شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   القصص القصيرة (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f119/)
-   -   سر الليمونتين **متميزة** (https://www.rewity.com/forum/t226485.html)

كاردينيا الغوازي 08-01-13 05:40 PM

سر الليمونتين **متميزة**
 

https://upload.rewity.com/upfiles/um765381.gifhttps://upload.rewity.com/upfiles/LbA65573.gif
https://t1.gstatic.com/images?q=tbn:...zCMIhTaEKAVrdY


تنويه هام " هذه القصة حصرية فقط بمنتديات روايتي لا أحلل نقلها إلى أي مكان "

قصة استوحيتها من صورة ارسلتها لي حبيبتي اسفة لذلك هي اهداء خاص لها...

اتمنى ان تعجبكم ...




https://upload.rewity.com/do.php?img=174715


توكأت على عصاها بيد بينما تمسكت يدها الاخرى بدفترها الوردي الاثير لقلبها.. وصلت لكرسيها تنهت قليلا من المجهود الذي بذلته لكنها كانت مبتسمة وهي تتطلع عبر الشباك المجاور للكرسي.. انه شباكها الخاص الذي تحرص يوميا على فتحه عند الفجر لتستنشق رائحة البحر الممتد امامه بينما تضع الزهور في آنيته الخاصة والتي لا يتغير موضعها من حافة هذا الشباك.
جلست على الكرسي واسندت عصاها على الحائط بجانبها ثم اخذت نفسا عميقا قبل ان تفتح الدفتر على الصفحة حيث تركت قلمها آخر مرة كتبت فيها مذكراتها...
تبسمت وهي تمسك بالقلم وبدأت الكتابة....
أعزائي قرّاء مذكراتي بعد عمر طويل إذا شاء المولى.. لا تحاولوا ان تتساءلوا مرة اخرى لماذا لم انشر هذه المذكرات وانا على قيد الحياة او حتى اطلع أحدهم عليها، انا خجولة احيانا فاعذروني.
قبل ان ابدأ كتابة مذكراتي لهذا اليوم احذر كل من تسول له نفسه نشر هذه المذكرات تحت اسم (مذكرات جدتي)! اقسم أني لن اسامحه ابدا واني سأتلوى غيظا في قبري! اختاروا اسما رومانسيا ك (مذكرات امرأة عند الشباك) او ربما اسما يليق بمسلسل اجتماعي ك (زوجة تخبركم بأسرارها!)
لا تضحكوا.. انها اسرار مهمة وقد تفيد كل من يقرأها حتى الجنس الخشن من البشرية.
اليوم وعند شروق الشمس ذهبت كعادتي ابحث في البراد عن ليمونتين فتفاجأت بنفادها! اصابني الضيق ولن ابالغ إذا قلت الاضطراب! هل تريدون معرفة سر الليمونتين؟ سأخبركم....
السر يبدأ قبل سنوات طويلة.. طويلة جدا... سر عمره من عمر زواجي.. سأحكي لكم الحكاية من اولها...
اول خلاف وقع بيني وبين زوجي كان في فترة الخطوبة، والمفارقة انه كان خلافا حول الآلية المناسبة لتجاوز اي خلافات زوجية مقبلة! لا أستطيع ان امنع نفسي من الضحك كلما تذكرت ذلك اليوم..
كنت في مقتبل العمر ولدي افكاري الخاصة والحقيقة أني كنت اظنها خاصة بي وحدي انطلاقا من مبدأ (الشخصية المتفردة) التي انشدها لكني اكتشفت فيما بعد ان افكاري لا تعدو ان تكون افكار عامة تعبر عن معظم افكار بنات جيلي.
