آخر 10 مشاركات
وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بالوقت الضائع (18) من لا تعشقي أسمراً للكاتبة المُبدعة: سمانور1 *كاملة & مميزة* (الكاتـب : سما نور 1 - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كيف لو كنت في البحر ! (الكاتـب : كَيــدْ ! - )           »          إيحــــاء الفضــــة (3) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة حـ(ر)ـب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          [تحميل]ليالي.. الوجه الآخر للعاشق / للكاتبة رحاب ابراهيم ، مصرية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رَقـصــــة سَـــــمـا (2) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-08, 11:22 AM   #21

!!ملاكـ ـالبحرينـ!!
 
الصورة الرمزية !!ملاكـ ـالبحرينـ!!

? العضوٌ??? » 46897
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 368
?  نُقآطِيْ » !!ملاكـ ـالبحرينـ!! is on a distinguished road
افتراضي


قصة ولا اروووووع

في انتظار التكملة

وربي يعطيج الف عااااافيه


!!ملاكـ ـالبحرينـ!! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-08, 06:16 PM   #22

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع


قالت له سين مقطبه :" الا تعتقد انك تتصرف بصبيانيه الان؟"
" لاابه لتصرفاتي!" وحاول وولف الوقوف على قدميه ، معتمدا على العكازين " لايحق لك جلب هذه الاغراض الى هنا"
قالت بقسوة "آه ،كلا، املك الحق في الركض خلفك مثل خادمه مطيعه!"
اخذ نفسا وقال بغضب :" ليسعليك فعل ذلك ايضا . لقد غيرت رأيي بشان البقاء هنا ياسين . اعتقد اني افضل العودة الى شقتي" حدقت فيه سين بازدراء . لقد كان هو من جعلها تشعر بالذنب بسبب حادثته وليس اما مها اي خيار غير ان تبقيه عندها ، الى ان يشعربتحسن . وكان هو من اصر على جلب اغراضه التي يحتاجها من شقته. رحلة الى المدينه قضت فيها حوالي الساعتين وفوتت عليها العشاء ، والان يقول انه غير رايه ويريد المغادرة. حسنا، يستطيع ان يقكر كما يشاء!
نظرت اليه وقالت: " انا لا ابه لما تفكر به ياوولف . انت من اراد البقاء هنا ولان عليك ان تفعل هذا"
نظر اليها وقد انبغت من عدائيتها ولم تستطع سين منع نفسها من التساؤل : كم مضى من الوقت من وقف بوجهه اي انسان بهذه الطريقه؟ زكرئيس لصناعات آل ثورنتون، فهو دون شك لا يواجه الكثير من المعارضه . حسنا انه في مملكتها الان، وليس في صناعات آل ثورنتون ولا في بيت عائلته. واذا اعتقد انها سوف تلبي كل طلباته عند اقل اشارة منه فهو مخطىء، الى جانب ذلك ، فسبب بقائه هنا لايزال قائما .فهو لايستطيع الرجوع الى شقته معتمدا على نفسه الى ان يصبح متكيفا اكثر مع عكازيه ، وكما قال ان ذهابه الى بيت والدته كان من غير الممكن ايضا… اخيرا استرخى قليلا، ولوى فمه بسخريه مستهترة وقال : لا تستطيعين حملي على البقاء هنا ، يا سين"
قوست حاجبيها وقالت:" كلا. وكيف تقترح الرحيل ؟ هل تنوي الاتصال بسيارة اجرة لتنقلك ؟ أسفه ياوولف كما يجب ان تعلم ان الهاتف عاطل عن العمل . هل تنوي ان تعرج بعيدا على عكازين ؟" واضح انه نسي ان الهاتف معطل. " اعذرني لقولي هذا يا وولف"
قرب عينيه وقال برقه :" دعيني اقول بصراحه ،سين هل تعنين اني اسير هنا"
رفعت حاجبيها وردت عليه :" تقريبا ! ما اقوله لك هو اذا استطعت ان تحضر احدا ما لينقلك من هنا ، حسنا ، افعل ذلك ، ولكنني لن اقلك الى اي مكان!" ولتاكيد وجهة نظرها ذهبت الى المطبخ لتبدا بتحضير العشاء . لم تعتقد ان وولف سيذهب الى اي مكان ، ليس الليله على الاقل!
احست بوجوده على باب المطبخ بعد دقائق . لقد كان حقا يعاني من المتاعب مع عكازيه. فكرت بسرور. استفهمت منه بخفه :" سباغيتي مع الفطر، هل تحبها؟" وبدات بتقطيع البصل والفطر. قال لها :" اتعرفين ، ذات مرة كنت اتخيل وجودنا بمفردنا في الكوخ هادىء في مكان ما . بدون هاتف او عائله تزعجنا"هز راسه مزدريا نفسه :" كم كنت غبيا"
قطبت سين وجهها قائله :" وولف"
قال لها بجفاء :" لا ايد عشاء ،شكرا لك ، سوف اذهب الى الفراش" وضعت السكين التي كانت تستعملها لتقطيع البصل من يدها، واستدارت لتواجهه ، واوضحت له بتعقل :" ولكنك استيقظت من النوم منذ قليل ، لابد ان تكون جائعا "اولاها نظرة قاسيه واستدار بعيدا وتمتم :" ليس للطعام"
تحركت سين الى الباب وقالت :" ماذا قلت؟" ولحقت به الى قاعدة الدرج الضيق وهي عابسة.
قال بتجهم :" قلت انني كنت غبيا ، انت على حق يا سين . الماضي هو الماضي وعليه ان يبقى هناك!"
لم تكن تدري عما كان يتكلم ، عن الرسم او عن شيء آخر . ولكنها كانت تعرف ان الوقت ليس ملائما لتسأله. فقساوة ملامحه كانت كافيه لتنذرها بالا تفعل ذلك كما كان كافيا ليرفض مساعدتها له بصعود السلم ايضا. لقد كان هناك حوالي الذزينه من الدرجات وكان الدرج ضيقا ومن المستحيل عليه استعمال العكازين معا لمساعدته على الصعود . حقيقة ادركها فورا عندما رمى باحد العكازين الى ارض غرفة الجلوس بنفاد صبر. وانحنى بثقله على الدرابزين ليستطيع صعود الدرجات . والدرابزين كان مثبتا ببضعة مسامير فقط ، ولكن فكرت سين انه ربما من الخطر عليها ان تلمح له بذلك اذ انه سيرمي بعكازه الثاني عليها.لذ لزمت الصمت بحكمه ، فرجعت الى المطبخ لتحضر عشءها ، ولكنها كانت تستطيع سماعه كم من الصعب عليه ان يصعد الدرج . تمنت ان تذهب وتساعده ، ولكنها مقتنعه بان مساعدتها سوف ترفض، وقد عانت من الرفض مايكفيها مدى حياتها ! تنفست متنهدة بارتياح عندما سمعته اخيرا يصل الى اعلى الدرج واستغربت لانها لم تدرك انها تمسك انفاسها حتى تلك اللحظه . كان متضايقا من الكانفا والاصباغ ؟ لم تكن مهمة الى درجة انه يغضب الى هذه الدرجه ؟ طبعا كانت فضوليه ، تعترف بذلك ، لمعرفة لماذا لم يعد يرسم ، ولكن ردة فعله لرؤية هذه الاغراض كانت غير متوقعه . كان هناك الكثير من الالغاز لدى وولف لم تكن قادرة على فهمها ، واشياء كثيرة تمنت لو تسأله عنها . ولكنها لم تكن لتفعل ذلك . تمتمت سين:" اللعنه " عندما رأت انها تحرق البصل والفطر-فرفعت المقلاة عن النار لتبرد قليلا.
