آخر 10 مشاركات
آنا (54) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الخامس من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : Gege86 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          رواية حبيبتي (3) .. سلسلة حكايا القلوب * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          فرصة أخيرة -ج 2حكايا القلوب-بقلم:سُلافه الشرقاوي[زائرة]كاملة &الروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          أمير ليلى -ج1 من سلسلة حكايا القلوب- للمبدعة: سُلافه الشرقاوي *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          22 - مغرور .... جانيت ديلى (الكاتـب : فرح - )           »          وقيدي إذا اكتوى (2) سلسلة في الغرام قصاصا * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-09-08, 06:09 PM   #21

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي


8- من اللأقوى؟

لبرهة نزل الرعب في قلب كلير، ومالبثت أن استبدت بها ردة فعلٍ تماثل الصاروخ اندفاعاً. فصرخت في وجهه :
" انزع هذه عني ! "
قهقه وسألها :
" ترى ، أين سمعت هذه الجملة قبلاً؟ "
حدقت فيه، وقد استحال وجهها قرمزياً:
" هذه الحالة مختلفة، فقد شرحت لك لماذا اضطررت الى ..آه لا تتصرف بهذه الحماقة، فرد الضربة بضربة عمل سخيف . أعطني المفتاح قبل أن أفقد أعصابي "
وعوضاً من أن ينفذ طلبها، رفع المفتاح أمام عينيها ،وهو يبتسم ، فيما فاضت عيناه الرماديتان بوميض من السخرية. ولما مدت يدها لتتسلمه، رمى به الى اقصى الغرفة.فارتطم بالباب ، ثم ارتد عنه، وانزلق تحت الأدراج قرب الحائط.
فانتفضت كلير من الغيظ، ثم أطلقت صرخة عكست غضبها الشديد :
" آه، أنت رجل غبيّ "
حاولت أن تقفز عن السرير ، عساها تبلغ المفتاح، لكن دنزل كان أشبه بجبل لا يتحرك فلا هي تستطيع أن تنهض من دونه، ولا بمقدورها أن تحركه. أما هو، فبقي مستلقياً ،يحدق فيها برقة، وهي تشد بيدها بعيداً عنه بلا جدوى.
وأخيراً نصحها :
" ستؤذين نفسك، ان استمريت في ذلك "
" آه، أصمت! "
" كما أنك لن تصلي إلى أي مكان ، من دوني على أي حال. وبما إنه لا نية لي في التحرك، وبما إنني سألازم مكاني هذا ، فستبقين هنا أيضاً. "
وما كان من كلير إلا أن جلست على حافة السرير ، بمزيج من الغيظ واللهاث، وأدارت له ظهرها ، وهي تحاول أن تفكر في ما يمكنها أن تفعله. كان عليها أن تتوقع تصرفاً كهذا. فكيف بلغ بها حد ترك القيود في متناول يده، هذا عدا عن ذكر المفاتيح؟
كانت تتوق فعلاً الى الهروب ليلة أمس، لدرجة أنها اندفعت في تصرفاتها من دون تفكير . ومن الخطر ألا يقوم المرء بدراسة أي خطة من جوانبها كافة، لاسيما مع رجل كدنزل. فمن المؤكد أنه سيستغل كل خطأ ترتكبه، أو كل ثغرة تنساها. وبدأت يد دنزل تدنيها منه ، وتبعث الارتعاش فيها.
" لا تفعل ذلك! "
وما كان منه إلا أن جذب القيد فجأة، ففقدت توازنها. ولما انطرحت الى الخلف بعجز، سجن دنزل خصرها في ذراعه الطليقة.
فأطلقت كلير صرخة احتجاج ماتت فيها الكلمات ،ثم رفعت رأسها وقد اتسعت عيناها بتأثير الصدمة ، ونظرت الى الوجه المنحني فوقها.
