آخر 10 مشاركات
فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          لُقياك ليّ المأوى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          حين يبتسم الورد (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة سلاطين الهوى (الكاتـب : serendipity green - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          379-لا ترحلي..أبداً -سوزان إيفانوفيتش -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          378-ثورة في قلب امرأة -تامي سميث - مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          377-حب من أول نظرة -بات ريتشارد سن -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          376 - الهروب من الواقع - جودي بريستون - م.د** (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

Like Tree315Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-18, 11:53 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 دمية جميلة للبيع / للكاتبة سُهادَ . .






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
دمية جميلة للبيع
للكاتبة سُهادَ . .



قراءة ممتعة للجميع۔۔۔۔




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 10-12-21 الساعة 04:07 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 11:54 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روايه تجمع بين النادر و المعتاد ، و ابطال روايه يطوفون بين شر و خير و بشكل عام فرواية "بيني و بينك " هي ماكانت قصة قصيرة كتبت بوقت فراغ ، و اصبحت رواية طويلة غير مكتملة ، نكملها معا بإذن الله ...



نلتقي الاسبوع القادم بإذن الله بنفس هذا اليوم ...



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 11:55 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






1




بيني و بينك ..؟



اليوم هو عائد بعد سفر طويل خارج ارض الوطن ..
وصل لمطار جدة .. و بعد ان بقي بجدة اسبوع بـ فله والده .. قرر العودة لرياض لكن برا ..
لعل السفر يضيع الافكار السيئة .. السفر مريح خصوصا عندما تمتلك سيارة فارهه ذات دفع رباعي من نوع مرسيدس بنز
يسافر وحيد و باقل قدر من الامتعة ، حقيبة ملابس صغيرة مقدر اقامته بالقصيرة للغاية ..
عندما اقترب من الرياض .. قرر الاستمتاع بمنظر الرمال و سكون الصحراء .. و بمحاولة لتأخير مقابلته لأقاربه ...
انحرف عن الطريق سالك طريق ترابي ... لم يتعمق كثيرا .. وجد بقعة كانت تبدوا كما لو كانت مقر لتخييم احدهم ...
هبط من السيارة ليتمشى قليلا .. ثم يتوضأ و يصلي العصر ...
لكن كان ملفت للانتباه منظر بقعة معينة و كأن قد حفرت و اعيد طمرها من جديد و من وقت قريب .. ربما اليوم صباحا ..
اقترب ليتحسسها و يتفقدها .. و كان احدهم دفن شيء ..
ابتعد لم يكن ابدا من النوع الفضولي ... لكن بمجرد ان سجد احس بان سمع صوت .. مثل صوت هاتف محمول .. لكن لم يكن هاتفه بتأكيد ..
انتهى من الصلاة ووجد قلبه مرتبط با المكان ..
عاد الصوت يشق صمت المكان .. " ترررررررررررررررررن "
و كان المصدر البقعة الغريبة ..
اقترب ووضع احد اذنيه فوق الارض .. شعر بغرابة و نال منه الفضول ..
حفر بيديه المجروحة و التي جرحها بسبب ذكرى وفاة شقيقته و زيارته لقبرها ...
و على عمق بسيط كشف المستور .. يبدو ان من دفنها لم يسعفه الوقت ليعمق القبر ... كانت فتاة مشبعة با الدم .. و كانت صغيرة ...
انخفض بسرعة ليجس النبض .. كانت تتنفس .. نفس ضيق .. مرافق له نبض خفيف يكاد يتوقف ..
كانت بنفس سن العنود .. لكن أطول ... و أنحل ... و اكثر بياض ... ترتدي طقم وردي .. بشعر اسود طويل مبعثر و متشابك و ملتصق بوجهها ... لم يرها غريبة كانت بعينية " العنود " ..
حملها و اخرجها .. لم يستطع انقاذ العنود لكن بتأكيد سينقذ هذه الطفلة ..


/
/
/


وقفت السيارة بعد سفر طويل من الرياض الى مكة .. كانت تتظاهر بالنوم مسندة رأسها لزجاج بوضع غير مريح ...
قلبها مشغول بشقيقتها الاكبر .. اين هي .. و كيف حالها ... و ماذا فعل بها اخيها ...
تدعوا ... و تدعوا ان تكون بأمان و لا تشتكي من بأس ....
التظاهر كان بغرض ان لا تحدث زوجة اخيها .. أو با الاحرى لا ترد على كل كلمة قذرة تنطقها زوجة اخيها ...
قرر اخيها الوحيد قائد السيارة و من خيب ظنها مؤخرا الوقوف المؤقت امام مسجد صغير قديم و المفتوح دائما لكل عابر سبيل ..... لا يحتوي على قسم نساء ... عدا كون المسجد قديم فهو مقطوع .. و مبني

بعيد على هذا الخط السريع ...
كان الوقت قد تجاوز موعد صلاة العشاء بكثير .. لكن لان اخيها تجاوز اخر معالم للحضارة و كان احد ابنائه يحتاج للحمام ... توقف ..
هبط اخيها و احد ابنائه لصلاة فيما بقيت زوجته و ابنه الاصغر و الخادمة و هي ..
و بما انها تحتاج للحمام و لا احد بالمسجد سوا اخيها و ابنه قررت دخوله هبطت و هي تعلن بصوت هادئ : محتاجة الحمام ...
و هي هابطة تعمدت التعثر و ضرب رأس زوجة اخيها " الافعى و التي لفقت لاختها تهمة كاذبة " ..
و التي صرخت منفعلة : عمى بعينك يا ....
هبطت و هي واثقة من انتظار الجميع لها ...
لكن ما لا تعرفه هو ان زوجة اخيها قررت معاقبتها على وقاحتها .... فبمجرد ان صعد اخيها انطلق ... معتقد بان من هبط هو وابنه فقط ..
و شقيقته نائمة لذا هو لا يسمع صوتها ..







خرجت من الحمام .. كان الذهول هو اول ما اصابها . .. اين ذهب الجميع ؟ ... لما لم ينتظرها ...
بتأكيد هذا من فعل زوجة اخيها ... انبت نفسها لم يكن يجب ان تغضبها .. بتأكيد اخيها سيفقدها و يعود ... لكن متى ...
هل تنتظر بداخل المسجد .. او با الخارج ...
كانت مرت خمس دقائق فقط و هي تقف مترددة بين الانتظار في المسجد او الوقوف با الخارج ...
ترتدي اسفل عباءتها بنطلون جينز سكيني و تي شيرت اسود ...
الرياح في الخارج ساخنة لذا قررت الانتظار بالمسجد .. احتضنت نفسها و هي تردد .. " الصبر .... الصبر .. أكيد بعد لحظات راجعين"
سمعت اصوات التوقف ... اطلت من احد نوافذ المسجد لتجد ما يقف بجوار المسجد شاحنات نقل ضخمة ...
الخوف ... الرعب ... هو ما دفعها للاحتماء ... دخلت لأحد الحمامات و اغلقت الباب ...
دقائق حتى توقف عدد اكبر من الشاحنات ... دقائق و ارتفعت اصوات اجنبية ... قلبها لم يعد ينبض .. و تنفسها حبس ... العرق تصفد من جبينها ... عينيها مفتوحة على الاخر ... تنتظر و تنتظر .....
خطوات اقتربت من الحمام ... حاول فتح الباب .. ثم ابتعد ... عاد الصوت و لكن لم تكن خطوات لشخص واحد و لكن لعدة اشخاص ....ضرب الباب .. ثم دفع حتى كسر تماما ...
وجدت نفسها تحدق بخوف ... لثلاث ازواج من الاعين .. يمتلكون اجساد طويلة و الوان داكنة و ملامح خشنة و ملابس اجنبي ... لم يكن هنالك مفر الجدران من الخلف و الرجال الغريبون من الامام ...
اقترب احدهم و كان الاجرئ ليخرجها و هو يمسك بها من معصمها ... حاولت المقاومة و الركل ... لكن من يركل صخرة ثابته ...
كاد التنفس يتوقف ... و هي تصرخ لعل احدهم يسمع و ينقذها ... لكن بسرعة قام احدهم بتكميمها ...
اقتيدت من الحمامات لخلف المسجد ... اصبح العدد اربعة .. الرابع كان الاطول و الاضخم و الاخشن و ذو الملابس القذرة كان يمتلك ملامح شريرة مظلمة لم يكن بعينيه اي نظرة تعاطف أو رحمة ...

تحدث بصوت خشن بلغة لم تفهمها ... و كان الرد من الثلاثة جميعا ...
عاد للحديث و الاشارة بيديه و النظر لها ... كانوا يتناقشون ماذا سيفعلون بها ...

الصور المرعبة اندفعت لذهنها ... الخوف زلزل كيانها ... الجنون استولى على عقلها .... صراخها المكتوم قطع احبلتها الصوتية ... عينيها امتلئن با الدموع ... حاربت بقوة لتخلص ... للمقاومة
شخص من بين الاربعة كان يبدوا رحيم .... جثت على ركبتيها و هي تتوسل بعينيها ... لكن لا استجابة ...
تحدث من جديد ذاك الشرير .. رد احدهم بسخط مجلجل ...
فجأة غادر الشرير المظلم ... و بنفس الوقت حاول احدهم ايقافها و اقتيادها .. كانوا ثلاثة ... كيف تهرب ... و هي لا تستطيع حتى الوقوف ...
عاد بصمت لم تشعر به ...ذاك الضخم ذو الملابس القذرة ذو الملامح القاسية وجه ما يشبه لسلاح ثم انطلق منه رصاصة لتقع تحت قدمي احدهم و الذي قفز مرتعب ...
لاحظت ان من يمسك بها قد تركها ... وقفت ترتجف حتى امتدت يد حامل السلاح لها و هو يطلب اقترابها منه : تعالي ...
عقلها لم يترجم معنى الكلمة ... و كأن مازال يتحدث بلغة مختلفة ...
لم تتحرك كانت خائفة من هذا الرجل اكثر من خوفها من الثلاثة مجتمعين .... لم يترك لها فرصة لتفكير .. أو اتخاذ قرار ... تقدم و هو يشهر سلاحه للجميع حتى اقترب منها و بيده الحرة كمش على رقيتها

ثم سحقها و دفعها لتتحرك امامه ...









التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 23-02-18 الساعة 12:31 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 11:56 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\





2







عاد بذاكرته ل سنة مضت ..
يومها الافكار الشيطانية تتدفق بسرعة و جنون ..
يتمنى ان يمتلك سلاح ناري .. تخيل ببطء ابناء عمه الاربعة و هو يتصيد كلا منهم و يبدأ بتفجير رأس اربعتهم من الاكبر حتى الاصغر ..
لا لن يترك احد ..
لا احد من هذه العائلة الفاسدة .. القذرة ..
لكن القتل السريع .. لا يشفي و لا حتى يرضي نفسه الغاضبة
هذا الغضب المتفجر كبركان كيف يهدئ .. كيف يطفئ .. قبل سنة و حتى الان لازال يشعر به يستوطن قلبه ..
يومها لم يملك إلا ان يمرر كفيه بحنان على القبر الرطب ..
في مثل هذا اليوم قبل سنة تم دفن اصغر اخواته .. " العنود " توفيت بعمر الثامنة عشر ..
عاد مشهد ذاك اليوم الفظيع

اخيه الاوسط " عبدالملك " و هو يساعد والده على الوقوف .. اما اخيه الاصغر " سامي " فتحول لطفل باكي و شهقاته تذوب في سكون المكان ..

كان انتهى الأخوة الثلاثة من دفن الاخت الوحيدة ...
عرف بأنها وجدت بغرفتها تنزف بشدة .. و قبل نقلها للمستشفى لفظت انفاسها الاخيرة ..
و لان احد اخوتها " عبدالملك " كان طبيب .. و هو يحاول مساعدتها .. اخبرته و هي ترفض نقلها للمستشفى : لا تفضحني يا اخوي ..

لم يفهم ما قالت حتى كررت بخوف : كان ولد عمي .. وعدني نتزوج .. بس .. انا وثقت فيه لان ولد عمي .. و لما قلت له باني حامل .. قال روحي لإخوانك ... خل ينفعونك ...

اتضح لاحقا بانها كانت تنزف بعد ان اجهضت ..
توفيت با المنزل قبل نقلها للمستشفى .. كان تاخر كثيرا اسعافها ..
لازال يذكر كيف هبط الخبر على رأسه من اخيه " عبدالملك " ..
هو لم يفجع بخبر وفاتها فقط و لكن بالسبب ..
عبدالملك اصر لعدم نقلها للمستشفى ..

ثم اخبره بعد ان كان اخبر والده : دفنها بسكات افضل ... خل سرها يموت معها ..

صرخ حينها و هو يمسك برقبة اخيه حتى كاد يختنق : وش سره ..؟؟
كانت الاجابة قنبلة : العنود ... كانت حامل .. وتوفيت بعد ماحاولت تجهض ... لو اخذناها للمستشفى ... او حتى حاولنا نستخرج شهادة وفاة ... الموضوع راح ينفضح .. سبب الوفاة راح يعرف .. وراح يكون فيه اسئلة ... مثل كيف كانت حامل و هي غير متزوجة ..

ارتخت يديه .. ساقيه اصبحت رخوة و غير قادرة على حمله .. الاخت الصغرى .. الضاحكة .. الطفولية .. المشاغبة .. البريئة .... النظيفة ....
من المجرم .. من القاتل .. من الـــــــــــــ ..
صرخ باكي مقهور نواف : من .. من .. من ؟
لتأتي الاجابة بنفس النبره حزينة مغمورة بالحقد عبدالملك : قالت من عيال عمي .. و توفيت قبل تعطيني اسم النذل ..

هذا اليوم لم تمت به العنود .. لكن من توفي كان خمسه اشخاص العنود احدهم .. و اربعة هم ابناء عمه ..

لم يفكر بأنها خانت ثقته .. لم يفكر بها كمذنبة .. لم يرها بعينية سوء الطفلة البريئة الصغيرة ..
الفتاة التي فقدت والدتها مبكرا .. ام توفيت بعد ولادتها بعدة اشهر ..

العنود كانت خائفة .. كانت تتألم بصمت .. بعد ان استغلها قذر .. جرح طفولتها .. استباح براءتها .. ضيع شرفها .. و دفعها خائبة للموت ..
مدللته تجرعت الالم صامته وحيدة ..
مدللته ظلمت ..
مدللته احدهم سرق فرحتها ..

قرر والده دفنها بأحد الاراضي التي يمتلكها بعيدا عن المدينة .. و يبقى سرها بين الاربعة والدها و اخوتها ..
و تنتهي قصة حياة العنود هنا ..
لكن هو كان له رأي اخر ...!!
اليوم هو عائد بعد سفر طويل خارج ارض الوطن ..
وصل لمطار جدة .. و بعد ان بقي بجدة اسبوع بـ فله والده .. قرر العودة لرياض لكن برا .. انحرف عن الطريق سالك طريق ترابي لكن كان ملفت للانتباه منظر بقعة معينة و كأن قد حفرت و اعيد طمرها من جديد و من وقت قريب .. ربما اليوم صباحا ..
اقترب ليتحسسها و يتفقدها .. و كان احدهم دفن شيء .
لكن بمجرد ان سجد احس بان سمع صوت .. مثل صوت هاتف محمول .
اقترب ووضع احد اذنيه فوق الارض .. حفر بيديه المجروحة و التي جرحها بسبب ذكرى وفاة شقيقته و زيارته لقبرها ...
و على عمق بسيط كشف المستور .. يبدو ان من دفنها لم يسعفه الوقت ليعمق القبر ... كانت فتاة مشبعة با الدم ..
حملها و اخرجها .. لم يستطع انقاذ العنود لكن بتأكيد سينقذ هذه الطفلة .


/
/


استفاقت و هي بسرير ... ترتدي ملابس مستشفى ...
الالم يصرخ بكل انش بجسدها ...
تحركت بصعوبة ... ادارت عينيها با المكان ... هي على قيد الحياة ...مازلت تتنفس ..
لماذا ..
فاضت الدموع .. كانت اعتقدت ان قصة العذاب اخيرا انتهت .. لكنها لم تنتهي ... من انقذها .. من اعادها للجحيم .. من تجرئ على سرقت النهاية المقدرة .. من ..
لتلاحظ ان يدها بجبيرة .. و عينها اليمين ملفوفة با الشاش ... و هناك الم كسكين بصدرها ... حاولت الوقوف... لكنها تهاوت بسرعة .. و مع ذالك حاولت التحرك .. الابتعاد ... الاعتراض ...
تدخلت ممرضة محاولة التهدئة لكنها كانت ساخطة و مشوشة... الدوار تغلب عليها قبل ان تتغلب عليها الممرضة ...

