آخر 10 مشاركات
فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          445 - غرباء في الصحراء - جيسيكا هارت ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Caitlin Crews - My Bought Virgin Wife (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree148Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-17, 03:57 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 مشكلتي مع كلمة / للكاتبة الفيورا ،سعودية (مكتملة) "مميزة"





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
مشكلتي مع كلمة
للكاتبة / الفيورا



قراءة ممتعة لكم


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 25-09-17 الساعة 06:53 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-17, 03:59 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رابط لتحميل الرواية

https://www.rewity.com/forum/t390776.html#post12662472


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم يا حلوين؟




جيت ومعاي روايتي الثانية. يمكن تكون مشابهة أو مختلفة عن الأولى، ويمكن تكون أحسن أو أسوأ منها.. بترك لكم القرار..

هذي الرواية بتتناول حياة ثلاث بطلات يجمعهم موضوع واحد. طبعا لسى عندي مشكلة البارتات الميكروسكوبية، بس إن شاء الله التنزيل اليومي (إلا لو طرأ شي) بيعوض عن ذا..

أترككم مع المقدمة، والبارت الأول في الرد التالي..










رواية الكاتبة الأولى

عكس الرحيل، بقلم/ الفيورا

https://www.rewity.com/forum/t380778.html





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 08-10-17 الساعة 09:27 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-17, 04:00 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

المقدمة

صوت مقدمة أحد البرامج الصباحية، "مشكلتي مع كلمة.."، تردد في كل بيت شُغل فيه التلفاز في هذه الساعة، بسؤال حلقة اليوم الذي ستتناوله مع ضيوفها بحثا عن حلول يستفيد منها المشاهدون.

(سؤال اليوم هو: ما مشكلتك مع كلمة زواج؟)

/

/

ابتسمت زينة
بسخرية وهي تجاوب: تشوه معنى الكلمة ذي بالنسبة لي..

لم يكن لها المزاج لتكمل مشاهدة البرنامج، خصوصا وهو يتناول موضوعا سيفتح جراح الماضي من جديد.

نهضت تشغل نفسها بترتيب الشقة الصغيرة التي كانت تسكنها هي وابنتها مع عمها الوحيد وزوجته، مركزة اهتمامها على المجلس، فاليوم جمعة وابنتها كانت تستضيف صديقاتها.

بالحديث عنها..

توجهت إلى الغرفة التي تتشاركها مع ابنتها لتوقظها من نومها: نوف.. هيه نوف! اصحي مو وراك ضيوف؟

انكمشت نوف على نفسها، وامتعضت ملامحها بضيق. جلست زينة مبتسمة بتسلية على طرف السرير، تحرك في شعر ابنتها القصير وتزعجها أكثر: يلا اصحي وشوفي شغلك. لا تتوقعي مني أسويلك الحلا وكل ذيك الخرابيط، وراي كرف التصحيح.

أخيرا استيقظت نوف لتنظر إليها باستجداء: وأنا اللي كنت أتحلم بطبخك الحلو أتفشخر فيه قدام صديقاتي..!

ردت دون تأثر، رغم أنها تعرف في قرارة نفسها أنه سينتهي المطاف بها في المطبخ بكل طيب خاطر: والله طبخي الحلو على قولتك علمتك إياه. قومي يلا!

نهضت نوف بتحلطم، لكنها سرعان ما ابتسمت بإشراق لتضمها وتقبل خدها بطريقة طريفة: صباح الخير يا جميلة!

ضحكت زينة: اللحين بعد الحرب ذيك كلها تقولين كذا؟

هزت نوف كتفيها بابتسامة وخرجت من الغرفة، تاركة زينة تنظر في أثرها بحب.

"نوف.. نوف هي الشي الوحيد الحلو اللي طلعت فيه من زواجي ذاك.."

/

/

أجابت ميساء على سؤال البرنامج بهدوء: فقدت معناها..

ظلت تشاهد البرنامج إلى أن انتهى، لتطفئ جهاز التلفاز وتقف حائرة في خطوتها التالية.

بما أن اليوم كان جمعة، فهي لا تستطيع الذهاب إلى معهد الفنون الذي دخلته منذ شهور ثمان. أتشغل نفسها بالمشروع الذي كلفوها به، أم بصنع الطبخات التي نزلتها من اليوتيوب البارحة؟

لكن.. لم تحتار وهي سيكون لها كل الوقت لتفعل كل ما تريد من نشاطات؟ وحيدة هي في قسمها من هذا البيت. مضت سنة، ألا يجدر بها التعود على روتين العزلة هذا؟

تنهدت، مبعدة نفسها عن التفكير بما كان عندها قبل سنة.. من كان عندها: خليني أقرأ الكهف أول بعدين أشوف..

/

/

الشجن اكتسى بيان عندما سمعت سؤال حلقة اليوم، شجن ظهر في صوتها عندما أجابت: ما عرفت معناه..

ضرب خفيف على خدها نبهها إلى الصغير ذو السنة الجالس في حضنها، ولدها ساري. ابتسمت له بيان بمرح بعيد كل البعد عن أحاسيسها الحالية: غرت يا شيخنا؟ لا تخاف، مافي شي بياخذ بالي منك!/ أوقفته ليسند قدميه على ركبتيها، لتسأله: وش رايك تروح معاي نزور أبوك اليوم؟ تراه اشتاقلك حتى لو لساته راقد..

ضحك ساري كأنه استحسن الفكرة، لتحضنه هي وتقبل أعلى رأسه.

لم يحتج سائقها ليعرف وجهتها، فهي لا تخرج في هذا الوقت إلا لهدف واحد.

دخلت المستشفى تجر عربة ابنها بهدوء، تمشي دون إرشاد في أروقته. دخلت الغرفة التي أصبحت مرقد زوجها لأسبوعين. بدا أفضل حالا من الأمس، أفضل حالا من اليوم الأول الذي هرعوا به إلى هنا بعد حادث في أحد مواقع البناء التي كان يعمل فيها.. لكنه ما زال في أعماق غيبوبته إلى الآن.

بدأت تتكلم وهي تحمل ساري، تسنده على وركها: جبتلك ضيف عزيز عليك اليوم.

وكأنه فهم كلامها كإشارة، غمغم ساري بفرح للقيا أبيه.

قضت معه وقتا، تارة تنخرط في الكلام وتارة تناغي ساري، إلى أن بدأ ساري بالتثاؤب. لو كانت لوحدها كما كانت العادة، لبقت أطول، لكن برفقة ساري ستكون مقيدة بحاجات ابنها التي لا تستطيع توفيرها دون تجهيز كامل: ساري شكله بيقلدك وينام، بحفظ الرحمن يا ياسر..

تقدمت تطبع قبلة حانية على جبينه، لتشد رحالها برفقة ساري إلى الطبيب المشرف عن حالة زوجها كعادتها عند نهاية كل زيارة.
طمئنها بتأكيد لحالته المتحسنة: لكن لازم يصحى عشان نعرف مدى الضرر بالكامل..

-: ومتى بيصحى..؟

-: احتمال يصحى في أي وقت إن شاء الله..

