آخر 10 مشاركات
ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصريا .. تحميل رواية الملعونة pdf للكاتبة أميرة المضحي (الكاتـب : مختلف - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          حصريا .. رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام .. النسخة الكاملة للكاتبة أثير عبدالله (الكاتـب : مختلف - )           »          حصريا .. تحميل رواية رمانة فارس والهيئة للكاتبة السعودية شادية عسكر (الكاتـب : مختلف - )           »          27 - مطار 77 (الكاتـب : MooNy87 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى الروايات الرومانسية المترجمة > منتدى الروايات الرومـانسية المترجمة

Like Tree322Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-12-18, 06:03 PM   #9191

مالي عزا من دونك

? العضوٌ??? » 344896
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 507
?  نُقآطِيْ » مالي عزا من دونك is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تتتتتتنتسسسسلللللمي



مالي عزا من دونك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-18, 06:30 PM   #9192

z.a

? العضوٌ??? » 430484
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 307
?  نُقآطِيْ » z.a is on a distinguished road
افتراضي

اللهم صل وسلم على محمد

z.a غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-18, 08:01 PM   #9193

نوران نبراس

? العضوٌ??? » 433153
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 140
?  نُقآطِيْ » نوران نبراس is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نوران نبراس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-18, 08:02 PM   #9194

موزا لوتا

? العضوٌ??? » 431890
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 34
?  نُقآطِيْ » موزا لوتا is on a distinguished road
افتراضي

تبدو رواية جميلة شكرا

موزا لوتا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-18, 02:38 PM   #9195

Haisan

? العضوٌ??? » 426591
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 359
?  نُقآطِيْ » Haisan is on a distinguished road
افتراضي 🌼

🌷🏵
لوحة التحكمتسجيل الخروجتسجيل الخروج
شبكة روايتي الثقافية

البحث . . .





إتصل بنا
مشاركات اليوم
المشاركات الجديدة
المواضيع الجديده
أهلا وسهلا بكـ Haisan.
آخر زيارة لك كانت: اليوم الساعة 08:05 PM
الرسائل الخاصة: غير مقروء 0, من مجموع 0 رسالة.





شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > دُميتي.. لا تعبثي بأعواد الحب (4)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار
Like Tree79706Likes
إضافة رد
صفحة 878 من 880 « الأولى < 378 778 828 868 876 877 878 879 880 >
عرض أول مشاركة غير مقروءة عرض أول مشاركة غير مقروءة
LinkBack أدوات الموضوع
#8771 أضافة تقييم إلى كاردينيا73 تقرير بمشاركة سيئة
قديم اليوم, 10:02 PM
الصورة الرمزية كاردينيا73
كاردينيا73 كاردينيا73 غير متواجد حالياً
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء





بعد ثلاثة ايام .. قرابة الغروب



وسط العاصمة تقف جواره متكئين على سور قديم لاحد الجسور التي تعبر النهر من ضفة الى اخرى .. تلتزم شذرة الصمت وتنتظر منه بادرة لحديث حقيقي وقد طال صمته لايام ..

لم تره الايام الماضية لكنه كان يتصل بها اخر الليل فقط يطلب منها ان تتكلم في اي شيء عدا أمر واحد ... أشجان ... وقد اراحته وهي تستجيب لمطلبه فتثرثر في اي شيء دون ان تسأل ودون ان تأتي على ذكر ما حصل ... اما اليوم فقد اتصل عصراً وطلب ان يخرجا معاً فكان لقاؤهما عند بوابة بيت العطار اشبه بعبور خط فاصل ...فوضعت يدها في يده لتتركه يأخذها بصحبته في لفة طويلة يجوبان وسط العاصمة معاً ثم انتهى بهما المطاف على هذا الجسر ..

منذ خرجت معه وهو في حالة هدوء وسكون.. ثرثر قليلا لكن السكون يغلب عليه .. استغربته قليلاً لكنها تفهمته .. كان يعيش حالة خاصة من الحزن وربما هي اقرب لوقفة في محطة كي يستعيد توازنه قبل ان يواصل الرحلة ..

تنظر الى جانب وجهه الوسيم وهو يسرح بنظراته لمياه النهر فتتذكر دموعه قبل اربعة ليال لا اكثر.. ما زالت رعدة تمر بجسدها كلما تذكرت موت أشجان وصرخة بتول المفجوعة ..

ما زالت تحلم باشجان وهي تطلب الغفران.. تترجاه ان لا يسلمها للغرباء كي يدفنوها ..

صوت رقية المشاغب الموبخ يطن في اذنها .. ينغزها (يا كئيبة) فتنحى شذرة جانباً تأثرها بكلمات رقية لتأخذ نفساً قبل ان تمسك بذراع خليل وقد قررت ان تعبر معه هذه المحطة فتسأله بتحشرج وبعض التردد "كيف كان العزاء ؟" التفت اليها ونظر في عينيها مطولاً قبل ان يرد " بتول قامت بالواجب على اكمل وجه .. لم يكن هناك عزاء رجال .. فقط للنساء .."

تشجعت اكثر فذابت عيناها بالعاطفة والفخر وهي تقول همساً متأثراً " وانت أكرمت أشجان بالدفن وحققت امنيتها الاخيرة ان تجاور امها "

ملامحه كانت هادئة للغاية وهو يعقب على كلامها بالقول " رحمهما الله معاً .. اتمنى انها وجدت راحة اخيرة في قبرها .. راحة لم تجدها ابدا في دنياها "

مدت شذرة يدها لتستقر فوق كفه المستريح على السور وتقول له بإيمان كامل توصلت اليه خلال اليومين الماضيين وهي تستعيد كل حرف نطقته أشجان " لكنك منحتها الكثير في الدنيا يا خليل وقد كانت ممتنة لك حتى لو تمادت بافعالها المشينة معك .. سامحها الله وغفر لها "

أطرق قليلا وهو يتمتم " امين ..."

كانت سعيدة انها قالتها له بصدق وقناعة..

يدها ما زالت فوق يده فيحرك ابهامه للاعلى قليلا ويلامس جانب يدها فيخفق قلبها بالشوق فتتذكر كلمات رقية حول (طلب عطائه) لتبادر ببعض الجرأة

" خليل .. اريد منك طلباً الليلة ..."

يرفع عينيه الجميلتين اليها وهو يرد بكرم رجل عاشق سخيّ العاطفة " عيون خليل .. اطلبي وبحول الله وقوته سأنفذه لك.. "

تشعر بالخجل من شوقها اليه .. من حاجتها الملحة ليبقى قريباً منها .. تتورد وهي تطلب

" اريدك ان... تبيت الليلة عند .. خلود .."

ترققت ملامحه وهو يرد عليها بحنان " إن كنت قلقة علي فلا داعٍ.. انا بخير ... ام ربما هي خلود من دفعتك لتطلبي هذا ؟ "

دون شعورها يدها تلتف حول كفه تتشبث به وتتعشق اصابعها باصابعه وهي تقول بهمس دافئ وخدين محمرين

" لا ليست خلود .. انها أنا.. واطلبها لاجل نفسي .. اريدك قريبا ... مني... الليلة... ولو في البيت المقابل.. ربما تراه دلالا مني .. انا... اسفة .."ترتفع وجنتاه بابتسامة حلوة تنعكس في عينيه ثم يقول لها بصوت يقطر عذوبة "تدللي حتى آخر العمر .. ربي خلقني لادللك"

تغرق بالخجل وتشيح بنظراتها بعيدا بينما يضيف هو بصوت رجولي هامس حار

" لم أفعلها يوماً منذ زواج خلود وقد طلبتها مني مراراً ..لكني الليلة سأبيت عندها فقط لاجلك وبشرط واحد ... ان تقضي الامسية معنا حتى آخر الليل .." تهز رأسها وقلبها يخفق سعادة وهي تهمس " حاضر.."

يحاوط كفها بكفه ثم يبتعد بها عن السور وهو يسير معها ... كفه كان دافئا للغاية .. اصابعه تلامس باطن كفها فيجعلها تشعر بالشوق يكويها لتكون قربه الى الابد ...

***





الملحق .. بعد العشاء ...



تخرج من المطبخ وهي تحمل صحن المكسرات .. تمر بزوجها الذي خرج لتوه من الحمام وهو يجفف يديه بالمنشفة فتعقد حاجبيها بتركيز وتميل نحوه تسأله بخفوت " هل كلمت ابا جعفر ؟ ماذا قال لك بخصوص خليل ؟"

يعقد حاجبيه بطريقة تشبهها ليرد عليها بنفس الخفوت " لماذا تتكلمين بهذه النبرة وهذه التعابير وكأننا نتستر على جريمة ما؟!"

تعبس في وجهه فيغيظها وهو يرمي المنشفة ارضا ثم يأخذ صحن المكسرات عنوة من بين يديها ويقول مشاكساً " اين الشاي يا امرأة .. منذ نصف ساعة وانت تعدينه وكأنك تطبخين (باجة)* "

تزفر بحنق وهي تنحني لتلتقط المنشفة من الارض ثم تناظره بقهر وهو يضحك في وجهها ساخراً .. لكنها لا تهون عليه فيميل نحوها ويهمس لها " ابو جعفر يقرؤك السلام ويقول لك ابننا خليل يعادل وزنه ذهباً .."

تتنهد من اعماق صدرها وتمحنه أطيب ابتسامة قد يراها بشر وهي تقول بتؤثر "اقسم بالله ان ابا جعفر هو الذهب ذاته .."

يضحك حذيفة ضحكة قصية خافتة يداري على على غيرته ثم يغمز لها قبل يتحرك قائلا " الحقيني بالشاي ولا تتأخري .. اظن سوسو صدعت رأس خليل وشذرة بالاغاني الشعبية التي تشغلها منذ انتهائنا من تناول العشاء .."

بعد ربع ساعة كان حذيفة يضرب كفاً بكف بينما يرى زوجته الهبلاء تتراقص مع ابنته بطريقة مضحكة على انغام احدى الاغاني الدارجة هذه الايام ..

يضحك خليل من قلبه هو وشذرة لكن حالما اقتربت خلود لتجر شذرة للرقص معها عبس خليل وهو يتشبث بذراع شذرة رافضاً بحزم ..

ثم يستغل خليل الامر ليسحبها قربه اكثر تلاصقه فتحمر شذرة وهي تغطي على خجلها بالتصفيق مع رقص خلود وسوسو ...

***







قرابة الثانية عشرة





الشارع خال تماما وهو يعبر معها الى الجهة المقابلة .. انارات قليلة متفرقة جعلت الظلمة أقل وطأة .. يتمهل بالخطوات ليطيل البقاء فيثرثر في سكون الليل " هل كنت تعلمين ان .. مصعب... انتقل للعمل في مدرسة جديدة ؟"

تشعر بتوتر يده التي تحاوط يدها فترد وهي تلتفت اليه " لم اعرف الا عندما قالتها خلود الليلة .. " يزفر نفساً من صدره وهو يعترف لها "لم أكن اعرف كيف سأتعامل مع هذا الامر والعام الدراسي يوشك ان يبدأ "

لم تضف شذرة كلمة اخرى لكنها في داخلها كانت تعلم ان شخصية مصعب المغرورة في ظاهرها والمليئة بعقد النقص في باطنها لم يكن سيستمر بالعمل في المدرسة ذاتها معها... خاصة بعد رفضها للصلح وخطبتها لآخر ..

تكتمل خطواتها مع خليل حتى بوابة بيت العطار فيفتحه لها وشذرة تتمتم بالشكر في رقة ..

كانت ليلة لا تنسى .. والفرحة العارمة في قلبها انه سيبيت ليلته قريبا منها هي نفسها لم تكن تتخيلها ...

التفتت اليه عند البوابة فلم تر الا ابتسامته ليهمس بعدها " متى سيجمعنا بيت يا قرة عيوني ؟ سقف واربعة جدران فقط لاضمك الى صدري دون حسيب او رقيب..."

يشع وجهها حرارة وهي تبعد نظراتها عنه بينما تتمتم لم تعرف كيف دخل واغلق البوابة خلفه ثم جرها اليه وفي زاوية مظلمة ما بين البوابة والحديقة كانت تتأوه وهي يغمرها بحضنه .. تهمس اسمه " خليل .." وهي تنعزل عن العالم .. بل بات حضنه هو العالم كله وما فيه ..

يميل اليها وتشعر بفمه قريبا من فمها يهمس

" لم اتمن يوماً ان املك مالا كما تمنيت الليلة .. ليت بيدي ان اشتري لك بيتاً الحظة فلا نبيت تحت سقفين متفرقين .."

ترفع عينيها اليه يغلبها الخجل فتعض شفتيها بعجز وتفيض نظراتها بالشوق دون شعورها فيتنهد وهو يتوسلها همساً " بالله عليك لا تدعي عينيك هاتين تكلماني عن الشوق الآن .. يكفيني ما انا فيه .."

تتهور شفتاه والشوق يحكي حكايته ..

والقلب يحكي حكايااااات ...

***

تفتح شذرة باب المطبخ المظلم وهي تشعر بالحرج .. لكن ابتسامة شقية تتراقص على شفتيها وحمرة دافئة تزين خديها وقلبها ما زال يخفق بجنون اما جسدها فيأبى نسيان حضنه..

اطلقت صرخة مكتومة وصوت رقية العابث ينبعث من ظلام المطبخ " ما شاء الله .. ما شاء الله ! ما زال الوقت مبكراً للعودة يا انسة شذرة .." تغلق شذرة باب المطبخ وهي تضع يدها على صدرها وتوبخ رقية بصوت خافت " رقية لقد أرعبتني حتى الموت .. كاد قلبي يتوقف .. " تضيء رقية احد انارات المطبخ فتظهر ابتسامتها المشاكسة العابثة كعبث نبرتها وهي تقترب من شذرة وتقول " هل انادي خليل ليمنحك (قبلة الحياة) ويسعفك ؟"

تتأفف شذرة لتداري على خجلها وهي تدعي الحنق فتحاول تجاوز رقية لكن رقية ما زالت تشاكسها فتقف في طريقها وتضيف ما يزيد من احراجها " لحسن الحظ ان ابتهال تنام مبكرا رغم انها نامت وهي حانقة من تأخرك واوصتني ان انتظرك لاخبرها متى عدت .."

تبتلع شذرة ريقها ووجهها يحمر للغاية بينما تدافع عن نفسها عفوياً وتقع في فخ مشاكسة رقية لها " خلود ألحت كثيرا .. لم استطع .. المغادرة .. قبل الآن .."