لم تكن تسمح لنفسها بالإقتراب منه ، لقد فعلت ذلك كفايه في الماضي . كان عليها ان تتركه يذهب عندما يشاء ذلك، كان عليها ان تشعره بالامتنان لاخذه الى اي مكان اراد الذهاب اليه ، بدلا من ان تحكم على نفسها بالبقاء برفقته لوقت اطول . والامر المهم هو كيف تمنع نفسها من الغضب ازاء تصرفه؟
لقد كانت تفعل ذلك ثانيه ، سامحة لنفسها بان تعلق بافكار عنها بدلا من الاهتمام بحياتها ! العشاء ، سوف تاكل حتى لو ان وولف لن يفعل فهي تستحق عشاءها بعد النهار الذي قضته!
تمنت لو تستطيع القول انها استمتعت بالسباغيتي ولكن حقيقة الامر، فقد ذهبت شهيتها للطعام عندما فكرت ان وولف ممدد على السرير في كوخها ، وامتعته لا تزال على ارض غرفة الجلوس ، مع عكازه المرمي . واخدت حقيبته واغراضهع الاخرى الى فوق عندما انهت عشاءها، ربما اذا لم تر هذه الاغرض قد تتمكن من نسيان وجوده في الكوخ او الاحساس به ، ولكنه يستاهل المحاوله .
اتسعت عيناها بعدم رضى عندما فتحت باب غرفة الضيوف بهدوء ورات وولف غارقا في سبات عميق على فراش عار من الاغطيه . لقد نسيت تماما ان السرير الاضافي غير جاهز وواضح ان وولف لم يكن في مزاج ليطلب منها شيئا، او ربما فكر انها بمزاجها السيىء سوف ترفض ان تجهزه له . لم تكن طبعا لترفض، او ربما لم يكن يريد ان يراها ثانيه هذه الليله . آه ، هذا سخف ، رات وهي تنظر اليه بينما هو نائم، انهما يتصرفان بصبيانيه وليس كشخصين ناضجين!
جلست بخفه على الكرسي المواجه للسرير الصغير وقد وضعت الحقيبه والكانفا اللتين كانت تحملهما . هل كان كل شيء خطأ بالنسبه لهما ؟ ولماذا كان كل ذلك خطأ؟ والجواب المتاح عن هذين السؤالين يتلخص بكلمه واحده : " باربرا "
عرفت سين ان كلوديا ثورنتون لم توافق على اختيار وولف لها . ولكن بدا انها رضخت لانه لم يكن لديها خيار اخر ، خاصه وان وولف قد عفد عزمه . اذا قبلت بالامر الواقع باعتزاز جيد مع انها لم تكن تشعر بالسعادة حيال ذلك . والذي لم تعرفه سين انه في الوقت الذي كانت كلوديا تقبل باختيار وولف لاي عروس يختارها طالما ان الفضيحة بعيدة عن العائله ، وكان من الممكن ان تتلضخ وتتعرض للشائعات لو ان باربرا ثورنتون طلقت اخا لتذهب الى شقيقه الاخر ! ومازالت سين تشعر بالاذلال من ادراكها انها كانت دائما الاختيار الثاني لوولف ، ستارة من
دخان للعلاقه التي كان يقيمها مع زوجة شقيقة، ولكن لم يكن هناك من حاجه للتاكيد عندما توفي اليكس ثورنتون بحادث تحطم الطائرة.
اتصل بها وولف بسرعه عبر الهاتف خلال دوام عملها في الفندق لينقل اليها الخبر ، وبدا واضحا انه يعاني من صدمه ولكنه كان يعرف ان عليه تحمل المسؤوليه تسوية كل التفاصيل الضروريه بعد مأساة كهذه . ذهلت سين من الخبر مع انها لم تكن تعرف اليكس جيدا. وهو لم يكن يحبها اكثر مما تحبها والدته، ولكنه دائما كان بالغ التهذيب معها في المرات القليله التي التقيا بها . طبعا لم يبد هذا منصفا بحق رجل ذي ذهن متيقظ وحيويه لا متناهيه، ان يقتل بهذا الطريقه ، لانه شقيق وولف . كانت سين متورطه في هذه الماسأة ، ليس لان الشقيقين كانا متقاربين ، فلقد كانت طباعهما مختلفه. وولف كان مسترخيا وساحرا واليكس رجل اعمال صعب المراس. ولكن هذا لا يغير حقيقة ان اليكس هو شقيق وولف وعلاقة القربى موجوده بينهما ولو انها كانت عن بعد
عرضت سين :" سوف اترك العملي وآتي"
بمجرد ان اخبرها وولف . ولكنه رفض على الفور :" لا داعي لذلك ، سوف اعتني بامي وباربرا لفترة ما في البيت"
قدرت له سين ذلك ، لكن بالتاكيد كونها خطيبته فمن الواجب ان تكون الى جانبه خلال هذه المحنه ! وبما ان لا عائلة لها قدرت كم ان امرأتي ثورنتون منهارتان من جراء خسارتهما، ولكن بالتاكيد كان هناك ماتستطيع القيام به للمساعده . سالته متعاطيفه " كيف هو حال امك وباربرا! "
قاطعها وولف فورا :" وكيف تعتقدين انهما ؟" وتنهد بعمق :" انهما في حال مروعه . امي منهارة وباربرا تعاني من حالة هستيرية " " علي ان اكون هناك ياوولف" صاح بقسوة :" كلا " جفلت من غضبه الواضح تجاه الاقتراح " ولكنني متاكدة انني استطيع ..." صاح وولف بحزم :" قلت لامجال لذلك ياسين . اسمعي ، على الذهاب " قال ذلك بحدة واضاف : " سوف اكلمك لاحقا" واقفل بجفاء.
