. وفجأة من بين ذاك الصراخ .. هدأ المكان ..قبيل الفجر .. تثلج جسدها الصغير بين ذراعي مريم .. شعرت وكأن يد خلعت قلبها من بين اضلعها فعصرته دون رحمة .. ضمتها اكثر .. وفجأة اذا به يبكي .. لا احد معها .. هي وابنتها المتوفاة .. وطارق الذي لم يتجاوز الخمسة شهور .. تنفست بعمق .. بقلب أم مؤمن بقضاء الله وقدره .. نظرت اليها .. وقبلتها .. واذا بها تتركها في مهدها الوردي المزركش بالدانتيل .. ودموعها المرهقة لا تتوقف عن الانسكاب .. وترفعه الى صدرها .. ترضعه من ثديها .. وكأن الله يعوضها عن ابنتها بابن ..


ها هو بعد ثمانية وعشرون عاما يقف امامها .. يقبل رأسها .. ويحتظنها قبل أن يغادر ..كان ولا يزال نعم الابن البار بها : ما اوصيك عليها يا طارق .

اشر الى عينيه : فعيوني الثنتين .. ما برد الا عقب ما اتطمن عليها .


تجلس على تلك المقاعد في قاعة الانتظار .. الانتظار صعب ... خاصة اذا كان انتظار للمجهول .. تحققت احلامها .. او لنقل بانها على وشك التحقق .. لا يزال كلام والدتها ودموعها يتجليان امام ناظريها .. لم تفترق يوما عن عائلتها .. والآن هي بصدد الابتعاد عنهم اشهر طوال .. نظرت اليه .. يحدث حبيبة قلبه وزوجته .. لم يفارقها يوما .. ولم تمر ساعة على وجوده معها وهاهو يتحدث معها عبر الاثير بشوق مختلف .. لعل السبب حملها ..ترقب ابتسامته .. وتمرعليها ذكرى حدثت منذ اشهر في رمضان .. وبعد الصدمة الكبيرة التي حدثت في منزل خالتها .. الجميع مجتمعون في الصالة .. ما عدا طارق .. اذا بعبد الرحمن يفتح موضوعا كانت تنتظر ان يُفتح .. لعلها ترغب بانهاء عمليات التفكير المتتالية على عقلها .. قال وهو يضع كوب " الفيمتو " من يده بعد ان شرب نصفه : سمعوني .. دامكم كلكم هني .. لازم تعطوني رايكم .. وخاصة انتي يا هاجر .


بشيء من الانزعاج : مب وقته يا بو عمار ..

التفت لهاجر التي طأطأت رأسها .. وبعدها التفت لعمار الذي بان عليه الاهتمام : وقته يا مريم – باهتمام وبصوت هاديء اردف – هاجر.. من مدة اخوي راشد طلبج لولده بدر .

انتفض عمار في مكانه : شو ... بدر ؟

- هيه بدر .. وانت شفيك عصبت بهالشكل .. هذي اختك – ينظر الى ريم الجالسة بالقرب من ميثة وشهد – خلت ولد عمها والحمد لله ان راشد متأمل خير برجوعها .. والا ما كان سكت .. وانا ما اريد ازعل اخوي .

- ما تزعل اخوك .. وعاادي ترمي بنتي عندهم .


- اسمع يالغالي .. لو يتقدملها ولد شيخ ومثله مثل بدر .. لا والله ما بتاخذه .

قام واقفا بعد ان ضاق ذرعا من ابنه : انت شبلاك ع ولد عمك .. بدر ريال والنعم فيه .

وقف عمار : يالغالي لو قلت عبد الله بقول والنعم .. بس بدر لا ..


حين سمعت اسم عبد الله .. تذكرت ما مر بها معه .. فهو الابن الوحيد من ابناء عمها من يزيدون بالمدح فيه .. ولم تسمع يوما واحدا بشيء قد يقلل من شخصه .. على صوت تلك المناوشات البسيطه بين عمار ووالده نزل طارق .. لترتب ريم " شيلتها " عندما تبادى : خير شو بلاكم ؟


بصوت هاديء وكأن به يريد استمالة طارق لصفه : بدير يريد يتزوج هاجر .

لم تقل صدمة طارق عن صدمة عمار حينها : شو ؟ .. لا والله .. لو يتقدملها ولد الحسب والنسب وسوالفه مثل بدير ما رضيت لو على قطع هالرقبة

وضرب رقبته بخفه .. لينفجر عمار ضاحكا .. ويصرخ عبد الرحمن فيهم : انتوا ماخذين السالفة مصخرة ( مزاح )..

تقدم عمار يقبل رأس والده : حشا يالغالي .. بس هاجر ما بنعقها عند واحد مثل بدير .


- استغفر الله العظيم – التفت لهاجر التي كانت تبتسم وهي تنظر للارض – هاجر شو قلتي .

- شو بتقول بعد غير ..


نهره مقاطعا : اسكت يا طارق .. اريد اسمع رايها ..شو رايج ؟

بعثرت نظراتها على الموجودين .. وتوقفت عند ريم التي بان عليها الانزعاج .. وكأن حالها يقول : وين كانوا يوم انا انخطبت ..


كانت تشعر بالغيرة من هاجر .. ومن الاهتمام الزائد بها .. ابتسمت الاخرى وهي تعيد النظر الى والدها : ابويه انا اريد اكمل دراستي ..

- عادي يا بنتي .. هو مب مستعيل .. وانتي ما باقيلج شيء وتخلصين .

- بس انا ما افكر اعرس الحين .


- لا حول ولا قوة الا بالله – نظر بغيض لعمار وطارق اللذان يتبادلان النظرات الضاحكة – كله منكم كبرتوا راسها .. يعني لو ساكتين الين تعطيني رايها ما كان احسن ... وبعدين شو فيكم ع ولد عمكم


تكلم عمار وهو يجلس ليلتقط " لقمة القاضي " من بين اخواتها : احنا شباب وعارفين ع بعض .. وما في داعي للفضايح .

قضمها تحت انظار والده : الحين ما في داعي للفضايح .. عقب كل اللي قلتوه .

ضحك طارق .. وهو يتقدم مقبلا رأس عبد الرحمن الغاضب : الله يطولنا بعمرك يالغالي .. سوالف شباب .

- هيه شو عليكم مب اخوكم اللي بيزعل – التفت لهاجر – فكري زين .. وانا بقول لراشد يصبر الين تتخرجين – التفت لعمار – وانت .. قوم بسك اكل .. صلاة التراويح ما بتترياك .


استيقظت من ذكرياتها على ضحكات طارق الجالس بجانبها : ليكون ماكله للحم ركاب ( للحم جمال ) – عاد يقهق – بشتاقلج يالقزمه .. ويا ويلج تربين وانا بعيد – بدأ النداء على الرحلة المتوجهة الى كندا – ياللا فديتج .. بدوا ينادون ع رحلتنا ... ديري بالج ع عمرج .