تلمع عينا رقية بالخبث المرح وهي تسألها "وهل ألحت كثيرا ليحضنك اخوها هكذا وفي الزاوية المظلمة يا شذرة ؟! ألم يكن ينفع بعض الاضاءة لاركز اكثر !"

هذه المرة شعرت شذرة انها كلها غدت كتلة حمراء قرمزية فتهتف في رقية بحنق وخجل فظيع "رقية كفاك !" تضحك رقية ثم تغمزها وهي تشاكسها بوقاحة عابثة " اقسم بالله حتى الظلمة تنير بحضن من كائن رجولي فتّاك كهذا .. اما قبلته.... يا ويل قلبي .. وانت تذوبين حرفياً .. كان يجب ان يُصور هذا الحضن ويُدرس في المناهج لاجيال واجيال.." لم تعد تحتمل شذرة المزيد فتدفع رقية وهي تتجاوزها وتوبخها بصوت غاضب مكتوم " انت .. انت وقحة .. مستفزة... عديمة الحياء" تضحك رقية وهي تراقب هروب شذرة لتصعد درجات السلم ثم تتثاءب وهي تطفئ انارة المطبخ وتقول بابتسامة رومانسية " آآه من الحب وما يفعله ..."
***






يتبع ...




Like
حليب فانيلا, miromaro, ihsanmery and 52 others like this.


رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة


#8772 أضافة تقييم إلى كاردينيا73 تقرير بمشاركة سيئة
قديم اليوم, 10:02 PM
الصورة الرمزية كاردينيا73
كاردينيا73 كاردينيا73 غير متواجد حالياً
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء



الجامعة..

منتصف ايلول الموافق منتصف شهر ذي القعدة






سألته بجدية عبر الهاتف وهي تسير على الرصيف " هل انتهى الامر ؟ اخبرني بالتفصيل"
فيرد رعد " نعم انتهى .. وحكم القاضي بالوصاية لوميض، حتى انهم لم يحتاجوا لشهادتي فالقاضي قال لا داعٍ واكتفى بشهادة الخادمة التي كانت تعيش معها ولا مصلحة لها من وجهة نظر القاضي مع التقرير الطبي الذي احضره وميض طبعا من مستشفى الامراض العقلية.."
شعرت رقية بالراحة اخيرا فتمتمت وهي تكاد تصل بوابة الجامعة "هذا افضل.."
أتاها صوت رعد متشككاً وهو يسألها " اين انت؟! كأنك خارج البيت!" فترد وهي تحث الخطى " انا أدخل عبر بوابة الجامعة.."
هتف رعد " ماذا ؟! ايتها العنيدة ! اخترتِ هذا اليوم بالذات لاني مشغول بالمحكمة .. لماذا فعلتِ هذا ؟! ألم نتفق ان نذهب معاً كي نأخذ اوراقك سويةً ؟"
ردت بهدوء وهي تشرح له " لا .. لم نتفق رعد .. وفعلتها اليوم لاني اريد فعلها بمفردي .. افهمني ارجوك .. اخر مرة كنت هنا كان الأسوأ في حياتي وانا لست معتادة على الانهزام.. سيكون الوضع اسوأ اذا عدت هنا وانا بصحبتك احتمي بوجودك وكأني مكسورة واحتاج لمن يسندني .. هل تفهمني رعد ؟"

يتمتم رعد بشتائم بالانجليزي قبل ان يقول ببعض الحنق " افهمك ولكني لست مقتنعاً بوجهة نظرك .. سأبحث عن سيارة اجرة لعينة وسط هذا الازدحام الرهيب كي توصلني اليك .. لا تغادري بدوني مهما تأخرت.. سأمر بك ونذهب معاً الى دار الازياء أولا فلدي عمل انجزه سريعاً هناك قبل ان نعود للبيت .. اظن العمال سينهون تأسيسات المطبخ خلال يومين.."

ردت باتفاق " جيد .. رباب ايضا ارادت مني زيارتها في دار الازياء لتجربة فستان العرس.."

يتنهد ثم يحاول التخفيف عن نفسه وعنها من توتر انتظار المحكمة الايام الماضية ليسأل مشاكساً " ألن تريني اياه ؟"

تضحك وهي ترد عليه " ماذا اريك ؟! انه في اولى مراحل الخياطة.." فيواصل مشاكسته

" اريد أن ارى تصميمه..لماذا تحجبينه عني ؟ "

فتصر وهي ترفض بكلمة واحدة " لا.."

يرد مغتاظاً برقة " لئيمة "

تضحك مرة اخرى ثم تنهي المكالمة معه وهي تأخذ نفساً عميقاً وتدخل القسم برأس مرفوعة وابتسامة حيوية عريضة ...





داخل مكتب السكرتارية كانت رقية تشعر ببعض التشوش ! تنظر للموظفة هناك والتي تبدو عليها البلاهة التامة وهي تكرر بنبرة صوتها الرتيبة المملة ان اوراقها فيها (تريث) وعليها المجيء في يوم آخر !

حاولت رقية ان تفهم معنى (التريث) فلم تفلح .. حاولت ان تكون ناعمة ومقنعة معها وهي تخبرها عن الوظيفة الشاغرة التي تحصلت عليها بشق الانفس في احدى الجامعات الاهلية لكن الموظفة كانت كحائط عتيق يرفض التزحزح ...

بدأ الامر يزعج رقية حقاً فخرجت من مكتب السكرتارية تتلفت يميناً وشمالاً تبحث عن وجه يلهمها حلا ..

خرجت من القسم الى الباحة الواسعة للجامعة وهاتفها في يدها تفكر بالاتصال بعبد الرحمن لسؤاله عن معنى (التريث) .. ليس امامها الا هو ليساعدها في هذا .. لن تضيع فرصتها للتعيين في الجامعة الاهلية حتى ولو لم تكن هي الفرصة الحقيقية التي حلمت بها لتحقيق طموحها ..

وقبل ان تضغط زر اتصال لمحت من مسافة هيئة الدكتور سامان بإناقته الملفتة حاملا حقيبته الجلدية الفاخرة قادماً من اتجاه مبنى عمادة الجامعة والى جواره تسير فتاة جميلة للغاية .. حتى عن هذا البعد تستطيع لمس جمالها ..

بقرار شجاع وسيطرة على النفس وضعت الهاتف في حقيبتها من جديد ورسمت ابتسامة هادئة واثقة على وجهها وانتظرت ان يقترب الدكتور اكثر مع تلك الفتاة قبل ان تتحرك هي ناحيته وهي تلقي التحية عليهما باعتداد غير مبالغ فيه ..

الفتاة الجميلة بعينيها ذات الالوان العسلية والخضراء ردت التحية بلطف ودماثة وقد بدت اكبر عمراً عن قرب مما ظنته رقية وهي تراها من بعيد بينما رد الدكتور سامان بألفة فاجأتها قليلا ! لقد مضى قرابة الاسبوعين على اخر موقف بينهما ولم يكن موقفاً سهلا على الاطلاق ...

حاولت أن تكون عملية ومباشرة وهي تقول

" دكتور لن آخذ من وقتك .. لكني محتارة قليلا واحتاج لمن يشرح لي .. جئت اليوم لاخذ اوراقي فقد حصلت على فرصة للعمل في احدى الجامعات الاهلية في العاصمة .."

ابتسامة صغيرة للغاية تكاد لا تُرى لاحت على فمه .. ولمعة في عينيه لم تفهمها تماماً وكأنه يفهم كل ما تمر به لكنه يخفي امرا لا تعرفه .. ثم صدمها بالقول

" ظننت ان التعيين في جامعتنا هو بغيتك اليس كذلك ام اني فهمت خطأ ..؟!"

قاومت رقية شعور الحرج والاحساس بالغباء ..

عيناها طرفتا للحظة الى الفتاة جواره ثم بغتةً فكرة غبية لا علاقة لها بالموقف طرأت ببالها .. ان هذه الفتاة كردية ايضا وربما هي زوجته !

التقطت عيناها الخاتم الرائع في بنصر يد الفتاة التي تناهز الثلاثين ربما ثم عادت بتركيزها للدكتور سامان وهي تشعر ان الفتاة لن تمنحهما الخلوة لتتكلم معه على انفراد وتجنبها موقفاً صعباً جديداً ..

بدأت رقية الكلام بهدوء " دكتور سامان لقد كنت.."

رفع الدكتور سامان سبابته في حركته المألوفة ليوقف الكلام ثم قال ببشاشة خاصة " اولا دعيني اعرفك بزوجتي.. اقدم لك جوان.."

اذن فهي زوجته فعلا .. أمعنت النظر في تلك الجميلة التي تحمل عبق الشمال الاخضر .. تتبتسم لها والدكتور سامان يعرفها في المقابل " هذه رقية العطار يا جوان ... انها احدى طالباتي النجيبات وقد تخرجت حديثاً من القسم .. انها من الخمس الاوائل.."

رحبت جوان بصوتها الناعم بينما رقية تبارك لها " مبارك زواجكما.."

ردت جوان بوجهها الحلو الدائري " شكرا لك رقية .. ومبارك لك التخرج بتفوق ايضا.."

ادارت رقية عينيها نحو الدكتور سامان فتشعر بالغيظ لتلك الابتسامة الغامضة على فمه ! لم تعد رقية تحتمل المزيد من المقدمات والانتظار فطلبت دون تحفظ

" هل يمكنني ان اكلمك بأمر هام وعاجل يا دكتور ؟ انه يخص اوراقي المطلوبة للتعيين ... اسفة لازعاجك لكنه لا يحتمل التأجيل ليوم آخر.."

هز سامان رأسه ثم التفت لزوجته وكلمها باللغة الكردية وعيناه تلمعان بطريقة رجولية جعلت خديّ جوان يتوردان وقد فهمت رقية بضع كلمات من لغته الام احداها معناها غزلي (يا فاتنة الجبل) او شيء من ذاك القبيل والاخرى (سيارة) وثالثة (انتظار او انتظري) .. خمنت رقية انه كان يتغزل بها وهو يطلب منها ربما انتظاره بالسيارة ..

وقد كان تخمينها صحيحا وجوان تبتسم لها وتقول بعينين تفيضان طيبة وانوثة " موفقة رقية.."

سترسم لهما قلب بشكل مؤكد...

الدكتور سامان فياض الرجولة قوي الشخصية ومعتز جدا بنفسه .. ربما لم يقع بغرام ابنة مدينته الجبلية بشكل رومانسي لكنه مؤكد منجذب اليها بقوة وتعجبه .. هناك كيمياء واضحة بينهما..

رأتها كيف تتحرك بخطوات ناعمة بطيئة بعض الشيء لكن مؤكد تحمل الكثير من النعومة لمن يحب هذا النوع من الانوثة ...

رن هاتفها ففتحت حقيبتها لترى اسم اختها رباب يومض على الشاشة .. ففكرت انها لا بد بانتظارها لاجل تجربة الفستان ..

اطفأت الصوت لتعود بتركيزها الى الدكتور سامان وهي تقول بصدق " زوجتك جميلة جدا.."

تغيرت ملامح الدكتور سامان وبدا كما كان في فترة معينة عندما كان يلمح لها بتلميحاته .. بدا كما يبدو الآن بالضبط .. شابا جداً وسعيدا للغاية ... من الواضح ان الدكتور سامان كان يفتقد فتاة مميزة في حياته تنعشه .. قال اخيراً يرد على تعليقها بابتسامة خاصة تحمل فخراً واعتداداً

" اختيار الحاجة ام سامان ... لقد تعاهدنا انا وهي .. اقدم لها بنت العاصمة وتقدم لي بنت الجبل .. ثم نرى النتيجة ... وقد فازت الحاجة وفازت معها بنت الجبل.." بلباقة ودبلوماسية قالت رقية " حقا فازت يا دكتور.."

ضحكة خافتة تسللت من بين شفتيه قبل ان يحدق في عينيها ويقول بنبرة مستمتعة بالتلاعب بها " انت تريدين تفسيرا للتريث .. اليس كذلك ؟ "

لم تشك لحظة بذكائه لكن ما قاله بعدها جعلها تتسمر مكانها فاغرة الفم " الدكتور فيصل رئيس القسم الجديد سيوقع اوراق تعيينك حالما يستلم المنصب رسمياً.. هذا ان كنت ما زلت مهتمة بالتعيين هنا.."

رمشت رقية بعينيها وهي تحاول الاستيعاب .. ما علاقة الدكتور فيصل بالتعيين ؟! هل قال (رئيس القسم الجديد) ؟!

فسر لها الدكتور سامان قبل ان تجد هي ما تقوله " انا لم أعد رئيس القسم .. انت ستكونين الاولى التي اخبرها .. عامة الخبر سيُذاع خلال يومين.." تمتمت رقية بدهشة "لكن .. هل ستترك الجامعة؟!"

يبتسم الدكتور سامان بتسامح وكأن الامر انقلب لمزحة ! ثم شعت عيناه بالثقة والسيطرة وهو يرد عليها " انا نائب عميد الجامعة الآن يا رقية .. ومكاني سيكون في مبنى العمادة مؤكد.."

تذكرت رقية كل الاشاعات التي دارت على مدار السنة .. اذن كان صحيحاً .. هو كان اقوى مرشح لينال هذا المنصب مدعوماً من جهات حكومية على صلات جيدة معه ..

لم تتأخر بلملمة ذهولها لتقول باسلوبها الحيوي الخاص " واااو .. مبارك يا دكتور .. تستحقها بجدارة.."

للحظة عيناه ذكرتاها بنظراته المعجبة السابقة اليها ثم سرعان ما تلاشى كل شيء ليقول بنبرة هادئة مذكراً اياها بآخر حوار حصل بينهما "كما وعدتك .. انا لن اوقع اوراق تعيينك و لن تكوني ابدا في مكان انا اديره بشكل مباشر .."

وقد كانت رقية لا تقل عنه صلابة وهي تظهر رباطة جأش بينما يضيف سامان قائلا بنبرة فيها لمحة تأنيب مرح " اعتبريها قرصة اذن يا رقية .. وتذكري نصيحة استاذك .. لا تتلاعبي بما لا يمكنك ابداً التلاعب به .."

ردت رقية بهدوء وشجاعة وهي تعني كل كلمة " اشكرك لانك سامحتني .. وشكرا للدرس يا استاذي.."

فرد وهو يرفع حاجبيه قليلا وملامحه تقسو بعض الشيء " لم اسامحك في الواقع لكني رجل نزيه وهذا استحقاقك.."

