آخر 10 مشاركات
أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          Married to a Greek tycoon by Lucy Monroe (الكاتـب : SHELL - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          443 - سر الأميرة - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-12, 09:43 PM   #1

وجع الكلمات

قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى

 
الصورة الرمزية وجع الكلمات

? العضوٌ??? » 169342
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 8,446
?  نُقآطِيْ » وجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond repute
Cool * حنين غصن *




وأخيرا قطعت خط النهاية في هذه الرحلة الطويلة التي استنزفت كامل طاقتي.. لأشعر بأنني أبلغ من العمر خمسين عاما .. والسبب هو زهر البيلسان التي استغلت طيبة قلبي المعروفة بها طبعا .. حيث في أحد الأيام السوداء ظلت تترجاني باستماتة بأن تمثل في عمل من تحت يديّ .. بالعامية طمعنه بالشهرة بعد أن رأت الممثلات إلي ما كان لهن اسم أصبحن نجمات في عالم الشهرة بعد أن اكتشفتهن بنفسي ونقلتهن من العدم إلى المجد وإلي بعدين تبطرن على النعمة وأخذن يتشرطن مثل الكونتسات ...أعتقد عارفين من أقصد .. المهم نرجع لموضوعنا .. جلست زهر مثل الشحاتين قدام باب منزلنا لا تأكل ولا تشرب مصرة بأن تمثل بطولة في قصة من خربشاتِ .. قلت يا بنت لا تموت عليكِ هذه ورها عيال تربيهم .. فقررت واستجابة لقلبي الركيك على قولة بعض ناس بأن أكتب لها عمل خاص بها ويا ليتني ما وفقت ... لأنني أنحولت وجنيت وهلوسة بعدها ..
حسنا لكي نكون على بينة وعشان بعدين لا تجوا تحاسبوني بعد قراءتها .. القصة ترى عادية جدددا ومستهلكة .. لكن عندي أمل بأنني كسوتها بثوب جديد يميزها عن سابقاتها ..
وبعد هذا الخطاب المطول إلي لازم أصدع رأسكم به قبل أي افتتاح للقصة ..نقص شريط الافتتاح واسمح لصحافة بعد ذلك بالتقاط صور لي شخصيا ولكم الشرف طبعا ^_^



الآن نسلط الضوء على نجمة السهرة مني نفسي أخنقها هالساعة على عمايلها السوداء بي .. بس مطرتٌ آسفة أأجر عملية الخنق لبعد الحفل عشان ما تروح فلوسي هباءً منثورا فأنا صرفة شبابي ودم قلبي بهذه القصة ..

الآن نقدم لكم نجمة عملت الهوايل حتى أعد صناعتها من جديد .. شكلا وتمثيلا لأنن الحقيقة تقال بأنها ممثلة فاشلة بس الله يخلي المنتاج ضبط الكثير وستر الكوارث التمثيلية ...
المهم نسلط الضوء على نجمة السهرة * زهر البيلسان * يلا تمخطري يا عروسة ^__*



للأسف الشديد البطل لن يتمكن من أن يكون بيننا في هذه الليلة الساحرة لأنه أصابه تسمم مفاجئ وعلى حد عملي بأن زهر البيلسان عزمته على الغداء اليوم .. والله يعلم شو وضعة بالأكل لأنه البطل البارحة شايفتنه يقفز مثل القرد ما به شيء .. بس شكلها تريد تجعل كل الأضواء مسلطة عليها الله يشافي المسكين ...

بس إلي ما تعرفه *زهر البيلسان* بأن بطلة أخرى زاحمتها بالبطولة لهذا لم تصاب بمكروه وها هي تحضر بيننا في هذه الحفل الكبير ... وإلي بعد قطعة قلبي وأهي تبكي وتقطع هدومها مثل المجانين قدام بيتنا فقلت أسترها من الفضايح لا يقولوا مجنونة فيقط باب رزقها بان تكون مدام .. فوافقت أدخلها بسياق القصة .. آآآه منك يا قلبي متى تصير حجر وتريحنِ

بطلتنا القادمة تعشق التقبيل بجنون لو قدامها قرد أعتقد بأنها بتقبيله بدون أي تفكير .. بطلتنا هي * رولا أحمد * يلا هزي على الوحدة ونص على البساط الأحمر ..



وأخيرا وليس آخرا وصلنا للحظة الحسم .. اللحظة التي طالما انتظرتموها بشوق ملتهب ألا وهي تكحيل أعينكم بالقصة .. آملةٌ بكل جوارحي بأن تنال إعجابكم لأنني رغبة بأن تكون متكاملة والكمال لوجه سبحانه .. بسم الله نبدأ ..

أنتن يا قطتين إذا رغبتن بأن تتخانقن فتخانقن بعد الحفل قرب الزبالة لا تفشلنا قدام الناس نحبت الممثلين والنقاد والمخرجين والمنتجين ..



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 29-10-12 الساعة 05:26 PM
وجع الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه
ادعوا لها بالرحمة
رد مع اقتباس
قديم 28-10-12, 09:57 PM   #2

وجع الكلمات

قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى

 
الصورة الرمزية وجع الكلمات

? العضوٌ??? » 169342
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 8,446
?  نُقآطِيْ » وجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond repute
059

(( حنين غصن ))

هذا العمل لــ وجع الكلمات

بطولة كلن من:

زهر البيلسان

و

رولا أحمد



* المدخل *


أحن إليكِ يا غصني الحاني
أحن إلى جنونك الذي من عالم ثاني
أحن لابتسامتك الساحرة لقلبي
أحن لهمسك ألمُلتهِبي
أحن لمشاكستكِ المقيدة للساني
أحن لنار المتأججة بصدري كلما اقتربتِ مني
وأذرف الدمع لبعدكِ عني
عودي يا شمسي
وأدفئ قلبي
وأحيّ أنفاسي
واوجدي معنى جديد لحياتي


_ الغلافين _







وتبدأ الحكاية ..


وجع الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه
ادعوا لها بالرحمة
رد مع اقتباس
قديم 28-10-12, 10:01 PM   #3

وجع الكلمات

قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى

 
الصورة الرمزية وجع الكلمات

? العضوٌ??? » 169342
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 8,446
?  نُقآطِيْ » وجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond repute
Toto


