آخر 10 مشاركات
الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تحميل رواية بعد الغياب لـ أنفاس قطر بصيغة pdf_ txt _ Word (الكاتـب : جرح الذات - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          جايكوب وايلد (118) للكاتبة: Sandra Marton {الجزء 1من الأخوة وايلد} *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree13Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-12, 01:52 PM   #61

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي



,‘,

كانت الافكار تعصف في رأسه .. واسم جود لا زال يتردد في مسامعه .. لقد نطقوا اسمها مرارا في ذاك الاجتماع .. ولا يعلم ان كان استطاع اقناعهم ام لا .. اذا تشوهت صورته امام شركتين فمأكد ان ما حدث سيضر جميع علاقاته في السوق .. تنهد وهو يضرب المقود بقبضتيه .. يريد ان يصل الى المنزل بسرعة ..

اما جود فكانت تجلس في الصالة تتابع التلفاز .. برنامج طبيا .. الكثير من الكلام والصور التي اثارة اشمئزاز جواهر فتركتها تتابع وحدها .. مندمجة بحق .. فجأة اذا بها تلتفت .. اخذت تردد بهمس : لا تعصب .. لا تعصب .. لا تعصب ..

كان مقبلا نحوها والغضب ينفث براكينه امامه .. واسمها قد دوى في المكان .. وزعزع ذاك السكون .. وقفت تنظر اليه مندفعا لها .. ليمسكها بقوة من عضدها الايسر : شو هذا اللي سويتيه يا جود .. خبريني .. هذي نهاية ثقتي فيج ..

يهزها كورقة متعبة تهزها الريح بقوة .. وقبضته مؤلمة يكاد عظم عضدها ان ينكسر .. يتابع الكلام بغضب وهي صامته تتمتم بتلك الجملة " لا تعصب " : تبيني ما اعصب بعد اللي سويتيه .. قصرت وياج فشيء عشان تروحين تطلبين فلوس مقابل كل اللي سويناه – رماها على الكنبة بقوة – خسارة اني وثقت فيج .. لو انتي اختي صدج ما سويتي هالشيء وخذلتيني .. الحين تاكدت ان كلام رنيم صح .. انتي مب اختي ..

"فيصل ".. صرخت باسمه ميرة وهي مقبلة من اعلى .. لتردف وهي تجلس بجانب جود تشدها اليها : شو صارلك .. ليش تقولها هالكلام .. هذي بنتي واختك غصبا عن الكل فاهم ..

-لو اختي ما سوت اللي سوته . تشوه صورتي قدام اصحاب الشركات .. وتطلب منهم فلوس .. تبيع ثقتي فيها ..
وضعت رنيم يدها على كتفه : اهدى ..

لتنظر بعدها لجود ويتابع هو كلامه : تكلمي ليش سويتي هالشيء ..ليش بعتيني ..وبعتي كل اللي سويناه مع بعض – صرخ – ليش.

وقفت وابتسمت .. ليستغرب فعلها .. تقدمت خطوتان نحوه : اسفه .
امسكها من عضديها يهزها : شو يفيدني اسفج الحين ..
دفعها فتمالكت نفسها قبل ان تقع : لا تعصب .. انت متى بتبقى جذي .. تبني كل شيء ع كلام وصلك .. ليش ما تعرف تصرف ولا تعرف تفكر .. بتبقى انسان فاشل لو شو ما سويت ..

لم يسكتها الا كفه على وجهها ..لتصرخ ميرة باسمه وتردف وهي تقترب منه : انت شو صارلك .. كل شيء بيتصلح .. ولا تحط حرة الشغل ع اختك .

صرخ باعلى صوته : مب اختي .. ولو كانت اختي ما اتشرف فيوم انها تحمل اسم ابوي ..

جود المتظاهرة بالقوة امامه بكت .. نزلت دموعها .. ليس لصفعته .. وليس لألمها الجسدي من قبضته .. بل من تلك الجملة الاخيرة .. لا يهمها ان لم تكن اخته .. ولن تهتم .. كل ما يهمها انها ابنته .. ابنة ذاك الرجل المختلف .. سقطت دمعة تعبت من التعلق برمشها .. لم تكن تستمع لكلمات والدتها الجابرة لكسر روحها .. القى بقنبلة على رأسها وانصرف .. ارتجفت في مكانها .. وكأن تلك الجملة صفعتها من جديد .. لم ترفع رأسها .. فهرولت مسرعة للاعلى .. لتغلق الباب خلفها .. وتجلس على الارض تحتظن نفسها .. وتمر عليها ذكرياتها معه .. ابتسامته .. لمساته .. ضحكاته .. لتبتسم مع بكاءها .. غير ابهة بطرقات الباب وصوت ميرة .. تريد ان تكون معه فقط .. حتى وان كان ماضي لن يعود ..

,‘,

كثيرا من الاشياء لا تعود في حياتنا .. فنعيشها بمخيلتنا وبافكارنا حتى باحلامنا .. نتوق لها ونتمناها .. وهو ايضا يتمنى الماضي الذي كان .. هل يبدو مجنونا اذا فكر بالهروب والابتعاد عن كل ما يذكره بذاك الماضي .. واذا كان ذاك الماضي يلحقه حتى في غربته فماذا عليه ان يفعل .. فهي تمثل ماضيه المر .. والحلو .. عيناها تعيده لذاك الزمن المندثر في حياته .. يجلس وبيده كوب النسكافية .. يرتشف منه .. يمسكه بكلا كفيه .. ويتناساه للحظات .. حتى سافر البخار المتصاعد دون رجعة ..

نهض بفزع .. مبعدا ذاك الحاف عن جسده .. ساحبا هاتفه لينظر الى الساعة الرقمية فيه .. صرخ : اووف ..

رمى بالهاتف على السرير .. مسرع الخطى ياخذ حماما سريعا .. ويضع " الجل" على شعره الطويل .. ويسرحه بشيء من السرعة .. يرتدي حذائه بعجالة وهو جالسا على سريره .. واذا بيده تمتد لذاك الهاتف وتحشره في جيب بنطاله باهت اللون .. وتمتد من جديد لتأخذ دفتر المحاضرات الذي يقبع فيه ذاك القلم المزخرف .. فهو هدية لن يستغني عنها ابدا .. خرج من غرفته .. ليسحب الكوب من يدي صاحبه : ليه ما صحيتني .

نظر اليه وهو يرتشف من كوبه : الناس تقول صباح الخير .. مب تهجم بهالشكل ..

-مصبح ماني فاضيلك .. وانت تدري ان محاضرتي باقي عليها نص ساعة – ابعد الكوب وهو ممتعض – وبعدين وش ذي القهوة اللي مالها طعم .

وضع الكوب من يده على حافة الطاولة وجلس بجواره وذاك الدفتر في حجره : وش فيك هادي .. بالعادة تتنرفز .. تقولي كم كلمة من لهجتك ..
-روح عن تتاخر ..
قام واقفا فامسكه : مصبح صاير شيء ؟
اكتفى بهز رأسه .. ليردف الاخر : ممكن اسألك ؟

التفت وعلى وجهه علامات الاستغراب : ومن متى تستأذن – صمت لبرهة وكأنه ادرك ما يخفيه نادر – لا تسأل .. لان ما عندي جواب .. وقوم تراك بتتاخر .

نظر الى تلك الساعة الصغيرة الراكدة على تلك الخزانة الخشبية .. واذا به يقف : اوك .. ماني جابرك ع شي .. تشاو .

تنهد وهو يحدث نفسه المشتاقة : آآه يا نادر .. ليتك تدري ان سؤالك قلب فقلبي مواجع ..

وصل الى الجامعة .. ليقف ينظر الى تلك التي تتحدث مع هاجر .. يعرفها جيدا .. هي دائما مع ذاك المتغطرس .. التفت ليراه يتقدم منها .. فتمتم : الحمد لله ان مصبح ما عنده محاضرات اليوم .. والا رحت فيها يا حمدان .

رفعت رأسها حين القى التحية .. لتردها عليه : اشوفج تعرفتي على ديما ..
-ما شاء الله .. ما كنت اظن ان في اماراتين واايد هني ..

تقف ديما وهي تمسك بذراع حمدان : شوفي حبيبتي .. هيدا حمدان .. الكل هون بيحبه .. وهو عسل سدأيني بتحبيه .

وقفت وهي تنظر لذاك الذي لم يبالي بلمس تلك الفتاة الغريبة له : تشرفنا .. وانا هاجر ..

-حبيبي .. شو صار ع اللي طلبته منك .
ابتسم وهو ينظر لهاجر التي توترت من نظراته : الشقه جاهزة .. بس مب حلوة تسكنين بروحج فيها ..

امسكت يد هاجر : خلاص .. هاجر بتُسكُن معي ..
" شو " .. نطقتها باستغراب .لتردف : ما صارلي الا يومين من عرفتج .. تبيني اسكن وياج ..
-ايه مانا حبيتك .. وكمان كتير ارتحتلك ..

حاول ان يضع يده على كتف هاجر فابتعدت .. فابعد يده .. ليتحرك ذاك متناسيا محاضرته التي على وشك ان تبدأ .. ليصل لهم ويلقي عليهم التحية .. وبسرعة اردف وهو ينظر لهاجر : هاجر ممكن خدمة .
-خير .. آمر .
-ما يامر عليك عدو .. تعالي معي .

استأذنت ومشت مع نادر .. ليجتاح الغضب حمدان .. وتبتسم تلك اللبنانية : باين ان المسألة منها هينه .. بدها شغل كتير .

تتبعهم بنظراته .. كانت تمشي بجواره وهو لا يزال صامتا : نادر .
توقف لينظر اليها .. وتردف هي : شو اللي تريده مني .

حرك يده على رقبته .. فهو لا يجد جوابا لسؤالها ذاك .. وبدون تفكير قال : مصبح يسلم عليك .. وما حبيت اقول قدام حمدان .. تبغين الصراحة .. حمدان ومصبح مثل المويه والزيت ..

قهقه .. فضحكت معه .. وبعدها غادر ليلحق على محاضرته .. تابعت المشي لوحدها .. فهي تشعر بالغربة في هذا المكان .. لا تنكر انها ترتاح اذا كان مصبح موجود في الجامعة .. لكنه اليوم لم يظهر .. ومنذ اول لقاء لم يتحدثان .. بعكس نادر الذي دائما يلقي عليها السلام .. تابعت المشي بسرعة حين لاحت امام ناظرها لورا .. فتلك الامريكية تشعرها بشيء من الراحة .. لعلها تبعثر ما حدث مع حمدان وديما على مسامعها .. وقد تجد لديها حلا لحيرتها .. فذاك السكن الجامعي لم تعتد عليه .. وتتمنى بحق ان تسكن في مكان مريح ..

,‘,
,‘,

" نرتاح لاناس في حياتنا .. نقربهم من قلوبنا .. نسعى دائما ليكونوا بخير .. ونتناسى انفسنا لأجلهم .. هذا ما نسميه الإثار .. نؤثر حب الغير على حب ذاتنا .. ولكن نحن الآن في مجتمع باتت الانانية اقوى .. فداست على الإيثار دون رحمة ..

من انت يا من تقرأ اسطري ؟! .. هل انت من الفئة الاولى ام الثانية ؟ .. جميل ان يسأل الانسان نفسه من يكون ؟ .. لعل الجواب يجده في عيون من حوله .. وليس في كلامهم .. اتعلمون لماذا ؟ .. لان لغة العيون اصدق من لغة اللسان ... "

كان جالسا يكتب .. يضغط الـ " باك " فيعيد الكتابة من جديد .. ويقطع شوطا في ذاك المقال .. وسرعان ما يعيد تعديله .. وهو على ذاك الحال دخل عليه ورمى بذاك الكتاب على الطاولة القريبة .. بعد ان القى عليه التحية وصافحه .. ضحك : حتى انت ..

جلس وهو ينظر لوجهه البشوش : ليش ؟ في غيري قالوا بعد نفس الكلام ؟

قهقه وهو يسحب الكتاب ويقلب في اوراقه : يا بو محمد .. من صدقك انت .. انا ياللا ياللا اكتب مقالات .. تبيني انشر كتاب .

-انت قريته ؟ شفت الالفاظ اللي فيه .. شفت الجمل .. وليش نروح بعيد .. شفت اسم الكاتب .

ضحك من جديد وهو يحفظ ما كتبه ويغلق الجهاز .. وذاك الكتاب ذو الثلاث مائة صفحة ونيف لا يزال في يده .. نظر الى الغلاف الذي تتخلله شخبطات دخانية : هاجس ..

نظر اليه وهو لا يزال يبتسم : هاجس .. هواجس .. ما كأن زاويتك اسمها هواجس .

-والله مب انا اللي كاتب هالكتاب .. يمكن اللي كاتبنه متأثر بكتاباتي .

وضع يده على كتف فهد الجالس امامه : فهيد .. حط عينك فعيني .
عاد ليضحك : سعود .. من متى اخبي عليك .. لو كنت بكذب ما بكذب عليك .. ولا تنسى انك الوحيد اللي تدري عن مقالاتي .. صدقني مالي اي دخل بصاحب هالكتاب .. وبعدين لو كنت بسوي كتاب كنت بحط عليه اهداء لابو محمد .. اخوي وربيعي .. واللي وقف وياي باشد ايامي .

ذاك هو المغترب الذي اتخذ من مقالاته صديقا .. ومن سعود اخا ورفيقا .. البسمة لا تفارقه .. برغم ظروفه القاسية .. فهو يسكن عند اخيه الذي يكبره بالعديد من السنوات .. فهو الابن الاصغر من أمرأة اخرى .. يشعر بانه منبوذ من اخوته .. ويحاول ان يجد له وطن في الوطن .. وطن تسكنه روحه الطيبة المتفائلة .. تحدثا طويلا .. قد تكون مرت ساعة على جلوسهما معا .. او قد تكون اكثر من ذلك .. هناك قاسم مشترك بينهما .. حتى وان كانت معرفتهما لم تتجاوز الاربع سنوات .. الا ان قلبيهما اتفقا .. ليرى سعود في فهد الاخ الاصغر له .. ويرى فهد في سعود الاب والناصح ..

,‘,

ابوته قادته مع ابنه وابن اخيه المتوفى الى منزل راشد .. فيجب ان توضع النقاط على الحروف .. اجتمع معهم مع ابنه سعيد .. الذي اخذ يردد على مسامعهم ان لا حق لهم في منعه من زوجته .. لتثور ثائرة طارق : لو انك ريال ولك حق ما تاخذه بهالشكل .. وريم غصبا عنك بتروح ويانا ..

وقف : مالكم اي حق .. وخاصة انت .. لا اخوها ولا ابوها .. حيالله ولد عمها .. وانا ما ارضى ان حرمتي تسكن وييا غريب فبيت واحد ..