لم تظن أبدا أنها ستفضل استهجان وانفعالات ياسر على أي شيء، لكن غيبوبته أتت لتجعلها تدرك أنها تفضله حاضرا بضيقه وغضبه، بدلا من هادئا ساكنا سكون الأشباح.

انتهت المقدمة..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-17, 04:01 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\



1


ذهابها إلى معهد الفنون أصبح جزءا من الروتين بسرعة، تذهب إليه بعد الظهر وترجع منه قبيل المغرب. استفادت الكثير منه، تقضي الوقت بتطوير هوايتها المفضلة، الرسم. كان المعهد أفضل طريقة للابتعاد عن التفكير في عالمها الوحيد، هروبا مؤقتا من واقعها ذاك.

رجعت ميساء من المعهد لترى آخر شخص تود رؤيته واقفا عند باب قسمها.. أم زوجها عبير. بعباءتها الفضفاضة ونقابها، لم يظهر منها سوى عيونها، لكن.. شيء في نظرتها اختلف عن الماضي: عرس بشاير بيكون في الخميس هذا..

بشاير، تلك الشابة الرقيقة المدللة، أخت زوجها الصغرى والمغايرة له في كل أطباعه، وابنة عمها أيضا. كانت من القلة الذين ارتاحت ميساء لهم، كيف لا وهي كانت تحملها وتلاعبها كرضيعة، تعاملها كالأخت التي لم تحظى بها؟ لم تتخيل فكرة زواجها لصغر سنها برأيها، فبشاير كانت تصغرها بثمان سنوات، في التاسعة عشر من عمرها. لكن.. ربما كبرت في السنة التي لم تلتقي بها.

أفاقت من غمرة أفكارها لتقول قبل أن تخرج مفاتيح باب قسمها لتدلف إليه: مبروك..

استوقفتها تلك قبل أن تدخل: ما بتحضرين؟

شخرت ميساء بسخرية: أظنك تعرفين الجواب.

صمتت العمة عبير وأعطتها ظهرها مبتعدة، ربما لتدخل القسم الآخر، لتكون تلك إشارتها في غلق الباب.

توضأت وصلت المغرب، مفكرة بعدها بما ستحتاجه لمشروع المعرض الذي سيقام بعد أيام، لتسمع طرقا على باب قسمها الداخلي ويقطع خيط أفكارها.

توجهت إلى الباب متوجسة، ليأتي ذلك الصوت المحبب إلى قلبها يهتف لها: افتحي الباب عمة ميساء!

فتحت الباب لترى بكر ابن عمها المتوفي سعد ذات السنين الست، يارا. نزلت لمستواها لتحضنها، كم من أسابيع مرت لم ترها فيها؟

حضنتها يارا بكل ما تستطيع من قوة وهي تقول: اشتقتلك مرة مرة عمتي!

لترد هي بدفء وفرح مماثلين: وأنا بعد حبيبتي../ ابتعدت عنها لتسألها باستغراب: كيف قدرتي تدخلين؟

هذا البيت كان مقسما لقسمين، قسم لها.. وقسم لضرتها لمى. كل قسم كان له باب خارجي وداخلي تملك كل واحدة منهما النسخة الخاصة بها. لا يوجد سوى شخص واحد يمتلك كل المفاتيح.

أجابت يارا بابتسامة لتؤكد شكوكها: عمي جواد فتحلي!

تجمدت عند سماع ذاك الإسم.. اسم زوجها. شدت يارا على كم بلوزتها توقظها من عواصف أفكارها التي يحدثها ذكر أبسط خبر عنه.

أدخلتها إلى المطبخ، تعطيها صنف المثلجات الذي كانت تشتريه تحسبا لزيارات يارا.

قالت يارا تمثل الصلابة: قالولي لا تأكلي أيسكريم كثير..

غمزت لها ميساء: بيكون سر بيني وبينك.

أشرقت يارا بابتسامة ليزول آخر مانع يمنعها من التهام عشقها الأزلي. استمعت ميساء لها باهتمام وهي تحكي عن مغامراتها البسيطة ما بين المدرسة والبيت.

نقطة ضعفها كانت الأطفال، تحبهم وتفرط في تدليلهم. ترى فيهم رفقة مريحة، بعيدا عن لوث الناس وسواد قلوبهم. تحب هذه الصغيرة بالذات، فوالدها توفي في حادث سيارة وهي عمرها سنة، ووالدتها تركت مسؤولية تربيتها، ليتولى تلك المسؤولية جداها. رغم ذلك، كانت يارا مرحة لطيفة مشاكسة، تدخل القلب من أول لقاء..

كم تمنت ميساء أن يكون لها ابنة مثله—

منعت نفسها من التفكير أكثر عندما أدركت أين تقودها أفكارها.

:

سألها عمها عندما جلست جانبه في مجلس قسم العمة لمى: أعطتك أيسكريم صح؟

حاولت يارا الإنكار: لا..

لم يبدو عليه التصديق: وهذا اللي على فمك إيش؟

بسرعة مدت يارا يدها إلى وجهها تتفقده من آثار، لتدرك أنها وقعت في الفخ. رأته يكبح ابتسامة، متمتما: ما تتوب..

لم بدا عمها حزينا هذه اللحظة رغم أنه كان يبتسم؟

سألته بعتب وعدم فهم لهذا التفصيل الغريب المخالف لكل ما عرفته: عمي ليش ما أشوفك عند عمة ميساء؟ كل مرة ندخل عند عمة لمى—

قطع عليها دخول جدتها عليهما لتسكت، فجدتها لا تحب العمة ميساء لسبب ما.

/

/

المدرسة الأهلية التي تدرس فيها كانت من أرقى المدارس في المملكة، لا يدرس فيها إلا بنات ذوي المناصب والمكانات العليا. لم يهمها ذلك عندما تقدمت بطلب العمل هنا، كان جل همها قرب المدرسة من الشقة التي تقنطها وتوفير ثمن المواصلات. من حسن حظها أن خبراتها نالت إعجاب المديرة لتوظفها فورا، وهاهي قد مضت ست سنوات منذ خطوتها الأولى في هذا الحرم المدرسي.

كانت في مكتبها ما بين الحصص عندما دلفت إلى الداخل أحد الطالبات اللواتي تدرسهن من الصف الثاني الثانوي. توقفت الطالبة أمام مكتبها مسلمة بصوتها شديد الرقة والخفوت: السلام عليكم..

ابتسمت لها زينة، مسرورة لرؤيتها أخيرا بعد غياب دام أيام ثلاث: وعليكم السلام جود. أخبارك، طيبة؟ البنات قالولي إنك تعبتي فوسط الحصة..

أومأت لها جود بنعم: الحمد لله بخير.

قبل سنة لم تكن جود لتتقدم إليها هكذا، فالفتاة كانت شديدة الخجل والإنطواء، قليلة الكلام والمبادرة إلى درجة أثرت في مستواها الدراسي. لاحظت زينة كل ذلك وعملت على تخطي تلك الحواجز معها، ليتبين أن وراء خجلها يكمن ذهن فذ وأفكار فريدة من نوعها. بدأت جود تتفتح كوردة بديعة الجمال في محيطها، تكتسب الثقة لتطوير نفسها وعقد الصداقات مع زميلاتها. ساعدت مكانة أبيها كروائي مشهور في البلد على زيادة شعبيتها بين الطالبات، حتى لو كانت بمنتهى التواضع في ذلك الأمر. كم من مرة صادفت زميلة (وحتى معلمة) تطلب منها توقيعا من أبيها.