الألوان تتقافز أمام صفحتي عينيّ تتباهى ببريقها الأخاذ ... والذي يُغرِدُ بأهازيج الفرح المهاجر عنيّ منذ أن تزين بيتها بحُلِ الأعراس .. فهي سوف تُزفُ بعد ساعات قلائل لفارسها الذي شق بسيفه حصون صدودها.. لكي يغرس نصله في قلبها فيحرره من برودة مشاعرها.. وينّشُرَ دفئ الحب في ربوعه ...
هذا الفارس الذي كُنت أنا أحلم بأن أكونّه بنسبة لها .. مُنذ أن تقابلنا لأول مرة في حديقة الحي التي تبعد شارع واحد من بيتينا المتقابلان وجها لوجه.. وفي نفس الوقت كانت هذه أول مرة لي أزور هذه الحديقة التي بدأت أعشابها تصفر لقلة الرعاية .. وأشجارها تبكي ورقها الذي هجرها بدون سابق إنذار..لقد كان يوما من الأيام التي لو وضعت بيضة في الخارج لنضجت من شدة اللهيب الذي فرّت منه النسمات العليلة ..
لقد كٌنت أتدثر بظل شجرة الصنوبر ذات الفروع الطوال والباذلات مجهودا خرافيا لكي تقينّي أشعة الشمس النارية بما تبقى في أطرافها من وريقات ذابلة ...
هنا بدأت الحكاية معروفة النهاية ألا وهي الفراق ...
كُنت أنظر إلى الأطفال الذين لا يتجاوز أعمارهم الخامسة.. وهم يمرحون في الألعاب المتناثرة بعشوائية في قطعة صغيرة احتلت أرضية ما يطلق عليها مسمى حديقة... في حين أنّها هي شبح حديقة.. كانوا يضحكون ملئ فمهم.. وأنا بدون أن أشعر بنفسي أضحك معهم وكأن قهقهاتهم تُدغدِغُنّي ...
وأنا في خضم انهماكِ في متابعة ملائكة الأرض سحبني عنوة منهم صوت صارخ:
" هي أنت أرمي إلينا بالكرة "
أدرت رأسي إلى حيث ميسرتي وهو المكان الذي هجم عليّ منه الصوت الآمر ... لأجد مجموعة من الفتيان الذين كما يبدو على شكلهم بأنهم مماثِلين لي في العمر فقد كُنت أبلغ العاشرة حينها ..
فعاد نفس الصوت يخترق طبلتيّ أذنيّ.. لكن هذه المرة درجة صوته علت بدرجات عن سابقتها:
"هي أنت ألا تسمع ؟ هاتي الكرة وحالا "
كان هذا الصوت راجع لفتى يقف في طليعة الفتيان .. وقد كان أضخمهم جثة بشعره الأشعث وحاجبيه الغليظان وسحنته التي لفحتها الشمس فجعلتها تميل إلى السمار ..ومن طريقته الآمرة اتضح لي بأنّه هو قائد القطيع ...
ذهبت ببصري أمسح عن الكرة التي يبتغيها ... لأجدها تبعد عنّي مسافة خمس إلى ست خطوات ... لأحس بطعم المرارة يلسع لساني .. وأنا أحدق إلى قربها مني وبعدها عن أصحابها .... ولكن لم أكون أقوى على أن أطولها وبعيدا عنهم هربت ببصري الذي بدأ يشذ عن ثباته وعصارة حارقة تفر من مقلتيّ ..
وما هي إلا غمضة عين حتى شعرتُ بساقِ تركلُنّي .. وتجعلنّي أنهار على الأرض من جلستي التي كانت تسندها الشجرة .. وسيل من السباب ينهمر عليّ مثل زخ المطر من الفتى إياه الذي صار وجهه أحمر مثل الدم .. وما كان مني إلا الصمت فما بيدي حيلة.. فعارُ العجزِ كُنت ولا أزالُ موشومّا به ...
فجأة توق هطول السباب عليّ وكذلك زيارة ساقه لجسدي الهزيل وحل محل صوته آهات الوجع النابعة من فاه .. ففتحتُ عينيّ اللتين انغلقتا لا إراديا بعد أن زادت جرعات الذل والمهانة في دمي ..
لأجد ذلك الضخم الذي يفوق حجمّي أضعافا مضاعفة ... يحاول حماية نفسه من الرصاصات الحجرية المتهافتة عليه الواحدة تلوى الأخرى دون أن تجعل له مجالا للفرار منها .. حتى رعيته لم يسلموا من الغارات ... ليهربوا كالجرذان ورئيس العصابة يتوعد وقدماه الراكضتان تسبق كلماته الحانقة:
" غصن أقسم سوف تندم.."
وقبل أن يُكمّل جملته أصابته حجرة نصف عينّيه.. ليبكي مثل الأطفال الصغار.. وهو يزيد من سرعته ليتبخر عن ناظري الشاخص.. وعقلي غير مستوعب للذي جرى منذ ثواني لا تعد على الأصابع ...
وفي حين أنني كُنت مثبتا بصري الزائغ في ما خلفه الفارون من غبار الخزي... صفع مسمعي صوتٌ غُصب على انتهاج طبقة الخشونة :
" عارٌ عليك ولد ولا تتحرك وترد إليهم الصاع صاعين "
رفعت عينيّ إلى حيث قُذِّفت بالكلمات الخادشة لرجولتي ..لتتمدد حدقتي عينيّ وهما تعكسان على شاشتهما صورة فتاة ذات شعر يلامس قفاها على استحياء وهذا الشعر نفسه لم يتم تهذيبه بالمشط بعد ما يبدو بأنه قد ضربه إعصار عاتي بلونه الذي شوتهُ الشمس فبات يميل إلى البن المحترق أكثر منه أسودا كلون السماء النقية في أول زهوِها في ليلةٌ ربيعيةٌ مبتهجةُ النّسمات .. هذا الشعر يغطي جمجمة تعود لوجه تشوه بملامح أُرغمت على الخشونة من قبل صاحبته على الرغم من أن لمسات الخالق منحتها أبهى صورة بعينين شبه مفتُحتان هجم عليهِما النعاس على حين غفلة .. وأنف يتوسطهما بعوده الباني الذي توسع في كاحله ليُكوِّنّ كرة من الكرز الراقيةُ لسن النضج بحمرتها المشهية والشمس هي من أضافت لمسة الحياء لوجنتيها المناقضة لهيئة الفتاة المتشبثة بمعالم الذكورة .. ذكورة لا تليق بها وبالأخص تلك الشفتين الموشومتان بشكل قلب.. إلا أنّهُما تلوثتا بكلام جارح يضرب على قلبي بسياط الخزي ...
رفعت أحد حاجبيها الرشيقان للأعلى.. وكأن صنارة سحبته.. وضغطت الزناد لتطلق الكلمات المتعجبة من فوهة فمّها:
"هي أنت ألا تتكلم؟!! أم أنّك أصم ؟!!"
كان الصمت مختوما على ثغري ساعتها ... ولمّا طال صمتي نظرت إلى حيث يقف بجوارها بشكل متوازي فتى يتجاوز طولها الذي أقدرة 149 سم فأنا أهوى الأرقام فهُنّ صديقاتي الوحيدات بعد أن حبستُ نفسي في صومعتي المعزولة بملء إرادتي بعد أن سُلبتُ أعز ما أملك برفت رمش .. لتحاوره بعيّنيها حيث أنّهُما ظلاّ بضع الوقت ينّظُرانِ بعينيّ بعض .. لكن هالت السلطة كانت تنبعث من تلك الفتاة المتصابية بأفعالها وملابسها المتكونة من بنطلون جنز اختفى لونه وراء الوحل المتفرق الإقامة على رقعته.. والقميص القطني المشابه للخيام الغارق فيه قدها الأنثوي فمسح معالمه .. وصورة سيارة فراري تتوسط بطن القميص الأبيض الذي لم يسلم من لطخات الطين وكأنّ رساما مهووسا بالألوان جاب فيه فشوهه بمزيج الأفكار الغريبة العجيبة المتصف بها الرسامون التشكيليون ...
سلطت إلي من جديد قطعتي الزمرد اللتين ضيق علّيهما الخناق من قبل جفنيها وقد كتف ذراعيها أمام صدرها لتعاود السؤال نفسه لكن هذه المرة بحدة عكست نفاذ الصبر القابع بداخلها:
" هي لقد طفح كيلي .. تكلم أو أشر لي بشيء.. هذا أقلُ شيء تعمله لنا لأننا أنقذناك من ذلك الطفل المسمى وليد"
نكست رأسي والخجل يرتع بعجينة محياي .. لأقول بعد ذلك بصوت بالكاد أنا أسمعه:
" شكرا لكُما على مساعدتِكُما "
لتصرخ كمن لدغته أفعى:
" إذا أنت تتكلم وتسمع !!! .. لقد كُنت كل ذلك الوقت تتسلى بنا "
زاد انحناء ظهري المجرور عنوة من قبل رأسي المثقل بالأفكار اللاذعة لتصرفي الأرعن الذي سوف يقودني لتهلكة كما يبدو مع هذه الإنسانة الغريبة العجيبة بشخصها وهيئتها:
" أنا آسف لم أقصد .. لكن .. لكن ..."