عندما طرح زوجي (خطيبي في ذلك الوقت) فكرة ايجاد هذه الآلية كانت ردة فعلي ابتسامة مختارة بعناية لغرض التأثير ونظرة تعكس (الشخصية المتفردة) ثم قلت " ما رأيك ان نتراسل؟!" لم انتظر منه ذلك العبوس الذي كسا محياه ولم اتوقعه بصراحة! تصورت اني سأثير فضوله او ربما حتى لهفته! لكني صبرت عليه ولم يخب ظني سريعا رغم التزامه ذلك الصمت الغير مريح.
ابتسامتي ما زالت مكانها لا تتزحزح بينما اضفت موضحة فكرتي أكثر " كتابة الرسائل بين الازواج فكرة عبقرية! ستجعل كل واحد منا يعبر عن دواخله بهدوء فيشرح وجهة نظره للآخر.."
عبوسه المستهجن لم يعجبني ليتحفني بعدها قائلا " اجدها فكرة قديمة الطراز جدا وتبعث على الملل كما انها انثوية بحتة فيها مضيعة للوقت لا تلائم رجلا عمليا مثلي! "
لا اعرف اي الكلمات كانت أكثر سوءا بتأثيرها عليها! لا.. بل اعرف!
ولأني كأي انثى اخترت وصفا محددا قاله في مجمل كلامه عن (فكرتي) واعتبرته وصفا ل(شخصي)
ابتسامتي غادرت بالتأكيد وانا اقول له بصوت يرتجف من عاصفة بكاء قادمة " هل تصفني بأني اثير مللك؟! "
اخيرا عبوسه تقهقر ليرتفع حاجباه عاليا في دهشة شديدة قائلا " انا لم اقل إنك تثيرين مللي قط! انا قلت ان هذه الفكرة التي طرحتها قد تكون مملة بالنسبة لي.."
رددت واولى بوادر العاصفة هطلت على خدّي " لا... انت لم تقل (قد تكون) بل قلتها صراحة ان الفكرة تبعث على الملل واي فكرة تخصني فإنما تعكس شخصي فاذا كانت فكرتي مملة اذن انا ايضا مملة! وما دمت تراني مملة فلا ارى اننا سنتلاءم في المستقبل اذن لنوقف هذه المهزلة الان قبل نغرق في خلافات أكبر! "
ارتفع صوت زوجي - عفوا اقصد خطيبي - وهو يقول باستنكار شديد "انا لا اصدق كيف فسرت الامر بهذا السوء وجعلته يكبر هكذا؟! الا أستطيع ان اعبر عن رأيي دون ان يساء فهمي؟! "
لم اخبركم ان هذا الخلاف الجهنمي الاول كانت احداثه تجري في غرفة الضيوف في بيتنا اقصد بيت عائلتي طبعا ومؤكد ان صوتنا ارتفع ليصل لاذني امي المرهفتين بطبيعتهما! وقبل ان أرد بشيء دخلت امي بوجهها البشوش تحمل بين يديها صينية وضعت عليها قدحين من العصير الاصفر الباهت.
قالت بلطف وهي تقدم العصير الينا " اشربا بعضا من عصير الليمون "
(خطيبي) اخذ قدح العصير محمر الوجه خجلا من ارتفاع صوته بينما انا اخذت قدحي بكبرياء بعد ان مسحت تلك الدمعات التي افلتت مني.
ما ان تذوقنا من قدحينا حتى امتعضت ملامح وجهينا من شدة حموضته، خطيبي لم يجرؤ ان يقول شيئا لامي بينما انا بادرت لأقول بعفوية " امي! ألم تضعي ولو قليلا من السكر؟! انه شديد الحموضة.. "
اتسعت ابتسامة امي وهي تجلس على كرسي قريب ثم قالت بهدوء " هذا ما يجب ان يكون طعم الخلافات الزوجية.. حامضا يلسع لكنه ليس سيئا تماما! "
نقلت نظراتها بين وجهينا المرتبكين لتكمل ببشاشة "المثل يقول يوم حلو ويوم مر لكني أحب ان اصفه حامضا بدلا من مر "