وما لبث أن تمتم بنعومه:
" لا تقولي إنك خائفة. فأنت لا تخافين يا كلير! المرأة التي تلاعبت بي كما فعلت الليلة الماضية لا تخاف. صحيح أنني قلت لأختك لا تستطيع التمثيل أما أنت فتجيدينه. بحق السماء! بل أنا عاجز عن تعدد الادوار التي مثلتها أمامي! من المعبودة الباردة، الى امرأة الاعمال القوية، فالإبنه والأخت المحبة، ومدبرة المنزل الماهرة... أما ، ليلة الأمس..."
ثم توقف عن الكلام ليرمقها بنظرة جليدية ساخرة:
" ماهو الدور الذي كنت تمثلينه ليلة أمس على وجه التحديد يا كلير؟"
فابتلعت ريقها. وهنا ابتسم مجدداً بطريقة جمدت الدم في أوصالها.
" أم أنك لم تكوني تمثلين؟ "
وكادت عيناه الرماديتان تختفيان وراء رموشه في وميض زرع فيها الرعب.
ولما خيل إليها أنها ترى طريقاً للخلاص، قالت بوحي فجائي :
" بالطبع كنت أمثل !هذا ما كنت أفعله بالضبط، كنت.."
وجاهدت لتفكر في تفسير مقبول ، ثم أردفت أخيراً، من غير أن تكذب تماماً:
" كنت ألقنك درساً "
حينها، أقنعت نفسها بأنها تظهر له شعور المرء بالحجز.
وتابعت وهي ترمقه بنظرة مباشرة باردة :
" لم تسنح هذه الفرصة لضحاياك .لكن آن الأوان ليعلمك أحداً ما كيف يشعر المرء حين يتعرض للاستغلال والهجر! "
كان قد توقف عن الابتسام، واجتاح الغضب وجهه على نحو أفقدها رباطة جأشها، اذ ينذر دنزل بالخطر في غمرة غضبه، وما لبث أن رد بحدة:
" سبق وأخبرتك أنني لم أستغل أحداً! وتوقفي عن التحدث عن ضحاياي ، والا بدوت كقاتل محترف! "
فبادرت الى القول : "هيلين.."
" لقد شرحت لك قبلاً عن هيلين .فلم تفتحين الموضوع نفسه مجدداً؟ حين التقيت بها ، كانت تعاني من اليأس بعد طلاقها ، فتعلقت بي ، لأنني كنت غريباً لا أعرف زوجها .بل كنت مستمعاً جديداً، إذا شئت القول . وكان بامكانها أن تلقي بحملها كله علي، وهي تدرك تماماً أنني لم أثير الاشاعات ، نظراً الى أنني بالكاد أعرف مخلوقاً في غرينهاوي. "
فأجابت بنبرة فاترة:
" أصدق كلامك، لكن ،إياك أن تخبرني أنك لم تلمسها قط! "
عندئذ، رمقها بنظرة جفاء وقال:
" إنها جميلة، وأعجبت فيها في البداية. لعلي عانقتها مرات عدة ، لكن من الصعب أن ترتبطي بأمرأة لا تكف الحديث عن زوجها ، ولم أتخطى حدودي مرة إن كان هذا ماتسألين عنه فعلاً "
لكن كلير لم تصدقه، وسرعان ما سألته بغضب:
" هل تعني أنها كذبت علي حين أخبرتني أنها مهووسه بك؟ "
فهز كتفيه بنزق:
" لا أدري ماذا أخبرتك. ولا أملك أدنى فكرة عن حقيقة مشاعرها حينها يا كلير. ولذا لا أستطيع الكلام إلا عن نفسي .فأنا لم أغرم بهيلين ، ولم ألمسها قط "
ولم تملك إلا أن تصدقه، فالسخط المصقول على وجهه بدا غاية في الاقناع، لاسيما حين أغلق عينيه بتنهد وأضاف :
" هل تريدين مني لائحة مفصلة بكل النساء اللواتي مررن بحياتي ، وبما فعلته بهن؟ "
فردت بحدة :
" كلا طبعاً. لكن ما من داع لتتفاجأ، اذا ظننت أنك من النوع المتلاعب ، فالامر لا يقتصر على هيلين وحسب.وماذا عن لوسي ، وتلك الممثلة التي لا أعرف اسمها..."