استغفر عبدالرحمن ربه .. وهدر الاخر : سعيد .. اسكت وخلني اتفاهم وييا عمك .. وانت – يوجه كلامه لطارق – احترم اللي اكبر منك وايلس وانت ساكت ..
-لك الحشيمة يا عمي ..

واقفة امام النافذة .. رأتهم وهم يدخلون .. دموعها لا تتوقف عن النزول .. تمني النفس بالرجوع لتلك الحياة التي ارتاحت فيها لاشهر خلت .. هاهم يغادرون .. ويبدو الغضب على عمار وطارق .. اتضح ذاك في مشيتهما .. التفتت حين سمعت المفتاح يدار في الباب .. ارتجفت اوصالها .. دخل فتسمرت بجانب السرير .. الابتسامة على وجهه لا تبشر بخير : ياي يفزع لج .. وناسي انج حرمتي ..

ارتجفت شفاهها : سعيد خلني ارد بيت ابوي ..

اقترب منها ممسكا اياها من خلف رقبتها .. حتى رفعت رأسها بألم : مالج رده لبيت فيه انسان غريب عنج .. وانتي حرمتي رضيتي والا انرضيتي .. ولي حقوق باخذها منج بالطيب او بالغصب ..

رماها على السرير . استندت على كفيها ونظرت اليه .. زاد بكاءها ورجاءها .. فهو سيفعل ما يريده .. تعرفه جيدا .. زحفت للوراء دون ان تدرك انها على السرير .. فسقطت على الارض .. تعود لتترجاه ان يبتعد عنها .. لكن عقله ذاك قد غاب .. ولا يسمع الا نداء شهواته ..


تحطمت .. وانكسرت بقوة .. كل جزء من جسدها يتأوه .. هاهو يغلق الباب من جديد .. ليتركها تلملم شتات نفسها المتألمة .. لتردد بين بكاءها : الله ياخذك ياسعيد .. الله ياخذك يالحقير ..

رفعت نفسها عن الارض بصعوبة .. فعظامها وكأنها تهشمت من فعله ذاك .. شعرها يغطي وجهها .. ويدها تسند كتفها الذي تأذى .. تتابعت خطواتها نحو دورة المياه ( اكرمكم الله ) .. لعلها تغسل قذارته التي كستها .. كانت تتمتم بشفاه راجفة : الله ياخذك .. الله ياخذك ..

دعوات متتالية .. يتقاذفها لسانها بين اسنانها التي اصطكت من برودة الماء .. وكلماته ترن في اذنها : متى ما اريد حقي باخذه ..


نظرت اليه من خلال المرآة .. حيث كانت تسرح شعرها القصير .. وتضع بعض الكريمات على بشرتها : كان رقدت وياها ..

جلس على السرير .. بعد ان اخذ حماما دافئا .. وهو يحرك المنشفة على شعره الخفيف : حقي .. بس الرقاد وياج احلى ..

رمى المنشفة ونظر اليها وهي لا تزال تضع من تلك الكريمات : سناء .. ليش للحين ما حملتي .. ليكون تاخذين حبوب من الحمل ..

وقفت ومشت نحو السرير : لا حبيبي .. مب غبية ادمر جسمي بالحبوب .. لو ما اريد عيال بقولك انت تاخذ احتياطاتك – استلقت – تصبح على خير يا روحي .


,‘,

نظر اليها وهي تأكل من امامها .. لم تأكل الكثير .. مع انه احضر اليوم سمكا .. فهو يعلم كم تحب الارز مع السمك .. يراقبها وهي تأكل .. لم تتناول الا بضع لقيمات .. يبدو عليها التعب .. تناول لقمته وبعدها سألها وهو يأخذ قطعة من السمك : خولة .. فيج شيء ؟
التفت له .. وهزت رأسها بلا ..ليستطرد : لا تنسين باكر موعدج عشان التحاليل .

التفتا حين القت عليهما السلام .. ليدعوها للغداء معهما .. لترد وهي تمشي لغرفتها : بعق عباتي وبتغسل وبايي .. لا تاكلون كل شيء عني ..

ابتسمت .. فالامور اضحت رائعة بينها وبين اخويها .. حتى القت ايمان بذاك الكلام على مسامعهما وهي تتناول شيء من السلطة : عيسى قول لفارس اني ما ابيه .

ليستغرب من قولها .. ويترك ما بيده : شو تقولين .. الريال خاطبنج وانتي وافقتي ..

نظرت لخولة التي اخذ منها التعب الكثير : انسان حب اختي وكان بيتزوجها .. كيف اقدر اعيش وياه .. بيحصل اللي احسن مني ..

وبعدها قامت .. ليردد : لا حول ولا قوة الا بالله .. الحين شو اقوله .

-لا تقوله شيء .. واذا له نصيب مع ايمان بياخذه – قامت واقفة – الحمد لله .

همت لترفع الصحن فاذا بكفاها يخونانها .. ليرتجفا ويوقعا ذاك الصحن وتتناثر حبات الارز على السجادة .. ويهم هو اليها : خولة انتي بخير ..

نزلت على الارض تجمع ما سقط : بخير .. بس انزلق الصحن من ايدي ..


انتهت من تنظيف الصالة .. وانزوت في غرفتها .. تنظر الى كفاها المرتجفان .. مالذي يحدث لها .. ولما ذاك الصداع لا يفارقها .. ويشتد عند الصباح .. اغمضت عيناها .. وسرعان ما فتحتهما حين رن هاتفها .. سحبته ليظهر اسم ذاك الذي تتمنى وجوده قربها على الشاشة .. ازدردت ريقها .. وتنفست بعمق .. لتجيب عليه ..
جلس وهو منهك من التعب بعد تلك الحرب القصيرة مع معذبته الصغيرة .. سالته لماذا يلهث : كنت العب .. اخبارج ؟

-الحمد لله بخير .. انت شحالك ؟

-بخير .. بس مشغول هالايام .. يمكن يلستج عند اهلج اطول شوي ..

وتتابع الحديث .. كان يريد منها ان تطلب طلبا واحدا .. بان يأتي اليها .. او يسرع بانجاز اعماله .. لكنها لم تطلب .. ولن تطلب .. فلا تزال تذكر كلماته لها .. اغلق الهاتف .. وشد عليه بين انامله .. فهو يشعر بفارغ بدونها .. قام واقفا يحرك رقبته .. وترك المكان ..

اما هي فاستلقت على سريرها .. ناظرة الى سقف غرفتها .. فهناك شيء يعكر صفو حياتها .. تتمنى ان تعرفه ..وسرعان ما غفت .. وكان نهوضها اسرع .. أثر كابوس اجتاح ساعة قيلولتها .. لتختنق انفاسها .. وتتمتم متعوذة من الشيطان .. ما بال تلك الاحلام المزعجة تراودها دائما .. وما سبب ظهور قاسم لها .. لعله لم يكن قاسم .. انما جاسم .. نفضت رأسها : شو فيج يا خولة .. بشو تفكرين .. واصلا شو لي فقاسم .. استغفر الله العظيم ..

قامت لتتوضأ .. فصلاة العصر قد حانت .. لعل الجلوس بين يدي الخالق يريحها من تلك الافكار السوداوية التي تجتاحها في الاونة الاخيرة ..

,‘,

عزمت اخيرا على تلك الفكرة المجنونة .. فذاك المتوحش احالها الى دمية يعبث بها كل ليلة .. الساعة قد قاربت الثالثة صباحا .. قامت بتعب بعد معركة معه .. هل يأخذ الحق بالقوة .. واية قوة هذه ؟ ..

عمدت الى بعض الاغطية .. تسحبها من تلك الخزانة .. لتصنع حبلا .. فيكفي ما حدث لها .. ومحاولات والدها لم تنجح ولن تنجح مع ذاك المتسلط .. فتحت النافذة الزجاجية بعد ان ازاحت الستائر الحمراء .. اي ذوق غريب تمتلك هذه السناء .. ابتسمت رغم التعب والخوف .. وهي تجلس القرفصاء بجانب القضبان الحديدية لتشد وثاق تلك الاغطية جيدا .. تسحبهن لتتأكد من قوة تماسكها .. فتأوهت .. فجسدها مليء بالكدمات .. ولعل كتفها قد خلع بسبب ذاك السعيد .. حدثت نفسها : لا .. لو انخلع كان ما حركته ..

عادت ادراجها الى الداخل .. لتأخذ " شيلتها " وعباءتها .. ارتدت " شيلتها " وربطت عباءتها على وسطها .. واذا بها ترمي بذاك الحبل الذي صنعته يديها .. تنفست وهي تبعثر نظراتها على تلك الحديقة الواسعة .. لا يوجد احد فاطمأنت .. تخطت قضبان الشرفة بخوف .. فهي تكره المرتفعات .. واذا بها تتدلى .. تتألم .. ولكن عليها ان تصمد .. حتى ما وصلت قريبا من الارض .. وقعت .. لتصرخ صرخة مكتومة .. فتلك العقدة قد حلت .. لتقف بعدها ناظرة الى الباب .. باب الفرج من قبضة ذاك المتحكم .. فكت عباءتها .. وارتدتها .. واذا بها تخرج بخطى متعثرة ..

,‘,

فئة المائة درهم تقبع في كفها .. الذي سكن خلف ظهرها بصورة غريبة .. وعيونها ساكنه .. وذاك السائل الثخين يحث طريقه متخطيا انفها وعينيها .. ليتسلل بين شفاهها .. وليمتلأ به فمها .. ويغادر متابعا الطريق .. وشعرها قد اضحى لزجا بسببه .. وساقاها متخالفان .. وجمهرة من البشر تحلقوا حولها .. ليصرخ احدهم بان يطلبوا الاسعاف .. ويقف ذاك الذي اجرم بسبب سرعته الجنونية .. مكتفا ذراعيه على رأسه .. راكعا للارض .. فتلك روحا قد ازهقها دون وعيا منه ..

,‘,

اتمنى ان ينال على اعجابكم
وشكرا لانتظاركم




nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 01:53 PM   #62

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

23



,‘,

عندما نشعر بأن لا أحد لنا في هذه الدنيا .. ونحن فيها كالنرد الذي يرمى على طاولة العب الخشبية .. لمجرد الفوز .. نحزن ونبكي .. وقد يصل بنا الأمر لنبذ كل ما هو جميل .. كان هذا شعورها بعد تلك الصفعات من فيصل .. لم تغادر غرفتها .. وطرقات والدتها لم تأتي بأي نتيجة .. تشعر بأن فيصل حين أرادها فعل المستحيل لإسعادها .. وعند أول هاوية رماها بعد أن انتهت حاجته .. لا تتحرك وجالسة في مكانها .. حتى قدماها نملت ولم تعد تحس فيهما .. كانت بين الفينة والاخرى تبتسم لذاك الطيف الذي يمر في مخيلتها .. تحتاج بقوة ان يكون معها .. اشتاقت لعودته من عمله ويكون اول مكان له غرفتها .. اشتاقت لرسائله ومفاجآته .. بدأ بطنها يصدر اصواتا من شدة جوعها .. وضعت يدها عليه وابتسمت وهي تتمتم : بابا اريد اروح ماكدونلدز .

وتمردت دمعة يتيمه من عينها .. لتمسحها على عجالة .. وبعدها قامت واقفة .. تتوازن بصعوبة بسبب ابتعاد الدماء عن ساقيها .. وقفت لدقائق حتى استطاعت تحريكهما وبعدها فتحت الباب .. تلفتت يمنة ويسرى .. لا يوجد اي احد .. وهناك هدوء رهيب يجثم على المكان .. تنفست وهي تسحب خطاها نازلة للاسفل .. الى المطبخ .. بعثرت نظراتها على المكان .. وما هي الا دقائق حتى اخرجت قدرا صغيرا وغمرته بالماء .. فنفسها اشتاقت لكوب " اندومي " حار .. الماء يغلي وهي لا تزال تبحث عن اكواب " الاندومي " .. واخيرا وجدتهن .. امها لا تنسى ان تشتري لها ما تحب .. ازاحت الماء عن النار لتضعه على الطاولة التي تتوسط المطبخ ذو الالوان الداكنة .. واذا بها تضع الكوب وتفتح غطاءه قليلا .. لتسكب الماء الحار فيها .. وبعدها تترك المكان عائدة الى غرفتها .. لتقف وهي تستمع لدقات تحرك عقرب الثواني في تلك الساعة الحائطية .. الساعة تقارب الثالثة صباحا .. هرولت للاعلى بحذر .. اغلقت باب غرفتها لتتربع على سريرها .. وتحرك تلك الملعقة البيضاء في تلك الخيوط الملتوية على بعضها .. تأكل وعقلها في مكان آخر .. ما ان انتهت حتى قامت لكتبها .. فغدا لديها اختبار وما حدث انساها المراجعة .. لا تذكر ان كانت نامت وهي جالسة .. كل ما تتذكره سياط كلماته التي تحيلها لفتاة تبحث عن الحقيقة ..

صدحت مكبرات الصوت باذان الفجر .. فاغلقت كتابها .. واذا بها تزيح الستائر قليلا .. وسرعان ما فتحت تلك النافذة لتستنشق اكبر قدر ممكن من هواء الصباح العليل .. ظلت على حالها ربع ساعة تقريبا .. بعدها خرجت من غرفتها قاصدة غرفة والدتها .. لم تطرق الباب . فتحته بهدوء واطلت برأسها .. لتتراءى لها والدتها جالسة بعد ان صلت الفجر وبيدها المصحف .. ابتسمت كرد فعل لابتسامة والدتها .. التي اشارت لها بالدخول .. جلست على ركبتيها بجانب ميرة .. التي مسحت على رأسها بهدوء : ليش ما فتحتي لي الباب .. خوفتيني عليج .

طبعت قبلة على وجنة والدتها : اسفة ماما .. كنتُ نائمة ..

امسكت كفيها تهزهما بلطف وكأن تلك التي امامها طفلة ذات اربع او خمس سنوات وليست على اعتاب السابعة عشر : صليتي ؟

هزت رأسها وشعرها القصير جدا يتحرك يمنة ويسرى .. لتردف ميرة : قومي توضي وصلي مثل ما علمتج .

قامت لتخرج من غرفة والدتها فنادتها : صلي هني ..

جلست ميرة على سريرها تنتظر جود .. التي دخلت دورة المياه ( اكرمكم الله ) وبيدها " شيلة " الصلاة .. والتي اضحت تُرتدى للمنزل في كثير من البيوت .. اقبلت نحو والدتها : توضيت ..

مدت لها ما في يدها : ياللا فديتج البسيها وقومي صلي .. الين اروح اسويلج حليب وسندويش قبل لا تروحين المدرسة .