بنفس النبرة وبنفس الشجاعة في المواجهة ردت " وانا ممتنة لنزاهتك دكتور .. "

ثم ابتسمت بمجاملة لطيفة وتمتمت " عن اذنك دكتور لن اؤخرك عن زوجتك.. اراك بخير وشكرا لكل شيء .."

اكتفى التبسم في لباقة في تركها ومضى ناحية موقف السيارات الخاص بالاساتذة الجامعيين الى حيث تنتظره زوجته..

اختفى عن انظارها تماما وظلت لخمس دقائق ربما في حالة محلقة من السعادة ... عاد هاتفها ليرن وهذه المرة كان رعد ففتحت الخط وقلبها يقرع من شدة الفرح وهي تستوعب ما حصل للتو لتقول له باثارة "لدي خبر لن تصدقه!" فيرد رعد بشقاوته " وانا الذي ظننت ان لدي خبر سيثيرك.."

عقدت رقية حاجبيها وهي تتحرك على غير هدى وتتساءل بحماسة " تعال لنتبادل الاخبار؟ هل انت قريب ؟"

فجأة ارتطمت باحدهم لترفع وجهها وتقابل وجه رعد الضاحك وهو يضع الهاتف على اذنه كما تفعل هي ....

ظلا لثوان هكذا ضاحكين في وجه بعض تتأمل في بعض الشحوب الذي لامس بشرته .. لا بد انه كان قلقاً من قضية غيداء ..

قررت انها لن تكلمه اليوم ابدا عن اي شيء ينغص عليهما لتغمز له وتقول بصوت خافت وهي ما زالت تمسك بالهاتف

" آخ يا قلبي .. هناك شاب وسيم للغاية يقف امامي مباشرة ويجعل قلبي يخفق بجنون .. ماذا أفعل ؟"

فيرد بعبث شقي " قبليه في فمه مباشرة.. قبلة حارة بل حرّااااقة .. كما علمتك لاسابيع مضت قطتي.."

تتسع ابتسامة عابثة على شفتيها وهي ترد بنبرة اكثر شقاوة " لكن هل تظنه سيبادلني القبلة بمثلها ؟"

ينظر في عينيها ويشعر بسعادتها .. هناك أمر حصل واسعدها بهذا الشكل ... يكمل الحوار الوقح العابث الذي يتهامسان به باسلوبهما الخاص

" بل سيطارحك الغرام على الاسفلت وسيكون أول (فيلم وثائقي تعليمي +18) يتم تصويره داخل الحرم الجامعي.."

تنفجر رقية ضاحكة ووجهها يشع بالدفء لتغلق الهاتف وتضعه في حقيبتها وهي تتمتم

" اخبرني انت اولا .. ماذا تحمل الي من اخبار؟"

رد وهو يضع هاتفه ايضا في جيبه "هو خبر واحد .. الواقع رباب من كانت ستحمله اليك لكنك لا تردين عليها فاتصلت بي بحثاً عنك.." عقدت رقية حاجبيها في فضول وهي تتساءل " اي خبر ؟! هل يعقل ان رباب حامل بتوأم ؟! لكن الوقت مبكر كي تعرف.."

حاوط كفها بكفه ونظر الى فمها بعبث قبل ان يهمس " متى سنعرف ماذا سننجب انا وانت يا دمية ؟"تضحك من جديد وهي تتحرك معه في خطوات مرحة كأنهما صبيين لايباليان بأحد.. وبينما يخرجان عبر بوابة الجامعة قال لها بمرح " مبروك يا خالة رقية .. اختك اسيا انجبت .. آسيا.." فتحت عينيها على اتساعهما وهي تتمتم "اسيا انجبت ...؟ متى ؟!"

يوقف سيارة اجرة وهي يرد عليها " لم اسأل عن التفاصيل .. كل ما اعرفه انها ذهبت للمستشفى منذ ساعة فقط على إثر شعورها بالطلق المفاجيء ولم يطل الامر لتلد حال دخولها هناك بربع ساعة.."

في تأثر شديد همست رقية " ربااه .. ماذا انجبت ؟!" كان ينظر في عينيها ويرى فيهما هذا التأثر الخاص وتساءل للحظة ان كانت اسيا تدرك مدى تعلق اختها الصغرى بها ...

ادخلها في سيارة الاجرة واعطى عنوان المستشفى قبل ان يرد عليها وابتسامته تتسع " ألم تسمعي ما قلته آنفاً ؟ اخبرتك انها انجبت اسيا.." عبست بغيظ وهي توبخه بصوت خافت " ماذا تقصد انجبت اسيا ؟! كفى رعد مزاحاً.. اقسم بالله ان لم تكف لن اخبرك عن الخبر الرائع الذي احمله اليك" يرفع حاجبيه وهو يقول " اولا مؤكد ستخبرينني .. ثانيا انا لا امزح .. اختك.. (اسيا يونس العطار) انجبت (اسيا رضا الصائغ).."






يتبع ...


Like
حليب فانيلا, miromaro, ihsanmery and 44 others like this.
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
#8773 أضافة تقييم إلى كاردينيا73 تقرير بمشاركة سيئة
قديم اليوم, 10:05 PM
الصورة الرمزية كاردينيا73
كاردينيا73 كاردينيا73 غير متواجد حالياً
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء



المستشفى .. غرفة اسيا



ينظر لوجهها الدائري ويحتضن جسدها الصغير بين ذراعيه ويلفها بعباءته في حمائية وتعلق بينما يهمس بصوت رجولي يملك القلب " كيف يُقتطع من الروح قطعة متناهية في الصغر هي اغلى ما فيها ثم تراها على صغرها تستهين بك فتغادرك وانت عاجز عن منعها لتتجسد امامك في كائن بديع كامل الصنع والكمال لله وحده.. "

بوجهها المرهق مستلقية على السرير وتتطلع اليه والابتسامة تزين محياها فتهمس اسم زوجها " رضا ..."

يرفع رضا نظراته لاسيا فيبدو جميلا في عينيها كما لم تره يوماً ..

كأنه حقاً يحمل جوهر روحه بين كفيه ويعيش حالة من الانبهار العجائبي لما يحمله فيقول وكأنه لم ير طفلا وليدا من قبل

" انظري لكفيها .. لاناملها .. انها تتلاعب بقلب ابيها اقسم بالله.."

تدمع عينا اسيا لتأثره بينما رضا يدعو من صميم قلبه " ربي أطل عمري وصحة بدي وعقلي حتى اراها عروساً أزفها لمن يسعدها.."

ثم يقترب بحالته هذه ليجلس جوار اسيا ويضيف بصوت رجولي سر تأثره هذا

" انها انت يا اميرة البنات .. خلقك ربي فيها من جديد ليعوضني عما خسرته في بعادك وجفائك لي لسنوات .. و (السبع عيون) على صدرها تشهد .." سبابته تلامس تلك التميمة التي علقتها جدتها ابتهال على صدرها قبل قليل.. كانت تميمة اسيا عندما ولدت ...

تنظر للاعلى نحو وجهه وتهمس له " اتحبها لهذه الدرجة ؟" يميل ليلثم جبينها ويهمس لها بصوت أجش " احبك فيها واحب فيها انها انتِ .. لهذا اسميتها على اسمك .. انها عوض ربي ليقترن اسمك باسمي.. "

تشم عطر عباءته وهي تقول بتعلق شديد

" جمعني الله بك في جنات الخلد.."





في الممر يتكلم رعد مع عبد الرحمن عبر الهاتف وهو يستغرب من وقفة رقية عند باب غرفة اسيا دون ان تدخل ... كانت بعيدة نسبياً ليعرف سر وقوفها هذا .. يأتيه صوت عبد الرحمن معتذرا " اسف رعد لم استطع التملص من اجتماع اساتذة القسم لهذا اليوم.."

فيرد رعد على صديقه " لا تقلق كل الامور سارت بشكل ممتاز .. نفذت تعليمات المحامي عبد الستار بالحرف .. رفضت التوقيع على اي إفادة في سجلات الشرطة بالواقعة ما دام القاضي لم يحتاج الى شهادتي في القضية .."

فعلق عبد الرحمن " اذن حضر الاستاذ عبد الستار الحضور معك.. قال ربما لن يجد وقتاً "

رد رعد " لقد استطاع اللحاق بالموعد .. انه رجل طيب .. لكن وجوده اقلق وميض ومحاميه.." تساءل عبد الرحمن بحيرة " ما الذي يخشاه وميض هذا ؟!"

عينا رعد فاضتا بالبغض وهو يتذكر وجه وميض القميء .. يكاد يقسم ان وجه هذا الرجل كل يوم يزداد قباحة وكأنه شيطانه يتجسد في ملامحه .. بهدوء رد على سؤال عبد الرحمن " انه يخشى اني قد اسحب السجادة من تحت قدميه وارفع قضية مضادة لوضع الثروة كلها تحت وصاية سلطة القانون تمهيدا لقضية اخرى ارفعها للتشكيك بنزاهته وانه سرق ثروة عمي التي هي من نصيبي انا واخي عصام .."

بعد لحظات تفكير تساءل عبد الرحمن "كيف عرفت هذا ؟ اعني كيف عرفت انه يفكر بهذا ؟"

اجاب رعد ببعض التوتر " محاميه تكلم مع الاستاذ عبد الستار وحاول ان يجس النبض لسبب حضوره مع .. تهديد ضمني لاي محاولة مباغتة لتغيير الوضع المتفق عليه .."

قال عبد الرحمن بحنق " انهم عصابة ! الحمد لله انك تخلصت منهم ومن قرفهم .."

زفر رعد انفاسه وهو ينظر ناحية رقية فيجدها على وقفتها ليقول لعبد الرحمن بصوت خافت

" عبد الرحمن لا تذكر شيئا امام رقية حول المحامي والتفاصيل .. لا اريدها ان تقلق .. اريدها ان تنسى وانسى انا معها ..."

تمتم عبد الرحمن " مؤكد .." ثم اضاف متسائلا " هل انتما في المستشفى ؟"

فرد رعد وهو يجبر نفسه على التراخي ورمي الامور المزعجة خلف ظهره " نعم .. كنا نسير نحو غرفة اسيا عندما اتصلت انت .."

قال عبد الرحمن عندها " سألحق بكم قريباً.. رباب ايضا على وصول مع الخالة ابتهال فقد عادتا للبيت لتحضرا جعفر وكاظم كي يريا اختهما الوليدة.. "

تمتم رعد " اذن اراك قريبا .. سلام .."

رد عبد الرحمن السلام قبل ان يغلقا الخط..

يقترب رعد من رقية فيبتسم تلقائيا وظنونه تتأكد انها كانت تتنصت عبر باب الغرفة الموارب...

يميل لاذنها هامساً بلؤم " ها انت تتنصتين من جديد عبر الابواب يا قطة .."

تجفل رقية قليلا ثم تنظر اليه بحنق لترفع سبابتها الى فمها علامة الصمت ثم وبكل (احتراف) تغلق الباب الموارب دون ان تطلق صوتاً لتمسك بيد رعد وتبتعد به عن الغرفة..

يعبس رعد ليقول باعتراض صبياني " اريد ان ارى المولودة ! لماذا تأخذينني بعيدا ؟!"

تأخذ رقية نفساً عميقا ثم تطلقه بتنهيدة وهي تبتسم .. يتعجب رعد من حالها وهو يتساءل " رقية ... ماذا جرى لك ؟!"

ترد بعيون لامعة " انه رضا .. هذا ما جرى لي.." يرفع رعد حاجبيه بحيرة ليوقف خطواتهما عند نهاية الممر ويتساءل " رضا ؟! تقصدين ابا جعفر ؟ ما به ؟"

ترد ووجهها يحمل تعابير طفلة تفيض بالعاطفة لتهمس " كان يتغزل ..! لو سمعت غزله لما صدقت.. لم اسمع يوماً برجل يتغزل بامرأته عبر ابنتهما هكذا ... من اين له هذه الروح وهذا القلب .. وكأن عشقه لاسيا غير العشق الذي نعرفه .. ! يجعلان كل حكاية وقصة .. كل واقع وخيال .. يبهت امامهما .."

تذوب عينا رعد شقاوة وهو يرفع يده يقرص خدها قائلا " انت تحبينهما معاً ايتها الطفلة الرومانسية التي تتنصت على الابواب .."

ما زالت منغمرة بالشعور ذاته وهي تقول لرعد ببعض الحشرجة " انا لا احبهما فقط .. انهما حالة خاصة جدا لي .. عندما تزوج رضا بآسيا شعرت ان الميزان الذي اختل في حياتي قد عاد ليتوازن ... وكان يجب ان يتوازن لاتوازن انا ..."

وهو ينظر اليها هكذا تذكر جملة رضا قبل اسابيع قليلة وهو يوصيه بها .. (" اعتن برقية يا رعد .. هي صغرى البنات .. قد تراها قوية جريئة لكن في قلبها غصة طفلة فقدت اباها باكراً جداً فكن لها أباً وزوجاً .." )

امسك بكف رقية من جديد ليسير بها وهو يقول " تعالي .. انت حكايتك حكاية يا اخر عنقود القوارير .."

سألته " الى اين تأخذني .." فيرد وهو يلتفت اليها بنظرة خاصة " سنشرب الشاي ونعقد صفقة .." تعقد حاجبيها وتتساءل " اي صفقة؟!"



لم يرد عليها حتى جلسا في مقهى قريب من المستشفى ليطلب الشاي لها والقهوة له قبل ان يبدأ مباشرة في (صفقته) " بما انك ضمنت التعيين بالجامعة فلن اتركك اليوم حتى تخبرينني بكل ما حصل مع الدكتور سامان.. واعدك في المقابل لن اقترب منه ولن اتسبب بالمشاكل .."

تأففت رقية بينما يضيع رعد بإصرار " واذا لم تخبريني فصدقي اني ساذهب اليه بنفسي واسأله .." تبرم رقية شفتيها بغير رضا لتقول له مستسلمة " ماذا اخبرك اكثر ؟ اففف ... حسن .. سأكرر من جديد ما حصل اليوم بتفاصيل اكثر عسى ان ترضى .. حالما خرجت من القسم رأيت الدكتور سامان في الساحة الكبيرة مع زوجته فـ.."

قاطعها وهو يهز رأسه نفياً ويقول " لا اتحدث عما حصل اليوم .. بل عما حصل ذاك اليوم قبل اسابيع عديدة .. عندما خرجتِ عبر بوابة الجامعة باكية .."