في وسط الفوضى ...
دخل رجل .. كان من المفترض ان تستغرب .. تستنكر ...
لم تشعر بكونه غريب .. كانت ميتة و لو كانت حية .. كيف لجثة مثلها ان تشعر باستنكار .. لم يكون لديها مشاعر ..
حركت احدى يديها لتمسح دمعة فيما لحق بالرجل طبيب ليسأل المريضة : كيفك العنود اليوم ؟ ....
و بذهول من موقفها : اهدي العنود ...
و بمحاولة للاسترضاء : أخوك هنا ...

العنود ؟.... هذا ليس باسمها ... تحركت محاولة ان ترطب فمها لتتحدث لتجد الرجل يتدخل : العنود ... أنا هنا ..
العنود .. و هذا الرجل الغريب يعرف عن نفسه بكونه اخيها ...نظرت بحقد له ... و اكملت محاولتها لتخلص و الفرار عندما تحدث الرجل مع الموجودين : ممكن تتركونا لحظة ..

الطبيب خرج مباشرة لكن الممرضة كانت مترددة .. لكن اقترابه لسرير المريضة بثقة غامرة كانت اشارة على ان الوضع طبيعي فخرجت ....
سأل بهدوء : كيفك ؟
لم ترد
فيما اضاف بهدوء : كنتي مدفونة ... مضروبة ... لما اخذتك للمستشفى ... طلبوا بيانات المريضة ... ... العنود .. هو اسم اختي

كان لازال صدرها يعلوا و يهبط بنفس سريع ... تنظر له رافعة رأسها و هي مستعدة لتحرك بطيش
فيما اكمل : انا مستعد اساعدك .. بس ما عرف كيف ..
اقترب اكثر و هو يتحدث بصوت هادئ : كيف اساعدك ..

فكرت .. و لم يخطر بذهنها إلا الموت
لتتحدث بصوت متقطع غاضب : عــ..طــ.. ـنــــ..ـــي ...... مـــ ــــوتـــــ ـــي

نظر لها للحظة بتمعن ثم صرح : اهلك هم اللي دفونك حية ؟
همست ببحة مقطوعة الانفاس : اهلي ... ماتوا ... من زمان ..

انتظرت الاجابة ... انتظرت ان يخبرها بان لابد ان تصرح باسم والدها أو رقم احد اقاربها ... انتظرت ان ينظر لها باتهام لعدم رغبتها با العودة ... انتظرت الادانة ...
لكن النظرة التي رمقها بها كانت مختلفة : ماتبين ترجعين ؟
مسحت دمعة مالحة تدحرجت وحيدة فوق خدها : راح ...يحاول ... يذبحني .. مرة ثانية ...يعني لو ... تركتني ... من البداية كان ... افضل ...

اعاد السؤال : يعني مالك رجعة ؟
اجابت بعد ان اغمضت عينيها : لا

سأل و هو يتحرك مبتعد يفكر : فكري .. لو لك قريب ممكن يساعدك ... او ..
همست صارخة مؤلمة لحنجرتها الجافة : لا ...
ثم بحقد : ليه تساعدني .... من طلبك ... لو تركتني اموت ...
قطعها موجة من الشهقات و الانين ..

انتفضت و هي تتذكر ما مضى ... تحركت بغضب و هي تنتزع التغذية الوريدية بيدها ... ليقطر الدم ..
تحدث مهدئ نواف : اسمعيني ..
و بصوت مقنع : ما راح اسالك ليه ... او وش مسوية .. أو انتي من وين ... او وش قصتك ...

نظرت له بتشويش بينما اكمل : كل هذا ما يهمني .. لو وافقتي على طلبي ...
مازلت لم تستوعب .. بينما طرح بثقة : طلبي ... تكوني اختي ... العنود .. تلعبين دورها ... تلبسين ملابسها .. تتصرفين مثلها ... و تتقنين الدور ..

لم يكن لها دور بعد الان بالحياة .. هي شخصية متوفاة و من المفترض ان تكون الان تحت الرمال في طور التحلل كجثة عفنة ..
لكنها حية و لا مكان لتذهب اليه .. و لا احد لتلجئ له .. و ليس لها حتى دافع بالحياة لتحاول النجاة ..
كانت مجرد فتاة مدمرة .. لا احد يرغب بها ... حتى هذا الرجل الذي هنا لو عرف حقيقتها لم يكن ليبقى معها بنفس الغرفة ....
همس جاذب لانتباهها : اكيد تفكرين وين العنود ؟

كان يفكر هل يخبرها .. هل يثق بها .. هل يفصح عن السر
ليقرر بصوت متهاوي : متوفيه ..
أكمل بمحاولة لمقاومة عاطفة حزينة لذكرى: بس ماحد يعرف .. يعني انتي راح تعيشين باسمها .. و كل اوراقها الرسمية راح تكون لك ...

ان تحاول ان تستغل الرجل و تقبل بالصفقة كان شبة مؤكد ...
لكن لماذا هو طرح الصفقة .. تجاوزت مرحلة ان تعتقد ان هنالك اناس تعطي دون مقابل لتتراجع بسريرها و هي تغطي نفسها : ليه تطلب مثل هالطلب ؟

نظر لها كان يعرف ان هذا من حقها .. من حقها ان تعرف ... هو لا يعرض عليها المساعدة بلا مقابل ..
اجاب ببرود : ماتت من دون تقول من كان سبب موتها .. واحد من اقاربي هو الفاعل .. ضيع شرف بنت عمه و تركها حامل .. ماتت مظلومة و حقها ضايع ...
و بالتفاته سريعة لها : لو بيدي رجعتها للحياة و اخذت حقها ..

نجح في جعلها تفكر بتسائل هي : و كيف تاخذ حقها .. لو لعبت انا دورها ؟

اجاب و هو يفسر : ايا كان الفاعل ... راح يرجع لضحيته ... يستغلها اكثر .. دامها ساكتة ...
لم ترد .. همس و هو يخرج : فكري بعرضي ... و اعطيني ردك

كان باليوم التالي عندما عاد .. وجدها تجلس على السرير ووجهها لنافذة قطعت كلاماته لسلام بسؤال : لو فرضنا بعد ما تاخذ حقها .. او لو فرضنا ما نفعت خطتك .. انا وش مصيري ؟
اجاب بعد ان اخذ نفس : راح تظلين بمكانة اخت ... في كل الحالات مو بصالحي احد يعرف عن قصة موت اختي ..

سألت من جديد : اهلك .. اقصد .. ابوك و امك و اخواتك .. وش رأيهم ؟
اجاب و هو يجلس متكتف على احد الكراسي البعيدة : امي متوفية .. ولي ثلاثة اخوان و ابوي كبير بسن ... و كلهم بصفنا أكيد .. ابوي مقاطع عمامي .. كله عشان لا يحط يده بيد من ضيع شرفه .. و اخواني هربوا من الديرة عشان لا احد يسألهم عن اختهم الميتة من سنة ..

سألت و هي تدير رأسها باتجاهه : اقاربك لو قابلوني راح يعرفون انا مو العنود ..
اجاب بسخرية مريرة : لا تخافين محد يعرف شكل العنود ... اخر مرة قابلت اقاربنا كان عمرها عشر سنين .. و من بعدها نقلنا جدة .. ثمان سنوات مرت من اخر مرة تحولت من طفلة لشابة .. الوحيد العارف شكل العنود الكبيرة هو الـــ... و هذا لو قرب طاح بفخنا ..

وقف و هو يستفسر بهدوء : وش ردك ؟
اجابت بعد ان اغمضت عينيها : موافقة ..

هز رأسه علامة على رضاه ثم تحرك معلن : اخلص الاوراق عشان نطلعك من المستشفى ..
رفعت يدها تستوقفه : ما راح ... تسألني على الاقل عن اسمي ؟

نظر لها بغضب مباشر : اسمك العنود ...
سقطت يدها الى جوارها و هي تنظر له



|
|





هبطت و هي واثقة من انتظار الجميع لها ...
لكن ما لا تعرفه هو ان زوجة اخيها قررت معاقبتها على وقاحتها .... فبمجرد ان صعد اخيها انطلق ... معتقد بان من هبط هو وابنه فقط ..
و شقيقته نائمة لذا هو لا يسمع صوتها ..

كان قد مر ما يقرب ساعة عندما تسائل : ياسمين .... للحين نايمة ؟؟
متظاهرة بصدمة و كانت فعلا قد نسيت من اخت زوجها : ياسمين ... ياسمين ... عادل وقف السيارة .... ياسمين وين راحت ...
نظر لها مذهول و هو يوقف السيارة صارخ : كيف وين راحت ...
همست بتفكير محاولة التهرب من اللوم : ما اعرف ... يمكن نزلت المسجد ... انت ما شفتها ..
صرخ بها يكاد يضربها لتتضح شخصية شرسة : كيف ما تعرفين ... لو نزلت اكيد انتي لاحظتي ..
همست بخوف : اظن .. هي دخلت بعدك المسجد .. بس على بالي هي رجعت معك ..
اندفعت يده ليمسك برقبتها : تظنين !!... لو صار شي باختي راح اذبحك ... سامعة لطيفة ..

اندفع بسيارة بسرعة شديدة عائد من نفس الطريق الذي اتى منه ... كان مر على وفاة والده ست اشهر فقط ... تارك له امانة ثقيلة ..
اختين ... هيفاء يمتلك هو و هي ذات الام و الاب
هيفاء الاكبر و الاجمل و التي اخبرته زوجته بأنها ذات تصرفات مريبة ..... لكن لم يصدق ..
حتى وجد فواتير الهاتف مسجل بها المكالمات طويلة بأوقات لا يتواجد بها ... و مع ذالك لم يصدق حتى شهد بعينيه ...
قبل ايام امسك بها متلبسة و هي عائدة بمنتصف الليل رافضة اخباره مع من كانت أو من متى بدأت تتسلل خارجة من المنزل ...
هيفاء بلحظة غضب و جنون ضربها حتى فارقت الحياة ... و ليس بنادم على قتلها ... و دفنها بصحراء ..

ياسمين كانت الصغرى ... يشاركها بنفس الاب .. لكن والدتها مختلفة ..
هو كان مسافر لمكة لإعادتها لوالدتها ... لا يثق بها و لا يعرف كيف يتصرف معها ... لكن هاهو يفرط بها ..
وصل ليبحث .. لكن المسجد كان خالي ... كان تركها هنا منذ ساعتين تقريبا ...
نظر لهاتفه المحمول يبحث هل وصله رسالة أو اتصال ... هي ستجد من يساعدها ... ستتصل .. و ستعود سالمة ..
جلس يرتعد محاول دفع الافكار السيئة .. و الان ماذا يفعل .. هل يبلغ الشرطة .. هل يعود للمنزل .. هل يبقى .. هل ينتظر ..
اغمض عينيه متمني لو لم يمتلك اخوات .. لو لم يولدن ... هن يسببن ضياع الشرف .. تدنيس السمعة ..
و والده كان يفضلهن عليه .. كان يدللهن .. كن مفضلات و موضع الثقة .. و هذا ما جناه من تدليلهن ..
نظر حوله و هو يشعر با الغيرة تعود لتغزي صدره .. يكرههن .. كيف كان والده يفضل نساء على رجل ..
نساء عاجزات خبيثات حتى و هن صغيرات .. حذر والده منهن ... و لكن والده كان يظن ابنه الاكبر ظالم متحجر القلب ..

وصل المكان و لم يجد لــ" ياسمين " اثر ...وقف بعد ان كان جلس على الرمال يفكر ..قرر ان يعود للمنزل .. لرياض ... لن يبلغ الشرطة .. ان عادت و هي سالمة ف لله الحمد و المنه ..
اما ان ضاع شرفها فليكن بسكات دون تشهير .. و لعلها لا تعود ..

كان مر يوم ... يوم يترقب حضور خبر ليدل على تواجدها ... يوم نسي به طعم الراحة ... يوم لم يذق النوم ..
بنفس وقت اختفائها باليوم السابق ... بساعة متأخرة من الليل وقفت شاحنة ضخمة بجانب الباب ثم طرق الباب .. كان يقف رجل يرتدي زي أجنبي " باكستاني أو هندي " قذر ذو رائحة سيئة ....
بمجرد ان فتح الباب حتى كان الرجل ينظر للخلف لشاحنة ليراها تهبط بهدوء ...
هي شقيقته ... لكن عينيها كانت با الارض .. وقفتها مكسورة ...
و عرف شيء ما ضاع ... غادر دون عودة ...
ظل اسود من القهر تسلل الى قلبه
ليهمس : ياسمين ... وش صار ؟!
مشت حتى تجاوزت الرجل و الذي ثبت بمكانه .. دخلت دون ان تنطق ..
لحق بها ادارها و صرخ بها : وين كنتي .. وش صار ..
لم تجب ..
ملامحها تصرخ حاقدة عليه ... باكية بدموع اغرقت خديها و فم مرتجف .. صرخ بها ... ثم وجد نفسه يمسكها بعنف .. كان يريدها ان تتحدث .. ان تفصح .. ان تخلي مسؤوليته ..
تدخل الرجل ليدفعه عنها ... كانت تقف خلف الغريب ...
نظر لرجل القذر ليجده يقترح : زوجها لي ..
صرخت و كأن احدهم احرقها و فكت عقدة لسانها بخوف مطلق : لااااااااا ... لا .. الله يخليك يا عادل .. لا يا اخوي ..

هذا هو الحل .. الخلاص منها .. بتزويجها و التخلي عن مسؤوليتها ..
لكن اذا كان سيزوجها .. فهي ستعود .. ستعود لتطالب بإرثها و الذي الى الان لم تأخذه .. و سيسندها رجل .. ستعود لتفضح ما فعله بأختها و بها ... كما انها ستلجأ لوالدتها والدتها لو عرفت ما فعل لابنتها لن تسكت ..
لا لن يزوجها .. سيقتلها كما فعل مع الكبرى ..
الغيرة و عدم الثقة و الكراهية و الحسد و الحقد اضرمت النار ...
ليتحدث مع الرجل بترفع : لا .. مو مزوجها ..

ابتسم الرجل ... هل حقا ابتسم ... في هذا الموقف ابتسم ...
حاول عادل ان يتحلى بالشجاعة و هو يشير بيده : اخرج ....
الرجل نظر بروية و هو يملس شاربيه براحه .. هل هذا الرجل اصم أو مجنون او هي مشكلة اللغة مع الغريب القذر : طيب خلنا نتفاهم ...
كان يتحدث بنوع من الثقة مستفز .. صرخ عادل : نتفاهم على وشو ... قلت لك اطلع برا !!

تحدث الرجل بصوت خشن واثق : انت ما تبي اختك ... و انا ابيها ...
صرخت بخوف شديد : عادل ... لا .. عادل

ببطء تبلور الموضوع برأسه ... كان الرجل فقير معدم و يريد امرأة و اجنبي ربما يتحدث بلهجة قريبة من المحلية لكن هذا ربما لكونه عاش هنا كثيرا .... الان فقط فكر .. ربما هو ليس منقذها و لكن من ... وبهذا لن يقبل احد بان يتزوجها غيره ...
الرجل بتوضيح : لو زوجتني ... ما راح تشوفها مرة ثانية ...

كانت صفقة .. صفقة بيع لامرأة كدمية جميلة مكسورة .. طرح ما يدور بخلده دون وعي و هو يفاوض : امها .. لو عرفت راح تقوم الدنيا ..
رفع عينيه بتتمه : راح تستردها ..

اجاب الرجل بتنحيه تامة و حاسمه لما قال عادل : راح اخذها بعيد ... مستحيل احد يقدر يوصلها ...
بكت بخوف و هي تحضر الاتفاق : لا يا عادل .. لا ... زوجني .. زوجني اي احد .. بس هذا لا .. و الله تقتلني اهون ...