قدمت لها جود المجلد النحيف الذي كانت تحمله في يدها: هذا عشان بحث الأدب اللي طلبتيه..

أخذته زينة منها بابتسامة تتسع بحبور: تصدقين؟ إنتي الوحيدة اللي جابت له خبر. مشكورة يا بنتي..

كان نشاطا إضافيا كلفت به طالبات ثاني ثانوي بغض النظر عن التخصص. لم يكن إلزاميا، وللكل الحرية بأخذه أو تركه، لكنها وعدت من تحضر بحثا يبهرها بجائزة على جهودها.

مما قدمته لها جود حتى الآن، فزينة تعرف أن بحثها سيكون بمنتهى الروعة.

:

كانت زينة تهم بالخروج عندما رأت جود جالسة لوحدها، تنتظر عند الباب. تفقدت الساعة لتراها قد وصلت الثانية. "المدرسة فاضية.. ليش هي هنا للحين؟" توجهت إليها تسألها: جود؟ ليش ما رحتي.. وين أبوك عنك؟

أجابتها: بيجي بعد شوي إن شاء الله..

لاحظت زينة توترها من الجلوس لوحدها لتتوصل إلى قرار: تعالي معاي لغرفة المعلمات طيب على بال ما يجي.. أبغى أسألك شوي عن بحثك..

لم تتردد جود في اللحاق بها، لتمضي ساعة وهما يتناقشان في بحثها ومصادره، إلى أن أتت المعلمة المناوبة تنبههم على وصول والد جود.

ودعتها جود بابتسامة مرتاحة ومعها ما بقي من صحن الحلا الذي أعدته زينة لزميلاتها والذي أصرت على جود أن تأخذه.

:

إنهالت أعذار أبيها عليها عندما ركبت السيارة، متأسفا متعذرا. تعرف والدها، وتعرف أنه لا يقصد التأخر عليها، لكنه دائم الإنخراط في عمله مما يجعله ينسى العالم حوله. ابتسمت له: عادي بابا، ما صار شي..

سألها بشك: متأكدة؟

لتومئ له بنعم. عندها فقط لاحظ العلبة الصغير التي في يدها: وش هذا؟

-: حلا سوته أبلة زينة، أعطتني إياه وحنا كنا نصحح في بحثي.

ضحك بخفة: البحث اللي سويتي غزو في مكتبتي عشانه؟/ ليردف سائلا بعد لحظة: أبلة زينة.. مو هذي الأستاذة اللي دوم تتكلمي عنها؟

ردت بسرور لكونه تذكر ما تتكلم عنه: إيه، هي نفسها.

رأت والدها ينخرط في التفكير، في ماذا؟ لا تدري. يُقال أن عقول الروائيين تسلك طرقا أخرى، ربما كان هذا صحيحا في حالة والدها، فهي معظم المرات لا تفهم ما يدور في خلده.

/

/

دنياه كان يغطيها السواد، أطياف ظلال وهمس أصوات قطع عزلته المظلمة في أحيان متفرقة. لكن النور بدأ ينتشر أرجاءه، شيئا فشيئا إلى أن فتح عيونه بضيق من إضاءة السقف فوقه.

رمش لمرات لا تحصى قبل أن يلاحظ الأعين التي كانت عليه.. سألهم بعد معاناة: ويني فيه؟

مضت ساعات قبل أن يتعود على الضوء وعلى علو الأصوات، قبل أن يتعود على تحريك شفتيه ناطقا بكلمة خرجت بصوت مقطع لأشلاء.

عرف أنه كان في مستشفى بعد حادث في موقع بناء، وعرف أنه كان غائبا عن الوعي لأسبوعين. سأله الأطباء عدة أسئلة، اسمه وعمره ووظيفته وما إلى ذلك.. أجاب عن كل سؤال، ليستغرب من تقطيب حواجبهم بوجوم. سمع أحد الأطباء يسأل: اتصلتوا بزوجته؟

استوقفته تلك الكلمة، ليسأل بدوره: زوجة؟

:

"يتصلون فيني يفجعوني بعدين ما ألقاهم لما أدور عليهم!"

اتصال الدكتور المشرف عن حالة زوجها جعلها في حالة استنفار. رتبت أمورها بعجل، مرت بأمها تعطيها ساري لتعتني به ثم ذهبت مباشرة إلى المستشفى، ليخبروها أن الدكتور كان في اجتماع حاليا..

توجهت إلى غرفة زوجها، لترى أنه كان بخير. الأجهزة حوله تصدر أصواتها كالعادة ومؤشر النبض لديه ثابت طبيعي.

تنفست الصعداء وهي تقترب منه، كاشفة عن رأسها لتحكم ربط شعرها فوضوي المظهر من عجلتها: خوفوني عليك الله يهديهم..

تحسست تقاسيم وجهه كما صارت عادتها، تلك الملامح جميلة الشموخ والغرور، تلك الملامح التي تعشق. ربما كان هذا مثيرا للشفقة، كونها تستغل هذا الوقت بالذات لتجعل أناملها تحفظ تكوين وجهه.. لكنها لا تهتم. ابتسمت لرؤية نمو شعره لدرجة الوصول إلى جفنيه.

تكلمت وهي تبعد تلك الخصل عن جبينه: شكلي بجيب معاي مقص بكرة. ما نبغاك تصحى وتلقى شعرك داخل في عيونك.

لم تلاحظ اضطراب تنفس ذاك الراقد تحت لمستها، إلى أن فتح عيونه ورأت ذلك اللون العسلي المميز به. تسمرت بيان في مكانها للحظة، تستوعب ما يحدث، وترى ياسر ينظر إليها بمزيج من الذهول وعدم التعرف والذعر.. مع شيء آخر غير ملموس، ليبعد نظره عنها أخيرا.

"حتى وهو بذي الحالة.. يصد.."

تجاهلت جرحها لترسم ابتسامة على وجهها، هاتفة: الحمد لله على السلامة يا أبو ساري. طولت في نومتك.

سمعته يهمس بشيء ما بصوت مبحوح فاقتربت أكثر، ليتوضح ما كان يقوله: مين.. إنتي..؟

مين إنتي..؟

مين إنتي؟

تراجعت بيان للخلف مصدومة مصعوقة، ليأتي طرق الباب يقطع سكون اللحظة الجليدي.

بسرعة أعادت لف الطرحة على رأسها ولبست نقابها، لتأذن للطارق بالدخول.

دخل الدكتور المشرف وطلب منها دقيقة من وقتها.

انتهى البارت...