اخيرا قالت بحنان وتفهم " الخلافات الزوجية طعمها لاذع كطعم هذا الليمون لكنه بنفس الوقت يعطي الزواج نكهة منعشة فتذكرا فقط انه مهما بلغ الخلاف فأنه صحي في النهاية.."
فجأة لمعت الفكرة في خاطري ووجدت نفسي اقول بحماسة " لقد وجدتها!" ثم نظرت لخطيبي على وجه التحديد لأقول بفخر " وجدت الفكرة المناسبة.. "
"جدتي... جدتي... لقد اشتريت لك الليمون وها قد احضرت لك ليمونتين كما طلبت مني.."
توقفت العجوز عن الكتابة ورفعت راسها لتنظر نحو حفيدتها صفا ذات الاربعة عشرة ربيعا وهي تدخل غرفة المعيشة متقدمة نحوها حاملة بيديها ليمونتين لامعتين بلونهما الاصفر... كم تحب هذه الحفيدة المميزة ربما لأنها تذكرها بنفسها وهي صغيرة وتظن في نفسها الحذاقة الشديدة والتفرد!
اقتربت صفا من جدتها وعيناها الفضوليتان تطرحان نفس السؤال وهما تنقلان نظراتهما بينها وبين الليمونتين اللتين تقدمهما اليها، اوشكت ان تبتسم الجدة فقد كانت تنتظر سؤالها هذا منذ يومين اي منذ اتت لتبقى معها تراعيها بعد وعكتها الصحية.
قالت صفا بلهجة شبه متوسلة " جدتي ارجوك.. ألم يحن الوقت لتخبريني بسر الليمونتين؟؟ لقد وعدتني أنك ستطلعينني وحدي على هذا السر.. الا تقولين دوما أني حفيدتك المفضلة؟! "
ضحكت الجدة من قلبها وهي تأخذ الليمونتين منها لتضعهما على حافة الشباك قرب آنية الزهور ثم قالت بحنو " حسنا... اعتقد انه حان الوقت فعلا.... سأخبرك.."
التفتت لحفيدتها مرة اخرى وهي تقول بعينين تلمعان مرحا " انه تقليد قديم اتبعناه انا وجدك منذ اول زواجنا.." تحمست صفا وهي تجلس على الارض بجانب جدتها وتستند لركبتيها بذقنها بينما تتساءل " ما هو هذا التقليد؟"
ردت الجدة وهي تتطلع للبحر قائلة بابتسامة عريضة " فكرة طرأت في بالي ايام خطوبتنا... نضع كل يوم ليمونتين هنا على هذا الشباك المواجه للبحر ومنذ الصباح الباكر ونتركهما حتى اخر الليل.." ابتسمت وهي تكمل بدعابة " إذا كنا محظوظين طبعاً " عبست صفا وهي تقول "لم افهم! كيف إذا كنتما محظوظين؟ "
التفتت الجدة لحفيدتها تداعب وجنتها الناعمة قائلة " ليمونة لي وليمونة له.. إذا ازعجته ذهب الى ليمونتي ليقسمها بالسكين ويعصرها في فمه متجرعا طعمها اللاذع فيصبر عليه كما يصبر على ازعاجي له وفي نفس الوقت عندما لا أجد الليمونة اعلم أني ازعجته فأبادر لمصالحته " ارتفع حاجبا صفا والابتسامة تتسع على شفتيها لتقول " وانت كنت تفعلين المثل إذا ازعجك جدي اليس كذلك؟"
ضحكت الجدة وهي تعلق بمرح " فتاة ذكية.." هتفت صفا " انها فكرة عبقرية!" رفعت الجدة ذقنها بفخر وهي ترد " نعم جدتك عبقرية "
وهنا.... علا صوتا جهوريا متذمرا من احدى الغرف.... قائلا بحنق " ها قد غيرتِ ترتيب اغراضي مرة اخرى! تستحقين ليمونتين بدل الواحدة! " هزّت الجدة كتفيها وهي تغمز لحفيدتها التي تحاول كتم ضحكتها ثم مالت برأسها نحو رأس صفا لتهمس في اذنها بعبث " هذا ما يسمى.. يوم حلو... ويوم حامض! "
تمـــــــــــــــــت
08-01-2013