نظر لرجل : تجبرها تتخلى عن ارثها .. و ابدا ما ترجع لي .. و لا لامها ..
اجاب الرجل بهزة رأس موافقة : تم ... موافق ..




|
|



باذن الله قريبا لنا لقاء



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 11:57 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

3


|
|




بعد عرضه لزواج .. الأخ الأكبر.. عادل من العدل ..سندها وعونها وحاميها وما بقي لها من بعد والدها أخذها و حبسها بأحد الغرف ...
منتظره ليحدد مصيرها .. كانت تدعي إن يتراجع عن ما يخطط له ...
تذكرت ما حدث بعد إن أخذها ذاك الرجل الغريب القذر من المسجد ..
بعد إن استقرت بسيارة سألها بصوت خشن : وين ساكنة ؟
كانت باكية .. دموعها أغرقت خديها .. و يديها و قدميها بحال اهتزاز .. ليصرخ بها لتتراجع برعب مرتطمة بالباب : قلت وين ساكنة .
هو ليس بأجنبي .. فالكلمات واللهجة تدل على كونه مواطن لترد بتردد : بيت اخوي بالرياض بس مسافرة لمكة ، أمي في مكة ...
بعد إن استمع لصوت الرقيق والخوف المهتز :و كم عمرك ؟
أجابت بعد إن ابتلعت غصة :سـبــعــطـعــش ..
نظر لها بعينيه بتأمل بينما الشاحنة الضخمة تشق طريقها في ظلام الطريق .. ثم أعاد النظر للإمام ..
فكرت بأنها غير قادة على الخروج من السيارة فالأبواب مغلقة .. و لا هاتف معها ... و هو قد لا يفكر بإعادتها لأهلها ..
تحدثت بصوت باكي متوسل : ردني لأهلي .. اخوي أكيد فقدني ... أكيد راح يرجع لي .. رجعني للمسجد .. أو عطني جوالك اكلم ..
سألها و هو ينظر لها : يعني أخوك تركك بالمسجد ؟
همست بعد نشيج : ما يدري ... تركني و هو ما يدري ..بس راح يرجع لو فقدني...
تحرك منزعج و هو يتحدث برويه : بردك لأبوك ، وين ساكنة ؟
أجابت و هي تنظر بترجي : أبوي متوفى
ابتسم وهو يحرك رأسه بعلامة على عدم الصدمة لم يكن متعاطف .. بل ربما وجد الموضوع محل سخرية .. معلق بلا مبالاة : يتيمة أب ..
شعرت بخوف أكثر لتطلب بتوسل : ردني للمسجد ، أكيد اخوي راجع للمسجد أو عطني جوالك .. أو أنت اتصل فيه راح ..
قطعها : أنتي عايشه مع أخوك ؟
لم تعجبها الأسئلة .. هو يراوغ .. همست ببكاء : خذني لامي ، أمي بمكة .. كم بيننا و بين مكة ؟
أجاب و هو يفكر بتأمل : كثير ...

كان على مد النظر ضوء و سيارات بدأت با التباطؤ لمحت لوحة زرقاء أضيئت عاكسه أضواء السيارة معلنة " نقطة تفتيش مرورية الرجاء خفض السرعة " شـــــرطــــــــة
لأول مرة تشعر بفرح لمرورها بشرطة ... فرصتها للهرب ...
كانت تنظر لنافذة بلهفة ثم شعرت بما سقط ليضرب رأسها بقوة من الخلف و الم شديد احرقها ثم تحول المنظر لظلام دامس افقدها الوعي ...

استيقظت لتجد نفسها مستلقية على سرير بغرفة ضيقة بمروحة متهاوية معلقة بسقف بحركتها تصدر أصوات تهدد بسقوط .. جدران بطلاء مخضر .. و ما يشبه لمكيف بركن مغبر ..
بنافذة واحدة صغيرة مرتفعة ..
جلست و هي تشعر بألم قوي .. جميع أجزاء جسدها يتألم ..
وجدت الرجل يجلس إمامها على الأرض.. و نظرات عينيه معلقة بتحركاتها .. فيما يمسك بيديه دفتر و قلم رصاص مكسور ...
عادت الذكريات تزحف بسرعة ... بكت بألم ماذا حدث و هي فاقدة الوعي .. أين هي و من متى ؟

تزاحمت الصرخات .. و هي تحاول تجميع أطراف عباءتها .. فيما هو بادرها بسؤال : أنتي بالغة ؟
السؤال استثار اسوء مخاوفها .... ضربها على رأسها ففقدت الوعي .. ولا تعرف ما حدث و هي فاقدة للوعي ...
بكت بخوف و حزن و رعشة حقيقية و هي تجيب : ليه ماتردني لأهلي ..

وقف بسرعة بجسده المهيب .. النظرات عنيفة مخيفة .. حركة يديه المقبوضة على وشك إسكاتها ...جعلتها تصمت مبتلعة بقية الكلمات مكومة على نفسها ...
كانت خائفة .. و تبحث عن الأمان .. هناك .. الأمان بمنزل شقيقها .. و لو لم يرغب بها شقيقها سوف تعود لوالدتها ..
همست بتوسل يائس : ردني لأهلي ..
غصت بدموعها بينما تحدث هو باحتقار : قومي أوصلك ! ..
وقفت باكيه لا تعرف كيف تحركت وعادت لسيارة .. و هي تبكي .. إذن هي بالرياض .. رغم كل ما حدث استطاعت إن تحدد منزل أخيها ..
وصلت متوقعة الدفاع عنها .. لكن بدلا من ذالك ...
بعد عدة ساعات من حبسها حتى لم يترك لها فرصة لتغيير ملابسها .. عاد شقيقها و هو يحمل دفتر ضخم طالب منها التوقيع .. كانت زوجة شقيقها تقف إلى جواره محاولة إجبارها على الرضوخ ..
حاولت إن تتوسل لكن لم يتزحزح عن رأيه .. يريدها إن تتزوج بهذا الرجل .. و تغادر دون عودة ..
بعد فترة طويلة من محاولة الإقناع بالتهديد.. قذفها بأنواع السباب و حتى ضربها ..
أخذت القلم بيد مرتجفة .. لتوقع تحت اسم الزوجة و تلمح اسم الزوج " عبدالعزيز "

كانت تشعر بمرارة تحطم الآمال و الأحلام .. القهر .. الظلم .. العجز .. الحزن .. الألم ..

كانت تشعر بطعم مر بفمها ... العبرة الحزينة غصت بها ... احتضنت حقيبتها ..
هذا ما خرجت به من منزل والدها .. حقيبة مليئة بالملابس .. لا غير .. و هاهي على عكس توقعها تستقل السيارة عائدة مع الغريب القذر ..
نظرت للجالس بجوارها بطرف عينها بحقد صافي ... و غضت نظرها بسرعة ...
وصلت لنفس المكان الذي أخذها له المرة الأولى .. شقة صغيرة قذرة بعمارة قديمة على وشك السقوط .. الشقة تتكون من غرفة نوم و حمام و مطبخ ..
المطبخ يحتوي على خزائن مكسورة و أرضية لزجة و كأن سكب فوقها صمغ لكثرة التصاقها ..الحمام قديم صغير .. غرفة النوم الضيقة بمجرد دخولها رمت حقيبتها و بجانب الجدار تهاوت تبكي بغير تصديق لما حدث ...

*
*
*
*


في نفس الوقت و رغم اختلاف المكان وافقت هي على تقمص شخصية أخرى .. هذا الحل الوحيد الذي عرض عليها بعد إن أنهى الأوراق المستشفى.. فوجئت بوصول خادمة تحمل ملابس و عباءة كانت كما يبدو مرتبطة بهذه العائلة .. برحلة قصيرة وصلت لفيلا من طابقين قديمة يظهر قد هجرت لفترة طويلة .. بمجرد إن دخلت
حتى بادرها : سارة زوجها سواق و كانت معنا من عشرين سنة قبل حتى وفاة الوالدة ...
توقف لفترة واستكمل : اي شي تحتاجين اطلبي منها .. ارتاحي الحين ..

طلب من الخادمة إيصالها إلى غرفة العنود والتي من نظرة عينيها لم تكن راضية كما يبدوا عن البديلة للعنود
كانت غرفة العنود يكسوها الغبار .. متروكة كما لو إن من تسكنها عائدة لها با التأكيد ..
فتحت خزينة الملابس لتجد الملابس تشابه ما احضر لها لترتدي بالمستشفى .. ملابس قاتمة متدرجة مابين اسود وبني و كحلي و بنفسجي غامق وقطع قليلة بألوان فاتحة تناسب طول العنود المتوسط أو القصيرة ربما و قامتها الممتلئة ..

لا تمانع كونها رهن إشارة نواف ... والذي تمنت لو كان شقيقها حقا ..
شيئين تحسد العنود المتوفاة عليها .. أولا:السند نواف ثانيا: خلاصها السريع من الدنيا ..

لم تكن محظوظة بقدر العنود .. لا في الأقارب و لا بالخلاص السريع والموت دون عذاب ..
با المساء تحركت لتقابل نواف مرتديه للحجاب وملاحظة تحرك الخادمة معها كظل ..
ظل غاضب ناقم و متصيد للأخطاء ..
بمجرد جلوسها لاحظت كمية كبيرة من البومات الصور
اخبرها بتمهل و هو يجلس بعد إن راقبها بتفحص : البومات بصور العائلة .. ضروري يكون عندك معرفة ..
قرب لها احد الصور بعد إن نظر لها بشوق : هذي العنود ...
أضاف وهو يرمش بعينيه بلا إرادة : الله يرحمها و يغفر لها ..


لم تكن الفتاة بصورة تشبه لها .. بجبهة واسعة و بشرة قمحية و عينين بني فاتح رقبة قصيرة وأسنان بارزة يعتليها تقويم وحاجبين رفيعين
لم تكن بشعة جدا ولكن ربما مقبولة ..

كان يعيد التفكير هو : تختلفون بطول .. ولون العيون والبشرة ..
وبعيون انزلها ليديه المتشابكة : وانتي نحيفة بينما العنود ....
كان يعدد الفروق و كأن يقول الخطة لن تنجح : شعر العنود كثير وجعد ... كانت مقصوص دائما و مصبوغ ..
مسح وجهه بكفه و هو يعلن : العيون الحواجب الفم البشرة .. الانف والاسنان ...
وبإشارة من يديه :من قمة راسك لأسفل قدمك .. مختلفة عن العنود ..

قاطعت هي : البشرة يغيرها الميك اب .. العيون يتغير لونها بعدسات .. الشعر ممكن أجعده وأقصصه واصبغه .. والجسم ممكن اسمن بسرعة .. الطول ...
توقفت لتفكر و تستكمل : ممكن العنود تطول .. أنت تقول ما قابلوا العنود من زمان..
أدارت عينيها بزوايا الغرفة لتنطق بحسم : راح أصير أشبه لها ..

سكن يتأمل ثم وبصوت هاذي : بيد العنود علامة .. بسبب حادث صار و هي صغيرة .. انقفل باب على يدها وقص قمة إصبعها الأصغر بيدها اليمين ... صار الحادث ببيت جدي ..

سكتت فيما هو وقف مغادر ...

خرج ليستنشق بعض الهواء ويعيد التفكير .. من الغباء ان يستمر بما فعل ..قبل إن يسمع صوت صرخات الرعب .. دخل بسرعة ليجد الخادمة مندفعة باحثة برعب لتستنجد به ..
لحق بها للمطبخ ليجد الدم ملوث لأرضية المطبخ .. ليصعد بعينيه ليجد السكين ملقية على الرخام
و الفتاة الواقفة تمسك بيدها النازفة وعلامات الألم تكسوا وجهها ...
متسائلة و هي تظهر يدها : كذا كانت يد العنود ..؟؟

كان إعلان إلا عودة ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 11:58 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\





4


هي ليست وحيدة ..لديها والدتها ..
كانت تفكر بأول فرصة ستجد هاتف ..
ستتصل بشرطة ثم بوالدتها ..
لا يمكن إجبارها للبقاء مع هذا البربري ..


جهزت نفسها .. هي لازلت لم تخلع عباءتها و طرحتها و حتى النقاب ..
. لا تعترف بذاك الرجل زوج ولا تعترف بكونها متزوجة ..

هو لم يعلق على ما ترتدي .. لم يحدثها .. ولو لم تسمع بإذنيها سابقا كانت لتظنه أبكم ..
بعد صلاة الفجر خرج مسرع مغادر لشقة فهل هذه فرصتها ..
تحركت بسرعة على وشك الخروج فهو لم يغلق الباب .. عندما سمعت صوت الخطوات عائدة

و لم يكن وحيد ولكن مع رجل أخر ..
اختبأت بسرعة بغرفة النوم ..
وعندما سمعت صوت الباب يغلق معلن لخروج الاثنان خرجت ..
لتفجع بما ترك ..
فهو عندما دخل برفقة الرجل الأخر كان يحمل امرأة بين يديه .. مغطاة بغطاء اسود واسع ثقيل

مربوطة اليدين والقدمين و مكممة الفم .. شعرها محروق وجزء من رقبتها .. فيما وجهها

محمر وحاجبيها ورموشها قد احترقت أيضا ..
صرخت برعب و هي تحرك المرأة لتتأكد بأنها حية ..

كانت تمر فعلا بصدمة بعد صدمة ..
هل هو مجرم طليق .. اختطفها واجبرها على الزواج منه و الان هو اختطف امرأة أخرى

وضربها و احرقها .. و قيدها بحرص حتى لا تهرب بمساعدة شخص أخر ..
وقفت عاجزة .. اقتربت .. وعندما تحركت الفتاة الملقية عادت لتبتعد بخوف وصرخة مكتومة

..
قطع ترددها فتح الباب ثم صوت الإغلاق .. وحضوره الصارخ ..
سحب الفتاة إمام ناظريها ليأخذها لغرفة النوم و يبتعد
همست هي : خذها للمستشفى.

نظر لها لتتراجع نادمة فهي قد أعلنت عن تواجدها ليحدثها : كانت في المستشفى .. جروحها سطحيه.

هل تسأل من تكون ولماذا هي هنا وماذا حدث لها.
لكنها لم تسأل هنالك خوف يزلزلها لا تعرف كيف تسيطر وتهدئ هذا القلب المفجوع .. تلمس

عارضيه .. وبعينيه الواسعة احتجزها .. شعرت بقلبها يقفز نابض بدقات سريعة ... أدار عينيه

وشعرت بسحر المرعب يخف و تنفسها يخرج بلا إرادة

اخبرها: راقبيها ، أنتي مسئولة عنها.

ثم ابتعد .. اقتربت من الفتاة والتي كانت تخرج أنات موجوعة ، على وشك فك قيد يديها عندما
دفعتها الفتاة بقوة متحركة ثم فرت هاربة فالقيد بقدميها كان قد انحل

ما كادت تتحرك حتى سمعت الصوت والذي أعلن : اهدي بس تزيدين فتح جراحك

لحقت بها لتجد عبدالعزيز الضخم والمعضل يمسك بالفتاة بالصالة وقد كتفها وهو يقف خلفها

فيما هي تصدر صوت مزمجر لكنها ميزت عدة كلمات : لذبحك .. واذبحه.
وضعت يدها فوق فمها و هي تحاول نفي ما فهمت ( الفتاة المسكينة ماذا تعرضت له )

أعادها و هو يحملها للغرفة ثم قيدها من جديد .. و عندما تأكد بأنها لن تغادر عاد ليحاسب
الموجودة با الخارج .

أغلق باب الغرفة ثم تحدث معها بهدوء لكن الغضب كان يطل من عينيه : وش كنتي ناوية عليه ؟
ردت متلعثمة ببعض الكلمات : كانت موجوعة فحاولت..
رد و هو يتقدم باتجاهها : قلت لك راقبيها كانت على وشك تهرب والشكر لمين ؟ ..

تسلحت بصمت
بينما هو أضاف لتحذيرها بغضب : لو هربت والله لــــ

لم يكن يحتاج ليكمل .. نظر لها بسخط .. ثم شمر ساعديه و دخل للمطبخ دقائق حتى كانت
تفوح رائحة طعام
هل كان يطبخ .. بعد بعض الوقت وهي لازلت تنتظر
حضر يحمل مجموعة من الإطباق .. لم يعرض عليها الاكل و هو يضع الإطباق وبعض الخبز

أبدا أبدا لن تأكل شيء هو من صنعه .. كائن مقرف "لم يدعوها لتأكل وعندما انتهى .. متجاهل
لتواجدها دخل للفتاة سمعت صوت الفتاة الباكي
ودون إن تدري فهي تشعر بشعور الفتاة الباكية تساقطت الدموع من عينيها متضامنة مع الفتاة
الأخرى..

خرج وهو يردد بعض الكلمات : عمرك ما أكلتي يا شيخة.

ارتدى معطف ممزق الإطراف يوحي بكونه يعود لأعوام سابقة .
وهي تنتظر بصبر إن يغادر ، بينما هي كانت تفكر كيف تتحدث مع الفتاة وربما تساعدها ،
فليهربا سويا ..

لكن استبق الإحداث وأغلق الغرفة بالمفتاح
خرج .. ثم أغلق الباب ... اقتربت من الباب تحاول التحدث مع المحبوسة بالداخل ...
لكنها لم تتحدث ماذا فعل بها ..
هل ضربها حتى غابت عن الوعي أو ماذا ؟؟

دقائق حتى سمعت صوت الفتاة يرتفع في ما يشبه لعويل .. ثم صمت تام .. طرقت الباب ..
حاولت التحدث معها لكنها لم ترد .. هل فقدت الوعي من جديد .. هل ماتت ..

عاد بعد صلاة العشاء .. بمجرد إن دخل حتى قفزت لتخبره : صوتها موجوع... افتح الباب
بسرعة ..