وقف بطوله الممشوق .. ناظرا لهاجر التي وقفت بدورها : سامحني طروق .. بس عمار عنده موعد لشغل .. والا كان هو بيروح وياي .

نظر اليها وعلى وجهه تلك الابتسامة التي لم تعد تفارقه : كم هجور عندي .. ياللا خلينا نروح .


تحمد ربها كثيرا على هذا الاخ .. الذي دائما يقف معها .. يسندها كلما همت لتقع .. يؤمن بمدى مقدرتها على اجتياز المصاعب .. حتى انه اقرب لها من شقيقها عمار .. قد يكون اسلوبه المرح هو من يحبب الاخرين فيه .. او لعلها طيبته وعفويته في كل شيء ..


,‘،

Continue



nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 01-10-12, 04:39 PM   #48

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي



,‘،

تلك العفوية التي بات يتضايق منها جاسم بقوة .. المكان دامس .. حالك السواد .. وقاسم يمشي وعلى وجهه ابتسامة .. تبعها بضحكة وهو ينظر لجاسم الذي يمشي بجانبه .. فجأة اختفى .. وكأن بالارض ابتلعته .. ليجد الاخر نفسه في مكان مختلف ناظراً لقاسم الذي يهوي في فوهة عميقة صارخا به .. ليصرخ بفزع : قاسم


كان ذاك الكابوس زائرا مزعجا في الآونة الاخيرة .. يبتعد ليالي ويعود بعدها منقضا على صدر جاسم .. حتى تثقل انفاسه .. ويتعرق وجهه .. قامت مفزوعة وهي تسمي بالله .. وترجع تتعوذ من الشيطان .. اضاءت النور بجانبها .. وحثت الخطى الى الثلاجة الصغيرة بالغرفة .. اقبلت نحوه وبيدها قنينة ماء تفتحها وتمدها له .. شربها حتى لم يتبقى فيها الا القليل .. وبعدها ازاح الغطاء واقفا : شو صاير وياك .. شو اللي تشوفه يخليك بهالشكل .


سحب قدماه مارا من امامها متوجها لدورة المياه ( اكرمكم الله ) .. سحبت لها منشفة وتبعته حتى وقفت بجانب الباب تنظر اليه وهو ينضح الماء على وجهه .. ما لبث حتى وضع رأسه بالكامل تحت انبوب الماء : وين قاسم عنك .. في اخو يخلي اخوه وهو محتايله .


انتهى .. سحب المنشفة من يدها .. غطى رأسه بها منشفا شعره ووجهه .. وبصوت خافت : لا تدخلين باللي ما يخصج .

جلس على السرير وهو يحرك اطراف اصابعه بحركة دائرية على صدعيه .. لتردد هي : كيف ما يخصني .. وانت من ذيك الليلة متغير .. ياليتنا ما رحنا .. وياليتني ما رحت وياك .

قام غاضبا : ترا العيشه وياج صارت ما تنطاق .. قلتلج مالج دخل .. انتي ما تفهمين .

مشى خارجا من الغرفة : انزين وين رايح .

رد دون ان ينظر خلفه : لجهنم الحمرا .


في تلك الليلة كشفت اوراق كثيرة لها .. منها حبه .. وسر نظارته .. وشوقه لاخيه .. لعل تزاحم تلك الاوراق هو ما قلب الموازين .. واحال كل شيء لبعد وتجافي بينهما .. جلست على حافة السرير .. تعيد كلمات قيلت في تلك الليلة .. لم يعترف ولم يقل انه يحبها .. ولكن احست بذلك .. شعرت به يعانقها .. كنسمة هواء تعانق روحها المتعبة .. شعرت بحبه يداعب قلبها بلطف وهو يبتسم لها بعد ان قدمت اعتذارها بعد ان دلفت في سيارته " الرنج روفر " .. ليقاطع كلماتها .. بانه لا يحب كلمات الاسف .. وبعدها يبتسم .. كانت ابتسامته مختلفة حينها .. وقبل ان تطأ قدماهما ساحة الفندق حيث تقام تلك الحفلة الكبيرة .. التفتت له .. وتسابقت اكفها لوجهه .. ليمسكهما : مب لازم تعرفين .


ولكنها اصرت .. لا يعلم حينها لماذا سمح لها بنزع نظارته .. كانت تنظر اليه بعدها بنظرات غريبة .. لم يفقهها .. لم يعي سوى ابتسامتها وهي تحرك اطراف اناملها بجانب عينه اليمنى .. عين مختلفة .. لا حياة فيها .. امسك يدها ولثمها لا اراديا .. واعاد نظارته ليغطيها .. ويدعوها لدخول ..هاهي تجلس وتتمنى لو انها لم تترجل يومها .. لو انها قالت له ان يعود ويقضيان تلك الليلة مع بعضهما .. لكن هيهات للتمنى ان يصيب الآن .. فكل شيء تغير .. لم يعد المنزل بالنسبة له سوى مكان نوم لا غير .. وياليت ذاك النوم يأتيه باريحية .. فتلك الكوابيس تقض مضجعه بعنف ..شهور مرت وهو على هذا الحال .. يبتعد عنها .. يغرق نفسه بالعمل حتى تنتهي انفاسه .. ولا تقوى على المتابعة الا على فراشه ..


جالسا على الارضية الخشبية .. وصوت ارتداد تلك الكرة الساقطة من يده والعائدة اليها يصرخ في المكان ..كان يحاول ان يجد مخرج مما هو فيه .. فعبد العزيز اطبق عليه بقوة .. وذاك الجون المخادع عرف كيف يلعبها .. يريد ان لا ينكسر .. فالانكسار سيدمره .. سيدمر روحه التي بدأت تعود ..اغمض عينيه بتعب .. واراح جلسته ثانيا ساق وفاردا الاخرى .. كانت الافكار تعصف به .. تمتم : ليش كثرت زياراتك لي يا قاسم ..


لم يقطع افكاره تلك سوى دخولها .. لا ترغب بان تقسو عليه .. ولكن عفويتها تقودها .. جلست القرفصاء واضعة يدها على ركبته : سامحني .. بس خايفه عليك ..

لم ينظر لها .. يتحاشاها بقدر ما يستطيع .. ولا يريد لنظراته ان تفضحه .. قام واقفا : جهزي شنطتج وشنطي .. باكر بسافر .. وبوصلج بيت اهلج .


بعدها غادر المكان .. لتتردد الاسئلة تضرب جدران عقلها بقوة .. هل انتهى كل شيء؟ .. سيتركني كغيري ؟ .. الم يحبني .. هل كنت واهمة في نظراته لي ؟ .. نزلت دموعها التي تأبى ان تصدق ما قيل .