انتبهت سين الى فضوليه موظفة الاستقبال الاخرى تنظر اليها وتمسك بسماعة الهاتف لفترة طويله بعد ان اقفل الخط . ووضعت السماعه ببطء عندما لاحظت النظرات الفضولية وافكارها لا تزال منصبة على وولف. كان منزعجا طبعا ولم يلاحظ انها منزعجه من محاولة اخراسها بهذه الطريقة . وآخر شيء يحتاجه هو ان تنفعل تجاه محاولته اهمالها، كان لديه الان مشاعر امه وباربرا ليهدئها وهذا كان كافيا! ولكن لم يكن من السهل عليها انهاء فترة عملها المسائيه، وحاولت ان تبدو وكان كل شيء طبيعي ، وطاقم الفندق سيعلم بوفاة اليكس ما ان ينشر الخبر ، كانت سين اكيدة ولكن في الوقت الحالي لم تعتقد ان وولف يريدها ان تتكلم عن الامر . فكل الذين تعمل معهم كانوا يعرفون بامر خطوبتها لوولف ثورنتون، وكانو لطيفين معها. عدا عن بعض التلميحات اللاذعة الى انها سوف تتزوج الرئيس....والفضولية بشان استمرارها في العمل اذا كان الامر كذلك . والموضوع من السهل الاجابه عليه من جهه سين ، اذ انها ترعرعت في دور الايتام والملاجىء، حيث كان المال قليلا دائما . ولم يكن من طبيعتها ان لاتعمل لتعيل نفسها ، والحقيقة ان وولف احترمها لذلك مع انه حذرها من ان شعوره لن يكون هو نفسه بعد زواجهما . كان ذلك امرا سيناقشانه في حينه ، هكذا قالت له سين.
مع ذلك كانت اكثر من مرتاحه عندما انتهت نوبتها في العمل . واشترت بعض الحاجيات من محل قريب من منزل وولف في طريقها الى هناك. اذا كانت الامور ماساويه له هذه الليلة كما تخيلتها ، فان الطعام هو اخر ما سيفكر به، ولكنها ستشعره بالتحسن . دخلت الى الشقة بمفتاحها، وهي تعلم ان وولف ليس في المنزل . وعندما دخلت الى المنزل الساكن ادركت بخيبة امل ، ولكن سوف يعود الى البيت في وقت ماهذه الليلة وعندما يحضر تكون قد حضرت له وجبة طعام ، وشكت اذا كانت اي من المرأتين شعرت معه في خضم حزنهما.
كانت تبقى في المنزل وولف اكثر من منزلها . وتبقى الكثير من ثيابها هناك ، كانت ذاهبه الى غرفة النوم لتغير زي عملها ، ولكن قبل ان تفتح باب الغرفة انفتح من الحهه الاخرى . وظنت ان وولف موجود في الشقة . ادركت هذا بسرور . انه هنا بعد كل شيء.
سأل صوت باربرا ثورنتون : " عزيزي ، هل هذا انت؟"
وعندما فتح الباب اكثر تمكنت سين من رؤية المرأة كما تسمعها ، وحينما نظرت الى قميص النوم الاخضر الباهت الذي كانت ترتديه باربرا تراجعت خطوة الى الوراء وقد اكفهر وجهها . ماذا تفعل باربرا هنا ، في غرفة نوم وولف؟ ولماذا هي مرتدية مثل الملابس؟
قربت باربرا عينيها الخضراوين عندما نظرت الى سين وقالت لها ببرودة:" ظننت انك وولف"
عزيزي هو وولف ؟ ماهذا؟
تشدقت باربرا بازدراء :" لاتنظري بذهول ، يالوسيندا"
مشت من غرفة النوم الى غرفة الجلوس، وثياب نومها الحريريه يهفهف على ثنايا جسدها . وقالت لسين بصوت غير مهتم :" إنني انادي وولف " عزيزي" منذ وقت أطول من ان اذكره" لم يكن ذلك امام سين ، ولا اي واحد من افرد العائلة ، كما تعرف سين ، وراقبت المرأه الاخرى تتجول في الغرفة وتفتح صندوق سجائر لم تكن سين لتفهم ابدا سبب وجوده دائما مليئا، وولف لا يدخن . هل من الممكن انها من اجل باربرا ؟ واذا كان كذلك ، فلماذا ؟ لم تزل سين جامدة، وغير قادرة ، والمرأة الاخرى تاخذ سيجارة وتلتفت الى ناحية سين بحاجبين مرتفعين بسخريه. اهذه المرأة التي تعاني من حالة هستيريه ؟ وبدت باربرا مسيطرة تماما على اعصابها وعلى الموقف ! راقبتها سين من خلال سحابة من الدخان. وكانت الافكار تتدافع في راس سين ولم ترد ان تعلم او تصدق الافكار غير المعقوله التي لا يمكن ان تكون صحيحه. ولكن ...
قالت سين بجفاء:" انا آسفة بشأن أليكس" و كانت لا تزال تنظر الى المرأة ماخوذة وغير مصدقة لمل تفكر به، لا يمكن ان يكون حقيقياً، لايمكن ! ارتجفت باربرا من ذكر زوجها وتجمدت عيناها الخضراوان. وقالت بقسوة:" وانا كذلك ، الموت شيء نهائي، لم تكن هذه الطريقه التي اردت ان تنتهي اليها الامور"
عبست سين مجددا ، ماذا تقصد هذه المرأة بذلك ؟ وسألتها :" واين وولف ؟" ذهب بعض الارتباك الان واخدت نفسا اخر من سيجارتها:" مع والدته وسوف ينضم الي هنا عندما يستطيع التخلص"
اجابت سين بقسوة :" انت تنتظرين عودته الليله ، اذا؟" لقد كانت في حاجه ماسة الى مكالمته ليخبرها بان ما تتخيلة ليس صحيحا ، فهو وحده يستطيع تفسير هذا . ورق صوت باربرا :" آه ، اجل، لقد وعدني بانه لن يتركني بمفردي لفترة طويلة، وهو يعلم كم انا بحاجه اليه الليلة؟" المرأة كانت في انتظاره في غرفة النومه ... وولف! صرخت سين بداخلها ، انا بحاجه اليك ، انا بحاجه لتخبرني ان كل هذا هو خطأ قضيع ، وان باربرا لا تقصد ما اتصور انها تعنيه!
لكن هذه الافكار بقيت تتراكم في راسها . فقساوة وولف معها على الهاتف قبلا ، واخبارها بان لا تذهب الى المنزل والدته ، وانه لا داعي لوجودها هناك . بالطبع كان لوجودها داع ، لو انها استطاعت ان تكون هناك من اجله؟ الا إذا ... كان لا يحتاجها . ليس لأن باربرا اصبحت حرة .... هذا لايمكن ان يكون صحيحا ، لايمكن . وولف احبها ، وطلب الزواج . ولكن مع ذلك ، هذه الافكار تتاجج في داخلها الان، وترفض ان تتركها . وكانت باربرا لاتزال تنظر اليها وهي جالسة على كنبه وتضع رجلا فوق رجل:" سوف اخبره انك اتصلت " تشدقت بازدراء من تعبير وجه سين المرتبك .
قالت سين " سوف انتظره"
نظرت اليها المرأة بإشفاق وقالت :" هل تظنين ان هذا صواب ؟" بلعت سين ريقها بصعوبه :" صواب؟" قالتها باهتزاز وردة فعلها بدات تظهر بوضوح.
تنهدت بنفاد صبر :" آه، اعقلي ، لوسيندا ، هيا ؟" نصحتها باربرا بنفور وهي تطفىء السيجارة بعصبيه :" لايمكن ان تكوني بمثل هذه السذاجه . وبالتاكيد اصبح واضحا لك الان انني على علاقه معه منذ عدة سنوات.."