تتساءل رقية بحيرة " يا ربي ! لماذا تلح هكذا عن ذاك اليوم تحديدا ؟!"

يهز كتفيه وهو يتشبث باصراره للمعرفة قائلا " ليس لديكِ حجة الآن .. الرجل اثبت انه شريف وانا احترمته ... على العكس.. اظن اني احببت ما فعله معك ولقنك درساً..."

تعبس في وجهه بحنق فيمسك رعد بكفها ويقول بجدية " رقية .. اليوم لن اتنازل عن المعرفة .." تمط رقية شفتيه لتستسلم قائلة " حسن .. انت لجوج جدا بهذا وتفاجأني .. لانك لست فضوليا بطبعك .."

فيرد وهو يبتسم ابتسامة صغيرة " نعم لست فضوليا ولكن عندما اريد معرفة امر يخصني ويمني فأنا الاسوأ في الفضول .. trust me(ثقي بي) "

فردت كفيها جانباً وهي تقول " اذن دعني اخبرك لننتهي من كل هذا .. "

صمتت لحظة ثم اضافت " في الواقع ذاك اليوم لم يكن الدكتور سامان وحده من تواجهت معه .."

يضيق رعد عينيه متسائلا " من تقصدين (ايضا) ؟"

فترد رقية بانزعاج وهي تتذكر ذاك اليوم البائس " انه حارث..."

قدحت عيناه بينما تضيف رقية بشماته وهي تتذكر وجه حارث " لكني مسحت به بلاط الجامعة .." قال رعد بنبرة غامضة وهو يرخي اجفانه " احكي من البداية ..."




يتبع ...


Like
حليب فانيلا, miromaro, socomisso and 37 others like this.
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
#8774 أضافة تقييم إلى كاردينيا73 تقرير بمشاركة سيئة
قديم اليوم, 10:09 PM
الصورة الرمزية كاردينيا73
كاردينيا73 كاردينيا73 غير متواجد حالياً
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء



عيد الاضحى



يصطف المسلمون من كل طائفة لاداء صلاة العيد .. اجسادهم متراصة واذرعهم ما بين متكتفة ومسدلة .. قلوبهم خاشعة لاله واحد احد ويتبعون ملًة محمد ويتجهون لقبلة لا تحيد عن اتجاه الكعبة لتجمعهم في توحد ..

حالما ينهون الصلاة تسود حركة في الحي وما بين من يذبح الاضاحي في بيته او يختار مكان اخر للذبح وتوزيع اللحم .. يبارك الجيران من المسيحيين والصابئة المندائيين لاخوانهم في الانسانية والوطن ..هي احدى ايام الفرح التي تجمع شعباً شجياً في تناغمه الفريد المتنوع المختلف عن باقي الشعوب...



***



يسير عقيل في الشارع عائدا الى بيته ان وزّع حصص لحم الذبائح التي اوصاه بها عمه رضا..

يراها تسير في الشارع وهي تحدق في هاتفها النقال وتبتسم بطفولية .. شعرها الذهبي شديد الشقرة يزدد بروزا مع الايام ...

( بنت الاجنبية) !

هذا اللقب الذي بات ملتصقاً بها ويسمع همهمات احرفه في الحي .. كم يكره اللقب !

عيناه تقدحان بالنار وهما تلمحان (اسمها) يلمع بلون الذهب على نحرها الابيض الشاحب حتى غلى الدم في عروقه ..

تقدم بخطى منفعلة نحوها ليهتف بها دون شعوره

" زرري القميص لاخره كي تخفي اسمك.."

تتسع عيناها الزجاجيتان في وجل وهي تحدق بابن عمها لتسارع بتزرير القميص حتى آخره وهي تهمس " حاضر .."

يزم شفتيه ودمه ما زال يغلي وشعرها كذهب البلاتين الابيض يشع حول كتفيها ليهتف عقيل من جديد " اربطي شعرك ايضا .."

فترد بقهر " لكني سرحته لاجل العيد .. لماذا انت غاضب مني هكذا ؟!"

لا يعرف كيف يتصرف فيجد نفسه يمد يده ويأخذ الهاتف من يدها لينظر لما كانت تتفرج عليه ويقول بغضب متفجر يكتمه

" انت ما زلت طفلة صغيرة ليكون لك هاتفا نقالا .. لا اعلم كيف سمح لك عمي حذيفة بهذا ؟!"

كان يقول كلامه هذا وهو يقلّب في هاتفها ليرى ما فيه فلم يجد الا صورا مضحكة لها مع اخته منة الله وبعضها مع سامي و ... صورة واحدة له .. هو ...! صورته وهو يقف وسط المطبخ ويشرب الشاي ...

يرفع عينيه عن الهاتف لينظر اليها والغضب يغلي بشكل مختلف تماماً فيسألها بخفوت كأنه الهدوء الذي يسبق اعصارا " كيف تلتقطين لي صورة دون ان اعلم ؟!"

تمتمت بهلع خوفاً من غضبه الذي لا تعرف اسبابه " كنت اجرب هاتفي الجديد لا اكثر.. لم أظن ام الامر سيغضبك .. انا .. اسفة .. سامسحها الآن .. سأ..."

صدمته بدموعها التي هطلت من عينيها مدرارا.. صدمت غضبه واعاصيره ليشعر انه مجرد غبي !

قلبه اخذ يقرع كالطبول وهو ينظر اليها بعجز لا يعرف كيف يوقف دموعها ...

اقترب بارتباك ليقول لها بصوت أجش " لا تبكي سعاد .. لا تمسحي الصورة .."

اخذت تمسح وجهها وهي تهمس بطفولية تمس القلب " لماذا .. تكرهني ؟ "

يشعر بالبؤس وحتى الشقاء لسؤالها هذا الذي كررته اكثر من مرة من قبل فيرد بمزيد من الارتباك والاحساس اللعين بالذنب

" انا لا اكرهك .. كيف تقولين هذا ؟"

ترد وهي تشهق وتحاول كتم شهقاتها " بل تكرهني .. انا احبك كثيراً لكنك .. تكرهني ... "

قلبه بات يرتجف ويشعر برغبة بالصراخ دون ان يستوعب السبب .. لسانه تحرك ليقول دون شعوره " بل احبك .. انا احبك .."

اتسعت عيناه بصدمة لا يصدق تأثير ما قاله للتو عليه هو شخصيا وليس عليها...

اما سوسو فرفعت وجهها المشع وهي تبتسم كشمس الصباح ومن بين امطار دموعها تقول له " وانا احبك اكثر .. عيدا سعيداً .."

كان متسمراً مكانه كأكبر غبي وهي تستعيد هاتفها من يده لتضيف ببراءة تقتله

" كنت ساحتضنك لكني تذكرت ان الخالة اسيا أكدت علي ان هذا لا يجوز .."

ثم فجأة ركضت لتتجاوزه وهي تهلل لمرآى عمها محسن تعايده ...

يلتفت عقيل ببطء يتطلع اليها في حضن ابيه تتدلل عليه وتطالب بعيديتها وابوه يضحك ويقبل وجنتيها فيباغت عقيل شعور مرير حارق بالـ .... غيرة !





******





بعد اسبوع واحد ...

قبل يوم واحد من عرس رقية ورعد

شقة مهند الجديدة





يضع رعد الصندوق جوار باقي الصنديق ثم يتطلع الى ساعة يده ليقترب منه مهند وهو يحمل صندوقا اخر قائلا بحرج " كفى رعد .. مجد سيأتي لاحقاً ويساعدني بالباقي ... عرسك في الغد وانت تعبت كثيرا معي بنقل الاثاث والصناديق .. كان يفترض انا الذي يساعدك في تأسيس بيتك.. "

يبادله رعد شعور الحرج وهويعتذر من جديد ويقول " اعتذر منك مرة اخرى لاني لا استطيع حتى دعوتك للعرس .."

ينظر مهند ناحية جوري وهي تساعد ابنتهما بترتيب غرفتها الصغيرة ليقول بعدها بهدوء

" لا تعتذر .. الامر ليس بيدك ولا بيدي .. يكفيني تفهمك وانك لم تحاكمني وحتى لم تحاول سؤالي عن اي شيء .. انا الذي اعتذر لاني احرجتك مع رقية بالموقف الذي حصل.." يكتفي رعد ان ابتسم بصمت ليقترب منه مهند ويضع كفه على كتف رعد مضيفاً " انا ممتن جدا لمساعدتك .. "

ثم يأخذه بالاحضان مباركاً " زواج سعيد ان شاء الله .. وانا حاضر لاي مساعدة استطيع تقديمها اليك ..."

شكره رعد ثم ابتعد قائلا وهو يعاود النظر لساعة يده " حسن يجب ان اغادر الآن .. لدي مشوار مهم ادعُ لي ان يتحقق مرادي .."

ثم غادر رعد مودعاً جوري والصغيرة قطر الندى وحالما اغلق مهند باب الشقة اقتربت منه جوري وقد بدت سعيدة للغاية وهي تقول له " الشقة ستبدو جميلة للغاية عندما يصل باقي الاثاث .."

رد مهند ببعض الضيق " اسف لاني لم استطع توفير شقة افضل واوسع .. لكنها مجرد حل مؤقت حتى نجد ما يناسبنا " قالت بجوري بجدية " من قال انها غير مناسبة؟! انها جوار مكتبك وفيها غرفتان تكفينا "

فيطرق مهند قليلا وهو يذكر عيوبها

" لكنها ليست واسعة كفاية ... كما ان هذا الجزء من الحي والمباني لم يعد سكنيا يا جوري .. واغلب الشقق هنا تحولت لمكاتب وعيادات طبية ومختبرات .."

تهون عليه وهي تقول ببشاشة " سيكون امراً جيدا ان كل شيء حولنا .. لا تقلق .. سنعتاد الامر .. ثم انك قلت بنفسك هو مجرد حل مؤقت افضل من البقاء في مكتبك " ارتفع صوت ابنتهما وهي تتقافز على سريرها الجديد وتغني " جمالك سوملي .. جمالك سوملي ..."

تميل جوري لكتف زوجها وتهمس بكلمات تلك الاغنية القديمة وذراع مهند تحاوطها ..





*****



بعد ساعات ...



في سيارته الصغيرة المستعملة التي اشتراها مؤخرا يجلس رعد وهو يطرق بانامله بصبر على مقود السيارة ... عيناه تراقبان الداخل والخارج من هذا الملهى الليلي .. ! يشتم رعد بالانجليزية ثم يقول من بين اسنانه " اين انت ايها النذل .. انتظرت عودتك من السفر منذ اسابيع.. وعندما عدت اخيرا اصبحت ابحث عنك هنا وهناك حتى مللت الشوارع .." يرن هاتفه فيفتح الخط وهو يرد عليها بالقول المغازل " اشتقت لك يا قطة .."

تبدو منزعجة وهي تعاتبه " اين تختفي اليوم؟! لقد تركت كل الاستعدادات للعرس لتغيب اليوم بطوله "

يراوغها وهو يقول بغموض " في الواقع احضر لك مفاجأة خاصة .. " تتساءل رقية بريبة "اي مفاجأة ؟ ولماذا هذا الغموض ؟"

يضحك وهو يذكرها بالمثل القائل " الفضول قتل القطة " فتزمجر حانقة منه وبينما هي توبخه وتحاول جهدها حثه ليخبرها عن المفاجأة تلمع عينا رعد وهو يجد اخيرا مراده فينهي المكالمة مع رقية سريعاً مدعياً ان احدهم يتصل به ...

يترجل رعد من سيارته يحمل كيساً ليتقدم ناحية بوابة الملهى ويمسك بكتف شاب يدخله للتو برفقة احدى النساء المريبات ربما تكون راقصة او بائعة هوى ...

يلتفت اليه الشاب الذي يصغره ببضع سنوات ليبتسم رعد ابتسامة عريضة وهو يقول

" اخيرا وجدتك يا حارث .. اليس اسمك حارث ؟ لقد بحثت طويلا وانتظرت عودتك من السفر .."

يعقد حارث حاجبيه وهو يتعرف مباشرة على وجه رعد ليسأل بفظاظة وغرور" ماذا تريد ؟!"

فيرفع رعد حاجبيه وكأنه متفاجئ ثم يقول بعدها بنبرة ساخرة " كيف تقول ماذا تريد يا رجل ؟! يجب ان تحتفل معنا.. "

يكشر حارث ويبدو صبيانيا بغيرته وهو يرد بحنق على رعد قائلا " لا اريد الاحتفال بزواجك من رقية .. اذهب عني واشبع بها.. "

يبتسم رعد بطريقة مستفزة وهو يكتم الغضب المتراكم داخله كي يستمتع على مهل بكل لحظة وهو يأخذ بثأر رقية من هذا الوغد ..

يرد عليه بنفس النبرة " من قال احتفال زواج؟! انه احتفال تعيينها كمعيدة في الجامعة .."

بدى رعد مصدوماً للحظة وواضح ان الخبر لم يصله لكنه سرعان ما قال بتبجح وهو يخفي غيظه " لا يهمني تعينت ام لا .. وابتعد من هنا ولا تقف في طريقي مرة اخرى .."

يحاول حارث دفعه لكن رعد يتبع اسلوب التهريج وهو يقول بنبرة فكاهية فاحت بشراسة الغضب الذي يعتمل داخله

" ابدددا لن ارضى بهذا .. انتظرت عودتك من السفر لاكثر من شهر.. فقط كي أحتفل معك .. وستحتفل يعني ..."

توقف قليلا قبل ان يمد يديه ليمسك بخناق حارث مضيفاً بصوت خافت مهدد " ستحتفل ..."

نظرة من رعد للمرأة التي بصحبة حارث فقال لها بابتسامة عريضة " ادخلي يا حلوة .. لن يعجبك القادم..."

تأففت المرأة وهي تترك الرجلين ليقول حارث متحدياً رعد " ان كنت تبغي عراكاً حقيقيا للرجال تعال الى ذاك الفرع الجانبي الخالي حيث لا يقاطعنا احد ..."

تتسع ابتسامة رعد وهي يرد " هيا .."





كان العراك عنيفاً بشكل رهيب لكن رعد لم يتنازل حتى جعل حارث يستسلم منهارا على الرصيف ووجهه متورم بالكامل والدماء تسيل من انفه وفمه ... رعد ايضا خرج باصابات في عينه اليسرى وفمه الدامي وجانب وجهه...