,‘،


كما لا يصدق هو ما يحدث له .. اضحى قريبا جدا من ذاك المنبوذ .. هاهما يمشيان بمحاذاة البحر .. وامواجه التي تقبل الرمال بفرح وتعود من جديد مبتعدة .. وتتابع القبلات دون هوادة .. عبدالله هاديء ويبدو انه مستمع جيد لبدر الذي لم يعد على لسانه الا هاجر : سافرت البارحة .. سافرت وخذت قلبي وياها .. من يوم ما شفتها ع التلفزيون وانا حالتي حاله .


يداه في جيبي بنطاله .. توقف وتوجه للبحر ليدع لقدماه نصيبا من تلك القبلات من تلك الامواج : قلت لك تزوجها .. ما طعتني .

ضرب الموج بقدمه وكأنه بذالك يعيده للبحر : كنت غبي .. وهي خلاص طارت من ايدي .. وابويه بعد اللي صار مستحيل يرد يخطبها لي .


مشى مبتعدا ليجلس ناظرا لغروب الشمس .. وكم يتمنى لو قلبه يغرق خلف جدران النسيان كما تغرق تلك الملتهبة خلف زرقة البحر : ابويه غريب .. زوج سعيد ومب راضي انه يطلق ريم .. انزين شو ذنبها تبقى معلقه وياه .. يعني هو يستانس وهي لا . حلال عليه وحرام عليها .


استغرب بدر من كلامه .. فلأول مرة يشعر بشيء خفي خلف تلك النبرة .. جلس بجانبه : باين انك للحين تحبها – ضحك واردف – بعدني اتذكر الحرب اللي سويتها فالبيت يوم قرروا يخطبونها لسعيد ..

اراد ان يغير ذاك الموضوع الذي يقلب في نفسه مواجع لا تهدأ : الا شخبار مايد .. يدور شغل؟ .

ضحك بقوة حتى انزعج عبدالله من ضحكاته : اي شغل الله يهديك .. واحد ما عنده الا ثاني ثنوي .. وين بيحصل شغل .. وابوي ع الطالعه والنازله يهازب فيه .. يريده يرجع يدرس ثنويه عامه وهو مب طايع ..

- ربك يمهل ولا يهمل .

- تتشمت باخوك يا عبود .


قام واقفا ينفض رمال الشاطيء عن ملابسه : حشا والله .. عمري ما تشمتت بحد .. بس يمكن يعرف غلطته .. ويفكر انه يعتذر مني .. او خلنا نقول يقول لابوي الصح .

مشى يتبعه الى سيارته : ليش ما ترد تتسامح من ابوي ..

التفت وقد اكتسى وجهه الغضب : اتسامح ؟ .. تقول اتسامح .. منو اللي غلط يا بدر .. انا والا هم .. ما برد البيت الين ما يبان كل شيء لهم .. ويعرفون ان عبدالله مب راعي سوالف مخبقة .

- لا تحرق ( تعصب ) علي .. وبعدين السالفة صارلها شهور .. يعني ما صارت كل هالقطاعه .. وترى امي تحاتيك .. ولا هي بصحتها كل يومين تروح تزورك .. الييه لها مب لك .


ركب سيارته وانزل الزجاج ناظرا لبدر الواقف : ما بتركب .. وبعدين ترا ذاك البيت عافه الخاطر وانا اخوك – ادار المحرك - اركب .


,‘،

حتى هي لم تعد تطيق البقاء في ذاك المنزل .. وتخطط لحياتها بشكل مختلف .. ها هي على مشارف السابعة والثلاثين من العمر .. ولا تزال في مكانها .. استيقظت على رنين هاتفها الذي لا يهدأ : الو .. وعليكم السلام والرحمة ... كيف ؟ .. صدج – بان في عيونها فرح غريب – ان شاء الله .. لا ولا يهمك عقب يومين بكون عندكم .. مع السلامة .


انهت المكالمة وعمدت لتدوين ذاك التاريخ .. فيجب ان لا تنسى .. رمت هاتفها بسعادة عارمة .. توجهت لدورة المياه ( اكرمكم الله ) لتبعد عنها كسل الليلة الماضية .. ارتدت ثوبا منزليا ذي الوان هادئة .. وسرحت شعرها القصير على عجالة .. وبعدها خرجت وهي تلبس " شيلتها " ذات الالوان المتداخلة .. نزلت واذا بها تسمع والدتها تتحدث في هاتفها : ان شاء الله يا ام خلفان .. انا بكلم ابوها وبردلج خبر ..


جلست وتناولت حافظة الشاي الفضية .. وكوب شاي .. وهي تسكب فيه الشاي بالهيل والحليب : شو عندها ام خلفان ؟

- تباج لاخوها .

انزلت الكوب .. وكأن هناك رصاصة اصابتها .. هل يعقل بان النصيب لا يزال يطرق بابها حتى وهي بهذا السن .. تلعثمت : انزين شو قلتيلها ؟

- قلت لها بخبر ابوج .

بشو تخبريني .. كلمة نطقها وهو يجلس بجوارها ساحبا حافظة القهوة ليسكب له فنجانا .. قالت وهي تاخذها من يده : بعدين اخبرك .


لم ترغب بطرح ذاك الموضوع بحضور زوجة ابنها سناء .. التي نزلت وهي حاسرة الرأس .. وجلست بعيدا عنهم .. ليرمقها راشد بنظراته : البنت لي قامت وشافت اهل ريلها تحب روسهم .

زفرت وهي تحاول ان تصطنع ابتسامة : سامحني عمي .. بس انا مب متعودة .. اذا اهلي ما احب روسهم .. احب راسك وراس عمتي ..

وقبل ان ينطق قاطعه ولده وهو يقبل رأسه .. ويتوجه ليقبل رأس والدته : ما عليه يا ابوي .. بعدها مب متعودة .. مع الوقت بتتعود يالغالي .


تمتمت فاطمة : هيه هين – تنفست بعمق وقامت – الا شو اخبار ريم .. ما قلت انك بتردها .

نظر اليها بنظرات تقدح نار : مب وقته .. وبعدني معرس – نظر لسناء التي قامت – وريم اختارت تكون بعيد وهي حرة .

- ريم بتردها لبيتك غصبا عنها .

كانت تلك الجملة من والده كفيلة بان توقف سناء عن متابعة سيرها .. وتنظر لفاطمة المبتعدة خارجة للحديقة .. تبعتها بخطى متسارعة .. واذا بها تعانق ذراعها بكفها بعنف : انتي شو فيج علي .

وهي تحرك سبابتها بشكل رأسي على رقبتها : ما بالعتنج ... اللي تخون ربيعتها تسقط من عيون الناس ولو كانت بنت الحسب والنسب .


تركتها ليتآكلها الغيض .. فهي تشعر بانها دخيلة في هذا المنزل .. لا احد يحبها .. سوى سعيد الذي حتى الآن لا تستسيغ ضعفه امام والده تمتمت بكره واضح : هين .. ان ما يبتلكم الولد وخليتكم تحبون ريولي عشان ابقى ما اكون انا سناء .