هزت رأسها وهي تأخذ الـ " الشيلة " .. ضحكت ميرة بلطف وهي ترى ابنتها التي لا تعرف كيف ترتديها .. لتقف وتساعدها .. وتفر دمعة لاحظتها جود فهمت لتمسحها بيدها النحيلة .. لتحتظن ميرة وجهها الشاحب بكفيها .. وتطبع قبلة طويلة على جبينها .. وبعدها غادرت .. لتظل الاخرى واقفة في مكانها مستغربة فعل والدتها .. لتتبادر الى ذهنها اسئلة عقيمة من الاجوبة .. هل يعقل ان لا تكون امي ؟ .. كيف يقولون باني لست اختهم ؟ رنيم وفيصل .. وجواهر لا تتكلم ابدا .. اضحت انطوائية جدا .. ورشا بعيدة كثيرا .. مع سيف ..
تمتمت وهي تفرش سجادة الصلاة : سيف ..

نفضت رأسها من افكار باغتتها بشأنه .. وتوجهت لخالقها .. مر الوقت وهي رافعة كفيها لله .. تشعر بانه الوحيد الذي معها .. حتى انها لم تنتبه لدخول والدتها التي وضعت الصينية على الطاولة الصغيرة الموجودة بالغرفة .. تأملتها وكأنها في عالم آخر .. في مكان خالي من البشر .. لاحظت اهتزاز كتفيها .. تبكي .. اقتربت منها لتضمها من جانبها الى صدرها .. لتدفن الاخرى نفسها في حظنها الدافيء : ليش يقولون انج مب امي .. واني مب اختهم .. ليش فيصل قاسي .. مب مثل ابوي .. اريد ابوي .. دادي اشتقتلك ..

كان كلامها متقطعا ونبرتها متحشرجة .. لتمسح ميرة على رأسها : انتي بنتي .. والله العظيم انج بنتي ..

رفعت رأسها .. لتمتدت اصابع ميرة تمسح دموعها .. وتردد الاخرى : بس ليش انا غير .. ليش مب مثلكم ..

-ابوج الله يرحمه قالج ليش .. وانتي تدرين ليش

صرخت بغضب : طفرة .. طفرة .. بس ما لقيت طفرة بعيون رمادية .. طفرة بعيون زرق . لو عيوني زرق كنت ما شكيت .. بس كل اللي قريته طفرة بعيون زرق ..

امسكت كفيها وكأنها تبعث الى جسدها النحيل شيء من هدوءها : يوم كنت حامل فيج .. ما كنت ادري .. كنت اخذ ادوية واايد .. وعقب ما عرفت انج فبطني ودرتها .. بس أثرها وصلج .. كنت اراجع كل شهر .. الدكاترة كانوا يقولون انج ممكن تكونين معاقة .. يمكن عقلج ما ينمو .. ويمكن ويمكن .. الين تعبت وكرهتهم .. صرت ادعي ربي فكل ليلة انج تكونين بخير .. ابوج تعب وياي .. ونفسيتي تعبت .. سافرنا لامريكا وخليت اخوانج عند يدتهم الله يرحمها .. وما ردينا الا وانتي ع ايدي .. اخوانج كانوا كبار فاهمين .. وصاروا يربطون الروحة وشكلج مع بعض ومب مصدقين انج اختهم – وهي تفتح الحجاب عن رأس جود – انتي بنتي .. وربي يشهد علي – تدخل اصابعها في شعرها القصير – واذا تبين تتاكدين ما عندي مانع .. بنسوي تحاليل ثانية وثالثة ورابعة ..

ابتسمت وهي تمسح دموع والدتها التي سقطت مع كل كلمة منها : احبك مام – احتظنتها واردفت – ادعيلي باقي لي امتحانين ..

تمتمت ميرة بالدعاء .. وبعدها خرجت جود متناسية كل شيء في تلك الغرفة .. حتى افطارها نسته .. توقفت وهي ترى باب غرفة رنيم يغلق .. استنكرت استيقاظها في مثل هذا الوقت .. حثت الخطى الى غرفتها .. فتحت الباب بعنف .. لتفزع الاخرى الجالسة الى جهاز " اللابتوب " : شفيج .. وكيف ادخلين بهالشكل ..

تقدمت وبعيونها نظرة حقد : شو اللي سويتيه ..

وقفت : هييه شو بلاج .. لا تنسين اني اختج العودة .. يعني احترمين ..
تشدقت : انتي متى ما تبين بتخليني اختج ومتى ما تبين بتقولين عني غريبة – رصت على اسنانها – شو اللي سويتيه بالفلاش .

ازدرت ريقها وهي ترى تلك النظرات التي لاول مرة تراها : اتصلت باصحاب الشركات .. وخبرتهم اني انتي .. وقلت لهم ان عندي معلومات عن شركاتهم سحبهن فيصل ..

حدقت بها وانفاسها تضطرب وكأنها تحثها على المتابعة .. لتردف الاخرى وهي تبلع خوفها للمرة الثالثة : وقلت لهم بعطيهم المعلومات مقابل فلوس ..

ارتجفت عندما انقضت اصابع جود في ذراعيها .. محكمة اغلاق قبضتيها وتهزها : مينوونه .. انتي مجنونه – تركتها لتكمل حديثها بالانجليزية – غبية .. لا تعلمين ماذا فعلتي .. دمرتي كل شيء.

تركت المكان وقد اجتاحتها براكين غاضبة .. كل شيء خططت له مع فيصل انتهى .. سينتهي وهو لم يبدأ بعد .. تشوهت سمعته .. اسرعت الخطى الى دورة المياه ( اكرمكم الله ) فلن يطفئ لهيب روحها الا الماء .. انحشرت اسفله بملابسها .. اغلقت عيناها .. وكأنها تبحث عن حل لكل ما حدث .. وازدادت قطرات الماء انهمارا على جسدها النحيل .


,‘,

وانهمرت السماء بقطرات المطر .. الكثير والكثير من القطرات المتلاحقة .. تسح من تلك السحب القاتمة .. لتحيل الشوارع الى ساحة من المياه .. وتتناثر على ارصفة الطرقات كلما مرت سيارة ما .. امر السائق ان يقف .. فتوقف في احد المواقف . واذا به يترجل .. يترك المكان ليقف تحت المطر رافعا وجهه للسماء ومغمضا عينيه .. ويداه تصنعان زاوية حادة مع جانبيه وكأنه يستعد لتحليق .. وترجل الاخر وبيده مظلة .. فتحها واذا به يقف بجانبه يغطيه عن المطر .. ليترك المكان صارخا : ما اريد مظلة ..

نزع نظارته ليرميها على ذاك الواقف .. ويلتقطها بمهارة .. اخذ ينظر اليه يدور تحت قطرات الماء المندفع من السماء .. فاتحا ذراعيه .. كطفل يتلذذ بالعب .. لم يهتم لانظار الواقفين .. المحملقين فيه .. وعيونهم تحكي قصص الجنون .. لعله جن .. كانت قهقهاته تثير المكان مع هزيم الرعد .. صرخ الاخر : جاسم تراك بتمرض .. خل عنك الينون .. ورانا رحلة للبلاد ..

لم يكترث .. وملابسه تقطر .. واختلطت دمعة مع حبات المطر المنسكبه على وجهه .. فلقد كان هو يفعل هذا .. وكان قاسم يدور تحت المطر .. كان مجنونا .. وجاسم ينهره .. يسحبه للداخل .. يبعده عن الماء .. ولكن كان هو الخاسر .. لانه تبلل حينها وقاسم لم يسمع كلامه .. هاهو الآن يفعل فعله .. وكأن قاسم تجسد في جسده في هذه اللحظة .. ليتمتم وهو واقفا كصنم .. والهواء يرجف روحه قبل جسده : وينك يا قاسم .. السما تصيح ..

اخذ نفسا عميقا .. وبعدها استدار وهو يضحك .. يمد يده لصديقه وياخذ نظارته .. ليردد الاخر وهو يلوح برأسه : كل ما اقول اني فهمتك .. تسوي شيء يخليني ابدا من الصفر

قهقه بفرح : ما بتفهمني يا سلطان ..

سعال مميت انتابه بعد عودته من فرنسا .. وهاهو طريح الفراش .. كان تغير الاجواء السريع له اثر على صحته .. فُتح باب الفيلا .. وتوجه مباشرة للاعلى .. الى غرفة جاسم وبيده ملف ذا غلاف اسود .. طرق الباب ودخل .. ليجلس على جانب السرير .. واخذ الاخر يسعل .. ليطوح برأسه : كله من خبالك ..

ضحك من بين سعاله : وناسه ..

رفع حاجبه ناظرا لجاسم المتكأ على ظهر سريره .. ليضحك من فعل صاحبه : لا اطالعني جذي .. المهم بشرني اجتماعنا ياب نتيجة او لا .
تنهد : انت راسك ما يفكر الا بالشغل .. يا ريال ارحم حالك .. متعني لفرنسا ورجعت بنفس اليوم للامارات عشان اجتماع وعقد شراكة .. كنا نقدر نشارك غيرهم ..

تمتم مستغفرا وهو يسحب المناديل الورقية .. لينظف انفه تحت اشمئزاز سلطان ..

-شو بلاك صاد .. يعني انت ما تزجم – ضحك – ياللا بشرني .

تلفت وهو يحرك ذرات الهواء بيده على وجهه : حر .. ليش مب مشغل المكيف .

-عظامي تتراقص من الحمى .. وانت تقولي مكيف .. وبعدين لا تلعب باعصـ - اخذ يكح – قولي شو صار .

-يعني جاسم اللي عقله يوازي عقول تجارنا كلهم .. بيفشل .. والله امس انك ما خليت لهم فكه .. وانا بس ساكت اتطمش عليكم – مد له الملف – خذ وقع .

اخذ الملف وهو يقلب في اوراقه والابتسامة قد اترسمت على وجهه : كفو يا سلطان .. وافقوا ع كل شروطنا بعد ..

وقع واعاد الملف لسلطان .. واردف : شو صار ع جود ..

-ما سويت شيء .. عندها امتحانات ..

-وشو دخل امتحاناتها باللي اريده ..

-بس لو اعرف شو تريد منها ؟

سحب نفسه للوراء حتى يعتدل في جلسته : اريد منها اشياء وبعطيها اشياء ثانية .. فيك تقول مشروع مبادلة .. اريد اقابلها يا سلطان ..

قام واقفا : اوكي باقي لها امتحانين ومن تخلص بيبها لك .. بس وين تريد اللقاء .

-فالشركة ..

,‘,

Continue


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 01:54 PM   #63

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي



,‘,

الحياة رحى تدور وتدور .. وتطحننا بأحداثها .. البعض يواجهها ويتغلب عليها .. والبعض الآخر يتوه في دهاليزها .. فلا يجد المخرج .. وقد يصل إليه ولكنه لا يستطيع الخروج . وقد يصل إلى طريق مسدود .. فيبقى في مكانه .. وقد يعود أدراجه ويتوه من جديد .. كما تاه مايد في حياته التي لم تتجاوز عتبة العشرين بعد .. فأنهكه الذنب .. وتوغل من نفسه حتى بات سهير الليل .. لا يغادر غرفته .. حتى الطعام يصل اليه .. يأخذ منه لقيمات يسدن جوعه .. فنفسه طابت بعد ما عاناه نتيجة تهوره .. يلف ذراعيه على ساقيه وقد تشابكت اصابعه .. وظهره لتاج السرير الخشبي .. وشعر وجهه قد تناثر على بشرته البيضاء .. فتلك البشرة توارثها من أمه .. تنظر عيناه لوسط السرير .. لذاك الحاف الرمادي .. وعقله توقف عن التفكير .. طرق الباب ودخل .. وتركه مواربا .. ليقف ناظرا الى ذاك المايد النحيل .. تقدم خطوات حتى لم يعد يفصله عن السرير الا خطوة واحدة : مايد الين متى بتبقى ع ذا الحال .. اللي صار صار .. وابويه بيسامحك ..

دون ان يتحرك : بس انا ما بسامح نفسي .. بدر انا غلطت بسببهم .. والله العظيم ما كنت ادري وين رايح وشو اسوي ..

تحرك على عجل تاركا ذاك السرير .. يحث الخطى لاحد الادراج في ذاك الدولاب .. وبدر ينظر اليه .. حتى اذا ما وصل اليه ومد له يده وبها كيس صغير .. سأله : شو هذا ؟

-السيديات .. سامحني

اخذها وابتسم وهو يضع يده على كتف اخيه : ما كانت لي .. ولا انكر اني غلطت يوم خذتها .. ويوم تفرجت ع افلام خليعة بهالشكل .. كان الشيطان يوسوسلي دايم اني اكمل متابعة .. ويوم خذتها يا مايد فكيتني من وسوسته .. انت سويت خير في .

التفت على يساره .. برهة واذا به يجلس : بس ما سويت خير فنفسي .

طأطأ رأسه .. فما كان من بدر الا ان جلس بجانبه .. وبابتسامة قال : قوم .. خلنا نطلع ..
هز رأسه بلا : خلني بروحي ..
-بس ..
قاطعه : خلني بروحي .. ما ابي اطلع ..

ابتسم من جديد وهو ينظر الى الباب الذي فُتح ووقفت فاطمة على عتبته .. وبيدها حقيبتها . ولا تزال عباءتها عليها .. ابتسمت هي الاخرى رغم تعب يومها مع طالباتها .. تقدمت الى الداخل حين ناداها بدر : تعالي .. شوفيلج صرفة وييا دلوع العايلة ..

ابتسم على مضض .. وكأن تلك الكلمة اشعرته بسخرية ما .. ليرفع نظره لها حين تكلمت : مييود .. اللي تسويه فعمرك ما منه فايدة .. اسبوع وانت ع ذا الحال ..

قام الاخر واقفا حين وصلته رسالة قصيرة : انا بروح .. حاولي تقنعينه ..

سألت مستنكرة : من منوا لمسج .

وهو يترك المكان : واحد من الربع ..

خرج واغلق الباب خلفه .. لترمي هي حقيبتها على السرير .. وتفك قيود شعرها .. لتتدلى " شيلتها " على اكتافها . وتجلس .. لا تعرف ماذا تقول .. او من اين تبدأ .. فهي لم تفتح يوما حديثا مع اخوتها الذكور .. حتى ان قربها منهم لم يكن كقربها الآن من مايد .. فماذا عساها تقول .. مدت يدها بتردد .. واذا بها تصافح كتفه براحتها : مايد ..

لم يتحرك .. وسكتت هي .. ابتسمت تحاول ان تجمع شتات كلماتها .. ليعتق صمتها وتوترها كلامه : شو تبين مني .. عمري ما عاملتج زين ..