" عاشت بيلا حياة مأساوية ، لكن لا شأن لي بهذا. بل على العكس، منحتها الفرصة، غير مرة لتنتشل نفسها من الهاوية.كما عرضت عليها دوراً في فيلم ، أحالها الى نجمة كبيرة منذ الإطلالة الأولى . وجاهدت لأبعادها عن المخدرات ، لكن ، كيف للمرء أن يساعد أناساً لا يرغبون في تلقي المساعدة؟ كانت بيلا تكره نفسها، وتبغض الحياة ، ولطالما تمنت الموت . وبدت لي حياتها محطمة قبل أن ألتقي بها بوقت طويل. "
والتفت إلى كلير بغضب، وأكمل :
" أخبرتك بكل هذا من قبل... "
فأومأت برأسها:
" أذكر ذلك،لكن.."
" لكنك لم تصدقيني؟ "
كان صوته عميقاً، قاسياً، لا سيما حين تابع :
" لا يمكنني أن أجبرك على تصديقي ، فعلي أن أتقبل هذا الواقع. "
ولما صعقها وجهه الغاضب ، وضعت يدها على كتفه ، بدافع غريزي وقالت :
" أنا آسفة ...وأصدقك فعلاً "
لكن الغضب لم يتلاش عن وجهه:
" إذاً، لمَ سألتني مجدداً؟ "
فعضت شفتها ، وقالت بنبرة تقارب النحيب:
" لست أدري...فقد توقفت عن التفكير بمنطقٍ "
عندها لوى فمه بعبوس وقال:
" أتعنين أنك تملكين فكرة ثابته عني، وأنني مهما شرحت لك خطأك، ستنظرين إلي دائماً كأنني نوع من ...ماذا دعوتني في المرة الماضية؟ مصاص دماء عاشق؟ "
فأجفلت كلير:
" نعم ، أنا آسفة. وأظنني أفكر في ذلك منذ التقيتك للمرة الاولى ، حين اصطحبتك وهيلين لرؤية البحيرة السوداء.في الواقع، ظننتها في البداية تتعاطى المخدرات ، فعيناها بدتا ناعستين ، ورغم ذلك ما انفكتا تلمعان .ومن ثم أدركت أنها متعلقة بك لا بالمخدرات، واستنتجت أنكما عاشقان . لكن هيلين لم تكن سعيدة .وعلى مر الأشهر المقبلة، ازدادت حالتها سوءاً.وبدا لي أنها تعلق عليك آمالاً كبيرة، وتزداد نحولاً ووهناً يوماً بعد يوم، إلى أن أغمي عليها في الشارع ذات مرة. "
" وألقيت اللوم علي مباشرة! "
فأجابت وقد احمر وجهها :
" في الحقيقة، فيمن عساي أفكر إذا ،وقد أعطتني هيلين نفسها انطباعاً أنها تعيسة بسببك؟ "
عندئذ رد دنزل بمرارة:
" كمعظم النساء، وجدت صعوبة في الاعتراف بالحقيقة، وهي أنها تريد استرجاع زوجها . لكنها ظنت أنه لم يعد يحبها، ومنعتها الكبرياء من الافصاح عن حبها. وقد تذرعت بي، واتخذتني عذراً عاطفياً.فان سألها أحداً لم تبدو كالاموات ، المحت الى انها مغرمة بي "
كان فمه قوياً، وكانه يمسك بزمام انفعاله.
" إن كان من تعرض للاستغلال ، فهو أنا ! وقبل أن تخوضي في موضوع أختك ، أذكرك أنني لم ألمسها بإصبع قط! "
ردت :
" ليس حتى الآن، على الاقل "
فأجابها بحدة:
" هل تتهمينني فعلاً بملاحقة هذه الدمية الصغيرة الجميلة ؟ لاشك في أنك مجنونه ، فالمرأة التي ألاحقها منذ جئت الى غرينهاوي هي أنت! "
وأوشك نفسها على الانقطاع، فحدقت فيه، وهي تهز وجهها الشاحب ، وتقول:
" لم تكن تلاحقني! "
" حاولت ذلك ، لكن كلما ظهرت ، صفقت الباب في وجهي. ولمدة ، ظللت أرفض الإستسلام ، فاتصلت بك ، وحضرت الى مكتبك ، وحاولت أن أواعدك. ومن ثم أخبرتني أنك على علاقة جدية برجل آخر. "
أجفلت ، ثم تذكرت ما أخبرته به ، فتورد وجهها مجدداً وقالت :
"آه ، أنت تقصد جوني..."
فنظر في عينيها بحدة يقظة:
" نعم ، جوني بريتشارد. لم أعرف من تعنين في البداية . وصادف أن سألت لوسي عن هوية صديقك جوني ، فأخبرتني مباشرة أنك تخرجين مع محامي، ثم ضحكت وقالت إنك تبدين مجنونة به، رغم أنه ممل جداً. وبالطبع ، وافقتها الرأي، بما أنني كنت أعرف بريتشارد. ولكن مامن معيار محدد للذوق، ومن النساء من يحب أغرب الرجال. "
دافعت كلير عنه بحدة:
" لجوني مميزات كثيرة ، فهو ساحر، وعاطفي ووسيم.."
ثم أضافت :
" كما أنه محب للحيوانات ولطيف مع أمه "
" نعم ، أعرف ، فقد قلت أنني التقيت به ، وبأمه أيضاً. وهي بالمناسبة قبيحة، وأشك في أنها قد تقبل بك. "
فما كان من كلير إلا أن رفعت ذقنها بانتصار:
" في الواقع ، إنها تحبني . وقد عرفتني طيلة حياتي، لكنها لم تحب زوجة جوني السابقة، وأظن انها ساعدت على فسخ علاقتهما.أما أنا، فلطالما أحبتني دائماً.كما إنني أحب جوني أيضا ً"
لكنه علق ببرودة:
" لكنك كذبت حين أخبرتني أن العلاقة جادة فاتخذت موقفاً عدوانياً"
" ومن قال ذلك؟ "
" أنا! "
وما أن أتم كلامه ، حتى أمسكت يده الطليقة بذقنها ، وأرجعه الى الوراء ، فحاولت كلير أن تتحرر من قبضته ، لكنه أمسك بها بإحكام، وهو ينظر إلى عينيها الزرقاوين اللتين اتسعتا إنذاراً بالخطر.
وأضاف بنعومة ، فيما الدم الحار يجري في جسدها كله :
" ما كنت لتعانقيني كما فعلت الليلة الماضية ، لو أنك تحبين رجلاً آخر يا كلير"
" لا يمكنك التأكد من ذلك ! فقد قلت بنفسك إنني أجيد التمثيل. "
ضحك وعلق :
" لكن ماحصل أمس لم يكن تمثيلاً يا كلير "
فهتفت وفي صوتها شيء من اليأس:
" أنت لا تعرفني "
" بل أعرفك أكثر مما تظنين .فخلال كل تلك الاسابيع ، كنت أعمل مع أختك، وأتعلم عنك ما استطعت. بالطبع ، غالباً ما تتكلم لوسي عن نفسها ، لكن لا يسعها أن تذكر نفسها من دون أن تتطرق الى عائلتها بمن فيها أنت . وهكذا ، عرفت عنك الكثير، من الكتب التي تقرأينها، الى فطورك المفضل. "
ولمعت عيناه وهو يضيف :
"وأخبرتني أيضاً أنك شاهدت أفلامي مراراً تكراراً. "
فتوردت بشرتها ، وهي ترد :
" في الواقع، كنت أشعر بالفضول نحوك، لأنني خفت على...على لوسي، ففكرت في أن أفلامك ستنبئني عن نوعية الرجل الذي فيك، والى أي مدى أستطيع الوثوق فيك "
فتشدق في كلامه:
" وهل صدق ظنك؟ "
ردت بلهجة بعيدة:
" تعلمت الكثير. "
وراح يضايقها بنعومه خطفت النبض من قلبها لبرهة:
" وماذا تعلمت؟ وبالحديث عن ذلك، مارأيك بأفلامي؟ هل استمتعت بها، حينما أعدت مشاهدتها؟ "
فتلعثمت :
" إنها جيده جدا ً"
ثم سألها دنزل وأصابعه تتلاعب بخصلات شعرها :
" هل كانت حياتك العاطفيه مذهلة في الماضي؟ "
فردت وهي لا تستطيع أن تخفي غيرتها:
" أتعني كحياتك؟ "
وتابعت يده مسيرتها على وجهها برقة ، وهو يتمتم :
" لطالما أحتلت حياتي العاطفية المرتبة الثانية بعد عملي، يا كلير. لم أكن أملك الوقت الكافي لألتقي أحداً خارج نطاق عملي. وحين أقوم بإخراج فيلم ، ألتقي عادة بإمراة أعجب بها كثيراً، وأظن أنني سأقع في غرامها .لكن ما إن ينتهي الفيلم، حتى أنتقل إلى غيره، وهي كذلك، فتقل لقاءاتنا تدريجياً، وتنتهي العلاقة عاجلاً أمآجلاً. وهكذا هي الحال في مهنتنا "
ثم تابع :
" لم تجيبي عن سؤالي يا كلير. أخبريني عن حياتك العاطفية "
" لابد انك تعرف كل شيء عني من لوسي. "