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 31-08-17 الساعة 09:14 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 11:18 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

تقبل الله صيامكم يوم عرفة! ومن العايدين : )

2


انتهى درس مادة الأدب اليوم قبل انتهاء وقت الحصة بقسط معتبر، فاستغلت زميلاتها هذه الفرصة في سؤال الأستاذة زينة
عن رأيها في الروايات المنتشرة في السوق حاليا. مثل زميلاتها، فإن جود كانت تستمتع بسماع آراء معلمتها، فهي كانت لديها طريقة مشوقة آسرة في الكلام، سواء كان شرحا أو إبداء رأي أو نصيحة.

سألتها إحدى زميلاتها: وش رايك يا أبلة بروايات ليث الصائغ..؟

تنهدت جود بضيق، متجنبة الأنظار التي وجهت إليها. لم تكن بالضرورة تخفي هوية والدها في المدرسة، لكنها لم تعلنها أيضا. منذ اكتشاف زميلاتها لتلك الحقيقة وهن لا يتركنها لوحدها. إما أن يطلبن توقيعا، نسخة مجانية، أو تفاصيل مستبقة لروايات والدها القادمة.

رأت الأستاذة زينة تستغرق في التفكير للحظة قبل أن تقول: أعترف إنه كاتب متقن للحرف وله أسلوب رائع، لكن مشكلته، خصوصا في رواياته الأخيرة، إنه حدد شخصياته وحبكاته في قالب معين ما يخرج عنه. بدأ يرضى بالأمان بعد ما كان يجازف في بداياته..

كباقي البنات، كانت جود مذهولة. لم تلتق بأحد ينتقد أعمال والدها بكل هذه الصراحة. حتى ناقدوه في الجرائد كانوا يفرطون في الثناء مع كل كلمة نقد.

الأدهى أن رأيها كان رأيا وافقتها عليه مئة بالمئة، فهي كانت تفضل روايات
أبيها القديمة على الجديدة بأشواط.

هتفت إحدى زميلاتها بتحلطم: ما يعجبك شي يا أبلة!

ابتسمت الأستاذة زينة بتسلية: والله هذا رأيي ولي الحرية في إعطائه../ أردفت وهي تأخذ الدفاتر الموضوعة جانبها تستعد للخروج: ولو تبغين تعرفين وش اللي يعجبني، عندك مدونتي شوفي فيها اللي يناسب ذوقك.

عندها سألت جود صديقتها لميس الجالسة جانبها: أي مدونة؟

نظرت لها لميس بعجب: ما سمعتي خبرها من البنات؟

هزت جود رأسها بلا، لتتنهد لميس قبل أن تجيبها: والله شكلك لساتك عايشة تحت الحجر.. بأية حال، أبلة زينة عندها مدونة في النت تكتب فيها آرائها عن اللي في السوق وتوصيات عن اللي يعجبها. بصراحة ذوقها خرافي وأنصحك فيه.

أخرجت لها جود ورقة وقلما: اكتبيلي العنوان.

:

من بين كل الكلمات التي قد يتوقع ابنته النطق بها، هذه الكلمات بالذات لم تكن من ضمنها: مكتبتك ناقصها كثير..

ليث، والذي كان مراقبا صامتا لغزو جود الرابع على مكتبته، فقط اكتفى بـ: وش قصدك؟

هزت جود رأسها، كأن لديها أمور أجدر لها التفكير بها: ممكن توديني المكتبة بعدين؟

أجابها باستغراب من غرابة تصرفاتها: من عيوني..

ابتسمت له برضا ثم همت بالخروج، ليستوقفها بتذكره الأمر الذي نوى إخبارها به: اجلسي..

جلست وفي ملامحها التوجس، ربما متوقعة لما سيفاتحها به: نويت أتزوج..

لم تستطع جود منع تكشيرة: قلتلي هونت بعد هيفاء..

هيفاء، الزوجة الرابعة في سجل زواجه وطلاقه، أصغر من تزوج وأكثرهن مشقة وتعبا. المعاناة التي خاضها لتطليقها جعلته يتوعد نفسه بعدم التفكير بالارتباط من إمرأة مرة أخرى.

حاول إقناعها: بس هذي المرة مختلفة.

ضيقت جود عيونها بشك، وكم شابهت جدتها في نظرتها هذه: كيف؟

-: ذي مو جاية من طرف أخواتي.

رفعت جود حاجبا بتعجب: أجل من طرف مين؟

ابتسم: من طرفك.

رأى الحيرة في وجه ابنته، ليردف: معلمتك، أستاذة زينة.. هي متزوجة؟

اتسعت عيونها بذهول: لأ.

اتسعت ابتسامته بدوره: أجل أولها خير..

/

/

شرح الدكتور لها برفقة دكاترة آخرين انضموا لمعالجة حالة ياسر، كيف أنه من اللحظة التي سألوا فيها عن عمره وجدوا خطبا ما: جاوبنا بـ27 بدل من الـ31 المفترض يجاوب بها. ولما سألناه عن السنة، فهو كان متأخر بأربع سنوات.. بالإضافة إلى إنه ما يتذكرك كزوجة. متى تزوجتوا لو سمحتي أسأل؟

أجابته بخفوت، غير مصدقة: قبل سنتين ونص..

بدا الدكتور كأنه توقع إجابتها: أظنك تعرفين عن مصطلح فقدان الذاكرة..

شرحوا لها أن النوع الذي كان يعاني منه ياسر كان فقدان الذاكرة التراجعي، وبسببه قد يفقد الإنسان ذكريات تمتد من أيام لشهور لسنين. شرحوا لها أكثر وأكثر، لكن صدمتها منعتها من استيعاب أي معلومة.

نسيها تماما. نسي كل شيء يتعلق بها. نسي ابنه!

لا تستطيع.. لا تستطيع..!

حاول الدكتور تثبيتها قائلا: حاليا أكثر ما يحتاجه هو دعمك ودعم أفراد الأسرة. فقدان الذاكرة أمر صعيب، خصوصا للمريض نفسه.

كلماته تلك كانت كفيلة بإيقاظها. كان على حق. مهما شعرت من صدمة، فياسر كان يعاني صدمة أقوى منها. تخيلت نفسها في مكانه لحظة، لتشعر بالألم لحاله.. الذعر لن ينفعها الآن. عليها أن تتحلى بالصبر والإيمان، أن تكون قوية من أجله.

أخبرها الدكتور أنه اتصل بوالدي ياسر أيضا. يالله! ياسر كان وحيدهما، حتى وإن تذكرهما، فإن الفكرة بنفسها تفجع. كيف ستخبرهما بما جرى..؟

دخلت غرفة ياسر مرة أخرى، تفكر بما ستقول لوالديه.. لترى أن ياسر كان مستيقظا، صادا النظر عنها.

"على الأقل اللحين عرفت إنه صد لأني غريبة بنظره، مو لأسبابه اللي أعهدها.."

جلست جانبه تصفي حلقها قبل أن تبدأ: موقفنا غريب حده بس ما عليه، بعرفك على نفسي. اسمي بيان العايض، عمري 29 سنة، وزوجتك من سنتين ونص.

أخيرا التفت إليها، ممعنا النظر فيها لدرجة أحرجتها. سمعته يقول بصوته المتقطع من قلة الاستخدام: ناديتيني.. بأبو ساري.. لما صحيت..

