آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          2015- وسط الصحراء المحرقة -سوزان ميشيل- روايات عبير 2000 [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          2014-اخذ و عطاء - كاتى والكير - عبير 2000 -دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          2013 -الحب الضال -فلورا كيد -روايات عبير 2000 -دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          2012-الحب المفقود -فاليري بارف -عبير 2000 -دار الكتاب العربي (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          2011- الأحلام المحطمة - جنيفر ويليامز- دار الكتاب العربي -عبير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          2010 - لاشىء إلاحبك - سالى كوك - عبير 2000 -دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          2009-مجال القوة - جين دوثيلي - د.ك.ع ( عبير 2000 )** (الكاتـب : جروح - )           »          نعم يا حبيب الروح (17) الجزء1س عائلة ريتشي-للآخاذة أميرة الحب*مميزة -حصرية**كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          2008-الليالي الحالمة -كارول هالستون عببر دار كتاب العربي** (الكاتـب : وردة بابل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-11-12, 07:12 PM   #21

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل العاشر



الفصل العاشر
رددت اوليفيا كلماته ذاهلة : " كنت في انتظاري ؟ " ولم تستطع أن تفكر .
قال : " لقد سبق وأعطيتك عهداً . وأنا لا أنقض عهودي مهما كان ندمي لاعطائها "
سألته : " عهد ؟ ما هو .. ؟ "
قاطعها : " العهد الذي جعلتني أكتبه لك والذي يقول أن العقد الذي بيننا لا تدخل فيه علاقات عاطفية "
قالت : " آه ، نعم . لقد كنت تريدني للمرافقة "
ضحك قائلا : " لم يكن أمامي سوى أن أعطيك العهد الذي طلبته مني كتابة على الورق . فأنت لم تكوني تعرفينني ، وطبعاً لم يكن لك ثقة بي . ولم تكوني تلاحقينني لأجل نقودي بالطبع ، وإلا لما طلبت مني أن أكتب لك ذلك التعهد "
كانت تريد أن تحمي نفسها ، في ذلك الحين . ولكن كل شيء قد تغير الآن . ذلك أنها ، رغم كل شيء ، قد وقعت في غرامه . في غرام ذلك الدفء الكامن خلف ابتسامته ، وذلك الشوق في عينيه . لقد احتل افكارها واحلامها . وهي الآن تريد ، أكثر من أي شيء آخر ، الرجل الحقيقي المتواري وراء تلك الصورة المتألقة للثروة والسلطة .
سألها بلهجة هادئة : " اخبريني عما تريدين يا اوليفيا " ولكنه كان يعلم تماماً ماذا تريد . لم يكن ثمة شيء لا يستطيع ان يعرفه . وكانت هي قد استكانت إليه مطلقة العنان لمشاعرها التي طال كبتها ، ربما ما كان لها أن تقوم بذلك . ربما ما كان لها أن تقع في حبه . حب هذا الرجل الذي يخفي الكثير من شخصيته خلف ذلك القناع البارد المتزمت ، هذا الرجل الذي سبق وآذاها بكلماته . ولكنها مع كل ذلك تحبه . منتدى روايتي الثقافية .
قال لها بصوت منخفض خشن : "تكلمي يا اوليفيا . لا يمكنني أن استمر واقفاً هكذا . أخبريني .. اخبريني انك تحبينني "
همست تقول : " انني احبك .. "
قال : " لم يسبق لي أن احببت امرأة بالقدر الذي احببتك فيه . انك جميلة ورائعة ودافئة العواطف . لقد جعلتني اجن بك ، بعينيك الذهبيتين هاتين المليئتين بالدعابة " .
قالت له : " انك تمنح مئات الألوف من الدولارات لعلاج الأيتام المرضى في ميتم إيف باركو ولتعليم ولدي السيدة نيلسون ، والآن تدفع لمؤسسة ميرسي واعتقد انه مازال هناك الكثير لم اعرف عنه بعد " وشعرت بقلبها يخفق لقولها هذا ، ولكنها لم تستطع الامتناع عن ذلك .
قطب كلينت جبينه قائلاً : " من أين علمت بكل هذا ؟ "
أجابت : " لا تنكر هذا يا كلينت ، فهو حديث الناس "
هز كتفيه قائلاً : " حسناً ، انها لا تخرج عن كونها نقوداً "
قالت : " من السهل عليك قول هذا عندما يكون عندك الكثير من المال ، ولكنها تعني للناس الذين تمنحهم إياها ، تعني لهم كل شيء . انك تجعل لأموالك قيمة ما ، إذ لا احد يرغمك على منحها للآخرين " .
ابتسم لها وهو يقول : " هل بالامكان تغيير الموضوع ؟ "
ابتسمت قائلة: " طبعاً ، ولكن دعنا نرى ماذا يمكننا التحدث عنه . اخبرني ، أي شيء كنت تحبه اكثر عندما كنت صغيراً ؟ "
أجاب : " الذهاب إلى صيد السمك مع أبي ، بمفردنا ، كان هذا يجعلني اشعر بأنني بالغ الأهمية " وارتسمت على شفتيه ابتسامة انطوت على حزن دفين .
فعادت تسأله : " هل كنتما تخرجان لذلك كثيراً ؟"
أجاب : " كلا . بل كنا نخرج أحياناً ، إلى أن تطلق والداي . إذ انني بعد ذلك ، لم أكد أراه . وعندما كنت أذهب لرؤيته كان دوماً مشغولاً "
سألته : " لا بد انك كنت تشعر بالهجران "
بان الجمود على وجهه وخمدت نظراته ، ثم هز كتفيه قائلاً : " هذه هي الحياة "
وشعرت به ينسحب بمشاعره وكأنها تسمع باباً يقفل ، ولكن ، ربما ليس هذا انسحاباً منها هي ، ربما كان ينسحب من نفسه . من ذلك الجزء من نفسه الذي جرح منذ كان طفلا.
وسألته : " وماذا بالنسبة إلى أمك . هل عشت معها ؟ "
أطلق ضحكة ساخرة وقال : " لقد أرسلتني إلى مدرسة داخلية . فقد كانت هي أيضاً مشغولة جداً .. خصوصاً في التفتيش عن ازواج جدد "
لم تكن بحاجة إلى ذكاء كثير لكي تتصور ما نوع طفولته التي كانت عبارة عن وسائل راحة مادية ، وقليل من الحب . ما اكثر الاختلاف بين حياته تلك وحياتها هي .
ابتسمت له وهي تسأله ببساطة : " ما اكثر شيء كنت تتمناه في طفولتك " التوى فمه بابتسامة وهو يقول : " أسرة طبيعية مع أخوي ، وكلب ، وطائرة خاصة لي " .
سألته : " دون أخوات ؟ "
أجاب وقد بدت الآن في صوته دعابة : " هل تمزحين ؟ ان البنات غبيات يلعبن دوماً بالدمى . وإذا دفعهن أحد ، يصرخن باكيات "
قالت : " آه طبعاً .. ما أشد غبائي إذ انسى هذا ، هل هذا هو السبب في انك لم تتزوج ؟ لأن البنات غبيات ويصرخن باكيات عندما يدفعهن أحد ؟ "
ضحك وهو يقول : " انني لا اتصور نفسي في علاقة طويلة الأمد . كزوج وأب . لم افكر في ذلك مطلقاً . ومع كل المخاطرات التي أزاولها في حياتي ، فإن تلك المخاطرة ليست لي "
وما زال هناك العديد من الأسئلة ، ولكنها خافت إن هي ألحت عليه ، أن ينسحب منها مرة آخرى . فلم تشأ أن تستمر . حنى رأسه وهو يقول : " أقضي العيد معي "