ومافائدة الكذب الآن ؟فلا شك أن لوسي كانت صريحة في ما يتعلق بحياة أختها العاطفية المملة.
وما لبثت أن أقرت وهي تلاحظ ابتسامته :
" لم تكن مثيرية الى حد تخطف فيه العقول "
" وهذه هي حالي أيضاً، فبعد طفولتي ، منعني حذري من المجازفة. "
فتنهدت كلير:
" إن الحب مجازفة، أليس كذلك؟ أعرف ماذا تقصد فلقد وقعت في الحب مرة ، ثم جرحت جرحاً بليغا ً"
فاحتدت عيناه:
" أكان الشاب الذي حاول التودد إليك ليلة الميلاد؟ "
فأومأت برأسها ، مما دفعه الى النتابعه بهدوء:
" إذاً، أغرمت به مرة "
" ظننت ذلك لمدة ، لكني أدركت أنني لم أبد نحو هال التزاماً حقيقياً.ففي ذلك الوقت ، كان علي أن أهتم بأولويات أخرى هي عائلتي، اي أخوتي ووالدي .كانوا يحتاجون الي، أكثر من هال . وما كان علي أن أتفاجأ حين رحل مع امرأة أخرى ، فلا شك أنها منحته ما لم أفعله. وكل علاقة ترتكز على شخصين ويتوقع الناس أن يستردوا ما يمنحونه. وبما أنني لم أعط هال ما أراده ، فقد رحل بحثاً عن مبتغاه في مكان آخر.
بدا ثغر دنزل ملتوياً، واستحالت نظراته عنيفة ومتفهمة، وهو يقول :
" تبدين كإنسانة باردة يا كلير، وقد خدعتني لفترة .لكن ، في الليلة الماضية ، أدركت أنك لست بالبرودة التي تدعينها. "
فتجنبت نظراته وهي متوردة الوجه:
" في الواقع، أظن أن كلانا بارد. "
" انتظرت كل حياتي انساناً أستطيع الوثوق به.لكن ، بما أنني لم أكن أثق بأحد ، خاف الناس مني، مما ضاعف شكي فيهم . ولم تبن علاقاتي على اسس متساوية قط.فإما أن الفتاه تخضع لي ، فأحتقرها ، وإما أنني استحيل صديق المرأة المفضل. ومع أنها تستغلني لتلقي علي بحمل مشاكلها ، الا أنها تعود وتحتقرني من جراء ذلك. "
أجابت كلير بنبرة جافة :
" يبدو لي إنك تعرف هيلين ولوسي جيداً .كما أنك تدعي معرفتي أيضا ً"
وما كان منه الا ان ضحك على نحو فظ، وقال :
" أعتبر علاقتي بهيلين ولوسي نموذجاً واضحاً عن كل علاقاتي مع النساء حتى الان. ولطالما دفعني الفضول الى الرغبة في اكتشاف أفكار النساء... أحب أن أصغي إليهن فيما يتكلمن ، وأحب أن أدفعهن الى الحديث عن أنفسهن ، وعن مشاعرهن، وعن طموحهن في الحياة.وبقيت أتمنى لو أستطيع التوغل في أذهانهن، عساي أفهم الواحدة منهن جيداً،لكن أمالي ذهبت أدراج الرياح.فلم أفهمهن قط كما فهمت الرجال. وأظن أن الرجال لا يفهمون النساء أبداً، فعقولنا غاية في الاختلاف"
فعلقت كلير بحدة ، وهي تدفع يده بعيداً عنها:
" يالهذا الهراء !وهلاّ توقفت عن العبث بشعري ؟ "
" لن تقولي لي ان الرجال والنساء متشابهون، أليس كذلك يا كلير؟ "
" كلا طبعاً، نحن مختلفون لكن... "
قاطعها، ووميض قاس في عينيه:
" في تلك الاشهر، فكرت فيك ، حتى أثرت حيرتي .وقضيت وقتاً طويلاً، وأنا أحاول فك لغزك. لكني لم أحلم قط بكل هذا الشغف المسجون في قلبك.وحين بدأت تعانقينني ، فكرت في أنك أصبحت لي أخيراً. ولكن ، قبل أن أدرك ماذا يجري، رحلتِ، لتتركيني في حالة من اليأس.وهجرني النوم لساعات، أما الآن ،فستعوضينني عن كل هذا. "
ونظر في عينيها،وسألها :
" أنت تحبينني فعلاً، أليس كذلك يا كلير؟ "
" نعم "
نطقت بالحقيقة على الرغم منها، لا سيما أنه لم يترك لها مجالاً للكذب أو التظاهر، أو أخفاء المشاعر. قال :