,‘،


خرجت من غرفتها وبطنها الكبيرة خرجت قبلها .. يتعبها النزول كثيرا .. وذاك القادم لا يريد ان يعتق رحمها ويخرج للنور ..مشت بتثاقل .. سمعت ضحكات ميثة وهي تستمع لعلياء التي تحكي لها ما حدث معها مع استاذة التربية البدنية .. تقدمت وجلست بتعب واضح .. وانفاسها تتابع مندفعة من فمها وانفها .. نظرت لها مريم بخوف : شو بلاه ويهج اصفر .. ليكون بتولدين – تقدمت منها – حاسه بشيء .. بويع فبطنج .. برفسات ..


وتتابعت الاسئلة لتضحك ريم : خالتي بلاج ع البنت .. شكلها بس مشتاقة .. والا هي ما فيها الا العافية .

هل كان عليها ذكر الشوق الآن .. فهي حقا مشتاقة الى حد الجنون .. واحمرار وجهها فضح شوقها : ما في شيء عموتي ..

تقدمت علياء .. وانحنت واضعة رأسها على بطن شهد : ما يتكلم فبطنج ؟


لتبدأ الضحكات تتعالى في المكان .. وتصرخ شهد جراء وخزة اصابتها من ذاك الضحك : الله يقلع بليسج علايا..

استندت بتعب على الوسادة وهي ترد على سؤال علياء : طارق يريد يسميه ع ابوه الله يرحمه . بنسميه منصور ان شاء الله .


اردفت وهي تاخذ قطعة بطيخ احمر من يد ميثة : الا عموتي .. صدج اللي تاكل لحم ركاب تعوشر .

- ليكون ماكله لحم ركاب ؟

ردت وهي تبعد حبوب البطيخ من فيها : لا ما اذكر اني كلت .

قامت ريم وهي تقول : وانتي شو دراج .. البركة فالاعراس اللي تسحبج حقهن خالتي .. يمكن كلتي فواحد منهن .

بخوف قالت : يعني الحين ما بولد .


- منو قالج هالكلام .. ان شاء الله بتولدين .. وبعدين الدخاتر ما يعرفون يحسبون صح .. وسألي ميثة كيف تغربلت وييا خلود ..

تكلمت ميثة وهي تضرب علياء على فخذها : قومي شوفي خواتج – وما ان غادرت المكان حتى اردفت قائلة – هيه والله كلام مريم صدج .. ما يعرفون ..وانتي بعدج الحين فالتاسع .


هل هو خوف غريزي لكونها اول مرة .. ام انه خوف في مكانه ؟ .. فهي على يقين بانها انهت التاسع منذ ايام .. وحتى كلام الطبيبة المعالجة يؤكد ذلك .. انتابتها راحة مؤقته بكلام مريم وميثة .. ولعل كلامهما صحيح .. قد يكون خطأ في الحساب لا غير .


,‘،

Continue


,‘،


كالخطأ الذي ارتكبته وديمة حين اعطت محمد دوائه ..فالدواء الجديد لا تزال لا تعرف له ولجرعاته .. ولأول مرة تقوم بذلك دون طلب من امها .. او باتصال من سعود .. اعطته الدواء بعد معانة طويلة معه .. لتتركه في الغرفة .. وماهي الا نصف ساعة حتى تصرخ جدته منادية لها .. ليهولها منظر محمد الذي تطوح على كرسيه .. ووالدتها تحاول فكه دون جدوى .. صرخت بها لتتصل بسعود .. فهرولت وفرائصها تتراقص خوفا .. ليصرخ بين زملاء عمله في ذاك المصرف .. وبعدها يخرج مسرعا .. لا شيء بين عينيه الا صورة ابنه محمد ..وكلام وديمة لا يبشر بخير .. يتآكله ذاك الازدحام بنهم .. ليحيل صبره لدخان يبعثره صوت بوق سيارته المتكرر .. الوقت يداهمه .. والمنزل بعيد .. ولا يعلم هل سيارة الاسعاف ستصل قبله ام هو من سيصل .. ام ان هناك زائر آخر سيسبقهم .

,‘،


انفض الاجتماع الذي عقده مع رؤساء الاقسام في شركته .. اعطى تعليماته لسكرتيرته بان تلغي جميع مواعيده لبعد الظهر .. رفع هاتفه ليتصل بها .. ويطلب منها ان تجهز نفسها للعشاء في الخارج .. وما ان انهى مكالمته معها حتى دخل اخيه وعلى محياه ابتسامة.. القى التحية وجلس : ما ناوي توظفني عندك .

وهو يضغط على اعلى انفه بسببته وابهامه : ووظيفتك ؟

- والله انك مب سهل .. ما دريت انك عارف تلعبها صح .


امتعض من كلام طلال : احترم نفسك يا طلول .. سيف مب خاين .. وهذي الشركة من تعبي .

انفجر ضاحكا وهو يقف : السمووحه يا طويل العمر – قهقه – اريد وظيفه وياك – انحنى مستندا على الطاولة بكفيه – شو رايك تخليني نايبك .

قام واقفا .. وسحب هواتفه النقالة من على الطاولة .. وبعنف ارجع طرف " غترته" للوراء : تريد تشتغل بعطيك وظيفه .. بس انا اللي احددها ..

خرج ليخرج من خلفه .. وما ان ركب سيارته حتى قال وهو يقف بجوار الباب : ماشي .. يا .. سيف .


اغلق زجاج نافذته .. وانطلق .. فتلميحات طلال تثير في نفسه الغضب .. هو لم يخن احد .. وهذه الشركة كما يردد دائما من تعبه .. ومن امواله الخاصه ..لم يعد الى منزله الا عند الساعة السابعة .. مع انه خرج من شركته عند الساعة الثالثة ظهرا .. احب ان يبدد غضبه ذاك باي شيء .. فهو لا يريد ان يعكر مزاج رشا التي اضحكت متعلقة فيه اكثر .. كما هو حاله ..


دلف الى منزله متوجها مباشرة الى غرفته .. لعلها مستعدة للخروج .. وترتدي عباءتها ايضا .. دخل غرفته واذا به يراها خارجة من دورة المياه ( اكرمكم الله ) ..تبدو شاحبة .. اقترب منها : حبيبتي فيج شيء .

هزت رأسها وهي تمشي للسرير : راسي يعورني .. الحين بتجهز عشان نطلع .

جلس بجانبها ممسكا كفها : اذا تعبانه ما في داعي لطلعة .. بنتعشا هني .

هزت رأسها بعنف : لا لا .. انا مليت من البيت .. ومتشوقه لهالطلعة من يوم ما دقيت علي – قبلته على وجنته – الله يخليك لا تكنسلها .

ابتسم لها : من عيوني .. قومي تجهزي ..