رد بضجر و هو يأخذ ملابس مكونة من بنطلون جينز مجعد و قميص ازرق قديم ..
لاحظت كونه على وشك خلع قميصه إمامها فأدارت وجهها سريعا لكن الرعب كان اكبر من
الخجل ياسمين : البنت يمكن ماتت .. إنا ما اسمع صوتها ؟

رد بخشونة و هو يرتدي كاب أحمر : تمثل .. أكيد تحاول تخدعك عشان تهرب ..

ردت و هي تحاول منعه من الخروج : طيب افتح الباب خل نتطمن .. و نعطيها شربة مويا

تراجع وبوجهه علامات السخط ليفتح الباب و يتفقد الفتاة .. و كانت فعلا فاقدة للوعي او ربما ميتة ..

تفقدها بخوف ألان بينما هي صرخت : ماتت .. ماتت ..

صرخ بها منفجر متوتر :اخرجي ..

ثم ليسارع بحمل هاتفه والاتصال بأحدهم : تعال ..
كانت تبكي بخوف .. ماذا يحدث .. موت .. هل تعتبر جريمة قتل باعتباره ضرب الفتاة و حبسها جاء رجل بسرعة ولمجرد دخوله هي حبست با المطبخ تنتظر ما يحدث ... لو الفتاة لم تمت كان "عبدالعزيز" اخبرها .. لكن بكل دقيقة تمر كانت تفقد الأمل أكثر ..
انتظرت لكم من الوقت لا تعرف فهي لم تملك ساعة ولا هاتف .. لكن جميع ما حدث بداء بعد

صلاة العشاء وألان كان وقت صلاة الفجر .. كان قد مر يومين لم تنم عينيها أبدا ولم ترتاح

ابدا... اعصابها على وشك الانهيار .. وبدأت تغفى و تهذي وصداع شديد وقوي يحارب رأسها

...
فتح الباب .. لم ينطق باي كلمة .. كان وحيد فيما اختفت الفتاة والرجل ..
دخلت للحمام لتتوضأ .. لتجد اثر لدماء مغسولة ..

كانت عينبها مفتوحة لكنها لم تكن ترا سوا فتاة حبيسة تم ضربها وحرقها وتعذيبها ثم قتلت وبا

الحمام اثر لدماء مغسولة ..
هل بعد إن تأكدا من موتها .. تم محاولة إخفاء الجثة بتقطيعها ..
رعب مجنون حارب عقلها .. خيال الفتاة أول وصولها .. ثم صوتها وهي تأن .. ثم منظرها و

هي ساكنة لا تتحرك ..
بهستيريا ركضت للباب وبدأت بضربه وهي تستنجد
امسكها ولم يكن يحتاج الكثير من الجهد فهو أطول واقوي
بعد إن أطبق بكفه على فمها يخبرها بصوت هادئ : محد راح يسمع .. وحتى لو سمعك محد راح يساعدك ..
كانت عينيها مفتوحة على الأخر وفكيها بحال اهتزاز بمجرد إن أزال يده عن فمها همست : أنت قتلتها .. وفيه دم بالحمام ..

على عجل لينفي : كانت حية ..

بجزع وخوف ياسمين : لا أنت قتلتها .. و....و.....

بسخط عليها و غضب : اقول لك حية ..

تراجعت و هي تهمس : كذب .. راح ابلغ عليك الشرطة .. انت خطفتها وحبستها وقتلتها ..
نظر لها لفترة ببرود ثم ابتعد .. دار في المكان .. وبتحركه استطاعت إن تلمح اثار دم على بنطلونه .. كانت مشحونة و غاضبة .. الخوف والتعقل رحلت ..كان الدم يفور بعروقها هي لم تتحدث منذ حضرت لكن ألان مع عدم النوم وما مر بها من حوادث كانت تنهار لتفلت لسانها :تحسب انا راح اسكت .. لان ابوي ميت واخوي حيوان ..

جلس بهدوء أدار الكاب على رأسه لتصبح مقدمته با الخلف ثم تلمس شاربه وعض طرف فمه مترقب: وش بيدك يعني ..

همست بغضب و هي تمسك بمنتصف عباءتها :راح ابلغ عليك .. زواجك مني باطل .. لانه تم تحت الاجبار

كان يستفزها : بس في النهاية انتي زوجتي ..

جلست إمام الباب و هي تجيبه بحقد : ما تفهم عربي .. وش جنسيتك ؟.. بنقالي .. هندي .. انت
ولغتك المتخلفة .. حتى لو سعودي .. افهم يا .. هذا الزواج باطل

استفزها بضحكة مصطنعه و عينيه تراقبها بحرص : وش دخل جنسيتي .. انا رجلك وهذا المهم .. غصب أو رضا .

كانت غاضبة وبوضع الهجوم : اسمع يا ابو ريحة مخيسة .. انا مو زوجتك .. لو الظروف مختلفة عيونك هذي لو رفعتها لعيني راح تنقلع لك من محجرها ..

غرزت السكين ولابد ان تلويها وتكمل الهجوم : انت قاتل .. مجنون .. مكانك السجن .. لا .. مكانك ساحة القصاص .. راح تجيبك الشرطة .. تحسب الدنيا فوضى .. راح اشهد ضدك ..

أغمضت عينيها غير متنبهة لكونه وقف واتجه لها حتى امسك بيدها، حاولت سحب يدها لكن امسك بها بقوه وهو يضعها على وجهه : اقلعي عيني اقلعيها .. لغتي متخلفة و ريحتي مخيسة .. هذا وانا ساعدتك هناك با المسجد .. عيدي وش عيوبي ..

التصق بها و كأن ليستبيحها مسبب لها الجنون والقهر ثم ابتعد ببرود ليخبرها : كنتي شريكتي با الجريمة ، انتي متورطة مثلي با الضبط .. وكنتي متسترة علي بعد ..

صرخت تحاول الفرار : لا ..

أجاب : نعم .. راح أقول .. و كلمتي ضد كلمتك ..
وكأن تذكر شيء أخر : نسيت صاحبي راح يشهد معي بعد ..

نظرت له بسخط : يا ويلك من الله ..

كان بملامحه شيء من الغضب وهو يقترب ملتصق بها : قتلت مرة .. وهين أقتلك
اعترف لتو .. اعترف بفخر مهدد ... كانت تتحدث بهستيريا : احبسني .... احرقني .. اقتلني .. أنا مظلومة ودعوة المظلوم مستجابة .. الله يحرقك ..
رد ساخر : أمين ..
كان مستمتع بجراحها .. طبعا كان المنتصر و هي المغلوبة ...
همست : راح أقتلك ..
اذا كان في السابق ابتسم .. فهو ألان ضحك بصخب ...


*

*




قبض على الهاتف الجوال الموجود بجيبه والعائد لمن حلت بديلة عن العنود والذي كان معها بقبرها
حضر صباحا متخصصتين لقص شعرها و تغيير اللون إلى الأشقر
مع إن حالتها سيئة ويدها لازلت في الجبيرة بينما اليد الأخرى قد قطعت قمة إصبعها الخنصر
فيما لازلت عينها اليمين تختبئ تحت الشاش.. مشغول البال لا يعرف كيف يقوم بإيصال الخبر
إلى والده ومتى وبأي طريقة

وجاء موضع لقاء العنود بأقاربه بأسرع مما توقع .. الجد كان خرج للتو من المستشفى كما
اخبر من احد أصدقائه

إذا الإعلان عن وجود العنود اقرب مما توقع و هي فرصة لوضع والده وبقية إخوته إمام الأمر
الواقع حتى لا يرفض احدهم الخطة

هو ألان خارج المنزل ... اتصل با الخادمة لترد و يطلب منها إن يتحدث مع العنود ردت

لتكشف عن فرق أخر بينها وبين العنود المتوفاة " نبرة الصوت "
صوت العنود المتحدثة ألان با الهاتف مبحوح أنثوي وناعم مدلل وبطيء وناضج وجميل
طلب منها إن تتجهز لترافقه بعد المغرب لزيارة بعض الأقارب


تجلس الان بسيارة إلى جانب الخادمة بينما يقود نواف السيارة كانت تحاول تذكر العدد الكبير من الأسماء وتربطها بصور قديمة وحديثة و تحاول ربطها بصلة القرابة وذكريات قديمة قيلت لها
لم تكن خائفة بل تشعر بسلام غريب .. ايا ما سيحدث لن يؤذيها فهي بمسرحية تتقمص شخصية من يجرح و من يفرح أو يحزن هو الشخصية المتوفاة هي لن يؤثر بها شيء

لم تنسى ارتداء احد الأطقم القاتمة والبسيطة والغالية .. مع تجعيد شعرها .. ووضع الميك اب الأسمر ليخفي بياضها وكذالك الكدمات التي اعتلت وجهها .. كما ارتدت العدسات بعد إن أزالت الشاش المغطي لعينها المنتفخة وذات اللون الأرجواني ..

يديها تؤلمها بشكل كبير.
ولكن الزيارة قصيرة للغاية هي إعلان وجود لا أكثر و المطلوب منها الوقوف والصمت فقط .

عند الوصول لمنزل الجد لاحظت العدد الكبير من السيارات .. إذن العائلة مجتمعة ..
لاحظت تعبير نواف القاسي الشاعر با الاشمئزاز والمرارة
الإحساس با الغضب و الحقد و الشعور با التحفز ..



هبطت ببطئ.. للمدخل النسائي برفقة الخادمة ..صعدت الدرجات .. ثم فتح الباب .. الشعور باعتلاء المسرح .. وتسليط الأضواء على البطلة القادمة ...
لم تكن ابتسامة حقيقية ما زين شفتيها و لكن ابتسامة محملة بأكبر قدر من القوة ..

عند دخولها كان من فتح الباب خادمة ما .....
بمجرد إن تعدت الممر الأول قامت الخادمة با الاقتراب لأخذ عباءتها .. خلعت العباءة ببطئ و تمسكت با الطرحة والنقاب .. و طوتها بحقيبة يدها ..

أهم تعليمات نواف إن لا تتحدث كثيرا و إن تغطي وجهها تماما عن الرجال ..
اخبرها إن معظم بنات العائلة لا يرتدين نقاب ولكن يرتدين حجاب ساتر ..


تأملت المكان و هي تشعر إن ديكورات المكان توحي برفاهية و بذخ مبالغ به ..من الأسقف العالية المتدلي منها الثريات المضاءة إلى الأرضية الرخام الإمعة و قطع الأثاث الباهظة و الجدران المغطاة بورق حائط غالي متقن ..
سجلت بسرعة الفرق الاقتصادي مابين الفبلا القديمة لعائلة نواف و عائلة الجد ..

دخلت إلى صالة بالمنتصف كنب بشكل نصف دائري .. ونوافذ كبيرة احتلت حائط واسع

تغطيها ستائر رقيقة تسمح برؤية ما خلفها المطل على حديقة مضاءة ..

مجموعة من النساء يجلسن على الكنبات متفرقات .. فنساء الكبيرات يجلسن متقاربات بينما
الفتيات و !؟
شاب يجلس على الأرضية مقابل الفتيات ذو شعر قصير و جينز ضيق و تي شيرت اسود ..
هل يجب ان تغطى وجهها بسرعة أو ..


قبل ان تفكر برد الفعل لاحظت إن الوحيد الذي وقف لحضورها هو الشاب و الذي تحدث بصوت خشن و هو يسأل احد النساء والتي وقفت بعد إن أغلقت الخط كما يبدو : من هذي ؟؟

أجابت المرأة وهي تنظر يشئ من عدم الترحيب بينما وقف البقية بترقب : العنود بنت عمك ...

قبلت بعضهن على الخد وصافحت بعضهن ممن اوحين لها بدلالة عدم الاقتراب ..
لاحظت الفتور في المقابلة .. لا يوجد مايوحي با المفاجئة و كأن قابلتهن با الأمس ..
او كان مثل من يقابل عدو قديم ..
كان من المفترض إن تعرف منذ دخلت فلماذا لم يقابلها احد أمام الباب .. و لكن تركت لتدخل
مثل من لا قيمة له .. واست نفسها " لك الله يا العنود "
وطرح تسأل " لماذا العنود مكروهه؟"

كانت مازلت تعاني مشكلة و هي تنتقل با المصافحة والتقبيل حتى وصلت لأخر الصف فشاب لم يغادر ولكن وقف و بمجرد إن اقتربت حتى اكتشفت خطاء توقعها فهو "أنثى" في الحقيقة
وليس ذكر ..
جلست لتسترد نفسها .. قدم لها كأس الماء ثم القهوة .. صمتت وجميع من يجلس كان صامت
.. كانت محط الأنظار والفحص والتمحيص والتدقيق .. ظلت صامته .. مادام لم يوجه لها الحديث لن تتحدث أولا ..
لم تشعر بضيق .. فهي قد اعتادت إن تكون محط الأنظار .. القطعة اللامعة الوحيدة بوسط باهت ..
فسابقا كانت تحفها الابتسامات والثناء والضحكات والمجاملات ..!
و كانت تستمتع بذالك ..!
كانت مشهورة !... مغرورة !.. جميلة .. لم تظن إن ينقلب السحر علي الساحر بيوم من الأيام
..!
جو المجلس هادئ .. قاومت رفع يدها و تلمس الكدمة المحيطة بعينها ولمس الانتفاخ المغطي
لعينها ..

انتظرت إن تتحدث احدهن .. تسأل عن الماضي القديم أو القريب .. تجامل و تعطي بعض الاهتمام .. لكن لم يبدوا احد مهتم.. تم تجاهل تواجدها .. و هي لم تكن ممن يتم تجاهله .. ببطئ عاد الجميع للحديث بهمس ثم بصوت مسموع .. و هي تركت مثل المزهرية ..

الوضع مطمئن فعدم الحديث يجنبها ان تسأل عن شيء قد لا تعرفه .. أو تتورط بكلمة .. لكن الوضع غريب أيضا ..

سجلت بعينيها الحضور ببطء ..

كان يجلس بطرف الأيمن ثلاث نساء كبار بسن .. الأولى ذات اليد المزينة بأساور ثقيلة و ذات
العيون الواسعة والثانية المرأة ذات الشعر المصبوغ با الأحمر والملابس الشبابية غير المناسبة
والثالثة المرأة المسيطرة ذات الشفتين المنفوخة و القائدة با المجموعة و هي من كانت تأمر

الخدم بنفوذ يوحي بكونها سيدة المنزل قد تكون العمة الوحيدة بينما بقية النساء هن زوجات
للأعمام ..

الفتيات كن ثلاث أيضا الأولى الجميلة ذات الشعر الشينيون فرنسي
و الثانية المتحمسة ذات العيون الفاتحة والشعر المفلول ذو لون زيتي ..
والثالثة الشاب الفتاة ...


قطعها دخول خادمتها وهي تعلن : نواف يقول تعالي ..
وقفت بينما رافقتها العمة لسلام على الجد .. أخرجت طرحتها و نقابها وطلبت عباءتها بينما

استغربت العمة و هي تعلق : ماله داعي .. ما فيه احد غريب .. أولاد عمك و أعمامك وجدك ..


لم تستطع كبح بسمة ساخرة " الجميع غرباء " ثم لا يجب إن يراها الحقير من تسبب بموت

العنود .. يجب إن يظنها نفس الضحية ..

*
*

عائد من الخارج .. يكره اللحظات عندما لا يكاد والده إن يعطس حتى يتجمع إخوته الأكبر

وأبنائهم و بناتهم في دقائق مزدحمين مزعجين ..

كما انه يكره تواجد شقيقته الأكبر خصوصا بعد وفاة والدته فهي تتمتع بدور صاحبة المنزل ..
ولا ينسى عندما يجتمع إخوته حول والده و يتحدثون بشأنه و كان لهم حق الوصاية عليه ..
والان سيتم التدقيق بأمر سيارته الجديدة والتي اشتراها منذ شهر فقط ويعرف نظرات أشقائه

له .. فهو الفاشل العاطل من يصرف دون توقف من أموال والده و يعامل بدلال عكس معاملة
والده لهم سابقا ..
فرغم إن إخوته لديهم أبناء بنفس سنه وقد يغدق كلا منهم على أبنائه حنانا وعطفا و تدليل إلا
أنهم يستنكرون ما يعطيه والده له ..

وماذا إذا كان غير التخصص با الجامعة مرتين .. ولم يستمر
ثم خرج لدراسة با الخارج على حساب والده لكن لم يستطع تحمل الغربة والدراسة وعاد ..

والوظائف المطروحة إما لا تناسب تطلعاته أو لا يستطيع الصبر على ضغط العمل ..
في احد الأيام سخر منه احد إخوته : الوظيفة المناسبة لك تداوم وأنت بسرير ....