" كلا!" وضعت سين يديها على أذنيها ، والمرأة الأخرى تقول أشياء تحاول جاهدة ان لا تفكر بها " وولف يحبني ، انه .... اننا مخطوبان!" رفعت يدها اليسرى بانتصار ، ولمع الخاتمها عندما فعلت ذلك .
قالت باربرا بقسوة :" همم، هذه ضربة ذكاء من وولف اصبح اليكس مشككا بامرنا ، كما ترين . ولكن بضربة حظ قابلك وولف ليلة ذكرى ميلاد والدته . طبعا ، في الحقيقة بدأ الامر مع وولف بانه اراد ان يرسمك . ولكن خلال تلك الليلة ادركنا كلانا ان مزاج اليكس السيء كان بسبب شكوكه عنا نحن الاثنين وليس بسبب تاخر وولف عن الحفلة . وهكذا قرر وولف ان يقوم ببعض التميه"
تمتمت سين بعدم رضى :" وولف فعل هذا؟"
اخبرتها باربرا بهدوء :" آه، كان يرافقك على اية حال ، يا لوسيندا. كان دائما يرافق عارضاته. ولكنني كنت اعلم ان هذا لايعني شيئا . وانني كنت الوحيدة في حياته ، اسأليه ان يريك الرسمه لي في وقت ما" اضافت ببحة:" انا اكيدة انك ستجدينها مشعة جدا"
نبرة صوتها فقط اوحت لسين تماما اي نوع من الرسوم سوف يكون ! لم يكن يجدي ان تقول للمرأة الاخرى انها لا تصدقها ، لانها كذلك ، فكل هذا منطقي حتى الان . الطريقة التي رسم بها وولف في المرة الاولى ، والطريقه التي تاخر بها عن موعدهما واعلان نيته بالزواج منها منذ لقائهما الاول . كان كل هذا تغطيه لعلاقته بزوجة اخيه ،والان باربرا هي حرة....
استقامت سين وقالت :" من الافضل ان اذهب . وكانت تشعر انها بحاجه الى الهروب الان ، قبل ان تنهار . ونزعت خاتم خطوبتها:" ربما تستطيعين اعطاء وولف هذا" واعطت الخاتم للمرأة الاخرى . " انا لست بحاجه اليه بعد الان.." لم تقم باربرا باي حركه لاخذ الخاتم منها وعنفتها برقة :" لاتكوني جبانه هكذا يالوسيندا. فعلى الاقل انت مدينه بمجاملة وولف باعادتك الخاتم اليه شخصيا" ارادت ان ترميه في وجهه، وان تخبره كيف تفكر فيه وكيف استغلها ، ولكنها عرفت انها اذا فعلت ذلك فسوف تتحطم كليا ، وهذان الاثنان قد آذياها واذلاها بما فيه الكفاية ، لقد احبت وولف كثيرا وهو كان يستغلها فقط . وضعت الخاتم على الطاولة " انا... اخبريه انني غيرت رايي واني ادركت اني لا اريد الزواج منه" قامت بسرعه وهي تعلم ان ما تريده حقا هو الاستجداء والتوسل لوولف . ولتخبره انه على خطا، وانها تستطيع اسعاده ، مع علمها ان لا مستقبل لهما الان. وان كل شيء قد انتهى . كل الحلم المستحيل. وادعت مدافعة " أخبريه انني ادركت بان روجر هو من احب!"
ركضت بسرعه نحو الباب قبل ان تنهمر دموعها وتذل بسببها. قالت باربرا وهي مقطبة الجبين :" روجر؟ لن ادعي ، حتى اني اعرف من هو . ولكنني استطيع ان اؤكد لك ، على اساس عملي من هو وولف ، فهو ليس ذلك النوع من الرجال الذي يريد استرداد خاتمه الان وعلاقتكما قد انتهت وصدقيني " اضافت بصعوبه :" لقد انتهت"
ردت سين لباربرا اهانتها وقد احمر خداها غيظا :" الظاهر ان وولف هو ذلك النوع من الرجال الذي يكون على علاقة مع زوجة اخية في الوقت الذي يستعمل فيه امرأة اخرى ستارا لتلك العلاقه!"
استهجنت باربرا :" لديك اعذارك للاعتراف "
قالت سين بتوتر :" ليس بعد كل ما حدث . جدي شخصا اخر لتغطية علاقتك الصغيرة الدنيئه...الى ان لا تعودي بحاجه الى ذلك ، انا لا انوي ان افعل ذلك بعد الان !"
خرجت في الليل وهي بحاجه يائسة الى الهروب ، ذهبت الى الشخص الذي كانت تعلم انه لن يسالها اية اسئلة ، روجر.
التقت بروجر في اخر ميتم عاشت فيه، عندما كانت في السادسة عشرة، كان الابن الاكبر في المنزل، ومعظم الوقت يقضيه في الجامعه ولكنه اصبح افضل اصدقائها خلال الاوقات التي يقضيها في المنزل ، حتى في العطلات . وحينها غادرت منزل آل كولينز وانتقلت الى العيش بمفردها بقى الاثان صديقين . وكانا يتقابلان بالصدفه بعد ذلك . وقد اعترض روجر على علاقتها بوولف ، ولكنه كان سعيدا من اجلها عندما خطبها وولف ، مع ان سين لم تعتقد انه فوجىء تماما من الطريقه التي انتهت اليها الامر. فلم يكن روجر اكيدا مئه بالمئة من علاقتها بوولف، ماعدا الخطوبه . كم كان محقا بان يشعر بالقلق!
نظر اليها روجر نظرة واحدة. وهي تقف باعياء على على بابة قبل ان يقودها الى الداخل ، واعطاها شرابا قويا قبل ان يضعها تحت الاغطيه في غرفة النوم الاضافيه . وكل هذا من دون ان يسالها سؤالا واحدا . وعرفت سين لماذا كانت شاحبة ، عندما لمحت نفسها في المرآة الحمام، وبنظرة تائهة في عينيها تظهر كل ما تعانيه في داخلها وخيبة املها. كل هذا يخبر عن نفسه.
توسل اليها روجر ان تبقى في شقته في اليوم التالي ، ولكن سين رفضت عرضه وهي تعلم ان عليها مواجهة الواقع ، وقررت ان تذهب الى عملها في الفندق كالمعتاد ، لم تحاول الفرار في حياتها من مواجهة اي موقف، لقد كان عليها ان تكون قويه مع كل عذاب الطفوله الذي عرفته ، ولم تكن على استعداد لترك عملها في الفندق قبل ان تجد عملا اخر. واذا كان وجودها هناك يحرج عائلة ثورنتون فهذا جيد وحسن ، انه ليس يذكر في مقابل العذاب الذي عانته خلال ليلة السهاد الطويله التي مرت، وكل الليالي التي ستاتي . لم تكن قد امضت اكثر من عشر دقائق في عملها عندما رات وولف يدخل الفندق. وشحب وجهها عندما مشى بخطوات سريعه قويه الى حيث وقفت لتقوم بواحبها خلف مكتب الاستقبال. ليس هنا، تمنت في قرار نفسها، آه .....
ليس هنا . وشعرت بالالم ، فهو بدا مخيفا ، وبدا ان ليلته كانت طويله ، مع الخطوط التي ظهرت بجانب فمه وعينيه وهذه الخطوط لم تكن موجوده في اخر مرة راته.