ابعدت يدها لتفركها بيدها الاخرى : بس انت اخوي – ابتسمت فاردفت – اذكر يوم كنت صغير كنت اسبحك .. اول مرة كنت خايفة .. كان عمري يومها 16 سنة .. تعرف اني طيحتك وانت عمرك سنة من المريحانه ( الأرجوحة ) – ضحكت وكأنها تريد منه ان يبادلها الحديث – بس ما خبرت حد .. كنت اخاف من امي .. ومن ابوي .. بعدين انت اعتمدت ع عمرك .. وانا ابتعدت .. الين صرت احس اني ما اعرفك ولا اعرف اخواني ..

وضعت يدها على فخذه .. وهذه المرة دون تردد : مايد .. كلنا نغلط .. الحياة بدون غلط مب حياة .. انفوسنا ضعيفة .. تجبرنا نسوي اشياء مب راضيين عنها بس عشان نستانس .. نظن ان الوناسه بالغلط .. انت غلطت .. وانا غلطت .. حتى ابوي غلط .. وامي وكل اخواني .. الكل يغلط يا مايد .. لا تحمل نفسك فوق طاقتها .. يمكن غلطك كان لاسباب واايد .. منها اهلي .. وانا .

رفع رأسه ناظرا لوجهها : انتي ؟

هزت رأسها بنعم واردفت : هيه انا .. لاني ما كنت الاخت الزينه لك – سحبت يدها لتتلمس جانب وجهه برجفة خفيفة في اطرافها – الواحد لازم يحمد ربه اذا عرف غلطه فالوقت المناسب .. حلو ان يكون في حد يمك .. يمسك ايدك يقولك وين الصح .. ويمشي وياك فيه .. ويقولك وين الغلط ويبعدك عنه – انزلت يدها وشتتت نظراتها حتى لا تنظر لعينيه المتسمرتان على وجهها – لما الواحد يغلط يمكن يضيع اذا ما كان في حد يمه .

سحبت حقيبتها وهو ينظر اليها .. واذا بها تفتحها وتخرج مفتاح سيارتها .. وتمسك كفه وتضعه فيها .. لم يتكلم .. وفضل الصمت وهي تعود لتضع يدها في حقيبتها من جديد .. وتخرج بعض النقود من فئة الالاف .. وتمدهن اليه : خذ .. قوم روح الحلاق وعدل ويهك ..

اخذ النقود وابتسم : احلق بالفين ..

قامت واقفه : لا . احلق وخذ الباقي لك .. بس امانه ما تضيعهن هني وهناك .. وانت تعرف شو اقصد .

وقف واذا به فجأة يحتظنها .. لتتسمر في مكانها وذراعاها بجانبيها .. تفاجأت من فعله .. فهي لم تحظى يوما بحضن .. حتى انها لا تعرف كيف تحتضن احد : مشكورة .. ريحتيني بكلامج واايد ..

ابتسمت وهي ترفع كفيها على مضض .. لتربتان على ظهره .. ابتعد واذا بها تعقد حاجبيها .. فمايد يبكي .. لتعود هي تحتضنه من جديد : خل الدموع للحريم ..

ليضحك وهو يحرر نفسه منها .. ويطبع قبلة على وجنتها : الله يخليج لي ..

لتذوب في خجلها من فعله .. وتلملم اشيائها على عجل .. وتخرج من غرفته لتصل الى غرفتها .. هي الاخرى تشعر بالذنب .. فهي فتحت قلبها لشخص غريب .. احبته .. او لعلها اعجبت به .. شعور جديد يخفق له قلبها المسجون بين اضلاعها .. اخذت حماما باردا بعد عناء ذاك اليوم .. وارتدت ثوب منزل مريح وواسع .. واخذت تنظر لوجهها عبر تلك المرآة وهي تسرح شعرها المطلي باللون البني المحمر .. اضحت تهتم بنفسها .. بشعرها وبشرتها .. هي جميلة .. وتلك الشامة على جانب عينها اليمنى .. في صدعها تميزها .. كانت تكرهها في الماضي .. لكنها تراها الان بنظرة مختلفة .. ربطت شعرها بربطة قطنية حمراء .. وتأملت وجهها وهي تمرر اطراف يدها عليه .. ابتسمت فهي رغم سنها تبدو صغيرة في العشرينات ربما .. خطت خطواتها نحو سريرها لتلقف هاتفها .. جلست مربعة ساقيها وهو في يدها .. وإذا بها تناظر اسمه .. سعود .. ابتسمت .. فهي تشعر نحوه بشعور مختلف .. أيعقل ان يكون حب من اول نظرة .. ام انها الحاجة العاطفية التي تغلفها .. واذا بحديث ريم يعود اليها .. يطن في اذنها .. وعلى مضض مسحته .. انهت وجوده من سجل الاسماء .. فجأة واذا به يرن في يدها .. وضعته على اذنها .. وبعد السلام والسؤال عن الحال .. اذا بها تعقد حاجبيها .. فهناك حديث ازعجها .. كان من الطرف الاخر .. من صديقتها وزميلتها في المدرسة : سامحيني فطوم .. والله زل لساني عند اخوي .. وانتي تعرفين عقليته .. والله ما هدني الين قلت له ان الكتاب لج ..

انزلت ساقيها وبفزع قالت : انتي شو تقولين .

-كنت اقرا فيه .. وشافه فايدي وزل لساني باسمج .. خذه مني وقال بيعلم ابوج بكل شيء .. والمصيبة كنت فاتحتنه ع الكلام اللي كتبتيه عن الابوة .. فطووم اسفه بس ما ..

قاطعتها : زين .. خلاص لا تصيحين .. امر مقدر انه يصير ..

واذا بصوته يزمجر في ارجاء المنزل .. ينادي بأسمها .. اغلقت الهاتف بسرعة .. ووضعت اطراف اصابعها على فيها .. واذا بها تتمتم : يا رب .. يا رب ..

خرجت بسرعة .. لتقف في منتصف الدرجات ..تستمع له صارخا : تعالي ليش وقفتي .

تعترضه زوجته حين حث الخطى نحو السلم : اهدى يا راشد .. هذي بنت ما بتتحمل ضربك ..

-البنت ما توطي راس اهلها للارض – ينفض الكتاب امامها – شو هذا .. رايحه تقابلين ريايل غرب من ورانا .. لا وبعد تقول اني انسان متسلط ... انا متسلط ياللي ما تستحين ..

-انا ما سويت شيء غلط .. مجرد كتاب كتبته ونشرته .. وكل اللي فيه احاسيسي وبس

-احاسيسج هاا – امسك الكتاب يقطع اوراقه امامها – هذي احاسيسج يا فطووم ..

نزلت دمووعها وهي تشاهد ما يفعله والدها .. وخوف امها عليها وهي تتصدى له حتى لا يصعد لها .. رمى الكتاب بعد ان قطع اكثر من نصف اوراقه ... واذا بعيونه المحمرة غيضا تنظر اليها : سمعي يا فطوم .. طلعه من هالبيت ما في .. وانتي – يوجه كلامه لزوجته – قول لناس اللي تقدمولها انها موافقة .. ولا نبي اي عرس .. ياخذها بعباتها ..
ام سعيد : بس ..
- لا بس ولا شيء .. اللي قلته يصير .. تتصلين فيهم وتبلغيهم ان نحن موافقين ع ولدهم ..

انتفضت في مكانها وتقدمت خطوة : شو .. اي ناس .. انا ما افكر فالعرس الحين .

الجمها بنظراته : بتعرسين غصب عنج .. يتوالج ريلج وافتك منج .

صرخت : وانت من متى مهتم في والا تسأل عني .. انت كل وقتك لاهي وييا اخواني .. وياليتك بعد تعدل بينهم .. انت انسان ما تفكر الا بعمرك ..متسلط ..

دخل سعيد على صراخها صارخا وهو يهرول نحوها : ياللي ما تستحين .. تعلين صوتج ع ابوج ..

جرت وهي تردد : عمري ما بسامحك يابويه .. عمري ما بسامحك ..

دخلت واغلقت الباب قبل ان يصل لها سعيد .. الذي اخذ يضرب الباب بقبضته : فتحي يا فطيم ..

صرخت وهي تجلس على السرير : مب فاتحة ..

نزلت دموعها تشق طريقها على وجنتيها : ليش هالعذاب .. حتى يوم بغيت اكون نفسي .. اسوي اللي احبه تعدمني يا ابويه .. مثل ما عدمتني من سنين – زادت شهقاتها – ياليتك مثل عمي عبدالرحمن .. ياليتني بنته مب بنتك .. كنت الحين معرسة وعندي عيال يزقروني امي – انكبت على السرير - يا رب .


,‘,

تؤد الاحلام قبل ان تعرف الميلاد .. تجهض في رحم الحياة والفكر .. فتدفن قبل ان ترى النور .. تدفنها ايدي اناس يقبعون خلف الافكار القديمة والمتزمتة .. ودفنت هي الاخرى تحت اسم العادات .. تحت كلمة قيلت منذ الطفولة .. لتزف وهي في المهد .. لطفل مثلها لا يعي من الحياة الا كرة يدحرجها مع اقرانه .. وأدت احلامها الكبيرة وهي حية .. وعادت لنهوض من جديد بسبب ذاك الطفل الذي ارتبطت به بكلمة من خالتها وامها .. لتبقى الصلة .. ويكبر الحب في احشاء الصدور .. حتى بات يتمتم بكلمات جديدة .. ويقتل حين نضج .. ولم تقطف ثماره بعد .. قتله بكلمات على ورقة بيضاء في ليلة حالكة السواد .. ومع هذا فهي تتنفس .. تشق طريقها رغم الخوف من المجهول .. تتسارع خطاها على رصيف الغربة .. لتلج من باب ذاك المطعم .. لتراه هناك جالسا .. يحرك الملعقة في كوب القهوة التي يبدو انها انطفأت مع برودة الجو .. نقرت الطاولة بخفة باظافرها الطويلة .. ليرفع نظره .. وتتكلم بصوت خافت : اقدر ايلس .

-حياج ..

هو مبتعد .. لا يريد ان يرى عيونها .. وهاهي الصدفة تجمعه مع العيون السوداء من جديد .. الصمت اخذ حيز كافيا من الزمن .. برد المكان بالسكوت المتبادل .. شرخت الهدوء ببعض كلمات : ليش ما صرت اتيي الجامعه ؟

سؤال اجبره بان يرفع نظره لبرهة .. ويعود ليغضه بسرعة : ما عندي محاضرات .. وتراني اروح بس يمكن وقت محاضراتج غير عن وقت محاضراتي .

ابتسمت : انا مسنتره فالجامعة ..

ابتسم : الجامعه مب بيت شعبي .. تقدرين تشوفين الكل فيه .. الجامعة مدينة بروحها .. يمكن ما نتصادف ..

حدث نفسه : على منو تكذب يا مصبح .. خبرها انك تشرد عنها .. خبرها انك كل ما شفتها فطريق خذت طريق غير .. خبرها ان عيونها مقبره لك .. ليش ساكت .. ليش مب قادر تتكلم .. وليش احس ان كل الكلام يغيب فحضورها ..

تلفتت وقالت بمرح : شكلك بخيل .. حتى ما عزمتني على شيء

افاق من سرحانه : افاا والله .. مصبح بخيل .. الحين بطلبلج احلى غدا
ضحكت : اي غدا الله يهداك .. احنا بالليل ..

تلفت يناظر المكان الخارجي عبر زجاج المطعم : اووه معقوله كل هالوقت وانا هني – نظر الى قهوته – والقهوة بردت – ضحك – الحين بيقولون عني مينون .

اردف وهو يتابع حركة اصابعها على جهاز هاتفها : بطلبلج عشا .. بس انتي ليش طالعه فهالوقت بروحج .

هزت رأسها : مب بروحي .. كنت مع لورا .. وبعدين راحت لمشوار وقالتلي اترياها هني .

-شو تسوين .

دون ان ترفع نظرها : يالسه اعابل( احاول ) فتويتر .. احاول اغير النك نيم مب طايع ..

مد يده : هاتي .

اخذه من يدها واذا به يرفع حاجبا : المهاجر .

ضحكت بلطف : لا مب المهاجر .. ما تشوف في فراغ بين الميم والهاء .. يعني الم – وهي تسكن الميم – هاجر .

وبعدها سكتت ليبان حزن خفيف على ملامحها .. ليطيل هو النظر اليها .. يغتنم فرصة نزول نظرها على ظهر الطاولة .. صمت المكان من جديد .. صمتت تلك المساحة الصغيرة التي ضمتهما .. ابتسم : وليش ان شاء الله الألم ..

شعرت بأن هناك حملا كبيرا يقبع في داخلها .. دون شعور منها : لاني انسانه تطلقت قبل عرسها بكم اسبوع .. انهرت وصار الالم رفيقي ..

اراد ان يغير لمحة الحزن : ومنو بعد هذا المسافر ..

ابتسمت على لهجته المستنكرة : هذا واحد راح ورد .

-ما فهمت .. وكلامه غريب .. كل تغريداته فلسفة ..

-مثلي .

-انزين شو تبين النك ..

-هاجر بدون الم .. اسميهم بينصدمون – ضحكت – لانهم يظنون اني ولد مب بنت .

ضحك : الحين بيهلون عليج المتابعين مثل اليراد .

-لاني بنت ؟

اعاد لها هاتفها : عدلته لج .. هيه لانج بنت .. الشباب صايرين مثل الذباب اللي يطيح ع الاكل المكشوف .. ويحومون على الاكل المغطاي اللي فايحة ريحته .

ابتسمت وهي تضع هاتفها جانبا : انت بروحك تتفلسف .

اشر بيده للنادل طالبا قهوة وسائلا هاجر .. لترد بانها ترغب بعصير برتقال .. غادرهما .. ليكمل مصبح حديثه : هاجر لا ترابعين ديما .. ولا تتركين السكن .

عقدت حاجبيها مستنكرة : منو اللي خبرك .

-مب مهم منو .. بس لا ترافقينها .. حمدان من الشباب اللي طريتهم( ذكرتهم ) لج من شوي .. يركض ورى البنات

-وانا شو لي بحمدان .. انا ما حبيت السكن .. ويتني فرصة وقلت اغتنمها .. ما احب الزحمه .. متعودة ع الهدوء .

صمتا وهما ينظران ليد النادل وهو يضع طلبهما امامهما .. تنهد وهو يرشف من قهوته : هاجر .. حمدان يعني ديما .. وديما حمدان .

انزلت كوب العصير بعد ان رشفت منه : لا تتكلم بالالغاز .. انا بسكن مع بنية .. مب مع حمدان

كانت نبرتها غاضبة .. فاردف : لا تزاعقين ( تصرخين ) .. ولا تعصبين .. انا اريد مصلحتج .