لم تكن النكتة مضحكة .. فهو شخص عظيم لكن الناس حقودة و لا ترحم ..
على وشك دخول الفيلا ليذهب لينام وليس ليقابل احد عندما قابل إمام الفيلا اكبر إخوته " علي"

وأبنائه " عبدالملك " و "سامي " لا يعرف أين كان قد اختفى أخيه لفترة طويلة وأخيرا ظهر مع أبنائه .. ينقص ثلاثة من أبنائه " جاسم و نواف والعنود" .. لكن ظهر بعد كل شي لزيارة والده المريض ..

دخل برفقتهم بعد السلام والسؤال عن الحال ... مضى فترة طويلة للغاية منذ قابلهم عشر سنوات أو أكثر ..
تساءل سامي الصغير ذو (19)سنة لكنك تظنه بعمر السادسة عشر : سيارة جديدة فارس؟

أجاب للوجه الباسم بجدية : موديل السنة .. فل كامل .. أش رأيك فيني!

رد سامي منبهر : بصورها و انزلها با الانستغرام ..

قاطع عبدالملك بهدوء : وليه تصورها .. أول مرة تشوف سيارة ؟!

كان على وشك الدفاع عن سامي لكن سامي أجاب باستهزاء : زعلان لاني ماصورت سيارتك الخردة ..لو كنت مثل نواف واشتريت سيارة مثل الناس بدل ما تجمع فلوسك يا بخيل ..

ابتسم عبدالملك دون رد فسامي يعامل بتجاهل او تساهل ..كان جميع ابناء اخيه "علي" بشوشين
ماعدا نواف.. نواف المتحجر والذي يعامل الجميع كما لو كان بينهم عداء .. كان على وشك

السؤال عنه هو وجاسم والعنود عندما دخل
لبيت الشعر و هناك كان يقف نواف مع امرأة طويلة أسدلت نقابها بمجرد دخولهم واختبأت إلى جوار نواف .. بمجرد وقوفها الى جوار نواف تلاحظ نحولها وطولها المقارب لنواف الطويل .. من تكون ..

ربما زوجه.. متى تزوج ؟؟
إذا كان مختفي لزواجه ..
تراجع بسرعة مانع لمن يقف خلفه من الدخول .. لكن والده استدعاه : ادخل يا فارس .. هذا نواف ولد علي وأخته العنود ...

قبل إن يتحرك اندفع عبدالملك وسط نظرة الفراغ بعيني سامي .. وتجمد علي ..
صرخ عبدالملك بنواف: اللي سمعته صحيح ..

رد نواف و هو يخبئ الفتاة خلفه : عبدالملك بعدين نتفاهم ..

ليصرخ عبدالملك ... الجاد الصبور بحالة غضب لأول مرة تظهر : نواف .. وش قاعد تسوي .. خلها تخرج من هنا .. هذي مو اختي .. مو اختي ...

اندفع نواف ليمسك شقيقه برقبته ويلصقه با الحائط يكد إن يقتلع رأسه : صوتك لا يعلى بوجهي .. سامعني ..

لا يعرف كيف تجمع الرجال على أصوات الصراخ و المشادة الصاخبة .. كان ألان يقف ألرجال و حتى النساء
دخلت عمته و هي تصرخ: وش صار ؟

ترك شقيقه لكن مازال لابد إن يبرر مقولة " هذي مو اختي"
نظر لوالده لكن والده حطم كل شي و هو يجلس متهاوي : العنود ماتت ..

الخطة تحطمت .. انهارت إلى أجزاء صغيرة .. الكذبة كشفت .. قبل حتى إن تبدءا ...
وبأسوأ طريقة ..

غافل نواف انهيارها تحت قدمي والده وهي ترجوه بصوت باكي
العنود الممثلة والمتقمصة لدور: يبه سامحني .. يبه سامحني ..

عما كانت تتكلم .. كيف تفكر ؟.. الخدعة كشفت ولا شيء تفعله قادر على الترقيع ...

اقتربت أكثر و هي تتوسل بالجد : ياجد .. كلمه .. خل يسامحني .. إنا نادمه على إي شي سويته ..إنا مالي غير إخواني وأبوي .. من لي غيرهم ..

همست باكيه و هي تتوسل : يبه اضربني .. أو اذبحني... بس لا تقول مت .. يبه من لي غيرك .. يبه

هي تحاول جعل كلمة " هذي مو اختي " " والعنود ماتت "
مثل من تبرئ من ابنته و هي حية .. و مثل المخطئة والمبعدة والنادمة حاولت الاعتذار ...
رفعت رأسها لعبدالملك : سامحني يا اخوي ..
اول من نطق بكلمة كان سامي : يبه .. سامحها ..

ثم كان تدخل الجد ورجال اخرون : سامحها ..

: خلاص يا علي .. في البيت تفاهم معها ..

كان سؤال العمة : هي وش سوت ؟

فارس وقف مذهول و هو يلاحظ خروج عبدالملك دون كلمة زيادة .. و يلاحظ نظرات الارتياح
لعيني نواف .. و دموع حبيسة و صمت يخبئ ألاف الكلمات لشقيقه علي ..

لاحظ النظرات بعيون بقية العائلة و خصوصا أبناء أخيه .. و خصوصا الواقف مائل متلثم
بجانب الجدر .. دخل بصمت و خرج بصمت وبحركته نوع من العجلة..

*

الجمعة القادمة بإذن الله لنا لقاء.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 12:00 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

\\



"5"




أشرقت الشمس .. أخذ كوب قهوة و جلس بأريحية يفكر ويخطط لبقية اليوم ..
بداية ليوم جديد متعب ..

"ياسمين " بعد غضبها المجلجل نامت بغرفة النوم على الأرض بعد إن تغطت بجاكيت لها ..
تتعمد عدم لمس إي شيء .. و كأن هذا مكان لا يخصها وبقائها به مؤقت ..

نظر لها بشفقة ، لم يكن يجب إن يخيفها.
هو ورغم الإرهاق قرر الخروج للعمل ، بعد إن تأكد بان الثلاجة تحوي ما يمكن أكله في حال استيقاظها.
اختار إن يدلل نفسه بحمام متذكر ما شتم به ذو رائحة " مخيسة " لا يجب ان ينزعج ، بتأكيد ستكون رائحته سيئة فهو يعمل تحت الشمس من الصباح ولساعات متواصلة ،لا يجد وقت ليتأنق او يغتسل كل خمس دقائق با الكاد يجد وقت ليتوضأ قبل كل صلاة ثم يأكل ما يسد جوعه ، هي تظنه مثلها يجلس طوال النهار تحت المكيف .
غير ملابسه، وقبل إن يخرج تأكد من إغلاق الباب حتى لا تحاول الهرب.

عاد العصر ، ليجدها تجلس بهدوء بنفس الركن ، و مازلت ترتدي العباءة والنقاب ، تفقد الثلاجة ليجدها أكلت حدث نفسه ضاحك " الجوع كافر " فرغم غضبها با الأمس وانفجارها إلا أنها رضيت ، إذا كانت متمردة كما با الأمس فهي ستتعب ، ربما هي ألان استوعبت إي رجل خطر هي تزوجت والحل الوحيد هو الرضاء با الواقع و الامتثال لأوامره ، لم يكن ينوي إن يرعبها لدرجة تظنه قاتل يعتقد بأنها لو كانت تمتلك حس سليم فهي لن تحاول إغضابه بعد ألان ،

عاد ليحدثها و يسأل عن ما تحتاج ، لكن لم يجدها ..
بحث با الحمام والغرفة والصالة والمطبخ ولم يجدها
تحرك ليجد باب الشقة مفتوح ،

ليقرر أللحاق بها ،يجب إن يجدها بسرعة فهي قريبة فالوقت لم يكن كافي لتبتعد.
وجد إن باب الجيران مفتوح ، إذا هي استنجدت بالجيران ، طرق الباب وفعلا خرج له احد الجيران .
لم يكن يحتاج محاولة الإقناع ، فهو مسبقا قد ابلغ الجيران إن العروس الجديدة له ، تعاني من مرض عقلي تسبب إحساسها بان الجميع مجرم وقاتل و محاول لاغتصابها و تسميمها
والجيران كما يبدوا كانوا قد شكوا بكونها مجنونة لا يعرف ماذا قالت بضبط لكن يحزر " خطفها واجبرها على الزواج به واحضر امرأة محروقة و مربوطة ثم حبسها وضربها ثم قتلها و تخلص من جثتها "
أو ربما صدقوا بأنها تقول الحقيقة وللابتعاد عن المشاكل تم تسليمها.
في الحالتين هو الكسبان .

أخذها بغضب، بمجرد إن اختلا بها بالشقة حتى أمرها إن تخلع العباءة لكنها رفضت ، فاضطر لإجبارها ، صوت بكائها و مقاومتها و دموعها وارتجاف يدها لم تكن محل تعاطف ..
ساخط .. غاضب .. لكن تعامل بحزم ..

مقابل لبكائها وصراخها كان يتحدث بصوت هادئ ..
مقابل ضرباتها بيدها الصغيرة لم يتعامل بعنف ولكن بإصرار و عدم قبول لرفض .
ماذا تحاول إن تمنع عنه ، رؤية وجهها .. لن ينظر لوجهها ولكن لجسدها مباشرة، سيختصر الطريق ويصل لسبب زواجه، يريد أسرة، لو كلف ذالك كراهيتها له طوال العمر لا يهم مادامت ستعطيه ما يريد.
لا حق لها في التصرف بترفع ، لا حق لها بتعامل بغطرسة ، لن يقبل إي محاولة لتقليل من شأنه ، لن يتنازل عن حقه الشرعي فهي زوجته ، الأيام الماضية كان يحاول إن يعطيها فرصة للاعتياد لكن محاولته جاءت بأثر عكسي ، تتمرد تشتم وتهدد" بقلع عينيه " و تحاول الهرب ..

أخذها للفراش و هو يطلق عنان الرغبة التي كبتها منذ رآها.


*

*

لا يعتب على سامي فهو متسرع منذ الأزل .
لكن المفاجأة كانت من والده والذي بعد العودة للمنزل قابل "بديلة العنود" والتي لا يعرف ماذا قالت لتقنع والده ..

الغضب والشعور با الخذلان كيف اتفق الجميع ضده للقبول با الوضع الراهن.
من أين احضر نواف الفتاة وكيف قبلت و من تكون! ..
المستحيل با الموضوع هو ما اخبره به نواف بأنها بديل دائم للعنود .. أليس لها حياة أو أهل ؟ كيف تقبل !ولماذا قبلت ؟

الدور الذي تلعب ليس لأيام أو ساعات ولكن بطول العمر ..
سيصمت مؤقتا لكن لو أخطئت بأي تصرف يسيء للعنود وعائلتها سيتأكد من فضحها حتى لو اضطر لكشف موت العنود.



**

فارس يجلس بوسط الاستراحة منشغل بهاتفه المحمول .
عندما سمع اثنان من أبناء أخوته ..


حاتم اكبر أبناء شقيقه بدر ، يدير إعمال والده كما يدرس حاليا ماجستير .
الناجح با العلم والعمل ، طويل قوي البنية بعينين بنية واسعة وشارب خفيف و حبة خال بموضع تحت العين اليمنى.
فخر لوالده ، حاتم المثالي ذو السمعة الناصعة ، بماضي مشرف ومستقبل هو أمل ليس لوالده فقط و لكن للعائلة كاملة .
حاتم بصوت رخيم هازئ : خطيبتك أمس جت !

الطرف الأخر كان طلال ابن أخيه ثابت .
إيقونة الرجولة و النخوة، مضرب المثال با الكرم و الأخلاق و الفزعة.
شكلا غير مميز عدا عينيه العسلية وشعر أجعد و بشرة مسمرة بعض الشيء وعارضي خفيفان.
طلال لم يكمل الدراسة الجامعية ، اختار شق طريقه في عالم التجارة الحرة ، عالم هو أحبه، وألان ورغم صغر سنه فهو يمتلك عدد من المزارع و الأملاك وتتمحور حياته حول الخيول والصقور ورحلات الصيد .
رد مكشر بتقزز طلال : وش خطيبته ؟

كانا صديقان وأبناء عم ويعرفان الكثير عن بعضهما حاتم : بنت عمي علي .. العنود..

تغير وجه الطرف الأخر طلال : الله يستر عليها .. من قال خطيبتي ..

رد الطرف الأخر ضاحك حاتم : خطيبتك والكل يعرف .. أقول متى الزواج ..؟

كان هنالك غضب كبير ألان مختلط مع نفور : إذا هي تنتظرني .. فمطولة من غير زواج..

لحظة صمت ليتحدث حاتم بهدوء : بعد سواد وجهها أمس ما ألومك .. ولا احد بيلومك ..

ليجيب طلال بهدوء: من قبل أمس .. أصلا ما دري عن أمس..

هنا كان سؤال من حاتم : وش تعرف ؟

لتأتي الإجابة على هيئة نظرة مقززة : الله يستر عليها .. ما ني فاضحها .. مهما صار تظل بنت عمي ..

هو " فارس" ابتسم محرك لرأسه مصدوم .. بعد فترة طويلة هنالك شخص أخر استحوذ على سخط العائلة بدلا عنه ..
العنود كم تبلغ من العمر 19 أو 18 كانت معروفة بكونها أقبح بنات إخوانه .. ذات جبهة واسعة و أسنان بارزة للإمام و عينين صغيرة ..
لكن بعد الاكشن الذي حدث با لامس أضافت خلاف مع والدها وإخوتها و سمعة سيئة كانت فضيحة تمشي على قدمين ..


*
*



مر حتى ألان أسبوعين .
الفتاة التي احضرها نواف تعيش كما لو كانت العنود
هو " عبدالملك "
لم يرها فهي تعيش بغرفة العنود ولها خادمتها والتي تلبي جميع احتياجاتها .
ثم هو وجميع إخوته معظم الوقت خارج المنزل ، والده الوحيد الذي كما يبدوا يتواصل معها يوميا فهي تحضر له الفطور وبالعصر تحضر القهوة والشاي و أحيانا بعض الحلويات .
مؤخرا بداء يفوح با المنزل رائحة البخور مساءا ورائحة الطعام ظهرا وبعد العصر تفوح رائحة المخبوزات.
كلما طالت مدة بقائها كلما زاد التساؤل والفضول عن قصة الفتاة المجهولة.

اليوم كانت اكبر مناسبة يتم إقامتها با المنزل منذ وفاة والدته .
المناسبة هي احتفال بمناسبة تخرج سامي من الثانوي ، وصاحب الاقتراح هو سامي .
لا يستطيع رفض طلبات سامي .
الاحتفال محصور بالحضور الرجالي .
لكن المشكلة بكون المضيفة بقسم النساء هي العنود المزيفة .
بينما حضر جمع كبير من الضيوف ما بين الجيران والمعارف والأصدقاء و الأقارب .
حضر جده "خالد" و أعمامه "ثابت وبدر وأحمد وفارس" و عدد من أبناء العم " طلال وحاتم".

هنالك يجلس العم ثابت والى جواره ابنه الأكبر " طلال "
و بطرف المجلس الواصلين متأخرين العم بدر وابنه " حاتم " ولكن "رائد" الابن الثاني لم يحضر .
هذا ذكره بأن الملثم بأخر مرة بمجلس جده عندما قابل العنود المزيفة لأول مرة كان رائد .
اذا كان هناك من قد يخون الدم ويتلاعب بابنة عمه فهو "رائد" ، كانت جميع شكوكه تتجه لـ" رائد " الطالب بسنة الرابعة بالجامعة تخصص برمجة حاسب .
لماذا هو من بين جميع أبناء عمه ، بالفترة الأخيرة اطلع على احد مشاكله والمتعلقة بنساء.
لكن لم يخبر نواف بشكوكه ببساطة لان لا يوجد إثبات.

العم احمد يجلس ويتحدث بطلاقته المعهودة فهو مدرس متقاعد.
" منذر " ابن عمه أحمد متزوج و هو مع زوجته بإجازة خارج المملكة.
لذا هو لم يحضر اليوم.

لاحظ حضور غير متوقع من " جابر" ابن العمة أريج.
وعرف لاحقا إن العمة أريج قد حضرت اليوم لمساعدة العنود .

هو لم يعرف إلا بعد إن فاجأه " فارس " اصغر أعمامه برغبته بمقابلة العنود.
و السلام على شقيقته أريج، دخل للمنزل و هو لا يعرف ماذا يفعل ، كيف يستدعي الفتاة ، كيف يتحدث معها كما لو كنت شقيقته الخقيقة .
كيف ، شتم بداخل قلبه نواف صاحب الفكرة الغبية للمرة المليون .

