آخر 10 مشاركات
347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          [تحميل] مشكلتي مع كلمة / للكاتبة الفيورا،سعودية (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          168 – فارس الأحلام -روايات ألحان (الكاتـب : Just Faith - )           »          167 – الوردة الحمراء -روايات ألحان (الكاتـب : Just Faith - )           »          165. قبلة العام الجديد.. روايات ألحان (الكاتـب : بلا عنوان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-12, 01:48 AM   #11

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع


سوري على التأخير .. بس لان بالاجازة انشغلت شوي ..


www.rewity.com

الفصل السابع
لقد أحبت أوليفيا الطريقة التي كان يعاملها بها كلينت حين يحضران معاً المناسبات المتنوعة .. والطريقة التي يبتسم فيها لها . ولكن كان عليها أن تذكر نفسها على الدوام ، بأن كل ذلك لم يكن سوى تمثيل ليبعد النسور عنه . ولكن ذلك كان يبدو لها أحياناً حقيقة إلى حد كان يعجبها التفكير في أنه لايخرج عن كونه مجرد إدعاء .
وفكرت ، ذات مرة في السهولة التي أصبحت عليها الأشياء ، وكانا خارجين من الفندق الكبير بعد قضاء سهرة هامة . وكانت تشعر الآن بالراحة إذ أصبحت تعرف مسبقاً ما سيكون . إذ منذ قررت أن لا تستسلم للخوف ، أمكنها أن تشعر بالارتياح .
كان الهواء بارداً رطباً ، فأسرعا نحو الفيراري الدافئة التي كانت في انتظارهما ، وعندما استقرا في مقعدهما ، سألها : " هل تريدين أن تشربي شيئاً ؟ "
فهزت رأسها قائلة : " كلا شكرا "
فألقى نظرة على ساعته ثم تحوّل يفتح التلفزيون الصغير ، وهو يسألها : " ثمة امرأة أعرفها ستتكلم الآن "
عاد وقال : " ها هي ذي " وكانت المرأة التي قدمها البرنامج شقراء صغيرة الحجم ذات عينين زرقاوين عميقتين وبشرة لونتها الشمس بشكل جميل ، وكان اسمها ناتالي ميلتون .
قالت اوليفيا : " إنني اعرفها ، إنها رسامة وهي تعيش في أفريقيا ، وقد ذهبت معك إلى معرضها "
فقال : " إذن ، فأنت ما زلت تذكرين ذلك "
فأجابت : " طبعاً أذكر ذلك ، فقد عشقت رسمها . إنها متألقة قوية الألوان " وعادت تراقب البرنامج مستمعة إلى المقابلة ، فقد بيعت احدى لوحاتها في مزاد علني حيث ذهب ثمنها إلى ميتم صغير في إيف باركو .
نظرت اوليفيا بدهشة إلى كلينت قائلة : " إيف باركو ؟ "
أجاب : " إنه عالم صغير ، فوالد زوجها ألفريد رودجرز وأبي كانا صديقين . ولديهم منزل في إيف باركو أيضاً "
قالت : " لقد أخبرتني باميلا عن الميتم ، هل رأيته ؟ "
أجاب : " رأيته عدة مرات " . ونظر إليها بحدة ، وبدا عليه وكأنه يريد أن يقول شيئاً ولكنه غير رأيه .
استمعا بصمت إلى بقية المقابلة . وتساءلت هي عما إذا كان عليها أن تسأله عن مجيء أطفال الميتم إلى فيلادلفيا للعلاج . ولكنها فضلت الصمت خوفاً من أن يضايقه أن يعلم أن باميلا تتحدث عنه في غيابه ، ومضت تحدّق من نافذة السيارة إلى ظلام الليل الحالك .
قالت : " إن الثلج يتساقط انظر . إنه يتكاثف . لقد توقعوا في النشرة الجوية ان العاصفة الثلجية لن تحدث "
أجاب : " لقد كانوا على خطأ " . وضغط على زر المكالمة مع السائق يكلمه ، ثم استدار إليها قائلاً : " لقد كان يستمع إلى النشرة الجوية . إنهم يتوقعون أن يكون الثلج بارتفاع ست إنشات إلى عشرة . وقد أصبح الآن في الغرب حوالي عدة إنشات . آلان يقترح أن نعود إلى بيتي ، إذ ليس من المعقول ان نحاول الذهاب إلى فريندلي هذه الليلة . فالأفضل أن تمكثي عندي " .
أجابت : " إنني لن أذهب للعمل غداً على كل حال . إذ في حالة سقوط ذلك المقدار من الثلج فإن المدارس ستقفل أبوابها . أرجو أن تكون الطرقات صالحة غداً لكي يتمكن آلان من أخذي إلى بيتي "
سألها : " هل ثمة حاجة بك إلى العودة إلى بيتك ؟ "
ابتسمت وهي تنظر في عينيه قائلة : " نعم ، إنني أريد أن ألعب بالثلج مع أولاد الجيران " أضافت بجد : " إن الأولاد يعتمدون عليّ فهم دوماً يأتون إليّ يجرونني خارجاً عندما يتساقط الثلج ، حيث نصنع منه رجالاً وأكواخاً ثم نبدأ نتقاذف بكرات الثلج . وبعد أن تتجلد أطرافنا من الصقيع نعود جميعاً إلى بيتي حيث نشعل المدفأة ونتناول شراب الكاكاو الساخن . إن هذا تقليد ابتدأت به جدتي " .
قال : " وأنت لا تريدين أن تخيبي أملهم هذه المرة ! "
قالت ضاحكة : " طبعاً لا "
وقفت الفيراري أمام شقة كلينت وساعدها آلان على النزول . وكان الهواء نقياً بارداً وقد غطي ستار أبيض العالم أجمع وخرجت من تحت المظلة الممتدة من البناية إلى الرصيف لتقف تحت الثلج ، وقد أحكمت لف شالها حول كتفيها ، وأخذت تتنفس بعمق وهي تقول : " إن رائحة الثلج رائعة " .
قال كلينت : " ادخلي قبل أن تموتي من البرد في ثوبك هذا " .
أخذت تنظر إليه ، إلى هذا الرجل الكبير في بذلة السهرة والثلج على شعره الأسود وهو يتنفس بعمق . واكتسحتها موجة جارفة من الشوق . لقد كانت متلهفة إلى أن تزيل هذا الوقار ، وتخترق ذاك التحفظ . كانت تريد ذلك الدفء الكامن تحت ذلك الغطاء البارد المتزمت . الدفء الذي كانت تلحظه يتألق خلف الابتسامة النادرة في عينيه . تريد أن تسمعه يضحك بصوت عال ، أن تراه مسترخياً يتحدث دون مبالاة ، أن تراه بعيداً عن أولئك الذين يتحدثون معه عن الأعمال والصفقات .
ابتسمت له قائلة : " تعال معي غداً صباحاً . تعال والعب معي بالثلج "
وكرر قولها بصوت منخفض : " تريدينني أن أحضر لألعب بالثلج معك ؟ "
أجابت : " نعم "
لمعت عيناه بابتسامة وهو يقول : " إنها دعوة لا تقاوم "
قالت : " ولكن غداً هو الأربعاء وعليك أن تعمل جاداً "
أجاب : " هذا صحيح ، ولكن ليس أثناء تساقط الثلج "
حملقت فيه قائلة : " أصحيح ؟ هل تعني ... "
ارتسمت على شفتيه ابتسامة ملتوية وقال : " الآن ، يجب علينا حقاً أن نصعد إلى البيت وإلا أضرّ البرد بك "
وقادها إلى داخل البناية ثم إلى المصعد . وفجأة أخذت ترتجف وهي تشعر لأول مرة بمقدار ما تحس به من البرد ، وعندنا دخلا الشقة قال : " الأفضل ان تتناولي شيئاً يبعث فيك الدفء " .
وكان جمال المنظر من النوافذ ، مذهلاً كان المنظر العام للثلج يتألق بالأنوار كالماس .
وضع كرسياً بجانب النافذة قائلاً : " اجلسي هنا . وسأحضر لك شيئاً "
جلست تتأمل المنظر ومازالت ترتجف قليلاً وعاد هو يحمل صينية عليها كوبان من الكاكاو الساخنة .
نظرت إليه بدهشة وهي تأخذ الكوب الحار بيديها الباردتين . وأخذت ترشف منه بشراهة . وسحب هو كرسياً آخر إلى جانبها ليجلس عليه . ومن ثم أخذا يتمليان من ذلك المنظر وقد ران عليهما الصمت ، وهما يرشفان الشراب .
وشعرت بالدفء ونظرت إليه شاعرة بالشوق إليه يعود متسللاً إلى داخلها مرة أخرى .
وأنهت شرابها ، فوقفت قائلة : " أشكرك . كان هذا لذيذاً جداً "
وقف هو أيضاً وعيناه في عينيها . وأبتدأ قلبها يخفق . قال باسماً وقد لانت أسارير وجهه الحادة : " ليلة سعيدة يا اوليفيا "
قالت تجيبه بصوت أجش منخفض : " ليلة سعيدة " واستدارت خارجة من الغرفة بسرعة .
* * *
أصابت كرة ثلجية كلينت في ظهره تماماً ، وتعالت الأصوات : " ها سيد ، أنت ميت " وأسقط كلينت نفسه على الثلج واوليفيا معه بينما تصاعدت هتافات النصر من جيش من الأولاد .
استلقت اوليفيا على الثلج وقد شعرت بالارتباك .
قال لها : " لا تظهري مثل هذه الدهشة ، فأنا أستطيع أن أمثل دور الميت مثلهم تماماً "
وفي اللحظة التالية ، كان الأولاد يتجمعون حولهما وهم يتلوون من الضحك ، هاتفين : " إنه ميت ، هما الاثنان ميتان فنلدفنهما "
وفتح كليينت عينيه ونظر إلى اوليفيا قائلاً : " عندك هنا أطفال متعطشون للدم "
أجابت : " لا تلمني . فلست أنا من رباهم "
قال : " لا بد أن السبب هو التلفزيون والفيديو "
وابتدات الأيدي الصغيرة تكوّم الثلج فوقهما ، فقال لها : " لا أظنهم سوف يفعلون ذلك حقاً ... "
قاطعته : " إنهم طبعاً سيفعلون . والآن استلق وتظاهر بالموت "
وكان القول أسهل من الفعل كما أدركت اوليفيا . فقد كانا مستلقيين . وتساءلت عما جعله يأتي معها ذلك الصباح . كان الثلج يغطيهما إلى الأعناق بينما الأولاد يصيحون ويرقصون حولهما رقصة الفوز .
ولم تستطع الاحتمال أكثر من ذلك ، فصاحت تقول : " من منكم يريد فنجاناً من الكاكاو وكعكة حلوة ؟ "
وهتف الجميع فرحين فأخذت تكافح لكي تخرج من تحت الثلوج . وهمس كلينت : " جبانة "
وقف بجانب الباب ويده على المقبض . كان الأولاد قد ذهبوا ليعود البيت هادئاً مرة أخرى . وقال : " أشكرك للعب بالثلج . فقد كان منعشاً جداً "
ابتسمت قائلة : " أهلا وسهلاً بك "
ألقى عليها نظرة طويلة صامتة ، وبدا التردد في عينيه لحظة ، ثم قال بلطف : " كان يجب أن تنجبي أولاداً "
أجابت : " إنني أتمنى ذلك ، ولكن قبل ذلك عليّ أن أجد لنفسي زوجاً ، ومن الأفضل أن يكون ذلك بالطريقة المعتادة "
سكت لحظة ، ثم سألها : " وهل تظنين أنك ستجدين زوجاً هنا في هذه الأنحاء ؟ "
قالت : " وما الخطأ في هذه الأنحاء ؟ " ولم تفهم السبب في شعورها المفاجئ هذا بالغضب والتحفز للدفاع .
هز كتفيه قائلاً : " ماذا تجدين هنا ؟ أهناك سوى المزيد من الرجال المتزوجين والفلاحين المتزوجين ، وكبار السن . إنك لن تجدي أحداً هنا تتزوجينه "
قالت بعناد : " إنني أحب العيش هنا ، وهذا قد يجعلني أكبر في السن لأصبح معلمة عانساً غريبة الأطوار "
قال : " لتحيكي الكنزات وتجلسي قرب أطفال الآخرين عندما يخرجون وترسلي صناديق الأطعمة إلى المحتاجين الجائعين ؟ "
ثار غضبها ، وربما كان ذلك في الحقيقة خوفاً أكثر منه غضباً . الخوف من أن يكون كلامه صحيحاً وأنها قد لا تجد أبداً الرجل الذي تشاركه حياتها . الخوف من أن لا تشعر نحو رجل آخر نفس الشعور الذي تشعر به نحوه ، بينما هو طبعاً ليس معروضاً للزواج .
قالت وقد سرى التوتر في جسدها : " يمكنني أن أفكر في أشياء أسوأ من هذه . على كل حال ، ما الذي يهمك أنت من أمري ؟ فأنا لست إلا موظفة مؤقتة عندك وعندما ينتهي موسم الإجازات لن يعود لك بي حاجة ولن تراني مطلقاً بعد ذلك . فلا حاجة بك للقلق عليّ "
كانت بهذا تكلم نفسها أكثر مما تكلمه ، إن عليها أن تعتاد على هذه الفكرة ، وتشدّد من عزيمتها ضد مشاعرها . وعلى كل حال فهذا هو ما سيحدث في النهاية .
وتفرّس في وجهها بصمت دون أن تنبئ ملامحه عن شيء ، ليقول بعد ذلك : " هذا صحيح " ثم استدار فجأة وخرج .
وغاصت في مقعدها وهي تشعر بقلبها يتمزق .
مساء الأحد ، كان هناك احتفال خيري ، وبعدها أخذها كلينت إلى مطعم صغير لتناول عشاء متأخر ، وكانت هي المرة الأولى التي يخرجان فيها وحدهما . فقد كان هنالك دوماً أناس حولهما . معارف اصدقاء .
وبدا عدم وجود آخرين حولهما ، شيئاً غريباً نوعاً ما .. ولكن هذا أعجبها إذ كان بإمكانها أن ترتاح من القلق بشأن ما عليها أن تقوله أو لا تقوله .
وكانا بانتظار ما طلباه من عشاء ، عندما مدّ كلينت يده إلى جيبه الداخلي ليخرج منه شيئاً ناولها إياه عبر المائدة ، وهو يقول : " هاك ، إنني أريدك أن تأخذي هذا " .


