آخر 10 مشاركات
فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          لُقياك ليّ المأوى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          حين يبتسم الورد (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة سلاطين الهوى (الكاتـب : serendipity green - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          379-لا ترحلي..أبداً -سوزان إيفانوفيتش -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          378-ثورة في قلب امرأة -تامي سميث - مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          377-حب من أول نظرة -بات ريتشارد سن -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          376 - الهروب من الواقع - جودي بريستون - م.د** (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-17, 03:48 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 87 - خارج الزمن - بيني جوردان -روايات احلام




الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها

87 - خارج الزمن - بيني جوردان
روايات احلام


الملخص
عندما وصلت مينا بمفردها الى سانت ستيفان احد جزر الكاريبى ،دون خطيبها ،
فتحت الباب لعصافير الحلم المحبوسة فى داخلها حتى تنقلها بعيدا عن التفكير المؤلم بحياتها.
لم ينغص عطلتها الا غايفنغ كلينتيس الذى كان مجرد وجوده قربها يخيفها. ولم تعرف مينا أن
مصيرها سيرتبط به الا عندما مرا بتجربة مخيفة أوصلتهما الى حافة الموت ، لم ينقذها الا هو...
وهكذا وجد قلبها أنه من الطبيعى أن يسلم مفاتيحه لهذا البطل الغريب ...
لكن هذه كانت آخر اهتمامات غايفنغ على ما يبدو ، فعندما فتحت مينا عينيها فى المستشفى كان كل ما
بقى لديها ذكرى مغامرة خاضتها مع الغريب الذى رحل ...

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:34 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- حورية بلا بحر
قعدت مينا ببطء، تدفع شعرها الاشقر القمحى عن وجهها.. لم تكن عادة تتركه مسترسلا وبدأت حرارة شمس الكاريبى تحول الخصلات القصيرة على جبينها الى خصلات فضية. أما العينان الرماديتان القابعتان فوق عظمتى الوجنتين المرتفعتين فكانتا غارقتين فى تفكير عميق ملؤه الانطواء على النفس .
كان هذا هو تعبير مينا المعتاد وهو تعبير طالما اجتذب اهتمام الرجال المنتهزين الفرص ولكنهم كانوا يدركون أخيرا أن وجهتها الباردة أعمق من بشرتها .
تناهت اليها من الشاطىء الضحكات والقهقهات ومن المسبح خرير المياه وأصوات الأطفال المرتفعة ..ولكن ،هنا وفى حدائق المجمع السياحى الفخم فى سانت ستيفان لم يكن هناك ما قاطعها، فأصبح هذا المكان الجميل لها وحدها
وضعت كتابها من يدها، لتنظر الى ساعتها فاذا موعد الغداء قريب . كان الكتاب حارسا لها من المتطفلين غير المرغوب فيهم، أكثر منه وسيله للتسلية وفى الواقع هذه احدى مشكلات قضاء العطل على انفراد ولكن لم يكن لديها خيار آخر اذ لم يستطع كارسون مرافقتها .
كارسون! برقت الشمس فوق الالماسة الوحيدة فى الخاتم القابع فى يدها. كشف الحجر الكبير قيمته، ولكن لا يمكن وصف الخاتم بالفخم الملفت للنظر . وهذا نموذجى من كارسون .. انعقد حاجباها القاتمان بعبوس : ما بالها؟ كانت حتى الآن قانعة بكارسون وبخطوبتهما.. تنهدت مفكرة .. ربما السبب جو هذه الجزيرة الاستوائية أو ربما للأمر علاقة بواقع أن معظم الضيوف من الازواج الشبان ، أو الأزواج القديمى العهد بالزواج المتحررين من عائلاتهم الكبيرة المنكبين على استعادة سحر الأيام الخوالى.. كان هناك بكل تأكيد عائلات من بين ضيوف الفندق ، لكن الجو السائد فى المجمع، جو تكاسل ممتعا أساسا، الامر الذى بدأ يؤثر فى مينا وأفكارها
ان أحد الأسباب الرئيسة لموافقتها على الزواج هو شخصيته التى يعتمد عليها فهو لا يعيش فى الخيال بل يفتقر الى الجاذبية المفرطة .. ولكن هذا ما لم تكن تريده فى الزواج.. ففى عالم النشر، حيث تعمل مساعدة خاصة لرئيس تحرير قسم القصص فى مؤسسة للنشر ذائعة الصيت كانت ترى نتائج العجلة وسوء الاختيار فى الزيجات. فكثيرا ما سمعت عن زوجين تبادلا حب مجنون لم يدم الا سنة أوأشهر .. وهذا ما لن يجرى لها، فهى تريد زواجا كزواج والديها.. والديها.. تنهدت ثانية متذكرة الحب والضحك الذى دام حتى الخامسة عشرة من عمرها ..ولكن ، ذلك الحب والضحك تلاشيا فى الليلة التى فقدا فيها حياتهما فى حادث سير جماعى على طريق عام ..
بعد وفاة والديها وضعت تحت رعاية عمة أبيها مارولا اندرسلى . وكانت العمة مارولا طيبة ولكن ليس من السهل تحمل مسؤولية فتاة عاطفية فى الخامسة عشر من عمرها ، فقد كانت العمة مارولا امرأة لاتلين ، ولأنها لم تكن معتادة على الاولاد وجدت صعوبة فى اظهار التعاطف العفوى الذى أغدقة عليها والداها .. فكان أن تعلمت تدريجيا الانطواء على الذات مختبئة خلف أبتسامة باردة ، نتيجة الاحساس بأنها مرفوضة غير محبوبة . فى النهاية اتخذت أسلوب عمتها وعمدت الى عدم أظهار العاطفة والحب فكان ذلك سبب ابتعاد الفتيان عنها لأنهم وجدوها باردة متحفظة واتجهوا الى فتيات عاطفيات، منطلقات وهذا ما زادها اقتناعا بأنها تفتقر الى الجاذبية التى يتحلى بها غيرها .
وحتى تعوض عن هذا اتخذت لنفسها مهنة بينما فتيات قريتها الصغيرة اتخذن الزواج هدفا ، والآن وبعدما أصبحت فى العشرين باتت تعتبر نفسها منيعة ضد أية عاطفة قد تسيطر على الاخريات. وكانت سعيدة بعرض كارسون الزواج بها .
اصطحبها كارسون الى منزل عائلته لملاقاة ذويه مرتين وقد اعتبرت هذه الزيارة (فحصا بيطريا ) فالكولونيل والسيدة كيكورد رغم لطفهما ودماثتهما كانا يفضلان رؤية ابنهما متزوجا بفتاة من مركزهما .. ويمكنها أن تفهم السبب .. فعلى الرغم من وظيفتها التى توفر لها مدخولا جيدا يخولها العيش فى مستوى جيد الا أنها لا تملك الصلة الاقليمية، والمناطقية ، لتنال حظوة فى عينى عائلة كيكورد، المتعجرفة .. فلوالد كارسون عزبة محلية قال لها كارسون انها ستؤول اليه بطبيعة الحال ، لكنه فى الوقت الحاضر قانع بأن يكون شريكا فى مكتب محاسبة وهى وظيفة تؤمن له شقة فخمة فى لندن ، وسيارة فخمة اشتراها قبل خطوبتهما مباشرة .
ستكون الحياة مع كارسون هادئة ، عادية، تسير بهدوء كماء يصب فى قناة.. ولكنها فجأة أخذت تتساءل عما اذا كانت ترغب فعلا فى هذا الأفق الضيق .أحست بالقلق فجأة ، فهبت من مكانها طلبا للسير على الشاطىء .. بدت فتاة طويلة نحيلة حولها جو من البرودة يقول للجميع ممنوع اللمس..
شاهدت مينا من خلال مجموعة النخيل المتشابكة التى تحيط بالهلال الرملى الفضى سائحين شابين كانا معها على الرحلة نفسها، وكانا فى أوائل العشرين من عمرهما ، يقضيان شهر عسلهما. بدت سعادتهما كقطعة رمل خشنة صغيرة تفسد سطح حياتها الأملس وتثيرها الى درجة الاعتراف بأن كارسون والزواج سيرتبطان به ، ولكنه ليس زواجا قد يرحب فيه والداها لو قدر لهم البقاء على قيد الحياة .
كان الزوجان الشابان يركضان بمرح فى الماء . للاسف أن كارسون يكره أن يظهر عاطفته علنا ، فكيف سيكون شهر عسلهما؟ لقد اقترح عليها أن يقضياه فى الغاراف لان لوالديه صديقين يملكان فيلا هناك ، وملعب غولف رائعا. أهذا حقا ما تريده ؟ .. زوج يكرس نفسه للغولف بينما تلعب هى البريدج مع زوجات أصدقائه ؟
وبخت نفسها لأنها عاطفية حمقاء .. وجمعت حاجياتها استعدادا لتغيير ملابسها من أجل وجبة الغداء.. كثير من الناس لا يهتمون فهم يتناولون الغداء ببساطة مرتدين الملابس غير الرسمية .. أما مينا وبعد يوم من حرارة الشمس الاستوائية فتشعر بأنها بحاجة الى حمام والى تناول الطعام فى مكان هادىء
وبارد .. أنها تكتسب عادة اللون البرونزى من الشمس سريعا رغم بياض بشرتها. ولكن من قبيل الاحتياط تعمدت اخذ الحيطة والحذر لحماية بشرتها من الاحتراق .
كان المجتمع الفندقى جذابا.. وهو عبارة عن طابق واحد مؤلف من بيوت صغيرة ، يطلق عليها اسم (بانغلو) وهو معد لسكن عائلة واحدة. تحيط بالفندق (الجاكراندا) وتعريشات ( البوغونفيلا) وشتلات الخبازى والازهار على مختلف أنواعها. أما هى فكانت تسكن غرفة مزدوجة فى الفندق نفسه أذ كان من المفروض أن ترافقها فتاة أخرى من مؤسسة النشر، ولكن الفتاة انتقلت الى مكتب نيويورك وبدون سابق انذار، وهكذا اضطرت مينا الى المجى بمفردها.
شجعها كارسون على المجىء بمفردها.. فهو مشغول جدا ويحس أنه لن يقدر على أخذ فرصة للسفر حتى موعد شهر عسلهما، وبما أنها لم تحصل منذ سنتين على أجازة لائقة، بسبب عمتها التى كانت مريضة جدا والتى اضطرت مينا الى رعايتها فى أيامها الأخيرة، مستخدمة أيام عطلتها فقد أحست بأنها فعلا بحاجة الى هذه الفرصة.
كان عليها حتى تصل الى غرفتها المرور ببهو الفندق وهو بهو بارد أرضة رخامية، أثاثة من الخيزران، فيه الكثير من النباتات الخضراء. ابتسم موظف الاستقبال لها وهى تطلب المفتاح.. ان الموظفين لطيفون جميعهم وعلى أهبة الاستعداد للمساعدة .. ردت مينا الابتسامة ، ثم أسرعت ترتقى الدرجات وصولا الى غرف النوم .. يقضى قانون الجزيرة ألا يتألف البناء من أكثر من طابقين ، وكان من الرائع أن تطل من نافذة غرفتها لتجد أن الشىء الوحيد الذى يعيق نظرها، هو أشجار النخيل التى تلوح أمام نسيم الشاطىء.
فيما كانت تخلع ثوب سباحتها، سرها أن تجد بأن بشرتها قد أصبحت عسلية. تعرف أن المياه المتدفقة قد تكون أحيانا غريبة التأثير.. ولكنها اليوم كانت مؤثرة جدا، فالرذاذ البارد كان لذيذا على بشرتها الساخنة
وفيما كانت تهم بالخروج من تحت الماء ، لمحت صورتها فى المرآة .. فحاولت أن تتصور كارسون زوجا لها يتشاركان معا ما فى غرفة النوم من أشياء حميمة.. لكن مخيلتها رفضت أن تكون صورة . تناولت فستانا قطنيا ضيقا من الخزانة بغضب ثم مشطت شعرها بقوة ، وعقدته على مؤخرة رأسها ثم انتعلت حذاءها.
كانت غرفة الطعام أكثر ازدحاما مما توقعت .. لقد حملت معها كتابا احتياطا، وأملت أن تؤمن لنفسها طاولة صغيرة بعيدة عن النوافذ الفخمة المطلة على البحر لتستطيع تناول طعامها دون أن يلاحظها سائر النزلاء.
ولكن أملها خاب حالما وطئت قدماها أرض المطعم.. فقد نادتها امراة سمينة سوداء الشعر ، لطيفة الابتسامة: - مينا ..! تعالى واجلسى معنا. أشارت المرأة الى أحد الكراسى العديدة المتحلقة حول المائدة التى تجلس هى وزوجها اليها ووجدت مينا أن لا خيار لديها سوى الانضمام اليهما.
كان الفندق حديثا نسبيا، ولم يكن يستخدم من قبل شركات السياحة لأقامة الأفواج السياحية فيه.. ولهذا لم يكن فيه سوى عشرة نزلاء أتوا معا من المطار وهم: الأزواج الأربعة الذين يقضون عطلة ممتعة والعروسان الشابان وستافرو وبينى ومينا ورجل بدا وحيدا،كانت قد لمحته فترة وجيزة فى المطار.. ..
قالت بينى تشجعها :- جربى القريدس وسلطة الأفوكادو..انه لذيذ.. نظرت الى خاتم خطوبة مينا وأردفت تسأل باستغراب: أنت هنا بمفردك؟ - أجـــل
تكره مينا الرد على أسئلة شخصية لذا سرها أن يتحول اهتمام بينى الى الرجل الذى دخل الى المطعم. كان يرتدى سروالآ أسود من الجينز وقميصا قطنيا أسود ضيقا.. بدا فى غير محله فى غرفة مكتظة برجال يرتدون قمصانا وسراويل ملونة براقة ، وهو الى ذلك مختلف فى أشياء أخرى. لكن مينا لم تدرك سبب اعتقادها بأن الرجل الواقف فى الباب مختلف عن سائر السواح. كانت خصلات من شعره الأسود تلامس ياقة قميصه، ورموش كثيفة سوداء تخفى عينيه عن أنظار الفضوليين..
تمتمت بينى لزوجها ستافرو: ها هو غايفنغ كلينتيس، اسأله أن كان يود الانضمام الينا.,. ثم ألتفتت الى مينا تسألها: - أليس خارق الجاذبية؟ كنا نتحدث اليه فى المقهى ليلة أمس ..آه ! لم يرنا !
صاحت خائبة الأمل عندما ابتعد الرجل الى مائدة صغيرة بعيدة فى الزاوية رغم جهود ستافرو للفت انتباهه كانت طريقة سيره مختلفة.. وأحست مينا بشىء من الحذر يشوب حركاته. انه يتحرك بسرعه كبيرة وبهدوء لا يصدق بالنسبة لرجل طويل مفتول العضلات وعندما يتحرك تحت قميصه الاسود الرقيق. ووجدت مينا نفسها تحبس أنفاسها، تتأمل قسمات وجهه الخشنة الواضحة المعالم التى لاتفصح شيئا عن شخصيته.. أنه وجه قاس، ساخر بالنسبة لرجل فى أواسط الثلاثين.
أطلقت عليه بينى صفة (خارق الجاذبية) وهى محقة فى ذلك . فالرجل ينضح بأثارة لاشك فيها، ولم يكن فى الغرفة امرأة لم تراقبة خلسة عندما سار فيها .. وأحست مينا بالغثيان أمام اهتمامهن واهتمامها الواضح برجل لم يهتم بأى منهن.. فهو لم يرفع عينيه عن المائدة الا ليطلب طعامه، ولاحظت مينا أن ذراعه اليمنى منكسة على نحو مربك قليلا أضافت بينى بأثارة، وبلهجة من يفضى سرا: - أنه هنا للنقاهة من حادثة ، انخ من الجيش .. آه لم يقل لنا هذا ، ولكننا لاحظنا ذلك من جواز سفره.
نظرت مينا اليه ثانية ، مقتنعة أن بينى مخطئة أذ لا يبدو ممن يقبل انضباط الجيش وصرامته كما أنه يختلف كل الاختلاف عن الكولونيل كيكورد، والد كارسون، الذى يرى أن الشباب فى هذا العصر يحتاجون الى روح دفع صلبة.. أما هذا فيبدو منعزلا، بل هو يتعمد ابعاد نفسه عن الاخرين .. كما أن شعره الكث لا يدل على أن له علاقة بالجيش كذلك.
رفع رأسة فجأة فضبطها على حين غرة.. راقبتها عينان خضراوان باردتان بأهتمام مدمر، قبل أن تتحرر من شعاع اللايزر الذى كان ينطلق من عينيه .
بعد انتهاء الطعام، رافقت مينا الزوجين هولان الى محل راحت تتأمل واجهته. وتنهدت بينى وهى تشير الى ثوب سباحة جميل ليلكى اللون: - أنظرى فقط الى هذا البيكينى..! ليت لى جسما نحيلا كجسمك! لماذا لا تجربينه؟ متعى به نفسك وخطيبك.
- أه ! لاأستطيع!
- بل تستطيعين. سأدخل معك، وينتظر ستاف خارجا.
دخلت مينا الى المحل.. قالت بينى للفتاة السمراء الجذابة التى تقدمت لخدمتهما انهما يريدان رؤية البيكينى الذى فى الواجهة.. فقالت الفتاة بصوت ناعم: - أنه فرنسى .. واللون سيبدو مذهلا مع لون شعرك. أظنه يطابق مقاسك. خلف تلك الستارة غرفة القياس .دخلت مينا على مضض الى الغرفة، تتمنى لو كان لديها قوة الارادة لرفض الدخول الى المحل أصلا.. ولكن ، لم يكن هناك مجال لرفض طلب بينى بدون أن تكون فظة وفى الواقع أحبت مينا المرأة الاكبر سنا ، ولم ترغب فى أغضابها.
بدت بشرة مينا حريرية براقة تحت نور غرفة القياس الضئيل وبدا أن لجسمها جمالا آخاذا لم تكن تدرك وجوده. هل أنت جاهزة؟ خطت مترددة الى الخارج متمنية لو كانت أقصر مما هى عليه.. أحست بأن الثوب يكشف ساقين مديدتين وتاقت الى ما تلفهما به صاحت بينى بأعجاب: - أووه.. مينا.. تبدين رائعة؟ يجب أن تشتريه ! ستذهلين الجميع على الشاطىء بدون شك!
- ألا تظنين أنه .. قليلا..
فتشت مينا عن كلمات تصف شكوكها، ولكن بينى سارعت تصرف النظر عما تريد أن تقول. قائلة بجرأة: - أنه جميل.. ويجب أن تفتخرى بقدك الرشيق يا عزيزتى لا أن تخجلى به .. انتظرى حتى يراك خطيبك به.
- لا أظنه سيوافق.
دهشت لرؤية العبوس على وجه بينى .. حين ابتعدت البائعة قالت بينى لمينا بحزم : - لك أن تقولى ان هذا ليس شأنا من شؤونى. ولكننى سأقول رأيى رغم كل شىء . هل عائلتك راضية عن خطوبتك هذه ؟ انتفضت مينا ! لأنها غير معتادة على أن يطرح عليها الناس أسئلة بمثل هذه الصراحة، وانزعجت من نفسها لأنها ترددت قليلا قبل الرد ببرود: ليس لى عائلة.. والداى متوفيان.. لكننى أؤكد لك أن لا شىء فى كارسون لا يلقى القبول.. بل الواقع أن هناك من يعتبره صيدا ثمينا.
تجاهلت بينى ارتباك مينا وتراجعها: - لم أكن أتحدث عن الامور الزوجية... بل عن زواجك برجل لا يقدر قيمة جمالك.أن عدم شغف كارسون بالعلاقات العاطفية ، لايعنى أننا لن نكون سعيدين.هزت بينى رأسها بذهول، وكأنها لا تستطيع تصديق ما تسمع .. ثم قالت بحزن:- آه يا عزيزتى أرجو أن تكونى على دراية واضحة بما ستفعلين. كانت الامور مختلفة حين التقيت ستاف. لم يكن هناك الحرية الموجودة هذه الايام ، مع ذلك، فمنذ اللحظة الاولى، عرفت أننى أرغب قيه . كان لى صديقات مثلك، وأكتشفن متأخرات أن الزواج بدون عواطف حالة جافة لا حياة فيها.. أعذرينى على كلامى الصريح ولكنك تذكريننى كثيرا بابنتى..
- لابأس فى هذا أبدا .. أظننى كنت متوترة قليلا.. ولكننى أعرف أننى سأكون سعيدة معه كما أننى لا أملك عواطف مشبوبة وفى الواقع ... ترددت قليلا لأنها تكشف لأول مرة فى حياتها أشياء عن نفسها لم تكشف عنها سابقا .
سارعت بينى تقول :- لا تقولى المزيد.. أظننى أعرف ما يجول فى فكرك، مينا.. ولكن صدقينى ، لا أظنك محقة.. فأنت لم تلتقى بالرجل المناسب .. وعندما يحدث هذا فستكتشفين جانبا فى نفسك لم تظنى أنه موجود.. وأن كان ذا عقل سليم ساعدك بسرور على اكتشاف عواطفك الحقيقية .
أرتجفت مينا، تعى فجأة أنها تقف فى المحل مرتدية البيكينى ، سمعت بينى تحثها: - أشتريه.. خذى الخطوة الأولى. أرادت أن ترفض ولكنها وجدت نفسها تترك المحل بعد نصف ساعة وهى حاملة الكيس الاسود المطبوع عليه أسم المحل بأحرف ذهبية، تتساءل عما دهاها بحق الله!
كان ستافرو ينتظرهما قرب لوحة الاعلانات التى يثبت عليها الفندق مواعيد الرحلات والنشاطات التى ينظمها.. وناداهما وهو يشير الى مذكرة بخط اليد عنوانها( نزهة فى غابات المطر) قرأت مينا التفاصيل بسرعة فتبين لها أن الفندق ينظم رحلة للتنزة فى غابه استوائية تبدأ من سفوح جبال الجزيرة البركانية وتدوم طوال النهار..
قال ستافرو : ننطلق من هنا فى الحادية عشرة .. نذهب فى السيارات الى الغابة، ثم نتناول الغداء قبل البدء بالمسير... قال لى المدير ان الرحلة تستحق العناء.. فالغابة على ما يبدو تغطى ثلثى الجزيرة ، ولأن الجبال البركانية شديدة الانحدار لم تزرع وظلت الغابة بكرا. أنها تمتد عدة مئات نت الاميال المربعة ولا يعرف طرقاتها الا بعض الاولاد المحليين .. وقيل لى ان أمامنا فرصة كبيرة لرؤية أنواع نادرة من الفراشات والببغاوات . ردت بينى بصراحة:
- لاأدرى ان كانت ستعجبنى.. ألن يكون هناك زواحف زأفاعى؟ - يظهر أن لا.. فليس هناك أفاعى على هذه الجزيرة
أحست مينا بأغراء شديد يدفعها الى تسجيل اسمها للرحلة. فقد بدت لها مثيرة للاهتمام ، وبعد يومين من الاستلقاء تحت أشعة الشمس، أحست أنها مستعدة لمزيد من الحركة. وبشكل خاص لأنهم لم ينظموا الكثير من الرحلات الا تلك المتعلقة برحلات بحرية حول الجزيرة والتوقف فى خلجان معزولة للسباحة وأقامة حفلات الشاطىء. أعلنت بحماس:أظننى سأذهب .. فقد أعجبتنى الفكرة متى موعدها؟.
قال ستافرو: غدا ما رأيك بينى ؟ هل أسجل اسمينا أيضا؟ -نعم نعم وستكون رحلة نخبر الاولاد عنها كثيرا. قال الزوج مداعبا: - أجل.. سأتذكر أن آخذ الكاميرا معى سيستمتع الاولاد بصورة الماما وهى تستكشف الادغال! فكان أن أضاف الثلاثة أسماءهم الى اللائحة التى لم تكن كبيرة. سألت بينى زوجها وهى تنظر الى اللائحة:- آل مانفيلد هما الشابان اللذان يقضيان شهر عسل؟ ثم آل وايت وبروفورد الأربعة الذين جاءوا معا.. انهم يعملون فى الأزياء.. أرنولد وايت هو المصمم على ما يبدو .. آه ! لقد سجل غايفنغ كلينتيس اسمه.. الواقع أنه أول اسم فى اللائحة.
قال ستافرو: - ان أصيب بحادثة، فلا ريب أنه بحاجة الى التمرين. لاحظت أثناء ترجلنا من الطائرة أنه يعرج قليلا. غايفنغ كلينتيس! تمنت مينا لو أنها لم تقرر الذهاب. اذ كان الرجل الاسود الشعر لسبب ما يبعث اليها الاضطراب ولكنها أقنعت نفسها بأن الأمر يبدو شاذا ان انسحبت الآن، واكتفت بالاقتناع بأنه من غير المحتمل أن يلاحظ وجودها.. ثم أخذت تتساءل لماذا تقبض هذه الفكرة نفسها. قالت للزوجين هولاند: - سأصعد لأغير ثيابى.. سأحاول فعل ما هو أكثر من التشمس، خاصة ان لم يكن لدينا وقت غدا.
حثتها بينى : ارتدى البيكينى الجديد.. وقد نتقابل على الشاطىء فيما بعد. لم يكن فى نية مينا حين صعدت الى غرفتها ارتداء البيكينى الليلكى .. ولكنها لم تستطع مقاومة اخراجه من الكيس وهى لا تزال مذهولة لأنها اشترته اذ تعرف أنها لن ترتديه أبدا.. ثم وكأن تهورا ما تحكم بها ودفعها الى الحمام حيث بدلت ثيابها بسرعة وارتدته قبل ان تغير رأيها وقبل أن تجرؤ على تصور ردة فعل كارسون ان رآها ترتديه.
وضعت على كتفيها روب حمام أبيض، ثم تناولت كتابها وحقيبتها ونظارتها وهرعت الى الخارج . كانت حرارة الشمس تلفح بشرتها بقوة فوق الروب الابيض.. وقررت مينا الابتعاد عن الشاطىء والتوجه الى الحدائق . وكان أن وجدت مكانا معزولا ، تحميه خمائل استوائية أزهارها الفخمة الحمراء على شكل بوق .. كانت المنشفة الكبيرة أمثل بساط للاستلقاء.. دلكت جسمها بسائل مضاد لحروق الشمس ووضعت نظارتها الشمسية والتقطت كتابها
مرت نصف ساعة قبل أن تفقد اهتمامها بما تقرأ فأفكارها انصبت على سلوك عصفور طنان يدخل ويخرج من والى دالية نامية على جدران منازل خاصة قريبة.. وتعجبت مينا من طريقته فى التنقيب بحثا عن الطعام.
استدارت لتربح كتفيها المتشنجتين.. ولكنها انتفضت لدى رؤية بنطلون جينز أسود أمامها.فتحركت عيناها ببطء الى الاعلي مرورا بصدر مفتول العضلات قبل أن تستقرا على وجه ساخر مرير المزاج. اشتدت حرارة بشرتها، التى كادت تحترق حرجا بسبب نظرته الساخرة اليها. قال بهدوء ساخر: مثيرة جدا.. ولكنك خسارة فى هذا المكان.. لماذا لست على الشاطىء؟ وجدت مينا صوتها فجأة ولكنه مرتجفا من شدة الغضب.
- ولماذا أكون على الشاطىء ؟ أما السبب فهو.. أتم عنها جملتها بسخرية: - أن تكونى وحدك؟ مفاجأة! اذن، ماذا سنفعل الآن؟ أنعرض نفسينا لموضوع اشاعات مثيرة للاهتمام.. أم..
تعثرت مينا فى وقفتها بعدما شعرت بأن استلقاءها تحت قدميه كالضحية وضع غير لائق. ردت تشدد على رسمية كلماتها:-ان أردت أن تنفرد بنفسك سيد كلينتيس.. أقترح عليك أن تجد لنفسك مكانا آخر.
رد يقاطعها بهدوء:- يعجبنى هذا المكان فهو هادىء ومنعزل. لمعت أسنانه بأبتسامة، وازداد عمق غمازتيه وهذا ما جعلها ترى ما هو عليه هذا الرجل عندما لا يكون ضجرا أو غير مكترث. وأكمل: - كونى فتاة طيبة.. أنا واثق أنك ستجدين شبانا كثرا يبدون الاعجاب بك على الشاطىء.. لقد تجاوزت رغم جاذبيتك الانجراف وراء الرغبة عند رؤية فتاة جميلة لا ترتدى شيئا كثيرا
كانت عينا مينا أثناء حديثه تتسعان بالتدريج ثم لم تلبث أن تصلب جسدها حتى أصبحت تنظر اليه بغضب متجمد، تكاد معه تفقد القدرة على الكلام المتصاعد فى داخلها.. أخيرا، ردت وهى تصر على أسنانها: - لاأدرى الى ماذا تشير.. ولكن ان كنت تحاول الاشارة الى أننى جئت الى هذا المكان لأننى أعرف أنك تقصده فأنت مخطى كثيرا أترى .. رفعت يدها تفتح أصابعها ثم أردفت بعذوبة: - لست بحاجة الى السعى وراء الرجال.. فلقد اصطدت أحداهم
عرفت أن كلامها سوقى ولكنها غير عابئة الا بمحو ذلك التعبير الذى يقول بصراحة أنها تعمدت المجىء الى هذا الجزء من الحدائق ، مرتدية البيكينى على أمل جذب اهتمامه. أردفت، متبجحة بأناقة :- لو عرفت أنك تقصد هذا المكان لبذلت جهدى لتجنب المكان.
ضاقت عيناه وهما تتأملان الخاتم فى يدها: - أكنت فعلت هذا حقا؟ هل أنت واثقة؟ من المعروف أن الفتيات يفعلن أشياء غريبة حين يحرمن من وجود الخطيب. سألت ساخرة :أنت خبير فى العلاقات العابرة مع خطيبات غيرك، أليس كذلك سيد كلينتيس؟ حسنا.. اطمئن بالا فلست محرومة، أو عديمة الاخلاق بحيث أزعجك.. رد يؤكد لها بعذوبة فاجأتها:- لن يكون هناك أزعاج.. بدت نظراته وقحة وهى تمر على طول جسمها، ثم أضاف ليزيد من غضبها:- فى الواقع أفضل أن أصطاد بنفسى.. لذلك كونى لطيفة يا فتاتى الصغيرة، والعبى بعيدا مع شخص آخر.. هه؟ حين وصلت مينا الى غرفتها، أطلقت العنان لغضبها.. فخلعت الثوب الذى كان السبب فى أهانات غايفنغ كلينتيس النيعة ورمته على الارض .. كيف يجرؤ على الاشارة .. كيف يجرؤ على النظر اليها هكذا..؟ كيف يجرؤ على التلميح..؟
دخلت الى الحمام بارقة العينين متوردة الخدين ثم راحت تفرك جسمها تحت المياه بطريقة مؤلمة وكأنها تعاقبه لأنه شجع غايفنغ كلينتيس على الاعتقاد بأنها من الفتيات الرخيصات.. فهى لن تلاحق أبدا ولو بعد مليون سنة رجلا مثله. صرت على أسنانها وهى تجفف نفسها بشدة.. أبدا!
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
نهاية الفصل الاول