قامت واقفة .. ساحبة هاتفها لترمي به في حقيبتها : مالك كلمة علي .. ولا تظن لاني ييت هني ورمست وياك يعني صار بينا شيء .. انت انسان غريب .. وخلك بعيد عني ..

تركت المكان .. مبتعدة .. رمى بالنقود على الطاولة وهرول لاحقا بها .. التفتت بغضب : ليش لاحقني ؟

وهو لا يزال يمشي خلفها : وقفي .. سمعيني يا هاجر .

التفتت وهي تقف : شو اسمع .. انا حرة بحياتي .. تدري شو يعني حرة .

مشت ومشى بمعيتها : بوصلج .

وقفت بغضب : البلاد امان .

-بلادنا واللي هي بلادنا مب امان فالليل .. تبين بلاد الغرب تكون امان .

وقفت من جديد : انت ليش جذي ؟

رفع حاجبه : كيف يعني جذي .

التفتت متابعة طريقها : لصقة .

ضحك فزاد غضبها : بلصقلج الين اطمن انج وصلتي بالسلامة – خبأ يديه في جيبي بنطاله وبهدوء اكمل – اعرف حمدان وربعه من اكثر من سنه ونص .. ما اريد اتكلم عنه بالشينه .. بس هو انسان ما منه امان .. انسان واصل .. واللي يريده بياخذه .. وانتي يالسه تفتحين له الباب بدون ما تحسين .

سرت رعشة خفيفة في اوصالها : اقدر احمي نفسي .. وانا بسكن فشقة مع ديما .. مب مع حمدان .

تابعا المسير بصمت .. الا من صوت حديث نفسها : تكابرين يا هاجر .. بعدج تكابرين .. تدعين القوة .. ومن داخلج انسانه هشه كلمة ممكن ادمرها وترجعها للورى - التفتت له- ومصبح انسان غامض .. فعيونه كلام مدفون .. وورى كلامه كلام .. يمكن لو جمعناه بيكون بكبر المعلقات اللي بالكتب ..

التفت لها : في شيء .

ارتبكت ونظرت للامام : لا ..

الهواء البارد يسيطر على المكان .. وبرود المشاعر ايضا يأخذ نصيبا من ذاك المكان .. اوصلها .. فتركته بدون اي كلمه .. فهي لا تريد له ان يتدخل بحياتها اكثر .. عاد ادراجه .. يطوي الرصيف الجامد بقدميه .. وفي نفسه مشاعر تقتله .. تحيله الى انسان يتمنى الرجوع لوطنه .. ويكره الرجوع والعيش هناك بدونها .. تناقض يزعزع كيانه .. وارسى قواعده في نفسه من جديد بعد لقاء عينيها .. تنفس بتعب .. وهو يركل علبة المشروب الغازي التي صادفته بقدمه .. وتابع المسير .. وحيدا .. متمنيا ان يكون كلامه معها له اثر في نفسها .

,‘,

,‘,

الاجواء في ذاك المطعم كانت مغايرة للاجواء في المطعم الآخر . الذي جمع ثلاث رجال على طاولة الغداء ..

حمد : والا انت فهد الا حشرني( ازعجني ) فيه سعود .

ضحك وهو يتناول قطعة لحم من الصحن الذي امامه : وشو يقول عني .
سعود : ما اقول شيء .. بس حمد يحب يألف ..

فهد : الا صدج .. مبرووك العودة .

التفت حمد لفهد : ع شو تباركله .. واي عودة ؟

فهد : الرجوع لتويتر .. والله اني تضايقت يوم حذفت الاكاونت ..

امسك كوب الماء وشرب منه وبعدها قال : مليت .. واشتقت اسولف واغرد .. صح محد يواطني فتويتر .. ولا يحب فلسفتي عليه .. بس احب اكتب كم كلمة – التفت لفهد – مب مثل بعض الناس .

ضحك بقوة : شو فيهم بعض الناس ..

-اكبر خريطين ( كذابين ) في العالم .

ازدادت قهقهاته في ذاك المكان .. انسان يحب ان يضحك .. يحب ان يرى البسمة على وجوه الغير .. رغم ما فيه من الم .. تبادلوا اطراف الحديث مطولا .. اول لقاء لفهد وحمد .. وسعود هو الوسيط .. الح عليه ان يخرج من قوقعته .. ووافق دون اي تردد .. اشتاق لان يرى العالم .. وان يرى نظرات العالم له .. ابتسم بعد ان حمد ربه على نعماه : حمد انت معرس .

عدل نظارته الطبية على عينيه : هيه .. مب مثلكم

-باركله من اسبوع صار ابو لتوم .

فهد : مبرووك ما ياك .. يتربون فعزك وعز امهم .

-الله يبارك فيك ... وبيطلعون علي ان شاء الله .

سعود : خاف ربك .. شو بيطلعون مثلك .. صاير كنك فيل من متنك .

فهد : انزين ليش ما تسوي ربط معدة . ترا المتن مب زين ..

بنبرة غاضبة : هيييه انته وياه .. لا تستلموني الحين .. متين وما متين .. اذا صابني شيء تراه من عيونك

ضحكا معا .. وهو اردف قائلا : بشوف يوم تيبون عيال شو بتقولون .. ان ما قلتوا نباهم مثلنا .. واحد معقد والثاني ...

قطع كلامه واردف وهو يعتذر من فهد : السمووحه وانا اخوك .. ما اقصد شيء .. بس انتوا الله يهداكم استفزيتوني ..

ابتسم وهو يربت على فخذ حمد الجالس بجانبه : ولا يهمك يا حمد .. وبعدين انت ما قلت شيء غلط .. والحياة تمشي ما توقف ع كلمة ..

,‘,

ولكنها وقفت على كلمة عند انسانة اخرى .. وقفت وهي تنظر اليه امامها .. ارتجفت شفاهها .. هناك بجانب البقالة القريبة من منزل خالها .. سقطت الدراهم المعدنية من يدها .. وبقيت الورقة ذات المائة درهم قابعة في كفها الآخر .. شدت قبضتها وهي تنظر الى عينيه .. وعينه الاخرى المنتفخة بعض الشيء .. كان خارجا من البقالة وبيده كيس به ثلاث علب " برنقلز " ليصادفها مع اختها خلود .. تسمرت في مكانها .. ارتعشت فرائصها .. فهو هنا امامها .. كابوسها المزعج يعود .. انفاسها تمردت بقوة من رئتيها .. لتتقاذف خارجة دون رحمة .. نطق بأسمها .. فابتعدت خطوة للوراء .. وبعدها جرت .. ارادت الهروب منه .. ومن شبحه الذي تخلصت منه وعاد اليها من جديد .. جرت دون ان تعي الطريق الذي تسلكه .. هو هناك .. سيلحق بها .. سيمسكها ويقبلها كما كان يفعل .. سيتحسس جسدها بكفيه الكارهة لهما ..

صرخ بأسمها حين صدمتها تلك السيارة المسرعة بمقدمتها .. صدمتها من جانبها فتدحرجت مع الطريق .. اصتدمت بالرصيف وشج رأسها بعمود انارة الشارع .. فارتدت عنه.. و ذراعها نامت خلفها بعد ان خلعت من الكتف .. لتلتوي بشكل غريب وبها تلك النقود الحمراء .. ودماء رأسها تنضح لتنساب الى الرصيف الصلد .. ليقع ذاك على ركبتيه نادما .. ويقع الاخر امامها مصدوما .. والمارون تحولقوا عليها .. احدهم يضغط أزرار هاتفه طالبا الاسعاف .. والاخرون يتحوقلون .. وهو راكعا امامها .. ناظرا الى عينيها .. ارتجفت الكلمات على الشفاة .. لتنطق باسمها مهتزا .. نزلت دموعه وهو يتحدث اليها : علايا .. انا ييت اقولج سامحيني

زحف على ركبتيه حتى تلطخ ثوبه الابيض بالدماء الهاربة من الجسد الضعيف .. صرخ : طلبوا الاسعاف ..

انتشل رأسها المضرج بالدماء احتظنه على حجره : قومي علايا .. قومي قوليلي انج سامحتيني .. ييت اليوم اقولج تسامحيني – تحشرج صوته اكثر وهو يمسح الدماء عن وجهها بكفه – اشتريت برنقلز لحصوة وخلوود .. وانتي بعد اشتريتلج برنقلز حار .. ادري انج تحبين الحار .. كنت اسمعج وانتي تقولين لخلود انج ما تحبين البارد واايد .. كنت اشوفج تاكلين وياهن واطلعين التلفزيون .. علايا قومي .. قولي انج سامحتيني .. والله .. والله ما بسويلج شيء .. بس قومي .. انا تغيرت .. علايا – صرخ من جديد – وين الاسعاف .

تطوح جسده ورأسها بين ذراعيه .. ورجل يضع يده على كتفه : ياولدي قوم .. ما يصير اللي تسويه .. الحين بتيي الاسعاف وبتسعفها .. قوم خبر اهلها ..

لا يشعر باحد .. فقط بها هي بين ذراعيه .. ودموع حارة شقت طريقها بين شعيرات وجهه التي حلقها قبل مجيئه الى ذاك الحي .. يردد عليها كلمات مبتورة : قومي .. مايد تغير .. قولي سامحتك .. قومي .. قومي .. علايا .. الله يخليج قومي ..

,‘,

اتمنى انه يكون حاز على رضاكم
^^



nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 05-10-12, 07:42 PM   #64

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


نقل مميز يالغاليه وبدايه مشوقه تسلم يمينك واصلي النقل يعطيك العافيه
وأحلى تقييم حبيبتي لاخلا ولا عدم منك يارب


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-10-12, 07:07 PM   #65

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي مشاهدة المشاركة

نقل مميز يالغاليه وبدايه مشوقه تسلم يمينك واصلي النقل يعطيك العافيه
وأحلى تقييم حبيبتي لاخلا ولا عدم منك يارب

تسلميلي فيتامين سي
فعلا الروايه جميله جدا ومنتظره تفاعلك مع الروايه



nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 06-10-12, 07:09 PM   #66

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

24







,‘,


في صباح ذاك اليوم الكئيب اسقطت هي تلك القطعة المعدنية .. لتقع على اخواتها في معدة تلك الماكينة المليئة بما لذ وطاب .. انحنت لتلتقط قنينة الماء من جوفها ..وبعدها انتحت لها مكانا في احد تلك الكراسي القريبة من المدخل .. فكلام تلك الطبيبة اصابها بالحيرة القاتلة .. هل يعقل أنها تعاني من مرضا خبيثا .. وان نهايتها شارفت على القدوم .. ارتجفت يدها من تلك الافكار السوداوية حتى اهتز الماء في تلك القنينة .. احتظنتها بكلا كفيها .. وكأنها تريد لتلك الاهتزازات ان تهدأ .. ولكن صوت الطبيبة لا يزال يقرع جدار عقلها : لازم نسويلج تحاليل ثانية .. بس لا تخافين انتي ما فيج الا العافية بس نريد نطمن ..

جاءت الى هنا بعد ان اشتد عليها وجع رأسها .. كان مجرد وجعا بسيطا ينتابها عند الاستيقاظ من النوم .. وحالة الغثيان تلك المصاحبة له .. اشعرتها لايام بوهم اسمه الامومة .. لتفرح بالقادم الذي لم يسمح له خيالها ان يكون واقعا ابدا .. ابتسمت من تحت غطاء وجهها وهي تسمع تلك الكلمات الخائفة من ذاك الاب .. خوفا على زوجته بل هي حبيبته .. كلماته المعنفة لها حين القت عليه امتعاضها من الجلوس على ذاك الكرسي يؤكد خوفه الجنوني عليها .. تركها وهو يشدد عليها ان لا تغادر الكرسي .. وغاب من المكان .. ليخلو لعيناها النظر بحرية لتلك القابعة على ذاك المدولب . كانت تنظر لذاك الصغير بين كفيها .. شعور جميل انتابها فقررت الاقتراب منها .. جلست على حافة الكرسي قريبا جدا من الكرسي الاخر ذا العجلات وابتسامتها ازدادت وهي تلقي السلام لترفع شهد وجهها المختبأ خلف غشاء اسود شفاف بعض الشيء وترد عليها التحية باحسن منها : بنت او ولد ؟

ابتسمت وهي تنظر لكفه الصغير الممسك باصبعها : منصور .

وهي تنحنى ناظرة الى الوجه الملائكي : الله يخليه لج – اعتدلت في جلستها لتردف – سمعت ابوه يكلمج وباين الخوف فصوته
ضحكت بلطف : بو منصور يبالغ .. بس يقول عشان ما اتعب ويتعبني الجرح .
باستنكار : قيصرية ؟
هزت رأسها بالايجاب : باين انج متزوجة

كانت تنظر لذاك الخاتم الرقيق من الذهب الابيض الذي يزين بنصرها الايسر .. امسكته الاخرى بالوسطى والسبابة محركة له وهي تتأمله : هيه من سنة تقريبا ..
-الله يخليكم لبعض .. انتي هني زيارة لحد او مراجعة .
شبكت اصابعها : مراجعة .. عندي موعد .
-حامل ؟
ابتسمت على مضض : كنت اتمنى ..
ربتت على فخذها ملاطفة لها : ربي يرزقج .
تمتمت : آمين .

استمر الحديث بينهما .. احست شهد بالراحة معها .. ربما لانها لا تملك صديقات .. او لعلها تتمنى شخص يشاركها امورها النسائية .. كما الاخرى التي لا تجد احد تشكي له ما فيها .. لعل قلبها يتمنى شيئا جديدا في حياتها التي اضحت باردة يسيطر عليها الشرود والشوق .. والرغبة الجامحة في الصراخ .. تاخر طارق بالعودة .. وكان ذاك الوقت كفيلا بأن يتبادلا الارقام بينهما .. ووتتعارفان .. فالاولى خولة اكبر من شهد بخمسة سنوات تقريبا .. والاخرى ام لاول مرة في حياتها .. افترقا على امل التواصل لترسيخ اسس ذاك اللقاء القصير .. واحالته الى صداقة قد تكون منجاة لاحداهما من همومها ..

دفع الكرسي مبتعدان عن المكان .. لتتنفس خولة الصعداء .. وتضغط على ازرار هاتفها " درب السلامة " .. لتصدح نغمة الرسائل في هاتف شهد قبل ان تصعد الى السيارة .. اخذ منصور من بين ذراعيها وامسكها بيده ليساعدها على الصعود : شوي شوي ..

ابتسمت لخوفه عليها .. لحبه لها .. سلمها صغيرها وحقيبة يدها واغلق الباب .. ليفتح الباب الاخر ويضع فيه حقيبة اخرى .. جلس خلف المقود وهو يهم بالتحرك : شهد منو اللي كنتي تسولفين وياها ؟

-وحدة سلمت علي وسولفنا .. واخذت رقمها واخذت رقمي .