أخذ رعد يبحث عن الكيس الذي رماه ارضاً حالما دخلا هذا الطريق المقفر وعندما وجده فتحه واخرج منه ثوباً زهرياً !

يتحامل على انهاك جسده بعد هذا العراك ليمسح فمه بظاهر كفه ثم يتقدم بخطوات متعثرة من حارث المستسلم على الاسفلت لينحني نحوه وينفذ ما اراده وحارث يئن ولا يهتم بالمقاومة ... بل لم يدرك حتى ان رعد يلبسه ذاك الفستان فوق قميصه ...!



***



جناح رقية ورعد..



تعلق رقية الستارة في غرفة الجلوس الصغيرة بينما تعقد حاجبيها بضيق لغياب رعد الغامض..

يرن صوت من هاتفها بوصول رسالة فتنزل عن الدرج بينما رباب تنادي شذرة لتساعدها بترتيب فرشة العروس على السرير ..

تفتح رقية الرسالة فتشهق وهي تضع يدها على فمها تنظر الى صورة (سيلفي) لرعد ولا تصدق ما تراه !

للحظة فجعتها الصورة ثم تمالكت نفسها وهي ترى وجه رعد ضاحكاً رغم اصابات وجهه المخيفة وسبابته تشير الى ........

فجأة اخذت تضحك وتضحك والدموع تتجمع في عينيها في ذات الوقت ...

بل وقعت ارضا من الضحك حتى أتت رباب وشذرة تسألانها لماذا تضحك بهستيرية هكذا ... لكنها لم تستطع التوقف وهي تنظر لصورة حارث مرمياً على الارض واثار عراك شرس على وجهه بينما يرتدي ثوباً بناتيّاً زهرياً بكشاكش ومكتوب قربه عبارة (فتاة الحفل) .. شعرت رباب بالغيظ من حالة اختها العروس لتأخذ الهاتف من يدها وحالما رأت الصورة مع شذرة شهقتا معاً وهما تنظران لوجه رعد القريب ولا تفهمان ما جرى ...

استعادت رقية الهاتف من يد رباب لتكتب لرعد رداً " احبك ايها المجنون .."








يتبع ...


Like
miromaro, doaa eladawy, عمر أبوبكر and 37 others like this.
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
#8775 أضافة تقييم إلى كاردينيا73 تقرير بمشاركة سيئة
قديم اليوم, 10:10 PM
الصورة الرمزية كاردينيا73
كاردينيا73 كاردينيا73 غير متواجد حالياً
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء



مساء اليوم التالي .. قاعة الحفل



على انغام اغنية (عروسة) تتراقص رقية مع رعد الذي تلمع عيناه بنجوم السعادة ...

فستانها كان مختلفاً عن الفساتين المألوفة وقد اختارت رقية ان تدخل على بياضه اللونين الزهري والاحمر ...

فستان قصير بطبقات كثيفة حوافه بلون زهري وله حزام حريري زهري ايضا مع قلب كبير احمر توسط منطقة البطن ...

اما الطرحة فاختارتها بفكرة مشابهة لفكرة طرحة رباب وبدلا من طبعات الكفوف اختارت طبعات قلوب زهرية وحمراء تناثرت بشكل عشوائي وبتدرج لوني باهت على كل قماش الطرحة الطويلة التي امتدت حتى الارض ...

واخر لمسة كانت في شعرها وقد صبغت خصلة واحدة بلون احمر ...

بدت لذيذة شقية اثارت جنون عريسها معها...

تهز رباب رأسها بغير رضا وهي تتمتم لحبيبة التي تقف جوارها

" هل يجب ان ترقص هكذا ؟!"

ترد عليها حبيبة ضاحكة وهي تصفق " رباب دعيها تفعل الليلة ما تشاء ... ثم ان عريسها مستمتع وراضٍ فما دخلنا نحن ..؟"

تمط رباب فمها وما زالت غير راضية عن جرأة اختها الصغرى ... تقترب اسيا من اختيها وهي تسأل " هلا شرحت لي احداكما وبشكل واضح لماذا العريس أتانا الليلة بعين متورمة وجروح تخط خده واسفل فمه ؟!"

تحرك حبيبة كتفيها مع حركة بفمها دلالة انها لا تعرف بينما ترد رباب مشاكسة

" رغم اني لا اعرف بالضبط اي شجار ادخل نفسه فيه لكني سعيدة لان هذه الوقحة المجنونة لن تحصل على صور زفاف كاملة الاوصاف كما كانت تحلم بها دوماً ..."

تضحك حبيبة وهي تقول لرباب " اتخيلها ستنتقم من رعد لافساد الامر عليها .."

بينما تقول اسيا " لا تقلقي من هذه الناحية .. انا متأكدة انها ستعيد جلسة التصوير حالما يتعافى وجه رعد ... صغرى قوارير يونس داهية ولن تعدم وسيلة لتحقق ما تريد .."

تشعر رباب ببعض التعب فقالت " سأذهب واجالس امي .. وربما سأسرق من حضنها حبيبي يويو (يونس) ..."

فتضحك حبيبة وتقول " اجل اذهبي اليها وانقذيها من محاولاتها الفاشلة لايقاف النقار الدائر بين الخالة سعاد والخالة بدرية .."

تخرج رباب لسانها بحركة شقية ثم تمضي ضاحكة ...

تلتفت حبيبة لاسيا فتراها تناظر صغيرتها عن بعد وهي في حضن ابيها تمص ابهامها ... كانت ملتصقة به وهو يلفها بذراعه كأنها جزء موصول بجسده .. يكلم يحيى باندماج لكنه بين الفينة والاخرى قلبه يرق ويشتاق فيدلل صغيرته ويدلل نفسه معها ...

تسألها حبيبة بابتسامة " انه مغرم بها .."

ترد اسيا بدهشة لا تفارقها منذ ان ولدت ابنتها " مغرم ولهان ايضا ... متعلق بهذه الفتاة كأنه لم يحظَ بذرية قبلها ..."

تشبك حبيبة ذراعها بذراع اختها وهي تقول بفخر انثوي " انه سحر البنات يا اختي .. غبي من لا يدرك حلاوة حظوتهن ..."

يعض عقيل شفته السفلى غيظاً وهو يرى سوسو تتراقص هكذا بطريقتها المضحكة الطفولية ويزداد غيظه لان عمه حذيفة بدلا من ان يمنعها بل اخذ يرقص معها ....

يكز على اسنانه ساعة ويعض شفته ساعة اخرى ... كم يود ان يلكم بقبضته وجه احدهم اللحظة !

تزغرد خلود وتصفق في فرح وابتهاج وهي ترى ابنتها تراقص اباها ... ثم تتحرك لتقترب من اخيها الذي يجلس جوار شذرة فتزغرد لهما وتميل اليهما لتقبلهما على التتابع ثم تحاوط بكفها الايمن خد خليل وبالايسر خد شذرة وتعدهما بالقول " سيكون عرسكما بجمال هذا العرس ... هو هديتي لكما .."

ودون ان تسمع ردهما تعاود الزغردة وهي تبتعد عنهما لتحوم بين المدعوين ترحب بهم بدفئها الخاص .. ينظر خليل لشذرة وهو يتساءل " هل تريدين عرسا كهذا ؟"

دون تردد تقول بابتسامة " لا.." يتشكك قليلا بردها فيحاول القول " لكن ... ان كنت حقاً تريدين فسـ..." توقفه وهي تلف اصابعها حول كفه تنظر في عينيه هامسة " لا اريد حفل عرس يوم الزفاف يا خليل .. لا اريد اكثر من فستان ابيض البسه وانا اخرج عروساً من بيت العطار الى بيتك.. لكني... اريد امورا اخرى..."

يحتار بابتسامتها لكنه يمنحها ما تريد دون شرط " اطلبي كل ما تشتهيه نفسك .. "

ردت وهي تتورد قليلا " اريد ثلاث صوانٍ وليلتيّ احتفال في بيت العطار تسبقان ليلة الزفاف .." تساءل وهو لم يفهم بالضبط ليستدرك وسط جملته " ثلاث صوان وليلتي احتفال ؟! تقصدين ....."

تتسع ابتسامتها وترد مؤكدة " نعم ..."

***



يحمل رعد كأس العصير وهو يقترب من العم سعدون الذي يجلس في اخر القاعة مجاورا للباب ... اشفق عليه رعد كل الاشفاق وهو يرى نظرات العجوز معلقة على تلك الباب ويهب في جلسته متحفزا كلما دخل احدهم لينكمش خائبا عندما لا يتحقق رجاؤه ...

ربما كانت فكرة سيئة منه ان اقنع العم سعدون بارسال دعوات الحضور لاولاده ...

تقدم رعد حتى وصل لذاك العجوز الفضولي المزعج الذي سيفتقد صحبته في بيت واحد فيجلس جواره وهو يقدم له كأس العصير ويقول " اشرب العصير يا عم سعدون ولا تهتم لشيء .." الخيبة في عيني العجوز آلمت رعد ثم أشفق عليه اكثر والعم سعدون يحاول ان يخبئ خيبته بقناع من الترفع واللامبالاة قائلا

" انا لست مهتماً ... في الواقع دعوتي لهم كانت جافة ومقتضبة .. لا بد انهم شعروا اني لا احبذ حضورهم .. انا فعلتها فقط لانك صدعت رأسي بإلحاحك .."

يبتسم رعد بطريقته العابثة وهو يميل متدللا باسلوبه المستفز قائلا للعجوز " هذا افضل فانا غيور جدا ولم أكن سأحتمل رؤية الاحضان والقبلات التي كنت ستحظى بها من غيري .."

يتمتم سعدون بالاستغفار في حنق وهو يوبخ رعد قائلا " يا فتى يا قليل الادب .. توقف عن هذا الكلام عيب عليك .." يضحك رعد عاليا ثم يميل الى كتف العجوز يلثمه ليقول بعدها بجدية " سأبقى وحدي ولدك المفضل واي طفل سأنجبه سيكون حفيدك المدلل.."

يطبق العجوز فمه وكأنه يمنع ارتجافة شفتيه ليحاول رعد المزاح للتخفيف عنه فيقول بوقاحة " استعد للقب (جدي) خلال تسعة اشهر ... سأرفع رأسك الليلة وسأجعلك تزغرد فخراً..." تمتم العجوز مدعياً الغضب وهو يغالب دموعه " عديم التربية ووقح .." ثم يدفع رعد مضيفاً وهو يمسح عينيه " اذهب لعروسك يا ولد .. لا اعلم لماذا تحرقني عيناي هكذا ؟! لا بد انها حساسية الخريف .."

***

جناح العروسين في الفندق..




تفلت من يده حالما دخلا الجناح وتتراجع للخلف واصابعها تلملم طرحتها وهي تحاول الابتسام بشقاوة تغطي على نبض قلبها الخائف... يقترب منها وتلمع تلك الخطورة الجريئة في عينيه فتبتلع ريقها وتعترف لنفسها انها حقاً ... خائفة !

تقاوم احساس الخوف العفوي والرهبة المألوفة لكل الفتيات في ليلة الزفاف وهي تتخصر امامه وتقول بنبرة حنق " عينك اليسرى ما زالت متورمة .. اتمنى ان وجه حارث يتورم لشهر ..."

يخلع سترته ثم يرميها وهو يتقدم اكثر هامساً بخفوت عابث " فداك قطتي .."

تشعر بضربات قلبها تدوي في كل جسدها لتهمس بانفعال " غبي ! لقد افسدت صور العرس .." ينفجر رعد ضاحكاً وهي تنهره بغيظ " لا تضحك ! "

تلاقت العيون ورعد يخلع ربطة عنقه .. فتتهرب وهي تدعي السيطرة لتخلع حذائها وطرحتها ترميهما ارضاً ثم تسير بثقة ورشاقة الى غرفة النوم ... لكن شجاعتها انهارت وهي تنظر للسرير العرائسي الكبير فتتسمر مكانها وسط الغرفة ثم أجفلت وهي تشعر بكفيه حول خصرها هامساً بعبث عند اذنها

" ما هذا الفستان الشقي ؟ هل تخبئين قلوباً اخرى تحته .. ؟ كم قلباً يا ترى ؟ لا تقولي .. سأعدها بنفسي واعطيكِ النتيجة .."

ادارها بين ذراعيه لتواجهه فتحاول من جديد السيطرة وهي تثرثر " اثرت جنون رباب لتصممه... كما اريد.. انا .. كانت .. كانت... رعد ...."

لم تعد تحتمل فتنظر في عينيه لتبدو في أرق حالاتها فتقولها له بخوف وثقة في ذات الوقت " رعد .. لا تؤذني ..."

لقد كانت حقاً خائفة لكن لديها الثقة به كي تخبره عن مخاوفها ...

كم هي لذيذة بكل ما فيها من تناقضات .. سيعرف كيف يجعلها تسترخي ...

يضحك بخفوت ثم يقول لها هامساً بشقاوة

" اؤذيكِ ؟! لا اريد الليلة الا أن ألعب معك فقط لعبة ليلى ذات الرداء الاحمر والذئب ..."

تتعلق بكتفيه وهي تحاول ان تجاريه في شقاوته المحببة قائلة بضحكة متوترة " انها حكاية وليست لعبة .."

يرد بمرح والعبث يلتمع في عينيه " نحن سنجعلها لعبتنا ... بالقلب المغري الاحمر الذي تضعينه على فستانك ووجهي المخيف المرعب هذا فإننا نناسب هذه اللعبة جدا ... وسنسميها .. رقية ذات القلب الاحمر ورعد الذئب..."

في لحظة حملها للسرير وفي اللحظة التالية كان معها هناك وهي تهمس اسمه بارتباك..

وجهه فوق وجهها وهو يبدأ (الحكاية) بصوت أجش " كان يا ماكان في سالف العصر والزمان فتاة شقية تشبه الدمية اسمها رقية..."

يميل ليطبع قبلة على شفتها السفلى فتتنهد ويكمل هو بنفس النبرة " دوماً تحب ارتداء ثوبٍ ذات قلوب حمراء فتستفز الذئب المسكين وتغريه كي.... يعضها.."