ليقص حديثنا والحمد لله صوت سائد وهو يقول:
" آسف سيدي على تأخُري .. فقد كانت الزحمة خانقة في كشك البوظة وكأن الناس لم يروا البوظة من قبل.."
ليطلق سراح قهقهاته الآتي دوما لا يتحملن الحبس في جوفه طويلا ..
نزل إلى مستواي الأرضي ومد لي يده المحملة بالبوظة شبه السائحة والممتدة خيوطها لرأس كفه ..
هززت رأسي ناسجا كلمة لا ومن ثم قلت له وحموضة تسكن حنجرتي:
" دعنا نعود للمنزل يا سائد"
برأس شبه مرفوع رأيت العجب يصول ويجول في وجهه الأربعين.. لأُنهيه بقولي الغير قابل لنقاش:
" فورا دعنا نعود للمنزل.. فقد اكتفيت من التجول بالحديقة السخيفة هذه "
سائد يعرفني كما يعرف خطوط كف يديه.. فهو من كان يخدمُ أهلي بإخلاص متفاني منذ فتحت عينيّ على الدنيا .. لهذا لم يقل شيئا.. فوضع البوظة جانبا وحملنّي بين كفيه العملاقتين لأضع على صدره المدرع رأسي المنهك من كثرة الأفكار اللاذعة المدججة بأسلحة الكره لنفس.. فقد كُنت أشعر بمشاعر تكبرني سننا بعقود ولا تزال لكن مجرد بقاياها الآتي كانت سوف تتكفل بمحوها لولا ...
لأعود على مضض من ذكرى اللقاء الأول فانظر إلى معزوفة الأضواء المتباهية بألوانها على سطح منزلها المتوافد إليه المعازيم من كل جنس ولون وحجم وعمر ..
أسدلت الستار على الشباك فالعيون لم تعد تقوى على رؤية الفرحة المتدفقة من بيتها ...ومعها أغلقتُ الباب على الذكريات من التحليق في عقليّ الذي باغته صداع فتاك على حين غرة..
لأرخي بعد ذلك رأسي على وسادتي واضع يدي المبسوطة على الستار المتمدد على سطح الشباك وفي داخلي أقولُ (وداعا) مرفقتا بسيول من الدمع الممنوعة من زيارة وجنتيّ من قبل رجولتي المهزومةُ ..
لم يكن يمنعُنّي من مرآها إلا الجدار الملاصق لسريري .. سريري الذي سوف يشهد الآهات المتقدة في صدري ...الآهات الآتي قبل أن تصلُنّ إلى فاي كضمتها... لتخرج على شكل أنّين مكتوم.. بابتلاعي لكلى شفتيّ .. والجمرُ يصهر مقلتيّ فيكويهما فيُحِلّهُما بعد السوداء إلى رماد ...ليستر الظلام المخيم على غرفتي لحظة ضعفي ... ضعفي الذي لم تغفل عنه عينيّ عمتي المحنكتان المرأة المتكفلة بتربيتي بعد أن خسرتُ والدي ّ في حادث بشع شوه معالم حياتي .. فيتفتق الشعاع الشحيح من الرواق المقابل لغرفتي بعد أن أنّ الباب فكشف عن شبح عمتي ... الذي سبقه ظلُها ليمسد عليّ بحنو ..لتقول بعدها بصوت يُرفرِف بجناحيّنِ جريحينِ:
" سوف تنّسها .. فهي لا تحمل في قلبها ما تحمله أنت لها"
لم يكن ردي على كلامها إلا غصة تحشرجت في حلقي .. وأنين دامي كافحت ألا يلدغ مسمعها .. لهذا تشبثت بغطاء سريري لعله يمتص أطنان الوجع المعربدة بجميع خلايا بدني الممتد على ظهر سريري.. رفيقي المواسي ..
أرادت بأن تضيف إلى كلامها شيئا... لكن كما يبدو بأن الكلمات خذلتها كما خذلتني من قبلها..
لهذا أمتصها الرواق وعاد الباب يستر ضعفي ويمنع صرخاتي من أن تطال آذان الأنس .. لكن للأسف الشديد تركتني عمتي لكي تبطش بي الذكريات القريبة البعيدة .. وتستغل حالة هشاشتي لكي تتلاعب بمشاعري كيفما تشاء .. مبتلعة إياي إلى حيث يومِ لِقائنا الثاني ...
لقد كٌنت أدفع بعجلاتي كرسيَّ المتحرك المتكفل بمهمة قدميّ اللتين طُرِدتا من عملِهما بأمر جائر من الحادث الكريه نفسه المودي بحياة أمي وأبي ..كنتُ أبتغي الحديث مع عمتي .. وما إن دنوت من حيث تقبع غرفتها.. وإذا بي اسمع صوت ليس بالغريب عليّ ..ولم يكن يعود لعمتي قطعا .. فهذا الصوت الذي يخشنُّ رغما عنه يرجع لشخص واحد ضلت صورتها لاصقة في عقليّ منذ أول يوم وقعت عينيّ عليها .. رغم ذلك ضل الشك يجُرنّي إلى زاوية عدم التصديق .. لهذا سمحتُ لفضولي بأن يتحكم بي كيف يشاء .. فتلصصت من عبر الفتحة الضئيلة الحجم التي أنفرج بها الباب ...
لأجدها هي .. فأقتل الشك باليقين .. لكن .. لكن كانت بهيئة مخالفة 360 درجة عن أول مرة رأيتها بها.. فقد كانت ترتدي ثوبا ورديا ضيق من الأعلى ومع دنوه من القاع بدأ يتسع .. بربطة بيضاء تكشف ذلك القد الذي مثل غصن البان المنحُتِ بعناية علي يدي الخالق.. أما الشعر الهمجي بات أكثر نعومة لينساب كالشلال على ظهرها وتتكفل غُرتُها بدغدغة جبينها.. فتبرق حمرة خجولة من خديّها وابتسامة ذات براءة طفولية تصافح شفتيه المتحليتان بلون الفراولة ..
هذا الصورة الفاتنة جعلت طفلا مثلي يغص بريقه .. وقلبُه يُجّنُ جنونه وراء قفصه الصدري.. لدرجة أنني خيل لي بأن مكروها قد حل بي .. لهذا ألصقتُ جذعي بوجه كرسي المتحرك واضعا يدي اليمنى على قلبي الذي لا أجد لحاله المستجدة تفسيرا.. مسكا بأنفاسي المنزلقة من رئتيه بجهد جهيد .. متشبثا بيدي الطليقة بحافة مقبض كرسي النقال أستجديه العون ..
لم أصحا من وضعي الغريب العجيب المكبل لي والغيرِ قابل بأن يستوعِبه عقلي الطفولي الذي لم تصقله السنون بعد .. إلا بعد أن خرجت من غرفة عمتي .. لكن بشكلها المتصابي الذي جعل عقلي يصير بكفي من الحيرة المنسكبة على رأسي دفعة واحدة ...والدافع بي إلى شركِ الشك من صحة ما رأيتهُ مُنذ دقائق معدودات ..
وهي بالمثل كان الذهول يقنع وجهها العائد لشحوبه المرضي ..والمصحوب بشكل شعرِها الراجع لسابق عهده إلى عصر الفوضى ...
لكن ذهولها هذا لم يدم طويلاً.. حيث أنقلب إلى غضب يُغضنُ كامل وجهها.. متبوعا بزفرات ملتهبة تصفع وجهي المتيبس بمعالم الحيرة:
" أيه المتلصص.. ألا تخجلُ من نفسك؟!! تتلصصُ على غرف الآخرين؟ ..ومن ثم ما الذي جاء بك إلى بيت العمة رولا ؟!!! تكلم حالا.. أو إنك سوف تتكلم بعد ساعات مثل المرة الماضية !!"
كما يبدو بأن العطب الذي حل بقدميّ طال للساني.. لهذا لم أتمكن من الرد عليها وأنا أعلم في قرارتُ نفسي بأنّ فعلي هذا سوف يصب الزيت على النار ..
أنقضّت على مقبضي كرسيّ بلمح البصر.. وقد باتت عينيها مشرعتان لآخر حدودهما المسموح لهما.. وتقطيبة حاجبيها الرشيقان تزداد حدة ولا تبشر بالخير أبدا .. لتدنو بوجهها ليصير لا يفصله عن وجهي إلا شعرة .. فأبتلع ريقي بصعوبة بالغة وأنا أتلقى ضربات أنفاسها المحاكية لثور الهائج لتقول.. بعد ذلك:
" الأفضلُ لك بألا تختبر صبري "
لينساب من خلفها صوت ناعم كخرير الأنهار تعوم به نبرة التساؤل:
" ما الذي جرى يا غصون ؟!!"
ما لبث أن تغير الصوت ذاته إلى درجة التعجب:
" نبيل !!! "
ألتفتت تلك الفتاة المتوحشة إلى حيث تقف صاحبة الصوت وما كانت إلا عمتي .. ليصيبها داء التعجب هي الأخرى:
" أتعرفينه يا عمه رولا ؟!!"
كشفت عمتي عن ابتسامة حنونة وهي ترُد عليها:
" بطبع كيف لا أعرف ابن ابن شقيقي الله يرحمُهما "