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:35 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- غابة الرعب

كانت الساعة تشير الى الحادية عشرة الا ربعا حين نزلت مينا الى بهو الفندق لتنضم الى المجموعة الصغيرة التى تنتظر الدليل الذى سيرافقهم الى الغابة . سرعان ما رأت غايفنغ كلينتيس ولكنها تجاهلته عمدا ثم انضمت الى بينى وستافرو هولاند اللذين يتبادلان الحديث مع الازواج الاربعة:

سألتها بينى: أتتوقين للقيام بالرحلة؟ . عندما أجابتها مينا أيجابا أضافت : - على فكرة .. ماذا أصابك ليلة أمس؟ فتشت عنك وقت العشاء فلم أجدك.

-أكلت فى غرفتى.. شعرت بصداع ربما بسبب حرارة الشمس. انها تكذب لأنها تعرف جيدا سبب عدم تناولها العشاء فى المطعم ، فقد أرادت تجنب أى أحتكاك آخر مع غايفنغ كلينتيس لأن حظها العاثر قد يدفعها الى مقابلته فى قاعة الطعام فيتهمها بأنها تعمدت هذا اللقاء أيضا. قالت بينى وهى تبدى اعجابها بالسروال الزيتونى التى ترتديه مينا وبالقميص الأبيض:- تبدين جذابة على أى حال.

كانت مينا تمسك حقيبة من القماش فيها قميص قطنى طويل الأكمام وقبعة وأشياء أخرى . كان لون الحقيبة يماثل لون سروالها وقد اشترت هذه الثياب خصيصا للعطلة.. فكارسون لا يحب أن ترتدى المرأة الجينز ولهذا اضطرت مينا الى شراء سروال عادى لزيارة والديه

أصر كارسون على أن تتعلم مينا ركوب الخيل.. فمن المتوقع أن تتعلم، ولكنها قررت ألا تشارك بالصيد فمع أنها تستمتع بمنظر الصيادين مع كلابهم . ألا أنها لم ترغب قط فى مجاراتهم بهذه الهواية .

قدمتها بينى الى الرباعى المرح الذى كانت تتحدث اليهم كان أرنولد، مصمم الأزياء، نحيلا أشقر الشعر، زوجته سالى ترتدى سروالا أنيقا وقميصا مربوطا بحزام مزين بقماش ذهبى .. وكان صديقاهما، كولين ونويل بردفورد شريكى أرنولد. سألت سالى مينا: - ألا تشعرين بالوحشة لأنك بمفردك هنا؟ - ليس كثيرا ، لأننى جئت لطلب الراحة. كانت بينى قد استدارت للتحدث الى غايفنغ كلينتيس أما مينا فوعت بشكل لا يطاق نظرته الحادة الساخرة على بشرتها المتوردة .

أجابت كولين بأشفاق: أجل .. فالاستعداد للزفاف قد يكون مرهقا.. متى الحدث الكبير ؟ - لم نقرر نهائيا.. فكارسون خطيبى يجب أن يسافر الى نيويورك قريبا .. وليس متأكدا كم سيطول مكوثه هناك ولكن حالما يعود نحدد الموعد.

قال غايفنغ بتشدق بعدما ضم نفسه الى الحديث: - ليس عريسا متشوقا اذن؟ ألم تحذريه مما قد يصيب المتقاعس فى الحب؟ عرفت مينا أنه يلمح الى أنها هى التى تلح على كارسون للزواج وأرادت أن تخبره بأنه مخطى، وبأن كارسون ليس ممن يستعجل الامور . ضحكت سالى :أووه .. كلنا نواجه المصاعب فى جر رجالنا فى هذه الايام الى مذبح الكنيسة.. هذا ما جنيناه من المساواة بين الجنسين.. لم يعد هناك حاجة للاستعجال على الزواج كما كان فى السابق .. هذه الحال هى الفضلى تصورى أن تتزوجى رجلا لا تعرفين عنه شيئا. انه أسلوب قديم يشبه الزواج المدبر بين غريبين.

ردت مينا بدون اهتمام، متمنية ألا تفضحها لهجتها :- أجل..

كيف لا توافق وغايفنغ كلينتيس وافق أمامها. لو صرحت بالحقيقة لعرف أن خبرتها مع الرجال معدومة. خجلها الطبيعى، وتعليمات العمة مارولا المتزمتة أثرا فى رغباتها الطبيعية فى المعرفة ومع مرور السنين أصبحت أكثر خجلا من الاعتراف بالحقيقة.. فلم يكن حتى كارسون نفسه يعرف أنها عديمة الخبرة .. فالموضوع لم يذكر قط بينهما وتساءلت لأول مرة عما ستكون عليه ردة فعله.. مرت بها أوقات شعرت بأن حقيقتها مكتوبة على وجهها وهذا ما جعلها عرضة للخجل حينما يقترب منها الشبان، لكنها فى النهاية تغلبت على هذا الخجل .

من الواضح أن غايفنغ كلينتيس ، لم يدرك حقيقة خجلها وتزمتها مع الجنس الاخر ، واضطرت لمحاربة غضبها المتصاعد، وهى تتذكر مواجهتهما بعد ظهر اليوم السابق . حين شغلت بينى اهتمام سالى وجدت مينا أن (البعبع) الذى تفكر فيه أصبح قرب مرفقها. قالت له بصعوبة: - أرجو أن لا تتهمنى بالانضمام الى الرحلة لأجبرك على التعرف الى.. ازدادت غمازتا وجهه عمقا وهو يبتسم: - يصعب ذلك.. يجب أن أكون مصابا بجنون العظمة حتى أفكر بهذه الطريقة. خاصة وأننى سجلت اسمى أولا.. أتستمتعين بالسير على الاقدام؟

لم يبد مهتما بما اذا كانت تستمتع به أم لا . لكن مينا أجبرت نفسها على الرد بأدب: - أجل.. لقد نشأت فى الريف .. - عظيم.. ولكن رحلة اليوم لا تشبه نزهة ريفية . هذه جبال شديدة الانحدار، وأعتقد أن الغابة كثيفة جدا..

قال ستافرو مازحا: أتحاول احباط عزيمتنا؟ - أبدا .. يبدو أننى أعطيت انطباعا خاطئا.. فى الواقع، لو ظننت أن الرحلة سيكون مشقة لى لما قبلت بها. لامس ساقه اليسرى وهو يتكلم، فتذكرت مينا قول ستافرو أنه شاهده يعرج.. وأضاف بحدة: - لقد تورطت فى .. حادثة.. وأنا هنا لأسترد عافيتى، ولأمارس تمارين تعيدنى معافى الى عملى.

سأله ستافرو: أنت فى الجيش على ما أعتقد؟ -أجل .

كانت الكلمة خالية من أى تعبير. ولكن مينا نظرت الى وجهه وهو يتكلم، وحبست أنفاسها لأن مظهره تغير كليا اذ قست ملامحه ومر بعينيه وميض أسود .. ما الذى فى السؤال البرىء حتى يثير ردة فعله هذه؟ أهو مطرود من عمله، أو ما شابه ذلك فلقد سمعت من والد كارسون أن أمورا كهذه قد تقع . ولكن لماذا تهتم بردة فعله؟

قال ستافرو مقاطعا أفكارها: وصلت وسيلة النقل . كان خارج الفندق سيارتا لاندروفر مزودتان بمقاعد اضافية ، مشرعة للهواء الطلق .

- هل الجميع جاهز؟

صعد الازواج الاربعة أولا تبعهم العروسان. وكانت مينا على وشك الجلوس قربهما حين منعها الدليل.. أجلسى فى السيارة الثانية .. أنا أجلس هنا. وهكذا، أضطرت للانضمام الى بينى وستافرو فى مؤخرة السيارة، وخفق قلبها بشدة حين اندس غايفنغ كلينتيس بطوله الفارع الى جانبها .

لم يكن فى السيارة مساحة كبيرة بسبب بينى وستافرو الضخمى الجثة أحست مينا بحرارة جسد غايفنغ كلينتيس تحرق بشرتها فحاولت الابتعاد، لكن صعب عليها ذلك بدون أن تدس نفسها بستافرو

كان الطريق من المجمع الفندقى ممهدا . ولكن حالما انعطفت بهم السيارتان، وجدوا أنفسهم على طريق مهجورة منذ سنوات . وعندما وثب اللاندروفر فوق نتوء كبير ارتمت مينا على غايفنغ كلينتيس.. فأحست وكأنها اصطدمت بجدار صلب، وارتفعت ذراعه لتنقذها، وتمسك بها على ذلك الجدار الصلب المسمى صدره.. مرت بها مينا. لقد حرقت حرارته قماش ملابسها الرقيقة، فتصاعد اللون القرمزى تحت بشرتها وقد أدركت أنه قد أحس بها كما أحست هى بقسوته ورجولته .

- مينا .. هل أنت على ما يرام؟ قطع سؤال بينى عليها أفكارها ،فأجابت: - أنا بخير.. شكرا لك سيد كلينتيس.. كدت أقع على غفلة منى .

كان فى النظرة التى رمقها بها ما هو مهم: - يحدث هذا للجميع.. أرجوك .. نادنى غايف يا مينا. صاحت بينى تجذب الاهتمام عن وجنتى مينا المتوردتين: - آه ! انظروا الى هذا المشهد ! هل جئت الى الكاريبى من قبل غايف؟ - لا

نظر الجميع يمينا، حيث تنحدرالأرض حتى البحر الأزرق المنتعش الذى تذوب زرقته لتصبح ليلكية ضبابية عند الافق. تنهدت بينى: انه جميل جدا!

قال ستافرو: لكنه فقير.. لا يبرح تفكيرى فقر أهل الجزيرة .. حين يكون المرء هنا يفهم سبب انجذاب هؤلاء الناس الى الشيوعية.

رد غايف: أنت على حق.

- ثمة جناح يسارى قوى وضخم فى الجزر الكاريبية، وهم يتلقون تعليمهم وتدريبهم فى كوبا، وان لم ينتبه الغرب ويهتم استيقظ يوما ليجد أننا خسرنا منطقة الكاريبى .

احتجت بينى: - أوه.. بلا سياسة أرجوكما ! مينا.انظرى الى ذاك البناء الذى يوشك أن يقع.

كانت المسافة طويلة للوصول الى الغابة الاستوائية. وازدادت الامور سوءا بسبب الطريق الوعرة. ومع أن سانت ستيفان هى من أكبر جزر الكاريبى، فهى مهملة بشكل كبير.. كان مدير الفندق قد قال لمينا انهم يأملون بأن تساعدهم عائدات السياحة فى تحسين أوضاع الجزيرة.

كان السهل المنبسط من الساحل ختى الغابة غنيا بأشجار الموز، مصدر الرزق الرئيسى فى الجزيرة، بعد قليل بدأت تتلاشى ثمار الموزالمحمية فى أكياس بلاستيكية زرقاء.. وكلما اقتربت المجموعة من وجهتها، ازداد احساس مينا بتوتر يبعثه هذا الرجل الجالس الى يسارها ولكن لم يكن فى طريقة جلوسه ما يكشف أحاسيسه، فقد كان وجهه منحرفا قليلا عنها وكأنه يتفرج على المناظر الريفية، وكل ما كانت تراه مينا هو خط فكه المتشدد ولكن لا مجال للشك فى التوتر المنطلق منه، وأحست بأطراف أعصابها ترتجف برد فعل غريزى ، وتساءلت عما دهاها.

قالت بينى حين ظهر مبنى منعزل على طرف السهل حيث يتصاعد الجبل البركانى الى السماء مباشرة :- آه ! لاشك أنه المطعم!

كان على جانبى السهل اخضرار استوائى كثيف ولكن السهل نفسه بدا خاليا من المساكن. مع أن بضع طرق وعرة بدت وكأنها تقود اما الى قرى

وكأنها تقود اما الى قرى وأما الى منازل قريبه.

قال غايف شارحا حين علقت مينا على خلو المكان من مظاهر السكن: - يبنى معظم أصحاب المزارع بيوتهم على الجانب المطل على المحيط الاطلسى. كانت تلك الجهة أقل عرضة لهجومات القراصنة.

بدا وجهه مسترخيا وهو يكلمها كما بدت عظام وجنتيه أقل توترا، ثم بدأت سيارتا اللاندروفر بالتسلق نحو المطعم . المطعم كان مبنى من الخشب ولكن لونه الاخضر الاصلى تلاشى منذ زمن بعيد وأصبح زيتونيا كئيبا، كان الهواء فى الداخل رطبا.. ولم تشعر مينا فى حياتها بفقدان الشهية كحالها الان عندما استقر أفراد المجموعة حول موائد خشبية، خرجت الى الخارج فوجدت الهواء أبرد وأنعش .

- ألست جائعة؟

لم تلاحظ مينا أن غايفنغ كلينتيس لحق بها، لكنها هزت رأسها نفيا رافضة الاعتراف بضعف مؤقت استولى عليها فى المطعم. - ولا أنا. أدهشها الاعتراف، وباحت أساريرها بهذا . فسألها متجهما: ما الامر؟ ألا يسمح بأن يكون لمن هم قساة مثلى ، مشاعر طبيعية؟ -لم أقل هذا..

لكنه قاطعها وأكمل ساخرا:- لم تقولى هذا.. صحيح لأنك لست بحاجة الى القول فهاتان العينان تخبران كل شئ نيابة عنك.. أنت شخصية متناقضة فمن جه تبدين امرأة عصرية متحررة تقضى اجازتها بعيدا عن خطيبها . ومن جهه أخرى توحى عيناك بأنك راهبة مبتدئة ليس لديها فكرة عن العادات العصرية.