لم تستطع الا ان تطلق ضحكة حلوة بينما يميل هو من جديد ليقبل عنقها مضيفاً بنبرة خاصة فيها تعاطف مفتعل مرح " امها ابتهال امرأة طيبة نصحتها مراراً قائلة (يا فتاة توقفي عن افعالك العابثة مع هذا المسكين انظري كيف تشوه وجهه الوسيم بسببك..؟!) فلم تنفع النصائح ويئست الام من ابنتها ولم يكن امامها الا ان تغلق ابواب البيت بالمفتاح لتمنع الشقية العنيدة من الخروج اليه واغرائه ... لكن الوقحة كانت ماكرة فغافلت امها في احدى الليالي وفتحت للذئب الشباك وأخذت تتراقص امامه..." جلجلت ضحكات رقية ويد رعد تعبث بالحزام الحريري لفستانها كي يفكه بينما ينهي حكايته بالهمس المبحوح " ماذا يفعل المغلوب على أمره الا ان يقفز عبر الشباك و... يعضُّ في رقية الشقية ذات القلب الاحمر حتى الصبااااح ..."








*الباجة (بالجيم المضخمة)أو پاچة هي أكلة عراقية وكويتية مكونة من أرجل ورأس وأحشاء وحوايا الخروف المسلوقة والمحشية بالرز وقطع صغيرة من اللحم، ويمكن ان تكون من العجول أو البقر. الباجة محببة لدى الكثير من العراقيين خصوصا الأجيال القديمة وتقدم في المطاعم الشعبية.










انتهى الفصل الثاني والثلاثون والاخير .... تتبعها مباشرة الخاتمة


Like
حليب فانيلا, rosetears, ابتسمي and 29 others like this.
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
#8776 أضافة تقييم إلى كاردينيا73 تقرير بمشاركة سيئة
قديم اليوم, 10:18 PM
الصورة الرمزية كاردينيا73
كاردينيا73 كاردينيا73 غير متواجد حالياً
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء



الخاتمة

بعد أشهر ... ليلة المولد النبوي الشريف



تحمل حسناء الكيس الكبير تحت عباءتها وتطوف مع زوجها بين حشود المارة المتوجهين للجامع الكبير وسط العاصمة ليشاركوا باشعال شمعة فرح احتفالا بالمولد النبوي ...

بهجة تعم الشوارع في هذا اليوم ... الزينات معلقة والصلوات على محمد تنطلق من الافواه... وصوت انشاد يعلو من احد الجوانب لفرقة من الرجال وهم يدقون على الطبول وينشدون الاشعار في محبة الرسول...

تصل حسناء اخيرا الى حيث يترامى الفقراء ينتظرون من يحن عليهم بالطعام او المال بينما خطوات تحسين تتأخر عنها ببضع امتار وهو يستند على عكازه ...

تبتسم وتتوكل على الله وهي تفتح كيسها الكبير لتبدأ بتوزيع الشطائر على الفقراء .. كانت شطائرها متواضعة من الخبز والجبن الابيض المحلي مع النعناع والبقدونس ... هو نذر نذرته عندما تتحسن احوالها هي وزوجها ويلتفت لرزقه الحلال الطيب ... وقد بدأ رزقه يتسع ويفيض حتى طلب منها ان تتوقف عن العمل كبائعة خضار في السوق ...

وسط الزحام تاهت عن تحسين دون ان تنتبه ثم رأت امرأة تلبس عباءة تجلس منكمشة على الرصيف وهي تمد يدها للسائلين...

تقدمت منها حسناء وهي تلملم عباءتها حولها.. انها العباءة التي خاطتها بمال تحسين الحلال كما وعدها لتلبسها في عيد الاضحى ..

وشتان ما بين عباءتها الزاهية وعباءة تلك المسكينة الممزقة المغبرة ...

اخذت حسناء تحمد الله على نعمه فربما كانت ستصل يوماً للتسول مثل هذه المرأة .. ثم انحنت لتمد يدها من شق العباءة بشطيرتين وهي تقدمهما للمرأة وتقول

" تفضلي اختاه .. بالهناء والعافية .. مولد نبوي مبارك ..."

كتمت حسناء شهقتها والمرأة ترفع وجهها ليظهر من خلف العباءة ... المرأة كان مشوهة في جانب وجهها ولون البؤبؤ في عينها اليمين يوحي انها معطوبة ولا ترى بها ...

قالت المرأة بنبرة منفرة " هل هذا لحم ام دجاج ؟"

لم تشعر ايا منهما بوجود تحسين على مقربة وقد تجمدت خطواته حالما سمع صوت المرأة المألوف ...

ثم يسمع صوت زوجته وهي ترد عليها بطيبة معتذرة " عذرا منك .. انا لا املك مقدرة توزيع اللحم والدجاج ... انها شطائر الجبن الابيض المحلي ..."

دون اهتمام او شكر اختطفت المرأة الشطيرتين وهي تتذمر بفظاظة ...

تركتها حسناء لحالها وسارت مبتعدة لترى وقفة تحسين وقبل ان تنطق اسمه مد ذراعه ليسحبها سريعا ويبتعد بها ... كانت تثرثر بتعاطف عن تلك (المرأة) وتشوه وجهها بينما تحسين صامت .. لم يخبرها ان تلك المرأة لم تكن الا ... حمدية ! ما هذه الدنيا الدوارة ؟! تدور بالبشر وتأخذهم من حال الى حال .... وها هي بائعة هوى رخيصة قد تحولت لمتسولة مشوهة ...

تشبثت اصابعه اكثر بحسناء .. انها دليله في هذه الحياة ... هو الاعمى وهي البصيرة ..

لم ينتبه ان حسناء أفلتت منه لتقترب من طفلة صغيرة تسير بصحبة والديها وهي تشكو لامها جوعها ...





بعبوس شديد تشتكي قطر الندى

" ماما انا جائعة ... جائعة ... جائعة ..."

ينحني مهند ليحمل صغيرته بينما امها تعدها بالقول " سنشعل الشموع اولا ثم نشتري لك كل ما تشتهين .."

تقترب منهما امرأة ملتحفة بالعباءة ولا يظهر منها الا عين واحدة فتمد يدها من بين حافتي العباءة لتقدم لجوري شطيرة وهي تقول

" تفضلي ... هذه اخر شطيرة عندي .. بالهناء والعافية .. انها نظيفة لا تقلقي ..."

تتبسم جوري في وجهها وتأخذ الشطيرة منها وتقول بتواضع " شكرا لك سلمت يداك .. سنتقاسمها نحن الثلاثة .."

ترد لها المرأة بنبرة فرح وطيبة " انها نذر نذرته وحققه الله لي .. حقق الله لكم امنياتكم .."

تمتمت جوري ومهند معاً " امين يا رب .."

ثم انسحبت المرأة لتسير مع رجل بساق واحدة يستند على عكاز بينما جوري تقطع الشطيرة ليتقاسموها معاً..

و .... كل يمضي في طريقه ...

تتلاقى الوجوه والرزق يصل للافواه من لدن مقسم الارزاق لمن يشاء ... فيرزق الطعام .. ويرزق الهداية ... ويرزق الغفران والبدايات الجديدة.. ويرزق المودة والرحمة ...ويرزق السعادة لمن يعرف معنى السعادة في الرضا ...


يتبع ...


Like
miromaro, rosetears, doaa eladawy and 38 others like this.
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة


#8777 أضافة تقييم إلى كاردينيا73 تقرير بمشاركة سيئة
قديم اليوم, 10:20 PM
الصورة الرمزية كاردينيا73
كاردينيا73 كاردينيا73 غير متواجد حالياً
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء



بيت العطار .. نفس الليلة ...

ليلة المهر (عقد القران) لخليل وشذرة



تجلس شذرة على الكرسي تشع جمالا خلابا بجلباب حريري ابيض مطرز ووشاح مسدل فوق رأسها بنفس البهاء حوافه مطرزة بآيات قرآنية ونقوش زرقاء للـ(سبع عيون)... القرآن مفتوح بين كفيها على سورة الفتح ومرآة امامها ، اما قدماها الحافيتان فداخل حوض ماء صغير وضعت فيه اغصان نبات الياس (الآس) الاخضر برائحته المميزة ...

تصطف حولها فتيات الجيران والاقارب ويشترط ان يكنَّ غير متزوجات ... وكأنها تفتح لهن الحظ الطيب والنصيب ...

وكما طلبت من خليل حقق لها في اول ليلة احتفال وبمساعدة خلود والخالة ابتهال وباقي بنات العطار ...

صينيتان .... الاولى هي صينية الـ(سبع بياضات) رتبتها حبيبة واسيا معاً في اوان شفافة كريستالية مع مناديل منقوشة بزخارف عربية اسلامية وقد اختارتا سبع موادٍ بيضاء لتضعاها في الاواني ... حلوى من السما و حلوى المصقول ولبن ورز وطحين وملح والقند، اما الصينية الاخرى فهي صينية البخت (الحظ) فكانت من نصيب رباب ورقية لتنسقاها بطريقة فنية تبهر العين كأنها زهرة ومع كل ورق ملأتها بنوع من الحبوب او البهارات فاختارتا .. الهيل والفلفل الاحمر والقرفة والقرنفل والعدس والكمون والكركم ..

كان الشيخ الذي احضره خليل كي يعقد القران من جديد يتحضر لبدأ مراسيم العقد و يجلس خلف باب موصد تفصله عن الغرفة التي تجلس فيها العروس مع النساء فقط ..

تتطلع سوسو وسع عينيها الى العروس وتشعر بلهفة طفولية ان تكون مكانها ... كانت جميلة بشكل لا يوصف خطفت كل الانظار وامها خلود لم تكف عن قراءة المعوذات ... دوماً احبت سوسو هذه الاحتفالات وتجدها فاتنة تخطف قلبها خطفاً .. همست لامها تسألها " اخبريني امي عن هاتين الصينيتين "

فترد خلود همساً وهي تحتضن صغيرتها " انها من موروثاتنا القديمة حبيبتي .. لم يعد الجميع يفعلها لكن هناك الكثير ممن يحبها حتى اللحظة.."

تشير باصبعها لصينية الـ(سبع بياضات) وتقول " هذه الصينية تسمى سبع بياضات .. نختار سبع مواد بلون ابيض كي تجلب السعادة للعروس وتجعل حياتها بيضاء باذن الله..."

ثم تحرك يدها للصينية الاخرى وتكمل

" وهذه هي صينية البخت ترتب بألوانها المختلفة بشكل مبهج كي تجلب الحظ وتطرد الحسد .."

فتتساءل في براءة " وهل تطرد الحسد ؟"

عندها ترد بدرية بدلا عن خلود وقد سمعت حوارهما لتقول " انها مجرد امنيات حبيبتي وتفاؤل بالخير .. نتمناها للعروس ونبهج الاعين بالفرح والالوان ..."

فتتساءل سوسو بمزيد من الفضول " ولماذا نحضر الشيخ للبيت ؟ ألم يعقد قرانهما الشيخ في المحكمة ؟" ترد بدرية بصبر وهي تشرح لها " في المحكمة نسميه القاضي الشرعي يا سوسو يعقد لهما ويسجلهما في السجلات الرسمية انهما اصبحا زوجين .. اما الشيخ فنحضره للبيت كي يعقد القران مرة اخرى لزيادة البركة.." ارادت سوسو ان تسأل اكثر عندا ارتفعت نحنحة الشيخ من خلف الباب تسبق اعلانه انه سيبدأ العقد ...

تم العقد وارتفعت زغاريد خلود مع زغاريد قوارير العطار لتتقدم ابتهال وهي تحتضن شذرة وتقبل وجنتيها وصوت خلود وبنات العطار يرتفع سوياً بالصلوات " الف الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله .. محمد ...."

ثم تتبعها الزغاريد ليعاودن اطلاق الصلوات ثم الزغاريد حتى فُتح الباب وأطل منه خليل باطلالة رجولية في بدلة كحلية ليقترب من عروسه وعيناه ترفرفان بسعادة الدنيا وما فيها...

وسط الزغاريد تضيع شذرة وعيناها في عيني خليل الذي يتقدم نحوها بين النساء حتى وصلها والزغاريد تعلو أكثر لتجعلها مشوشة فلم تشعر الا باصابعه تلامس جيدها وهو يُلبسها قلادة ذهبية بسيطة استطاع مؤخرا شراءها لها ثم امسكها بكفيه من ذراعيها ليقربها منه فتشم عطره قبل ان تشعر بدغدغة شاربه ولحيته على وجنتها ثم صوته وهو يقول لها بتقطع " منك الصبر يا قوي .. حصنك ربي يا روح خليل .. غدا صينية (الحناء ).. بقيّ ليلتان فقط يا بنية .. انا اعدها بالساعات..."

ثم يرفع وجهه ويبتسم لها وعيناه جريئتان بالنظر اليها في كل تفاصيلها حتى قدميها الحافيتين في حوض الماء والياس ...

ثم يخرج مضطراً ليترك الاحتفال والبهجة للنسوة مع عروسه ....

تهمس رقية لرباب بغيرة وشقاوة " لماذا لم نقم احتفالا كهذا بزواجنا ؟! انظري لبنت المحظوظة كيف تبدو .. وذاك خليل كيف ينظر اليها دون اعتبار لاحد ... لو ترينه كيف يحضن في الزوايا المظلمة .. اخ يا (يمّه) من الحب ..."

تضحك رباب ثم تقرصها في ذراعها وتقول "الا تكفين عن خيالاتك الرومانسية وغيرتك المزعجة هذه ؟! الفتاة لم تحظ بعرس كعرسك ولا عرسي .. فاغلقي فمك.."

تمد رقية يدها لتربت على بطن رباب التي كبرت كثيرا خلال الاشهر الماضية لتقول لها بمشاكسة " دعك انت من خيالاتي واعتني بالديك الاشقر في بطنك .. سيكون عريس ابنتي المستقبلية ..."

تنظر اليها رباب بتركيز لتسألها بخفوت " هل تأكدتِ يا مجنونة ام انها ضمن هلوساتك "

ينير وجه رقية وتربت على بطنها المسطحة بفخر لتقول وهي ترقص حاجبيها " تأكدت قبل بضع ساعات واحتفلنا انا ورعد على طريقتنا ..."

ثم تغمز بنظرة وقحة فتجعل رباب توبخها بالقول " انت بلا حياء اقسم بالله .. ابتعدي عني انت وابنتك ... لا بد انها ستكون بلا حياء كأمها ..."

فترفع رقية اصابعها تتراقص بها وتغيظ رباب بالقول " سنُرقّص الديك على البيض دون ان يكسره ..."

لم تستطع رباب مقاومة الضحك ثم تميل لتحتضن اختها وتهمس لها " لا تعلني الخبر الآن حتى ذهاب المدعوين .. انت تعرفين امي تقلق من الحسد ..." فترد رقية " مؤكد .. انا ايضا اخاف من الحسد وليست امي فقط ..."