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 11:18 AM   #12

sahar jamal

? العضوٌ??? » 269969
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 168
?  نُقآطِيْ » sahar jamal is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sahar jamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 12:53 PM   #13

sahar jamal

? العضوٌ??? » 269969
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 168
?  نُقآطِيْ » sahar jamal is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sahar jamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-12, 01:06 PM   #14

ahooood
alkap ~
 
الصورة الرمزية ahooood

? العضوٌ??? » 140891
?  التسِجيلٌ » Sep 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,767
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ahooood has a reputation beyond reputeahooood has a reputation beyond reputeahooood has a reputation beyond reputeahooood has a reputation beyond reputeahooood has a reputation beyond reputeahooood has a reputation beyond reputeahooood has a reputation beyond reputeahooood has a reputation beyond reputeahooood has a reputation beyond reputeahooood has a reputation beyond reputeahooood has a reputation beyond repute
?? ??? ~
✅التظاهر بالسعادة رغم آلامك، لا يعكس إلا قوة شخصيتك .أن سلامة الصدور وراحة البال والنفس تتطلب منا تنقية القلوب من الأمراض التي لا تضر سوانا💕
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ahooood غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 27-11-12, 12:53 AM   #15

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي

saher Jamal
ahooood

ألف شكر على مروركم الغالي ..