كم كان عصيبا، منع دموعها من النزول. أجابته بصوت مخنوق: إيه.. عندنا ولد اسمه ساري، عمره سنة..

رأت في عيونه انكسار وإحباط، وضياع فطر قلبها. أخذت نفسا تقوي نفسها به، لتتقدم إليه وتحتضن يده السالمة بين كفيها. نظرت له بثبات تزرعه في نفسها: أدري إنك مفجوع من هذا الوضع، بس كل شي له أمل. فيه احتمال كبير إنك بتقدر تستعيد ذاكرتك، اصبر وخلي إيمانك بالله قوي، وكلنا بنساعدك إن شاء الله./ شدت على يده أكثر، تردف بدفء كل مشاعرها: بكون معاك خطوة خطوة..

بقي ينظر إليها للحظات ثم، وياللعجب، ابتسم لها.

/

/

لم يكن جوال ميساء بالذي يصدح بالرنين غالبا. بعض الأحيان تنسى حتى ما نغمة رنينه، خصوصا بدايات السنة الماضية. تحسن الوضع بعض الشيء بعد التحاقها بالمعهد، بين اتصالات الزميلات والمشرفات.

عندما رن جوالها وهي في خضم وضع اللمسات النهائية على اللوحة التي ستشارك بها بالمعرض الذي سيقيمه المعهد، توقعت أن يكون المتصل أبيها أو زميلة من الزميلات. أتتها كصدمة عندما رأت أن المتصل كان بشاير.

"ما حسبت إن رقمها لساته محفوظ عندي.."

كانت فكرة مغرية أن تترك جوالها يرن ويرن حتى تستسلم، لكنها وجدت نفسها تجيب المكالمة، تسمع لسلام بشاير المتردد الذي ردت ميساء عليه بفتور. سألتها: كيفك ميساء، أخبارك؟

-: بخير..

مضت لحظة صمت بينهما، إلى أن سألتها بشاير بصوت أكثر ثباتا: أمي قالتلي إنك ما بتحضري زواجي..

ابتسمت بسخرية. كان تخمينها مصيبا وهذا هو الموضوع الذي اتصلت بشاير بها من أجله: إيه.

لاحظت اختناق صوتها بالعبرة: ليه..؟

تنهدت: تعرفين ليه.

لحظة صمت أخرى مضت قبل أن تنطق بشاير مرة أخرى: ما يهمني وش يقولون عنك! طول عمري أشوفك أختي اللي ما ولدتها أمي ومافي أحد بيغير رأيي..

شهقت عندها بخفوت، لتدرك ميساء أن بشاير كانت تبكي: بشاير..

أكملت والبكاء يتضح في صوتها: أدري إني أنانية بطلبي لجيتك، أدري إني مفروض ما أسأل شي منك، بس أدري بعد إني ما بحس بفرح ذاك اليوم من دونك../ أخذت نفسا قبل أن تردف: ما أبغى منك تطولي، بس تحضري تشوفيني بثوب عرسي وتباركيلي زي ما كنتي بتقولي لما خطبني قصي..

ابتسمت رغما عنها لتلك الذكرى، قبل سنة ونصف تقريبا. لا تزال تذكر احمرار بشاير المفرط لأبسط ذكر عن قصي، زوجها المستقبلي.

"وش يضر لو رحت؟ كلها ليلة. سواء بقيت ولا رحت، الناس لسى بتاكل في لحمي..": طيب.. بجي..

أخذت بشاير عندها تشكرها تارة، وتسألها تأكيد ما قالته تارة أخرى، تجعلها تبتسم رغما عنها، تسترجع ذكريات سنوات أضناها الحنين لها.

:

نصحه كل من شاركه بمخططاته، "لا تجي فطريق جواد السيف، بيذوقك المهانة بكل معانيها". لم يعر بندر تلك التحذيرات بالا. استفزه ذاك الجواد، بسببه خسر عقدا مهما مع شركة حقق في أمرها لتنهار. أراد أن ينتقم منه ففعل، ليرى عاقبة لفت أنظار جواد إليه بعد سنة، ليدرك أنه كان ساذجا في تفكيره أن عاقبته الوحيدة كانت ذلك الضرب المبرح الذي تلقاه منه حينذاك…

اقتحم مكتب المحاماة الخاص بجواد شبه مدمر، يكاد ينهار من قهره وغضبه أمام طاولة مكتبه: أدري إنك ورى خساراتي السنة ذي كلها!

نظر له جواد ببرود، مشيرا بعدها لسيكرتيره وحراس الأمن المتجمعين خارج المكتب بالابتعاد وإغلاق الباب، كلها بحركة واحدة. نهض واضعا يديه في جيوب بنطاله، ينظر له كأنه حشرة مقرفة: وإذا كنت؟

حاول بندر لكمه، ليتجنب جواد ضربته ويردها له بأضعاف. أردف بسخرية متشفية وهو يراه ينهار على ركبتيه فعلا: ما سويت شي مخالف للقانون، إنت اللي كنت داس مصايب في شركتك. كل اللي سويته إني كشفت معاملاتك الممنوعة.

كلماته بعثت في روحه الفوضى. هل يمكن؟ هل من الممكن أنه قد اكتشف..!

ابتسامة جواد كانت حادة، والنظرة التي في عيونه باردة جليدية، تقتل في مقدار الكره فيها، في الوعيد: صدقني ما شفت شي.. وما برضى إلا لما أشوفك حافي ومنتف قدامي.

وبعدما أرعب بندر إلى حد الجمود، مشى مبتعدا عنه، يفتح الباب ليطلب من حراس الأمن التخلص منه.

(لا تجي فطريق جواد السيف..)

صدقوا.. صدقوا..

انتهى البارت..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 04:37 PM   #6

Electron

? العضوٌ??? » 779
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 782
?  نُقآطِيْ » Electron is on a distinguished road
افتراضي

كل عام وانتوا بخير
ما شاء الله اسلوب الكاتبة رائع

Maha bint saad likes this.

Electron غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله
رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 05:04 PM   #7

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


بيان واضح أنها عانت مع ياسر قبل وقوع الحادث ..
لدرجة تعجبها من رؤية ابتسامته وهو بهذه الحال فاقد الذاكرة ..
هل ستستغل الفرصة وتكسبه وتغير من أطباعه ..
والد جود قرر الزواج من زينة بعد 4 زواجات كلها انتهت بالطلاق ..
هل ستوافق زينة .. ولو قبلت فيه كيف ستكون حياتهما ..؟

ميساء وجواد شو حكايتهم وليش ما بينام معها بس مع ضرتها لمى ..؟

بانتظار القادم .. وباقي الأحداث لكشف الغموض أكثر عن هؤلاء الأزواج ..
بالتوفيق للجميع ..
وكل عام وأنتم بألف خير وصحة وسعادة ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 07:20 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





3

تنهدت بيان بضيق وهي تجلس جوار سرير ياسر: ليش قاعد تصعب الأمور على الدكاترة والممرضات؟

أجابها بنزق تعرفه: يعاملوني كأني عاجز.