ثم تتحرك رقية لتجر رباب وتبدآن الرقص مع النسوة لتلتحق بهما اسيا وحبيبة وهما تجران شذرة ... هي ليلة من ليالي الفرح مرصعة بالزغاريد مع امنيات ترتفع للسماء طلباً للايام البيضاء والبركة والحظ السعيد..














يتبع ...


Like
doaa eladawy, jeke, ابتسمي and 29 others like this.
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة


#8778 أضافة تقييم إلى كاردينيا73 تقرير بمشاركة سيئة
قديم اليوم, 10:22 PM
الصورة الرمزية كاردينيا73
كاردينيا73 كاردينيا73 غير متواجد حالياً
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء



اليوم التالي (يوم المولد النبوي) ... ظهراً



من دار الى دار صحون حلوى (الزردة) تلف ... باب يُطرق هنا وآخر يطرق هناك ... هي حلوى فرحة ميلاد النبي تتبارى ربات البيوت في اعدادها ...

تحمل سوسو الصحن البيضاوي ولون الزردة الاصفر المائل للبرتقالي يفتح شهيتها مع رائحة القرفة التي زينت حواف الصحن ومكتوب بها في الوسط اسم (محمد) ....

جدتها سعاد من اعدتها وطلبت منها ايصالها الى بيت عمها محسن ...

تسرح بخيالها مع العروس ليلة الامس بردائها الابيض وصينيتيّ (البخت) الـ(سبع بياضات)..

هاتان الصينيتان سكنتا احلامها طوال الليل... ولا تطيق صبراً لهذه الليلة ... انها ليلة الحناء وامها من ستعد مع الخالة ابتهال صينية ثالثة هي صينية (الحناء) ...

تدق سوسو جرس باب بيت عمها وهي تحتضن الصحن بيد واحدة ثم تنتظر من يفتح لها ويدها تتلاعب بخصلة من شعرها وتسرح مرة اخرى وهي تتنهد بطفولية تتخيل نفسها مكان العروس شذرة ...

خالها خليل كان وسيماً جدا البارحة و...

اجفلت على صوت عقيل وهو يهتف بها

" سعاد ما بالك تقفين هكذا وكأنك في عالم اخر !"

رمشت وهي تنظر اليه بتفكير فيضرب كفاً بكف ثم يمد يده ليأخذ منها الصحن وهو يقول ببعض الفظاظة " قولي لجدتي سعاد شكرا.."

لكنها تسأله فجأة " هل تعرف صينية البخت وصينية السبع بياضات ؟"

يشعر انه كالابله بعد سؤالها هذا فيتمتم بغباء " اي بخت واي بياضات؟!!"

فتتكلم بجدية وهي تقترب منه " انها احدى الصواني للاحتفال بيوم عقد القران .. رأيتها البارحة في حفل عقد قران خالي خليل وشذرة.. انها جميلة جدا يا عقيل ..."

ينظر اليها وحتى اللحظة لا يستوعب ما تريده هذه الطفلة المزعجة ...

كل ما يعرفه انه ما ان يراها حتى تركبه العفاريت بل وكأنه موصول لسلك مُكهرب!

اوشك ان يقول كلمات اكثر فظاظة عندما حدقت في عينيه وترجته ببراءة " ان لم يستطع زوجي تجهيز هذه الصواني لي فهل تفعل انت ؟"

يقسم بالله هذه اللحظة يشعر انه مولدة كهرباء لحي بأكمله ... يعض شفته السفلى وهو يتقطع غيظاً ليقول بصوت خافت مشحون "سعاد ارحلي من امام وجهي .....حاااالا ..." ترتبك وهي ترى حركته وهو يعض شفته مع نبرة صوته هذه جعلت قلبها يرتج في صدرها ، سارعت لتتراجع للخلف وهي تهمس بارتباك "حاااضر ..."









تراقب رقية من شباكها وهي تضحك بخفوت.. تتبع عودة هذه الشقراء الصغيرة خائبة لبيتها .. هذا الفتى عقيل سيكون له قلب في بيت الدمى يوماً ما ...

ارتفعت ضحكتها المجفلة وذراع رعد تلتف حول خصرها ليحملها بوضع مائل قائلا بنبرة تظلم " منذ ربع ساعة تقفين هنا وانا اناديك من المطبخ اقول لك الاكل سيحترق فلا تعيرينني اهتماما ... لقد جرحت مشاعري المرهفة بتجاهلك ..."

تضحك وهي ترد بوقاحة " وماذا ان احترق .. نطبخ غيره او ننزل لنأكل عند ابتهال سيكون أضمن وألذ .."

يطالبها مهددا " انسي الطعام الآن واخبريني عما كنت تراقبينه ويضحكك والا سأحبسك في الغرفة ولن تحضري ليلة الحناء.. "

يرميها على السرير ثم يحتجزها بجسده وهي تضحك فيصر وهو يقيد ذراعيها للاعلى ويقول " قولي يا قطة ... ماذا التقطتِ من قصص في شارعنا ؟"

ما زالت ضحكاتها عالية وهي مستسلمة لقيوده ولا تهتم حتى ان تهرب منه ... ثم حركت حاجبيها صعودا ونزولا وهي تغيظه وتتحداه بالقول " أفعل ما بدا لك.. لن تحصل على اسراري ابداااا..."

يعبس بصبيانية وهو يتمتم" هذ ليس عدلا .. منذ عرفتك وانت تجيدين اخفاء الاسرار .. يجب ان اكثف مراقبتك لاكتشفها بنفسي "

رمشت بعينيها بطريقتها المستفزة ثم قالت بميوعة " يمكنك الاستمرار بالمحاولة لاآآآخر العمر .." ينظر اليها يائسا فتقول له "ابتعد عني لقد قلبت ابنتي عاليها سافلها وابتهال لن يرضيها هذه الافعال غير المسؤولة.." يرد عابساً وهي يضع كل ثقله فوقها " انها اصغر من حبة عدس فكيف اقلبها ؟!"

تضحك وهي ترد عليه " هذا ما تقوله حماتك.. ان كنت رجلا فاعترض على كلامها ... ابتعد عني ستخنق صغيرتي .."

يخفف من ثقله ثم يراوغها بنعومة ماكرة قائلا " اخبريني سراً واحدا .. واحدا فقط .. ان كنت تحبينني .. هااا .. " تدعي التفكير لتقول بعدها " امممم ... حسن .. ساخبرك واحداً.."

ابتسم في انتصار بينما تسأله بعينين لامعتين " هل تذكر رسمة الساحر ؟" يعقد حاجبيه قليلا وهو يرد " التي رسمتها لي حبيبة واعلقها في المكتب ؟" فتبتسم ابتسامة شقية وتقول " لا ... بل تلك التي رسمتها اولا وانا اخبرتها هي ورباب اني مزقتها ورميتها .."

استغرقه الامر بضع لحظات كي يعصر ذاكرته قبل ان يقول بحماسة " آآآ .. تذكرت .. اذن ماذا بشأنها ؟"

تتلاعب باناملها بحافة بلوزته البيتية وتسبل اهدابها وهي تقول بضحكة مكتومة

" انا احتفظت بها .." هتف متفاجئاً " ماذا ؟"

فترفع نظراتها اليه لتقول بابتسامة مستفزة مغرورة " وما زلت ... احتفظ.." فيسأل بفضول قاتل " لكن اين ؟ اين تضعينها؟! " لترد وهي تعود الى تعابير الغموض المغيظ " في صندوق سري لن تجده هنا ..." ثم تلامس وجهه كما كانت تفعل بتلك الرسمة وتخبره في ذات الوقت بصوت هامس رقيق

" كنت اقضي ساعات وانا الامس وجهك في الصورة ... لقد حفظت كل ملامحك .. واحببت كل خط وانحناء فيها .. وقررت ان هذا الساحر سيكون لي ... قلبه ملكي.. "

يدير وجهه ليلثم اناملها وهو يهمس منادياً اياها بصوت أجش " دميتي ذات القلب الاحمر "

ردت بخفوت " نعم ..." عاود النظر اليها وعيناه تتعلقان بعينيها ليقول بنفس الهمس " لقد ملكتِ قلب الذئب للابد "

***



غرفة اسيا القديمة في بيت العطار..عصراً

بينما تجفف رباب شعر شذرة بالمنشفة قالت بمرح عفوي " الحمد لله ان رقية لم تستولي على غرفة اسيا كما استولت على غرفتي وغرفة حبيبـ.. اقصد غرفتك ..."

شعرت رباب بالحرج من غلطتها امام شذرة واخذت توبخ نفسها في سرها وهي تبتسم لوجه شذرة عبر المرآة التي ردت بلطف ويدها تتلاعب بالقلادة الذهبية في عنقها " اسعدها الله في بيتها الصغير ..."

كانت رباب تقف خلف شذرة الجالسة على كرسي صغير امام منضدة الزينة استعدادا لتسريحه لها لتحاول تغيير الموضوع قائلة ببهجة " اسيا وحبيبة تقولان ان بيتك اصبح جميلا للغاية الى درجة ان حبيبة تشعر بالغيرة .."

تضحك شذرة وهي تتورد .. (بيتها) .. ما احلاها من كلمة تتشاركها مع خليل ... كان سعياً حثيثاً لاشهر حتى وجدا هذا الملحق الصغير التابع لبيت زوجين عجوزين مسيحيين لم يكونا يريدان الا صحبة تدفئ حياتهما بعد هجرة اولادهما خارج الوطن...

الحي كان متواضع الحال والملحق ليس فيه الا غرفة نوم واحدة وحمام في الطابق العلوي ومطبخ ضيق وغرفة جلوس في الطابق السفلي.. لكنه كان نظيفا للغاية ومعتنى به جدا مما جعلاها هي وخليل يتشبثان به بعد عناء بحث طويل ...

نظرت لرباب بحملها الذي كبر فتشعر ببعض الذنب لانها تثقل عليها فتقول لها

" انا اشعر بالذنب نحوك لانك اخذتِ على عاتقك مهمة تسريح شعري وزينة وجهي ..."

نظرت اليها رباب بعبوس وهي توبخها " لا تقولي هذا يا شذرة .. نحن اخوات .. كنت ستفعلين المثل لي .."

تهز رأسها موافقة.. انها ممتنة جدا لما تفعله لاجلها .. في الواقع هي ممتنة منهم جميعاً وقد حاولن مساعدتها دون احراجها ..

هي ادعت امام خليل انها لا تحتاج لمصففة شعر ورغم الحاحه لكنها أصرت .. تحاول جهدها تقليل العبء عليه خاصة وهو يرفض ان تنفق اي شيء على حسابها او حتى حساب عائلتها...

له عزة نفس لم ترها في انسان قبله وقد اعتادت مراعاته جدا في هذا الجانب ..

بينما تبدأ رباب بتسريح شعرها تنظر شذرة للقلادة الذهبية عبر المرآة .. كانت خفيفة الوزن بسيطة التصميم لكنها تأثرت كثيراً انه يبذل كل طاقته ليمنحها الفرح ويعلي قيمتها امام الجميع ...

هبطت عيناها للعلبة المخملية على منضدة الزينة التي اهدتها اياها الخالة ابتهال ... كانت عبارة عن قطعتين من الليرات الذهبية القديمة .. قالت انها تعود لجدتها ... واخبرتها ان تضعهما الليلة في كفيها وتربطهما مع الحناء حتى الصباح وبعد ان تزيل الحنة ستحتفظ بالليرتين في صندوق خاص تضع فيه كل مصوغاتها الذهبية كنوع من التفاؤل لزيادته باذن الله .. لا يهم شذرة ان يزيد ذهبها .. وهي تملك القليل جدا منه .. ما يهمها انها تتفاءل حقاً بأي شيء يمنحها اياه بيت يونس العطار ... لقد كانت محظوظة بهذا البيت الذي احتواها وسيظل جميل الخالة ابتهال في عنقها الى اخر العمر ...

***






يتبع ...


Like
hassnaa, doaa eladawy, jeke and 25 others like this.
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
#8779 أضافة تقييم إلى كاردينيا73 تقرير بمشاركة سيئة
قديم اليوم, 10:29 PM
الصورة الرمزية كاردينيا73
كاردينيا73 كاردينيا73 غير متواجد حالياً
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء



مساء ... ليلة الحناء



صينية الحنة (الحناء) توسطت غرفة الضيوف ، وعجينة الحناء وضعتها ابتهال للتو وسط الصينية وقد زينت هي وخلود ما حولها بالورود واغصان الياس وشموع الكافور المرصعة بحبات بيضاء من الؤلؤ الصناعي ... اما حواف الصينية فتدلت منها الشرائط الملونة لتزيد بهجتها ...

أوقدت خلود الشموع وهي تزغرد بينما تبدأ ابتهال بوضع الحناء في راحة يد شذرة اليمنى ثم تضع فوقها احدى الليرتين الذهبيتين واخيرا لفتها بشريط احمر مزين .. وبعد ان انتهت فعلت المثل باليد اليسرى ..

ومباشرة اخذت رقية تتقافز متدللة وهي تريد وضع الحناء في كفيها ايضا ... لتتبعها رباب وحبيبة وابنتها سكينة ثم اسيا وخلود وسوسو ورحاب ومنة الله ... حتى اسيا الصغيرة ذات الخمسة اشهر لطخت يدها بالحناء في ابتهاج ...

حفل الحناء اقتصر على المقربات من النسوة...

فكانت ليلة حميمية للغاية وقوارير العطار يتألقن وامهن لا تكف عن قراءة المعوذتين وعيناها تلمعان وهما ترنوان نحو صورة يونس المعلقة وقلبها يهتف له " اشتقت اليك يا يونس .. انظر قواريرك كيف غدون .. بهجة للقلب والعين .. يحرسهن الله من كل عين .."

تميل الحاجة سعاد لتسأل ابتهال بصوت خافت

" اين ام العريس يا ابتهال ؟! لم تحضر لا ليلة عقد القران بالامس ولا ليلة الحناء ! مصيبة ان لم تحضر الزفاف غدا ايضا ..!!"

ترد عليها ابتهال وهي تحاول اخفاء ضيقها

" لا اعلم ما خطبها يا سعاد ولا اعلم ان كانت ستحضر غداً فقد قالت حسب الظروف .. وانا اخجل ان ألح بالسؤال واحرج خلود او أكدر خاطر شذرة .."