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-12, 12:56 AM   #16

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثامن


الفصل الثامن
نظرت اوليفيا إلى الشيك الذي ناولها إياه ، ثم عادت تنظر إلى كلينت . ولكن وجهه لم يوضح لها أي شيء .
قالت : " إنني أريدك أن تأخذيه وتنفقي منه على نفسك "
أخذت تحدق في الشيك بين يديها . كان مبلغاً ضخماً ، بالنسبة إليها على الأقل ، هل تراه يشعر بالأسى لأجلها ؟ هل يظن أنها فقيرة ، تعيش في بيت صغير ، وتأكل حساء جذور الخضار وتطهو طعامها بيدها .
ولكنها ليست فقيرة ، ان بامكانها أن تعيش في الضواحي في بيت مرفه ذي تدفئة مركزية لو أنها شاءت ، فلديها وظيفة جيدة وحالتها على ما يرام .
قال : " ليست المسألة هي الحاجة إليه ، وإنما المسألة هي أن تأخذيه فقط وتنفقيه ، انفقيه على أي شيء مهما يكن تافهاً "
هزت رأسها ببطء قائلة : " كلا ، يا كلينت انني لا أريده . انني لا استطيع قبوله " انها لا تريده ولو لتنفقه على أشياء تافهه كما يقول .
قال : " إنني أصر على ذلك ، يا اوليفيا " والتقت اعينهما وقد بان التصميم الكامل في عينيه، وهو يتابع قائلاً : " لقد حان الوقت لكي يعطيك شخص ما شيئاً "
نظرت إليه بدهشة ، قائلة : " لا أدري ماذا تعني "
أجاب : " انك على الدوام تعطين من ذاتك ، العطاء هو عملك المستمر . إنك تنفقين الساعات تعملين لمؤسسة ميرسي حيث تهتمين بأناس آخرين ، فترسلين إليهم الطعام والأغطية ، وتفتشين لهم عن أعمال وبيوت يسكنون فيها ، وتسافرين للعناية بأقربائك المرضى ، إضافة إلى أعمال أخرى لا أعلمها بعد "
تأوهت بخيبة أمل ، ثم قالت : " كلينت ، انني أحب القيام بكل هذا ! كما انني لا اقوم بذلك وحدي ، فمن فضلك لا تجعلني أبدو وكأني شهيدة "
قال : " ولكنني فقط أريد أن أقدم لك شيئاً ، يا اوليفيا ، فما الخطأ في ذلك ؟ "
هزت رأسها قائلة : " ليس ثمة ما يستدعي ذلك ، ولقد سبق وقدمت إلى مؤسسة ميرسي هبة سخية ، وعلى هذا قامت الاتفاقية بيننا " منتدى روايتي الثقافية .
قال : " ولكن هذا لا يتعلق بالعمل "
عضت شفتها قائلة : " إذا كان لا يتعلق بالعمل فما هو إذن ؟ "
شعرت فجأة بخفقات قلبها ترتفع دون أن تدرك السبب .
أجاب : " إنه هدية .. هدية شخصية فقط مني إليك ، بسيطة جداً "
شخصية ؟ ونظرت في وجهه متسائلة عما يدور في ذهنه ، إنه يبدو مهتماً فقط في معرفتها ، ولكنه لا يريدها أن تعرف شيئاً عنه . أما كل هذا فما هو سوى أشياء مؤقتة ، كما أنه لا يدين لها بشيء . قالت له بدعابة : " ليس عليك أن تمنحني شيئاً ، قدم لي علبة شوكولاته وسأقبلها منك "
ورغم مهارته في اخفاء تعابير وجهه ، فقد بدت الدهشة واضحة على وجهه ، وهو يقول : " إنك ترفضين هذا الشيك ولكنك تقبلين علبة من الشوكولاته ؟ "
حملقت فيه بعينين متسعتين بكل براءة وهي تحاول منع نفسها من الضحك ، قائلة : " نعم علبة كبيرة "
استند كلينت إلى مسند كرسيه يتفرس في وجهها بصمت . منتدى روايتي الثقافية .
وضعت اوليفيا الشيك على غطاء المائدة وهي تقول : " مازلت لا أفهم لماذا تريدني أن أخذ هذا ؟ "
مضت فترة صمت ثم قال بهدوء : " لقد جعلتني اشعر باستقرار نفسي يا اوليفيا ، فأنا أستمتع بصحبتك انك تبعثين البهجة في نفسي والبسمة إلى شفتي ، فأنا أريد فقط أن أعطيك شيئاً بالمقابل "
حدقت فيه ، لم تستطع أن تصدق أذنيها ، ثم سرى في نفسها شعور غريب . شعور هو مزيج من الحزن والرقة البالغة .
قالت : " انك لا تدفع للآخرين أجراً لأنك تشعر معهم بالبهجة والاستقرار النفسي يا كلينت ، فهذا يأتي مجاناً "
لم يقل شيئاً وبدا وكأنه يخفي مشاعره وراء ملامحه الجامدة هذه .
عادت تقول برقة : " إنك تظن أن كل شيء يمكن بيعه . وأنك إذا أردت شيئاً يمكنك شراؤه بالمال ، وأن الآخرين اذا منحوك شيئاً أو قاموا نحوك بشيء فهم يتوقعون منك شيئاً بالمقابل " ونظرت في وجهه وهي تعض شفتها ثم تتابع قائلة : " حسناً ، إنك على خطأ يا كلينت ، فبعض الناس يظهرون المودة نحوك أحياناً لمجرد أنهم يشعرون بذلك ، وأحيانا يقدم بعض الناس شيئاً من ذاتهم ، لأنهم فقط يشعرون بالبهجة لذلك " والتقطت الشيك وطوته بعناية ، ثم وضعته في يده وهي تقول : " أنني لا أريد نقودك يا كلينت " .
وعندما انتهيا من الطعام ، اوصلها كلينت إلى بيتها إذ أن عليها تعليماً في المدرسة في صباح اليوم التالي .
وكانت قد استمتعت بالعشاء كما أنهما لم يتطرقا بعد ذلك إلى ذكر النقود .
مشى إلى الباب حيث أخذ المفتاح من يدها وفتح لها الباب . قالت : " أشكرك لأجل العشاء " وبدت هذه الجملة رسمية على غير ما كانت تنوي " .
أجاب : " إنني من عليه أن يقدم الشكر . ليلة سعيدة يا اوليفيا " ثم استدار مبتعداً نحو سيارته الفيراري .
دخلت اوليفيا ، ثم أغلقت الباب ، وهي لا تكاد تتمكن من التقاط أنفاسها . وكانت ساقاها ترتجفان فتهالكت على الأريكة .
ما الذي كان يريده منها ؟ كان هذا هو السؤال الذي سيطر عليها طيلة الليلة القلقة هذه واليوم التالي . وحال اضطرابها دون أن تصل إلى قرار . وبدا الضيق على الأطفال في الصف ، ولكن ربما كان ذلك انعكاساً لغياب ذهنها هي .
بقيت كلمات سبق لكلينت أن نطق بها ، تراودها دون انقطاع طيلة النهار ، فترى فيها رسالة ما ، فشلت هي في ادراك معناها . لقد قال : " أنها هدية شخصية ، وانني فقط أريد أن أعطيك شيئاً بالمقابل " .
كان يشعر بأنها قد منحته شيئاً ، فشعر بجميلها عليه ، ذلك أنه لم يعتد على الأخذ في نهاية العلاقة ، دون شك . لقد كان هو الباذل على الدوام للهدايا والمساعدة . فهو يريد أن يحتفظ بالتوازن من هذه الناحية بينه وبين الآخرين .
لا بد أنه استخلص من هذه الاتفاقية التي أقامها معها ، أكثر مما اشترط ، هل هذا هو السبب ؟ هل تراه شعر .. وأزاحت شعرها عن وجهها بحيرة ، لتركز ذهنها على اللوح الأسود في الصف . وبعد وصولها إلى بيتها بوقت قصير بعد ظهر ذلك النهار ، وقفت سيارة أمام بيتها لتسلمها علبة ضخمة ذهبية من الشوكولاته .