هل كان هذا في خلال اربع وعشرين ساعة مضت ؟ فموت اليكس ترك تاثيره عليه ، حتى لو كان مجرد شعور بالذنب من العلاقه مع زوجة اخيه بينما كان على قيد الحياة.
استقامت سين مدافعه عندما وصل الى المكتب ، متجاهلة النظرات الفضوليه من موظفات الاستقبال عندما التقت بنظرات وولف من دون ان ترمش . اذا اراد ان يكون هذا مشهدا جماهيريا ، فليكن!
" اين قضيت الليله؟" طالبها بالاجابه بدون ان يحييها. وعيناه كقطعتين ذهبيتين . اين كانت طيلة الليل؟ لماذا؟ هي من كان يساله باتهام. وهو مع من كان ؟ قالت له :" ذهبت الى الشقه يا وولف. هل اخبرتك باربرا؟"
" نعم ، اخبرتني ، وعندما اعطتني هذا- وامسك الخاتم خطبتهما في راحة يده والماسات تلمع:" اتصلت بشقتك لاعرف ماذا جرى ولكن لم يرد احد ولا حتى هذا الصباح لهذا السبب ، اين كنت ياسين؟" سالها من جديد
تحركت سين من وراء المكتب وقالت :" دعنا نذهب الى مكان اخر يكون اكثر هذوءا لنناقش الامر" اقترحت بقوة ولم تنتظر رده ولكن اقتادته الى غرفة اجتماعات صغيرة عبر قاعة الاستقبال، والتي كانت تعلم انها غير محجوزه اليوم. كانت تحس بوجوده وراءها وهي تمشي تلك المسافه ، لذا فهي لم تكن بحاجه لتستدير وتراه لتعرف انه يلحف بها . استدارت ناحيته عندما اغلق الباب بهدوء وراءها . وفورا قطعت الاصوات من الفندق وعم الصمت المطبق.
" جسنا " استفزها وولف بنفاد صبر ويداه في جيبي سرواله . نظرت سين الى مظهره بامعان . ولاحظت البدلة الداكنه غير معتاده والقميص الابيض وربطة العنق. واضح ان هناك اشخاصا سيقابلهم اليوم بشان دفن اخيه . هذا وقت اليم لكلينا. منحت وولف تنهيده متثاقله :" دعنا نقبل ماقمنا به كغلطه . ودع الامر كذلك"
نظر اليها وقال :" واذا لم ارد ذلك"
هزت سين راسها باسى" لا اعتقد ان لديك اي خيار يا وولف ... لقد انتهى كل شيء بيننا الان ، حتى لو كانت الامور مختلفه" مع انها كانت لاتستطيع تصور انه وباربرا سيتخليان عن علاقتهما الان :" لا استطيع ان انسى ابدا ما فعلته لأليكس ."
شحب وجهه وولف ، وبدا انه ترنح قليلا قبل ان يستعيد السيطرة على نفسه من جديد وتنفس بعمق: " هل تعتقدين انني لا اشعر بالذنب كفايه حيال ذلم الامر ياسين؟ انا في حاجة اليك معي الان وليس لان تنقلبي ضدي" اخبرها بحنق والالم يعصر وجهه . ماعناه هو انه مايزال في حاجه اليها لتكون درعا لعلاقته بباربرا وستكون فضيحة اكبر لو انتشر الخبر بسرعه بعد وفاة اليكس . هزت راسها من جديد :" لت اعيش تلك الاكذوبه مجددا ياوولف... انا اسفة بشان موت اليكس ، حقا انا كذلك" قالت باسف عميق:" ولكن في الوقت نفسة لقد جعلني ذلك ادرك مدى الحطأ الذي ارتكبته حتى في التفكير باننا يمكن ان نتزوج .
" روجر.." استدرك وولف غير مصدق :" هل كنت معه ليلة امس؟" " نعم لقد قضيت الليلة في شقة روجر" اكدت له بثبات ليدع لها وولف كرامتها، على الاقل،توسل بقلبها الا تسطيع ان يرى ماذا يفعل بها: " لقد ظننت ان باربرا كانت..." توقف فجاة وعبس :" لقد انتهى الامر اذا؟" قال بتثاقل.
بلعت سين ريقها بصعوبه :" نعم لقد انتهى" قالتها بصوت اجش ، متمنيه ان لاتبكي ، ليس قبل ان يذهب وولف بعيدا ، وبعدها تعرف انها لاتسطيع ان توقف فيضان الدموع الذي يهدد بالنهمار:" لم يكن يجدر بنا ان نبدا بها اليس كذلك؟" واجابها :" لقد اردتك منذ اللحظه الاولى التي رايتك فيها" فكرت سين ، كما اراد كل النساء اللواتي رسمهن . وعلاقتهما ذهبت خطوة واحدة ابعد... الى حدود الخطوبه لانه وباربرا خافا ان يكتشف اليكس امرهما.
" هذا ليس كافيا ياوولف" قالت سين بحدة :" ليس بالنسبة الى ، كان يجب ان يكون هناك اكثر من ذلك من اجل العلاقة ، تبادل الثقة" كانت تثق به تماما حتى مساء امس:" روجر وانا... هو يعرفني ، ويفهمني ، وليس عنده ارتباطات اخرى تاخذه بعيدا عني .هذا ماريده من رجل حياتي"نظرت الى وولف من دون ان ترمش عيناها ، وهي تتمنى ان يذهب.
استمر ينظر اليها لدقائق طويله ثم اطلق نفسا عميقا عندما راى انها تعني ماتقوله :" اتمنى ان تكوني سعيدة، ياسين " واومات له براسها : " وانا ايضا اتمنى لك ذلك" لوى فمه بمرارة :" لا ارى هناك فرصة كبيرة لذلك" ومشى نحو الباب ولكنه لم يرحل . تردد هناك قبل ان يستدير ويقول:" اذا غيرت رايك.."
" لن افعل " اكدت له بسرعة . ربما تريد ذلك ولكنها تعرف انها لن تفعل فهي ، تريد ان تكون الوحيدة في حياة الرجل الذي سوف تتزوجه، اذا تزوجت، والان ربما هي تشك بانها ستفعل.
اوما وولف قائلا:" اعتقدت انك ستقولين ذلك ولكن صدقيني ياسين لا اهميه لمدى ماسوف تعتقدين انك تكرهين . فانت لا تستطيعين ان تكوني مزدرية لي بقدر ما ازدري نفسي" قال لها ذلك قبل ان يرحل بهدوء.
نظرت سين اليه بعد استعادة الماضي ، وكان ينام بسلام ، ولم تستطع ان تمنع نفسها من التعجب مرة اخرى عما جرى له خلال السبع السنوات الماضيه.
فهو وباربرا لم يتزوجا. مع ان المرأة الاخرى تبدو مهمه كثيرا في حياته. وروجر ما زال جزءا مهما في حياتها . ولكن علاقتها به كانت دائما كعلاقة اخ باخته ،ولم يكن بينهما اي ارتباط غير هذا . ولن تكون غير ذلك . فهناك شخص مميزجدا في حياة رورجر وهما متفقان منذ فترة طويله .ولم تحزر سين الجزء الذي لعبته ريبيكا في حياة وولف. فيبدو ان الفتاة قررت انها لا تريد الاستمرار بلعب ذلك الجزء في حياته ، والذي عرفته سين بدون شك . ان وولف كان في منزلها من جديد ، ولو انه في الغرفه الاضافيه مع انها اقسمت على ان هذا لن يحدث من جديد!