دخل للمجلس ليلاحظ جلوس عمته " أريج " فيما جلس هو وفارس.
ثواني حتى دخلت.
من دون إن تغطي وجهها، لاحظ الصدمة بملامحها ، كانت ترتدي شال يغطي شعرها بلون كحلي اظهر بشرة صافية ليست بيضاء ولا سمراء.
الصدمة كانت بكونها لا تشبه للعنود ولا تشبه حتى لأي فرد بالعائلة.
مهما نظرت لطول أو العرض أو اللون أو حتى التصرفات.
كاد يضرب وجهه بخيبة الأحمق نواف على الأقل كان اختار من تشبه للعنود.

وقف " فارس" ينتظر إن تتقدم وتسلم لكنها تجاهلته وجلست إلى جوار عمته أريج .

هل هذه ابنة لعلي .. هل يمكن لهذا الجمال إن تكون بنت لأخيه.

اختفت الكدمة التي أغلقت تقريبا عينها ومازالت يدها بجبيرة .. واضح نواف كان على وشك ذبحها !
هذه المخطئة صاحبة السمعة السيئة،من تبرا منها والدها وأغضبت أخيها لحد اعتبارها ميتة
رفعت عينيها ليشعر بسهم اخترق قلبه ، لثانية كان بحالة صدمة أقبح بنات إخوانه .. ذات الجبهة الواسعة و الأسنان البارزة للإمام و العينين الصغيرة ..
تغيرت لتصبح امرأة ذات وجه مضيء حاجب مقوس بدقة رموش طويلة عينين واسعة
وجبهة ناصعة و اسنان متراصة كلؤلؤ نحيلة برغم كثافة واتساع الملابس التي ارتدتها
ذقن منحوت فم وردي ممتلئ ..
قطع تأمله صوت شقيقته : كيفك فارس؟
أجاب بهدوء وهو مذهول: الحمد لله .. بسالك أريج من هذي!
أجابت شقيقته بعد نظرة سريعة : العنود بنت علي بن خالد.

أجاب هو بتسائل: متأكدة .. سبحان الله من كان يظن العنود تكبر وتحلو .
أجابت أريج بجدية وهي تضع رجل فوق الأخرى: تشبه لي و انا بنفس سنها ، بس أنا ما كنت طويلة ، الطول كان بجدتها من جهة أمها ،وتأخذ من عمتي نورة ، ما تذكرها أنت توفت و أنت يعدك صغير.
أجاب محاول استنطاق الصامتة: لا والله ما ظن لها شبيه
ثم ابتسم . لكن العنود لم تبتسم فيما رمت نظرة خجولة وخائفة باتجاه عبدالملك الجالس بصمت وعينيه مركزة بمفتاح سيارته .
سألها بصوت هادي : كيفك العنود؟
حتى صوتها شكل صدمة وهي تجيب: الحمدلله.

قطع الاجتماع دخول أخيه الأكبر علي وكذالك نواف وسامي .. كان المعازيم قد غادروا ..

لاحظ النظرة الخاطفة التي ألقاها أخيه قبل إن يعتذر ويغادر فسرها فارس بأنه " لازال غاضب على العنود علي لا يسامح بسهولة"
إما نواف فجلس دون إن ينظر لها .
الغريب كانت نظرة سامي والذي جلس بجوار عبدالملك وفتح عينيه باتساعها .
قبل إن يباغته صوت عبدالملك الغاضب : سامي يمدحون النوم.

مازال هنالك تسائل يشغل ذهنه عائلة " علي" غريبة للغاية .
سابقا كان هنالك قطيعة لرحم وحقد يراه بعيني جميع الإخوة نواف وعبدالملك وسامي.
ثم هنالك لغز العنود ماذا فعلت ليصل خبر فضيحتها إلى طلال .



*
*




كان مر أسبوعين تقريبا منذ إن بدا هذا الجحيم ..
منذ تزوجت اقترن الليل بالانهزام والنهار بالخوف ..

عدم الأمان والغضب والقهر والألم اجتمعت بداخل صدرها و أخفتها ..
تتحرك كآلة بلا مشاعر .
مازال يغلق الباب من بعد خروجه , مقطوعة عن العالم الخارجي عن الحضارة .. مقطوعة عن السعادة .
تكره عينيه و صوت خطوات قدميه ورائحته وطريقة كلامه و ابتسامة شفتيه و لمسات يديه ..
تكره اسمها لكثر نطقه له ..
تكره ضعفها و خوفها الشديد ..
تشعر بأنها تذبل وتموت من الداخل .
تفكر بأنها انتهت تماما ..
ضاعت الأحلام .. كما ضاعت هي ..

با الأمس القريب كانت فتاة بسيطة تعشق المسلسلات وأغاني الغرام ..
تتخيل المستقبل مشرق ، عندما تتخيل ليلة زواجها لم يخطر ببالها سوا فستان ابيض جميل وابتسامة و ألان ضاع الفستان والابتسامة للأبد.
وذكرى زواجها يمثل أسوء ذكريات حياتها ومآسيها .
الأحلام اغتيلت بأبشع طريقة .
وألان لا تعرف ما يخبئ لها المستقبل

الفتاة الطبيعية يوم زواجها هو ذكرى جميلة ، وهي يوم زواجها كان كابوس مفزع.
ربما زوجها لم يضربها أو يصرخ بها لكنها تشعر بخوف شديد يجتاحها متى ما أمرها فهي لا تقول (لا)
تذكر الفتاة التي احضرها و تخاف إن ينتهي مصيرها مثلها .

ربما هو لا يعلم لكن الحظ اختار الضحية المثالية مطيعة جبانة مغلوب على أمرها .
كانت شقيقتها هي من تمدها بالقوة وتحميها وتحل مشكلاتها .

دخل ألان من باب الشقة ، سمعت الخطوات قادم باتجاهها .
نظر لها وتأكد بأنها لم تهرب ، ثم اتجه ليغير ملابسه ويستحم .
كان احضر خبز تميس و عدس و قلابة فيما هي أعدت الشاي .
جلست تنتظر حضوره ، وقف بجوار الباب وهو يجفف شعره ثم انضم إليها .
بمجرد جلس ،تحدثت بصوت هامس : ابي أكمل الدراسة ..

توقف ورفع عينيه لها : ما سمعتك .. عيدي

هي تبتلع ريقها : ما فيه شي أسويه بالبيت و ابي أكمل دراسة ، إنا شاطرة بدراسة.

رد بهدوء : اها ،يصير خير


أغمضت عينيها وتنفست بعمق ثم بدأت برفع السفرة ، ساعدها هو لكنها لم تلاحظ .
كانت تفكر في ما سيحدث لاحقا ، كان هو بداء الاستعداد للنوم .
دخلت للغرفة و كان أغلق أنوار الغرفة .
تغير ترتيب الغرفة فتخلص من السرير الواسع بوسط الغرفة فهي رفضت النوم عليه واستبدل بمرتبتين
استلقت تنظر للجدار موليه ظهرها لموضع نومه، شعرت به و هو يقترب منها يلاعب شعرها وينادي باسمها، أغلقت عينيها بإصرار وعناد رافضة لإعطائه إي رد فعل قد يعتبر تشجيع.
حاول انتزاع قلبها ببعض الهمسات واللمسات ولكن هي كافأته بلا إرادة ورغم الخوف بغرز أسنانها برقبته.

ابتعد وهو يتلمس رقبته لينام على المرتبة الخاصة به ، لو لم يبتعد لابتعدت هي لتنام با الصالة أو حتى المطبخ .

**



بإذن الله الجمعة لنا لقاء.
لا اله إلا الله والحمد لله.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 12:01 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



6



في زيارة قصيرة الى منزل الجد .
اجتماع للعائلة بنهاية كل اسبوع.


و مثل المرة السابقة تركت منبوذة، وكأنها مصابة بمرض معدي يخفن انتقاله لهن ، من نظرات الفتيات وكأن حذرن من الاقتراب منها اما النساء الكبيرات فنظرات لا ترحم من نقد و ازدراء .
هذا ليس تأثير الموقف قبل اسبوعين ولكن تأثير عدة مواقف اخرى للعنود الاصلية وهي لا تعرف ما هي .
ماذا فعلت او ماذا وصل لهن ليطلقن عليها حكم مسبق .
تأكدت بان هنالك اقاويل دارت قبل وصولها.



عرفت من العمة اريج بأنها و بشكل غير رسمي منذ الصغر هي خطيبة لابن عمها "طلال".
لا تعرف لما لكن طلال هو اول متهم ، غالبا الفتاة تميل لمن ربط اسميا بها ، ومن الطبيعي ان تميل العنود له.

لكن من الافضل ان تعرف سبب الحقد عليها ولمعرفة السبب حاولت التقرب من احد بنات العم وقفت بهدوء و هي تقترب منهن بعد ان دخلن للمطبخ
لتهمس لها احدهن وهي تمنعها من دخول المطبخ منال " ذات الشعر القصير للغاية ": رائد في المطبخ.

كادت ان تشكرها فهي قد خلعت عباءتها و ترتدي تنوره ميدي وقميص واسع اسود و تتزين بسلسال طويل ورفعت شعرها من الامام عن جبهة صافية
على وشك ان تبتعد لكن منعها ملامح الحقد والتي كست ملامح " منال"
لتقاطع " ترف " ذات الشعر الحالك الجميلة والتي شاهدتها من البداية وهي تتجه للمطبخ ولم توقفها: وهذا المطلوب.

ردت منال بخشونة وهي تشير للباب : صح اسفين لان منعناك .. وأنتي كنتي تنتظرين اللحظة من زمان .. وجود رجال ودخولك عليه بالشكل هذا هو عز الطلب..

تدخلت الفتاة الثالثة " سميه" وهي تحاول ابعاد ترف ومنال : بلاش مشاكل .. قبل يسمعكم الكل..

حاولن الابتعاد لكنها تدخلت لتمسك بيد " ترف" : وضحي وش مقصدك ؟

لتصرخ بها: لا تلمسيني..

سمية بسخرية و عينيها تصعد على جسدها ببطء: شريفة مكة

بهدوء مسيطر العنود: غصبا عنك انا الشرف..

ترف استفزها البرود والثقة لتندفع : و من كانت تطارد اولاد عمها باتصالات على الجوال وتويتر ولانستغرام، وعشان وشو ؟ تطر فلوس !قال ايش قال انا الشرف ، انتي العار والوسخ..

هنا كان نقطة البداية لكل شيء من قال عنها ذالك هو من استباح وقتل العنود: من قال ؟... من !

جاءت الاجابة غاضبة من " منال " اخت طلال : هو مو واحد ولا اثنين ، الكل قال بطريقة مباشرة او غير مباشرة ، طلال ما جاب طاريك، بس قال لا تحتكون فيها ..

ترف بقرف : اما رائد اخوي فقال وكثر ، وساختك مو بس على العزابية لكن على المتزوجين بعد ، تحسبين ماندري عن منذر ولد عمي احمد وسحبتك منه مية الف ريال .. و خليتيه يجي لجدة لعيونك .. و بعد ما اكتشفت زوجته كانت طالبة الطلاق .. لكن لعيون اولادها سكتت .. حتى اخوانك وأبوك تبروا منك و من فضايحك ..

صمتت مذهولة
هل العنود فعلت ما قيل فعلا .. او هو مجرد افتراء

ولماذا فتاة قد تتصل بأبناء عمها من بين جميع رجال الارض بطريقة ملتوية .. لماذ لا تتصل بالغرباء .. هي تعرف بان ابناء عمها لن يرضيهم ما تفعل و ستفضح عاجلا ام اجلا امام اهلها
ثم لنفرض بأنها فعلت لماذا قد تصرح باسمها الحقيقي لماذا لا تتقرب بطريقة لا تكشف حقيقتها ..
تطر فلوس .. وما حاجتها للمال .. اذا كانت مدللة العائلة ..
هنالك حلقة ناقصة ..



كان رائد ابن العم يقف با المطبخ ويستمع و يشعر برغبة لدخول و ربما قتلها او ضربها ..
لكن لا يستطيع .. لا يليق بها دور البريئة لو كانت شقيقته لكان قتلها .

لاحقا .. رآها و هي تخرج للباب الخارجي برفقة الخادمة تنتظر وصول والدها أو احد اخوتها لإيصالها للمنزل ..
مر بها و هو يشعر با الغيظ وكان لابد ان يرمي كلمة : فـــاجـــــرة ..

وقف بمسافة بسيطة تفصل بينهما من يراهما يظنه ينتظر الى جوارها حتى يصل والدها لكن الحقيقة كانت هو كيل الشتائم لها ...
كانت سيارة والدها موقوفة على مسافة قصيرة وهو يخرجها من المواقف .
اما هو فكان مطمئن بأنها لن ترد بكلمة ..
صمتها شجعه : يا رخيصة ... لعنة الله عليك .. وسود الله وجهك .. ما فيه رجال يرضى فيك يا ....

تأملت من انطلق من فمه اسوء السباب كان يرتدي ثوب بلون الرمل و شماغ كان كجزء لا يتجزأ من رأسه و شنب كثيف
قطع اندفاع كلماته كلمتها : عندك بينة تثبت باني مثل ما قلت ؟

لم يجب لكن وقف مذهول القذرة لها الجرأة لرد : يا ....
قطع صوتها الباكي و المبحوح صارخ مستنجدة: ســــــــــامـــــــي .......عـبـــدالـــــمــلـــ� �ــــك

لا يعرف كيف ظهر عمه فارس ربما كان يجلس بسيارته .. اما سامي فكان يقف الى جوار الباب الخارجي بعد ان التقط بعض الصور لسيارة فارس يمسك بجوال ، عبدالملك كان يجلس لإيصالها
بدلا والدها والذي فضل السهر مع والده وإخوته، نواف اخبرها بمغادرته سابقا وسوف يعود ليأخذ والده واخبرها ان من سيوصلها للمنزل مع الخادمه هو عبدالملك.
بعد أن هبط عبدالملك من السيارة بسرعة وسامي راكضا لمكان وقوفها .. لم يكن مصدق لا يمكن ان تورط اخوتها .. لا يمكن ان تفضح نفسها امام الجميع ..
لكنها تراجعت خلف سامي و هي تهمس بمسكنة وصوت متقطع : قال عني فاجرة .. رخيصة .. وملعونة ..

اول من اندفع بقبضته كان عبدالملك ثم لحق به سامي ...
كانت تقف لتكحل عينيها وتشفي غليلها، شابين ضد واحد، فارس كان يحاول ان يفرق لكن لم يستطع ...
لم يتوقفا حتى رأيا الدم الاحمر يلطخ ثوبهما ....
وصوت رائد بسخط: ما قلت.
اما رائد فكان ينزف من فمه ربما اقتلعا له بعض الاسنان وانفه كان ينزف بشده ..

لم يصدق فارس .. و هو يحاول حمل رائد للمستشفى قبل ان تراه والدته او اخوته ..او يصل خبر المشاجرة لبقية الاسرة ..
لكن العجيب هي الواقفة متفرجة بمتعة ، لم تبكي او تحاول منع اخوتها.
و عندما ابتعدا كاد يقسم سمعها تشجع سامي الذي تلقى بعض الكدمات من رائد : سلمت يدك ..



*
*



يوم الجمعة ، بيوم الجمعة الصباح يتحول لشخص اخر ، يتطيب ويرتدي ثوب ابيض وشماغ ابيض .
يخرج لصلاة و يعود محمل بالفواكه والخضروات .
اليوم عاد و هو يحمل تلفاز صغير .

فتح التلفاز ليستمع اخر اخبار الحرب القائمة بالجنوب .
جلست الى جواره بينما الغداء على النار .
كان هنالك صاروخ تم اعتراضه .
ردد و هو يشاهد الاخبار : الله يحفظ نجران ..
رددت بهمس : امين .

اكمل : و يحفظ جيزان ... و كل الجنوب.
بصوت اعلى هي : امين .

ردد بغم : الله يرحم من مات من جنودنا .. ويحفظ جيش التحالف و ينصرهم ..
كادت تبكي : اللهم أمين ..

نظر لها مستوعب لمن يؤمن خلفه ، معتقد بأنها خائفة من الحرب : فيه اسود على الحدود ،لا تخافين.

لا تعرف لما ارادت اخباره : ابوي الله يرحمه عسكري ، من الجيش .


رفعت رأسها بفخر : لو كانت الحرب قبل خمس سنوات، كان بيكون مرابط على الحدود.
رد يحاول ان يطيل المحادثة : الله يرحمه ،كنتي بالجنوب .

ابتسمت للحظات السعادة : قبل يتقاعد الوالد ، كنا بالجنوب ، ثم انتقلنا جدة واستقرينا ، عادل كان السبب.

سأل محاول ان يمسك بيدها : حلوة الجنوب ؟! يمكن اوديك لها لو قدرت .