قالت سيليا بابتسامة عريضة وهي تنظر بشراهة إلى العلبة الضخمة على مائدة القهوة في بيت اوليفيا ، وكانت قد وصلت بعد دقائق من وصول العلبة : " ان الحاسة السادسة عندي عظيمة "
أجابت اوليفيا : " وكذلك توقيت مجيئك كان عظيماً "
قالت سيليا :" لم أر قط من قبل علبة بهذا الحجم ، هل ستفتحينها ؟ "
أجابت : " كلا ، بل سأغمسها كلها في البرونز ، ثم أتركها للأجيال القادمة ... طبعاً سأفتحها "
قالت سيليا : " إن الشريط الحريري وحده الذي يحيط بها لا يقل ثمنه عن خمسة دولارات " وكانت تلقي بملاحظاتها هذه بينما كانت اوليفيا تزيح الشريط . ورفعت الغطاء ، لتحدقا لحظة بدهشة وذهول في ذلك العرض البالغ الجمال للشوكولاته في الداخل .
قالت اوليفيا متصنعة الجد : " أية حبة تظنينها أفضل مذاقاً ؟ "
أجابت سيليا على الفور بلهجة رزينة : " لن يمكنك معرفة ذلك إلا إذا جربتها جميعاً "
قالت أوليفيا : " حسناً ، فلنبداً إذن "
وبعد التهام ثلاث قطع ، شعرت اوليفيا بالرغبة في الضحك ثم ذهبت إلى المطبخ تسكب القهوة ، بينما قالت سيليا : " هذه الحبة ممزوجة بالجوز . إنها رائعة " ونظرت إليها بعينين ضيقتين وهي تسألها : " لماذا أهداك كلينت هذه العلبة ؟ "
أجابت : " أنا طلبتها منه "
حملقت سيليا فيها قائلة : " هل طلبت منه علبة شوكولاتة ؟ "
أجابت بابتسامة عريضة : " نعم ، لقد كان أعطاني شيكاً بمبلغ ضخم ، ولكنني أخبرته أنني لا أريد نقوده ، وأن بامكانه أن يعطيني بدلاً منه علبة شوكولاته " وكانت سيليا تستمع إليها فاغره فاها ذهولاً . وعندما انتهت القصة ، استمرت سيليا صامتة لحظة ، وهي تفكر وأخيراً قالت لها : " ربما كان يهدف من ورائها إلى أن يقول لك شيئاً "
سألتها اوليفيا : " مثل ماذا؟ "
أجابت سيليا : " إنه يريدك ، لقد جذبته أنت . إنه يحاول أن يشتريك لئلا يشعر ، بعد ذلك ، بالذنب ، وهذا لا يعني أنه ممن يشعرون بالذنب "
شعرت اوليفيا بقلبها ينبض فقالت : " هذا جنون " إنها لم تقتنع بكلامها هذا تماماً . ولكن ، هل من الممكن أن يكون صحيحاً ؟
قالت سيليا : " إن الأغنياء يقومون بأشياء جنونية . هل قرأت في الصحيفة عن ذلك الرجل المغني الذي بنى لكلبه ضريحاً مصفحاً بالذهب ؟ لقد كلفه ذلك ... "
قاطعتها اوليفيا قائلة وهي تنظر إلى ساعتها : " لقد قرأت ذلك " وأغلقت العلبة قائلة : " إن آلان سيكون هنا بعد نصف ساعة ، وما دمت هنا ، لماذا لا تساعديني على تحضير المعلبات للتسليم ؟ "
قالت سيليا : " هل أنت خارجة مرة أخرى ؟ .. آه ! ... كيف يمكنك أن تسوي أمورك مع مواعيدك هذه كلها ؟ "
أجابت : " إنها حفلة عشاء فقط وسأعود باكراً "
ولم تكن حفلة العشاء أمراً مهماً ، ولكنها كانت ، بالتأكيد ، أكثر المناسبات التي تحضرها مع كلينت مللاً . وبعد أن وقفت عشرين دقيقة تستمع بأدب إلى الحديث عن البضائع المخزنة ، والسندات الحكومية ، تمكنت من الهرب إلى استراحة السيدات .
كانت الاستراحة مترفة متألقة كبقية غرف الفندق ، ذات أرضية رخامية ومرايا كبيرة وأمكنة للجلوس ذات كراسي مريحة . وجلست أمام المرآة وأخرجت قلم أحمر الشفاة . ولكن قبل أن تتاح لها الفرصة لتضع منه على شفتيها ، فتح الباب ودخلت منه سيدة .
كانت المرأة هي آن ، وكانت ترتدي ثوباً أسود وعقداً من ألماس له برودة عينيها .
خفضت اوليفيا يدها وهي تتمنى أن تحافظ على السكينة ورباطة الجأش .
قالت آن : " لقد رأيتك وأنت تدخلين الاستراحة . انني أريد أن أوجه إليك كلمة "
رفعت اوليفيا قلم أحمر الشفاة إلى شفتيها وهي تنظر إليها في المرآة قائلة ببساطة : " هيا ، تكلمي "
قالت آن : " أحب أن أوجه إليك نصيحة ، أظن من الأفضل لك أن تدعي كلينت وشأنه . إنك بهذا توفرين على نفسك الكثير من الحسرة "
سألتها اوليفيا : " ولماذا ؟ "
أجابت : " إنه خارج عن سربك ، يا فتاة "
أومأت اوليفيا برأسها قائلة : " إنك محقة في هذا "
وأنهت وضع الصباغ على شفتيها ، ثم أعادت القلم إلى حقيبتها المسائية لتتابع قائلة : " وأظنك تريدينه لنفسك ؟ "
فوجئت آن بذلك . فابتسمت اوليفيا قائلة : " ولكنني لا ألومك ، فهو غني ووسيم وذو نفوذ وسلطة . وجذاب جداً "
قالت آن وعيناها تلمعان : " استمعي إلي يا صاحبة المكائد . أتركيه وشأنه إذا كنت تدركين ما هو الصالح لك "
تنهدت اوليفيا قائلة : " إنني أحاول ذلك ، ولكنه لا يدعني أذهب ، أتريدين الحقيقة يا آن ؟ إنني لا أدري ما الذي يجده في شخصي . إذ ليس عندي ما أقدمه له . ليس لدي المال ، ولا الخلفية اللامعة ، ولا الشهرة " وحملقت في آن متابعة : " ما تظنين السبب ؟ أممكن أن يكون هذا حباً صادقاً ؟ "
تصلّب وجه آن بالعنف المكبوت وهي تقول : " أتظنين نفسك ماهرة ؟ ولكن إياك أن تخدعي نفسك لأنك ستندمين في النهاية " ومن ثم استدارت خارجة .
تبعتها اوليفيا بعد دقيقة واحدة ، فنظرت حولها تفتش عن كلينت ، ورأته واقفا وقد وقفت آن إلى جانبه . فمشت إليهما ، وابتسم لها كلينت وهو يقول : " كنت اتساءل أين عسى أن تكوني "
ابتسمت له بحب ، وقد رأت آن في الناحية الأخرى تراقبهما ، ثم قالت : " لقد كنت في استراحة السيدات . وقد هاجمتني احدي المعجبات بك طالبة مني أن أدعك وشأنك ، وذلك لصالحي ، طبعاً "
رفع حاجبيه الأسودين يسألها : " من هي تلك المرأة ؟ "
أجابت : " إنها إمرأة شقراء طويلة القامة وترتدي ثوباً أسود " أدار رأسه نحو آن التي تجمدت كالصخر . وابتسمت اوليفيا قائلة : " آه ، لا تغضب منها ، يا كلينت ، فهي لم تقصد أي ضرر . لقد قالت إنك من غير سربي ، وإن علي أن أجنب نفسي الكثير من الحسرة في الواقع أظنها على حق "
نظر كلينت إلى آن وقد تجلت البرودة على ملامحه ، وهو يقول بأدب متكلف : " إنني شاكر لك اهتمامك باوليفيا ، ولكنك تنالين حظوة عندي وعند غيري أكثر مما لك الآن لو أنك التزمت شؤونك الخاصة " .
تمالكت آن نفسها لتقول : " إنني أعتذر إذا كنت سببت لك بذلك أي استياء . والآن ، استأذن بالذهاب ، فهناك شخص أريد أن أتحدث إليه . إلى اللقاء "
وأطلقت اوليفيا نفساً طويلاً ، وتأملها كلينت فترة ، ثم هز رأسه قائلاً : " يا للهول ، يا اوليفيا . لقد جعلت لنفسك عدوة "
قالت : " لقد كانت عدوتي منذ اليوم الأول الذي عرفتها فيه ، ولا أظنها العدوة الوحيدة . لقد أردتني أن أبعد عنك . حسنا أنها وظيفة كريهه" ونظرت إليه وقطبت جبينها وهي تتابع قائلة : " أتعلم أن هذا جعل في شخصيتي ناحية سيئة لا أحبها ؟ "
وشعت عيناه دفئاً وهو ينظر إليها ، ثم قال : " حسناً ، أنك تعجبينني كما أنت ، وبكل نواحيك السيئة ، تعالي لنشرب بعض المرطبات بعد ذلك المشهد الصغير "
شعرت بالارتياح حين أخبرها كلينت بعد ذلك بساعة أن وقت ذهابهما قد حان .
قال لها بعد أن استقرا في الفيراري : " لم أرك تزاولين أي نشاط "
أجابت بمرح : " حسناً ، إن لهذا سبباً وجيهاً "
نظر إليها من جانب عينه بسرعة وهو يقول : " نعم ، هذا صحيح " وانتقى شريطاً موسيقياً وضعه في المسجل لتنبعث منه الموسيقى الرقيقة تملأ الجو . وقالت : " كلينت ؟ "
أجاب : " نعم "
ارتفعت نبضات قلبها بعصبية وهي تقول : " لم لا تريد أن تتكلم عن نفسك ؟ "
هز كتفيه قائلاً : " إنني لا أجد نفسي موضوعاً يستدعي الاهتمام بشكل خاص ، لكي يستحق الحديث عنه "
عضت شفتها قائلة : " إنني أريد أن أعرف عنك المزيد "
قال : " ولماذا ؟ "
شعرت بمعارضته ، وبشيء لا يكاد يكون محسوساً من الحذر، وقد ضاقت عيناه .
قالت : " إننا نتكلم دوماً عن نفسي ، ولكنك لا تتكلم مطلقاً عن نفسك . عن مشاعرك ، ماهي أحلامك ؟ ما الذي يجعلك سعيداً ؟ هذا شيء طبيعي بين الناس . أليس كذلك ؟ إننا نتحدث عن أنفسنا ليعرف بعضنا البعض "
قال بهدوء : " إنك لست بحاجة إلى أن تعرفيني ، يا اوليفيا "
حدقت إليه ، إلى وجهه الذي لم يكن سوى قناع مهذب . وكان الألم الذي شعرت به من العمق بحيث أخذت تغالب دموعها .