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 06:05 PM   #23

!!ملاكـ ـالبحرينـ!!
 
الصورة الرمزية !!ملاكـ ـالبحرينـ!!

? العضوٌ??? » 46897
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 368
?  نُقآطِيْ » !!ملاكـ ـالبحرينـ!! is on a distinguished road
افتراضي

قصة حدهاااااا رووووووعه يالغلاااا

وربي يعطيج الف عافيه

يسلمووووووو غناتي

وفي انتظارررررر الجزء القااااااادم


!!ملاكـ ـالبحرينـ!! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 06:05 PM   #24

!!ملاكـ ـالبحرينـ!!
 
الصورة الرمزية !!ملاكـ ـالبحرينـ!!

? العضوٌ??? » 46897
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 368
?  نُقآطِيْ » !!ملاكـ ـالبحرينـ!! is on a distinguished road
افتراضي

قصة حدهاااااا رووووووعه يالغلاااا

وربي يعطيج الف عافيه

يسلمووووووو غناتي

وفي انتظارررررر الجزء القااااااادم


!!ملاكـ ـالبحرينـ!! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 08:38 PM   #25

أم رضا

? العضوٌ??? » 30974
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » أم رضا is on a distinguished road
افتراضي



ننتظر التكملة


أم رضا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 08:38 PM   #26

أم رضا

? العضوٌ??? » 30974
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » أم رضا is on a distinguished road
افتراضي



ننتظر التكملة


أم رضا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 10:31 PM   #27

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن


حثها صوت خفيف بنفاد صبر:" هيا ياسين ، افتحي" نزلت سين على السلم متعثرة لترد على قرع الباب، وهي تزيح خصلات شعرها الى الوراء عن وجهها وهي تهرع عبر غرفة الجلوس الصغيرة لتفتح الباب الخارجي، وترمش عيناها من اشعة شمس نيسان – ابريل، الساطعه، وتتركزان على روجر بصعوبه وهو يقف على عتبة الباب.
احتج قائلا :" لم تكوني في السرير . هل نسيت اننا سنلعب الغولف هذا الصباح؟" لم ينتظر اجابة عن سواله الاول، فكونها لا ترتدي ملابس الخروج كان اجابه كافيه ، ومر امامها الى غرفة الجلوس. فكونه قصير القامه لايواجه اي صعوبه من السقف المنخفض كما فعل وولف . تذكرت سين فجاة النائم فوق، وانتابها شعور بالذنب وكرهت ان تفكر بما سيقوله روجر بخصوص هذا الموضوع اذا علم انها قابلت وولف من جديد وانه في الواقع ينام فوق! كان روجر يشمئز من سلوك وولف منذ سبع سنوات عندما اخبرته سين ماذا حصل لها تلك الليلة، وكان اكيدا من انه لن يكون مهذبا اذا ما قابل وولف من جديد . كان في مقدورها فقط ان تتمنى لو ان وولف يبقى نائما الى ما بعد ذهاب روجر . وكانت قد نسيت دورتهما المعتاده بلعب الغولف صباح كل احد، كما نسيت ان اليوم الاحد .
" انا...." بدات في الكلام حين تشدق صوت بسخريه خفيفة:" انها غلطتي ، كما اخشى"
دارت سين بحدة لترى وولف واقفا عند باب المطبخ بكامل ثيابه يشرب كوبا من القهوة ، ومن استيقظ منذ بعض الوقت . ماذا عنى بذلك ، انها كانت غلطته؟