ردت مينا بلهجة ذات مغزى : - هلا عذرتنى فقد قررت العودة لأتناول بعض الطعام. ولكنها عندما دخلت الى المطعم لم تستطع سوى ارتشاف كوب ليموناضة.. كانت الساعة قد تجاوزت الثانية حين تقدمهم الدليل الى أحدى الممرات التى تقودهم من المطعم الى الجبال.

ما هى سوى نصف ساعة، حتى نضحت مينا بالعرق.. ولم تكن وحدها فى هذا المصاب فقد بدوا جميعا بمن فيهم غايفنغ كلينتيس متأثرين بالرطوبة فقد كانت مقدمة قميص غايفنغ مبللة بالعرق. ومع ذلك لم يرفع أكمامه أو تخلص من قميصه كما فعل الرجال وربما السبب معرفته بمدى جاذبيته وهو فى قميص وبنطلون أسودين . سارعت مينا ساخرة الى ابعاد هذه الافكار الحمقاء عن رأسها، فهو ليس رجلا يحتاج الى جذب اهتمام النساء بارتداء ملابس مميزة لأنه مهما ارتدى سيجذب أنظار النساء.

تكاثفت أشجار الغابة كلما توغلوا فيها وكانت أشجار الماهوغونى هى المسيطرة وأما أشجار الكرمة فالتفت حولها فيما غطت النباتات الميتة والمهترئة أرض الغابة.. توقف الدليل أكثر من مرة ليشير الى الاوركيديا النامية بين النباتات الخضراء المنتشرة وكانت أحيانا أنفاسهم تنقطع بسبب صياح ببغاء حاد وفى مناسبات عديدة سمعوا خرير الماء ولكنهم لم يشاهدوا ساقية.

ندمت مينا على انضمامها الى الرحلة.. ففى هذه الغابة ما يغم القلب وما يقبض النفس. لم يبد أن غايفنغ يعانى أية مشكلة فى متابعة خطوات الاخرين رغم ادعائه بأنه يسترد صحته من أثر حادثة.. لكن فى أحدى المراحل حين طلب الدليل منهم التوقف لاحظت مينا وهى تنظر الى غايف أن لونه قد شحب فجأة وأن العرق يتقطر من بشرته وان أصابعه تشد على وركه.

- هل أنت بخير؟ حرره سؤالها الهامس مما كان فيه فقد استرخى وجهه فجأة وقال بقسوة: - بخير.. تعالى يبدو أن الدليل جاهز للانطلاق.

ساروا على الاقدام فى الغابة ما يزيد عن ساعتين.. وكانت مينا تزداد غما كلما تكاثفت الغصون الملتفة الحاجبة نور الشمس. تابعت المجموعة التسلق بحدة فضاق الممر واضطروا أحيانا للسير واحدا واحدا.. فى احدى المراحل وكما وعد منظمو الرحلة انهمر المطر فجأة بملاءة مسبعة اخترقت كثافة الاشجار وزودهم الدليل بمظلات كان قد حضرها سلفا لتقى كل شخصين من تدفق المطر.

شاركت مينا المظلة مع غايف مستغربة هطول المطر المفاجئ قال لها غايف باقتضاب ما سبب لها الدهشة: - هذا ما ستعتادين عليه. علقت: قلت انك لم تزر الكاريبى

-لم أزر المنطقة ولكن الغابات الاستوئية متشابهة. ولم يقل المزيد.. فاعتقدت منا ان الموضوع لا يسره ولسبب ما توالفا معا فى فريق واحد أثناء السير ربما لأن الجميع أزواج وتمنت من كل قلبها لو رفضت المشاركة بالرحلة اذ لم يعجبها الجو المسيطر على الغابة كما لم تعجبها ايضا قشعريرة الارتباك التى كانت تختبرها كلما اضطرتها وعورة الممر الى ملامسة غايف..

نظر غايف الى ساعته وعبس.

- كان علينا العودة الان .. فليس فى هذا المكان فترة غسق كالتى نعرفها فى بلادنا فبعد ساعتين يحل ظلام دامس. تقدم الى الامام ليمسك ذراع الدليل سائلا لكن الدليل هز راسه بعنف وقال:- لم يحن وقت العودة بعد.. أصبح وشيكا ولكنه لم يحن.

بدا وكانه قائد عسكرى يحث جنوده على المزيد من الجهد.. فتأوهت سالى عندما ساروا ربع ساعة أخرى:- كم بقى لدينا؟

كانت مينا موافقة على السؤال.. فقد شعرت بالحرارة الشديدة وتاقت نفسها الى حمام بارد.. لقد جعل العرق مقدمة شعرها أقتم لونا وأحست بجفاف فمها. كما أنها ندمت على الغداء الذى رفضته فقد قضت وخزات الجوع مضجعها كانت تحمل بعض البسكويت فى حقيبتها ولكنها وجدت صعوبة فى انزال الحقيبة عن كتفها لتفتش فيها.. بدا الجميع متعبا الا غايف الذى ما زال قادرا على مجاراة الدليل بدون تعب.

شاهدت مينا الدليل يتوقف عندما وصلوا الى مكان فيه شجرة كبيرة. توقف الجميع متأوهين آهات الراحة الا الدليل أذ بدا متوترا قليلا. راقبت مينا عينيه اللتين جابتا فى المكان بحثا عن شئ ما .. وتقدم غايف ليقف بقربها.

-أهناك شئ؟ كان هو أيضا يراقب الدليل، ومع أنه أخفى ذلك جيدا، الا أن مينا لمحت قلقا محددا فى عينيه قبل أن يخفى توتره ويقول بعذوبة: - أمستعدة لرحلة العودة؟ .. أنا..

صمت فجأة لأن درزينه من الرجال المدججين بالرشاشات المرتدين ثيابا عسكرية اقتحموا المكان. سمعت غايف يشتم من بين اسنانه ثم سيق الجميع معا كالقطيع.

- ماذا يجرى هنا بحق الله؟

وجه غايفنغ السؤال الى من بدا مسؤولا عن الجماعة المسلحة.. وبدا واضحا أن غايف هو القائد الطبيعى اذ ما من أحد من الرجال الاخرين كان يتحدى حقه.. واحست مينا بأن الجميع مثلها، مصابون بدوار يمنعهم من التفكير أو من طرح سؤال (لماذا). أمرهم الرجل بأشارة بندقيته بالوقوف ثم تقدم الى الامام قائلا لغايف:-

ستبقون رهائن حتى تطلق حكومتنا سراح رجال تحتجزهم عن وجه حق منذ ستة أشهر. حان الوقت حتى يسمع العالم كله ما يجرى هنا.. لقد سئمنا من الرأسمالية غير المؤهلة ومن الحكومات التى تتركنا جياعا والتى ترفض تعليم الاولاد الذين تجاوزا الرابعة عشرة والتى تحكم على شعبها بالفقر والاذلال مدى الحياة.

كان يتحدث الانكليزية بطلاقة فرد عليه غايف:- لن يغير احتجازنا شيئا ولكن لو تركتمونا بدون أن تؤذونا أعدك بأن نبذل قصارى جهدنا لايصال وجهة نظرك الى حكومتك

لم يحرك أحد من الموجودين ساكنا.. كان الجميع ينظر الى غايفنغ وكأنه قائد يتبعونه.. ولم تصدق مينا أن هذا يحدث حقا.. نظرت حولها بحثا عن الدليل فأذا هو غير موجود كانت بينى تتمسك بذراع ستافرو شاحبة الوجه وكان العروسان متعانقين .. وسالى وكولين ملتصقتين بزوجيهما.. أما هى فلم تجد من تلجأ اليه.

سخر الفدائى منه:- طبعا.. وبعد ذلك يرموننا فى السجن مع رفاقنا. لا.. يا صديقى .. نحن بحاجة ماسة اليكم، ولا نستطيع اطلاق سراحكم فبدونكم لن تطلق حكومتنا سراح رفاقنا بل ستعدمهم.. تعالوا.. أمامنا أربع ساعات من المسير. وسيدرك فندقكم فى هذا الوقت أنكم ضائعون ولكنهم لن يجدوكم. لأن قلة من الناس يعرفون ممرات الغابة كما يعرفها كاستر هذا

أشار بفوهة بندقيته الى رجل محلى كان يشرف عليهم من فوق حاملا رشاشا.. شاهدت مينا كولين من طرف عينيها تترنح ناحية نويل ووجهها كورقة بيضاء، وتأوهت بصوت منخفض مذعور: - يا الله ساعدنا ! نويل .. ماذا سنفعل؟

أطلقت كلماتها موجة ذعر بين الجميع وشعرت مينا بأنها ترتجف أما غايف فظل هادئا.قال القائد آمرا: تعالوا.. حان وقت الذهاب. صاح أرنولد وايت بصوت متوتر:- لن تنجو بفعلتكم هذه! الحكومة الانكليزية... سخر رجل العصابات منه: - انها بعيدة الاف الاميال يا صديقى.. والزمن الذى كانت فيه البلدان مستعدة للمخاطرة فى مواجهة عسكرية لأجل رعاياها قد ولى منذ زمن بعيد.. لن تفعل حكومتك لك شيئا.. انفجر ستافرو صائحا:- ولن تفعل حكومتكم من أجلكم شيئا كذلك!

كان على بشرته طفرة حمراء غير صحية، وشاهدت مينا زوجته تمد يدها اليه بقلق.. تتمتم برعب : - انه ضغط الدم.. رباه ! ماذا سيحدث لنا ؟

قال غايف لرجل العصابات:- لا تتوقع منا السير بسرعة رجالك..ان كنت تريدنا رهائن فعليك المحافظة على حياتنا. فلن تسلمك حكومتك رفاقك مقابل أجساد لا حياة فيها .. وأن أردتنا أحياء فاسمح..

عبس رجل العصابات يفكر فى ما يقوله غايف، ثم استدار ليقول شيئا لرفاقه بلغته ولكن رفاقه هزوا أكتافهم بلا اكتراث ثم اكفهرت وجوههم ..

قال لغايف: لن نستطيع تحمل مخاطرة اضاعة الوقت.

رد غايفنغ بهدوء: - ولا نستطيع كذلك المخاطرة بأرواحنا .. ما رأيك لو أخذت رهينة واحدة، واطلقت سراح الباقين. خاصة اذا ضمنا لك نشر قصتكم فى الصحف البريطانية. فبهذه الطريقة ستنال قضيتكم دعاية كبيرة، لا أظن أن حكومتكم قد تذيع خبرا مفاده ان الناس غير أمنين فى سانت ستيفان. حبست مينا أنفاسها فيما كان قائد العصابة يتشاور مع رفاقه.. هل سيقبل اقتراح غايفنغ ؟ لاشك لديها ان غايفنغ سيتطوع للبقاء رهينه. وتسألت عما اذا كانت قد أخطأت فى تقديره على أى حال ..

كانت الشمس تهبط بسرعة نحو الافق وكان الخوف يجتاحهم بانتظار قرار رجال العصابات. استدار القائد الى غايفنغ يقول بخشونة:- أنت .. أتعدنا بأن ننال الدعاية المطلوبة؟

هز غايفنغ رأسه ايجابا، ثم تمتم لمينا من بين أسنانه: - من قال أن القلم أمضى حدا من السيف كان يعرف حقيقة الحياة.

ثم التفت الى ستافرو: - سيبلغ السيد هولاند القنصل البريطانى بما حدث كما سيبلغه باتفاقنا الذى يضع حرية أصدقائى مقابل نشر قضيتكم.

- لن ترغب حكومتنا فى معاداة بريطانيا . لذا ستعمد الى اطلاق سراح رفاقنا حالما تعلم بأمر الرهينة البريطانية. لكن مينا لم تكن واثقة من هذا. فقد نشرت الصحف البريطانية مؤخرا مقالات عن أشخاص احتجزوا عدة أشهر بدون أن تفعل الحكومة شيئا للتفاوض من أجل حريتهم..

قال قائد العصابة: حسن جدا اذن .. رفاقك أحرار.

صاح يأمر أحد رجاله فتقدم الى الامام وأشار اليهم أن يتبعوه. كانت مينا الاخيرة ولكنها لم تقاوم القاء نظرة أخيرة على غايفنغ.. الواقف وظهره اليهم. فيم يفكر؟ أهو خائف ؟ لاشك فى ذلك.

- أنتظرى! أوقفها الأمر القاطع الحاد الصادر من قائد المجموعة الذى تقدم الى الامام وأمسك ذراعها.. كانت تسير بمفردها فى مؤخرة الصف الطويل، وارتجفت تحت نظرة عينيه الباردة التى كانت تعريها من ملابسها. استدار الى غايفنغ يقول متجهما:

- ستبقى.. لأن وجودها سيحول دون تفكيرك فى الهرب.. فعليك سيماء هذا النوع من الرجال يا صديقى. أما الان فستبقى معنا لأن امرأتك أسيرة أيضا فأن حاولت الهرب قتلناها،تناهى الى مسمعى مينا احتجاج بينى قبل أن يسكتها ستافرو، ولكنهما لم يدركا نظرة العجز فى عينيها وهى تنظر الى ظهر غايفنغ المتصلب.

مر دهر قبل أن يستدير اليها وعيناه خاليتان من أقل تعبير ولكن القائد سارع يقول له :- لاتجادل والا احتجزت الجميع.

أرادت مينا الاحتجاج بالقول:أنت مخطئ، فلست امرأته.. ولكن الكلمات علقت فى خناقها، ولم تجرؤ على النظر الى الاخرين المجرجرين أذيالهم بعيدا.

قال القائد لغايفنغ آمرا:- تعال.. حان وقت ذهابنا.. أنت على حق. كان سيعيق الاخرون تقدمنا وان حاولت تأخيرنا بتعمد البقاء فى المؤخرة وهبت أمرأتك الى رجالى فقد مضت أسابيع منذ أن رأوا فيها امراة. مخيمنا معزول وحياتنا فيه قاسية بالنسبة لامرأة كأمرأتك.

تجمد الدم فى عروق مينا لدى سماعها تهديده، وتحولت الى قطعة ثلج باردة، ورفضت النظر الى غايفنغ لماذا لم يقل له الحقيقة ؟ لماذا لم يقل انهما مجرد غريبين؟

عرفت الرد بعد عدة لحظات .. حين همس لها بصوت منخفض بحجة مساعدتها فى منحدر قوى: -أعرف فى ما تفكرين.. ولكن الوقت غير مناسب لابداء المشاعر لو قلت لهم الحقيقة لعرضتك الى أغتصاب جماعى.. فلن يلمسوك ما داموا يعتقدونك امرأتى. أذ يتوقعون منى الالتزام بتعليماتهم من أجلك .. سأقتلهم بيدى ولن يرغب أحد منهم أن يكون الشخص الذى سأقتله بيدى قبل أن يقطعونى نصفين بهذه اللعب الروسية التى يحملونها!

=======================================


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:36 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3- كهف الرغبات

هبط الظلام بسرعة فتدثرت الغابة بستار أسود كثيف بعث التوتر الى مينا. ولكنه فى الوقت نفسه أخفى منظر الرجال الذين يحرسونهما وبنادقهم التى لا تتحرك قيد أنملة عن وجهتها المهددة.

مع هبوط الليل جاء المطر الذى لم يكن شبيها بمطر بلادها بل كان ستارة حقيقية متماسكة من المياه بدأ بدون سابق انذار ولكنه توقف بعد ربع ساعة ، ملصفا ثيابهم الى أجسادهم، جاعلا الممر الترابى تحت اقدامهم موحلا .

نسيت مينا عدد المرات التى تعثرت فيها. بل فقدت منذ وقت طويل تقدير الوقت. فى البداية حاولت المحافظة على روحها المعنوية مرتفعة بالقول لنفسها ، سرعان ما يصل رفاقهما الى الفندق، فيذاع الخبر وينطلق الانذار وتتم نجدتهم.. ولكنها عرفت أنها تعيش فى وهم. فستمر أربع ساعات على الاقل قبل أن يصل الاخرون الى الفندق وفى مثل هذا الوقت قد ينقلهما رجال العصابات الى مكان لا يعرفه الا الله.

بدت الغابة وكأنها تطبق عليها فتوترت أعصابها، حتى أصبحت على استعداد للصراخ والهرب، بدون اكتراث بما قد يحدث. أحس غايفنغ كم كانت قريبة من فقدان السيطرة على أعصابها.. فسارع الى الامساك بذرعها .. كانت قبل ساعة سترفض بمرارة هذه اللمسة أما الان فشعرت بأمتنان عاجزة وذكرتها لمسته بأنها ليست بمفردها .

- هيا.. أسرعا !

كانت فوهة البندقية باردة على بشرتها، فارتجفت. وكادت تفقد توازنها. عندما حاولت الاسراع حث غايفنغ خطواته واشتدت أصابعة على ذراعها بقوة.. تذكرت أنه كان يسترد عافيته من حادثة ما، وان ستافرو قال لها انه يعرج قليلا..كانت سرعة الرجال متعبة وأحست مينا بألم فى جميع انحاء جسدها وضاقت أنفاسها. أما غايفنغ فبدا غير متأثر.

تعثرت مجددا حين أصبح الطريق صعودا، وكادت تنكب على وجهها، رغم محاولة غايفنغ انقاذها تناهت اليها ضحكات آسريها المزعجة.. وبدأت دموع الضعف تتجمع فى مآقيها .

- انهضى. كان هذا صوت غايفنغ القاسى الذى لا يلين.. فاحتجت: - لا أستطيع الاستمرار.

رد متجهما: بل تستطيعين وعليك السير الا اذا أردت البقاء هنا لتموتى. فهؤلاء الرجال لا يلعبون، أو يتسامحون، انهضى.. ان كانت حياتك غير ثمينة عندك فحياتى عندى ثمينة جدا.

تحدث بهدوء وجدت مينا معه صعوبة فى ان تسمعه.. كان يخنق صوته لمنع الكلمات من الوصول الى مسامع غيرها .ز احتجت بمرارة: - لا بأس بهذا بالنسبة اليك .. أظنك معتادا عليه . فأنت ..

انقطعت انفاسها بوحشية بعدما أوقفها على قدميها وشدها اليه بقسوة، يكاد يحرمها من التنفس .. سمعت مرة اخرى الرجال يضحكون انما بطريقة مختلفة. مضت لحظات قبل ان يتركها مما لم يكن عناقا بل عقابا خشنا.. تألمجسدها من ضغط ذراعيه. وقال بغضب قبل ان يبتعد عنها مباشرة:

- أيتها الحمقاء الصغيرة ! انهيار آخر كهذا، ونموت أفهمت؟

فهمت ما قاله متأخرة وعندما كانت تتابع سيرها على ساقين مرتجفتين تساءلت عما كان سيحدث لو سمع أحد الخاطفين ما أوشكت على التفوه به، فالمعلومات عن علاقة غايفنغ بالجيش البريطانى ستثير ردة فعل كبيرة .

أجبرت نفسها على السير دامعة العينين تشعر بكره شديد لا تعرف ان كان موجها الى غايفنغ كلينتيس أم الى الخاطفين ساروا مسافة طويلة فى الطريق الضيق الملتوى ، الذى أحست مينا أنه يدور حول الجبل وكانت مينا تشعر بالعذاب كلما سارت خطوة لم يكن هناك مجال للافكار أو للخوف بل الحاجة الجسدية الضرورية للاستمرار فى التقدم .

أصبح انهمار المطر المفاجئ أمرا عاديا. وبات التصاق ثيابها بجسمها أمرا طبيعيا والسير ولكن عندما توغلوا بين أعشاب كثيفة كانت تخفى الطريق ، أحست بأنها دخلت فى كابوس مرعب يشبه ذاك الذى كانت تراه فى منامها وهى طفلة .

لامست حزمة من أوراق الشجر المتدلية بشرتها، فشعرت بالالم ولكن عقلها كان متعبا ومشغولا بعملية السير البسيطة مرت لحظات أخرى، طارت خلالها احدى الفراشات الضخمة المنتشرة فى الغابة ، فرفعت ذراعها لتبعدها، ولكنها لم تلبث ان تشنجت وظهر عليها رعب شديد بدائى جعل غايفنغ الذى كان يسير خلفها مباشرة يصطدم بها.

قال لها( ما بك؟) ثم اسرع يحيط معصمها بأصابعه بحثا عن العلقة الطفيلية التى علقت بجسمها الطرى.. سرعان ما كبحت صيحتها.. وأغمضت عينيها برد فعل طفولى لتمنع نفسها من رؤية الجسد اللزج .

- تحركا! ولكن غايفنغ تجاهل هذه المرة الامر الفظ واضطر القائد الى التراجع ليرى سبب وقوفهما. وقال معلقا حين راى ما حدث:- لحمك طرى يعجبها أكثر من لحمنا الخشن.. خذ! رمى علبة ثقاب الى غايفنغ وسأل ساخرا:- أتعرف ماذا تفعل؟ - اعتقد هذا .

أشعل غايفنغ بهدوء عود ثقاب ثم قربه من جسم العلقة ..راقبت مينا برعب شديد انكماش مصاصة الدماء، ووقوعها أرضا ثم ما لبث جسمها ان أرتجف ارتجافه شديدة بات غير قادر على الوقوف بسبب ردات فعل غريبة اجتاحتها.- هيا .. تقدمى!

ذكرتها فوهة البندقية بما حولها.. فأطاعت طاعة عمياء وبدأت تتحرك. لاشك أنهم قطعوا أميالا . كم الساعة الان ؟ لم يكن معها ساعة، ووجدت صعوبة فى معرفة المدة التى مرت منذاحتجازهما.

كانت الرطوبة تخف كلما ارتفعوا وكانت كثافة الاشجار تخف أيضا ولكنها مازالت كثيفة بما فيه الكفاية لتكون ستارة سميكة تغطى السطح الشديد الانحدار الذى يتسلقونه . تذكرت مينا أنها قرأت فى الكتيب السياحى أن قمم الجبال مغطاة بالاشجار والنباتات المورقة..

أخيرا أمر القائد بالتوقف مع أن مينا لم تر فى ما حولهم ما هو مميز ليستدعى الوقوف ثم أشار نحو كتلة منحرفة من الصخر الاسود اللماع:- من هنا .. بسرعة !

ما ان اقتربوا حتى أدركت مينا أن ما ظنته ممرا صخريا ضيقا فى وجه صخور بركانية، لم يكن سوى مدخل الى شق عميق. وقال القائد متفاخرا: - اكتشفت هذا المكان فى صباى . وأشك فى ان احدا فى سانت ستيفان يعرف شيئا عنه.