عقد حاجبيه من فعلها ذاك ليتحدث بشيء من الحدة : شهد لا تخلين طيبتج تقودج .. انتي حتى ما تعرفين عنها شيء .. زينه او شينه .. ما يصير اللي سويتيه ..

ابتسمت وهي تمسك بالباب لتعدل جلستها بشيء من التعب : كلها الا رقم وتبادلناه . واذا كانت مب زينه هي من طريق وانا من طريق .. لا تصير خواف ..

نظر اليها لبرهة وعاود النظر لطريق : اوعديني اذا كانت مب زينة انج تخلينها .
-اوعدك .

تذكرت الرسالة النصية فسحبت حقيبتها لتخرج هاتفها .. واذا بها تبتسم لتلك الكلمات .. وما كان بيدها الا ان ضغطت على ازرار هاتفها لتخط " الله يسلمج " وبعدها اعادته ليقبع في مكانه السابق ..

اما الاخرى فابتسمت وهي تقرأ رد شهد عليها .. تنهدت فزحمة الطريق متعبة .. والتعب قد استفحل في جسدها .. حتى النعاس صار يداعب جفنيها .. اوصلها سائق الاجرة الى منزلها .. مدت له بأجره لتغادر السيارة بعدها .. وتتوجه نحو غرفتها ترمي بعباءتها وحقيبتها .. وتجلس لبرهة تلتقط انفاسها .. قلبها يشعر بالخوف .. فذاك الجاسم اغلق هاتفه وهي لا تملك الا ذاك الرقم له .. مع انه يمتلك ثلاثة ارقام أخرى .. رفعت جسدها لتستقر أمام المرآة .. هناك هالات سوداء بادية بالظهور اسفل عينيها .. وشحوب واضح في بشرتها حنطية اللون .. انحنت لتفتح ذاك الدرج وتخرج دفترها الذي ابتعدت عنه كثيرا .. تشعر بأنها بحاجة لتخط بضع كلمات على سطوره .. عادت لتجلس على سريرها وهي تقلب اوراقه ..تنفست بعمق وهي تخط على صفحته البيضاء :

احتاج لفسحة هدوء ..
اكون انا مع نفسي فقط ..
ولا يعكر صفونا الا حديث روحي ..
وحديث قلبي المتعب من وجد الشوق ...


اغلقته واعادته لمكانه .. وحثت الخطى حيث المطبخ الصغير .. فالساعة تقارب الحادية عشر والنصف وهي لم تجهز الغداء بعد .. اخرجت دجاجة مثلجة وتركتها في ماء فاتر .. لعل الثلج المتكدس في جسدها يعتقها .. واذا بجسدها يستند على جانب الباب متأملة تلك الغارقة في افكارها متناسية الصنبور المفتوح .. وذاك الماء الذي هرب من على حواف القدر محترق القاعدة .. اقتربت منها لتربت على كتفها بخفة : خولة فشو سرحانه ..

انتبهت بشيء من الفزع .. واغلقت الماء وهي تبتسم على مضض : ولا شيء .. غريبة يايه وقت اليوم .

تنهدت وهي متوجهة الى الثلاجة لتنتشل لها تفاحة خضراء : الدكتور اعتذر عن محاضرة الساعة 12 .. ورجعت ..

سكبت عليها الماء من نفس الصنبور : وبعدين ليش الدياية .. انتي ناسية ان اليوم غدانا من برع بمناسبة السيارة اليديدة اللي خذها عيسى .

قضمت التفاحة تحت انظار خولة : نسيت .. الحين بردها ..
وهي تدبر خارجة من المطبخ : ما تلاحظين انج صايرة واايد تنسين .. زين ما تنسين اسمج ..

وقهقهت وابتعدت ضحكتها مع ابتعادها .. لتحدث الاخرى نفسها : والله كلامج صدج يا ايمان .. صايرة انسى واايد .. حتى الصلاة اعيدها كذا مرة .. استغفر الله العظيم .

تركت المطبخ عائدة الى غرفتها .. ذاك الكلام من تلك الطبيبة الاماراتية لا يفارقها .. الا تكفيها افكارها الخائفة على جاسم لتأتيها افكار اخرى تبث الخوف والرعب في نفسها .. اخذت حماما ينعشها .. واذا بها تشهق حين رأت اسنان المشط وقد عضت على الكثير من شعرها .. سحبت الشعيرات بيدها : كله من السهر والتفكير ..

لملمت شعرها بعشوائية .. فما رأته احزنها واجبرها على ترك المشط من يدها .. فتحت حقيبة يدها واذا بها تبحث فيها عن هاتفها .. اسبوع كامل لا تعلم عن امره شيء .. تأتيها فكرة جنونية بأن تطلب من عيسى ان يأخذها الى منزله .. ان تبقى هناك .. ان تكسر كلمته وتعود دون رغبته .. رمته على السرير بغضب : ليش مسكر فونك .

واسقطت جسدها على السرير جالسة .. هربت دموعها فمسحتها متداركة سقوط المزيد .. فُتح الباب لتطل منه ايمان التي اهالها منظر خولة وهي مطأطئة الرأس .. جلست بجانبها : خولة شفيج ..

وكأن ذاك السؤال اعطى الضوء الاخضر لسير دموعها .. انفجرت باكية .. ليصيب الاخرى الجزع والخوف .. مكررة السؤال عليها .. وتردف بعدها : المستشفى قالولج شيء .. فيج شيء – جلست امامها لترفع رأسها وتنظر لعينيها – خولة لا تخوفيني ..

ما كان منها الا ان نزلت على ركبتيها للارض لترتمي في حظن ايمان . هي بحاجة لحظن يشعرها بالامان .. همست وهي تشد عليها وشهقاتها جعلت دموعها تنزل : لا تخوفيني عليج .. انتي فيج شيء .. واايد متغيره عن قبل .. خبريني شو بلاج الله يخليج ..

لا اجابة منها .. كانت الدموع والشهقات المتتابعة هي المجيب الوحيد على تلك الاسئلة .. " شو صاير " نطقها بخوف وهو يلج للغرفة بعد ان رأى ذاك المشهد .. ردد سؤاله لتجيبه : ما اعرف شو فيها .. مب طايعة تخبرني ..

وضع يده على كتفها : خولة شو بلاج يا كل دنيتي ..

ما ان سمعت كلمته حتى زاد بكاءها .. هي لا تعلم مالذي يبكيها .. هل ابتعاد جاسم عنها .. ام الخوف مما ينتظرها .. ام اشياء اخرى مكبوتة في نفسها المتألمة .. انتشلها من صدر ايمان .. ممسكا ذراعيها وناظرا لوجهها المبتل .. واذا به يدفنها في صدره .. وكأنه ادرك ما بها : تبيني اوصلج لجاسم ..

حركت رأسها على صدره نافية حدوث هذا الامر .. ليردف : مثل ما تبين .. انزين بس صايح .. ترى دموعج غالية .. قومي توضي وصلي الظهر وانتي بترتاحين – احتظن وجهها بكفيه – ما اريد اشوف هالدموع .

ابتسمت على مضض واصابعه تتحسس وجهها لتمسح دموعها .. قام واقفا : قومن صلن وانا بروح المسيد بصلي وبييب الغدا .. والا شو رايكن نتغدى برع .

ردت ايمان بفرح : احسن شيء .. ع الاقل نغير جو .

نظر لخولة التي لا تزال جالسة على الارض : شو رايج خولة ..
-اوكي .
-ياللا عيل استعيلن .. من اوصل القاكن جاهزات ..

خلت الغرفة من الاصوات .. الا اصوات عقلها .. نفضت رأسها وهي تقف .. فيكفيها تفكيرا .. تعلمت الكثير من جاسم ومن بينها القوة .. الضعف صفة ينبذها .. لا يطيقها في من هم قريبون منه .. وهي عليها ان تنسى الضعف .. عليها ان تثبت له بأنها قوية .. وقوتها تلك ستستمدها من الاتكال على رب العباد ..

,‘,

Continue


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 06-10-12, 07:09 PM   #67

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


,‘,


في عصر ذاك اليوم عادت الى المنزل وهي تصرخ منادية والدتها .. صراخها كان مختلفا .. وعيناها تكادا ان تخرجا من محجرهما .. وقفت في منتصف الصالة مقابلة للسلم وهي تصرخ بكل صوتها : ماااااااماااااااا

كانت تصرخ وتبكي .. وجسدها متسمر في تلك البقعة تحت قدميها .. هرول الجميع اليها .. عبدالرحمن وتتبعه مريم قادمان من مجلس النساء حيث كانا يتناولان القهوة ويتبادلان اطراف الحديث .. ويبحثان في بعض المشاكل التي تواجه عائلتهما الصغيرة .. اما ميثة فجرت مسرعة خارجة من الغرفة متناسية نفسها .. تهرول بجزع .. لتنزل السلالم وتجلس امام ابنتها الواقفة تهزها : خلود شو صاير ..

كانت تردد من بين شهقاتها : دم .. دم .. عليا .. دم ..

وكأن بالجمل لا تريد ان تكتمل .. ترتجف بين كفي والدتها .. التي لم ترأف بحالها واخذت تهزها بعنف تريد معرفة ما حدث .. بعكسه هو الذي ينظر لذاك الرجل باللباس الابيض .. يتحسس نبضها يصرخ لرفيقيه لاحضار النقالة .. ويردد : نبضها خفيف .. بسرعة ..

ينتشلونها من امام عينيه وهو يردد بصوت خافت : حيه .. حيه صح ؟

لم ينتبهوا لهمساته .. فصوته ذاك تعب حتى كاد لا يسمع .. يتتبعها بنظراته تُحمل وتُبعد عنه .. وتتوارى خلف ابواب سيارة الاسعاف .. يخلو المكان الا من جسده المكسور .. ليحمله بتعب على ساقين هدهما الحدث المريع .. سحب خطواته تلك المسافة التي تصل الى قرابة الثلاثة ارباع الكيلومتر .. طويلة جدا بالنسبة له .. ولقلبه المنهك .. تصلب في المكان وهو يرى تلك الخارجة حاسرة الرأس كالمجنونة بعد فقدان العقل .. لتصل اليه .. ناظرة اليه بعيون تقدح شررا .. تدفعه للخلف فيترنح ليقف من جديد على قدميه .. تدفعه وتردد : قتلتها .. قتلتها الله لا يسامحك .. وين عليا .. وينها ياللي ما تخاف الله ..

تدفعه اكثر حتى اوقفه جدار مجلس الرجال القريب من البوابة .. لتنهال عليه ضربا بقبضتيها .. على صدره ذي الانفاس المختنقة .. دموعه تنسكب لدموعها .. كل ما يسمعه هو كلمات مبهمة .. توقفت الضربات عن صدره .. فيدا عبد الرحمن امسكتا رسغيها .. ليصرخ بمايد : وين عليا .

بصوت يكاد ان يسمع : شلوها الاسعاف ..

لتصرخ هي : خذني لها يا عبدالرحمن .. اريد اشوف بنتي ..

طلب من مريم ان تأتي بعباءتها و " شيلتها " وبعدها اختفوا .. وكأن الاختفاء وبقاء جسده وحيدا حكما لا بد من حصوله في هذا اليوم .. وبعدها اختفى هو ايضا .. ترك المكان مبتعدا .. آملا ان تكون علياء بخير .. هي لا تزال حية .. لقد سمع المسعف يقول بأن قلبها لا يزال ينبض ..

في ممرات المستشفى كانت تهرول وبجانبها عبد الرحمن الذي تعب من مجاراتها .. فهي ام خائفة على فلذة كبدها .. تتلفت لعلها تلمح احد تسأله عنها .. عيونها لم تسكت وشفاهها تردد دعوات بتمتمات كلها رجاء .. وقفت تنظر للخلف وتعود ادراجها لتقف امامه : وينها ..

-اهدي يا ميثة .. تعالي نسأل هالممرضة ..

وبعد السؤال عرفا الطريق .. ليقفان هناك .. في ذاك الممر الطويل .. مر الوقت ثقيلا .. وعبد الرحمن وهي لا يملان من ترداد الدعوات بالنجاة .. ساقاها متعبتان فجلست القرفصاء وهي تهز جذعها بتؤدة ..

صدح هاتفه منبأ بمكالمة .. عمار يسأل عن المكان .. وما هي الا لحظات حتى كان معهما .. الجو به من الشحنات السالبة الكثير .. جلس بجانب عمته الوجلة : ان شاء الله بتكون بخير .. ادعيلها ..

نظر لوالده الذي جلس متكأ على الحائط المقابل .. يبدو متعبا .. وفجأة وقف الجميع .. فالخبر في صدر ذاك الطبيب الذي ابعد الكمامة عن فيه .. عيونهم المتسائلة كسرت نظرته .. لينظر لذاك الملتحي وقد اختلط الشيب بالسواد في وجهه : انتوا اهلها ؟
-انا خالها .. وهذي امها .. طمنا .
-الله عطى والله خذ .. عليكم بالصبر .

هزت رأسها بعنف رافضة لذاك الكلام الذي سمعته .. نظرت لعبد الرحمن الذي اخذ يردد : انا لله وانا اليه راجعون ..

وبعدها نظرت لعمار الذي رص على شفتيه وادار وجهه .. امسكت بذراعي شقيقها : شو قال ..

وكأنها تبحث عن شيء جديد .. كلاما يكذب ما قاله ذاك الطبيب .. الذي غادر بعد ان القى على مسامعهم تلك الجمل القاتلة .. رددت السؤال مرارا .. وعبدالرحمن يطالبها بالصبر .. لتصرخ : كذب ..

وبعدها تسقط .. تغيب عن واقع الحقيقة .. لعلها تصحو لتجد ان ما كان كابوسا مريعا .. ليس له من الصحة قيد أنملة ..


,‘,

كذاك الذي اخذ يصرخ وهو يجوب تلك الغرفة بحثا عنها .. بعد ان صرخت في وجهه زوجته الثانية : شو تبا مني .. روح لها .. صارلك يومين مسنتر عندي .. يا اخي مليت من الحاحك بالعيال .. ليش ما تسأل عمرك ..

حينها تذكرها فهرول لسجنها .. ليقلب الغرفة رأسا على عقب .. ويرى بعدها دليل الهروب .. هناك في تلك الشرفة .. ليصرخ بغيض : والله ما اخليه ..