" كلير...أظن أنني لن أفهمك أبداً. كل ما أعرفه هو أنك تجرين في دمي، ولا أستطيع التفكير في سواك. وبعد الليلة الماضية، قد أرتكب جريمة في مقابل ضمك بين ذراعي "
وفي هذه اللحظة بالذات ، شعرت بأنها تحلم ، كما حلمت عشية الميلاد، قبل أشهر ، وكما كانت تحلم طيلة حياتها بذلك الرجل الذي يقبل اليها من خلف ستار الليل ، ليحملها ويرحل بها.
وبتأوه حاد، تاقت الى أن يعانقها. وعندها فقد أدركت أنه عناقهما الحقيقي الأول.ففي الليلة الماضية ، بقيت تعذبه وترفض أن يدوم عناقهما أكثر من ثانيه. أما الآن، فدنزل هو المسيطر.
" يا إلهي ...كلير...أنا...أنا أحبك. "
أحست كلير بالدموع تحرق عينيها ، وعجزت عن الكلام . أما هو، فأخذ يهمس:
" أنا مجنون بك منذ مدة طويلة، منذ اليوم الأول...في مكتبك...كنت غاية في البرودة والخشونه، بل شقراء باردة في عينيها تهديداً صريح.فألقيت عليك نظرة، ووددت أن أعرف الى أي مدى يمكن للجليد أن يذوب "
فردت من غير أن تتفأجأ:
" أحقاً؟ "
ألم يكن هذا ماشكت فيه؟ فضحك وأجاب :
" نعم ، لقد أعجبت بك بشده منذ البداية، لكنني أغرمت بك عشية الميلاد، حين جئت الى منزلك ، ورأيتك نائمة في كرسي أمام النار...ثم فتحت عينيك، ونظرت الي بطريقة عصرت قلبي عصراً. وكان شعرك الجميل يغمر المكان، ووجهك متسخ متورد. وللمرة الأولى منذ عرفتك، بدوت لي إنسانة حقيقية تنبض بالحياة. وتملكني رغبة قوية في معانقتك، منعتني من النوم طيلة الليل، وأنا أفكر فيك "
عندئذ أجابت بصوت أجش:
" كنت أحلم بك "
فاتسعت عيناه، وتناهى اليها انحباس أنفاسه:
" كلير!ماذا حلمتِ؟ "
لم تشأ أن تعترف ، وقالت :
" لا أذكر ولكنني فتحت عيني حين فتح الباب، وأبصرتك أمامي.فلم أعرف أن كنت أحلم أم لا، إلا حين رأيت أبي ولوسي والآخرين وراءك في الرواق "
ولم تعتقد أن الوقت مناسب لتخبره تفاصيل حلمها .ولعلها لن تخبره أبداً.
" ليتني عرفت...لكناّ وفرنا الكثير من الوقت الضائع. "
وحاولت كلير أن تحيطه بذراعيها ، ولكن القيد أفشل مرادها ، فسألته:
" ألا يمكننا أن ننزع القيد الآن "
فأشار عليها:
" سيتوجب علينا النهوض والبحث عن المفتاح "
وكرهت أن تقطع تلك اللحظة السعيدة التي تجمعهما ، وقالت :
" لننتظر قليلاً إذا ً"
وبدأت يدها تداعب شعره وتنعم بدفء ملمسه ...وراحت تهمس له:
" أحبك...علمت أنني سأحبك منذ رأيتك.."
فعانقها بعنف، ثم قال:
" بل كرهتني منذ رأيتني يا كلير، وقد أوضحت ذلك جيداً "
عندها ، اعترفت :
" بل كنت خائفة منك، خائفة من حبك، خائفة من الألم. ولم أرد أن تسيطر علي "
فسألها ، وفي صوته تلهف خفي:
" وهل أسيطر عليك؟ "
اختلست كلير النظر اليه من تحت أهدابها. وعرفت أنه من غير الحكمة أن تخبره أنه يمارس عليها سلطة قوية ورهيبة . ومالبثت أن قالت:
" أحبك...ألا يكفيك هذا؟ "
وفكرت في أنه لن يعرف أبداً أن الحب هو القوة الوحيدة التي كانت تخشاها دوماً.
وأمسك دنزل بيدها الطليقة، وقبل راحتها بعمق وحرارة، وعيناه مغمضتان، وعلى وجهه عاطفة تواقة ، وقال :
" أنت تسيطرين علي كلير. وأنا لك بكاملي. ولو أن هذه لا تعد قوة ، فماذا يبقى؟. "