صدقته مينا فانكمشت برعب من الظلمة الجهنمية التى كانت تفغر فاها شرها. حثها غايفنغ هذه المرة على التقدم وكان وجهه متجهما متحفظا.. وكأن افكاره فى مكان آخر . كان الشق ضيقا بحيث كادوا لا يستطيعون السير فيه فرادى.. مينا، التى طالما عانت من الخوف فى أمكنه كهذه شعرت ببشرتها تقشعر رعبا لانها تذكرت عندما رات فى طفولتها كهف (انغلوايت) ولكنها ليست الان برفقة والدين متفهمين يسرعان الى اخراجها من هذا المكان لتنشق الهواء النقى. عضت على شفتها بقسوة لمنع نفسها من الاحتجاج فأحست بطعم الدم.

اخيرا.. وبعدما احست بانها غير قادرة على تحمل ثانية أخرى فى ذلك الممر الضيق انفرج الطريق أمامهم فظهرت سلسلة من الكهوف.. الاولى كانت فارغة بحيث لم يجد رجال العصابات صعوبة فى سوق الاسيرين الى احد الكهوف.

كان النفق هذه المرة قصيرا، وانفتح على كهف كبير مضاء جيدا بمصابيح الغاز التى كانت ترسل ظلالا مخيفة على الصخر اللماع كان الاثاث من النوع المستخدم فى مخيمات العطلات.. كراسى من القماش قابلة للطوى وطاولة وفرن غاز الى جانبة جرة وعلى الجانب الاخر براد.. وكأنما أحس القائد بدهشتها فضحك قائلا :- حتى امثالنا يحتاجون الى الراحة المنزلية انما لا يخدعنك ما ترين فنحن قادرينعلى العيش فى الغابات اذا استدعى الامر.

ثم صاح لاحد رجاله من فوق كتفه : - كاستر.. أعد لنا الطعام بينما أرشد ضيفينا الى جناحهما.. ستجدان الراحة لأننى سأخصص لكما جناح شهر العسل. جعلت قهقهاته التى تبعت مزاحه مينا ترتجف كان الممر الذى ينزلونه عريضا وقصيرا انتهى بهم الى كهف مفروش بطريقة أوضحت أنه تم التخطيط لاختطافهما مسبقا ففى الصخر باب خشبى ضخم له قفل ثقيل من الخارج.

قال القائد:- لن تستفيدا من الهرب حتى وان استطعتما الوصول الى الكهف الرئيسى لقد أمرت رجالى بأطلاق النار عليكما حالا انما لا ليقتلوكما بل ليصيبوكما بطريقة.. قاطعة غايفنغ باختصار:- تقعدنا مدى الحياة..

حملت الابتسامة الماكرة التى رافقت كلماته موجات جديدة من الغثيان الى نفس مينا .. وطافت عيناها فى الكهف، فلاحظت أكياس النوم على الارض، ثم الترتيبات الصحية البدائية واجبرت نفسها على عدم فضح مشاعرها أمام الرجلين اللذين يراقبانها قال السجان ساخرا

- ستظلان بخير حتى يصلنا خبر اطلاق سراح رفاقنا ولكنكما ستظلان محتجزين فى هذه الغرفة طوال الوقت صاحت مينا ماذا سنفعل .. ماذا..)

- آه انا واثق أنكما ستجدان طريقة لقطع الوقت! الخبث الذى رافق كلماته كاد يفقد مينا الوعى بموجة اشمئزاز جديدة. وقفت مشيحة بظهرها الى الباب حتى سمعته يقفله ثم لم يلبث أن تخرك غايفنغ بسرعة وراءها..

- ماذا سيصيبنا؟ كرهت نفسها لأنها بطرح هذا السؤال تظهر عجزها.

- فى الوقت الحاضر.. لاشئ.. يؤسفنى تورطك بهذا الوضع .

- لم تكن غلطتك. لقد أحسنت صنيعا لأنك أقنعتهم بتحرير الاخرين! يجب ان نتكلم .. عم؟- عن طريقة ما للفرار.. فلا جدوى من الاعتماد عليهم فى اطلاق سراحنا.. لقد ولت الايام التى كانت الحكومات تستسلم فيها لتهديدات الجماعات المسلحة

- أتعنى .. أعنى ..أن الله يساعد من يساعد نفسه.. ولا سبيل الا الفرار للخلاص من الاسر. وكأنه عرف مدى تأثير كلماته فيها، فتقدم منها يضع يديه على كتفيها لتواجهه

لا أقول ذلك لتخافى بل لتواجهى الواقع.. نحن رهينتان لدى جماعة مسلحة تعرف كما نعرف نحن أن حكومتهم لن تحرر رفاقهم.. وتعرف أن موت سائحين بريئين سيمنحهم تغطية اعلامية كبيرة.

- لكنك وعدتهم بهذا

يريدون احداث صدمة .. تعرفين مثل هذا السيناريو؟ فما هم بالجماعة الاولى التى تحاول شيئا كهذا، ولن تكون الاخيرة.

- لا.. وقع انقلاب فى افريقيا الشهر الماضى لقد قرأت عنه مقالات فى الصحف وللحد من الانقلاب تدخلت فرقة الانقاذ الخاصة التابعة للجيش البريطانى..

رد بفظاظة: لقد قام بعملية الانقاذ أربعة وعشرون جنديا وقد أستطاعوا انقاذ الرجلين ولكن لم يخرج حيا الا ثمانية عشر رجلا من أصل ستة وعشرين. قطبت مينا: لم اقرا شيئا عن هذا. كان وجه غايفنغ رماديا تقريبا تحت ضوء المصباح وكانت تخططه المرارة والسخرية المؤلمة التى اصبحت مألوفة لديها ..

قال متجهما: ولن تقرئى لأننا لا ننشر شيئا عن فشلنا.. فأخبار كتلك تحبط المعنويات. نحن! خفق قلبها ، ثم توقف لحظات وعيناها تعكسان عدم تصديقها .

- هذا صحيح كل الصحة .. فأنا لا أهذى لاننى كنت مشاركا بل كنت أحد المسؤولين عن خسارة ثمانى أرواح .. آه ! فى الواقع ، لم تكن غلطتى ، فلم نكن نعلم بأمر القنبلة ولكنهم كانوا رجالى وقد قدتهم الى حتفهم .

أحست بالشفقة المرة وجف فمها وهى تلتقط توتره: وحادثتك . تريدين رؤية ما تحدثه قنبلة فى جسم بشرى اليس كذلك ؟ مد يده يفك أزرار قميصه وينتزعه بحركة عنيفة : انظرى جيدا .. اذن !

تمكنت بطريقة ما من عدم فضح صدمتها التى شعرت بها من جراء رؤية الندبات الحية على بشرته المشدودة القاسية السمراء.. ابتلعت ريقها: ألهذا ترتدى القميص دائما؟ لم تستطع منع عينيها من الانزلاق الى الاسفل وقرا ما تفكر فيه فقال بعذوبة: أتريدين رؤية المزيد؟

- توقف عن هذا! توقف عن تعذيب نفسك!

- نفسى ؟ ظننتنى أعذبك أنت أم انك لن تعترفى بان منظر جسدى الممزق يصيبك بالغثيان؟ قد لا يؤثر منظره فى جميع النساء لأن لدى بعض النسوة مرضا نفسيا يجعلهن يستمتعن بالنظر الى مشاهد كهذه.

ابتسم بمرارة، ثم أردف:- حين غادرت أفريقيا، قلت لنفسى ان ما من طريقة قد تعيدنى الى الغابات ثانية.. ويبدو أن الاقدار تضحك على الان.

تذكرت مينا توتره الذى بدا قبل قليل فانقبض قلبها اشفاقا جعلتها الاصوات خارج الباب تجفل ، وتنظر اليه بقلق وما هى الا لحظة ختى كانت بين ذراعيه. كانت حرارة جسمة القوية تضغط على جسمها وكانت يداه تتسللان الى ما تحت القميص القطنى تضمها اليه.

أخرس احتجاجها بضغط وجهها الى صدره . بدت عيناه قاسيتين عندما انفتح الباب وجعلتها طريقته فى التحرك تفقد الاتزان وتضطر الى التعلق بكتفيه، لمنع نفسها من الوقوع.

من يراهما على هذه الحال يظنهما غائبين عن كل شئ. والغريب أن أحاسيسها لانت تحت تأثير رجولته. عندما كان يعانقها كارسون كانت تتقبل عناقة بكبت مناسب، ولكنه لم يكن يضمها اليه بهذه الطريقة التى تجعلها تحس به بقوة لقد توقف الزمان وطغت عليها موجه من العاطفة جعلتها تدرك أنها أخيرا وجدت الرجل القادر على تحريك أحاسيسها، وعلى بعث الحياة الرنانة الى كيانها.كان ما أكتشفته للتو مذهلا ولكن العناق لم يدم الا فترة قصيرة.

بعد ذهاب الحارس، أردف يشرح لها خطته:- نريد ابقاءهم غير خائفين مما نقدم عليه وعندها سنتمكن من الهرب. همست، تدير رأسها عن اليخنة التى وضعها الرجل على الارض:- لن نستطيع الهرب.

- يجب ان نهرب ..اما هذا أو الموت.. ماذا لديك هنا ؟ واشار الى الحقيبة التى وضعتها على الارض.

- ليس فيها الا بضعة اشياء حملتها معى على الطائرة.. وللاسف هى خالية من رشاش.. لم يولد مزاحها الهش ردا وانحنى يلتقطها، ولكنها أسرعت تأخذها منه وقالت:- كنزة فضفاضة ورزمة من المناديل الورقية التى نصحتنى بها موظفة تعمل معى. وهذه الاغراض باتت بدون شك رطبة. كان فى الحقيبة بضع أدوات تجميل ومنشفة صغيرة وعلبتا بسكويت وقليل من المال تغيرت تعابير وجهه وظهر عليها شئ من الاثارة المرحة ثم تمتم:

- فلنحاول النوم قليلا.. فقد يكون يوم غد يوما طويلا كأيام الجحيم.

بعد الراحة المبدئية فى قعر كيس النوم السميك بدأت أرض الكهف تقسو الى يسارها استطاعت سماع أنفاس غايفنغ الرتيبة ففكرت أنة لن يجد صعوبة فى ايجاد وسيلة ما للهرب. أخيرا تغلب عليها الارهاق وطغى على ما ولده الخوف فى جهازها العصبى.

وغطت فى النوم ولكنها لم تجد الخلاص حتى فى منامها فقد سيطر عليها كابوس تلو كابوس فتقلبت فى كيسها الضيق باضطراب وخوف. فى أحد الكوابيس رأت أنهما يسيران فى الغابة وشعرت بالخوف السديد من العلقة التى التصقت بذراعها. فصرخت ولكن صرختها اختنقت تحت ثقل شئ يضغط عليها.. كرت السنوات وعادت بها الى الطفولة حيث كانت تلجأ الى مصباح صغير قرب فراشها لطرد شبح الخوف الذى تولده الظلمة . فجأة استيقظت من حلم مرعب واسم والدها على شفتيها، ولكنها شعرت بالحماية بين ذراعيه.

استيقظت مينا فوجدت الظلام حولها ولكنها كانت تشعر بالدفء والهدوء.. فى البداية تعجبت من وجود شخص ثقيل مستلق الى جانبها يشدها اليه .. فكرت بغباء أنه كارسون.. ولكن متى كان يعانقها كارسون هكذا؟ بل متى أحست بمثل هذه الرغبة فى السعى الى أحضانه لتحتمى به بشدة؟

أجفلت الذراع التى تحيط بها، وارتفع الرأس الاسود فبد واضحا فى العتمة عندما قال لها صاحبه:- آسف .. لكنك لجأت الى الرجل غير المناسب .. أترتكبين دائما مثل هذه الاخطاء؟

غايفنغ كلينتيس! عضت على شفتها ، تغمض عينيها بعجز وأحباط .. ثم قالت بغباء:

- ظننتك خطيبى. ولكنها لم ترى القسوة التى ارتفعت الى عينيه أمام منظر صدرها وهو يعلو ويهبط بحركات قلقة .. قال ساخرا : يؤسفنى أن أخيب أملك ولكننى لاأريد أن أكون بديلا عنه.

سحب ذراعه عنها فشعرت فجأة بالحرمان . أردف : كنت قلقة فى غضون الليل وقد صرخت فى منامك ولكن لم يكن من تنادينه كارسون. الى ماذا يلمح؟ أيقول انها صرخت باتسم رجل آخر؟ .. حبيب آخر؟ كيف له هذا؟

- لا اظننى الرجل الاول الذى يسمعك تصيحين باسم أبيك (دادى) بهذا الصوت المستوحد الرقيق. فجأة غير الموضوع قبل أن يفسح لها مجالا للرد.

- يؤسفنى الا يكون فى حقيبتك شفرة حلاقة. تركها تغيير دفة الحديث غاضبة لكن غير قادرة على الدفاع عن نفسها نظر بسرعة الى ساعته:

- السابعة.. أتساءل عما اذا كانوا ينوون اطعامنا هذا الصباح.. أوه .. لن يتركونا نموت جوعا لأن موتنا لن يفيدهم. لابد أنهم تكبدوا مشقة فى تجهيز هذا المكان .. وأتساءل متى سيحتاجون الى المؤن.. لا يمكنهم تخزين أطعمة كثيرة هنا خاصة وأنهم مضطرون لحمل كل شئ بأيديهم. يجب أن نأخذهم على حين غرة ونراقب روتين حركاتهم.

كانت على وشك ارتداء القميص الفضفاض حين انتزعه منها وقال أمرا لا.. لاترتديه ..) فضحت تعابير وجهها ما تفكر فيه، فضحك:

- لا تقلقى .. لن أعتدى عليك.

سمعت أصواتا خارج الباب، ثم طقطقة القفل.. تجاهل النظرة الوجلة التى أطلقتها نحو غايفنغ، وعندما دخل الرجل حاملا صينية طعام ورآها ومضت عيناه برغبة متأججة جعلت دمها يجرى باردا فى عروقها. توسلت عيناها الى غايفنغ أن يحميها، ذلك أنها تذكرت التحذير الذى أطلقه القائد حين احتجزهما.

لم يخيب غايفنغ أملها بل وقف بينها وبين نظرة الرجل. يحميها من الرغبة الحارقة فى عينيه.. كانت ذراعاه حاميتين وهما تطبقان عليها وفى هذه المرة لم تتراجع أو تحتج مع أنها لم تكن مستعدة لدفء أصابعه السمراء التى تسللت الى ما وراء عنقها، أو لردة فعل جسمها

صاح غايفنغ بعدما أقفل الرجل الباب برضى كامل :- عظيم.. سيعزز ما راه ايمانهم بأننا حبيبان كما سيذكر أصدقاءنا بما هم محرومون منه. - ماذا تعنى؟ من حسن حظها أنه لم يقل لها ما يعنيه ساعتئذ.

مر اليوم الذى قضيا جزءا منه فى الكهف، والجزء الاخر فى الكهف الرئيسى مع حراسهما الذين قامروا بأموال صغيرة، ودخنوا السكائر وشربوا المرطبات، وهم يستمعون الى الراديو الذى حملوه معهم متوقعين سماع شئ عن الاختطاف .

حين مر على سجنهما ثلاثة أيام بدأت مينا تفقد الامل بالتحرر. ولأن غايفنغ لم يعد الى ذكر الهرب، استنتجت بأنه غير رأيه بعد دراسة المخاطر التى قد تواجههما. لكن كان عليها أن تكون أكثر ذكاء.

فى الليلة الرابعة وفيما هى على وشك التسلل الى كيس النوم قال لها فجأة:- لا تنامى الان أريد التحدث اليك.

************************************************** ***

نهاية الفصل الثالث


__________________


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:37 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- من يموت أولا

عقدت مينا ذراعيها حول ركبتيها وحدقت اليه. كانت لحية خفيفة قد كست ذقنة مع أنه أقنع أحد رجال العصابة بتزويدة بشفرة حلاقة، ولكن ذاك الرجل لم يسمح له بأصطحابها معه فكان أن نما الشعر الاسود شيئا فشيئا. والليلة كالعادة ، كان منظره يزيد احساس مينا بالاشياء الحميمة التى يتشاركانها.

- سينزل غدا بعض الرجال الى البلدة ليحملوا مؤنا. سمعتهم يتحدثون عن ذلك بلغتهم المحلية التى تشبه كثيرا لهجة ( الكريول) الفرنسية، واستطعت فهم معظم ما كانوا يقولون.. سيبقى هنا رجلان يحرساننا. لذلك يجب أن نهرب غدا مينا .. وشدد على كلمة (يجب) ثم أضاف:- ربما هى فرصتنا الوحيدة.

- لكن كيف سنتمكن من هذا؟ فهما مسلحان ونحن لا نعرف طريق الخروج من الكهوف !

- أعرف الطريق .. أما الحارسين .. الا تريدين الهرب ؟- بلى!

- عظيم اذن .. اصغى الى .. غدا حين يأتى الحارس حاملا الفطور أريد منك الهاءه حتى أحصل على بندقيته.

- الهاءه؟ تغضن جبينها بالارتباك.

- آه، هيا الان .. هل تريدين أن أفسر الامر لك أنت لست تلك الفتاة الجاهلة البريئة مينا .. وثمة طريقة نارية واحدة مؤكدة للنجاح فى الهاء الرجل .لا حاجة الى السناح له بلمسك ان كان هذا ما يقلقك .. فالطريقة التى كان ينظر اليك بها فى الايام الماضية تدل على أن غمزة واحدة من هاتين العينين الرماديتين قد توقعه فى الفخ، خاصة اذا رافق الغمزة حركة مثيرة.

اختلط الخوف بالاشمئزاز فصاحت:- لا.. لا يمكنك توقع هذا منى !

- أنها الطريقة الوحيدة .. ان بقينا هنا مدة أطول فلا أضمن بقاء يديه بعيدتين عنك سمعت ما قاله قائدهم.. مرت أسابيع طويلة لم يقتربوا فيها من أمرأة وأنت بدون شك لاحظت كيف ينظر الرجل اليك.

- قلت ان ما من احد منهم سيمسنى. نسيت مدى تأثير الحرمان فى أمثالهم .. الحياة التى يحيونها تحرمهم من تمدنهم.

- لا استطيع فعل هذا ! يجب أن تفعلى .. تظاهرى أنه خطيبك .

ظلت مينا بعد وقت طويل على نوم غايفنغ مستيقظة تحدق الى الظلام. أظافرها منغرزة فى راحتى يدها .. لقد لاحظت الطريقة التى كان الرجال ينظر فيها اليها، خاصة من كان يحمل اليهم الطعام وكثيرا ما ثارت غضبا بسبب نظرته الوقحة اليها . هل غايفنغ على حق ؟ ان بقيا هنا.. تهرب تفكيرها من تكوين صورة لمضمون ما قال .. الا يكفيها تحمل الاذلال بأجبارها على مشاركته هذه الزنزانة.. هل ستضطر الان لتشجيع رجل على الاعتداء عليها.

اقتنعت أنها لن تنام ولكن ما فوجئت به هو غايفنغ الذى كان يهزها لتستيقظ . بقيت مستلقية على ظهرها للحظات ، تحدق اليه، وقد سمرها اخضرار عينيه . الا يستولى الحيوان المفترس على فريسته بهذه الطريقة ؟ الا يستخدم قوة عينيه ليخدر الفريسة ويحرمها من الاحساس بوجوب الوقاية؟

قالت له بخشونة : لا أستطيع فعل هذا غايف. بل تستطيعين وستفعلين.

لم تكن الكلمات الهادئة تقبل أقل معارضة ولكن لم تكن ايضا آمرة مسيطرة بل مطمئنة هادئة وكأنها كلمات أب الى ابنة قلقة من قدرته على القيام بمهمة صعبة.بعد لحظات وفيما هى تفكر أترتدى القميص الفضفاض أو التى شيرت.. أعطاها غايف القميص وقال لها :- ارتدى هذا .. وساعدينى على لف أكياس النوم. سنستفيد منها ان تمكنا من الهرب .. فلا ادرى كم سيطول الوقت قبل الوصول الىبر الامان.

سمعا وقع أقدام فحاولت مينا السيطرة على الارتجاف الذى تصاعد اليها مع كل خطوة يخطوها ذاك القادم. ولكنها همست، تحس بشجاعتها تهجرها:- كيف تعرف أن الاخرين رحلوا؟

- كانوا ينوون الرحيل مع مطلع الفجر .. وهم لا يحملون الينا الفطور الا بعد وقت طويل من هذا .

نظر اليها لحظة وهما يسمعان الرجل يعبث بالاقفال وقبل ان تمنعه ، فتح لها ياقة القميص ليعرى لها كتفيها ، متجاهلا شهقة الاحتجاج الحادة.. همس لها:- أنت تمثلين دورا.. رأيت هذا يحدث الاف المرات وأنت تمثلين للحصول على أغلى الجوائز وأثمنها حياتك !

ما ان انفتح الباب حتى ابتعد عنها تاركا اياها تواجه نظرة حارسهما الشبقة . سرعان ما حطت عيناه على بشرتها المكشوفة فومضت ألسنة صغيرة فى عينيه فذعرت.

شعرت فى اللحظة التالية بأنها ستفقد الوعى ولمنها بجهد يفوق قدرة البشر. أجبرت شفتيها على أن تفترا بأبتسامة مغرية ثم لم تلبث أن مدت يدها الى ذراع الرجل .

كانت ردة فعله فورية فقد طغت حدة انفاسه عليها وهو يمسكها من خصرها ووجهه الملتحى يكاد يلتصق بوجهها.. قال متفاخرا: اتريدين رجلا حقيقيا؟ حسن جدا .. ستجدين مبتغاك مع رينغو.

حرقت أنفاسه وحهها واتجهت يده الجسورة من خصرها الى ما فوق، فأغمضت عينيها برعب واشمئزاز حقيقيين. وتقلصت معدتها وتقوقع جسدها اشمئزازا تحت تأثير يديه. أدارها الرجل، فلمحت وجه غايفنغ.. كان غير مألوف فى قسوته وبروز عظامه.. رأت عينيه تومضان كحجر الجاد الاخضر فى وجه خلا فجأة من كل لون ثم ما هى الا حركة قصيرة حتى رقص النور فوق نصل سكين انتزعها من جعبة الرجل، ثم غرزها فى صدره فسقط الرجل عليها وكاد يسحقها على الارض ، ولكن غايفنغ دفعه عنها ورفعها لتقف.. تفوه بكلمات لم تسمعها، لأن تفكيرها كان يضج بصرخات جسدها الصامتة وبشهقة الرجل الذى مات لتوه بسبب رغبته فيها .