لتقوده قدماه الى تلك البناية الشاهقة . يعلم انه هنا .. فلقد اخذ العنوان من بدر بعد مشادة كلامية بينهما .. صوت الجرس المزعج جعله يفيق بكسل .. لم يمضي على غفوته سوى ربع ساعة .. يشعر بان رأسه ثقيل جدا .. قام بفزع من ذاك الصوت الذي لا يهدأ .. وضربات الباب التي تكاد ان تهشمه .. ارتاع وهو يخرج من غرفته .. ليفتح الباب ويرتد جسده للخلف جراء دفع سعيد له وهو يصرخ : وينها ..

-شو بلاك هاجم علي بهالشكل ..

يتتبع ذاك المجنون بنظراته وخطواته .. يبحث عنها وكأنه يبحث عن شيء صغير .. يقلب كل ما يصادفة رأسا على عقب .. وبعدها يمسك عبدالله من قميص نومه .. يجره اليه .. ينفث انفاسه في وجهه .. وتتناثر قطرات من لعابة مع كلامه الغاضب : طلعها احسنلك يا عبود .. والا والله ما بيصرلك خير ..

فك قبضته ودفعه بعيدا عنه : عيب هالكلام يا سعيد .. ما توصل في المواصيل لهالشيء .. وبعدين من هذي اللي تدور عنها هني ..

بنظرات تتقاذف الشر منها : وين ريم .. وين وديتها ..

سكن .. وكأن ذاك الاسم بعثر شيء قديم في نفسه .. هل قال ريم .. ريم اختفت .. كان صوت روحه يتساءل .. يحاول ان يستوعب ما يقال .. ليردد بحنق : وياي تدورها هني .. اسأل عمرك شو سويت فيها – دفعه من جديد – شو سويت فيها ..

دفعه بعيدا عنه ليرد : باين ان ما عندك خبر .. بس والله ان دريت انها يتك .. والا انت اللي شردتها ما بيحصلك طيب .. فاهم ..

وبعدها غادر وبراكين الغضب تثور في نفسه .. ليرمي الاخر نفسه على الاريكة .. محتضنا رأسه بكفيه : وين رحتي يا ريم .. وكيف شردتي ..


وبعدها قام .. ليرتدي ثوبه .. ويخرج مسرعا من تلك الشقة .. فخوفه على من سماها روحه يقوده .. لعلها تكون في منزل والدها .. هذا ما خطر على باله .. كما خطر على بال سعيد .. الذي دلف الى المنزل بغضب .. صارخا ليتلقاه طارق بوجه عابس .. لعل ما فيه من حزن سيخرج في وجه هذا المتجرد من الانسانية .. فموت علياء لم يستوعبه بعد .. حتى انه لم يبارح المنزل .. اخبروه ان ميثة اغمي عليها وانها لا تفيق حتى تعود لنوم جراء تلك الابر المهدأة .. وعمار جاء واخذ والدته لتبقى مع عمته .. وبقي بعدها مع عبدالرحمن ينهيان الاجراءات لاخذ الجسد الذي تخلت عنه الروح .. الجميع في حالة ذهول .. وطارق اكثرهم ذهولا .. قام من مكانه ليمسك بذاك السعيد يرميه خارجا وهو يصرخ : البيت له حرمة ياللي ما تستحي .. داخل علينا وكانه بيتك ..

نفض ثوبه بعد تلك السقطة على الارض : طروق مب فاضيلك .. خبرها تطلع بالحسنى والا والله اسحبها من شعرها ..

سقط من جديد جراء لكمة من قبضة طارق : اذا محد علمك المريلة انا بعلمك ..

رفعه من ثوبه بكلتا قبضتيه : مستريل ع حرمة .. و نافخ نفسك .. لا محترم بيت ولا محترم اهله ..

فك يده بعنف : تضربني يا طروق .. والله ما اعديها لك وانا سعيد ..
-بالعنه .. روحه بلا رده ..


تصادف مع عبدالله عند البوابة .. ليحث الاخر الخطى لداخل ويقف امام طارق : شو صاير .. ليش حالته معفوسه ..

-عبدالله .. الله يرحم والديك مالي خلق شيء ..

امسكه من ذراعه : شو مستوي .. ريم فيها شيء ..

-عليا عطتك عمرها .

وبعدها دخل الى المنزل .. ليقف الاخر في حالة عدم تصديق .. علياء ؟ .. كيف ولماذا ؟ .. غادر المنزل والاسئلة تعصف برأسه .. ولم يبددها الا صوت عمار عبر هاتفه .. ليغير وجهته نحو المستشفى .. وليقف مع عمته وعمه .. اما الاخر دخل لتستقبله شهد : طارق البنت تتنافض .. ياللا ياللا رقدت .. خايفة عليها .

نظر اليها وبعدها مشى نحو تلك الصالة ليرمي بجسده جالسا : اذا احنا مب متحملين اللي صار .. شو تبين من بنت ما كملت ست سنين وشافت الحادث قدامها ..

وقفت قريبا منه : طارق ..

-خلاص يا شهد .. مابي اسمع شيء .. خليني بروحي الله يخليج ..

نزلت دمعتها لتمسحها .. وبعدها تصعد لغرفتها بتعب واضح .. القت نظرة على منصور النائم في سريره .. وفجأة تسمع صراخ خلود .. لتجر الخطى الى الغرفة الاخرى .. يجب ان تتماسك .. الانهيار طال الجميع .. حتى طارق الذي عرفت فيه القوة يبدو ضعيفا جدا .. احتضنتها وهي تقرأ على رأسها المعوذات .. كانت تتمنى ان تكون على طهارة لتمسك المصحف وتقرأ الكثير من الايات .. بكت الاخرى : وين امي ..

مدت ذراعها لها : تعالي حبيبتي .. امج راحت وبترجع .. تعالي ..

الجرح يألمها وحصة واختها خلود تضغطان عليه دون شعور منهما .. هدأتا أخيرا .. وهي تصبرهما بقدوم والدتهما .. حتى نامتا .. وبعدها تركت الغرفة .. فطارق ايضا بحاجتها .. تلفتت في المكان حيث كان جالسا .. ولكن لا وجود له .. صعدت لغرفتها لعله هناك .. ولكن ظنها قد خاب .. امسكت هاتفها لتتصل به .. واذا به يغلق الهاتف في وجهها .. فهو لا يرغب الحديث .. فتلك الاشهر التي قضتها علياء معهم كانت كفيلة ان تقربها من روحه .. كأخت صغيرة له .. يحب مشاكستها .. وتحب هي مشاكساته .. يضحكان معا .. يلعبان معا .. ويتحدان بعضهما في العاب الفيديو .. من سيحصل على اكبر النقاط ..

تحوقلت وهي تقوم بعد ان استيقظ منصور باكيا .. لم ترتح ساعة واحدة .. حملته بتعب .. وذاك الجرح يؤلمها .. جلست على السرير ترضعه .. تبتسم لوجهه الصغير : الله يكون فعونج يا ميثة ...


,‘,

Continue


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 06-10-12, 07:10 PM   #68

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


,‘,


العون نفسه تطلبه سارة .. حياتها باتت بين الشك والارتباط الغريب بزوجها ذياب .. كل شيء يتمحور حول ذاك الارتباط .. فهي لم تكن له وصارت .. وهو لم يفكر بها بل باختها .. تتنازع الشكوك روحها حتى باتت تبحث عن ذاتها التي كانت ..

سعيدة هي اليوم .. لانها قضته مع ذياب خارج المنزل .. اخذ اجازة من عمله وقرر ان يقضيه معها .. فهو يشعر بضياعها .. بخوفها من الخسارة .. وكم يتمنى ان تشاطره ما في نفسها .. يحب ضحكتها .. فحين تضحك تضحك عيناها .. ويبتسم هو لا اراديا .. وكأن تلك الضحكات تدغدغه ليبتسم .. يحبها .. هو يرى بانه يحبها .. ولعل ما حدث من رفض قامت به روضة خير له .. تمسك بها وفضل الاستمرار في قرار عمه عبيد .. هي تصغره كثيرا .. ويشعر معها بانه صغير .. طفل يتمتع بطفولته .. تمسكه بيده ليركب تلك الالعاب معها .. مع انحراجه من تصرفها الا انه جاراها بما تفعل .. لعبا كثيرا في مدينة الملاهي ... واختتما العب بـ " غزل البنات " .. و" الايسكريم " ..

ضحك وهو يجلس خلف المقود : اللي يشوف اكلج يقول كرشتها هالكبر كبرها .. واللي يشوف جسمج يقول ما تاكل ابد .

ضحكت .. وبعدها ادعت السخط : حراام عليك .. مستخسر في كم اكله اكلتها ..

قهقه وهو يحرك السيارة منطلقا للمنزل : فلوسي كلها فداج .

احمرت وجنتاها خجلا .. اليوم ذياب مختلف .. تشعر باحاسيس مختلفة مع كلماته .. لعله يحبها كما هي تحبه .. صمت المكان .. فقال مبعثرا السكون : ليش ساكته ؟

-تحبني ؟

سؤال كان كفيلا باعادة الصمت .. ماذا عساه يجيبها .. هو يشعر باحاسيس مختلفة نحوها .. معها يكون مختلفا .. فهل يعقل ان يكون الحب .. قال دون ان يلتفت لها : هيه ..

وسكت .. لتتسمر انظارها على النافذة .. لعل جوابه ذاك لم يشبعها .. احست بانه ارغم لسانه على تلك الكلمة .. حدثت نفسها : شو تترين يا سارة .. انه يحبج .. وهو كان مخطط ياخذ اختج .. تحلمين بشيء مستحيل .. حتى لو حبيتيه وتعلقتي فيه .. بيبقى اسم روضة بينكم .. بتبقى فرحته يوم وافقت هي عليه بينكم ..


وصلا الى المنزل .. لتستقبلهما والدته وهي غاضبة .. لتبدد فرحتهما وابتسامتهما من كلامها : اخيرا شرفتوا .. وين هايتين من صباح الله ..

-امي قلنالج بنطلع وبنرد فالليل ..

-هيه لاقيه فلوس تلعب فيها .. لو هي شيء ما خسرتك كل هالمخاسير ..

قبل رأس والدته ومشى بمعيتها للصالة : الله يهديج يالوالده .. ما خسرتني شيء .. وبعدين ما احيدج تدارين ع الفلس بهالشكل .. كانت ايدج دووم ممدودة ..

صرخت : لان بنت بليس هذي ما ابيها ..

ارتجفت من تلك الجملة .. هي تعلم بان والدته تكرهها .. ولكن ليس لهذه الدرجة .. ظلت واقفة تستمع لمهاترات تلك العجوز .. وله هو الذي اخذ يكلمها بكل رأفة : شو هالكلام يالغالية .. سارة شيخة الحريم ..

-لو هي شيء ما عقوها عليك .. الا اذا بغوا يداروا فضيحتها .. والا احنا طالبين روضة مب هي ..

انتفضت صارخة : ما اسمحلج تطعنين فشرفي ..

نزلت دموعها حين صرخ عليها : سارة احترمي امي ..

-وليش هي ما احترمتني .. ليش سكتت وانت تسمع رمستها .. خبرها قول لها ..

قاطعتها : شو يقول .. انه لقاج مب بنت .. ذياب دومه كبير ويستر ع الناس .. ما بيستر ع بنت عمه؟ .

-امي شو تقولين .. سارة خذتها وهي بنت ..

-هيه اكييد بداري عليها تربيتي واعرفك .

بصوت باكي : ذياب وصلني بيت اهلي ..

وبعدها غادرت المكان .. جُرحت في اثمن شيء لديها .. طعنت شر طعنة .. توقعت اي شيء الا ان تنعتها تلك العجوز بتلك الكلمات .. وان لا يفعل هو اي شيء دفاعا عنها .. لكنها لم تبقى لتعرف موقفه .. حين صرخ : امي الين هني وبس .. حرام عليج .. خافي الله فاللي تقولينه .. سارة اشرف من هالكلام .. ولو ع روضة ترا هي اللي باعتني .. وعمي ما سوى اللي سواه الا عشان الناس اللي انعزموا وعشاني انا بالاول .

نظرت اليه : يعني تريد تفهمني ان هذي الاسباب بس .. لو ع الناس بيسكتون .. ولو عشانك مليون بنت تستاهلك .. ومب عيزانه عن تزويجك .

طوح برأسه : استغفر الله العظيم .. امي اخذتها وهي بنت وربي يشهد علي .. ولو سمعت هالكلام مرة ثانية مالي يلسه فهالبيت .

انتفضت واقفة : عفية عليك .. تخلي امك عشان وحدة مثل سويرة ..

قبل رأسها : سامحيني يالغالية .. بس كلامج سم بدني .

غادر المكان .. ليرى تلك المكسورة .. كانت ترمي بملابسها دون ترتيب في تلك الحقيبة السوداء .. ودموعها لا تتوقف .. ولا تزال بعباءتها .. احتضنها من الخلف مكتفا ذراعيها على صدرها : سامحيني .. الوالدة ما تقصد ..

حاولت ان تهرب من قبضته ولكن جسدها النحيل والقصير كان خاسرا امام جسده .. اهتزت بين يديه باكية .. ليتقطع صوتها : ما توصل .. انها تتهمني فشرفي ..

طبع قبلة على رأسها : سامحيها ..

-ذياب..

ادارها ناحيته ليرفع وجهها بكفه : عيونه ..

-الله يخليك لا تقول هالكلام .. لا تخليني احبك اكثر .. لا ترد علي بهالشكل ..

-كم صارلنا معرسين .. ثلاث شهور صح – هزت رأسها بنعم – تظنين هالشهور ما بتقدر تخليج تسكنين قلبي

وضعت اصابعها على فيه : الله يخليك لا تكمل .. ودني بيت اهلي ..اعصابي تعبانه .. ابوس ايدك .

تجهم وجهه من كلامها .. واذا به يحتضنها : ولا يهمج ..

,‘,


,‘,


نامت طويلا .. منذ العصر وهي نائمة .. استيقظت مرة وصرخت مطالبة بعلياء .. اهتاجت مبعثرة كل ما تلمسه يدها .. لتستقر الابرة في ذراعها وتعود لعالم الا واقع .. وهاهي الساعة تقارب التاسعة مساء .. ومريم بجوارها لم تتركها لحظة واحدة .. وهم جميعا يتفقدونها بين الفينة والاخرى .. راشد جاءها مرة واحدة فهناك في قلبه حقد عليها ولفعلتها تلك التي كانت .. وابتعادها عن منزله لتستقر في منزل اخيه الاصغر .. نفسه لا ترضى بالسماح لكن الموقف جعله يذهب اليها يقبل جبينها وبعدها يخرج .. عبدالله وبدر لم يفارقا عمهما ساعة واحدة كما هو حال عمار .. الذي تناسى أمر مقابلة العمل التي بالغد .. عمل مضمون في شركة كبيرة جدا .. ولها مكانها في الدولة .. ولكن ما هو فيه سينسيه حتى اسمه ..