*****
تمـــــــــــــــــــــــ ت


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 14-09-08, 10:31 PM   #22

مـلاك

? العضوٌ??? » 37937
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » مـلاك is on a distinguished road
افتراضي

مشكوووره ياا حلووه
اا للحين ما قريتهااا
بس شكلها حلووه
يسلموو


مـلاك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-08, 03:36 PM   #23

داماريس
عضوه في فريق عمل الروايات الرومانسية
 
الصورة الرمزية داماريس

? العضوٌ??? » 22491
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 812
?  نُقآطِيْ » داماريس is on a distinguished road
افتراضي







داماريس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-08, 11:35 PM   #24

بنوتة كيوت

? العضوٌ??? » 10252
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » بنوتة كيوت is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لك الرواية حلوة

بنوتة كيوت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-08, 11:59 PM   #25

ناعمة

? العضوٌ??? » 290
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 39
?  نُقآطِيْ » ناعمة is on a distinguished road
افتراضي

الله يعافيك

ناعمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-08, 01:44 AM   #26

why not?
 
الصورة الرمزية why not?

? العضوٌ??? » 47772
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 306
?  نُقآطِيْ » why not? is on a distinguished road
افتراضي

يسلمواااااااااااااااااااا غاليتى

why not? غير متواجد حالياً  
التوقيع
صفحتي على الفيس بوك
https://www.facebook.com/rohelhayatt

انا حياة الروح
رد مع اقتباس
قديم 21-09-08, 11:44 AM   #27

مونمن

? العضوٌ??? » 36461
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,086
?  نُقآطِيْ » مونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond repute
افتراضي



مونمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-08, 11:45 AM   #28

مونمن

? العضوٌ??? » 36461
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,086
?  نُقآطِيْ » مونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond repute
افتراضي



مونمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-08, 11:45 AM   #29

مونمن

? العضوٌ??? » 36461
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,086
?  نُقآطِيْ » مونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond reputeمونمن has a reputation beyond repute
افتراضي



مونمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-08, 08:53 PM   #30

أحلى رجهـ

? العضوٌ??? » 48901
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 801
?  نُقآطِيْ » أحلى رجهـ is on a distinguished road
افتراضي

تسلمي على القصه الرائعه..

أحلى رجهـ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:43 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.