قالت : " ولكنني مدعوة لقضاء العيد مع أسرة سيليا "
قال : " أخبريهم انك قررت خطة أخرى "
بقيت صامتة تفكر في ذلك البيت الكبير المزدحم ، واكثرهم تعرفهم منذ كانت في الخامسة من عمرها . فكرت في تلك الغرفة المستقلة على السطح التي كانت تنام مع سيليا ومجموعة من ابناء اخوتها الصغار . فكرت في كل البهجة والدفء والضحك أيام العيد في منزل أسرة سيليا . منتدى روايتي الثقافية .
استقام هو وفي وقفته قائلاً وهو يتخلل شعره بأصابعه : " انني آسف ، لا يحق لي أن أطلب ذلك . انسى كل شيء قلته لك . سأذهب لأري ان كنت استطيع استعمال جهاز صنع القهوة لأعد الفطور "
تبعته قائلة : " سأساعدك في ذلك "
قال : " ألا تثقين بي وحدي في المطبخ ؟ "
ضحكت قائلة : " ولا دقيقة واحدة "
وكان ذلك يوم الأحد والسيدة نيلسون غائبة . فجهزا بيضاً مقلياً وصنعا خبزاً محمصاً . وران عليهما جو عائلي وهي تتناول الافطار مع كلينت الذي كان اثناء ذلك ، يقلب صفحات صحيفة الأحد ويتحدث عن آخر الأنباء والقصص في تلك الصحيفة .
كان هذا ما تريد وليس تلك الحياة المتألقة المصطنعة التي كانت تشاركه إياها في تلك الليالي خارج المنزل .
كانت تريد رجلاً تشاركه أبسط شؤون الحياة ، كانت تريد رجلاً تنتمي إليه .
ووضع الصحيفة قائلاً : " اتريدين المزيد من القهوة "
أجابت : " نعم ، من فضلك "
وأخذت تنظر إليه يملأ الفنجانين ثم قالت : " أحب أن أمضي العيد معك "
نظر إليها بدهشة ثم قال : " ولكنك سبق وخططت لذلك ، يا اوليفيا "
قالت : " هل تريدنا أن نمضي العيد معاً ؟ "
أجاب : " نعم ، ولكن ما الذي تريدينه أنت ؟ " وتعلقت عيناه بعينيها فشعرت بقلبها يثب من موضعه . وقالت : " أريد أن أكون معك "
قال : " فليكن إذن "
قالت : " ولكن هناك شرطاً واحداً . انني لا أريد أن أذهب إلى أي فندق لأحتفل بعشاء العيد بين الناس . فأنا سأقوم بطبخه وسنتناوله هنا معا ً"
مساء الثلاثاء ، أخذ المتطوعون في شركة ميرسي ، يجمعون الأغذية مرة أخرى للأسر المحتاجة في المنطقة ، وقد انغمست اوليفيا في العمل منذ ابتدأت عظلة العيد في المدرسة . فكانت تنظم المتطوعين وتفرز انواع المعلبات والصناديق ، كانت متعبة ، وكان هذا النهار هو آخر أيام المدرسة قبل العطلة ، فكان الأطفال ، لهذا في منتهى القلق والإثارة .
وكان فرانك توبس قد اتصل بها في الليلة السابقة ليخبرها بأن أمراً مفاجئاً قد صدر بنقله إلى باريس في تخصص جديد . وسألها ان كان بإمكانه أن يراها مرة أخرى قبل أن تقلع به الطائرة .
وأجابته هي ببرود : " لا أظن ذلك ، لأن لدي قاعدة صغيرة وهي أن لا أخرج مع المحتالين والكذابين . وداعاً يا فرانك "
كان كلينت واقفاً هناك في الصف حاملاً صندوقاً ، لم تكن تخلط بينه وبين أي شخص آخر ، بكل تأكيد رغم أنه كان يرتدي بنطال جينز وكنزة . وقفز قلبها بعنف ، فهي لم تره منذ يوم الأحد . فقد سافر إلى لندن بعد ظهر ذلك اليوم ، ولم تتوقع أن تراه مرة أخرى قبل الغد .
أخذت تنظر إليه وهو يضع علب الأغذية في الصندوق وما لبثت أن وضعت فنجان القهوة من يدها ، ووقفت ثم أسرعت إليه قائلةوقد أشرق وجهها بابتسامة سعيدة : " مرحباً "
رفع بصره وفي يده علبه سمك التونه ، ورد عليها ضاحك العينين : " مرحباً يا اوليفيا "
قالت : " لا استطيع تصديق عيني . لماذا أنت هنا ؟ "
أجاب : " فكرت في أنك قد تكونين بحاجة إلى مساعدة "
ضحكت قائلة: " لقد كنت في لندن اثناء اليومين الآخيرين . ولا بد أن لديك الكثير من العمل لتقوم به الآن "
قال وهو ينتقل إلى المنضدة التالية : " انني الرئيس في عملي " قالت له : " أشكرك . وبالمناسبة ، لقد اتصل فرانك توبس قائلاً أنه نقل إلى عمل جديد في باريس " منتدى روايتي الثقافية .
سألها بصوت متزن : " هل هذا صحيح ؟ "
أجابت : " لا أظن أن لك يداً في هذا . أليس كذلك ؟ "
التقت عيناهما ، ثم قال : " انني لن أحاول أن أسفه ذكاءك "
قالت : " شكرا ً ، ولكن لماذا فعلت ذلك ؟ "
فأجاب : " لأبعده عن الطريق ، طبعاً " استمر كلينت في العمل إلى أن انهى مهمته ، وكان بقية المتطوعين قد خرجوا ، فتبع سيارتها البيجو الحمراء الصغيرة ، بسيارته الفيراري إلى بيتها .
وعندما أصبحا في الداخل ، قال لها : " لقد كان اليومان الماضيان منهكين بالنسبة إليّ ، لقد وصلت فقط عصر هذا اليوم "
قالت : " لا بد أنك مرهق اذن "
قالت : " لقد سبق وأخبرت الجميع ما عدا سيليا وباميلا ، بأنني سأغادر المدينة لكي أمضي فترة الأعياد مع بعض الأصدقاء "
قال : " يمكنك أن تأتي معي الآن ، إذا شئت "
وكانت هي متوقعة أن يأتي آلان لأخذها في الصباح ، ولكن ما هو الفرق ؟ خطرت ببالها فكرة ، قالت : " أو يمكنك أن تمكث الليلة هنا ؟ "
في صباح اليوم التالي ، كانت الفيراري تعود بهما إلى نيويورك وبينما ذهب كلينت إلى مكتبه ، خرجت اوليفيا إلى السوق لتشتري بعض أنواع الطعام لعشاء الليلة .
قالت السيدة نيلسون وهما تفرغان المواد الغذائية في المطبخ : " لم يكن يريدني قط أن اقوم بأي عمل . وكان دوماً يقول لي أن لا أزعج نفسي . هل تتصورين هذا؟ أما بالنسبة إلى العيد ، فلا أظنه كان يهتم به كثيراً . لقد اعتاد أن يذهب إلى جزيرة في البحر الكاريبي ليبحر في المركب " وبدا عليها السخط وهي تتابع قائلة : " انني مسرورة لأنك استطعت ادخال شيء من العقل إلى رأسه " . منتدى روايتي الثقافية .
وكان اليوم التالي هو اليوم السابق للعيد ، وفي الصباح كانت اوليفيا في المطبخ تصنع خبز العيد المميز ، وكانت السيدة نيلسون والخادمة اليومية قد منحتا عطلة ثلاثة أيام ، إذ أن اوليفيا قد أصّرت على أنها قادرة على تسيير الأمور في المنزل وحدها عدة أيام .
بقي أسبوع على مدة العقد بينها وبين كلينت . وانقبض قلبها هلعاً . ما الذي سيحدث بعد ذلك ؟ هل سينتهي بينهما كل شيء ، وبكل بساطة ؟ هل سيناولها كلينت الشيك قائلاً : " شكراً يا اوليفيا ، لقد سررت بمعرفتك "
استرعت انتباهها حركة مفاجئة ، فأدارت رأسها نحو الباب .
كان ثمة امرأة تقف في مدخل المطبخ . امرأة طويلة القامة حمراء الشعر ذات عينين رماديتين باردتين ، وعلى ذراعها كانت تحمل معطفاً من الفرو .
جمدت اوليفيا في مكانها وهي تحدق فيها . أهي عارضة أزياء رائعة الجمال ؟ أم هي نجمة سينمائية ؟ أم لعلها أميرة من أوروبا؟
كانت رائعة ، ولكنها أيضاً بالغة الغضب .
سألتها المرأة : " من أنت ؟ "