حسنا، تستطيع فهم ما أثار غيظه، فياسر دائما كان حاد الطبع، عنيد الكبرياء. مكوثه في المستشفى كان تعذيبا بالنسبة إليه: تعاون معاهم طيب عشان تطلع بأسرع وقت. ولا عاجبتك القعدة هنا؟

شخر بسخرية: لأ..

يضحكها بعض المرات، كيف كان غيظه ظريفا. مدت ملعقة إليه تطعمه: يلا كل..

امتعضت ملامحه بضيق، لكنه في نهاية الأمر استسلم وبدأ يستجيب.

سمعت تمتمة الممرضة السخطة لأخرى جانبها:
With us, he throws the plates, but with his wife, he eats it all up like a hungry child
(معانا يرمي الصحون، لكن مع زوجته يأكل كنه طفل جيعان!)

منعت نفسها من الضحك من أجل مصلحة الممرضات المسكينات، لا تريد أن تلفت انتباه ياسر لهن ليحل سخطه عليهن.

مضى يومان منذ استيقاظ ياسر من غيبوبته، يومان قضى فيها ياسر وقته ما بين تحاليل وأسئلة وزيارات الأهل وبدايات إعادة تأهيله للمشي مجددا.

التزمت الحذر والبطء في أمر الوقت المفقود من ذاكرته، وأصرت على الكل اتباع المثل، لا تريد إغراقه بسيل من الأحداث وتضره. بدأت بالأمور البسيطة. مثل لائحة اتصالاته لليوم.

هذه المرة لم تحاول منع ضحكاتها من الانطلاق لرؤية الطريقة الفريدة من نوعها التي سمى بها ياسر الأفراد الذين لا يعرف أسمائهم. لائحة الشرف تتضمن أمثلة مثل *عارف للعطور*، *كسرت سكوتره*، و المفضل لها بكل جدارة: *أطعم موز*.

قالت لياسر الذي بدأ يحمر من الانحراج: مقدر أساعدك في ذولا بكل صراحة../ أردفت وهي تتذكر تفصيلا معينا: حق الموز ذا لازم تعيد اتصالك فيه، لأن بجد الموز اللي كنت تجيبه كان طعم!

تذكرت أيام وحامها، اشتهائها الجامح للموز. إذا ذاك كان مزوده!

رأته يضحك بدوره، لتبتسم له بحب أخفته بسرعة قبل أن يلحظها. أكملا مسيرتهما في لائحة اتصالاته، تزوده بمعلومات عن الذين عرفتهم وتنصحه بسؤال آخرين كلما واجهتهما عقبة، مضيا ومضيا إلى أن وصلا إلى.. وئام.

قطب ياسر حاجبيه باستغراب: وئام؟ هذي وئام بنت خالتي ولا..؟

انخمدت ابتسامتها، وحاولت بكل ما تستطيع عدم إظهار قبح الشعور الذي كان يجري في أوصالها، تومئ له بنعم: إيه.. هي نفسها.

همت بأخذ الجوال منه لتنتقل إلى الاسم بعده، لكنه منعها، يسألها بهدوء: وش جاب رقمها عندي..؟

أحست بالعبرة تخنقها، وبالقهر يطعن قلبها، لكنها قوت نفسها وأخذت نفسا عميقا تتمالك فيه نفسها قبل أن تجيب بنفس الهدوء: إنت مملك عليها من ثلاث شهور.. عرسكم محدد إنه يصير بعد شهر..

:

ككل مرة تزور فيها غرفة وحيدها في المستشفى، تشكلت الدموع في مقلتيها، ليتنهد ياسر بضيق: مو كل مرة تجين تبكين لك بحر يمه، شوفيني بخير وبألف عافية..!

هتفت شهد بنفس الضيق، تكف عن البكاء أخيرا: مقدر أمنع نفسي!

أحست زوجها جانبها يحاول تهدئة روعها كما صارت العادة في هذه الزيارات، يسأل ياسر عن أحواله وتقدمه في علاجه.

بدأ ياسر عندها: شفت رقم وئام في جوالي، وعرفت إني مملك عليها..

حاولت هي التخفيف عنه: وئام مسافرة اللحين، بس بتجي قريب لا تخاف.

رفع ياسر حاجبا: ما يهمني إذا هي مسافرة ولا لأ./ التفت إلى أبيه: كلم زوج خالتي يفسخ العقد.

الذهول ألجم لسانها للحظة، لتنطق أخيرا بـ: إيش؟!

رد ياسر عليها بنبرة أوحت بعدم الاكتراث: صحيت وسنين ناقصة من عمري ومتزوج، ليه أربط نفسي في زواج ثاني مدري عن أسبابه؟

الحق يُقال، هي حتى لا تدري لم أصر ياسر على التقدم لوئام. صحيح أنها كانت تشجعه على الزواج منها في الماضي، لكنه دائما ما كان يرفض بامتعاض، وبعد زواجه من بيان، توقفت عن طرح الفكرة كليا: بس العالم كلها تدري ومتوقعين..

هز كتفا: والله عندي عذري. خالتي بتتفهم.

كانت ستعترض أكثر لكن زوجها أشار إليها بترك الموضوع. بدا عليه الرضا التام من قرار ابنه، لم يكن عادل مؤيدا لفكرة زواج ياسر من وئام في بادئ الأمر: سويت خير بدل ما تظلم المسكينة معاك.

/

/

كانت تهم في الخروج مرتدية عباءتها ونقابها في يدها، لكن..

كما أصبحت عادتها منذ انتقالها لهذا القسم، توقفت ميساء عند الباب في آخر الرواق المؤدي إلى غرفة نومها.

"نفسي أعرف وش ورى هالباب.."

القسم الذي تسكنه كان مقسما إلى دورين، دور سفلي يحتوي على مطبخ وغرفة جلوس وصالة وحمامين، بالإضافة إلى غرفتين. ودور علوي فقط كان يحوي غرفة نومها.. والغرفة التي كانت وراء هذا الباب. للآن لم تعثر على مفتاحه، والقلة التي سألت أجابوها بعدم دراية.

لكنها ستعرف يوما ما. لن ترتاح إذا لم تفعل.

:

لم تفرط في التزين هذه الليلة، لكنها لم تخرج إلا وهي راضية تمام الرضى عن مظهرها، مرتدية لفستان طويل رصاصي اللون، حريري الملمس دون تطريز ونقوش. سرحت ولفت شعرها الأسود الفاحم بأناقة، واكتفت بملمع وكحل يبرز رسمة عيونها البندقية الحادة.

قطعت بين حشود الحاضرات لتصل إلى غايتها، وقع حذائها يصدر على أرضية القاعة الرخامية بكل ثقة، دارية تمام الدراية بما انطلقت الألسن لمرآها.

(جمالها يفجع سبحان الله!)

(ما كذبوا لما قالوا إنها أجمل حريم عايلة السيف..)

(بس شكلها مغرورة..)

(اسكتي بس! ذي تشوف الناس أصغر منها!)

(على إيش يا حظي..؟! صح حلوة، بس ما تجيب عيال..)

(ولا أزيدك من الشعر بيت: طلقها ولد عمها وتزوجها واحد ثاني وقبل الزفة طلقها هو بعد! رجعها ولد عمها لذمته بعدها يستر عليها، لكن بعد إيش..)