رابط تحميل القصة ككتاب الكتروني
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي






اسفة 08-01-13 06:01 PM

ياللروعة تحفة ومبدعة كارى كعادتك
لقد عشقت هاتين الليمونتين حتى لو كنت إحداهما هههههههه
كثرت الحكايا ولكنى أعجبت بقصتك
روح خفيفة وحبكة أدبية وقصة إنسانية كعادتك دوما ونصيحة وراء الكلمات وحل بسيط لأصعب المشاكل بل وواقعى هذة هى كارى
عشقت الجدة الظريفة وأمها من قبلها والزوج المشاكس هههههههههه
أبدعتى حبيبتى ولكِ جزيل الشكر على أبداعك وإهداءك تاج لى ماحدش يمد إيده ولا يبص إهداءلسوفة وبس
والله اللى هتقرعليا هى حرة هههههههههههههه
تسلمى لى كارى ودوما وأبدا مبدعة

mahaty73 08-01-13 06:10 PM

ههههههههههههههههههههههههه ههه
حلوة حلوة حلوة
يا الله كم كنت بحاجة لهكذا جرعة حامضية النكهة لذيذة المذاق حلوة التأثير
رائعة و أحببتها جدا

كنت أتساءل حقا ....من من الزوجين عصر ليمونا في فمه أكثر ؟
الزوج أم الزوجة ؟؟؟

ههههههههههه أخلاق الجد كانت قافلة عالآخر ....و هو بيصرخ أن زوجته عبثت بأغراضه مرة أخرى ....!!!!
شكله هيك الزوج غلباوي كتير أو إنه لم تعد لديه طاقة ليتحمل جنون زوجته ....ههههههههه

أحببتها كاري من كل قلبي شكرا لك جدا حبيبتي
و شكرا لك ىسفة على الصورة الحلوة التي أوحت لكاتبتنا الملكة بأن تكتب لنا هذه القصة ( الليمونادة ) ....

مهاتي

bessoum 08-01-13 06:24 PM

مساء النور وزهر الليمون
شكرا كاردينيا على القصة الجميلة بنكهتها ورسالتها
وشكرا لاسوفة على الصورة الملهمة
موفقة دائما يا رب

كاردينيا الغوازي 08-01-13 06:26 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 6 والزوار 3) ‏كاردينيا73, ‏قمره تمر حنا, ‏mahaty73+, ‏حلاوة غير+, ‏laraaa+, ‏أَسْماء


يسعد مساؤكم

mahaty73 08-01-13 06:28 PM

تستحق خمس نجوم تقييم *****
أحببتها كاري جدا

laraaa 08-01-13 06:31 PM

ههههههههههههههههههههههههه هههههه...مممتعه ممتعه جداا قصه كااري وفيده فعلاا احببتها حقاا ...
فعلاا يووم حلو ويمر مررر ....العبره هو ان نتحمل كل منا االاخر ونصبر عليه ولا نتشبث باخطاائناا ....
جميل حكمه الجده التي من المؤكد ستورثهاا لحفيدتهااا ....

من الجمميل التووصل لنقطه مشتركه مع الشريك لتعبيير عن ازعااجه وتذاايقه من الاموور بطريقه ترضى الطرفيين وبنفس الوقت تعاالج المشكله بدوون ان روااسب مستقبليية .....تفهم كل من االاخر لثااني هو مفتااح نجاح الحيااه ...روعه كااري موفقه حبيبتي ع الاسطر المفيده جداا

حلاوة غير 08-01-13 06:36 PM


رااااائعة القصة كااااري وطرحت رسااااالتك بطريقة مميزة جدا جدا ، وأحببت أيضاا حس الفكاهة الذي يغلفهاا ،
استمتعت بقراااءتهاا جدا جدا ، شكرا لك بحجم السمااااااء كااااري ،
بااارك الله فيك ونفع بك وبقلمك ،
ودمت مميزة ومبدعة ،
وشكرا لك آسوووفة على الصورة التي ألهمت كااري بكتابة القصة ، تستحقين الاهدااااء ياا عسسسل ،

فاطمة كرم 08-01-13 07:11 PM

ههههههههههههههههههههههههه هههههه قصة جميلة وخفيفة الظل جداً

طيب الحكمة جميلة طبعاً ويوم حلو ويوم حامض

بس انتِ مش واخدة بالك من حاجة ؟؟

إن البطل الهمام فضل يبلع عصير ليمونة على كتابة الرسائل :wow11:... ده مزاجه عجيب جدا جدا ههههههه
ما تكتب رسالة يا أخي أهون من طعم الليمون اللاذع
أنا كانت عجباني فكرة الرسائل أكتر زي البطلة الفيلسوفة دي:girl: ههه بس في ناس دماغها راكبة شمال وودنك منين يا جحا
قال عملي قال في أحلى من الفلسفة الغومانسية :6[1]:

شكراً لأسوفة على موقف اليمونتين اللي طلع لنا قصة لطيفة ومقطقطة كده:248080:

وشكراً لتوأمتي كاري على الليمونادة المنعشة ... وحشتيني يا مس ^ ـ ^

في أمان الله


syrine rubi 08-01-13 07:40 PM

تسلمي كاردينيا على القصة الممتعة
اخيرا عرفنا سر الليمونتين ههههههههه


الساعة الآن 02:23 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.