تتدخل بدرية وهي تؤيدها قائلة " عين العقل يا ابتهال .. لا داعٍ لاسئلة تعكر الفرح .."

تعبس سعاد وهي تتساءل باستنكار طفولي

" هل تقصدين اني اعكر الافراح ؟! انا كنت اسأل لاني تذكرت انها حتى لم تحضر زواج خلود من حذيفة .."

حوقلت بدرية وهي تقول " لا حول ولا قوة الا بالله .. لماذا تفتحين دفاتر قديمة يا امرأة؟!"

ترد سعاد بحنق " انا افتح الدفاتر والكتب كما اشاء .. ما الذي حشرك بيني وبين ابتهال ؟!"

تكتم ابتهال ضحكتها وهي تحاول ايقاف الجدل بين الصديقتين لتلهي سعاد بالقول

" سعاد لم أضع لك الحناء في يدك .. ألم تقولي انك تريدين وضع الحناء ايضا ؟"

فتسخر بدرية قائلة وهي تحرك فمها يمينا وشمالا " اجل يا ابتهال .. تريد الحناء بكفيها مثل الصبايا الملاح ! لم تكتفي بوضعها في شعرها ..."

تتدلل سعاد وهي تقول بنبرة تريد اغاظة بدرية بها

" موتي بغيظك يا عجوز .. رعودي قال لي يريد ان يرى نقش الحنة في كفي غداً صباحاً ..."

تضحك ابتهال وهي تقول " هذا المحتال الماكر يتلاعب بعقولنا وقلوبنا .."

ترفع بدرية حاجبيها وهي تقول بأنفة ومرح

" تكلما عن نفسيكما انت وهذه المتصابية.. فتاكما الساحر لم ينطلِ علي سحره .."

بعد ان حنّت ابتهال كفي سعاد وسط ضحكات البنات وتعليقات بدرية المستفزة الساخرة ابتدأ التحضير للعشاء وبينما سعاد تنظر لشذرة قالت باعجاب " اللهم صل على النبي هذه الفتاة جمالها شع البارحة واليوم .."

ردت بدرية " حقاً شعت .. الجلاليب البيضاء التي صممتها وجهزتها رباب منتهى الذوق والجمال .."

ثم انحنت بدرية لتهمس في اذن سعاد " لماذا لم تأتي شروق ؟ كانت ستبتهج مع الفتيات.."

ردت سعاد بامتعاض " امها رفضت .. لا اعلم ما الذي يجب ان نفعله لنرضيها ! تخاصمني لاني احضر المناسبة بينما لا تستطيع هي حضورها.. "

تعقد بدرية حاجبيها وهي تعلق بغير رضا

" متى ستستوعب رفيدة ان ليس بيدنا تغيير ما حصل في الماضي وعليها تقبل الامر والتعامل معه..."

تحاول سعاد الدفاع عن ابنتها بالقول " انها تشعر بالقهر والحزن لانها معزولة في مناسبات كهذه تخص بيت العطار .."

تنهدت بدرية وهي تشعر حقا بالاشفاق على رفيدة وتتذكر قبل سنوات عندما صارحتها بأن يونس لم يقربها ...

التزمت بدرية الصمت بينما تحيد بنظراتها الى صورة الحاج يونس المعلقة على الحائط فتترحم له وما زال في قلبها نفس العتب الذي شعرته قبل عشر سنوات عندما اخطأ خطأ العمر فآذى اقرب الناس اليه..

وما زالت اثار هذا الاذى حاضرة في ذاكرة القلوب رغم محاولة الجميع تجاوزها ..







يتبع ...


Like
doaa eladawy, ابتسمي, عمر أبوبكر and 25 others like this.
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
#8780 أضافة تقييم إلى كاردينيا73 تقرير بمشاركة سيئة
قديم اليوم, 10:31 PM
الصورة الرمزية كاردينيا73
كاردينيا73 كاردينيا73 غير متواجد حالياً
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء



اليوم الذي يليه ... ليلة الزفاف ...



يغلق الباب خلفه ويستند اليه بظهره ويرخي رأسه مستندا للباب ايضا وهو ينظر اليها ملأ عينيه وقد أنارت الدنيا كلها حولها ...

اصوات المحتفلين والطبول تتلاشى شيئا فشيئا وكلما ابتعدت الاصوات وهي ما زالت امامه صدق أكثر انهم تركوها له اخيرا ....

يده ترتجف وهو يمدها للخلف ليقفل الباب بالمفتاح بينما هي تتلاهى عنه بخطواتها المتعثرة تتشاغل بالنظر الى غرفة الجلوس الدافئة الصغيرة ... لقد ملأنها فتيات العطار بالحيوية ...

فرشات ملونة مشغولة بالخيوط يدويا تناثرت على الاريكتين الرماديتين فجعلتها تنبض بهجة لا بد انها من عمل رباب وافكارها ... لوحات باحجام مختلفة مرسومة لها ولخليل باسلوب فني غامض راقٍ مؤكد بريشة حبيبة... ثم ترتجف الضحكة في فمها وهي تنظر الى كرسي منفرد ذي ذراعين خشبيين تستقر عليه دمية قطنية تضع تاجاً فوق رأسها وتلبس ثوباً زهريا ذا حزام يحمل قلبا احمرا .. من تكون غير المجنونة الوقحة...

ثم تتنشق العطور التي تفوح من حيث لا تدري فتملأ شذرة انفاسها بهذا الطيب الفريد ... انها عطور اسيا ولا غيرها ...

التفتت لذاك الهائم عند الباب فتقول له بارتعاش " غرفة الجلوس جميلة جدا .."

عيناه تمضيان في تدقيق متأنٍ لوجهها وطرحتها البيضاء ذات النقوش الفضية ثم الى فستانها الذي غطاها حتى الكاحلين فينير اللون الفضي لنقوشه وحبيباته اللامعة ..

همس بصوت مبحوح وجرأة نظراته اليها تجعلها ترتجف " وحق لا اله الا الله كل جمال يذبل امام جمالك الليلة ..."

لم تشعر الا وهي ترفع اطراف فستانها لتهرب من طريقه وهي تتجه للدرج وتقول بارتجاف

" لم أر الغرفة ... حتى اللحظة ... أتصدق ؟!"

كانت في عينيه وكأنها هبطت عليه من السماء كنجمة ... نجمة يتبع ضياءها كمدله أعمى ... صعدت درجتين بصعوبة وفستانها يعيقها فيحمل طارف الفستان من الخلف فالتفت اليه لتشكره فتراه يرفع الفستان لفمه يلثمه وعيناه تنظران لعينيها .. ترتبك وتسرع بصعود درجات اخرى فتتعثر وتمد احدى يديها عشوائيا فتتعلق اطراف اصابعها بيده الممدودة ليسندها كي لا تقع وهو يهمس " اسم الله عليك .. اسم الله على قلبي منك الليلة ..."

تنظر اليه وصدرها يعلو ويهبط وعيناه هذه المرة تبثانها العذاب الحلو ثم يميل ليلثم اطراف اصابعها فتسارع لسحب يدها ولا تعلم ما جرى لها ...لكن قلبها ينبض بجنون وهي تكمل صعود الدرجات لاهثة ... لم تعلم اين دخلت حتى وجدت نفسها وسط الغرفة ولم تعد ترى جمال التنسيق والفرشة الرائعة التي غطت السرير هدية الخالة سعاد لها ...

تسمرت مكانها وخليل يقترب وكل انوثتها تستجيب لرجولته .. لوسامته الطاغية ... لم تكن وسامة شكل خارجي فقط .. بل تلك الروح التي تشع من جسده وتجعلها تذوب ...

يقف امامها يحدق في لمعة شفتيها ثم يمد يداً مرتعشة ليرفع طارف الطرحة مع خصلة شعر ذات اللفائف الشقراء ليلثمهما معاً فترفع يدها في اعتراض عفوي لكنه يحاوط اليد ليلثم راحة كفها ويشم نقش الحناء منتشيا ثم يتغزل بلوعة " يا حناء يا محظوظة .. تنامين في كفها طيلة ليلة الامس دوني .."

كانت ترتجف كليا وهي تشعر بحضنه يلفها ويعزلها عن الكون فلا يبقى منها الا همس رقيق " دعني فقط ... ابدل فستان العرس.."

يهز رأسه رافضا وهو يتوسلها بالقول " بالله عليك ... لا تبعديني اللحظة .. لست بقادر فارحمي من في الارض يرحمك من في السماء"

لم تعد بقادرة حتى على النطق .. تراخت اجفانها وهي ترتجف في حضنه وتذوب بين قبلاته حتى شعرت بالدوار ولم تعد تدري اين حطت ومتى دخلت جنة هو راعيها ...

***





الملحق ... بيت الصائغ



يعقد حذيفة حاجبيه وهو ينظر الى خلود التي تجلس على حافة السرير ولم تتوقف عن البكاء منذ عودتهما من زفاف اخيها ودخولهما غرفتهما ...

هتف بها موبخاً " يا امرأة قضيت اياماً تزغردين بتواصل وقلنا (اخوها الوحيد يتزوج فأعنا يا الله !) الآن تزفينه مع عروسه الى بيته لتعودي بيتك مع نوبة نواح وبكاء ؟! اريد مُعجماً عاطفياً واحداً ليفسر اطوارك المزاجية العجيبة هذه "

ترفع وجهها اليه ثم تقول بأنف محمر

" لا توبخني هكذا .. انا متأثرة بزواجه جدا.. اذهب ونم مع سوسو اذا كنت ازعجك .. انا سأظل ابكي هكذا حتى الصباح .."

ثم فجأة تفتح عينيها بتنبه لتمسح خديها وتقول " يجب ان احضر قائمة لافطار العروسين حتى احمله اليهما في الصباح لباكر ..."

يرفع عينيه للسقف وهو يقول " حسبي الله ونعم الوكيل ... ألن ننتهي من هذا العرس .."

بينما تهب خلود واقفة على قدميها لتخطو بعيدا تبحث في احد الادراج عن ورقة وقلم ..

يخلع حذيفة سترته ويرميها ارضا بينما يرى هذه الهبلاء تبدأ بكتابة القائمة وهي تتمتم بالكلمات بصوت خافت لا يقطعه الا بضع شهقات صغيرة من اثر نحيبها السابق ...

يتنهد وعيناه كرجل تلامسان قدها النحيل ..

منذ اسبوعين وهي مشغولة عنه كثيرا بالاعداد لزواج خليل .. وفي الليل حالما يقرب السرير جوارها تبدأ بالشخير وهي تغط بالنوم العميق !

لا يعلم هل يضحك ام يغضب ...

يعترف انه يغار لانشغالها هذا ولم تعد تدلله وتقلق عليه في كل تفاصيله كعادتها ...

يناديها بصوت مبحوح وهو يفك ازرار قميصه

" خلود ..."

فترفع يدها فقط في اشارة لينتظر دون ان ترفع عينيها عما تكتب ... يعض طارف شفته يناديها من جديد بهمس رجولي " خلود ... تعالي ..."

حالما قال كلمة (تعالي) رفعت عينيها اليه وكم بدت حلوة بتلك النظرة البريئة المدركة لمعنى ندائه ... كم هي بريئة في شفافيتها هذه ... رمشت وهي تراه يخلع قميصه لتقول له برجاء " فقط أكمل ما اكتب .. " لكنه يعاود الطلب " قلت .. تعالي ..."

اخذت تثرثر وهو يرمي قميصه ويقترب منها "هذا الفتى ليس له غيري .. امي لن تفكر حتى بزيارته غدا .. بل اظنها عادت الليلة مع زوجها بعد ان أدت الواجب ! "

كانت تعبس الآن وهي تفكر ببرود امها القاتل الليلة واعذارها الواهية لعدم حضورها ليلة المهر وليلة الحناء ...

شعرت بحذيفة يسحب الورقة فيرميها خلف ظهره ثم اتبعها بالقلم بينما هي تعترض

" لا حذيفة .. لحظة ..."

لكن الشوق زاد وقد طال بعدها عنه .. شعر باحساس عجيب كأنه يقربها للمرة الاولى حاوط وجهها النحيل بكفيه وهمس وهو يحرك ابهامه ليمسح شفتيها " لا تضعي احمر الشفاه هذا مرة اخرى ..."

تهز رأسها ايجاباً بينما يهمس هو بخشونة

" قليلة الادب !"

كان احساسه بالشوق غير مسبوق ... لاول مرة يشعر انه يريدها ان تحمل طفله ...!

ليس لاجلها بل... لاجله ...

وليس لاجل الذرية وانما لاجله هو فقط ... اراد ان تحمل طفله ... أن يزرع جزءا منه فيها.. ربااه ما هذا الشوق العجيب الليلة ...!!

***






يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t363302...l#post13865899...


Like
نوف بنت ابوها, kholoud.mohd, خفوق انفاس and 10 others like this.
رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
إضافة رد
صفحة 878 من 880 « الأولى < 378 778 828 868 876 877 878 879 880 >


*=== (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ===*

الرسالة:

خيارات
إيقاف الإبتسامات في هذه المشاركة
إقتباس المشاركة في الرد؟


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق
الاشتراك الإشترك في هذا الموضوع
إبحث في الموضوع:


البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع
العرض العادي العرض العادي
العرض المتطور الانتقال إلى العرض المتطور
العرض الشجري الانتقال إلى العرض الشجري



الساعة الآن 11:59 PM





Copyright © 2015


Haisan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-18, 02:56 PM   #9196

Haisan

? العضوٌ??? » 426591
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 359
?  نُقآطِيْ » Haisan is on a distinguished road
افتراضي 🌼

💓💓💓💓💕💕💓🎉🎆🎉💖💖💕🎉💕💓💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕

Haisan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-18, 03:24 PM   #9197

يمنى اياد

? العضوٌ??? » 319916
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 320
?  نُقآطِيْ » يمنى اياد is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكر

يمنى اياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-18, 04:51 PM   #9198

Asmaa Shehata

? العضوٌ??? » 430503
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 373
?  نُقآطِيْ » Asmaa Shehata is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

Asmaa Shehata غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-18, 05:14 PM   #9199

Saraam

? العضوٌ??? » 435958
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 134
?  نُقآطِيْ » Saraam is on a distinguished road
Rewitysmile25

💘💘💘💘💘


💗💗💗😍😍

❤❤❤


Saraam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-18, 09:05 PM   #9200

*منى جمال*

? العضوٌ??? » 403730
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 173
?  نُقآطِيْ » *منى جمال* is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

*منى جمال* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.