- مينا!

أحست بألم فجائىشلها ثم شعرت بألم فى وجهها لأنه صفعها حتى تخرج من ذهولها. سرعان ما تلاشت الصرخات، ليحل مكانها صوته الحازم:-فلنسرع. لفى كيس نومك .. والطعام.. يجب أن نسرع .. أعطينى حقيبتك، وكيس النوم . وأحملى الاخر.. لا..لا تنظرى اليه

تقدم بهدوء نحو الباب ثم عاد وبندقية الرجل فوق كتفه.. لأول مرة تراه على حقيقته جنديا، لقد بدا لها أشبه بقناص مفترس وعرفت بلا أدنى شك أن البندقية ليست سوى لعبه بالنسبة له لقد شاهدت كيف قتل رجل العصابات بسهولة قصوى. وارتجفت أوصالها ..قال لها محذرا وهو يحثها الى الخارج:- بهدوء .. اتبعينى فقط.. أفهمت؟

ان له ذاكرة فوتوغرافية اذ قادها بدون تردد الى الكهف الرئيسى ، الذى كان فارغا.. لم يكن لدى مينا فكرة عن الطريق التى سلكوها فى دخولهم ، لكن غايف بدا غير متردد أبدا

كانا على مسافة ثلاثة ياردات من المدخل حين توقف قلب مينا لرؤية شخص يبرز الى الكهف. تحرك غايفنغ بسرعة الضباب فلم يره الرجل الذى تلقى ضربه على رأسه أوقعتة أرضا بطريقة أكدت لها أنه مات أيضا . قال لها وقد بلغا النفق :-من الغباء تركه حيا ليلحق بنا ..ان كنا محظوظين استطعنا الابتعاد قبل ان يعود الباقون الذين قد يصلون بعد يوم أو يومين على الاكثر. لن أستخدم الممر الذى سلكوه عندما صحبونا الى الكهف فعددهم يفوق عددنا .

- ولكن .. كيف سنجد طريقنا ؟ ليس لدينا خرائط أو بوصلة .. لقد قال قائد الفرقة انه لا يعرف الممرات الا بضع رجال.

- هذا صحيح .. ولكن هناك طرق كثيرة .. أمامنا الشمس والنجوم وايجاد طريق العودة هو اخر ما يهمنا لأن غايتنا الاولى والاخيرة الا يجدوننا

حين خرجا أخيرا الى ضوء النهار .. كاد النور يعمى بصرها، فوقفت ترفرف بعينيها.. ثم انهمرت فجأة دموع الراحة من عينيها. فقد كانت مع كل خطوة تتوقع مواجهة خاطفيهما هذا عدا خوفها الطبيعى من الاماكن المغلقة. فأنهمرت الدموع بلا انقطاع على وجنتيها ووقفت ترتجف غير قادرة على الاحراك.

- ميـنا!

سمعت صوت غايفنغ النافذ الصبر، فنظرت اليه بصمت فسمعته يشتم بصوت منخفض. ولكنها لم تشعر الا بدفء ذراعيه حولها وبأنفاسه فوق صدغها وبعضلات صدره الصلب فتركت نفسها تسترخى عليه .

رفعت رأسها تريد أن تقول له انها بخير .. لكن النظر الى الجاد الملتهب الاخضر كان بمثابة الغرق فى بحور خضراء ثلجية . اندفعت لا اراديا ترفع أناملها تتلمس وجهه اختنقت أنفاسها بشكل غريب وتصاعدت أحاسيس غريبة الى كيانها وأخذ قلبها يخفق بسرعة خافقة. افتر ثغرها بدعوة غير ارادية ثم راقبت هبوط رأسه نحوها ولمعان عينيه القاسيتين الخاليتين من اية رحمة

فجأة اختفى وجه غايفنغ وحل محله وجه رجل العصابات. انقلبت السعادة الى غثيان . وجف الدم فى وجهها وأرتجفت اشمئزازا.

- ماذا هناك ..؟

همست بكلمات تحمل صدى الرعب :- ذلك الرجل . الطريقة التى لامسنى بها. الطريقة التى نظر بها الى .

رد بحزم:- لقد انتهى الامر فأنسيه. سألت بجنون:- وكيف انسى؟ كلما احتوانى رجل بين ذراعيه سأتذكره . وستتقزز نفسى ..

- هذا يكفى! تتصرفين وكأنك لم تذوقى قط طعم العناق أنت امرأة مخطوبة ..

- ولذلك لا يسمح لى بأية مشاعر .. أية ..

- سنتحدث عن هذا فى وقت اخر . أمسك ذراعها يجرها الى الامام مردفا:

- أما الان فانا راغب فى وضع أوسع مسافة بين هذه الكهوف وبيننا . ماذا يقلقك؟ عدم موافقة خطيبك على ما فعلت؟ أنا واثق انه سيتفهم ما فعلت حين تقولين له انك كنت مخيرة بين هذا وبين الموت ، كما انه لم يحدث شئ فى مطلق الاحوال.

ربما لم يحدث شئ فى السياق الذى يعنيه . ولكن ما جرى لها مع ذلك الرجل كان التجربة الاولى مع رجل غريب لذا تشعر الان بانها ملوثة .

لقد ظنت مينا انهم وصلوا الى الكهوف بسرعة قصوى ولكن رحلتهم تلك لا شئ يذكر ، امام السرعة المرهقة التى مارسها غايفنغ بعدما تخلصا من الحراس.. وقد ساعدهما منجل كبير أخذه من الكهف على شق طريق لهما عبر أعشاب الغابة وجذورها النامية لحقت مينا به .. معجبه بالحزم الذى كان يقرر فيه اتخاذ الطريق الذى عليهم اجتيازه .

كانت كل عضلة فى جسدها تنتفض الما واحتجاجا على الضغط الذى مارسته ولكنها لم تجرؤ على طلب الراحة خوفا من تقاعس جسدها عن المضى. أصبح الممر الذى سلكاه موحلا ومع ذلك مشت بعناد تتبع خطوات غايفنغ.. مضت عدة دقائق قبل أن تدرك أن الهدير البطئ المكتوم الذى سمعته، هو خرير المياه.

صاح غايفنغ بلهجة انتصار:- هذا ما كنت أبحث عنه!

وصلا أخيرا أمام شلال يتساقط بغزارة فوق الصخور. سنتبع مجرى المياه فان كنا محظوظين وصلنا الى الساحل. علمت ان فى الغابة جداول جارية.

سألته مقطوعة الانفاس، محاولة عدم الانين:- لكن كيف وجدتها ؟

- من حالة الارض .. كانت اثار الحيوانات تدل على أنها تسعى وراء الماء. لولا براعته وتدريبه لما وجدا هذا الجدول ولكنها رغم معرفتها هذه شعرت برعدة خوف خفيفة تسرى فى بشرتها.ان فى هذا الرجل ما هو غريب غير مدجن، وما هو ساحق الرجولة ولعل هذا الشئ الغريب هو ما يحثها على الهرب منه سعيا الى الهدوء.

- مينا ؟

لم تحس أنه كان يراقبها.. فقالت كاذبة :-أنا بخير .

- سنتوقف قريبا. من حسن الحظ ان الجدول غير عميق مع أنه يجرى بسرعة ولا نريد أن نخاطر سنسير بمحاذاته قدر الامكان. فان اقتفوا اثارنا حتى الجدول فسيساعدنا السير فى الماء على ابعادهم عنا .

فعلت مينا ما يفعله غايفنغ.. نزعت حذاءها وربطت شرائط الفردتين ووضعتهما على كتفيها .. فقال غايفنغ بايجاز:- اخلعى الجينز لان ذلك سيبعد البلل عنه.

فعلت ما طلب منها بأنامل مرتجفة ومع ذلك شعرت بأن شيئا غريبا يتحرك حيا فيها خاصة وغايفنغ نظر اليها متأملا. لم تدرك أن مشاعرها انعكست فى عينيها حتى قال:

- استريحى. قد أكون جنديا فجا غير مهذب، ولكننى لا أشارك أمثالى فى الرغبة فى جسدك.. هذا تأثير المدينة على! هل خاب أملك؟ -أنا مخطوبة لرجل آخر ..أتذكر هذا ؟ أضف الى ذلك أننى لا أحب الرجال الذين يمارسون العنف

- وهذا يعنى أن أثار جروحى تقزز نفسك؟ تذكرى أننى اكتسبتها وانا أحاول تحرير مدنى برئ. لست مرتزقا مينا ولست بطلا فما أفعله هو مهنتى.

صاحت غاضبة: قتل الناس! الا تدرى أنه لولا وجود أمثالك لما كان هناك ارهاب؟

ارتفع حاجباه وهو يستدير وسط الماء لينظر اليها:- الا تعرفين هذا؟ انها القصة القديمة مينا .. من خلق اولا الدجاجة أم البيضة .. لا يمكنك استخدام عذوبة المنطق مع رجال مسلحين.

همست ترتجف فجأة رغم حرارة الغابة :- الا تشعر بالخوف أبدا ؟ - الخوف ؟

فى البداية ظنت أنه يسخر منها . ثم رأت تعبير عينيه..وقال لها:-بالطبع أخاف . فأنا أشعر بالخوف كلما قمت بمهمة ، أو كلما عدت من مهمة. حين أخرج يكون الاندفاع لصالحى . أما حين العودة.. استدار ووجهه متجهم , وكأنه نسى وجود مينا وهو يتمتم ببطء:

- العودة كمن يخوض فى الجحيم . هذه المرة نجوت . لكنك تترك دائما شخصا ما وراءك . شخصا عزيزا على قلبك وفى كل مرة يموت جزء منك . ثم تسأليننى ان كنت لا اخاف .. أصبت بطلق نارى أثناء فرارنا ولولا مساعدة رجلين من رجالى لبقيت ملقيا فى الادغال الافريقية مع الاخرين. هذا ما قالوه وأنا فى المستشفى فتوسلت اليهم الا يعيدونى الى الادغال ثانية الى هذا الحد كنت خائفا.

لم تستطع مينا أن تقول شيئا بسبب الغصة التى قبضت على حنجرتها وشعرت بان تهورا ما يدفعها الى مواساته وكأنه طفل صغير. وهذا احساس سخيف أمام ما تراه من قوته ورجولته.

تابع يقول : أنه أحد الاسباب التى دفعتنى الى هذا المكان.. أردت ان أثبت لنفسى أننى قادر على مواجهة الادغال مرة أخرى وأننى قادر على الكسب.

قالت بهدوء : وهذا ما فعلته؟ - لم ننج بعد .. أتشعرين بالقلق الان وقد عرفت الحقيقة؟ ردت بصدق: لا

كان المغيب قد أرسل سدوله حين قرر غايفنغ التوقف. لقد سارا عدة أميال فى مياه الجدول، لكنهما اضطرا للخروج منه عندما قوى التيار . قال لها مشيرا الى فسحه بعيدة:

- سننام هناك لئلا يخفى خرير المياه وقع أقدام من قد يقترب منا . ولن نستطيع المخاطرة بأشعال النار. ولن نحتاج اليها . ما رأيك بالافوكادو والجوز للعشاء؟ لن نقلق بهذا الشأن! واشار الى أشجار تحمل الصنفين.. تمتعت مينا بالفاكهة ، ولكنها تاقت الى جرعة ماء، ورفض غايفنغ السماح لها بلمس مياه الجدول.

-أعرف انها تبدو نظيفة ولكن هذا لايعنى أنها كذلك. لا أريد أن تعيقى طريقى بسبب المرض.

اضطرت للاعتراف بالمنطق . وسألته اذا كانت تستطيع الاستحمام على الاقل قبل النوم فالمياه كانت نادرة فى الكهف . وبسبب وجوده قريبا منها وبسبب خجلها الطبيعى اكتفت بالاغتسال بشكل سطحى.

أما الان وبعد مسيرتهما الطويلة تاقت الى الشعور بالانتعاش الذى يولده الماء النظيف على جسمها. كانا قد أعدا العدة للنوم فى مكان لا يبعد كثيرا عن بركة طبيعية لكن غايفنغ سرعان ما بدد لها احلامها فقد قال لها بعذوبة:- هيا.. اذهبى .. سأرافقك.

بدا أنه لايشاركها ترددها أو خجلها. فقد أخذ ببساطة ينزع قميصه، وظهره لها ليكشف عن عضلاته القاسية

أشاحت بوجهها عنه لأن اللون القرمزى على وجنتيها دليل واضح على خجلها .. ولم تستدر ثانية الا بعدما سمعت صوت ارتطام جسمه بالماء. تخلت على مضض عن نيتها الاولى فى الاستحمام فى المياه الرائعة، واكتفت بالسباحة باحتراس فى المكان الضحل كارهة الاقتراب من المكان العميق ومن غايفنغ

خرجت من المياه بدون أن تنتظر خروجه وجلست على الصخور التى صقلتها حركة المياه الدائمة المتدفقة. ثم عادت مسرعة الى المساحة التى وضعوا فيها أغراضهم. كانت تكافح لتدس جسمها المبلل فى كيس النوم حين عاد غايفنغ ووجهه متجهم وقميصه مربوط الى خصره وشفتاه مشدودتان بقوة . قال بدون مقدمات:

- ماذا تخالين نفسك فاعلة؟ لسنا فى نزهة أطفال تلعبين فيها ما تشائين.. علينا من الان فصاعدا البقاء معا. أتفهمين هذا؟

- لم أرتكب جريمة عندما عدت رأسا الى هنا.. أنا لست أحد رجالك .. ولست مضطرة لاطاعة أوامرك!

رد بلطف أثار خوفها:- هذا صحيح . لست مضطرة . ولكن ان رغبت فى الحياة أنصحك باطاعتى. ماذا كنت ستفعلين لو عدت الى هنا ووجدت أصدقاءنا بانتظارك؟

كشف ابيضاض وجهها حقيقة مشاعرها، مع أنها حاولت جاهدة الا تتذكر أحداث هذا الصباح. أكمل غايفنغ متشدقا:- بالضبط ما تفكرين فيه!

أعلمها بذلك أنه يعرف ما يدور فى خلدها:- وبناء على ذلك لن تتحركى من الان فصاعدا بدون اخطارى مفهوم؟

انها تكرهه .. هذا ما فكرت فيه على مضض وهى تحاول ايجاد الراحة فى كيس النوم الضيق. كانت الارض تحتها قاسية. قبل أن يدخل غايفنغ الى كيس نومه، شاهدته يتجول بهدوء فى المكان مركزا وسائل انذار بدائية كما قال لها مضيفا بان عليهما اذا أرادا التقدم بشكل سريع النوم جيدا فى الليل .. والاحتياطات التى يقوم بها ستوقظه فى الوقت المناسب ان تسلل أحد. قال لها حين لاحظ ذهولها:- انها خطط بسيطة للبقاء على قيد الحياة.

غطت فى نوم عميق وهذا ما لم تتوقعه ولكنه لم يكن نوما مريحا.. فقد سيطرت عليها ابتسامة رجل العصابات وهو يلمس جسدها . صاحت (لا) خرجت الكلمة من شفتيها فأقظتها بحدة ولكنها وجدت نفسها مسمرة بأصابع من فولاذ الى الارض.. طغى الذعر على تفكيرها السوى وظنت أن هذا الثقل هو لرجل العصابة..ولكن الصرخة التى كادت تطلقها قطعت بحدة بيد وضعت فوق فمها مينا؟)

أعادها الصوت الحازم الى الواقع.. وتلاشى التوتر من جسدها بالسرعة نفسها التى تملك بها. ارتجفت وقالت بصوت أجش من المشاعر:- أنا أسفة.. رأيت كابوسا، رأيت ذلك الرجل..

ارتجفت مجفلة لأن غايفنغ جلس فجأة ولكنه لم يتركها بل ضمها حتى توسدت رأسها كتفه: ايزعجك الى هذا الحد؟

أعطاه وجهها الرد وجعلته انتفاضتها المذعورة التى تولدت حين مد يده ليرجع خصلة شعر عن عينيها يتوقف وينظر اليها بحدة.. ثم رفع ببطء متعمد يده الى وجهها ممررا أصابعه بلطف على بشرتها.

بدا لها أن أنفاسها انحبست فى خناقها.. توتر جسدها كله واصبحت عيناها كعينى حيوان صغير ضعيف عالق فى فخ يتوق للفرار فترجعت عنه.. تنتفض وكأنها دمية، وتلاشى اللون من وجهها تاركا اياه شاحبا معذبا ثم ما لبث الارتجاف أن سرى فى أوصالها من ذكريات الصباح ، اقتراب الرجل منها وملامسته لها وطعنه غايفنغ له.. ثم الدم.تأوهت عميقا كمن يلاحقه الرعب المميت.

- مينا .. سيكون كل شئ على ما يرام.. وعندما تعودين الى الديار فستنسين كل شئ بين ذراعى خطيبك. -لا!

ارتجفت مشمئزة فلن تستطيع تحمل لمسة كارسون لها بل لن تتحمل لمسة أحدا أبدا!

قال غايفنغ وكأنه يكلم نفسه:- غريب.. قد أفهم ردة فعلك لو كنت بدون خبرة.. لكنك لست هكذا.. أنت امرأة مرغوبة جدا وفى العشرينات من عمرهامن المفترض الا يكون خطيبك هو الرجل الوحيد فى حياتك.. اذا كنتما مخطوبين منذ تركت مقاعد الدراسة لقد عرفت مؤخرا ان من الافضل مواجهه شياطيننا والتخلص منها قبل ان تصبح قوية

أمسكت أصابعه ذقنها، يرفع رأسها اليه، وعيناه تكادان تنومانها، منعتها اصابعه القاسية من الحراك واستحوذ عليها رعب بدائى واشمئزاز عنيف فتحرك رأسها من جهة الى أخرى حاولت بيأس التخلص من ضغط اصابعة الدافئة ، ثم اشتبكت اصلبعة فى شعرها ليرجع رأسها الى الوراء، يلحق به جسمها، شهقت شهقة دهشة ثم أرسلت الاحاسيس اليها موجة من المشاعر.

اصطدمت اليدان اللتان رفعتهما لتدفعه عنها بكتفيه ولكن سرعان ما هوتا بعيدا. تمتم غايفنغ بعذوبة، ويده تمسك باصابعها المرتجفة لتعيدها الى صدره

- المسينى وانسى ما حصل هذا الصباح.. انسى كل شئ الا هذا .. وهذا. كانت اصابع رشيقة تلمس بعذوبة كتفيها وعنقها.. سرعان ما انطلق فى داخلها تيار من المشاعر لم يكن لديها القدرة على التحكم فيه.

- الم تنسى شئا؟

صدمها صوته فارتفع رأسها الى فوق ، ثم اتسعت عيناها بعدما اخرجتها كلماته من احلامها..

- خطيبك.. كدت للحظات تخدعينى .. ولكن تجاوبك لم يكن يدل على الخوف الذى ادعيته وارفض أن أكون بديلا عن أى رجل آخر.

صاحت تكذب بجنون:- لن تسد أبدا فراغ كارسون..

وارتدت عنه ترعبها المشاعر التى تعرفت اليها ثم كافحت لتخفى شحوبها الذى ولده تفرس عينيه العديمتى الرحمة أو الاشفاق. ماذا دهاها بحق الله ؟ لقد تصرفت وكأنها .. وكأنها .. أمرأة واقعة فى الحب!

تسللت الفكرة الى راسها كتسلل الافعى الى جنة عدن فكادت تزهق أنفاسها أتحبه؟ كيف لها ذلك ؟ وهى لم تتعرف اليه الا منذ بضعة أيام ! هذا مستحيل.. المدة غير طويلة للوقوع فى الحب.

ولكنها مدة كافية لتعرف أنه يملك شجاعة لم تشهدها فى رجل اخر وعزما واخلاصا لمبادئ عظيمة، مدة كافية لتعرف شيئا من مخاوفه الخفية، وافكاره الحميمة.. أذن لماذا المدة غير كافية للوقوع فى حبه؟

**********************************************


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:38 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- صرخة ضائعة

انبلج الفجر فى روعته الحية فراقبته مينا التى استيقظت باكرا, منتظرة أولى اشعاعات الشمس.. كان غافنغ الى جانبها نائما. ليلا اندفع الى خارج كيس النوم واستطاعت رؤية استرخاء عضلاته تحت بشرتة المجروحة الممزقة. وبدا قلبها يخفق ببطء وقوة وهى تستعيد ذكرى تلك اللحظات وهى بين ذراعية فى الامسية السابقة.. والحقيقةالتىأجبرت على أن تواجهها قبل وقت طويل من نومها.. أنها تحبه .. ربما هذا الشعور جنون ولكن جسمها عرف الحقيقة قبل أن يعرفها عقلها وقد تقبل الحقيقة بعد صدمة مبدئية

يمثل غايفنغ كل ما لا تحبه مينا فى الرجال.. فهو عدوانى ومثير. ومع ذلك فكيف لها أن تنكر استجابتها الفورية لعدوانيته واثارته.. ربما هذا دليل على أن بذرة عميقة فى أعماقها عرفت بالبديهه الخطر الذى يمثله.

تحركت بقلق فى كيس نومها .. يعذبها شوق غامر ويدفعها الى مد يدها لملامسة خطوط وجهه ولحيته النامي. الاغواء لا يقاوم تقريبا.. فقربها منه يعذبها ويبعث اليها الاضطراب .. والعادات القديمة التى غرستها فيها العمة مارولا، تسخر منها لأنها سمحت لنفسها بالوقوع تحت سحره. انه رجل مذهل جذاب يعرف خير معرفة مدى جاذبيته التى أضافت اليها مهنته الخطرة الكثير

لماذا اختارها من بين عشرات النساء الجميلات اللاتى يرغبن فيه؟ ولكن لولا الواقعة التى فرضت عليهما البقاء معا لما نظر اليها، فطالما أكدت لها عمتها أنها تفتقر الى الجمال. تحرك غايفنغ فى منامه فكشفت الحركة ظهره.أما هى فارتجفت أمام مرأى الجرح الذى مزقه اعتداء لا رحمه فيه.