في اليوم التالي ، وكانت الساعة الخامسة ، مرت بها سيليا مرة أخرى ، وقد أمتلأت سيارتها بهبة من الأطعمة ووضعتا كل شيء على الرفوف في الغرفة الخاصة بمؤسسة ميرسي . بينما كانت سيليا تتحدث بابتهاج عن مريض جديد أجريت له عملية استئصال الزائدة الدودية ، وكان وسيماً وظريفاً وعازباً ، كما أنه صاحب مدرسة واسعة لتعليم ركوب الخيل ، ويبدو أنه تأثر بحنان وعناية سيليا أثناء مرضه ما جعله يعدها بأن يعلمها ركوب الخيل حالما يتمكن من ذلك . وقالت سيليا بأنها كانت دوما تتمنى لو تتعلم ركوب الخيل ، وهذا كان خبراً جديداً على اوليفيا ، ولكن الحكمة منعتها من أن تعلق على كلامها . فقد جعلتها حماسة سيليا تشعر بالسعادة .
وعندما انتهيا من نقل المعلبات بأجمعها جلستا في المطبخ تنجزان الأوراق الرسمية ، وتتحدثان عن الأسر المحتاجة .
كانتا على وشك الانتهاء ، عندما رن جرس الهاتف . وكان المتكلم هو فرانك توبس . وكانت اوليفيا قد قابلته عدة مرات في نيويورك ، كما تناولت معه القهوة ذات مرة .
وقال : " انني أقوم بعمل جزئي في مطاعم تايلندية وفيتنامية ، وعلىّ أن أعطي رأيي في مطعم جديد في واينبرغ ، ولا أدري إذا كنت توافقين أن تأتي معي لتعطيني رأيك في الطعام . إنني أعلم أنني أدعوك في آخر لحظة مرة أخرى ، ولكن هذه هي حياتي . كل شيء في آخر لحظة "
ضحكت اوليفيا قائلة : " حسناً ،الحقيقة أنني أتشوق إلى تذوق ذلك ، فكيف أرفض ؟ "
قال : " هذا عظيم ، سآتي لأخذك الساعة السابعة إذن "
عندما وضعت اوليفيا السماعة ، قالت لسيليا : " احزري من هو ؟ إنه فرانك توبس . وسنخرج لنأكل طعاماً تايلاندياً "
جمعت سيليا الأوراق وهي تقول : " إنك محظوظة ، أما أنا فعليّ أن أذهب إلى بيتي لأغسل ثوب التمريض " وحملت معطفها وحقيبتها ، ثم أحتضنت اوليفيا بسرعة وهي تقول : " أتمنى لك وقتاً بهيجاً يا اوليفيا "
كان المطعم الذي أخذها إليه فرانك صغيراً متواضعاً وكانت رائحة الطعام شهية بما احتوته من توابل مألوفة وغير مألوفة .
وعندما ألقت اوليفيا نظرة على قائمة الطعام ، قالت : " الأفضل أن تطلب طعاماً لنا نحن الاثنين ، فأنا لست خبيرة بالطعام التايلندي .. فقد سبق وذقته مرة واحدة فقط ، فلا تأخذ برأيي في أي شيء "
قال : " وماذا تريدين أن تشربي معه ؟ كاكاو أم شاي ؟ "
فقالت : " شاي ، من فضلك "
كان الحساء لذيذاُ بالتوابل التي فيه ، ومليئاً بالقريدس . وكانا يتحدثان أثناء الطعام . وقد استمتعت بالحديث العفوي قدر استمتاعها بالطعام . وفي فترة عشرين دقيقة ، كانت قد كونت صورة واضحة عن خلفية فرانك ... أسرته ، الأحداث السيئة التي مرت عليه أثناء طفولته ، مهنته .. في عشرين دقيقة علمت اوليفيا عنه أكثر مما كانت تعلم عن كلينت في أيام .
قال بلهجة عفوية وهو يحدق في طبقه : " سمعت أنه كان هناك اجتماع سري بين مورغان وستاربيرد "
فأجابت بمرح : " أخشي أنني لا أتعقب آثار مواعيده " وكانت تعرف جيداً كيف تجيب على سؤال ما ، دون أن تفصح عن شيء .
وتفرس فرانك في وجهها قائلاً : " ارجو ألا يكون لدي كلينت أي مانع في تناولنا العشاء معاً "
أجابت : " لا أدري لماذا عليه أن يمانع " وتجاوبت في مسامعها كلمات كلينت ( إنك لست بحاجة إلى أن تعرفيني ،يا اوليفيا ) وتناولت واحدة من القريدس وهي تقول : " إن هذا الطعام لذيذ حقاً ، ألا تظن ذلك ؟ "
أجاب وهو ينظر إليها بإمعان : " نعم ، إنه كذلك . ماذا حدث لجانيت ؟ "
جانيت ؟ لقد سبق وسمعت هذا الإسم يتردد عدة مرات وقد استنتجت اوليفيا من ذلك أن تلك المرأة لا بد أن لها علاقة بكلينت ، ولكن كلينت لم يتحدث عنها قط ، ولهذا لم يكن لديها فكرة عما حدث .
قالت : " لا أدري "
قطب فرانك جبينه ، وهو يسرح لحيته ، قائلاً : " إنني آسف ، ما كان لي أن آتي على ذكرها "
قالت : " ولم لا ؟ ومن تكون هي؟ "
نظر إليها باستغراب ، ثم قال : " يدهشني أن لا تعرفي . فقد كانت مع كلينت فترة طويلة ، وقد سافرت إلى أوروبا منذ عدة شهور ، ولكن لم يسمع أحد عن انفصام علاقتهما "
وشعرت بضيق في صدرها ، فقالت : " ليس لدي فكرة ، فهو لم يأت على ذكرها "
ابتسم فرانك قائلاً وهو يفرك لحيته : " لا بد أنه نبذها ، بحذر طبعاً ، فهو بالغ الحذر إلى حد بعيد . دعيني أسكب لك مزيداً من الشاي "
وبعدما انتهى الطعام ، أعادها إلى البيت ، وحالما ذهب اتصلت سيليا هاتفياً باوليفيا التي قالت لها : " إنني أحذرك ، فأنا متعبة ومتخمة بالطعام اللذيذ . فإياك وقصص الكوارث "
ضحكت سيليا قائلة : " لا يوجد أخبار من جهة ميرسي ، وإنما أردت فقط أن أعلم إن كنت قد أمضيت مع فرانك وقتاً ساراً "
قالت اوليفيا : " لا أراك فضولية ، أليس كذلك ؟ "
أجابت مازحة بصوت متذمر : " أنا ؟ طبعاً لا . إنني فقط أريد أن أتأكد من أنك كنت بخير . وأنه عاملك معاملة طيبة "
أجابت : " لقد فعل ذلك ، وكان سخياً بإطعامي "
قالت سيليا : " إذن ، كيف مرت بك الأمسية ؟ "
أجابت : " كانت حسنة جداً . وقد أمضينا وقتاً طيباً . إنه شاب ظريف ، يعرف الكثير من القصص المضحكة ، ومن السهل تبادل الحديث معه "
سألتها : " هل هذا كل شيء ؟ "
أجابت وهي تنقل السماعة إلى الأذن الأخرى : " يبدو من صوتك أنك تشعرين بخيبة أمل ، أم أنني مخطئة ؟ أم تراك مشتاقة إلى أن تريني أقع في غرام رجل آخر ؟ "
تنهدت سيليا قائلة : " أوه ، يا اوليفيا ، هذا صحيح ، أريد لك رجلاً عادياً ، طيباً ومسالماً "
لم تستطع اوليفيا مغالبة ضحكها وهي تجيبها قائلة : " تعنين رجلاً واضحاً مملاً كما تتمنين لنفسك ، أليس كذلك ؟ "
أجابت : " لا بأس ، لا بأس ، أنك تعرفين ماذا أقصد "
قالت : " انني أعرف ماذا تقصدين "
قالت سيليا : " لقد اتصل بي هاتفياً ، أعني كلينت ، ليسألني عما إذا كنت عندي "
سألتها اوليفيا : " وماذا قلت له ؟ "
أجابت سيليا : " قلت له أنك مدعوة إلى العشاء ، وقد تتأخرين في الخارج " وكان صوت سيليا مغتبطاً وهي تتكلم .
قالت اوليفيا : " آه منك يا سيليا ، ولكن هذا لن ينفعك ما دام ما فعلت لا يتعارض مع برنامجه الثمين . ان كلينت لن يهتم ولو كنت مع أمير موناكو "
قالت سيليا : " أرجو أن تبقى الأمور بينكما بهذا الشكل ، ففي هذا فقط خلاصك "
تأوهت اوليفيا قائلة : " سيليا "
قالت سيليا : " لا بأس ، لا بأس . سأتركك الآن لكي تذهبي للنوم . فتنهضين باكراً لترويض صغارك "
ولكن اوليفيا لم تكن متعبة . وبعد أن ألقت تحية المساء على سيليا ، جلست أمام التلفزيون ، ثم أخذت تحيك كنزة كلينت . ربما أرادها لمجرد ملء الفراغ الذي أحدثه غياب جانيت لعدة أشهر . وتجاوبت في مسامعها كلماته " إنك لست بحاجة إلى أن تعرفيني ، يا اوليفيا "
فجأة لم تعد تستطيع رؤية ما كانت تحيك . فقد غابت الالوان أمام ناظريها اللذين غشاهما الدمع .
لم تكن الأمور تجري كما يجب . إذ في كل مره يبدو أن المسافة بينهما تتضاءل ، يحدث ما يجعله يتراجع . إنها ليست مخيلتها التي جعلته يبدو أكثر انفتاحاً أحياناً . ولكن هذا لم يكن يدوم أبداً . إذ أنه سرعان ما يبعدها عنه مرة أخرى .
وتمتمت : آه يا كلينت ، يا ليتني لم أعرفك قط .
اتصل بها في اليوم التالي ليقول لها بأن السيارة الفيراري ستأتيها بعد ظهر الجمعه مبكرة نصف ساعة ، لأنهم سيكونون بحاجة إليها في الذهاب إلى المطار الوطني لاستقبال أحد أصدقاء العمل لكلينت .
وقال : " حاولت الأتصال بك ليلة أمس ، وفهمت أنك كنت تتناولين عشاءك في الخارج "
أجابت : " هذا صحيح ، لقد كنت مع كاتب ، انه يكتب عن شؤون التغذية "
قال بشكل مفاجئ : " فهمت "
سألته : " هل ثمة شيء خطأ ؟ "
أجاب : " كلا ، سأراك إذن نهار الجمعه " وأقفل الهاتف . لم تكن المحادثة قد استغرقت أكثر من دقيقة ونصف . كانت عبارة عن تغيير بسيط في نوع العمل كان يمكن أن يقوم به أي سكرتير أو حتى خادم صغير أو آلان ، ولكنه يتصل بنفسه دوماً . وتساءلت عما تراه يكون السبب . ذلك أنه يبدو ، عندما يتحدث إليها هاتفياً ، يبدو دوماً في عجلة من أمره ، وكأن ليس لديه الوقت ليتحدث إليها .
مساء الجمعه ، جاءت الفيراري حسب الاتفاق ، حيث أخذتها إلى كلينت وحيث سرها أن كان لديها من الوقت ما يكفي لأن تغتسل وتغير ملابسها .
كانت في الأيام الأخيرة تتحدث باستمرار وبحيوية بالغة . ان مشاعرها نحو كلينت يجب أن لا تثبط من عزيمتها ، وسواء كان لجانيت أثر في حياة كلينت أم لا ، فهذا ليس من شأنها . وخلال أسبوعين ، يجب أن ينتهي هذا الكابوس لكي تعود إلى حياتها السابقة ، دون وجود كلينت ليدمر مشاعرها ، أما الآن فهي ستستمتع بوقتها حسب امكانها .