,‘،

ما عرفتلها الا رشا ..جملة نطقت بها رنيم على مسامع والدتها .. وهي يتملكها الغيض من حالهم .. استطردت قائلة : كل شهر والثاني مسافر .. ولا فكر فينا

وهي تغير القناة الى قناة اخرى .. وتضع جهاز التحكم من يدها : انزين هو ما رايح سياحة .. رايح يرجع لكن المستوى اللي كنتن فيه .

وضعت ساق على اخرى بغضب واضح .. وهي تهز ساقها : هيه باين .. وليش كل ما سافر خذها وياه .. بعد رايحة تشتغل ؟


كانت جالسه وبيدها كيس " ليز " تأكل منه ببطء وهي تستمع للحوار الدائر بين رنيم وامها : استغفر الله العظيم .. هيه رايحة فشغل .. ارتحتي .

قامت واقفة : لا ما ارتحت .. احنا خواته مب هي .. وانا مب مثلهم اصدق انها بنتج .. وبعدين اي شغل تتكلمين عنه .. مب كافي انه اخذ ارصدتنا من البنك . وباع شركاتنا كلهن .. وكل هذا وعذره انه بيرجع اللي راح ..اشوف ما شيء رجع ؟


قالت وهي تقضم قطعة : انزين الشيء مب سهل .. يباله وقت .

صرخت بها : سكتي انتي .. عايبنج حالنا .. كل ربعي خلوني .. والسبب ابوي ... ياليته مات بدون ما يخلينا ع الحديدة .

لم تشعر الا بكف والدتها .. الذي كان من شأنه ان يوقف جواهر عن الاكل : ابوج مات وهو مرفوع الراس .. لا انه كان مهرب ولا تاجر مخدرات .. وربعج اللي تنوحين عليهم مب ربع .. ما جمعهم عليج الا الفلوس .. مثل الذباب ع الشكر ( السكر ) .. ويوم يخلص تطايروا ..


القت بكلمتها وغادرت .. لتصرخ بجواهر : كله منج .. ليش ما توقفين وياي .. عايبنج اللي احنا فيه .

خفضت نظرها : فيصل ما مقصر ويانا بشيء .

رصت على شفتيها مطلقة صرخة غيض .. وهي تضرب برجلها الارض .. لتنسحب بعدها من تلك الصالة التي باتت مكان لاستنزاف غيضها الدائم .. صعدت الى غرفتها التي لا تأتي شيئا امام غرفتها التي كانت .. جلست على حافة سريرها تبكي : حرام اللي يصير .. والله حرام .. وهو ما فالح الا يسحب هالشينه وياه ..

هذا حالها تندب حظها الذي اوصلها الى هذا المكان .. وتتمنى ان يكون فيصل عند كل كلمة قالها .. لتعود لحياتها السابقة التي تعشقها .

,‘،


كحياة سارة التي باتت تعشقه .. هاهو ينادي عليها .. يستعجلها للخروج .. فذاك الفلم على وشك ان يعلن انطلاق البداية .. لبست عباءتها على عجل .. وخرجت تركض وهي تصرخ : يايه .. يايه ..

نظرت لوالدته الجالسة في الصالة : خالتي عايبنج اللي يسويه في .. يعني يتصل في بدقايق ويقولي تجهزي .. والحين يالس يصارخ علي .


ضحك وهو يقف عند الباب : اذا تبين تروحين خلصي .. والا ترا اروح واخليج

- يا ولدي شبلاك مستعيل .. السينما ما بطير .

وهي ترتدي " شيلتها " : قوليله – مشت بسرعة واذا بحذائها ينكسر – وقته الحين .. كله منك .

قهقه وهو يقترب منها ..انحنى ممسكا بيدها يرفعها عن الارض . ويهمس : الفلم بدا .


لتصرخ فيه : هيه ما يهمك الا انجلينا جولي .. مالت بس .. وانا اللي عبالي خايف علي ..

نزعت حذائها وعادت ادراجها لداخل وسط ضحكاته التي كانت تزيد من احتقانها .. يحب ان يغيضها .. بل انه يتلذذ بهذا الشيء .



,‘،

ان شاء الله البارت يعجبكم


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 01-10-12, 04:40 PM   #49

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حتى اضعكم في وسط الاحداث ~

في هذا الجزء .. ساتطرق لقصة من قصص كليلة ودمنة .. ويجب ان يكون لديكم معرفة بماهيتها
وهنا ساطرحها لكم .. حتى اضعكم في الصورة .. وما المقصود من الحوار المحتوي عليها

الغراب والثعبان



زعموا أنّ غرابا كان له وكر في شجرة على جبل,وكان قريبا منه جحر ثعبان أسود,فكان الغراب إذا فرّخ عمد الثّعبان إلى الفراخ فأكلها,فبلغ ذلك من الغراب وأحزنه,فشكا ذلك إلى صديق له من بنات آوى.
وقال له: أريد مشاورتك في أمر قد عزمت عليه.
قال له: وما هو؟
قال الغراب:قد عزمت أن أذهب إلى الثّعبان إذا نام فأنقر عينيه فأفقأهما لعلّي أستريح منه.
قال ابن آوى: بئس الحيلة التي احتلت,فالتمس أمرا تصيب به بغيتك من الثّعبان من غير أن تغرّر بنفسك وتخاطر بها,وإيّاك أن يكون مثلك مثل العلجوم(وهو طائر) الذي أراد قتل السّرطانة فقتل نفسه
قال الغراب: وكيف كان ذلك؟
قال ابن آوى: زعموا أنّ علجوما عشّش في بحيرة كثيرة السّمك,فعاش بها ما عاش,ثمّ كبر في السّنّ فلم يستطع صيدا,فأصابه جوع وجهد شديد,فجلس حزينا يلتمس الحيلة في أمره,فمرّبه سرطان فرأى حالته وما هو عليه من الكآبة والحزن فدنا منه وقال: مالي أراك أيّها الطّائر هكذا حزينا كئيبا؟
قال العلجوم: وكيف لا أحزن وقد كنت أعيش من صيد ما ههنا من السّمك,وإنّي قد رأيت اليوم صيّادين قد مرّا بهذا المكان,فقال أحدهما لصاحبه: إنّ ههنا سمكا كثيرا أفلا نصيده أوّلا أوّلا؟,فقال الآخر: إنّي قد رأيت في مكان كذا سمكا أكثر من هذا فلنبدأ بذلك فإذا فرغنا منه جئنا إلى هذا فأفنيناه.
فانطلق السّرطان من ساعته إلى جماعة السّمك فأخبرهنّ بذلك,فأقبلن إلى العلجوم فاستشرنه وقلن له: إنّا أتيناك لتشير علينا فإنّ ذا العقل لا يدع مشاورة عدوّه
قال العلجوم: أمّا مكابرة الصّيّادين فلا طاقة لي بها, ولا أعلم حيلة إلاّ المصير إلى غدير قريب من ههنا فيه سمك ومياه عظيمة وقصب,فإن استطعتنّ الإنتقال إليه كان فيه صلاحكنّ وخصبكنّ.
فقلن له: ما يمنّ علينا بذلك غيرك.
فجعل العلجوم يحمل في كلّ يوم سمكتين حتّى ينتهي بهما إلى
بعض التّلال فيأكلهما حتّى إذا كان ذات يوم جاء لأخذ السّمكتين فجاء السّرطان فقال له: إنّي أيضا قد أشفقت من مكاني هذا واستوحشت منه فاذهب بي غلى ذلك الغدير .
فاحتمله وطار به حتّى إذا دنا من التّلّ الذي كان يأكل السّمك فيه نظر السّرطان فرأى عظام السّمك مجموعة هناك,فعلم أنّ العلجوم هو صاحبها وأنّه يريد به مثل ذلك,فقال في نفسه: إذا لقي الرّجل عدوّه في المواطن التي يعلم فيها أنّه هالك سواء قاتل أم لم يقاتل كان حقيقا أن يقاتل عن نفسه كرما وحفاظا.ثمّ أهوى بكلبتيه على عنق العلجوم حتّى مات,وتخلّص السّرطان إلى جماعة السّمك وأخبرهنّ بذلك.