(الله اعلم أي بلوى شافوا فيها عشان تنعاف مرتين ورى بعض..)

(صدق إن ما ورى الجمال إلا المصايب!)

لم تكترث، أو ربما تناست. تمنت لو كانت مركبة أظافر اصطناعية الليلة، لعل ألم طعن باطن كفيها بهم سيشتت انتباهها من هذا القهر الثقيل الذي تكتمه.

إعترضت طريقها إمرأتان، تنظران إليها بازدراء يخالطه الشماتة: صدق إنك جريئة عشان تظهري وجهك الليلة ذي بالذات..

رفعت ميساء حاجبا، تبتسم ابتسامة مائلة: ما أجرأ مني إلا إنتي آنسة هنادي.. لساتك متلصقة فسندس أشوف. ليه، ما قدرتي على زوجها لسى؟

إنلجم لسان هنادي ورحل اللون عنها.

استحثتها سندس بريبة سخطة: وش قصدك؟

ازدادت ابتسامة ميساء مكرا: أظنك لاحظتي تغير من اليوم اللي صاحبتي فيه هنادي.. أحد يتدخل في مشاكلك..

نظرت سندس إلى هنادي بنظرة جديدة، كأنها ربطت كل الخيوط المؤدية إلى حل اللغز: إنتي.. إنتي اللي كنتي ترسليله ذيك الرسايل!

مشت ميساء مبتعدة عنهما، واثقة أنه كان لديهما الكثير الكثير لمناقشته بينهما.

ليس من الصعب سماع سر من الاسرار في هذا المجتمع المخملي الذي تعيش فيه، خصوصا لشخص مثلها فضل الجلوس بدل الاشتراك، السماع بدل الحديث.

عرفت بسر هنادي منذ دهر. حاولت نصحها وتجاهلتها فرفعت يدها منها، غير مكترثة بما ستؤول لها الحال، فالأمر لم يكن من شأنها. لسوء حظ هنادي، ميساء كانت مترنحة بغضبها الليلة، على أقصى حدها من التحمل. اختارت استفزازها هذه اللحظة بالذات، وعليها تحمل عواقب فعلتها.

أكملت المسيرة إلى الغرفة التي كانت تتجهز فيها بشاير، وعند وقوفها على عتبة الباب، أشارت بشاير لكل الحاضرات بالخروج. وقفت بشاير بفستان زفافها تنظر إليها، الدموع تترقرق في عيونها.

أخرجت ميساء منديلا من حقيبتها، تمسح تلك الدموع قبل أن تفسد مكياجها: لا تخربيها وزفتك بعد شوي. ناوية تفجعين قصي؟

ابتسمت عندها بشاير، تتمالك نفسها شيئا فشيئا، إلى أن سألتها بخجل وهي تضمها: كيف شكلي؟

ابتسمت عندها ميساء بحنو ودفء: ما شاء الله، ما شفت عروس أحلى. قصي ما راح يعرف وين أرضه..

قاطعهما طرق على الباب، لتكون تلك إشارتها في الذهاب. باركت لها ودعت لها بالتوفيق ثم خرجت.. تعرف أن بشاير أرادتها أن تبقى أطول، لكنها لا تستطيع.

ليس لها مكان هنا.

:

لن تنكر، فاجأها حضور ميساء الليلة. لم تتوقع أن تعتب ضرتها خطوة واحدة إلى تجمع كهذا مرة أخرى.

زفرت صديقتها غادة بضيق: هذا اللي ناقص، ننطرد عشان ذيك النسرة!

قالت لمى بفتور: دوم كانت بشاير تحبها. مانيب متفاجأة من سواتها.

قطبت صديقتها الأخرى سارة حاجبيها: وعادي عندك؟

ابتسمت: عادي..

قد يفاجئ الأمر الكثير، لكنها لا تعتبر ابنة عمها ميساء منافسة لها. ربما كانت أجمل منها بأشواط، لكنها كانت تفتقر إلى الكثير.

بينما كانت لمى محبوبة العائلة، قريبة إلى قلوب كبارها، كانت ميساء أشبه بالمنبوذة. بينما كانت لمى حلوة الطباع والمعشر، كانت ميساء صعبة المراس، غريبة الأطوار. بينما كانت لمى متخرجة جامعيا، كانت ميساء خريجة ثانوية فقط. بينما مضت لمى في حياتها وقراراتها بثبات، كانت ميساء تمضيها متخبطة لا هدف لها.

الأهم أن بينما كانت لمى زوجة فعلية، كانت ميساء تضحية من أجل ستر، ردع كلام الناس.

لم يكن لميساء سوى جمالها فقط. تثير شفقتها، بكل صراحة.

عندما خرجت ميساء أخيرا من حجرة بشاير، استوقفتها غادة هاتفة: ما تباركي لبنت عمك؟ وصلت الشهر الثاني في حملها.

نظرت ميساء إليهن كأنها تلاحظ وجودهن هذه اللحظة بالذات. كان هذا أمرا من الأمور التي نفرت الكثير منها، هذا الشرود. توجهت بالنظر إلى لمى قبل أن تقول بصوت باهت: مبروك..

ابتسمت لها لمى بعذوبة: الله يبارك فيك. عندك اسم لي؟ إلى اللحين ما لقيت شي يناسب.

صوت ميساء بالكاد سٌمع عندما أجابت: لأ.. ما عندي..

أدارت ظهرها ومشت مبتعدة عنهن دون كلمة أخرى.

:

همست بشاير بصوت متحشرج عندما خطا أخوها مبتعدا بعد سلامه المهنئ عليها: جت الليلة..

لم يلتفت جواد إليها، لكنه توقف. عرفت أنها حصلت على انتباهه: طلبت منها تجي، وجت../ سألته مستطردة: متى بتنهي هذا الوضع اللي إنت فيه؟

بدل أن يجيبها، خطا جواد خارجا، ولم يفاجئها ذلك.

:

شعرت ميساء ببوادر الشقيقة تنتابها، لتزفر بضيق سخط. فكرت بسخرية، "كملت الليلة الحلوة ذي.."

سمعت سائقها المسن شريف يتكلم في هاتفه، يكرر كلماته كأنه يؤكد شيئا ما. لم تعر تصرفه بالا، فلطالما كان لشريف تصرفات وعادات لا تفهمها، أبرزها توتره وشكواه من لحظة يتأخر في إيصالها، كأنه محاسب على ذلك.

خرجت من السيارة تمسي على شريف بصوت واهن، رافضة عرضه مساعدتها في إيصالها إلى عتبة الباب. لم تصل بها أعراض الشقيقة إلى ذاك الحد بعد..

/

/

حذف ليث مسودة أخرى، لتصبح الرقم سبعون في سلة مهملات حاسوبه.

"ممل.. كله ممل.."

منذ فترة وهو يشعر بالإحباط من كتاباته، على الرغم من أن كل من يلقاه يمدحها. يرى كل جملة رتيبة مملة، في سياق أكثر رتابة ومللا. الذي يثير إحباطه أكثر هو أن فكرة هذه الرواية والمحيط الذي ستقام أحداثها فيه كانا يدوران في خلده منذ روايته الأولى، مشروعه الأكثر طموحا.