جالت ببصرها حولها . كانت هناك ورود يانعة على منضدة الزينه . وفي غرفة الجلوس وكذلك في غرفة الطعام . وشعرت بالألفة نحو هذه الغرفة ذات الزخارف الشرقية التي أمضت فيها الليالي . لقد كانت شديدة الأختلاف عن غرفتها في بيتها بسريرها النحاسي القديم الطراز واللحاف الذي كانت صنعته جدتها ، وكذلك المحتويات . فخزانة الثياب الواسعة هنا بمرآتها الكبيرة ، تحتوي كل ملابسها للسهرة ، والأحذية الأنيقة ذات الكعوب العالية . أما في منزلها فخزانتها مليئة بتنانيرها الطويلة الدافئة ، والألوان المشرقة ، وبنطالات الجينز والكنزات السميكة ، والأحذية التي تكسو القدم إلى الكاحل وكذلك الخفيفة منها .
أنها ستكون الأميرة هذه الليلة ، وستكون غاية في التألق والبهجة . أما غداً ، عندما يوصلها آلان إلى البيت صباحاً ، فعليها أن تغسل الثياب وتقطع الأخشاب وتأخذ الطعام إلى سيدة عجوز تعيش بمفردها وتعشق الخوض في الحديث عن الأيام القديمة .
وفكرت في أنها تسير في حياة مزدوجة . وابتسمت إنها حقاً تحيا حياة خفية غير عادية .
ألقت نظرة أخيرة على نفسها في المرآ ة وهي تمر بيدها على ثوبها . كان ثوباً جميلاً من الحرير العسلي اللون يتمشى مع لون عينيها . وقد رفعت شعرها عالياً فوق رأسها ، ووضعت في أذنيها قرطين ماسيين أخذتهما من علبة المجوهرات المخملية الموضوعة على منضدة الزينه .
ورفعت رأسها تلقي نظرة أخيرة على نفسها في المرآة ، ثم استدارت على عقبيها لتسير نحو الباب بخطوات راقصة ، حيث اتجهت إلى المطبخ ، مارة بجانب غرفة الجلوس ، وابتسمت لها السيدة نيلسون وهي تقول : " ادخلي وأريني ثوبك . إنك تبدين رائعة الجمال " منتدى روايتي الثقافية .
أجابت : " شكراً "
قالت السيدة نيلسون : " إن السيد مورغان في غرفة الجلوس . إنني أعرف أنك جئت مبكرة ، ما رأيك في شراب وشيء خفيف تأكلينه ؟ "
أجابت اوليفيا : " ما أحسن هذا . أود تناول فنجان من القهوة . إذا لم يكن في ذلك إزعاج لك "
أجابت : " كلا ، طبعاً " ولم يكن أيّ شيء يمثل مشكلة بالنسبة إلى السيدة نيلسون ، وكانت اوليفيا تحبها فهي أليفه وتحب الثرثرة . وكان هذا مقبولاً أثناء تناول اوليفيا إفطارها عند الصباح ، حينما يكون كلينت في أغلب الأوقات قد ترك المنزل في الوقت الذي تنهض هي فيه من فراشها .
ذلك أن هذا الرجل لم يكن ليضيع وقته حتى في صباح السبت الذي كان يعتبره يوماً مناسباً للعمل هو أيضاً .
دخلت اوليفيا غرفة الجلوس ، لتجد كلينت مرتدياً بذلة قاتمة وهو يتكلم في هاتف جيب . وكان ظهره إليها فأخذت تتأمل جسمه الضامر وكتفيه العريضتين ، ووقفته المعشوقة . وشعرت وهي تنظر إليه ، بانقباض في قلبها واستدار هو فجأة ، وكأنه شعر بنظراتها المنصبة عليه وشملها بنظرة وهو ما زال يتكلم في الهاتف . وما لبث أن قطع المكالمة ، واضعاً الهاتف على المنضدة بجانبه .
قال لها : " إن هذا الزي الذي ترتدينه بالغ الروعه ، يا اوليفيا "
وتوثب قلبها بهجة وهي تسمع كلماته . فانحنت احتراماً وقالت : " أشكرك يا سيدي " ومع أنها كانت تبدي المزاح بهذا الجواب ، إلا أن مجاملته تلك ملأت قلبها سروراً ما لم تشأ أن تظهره .
جلس في مقعد كبير ، ثم تناول ملفاً سميكاً وهو يقول : " سأنتهي من هذا الملف في غضون دقائق "
قالت : " ليس ثمة مشكلة طبعاً " ومشت نحو النافذة تتأمل منظر النهر المعتم لحظه ثم استدارت عندما سمعت صوت دخول السيدة نيلسون حاملة صينية القهوة . ونظرت اوليفيا إلى رأس كلينت المنحني على الأوراق ، وهي تشعر بالألم في أعماقها . أتراه يحب أمرأة أخرى ؟ هل هو يحب جانيت ؟ لماذا تشعر به متلهفاً عليها إذن ، وعادت كلماته تتجاوب في مسامعها ( إنك لست بحاجة إلى أن تعرفيني يا اوليفيا ) وانقبضت نفسها . إنها لا تفهم شيئاً . منتدى روايتي الثقافية .
وتهالكت على الأريكة بجانب كرسيه مصممة على ألا تدع الاكتئاب يسيطر عليها ، وهي تقول له : " هل اسكب لك فنجان قهوة ؟ يوجد على الصينية فنجانين وإناء أسود يحتوي على قهوة حديثة الصنع " .
أشار إلى كوب صغير بجانبه ، قائلاً : " إنني أحتسي بعض العصير حالياً "
سكبت القهوة وهي تقول : " إنني بحاجة إلى أن أسألك عن بعض الأشياء . لقد ذكر البعض أمامي جانيت ويبدو أنهم يظنون أنني أعلم شيئاًَ عنها ، وهذا ليس صحيحاً " ووضعت إناء القهوة من يدها ، ثم نظرت إليه وقلبها يخفق بعنف ، ثم تابعت تقول : " هل هنالك شيء معين تريد مني أن أقوله عندما يسألونني عنها ؟ "
ولكن وجهه كان جامد الملامح وهو يرد عليها قائلاً : " كلا "
عادت تقول : " يبدو أن كل شخص يعرفها وهم يتساءلون عما إذا كنتما قد أنهيتما العلاقة بينكما ، أم أنها تمضي فقط فترة من الوقت في أوروبا وستعود بعدها "
أجاب : " إن مطحنة الشائعات والثرثرة ستستمر في العمل مهما كان نوع الجواب ، كما أن شؤوني الخاصة ليست من شأن أحد . ألا توافقينني على ذلك ؟ "
رشفت قهوتها وهي تقول : " طبعاً ، ويسرني أن لا أدلي بأية معلومات . وأنا ماهرة في مثل هذا في الحقيقة "
أومأ برأسه قائلاً : " لقد سبق ولاحظت ذلك "
شربت قهوتها بينما عاد هو إلى أوراقه وشرابه . إنها لم تستطع أن تستخلص جواباً تعرف منه الحقيقة . ومنعها كبرياؤها من أن تعاود أسئلتها بهذا الشأن . وعلى كل حال ، فإن أموره الخاصة ليست من اختصاصها ، كما سبق واوضح بكل جلاء . قد يكون حاول التسرية عنها عندما كانت تبكي وقد يكون مهتماً بها برغبة حقيقية ولكن هذا لا يمنحها الحق في أن توثق علاقتها معه . وملأها هذا مرارة .
وبعد ذلك بعشر دقائق ، كانا في طريقهما إلى أحد الفنادق الفخمة لحضور حفلة الاستقبال . وابتسمت اوليفيا وصافحت الآخرين وكلينت بقربها . وكان هو كعادته يبتسم لها ويقدمها إلى الآخرين ولا يدعها تغيب عن بصره لحظة واحدة .
كانت ليلة حافلة ، ورغم بذلها الجهد البالغ في الاندماج مع الآخرين ، فإن صوته ما برح ي أذنيها وهو يقول : " إنك لست بحاجة إلى أن تعرفيني يا اوليفيا " ولم تعد تستطيع احتمال الشعور بقربه منها فاغتنمت فرصة كان فيها مستغرقاً في حديث عن أحد أعماله ، لتهرب بعيداً . وكانت قد تعلمت في الاسابيع الماضية ، كيف تتهرب وتدور حول الموضوع ، لم يكن من الضروري أن تتحدث كثيراً . كان كل ما تحتاجه هو عدة أسئلة ذكية وليس عليها ، بعد ذلك سوى أن تستمع .
وهكذا تمكنت ن الهرب لتجد نفسها تخوض حديثاً مع أحد الأثرياء الأسيويين والذي كان أكثر حفاوة بها بشكل ملحوظ . منتدى روايتي الثقافية .
كانت تتكلم ضاحكة يغمرها السرور ، عندما شعرت بكلينت بقربها .
ألقى نظرة باردة على الرجل وهو يقول باقتضاب : " نرجو المعذرة " ثم قاد اوليفيا بعيداً .
سألته وقد ساءها تحكمه بها بتلك الطريقة المتغطرسة : " هل هناك شيء خطأ ؟ "
أجاب : " كلا ، وإنما فقط أريدك أن تكوني معي "
قالت تحاول إغاظته : " لقد كنت مستمتعة بالحديث معه "
أجاب : " آسف إذ قطعت عليكما محادثتكما المريحة تلك "
ولم تكن لهجته تعبّر عن أقل ذرة من الأسف .
صرّت بأسنانها ولم تقل شيئاً .
وبعد فترة لمحت فرانك قرب المقصف . ولم تكن تعلم أنه سيحضر هذه الحفلة . ولكنها لم تتحدث معه إلا بعد رجوعها من إستراحة السيدات وذلك في ردهة الفندق . سألته باسمة : " ما الذي تفعله هنا ؟ أتراك تعطي نصائح بالنسبة للأربيان ؟ "
ضحك قائلاً : " كلا ، وإنما للفنادق وما يقدمونه من طعام في مناسبات كهذه "
قالت : " يا لها من وظيفة "
قال : " لا يوجد فيها لحظة واحدة مملة . والآن ، كيف حال الفتى ؟ "
قالت : " الفتى ؟ آه تعني كلينت " وهزت كتفيها بعدم اكتراث وهي تتابع قائلة : " إنه يتحدث عن الأعمال كالعادة " ورأت نظراته تتحوّل عنها إلى شيء خلف كتفها ، ثم ما لبثت ابتسامته أن تلاشت ، وهو يقول : " الأفضل أن أذهب الآن ، سأراك فيما بعد ، يا اوليفيا " وفي اللحظة التالية كان قد استدار مبتعداً . منتدى روايتي الثقافية .
نظرت إليه وهو يبتعد وقد ساورها شيء من الدهشة لتركه المفاجئ لها ، ثم هزت كتفيها دون اكتراث ، واستدارت لتعود باحثة عن كلينت ، لتجده واقفاً على بعد خطوات منها ، ينظر إليها بوجه جامد الملامح وعينين تقدحان شرراً .





anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-12, 12:57 AM   #17

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع

الفصل التاسع

سألها كلينت بصوت خشن : " هل كنت تتحدثين الآن إلى فرانك توبس ؟ "
أجابت : " هذا صحيح ، هل ثمة شيء خطأ ؟ "
قال : " إمكثي بعيداً عنه . إنه رجل سيء "
قالت ضاحكة : " إن بإمكاني المحافظة على نفسي "
قال : " هذا ما تظنينه أنت "
فغرت فاها ، ثم قالت : " انني سأتحدث معه ساعة أشاء ، يا كلينت "
حذرها قائلاً : " أريدك أن تمكثي بعيدة عنه . لقد أنتهي النقاش "
قالت : " آه ، كلا لم ينته النقاش بعد "
ألقى عليها نظرة تحذير قائلاً : " إذن ، سنناقش ذلك فيما بعد ، إنما ليس هنا وليس الآن . والآن ابتسمي ، فسأقدمك إلى زعيم الأربيان في ماليزيا ، فهو صديق شخصي لي فكوني لطيفة معه "
صرّفت بأسنانها قائلة : " لا تخبرني متى عليّ أن ابتسم "
تأوه ساخطاً وهو يقول : " لا داعي للثورة يا اوليفيا "
ولكنها كانت مصممة على إظهار الثورة ، الآن وفي هذا المكان . ومن يكون هو لكي يخبرها عمن ينبغي أن تكلمه أو لا تكلمه ؟ ولكن تعقلها تغلب أخيراً ، فنظرت إلى وجه كلينت مباشرة ، ثم رسمت على شفتيها ابتسامة ، كانت تعلم أنها ليست صادرة من قلبها ، ولكنها كانت ابتسامة على كل حال ، وعاد بها إلى غرفة الاستقبال ، قالت بصوت منخفض : " إنك إذن ، تعلم أن هذه المناقشة لم تنته بعد " منتدى روايتي الثقافية .
أجاب : " كما تشائين "