وإنّما ضربت لك هذا المثل لتعلم أنّ بعض الحيلة مهلكة للمحتال,ولكنّي أدلّك على أمر إن أنت قدرت عليه كان فيه هلاك الثّعبان من غير أن تهلك به نفسك وتكون فيه سلامتك.
قال الغراب: وما ذاك؟
قال ابن آوى: تنطلق فتبصر في طيرانك لعلّك أن تظفر بشيء من حلىّ النّساء, فتخطفه ,فلا تزال طائرا بحيث تراك العيون, حتى تأتي جحر الثّعبان فترمي بالحلىّ عنده,فإذا رأى النّاس ذلك أخذوا حليّهم وأراحوك من الثّعبان.


فانطلق الغراب محلّقا في السّماء فوجد امرأة من بنات العظماء فوق سطح تغتسل وقد وضعث ثيابها وحليّها جانبا,فانقضّ واختطف من حليّها عقدا وطار به.
فتبعه النّاس ولم يزل طائرا واقعا بحيث يراه كلّ أحد حتّى انتهى إلى جحر الثّعبان فألقى العقد عليه والنّاس ينظرون إليه,فلمّا أتوه أخذوا العقد وقتلوا الثّعبان.

///




nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 01-10-12, 04:40 PM   #50

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الثاااااااااااااامن عشر



,‘,

احيانا نشعر باننا نمشي دون وعي منا .. نعمل ونقوم بمهامنا اليومية بكثير من الضجر .. او لعله الفتور .. هاهو ينهض بكسل من فراشه .. يسحب جذعه بثقل ليسنده على ظهر ذاك السرير المتوسط الحجم .. والقريب من الارض ..حرك يده اليمنى على جانب وجهه الايمن ماسحا له بعشوائية مفرطة .. ما لبث ان اطلق العنان لها لتمسد شعره الاجعد .. تثاءب وهو يضع راحته على فيه .. وبعدها تتابع السعال الخفيف .. واذا به ينشق مرتان ويعرك انفه بظهر سبابته .. قد يكون هناك موعد مع الزكام .. فتغيرات الاجواء في عاصمة الضباب في هذه الايام لا ترحم .. قام وهو يجر خطواته مرغما .. اخذ حماما دافئا لعل وعسى يعتقه ذاك الكسل .. الذي لازمه فترة طويلة .. نظر الى انعكاسه على تلك المرآة .. حرك رقبته على اليمين ثم اليسار .. فهو يشعر بثقلها على اكتافه .. تقدم اكثر من المرآة وكأن به يدخل رأسه بها .. تمعن في عينيه المتعبتين .. وتلك بقع سوداء تستعد لتطفو بقوة على بشرته .. تمتم وهو يبتعد يجر جسده للخارج : الله ياخذهم .

عاد ليتثاءب بمليء فمه وهو يتجه الى ذاك المطبخ الصغير .. نزع اناء القهوة من مكانه . فتح الغطاء وهو يتأمل بقايا قهوة البارحة .. ثواني واذا به يغرقه بالماء .. ليستعد من جديد ويعد قهوة صباحية قد تنعش جسده المرهق ...تنهد بتعب واضح ..و انهى شرب قهوته على عجل .. وتجهز في غضون دقائق اقرب الى النصف ساعة .. حمل حقيبة جهازه المحمول وغادر مسرعا .. فمكتبه الجديد الذي لم يمضي على افتتاحه سوى اشهر معدودة بحاجة لمن يهتم به .. حتى وان كان العمل فاتر .. ولكن لا يهم .. فهو لديه وظيفة مسائية في أحدى شركات الحواسيب .. وما هذا المكتب الا بداية لاستثمار ماله .. فهو يتسلى باصلاح حواسيب الاخرين .. ولا ينكر بان العمل الذي قام به منذ يومان لاحدى الشركات اكسبه مالا لا بأس به .. دلف الى مكتبه .. وقلب تلك اللوحة الصغيرة على الباب ليعلم المارة ان المكان غير مغلق .. فهو كمحل صغير في زاوية من زوايا شوارع لندن الضيقة .

وهو يخلع قميصه الجلدي ليعلقه .. اذا بها تدخل وهي تفرك كفيها ببعضهما : الجو بارد هذا اليوم ..
ابتسم لها .. ورحب بها .. ثم دعاها للجلوس .. اردفت وهي تقول : كنت انادي عليك وانت تنزل السلم .. ويبدو انك لم تسمعني ..
قام واقفا ليلج الى غرفة صغيرة مفتوحة على غرفة المكتب .. واذا بصوته يصل اليها : هل ترغبين بالقهوة ؟

اضحى يكثر منها في الاونة الاخيرة .. يتلذذ بالسهر على انغام رائحتها .. فهو يخاف النوم .. بالتحديد يخاف ان يحلم بها .. مع انها لا تفارقه ابدا .. في كل مكان معه ..حتى وهو يحمل الاكواب بيديه يتذكرها .. يتخيلها تنتظره .. او لعله يتمنى ان تكون هي تلك الجالسة في ذاك الكرسي لا ايريس .. رشفت من كوبها .. واخذت تستنشق البخار المتصاعد بلذة عارمة :قهوتك لذيذة .

لم يجبها .. فاستطردت قائلة : انت مختلف كثيرا .. لم تعد احمد الذي كان منذ سنة مضت .. اعلم ان ما حدث لك ليس سهلا– عادت ترشف من كوبها . احتظنته بين كفيها – ولكن .. لا يجب ان تيأس– باهتمام زائد وهي تضع الكوب من يدها على الطاولة – اخبرني ماذا حدث معك في السفرة الاخيرة وقلب حالك بهذا الشكل .