تجاوزت عمتي تلك التي أطلقت عليها اسم غصون لتجثو بالقرب مني والابتسامة لا تبارح وجهها المعجون بطينة الطيبة..والمزين بعينيها الصغيرتان لكنّهُما محملتان برسائل العطاء والمحاطتان بأخاديد الزمن الذي لم يأخذ منها شباب روحها.. وأنفها الطويل المعكوف جزئيا والذي لم يؤثر على سحرها المنصب في شفتيها المكتنزتان وكأنّهما لم يُقطفانِ من شجرة الكرز إلا من سُويعات ..
وضعت عمتي يدها النافرة عروقها بسبب الجفاف الناتج مِن امتصاص السنون لعمرها المناهز لـ65 على كتفي وقالت موجهة حديثها للمتصابية:
" أُعرِفٌكِ بنبيل الذي منذ أسبوع أنتقل ليقيم عندي.. ألا تذكُرين فلقد أخبرتكِ عنه ؟ "
ضيقت الخناق على عينيها وهي تحدق بي بغضب مبطن يصل حد الانفجار كالبراكين.. ومن ثم قالت من بين أسنانها:
" ولو حتى كان قريبٌكِ يا عمه.. لا يحق له بأن يتلصص عليكِ "
أدارت عمتي نظرها إلى ميمنتها حيث أكون وقالت وحاجبيها يحلقان أعالي جبهتها:
" أهذا صحيح يا نبيل ؟!! أكُنت تتلصص علينا أنا وغصون ؟!!"
بخزي يلتهم سحنتي طأطأت رأسي وقلت بصوت هامس :
" أنا آسف يا عمتي لم أكن أقصد "
لتتلاعب بكفها بشعري الأجعد الطويل نسبيا لعدم اكتراثي به بعد ما حل بي من بلاء .. لتقول بمرح يداعب القلب:
" لا عليك يا بني .. لكن لا تكررها مرة أخرى فهناك أمور بناتي لا تصلح لرجل مثلك بأن يسمعها "
ليخرج المارد من قربته ويتلبس المدعوة بغصون لتصرخ بصوت زلزل بيت عمتي المتكون من غرفتين وصالة وحمامين ... والذي يتقدم عتبته بساط من الخضرة المشذوبة بعناية والمحاطة بإطار من الورد المتفاخرة بألوانها الزاهية .. ويعود الفضل لعمتي التي تعشق هواية الزراعة ... والآتي أجزم بأن لونهن أمتصه الخوف بعد صرخة تلك المجنونة التي أفزعتني وجعلت رعشة تنتشر بجسدي .. وحتى أن عمتي هي الآخر نظرت بها بفزع .. وهي تسمعا تقول بحنق جعل أوداجها تنتفخ كالبالون :
" هكذا فقط .. ألن تعاقبينه .. هذا ليس عدلا .. على الأقل أعطيه صفعة حتى يتعلم درسا لا يُنسى .. ومن ثم أنت يا هذا ..إذا سمعتُ أحداً عرف بما رأيتَ اليوم.. أقسم بأنك لن تعيش لترى شمس اليوم التالي "
رمت بتهديدها هذا في وجهي وسبابتها تعلو وتهبط أمام ناظري الشاخص ومن ثم أدبرت والأرض من تحتها تتأوه من الألم المبرح الذي ألحقته بها خطواتها المتقدة امتعاضا كصاحبتها ..
فعلها هذا جعل التساؤلات تكتظ في جمجمتي الصغيرة.. لتسعفني عمتي بالأجوبة قبل أن أُجن .. فتسرد لي حكايتها وسبب تحولها من أنثى إلى فتى رغم بديع خلقها ..
فقصتها بدأت بعد أن طلق أبُها أُمها التي غُصبت على الزواج به بسبب لعنة ابن العم لابنة العم.. و ما إن انتهت عدتها حتى تزوجت من جديد ممن اختاره قلبها.. وتدع غصون هذه تعيش مع أبيها المهمل والذي لم يرحمها من الغضب الكامن فيه بسبب فعل أمها ...فعاملها مثلها مثل أي قطعة أثاث بالمنزل .. لهذا كانت ردت فعلها الدفاعية هي بأن تكون هي المسئولة عن نفسها .. من تحضير الأكل.. تجهيز نفسها للمدرسة.. وشراء ما يلزمها من حاجيات .. الطفلة المرأة يصلح بأن يكون عنوان لقصتها ..
فهي طامتها بأنها لم تجد أنثى من حولها تقودها إلى الطريق السليم الذي من خلاله سوف تنمو وتتفتح كأي زهرة في بستان حواء الأخاذ ريحا وصورة ...
لتكون عمتي هي المنقذة لأنوثتها شبه الضائعة ... لكن ذلك الحاجز الوهن من التصابي لازالت تتشبث به باستماتة لكي تقي نفسها من أي هجوم سوف يزعزع سلمها الهش ...
لكن هذا الحاجز كان يتصدع بين الفنية والأخرى ليكشف عن ثقوب تؤدي إلى علامات انكسارها ولقد شهدت واحدة منها وقد كانت في اليوم الذي ذهبت فيه عمتي لزيارة أحد صديقاتها المعتلة بالمستشفى .. ساعتها كان قرص الشمس المغمس في بحر برتقالي مصفر يختفي كاللصوص وراء البيوت ذات الطابق الواحد المترامية الأطراف على أرضية هذه القرية شبه المزدحمة.. ليُقرع باب منزل عمتي بصورة متواصلة ليُخِز قلبي بإبرة الوجل .. أنا الغارق في قعر الذكريات الحية في عقلي والمتواجد في مسرحها والديّ.. والتي على إثرها أنسبت دموعي من قربتي عينيّ بدون وعي مني .. مسحتها على عُجالةٍ .. وحركت عجلتي كرسيَّ خارجا من سجني الذي دخلته بملء إرادتي ... لأفتح الباب فتسقط عينيّ عليها مرة أخرى.. تلك الفتاة التي تشبه قطعة الجمر لا تنطفئ ...وما إن رأتني حتى هربت بناظرها بعيدا عن رادار مقلتيّ .. لقد استغربت فعلها هذا .. لكن مع هذه المخلوقة العجب فقدَ معناه الشاذ عن الطبيعة .. وصار شيئا لا يختلف عن سياق الأحداث ألروتينه ...
بكلمات تعرت من نبرة القوة وظهرت مهزوزة من بين شفتيها شبه المغلقتان:
" أين العمة رولا ...؟"
لأرد عليها قائلا:
" لقد خرجت لزيارة أحد صديقاتها في المستشفى .. أهناك شيء مهم تريدينها به؟"
لتُشهِر عليّ نصل عينيها المغرقتان بالدمع وهي تصيح بي قائلة:
"وما شأنُك أنت أيه الفضولي ؟"
خاتمتا كلامها بإعطائي ظهرها وبخطى تفتقدُ إلى الاتزان رحلت..
لأوقفها بقولي:
" أتبكن يا غصون؟!! "
لتقبل علي كالفهد والنيران تنشب بمقلتيها.. وبفم متوحش قالت وهي تمسك بياقة قميصي القطني الأسود الخاوي من أي نقوش:
" غصن لا يبكي أتسمع "
لا أعلم كيف ببرود أعصاب قلتُ لها وابتسامة واسعة تبرز نفسها بكل استفزاز لناظرها الذي يضمر الشر:
" إذاًُ.. ماذا تُسمين هذا الذي ينساب من عينيكِ؟ عرق مثلا !!! "
لترفع قبضة يدها فأغمض عينيّ كردة فعل دفاعية وأنا أعلم بأنني لعبة بوتر حساس بداخلها سوف يكون عواقبه وخيمة عليّ ..
ليطول انتظاري لحكم الضرب المفروض عليّ من قبلها .. فأفتح رويدا رويدا جفنيّ.. فأجدها متجمدة على وضعيتها السابقة ... والعبرات تتدحرج على وجنتيها الملطخة بلون الدم .. وما هي ثواني وإذا بي أشعر بقبضتها ترتخي من على ياقة قميصي .. لِتفِلته أخيرا.. وتتهاوى على عتبت الباب متهدلة الأكتاف ومنكسرة الفؤاد حيث أدلت بأوجاعها على شاكلة بكاء مرير يُقطع نياط القلب ..
أحزنني ما رأيته منها ..لحظة الضعف الصادقة التي حبستها طويلا وراء غشاء القوة المصطنع ..
أردت أن أساعِدها .. أخفف عليها مصابها .. لكنني عجزت فأنا نفسي أبحث عن مّن يُطبطِب عليّ.. فيطفئُ حرقة الوجع المتكالبة على نفسي منذ فقدت والديّ .. لهذا طبقتُ كلاما قرأته في أحد الكتب العلمية ((بأن دواء الداءِ هو الداءُ نفسه)) ..
لأجد نفسي وأنا أقول فاتحا الأبواب لدواخلي لتطال آذان بني آدم:
" اليوم سوف يمر شهر على موت والديّ "
رفعت جزئيا رأسها الغارق بأنهار من الدمع ... لأرمي في عينيها سهام عينيّ المختفيتان وراء أطنان العبرات .. مسهبا في اعترافاتي الآتي لم يسمعها أحدٌ قبلها :
" قبل أن تأتي أنتِ ..كُنت أبكي في غرفتي لوحدِ .. وأنا أتذكر والديّ اللذين بلمح البصر رحلا وتركاني لوحدِ مقعدا"