نظرت الية بارتياب لانها لاتستطيع ان تنظر الى روجر اساسا، بالتاكيد انه عرف الرجل الاخر الان، فوولف لم يتغير الى هذا الحد حقا . بدا وولف مرتاحا تماما ومسيطرا وهو ينظر اليها عبر الغرفة وجاجبه مرفوع بتهكم :" اخشى انه بعد ... ليلتنا المضطربه " اضاف وولف بخفة :" كانت سين بحاجة ماسة الى الراحة ، وهكذا تركتها نائمة"
كادت سين ان تصرخ عاليا من تلميح وولف الواضح. لقد اخبر روجر انهما قضيا الليلة معا وكانت سين في حاجة الى الراحة لانها كانت مرهقه منه ! لم تكن فقط كذبة مزعجه ، بل بعيدة عن الواقع ، عندما كان غير قادر على فعل شيء بسبب كاحله الملتوي. مع ان ... ربما لا ، واحمر وجهها عندما استرجعت ذكرى علاقتهما في الماضي . تمنت لو انها تستطيع السيطرة على احمرار وجهها .كان روجر ينظر اليها بعدم رضا عندما رأى ذلك الاحمرار كحياء محرج من جهتها !
عرض وولف بخبث بريء: " اتريدان فنجان قهوة؟"
قالت سين :" لا اريد شيئا" وهي تنظر اليه قبل ان تلتفت ناحية روجر . " لقد التقيت وولف بالصدفة منذ بضعة ايام"
قاطعها وولف بتعاطف : " انا اكيد انا روجر غير مهتم بكل التفاصيل حول كيف التقينا من جديد" مشى عبر الغرفهالى حيث يقفان وبدون العكازين وبعرج لايكاد يبدو عليه، والرباط مخبا تحت جوربه الاسود. ان الراحة اليسيرة من ليلة امس، والنوم الجيد ليلا، بدا انهما عملا العجائب لقدمه المصابه . الا اذا كانت غير مؤلمة كما بدت! نظرت اليه سين بتشكك عندما وصل الى جانبها ، بالتاكيد ، لم يكن يبالغ باصابته امس؟ واذا كان كذلك ، فلماذا؟
اضاف وولف بصوت ابح :" يكفي اننا فعلنا " ووقف ملتصقا بسين اكثر مما تمنت ويده تلامس يدها ، ليزيد الانطباع الحميمي لروجر ، ادركت سين ذلك باحباط.
اخبرت روجر بقليل من الياس :" لو تمهلني خمس دقائق لا غير ثيابي ، يا روجر ، سوف انضم اليك من اجل دورة الغولف" فحالما تستطيع الكلام مع روجر لوحدهما تستطيع ان تشرح له ماذا حصل بالضبط يوم امس. فمع ما اثارة وولف من ارباك ومزاج سيئ ، كان من الخطا القيام بذلك الان ، بدا روجر محتارا اكثر منه متضايقا الان . كما وجب عليه ان يكون.
فكرت سين باسف، وتحركت قاصدة ان تبتعد عن وولف ، فقد كانا يبدوان كزوجين تماما، وهما يقفان جنبا الى جنب بهذا الشكل.
قال روجر بسطحية :" نستطيع ان نلغي اللعب ، اذا كنت تفضلين " وتهجم وجهه عندما نظر الى الرجل الاخر.
كان اللتقاء الرجلين نادرا في ما مضى ، ولكن من جديد صدمت سين من الفارق الجسدي بينهما ، فوولف اطول من روجر بكثير، ويبدو روجر صبيانيا بشعره الكثيف المنسدل على جبينه ولايملك ايا من مواصفات القوة العضلية التي يهتم بها وولف كثيرا، فهو لكالما ملك نضوجا جسديا اكثر من الراجل الاخر ، ولكن القسوه المتهكمة ، كانت جزءا متمما لوولف ، اضافه الى الانطباع الذي لم يكن في صالح روجر قط.
اقترحت سين بخفه على روجر :" اجلس وساحضر لك فنجان قهوه بينما تنتظر" فاذا جلسا لن تظهر فوارقهما الجسديه!
تحركت بعصبيه عندما امسك بها وولف من يدها وهي تتحرك ناحية المطبخ . نظرت اليه بخوف واصابعه دافئة وناعمه على خصرها . قال بصوت ابح :" اريد ان ازيد ايضا" وهو يمسك بفنجانه الفارغ يبتسم لها بعينين دافئتين.
كانت سين محتاره تماما من سلوكه واخدت الفنجان بحركه مضطربه ، متحاشيه ان تلمس يدها يده. ومضت بعيدا لتسقط ذراعه عن خصرها . ومنعت نفسها من اطلاق تنهيدة ارتياح لافلاتها منه. واحست بشعور الغضب من نفسها على الفور لانها تاثرت به . وولف لم يكن بالنسبه لها اكثر من ازعاج غير ضروري ، وكلما اسرع بالخروج من حياتها كان ذلك افضل لها!
وافقها روجر وهو ينظر الى الساعه:" سوف اشرب القهوة ، وارحل لانني وعدت امي بتناول الغذاء معها " عرفت سين ان هذا هو عذر فقط للانسحاب لانهما معتادان على لعب الغولف لثلاث او اربع ساعات ثم يتناولان غداءً متاخرا في النادي ، وبعدها من المحتمل ان يذهبا لزيارة شيلا معا.
فسين بقيت على علاقه طيبه بكل عائلة كولينز ، وقد امضت مع شيلا عدة اسابيع بعد وفاة زوجها منذ خمس سنوات . وهي غالبا ما تذهب للاطمئنان على والدتها لتتاكد من انها بخير.
قالت سين بحدة :" سوف احضر القهوة وبعدها نتكلم " وذهبت الى المطبخ فحاولت ان تسرع قدر الامكان اذانها لا تعرف ما قد يدور بين الرجلين في غيابها.
لم يكن يحق لوولف ان يبدو مرتاحا وسعيدا هذا الصباح فكرت بسخط وهي تحضر فنجان القهوة . فبعد ان تركته في الغرفة النوم الاضافيه ليلة امس، لم تستطع النوم قط ولكنها استقلت مستيقظة لوقت طويل بعد ان صعدت الى السرير منزعجه جدا من وجود وولف في منزلها.
بدا وكانه نائم كالطفل طيلة الليل . ومزاجه لا يحمل اي شيء من الغضب الذي اظهرة الليلة الفائته، عندما عادت مع عدة الرسم . بدا الامر وكانها في بيت واحد مع اشباح!
لقد نسيت كليا موعد لعب الغولف مع روجر ، مع انه لم يكن في استطاعتها ابعاد وولف حتى لو تذكرت ، خصوصا وان الهاتف معطل . اللعنه ! لم يكن الرجلان يتكلامان عندما عادت بالقهوة. ولم يكن وولف منزعجا من ذلك. مع ان روجر بدا متضايقا او اقل ارتياحا برفقة الرجل الاخر.