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-12, 08:31 PM   #22

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الحادي عشر

انتهيت من الفصل الـ 11
وباقي فقط ثلاث فصول ان شاء الله اخلصهم بأسرع وقت ..

الفصل الحادي عشر


بللت اوليفيا شفتيها وهي تحاول ان تتمالك رباطة جأشها بينما أخذت الأفكار والتساؤلات تتسابق في ذهنها .
من تراها تكون هذه المرأة ، وكيف دخلت إلى الشقة ؟
وعادت المرأة تقول : " لقد ألقيت عليك سؤالاً . من أنت ؟ "
خاطبت اوليفيا نفسها بأن عليها أن لا تسمح لها بأن تؤثر عليها بشيء . فهي قد تعلمت جيداً كيف تتعامل في الأسابيع الماضية ، مع أمثالها . فلتبدأ إذن !
حملقت اوليفيا في وجه المرأة وعلى فمها ابتسامة متألقة وهي تقول مشيرة إلى ما حولها في المطبخ : " انا انني الخادمة يا سيدتي " وكانت تتكلم بلهجتها الجنوبية الآن .
وضاقت عينا المرأة بارتياب وهي تسألها : " وأين السيدة نيلسون ؟ "
أجابت اوليفيا ببشاشة : " لقد ذهبت في إجازة . وأنا مكانها مؤقتاً "
عادت المرأة تسأل : " وأين السيد مورغان ؟ "
أجابت بطرف مصطنع : " لقد خرج كلينت للتسوق ، يا سيدتي " وأخذت تراقب ردة الفعل عندها بعد أن ذكرت اسم كلينت مجرداً . ولم يخب أملها لأن كراهية ذلك بدت على وجه المرأة . وابتسمت اوليفيا بعذوبة ، وأخذت تحرك المزيج بملعقة الخشب .
سألتها المرأة : " ومتى يعود ؟ "
فأجابت اوليفيا : " ليس لدّي فكرة . وقد يستمر غيابه ساعات . هل لك أن تنتظريه ؟ بإمكاني أن أصنع لك فنجان قهوة أو ربما سندويشاً "
ساد صمت مكهرب ، فترة ثم قالت المرأة ببطء : " سأغتسل ثم أغير ثيابي ، وبعد ذلك تصنعين لي فنجاناً من القهوة "
واستدارت على كعبيها العاليين ، ثم اجتازت الردهة في طريقها إلى الطابق العلوي .
وأدركت اوليفيا أنها كانت قد حبست أنفاسها . فأخذت نفساً عميقاً بينما تسارعت نبضات قلبها .
وأخذت تهدئ نفسها قائلة : اهدإي الآن . ان هذا لا يعني شيئاً . ربما كانت ابنة عم له قد جاءت على غير انتظار لتمضي عطلة العيد مع كلينت الوحيد المسكين .
كانت اوليفا تحضر كعك العيد ، فتابعت إضافة المواد المطلوبة وأضافت التوت إلى الخليط وأخذت تحركه . وبدا أمامها سيء المنظر ولكنه سيكون لذيذاً جداً عند اخراجه من الفرن ، بعد أن يضاف إليه العسل والتوت البري والمكسرات . منتدى روايتي الثقافية
آه من تراها تكون تلك المرأة ؟ وأغمضت عينيها بشدة . لا يجب أن تدع هذا يؤثر عليها . يجب أن لا تستسلم لأية مشاعر . لا بأس ، ستفكر في ذلك فيما بعد .
وتصاعد صوت المرأة يخترق الصمت قائلاً : " ماهذا ؟ " ففتحت اوليفيا عينيها .
كانت المرأة واقفة عند الباب وقد أمسكت بمعطف اوليفيا المنزلي باصبعين وكأنما تظن أنه قد يكون ملوثاً .
أجابت اوليفيا : " إنه معطف للمنزل ، يا سيدتي "
قالت المرأة بحدة : " انني اعرف ما هو . ولكنني أريد أن أعرف لمن هو "
نظرت إليها اوليفيا مباشرة ، ثم قالت : " لقد كنت سألتني ( ماهذا ؟ ) وليس ( لمن هذا ) " الويل لتلك المرأة وللهجتها هذه . وأخذت تسكب المعجون في الإناء .
وعادت المرأة تسأل بانفعال : " أريد أن اعلم ما الذي يدور هنا . من الذي وضع كل تلك الزينة"
رفعت اوليفيا بصرها إليها قائلة : " أنا التي فعلت "
أخذت المرأة تتأمل اوليفيا من أعلى إلى أسفل وهي تقول متهكمة : " ما ألطف هذه الحياة العائلية ، وكم هي مؤثرة ، وأظن هذا الشيء يعود إليك أيضاً ؟ "
أجابت اوليفيا : " نعم . هو معطفي "
قالت المرأة : " يا له من خسيس . ما أن أخرج من البلاد لعدة اشهر ، حتى أعلم أنه يضيع وقته مع التافهات "
وشعرت اوليفيا بالثورة تغلي في أعماقها .
قالت لها المرأة بصوت ثائر منخفض النبرات : " أريدك أن تخرجي من هنا "
ابتسمت اوليفيا قائلة : " طبعاً . ليس ثمة مشكلة ، فإذا لم يعد هناك حاجة إليّ ، فيسرني أن اخرج من هنا . دعيني فقط أريد بعض الأشياء " وفتحت الثلاجة . فصل تمثيلي آخر ، وينتهي العرض . فقط لترى كيف ستتصرف هذه السيدة . وقالت : " ان البطة هنا . وقد صنعت رغيفين بنكهة التوت البري ، وأيضاً صلصة التفاح هذا الصباح . وهي في هذا الإناء المغطي على الرف . أما الحشو فلم أصنعه بعد ، ولكن المواد لذلك هي على الرف في غرفة المؤن . هل تريدينني أن اترك لك الوصفة ؟ " فحدقت المرأة فيها دون أن تتكلم .
سألتها اوليفيا وهي مازالت ممسكة بباب الثلاجة المفتوح : " انك تجيدين الطبخ ، أليس كذلك؟ "
قالت المرأة : " هل تقترحين عليّ أن أطبخ عشاء العيد ؟ "
هزّت اوليفيا كتفيها ، قائلة: " لقد كنت أقوم أنا بهذا ، إذ كنا مصممين على البقاء في المنزل "
تقدمت المرأة إلى داخل المطبخ ، وجذبت باب الثلاجة من يدها ، ثم خبطته بعنف وهي تقول : " فلتذهب البطة إلى القمامة . فإذا كان يريد أن يمكث في البيت ، فليطبخ عشاءه بنفسه "
قالت اوليفيا وهي تمسح يديها بالمنشفة : " ربما لا يعرف كيف يحشو بطة . وقد يحتاج مساعدة منك . على كل حال ، دعيني أحزم امتعتي لأخرج من هنا " وأشرق وجهها بابتسامة ، وهي تضيف قائلة : " آه ، نعم . لقد نسيت الرغيفين في الفرن . إن ساعة التوقيت ستنطفيء بعد حوالي الخمسين دقيقة . فانتبهي إلى ذلك . أما خلالة الأسنان فهي هناك " وتركت المطبخ إلى الردهة ، ثم إلى غرفتها . وعندما أغلقت الباب خلفها ، تنفست بعمق . كان جسدها يرتجف كلياً . فقد كان تمثيلها الذي قامت به ذاك أكثر صعوبة مما كان يبدو ظاهراً .
ولم يأخذ حزم حاجياتها القليلة التي كانت احضرتها من بيتها ، وقتاً طويلاً ، واستدعت هاتفياً سيارة أجرة ، ثم حملقت حقيبة ثيابها خارجة إلى الباب الأمامي . وكانت المرأة جالسة على الأريكة في معطف منزلي طويل من الحرير ، وفي يدها كوب عصير . وكانت الساعة الحادية عشرة صباحاً .
قالت لها اوليفيا : " أخبري كلينت من فضلك ، أنني مازلت انتظر استلام الشيك آخر هذا الشهر "
اتسعت عينا المرأة وهي تقول : " وماذا يعني هذا ؟ "
أجابت اوليفيا : " لا يمكنني شرح ذلك ، مع الأسف . أخبريه فقط بهذا "
وفتحت اوليفيا الباب ، ثم توقفت ويدها على مقبض الباب لتسألها قائلة : " انك جانيت ، أليس كذلك ؟ "
حدقت تلك العينان الباردتان فيها بنظرات فولاذية ، وهي تجيب : " نعم "
أومأت اوليفيا برأسها قائلة : " هذا ما ظننت ، لقد سبق وسمعت بك . تعازي الحارة لكلينت " ثم فتحت الباب على اتساعة وهي تعود لتقول باسمة : " إنني ذاهبة الآن . عيد سعيد " وخرجت وأغلقت الباب خلفها .
كان نهاراً كئيباً غائماً تعصف فيه الريح ، وكأنما الكون كله يتجاوب مع نفسيتها الكئيبة .
اوقفت سيارة اجرة وانحنت إلى الأمام تتحدث إلى سائقها الذي سره ان يأخذها إلى منزلها مباشرة ويتقاضى أجراً مرتفعاً .
وخارج السيارة ، كان الجو غائماً ممطراً . ونظرت اوليفيا إلى الناس يهرولون في الشوارع وقد حنوا رؤوسهم توقياً للمطر والريح ، والسيارات تنثر رذاذ المياه حولها وهي تقتحم مستنقعات المياه ، فتصيب برشاشها المارة لتبلل ثيابهم . وكان الناس في كل مكان يحملون أكياساً مليئة بالهدايا . منتدى روايتي الثقافية
ذلك أن الغد كان يوم العيد .
العيد! لشد ما كانت تتطلع إلى ذلك اليوم ، وهي تجهز عشاء العيد . يا لحماقتها ، إذ تترك نفسها لهذه الأحلام تجمعهما معاً .. العيد ، الهدايا ، العشاء ، وكأنهما حبيبان . ولكنهما لم يكونا حبيبين ، ولن يكونا أبداً كذلك .
كان بيتها ، حين وصلت إليه بارداً رطباً . فوضعت بعض الأوراق والأخشاب في المدفاة ، ثم أضرمت فيها النار ، وأخذت تراقب النيران وهي تلتهم الأوراق لتصل إلى الأخشاب . وابتدأت هذه تقرقع بينما الدخان يتصاعد منها ، ومن ثم بدأت النار تهدر .
جلست أمام المدفأة في يدها كوب الكاكاو ، حيث أخذت تراقب اللهب .
وايقظها الطرق العالي على الباب ، من غيبوبتها . فمضت تفتح الباب .
كلينت .. ووقفت تحدّق فيه وقد أخذ قلبها يخفق بوحشية . وأخيراً ، استطاعت أن تقول : " ما الذي تفعله هنا ؟ "
دخل إلى المنزل دون أن ينتظر دعوتها ، وهو يقول : " لقد جئت لأعود بك إلى منزلي "
أغلقت الباب ثم جاءت تواجهه قائلة: " انني لا افهم "
فأجاب : " وماذا هناك لكي تفهميه ؟ لقد سبق ووافقت على أن تمضي العيد معي . هذا إلى أننا خارجان هذه الليلة لتناول العشاء خارجاً " منتدى روايتي الثقافية.
توتر جسدها وهي تقول : " لقد قيل لي ان اخرج من بيتك "
أجاب : " ليس أنا الذي طلب منك ذلك "
قالت : " انها السيدة صديقتك التي جاءت إلى بيتك . لقد بدا لي أن بإمكانها القيام بطلباتك بكفاءة تامة "
قال وقد بدا الهزل في عينيه : " ليس بإمكانها أن تسلق بيضة "
قالت بسخرية لاذعة : " حسناً ، نعم . أنها مشكلة حقاً ، خذها إذن للعشاء خارجاً "
أبدى كلينت إشارة تدل على فروغ الصبر ، وهو يقول :" إنني آسف لما حدث . فأنا لم أكن أتوقع مجيئها . حتى انني لم أكن أعلم بعودتها من أوروبا "
قالت : " آه حقاً ؟ على كل حال ، فأنا لا أظن ان السيدة صديقتك سيعجبها ذلك "
قال : " ان اسمها جانيت . وأنا لا أهتم مطلقاً بما يعجبها أو لا يعجبها ، فقد طردتها من بيتي "
قالت : " أتطردها قبل العيد بيوم ؟ هذا ليس عمل خير منك "
قال : " كفى يا اوليفيا ، انها لا تعني لي شيئاً "
ردت عليه قائلة : " حسناً ، ولكنها أرادتني أن أظن ذلك "
قال : " لا أشك في هذا لحظة ، فهي محتالة بارعة . ولكن ليس لها أي حق عليّ مطلقاً . كما أن ليس لها الحق في التدخل في حياتي ولا الحق في أن تخرجك من بيتي . لقد تجرأت كثيراً . وقد صفيت الحساب معها الآن . فكوني متأكدة من أنها لن تزعجك بعد الآن "