وجع الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه
ادعوا لها بالرحمة
رد مع اقتباس
قديم 28-10-12, 10:02 PM   #4

bessoum

نجم روايتي وقاصة بقلوب أحلام وعضو في فريق التراس قلوب أحلام و كاتب في الموسم الأول من فلفل حار

alkap ~
 
الصورة الرمزية bessoum

? العضوٌ??? » 214428
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,970
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » bessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond repute
افتراضي

ان شاء الله الف مبرووووووووووك حنين غصن وجوع
المقدمة على بساط هوليود الاحمر بين النجمتين غصون ورولا مشوقة
لمعرفة أداء نجومنا
اقرا وارجعلك


bessoum غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-10-12, 10:03 PM   #5

وجع الكلمات

قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى

 
الصورة الرمزية وجع الكلمات

? العضوٌ??? » 169342
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 8,446
?  نُقآطِيْ » وجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond repute
Bravo

لأُسند رأسي بقمة كرسي المتحرك متطلعا لسماء شبه المسودة تتخلّلها بعض الخيوط الخجلة من بقايا الشمس الراحلة .. مبتلعا شهقاتي...عاصرا جفنيّ ليدفعا بفوج جديد من العبرات من على مقلتيّ...
أحسست بدفء يغلف يدي اليسرى الراقدة على فخذي .. لحقه صوت يعزف على وتر المواساة لم يطأ أرض مسمعي قبلا:
" لا عليك .. لازل لديك العمة رولا "
لأشعُر بعد برهة من عمر اليوم بيدي تُعتَصرُ تحت قبضة من حديد.. في حين أن ذلك الصوت نفسه بات متشبعاً بوقود البغيضة:
" ليس مثلي والديّ حيان لكن وكأنّهما ميتان .. لأصير وحيدة بلا سند "
نزلت ببصري إلى درجة جلستها الأرضية ..فعكست شبكتي عينيّ عُريها من أي قيود فرضتاها على نفسها .... ليصبح داخلها مكشوفا لي .. وهي تكمل حديثها المتخبط بين البكاء وبين الغضب العارم:
" أمي اليوم زارتنا .. ( لتطلق ضحكة ملئها السخرية وهي تكمل قائلة) على أساس أنها جاءت لكي تُهنأنِ بعيد ميلادي ..وياليتها لم تفعل .. فلم تكلف نفسها النزول من سيارتها الفخمة .. و حتى أنّها لم تتعب نفسها بتقديم الهدية لي يدا بيد .. فقد كلفت السائق بذلك.. وتحججت بأنّها يجب أن تلحق بطائرة لأن لديها موعدا مع مدرسة خاصة في بلد أجنبية لكي تسجل من تسميهم أخوتي والذين لم أراهم في حياتي ولا أعرف حتى أسمائهم .. أما أبي ... فمنذ عاد من العمل وهو في غرفته غارقٌ في نوم عميق وكالعادة لم يكلف نفسه تذكر تاريخ عيد ميلادي "
ارتعشت مقلتيها وهي تقذفني بجملتها الأخيرة التي أدمت قلبي:
" أأنت راغبُ بأن أُبادل والديك بوالدي.. فأنا مستعدة لفعل ذلك .. فأن يكون والديّ ميتان وأنا أحملُ لهما ذكرى جميلة أفضل من أن يكونان حيان وكل ذكرياتي معهما نكد في نكد "
لتحتدّ زوايا عينيها بعد ما نفثت ما في صدرها من هواء حبيس مخلِّفتان ظلاما دامسا بمقلتيها ..
رغبت وبشدة بأن أضمد على جرحِها المكشوف لمجهر عينيّ بقولي:
" غصون أنا أنا .."
لتبتر جملتي بزمجرتها المتبوعة بوقوفها كالسهم من على الأرضية وقد تجعد وجهها بتعابير الضيق:
" أنا اسمي غصن وليس غصون .. غصن الذي يخشاه جميع الفتية بالحي"
لتهرول مبتعدة عني وهي تمسح خيوط دمعها الملاحقة لها .. وأنا أتخبطُ في معمعة صدمتي لانقلاب حالها في جزء من الثانية وإذا بها فجأة تلتف إليّ من على بُعد بضع خطوات.. فتزأر بي قائلة وإصبعها المتوعد يُترجِم كلماتِها بلغة الإشارة:
" أيانِ وإياك بأن تُخبر أحدا بأنني بكيتُ.. وإلا سوف أقتلك "
لتولينِ ظهرا دون أن تبرح مكانها.. مما جعل حاجبيّ يلتصقان بغرتي المتناثرة بعبث طائش على جبين الواسع المنثور عليه رمال الصحراء ..ومن ثم تعاود الدوران إلى حيث أقبعُ منكسة الرأس ليمشي صوتها على استحياء ليهمس بأذني قائلا:
" غدا سوف أكون في حديقة القرية... انتظِرُك هنالك.. فلا تتأخر "
لتتبخر من أمامي وكأنها شبح مع زوال آخر خيط من شمس النهار عن صفحة السماء التي تكحلت بالسواد ..
ترُددٌ كان يعتمرُ بداخلي وأنا أدفعُ بكرسيَّ مقتربا من حيث كانت تقفُ مع ذلك الفتى المكتنزِ بالقرب من شجرة الصنوبر الواقفة بكل إيباء من خلفهم .. ترفض بأن تُزحزحها ريح الشمال عن عرشها الأخضر والذي دام لعقود..توقفتُ وقد قيدتني عينيها القادرتان بأن يغرقاني بهما بنظرة واحدة منهما ...
لتلتهم هي المسافة الفاصلة بيننا ... وتدفع بكرسيَّ المتحرك قائلتا من خلف أسنانها الملتصقة ببعض:
" لماذا تأخرت يا أيه الكسول؟ .. أترى نفسك أعلى شئنا منّا ؟"
لأرُد بكل بلاهة مدافعا عن نفسي بشراسة :
" لا أقسم بالله ..ف .قط فقط .."
ليصير لساني هُلاماً وقد اشتعلت وجنتيّ بحمرة الخجل وأنا أُكملُ كلامي بشيء من التذبذب المتمنع:
" لقد كُنت متردِداً في القدوم "
لتتوقف عن دفعيّ وتقفز أمامي مثل الضبع وقد كشرت عن أنيابها:
" ولما ترددت سيادتُك ؟!!"
ليُنجدنِ مرة أخرى صوتٌ ينبثق من ورائِها من الحصار الذي فرضته عليّ هذه المخلوقة أشاعرِ دوما بقربها بأنّي عاجزٌ ولا توجد في يديّ حيلةٌ لكي أضع لها حدا رادعا :
" أسوف تأتيان؟ أم أنكِ خسرت الرهان يا غصن ؟!!"
لتتعالى قهقهاته .. الجاعلة من دِمائها الملغيةُ تتجمع في وجهها المرمري .. لينقبض قلبي وهو يتوقع الأسوأ يلوح بالأفق.. لتقول لي متوعدة ونصلُ سبابتها يُشهر في وجهي كالعادة:
" إياك أن تخذلنِ أمام ذلك الأحمق أبو نظارات سميكة "
فتثب كالغزال إلى خلفي وتدفعني كصاروخ إلى حيث يقف ذلك الأبله الضاحك ...
فتطلق عليه نظرة حاقدة وهي تقول وأنفها يناطح السماء :
" الآن سوف ترى بأن نبيل سوف يتغلبُ عليك بالطول "
لأتذبذب بعد ذلك في دهاليز الحيرة من الطلاسم النابسة بها تلك الفتاة غريبة الأطوار..لأخص نفسي بسؤالي الذي جنّن عقلي:
((عمّا تتحدث عنه هذه المجنون !!))
أمام أنظاري وجهت أوامرها لذلك الذي توحي تعابير وجهه البلهاء على صغر عمر عقله الذي يناقض سنه:
" هيا ساعدني لكي ندعه يستند على جذع الشجرة .. وبهذه الطريقة سوف نقيس طولهُ.. هل أحضرت الحبل كما أمرتك؟ "
ليرد عليها من فوره :
" نعم ها هو "