استقيظت من جديد في تلك الساعة .. ولكن بخلاف المرة السابقة .. كانت هادئة وكأن عقلها بدأ يستوعب ما حدث .. بعثرت نظراتها على سقف تلك الغرفة المعقمة .. وبعدها رددت : اريد اشوفها .

لم تصرخ ولم تنطق الا بتلك الجملة .. ودموعها تنساب وكأن مجرى الدمع لا يريد ان يُغلق .. مريم حاولت ان تصبرها تخبرها بانه قضاء من الله .. ظنت بانها تهذي وانها لا تزال غير مصدقة ما حدث .. لكن تلك المستلقية رضت بالامر الواقع .. وزاد اصرارها لرؤية فلذة كبدها .. التي لا تزال في المستشفى .. وفي صندوق من صناديق الموتى الباردة .. ترجتهم بأن ياخذوها اليها .. تريد ان تراها قبل ان توارى الثرى .. وبعد محاولات سُمح لهم بالذهاب الى ثلاجة الاجساد التي فارقتها الروح .. فخرجت مستندة على عمار من جهة اليمين .. وعبدالله يسندها من الجانب الاخر .. تشعر انها كلما اقتربت ثقلت اقدامها .. كانت ترجف .. تركها عبدالله ليقف بجوار عمار هامسا : عمار اخاف عليها .. خلنا نرجعها ..

كان هناك ممرضا يمشي امامهم يرشدهم لطريق .. همس عمار لعمته التي توقفت عن التقدم : عمتي خلينا نرجع ..

نظرت اليه وهي ترسم نصف ابتسامة باهتة .. لماذا تبتسم ؟ هل جنت .. ام انه الفقد يجعل المشاعر ضائعة .. تمتمت : اريد اشوفها .. من حقي هالشيء ..

فكت يده من ذراعها : اذا خايفين تشوفون انسان ميت .. فانا ما اخاف .. شفت ابوها قبل – حاولت مسح دموعها دون جدوى – بسلم عليها .

وتابعت المسير لوحدها .. وما لبثا حتى تبعاها .. فُتح الباب .. وفُتح ذاك الصندوق .. اقتربت ببطء شديد .. وكأن بخطواتها تردعها عن المواصلة .. سحبت الغطاء عن وجهها بيد مرتجفة .. شهقت وهي ترى الوجه الشاحب .. البارد ..مسحت شعرها باصابعها .. تبتسم رغم دموعها .. واذا بها تطبع قبلة مثقلة بالوجع على جبينها .. وتقف تنظر اليها .. ويدها تتحسس وجهها .. فمها .. عيناها .. وكأنها تريد ان تحتفظ بذاك الوجه في خزانة الذكرى : بتروحين للغالي يالغالية .. كنتي دوم تقولين اريد اروح لابوي .. والحين رحتي .. هنت عليج يا نظر عيني تخليني .. سامحيني واايد قصرت فحقج – قبلتها على وجنتها الباردة .. وتساقطت دموعها على الجلد الميت – ما بسامحه .. عمري ما بسامحه ..

انتفض عبدالله من تلك الجملة .. فهي تقصد شقيقه .. شقيقه الذي لا يعلمون عنه شيء حتى الساعة .. لم يشعر احد به .. نسوه في خضم ذاك الحدث .. ذاك الحزن الذي اسدل ستائره على الجميع انساهم مايد .. استأذن عمار وخرج من المكان .. ابتعد وهاتفه في يده .. حشر السماعة البيضاء في اذنه اليمين : بدر .. انت وين .. انزين مايد فالبيت .. شو .. كيف مب موجود ... هو كان فمكان الحادث هذا اللي عرفته من عمي .. انزين اتصلت عليه ..

-تلفونه مغلق .. اقولك مادري عنه شيء .... عبدالله انا شو يعرفني .. اوكي خلاص تعال وانا بروح وياك .

انهى المكالمة وخرج من غرفته .. حاول الاتصال على مايد .. لكن الهاتف خارج نطاق الخدمة .. تحوقل وهو ينزل الدرجات بسرعة .. ليلتقي بوالده : على وين فهالساعة .

-شغل .

وبعدها خرج .. دون ان ينتظر ردا من والده .. اما الابن الاخر جالسا في صالة جناحه وعلى وجهه ارتسمت ابتسامة غريبة .. نظرت اليه وعلامات التعجب ترتسم على وجهها.. حدثت نفسها : شو بلاه هذا .. ليكون تخبل بسبة هالريم .. الناس فحزن وهو يضحك .. استغفر الله ولا كأن البنت اللي ماتت بنت عمته ..

تشدقت تنهي حديث نفسها .. اقتربت منه وجلست بجواره .. وضعت يدها على كتفه : سعيد .. شو بلاك ؟

نظر اليها لبرهة ثم عاود النظر للامام : ما بلاني شيء – عدل جلسته ليقابلها وباهتمام اردف – سناء .. وين ممكن تكون ريم .

نفخت انفاسها في وجهه وهي تقف : انت شو صايرلك .. ما تلاحظ انك وايد مهتم فيها .. يا بابا انا حرمتك .. داري مشاعري .. مب كل شوي يايب طاريها علي .. اوووف .

تركته لتلج للغرفة .. تبعها بغضب ليمسكها بذراعها .. لتصرخ : ينيت ..
لم تشعر الا بضربة على وجهها : تضربني يا سعيد ..

نظر اليها بغضب : واكسر راسج بعد .. مب انا اللي تنفخ فويهي حرمة فاهمة .. ومن اليوم وساير كلمتي هي اللي بتمشي .. ومثل ما انتي حرمتي هي حرمتي .. سامعه .

ارتجفت وهي تراه يغادر الغرفة .. ريم كانت محقة .. سعيد انسان متوحش .. الآن فقط عرفت حقيقته .. رمت بنفسها على السرير وهي تحدث نفسها : شو سويتي بعمرج يا سناء .. وبيت ابوج ما بيستقبلج .. وبيت امج ما صدقتي تخلينه ..

ابتسمت وتمتمت : اقدر اييب راسك يا سعيد .. وهي فترة وتعدي .. الشهور اللي راحت كنت مثل الخاتم فايدي .. وبترجع خاتم فايدي ..


اما هو فنزل للاسفل .. جلس مع والده بعض الشيء .. وبعدها قررا المغادرة لرؤية ميثة .. بعد الحاح من سعيد .. لا احد يعلم بما يفكر .. او لما هذا الاهتمام .. راشد كان فرحا باهتمام ابنه .. دون ان يدرك ما في جعبته .. فهو لن يذهب الى المستشفى الا لشيء في نفسه .. لعله يريد ان يتأكد بأن ما قام به قد تحقق .. وصلا الى المستشفى حيث تقبع هي وابنتها التي ستخرج غدا .. كانت جالسة تنتظر عودة عبدالرحمن وعمار لاحضار اذن الخروج من الطبيب المناوب .. فهي لا تريد البقاء في هذا المكان .. واذا بهما يصلان الى بابها .. ليطرقه راشد ويدخل .. انتحت مريم لها مكانا بعيدا عنهم .. القيا التحية وكلمات العزاء على الام الثكلى .. واذا بها تنظر لهما بحقد .. تكلم راشد بشيء من الغضب : شو بلاج تخزينا بهالشكل .

-خبر ولدك ان عمري ما بسامحه .. هو اللي قتلها ..

اقتربت منها مريم لتضع يدها على كتفها : ذكري الله يا ميثة .. هذا عمرها .

ارتجفت شفاهها : بس مايد هو السبب – صرخت وهي تقف – ولدك هو السبب يا راشد .. كرها حياتها وعيشتها .. ولحقها الين قتلها ..

صرخ : مايد ماله ذنب .. الذنب ذنب عبدالله وهذوه خذ جزاه وطردته من البيت ..

ضحكت بغصة استحلت صدرها : ياليت كل عيالك عبدالله .. ياليت يا راشد ..

-لاااه .. شكلج الا ينيتي وقمتي تقطين خيط وخيط .. ووصلت فيج انج تتبلين ع مايد ..

تنفست بغيض وهي تقترب منه اكثر .. حتى بات وجهها في وجهه : مايد كان يتحرش بعليا .. صارت تشوفه فاحلامها .. ما تنام الليل .. ويوم قررت اني ابعدها لحقها .. ولدك ذبح بنتي يا راشد . ذبحها ..

صرخت طاردة له .. ليهدأ المكان بعدها بتدخل من عبد الرحمن .. الذي اخرج راشد من الغرفة .. انتابه الغضب فهو قد اخطأ بتسرعه الذي كان .. وعبدالله دفع ثمن هذا التسرع .. ترك المستشفى والافكار تتقاذفه يمنة ويسرى .. والاخر يجلس خلف المقود يفكر ماذا بعد ظهور الحق .. حتى الان لا احد يعلم بهروب ريم الا سناء وعبدالله .. كم يكره هذا الاخ .. يمقته بشدة فيكفي انه يرغب بزوجته .. عض على اسنانه غيضا .. قد يربح وقد يقف والده بصفه .. التفت يمينه يراه شاردا .. نفض تلك الافكار من رأسه فوالده عنيد لن يتنازل .. ولن يصغر نفسه امام ابن من ابناءه حتى وان اخطأ في حقه .. فهو اب .. ابتسم فهو اعلم الناس بوالده ..


,‘,

وصلوا الى المنزل لتستقبلهم شهد بوجه خائف .. قبلت ميثة : الحمد لله ع السلامة ..

لا اجابة منها .. فقط الشرود ودمووع لا تكل من الهطول .. نطقت : وين بناتي .

-فوق .. عشيتهن ورقدن ..

خطت خطوات متعبة تحت انظار مريم وشهد .. تمتمت مريم : الله يكون بعونها – نظرت لشهد – اخاف تنتكس باكر فالعزى .. الحريم ما يرحمن .. وسوالفهن تغث الواحد .

-مب لازم تيلس وياهن .. يسلمن عليها ويطلعن .. احطلج عشا عموتي .

وهي تخلع عباءتها وتلفها في يدها : ومن له نفس ياكل يابنيتي ..
قبل ان تختفي من امامها : عموتي – التفت لها – اليوم الجرس ما هدى .. وانا ما قدرت افتح الباب لان محد فالبيت الا انا والبنات .. الصراحة خفت ..

استنكرت : وطارق وينه .. اليوم ما شفته.

مشت ناحيتها حتى وقفت امامها : مادري عنه .. مغلق فونه .. من العصر طالع من عقب ما تضارب وييا سعيد

قلبت نظراتها بحنق : لا حول ولا قوة الا بالله .. احنا ما بنرتاح من هالسعيد وشره .استغفر الله العظيم .

وبعدها انسحبت من المكان وهي تتحوقل وتستغفر .. التفتت الاخرى للباب حيث دخل عبد الرحمن .. اقتربت منه مقبلة رأسه : عظم الله اجركم يا عمي .

هز رأسه متمتما : اجرنا واجرج .. لا تسكرين الباب عمار برع .

وبعدها اختفى هو الاخر .. الجميع هكذا لا يريدون الحديث .. لا يرغبون بالطعام . فقط يريدون الانعزال .. تنهدت وتركت المكان هي الاخرى .. وقلبها لا يهدأ خوفه على بعلها .. اين عساه يكون ..

حين اوقف السيارة تبادر له جسم ذاك الهندي مسرعا اليه .. ينادي باسمه .. فهو يعرفه .. حث الخطى ليلتقيه بعيدا عن بوابة المنزل بقليل.. ليتكلم الاخر بلغة مكسرة : بابا عمار .. هزا ولد يجلس في مكانه ما في يتحرك .. انا يقول حق هو يروح بس هو ما يروح .

-اي ولد ؟

اشر بطول ذراعه نحو تلك الزاوية التي يكون خلفها البقالة التي يعمل فيها : هناك موجود . تعال ..

-لحظه

عاد الى الداخل ليخبر والده بانه سيخرج لبرهة ويعود .. وبعدها مشى بمعية ذاك الهندي يحث الخطى الي ذاك المكان الذي اشار اليه .. من عساه يكون ؟ .. هذا السؤال كان يعصف به كلما اقتربا من ذاك الجدار لتلك البقالة الصغيرة القابعة قريبا من بعض البيوت .. جالس القرفصاء ومتكأ بنصف جذعه على الحائط .. وباقي الجذع انحنى ليدع رأسه يسقط على ذراعيه المتربعتان على ركبتيه .. اقترب اكثر حتى ااتضح له من صاحب الجسد : مايد

نطق بها ولكن الاخر لم يرفع رأسه .. امسك كتفه بيده محركا له .. لعله نائما .. ولكن لا فائدة لا يريد الحراك .. فقط يتمتم بكلمات لم تتضح لعمار .. وقف واخذ هاتفه ليتصل .. وصل ذاك الاتصال له وهو خلف مقود سيارته .. واذا به يحول اتجاهه ... ليسأل الاخر : وين لقاه ؟

-قريب بيتهم .. بس يقول ان حالته ما تسر .

-استغفر الله العظيم .. الله يكون بعونه .. ما اقدر الومه لو انا مكانه بستخف .. عبدالله .

-هممممممم

-بيخبرون هاجر بموت عليا .

هز رأسه : انت بشو واحنا بشو ..

صد للجانب الاخر .. فهو لا يدري سبب هذا التعلق المفاجأ بها .. حتى انه احيانا يفكر ان يسافر اليها .. يزورها ويخبرها بانه يريدها .. ولكن اليس هو من رفضها قبلا .. تنهد بقل حيلة .. ونزل على عجالة مع اخيه الذي اسرع نحو ذاك الساكن .. جلس القرفصاء امامه .. يهزه بلطف : مايد .. شو تسوي هني .. قوم خلنا نروح البيت ..

لم يرفع رأسه واخذ يتمتم : لازم تسامحني .

نطق عمار : شكله ما عنده خبر .

جلس بدر بجانبه : مايد .. قوم ويانا .. امك تسأل عنك ..

رفع رأسه ليبان التعب على محياه : بس لازم اقولها تسامحني .

-استغفر الله العظيم .. مايد عليا الله يرحمها .

التفت لعبدالله : لا .. ما ماتت .. سمعته يقول ان فيها نبض .. هي راحت وبترجع ..

لم يستطيعا اقناعه بالذهاب .. تعبا من المحاولة وهو على كلمة واحدة بانها ستعود .. استأذن عمار وتركهم هناك .. اما عبدالله فقام واقفا ناظرا لبدر الذي لا يزال يحاول لعله يقنعه : بدر انا بروح اييب فاطمة .. انت قلت انها هي قنعته يطلع – هز بدر رأسه – يمكن تقدر عليه .

,‘,

Continue



^^


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 06-10-12, 07:11 PM   #69

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 06-10-12, 07:12 PM   #70

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.