سلسلة روايات العملاء بدأت من روايته الثانية، كلها تدور حول مغامرات عملاء في منظمات دولية والقوى التي تواجهها. كل رواية كانت تتضمن بطلا وعدوا مختلفين. في كل الرواية حاول التجديد، لكنه وجد رواياته الأخيرة تتبع نمط الرتابة رغما عنه.

روايته القادمة، برج نيرو، لم يكتب فيها كلمة بعد، ولن يكتب أبدا إن لم يكن راضيا عما كتبه. كفاه رضوخا لطلبات مدير أعماله ودور النشر والعامة.

أفاقه منبه جواله من كآبة إحباطه، ليرى أن الساعة كانت الرابعة والنصف فجرا. تنهد بضيق لكونه فعلها مجددا، استغرق في أمر هذه الرواية حتى سهر. نهض ليجهز نفسه للصلاة، سارح في أفكاره.

عشق الكتابة يجري فيه مجرى الدم، لكنه عشق كان له عواقب شتى، فهو ينسى نفسه كليا إذا كان في مكتبه، ينسى الأكل والشرب والنوم.. لولا الله ثم جود، ربما كان سيكون جثة هامدة على كرسيه. الأدهى أنه لاحظ عاداته السيئة قد انتقلت إلى جود كلما انشغلت واستغرقت في شيء. كم من مرة ذكرها بأن تأكل، وكم من مرة تحملت ابنته عواقب إهمالها في المدرسة.

آخر مرة أجبرها على البقاء في البيت ثلاثة أيام بعد سقوطها مغشيا عليها في المدرسة، يهتم بها إلى أن استعادت كامل عافيتها، تاركا روايته بالكلية.

كانت تلك الحادثة ما عزز رغبته في الزواج مرة أخرى. ربما سيخفق، ربما سيوفق، لكن هذا الوضع يجب ألا يستمر.

:

توجست زينة ريبة من طلب عمها الجلوس على انفراد معها، وكان حذرها في محله عندما قال: جاني خاطب لك يا بنيتي./ قاطعها قبل أن تعرب عن صدمتها حتى: صرت في مثابة أبوك الله يرحمه، وما بعطيك لأي من كان. بنشد أصله وفصله، لا تشيلين هم.

نظر إليها عندها بحنان حازم: لا ترفضين قبل ما تفكرين زين. مين يدري، يمكن بيكون هو العوض عن رائد..

كلماته تلك هدأتها، جعلتها تفكر في وضعها الحالي. لم تعد في بيت أبيها المرحوم، وحتى إن كان عمها وزوجته من أطيب الناس، تشعر بثقل حملها وابنتها عليهما.

حتى مع شعورها حيال كلمة زواج بعد تجربتها مع رائد، لديها الكثير لتأخذ به.

تنهدت، متوصلة إلى قرارها: يصير خير..

إذا وجد عمها هذا الخاطب سيئا، فسينتهي الأمر دون أي ضجة.

إذا وجده جديرا، عندها..: ما قلتلي عمي، وش اسمه؟

فكر عمها للحظة قبل أن يجيب ويصعقها: ليث الصائغ.

انتهى البارت..




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 01-09-17 الساعة 07:42 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 09:30 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟

كل علم وأنت بخير ينعاد عليك وعلى الأمة الإسلامية باليمن والبركات

والآن نأتي للرواية

أول شيء أحب أهنيك فقد انتقلتي نقلة نوعية من روايتك الأولى والتي بالطبع كانت رائعة

ذكرتني بالمقولة

لما تفك ما راح تسك

قريتها في أمسية واحدة وكم كانت جميلة هذه الأمسية وأنا أحتسي أكواب الشاي واحد تلوي الأخرى حتى لا أشعر بالنعاس

تلك الرواية الأولى الفئة العمرية كانت بين سن المراهقة وسن الشباب المبكر

هذه الرواية سن الشباب المتقدم وسن النضج

تقريباً ثلاث مراحل من عمر الشباب

الأكبر قليلاً من المبكر والشباب المتوسط والشباب المكتمل الناضج

زينة و ليث

يمكن حماس العم يقل لهذا الزواج بسبب طلاقات ليث المتكررة

فأربع زواجات فاشلة ليس من السهل التصديق أن 4 نساء غير صالحات وهو وحدة الرجل الصالح

و ربما زينة هي من تصر علي الموافقة لأنها امرأة ناضجة

لكن ننتظر وسنرى

\\

بيان وياسر

منذ الفصل الأول والمقدمة شعرت أن وراء ياسر إمرأة أخرى

لكن للأمانة لم أتوقع زوجة ولا ابنة خالة

بالعكس توقت يحب إمرأة غريبة قبل أن يرتبط ببيان

حتى شفرات الأرقام الهواتف

*عارف للعطور*، *كسرت سكوتره*، *أطعم موز*.

وراءهم سر أو لا ليس سر

لكن حرج ياسر غير مبرر

ماذا حدث خلال 3 سنوات وجعل ياسر أن يرتبط بأخرى كان أصلاً يرفض الارتباط بها ؟؟

هل معقول أحبها ؟؟

ننتظر ونرى

\\

ميساء و جواد

ميساء شخصية غامضة

الناس تقول عنها مغرورة لكني لا أحس إنها مغرورة بل أحسها واثقة في جمالها

والناس تغار منها

الغموض في لماذا لم تكمل دراستها ؟؟

يمكن ميولها فنية إبداعية ولم توفر لها تدرس فنون جميلة في المملكة لسبب رفض أهلها ربما۔۔۔۔

أشعر أن سبب طلاقها من زوجها الثاني هو جواد نفسه

(لا تجي فطريق جواد السيف..)

جواد ما طاق تتزوج واحد ثاني فأنهى زواجها ورجع تزوجها

أما لمى

هل يا لمى إنتِ عقلك محدود حتى لا تري في ميساء منافسة ؟؟

أقل منها تشكل منافسة فكيف بهذه ؟؟

أو يمكن قالت هكذا حتى تمنع القيل والقال في الزفاف ومن داخلها تحترق

نهاية البارت أتوقع جواد لحق بميساء لأنه يعلم أنها ستصاب بالشقيقة هو الصداع النصفي المزمن

بعده ماذا سوف يحدث ؟؟

بالنسبة للغرفة اللي تتكلم عنها ميساء

أتوقع إنها غرفة ذات بابين باب في قسم ميساء والآخر في قسم لمى

وسبب هذا لأنه يطمئن سراً على ميسا لأنها مصابة بالشقيقة

المهم

هنا أتوقف على أمل أن نلتقي بك غداً

كانت عيدية جميلة في العيد هذه الرواية







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-17, 10:57 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

عودة مرة ثانية

تدرين ألفيرا جا في بالي شي

يمكن ميساء

للحين بنت

لهذا سبب ما حملت

ولهذا السبب أفسد جواد زواجها الثاني

لمحة الحزن التي ظهرت على وجه جواد تعني أنه مقصر في حقها وظالمها

متى يأتي الغد لينكشف الغمام ؟؟؟؟


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.