حالما أغلق الباب وراءها ، قالت وهي تلقي بشالها وحقيبة يدها على كرسي ، وكان المكان هادئاً والسيدة نيلسون قد خرجت منذ ساعات ، قالت بحدة : " أريد أن اتكلم " .
كان واقفاً قرب الباب فأجابها قائلاً : " هيا تكلمي "
قالت بلهجة متوترة : " ليس لك الحق في أن تتدخل في حياتي الخاصة ، إذ ليس في الاتفاق الذي بيننا ما يشير إلى ذلك "
قال بتوتر هو الآخر : " أثناء وجودك معي ، في موسم الاجازات ، فإن من الحماقة إن لم يكن من الخطورة بالنسبة إليك ، أن تكوني برفقة توبس في أي وقت "
حملقت به قائلة : " هذا لا يوضح شيئاً "
نظر إليها بجمود وهو يقول بلهجة قاطعة : " ثمة أشياء لا استطيع شرحها لك ، وأكون شاكراً لو وضعت ثقتك بي وتقبلتها كما هي "
أطبقت يديها بشدة وهي تقول : " كلا "
قال بحزم وقد تجهم وجهه : " انني ادفع لك ثمانية آلاف دولار "
صرّت بأسنانها قائلة : " انك لا تدفع لي ، وإنما أنت تقدم هبة لمؤسسة ميرسي وذلك كرماً منك لمساعدة أناس هم أقل حظاً منك . وثمة عقد بيننا لا ينص على وجوب امتناعي عن التكلم مع أي شخص آخر . فإذا كان توقيت ذلك لا يتعارض مع برنامجك أو مناسباتك ، فأنا لا أري ضرراً ... "
قاطعها : " حسناً ، أنا أرى ضرراً في ذلك "
اعتدلت وقفتها ونظرت في عينيه مباشرة وهي تقول : " ان عدم اعطائي سبباً مناسباً ، ليس من المعقول على الاطلاق . أريد أن أعلم ما الذي تأخذه عليه . فهو إنسان مهذب تماماً . وهو كاتب في شؤون التغذية ينشر مقالاته في الصحف فما الخطأ في هذا؟ "
تصلب جسمه من التوتر ، وبان في عينيه غضب مفاجئ ، فحدقت فيه اوليفيا بصمت . ما الذي قالته لكي يحدث عنده ردة الفعل العنيفة هذه .
خلع جاكتته ، ثم ألقى بها على كرسي ، وهو يقول ببرود : " إذن ففرانك هو الرجل الذي ذهبت معه إلى العشاء ليلة الثلاثاء "
أجابت : " نعم "
سألها : " ماذا قلت أنه اخبرك عنه نفسه ؟ "
أجابت : " قال إنه يكتب في شؤون التغذية للصحف "
قال : " حسنا ، إنه يكذب "
شعرت بقلبها يغوص بين ضلوعها . وقالت : " هذا فظيع "
قال : " فعلا ً "
سألته : " ولكن ، إذا لم يكن كاتباً في التغذية ، فمن هو إذن ؟ "
أجاب : " إنه كاتب فعلاً ، ولكنه مخبر صحفي في شؤون المال . وأنا في وسط مفاوضات مالية حساسة . فإذا هو اشتم رائحة ما ، فسنكون قد وقعنا في مشكلة كبرى "
رفعت اوليفيا حاجبيها قائلة : " أتعني بقولك هذا انه قد يحصل على معلومات مني ؟ " وحدثت نفسها قائلة : " الويل لك يا فرانك ، فقد كنت تستغلني "
أجاب : " تماماً "
لم تستطع أن تكتم ضحكها . هل كان غضبه العنيف ذاك ، لهذا السبب ؟ لأن من الممكن أن تعطي معلومات لفرانك ؟ منتدى روايتي الثقافية .
قالت له : " ولكنني لا أعرف شيئاً عن أي شيء يا كلينت . فماذا بإمكاني أن أخبره ؟ فأنت لا تحدثني بما تفعله . كما أنني لا أعرف شيئاً عن أعمالك . أنك تعلم هذا "
قال : " لا يمكنني أن أكون حذراً بما فيه الكفاية "
قالت : " ولكن هذه حماقة . فهو لا يستطيع أن يستخلص مني شيئاً ولو وضعني على خشبة التعذيب "
ولكن وجهه كان صارماً عنيفاً وهو يقول : " اوليفيا انني لا اريد ، واكرر ، لا اريدك أن تريه أو تتكلمي معه مرة أخرى ما دمت معي "
ضحكت بمرارة ، وهي تجيبه قائلة : " أتعني بقولك هذا ، أنه عندما يبتدئ شهر كانون الثاني (يناير) وهو موعد انتهاء العقد بيننا ، فسأكون حرة في أن أخبره بكل أسرارك ؟ "
فحدق فيها وقد اطبق فكيه بعنف ، لم تره قط بمثل هذا الغضب من قبل ، ثم ودون أن ينطق بكلمة استدار على عقبيه ثم غادر الغرفة بخطى واسعة .
عندما استيقظت اوليفيا صبيحة اليوم التالي ، وكان الوقت متأخراً أدركت أن كلينت لا بد قد ترك البيت منذ وقت طويل ، فارتدت معطفها ، ثم خرجت تفتش عن السيدة نيلسون ، وفنجان شاي ، حيث وجدت ذلك في المطبخ بطبيعة الحال .
وبينما كانت تحتسي الشاي القوي الذي أعدته لها السيدة نيلسون ، أخذت هذه تحدثها عن ابنيها . كان أحدهما قد تخرج حديثاً من كلية الطب ، أما الثاني فكان يدرس الهندسة . أما تعليمهما فكان ينفق عليه كلينت، وقالت : " لا أدري ما الذي كنت سأفعل بدونه . عندما توفي زوجي .. " وتنهدت وهي تتابع : " لقد كنا نأمل دوماً في أن يذهب ولدانا إلى الجامعة . وكنا نوفر كل قرش نستطيعه . ولكنني لم أستطع القيام بالعمل بمفردي " ووضعت قطعة أخرى من الكعك في صحن أوليفيا ، التي شكرتها لذلك بينما تابعت تقول : " لقد قال ان هذا الأمر هو افضل طرق لاستثمار أمواله . قال ان استثمار الأموال في الناس هو دوماً أفضل من استثمارها في الأشياء والشركات " .
قالت اوليفيا : " أحقاً ؟ "
أومأت هذه برأسها قائلة : " هذا ما قاله "
وانهت اوليفيا تناول طعامها وهي تستوعب هذه المعلومات وفكرت في الميتم في إيف باركو الذي كانت باميلا اخبرتها عنه ، والأطفال الذين اقبلوا إلى فيلادلفيا للعلاج الطبي . لم يخبرها كلينت عن ذلك قط . وتساءلت عما إذا كان هناك شيء آخر من هذا النوع قد قام به كلينت . الاستثمار في الناس . أنها فكرة هامة حقاً .
واعادتها الفيراري إلى بيتها حيث أمضت بقية الصباح تغسل اثوابها وتقطع الخشب ، ومرت عليها سيليا بعد الظهر وهي في طريقها إلى بيتها عائدة من السوق حيث اشترت أكياساً مليئة من هدايا العيد ، شاءت أن تريها إياها . فقد كان عليها أن تبكر في الشراء وأخواتها الخمسة ، هناك عدد من أبناء الأخ والأخت ، وكذلك اوليفيا كانت تشتري هدايا لكل شخص منهم . وكانت في غاية الشوق إلى قضاء ليلة العيد في ذلك البيت القائم في طرف المدينة ، والشعور بأنها أحد افراد تلك الأسرة .
وسألتها سيليا بعد أن أخرجت كل الهدايا من أكياسها ونشرتها لفحصها : " هل بقي عندك شيء من الشوكولاته ؟ "
أجابت اوليفيا : " هل ظننت انني أكلتها جميعاً وحدي ؟ "
قالت سيليا : " لا أعلم ، كيف كانت حفلة الاستقبال ليلة أمس ؟ هل قابلت ناساً ذوي أهمية ؟ "
وضعت اوليفيا علبة الشوكولاته على المنضدة وهي تقول : " اسمعي ماذا حدث ، كان فرانك توبس هناك ، وعندما رآني كلينت أتكلم معه ، أصيب بنوبة عصبية " وسردت عليها أوليفيا تفاصيل ما حدث الليلة الفائتة .منتدى روايتي الثقافية .
قالت سيليا مفكرة وهي تأكل حبة شوكولاتة ثانية : " هذا غريب جداً ، أتعرفين ماذا يبدو هذا في نظري ؟ إنه يغار " . قالت اوليفيا : " يغار ؟ ما هذا يا سيليا ؟ ظننتك أكثر ذكاء " .
سألتها سيليا : " هل عندك تفسير آخر ؟ "
أجابت : " لا بد أن يكون ثمة سبب "
قالت سيليا : " حسناً ، لا يمكن أبداً أن يكون السبب هو الذي قال لك عنه ، كما تعلمين فمن الحماقة التفكير في أن من الممكن أن تفشي أسرار كلينت بينما هو لا يسلمك أسراره مطلقاً . فلماذا يتصرف بهذا الشكل ؟ هذا مضحك " .
قالت أوليفيا : " ولكن فكرة أن يكون غيوراً هي مضحكة أيضاً "
قالت سيليا : " وهل من العجيب أن يقع في غرامك ؟ "
أجابت : " إنه لا يريد التورط في أمور كهذه حالياً ، كما أنه ربما كان في انتظار عودة جانيت تلك . حتى ولو انفصمت العلاقة بينهما ، فهو سيجد الكثيرات ممن يناسبنه أكثر مني " وتنهدت قائلة وهي تلوح بيدها : " دعينا من ذلك الآن " .
بعد رحيل سيليا ، نظرت اوليفيا إلى ساعة الحائط . ان آلان سيصل بعد ثلث ساعة ليأخذها إلى بيت كلينت .
قالت بعد ذلك بعدة ساعات : " لا استطيع أن افهم ، ان هذا المكان هو كينيدي سنتر "
ابتسم كلينت قائلاً : " نعم . هذا صحيح . لقد تغيرت الخطة "
قالت : " انك لم تخبرني " وفتح آلان باب السيارة لها فخرجت منها وهي تجمع بيديها أذيال تنورتها الحريرية الطويلة لكي لا تتعثر بها .
تبعها متجهاً بها إلى الداخل ، وهو يقول : " لقد جعلتها مفاجأة " كان المكان يموج بالنساء الرافلات في ملابس السهرة المتألقة والمجوهرات المتلألئة والرجال في بذلاتهم السوداء وربطات العنق البابيون .
سألته : " ما هي المفاجأة "
أجاب : " إنها فرقة باليه تقدم أجمل لوحاتها . وهذه هي ليلة الافتتاح ، والحضور بدعوة فقط " .
قالت وقد تملكتها الإثارة : " آه يا كلينت ، ما أروع هذا "
ابتسم لها قائلا : " انني مسرور لاعجابك بها "
نظرت حولها قائلة : " انني أعشق الباليه . هل علينا أن نقابل الناس ؟ اعني ، هل يشكل هذا التزاما اجتماعياً بالنسبة إليك ؟ "
أجاب : " ليس ثمة التزام وإنما نحن الاثنين فقط ، فقد سبق واخبرتني انك درست فن الباليه سنوات عديدة ، ولهذا فكرت في انك قد تبتهجين بحضور هذه الحفلة "
بان الامتنان على ملامحها وهي تقول : " أوه ، يا كلينت ، انه شيء في منتهى الجمال "
وهذا ما كان عليه العرض في كل دقيقة من تلك الحكاية الخرافية ، التي أغرقتها بالبهجة ، ونقلتها إلى عالم الأحلام . رأت نفسها في حلم .. حلم لم يتركها حتى بعد رجوعها إلى الفيراري .
قالت لكلينت وقد بدا السرور واضحاً على وجهها : " أشكرك ... أشكرك فهذه كانت أجمل ليلة مرت عليّ في حياتي " منتدى روايتي الثقافية .
وعندما وصلا سألته : " لماذا فكرت في دعوتي لحضور حفلة الباليه تلك ؟ "
أجاب : " أردتك أن تمضي ليلة حسب رغبتك "
وسرى الدفء في أوصالها . ونظرت إليه تريد أن تقول شيئاً .. شيئاً هو غير كلمة الشكر البسيطة المعتادة .
وتقدمت نحوه قائلة : " أشكرك "
وتشابكت نظراتهما . وساد الصمت ، وأرادت أن تقول شيئاً ، ولكن لسانها لم يتحرك . لم يكن ثمة حاجة للكلمات . ذلك ان بامكانه أن يدرك مشاعرها من الطريقة التي كانت تنظر بها إليه . وقالت وهي ترتجف محاولة اظهار عدم الاهتمام : " اظنني بالغت في التعبير عن شكري "
أجاب : " وهل ترينني شكوت من هذا ؟ "
قالت : " كلينت ، انني .... " وابتلعت بقية الكلمات ، كانت تريد أن تقول إنها تعرف أنه لا يريدها أن تعرفه . ولكنها رأت ذلك البريق الدافئ في عينيه ، والبسمة على شفتيه وهو يهمس قائلاً : " لقد كنت في انتظارك يا اوليفيا " .



anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-12, 06:54 PM   #18

sahar jamal

? العضوٌ??? » 269969
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 168
?  نُقآطِيْ » sahar jamal is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sahar jamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-12, 07:00 PM   #19

sahar jamal

? العضوٌ??? » 269969
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 168
?  نُقآطِيْ » sahar jamal is on a distinguished road
افتراضي

معليش ممكن اتنزلين باقي الرواية لاني متشوقة اعرف شنو النهاية

sahar jamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-12, 07:11 PM   #20

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا يالغالية على المرور
ووعد والله .. كل يوم أحاول أكتب اكثر كمية ممكنه .. وأخلصها بأسرع وقت ..


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.