جعلها اندفاع مفاجئ تفتح كيس النوم ولم يكن فى راسها الا فكرة واحدة وهى الابتعاد عنه . ستسبح فى البركة فعل السباحة تهدئ عواطفها. لم تكن صفحة الماء تتحرك الا قليلا فتوقفت مينا قرب الماء ثم نزلت فى المياه المنعشة.

ما لبثت ان طفت على ظهرها مغمة عينيها أمام أشعة الشمس.. مينا!

قطع النداء العزلة الهادئة حولها وشتت أحاسيسها. استدارت تسبح بأتجاه الشاطئ.. لكنها تأخرت لأنها لمحت جسدا أسمر رشيقا يرتدى الجينز يقف على حافة الماء.. قبل أن يثب بقوة الى المياة متوجها اليها. راقبته مسحورة مأخوذة حتى ادركت أن تعابير وجهه هى تعابير شخص غاضب غضبا شديدا وهذا ما ثبت لديها أكثر من الطريقة التى أمسك بها معصمها.

- ماذا تفعلين بحق الله ؟ ماذا قلت لك بالامس ؟

تذكرت أنه حذرها من الابتعاد عنه، فقالت تدافع عن نفسها:- كان المكان هادئا امنا .. وأردت السباحة .. لم استطع السباحة ليلة أمس لأنك كنت هنا.

رد بوحشية: هكذا خاطرت هذا الصباح بأن يجدك رجال العصابات؟ ماذا دهاك؟ أتتعمدين اثارتى؟ أم أنك حمقاء غبية؟

لقد تأخر الوقت على الشرح بانه أساء فهمها.. اذ بدأت تشعر بشكل ظاهر ، بقربه منها . فردت باضطراب:- لا هذا ولا ذاك .. لم أرد الا السباحة وحدى.

كانت شتائمه فى وقت اخر ستجعلها تتورد خجلا. أما الان فلم يحدث ذلك بل حاولت السيطرة على ارتعاشة كيانها كله. لقد جعلتها العاطفة والصدمة تشعر بعجز كامل أمام أصابعه السمراء الملتفة حول معصميها .

- حسنا .. حسنا لقد حان وقت الرحيل . لا نستطيع اضاعة الوقت..

وكأنما أحس بترددها عن اللحاق به فعبس متأملا رأسها المنحنى ، وشعرها الاشقر الطافى فوق الماء كتمثال فينوس.. سألها بعذوبة: ابك شئ؟ .

لكنها لم تنخدع بعذوبة كلامه لانه رجل مكسو بحديد مشبع بالفولاذ وعليه لا يمكن الا لأشعة لايزر اختراقه .. فتمتمت:

- اذهب وسالحق بك..

- صحيح

كان يسخر منها بوضوح .. ثم تلاشت السخرية وحل محلها الاذراء القاطع

- فلنصحح أمرا واحدا.. لا أهتم بالالعاب التى تلاعبين فيهاخطيبك. انما اياك وتجربة هذه الالاعيب معى. - لم أكن ألاعبك !

تغلب الغضب على الحذر، وتحول لون عينيها من الرمادى الى الليلكى بسبب توتر مشاعرها .. واخذت قبضتاها الصغيرتان تضربان صدره .. كيف يجرؤ على التلميح بأنها تتعمد أثارته؟ أكملت ساخطة ، وقد شاهدت نظرة عدم التصديق فى عينيه.

- لو كنت تعرف عن النساء ما تدعيه لعرفت أننى لست من النوع اللعوب!

ضحك وقال متعجرفا:- حبيبتى ، بل انت ذلك النوع بعينه ولكننى لن أضيع وقتى فى مجادلتك. قبل ان تتمكن من منعه، رفعها من البركة وحملها بين ذراعيه وتوجه بها الى الشاطىء . كانت المياه تعمرهما حتى الكتفين فاضطرت للتعلق بعنقه قابضة أصابعها فى شعره الاسود الكثيف.

لم يتوقف حتى وصل الى المكان الذى أمضيا فيه ليلتهما وهناك وضعها بطريقة غير لطيفة.. أبعدت عينيها عنه ، يغمرها افترضت أن خوضه غمار المياه دليل على اهتمامه بسلامتها.. ولكنها تذكرت تعابير وجهه عندما أصبح قربها فاضطرت الى الاستنتاج بان الغضب لا الاشفاق هو الدافع لتهوره.

- مينا!

لابد انها لها قرينه من الجن تجعل غايفنغ يلفظ اسمها بهذه الرنة المميزة.. كان يقف الى جانبها وأصابعه الباردة تمس جبنها، وحاجباه معقودان ولسانه يمطرها بالاسئلة:

- ما الامر ؟ هل انت مريضة؟ بشرتك ساخنة انما ليس الى درجة الحمى. أتشعرين بألم فى معدتك؟ أتحسين بالغثيان؟

تركت أصابعة جبهتها لتلامس معدتها:- أنا بخير .. شكرا لك

أهذا الصوت الاجش هو صوتها فعلا . حاولت دفعه عنها . لكنها كانت ترتجف .. فقال يقلدها ساخرا بطريقة وحشية تقريبا:- انا بخير شكرا لك .. أنت مثال البرودة .. السدة المسيطرة على نفسها.. لم يحدث أن ضعفت قليلا الا ليلة أمس .. هل ستخبرين خطيبك العتيد المبجل ؟ هل أنا محق لأننى نعته بالمبجل .. مينا؟

أمسكت يده بيدها التى تحمل الخاتم:- دعينى أرى .. أنه من المدينة صحيح ومناسب.. طموح.. وستكونين له الزوجة المناسبة .. ربما من الافضل الا تخبريه شيئا فقد يؤثر ذلك فى صورتك الكامله أمامه.

ردت مرتجفة :- سيتفهم.

- وماذا سيتفهم؟ هل سيتفهم أن قناع المدينة ليس سميكا كما نحب أن يكون؟ وأنك كدت تتهورين الى درجة الوقوع فى أحضانى؟

ردت يائسة لتنكر الحقيقة :- لم يكن ليحدث ذلك.

- أواثقة؟ بدت كلمته فى الهدوء المفاجئ مرتفعة . ردت بثبات ، تتجنب عينيه (نعم).

- كاذبة ! لم تحس به يتحرك ولكنه فجأة أصبح على مقربة شديدة منها.

- لا تلمسنى .. أكره هذا !

بدت صرختها أشبة بصرخة طفل مذعور ولكنها صرخة أشعلت نارا خفية فى نفسه فشعرت مينا بأنقلاب فى كيانه لأن ذراعيه ضمتاها اليه بعاطفة قوية عميقة استطاعت رؤيتها تحترق فى أعماق عينيه، كما شعرت بها من خلال يديه اللتين عانقتا قدها الرشيق.

- أمازلت تكرهين ملمس يدى؟ اجل.

أجبرتها كبرياؤها على الكذب، وأشاحت بوجهها بعيدا وهى تغمض عينيها. لكن لمسة أصابعه على عنقها دفعتها الى فتحهما مجددا.. ورغم توسلاتها الحارة رفض ان يتركها، واسرها بين ذراعيه..تأوه بصوت أجش : مينا .. أريدك!

كان بأمكانها فى تلك اللحظة الانسحاب بيد أنها عادت وغرقت فى عالم النسيان ولم توقظها من غشوتها الا كلمات غايفنغ المتعجبة.

- لم أنت متوترة؟ استرخى.. اخترقت كلماته عالم حلمها فقالت : لم يسبق أن وصل الى رجل.

ابتعد عنها حالما سمع كلماتها وقال:- لم أعرف أنك عديمة الخبرة! أيعرف خطيبك ذلك؟

شتتت كلماته القاسية أحلامها كلها، فنظرت اليه بحرارة متصاعدة لأنها عرفت أن سبب غضبه ينبع من واقع أنه ظنها امرأة مجربة، أما الان فيبدو رافضا التورط مع امرأة عفيفة طاهرة .

قالت له ساخرة :- لا.. لا يعرف شيئا .. ولن يعرف .. منى.

سارا بصمت فى الادغال حتى ظنت أنها ستصرخ من التوتر ليته يقول شيئا.. مع تقدم النهار تفاقم التوتر بينهما وكادت أعصابها تنهار .. لن تستطيع احتمال ليلة أخرى معه. وهذه الفكرة وحدها هى ما جعلتها تستمر فى المسير رغم تعبها الشديد وارهاقها العميق. فجأة شعرت بأن الدنيا تدور بها وبأن معدتها تنقبض وتتقلص.

لقد جلبت العار على نفسها لانها كادت تستسلم لرجل لا يريدها.. تلاشئ ما أحست به من سعادة فى لحظات حين امتنع عنها يسألها عن مدى معرفة خطيبها بقلة خبرتها، وكأن كل اهتمامه منصب على ما قد يقوله كارسون لو أكتشف انها كادت تستسلم له وبما انها كانت تعرف أن غايفنغ لا يخاف من رجل اخر لم تستطع سوى ان تستنتج ان غضبه نابع من محاولتها خداعه بادعائها الخبرة أوخوفا من ان تلجأ اليه حينيحل كارسون خطوبتهما.

احترق وجهها امام ظلم الفكرة مفضلة الموت على طلب شئ من غايفنغ كلينتيس.. أخذت تفرك ذراعيها بتعب ثم تسمرت فى مكانها قبل ان تدوى صرختها الحادة بشكل أرعب الببغاوات فى السماء.

ارتد غايفنغ متجهما يسألها:- ماذا هناك ..!

تغيرت أساريره عندما رأى الاحمرار على ذراعها وسأل:- ما هذا؟ ارتجفت مينا : عنكبوت، كان ضخما.

لسبب ما استمر وجه غايفنغ فى الابتعاد والتلاشى.. وطغى عليها فجأة نعاس غريب أثر فى قدرتها على الاجابة عن السؤال الذى كرره

- لا بأس .. قفى هادئة .

شاهدت بريق الضوء على حد السكين التى اخذها من رجل العصابات ولكن ، السم الذى ضخه العنكبوت فى دمها خدر أحاسيسها، وراقبت غايفنغ وكأنها تحلم يجر حد السكين فوق البشرة المتورمة ثم يحنى راسه ليمتص الجرح بقوة .. ويبصق الدم ..

وقال لها :- سنستريح الان.

قالت كاذبة : أستطيع الاستمرار.

- ربما.. ولكن السم سيخترق جسدك حتى أعمق أعماقك لذا عليك أن تستريحى . فتحت فمها لتجادل ولكنها أقفلته ببطء بعدما أحست بدوار كبير.

كانت مخدرة الاحساس ولكنها شعرت بأنها تنظر الى ما يحدث وكأنه يجرى بعيدا وكأن روحها ارتحلت عن جسدها.

بعد مضى وقت غير بعيد عرفت كل شئ عن رحلة العودة الى المدينة.. كان غايفنغ قد رحل منذ وقت طويل بعدما أودعها فى مستشفى الجزيرة حيث كانت الممرضات يعتنين بها لقد أخبرتها احدى الممرضات كيف دخل غايفنغ الىالقرية الصغيرة وهو يحملها بين ذراعيه ، ثم وصفت لها كيف كان جسدها متوترا ومتشنجا من شدة الحمى التى سببها سم العنكبوت .. مع ذلك لم تكن تذكر شيئا عن الاحداث التى أدت الى وصولهما الى عاصمة الجزيرة محمولة على عربة يجرها حمار.

كان أول من شاهدته بعد شفائها من الحمى بينى هولاند . فقد مدد الزوجان عطلتهما عمدا ليبقيا معها حتى تسترد وعيها.. وأثر فيها لطفهما عظيم الاثر. بينى هى التى اخبرتها بعدما تجنبت النظر اليها أن غايفنغ غادر الجزيرة وأن كارسون لم يعرف بما جرى

لأنها لم تعرف كيف تتصل به . وكبتت مينا احساسها بالذنب وعرفت أن عليها حالما تعود الى موطنها، مواجهته وانهاء خطوبتهما فهى لم تعد قادرة على التفكير فى الزواج الذى سيربطهما خاصة وأن مشاعرها متعلقة برجل اخر.. ولكنها ليست غبية لتعتقد ان لها مستقبلا مع غايفنغ فغيابه وصمته، يؤكدان أفكارها التى تقول انه يريد منها أن تعرف أن ما كان بينهما أو كاد يكون بينهما ما هو الا نتيجة الظروف وأن الامر انتهى الان الى الابد.

بعد ثلاثة أيام على شفائها من الحمى سئمت من الرقاد فى سرير المستشفى فوعدتها بينى بقضاء العصر معها . وفى نهاية الاسبوع سيسافرون معا الى بلادهم.

قال الطبيب حين جاء يعودها:- أنت شابة محظوظة.. لقد خدعت الموت .. لا مرة واحدة بل مرتين.

عرفت سلطات المستشفى ظروف تسممها، ولكن سلطات الجزيرة تعمدت ابقاء عملية الخطف فى الكتمان . وهذا ما كان سيكون ضد مصلحة غايفنغ ومينا لولا تمكنهما من الفرار كما اخبرتها بينى . اذ قالت لها للمرة الاولى:- صدقا لم أكن لأظن أننى سأراك حية مرة أخرى ..أنا أسفة . يجب الا أذكرك بهذا لأنها بدون ريب تجربة مرة.

- أجل ..

لكنها لم تستطع أن تقول بأن ذكرياتها عن سانت ستيفان ستكون من بين أثمن ذكريات حياتها.

- لا بأس عليك .. سرعان ما تعودين الى موطنك وخطيبك من حسن الحظ أنك مخطوبة ولولا ذلك لوقعت فى حب غايفنغ.. لو كنت مكانك لوقعت فى حبه بوجود ستافرو او بدون وجوده!

تمكنت مينا من اطلاق ضحكة جوفاء لتبعد اهتمام بينى عن وجهها الشاحب ثم سألتها متى سيأتى ستافرو ليصحبها من المستشفى .. كالنت تعلم ان عليها اظهار شوقها الى العودة ولكنها لم تكن كذلك اذ لم تشعر الا بالفتور واللامبالاة. انه من تأثير السم كما قال لهاالطبيب.. ولكن مينا تعرف ما هو مختلف عن هذا انها وسيلة يقوم بها جسمها لتحصينها ضد فقدان غايف .

ابتسمت بدون ابتهاج فلا شئ يجعلها قادرة على نسيانه انه مطبوع فى فكرها ومدموغ فى كيانها وسيبقى جزءا منها حتى اخر حياتها..

*****************************************
نهاية الفصل الخامس __________________


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:40 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:41 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:42 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- الرجل الاخر

فى الاسبوع التالى، أعلن ميردوك أنهما سيقومان فى اليوم التالى بزيارة المؤلف الجديد.

- لم يعدنا بشئ حتى الان.. ولكننى امل أن أبرم معه عقدا بعد ظهر الجمعة، لذلك عليك أن تبتسمى له أحلى ابتساماتك . فى اليوم التالى وصل ميردوك ليصحبها فنظر الى ملابسها المنتقاة باعجاب . عندما ماتت العمة مارولا، تركت لمينا البيت والمال اللذين ورثتهما عن والدى مينا.. واحتفظت بالميراث جانبا لابنة ابن اخيها .. ومع ان مينا لم تفكر كثيرا فى الامر مؤخرا الا أنها حمدت الله على ما ورثته. فالمبلغ الوحيد الذى أنفقته منذ وفاة العمة كان لشراء الشقة ولكنها عمدت منذ عادت من العطلة لاحياء خزانة ملابسها.. وقد كانت بدلة اليوم أحد المشتريات.

كانت التنورة الزرقاء البترولية عادية ولكنها مصنوعة بذوق رفيع يلفت النظر أما البلوزة البيضاء فكانت مزينة بأزهار مطرزة على قماش من الساتان على الكتفين والصدر

قال ميردوك باعجاب:- رائع جدا .. تعجبنى تسريحة شعرك انه اجمل بكثير وهو مسترسل على كتفيك فهو يظهرك أقرب الى الناس.

- أرجو الا يقربنى كثيرا منهم . فتح لها باب السيارة، وقال موبخا:- استيقظى ايتها الحالمة.

ليس غريبا عليها زيارة المؤلفين برفقة ميردوك.. فالمؤسسة تؤمن بتدليل المؤلفين.. وغالبا ما كانا يزوران المؤلفين بدلا من ازعاجهم بالتوجه الى لندن. كانت مينا عادة تبقى جانبا حاملة دفتر ملاحظاتها مصغية الى ما يمكن أن ينساه ميردوك.

توجها فوق الطريق الدولية نحو بريستول .. كانت الطريق نسبيا هادئة والريف ينعم بيوم مشمس ليس فيه سوى غيوم بيضاء صغيرة تشبه ما يرسم فى قصص الاطفال اتكأت مينا برأسها الى الخلف تستمتع بأحاسيس ممتعة سعيدة كانت تمر بها .

كانت غلوتشستر أول بلدة مرا بها عندما اجتازا شارع عريض تذكرت ان البلدة كانت يوما منتجعا للحمامات الطبيعية والينابيع الحارة. اما كوتسولد فكانت مألوفة بالنسبة لمينا لأنها كثيرا ما قصدتها عندما كانت تقوم بزيارة أهل كارسون ولكنها لم تكن لتتعب من الاعجاب بجمال حقولها الخضراء والذهبية..

قال ميردوك مخطئا فى تقدير تنهيدتها ظانا انها متعبة:- اقتربنا من هدفنا نحن نبحث عن قرية (وارتون- اندر- ذاهيل) ولن يمضى وقت حتى نرى اللوحة المدون عليها اسم القرية.

عندما وصلا أمام اللوحة سلك طريقا متعرجة عبر مروج مورقة ببقدونس البقر الذى كان يطير منها طير ( الروبن) الاحمر الاشعث الريش.. أنزلت مينا زجاج نافذتها لتتنشق هواء الصيف اللذيذ، فمينا برغم تبجحات والدة كارسون تحب الريف فعلا..

سألت مينا بفضول:- أهى بعيدة؟

- ثلاثة أو أربعة أميال .. مضيفنا رجل مثير للاهتمام لم أكن أظنه شخصا انسانيا الى هذا الحد.. مظهره قاس وماكر ولكنه كاد يصعقنى حين قال انه سيجهز منزله بعائدات كتابه لتحويله الى مركز تأهيل المشردين ..

تحرك فضول مينا، فقاطعته سائله:- كيف هو شكله؟

تصورت لسبب ما ، رجلا مهيبا فى الستين من عمره، انيقا رشيقا ساحرا.

رد ميردوك:- اصبرى قليلا حتى تقابليه. ما رأيك بمخطط الكتاب الرئيسى ؟

كان قد أعطاها اياه لتقرأه فى بداية الاسبوع :- مؤثر جدا ومخيف تقريبا ولكنه مزيج بين الواقع والخيال .

اذهلها ميردوك بالقول:- لست واثقا من هذا.. أعتقد أن مؤلفنا يستخدم الوقائع لا الخيال ولكنه خفيها باحتراس ليخفف من وقع صدمتها. كانت الافكار الرئيسية التى قراتها مينا تدور حول تسرب أخبار عن مشروع عسكرى تحاول السلطات كتمها بكافة الطرق وقد وجدت نتائج هذا القمع المخيفة مثيرة للقشعريرة ومرعبة نظرت الى ميردوك مرتبكة قلقة لتسأله:- لكن كيف لها أن تكون حقيقية؟

- لا أدرى.. غير أننى أعرف ان له اتصالات رفيعة المستوى فى الجيش وربما حصل على معلوماته الاولى منهم آه يبدو أنه المكان المنشود. واشار الى بوابات حديدية بدت أمامهما فجأة على جانب الطريق .

بدت غرفة الحرس الصغيرة مهجورة فاضطرت مينا للنزول من السيارة لفتح البوابة.. عجت الطريق الداخلية بالاعشاب البرية وبالخلنج وبنباتات الأضاليا..

قالت مينا معلقة :- كان المكان جميلا فى يوم ما .

وقع بصرها على بحيرة صغيرة مغطاة بالطحلب المائى، ثم تفرعت الطريق الداخلية فجأة .. فعبس ميردوك مفكرا فى التعليمات التى أعطيت له :- سنسلك الجهة اليمنى لأن المنزل الرئيسى لا يستخدم فى الوقت الحالى بسبب مشاكل فى السقوف.

وجدا القسم الذى يقصدانه وعندما شاهدت المنزل الملوكى الضخم حبست مينا أنفاسها.أوقف ميردوك سيارته قرب سيارة بورش أنيقة .. من الواضح أن المؤلف الجديد الذى اكتشفه ميردوك لا يفتقر الى المال.

فتح لهما الباب رجل فى أواسط العمر وقفته عسكرية ، ثم أدخلهما الى بهو مستطيل، فيه سلم مزدوج يفضى الى رواق معمد.. لمحت مينا الديكور الابيض والذهبى ، وروعة الثريات الكريستالية والمدفأة القديمة الطراز.. ثم انفتح احد الابواب.. فجأة تلاشى كل ما فى رأس مينا التى تسمرت فى موضعها بعدما رحل اللون عن وجهها تاركا اياه ابيض جافا.

تقدم ميردوك الى الامام قائلا:- غايف! ما أروع رؤيتك! هل لى أن أقدم لك مساعدتى؟ مينا .. تعالى لتقابلى مؤلفنا الجديد .

وجدت نفسها تتحرك بحركات آلية كدمية خشبية. كانت شفتاها متشنجتين بسبب الجهد الذى تبذله لتظهر عليهما ابتسامة خفيفة. غزا جسمها برود عظيم وعجزت عيناها عن مقابلة العينين الخضراوين الباردتين اللتين تتذكرهما جيدا.

تمتم غايف بدون انفعال :- سبق أن التقيت ومينا فى الكاريبى، ثم التقينا مؤخرا فى منزل أهل خطيبها. أخبرينى، هل تمكنت من اقناع أهل خطيبك أننى لن أسمح لهم بالصيد فوق أرضى ؟

ردت مينا ردا مناسبا ولكنها أحست بأن ميردوك يراقبها بريبة مفاجئة. تجسدت مخاوفها كلها حين سمعته يقول لغايف:- أقلت انكما التقيتما فى الكاريبى؟ يا لها من صدفة.. وهل استمتعت بعطلتك؟

- كانت ممتعة فى بعض الاحيان.

لم تجرؤ مينا على النظر الى أحد الرجلين .. وندمت لأنها أسرت لميردوك بامر وقوعها فى حب رجل التقته فى الكاريبى، فهو ماكر بعيد النظر وسرعان ما يعرف الحقيقة.