وسّوت من كنزتها فوق وركيها وهي تقول : " لا بأس ، إذا كان هذا ما تريده ، فسأعود معك " وبعد ذلك بلحظات كانا في طريقهما إلى نيويورك .
سألها بقوله : " هل تريدين فنجاناً من القهوة ؟ "
هزّت رأسها تجيبه : " كلا ، شكراً "
قال لها : " انني آسف إذ حدث هذا ، يا اوليفيا "
قالت : " لا بأس " كان عليها أن تكون مسرورة إذ مازال بإمكانها أن تمضي العيد معه ، ومع ذلك ، فقد خبا شيء من ذلك البريق . لقد طرد جانيت . هذا صحيح ، ولكن ما حدث لها قد شوه سعادتها المتألقة .
كان العشاء حيث توجها ، رسمياً ضخماً حضرته النخبة من القوم ومشاهيرهم . وكان مصورو الصحف يكمنون في المدخل خارج الباب . والمخبرون يصيحون وهم يلقون بالأسئلة . ولكن الليل طواهم دون أن يبدو أن أحداً أجاب على أسئلتهم .
كان المدعوون متألقين .. والحديث .. كان الحديث مستمراً دون توقف . كل شخص كان عنده ما يقوله . كل شخص كان يريد أن يسمعه الآخرون . وأثناء تناول المرطبات الذي يسبق العشاء ، وجد كلينت واوليفيا نفسيهما مع عالم وسيم ، أخذ يتكلم بحماس عن رحلته إلى الأمازون وقد خلبت قصصه لب اوليفيا ، وبدا عليه بوضوح افتتانه بها . وكان الوحيد الذي لم يفتنه شيء هو كلينت ، الذي قرر أخيراً ان الوقت قد حان ليختلطا بالبقية من الحضور .
قالت له بضيق : " كنت مسرورة بحديثه . انك دائماً تجرني بعيداً حين اتحدث إلى أي رجل تحت سن الأربعين "
قال : " انك تتخيلين اشياء غير صحيحة . تعالى الآن "
حين وصلا إلى البيت عائدين من الحفلة ، كان الارهاق يتملكها من جراء قيامها بأحاديث متفرقة ، كما أن فكيها كانا يؤلمانها من كثرة الابتسام .
قالت ببساطة : " لقد كان يوماً طويلاً ، وأنا الآن سأصعد إلى غرفتي "
قال : " هل هناك شيء ما ؟ "
أجابت : " كلا ، وإنما أنا متعبة فقط " وتراجعت قليلاً إلى الخلف موسعة المسافة بينهما ، ثم تابعت تقول : " ليلة سعيدة "
قال : " اوليفيا . أرجوك ، لا تفعلي هذا ، يا اوليفيا "
سألته : " لا أفعل ماذا ؟ "
أجاب : " انك تعرفين ماذا . لا تشيحي بوجهك عني . أود أن نسهر معاً حتى يطلع الصباح "
أشاحت بوجهها عنه ، وهي تقول : " كلا .. لا أريد .. لا استطيع "
سألها قائلاً : " ولما لا ؟ "
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقول : " لأنني أشعر ان هذا عمل غير صائب . وأنا آسفه لأنني سبق ووافقت على دعوتك "
عاد يسألها : " لماذا ؟ "
قالت وقد ابتدأت دموعها تنهمر : " لأنني .. لأنني اشعر بأنك تستغلني . وأنني لا أعدو من أن أكون اداة مؤقتة لخدمة اغراضك . انني لا ألومك ، فهذا ذنبي أنا . لقد كنت غبية وساذجة ، وقد حان الوقت لكي أعقل " منتدى روايتي الثقافية.
وحاولت ان ترى وجهه ، ولكن الدموع في عينيها حالت بينهما وبين ذلك .
قالت بصوت خافت : " انني لا استغلك ، أنا معجب بك وأنت كذلك ، فأنا لم أنتهز الفرصة أو اخدعك ، يا اوليفيا . فقد كان قراراً مشتركاً "
قالت وهي تستدير هاربة نحو غرفتها : " حسناً ، لقد كان قراري خاطئاً "
استلقت في سريرها وهي تتساءل عما كانت قد توقعت .
ان كلينت غير مدين لها بشيء ، وليس لها الحق في أن تطلب منه شيئاً . ليس لها الحق في أن تفترض أنه شعر نحوها بنفس الشيء الذي شعرت هي به نحوه .
لقد منحته الحب مجاناً . انها احبته ، وهي تتمني أكثر من أي شيء في العالم ، أن يبادلها الحب هو ايضاً . وفي الايام الأخيرة ، بدا من السهل عليها الاعتقاد بأنه يحبها . ولكن هذا كان فقط لأنها أرادت أن تعتقد بذلك . لأنها كانت متلهفة إلى أن يكون ذلك حقيقة .
ما الذي كانت تتوقعه ، على كل حال ؟ عرض زواج ؟ هل تراها فقدت عقلها كلياً ؟ ان كلينت ليس من النوع الذي يتزوج . وهو لم يحاول قط أن يحملها على اعتقاد غير ذلك .
ربما هو بحاجة إلى وقت . وربما سيتعلم ، مع الوقت ان يغير آراءه بالنسبة للحب والالتزام . الا يستحق هذا ، المجازفة على الأقل ؟ ان على المرء في هذه الحياة أن يتصرف ، أحياناً من منطلق الثقة والإيمان .
لو أنها فقط ، لا تشعر بكل ذلك الخوف .
نزلت من سريرها ، وارتدت معطفها المنزلي ، ووجدته في غرفة الجلوس جالساً في الظلام ، أمام المدفأة .
مشت عارية القدمين على السجادة الناعمة متجهة إلى حيث كان جالساً على الأريكة ، ثم جلست ، وهي تهمس : " كلينت "
أدار وجهه نحوها وأجاب : " نعم "
سألته : " لماذا لم تنم بعد ؟ "
أجاب : " لم أستطع النوم "
قالت : " وأنا كذلك لم استطع "
وساد الصمت . وأخذت تنظر إلى اللهب الذي كان يلقى بظلاله الغريبة في ظلام الغرفة .
وأخيراً قالت : " انني آسفة للجدال الذي حدث بيننا . لقد كنت مستاءة لما حدث من جانيت نحوي ، لقد شعرت بالمذلة "
قال : " أعلم ذلك ، انني اعلم نوع تصرفاتها . انني أريد أن امضي العيد معك يا اوليفيا ، وليس معها ولا مع أي أحد آخر "
قالت برقة : " انني هنا "
قال لها : " انك ليست لغرض مؤقت يا اوليفيا . ألا تعرفين ذلك ؟ "
قالت : " انني لست متأكدة من شيء "
قال : " انني أناديك أحياناً ، لأسمع صوتك فقط "
وساد صمت إلا من همساتهما ومن قرقعة الخشب في المدفأة .
قالت : " انني أفكر فيك على الدوام ، أحلم بك . ان تفكيري لا يخلو منك مطلقاً "
قال : " انني بحاجة إليك يا اوليفيا ، انني بحاجة إليك "
منتدى روايتي الثقافية وجاء صباح العيد . وصنعا الافطار معاً . لقد أصرت هي على ان تقوم بتجهيزه بدلاً من احضاره من المطعم . إذ أن هذا كان ممكناً حتى يوم العيد ، طبعاً مع دفع الثمن .
لقد صممت على أن تصنع الكعك بنفسها ، وكانت قد اشترت ثمار الفريز الذي كان مستورداً من مكان لا تعرفه وعلبة تحوي قشدة .
قالت وقد أبتدءا بالعمل في المطبخ : " سأخفق أن القشدة . فأنا أحبه سميكاً . ولكن إذا أنا خفقته طويلاً ، ستنتج عنه زبده . عند ذلك نصنع الكعك "
وبعد الافطار ، جاء دور الهدايا .
قالت اوليفيا وهي تتفحص أكوام الهدايا المكتوب عليها اسمها : " هذا مخيف "
قال كلينت ضاحكاً : " سأستمتع بالتفرج عليك ، هذا إلى أنني نلت أحسن هدية بينها جميعاً ، وهي ما أحتاج إليه " فنظرت إليه بحيرة فقال باسماً : " انها أنت "
قالت : " شكراً . ان سروري بالغ لوجودي هنا "
كانت هناك هدايا من أسرة باميلا . ومن أمه . من بعض الأصدقاء ، ثم من اوليفيا .
وأخرج الكنزة من صندوقها ، ثم أخذ يتأملها بصمت لحظة لا نهاية لها ، ثم قال : " هل حكت هذه بنفسك ؟ "
أجابت : " نعم "
أجاب : " انها رائعة الجمال لا تشبه أبداً ما تحوكه العجائز الصغيرات "
قالت : " ولكنني لست عجوزاً صغيرة ، فأنا استعمل أحدث النماذج الأوروبية " وضحكت وهي تضيف : " بعد أن أبدّل قليلاُ في طرازها طبعاً "
وقف قائلاً : " سأذهب وأرتديها "
وعاد بعد فترة قصيرة ، وكان يبدو رائعاً . وقفز قلب اوليفيا لرؤيته يرتدي بنطال الجينز والكنزة فوق قميص أزرق .
قالت : " انها تبدو أجمل مما ظننت . هل أعجبتك ؟ "
قال : " نعم . أما ما جعلها غير عادية عندي فهو أنها من صنع يديك . وأنت فتاة غير عادية ، يا اوليفيا ، انك تعرفين هذا أليس كذلك ؟ "
سألته : " ولماذا أنا غير عادية ؟ "
قال : " لأنك تعرفين كيف تمنحين من ذاتك . وتعرفين كيف تحبين "
وعاد يقول بهدوء : " لقد اغنيت حياتي . انني اعرف أن ما اقوله يبدو مسرحياً .. ولكنني لا اعرف كيف أعبر عن نفسي . لقد علمتني كيف استمتع بالأشياء الصغيرة في الحياة " وابتسم ثم تابع يقول : " مثل اللعب في الثلج ، وأكل حساء الجذور "
شعرت أوليفيا بوجهها يلتهب وهي تقول : " انك تحرجني بكلامك هذا ، يا كلينت "
قال : " الأفضل أن تفتحي بقية علب الهدايا "
وكانت هدايا من الأسرة والأصدقاء تتكون من الكتب ، والقفازات ، والتسجيلات الموسيقية ، وقمصان النوم وأشياء أخرى مختلفة . ومن كلينت تلقت رسماً جميلاً في إطار يمثل فيلاً افريقياً ضخماً . خلف الرسم كتب : " إلى اوليفيا التي تحب أن تحرر الفيلة من حديقة الحيوان . والرجال من البذلات القاتمة اللون .. كلينت "
كان نهاراً لن تنساه في حياتها ، صنعا فيه عشاء العيد معاً ، بين الضحك والدعابة ، وبعد ذلك شاهداً فيلماً فرنسياً ، في الفيديو .
وأمضيا معاً أغلب بقية الأسبوع . فخرجا إلى أمكنة لم يكن من المحتمل أن يصادفا من يعرفهما فيها وشاهدا أفلاماً أجنبية . وتحدثا معاً . وكان كلينت يمضي أقل وقت ممكن في مكتبه ، ليخرج بعد وقت قصير ، واتصلت اوليفيا هاتفيا بسيليا لتتحدثا معاً بشأن مؤسسة ميرسي .
سألها في صباح اليوم السابق لانتهاء السنة ، سألها قائلاً : " مارأيك في رحلة إلى الأرياف ؟ " وكان هذا آخر يوم كامل يمضيانه معاً . وهذه الليلة سيحضران احتفالاً خاصاً بمناسبة السنة الجديدة . وفي وقت ما من الغد ، عليها أن تكون مستعدة للعودة إلى بيتها لتكون على استعداد للعودة إلى المدرسة في اليوم التالي . أرجوك ألا تتركني , كانت هذه الكلمات تعتمل في نفسها وهي تسمتع إليه قائلة وقد غصت بريقها : " رحلة في الأرياف ؟ " منتدى روايتي الثقافية
أجاب : " نعم ، لقد قمنا بذلك مرة من قبل . أتتذكرين ؟ "
أجابت ضاحكة : " آه ، نعم . ولم تكن ناجحة تماماً ، ولكنني سأذهب ما دمت تعدني بأن لا نذهب للتحدث في شؤون العمل مع أحد اصدقائك "
قال : " هذا وعد مني لك "
سألته : " وإلى أين سنذهب ؟ "
أجاب : " إلى واينبرغ "
قطبت جبينها قائلة : " ولماذا ؟ "
أجاب : " إنها مفاجأة وهي ستعجبك ، صدقيني "




anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-12, 04:42 PM   #23

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل 12


الفصل الثاني عشر
طيلة طريقهما إلى واينبرغ واوليفيا تحاول دون نجاح أن تستخلص الحقيقة من كلينت ،ولكنه ببساطة لم يكن بالذي ينخدع بسهولة .
قال لها : " إذا أنا أخبرتك فلن تكون هناك مفاجأة "
قالت : " هذا صحيح ، ولكن أعطني اشارة فقط "
أجاب ساخراً : " إنه شيء أعرف أنك ستحبينه ، ها قد وصلنا تقريباً "
واخترقت الفيراري وسط المدينة ، لتتباطأ شيئاً فشيئاً عندما وصلت إلى البيوت الأخيرة القليلة العدد ، ثم انعطفت صاعدة إلى بيت الحاكم ومن ثم توقفت أمامه .
نظرت اوليفيا إلى منزل قديم كانت قد رأته وهي في رحلتهما الريفية الأولى مع كلينت . لقد انتهى العمل به الآن ، حسب ما يبدو . فقد طلي وأصلح كل جزء منه ما بدا معه في حلة جديدة متألقة . وكانت مطرقة الباب الأمامي النحاسية تشع كالذهب . وسألته : " لماذا جئنا إلى هنا؟ "
أجاب : " لقد سبق وقلت إنك ترغبين في رؤيته من الداخل عندما ينتهي العمل فيه "
قالت : " نعم ، ولكن .. " وفتح آلان باب السيارة ، ثم مدّ يده يساعدها على النزول ، وتبعها كلينت ليسبقها صاعداً الدرجات الخشبية إلى باب المنزل حيث أخرج المفتاح من جيبه . وفتح الباب ثم تنحى جانباً وهو يبتسم داعياً إياها للدخول . منتدى روايتي الثقافية
دخلت هي إلى الردهة ، كان الجو في المنزل دافئاً وقد تصاعدت في المكان روائح خشب الصنوبر ودهان تلميع الأرض . وكان المنزل خالياً من الأثاث .
أغلق كلينت الباب ثم مشى أمامها قائلاً : " اتبعيني ، فسأطوف بك المكان "
رفعت بصرها إليه تسأله : " كيف حصلت على المفتاح ؟ "
أجاب : " لقد استعرته من المالك "
سألته : " هل كلفت نفسك كل هذا الازعاج لكي تريني المنزل من الداخل ؟ "
أجاب : " لقد أردت أن أراه أنا أيضاً . دعينا نبدأ من الطابق الأعلى ، ثم نعود فننزل إلى الطابق الأسفل "
صعدا الدرج العريض الملتوي ذا الحاجز الخشبي الأملس ، كانت غرف النوم واسعة ذات نوافذ تمتد من الأرض تقريباً إلى السقف ، وكل الخشب مدهوناً لامعاً بما في ذلك الأرض الخشبية . وكانت النوافذ تشرف على الحدائق والتي بدت الآن جرداء في فصل الشتاء .
قال كلينت : " عندما ينتشر الاخضرار في كل مكان ، سيكون المنظر في غاية الجمال ، فأزهار الأضاليا وغيرها هي في منتهى الروعة كما أخبروني "
تابعا سيرهما وصوت خطواتهما يتجاوب صداها في ذلك المكان الفارغ . وحاولت اوليفيا أن تتصور ما تبدو عليه هذه الغرفة وهي مؤثثة . كانت الحمامات تحتوي على كل وسائل الراحة العصرية ، ولكنها مصممة بشكل أثري تاريخي . كذلك كان المطبخ في الطابق الأسفل مزوداً بكل تلك الوسائل دون أن يفقد تراثه التاريخي .
هتفت اوليفيا : " أوه ، يا له من مطبخ رائع "
قال : " أظن بإمكانك حقاً أن تستعملي هذا المطبخ "
أومأت برأسها وهي تنظر إليه مرة أخرى ، لماذا كان يريها هذا البيت ؟
انتقلا إلى غرفة الطعام ، ثم القاعة ، ثم المكتب ، وكانا ينظران من كل نافذة يمران بها .
قال : " إن التدفئة المركزية تعمل في المنزل ، إذ أن الدفء يسود المكان . ويوجد كذلك تكييف مركزي للتبريد . هذا حسن "
لماذا كان يخبرها بهذا كله ؟ ولماذا يهتم بكل ذلك ؟ لماذا يريها هذا المنزل ؟ وابتدأت شكوك غامضة تجول في ذهنها .
ماذا لو ... ؟
كلا ، ونبذت هذه الفكرة من رأسها ، ولكنها عادت فألحت عليها ولم يستطع عقلها أن يتخلّص منها .
ماذا لو ..؟
كلا ، ليس بإمكانها أن تستسلم لظنونها هذه ، إلى أمل خيالي غامض ، فذلك كان كثيراً عليها ، كثيراً على توقعاتها .
ماذا لو أن البيت كله ملكه؟ ماذا لو أنه كان اشتراه وكانت هذه هي طريقته في .. كلا . كلا . وأغمضت اوليفيا عينيها بشدة وهي تأخذ نفساً عميقاً . يجب ألا تسمح لنفسها بالاسترسال في مثل هذا التفكير حتى ولا بينها وبين نفسها .
قال كلينت وهو يفتح باباً ضخماً من خشب السنديان : " والآن ، إلى غرفة الجلوس " وأشار إليها بالدخول قبله فدخلت خطوة واحدة لتقف بعدها وقد تصاعدت خفقات قلبها ، ولم تملك سوى التحديق بذهول .
كانت النيران تضطرم في المدفأة ، وأمامها على سجادة شرقية واسعة ، بسط سماط حافل بكل ما تشتهيه النفس من ألوان الطعام والشراب وقد وضعت حوله وسائد وثيرة للجلوس .
ساورها الانفعال ، إذن فصحيح ما فكرت فيه . لقد غيّر رأيه ! وهو سيعرض عليها الزواج . وهما سيعيشان معاً في هذا المنزل . منتدى روايتي الثقافية
سألها : " هل أنت جائعة ؟ "
ازدرت ريقها ، ثم قالت مترددة : " نعم " ثم ازدردته مرة أخرى وقالت : " أوه ، يا كلينت ، يا لها من مفاجأة رائعة "
سألها باسماً : " هل أعجبك المنزل ؟ "
أجابت : " آه يا كلينت ، إنك تعلم أنه يعجبني أنه رائع "
تسمرّت عيناه في عينيها وقال : " إنه ملكك " .