شبك اصابع كفيه ببعضهم .. مخفيا ابتسامته الذابلة .. وناظرا الى قهوتها التي بدأ بخارها يخبو .. لا يريد ان يتكلم .. شعرت بذلك .. فهو يتهرب من اسئلتها والحاحها .. قالت بحزم :الا تثق بي .. الستُ جارتك منذ خمس سنوات .. هل رأيت مني ما يسيء يوما– ارخى ذراعيه على الطاولة وهز رأسه بلا – اذا تكلم .. صدقني سترتاح .. الم تلتقي بحبيبتك .. هي خطيبتك صح ؟

كانت تتكلم راغبة بكلمة واحدة منه .. ولكن الصمت كان مسيطرا عليه .. فجأة سحب شيئا من درج مكتبه .. يربكها هدوءه .. وحين نطق باسمها طالبا منها التوقف عن الكلام لبرهة .. ابتسمت.. فهي تعشق اسمها من بين شفاهه .. فهو ينطقه بطريقة مختلفة .. نظرت اليه وهو يشغل جهاز " الاي باد " .. واذا به يمده اليها .. لتشاهد ذاك الفيديو الذي حفظه بكل تفاصيلة عن ظهر قلب .. نظرت اليه واذا بها تقول :هل هذه حبيبتك ؟ لكنني لا افهم شيء مما تقوله ..

- هذا برنامجا اخباريا .. اواضب على متابعته لشوقي الى وطني .. وتفاجأت بها تلك الليلة تظهر فيه .. لم اصدق عيني.. حتى عندما نطقت اسمها .. ظننت يومها انني جننت .. ولعلي اتخيلها مكان المذيعة الاصلية .
وضعت الجهاز من يدها .. وقالت بعد ان تنهدت : الهذه الدرجة تعشقها .
"واكثر" .. وكأنه بتلك الكلمة يحطم آمالا بنتها تلك الشابة الندنية .. عادت تسأله : ماذا حدث معك في سفرتك الاخيرة .. قلت لي بانك ستذهب لتعيدها .. وانك ستخبرها بكل شيء .. ولكنك عدت انسانا مختلفا .. تبدو لي وكأنك قضيت اعواما هناك وعدت .. مع انك لم تمكث الا ثلاثة ايام ..


سكت .. وكان السكوت الذي يسبق العاصفة .. عاصفة سيبعثربها تلك الاحداث على مسامعها لعله يرتاح من تكرار زيارتها على عقله المتعب .. يتذكر كل شيء .. كلامها معه .. عيونها حتى وان كانت يومها تخفيهن خلف زجاج معتم .. انتظرها طويلا في تلك المواقف القريبة من جامعتها .. لا يعرف متى ستخرج .. وكان قبلا يحفظ جدول محاضراتها كاملا .. متى تبدأ ومتى تنتهي .. ومتى موعد استراحتها .. كان يحب مشاكستها بين المحاضرات برسالة نصية قصيرة .. يكتب فيها كلاما يبعثرها .. ويبعثر كلام المحاضر امامها .. يضحك وهو يتخيلها تقرأ رسائله ..

انتظر حتى الثالثة ظهرا .. يعلم انها في الداخل .. فسيارتها لا تزال مركونة في مكانها .. انزل زجاج النافذة . واذا به ينحني على المقود مربعا ذراعيه مرخيا رأسه عليهما .. دقائق واذا به يسمع صوت انفتاح قفل سيارة .. تلفت ورآها مقبلة بيدها حقيبتها البيضاء ذات النقط السوداء العابثة على سطحها دون انتظام . وكتابان ودفتر كبير .. فتح باب سيارته على عجل يريد ألحاق بها ..سماعها لاسمها بتلك النبرة ارجفتها .. حتى اوقعت ما بيدها .. هل كان خوفا ام كان شوقا .. او قد يكون جرحها قد تقطعت خيوطه قبل ان يلتئم .. والسبب هو .. التفتت له بعد ان قال : اسف لاني خوفتج .

انحنت فانحنى معها امسك كتابها اذا بها تسحبه بعنف .. وترميه مع اخويه في سيارتها .. بحدة تنم عن ثقة مصطنعة : شو اللي يابك ؟

ابتسم فهو الشخص الوحيد الذي نال الامتياز في تمييز نبرة صوتها .. متى تكون سعيدة .. ومتى تكون حزينة .. حتى الآن يعرف انها خائفة .. فنبرتها فضحت قلبها المتسارع النبضات : ما تغيرتي.

نطقها .. لتردف هي على جملته تلك : تغيرت – ابتسمت نصف ابتسامة على الجانب الايمن من شفاهها – شو تريد ؟
وضع يده في جيب ثوبه .. كان متوترا لا يعرف ماذا يقول .. او من اين سيبدأ : خلينا نروح مكان هادي نسولف فيه .. تعالي بسيارتي او نروح بسيارتج .


نزعت نظارتها بحركة كبرياء .. وكأنها تخبره بنظرة عينيها .. انها لم تعد زوجته .. ابتسمت ساخرة : ما بينا كلام .. والقلب اللي شالك .. قدر يرميك .. مع السلامه يا ولد خالتي .
تحركت بسيارتها تحت انظاره .. داست على قلبه بعجلاتها .. كما داس هو قلبها فيما مضى .. تتبعها بنظراته التي لم تصدق ما قيل .. حتى توارت ..


توارت نظراته عن عيون ايريس وهو يحمل قهوته متعذرا بانها بردت .. احست بحبه القوي من خلال حديثه ذاك .. تبعته ووقفت تنظر اليه يريق قهوته المرة دون رأفه .. اقتربت منه واهملت كوبها في تلك المغسلة .. ثم سحبت يدها ببطء لتضعها على كتفه .. ليبتعد جراء فعلها .. تاركا المكان .. تبعته من جديد : اسفة .. ولكن عليك ان تنساها .. لانني لا اظن انها ستعود بعد ما قالته لك – تحركت نحو الباب ووقفت تنظر اليه – المرأة اذا كرهت صعب ان تعود .

وقبل ان تفتح الباب رد عليها : المرأة اذا احبت من الصعب أن تكره .

,‘,

ولكن ماذا عن الرجل ؟ .. هل هو في مرتبة المرأة في وظيفة الحب .. ام انه يختلف ..هل الحب لدى الرجال مختلف .. ام ان حبهم اعمق من من حب النساء .. يحبها هو يدرك بانه يحبها .. ينظر اليها ويسمع دموعها .. وهي جالسه ترتب حقيبتها بعد ان رتبت حقيبته .. كان قلبه يحدثه باشياء كثيرة .. يخبره ان تلك الخولة قد احتلت ربوعه .. واستوطنت شراينه .. كان يبكي متأوها .. يريدها ويقسي عليها .. يوجعها بقوة فهو دائما ما يوهم نفسه بانه ليس اهلا للحب .. ولم يخلق له يوما .. فتلك المشاعر للضعفاء وهو ليس بضعيف ..