ليرفع يده المحملة بحبل أحاط بكفه الغليظة ..
لتقول:
" هيا إذا لنبدأ المهمة "
ليقول باستهزاء يغلف كلماته وهو ينفخ صدره كالطاؤوس:
" لن يتغلب عليّ.. فأنا أطول فتى في هذا الحي والجميعُ يقول هذا الشيء "
لتُحدجه بتلك النظرة التي تجعل الدماء تجف بالعروق ومن ثم قالت:
" كفاك ثرثرة وساعدني "
فتقتادني إلى حيث الجذع الطاعن بالسن مُتجاهِلةٌ تساؤلاتي المستفسرة عن مصيري المرمي بين يديها بدون طوعي ..فتُعطي أوامرها كالسادة على ذلك الفتى الذي مثل الشاه تحت يديها:
" هيا ساعدني لكي نجعلهُ يقف "
لتُجلجِل كلمة ((يقف)) في أرض عقلي .. فتتفجر من بين شفتيّ ووجهي منتقعٌ بالذهول:
" يقف!!!"
فيسحبني من على الكرسي وكأنني ريشة بين يديه .. فيُلصقني على الجذع المجعد ... لتُلقي المزيد من أوامرها عليه .. معطيتا إياي الأذن الصماء:
" أنا سوف أمسك به.. أما أنت فخذ الحبل ودر به حول الشجرة يا أبو أربع عيون "
ليمتثل لأمرها ويُشرع بالدوران حول الجذع ..في حين أنّها التصقت بي بجسدها الضئيل البنية.. لدرجة احتشدت أنفاسي في رئتيّ خوفا من أن تنفلت فلا تعود لزيارتهما.. ليلدغ عينيّ بريق بشرتها المرمرية التي تكشفت بعد انزلاق قميصها القطني الفضفاض باهت اللون من على كتفها.. ليهرول قلبي الصغير وراء ضلوعي متمنعا عن ضخ الدماء الدافئة في بدني الذي تنمل بالكامل ليطال رأسي الذي أكاد أقسمُ بأنه قد وقفت كل خصلات شعره البني .. لِتنّسف بباقي خلايا دماغي الواعي بأنفاسها المدغدغة لعنقي الذي كان رأسها الصغير يقف بجواره جنبا إلى جنب.. فأغدو كالتمثال فما عاد عقلي يعمل كسابق عهده ..
يا ربااااااااااااااااااااااا اه شعور ساعتها زارني لن أنساه لآخر عُمري ... شعور عقلي غير الناضج لم يفهمه حينها ... لكن الآن للأسف عرف هويته .. وياليتنِ لم أهتدي إلى طريق معرفته .. وضلِّتُ على جهلي .. لكان أرحم لي من هذا الوجع الذي لا يتحمله بدني المعطوب ..
هذا البدن الذي تراقص فرحا حين وعي على نفسه وهو يقف بعيدا عن حبس سجانه المتمثل بالكرسي المتحرك بعد أن قيدتني تلك المجنونة بجذع الشجرة فارع الطول ..
لتقف قبالةِ ..فأُطلق سارح أنفاسي المحبوسة في زنزانة صدري .. فتكشف هي عن ابتسامة نصر موجهةُ كلامها لخادمها عديمُ التدبير:
" هيا قف بجواره "
أخذ يقترب مني وصدره يسبقه ... قائلا من طرف أنفه:
" سوف أتغلب عليه بالطول صدقنِ .. وحينها سوف تشتري ليَّ البوظة لمدة أسبوع كامل "
لتمد لهُ لسانها وهي تقول:
" سوف أفوز.. و سوف ترى ذلك بنفسك "
وقف بجواري بشكل متوازي... لتقفز هي كالأرنب .. وتصيح قائلة:
" لقد فزت فزت هي هي هي "
وأخذت ترقص كالبطة .. وأنا لازلت أعيشُ وطأت قربها مني فحبات العرق مستمرة بنزول مدرارا من على جبيني ..
ليضرب الخاسر الأرض شحيحة الأعشاب بساقه معبرا عن غضبه .. هادرا بقوله:
" سحقا سحقا .. "
فيشوينّي بلهيب مقلتيه وهو يبُث غضبه من مدفع فاهِ:
" من أين خرجت أنت لي؟ "
الحيرة ... الفرحة ...و الخوف ... هطلت علي رأسي جمعاء دفعة واحد من سماء أغسطس القاحلة ..
غرستُ أظافري ما بين خصلات شعري غير المتجاوزة في طولها رأس سبابتي ..وأنا أعتصر قسمات وجهي أُناشدها الخلاص من هجوم الذكريات الخانقة لروحي ..زجرا عقلي لكي يكبح فرامله حتى لا يتمادى في التغلغل في عالم الذكريات.. التي هي دوما طرفا فيها ..
أسدلتُ ستار جفنيّ لعلّهما يُنهيانِ هذه المسرحية الدموية .. إلا أنّ كلمة الذكريات كانت لها الغلبة .. فعادت تفرض نفسها ضيفا ثقيل الدم في حيز ذهني ...
لتكون الذكرى تابعةٌ ليوم الوداع .. ومن بطولة كلن من نبيل وغصن ابنّي 18 ربيعا ..
بدأت المسرحية بمشهد اتكاءِ جذعِها بإطار باب غرفتي.. ضاربة بحنق الأرضية السيراميكية الخاوية من أي ستر برأس حذائِها الرياضي الملطخ ببقع من الوحل الغارقة به أرضية الحي بعد ساعات طوال من انهمار مطر مارس المحمل برياح مجمدة للأطراف ... مكتفةٌ ذارعيها أمام صدرها ..وخزتٌ إياي بنظرتها الحادة التي تتميز بها قائلةٌ:
" لا أجد سببا مقنعا لسفرك لدراسة في الخارج .. فالدراسة بالخارج مكلفةٌ "
أخذتُ ما طلته يديّ من حجر دُرج مكتبي الصغير المجاور لسريري والمكتظ بكتب من كل الأصناف والأحجام .. وأخلدته لنوم في بطن حقيبة سفري المنبطحة أمام ساقيّ المعلقان من على السرير ...لأرُد عليها وابتسامة مرحة تقبل شفتيّ:
" أنسيتِ بأنني حصلت على منحة دراسية بسبب نسبتي العالي بالثانوية العامة .. لهذا لا تخافي على المصاريف لأنني لن أدفع قرشا واحداً .. وفوق كل ذك .. سوف يصيرُ لي دخلاً شهرياً.. وما عليّ إلا الدراسة فقط "
لحسن حظي الذي بدأت أشك بتواجُده بالدنيا ..لحظتها كانت سحنتها مكشوفةٌ لنظري بسبب تسريحة ذيل الحصان الساحبة لجل شعرها لما وراء رأسها .. لتسنح لي الفرص لأتمتّع بتقلب حالت الطقس في تعابير وجهها الذي تلبد بالسحاب بسبب البخار الناتج من غلي الدماء بعروقها .. ولتعاسة حظي الذي دوما ما أصدفة في دربي لم أتمكن من التقاط لغة جسدها المتصلبة بفعل الغضب البركاني المعتمر بداخلها.. فكما جرت عادتها.. كانت مغرقةٌ جسدها الناعم في قميص قطني ذو أكمام طويلة تحده أزرار من الياقة ومن رؤوس الأكف.. بخطوط مقلمة تمتد من أعالي أكتافها لأسفل فخذها المتدرع بهذا القميص المصمم خصيصا للجنس الخشن.. ليكمل البنطلون المخملي مهمة قتل أنوثتها المتلهفة لإطلاق صرخاتها لناس قاطبة ...
لتزفر كالثور وهي تقول من وراء أسنانها المحتكة ببعض :
" وعمتي رولا من سوف يكون معها ؟!!.. أتُرِيدها بأن تعيش وحيدةٌ بلا أنيس وقد تقدم بها السن وهي الآن بأمس الحاجةُ لمن يرعاها ؟"
أكملتُ مهمة تغذية بطن حقبتي الخاوية بالأغراض وأنا أجيبها وفي داخلي ضحكةٌ حرمتها من أن ترى نور العلن خوفا من ردة فعلها التي من المؤكد بأنها سوف تحرق الأخضر واليابس أمامها :
" عمتي أنت سوف تتكفلين بها ... أم أنكِ نسيتِ جلساتِكُما الأنثويةٌ المطولة التي يمنع فيها تواجد الرجل في غرفتها ؟"
هنا كما يبدو بأنني ضغطت على زر الانفجار .. حيث هاجت وهي تضرب بقسوة بساقها على خد الأرضية وشياطين الدنيا تتقافز أمام عينيها..مكورةٌ قبضتي يديها وكأنّها في حلبة ملاكمة:
" سافِر إذا ولا تعد أبداً.. فنحن لن نموت إذا سافرت "