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-12, 05:59 PM   #24

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الـ 13

الفصل الثالث عشر
هل حقاً ما سمعته ؟ هل كان كلينت يعطيها البيت ؟ وشعرت بجفاف مؤلم في حلقها ، وسألته : " ملكي أنا ؟ " أجاب : " نعم ، ويمكنك الانتقال إليه في أي وقت تشائين . يمكنك أن تسكني هنا ثم تستمرين في مزاولة التعليم و ... "
ولم تسمع بقية حديثة . ذلك أن كلماته أخذت تتجاوب في رأسها يمكنك أن تسكني هنا ، يمكنك أن تسكني هنا ، يمكنك أن تسكني هنا .
ثم أردف : " اجلسي "
قالت وهي تغص بريقها : " هل اشتريت هذا البيت لأجلي؟ "
أجاب وهو يجلس : " نعم ، هل خطر ببالك لحظة أنني سأتركك تذهبين حالما تنتهي السنة وينتهي العقد معها ؟ "
أجابت : " لا أدري "
أخذت تنظر إليه بذهن شارد وشعرت بجسدها ميتاً وقد استولى عليها ما يشبه الذهول . وأخذت ترتجف رغم حرارة النيران الملتهبة بجانبها ، وكلماته مازالت تتجاوب في رأسها ( يمكنك أن تسكني هنا ) .
سألته بصوت بدا وكأنه آت من بعيد : " وأثناء سكني في هذا البيت ، أين ستكون أنت ؟ "
أجاب : " سأكون في شقتي في المدينة , وفي العطل الأسبوعية وكلما أتيحت لي فرصة آتي إليك هنا . فهذا سيكون مكاننا ، لنا نحن الاثنين فقط . سأعلمك ركوب الخيل ، ويمكننا أن نقيم هنا حفلات ، أو بإمكانك أن تحضري إلى المدينة لنحضر معاً حفلات الباليه "
قالت : " أو حفلات العشاء المتعلقة بالعمل " وكان صوتها وهي تقول ذلك جامداً لا حياة فيه . ولكن لسانها بقي يتحرك بينما كان قلبها يتحوّل إلى برودة الثلج وعضت شفتها وهي ترفع عينيها إليه . وشعرت بالحرارة تعود إلى جسدها وبالدم يسري في شرايينها ، وبالألم يعتصر قلبها . ومالبثت أن قالت ببطء وهي تحاول تمالك نفسها : " هل سبق وحدثتك من قبل ، عن اولئك الناس الذي كنت أقابلهم في تلك الحفلات ؟ " منتدى روايتي الثقافية
قطب جبينه سائلاً : " وماذا بشأنهم ؟ "
قالت : " إنهم لم يتقبلوني قط كأمر مسلّم به " وكان صوتها هادئاً متزناً وهي تستمر قائلة : " بل كانوا يحاولون تقييمي معنوياً متسائلين عمّن أكون وما هي حقيقتي التي تختفي وراء مظهري المتنكر ذاك ، لم يكونوا يعرفون منأنا ومن أين أتيت " وسكتت ، ثم نظرت إليه مباشرة ثم عادت تتابع قائلة : " إنني أعرف ماذا يظنون يا كلينت . فهم لا يفكرون في أنني معلمة ، كانوا سيضحكون لهذا لو أنني قلته لهم " ورفعت بصرها نحو السقف وهي تغالب دموعها بعنف وتتابع : " لقد استطعت تحمّل هذا لأنني كنت أعلم من أنا ، وكنت أنت تعلم من أنا على الأقل ، كنت قد ظننت ذلك " وجاهدت للإبقاء على ثبات صوتها ، وهي تتابع : " والآن لقد أصبحت بالنسبة إليك ما كانوا يظنونه بي تماماً " وازدردت ريقها وهي تنظر إليه مباشرة ، وتتابع قائلة : " كلا ، وشكراً لك "
ووقفت على قدميها ، متجهة نحو الباب ، عليها أن ترحل . لم يعد بإمكانها البقاء هنا دقيقة واحدة . ولكن كلينت قفز واقفاً ليعيدها ، وهو يقول : " لقد اشتريت هذا المنزل لك لتكوني سعيدة "
أطلقت ضحكة يملؤها الألم وهي تقول : " لقد اشتريت هذا المنزل لكي يمكنك أن تمتلكني متى شئت فتضعني فيه لكي أكون رهن مشيئتك كلما شعرت بالحاجة إلي " وابتدأ جسدها يرتجف وهي تقول : " إنك تجعلني أشعر بنفسي وكأنني .. وكأنني .. " وانهمرت الدموع من عينيها وهي تتابع : " إن لدّي بيتاً ، يا كلينت ! فأنا لست بحاجة إلى بيت ! كما انني لست بحاجة إلى نقودك "
وساد صمت هائل . وأخيراً قال : " لقد كانت نقودي مقبولة منذ شهر مضى "
قالت : " لقد كان الأمر مختلفاً . كان عقد عمل ، وأنت تعلم ذلك "
قال : " وكيف كان مختلفاً "
أجابت : " لم تكن تلك النقود لأجلي "
وتملكتها غصة إذ أرادت أن تقول له إنني أحبك ، ولكنها لم تنطق بذلك .
قال : " ولكن بإمكانك أن تسكني هذا البيت بكامل إرادتك وحريتك "
ضحكت بمرارة وهي تقول : " إنني لا أصلح زوجة لرجل مثلك . أليس كذلك ؟ كما أنني لم أكن قط كذلك بالنسبة إليك ، فأنا لست سوى معلمة مدرسة . فأنا لا أنتمي إلى طبقتك . حسناً ، دعني أقول لك شيئاً يا كلينت ، إنني لم أرغب قط في أن انتمي إلى طبقتك هذه . فأنا أحب حياتي كما هي أكثر كثيراً مما أحب حياتك . إن لي أصدقاء حقيقيين . وأنا لست بحاجة إلى نقودك . إنني لست بحاجة إلى بيتك . كما إنني لست بحاجة إليك أنت أيضاً "
وبرأس عالٍ ، خرجت من المنزل ولم يعترضها هو هذه المرة . وسارت نحو المدينة حيث وجدت هاتفاً اتصلت بواسطته بسيليا .
" إياك أن تقولي لي إنك سبق وقلت لي هذا من قبل "
وكانت اوليفيا توجه هذا القول إلى سيليا وهما جالستان في شقة هذه الأخيرة تحتسيان مغلي الأعشاب لتهدئة الأعصاب . وكانت سيليا قد استمعت صامتة إلى قصة اوليفيا المؤسفة .
وأخيراً سألتها :" هل بإمكاني مساعدتك بشيء ؟ "
فأجابت : " يمكنك أن تأخذيني إلى بيتي فهو ينتظرني هناك على الأرجح ، فأنا ما زال عليّ أن أخرج معه إلى احتفال هذه الليلة , وهي آخر ما بقي من العقد ، ومن ثم ينتهي كل شيء "
فبدا الذهول على سيليا وهي تقول : " هل مازلت تريدين الذهاب معه ؟ هل أنت مجنونة ؟ "
أجابت اوليفيا : " طبعاً أنامجنونة . وطبعاً سأذهب معه ، فهذه هي آخر مرة أذهب فيها معه ، حسب العقد وبعدها يحقّ لي أن أطالبه بالشيك ، ثم انتهي منه إلى الأبد . سأتابع الاتفاقية إلى النهاية ، إذ ليس بإمكاننا أن نغامر بخسارة المال لأجل حفلة واحدة قذرة . إن كل ما عليّ أن أفعل هو أن أبدو متألقة وأبتسم بحلاوة . لا تقلقي لأجلي ، فأنا خبيرة الآن "
وهكذا أوصلتها سيليا بسيارتها إلى البيت . وكما توقعت اوليفيا فقد كانت الفيراري واقفة أمام المنزل تننظر. وأدهشها أن ترى كلينت في الباحة خلف المنزل يقطع الأخشاب وقد علّق معطفه على فرع شجرة ، وثنى كمي قميصه إلى المرفقين غير مبال ببنطاله الرماديّ الانيق .
ونظرت إلى سيليا قائلة : " انظري إلى هناك ، فهذا منظر لا ترين مثله كثيراً "
ضحكت سيليا قائلة : " ربما يحاول بهذا أن ينسى خيبة أمله "
قالت اوليفيا : " حسناً ، إنه يقوم على الأقل بعمل نافع "
وفتحت باب السيارة لتترجل منها وهي تقول : " أشكرك . سأتصل بك عند عودتي غداً "
وابتعدت سيليا بسيارتها ، بينما تقدمت اوليفيا من كلينت الذي كان الآن قد توقف عن تقطيع الأخشاب ووقف ينظر إليها وهي تقترب منه . منتدى روايتي الثقافية
قالت له بهدوء : " يمكننا أن نتحرك للسير في أي وقت تشاء "
سألها : " هل أنت آتية معي ؟ "
قالت : " نعم إن بيننا عقداً وأنا لا أريد فسخه "
توتر فكه وقال : " الويل للعقد "
قالت ببرود : " لا تقل هذا من فضلك ، فنحن بحاجة إلى النقود " وتفرست في هيئته . كان شعره أشعثاً ووجهه متجهماً وقد تقبّضت يداه إلى جانبيه . إنها لم تره أبداً بهذا الشكل من قبل . لقد بدا عليه وكأنه فقد السيطرة على نفسه . وشعرت لهذا برضى داخلي عميق . واستدارت لتسير نحو سيارة الفيراري ، بينما هرع آلان لفتح باب السيارة لها .
تبعها كلينت وجلس بجانبها ، أما هي فقد تناولت صحيفة من علاقة الصحف ثم ابتدأت تتصفحها .
قال لها : " علينا أن نتحدث في الأمر "
أجابت : " كلا ، ليس علينا ذلك . ليس لدي المزيد لأقوله لك ، على الإطلاق "
استند إلى الخلف وهو يقول : " كما تشائين "
وفي شقته ، كانت السيدة نيلسون تنتظرهما وقد جهزت لهما وجبة خفيفة , وبعد ذلك ، هربت اوليفيا إلى غرفتها حيث ابتدأت تستعد للاحتفال . كان عندها الوقت الكافي لكي تتمالك نفسها . فهي لن تسمح لنفسها بأن تتوزع شتاتاً . ليس الآن على كل حال ، فهي ستقوم بدورها الآن حسب العادة تماماً . وفيما بعد عندما تخلو إلى نفسها يمكنها أن تستسلم إلى أحزانها .
حدثت نفسها بأنها ما هي سوى ليلة بقيت وينتهي كل شيء . وبإمكانها أن تتصرف فيها كما يجب . وهكذا رسمت على وجهها إمارات البهجة والسعادة . وابتسمت وضحكت وصافحت الآخرين ، واستمعت إلى الناس وتكلمت وقت اللزوم ، بينما كانت في أعماقها تشعر بالموت . كانت مجرد آلة دون شعور ، تتصرف تلقائياً إذا ما ضغط زر مناسب . لقد تعلمت الكثير في الأسابيع الماضية ، فهي بإمكانها الآن أن تبتسم وتدعي ما لا تشعر به حقاً ، تماماً كغيرها من هؤلاء الناس . منتدى روايتي الثقافية
وطيلة الحفلة ، كانت شاعرة بعيني كلينت ترمقانها متأملة وقد أظلم وجهه . فهو لم يكن يفهم معنى تصرفاتها تلك . ولكنها لم تهتم . إن بينهما عقد عمل ، وهي ستستمر فيه حتى النهاية المرة .
جلست بجانبه صامتة بينما الفيراري تعود بهما إلى شقته . ووقفت بقربه في المصعد صامتة . وفي داخل الشقة تمنت له ليلة سعيدة ، ثم صعدت إلى غرفتها .
وتهالكت على سريرها وقد شملها الارتياح . ها قد انتهى الامر ، ولم يعد ثمة حفلات ، بعد الآن .
وأخذت تتقلب أرقة ، طيلة الليل وكفّت عن محاولة الرقاد عند الساعة السادسة . وكان الظلام ما يزال منتشراً في الخارج والمنزل يغمره السكون . لا بد أن كلينت ما زال راقداً . وتركت سريرها قاصدة المطبخ لتصنع كوباً من القهوة .
كان بإمكانها أن تحزم حاجياتها في الوقت نفسه . وهكذا حملت فنجان القهوة عائدة إلى غرفتها حيث ألقت في حقيبتها الأشياء القليلة التي سبق وأحضرتها معها من بيتها ، تاركة في الخزانة كل ملابس الحفلات . قد يكون بإمكانها أن تتسلل خارجة قبل أن يستيقظ .
ولكن لم يكن لها حظ في هذا ، إذ رأته يقف على عتبة غرفتها بينما كانت تقفل حقيبة ثيابها . وكان يرتدي معطفاً منزلياً أزرق اللون ، وكان شعره أشعثاً وذقنه دون حلاقة .
سألها قائلاً : " أليس الوقت مبكراً لذهابك ؟ "
اجابت : " إن عليّ أشياء يجب أن اقوم بها ، وكذلك عليّ أن أستعد للمدرسة "
ألقى كلينت نظرة على الخزانة المفتوحة ، ثم قال لها : " إن الملابس ملكك "
أجابت : " إنني لا أريدها " وأنزلت حقيبتها عن السرير . لم تكن تلك الملابس ملكها قط . لقد كانت ملابس لحكاية خرافية ، وقد استعيرت لفترة قصيرة لكي تنجز هذا الوهم الرائع الملقي الآن أشتاتاً عند قدميها . لقد حان الوقت لكي تعود إلى العالم الحقيقي . الوداع لسيارة الفيراري . الوداع للمتاجر الفخمة . لقد انتهت حفلة الأمير ، وعادت سندريلا إلى كنس الأرض ، أو على الأقل لتنظيف الموقد والبدء من جديد .
رفعت بصرها تنظر إليه قائلة وقد جفّ فمها : " عليّ أن أذهب الآن "
أجاب بصوت أجش : " أرجوك ألا تذهبي . أبقي معي ، أرجوك إنني بحاجة إليك "
وشعرت بقلبها ينقبض ، وبالألم في أعماقها ، وبالإغراء في أن تذعن له . في أن تبقى معه وتمنحه حبها . فربما يتعلم كيف يحبها كما تحبه .
كلا ، لن تسمح لنفسها أبداً في أن تسقط في هذا الشرك وكررت قولها : " عليّ أن أذهب "
سألها قائلاً : " ما الذي تريدينه بالضبط ؟ "
نظرت إليه مباشرة وهي تجيبه قائلة : " إنك تعرف ماذا أريد . إنني أريد الحب . الحب الحقيقي ذلك النوع من الحب المصحوب بالثقة والاخلاص والالتزام " وتنفست بعمق وهي تتابع قائلة : " ولكن إذا كنت لا تشعر به با كلينت ، فليس هناك إذن سبيل إلى أن تعطيه . أليس كذلك ؟ فهو الشيء الوحيد الذي ليس بإمكانك أن تشتريه بنقودك "
أغمض عينيه وللحظة واحدة ، مرّ الألم على وجهه ، ثم قال : " إنني لا أعرف شيئاً عن ذلك النوع من الحب "
حملقت فيه قائلة : " إنني آسفه لأجلك "
واستدارت فحملت حقيبتها ، ثم اتجهت نحو الباب خارجة من بيته .