وقفت ومسحت دموعها .. لانها شعرت به يقف ينظر اليها .. التفتت له .. ابتسامتها تلك تذيب قسوته .. تقدمت حتى اضحى لا يفصلها عنه سوى سانتيمترات قليلة .. رفعت نظرها له .. ابعدت نظارته : مب لازم تلبسها وانا وياك .. ما في حد يشوفك الا عيوني .

ينظر اليها بعينه الحية .. يناظر شفاهها المتذبذبة مع تلك النبرة الحزينة .. يدها تتحسس وجهه .. ارتفعت واقفة على اطراف اصابعها .. فهي لا تطاله .. لا تطال وجنته بوقفتها العادية .. طبعت قبلة كانت كفيلة ان ترجف قلبه العليل .. انزلت عيونها بخجل : سالتني مرة .. اذا انا احبك .. يومها قلت لك اني لا .. واني ما اكرهك .. اليوم لو رجعت تسألني نفس السؤال .. بقولك اني ما احبك ..
قطب جبينه مستنكرا ما تقول .. اذا بيده تتحرك رافعة وجهها .. ابتسم : متأكدة ؟


ازدرت ريقها .. وهزت رأسها بالايجاب .. ما لبثت حتى تركته متعذرة بانها ستجهز نفسها لتغادر معه لمنزل عيسى .. ضحك عليها .. كانت ضحكة مختلفة .. هو يشعر بان ضحكته التي غابت عادت من جديد معها ..رن هاتفه المرمي بجانب قوارير العطر .. حث الخطى لينتشله :الووو– اكفهر وجهه – شوو .. انت متأكد من اللي تقوله – اغمض عينيه بحقد متأجج .. صاكا اسنانه ببعضها – اوكي..
شد قبضته على هاتفه .. ومن بين اسنانه تمتم : الكلب الحقير .. بس مب جاسم اللي تقدرون تلعبون عليه ..

شدت قبضة يدها اليمنى بجانب صدرها .. فوجهه لا يبشر بخير .. وكلماته تلك التي تهادت الى مسامعها اخافتها .. بلعت ريقها بصعوبة .. فتلك انفاسها اشتعلت في صدرها .. مسح شعره بيده وهو ينظر لتلك الخائفة المترقبة .. دنى منها .. وتخطاها للباب : اذا جاهزة .. انا تحت اترياج .

كيف بقابل عيسى ؟.. سؤال طرحته وهما ينتظران تلك الاشارة تخلع اللون الاحمر .. لم يرد .. فهو يعلم كم هو صعب ان تكون في مكان غير مرغوب بك فيه .. ولكن عليه ان يتركها .. بل يجب عليه ان يفعل ذلك .. حتى وان كذب عليها بانه مسافر .. تحرك بسيارته .. وكفاها لا تنفكان تعانقان بعضهما بتوجس .. الطريق يقصر .. وقلبها تتزايد دقاته .. توقف اخيرا .. نظرت عن يمينها .. هاهو باب المنزل الذي احتواها لسنوات طويلة امامها .. وهو نفس المنزل الذي قتلت فيه على لسان شقيقها .. ترجل فترجلت على مضض .. انزل حقيبتها وحملها حتى باب المنزل .. او بالاحرى الى باب ذاك الملحق الصغير .. وقف ينظر الى تلك المتسمرة عند باب سيارته .. تنفست الصعداء .. تريد لقلبها ان يهدأ .. فيكفيه الشعور بالخوف من فقدان جاسم للابد .. تقدمت .. وتلك الاشجار في ذاك الممر الضيق تظللها بظلها .. صار امامها .. فقال بحنان لطالما تمنته يرافقها للابد :ديري بالج ع عمرج .

وهم لينصرف فاذا بيدها تعانق يده .. توقفه .. وتتمنى ان يتوقف الزمن حينها .. الان تستطيع ان تصل الى وجنتيه دون الحاجة للوقوف على اطرافها .. فهناك حذاء يرفعها .. قبلته من جديد .. فهي تشعر بانها لن تراه مجددا .. وبعدها قامت بحركة تعلمتها منه كثيرا .. ولكنها لم تجرأ يوما على تطبيقها .. انفاسها الثائرة تلفح اذنه..وتغرق قلبه الغارق اكثر واكثر : ما احبك .. بس امووت فيك .

همست بتلك الكلمات .. تنتظر منه شيئا .. قد يكون العدول عن قراره .. لكنها لا تعلم بان تلك الكلمات كانت المسمار الذي شد قراره واوثقه بقوة .. سحب يده من يدها .. وابتعد .. دون كلمة .. ودون نظرة .. غادر ليختفي من امام ناظريها ..تمتمت وهي تمسح دموعها : الله يحفظك .

اثارت الهواء بكفيها على وجهها .. تريد ان تجفف دموعها .. وتبعد ملامح وجهها قبل ان تراها ايمان .. فاختها في المنزل .. لا محاضرات لديها هذا اليوم .. رنت الجرس وانتظرت .. مر الوقت ثقيلا .. واذا بها تفتح الباب .. قبلت وجنتي خولة ببرود غريب .. وبعدها نطقت وهي تنظر للحقيبة : تطلقتي ؟


سحبت حقيبتها لداخل وهي تنطق : فال الله ولا فالج .. تتمنين الطلاق لاختج .
تبعتها الى غرفتها ووقفت ساندة جانبها الايسر بجانب الباب .. تنظر لخولة التي رمت عباءتها .. واراحت شعرها من سجانه : وين جاسم ؟
قالتها لتنظر لها .. وتقترب منها : جاسم بيسافر .. انتي شو فيج قالبه الويه .. ما تبيني هني والا شو سالفتج .
بتلعثم قالت :لا ما قلت جذي .. بس تدرين ان عيسى ما ..

جلست على السرير وبكلمات هادئة : لا تخافين .. لو السالفة بتضايقه مستعده احبس عمري فحجرتي ولا اطلع .
وهي تهز ساقها بتوتر : بيطول فالسفر .
ابتسمت على توترها : لا تخافين .. اذا حسيت اني ثقلت عليكم بزيادة بطلع ..
اقتربت وجلست بجانبها : لا تفهميني غلط .. بس ما لي الا عيسى .. وصرت واايد قريبه منه فغيابج .. اخاف عليه ولا اريد اي شيء يضايقه .

فرحت لكلام ايمان .. وحزنت في نفس الوقت .. ربتت على فخذها : ما بضايقه .. والا نسيتي اني انا بعد احبه .
لم تجبها بشيء .. كانت مختلفة هذا ما رأته خولة .. لم تكن ايمان التي تعرفها وتتمنى قربها دوما .. احالت كل شيء الى البعد عنهم .. قد يكون هو السبب في تغيرها .. وقد يكون خوفها من ردة فعل عيسى ايضا .. كل شيء جائز .. هذا ما كان يتبعثر في عقلها .. عقلها الذي حمل من الامور الكثير والكثير ..

,‘,



Continue



nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.