لترحل كُلّما شعرت بهشاشة صوتها واقتراب ساعة هطول عبراتها.. فأتبسم ضاحِكا .. فقد أصبحتُ أعرفها أكثر مما أعرف نفسي ...
تبعتها إلى ملاذها الذي تلتجئُ إليه كلما أحست برغبتها بالاختلاء بنفسها ولعق جراحها ...والذي كان تحت شجرة الصنوبر ذاتها .. فبفروعها الطويلة كانت تربتُ بظلها على ظهرها .. وبحشرجتها كانت تمدها بالمواساة والمتسببة بها تغزل نسمات الهواء العليلة التابعة ليوم مطير بحسنها الذي رغم مرور عجلة الزمن إلا أنّها لا تزال تحتفظ بنضارتِها وكأنّها ابنة البارحة..
رغم صعوبة الدرب بسبب الطين الملغم به الطريق المؤدي إلى الحديقة إلا أنّ ابتسامتي لم تهجرنِي وأنا أتلذذ بالشعور نفسه مُبهم المعالم وهو يدغدغ قلبي ..
كانت تجلس حيث توقعتُ ... لأوقف كرسيّ معطيا ظهري لجذع الشجرة الشاهدة لأغلب مقابلاتنا ..لتكون الحجاب الفاصل فيما بيننا.. فأقول والضحكةُ تحتشِد بجوفي:
" أسمعتِ باختراع عبقري يدعى الهاتف النقال والذي صادف بأنّه متواجد في جيبكِ الآن والذي قلما تردين على المتصلين به لأنّكِ دوما تنسينه على الوضعية الصامتة حين تخلدين لنوم الوقت المقدس بنسبة لكِ والآخذ لأكبر حيز من وقت يومكِ يا كسولة.. هذا الاختراع المدهش من مّيزاته بأنّكِ يُمكِنُكِ بأن تتصلي بأي شخص في العالم حتى لو كان بالقطب الجنوبي وفي أي وقت ... لهذا لن تفتقدينِ لأنّني سوف أُكلِّمُكِ عبرة ليل نهار حتى تُتحفينِ بأحداث يومكِ الآتي كلها إثارةٌ وتشويق"
لأعض شفتي السفلى وابتسامة ضحوكة تنتابُني ... وأنا أترقبُ ردها الحامي كما عهدتُها ...ولم يدم انتظاري طويلا .. حيث جاءني من وراء الشجرة محملاً بنبرةٌ من الغضب المفتعل:
" يبدو بأنّك أنت نسيت بأنّ هذا الاختراع الذي تتغزلُ بميزاته يكلِّف الملايين؟ "
تمددت ابتسامتي وأنا أُرسلُ ردي المناوش لها من حنجرتي المزدحمةُ بالقهقهات:
" لا تخافي يا آيته البخيلة.. ما عليكِ إلا آخر كل شهر بأن تُرسِلِ لي الفاتورة وأنا سوف أسدِدُها.. فلقد صرتُ من أصاحب الأرصدة في البنوك "
هنا لم أتمالك نفسي .. فأفلتُ قهقهات من لجامهما ....
لتصير واقفة أمام ناظري وقد صار وجهها كالطماطم لتهدر في وجهي وقبضتيّ يديها متأهبتان للقذف:
" لماذا تضحكُ يا أيه الأحمق ؟!!"
لأدُس جوابي بشق الأنفس بين قهقهات المتعالية الوتيرة:
" لأنّني كُنت أعرفُ بأنّ وجهكِ سوف يُصبح مثل الطماطم بعد كلامي الأخير "
صدى ضحكاتي في ذلك اليوم يتردد في دهاليز ذكرياتي فيمزقنُّي أربا إربا ..لأنه تبخر وصار رمادا ..
لأفرز عصارة العبرات من جديد.. فما عاد بي حيلٌ للمزيد من سكاكين الماضي الحادة وهي تخترق روحي لتطال قلبي النازف ...
لهذا جعلتُ كفيّ ينزلقان من بين خصلات شعري لتٌنّقبانِ وجهي..آملاً بأنّ توقفا سيول الذكريات من زيارة قوقعتي التي ألوذ بالفرار إليها هربا من بطشها الموجع ...لتنساب من بين أناملي خيوط شمس الماضي الغابر والذي لم يكن عمره إلا أسبوعاً واحداً .. وهي لحظة عودتي من بلاد الغربة بعد أن تحصلت على شهادتي الجامعية في الهندسة المعمارية..حلم حياتي بعد غياب طال لسنوات طِوال.. كانت بمثابة دهوراً بنسبة لي أنا الذي لم أطأ أرض الوطن مُنذ يومِ رحيلي عنه ..
كانت فرحتي بالعودة لأحضان الوطن واستقبالِ من قبل وجه عمتي البشوش وسائد الحارس الأمين لحصنِّها ناقصاً حيث عينيّ ظلتا تنقبان عنها .. لكن عبثا .. لأسأل بعد أن يئستُ من رؤيتها في أي بقة من أرض المطار:
" أين هي غصن ؟!!"
لتتكسر الابتسامة من على محيا عمتي.. وتزداد أخاديد الأعوام عليهِ .. ويتهرب سائد عن النظر إليّ وكأنّه مجرمٌ خجلٌ من فعله المُشين..
ليضوي نور الفرحة من لمبة سحنتيّ وأنا أكرر سؤالي والخوف يتسلل إلى قلبي:
" أين هي غصن؟!! أجيبوني ..أأصابها مكروه؟!! فلها أيام لم ترُد على اتصالاتي!!!! "
لم يُجبنّي إلا صمتُهما ... لأقع فريسةُ الفزع ولم أُصدق متى أصل لمنزل عمتي حتى أهجمَ على الهاتف الأرضي فأضغط بأصابعي الراجفة على الأزرار .. ليرن الخط من الطرف الآخر حتى الموت .. فأُحدج بعمتي وسائد الحامل بين يديه حقائبُ سفري... والذي لم يتجاوز عتبت الباب بعد والمتقدمة عنه عمتي بخطوتين.. ومن ثم أقول بصوت آمر لا يقبل أي تأخر في الظفر بما يطالب به:
" فورا أريد بأن أعرف .. أين غصن ؟.. ولماذا لا تردُ على اتصالاتي؟"
نكس سائد رأسه .. وغرُقت عيني عمتي بالدمع.. ليجعلا قلبي يقع على الأرض.. فتنطق أخيرا عمتي بصوت مشروخ بالبكاء:
" انسها يا بني .. فهي لن تكون من نصيبك "
تجمد عقلي عن العمل وكذلك تضاريس وجهي ...وإحساس داخلي بأنني أهوي في هاوية لا قرار لها تلبسنِ ساعتها ..
المطر يخترق ظلام الليل الدامس فيمتزج بحنظل مقلتي ّ الخادش لخديّ ...وهدير الريح العاصفة يشرخ طبلتي أذنيّ صاما مسمعي عن نحِبي الثكل ... وأنا أرى أمامي الناس تلوذ بالفرار من غضب الطبيعة دون أن أتحرك قيد أنملة عن صومعتي المتظللة بشجرة الصنوبر التي لم تجد لي دواءً يُخَفِفُ من مصابي الجلل ..فكتفت بصمت الحزين وفروعها تذرف دموعها الورقية ...فتشكل خيوطا متقطعةٌ.. تتناثر بعشوائية لتلقى مثواها الأخير على الحشائش القِصار المغصوباتِ على إتباعِ وجهة الرياح الغاضبة ...
ليتملص صوتها المرفرف على أجنحة الهمس من خلف حاجز جذع الشجرة فيحُط على مسمعيّ:
" ما الذي تريد بأن تقوله ؟ هيا قله بسرعة فليس لدي وقتٌ كافي "
على وهبط صدري بأقل من جزء من الثانية .. وأنا أخيرا أُبِل ظمئ قلبي المشتاق لها بسماع صوتها ..فأحرك عجلتي كرسي لكي أُقابِلها.. فأُشبع جوعي لمرآها الذي دام لسنوات عِجاف ..إلا أنَ صوتها الرادع منعنِ :
" لا تتحرك من مكانك .. تكلم ها أنا ذا موجودة ... وقد نفذت طلبك الذي برسالة النصية .."
تقوس حاجبي للأعلى وأنا ألتمس منها بسؤالي تفسيرا لفعلها الماضي:
" لماذا لا تُريدنّي أن أراكِ ؟!!"
لتقول بصوت مبحوح بعد صمت طال عُمره لمقدار برهة:
" لأنني أنا الآن شبه متزوجة .. وزوجي لا يُحب بأن أكون متواجدة في مكان لوحدِ مع رجل غريب "
صفعتني كلمة (غريب) وجعلت عينيّ تقفزان من مِحجرِهما .. وأنا أقول بصوت صدأ:
" غريب!!! .. أنا يا غصن صرتُ شخصا غريباً بنسبة لكِ؟!!! "
لتصرخ بي فتتفشى رعشة بعامودي الفقري:


وجع الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه
ادعوا لها بالرحمة
رد مع اقتباس
قديم 28-10-12, 10:06 PM   #6

وجع الكلمات

قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى

 
الصورة الرمزية وجع الكلمات

? العضوٌ??? » 169342
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 8,446
?  نُقآطِيْ » وجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond repute
Mh04

" أنا اسمي غصون .. كما يبدو بأنّك خدعتنّي.. ولا يوجد لديك موضوع مهم تريد بأن تحادثنِ به كما كتبت بالرسالة .. لهذا أنا ذاهبةٌ "
لأستجديها البقاء بكلماتي الفائضة بالحيرة:
" لا... أتوسّلُكِ أبقِ .. غصن .. أقصد غصون .. ما الذي جرى ؟!! لماذا أنتِ تغيريتي هكذا ؟!!"
ليأتيني جوابها على عُجالةٌ وكأنّ أحدا يلاحِقها.. وكم تمنّية حينها بأنّني فقدتُ حاسة السمع قبل تلك الساعة السوداء:
" لأنني أحبه .. وسوف أبذل قصار جهدي لكي أكون الزوجة التي يُِرِيدُها "
ليهوي رأسي من عليائِه.. فتطفح مقلتيّ من سيولِها ... والحرقة تملئ فؤادي السائِل دون إذنِّ العقل:
" حتى لو كان الثمنُ مسح شخصيتكِ؟!!"
لينحرني جوابُها قبل أن يتبعه صوت خطواتِها الراكضة على الحشائش المتشبعة بدمع السماء:
" نعم فهو يستحق ذلك "
لتذبل الدنيا من حولي.. فأُفلت يديّ من طوق تمسكي بالحياة .. فما عادت لها لون ياستهويني ولا نكه تسحرني ..
((ما هذا ...ما هذا الذي حصل لي؟!!))
قُلتها وأنا أبسط يدي حيث كان يعيش قلبي الشاعر به وكأنّه على وشك الانفجار حينها .. وقطراتُ المطر تشق طرقاتٍ لها على صفحة وجهي المتغضن بالوجيعة ..
الحزن الزمهريري.. طعمه يقطع أحشائي .. ويشعرني برغبة بالتقيؤ.. فتلك الصورة الزائرة لمخيلتي والتابعة لها وهي ترحل بلا عودة وأنا أصرخ بها بصوت لا يتجاوز بساط لساني بأن تعود ...
صفحة مسمومة من كتاب الماضي .. جعلت أحلامي الوردية تلفظ أنفاسها الأخيرة .. وجعلتني أُحتضرُ ببطء بعد أن أضمحل مِن أمامي ينبوع البسمة ... لأعود نبيل ابن العشر سنوات الثكل على فُرقى والديه والكاره لعجز ساقيه ...
أنين الرجل يمزقه قبل أن يمزق سامعيه .. ويجعله شظايا مبعثرة متناثرةٌ على أرضية الصمود ...حاولت بأن أؤده ..لكنه تمرد وملء عنان السماء .. وأنا أطحنُ بأسناني غِطاء سريري المبتلي بعاشق هجرته حبيبته .. عاشق لم يعرف بحقيقة مشاعره إلا بعد أن صارت حبيبته خارج إطار حياته ..
أنفرج الباب مرة أخرى محملا بأشعة النور الحارقة لمقلتيّ المخنوقتانِ بالدمع واللتين اعتادتا صحبةُ الظلام ..
ليقف في منتصفه شبح متشح بالبياض ..بدأ ذلك الشبح يدنو مّني وبسبب شح الضوء الزائر لغرفتي وضباب العبرات الغاشي لبصري لم أتمكن من معرفة هوية الشبح الذي استشعرت بتخبط في خطاه المتقلصة ..
ليتوقف عن المشي أخيرا لا يفصلُني عنه إلا بضع سنتيمترات.. ليصل الترقب بداخلي إلى ذروتهِ..
فينهي هو زمن الصمت بقوله المكتسي بذبذبات البكاء:
" أتحبُنِّي ؟"
انفتحت أبواب عينيّ على اتساعهما .. وقد سُلط الضوء في خلدي على هوية الشبح الحقيقية ..
لتصرخ بأعلى طبقة تمتلكها:
" لا وقت الآن لصمتك الغبي .. أجبني فورا.. أتحبنّي ؟"
تربط لساني .. فالفوضى العارمة التي انتابتني ساعتها لم تسمح لي حتى على تجميع أفكاري المشتتة بفعل الزوبعة التي أقبلت عليّ فجأةٌ ..
التفت من حولها .. ليُصبح ظهرُها هو مقابلاً لي .. ضاربةٌ بكلماتها المنسلت بصعوبة بين حشود عبراتها المتقدة بحطب الغضب بطبلتي أذنيّ بعنف فتحبس أنفاسي:
" أنا الحمقاء لأنني استمعت لأفكاري البلهاء .. كم أتمنى الآن بأنّ العمة رولا لم تأتينِ اليوم .. فهي عندما دخلت غرفتي ظننتها آتيةٌ لتهنّئني بزفافي .. وإذا بها توقعُنِّي في حيرةٌ كبيرةٌ.. حين قالت لي أُنظري من حولكِ جيدا يا غصون..لأسألها عن مقصدها .. لِتُجبني بقبلةٌ على خدي ومن ثم تبتسم وترحل ... وبعد خروجها من غرفتي بدقائق انقطعت الكهرباء من بيتنا... لأسجن مع الظلمة الدامسة لبضع دقائق...دقائق انهالت علىّ فيها الأفكار من كل حدب وصوب وكل فكرة كُنت أنت سيّدها ... ليخاطبني عقلي الغبي بشيء أحمق بأنّني أُحبُك وأنت كذلك "
قالت جملتها الأخيرة وهي تعاقبُ جمجمتها بضرباتها المتواصلة من قبل قبضة يدها المكورة ...
لتنزلق يدها بعد عدد من الضربات الحانقة من على رأسها المختفي نصفه تحت طرحة مغمسة باللبن ..ومن ثم قالت ببقايا صوت :
" كما يبدو بأنّني أغبى من صلوح أبو أربع عيون.. لأنّني استمعتُ لهذه الخاطرة الغبية "
نطق لساني بدون أي إذن مّني بما كان يتحرق شوقا لقوله مُنذ أن اكتشفتُ نوع المشاعر التي أكنُّها لغصن:
" أنا لا أحبُكِ فقط.. بل أعشقكِ"
فَرَدَ الصمت جناحية علينا ...ليوقعني فريسةُ سهلةُ لهواجسي المتخوفةٌ ...إلا أنّه حلِّقا عنّا بعيدا.. حين استدارت غصن وهرولت إلى حيث أنا مقيدٌ على سريري ..ورمت بنفسها إلى صدري ...معطيتا مقود الحديث لعبراتها ..
انبسطت هضاب الحزن الباكي من على تضاريس سحنتي.. مفرجتاً عن نبع البسمةِ البهيجةِ على ثغري.. لأهمس قائلا بعدها وقد أحطتُها بذراعيّ:
" الحمد لله لأنكِ لحقتنِ يا غصون.. وإلا لكُنت مُت من شدة الألم القابع بقلبي من فرقاكِ "
رفعت رأسها من على صدري المحتوي لها بشوق جارف .. لأرى أنهار الكحل السائحةُ تستبيح حُرمةُ خديها الشهيانِ بحمرتهما النضرةُ وقد باتت عينّيها قطعتنا من الجمر الملتهب يتخلّلُهما بعضُ الخُصلاتِ المنزلقةِ من قمةُ جبلِ شعرها الذي مثل الكعكة .. وبصوت مبحوح تُجاهِد بأن تغذِّيه بالغضب المفتعل قالت:
" إذا كُنت فعلتها ومِّت.. أقسم لك.. بأنّني سوف أُخرجك مّّن قبرك وسوف أُلقنُّك درسا لن تنساه لأنّك مُت وتركتني لوحدِ بالدنيا ... ومن ثم أنا اسمي غصن وليس غصون التي يهابُها جميع الفتيان بالحي "
انفجرتُ ضاحِكا وأنا أقول:
" بعد كلامكِ هذا .. تأكدتُ بأنّكِ أغبى من صلوح "
لتُهاجمنّي بقبضتي يديها الصافعتان لصدري وأنا لا أزالُ منغمسا في ضحكاتي المنبثقةُ من لُب قلبي الذي عادت الدماء تتدفق منه لسائر جسدي الجاف ..
فتهدُر بوجهي قائلةٌ وقد عادت حليمةٌ لِعادتها الغضوبة :
" كما يبدو بأنّك اشتقت لطعم الضرب من تحت يديّ ؟"
لأُنهي وقت الدعابة وأضع قدميّ في أرض العاطفة الدافقة المحتلةُ لكامل جسدي العاشق لها .. فأنظر بها بوله حاويّن رأسها الثائر بتقاسم الامتعاض المصطنع بين كفيّ لاجئا إلى سنفُنية الهمس بقولي:
" بل أنا أتحرق شوقا لكي أضُمّكِ وأبُثكِ حبي الذي نمى بقلبي منذ رأيتُكِ أول مرة في الحديقة بهيئتك الصبيانية بدون أن أشعر...أُحبُكِ يا غصن ..أُحبُكِ لشخصكِ أنتِ.. ولا أُرِيدُ أن ُأغير شيئا بكِ فأنتِ مصدر بهجتي .. وأنت الأكسجين الذي أعيش عليه .. وأنت سبب تمسكي بالحياة بعد أن غدرت بي ..أُحُبكِ ولن أبيعك بكنوز الدنيا قاطبة ٌ"
لأغرسها بعد ذلك بحضنّي.. فأستنشق عبير ريحها الذي يأخُذنّي إلى عالم آخر.. عالمٌ لا أُرِيد أن أرحل عنه أبد الدهر ...
لأحس بأصابعها تتشبث بظهري وكأنني طوق نجاتِها .. فتتسع بسمتي وأنا أُرخي أهدابي وأُسلِّمُ نفسي لسحر اللحظة الأخاذ ...





*النــــــهاية*





قبل أن أختم حديث يجب بأن أقول بأن قبل لحظات من حفل الافتتاح هستر النت وصار يقطع بعد كل دقيقتين بسم الله الرحمن الرحيم هذه القصة صدقا منحوسة ((قل الله أحد))




شو مقعدكم يلا ورونا عرض كتافكم ما في بوفهات .. كل واحد يتعشى ببيته .. نحن خدعناكم وأخذنا فلوسكم وبعدين تريدونا نرجعها لكم بالعشوة ولا تحلموووا


وجع الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه
ادعوا لها بالرحمة
رد مع اقتباس
قديم 28-10-12, 10:08 PM   #7

وجع الكلمات

قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى

 
الصورة الرمزية وجع الكلمات

? العضوٌ??? » 169342
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 8,446
?  نُقآطِيْ » وجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond repute
افتراضي

أف أف أكسجين أريد أتنفس ما بغت تنزل هالمنحوسة مليون مرة أحاول أنزلها ما رضت الحمد لله بعدني حية بعد الكوارس إلي حلت علي بسببها


وجع الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه
ادعوا لها بالرحمة
رد مع اقتباس
قديم 28-10-12, 10:08 PM   #8

زهر البيلسان

مشرفة منتدى القضية الفلسطينيـة وزهرة المنتدى السياحي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة وقنبلة بحوث

alkap ~
 
الصورة الرمزية زهر البيلسان

? العضوٌ??? » 142774
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 9,901
?  مُ?إني » غزة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » زهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond repute
?? ??? ~
إذا لم يكن في الوصلِ رَوحٌ وراحةٌ .. هجرتُ وكان الهجرُ أشفى وأسلما”
Elk


شكرا شكرا جوجو على المقدمة
الرائعة بالراح ة صفوا ع الدور
وين رايحين لعند رولا
انا انا البطلة


يلا يا جوجو




البوفيه امتى


زهر البيلسان غير متواجد حالياً  
التوقيع
..كن قوياً ﻷجل كل أولئك الذين يرون فيك وطنا يسكنون إليه ..
رد مع اقتباس
قديم 28-10-12, 10:09 PM   #9

وجع الكلمات

قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى

 
الصورة الرمزية وجع الكلمات

? العضوٌ??? » 169342
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 8,446
?  نُقآطِيْ » وجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bessoum مشاهدة المشاركة
ان شاء الله الف مبرووووووووووك حنين غصن وجوع
المقدمة على بساط هوليود الاحمر بين النجمتين غصون ورولا مشوقة
لمعرفة أداء نجومنا
اقرا وارجعلك
الله يبارك فيك وبغاليك
شكرا لك
فأنت كنت شريكة الكفاح كذلك بالأغلفة فالشكر لك موصول ^_*
ويا رب تستاهل هالإنتظار
صحيح أنتبهي لا يخرمشنك القطتين


وجع الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه
ادعوا لها بالرحمة
رد مع اقتباس
قديم 28-10-12, 10:12 PM   #10

وجع الكلمات

قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى

 
الصورة الرمزية وجع الكلمات

? العضوٌ??? » 169342
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 8,446
?  نُقآطِيْ » وجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *زهر البيلسان * مشاهدة المشاركة

شكرا شكرا جوجو على المقدمة
الرائعة بالراح ة صفوا ع الدور
وين رايحين لعند رولا
انا انا البطلة


يلا يا جوجو




البوفيه امتى
أي بوفي لا تنسين بصعوبة الفستان دخل فيك لا يتمزق نص الحفل وتصير فضيحتنا بجلاجل فكملي صوم أحسن


صحيح عذرا ضيعة الصورة إلي أرسلتيها لي لفستناك
بس فيس هالبنوة أحسها راكب لشخصية غصون ^_*


وجع الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه
ادعوا لها بالرحمة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:46 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.