انطلقت تتحدث عن مهد الطفولة : ابها رووووعة ، السودة خيال ، النماص و تنومة قطعة من اوروبا ، هذا غير تهامة جوها دافي بشتاء
و ببسمة قبل ان تشعر بيده :و خميس مشيط فيها ....

قطع كلماتها انتزاعها ليدها من يده بهدوء مع تغير ملامحها: الغداء احترق .

تنفس بهدوء ثم دخل للغرفة، بينما هي توجهت للمطبخ .
ثواني حتى دخل للمطبخ و هو يتحدث بغضب : ليه اخذتيه ..

تظاهرت بعدم المعرفة : وشو؟

رد بسخط : هاتيه ياسمين ، مالك فيه حاجة .

اليوم وهي ترتب الغرفة وجدت السلاح، و بغباء قررت تغيير مكانه ، لكن هو الان اكتشف حاورها و هو يسد الباب : هاتيه ، قبل اقلب البيت على راسك و احصله .

ردت : اوعدني اكلم امي .

ركل طاولة صغيرة بركن المطبخ فانقلبت مصدرة صوت عالي : رديه بعدين نتفاهم .

نعم كانت من النوع المستسلم لكن كانت تعتقد بأنها تستطيع ابتزازه ولو قليلا يستحق الامر محاولة لن يضربها و هي تحتفظ بشيء يخصه : اكلم أمي و تخليني ادرس

ظل صامت مكتف يديه للحظة و كأن يحاول السيطرة على نفسه ثم اندفع لغرفة النوم..
كانت تسمع اصوات سقوط الاشياء و تمزقها .

لكنها لم تتحرك اندفع بعدها للمطبخ ليخرج الاواني ويقذفها على الارض .
بدأت في البكاء فيما حول الشقة الى فوضى .
حتى الثلاجة اخرج جميع ما فيها.

ولم يجد شيء ، توقف ليتجه لها وهو يحدثها : ليه اخذتيه ؟
فتشها و هو يكمل : عشان تذبحيني.

جلست هي منهارة باكية فيما هو انحنى فوقها : يا جبانة ليه تلوميني على سواة اهلك فيك ، ليه ما تلومين اخوك ، او امك.

ردت مدافعة عن والدتها : امي ما تدري ويني.
قاطع مستهزئ: فيه ام ما تدري وين بنتها ، الخلاصة هي بعد ما يهمها امرك.

نظرت من تحت جفونها بقهر ليكمل : انا ساعدتك مرتين ، بالمسجد و لما اخذتك من اخوك .
صرخت ناقمة: لا ردها الله من مساعدة.
مجموعة من العبرات تزاحمت بينما اكمل هو : كرامتك ماتسمح لك تتزوجين واحد مثلي،
رمى الشماغ و تخلل شعره باصابعه : يابنت العز ، اخوك كان مستعجل يتخلص منك و يخليك تتنازلين عن ارثك لأهون سبب، شرفك كرامتك سعادتك اخر همه ، وجاية تفرغين زعلك علي.

كانت بعينيه شرارة : ونعم ألتربية يمكن خيرة ان ابوك مات قبل يشوف هذا اليوم.

تحركت للحمام و خلف الغسالة اخذت السلاح وعادت له تحدثت وهي تمسح عينيها مرتجفة ورغم كونها تمتلك سلاح لكن لو تحرك كانت سوف ترمي السلاح وتهرب: لا تجيب طاري امي او ابوي اشرب من دمك سامع، عادل كلب من قبلي اجرم بأختي.

اكملت و هي تمسك السلاح قريب لقلبها و هي لا تعرف حتى لو كان ممتلئ برصاص او فارغ : تدري وش اللي يقهر ، انت ما خطبتني مثل الناس ، ما انتظرت موافقتي ، ما صلحت لي عرس ، ما اخذت موافقة امي ، ما اعطيتني مهر و لا هدايا، حرمتني فرحة الزواج والفستان الابيض ، اخذتني لجحر الضب هذا ، ورافض ادرس.
وبانكسار : اجبرتني على كل شي.

و بسخرية مريرة : يكون في معلومك الناس كلها عندها شاشة مسطحة وانت جايب قطعة الخردة هذي تسميها تلفزيون ، ملابسك قديمة و تخجل انت بأي عصر عايش؟

توقفت لتأخذ نفس و لتهمس: وش وظيفتك ؟ قاتل خاطف او حرامي او سواق شاحنة .


تحرك للغرفة ثم عاد توقعت ان يعود ليهاجم لكن عاد ليرميها بعباءتها وهو متجه للباب ليفتح ثم قذف هاتفه الجوال تحت قدميها ليتحدث بجديه : يوصل الموضوع تذبحيني لا سمح الله ، الموضوع ما يستاهل هذا جوالي اتصلي بأمك وخليها تجي تاخذك ، او اطلعي دوريها ، ورجاء لا ترجعين هنا .


ثم خرج تارك لها ....





****

لنا لقاء قريب ان شاء الله ..
اللهم احفظ المملكة امنة مستقرة وسائر بلاد المسلمين..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 12:05 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

7




نادرة الخروج ، مشوارها القصيرة الى المطبخ او الى المجلس الرجالي.
الوحيد الذي يتحدث اليها هو والد نواف .
اليوم جلست لتحدث معه سأل و هو يغير بقنوات التلفاز : متى تبداء الدراسة ..؟


هي تخرجت من المدرسة و هذا العام كان المفترض ان يكون اول سنة لها با الجامعة ، لطالما كان طموحها البعثة لكن من دعمها و شجعها والدها لتقديم للبعثة توفي لذا الموضوع الغي قبلت با التقديم لجامعة ولكن لم تتنازل عن التخصص " طب " فهي متفوقة بالدراسة ، وقوية و مثابرة وقادرة على وهب الكثير من وقتها للعلم شعرت بالخيبة و هي تتذكر بان العنود لم تكمل الثانوية العامة بسبب ما حدث لها وما زاد الامر سوء هو قسمها الادبي ،همست : مادري.

سأل: بتدرسين ؟

فتحت فمها ثم عادت لإغلاقه من متى كان القرار بيدها ، القرار بيد نواف و هو لمح لدراستها رغم كونها لا تشعر برغبة للعودة لدراسة ، اجابت بعد صمت : ان شاء الله.

كاد نواف ان يقتل " رائد" بعد ان عرف عن ما قال عن العنود لكن " رائد" اختفى عن الانظار حتى لم يعد يحضر اجتماعات الاسرة ، بصدفة تقابل مع " عبدالملك " لاحقا وأعاد " عبدالملك " ضربه من جديد و حتى هدد بقتله لإهانته اخته .
حاتم عرف بعد الحادث بفترة من عمه " فارس " والذي حضر الحادثة ، يشعر ان ابناء عمه كانوا ينتظرون فرصة لإفراغ غضبهم ، برغم من عدم اعجابه بتصرف اخيه و تعليقه لكن انحاز بتأكيد الى جانب اخيه ، طلال عرف القصة من حاتم ، لم يعلق كثير ولم يكن مع ايا من الطرفين ولكن وضع كامل اللوم على " العاهرة بثياب الشرف " (العنود)

نواف ايضا لم يعجب برد فعل " البديلة " عن شقيقته اخبرها بأنها من المفترض ان تتعامل مع الموضوع بسرية حتى تحصل على دليل لإدانة الطرف الأخر ولا يجب ان تشرك شقيقيه بما يحدث.
من سيأخذ بثأر " العنود" و يقتص ممن قتلها هو ولا احد سواه.
ما لا يعرفه هو انها كانت تشعر بأن الجميع محتقر ومهين لها و رائد كان القشة الاخيرة لذا قررت ان يكون عبرة.
ما لا تعرفه هو ان من علم بما حصل ازداد لها كراهية واحتقار .
اخبرها نواف ان العائلة قررت الاستقرار با الرياض.
هو كان يعمل باستراليا بفرع لشركة خاصة.
بينما عبدالملك كان دكتورباحد المستشفيات الاهلية المعروفة و مقر عمله بالشرقية، سامي يدرس بالرياض لكن بالعام السابق لم يحتك مع ايا من ابناء عمه اما والده فكان ينتقل ما بين الرياض وجدة،
فبجدة يمتلك بعض الاصدقاء ويمتلك عمارة مؤجرة الى جوار الفيلا التي انشأها بعد ان غادر الرياض لكنها الان مهجورة يقيم بها احيانا او اي من ابنائه عندما يزور جدة فكر مرارا بتأجيرها وتراجع .
لكن نواف الان قرر الاستقرار با الرياض و هو غائب غالبا عن المنزل حتى ينتقل كليا الى الرياض ، كذالك عبدالملك طلب نقل مقر عمله لكن الى الان هو عالق با الاجراءات.
فاجأها و هو يستوقفها قبل خروجها متردد :انتي شاكة باحد!

هل يقصد هل عرفت من تلاعب با العنود اجابت بسرعة: لا للحين
تناول كتاب كان يقرء به قبل ان يجلس معها ليشرب القهوة ويشاهد التلفاز: لو عرفتي من لا تقولين لنواف ، تعالي لي انا!
كشرت لتجيب بتبرير :بس .

قاطعها بإصرار: انا ابو العنود .

فكرت وللفضول رغم عدم تغيير رأيها :لو عرفته ! وش بيكون رد فعلك !

رفع عينيه لها و هو يدفع فوق انفه نظاره طبية يرتديها عندما يقرأ: بسأله ليه ؟ لو صدق ولد عمها ليه سوا فيها كذا شرفها شرفه.

هي بصدمة : وتسامحه!

اذهلها :العنود الوحيدة اللي تسامح او ماتسامح انا مالي حق، العنود ماتت ولها رب يأخذ حقها ممن ظلمها.

باندفاع :بس من حقك تاخذ بثأرها بدنيا قبل الاخرة.

بمنطقية و الم :لو ذبحته او سجنته او ايا كان ، بيرجع العنود ، او بيجبر كسر قلبي او قلوب اخوانها؟

صدمها رأي والد العنود ومدى تسامحه ،هزت رأسها و هي تهمس : انا مابيدي شي كل شي بيد نواف.

بعد ان غادرته للفضول فقط فتحت لابتوب متروك بغرفة العنود ، زارت جميع مواقع التواصل الاجتماعي ، اطلعت على حسابات ابناء العم جميعا " طلال و حاتم ورائد و منذر" ، حاولت ايجاد حساب العنود لكنها لم تستطع ايجاده فكرت بانها تحتاج ربما سؤال احد اخوتها.
لازالت لم تخبر عن ما سمعت عن العنود ، هل حقا كانت العنود مثل ما قيل ، يجب ان تتأكد لكن كيف ، هي لا تعرف .
ما مدى صدمت نواف لو عرف ما قيل عن شقيقته .


*
*





تخرج ، تأكد بأنها اعادت التفكير و تراجعت عن العودة.
او ربما حاولت الاتصال ولم تنجح .
يشعر بضيق شديد ودائما عندما يشعر بضيق شديد يتجه للقصر الشامخ .
حرك الخرج لكن لم يبتعد ، انتظر با الخارج يراقب بوابة العمارة ولو حاولت الخروج سيمنعها .
لكنها لم سيارة وهو يقف امام بوابة لقصر ذو جدران عالية مطل على شارعين .
هذا هو منزل والده ،

بعمر الثالثة عندما والدته قررت العودة لوطنها والزواج من جديد ونسيان طليقها وابنها، عاش مع خاله والذي دائما ما افرغ كمية كبيرة من الكراهية والحقد بطفل الصغير.
تسول وسرق وضرب ونام بشوارع واكل من النفايات و احترق من الشمس ، مشى حافي القدمين و ممزق الملابس وقذر .
جرب البرد الشديد والحرارة العالية، بكى وحيد وتمنى الموت ،شعر بكم من الوجع بسن صغيرة لم يجربها معظم البالغين.
كان بعمر 13 سنة عندما اخبره خاله ان والده ثري يسكن على مقربة .

قبلها بليلة لم ينم لفرط فرحة اوصله خاله لهناك ليجرى بفرح وبرأسه يرتسم مشهد استقبال والده له.
يرى والده يحتضنه ويخبره كم يحبه .
يعتقد بان والده ربما لم يكن يعرف بتواجد ابن من طليقته .
لكن الاستقبال كان مختلف ، استقبال فاتر .
فوالده كان متزوج ولديه ابناء فتاتين وولد مدلل.
ان يكون لوالده عائله لم يشكل بنسبة له مشكله بل كان مزيد من الاخبار السعيدة فهو لديه شقيقتين واخ لكن هذا لم يكن رأي اخوته،
كان تهديد صريح يتقاسم معهم مالا يحق له ، هو موجود بمكان لاينتمي له.
زوجة والده رفضت دخوله او حتى رؤيته، لذا عاش بملحق خارجي.
والده دائما مشغول ولا يراه وفي حال رآه كان لا يبتسم ولا يتحدث إلا نادرا ليعطي الاوامر فقط.
والده لم يرميه بشارع لكن لم يعترف به ببساطة كان معدم الوجود.
هو في الحقيقة حاول اخفائه ، طلب منه بصريح ان لا يدخل للمجلس بحضور الضيوف، وفي حالة دعوة العائلة كان يترك هو بالمنزل وحيدا .
ولم يدخله لمدرسه اخيه ولكن لمدرسه بعيدة.
لم يأكل لمرة مع والده ، بل طلب منه ان يناديه بـ"ابو فهد" و كأن ليذكره بانه ملك لــ " فهد " اخيه الاكبر.

اوقف سيل الذكريات.
علاقته بوالده وبأشقائه ذكرى مؤلمة ، هو عاهد نفسه إلا يحتاج او يقترب بعد الان من اي منهم.


*
*


كان بعدها بيومين عندما خرج والد نواف بسيارته ، وعلى بعد شارعين اصطدم واخذ للمستشفى.
وصل ابنائه واحد تلو الاخر ، وعندما وصل الخبر الى بقية العائلة حضر الجميع ، الجد و فارس و جميع اخوته وابناء عمه و حتى منذر الذي وصل حديثا من السفر جاء سريعا للمستشفى.
اما هي" العنود" فهي كانت بالمنزل عندما فاجأتها العمة وهي تحضر مع ابنها و تأخذها للمستشفى، لم تستطع ان ترفض واعتقدت ان الحادث بسيط لذا هي زيارة قصيرة وستعود للمنزل .
لكن عند وصولها للمستشفى فوجئت ان والد نواف كان يحتضر .
والرجل لم ينفك ينادي باسم ابنته الوحيدة التي رحلت قبله واضطر لدفنها بصمت ولم يستقبل فيها حتى العزاء .

جلست على الكرسي بغرفة للاستراحة بعيدة عن غرفة الطوارئ.
لكن العمة لم تدعها وشأنها وهي تستدعيها لتودع والدها ، وتلقي عليه النظرة الاخيرة .

و هي رفضت بإصرار.




*
*


طلال ، كان برحلة للبر مع اصدقائه يرتدي بنطال جينز وقميص بولو عندما جاء الخبر المفجع.
يجلس الان يقسم الطوارئ و هو يرى والده يبكي لأول مرة فشقيقه الاكبر بين الحياة والموت، اكبر اعمامه بالغرفة المجاورة بعد ان كان بحادث مروع منع دخول الجميع ماعدا ابنائه بعد ان اعلن الطبيب ان المصاب لا يمكن انقاذه .
سمع صوت عمته و هي تبكي و تتحدث مع فارس بأن العنود رفضت الدخول والسلام على والدها .

القذرة الصغيرة تخاف ان ترى شخص ميت حتى لو كان والدها .

تحرك يريد ان يكلمها ، توقع ان تتظاهر با البكاء لكنها كانت تقف بهدوء وفارس يتحدث معها بهدوء: بدخل معك بس يشوفك ما على لسانه غير اسمك.

همست : لا ، وين نواف او عبدالملك.

تدخل هو " طلال "بصوت لا يحمل اي تعاطف: ابوك بين الحياة والموت تدرين!

ردت دون ان تنظر له: المهم نواف وعبدالملك و سامي معاه ، انا وجودي والعدم واحد.

بصوت يقطر سخط : وانتي مو بنته ؟

رفعت عينيها القاتمة والواسعة اليه تريد ان تعرف من يحدثها كان ذو عيون عسلية وبشرة مسمرة بفعل الشمس "طلال" لترد بصوت منخفض كاره: مو شغلك؟!

لأول مرة يرغب بضرب فتاة . لكن منع رغبته والتي ظهرت بوجهه فارس والذي دفعه : خلاص طلال .


رأى حاتم يدخل و هو يسأل عن ما حصل بغيابه
اجبر على ترك الواقفة والرافضة الدخول او البكاء اي نوع من القلوب تملك ربما صخر .
لاحظ نظرة منذر باتجاهها طبعا اليست الحبيبة والمعشوقة و الحب الاول والأخير.
كانت دقائق حتى خرج سامي يبكي وعبدالملك يتلثم حتى لا يرى احد وجهه .
الوحيد الذي توجه للعنود هو نواف جلس على الارض وبكى والده بصمت .
شاهدها تجلس امامه على الارض وهي تهمس ببعض الكلمات و هو يرد عليها .