كتمت أنفاسها حين قال غايف لميردوك:- أفهم أنك مضطر قريبا للتفتيش عن سكرتيرة جديدة ؟

بدا ميردوك حائرا للحظات ، ثم قال بسرور:- تعنى حين تتزوج؟ ستبقى معى حتى وقت طويل .. اذ لم يحدد موعدا حتى الان اليس كذلك مينا ؟

- أجل .. هذا صحيح .

- الغداء جاهز كولونيل!

كولونيل ! اتجهت عينا مينا الى غايف فهذا ما لم يقله لها أثناء أسرهما. حين كان يتكلم عن تحمله للمسؤولية فكرت بانه كابتن أو ميجور ..

قال غايف يشرح بفظاظة:- ينسى لاوسون أننى تركت الجيش . كان تحت امرتى، وتقاعد.. لكن العادات العسكرية لاتموت بسهولة.

تمتم ميردوك وهما يتبعان غايف الى غرفة طعام رائعة الاثاث كولونيل .. هه؟) كانت الغرفة مطلة على حدائق محاطة بالمروج الخضراء تحدها من الخلف .

عاد لاوسون ليصب لهما العصير .. فشعرت مينا بأنه يحرس غايف ككلب الحراسة والويل لمن يقترب منه .. قال لاوسون لغايف بجفاء قبل أن يخرج:- السيدة ميلوكس مستعدة لتقديم الغداء .. كولونيل .

قال غايف مرحا :- يحاول لاوسون القول اننا ان لم نجلس الى المائدة أصب بالجنون فى المطبخ . فى الواقع ، أنا محظوظ بوجود لاوسون والسيدة ميلوكس مع أنهما لا يتفقان ولاوسون، كما ترى يكره النساء، أما السيدة ميلوكس فتفتش عن زوج ثان .. على أى حال، انها طباخة ماهرة.. شاهدت خطيبك منذ أيام .. كان يركب الخيل مع فتاة سمراء جذابة اسمها كوليت ..

- ربما هى كوليت سالنجر سكرتيرة كارسون وجارة أهله.

- يا للخبر !

رحبت مينا بالبطيخ لأنه قطع ذاك الحديث غير المستساغ ركزت مينا على الفاكهة اللذيذة أما ميردوك فراح يحدث غايف بلباقة عن مؤلفه.تألفت الوجبة الرئيسية من ضلوع حمل مسلوق ومجموعة متناسقة من الخضراوات. حين دخلت السيدة ميلوكس لتأخذ الصحون . قال غايف معتذرا :- أخشى أن لا تحلية سوى الجبن والبسكويت فحينما قال ميردوك انه سيصحب معه مساعدا توقعت رجلا.

ضحك ميردوك :- ذاك محال فما من رجل قد يتمتع بهذا الجمال كله. مينا هى أفضل سكرتيرة استخدمتها. كم من الوقت سيستغرق انهاء الفصل الاول؟ سأحاول نشر الكتاب قبل معرض الكتاب ولكن ذلك يقتضى العجلة . سأسافر الى ميلانو فى الاسبوع المقبل لآتباحث فى أمر كتاب ما ، فثمة شخص يدعى أنه يعرف كل شئ عن المافيا فى ايطاليا.. يقول ان لديهم علاقات رفيعة المستوى مع الحكومة .. ربما فى هذا مبالغة، ولكننى لا أقوى صبرا على التحقيق فى الامر .

سأله غايف بأدب :- كم ستغيب ؟

- أسبوعين الى ثلاثة .. والان فلنعد الى مؤلفك .. متى تعطينى الفصول الأولى منه؟

من الواضح أن ميردوك يحاول الزام غايف بعقد محدد ولأنها قرأت ما يمكنه أن يكتب، فهمت السبب . رد غايف بلطف :-ساعطيك الفصول الثلاثة الاولى حين تعود شرط أن تعيرنى خدمات سكرتيرتك.

تعالى صوت حاد بعد وقوع سكين مينا من يدها المرتجفة، ثم قال ميردوك بسرعة:-طبعا سأجد لك سكرتيرة غايف .. فى المكتب سكرتيرات كثيرات سيسرهن أن ..

قاطعه غايف بالسرعة نفسها : - هذا لطف كبير منك ميردوك .. لكننى أفضل العمل مع شخص أعرفه ولا أظن أن هناك توصية بحق مينا أكثر من عملها معك. قلت انك مسافر فلماذا ترفض طلبى ؟ واعلم أننى لن أستخدم مواهبها مجانا.

هل لاحظ ميردوك الطريقة المهينة التى أطال الوقوف بها عند كلماته الأخيرة؟ عرفت أن ميردوك يشعر بأن بينها وبين غايف شيئا ما .. كما يشعر بانه الرجل الاخر الذى أشارت اليه لذا حاول أن يتجنب طلب غايف بلباقة .. فرد غايف ببرود :- الامر عائد اليك .. ان كنت تريد تلك الفصول ..

- طبعا .. طبعا .. هل لديك اعتراض مينا ؟

قالت بفظاظة :- لا ادرى ماذا أستطيع تقديمه من مساعدة من المحتمل الا أقدر على التنقل الى هنا ..

أدركت متأخرة أنه ربما يتوقع منها الاقامة عند أهل كارسون .. ولكنها أصيبت بالخيبة حين هز كتفيه قائلا ببرود:- لن تستطيعى التنقل . انما ليس ذلك بمشكلة، عندى نصف درزينة من الغرف الفارغة .. فى الواقع سيكون من المناسب بقاؤك فى المنزل .. وأظنك لا تعترضين على العمل مساء؟ ساعوضك بالطبع عن عملك الاضافى .

عم تعوضنى؟ أرادت أن تصرخ عليه بسبب الطريقة المهينة التى ينظر فيها اليها ويحدثها بها ولكنها كبحت كرامة لميردوك كلماتها الحادة

وردات :- ان كان فى عملى معك فائدة لانهاء الكتاب فى وقت أقصر فذلك سيكون المكافأة التى احتاجها .

أحست بالرضى لأنها رأت بشرة غايف تحمر بشدة لكن حين استدار ليقول شيئا لميردوك أحست مينا بموجة غثيان تجتاحها ، فوقفت بسرعة وشفتاها شاحبتان كبشرتها ثم ترنحت:- مينا!

ما هى الا لحظة حتى كان ميردوك الى جانبها فاضطرت الى الابتسام والقول كاذبة :-انا بخير.. ليتنى أستطيع الخروج قليلا لأتنشق بعض الهواء العليل .

- طبعا .

فتح غايف لها الابواب الزجاجية ثم رافقها مفسحا لها المجال للخروج قبله ، أنها المرة الاولى التى تحس فيها بهذا الوهن الى هذا الحد. وتاقت للتسلل الى مكان بعيد لتكون بمفردها وكان من حسن حظها أن جذب ميردوك اهتمام غايف فأدخله الى غرفة الطعام .. فسارت مينا فى الشرفة المسيجة بدرابزين حجرى مستنشقة الهواء العليل .. كانت على وشك النزول الى الحديقة حين شعرت من جديد بوهن شديد فاضطرت الى اسناد رأسها الى الحائط الحجرى البارد منتفضة الجسد.

- ما بك؟ ولماذا ؟

كان غايف متكئا الى الحاجز الحجرى ينظر الى وجهها بغضب شديد كاد يخيفها .. فسألت :- لماذا .. ماذا ؟

- لاتقولى انك غير متعبة .. لذا أسألك ثانية .. لماذا ؟

صاحت به ، وقد طفح الكيل :- لا شأن لك

- لاشأن لى؟ أعلمى أننى لن أسمح لك أثناء أقامتك تحت سقف منزلى بقضاء أوقاتك عند آل كيكورد .

ردت بحزم :- كارسون فى نيويورك.

- الم تحددا موعد الزواج حتى الان ؟ الن تستطيعى الانتظار مدة أطول. تكورت أصابعها بنفاد صبر فى راحتيها ، تتوق الى مسح هذه النظرة الساخرة عن وجهه المتغطرس .

- مينا .. هل أنت على ما يرام .

ظهر ميردوك فى الشرفة متغضن الجبين :- غايف هلا أريتنا المنزل وشرحت لنا الخطط التى أعددتها له؟

ظنت للوهلة الاولى أنه سيرفض طلب ميردوك ولكنه على ما يبدو غير رأيه . سأله ميردوك وهما يسيران فى الحديقة أثناء العودة الى المنزل الرئيسى :- ما الذى أوحى اليك بالفكرة أساسا؟

- أوه .. لقد تطورت معى تدريجيا .. ورثت المكان عن عمى ولم أكن أتوقع ذلك الارث . كان المنزل الرئيسى مهملا منذ سنوات، وقد عرضه العجوز على الحماية الوطنية للاثار ولكنهم رفضوه لأنهم ل يأخذون منزلا كهذا بدون المساهمة فى صيانته، وهذا ما رفضه جورج العجوز. وعقابا لهم ترك المكان ينهار أمام عينيه ، وكان من حسن حظى أن اهتم آخر مستأجرين به وتركاه فى حاله جيدة . أما بالنسبة لتحويل المنزل الرئيسى الى مركز تأهيل فأعتقد أن بذور الفكرة عنت على بالى أثناء قيامى بجولة فى ايرلندا الشمالية، فلا فرصة للاولاد هناك أذ تحشر الكراهية الدينية منذ ولادتهم فى عقولهم ويتشربونها مع حليب الام .. وكذلك الحال بالنسبة للاولاد الذين يصبحون فى النهاية مجرمين، وضحايا للعنف العرقى .. وما اريد القيام به هو منحهم فرصة لاكتشاف طريقة أخرى للحياة .. وللعيش فى مكان يعلمهم احترام النفس، والاعتماد عليها ..

صمت فجأة ،ثم استدار :- آسف لقد استرسلت بالحديث.

ابتسم ميردوك :- لا تعتذر.. أنا معجب بك بل أرانى أحسدك.. أتمنى لك كل النجاح.

رد متجهما :- سأحتاج الى دعائك هذا كما سأحتاج الى ما يدره على الكتاب .

- افهم ذلك .

استداروا حول آخر منعطف فى الطريق ، فبرز أمامهم المنزل الذى بدا كئيبا مغما للنفس فالقرميد مكسورة والنوافذ محطمة . سأله ميردوك فجأة :- لماذا انضممت الى الجيش ؟ ألم تكن فى جامعة كامبريدج؟

- أجل .. فى تلك الايام كنت أريد أن أصبح كاتبا .. ولكننى وجدت نفسى أفقد سحر العالم فتركت كامبريدج قبل أن أنال شهادة التخرج وطفت فى العالم كله مدة سنتين ثم تورطت مع جماعة من المرتزقة فى أفريقيا ، واكتشفت أن عندى موهبة القيادة فكان أن عدت الى بلادى وانخرطت فى الجيش .

وبما انه اكتسب المهارات التى تجعله لا تقدر بثمن للفرقة الخاصة فى الجيش فقد تمسكوا به .. وهذا أمر تشك مينا أن يعرفه ميردوك . جال بهم غايف فى المنزل الضخم المتداعى ، يدلهم على الامكانيات الكافية فيه . ثمة مزرعة متصلة بالاملاك يستطيع الاولاد العمل فيها .

- لن نستطيعأن ندعم أنفسنا بأنفسنا .. ولكن المزرعة تدر الارباح وثمة مكان رحب للوحدات الهندسية المتخصصة التى قد نستعين بها هنا .

كان الوقت متأخرا عندما غادر ميردوك ومينا المكان .. سارا عدة أميال بصمت ،ثم قال ميردوك بلطف :- أنه هو ؟ أنه الرجل الذى وقعت فى حبه .

- وهل كنت شفافة الى هذه الدرجة ؟

- لا ولكننى جمعت الوقائع .. ويؤسفنى أن أسلمك اليه لمساعدته فى كتابه .

- لم يكن بيدك حيلة . يظننى مخطوبة لكارسون .. ولم أقل له الحقيقة .. لأننى ..

- لأنك لا تريدين أن يعرف بحبك له ؟ لقد بدا مصرا على أن تعملى معه.

ردت بأختصار :- عقابا لى فهو يظننى أجبر كارسون على زواج لا يريده .. بل اتهمنى بأننى غيرت طريقة لباسى وزينتى لأؤثر فيه .

ساد الصمت برهة ثم قال ميردوك :- مينا .. ان كنت تشعرين بأنك غير قادرة على تحمل هذا أو اذا شعرت أنه سيسبب لك أوقاتا عصيبة .

قاطعته ممازحة :- كان يجب أن تكون الادوار مقلوبة .. كيف تتغير الامور! فى الماضى كانت المرأة تكره مغويها النذل .. أما الان .. الان.. اندفع منديل ابيض ناعم الى يديها المرتجفتين .. وتركها ميردوك تبكى بضع دقائق،ثم سيطرت على نفسها

-مينا.. أواثقة أنت؟ بامكانى الادعاء بأنك غيرت رأيك .

ان فعل ميردوك ذلك اكتشف غايف أنها أنفصلت عن خطيبها وهذا ما لا تريده ردت بثبات :- لا ،ل تفعل ربما هذا أفضل ما يحدث لى فقد أتمكن بوجودى قربه من ..

- من التغلب على مشاعرك تجاهه .. أتظنين ذلك ؟

- أظن أن أمورا أغرب من هذه وقعت لى .

لكنها تعرف ان ميردوك على حق وأن العيش فى المنزل نفسه مع غايفنغ قد يزيدها شغفا به أن لم يستطع الاحتقار والكراهية قتل حبها له فما الذى سينجح فى ذلك ؟

***********************************************


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-09-17, 04:43 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9- لن اعيش فى ظلك

- ستكون هذه الغرفة غرفتك أما غرفة الكولونيل فتقع فى آخر الممر. كان لاوسون يدل مينا على غرفتها وكان قد استقبلها لدى وصولها الى المنزل ، يعلمها أن غايف فى غلوتشستر يقوم بعمل لكنه سيعود قريبا.

بدا أثاث الغرفةالتى خصصت لها مريحا، مع أن الطراز القديم هو الغالب عليه .. الحمام كان من النوعية الرائعة . اعتقدت مينا أن مستأجرى هذا المنزل كانا زوجين عجوزين وقد تأكدت من هذا حين أتت السيدة ميلوكس حاملة صينية الشاى بعد عشر دقائق.

- لا آتى عادة الى المنزل الا اذا كان لدى الكولونيل ضيوفا للعشاء . ولكنه طلب منى البقاء لأنه يومك الاول هنا.

وهى بدون شك تمسكت بفرصة اكتشاف ما هى عليه الضيفة الجديدة .. ابتسمت لها مينا ، فأردفت المرأة التى كرهت الذهاب قبل أن تشبع فضولها.

- اذن .. ستساعدين الكولونيل فى كتابه . يتوق الجميع اليه وقد انتظروه منذ أن ورث الاملاك ان تحويل المنزل القديم الى مركز للاولاد المشاكسين مخطط يفشل مع بعض الناس ولكن عش ودع غيرك يعيش ! هذا ما قلته دائما.. أظن أن المكان سيعجبك هنا الكولونيل رجل بهى الطلعة .

تجاهلت مينا السؤال:- اننى بأمس الحاجة الى هذا الشاى اللذيذ انما عليك ألا تدللينى .

- طلب الكولونيل منى أن آتى يوميا الى المنزل أثناء وجودك فيه وقد قال انك ستكونين مشغولة الى حد لن تستطيعى معه تحضير الطعام . يبدو انك ستعملين صبحا وظهرا وليلا .

- تتوق المؤسسة التى اعمل فيها الى البدء بمؤلفه الجديد وبما أن رئيسى مسافر فقد جئت لأقدم المساعدة قدر المستطاع .

- أخبرنى لاوسون أنك حملت معك كمبيوتر

- اجل انه فى غرفتى.

- أشك فى أن تحتاجى اليه لان الكولونيل وضع كمبيوتر لك فى مكتبته.

وصل غايفنغ عندما كانت لا تزال تفرغ حقائبها التى ذخرت بملابس جديدة اشترتها خصيصا للعمل ، بذلات وتنانير متقنة التفصيل وقمصان مناسبه لها مع ان القتيات يفضلن ارتداء الجينز للعمل أما هى فما تزال غير قادرة على ترك العادات القديمة التى غرستها فيها العمة مارولا ولكنها رغم ذلك حملت معها سروالا رمته فى الحقيبة فى آخر لحظة على أمل ارتداؤه لدى استكشاف الاراضى التابعة للاملاك. لقد تكلم غايف عن العمل مساءا انما هو بالتاكيد لا ينوى العمل فى كل مساء .

اعترفت لنفسها أنها تتعمد التأخير فى توضيب حقائبها لأنها كانت مترددة فى مواجهته.. ولكن فى النهاية وجدت أن لا مجال للتأخير لحظة أخرى .. توقفت برهة أمام المرآة تنظر الى صورتها .. لقد خسرت وزنا كثيرا فى الفترة الاخيرة ولكن اكتسب شعرها رونقا جديدا ونعم وجهها باستدارة مناسبة وبشرتها بتلألؤ مشرق .

كانت ثيابها من بين مشترياتها الجديدة وهى عبارة عن تنورة زرقاء شاحبة ذات خصر مطاطى، مزررة من أعلاها ألى ادناها . ارتدت معها تى شيرت أبيض فيه رسم لفراشة زرقاء جميلة وقد بدا جميلا جديدا وبعيدا كل البعد عن الثياب الكئيبة التى كانت تختارها قبل لقائها بغايف.

نزلت الى الطابق الارضى وهى غير مدركة لشفافية وجهها وضعفه. كان لاوسون فى الردهة، وقد قادها الى المكتبة، فقرعت بابها ثم دخلت. ساد صمت مطبق فترة طويلة كان غايف خلالها يتأمل جسدها النحيل ثم ما هى الا خطوتان حتى كان الى جانبها. ينتزع من شعرها الدبابيس التى ثبتتها فيه فى آخر لحظة .

قال بحدة : - لا اريد ابدا رؤية شعرك معقودا الى فوق هكذا.. ربما لست خطيبك ولكننى سأكون ملعونا ان قبلت الجلوس قبالتك طوال النهار وشعرك معقود كمديرة مدرسة !

ردت تكذب :- يبدو مرتبا على تلك الحال .

- ربما.. انما لا تعودى الى تلك التسريحة مرة أخرى والا أريتك كيف يمكن أن يصبح غير مرتب .. تعالى الى هنا أريد أن أريك شيئا .

أجفلها تغيير دفة الحديث بهذه السرعة، ولكن عندما عبس خفت اليه تحدق مرعوبة الى كومبيوتر مركز على طاولة منخفضة . قال لها وهو ينحنى فوق الاله ليشغل مفتاحها:- سأعلمك كيفية استخدامه فهو أحدث جهاز فى عالم الكمبيوتر .

عندما اضطرت للالتصاق به استطاعت أن تشم رائحة عطره المنعشة فاستجابت مشاعرها لقربه منها ، هل من خطب ؟

اشاحت عينيها عن وجهه وقلبها يضرب كالمطرقة. لا.. لاشئ .

- جيد والان راقبى هذا . ثم راح يشرح بعض طرق استخدام هذا الجهاز . ولكن عندما وجدها على دراية بهذه الاله قال لها :-لديك خبرة فيه اذن.. ؟

- اجل .. لدينا جهاز سبيه به فى المكتب .

- عظيم فهذا يعنى أننا لن نضيع الوقت فى التمرن عليه أقترح أن أملى عليك ما اريد فى الصباح على أن أتركك حرة لطباعة ما أمليته عليك بعد الظهر . ثم اراجع عملك بعد ذلك وان احتجنا الى تغيير شئ ما غيرناه فى المساء .. متى يعود كارسون من نيويورك ؟

أجفلها السؤال وبما أنه لم يكن لديها فكرة عن موعد عودته قالت كاذبة: لست واثقة متى يعود فذلك وقف على سرعته فى انجاز أعماله.

- هل أخبرته كل ش عن رحلتك ؟

رفعت ذقنها :- الا ترى أنك تتدخل فى شؤونى؟ أنا أعمل عندك ولكن ذلك لا يشمل أن تسألنى عن حياتى الخاصة .

قاطعها بحزم :- ولكننى لا أريد أن تبقى حزينة طوال الوقت بسبب اشتياقك الى حبيبك.. فهذا يعيق الانتاج .

صاحت به، ناسية كل المخاطر:- ماذا تقترح اذن؟ أن تحل مكانه؟ لا تستطيع .

- انت على حق فلن يكون لك رغبة فى هذا.

منع رنين الهاتف الحاد مينا عن اعلان رغبتها فى الرحيل فورا ! التقط غايف السماعة ثم سرعان ما استرخى وجهه القاسى اذ حل محل العبوس ابتسامة تسلية. سمعته مينا :- وانا اشتقت اليك ريبيكا.

وقفت تهم بالرحيل ولكنه أشار اليها أن تجلس ثم ظلت عيناه مستقرتين على وجهها وابتسامته تزداد عمقا وهو يصغى باهتمام الى المتحدثة فى الناحية الاخرى .

- لا .. أنا آسف . لا أستطيع المجى الى لندن فى الوقت الحاضر .. اسمعى لماذا لا تأتين أنت الى هنا ؟

سمعته مينا يضحك ثم ارتد عنها فنظرت تأدبا الى خارج النافذة متعمدة سد أذنيها عن صوته متسائله عمن تكون ريبيكا هذه التى تجعله يبتسم بسهولة . اعتذر لها حين أعاد السماعة :

- آسف لهذا انها صديقة قديمة .. ستأتى لقضاء بضعة أيام عندى .. والان أين كنا؟ آه اجل .. حسنا ان كنت تجيدين استخدام هذا الكمبيوتر أقترح أن تستريحى قليلا قبل العشاء فأنا أرى من خلال وضعك الصحى أنك لا تقوين على العمل الكثير فى النهاية ادعت مينا التعب وارسلت رسالة مع لاوسون تعتذر عن العشاء ولكن ما أدهشها ان السيدة ميلوكس وصلت وهى تحمل صينية طعام شهية.

- قال الكولونيل انك متوعكة .. ربما السبب طول مسافة السفر من لندن .. أعددت بيضا مقليا لذيذا وابريق شاى .

شكرتها مينا ولكنها شعرت بالذنب لأنها تلقى على كاهل هذه المرأة المزيد من العمل . لم يحدد غايف لها الوقت الذى يريد بدء العمل فيه ولكن مينا نزلت الى الطابق الارضى فى الثامنة ليتسنى لها تناول الفطور قبل التوجة الى المكتبة فى التاسعة .