تتابعت بها الأيام في وحشة لا نهاية لها .
وأخيراً ، أعلن القرار المنتظر رسمياً ، والذي يقضي بإقفال مدرسة فريندلي الابتدائية في نهاية السنة المدرسية . ومع أن هذا كان منتظراً فقد كان من الصعب تصديقه .
سألتها سيليا : " ما الذي ستفعلينه ؟ هل ستقدمين طلباً للعمل في المدارس الجديدة ؟ "
هزّت اوليفيا كتفيها قائلة : " لقد طلب مني عمي داون وريبيكا أن أبحث عن وظيفه في مدينة أخرى " منتدى روايتي الثقافية
وتفرست سيليا في وجه اوليفيا ، ثم سألتها قائلة : " هل تريدين حقاً أن ترحلي ؟ "
أجابت اوليفيا : " نعم ، ولما لا ؟ يمكننا أن نجرب ذلك نحو سنتين ، فإذا لم يعجبنا الحال فبإمكاننا دوماً أن نعود إلى الوطن "
وكان ذكرى مولد اوليفيا يوافق نهاية هذا الشهر وقد أصرّت سيليا على إقامة احتفال لها رغم معارضة اوليفيا الشديدة ، فقالت لها : " إنها ستساعدك على استعادة اتزانك النفسي "
قالت اوليفيا : " إنني لا أريد حفلة ، يا سيليا إن كل ما أريده هو أن أتفرغ لأحزاني "
قالت سيليا : " حسناً ، إننا لن نسمح لك بذلك "
قالت اوليفيا : " إن لي الحق في التفرغ لأحزاني الخاصة "
قالت سيليا : " لا تكوني صعبة يا اوليفيا . إننا سنقضي وقتاً طيباً وسندعو الجميع إلى هذا الاحتفال " .
ولم تستطع الرفض . حسناً ، انها تعرف كيف تتظاهر بالسعادة .
وهكذا كان . واعترفت لنفسها بأن هذا أدخل البهجة إلى نفسها حقاً . لقد ساعدها مؤقتاً وجودها مع أصدقائها حيث الضحك وتبادل النكات .
وعندما عادت أخيراً إلى البيت ، كان الوقت متأخراً ونزلت من سيارتها وهي تحمل الهدايا بين ذراعيها ، وكانت الليلة باردة والسماء غائمة كما كان القمر مكتملاً .
أدخلت السيارة في موقفها ، ثم استدارت حول البيت ونظرت إلى السماء ، وإلى القمر البارد ثم جلست على قطعة خشب ضخمة ثم تلفحت بجاكتتها . من قال إن القمر شاعري ؟ إنه يبدو شريراً متسللاً بين الغيوم ، بينما أغصان الشجر الجرداء تتمايل أمامه .
كانت تشعر بوحدة مرة ، وذلك بالرغم من الدفء والصداقة اللتين لمستهما في الحفلة . كان الوحشة في أعماقها . وبدا لها منزلها خالياً وكذلك كانت حياتها خالية .
كانت فتاة قوية . هكذا كانت تشعر بقلبها يذوي من الألم . وسيأتي يوم ليس ببعيد حين لا يبقى من قلبها شيء ، كيف أمكن لهذا أن يحدث لها ؟ كيف تمكن منهها حب بهذه القوة لرجل كان واضحاً أنه ليس لها ؟ كانت هذه أسئلة منطقية .
ولكن قلبها لم يكن ليهتم بالأسئلة والأجوبة . كان قلبها يشعر فقط بالألم وبالشوق .
وهمست بعينين دامعتين : أواه يا كلينت ماذا أفعل ؟ وكيف أنساك ؟
لقد كانت سعيدة قبل أن تقابل كلينت ، لم تكن تدرك قبل أن تقابل كلينت إلى أيّ حد كانت تشعر بالحاجة إلى من يملاً مشاعرها ، إلى رجل يعتبرها أهم امرأة في الحياة ، رجل تشاركه حياتها في الخير والشر . رجل تحبه وتعتز به .
وأخرجت مفتاحها لتدخله في الباب الخلفي ، ولكنه لم يكن مقفلاً ، وقطبت حاجبيها . لقد حضر وليا م ليأخذ أكياس الأطعمة التي كانت كوّمتها قبل ذهابها إلى الحفلة . ولا بد أنه نسي أن يقفل الباب . وتنهدت وهي تقفل الباب خلفها ، ثم خلعت جاكتتها وعلقتها . منتدى روايتي الثقافية
في يوم ما ، سيكون هناك رجل آخر . رجل تستطيع أن تحبه وسيتزوجان وينجبان أطفالاً . ولكنها فقط لا تستطيع أن تتصور نفسها مع أيّ كان . إن ما يحتل تفكيرها هو كلينت وحده .
وتوقف قلبها عن الخفقان . لم يكن البيت فارغاً .
لقد كان كلينت هناك ، جالساً قرب المدفأة وكان مرتدياً الكنزة التي سبق وحاكتها له بيديها .



anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-12, 06:01 PM   #25

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الـ 14 والأخير

الفصل الرابع عشر

همست اوليفيا : " كلينت ؟ هل هذا أنت ؟ " ومرّت بها لحظة تملكها فيها الرعب وهي تتساءل ان هذا ليس إلا خيالاً ، وأن أحلامها في أن يعود إليها جعل عقلها يعتقد بحدوث ذلك . لم يكن النور مضاءاً . لم يكن هناك سوى الوهج المنبعث من لهب الموقد يظهر جسمه على الكرسي .
فقال : " لم أكن أقصد اخافتك "
قالت : " كلا .. " وازدردت ريقها ثم تابعت تقول : " إنني فقط ، لم .. لم أتوقع حضورك "
قال وكأنه يوضح بقوله كل شيء : " إنه ذكرى مولدك "
أضاءت النور . كان ما يزال موجوداً وازدردت ريقها مرة أخرى وهي تقول : " إن اصدقائي .. " كانت ترتجف ما جعلها لا تستطيع التلفظ بكلمة . ولكنها عادت تقول : " إن اصدقائي أقاموا احتفالاً لأجلي " ووضعت الكيسين على الأريكة .
سألها : " هل هذه هداياك ؟ "
أومأت برأسها وهي تبلل شفتيها الباردتين الجافتين بلسانها ثم قالت : " ظننتك مسافراً "
أجاب : " لقد قطعت رحلتي "
قالت وهي ما زالت ترتجف : " آه .. أين آلان ؟ إنني لم أر الفيراري "
فقال : " طلبت منه أن يبيت في الفندق . إذ لم يكن لديّ فكرة عن المدة التي سأنتظرك فيها "
قالت : " فهمت "
سألها قائلاً : " أيمكنني أن أحضر لك شراباً دافئاً ، كوباً من الكاكاو ؟ "
أومأت بالإيجاب ، وعند ذلك وقف واتجه إلى المطبخ . ونظرت إلى كرسيه الفارغ . لقد رحل . إنه لم يكن هنا في الواقع ، مطلقاً .. إنه طبعاً لم يكن هنا . لا بد أنها ابتدأت تجنّ فتتخيل أشياء غير موجوده . فهو ليس في المطبخ يصنع لها الكاكاو . لقد كانت تحلم وهي ستستفيق من نومها الآن لترى ان كل ذلك لم يكن سوى حلم . ولم تستطع أن تتوقف عن الارتجاف . فجلست على كرسي أمام المدفأة وأغمضت عينيها وحاولت أن تركز اهتمامها في الدفء المنبعث من النار ، ممتداً إلى ساقيها وذراعيها ووجهها .
مدّ كلينت يده إليها بكوب الكاكاو والبخار يتصاعد منه فتناولته منه ، وهي تنظر في وجهه قائلة : " شكراً لك . لماذا أنت هنا ؟ "
جلس على كرسي قبالتها ، ثم أغمض عينيه برهة كأنه يستجمع شتات نفسه ، ثم تلاقت عيناه بعينيها ، وقد توتر وجهه وهو يقول بصوت أجش : " إنني بحاجة إليك "
واهتزت يداها بشدة فوضعت الكوب على الأرض ، ثم شبكت يديها ببعضهما وهي تنظر إليه بصمت .
فقال ببطء وكانت الكلمات تخرج من فمه بصعوبة : " في الأسابيع الماضية كانت حياتي بدونك .. كانت باردة ، خالية من البهجة واللون والدفء "
فاغرورقت عيناها بالدموع ، وعضت شفتها وهي تحدق في النار .
وسكت كلينت يجاهد مشاعره ، ثم عاد يقول : " إنني أريد حنانك يا اوليفيا ، ضحكتك وحبك . لقد كنت أنا على خطأ . كنت على خطأ مخيف إذ لم أقّدر مكانتك عندي ، لقد كان دخولك حياتي هو أثمن هبة ، فلم أدرك ذلك وألقيت بها بعيداً "
أخذت تحدق في اللهب ، كانت مشوشة الذهن ما جعلها غير قادرة على التفكير في شيء تقوله .
قال برقة : " إنني أحبك يا اوليفيا وأظنني قد أحببتك منذ أول يوم رأيتك فيه ، منذ اللحظة التي وضعت فيها ذلك الصندوق بين ذراعيّ وطلبت مني أن أقف في الصف "
نظرت إليه وقد أغرورقت عيناها بالدموع وهي تقول : " ولكنك لم تخبرني أبداً بأنك تحبني "
" ذلك لأنني كنت خائفاً " منتدى روايتي الثقافية
نظرت إلى وجهه ، إلى ذلك الوجه القويّ المتحفظ ثم سألته بلطف : " مم كنت خائفاً ؟ "
أجاب : " من أن أبدو ضعيفاً ، فأخسرك . ولكنني أعلم الآن أن عليّ أن أجازف فليس لي خيار . إنني أحبك يا اوليفيا "
همست : " وأنا أحبك أيضاً "
نهض واقفاً ، وتقدم ووقف أمامها ن ثم أخرج من جيبه شيئاً وضعه في راحتها وهو يقول : " كل عام وأنت بخير "
وكان ذلك علبة صغيرة مخملية غير ملفوفة . وابتدأ قلبها يخفق إلى درجة أخافتها . وفتحت العلبة لترى خاتماً ذهبياً مشبكاً بالساتان الأسود . كان عبارة عن حلقة عريضة دون ماسة ولا أي حجر كريم آخر .
ولكنه ، كرمز لم يكن يقدّر بثمن .
ولم تستطع أن تغالب دموعها أكثر من ذلك ، فأخذت تبكي ، وقال : " تزوجيني يا أوليفيا . ارجوك أن تتزوجيني . إنني أحبك ولا أستطيع الحياة من دونك "
فهمست قائلة : " آه يا كلينت إنك لا تثق بالزواج "
فأخذ يوضح لها قائلاً : " ولكن البديل للزواج هو مرعب . لا يمكنني العيش من دونك يا اوليفيا . إنني أريد أن أمضي معك بقية حياتي ، وسأفعل كل ما بوسعي لكي اسعدك ، يمكنك أن ترافقيني في رحلاتي وتتفرجي على العالم . أو يمكنك أن تزاولي التعليم إذا شئت . أو بإمكانك أن تقومي بالأعمال الخيرية التي تخصك بالاشتراك مع شركة مورغان فتساعدي كل من تريدين ، ما دمت لن تتركيني ابداً " منتدى روايتي الثقافية
ضحكت من بين دموعها وهي تقول : " آه يا كلينت ، هل من المفروض أن يكون ثمة شرط لكل شيء ؟ "
سألها قائلاً : " إنك لم تجيبيني على سؤالي . هل تتزوجينني ؟ "
قالت والبهجة تسرى في كيانها : " نعم ، نعم سأتزوجك يا كلينت مورغان "

تمت
أتمنى تكون نالت اعجابك .. وقراءة موفقة ... تحياتي


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-12, 09:44 PM   #26

rachrouch

? العضوٌ??? » 101294
?  التسِجيلٌ » Oct 2009
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » rachrouch is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

rachrouch غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-12, 06:30 PM   #27

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
Rewitysmile3

تسلمي rachrouch على مرورك الكريم ..
وكل الشكر لك ..


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-12, 02:15 AM   #28

خفايا الشوق

نجم روايتي وعضو فعال في التراس المنتدى الادبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية خفايا الشوق

? العضوٌ??? » 141888
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,302
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » خفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

خفايا الشوق غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/6YQ92892.jpg[/imgl]عـــابرون لا أكــُـثــــــر

[imgr]https://im32.gulfup.com/FYwSN.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/NBo28712.gif[/imgl][imgr]https://www.rewity.com/vb/signaturepics/sigpic242556_32.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/FXq17526.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/NxQ01099.gif[/imgr][imgl]https://im31.gulfup.com/57mdD.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/DbH16903.gif[/imgr][imgl]https://im40.gulfup.com/uAdq7.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/qbv87689.jpg[/imgr][imgl]https://im39.gulfup.com/aYnT2.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/r3w92892.jpg[/imgr][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/rfY65786.jpg[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/fBm45664.jpg[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 10-12-12, 05:25 PM   #29

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
Talking

شـكــــرا لك ... يا خفايا الشوق علي مرورك الكريم ..
اسعدني تعلقك ولك مني كل التقدير ..


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-12, 05:26 PM   #30

anona
 
الصورة الرمزية anona

? العضوٌ??? » 150315
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » anona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond reputeanona has a reputation beyond repute
افتراضي


اسعدني تعليقك ولك مني كل التقدير


anona غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.