غدا فجرا دفن الميت ، غادر جده وعمته ووالده معا.
فيما استقل السيارة مع رائد وحاتم .
تحدث رائد مهاجم بغير تصديق : شفتها حتى مابكت ، ولا قطرة دمع ، ماهتز فيها شعره ، الكلبة جالسة رجل على رجل وبينها وبين ابوها جدار ورافضة تدخل تتسامح منه وتودعه.
حاتم بغضب و هو يصرخ به : وانت وش عرفك وش بقلبها ، لا عاد اسمعك تتكلم عنها ، عمك توفي وانت عينك على بنته وش سوت بكت او مابكت !!

رائد بدفاع: لكن ..

كانت وصلت السيارة لمنزل الجد ، كان العزاء سيقام هناك ، هو فقط سيقف ليأخذ والده ويوصل رائد وحاتم لهناك ربما يبيتون هناك ، لكن هو سيغادر
توجه للمجلس لكن مر باثنين مجتمعين يقفون و يتهامسان " منذر" ابن عمه أحمد و " جابر " ابن عمته اريج .
التقط جزء من الحوار الهامس قبل ان يرياه يمر .
منذر بصوت واثق معترض: اقول لك هذي غير ، الجسم مختلف لون العيون ولون البشرة حتى طريقة الكلام مختلفة.
جابر بهدوء: اجل هذيك كذبت وانتحلت الاسم ..

منذر بعجل : لا مستحيل كانت هي.................
صمت ..
والتفتا له ..



من متى هنالك علاقة بين منذر المصاب بجنون العظمة و جابر الغامض .


*
*


بأذن الله لنا لقاء يوم الجمعة .
استغفر الله





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 12:08 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\


8



كان يجب ان تعود لوالدتها .. كان يجب ان تهرب ..
لكن ما ابقاها هو الخوف من رفض والدتها .. إذا كان شقيقها تبرأ منها ورفضها فما قد يكون رد فعل والدتها المتزوجة و ام لثلاثة اطفال .
ماذا لو رفض زوج والدتها اعالتها .
هي لم تعد فتاة صغيرة قد تتزوج وتذهب بعد فترة .
و لكن فتاة متزوجة قد يطلقها زوجها وقد يتلاعب بها ، هل تستحق والدتها جرها لمشكلتها الخاصة.
هي تخاف من المجهول اكثر من خوفها من المعلوم .
لا تريد ان تجرب تخلي الاهل عنها مرة اخرى .
لذا قررت البقاء مع " عبدالعزيز" .


منذ عاد ووجدها لم يحدثها، و هي لازالت تشعر بخوف ممزوج بحقد و غضب وكراهية.
الكلمات المتبادلة في حدود السلام " وأنا طالع محتاجة شي " ترد هي بسلام مختصر و تكتب قائمة بطلبات يحضر بعضها و يحذف بعضها ورغم غضبها لتجاهل بعضها وعدم احضارها إلا انها لم تتحدث.
كيف عساك تعيش و تأكل وتشرب و تنام مع شخص تبغضه.
هل هو معدوم المشاعر كيف يستطيع القبول بالوضع الحالي.
هل هذا هو الزواج ، انعدام للاحترام والتقدير و الحب ، مشاعر مابين كراهية و بغض
غدا رمضان
غدا رمضان اول رمضان من دون والدها ..
اول رمضان بعيدا عن شقيقتها ..
غدا رمضان و هي بعيدة كل البعد عن الفرح.
غدا رمضان و هي وحيدة تنهش بها الافكار الحزينة ومعرضة اكثر للكسر.
كتبت قائمة طلبات بأهم مكونات الاطعمة الرمضانية.
و كالعادة حذف معظم القائمة واحضر ربع القائمة فقط .

كانت تفتح اكياس البقالة و هي مصدومة .
حدثته و هو يجلس امام التلفاز : وين الباقي ؟!

رد بصوت هادي : هذا الموجود.

عادت للمطبخ و هي حانقة للغاية
الذاكرة طرحت منظر من رمضان الاخير اكياس البقالة والتي ملئت المطبخ ، السعادة التي غمرت قلبها وضحكات اختها استغرقت مع اختها فترة كبيرة لتفريغها بثلاجة و برفوف المطبخ، التخطيط والإعداد لليوم التالي، صوت والدها و هو يتحدث بحنو : ها بعد فيه شي ناقص؟
اما اليوم كانت هي وحيدة وكيسين فقط اخذ منها ثواني لتفريغها والحزن والوحدة والقهر تعتصر قلبها ، الموقف تافه لكن اعصابها انهارت بكت بعنف وهي تهمس منادية للميت والذي من بعده اهينت " يبه ... يبه وينك ... يبه تعال شوف وش صار فيني من بعدك "

شدها من يدها و هو يتواجد معها بالمطبخ فجأة: وش فيك ؟!

ازدادت بالبكاء فيما هو اعتقد بأنها مجروحة فتح راحت يديها يتفقدها ثم نظر لقدميها لعلها داست على شيء ، ولم يجد شيء نظر لها مذهول وهو يسأل : وين موجوعة؟!

خرجت شهقة من فمها غير قادرة على التوقف بينما ازداد هو حيرة .
اخيرا تحدثت : ليه تسألين وش ناقص اذا منت بجايبه؟!

تركها للحظة ثم التقط مفتاح السيارة و غاب عاد بعد ثلاث ساعات و هو محمل بباقي الاغراض تركها لها با المطبخ.
وبهدوء محاول للإقناع: اذا ماجبتها مو لان مزاجي مابي اجيبها، لكن لان ما معي مبلغ كافي وهذي الطلبات مو ضرورية ..
وهو يحدثها متلاعب بالمفاتيح: لكن لو كانت ضرورية لدرجة تبكين وانتي تنادين ابوك ، اجيبها والشكوى الى الله .


وهو مغادر تردد في قول شيء ثم قرر عدم التحدث .



**

اليوم ثاني ايام العزاء ..
ثاني عزاء تكون به الابنة للمتوفى ..

لم يحضر الكثير من النساء .
الاغلب كان المعزين الرجال، انتقلت لمنزل الجد ولم تكن وحدها فجميع بنات العم والعمات حضرن، لم تبقى للحظة وحيدة ، امام الناس جميع العائلة من العمات وبنات العم يتودد لها ويعطف عليها وبمجرد مغادرة الحضور يعودون للوجه الاصلي والمعاملة بجفاء.
بعد ان عزت نواف لم تقابل ايا من الاخوة الثلاثة .
اما هي ف بليوم الثاني للعزاء عزاها ابناء عمها جميعا " طلال و حاتم ورائد ومنذر " .
هي للمرة الثانية شعرت بفقد الاب ، كانت قريبة للغاية من ابو نواف .
و حتى لو لم يكن قريب يبقى وفاته خبر مفجع .
الدموع تحجرت بعينيها من بعد ان استيقظ عائدة للحياة .
تشعر ان لاشيء بهذا الكون قادر على ايلامها او جعلها تبكي من جديد .
هي قادرة على تمثيل الحزن والبكاء مثلما مثلت عندما كاد عبدالملك فضحها امام الجميع .
لكن موقف وفاة ابو نواف كان حزين وصادم للغاية لدرجة عدم رغبتها بتمثيل وتزييف مشاعرها .


من بعد المغرب لاحظت زيادة بالحضور النسائي والجميع ينظر لها ثم وكأن ليست من اعتقدها ..
احساسها اخبرها هنالك خطاء ..
كانت الساعة العاشرة عندما خف الحضور.
سمعت من العمة اريج ان " جاسم " و هو الاخ الرابع والأكبر عاد ، للجميع صور و اخبار و خلفية تمكنك من تحليل شخصيته إلا جاسم ، نواف لم يأتي بذكره كما لو كان ميت و من الصعب ان تسأل عنه فهو من المفترض ان يكون شقيقها و تعرف عنه اكثر من البقية.
ذهبت لتتوضأ و تصلي الوتر ثم تنام .
خارجة من دورة المياه ارتدت شرشف الصلاة ثم كبرت .
عندما ضرب باب الغرفة بالجدار و سمعت صوت صرخة احد الفتيات التي كانت معها بالغرفة ،
وصوت رجالي يصرخ بثورة : وين العنود ؟!

كانت الاجابة اشارة بالإصبع مرعوبة باتجاه الفتاة التي تصلي لينطلق باتجاهها
ولتخرج الفتاة الاخرى راكضة مبتعدة عن الغرفة.


الرجل دخل من الخلف لم يكن هنالك وقت لتهرب او تدير وجهها او تكمل الصلاة وقف خلفها ملاصق بها بيد احاط برقبتها ليثبتها واليد الاخرى غرست ما يشبه لسكين ببطنها، شعرت بألم حارق اخترقها مقطع لملابسها وممزق لجسدها.



*
*

قبل الحادثة بثلاث ساعات .. حاتم


مجلس العزاء
على وشك الخروج من مجلس الرجال عندما اصطدم باحدهم .. اشتبكت عينيه مع صاحب الوجه العابس " نواف " ..
همس : السلام عليكم ..
ثم امتدت يده ليمسك بالشخص الاخر معتذر عن الاصطدام.
نظر له نواف و دون رد متجاهل ونافض بعنف اليد التي امتدت لتمسك به..
اعاد نظره للأرض و هو يبتسم بسخرية ... ليسمع الصوت المازح : مو طايق احد ..

رفع عينيه لتقع على المستند على الجدار و بيده سيجاره لم يشعلها بعد و بعينيه نظره هازئة رد بجدية : وين كنت فارس ؟!

كان يحادث عمه .. لكن لكون الاثنان تقريبا بنفس العمر و لان فارس يرفض ان يخاطب ب" ياعم " من ايا من ابناء اخوته .
فارس كان غائب معظم اليوم عن مجلس العزاء و جده دائم السؤال عليه .
رد فارس وهو يشعل السيجارة : موجود .
تنهد لا حاجة لوجوده .
لا عمه فارس ولا منذر ابن عمه لهما حاجة في الواقع الاثنان لو غادرا المكان سيكون افضل.


منذر كان الابهى بين ابناء العم في الحقيقة هو كان جميل حتى بنسبة لرجل .. الشعر الكثيف و المسترسل و الطويل حتى العنق .. العيون الواسعة والانف المستقيم و الرموش الكثيفة حتى السكسوكة كانت محددة بدقة ... كما انه كان شديد الاهتمام بما يرتدي لون الساعة ولون الحذاء ... كان من النوع المهتم با التفاصيل .. ربما كان يكوي بدقة حتى الملابس الداخليه و يعطر حتى الجوربين ... لكن كان المحتقر من الجميع ..


يظن الدنيا تدور حوله والشمس تشرق لاجله.

بمجلس العزاء منذر انطلق يتحدث عن رحلته الاخيرة لاروربا و عن النساء هناك لما لا يغلق فمه او يغادر لمنزله .
كان هنالك جو غريب لاحظه اولا طلال ، الحضور الرجالي كان يتهامسون احيانا .
الشك بأن هنالك شي لا يعرفه حدث.
رائد ايضا كان غاضب و قلق كما لو كان فعل شيء وخائف من النتائج هل لازال خائف من اخوة العنود.
والده وبقية اعمامه كانوا قد نقدوا تصرفات العنود فهي رفضت رؤية والدها بأخر لحظاته حتى بعد ترجيها ، هي حتى لم تبكي ، فتاة صغيرة مزيج من وقحة قاسية قوية وغير مبالية برد فعل الجميع او حتى رأي الناس بها.
" شين وقوي عين " هذا ما فكر به ، ثقتها بنفسها مستفزة ، هي منذ كانت صغيرة كانت مجنونة وزاد الامر سوء دلال والدها وحماية اخوتها.
عندما عزاها كانت تغطي وجهها كان يريد اخبارها بأنها لو كشفت عن وجهها لكان عادي ، من سينظر لها على أي حال ،وكأنه لا يعرفها ، هي تشبه الى حد كبير اخيها الاصغر سامي ولكن من دون شوارب وهو عندما يتصورها يتخيلها شاب وليس فتاة، لذا هو يستغرب عندما تتصرف بأنوثة.
ربما تعتقد لو غطت وجهها تزيد التشويق و تعتقد بأنهم سيخدعون ويظنوها اصبحت اجمل محال ان تتغير .

لاحظ سيارة بنتلي حمراء تقف ، ثم لاحظ من هبط ، هل هذا جاسم ابن عمه " علي " .
لم يتحدث عنه احد بل هو نسي تواجده .
هذا الرجل يمتلك عيب قاتل وهو التسرع.
تقريبا كان بأواخر الثلاثين ، تزوج بسبب التسرع و هو بالجامعة بامرأة مطلقة ثرية تكبره بعشرين سنة ثم ترك الدراسة بسبب عيبه القاتل و بصمت قاطع والده وإخوته و غادر ولم يسمع احد اي اخبار منه.
يقال استقر بدبي ويقال ببلد اخر.

تلفت باحث واقترب و هو يتحدث بإرهاق : وين مجلس العزاء.
حاتم محاول ألتعرف: انت جاسم اذا مو غلطان ؟!

جاسم في محاولة لتعرف على الطرف الاخر : نعم انا جاسم ..

حاتم اقترب و هو يمد يده ليصافح : حاتم ولد عمك بدر .. عظم الله اجرك وأحسن الله عزاك ..
انزل عينيه للأسفل في لمحة حزينة : الله يجزاك خير.

ادخله للمجلس الجميع عزاه ووقف له مصافح ماعدا نواف والذي لم يقف حتى غير عابئ بأعين الناس الملاحظة والناقدة للجفاء بين الاخوين .

كان بعدها بدقائق عندما انصرف الجميع و اجتمع الجد وأبنائه وأحفاده .
عندما اخرج سامي هاتفين جوال ليعلق على احدها "هذا جوال الوالد "

جاسم الذي غاب كثيرا عن والده واشتاق اليه ولم يحضر الدفن حتى، طالب بالهاتف .
و خرج ليتصفحه وحيد .

كان يتفقد الصور ليجد صور لطبيعة وللإبل و ل سامي و نواف و عبدالملك وللمنزل بجدة و لشوارع جدة .
لا يعرف كيف ولماذا بداء في تصفح الرسائل عندما وجد رسالة غريبة
وصلت الرسالة قبل يومين .
فتح الرسالة ليجد مقطع فيديو وكلمات " ربي بنتك"
لفتاة ترتدي طرحة وعباءة في مكان عام و مليء بضوضاء
وكان المكان مطعم او ربما استراحة او .... لا يعرف الكاميرا كانت مخفية عن عينيها
جلست بهدوء فيما الرجل دون ان يظهر وجهه يحيطها بيديه وهي تضحك
يعبث معها كما لو كان زوجها.

والده كان سائق حذر وحريص لكن توفي بحادث غريب والسبب كان صدمة وصدمة قوية تشتت انتباهه للحظة بسبب هذا الفيديو بتأكيد .
كانت فضيحة مجلجلة لرجل يعتبر الشرف هو اغلى ما يملك .
الرسالة الثالثة كانت رابط للفيديو على احد المواقع منشور فعلا تحت عنوان "فضيحة العنود على خالد "
الاسم ثلاثي منشور امام الناس، وعدد المشاهدات كثير،

لم يفكر لثانية "السمعة والشرف" تلطخت ويجب ان ينظفها ، انطلق لمكان القذرة و لقسم النسائي اقتحم اولا المطبخ ووجد الخادمات يبتعدن عن طريقه مرعوبات بسبب الوجه الغاضب.
فتش بسرعة حتى حصل على مراده سكين حادة.
سيقتلها لن تعيش دقيقة بعد ان تسببت بوفاة والدها .
نظر للخادمات و هو يلوح بسكين : وين العنود ؟!

اشارت له اثنتان : فوق ... بغرفة فوق ..

دخل من بين النساء بسرعة لم يكن هنالك حتى فرصة لإيقافه و هو شبه راكض .
و هو يقتحم اول غرفة وجد فتاة صرخ بها : وين العنود ؟!

اشارت لمن تصلي ، ابعد عينيه عنها لتغادر راكضة هاربة من الوحش المقتحم.
نظر لها بحقد وهو يعيد مقطع الفيديو برأسه الان تصلين بعد ان أضعتي كل شيء وتسببت بموت والدك .
لم يكن يريد حتى رؤية وجهها لذا امسكها من الخلف.
فلتمت و هي تصلي.


***

لنا لقاء بأذن الله قريب



استغفر الله خير ما قيل وخير ما يقال





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.