بدت الصدمة على السيدة ميلوكس حين أصرت مينا على تناول قطعة خبز محمصة وكوب قهوة . وتمتمت :- أنت سيئة كالكولونيل ولكنه على الاقل يتناول بعض البيض المخفوق.

- اذن لقد تناول الكولونيل فطوره؟

احست بالراحة وبخيبة الامل فهى لا تريد أن تبدأ خطوة خاطئة منذ يومها الاول انها مصممه رغم مشاعرها نحوه على الالتزام بالعمل قدر المستطاع.

أكدت لها السيدة ميلوكس : - آه ! اجل يتناول فطوره دائما فى السادسة والنصف .. لقد اكتسب هذه العادة من الجيش .. على فكرة طلب منى أن أقول لك أنه يريد منك التوجه الى المكتبة حالما تنهين فطورك ان من عادة الكولونيل الخروج بعد الفطور للسير على القدمين ولكنه عاد بدون شك .

كانت الساعة التاسعة الا عشر دقائق عندما دقت مينا على باب المكتبة كان غايف يجلس خلف مكتب ضخم يدرس بعض الاوراق فرفع رأسه عنها لدى دخول مينا التى قالت بلهجة رسمية:- صباح الخير.

مسدت تنورتها الكحلية بأصابع مرتجفة .. تحس بالارتباك منه وقف ثم استدار حول المكتب ليقف أمامها.

- السكرتيرة المثلى.. لكننى مسرور لأنك التزمت بما قلته لك عن شعرك .

ردت بهدوء متجاهلة سخريته :- أنا جاهزة الان .

بعد ساعتين كادت أصابعها تتقلص من كتابة المختصرات الاختزالية لذا تنفست الصعداء حالما ظهرت السيدة ميلوكس مع صينية قهوة . قال غايف عندما بدأت مينا تسكب القهوة:- بدون سكر .. أتريدين الاستراحة مدة نصف ساعة؟ لاأريد ارهاقك.

أشعلت كلماته الاخيرة غضبها.. انها مرهقة ولكنها ستكون ملعونة ان تركته يلاحظ تعبها.. فقالت بحزم:- لا اظن هذا ملائم فلنكمل عملنا ان واظبنا على العمل الدؤوب أنهيناه فى وقت أسرع .

بدا لسبب مجهول أن كلماتها أزعجته لذا تعمد الاسراع فى الاملاء فكان أن وجدت صعوبة فى اللحاق به كان جزء من تفكيرها يركز على ما يقوله والنصف الاخر يتعجب من قدراته على العمل بدون تردد أو تدقيق. بعد الثانية عشرة والنصف أعلن :

- أظننا سجلنا أهم نقاط الفصل الاول الغداء فى الواحدة كم من الوقت تحتاجين لصف ما أمليته عليك؟

نظرت الى عدد الصفحات فى دفترها، ثم قدرت أنها بحاجة الى فترة العصر كلها والى جزء كبير من المساء .. قالت :- لست واثقة.. ولكننى لن أتوقف حتى أنهى صفها.

وكان وعدا ندمت عليه لأن ظهرها تشنج فشعرت بالالم لأن الوهن عاد يجتاح كيانها. قالت السيدة ميلوكس بسخط فى الساعة السادسة عندما دخلت لتأخذ صينية الشاى:- أمازلت تعملين؟

استغلت مينا المقاطعة لترى كم بقى لديها من صفحات وعندما أدركت أنها ما تزال فى منتصف الطريق غار قلبها فقالت معتذرة:- سأتخلى عن العشاء الليلة سيدة ميلوكس أكثير على أن أطلب كوب حليب وبعض الفاكهة؟

- بالطبع لا ولكن لو طلبت رأيى لقلت انك تجهدين نفسك فكيف تعملين طوال النهار ونصف الليل وليس فى معدتك شئ .

كان غايف قد ذهب الى بلدة باث لمراجعة بعض الكتب التى يحتاجها وفيما كانت غارقة فى العمل شعرت بأنها تترقب بحذر عودته.

أخذت فى تمام الثامنة تحرك كتفيها المتشنجتين وتوقفت عن العمل لتحتسى الحليب متسائله عن مكان وجوده .. ربما ذهب يزور بعض الاصدقاء .. ربما ريبيكا. مزقتها الغيرة ثم شعرت بالغضب لأنه فى الخارج مستمتعا فيما هى تجهد فكرها وجسدها لتنهى كتابه .

أشارت الساعة الى ما بعد الحادية عشرة ليلا عندما سحبت أخر ورقة من الاله ولكنها بسبب الارهاق لم تستطع القاء نظرة عليها .. ثم التقطت صينية العشاء وحملتها الى المطبخ وبعد ذلك راحت ترتقى الدرج .

وجدت فى غرفة النوم صعوبة فى نزع ملابسها. ولكن بسبب توتر عضلاتها شعرت بحاجة ماسة الى حمام ساخن ليساعدها على الاسترخاء. كانت على وشك الاغفاء حينما سمعت هدير محرك البورش.. لقد تركت الاوراق المطبوعة على مكتب غايف وعددها خمس واربعون صفحة.. ابتسمت برضى قلق لأنها متأكدة أنه لم يتوقع منها انهاءها خاصة وهوقد أملى عليها ما أملى بغية معاقبتها.

استيقظت من نوم متقطع فى الصباح التالى فى السادسة فالتقطت أذناها وقع أقدام نظرت الى ساعتها قبل أن تتذكر أن السيدة ميلوكس أخبرتها أن غايف يتناول فطوره فى السادسة.

فكرت بسخط: حسن فليتناوله فى السادسة ولكمت الوسادة.. أيعنى هذا أن على الجميع الاستيقاظ فى هذه الساعة اللعينة ؟ توجهت الى المطبخ خائرة القوى. فمازال ظهرها يؤلمها ومازالت عضلاتها متشنجة. قالت السيدة ميلوكس بحدة وهى ترى وجهها الشاحب:-ان ما تحتاجين اليه هو طعام مناسب. أيها الشبان هل تظنون ان الجسم قادر على الاستمرار وأنتم لا تطعمونه جيدا؟!

فى تمام التاسعة توجهت الى المكتبة فوجدت غايف واقفا أمام النافذة عابسا وهو ينظر الى الاوراق المطبوعة. قال لها ببرود : فى الصفحات الاخيرة أخطاء عديدة وضعت علامات عليها مع التصحيح المناسب.. ان كنت جاهزة أمليت عليك مقاطع أخرى من الكتاب .

تأملت عيناه ببرود جسمها النحيل فى تنورتها الكحلية وبلوزتها الرقيقة المنقطة . شعرت مينا بألم فى أصابعها عندما أنهت عملها ولما نظرت الى ساعتها علمت أن الساعة تقارب الثانية عشرة ولكن عليها حتى تصحيح ما أشار اليه بالقلم قضاء الظهيرة وما بعدها.

قال غايف لها:- أنا مضطر للذهاب لرؤية بناء، كلفته بالعمل فى المنزل الرئيسى.. وسأمضى طيلة العصر هناك .

عندما خرج فكرت أنه ربما على أن أكون شاكرة له هذه الرحمة فبعيدا عنه ستتمكن من التركيز على عملها ولن يشغلها بذلك قربه منها، وردات فعل جسدها الخائنة كان كيانها يذوب حبا به رغم طريقته الفظة فى معاملتها ويا لقلبها الخائن!

صاحت السيدة ميلوكس عندما دخلت الى المكتبة حاملة صينية الشاى فى الساعة الثالثة:- أنت تجهدين نفسك كثيرا واعلمى أنك لن تستفيدى من ذلك شيئا!

عادت بعد نصف ساعة مضطربة لتقول لمينا ان ابنتها الكبرى توشك أن تضع مولودها قبل شهر على الموعد المحدد.

- يجب أن أذهب فلا أحد يعتنى بأبنها الاول جون ..والده فى العمل وقد وعدت ابنتى برعايته. آه غير أننى لاأحب أن أخذل الكولونيل.

- سيتفهم بدون شك وضعك فلا تقلقى اذهبى فقط.

- حضرت لكما قطعة لحم مسلوق للعشاء ولم يبق سوى البطاطا والخضروات.

ما ان خرجت حتى مددت مينا أطرافها المتعبة .. مازال أمامها عمل كثير ولكن ظهرها يؤلمها بشدة لذا عليها أن تستريح قليلا جلست فى المقعد الجلدى المريح تنشد الراحة لمدة عشر دقائق ولكن الدقائق العشر امتدت الى عشرين. عندما انفتح باب المكتبة لم تتحرك وكبت غايف صيحة استغراب بسرعة ثم اشتد ضغطه على فمه حالما شاهد ظلال الارهاق حول عينيها..

علق لاوسون بكآبه :- لقد أجهدت الفتاة نفسها بالعمل .. والسيدة ميلوكس غير موجودة انما فى الفرن بعض الطعام.

- اذهب وحضر لنا الطعام .. سأحمل الانسة هنتلى الى غرفتها فلا فائدة من ايقاظها.

عندما استيقظت كانت الدنيا مظلمة حولها مضت عدة ثوان قبل أن تدرك أنها ليست فى المكتبة بل فى سريرها. تحرك ظل قرب الباب:- اذن .. لقد استيقظت.. هل أنت جائعة ؟

هزت رأسها مرتبكة بشكل مخيف ثم أصبح قلبها فى حلقها لأنه وقف امامها يتفرس فى الظلام بحثا عن وحهها بانتظار الرد على سؤاله. قالت بفظاظة:- لا أنا متأسفة لأننى نمت أرى أننى أفتقر الى الطاقة الكافية منذ ...

تورد وجهها بشدة تحت غطاء الظلام فعضت شفتها وهى تحس بالتوتر الذى يصل اليها من جسم الرجل المشرف عليها. تمتم بفظاظة :- اللعنة عليك مينا .

ثم انحنى فجأة لتحتضن ذراعاه جسمها المسترخى فسرت حرارة عناقه فى كيانها كله وأحرقت أصابعه بشرتها واحست بخفقان قلبه السريع الملح وعرفت أن قلبها يحاكى قلبه فجأة دقت أجراس الانذار فى رأسها .. فهى لا تدرى ما الذى أشعل عوتطف غايف.. ولكنها تعلم أن عواطفه تلك خطر عليها فقد تكشف بذلك نفسها أمامه .. ولهذا السبب وحده قاومت جاذبيته الشديدة المغناطيسية وتصلبت بين ذراعيه تجبر نفسها على البرود .

- لا غايف .. أنسيت أننى مخطوبة ؟

احست بانتفاضة جسمه ثم رأت عيناه تمعنان النظر فى وجهها مخترقة كيانها وكأنه ينوى أن يقرأ ما يدور فى رأسها . وقال بعذوبة:- أريد أن أنسى ذلك ليتنى أنسى! عندما لم ترد أخفض رأسه ليريحه على كتفها وقال بصوت أجش :- هل أكمل ..

قالت لا بصوت مخنوق ولكنها تأخرت فى الرفض وبدل أن يوقفه رفضها أعطاه جواز مرور ذهبت جميع التحذيرات أدراج الرياح وأخذت بلا وعى تبادله عناقه بشغف مضاعف.

- مينا !

كان اسمها مجرد آهه مخنوقة .. احترق احتجاجها تحت ضغط ذراعيه .. ولم تعد ترغب فى أن ينتهى العناق وما أرادت أن يتدخل الواقع فى عالمها الخرافى الذى تشعر فيه بأن غايفنغ يبادلها مشاعرها.

- أتعلمين ماذا يفعله وجودك هنا بى ؟ لقد أصابنى بمرض سرى فى دمى.. والله يعلم أننى أكره نفسى من أجل ذلك.. لكن هناك أحيانا سعادة مطلقة فى استسلام المرء لضعفه وتهوره حيث يتغلب اندفاعه على كراهية النفس التى سيتحملها فيما بعد .. انها احدى تلك اللحظات مينا .. أنت تريديننى رغم خطوبتك لكارسون..

كانت مينا أبعد من أن ترد بوعى فيداها انعقدتا خلف رأسه تنعمان بملمس شعره الاسود ..قال لها متابعا بصوت مخدر :-لا يبدو لى طعمك مختلفا . على الاقل ليس من الظاهر.. ليتها تستطيع البوح بحقيقة مشاعرها تجاهه وليتها تتجرأ على اخباره بفسخ خطوبتها لكارسون ولكن كيف لها ذلك وهى تجهل حقيقة مشاعره نحوها .

سألها مرة أخرى وكأنما يتابع تعذيبها:- هل تعانقين كارسون بهذا الشغف؟ أخبرينى الحقيقة مينا!

أعادتها كلماته الوقحة الى الواقع وذكرتها برايه المنحط بها . حرقت الدموع مآقيها ولكن طرقة خافتة على باب الغرفة ارسلت الرعشة الى جسمها وجعلت غايف يرتد عنها ساخطا.

سمعت مينا صوت لاوسون ينادى :- مخابرة هاتفية كولونيل .. انها الانسة ريبيكا.

ريبيكا ..! ارتدت مينا تدفن وجهها فى غطاء السرير وقد تغلب عليها ألم تحررها من الوهم.

**********

- عرفت أن خطيبك قد عاد .

انصبت الكلمات عليها كمياه باردة. كانا يتناولان الغداء وهذه هى المرة الاولى التى يتحدث فيها عن شئ شخصى منذ تلك الليلة فى غرفتها.

- رأيته هذا الصباح، كان يتنزه على ظهر جواده.. مع سكرتيرته.

تمكنت مينا من الاستمرار فى تناول الطعام بدون الافصاح عن صدمتها، -ألم تعرفى؟ لاأراه فى توق الى الزواج بك.

- وصلت الانسة ريبيكا كولونيل.

لم تكن المرة الاولى التى تبارك فيها مينا تدخل لاوسون لقد عرفت من السيدة ميلوكس التى أنجبت ابنتها صبيا آخر، أن غايف طلب منها تحضير غرفة لصديقته وكانت الغرفة غير بعيدة عن غرفتها.. أحست مينا بالراحة لأنها لم تكن ملاصقه لغرفته حتى ان كانت فى الجناح الرئيسى الذى يشغله ولكن هل سيحول ذلك دون أن تشاركه ريبيكا أو يشاركها هو الفراش؟

حالما توجه ليستقبل ريبيكا قصدت مينا المكتبة.. لقد أوشكا تقريبا على اتمام الفصل الثالث .. ولكنه حرص منذ وجدها فى مكتبته نائمة على ألا يرهقها بالعمل. كانت تعيد النظر الى ما طبعته عندما دخل برفقة امرأة فاتنة حمراء الشعر، بعثت ابتسامة تلك المرأة الرعدة الى مينا.

قالت المرأة متذمرة وعيناها الزرقاوان تقدحان شررا على وجه مينا :- اذن .. هذا ما يقيدك الى الريف !

رد غايف بصراحة وقحة :- أجل .. كتابى .. لاشئ غيره يبعدنى عنك.

لف ذراعه حول خصرها وشدها اليه ..أحست مينا بالالم وحاولت التركيز على ما تفعله .. ولكنها لم تكن ترى سوى وجه غايف ، وجسد غايف وذراعى غايف حول فتاة اخرى!

عندما تركها أخيرا قالت ريبيكا بصوت كصوت هرير القطة :- حبيبى .. هذا ما أسميه ترحيبا ! ظننتك تكذب على حين قلت انك اشتقت الى. سمعته مينا يسألها وهما مغادران المكتبة:- كم ستمكثين عندى ؟

لم تسمع مينا الرد.. ولكن الايام القليلة التالية كانت بمثابة عذاب شديد لها . بدا أن قدرها أن تراهما معا متعانقين علما أنها بذلت جهدها لئلا تلتقى بهما ومع ذلك كان يحدث عكس ما ترغب فيه .

فى صباح أحد الايام قالت السيدة ميلوكس باستهجان بعدما أمرت بتحضير صينية فطور لريبيكا التى ماتزال فى الفراش مع ان الساعة تجاوزت العاشرة.

- ما هذا بعدل . انها قطعة خالية فليس فيها سوى عقل فارغ.. وسيكون الكولونيل أحمق الحمقى ان ارتبط بها.

ردت مينا بصوت قاس : - انه رجل كامل سيدة ميلوكس .. والان هلا عذرتنى سأحاول انهاء هذا الفصل من الكتاب.

فى الامسية الثالثة على وجود ريبيكا اعتذرت مينا عن العشاء.. وفى صباح اليوم التالى أعطت غايف الفصول الثلاثة كاملة قائلة بهدوء :- ان لم يكن لديك مانع عدت الى لندن بعد ظهر هذا اليوم، فلقد أنهيت العمل الذى جئت من اجله.

رد بخفة يقاطعها :- بل لدى مانع .

ما تزال ريبيكا فى الفراش ولكن غايف اعتاد لسبب ما على تأخير موعد فطوره ليتوافق مع موعد فطور مينا .. ولم تجرؤ على التفكير فى الاسباب كما لم تجرؤ على التساؤل عما اذا كان لهذا علاقة بالساعات التى يقضيها فى الليل مع ريبيكا بعدما تأوى هى الى النوم .

رفضت مينا التجاوب مع الطعم لأنها تشعر بأنه يرمى طعما لها . ولكنها لم تفهم السبب. مادام لديه ريبيكا فلماذا يستمر فى تعذيبها؟

ذكرها غايف:- وعد ميردوك أن تبقى أسبوعين أو ثلاثة.

- لكننا أنهينا الفصول الثلاثة.

- نستطيع المباشرة بفصول أخرى وما أشد ما ستكون سعادة ميردوك حين نفعل. ولم تستطع الانكار..

سألها بعذوبة :- لم العجلة؟ أنت تهينينى خاصة أننى تجشمت عناء دعوة خطيبك هذا الصباح .

كادت مينا تغص بقهوتها .. وتلاشى اللون عن وجهها.. كارسون هنا ! أغمضت عينيها يا الله .. ماذا ستفعل الان ؟ فلن تدوم حقيقة خطوبتها لحظة أمام غايف وما ان يفهم الحقيقة حتى يبدأ بتمزيق ما تبقى من كرامتها واحترامها لنفسها هذا عدا حبها له .

- اتظنين أن اليوم مناسب لتحديد موعد الزفاف أمام الجميع لتحرجيه ؟

صرخت بتهور :- أكرهك ! أكرهك !

دفعت كرسيها الى الوراء وخرجت من الغرفة وفى داخلها رغبة مجنونة تدفعها الى الرحيل، ولكن عنادها وشجاعتها لم تسمحا لها بذلك. ان قدر لها الخزى والذل فلتتحل بالشجاعة لمواجهة الامر بصلابة.

مر الصباح بطيئا بعد الحادية عشرة سمعت مينا وقع حوافر جياد.. كانت فى الردهة واقفة فى مكانها مسمرة عندما تقدم غايف قائلا :- حسنا .. ألن ترحبى به ؟

تحركت كالرجل الالى نحو الباب ولكن الشمس أعمت بصرها ... مينا .. يا الله ! ماذا تفعلين هنا ؟

رفعت مينا رأسها تحجب عينيها بيدها .. كان كارسون يمتطى جواد الصيد الذى يحتفظ به فى اسطبل والديه، والى جانبه كوليت سالنجر الانيقة المتشامخة فوق صهوة فرس أصيلة ..

تحب مينا الجياد، ولكنها تخافها قليلا .. ارتدت قليلا وعيناها متسعتان فى خوف مفاجئ بعدما تراجعت فرس كوليت التى راحت ترفس الهواء بقوائمها بسبب سوط فارستها الذى شق الهواء قبل أن يضرب الحيوان على جانبه ، ليندفع الى الامام ، وعيناه تدوران بغضب مهدد.

لاتدرى ما حدث بعد ذلك فما هى الا لحظة حتى كانت على مسافة امنة من الجوادين ولكنها فى اللحظة التاليةوقفت تحدق برعب الى فرس كوليت التى اقتربت منها وحوافرها تنخفض نحوها ببطء .. ببطء..

- كيكورد! كسر صوت غايف الغاضب شلل أفكارها ثم شعرت بذراعيه تبعدانها عن خطر الفرس الداهم .

سمعت غايفنغ يقول بغضب :- بالله عليك يا رجل .. لماذا لم تفعل شيئا ؟ كادت تقتلها !

خرقت ضحكة كوليت الحادة الساخرة جو الصياح :- لاتكن سخيفا ! لم تكن فى خطر حقيقى .. كان عليها الابتعاد عن طريقى .. انها لا تعرف الاشياء الاساسية عن الجياد .. هذا كل شئ .

انقطع الكلام حالما وصلت سيارة ما وعندما تعرفت مينا الى سيارة ميردوك أخذت تعدو نحو ميردوك الذى كان قد ترجل منها .

- مينا .. يا فتاتى العزيزة .. أنهيت أعمالى فى ايطاليا باكرا وقررت العودة لأرى كيف تسير الامور هنا .

قال غايف بهدوء :- تلقت لتوها صدمة غير سارة .

ثم التفت الى كارسون وكوليت ليقول بحقد :- أما كنتما على وشك الرحيل ؟

صاح كارسون :- أردت التحدث اليك عن الصيد .. اسمع أظن أن الوقت قد حان لتقبل المنطق. ثمة أناس فى هذه المنطقة لا يرحبون بوجود عصابة من المتشردين تدور حولهم ..

قالت كوليت بنبرة حادة :- أجل .. والدى قاضى فى المنطقة، ولا يوافق على هذا .. أنه أمر غير مناسب .

بدا صوت غايف لمينا هادئا الى درجة الخطر فارتجفت وهى بين ذراعى ميردوك :- لا! حسنا.. أؤكد لك آنسة أن فى المنطقة أناسا ينظرون الى بنى جنسى نظرة مختلفة عن نظرتك ولهؤلاء الناس وزنا يفوق وزن ابيك .

أدارت كوليت فرسها فى دائرة كاملة ، وقادتها من حيث أتت يلحق بها كارسون .التفت غايف يسأل مينا بفظاظة :- أتظنين حقا أنك ستجدين السعادة مع حياة كهذه ومع آراء ضيقة الافق كتلك التى تفوها بها ؟

لم تستطع النظر اليه واكتفت بان التفتت الى ميردوك قائلة :- أريد الرحيل .. أرجوك ميردوك .. أيمكننا الرحيل ؟

************************************************** *****


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.