تعاطفت سين معه فهي تشعر بنفس الطريقة تجاه وولف الان!
" شكرا" اخد وولف فنجان القهوة بابتسامه تضاعفت دقات قلبها تجاهها، وهو يجلس على الكنبه ، مرتاحه تماما.
قال بسعادة :" هذا مثل الاوقات القديمة تماما" كانت سين على وشك ان تصفعه اذا لم يتوقف عن الاعيبه. فقد كان يعي ان ثلاثتهم لم يتقاسموا اي اوقات قديمه وانه التقى بروجر ثلاث مرات فقط ، وفي كل مرة كانا يبدوان كخصمين ينظران الى بعضهما في حلبة مصارعة!
روجر كان هو الذي اجابه بجفاء:" انت تعرف تماما ، ياثورنتون انني لست سعيدا بتورطك مع سين هذه المرة كما في المرة الماضيه" تابع بتهجم :" واذا انت..."
صاحت سين باحراج :" روجر ، ارجوك ! " ونظرت اليه معاتبه.
قال وولف برقه :" كلا ، دعيه يقول ماعنده" وكانت نظرته مسلطه على اللاجل الاخر.
التوى فم روجر :" انا انوي ذلك " اكد بجفاء :" اذا آذيت سين مرة اخرى سوف اتكفل شخصيا بتعذيبك القدر ذاته من العذاب الذي عانت منه في المرة الماضيه"
كان هناك خطر في هدوء وولف :" حقا ؟ وكيف تنوي القيام بذلك" رد روجر :" انا.."
قاطعته سين بحدة :" انت سوف توقف هذا الان " وقالت له بتحديد :" لان وولف لايمكن له ان يؤذيني من جديد"
فوولف لن يستطيع اذيتها ما ان يعود الى شقته ولن تعود مجبرة على رؤيته مرة اخرى. وفي نيتها فعل ذلك في اسرع وقت ممكن ، فمن الواضح انه قادر على الاعتناء بنفسه اليوم.
قال وولف بصوت اجش:" سين على حق ، انا لا انوي ايذاءها"
اخبرها روجر بعينين متقاربتين وبقسوة: " ماتنوي وما تفعل ، يبوان امرين مختلفين تماما . لم لا تبقى خارج حياتها، ياثورنتون؟"
سارعت سين الى التدخل :" اخبرتك ياروجر ان هذا الحديث لا داعي له اطلاقا ومحرج تماما! لقد التقينا بالصدفه، وليس عن سابق قصد من ناحية اي منا!" فليس اي واحد منهما كان من المحتمل ان يعرف الظروف التي سيلتقيان فيها مجددا!
كان روجر لايزال عابسا: " لقاء بالصدفه لم يتردد في استغلاله" ونظر الى وولف باحتقار.
اتهمه وولف بقسوة :" كما لم تتردد انت بستغلال الموقف منذ سبع سنوات!" واصبحت عيناه كقطعتي حديد الان وفمه اصبح كخط رفيع وجسده منقبضا تماما وهو يجلس الى الامام في مقعده .
اعلمه روجر ببرودة :" كنت هناك لاجمع الشتات ، نعم"
قال له وولف :" امثالك يشعرونني بالغثيان!"
" الرجال امثلك !" قاطعت سين بنفاد صبر :" قلت توقفا!"
وتابعت :" انا لست عظمه بينكما يمكن لكل منكما ان يتصارع عليها . وعلى مايبدو فقد نسيتما انني راشدة، ولي تفكيري الخاص بي، وفي استطاعتي اخذ القرارات والاختيارات التي تناسبني . ويسعدني في هذه اللحظه انتخرسا!" وكانت تتنفس بسرعة من شدة توترها.
قالت لوولف بقوة:" انت سانقلك الى المدينه حالمه اغتسل وارتدي ملابسي، وانت ..."
واستدارت ناحية روجر:" سوف اتكلم معك حول هذا الموضوع عندما تكون في حال فكريه افضل ، وهذا ليس الوقت المناسب لنفعل ذلك"
اضافت وهي تنظر ناحية وولف فهو كان مستفزا منذ ان حضر روجر:" لا استطيع ان اتحمل المزيد"
وقف روجر فجأة واضعا فنجان القهوة الممتلئ على الطاوله. "اذا احتجتني تعرفين اين تجدينني" وتقدم ليقبل سين من خدها بخفة:" واذا سمحت لنفسك بالتورط معه من جديد فلا بد انك ستكونين بحاجه الي" واضاف بتجهم وهو ينظر اليها بشفقة هازابراسه.
وقف وولف ايضا وفمه ملتوي بسخريه:" ابهذه الطريقه تحاول البقاء في حياتها ياكولينز؟ بان تبقى دائما قريبا لتجمع الشتات؟"
" ايها السافل!" كانت ردة فعل سين غريزية ، وتقوست يدها وهي ترفع اصابعها لتقوم بصفع وولف على وجهه. وعلا صوت الصفعه بصمت الغرفه وبدات بصمات اصابعها تظهر على وجهه المتقلص ، بينما سقطت يد سين الى جنبها . وحه وولف يستطيع ان يستثير ردة فعلها العنيفه!
حذرها روجر بسخريه:" استمري في التفكير بهذه الطريقة ، ياسين، لان هذه هي الحقيقه!"
كانت سين مرتعبه من ردة فعلها وحملقت برعب غريب الى وجه وولف بينما كان لون خدة يتغير ، وانطبعت اصابعها بلون ابيض على وجهه الاسمر . لم يقل وولف شيئا ، فقط استمر ينظر اليها لدقائق طويلة قبل ان يستدير لينظر الى الرجل الاخر:" اعتقدتك قلت انك ذاهب؟"
انبهرت سين من غطرسته ولم تكن تعرف سبب شعورها هذا تجاهه . فهي بالتاكيد لم تتصوران ردة فعلها الطبيعيه على اهانته الواضحه لروجر سوف تغير شيئا من كرهه الرجل الاخر. ذكرته سين :" هذا بيتي يا وولف ، وروجر مرحب به اكثر منك ، في اي وقت"
رفع حاجبيه بازدراء وقال برقة متحديا:" ولكن من قضى الليل هنا معك"
ذهلت سين من جديد من التلميح المباشر في كلماته هذه المرة ، فكلاهما يعلم انه لم يمض الليلة " معها" ولكن مع ذلك فقد كان مصمما على اعطاء روجر هذا الامطباع:" انت..."
اجابه روجر ببرودة:" سين دائما بلهاء عندما يتعلق الامر بك" ويداه متقلصتان الى جانبه. :" ولكن اتمنى ان تقول لك الى اين تذهب هذه المرة" نظر الى سين بغضب، طالبا منها ان تفعل ذلك .
" فليذهب الى الجحيم!" واكفهر وجهها من الغضب عندما نظرت الى وولف . بدا فم وولف مراوغا:" وعدت" اعلم سين بخبث :" فات الاوان ياسين ، لقد كنت هناك " وقال بقسوة وعيناه تلمعان :" ولا انوي العودة الى هناك!"
" انت.."
قاطعه روجر بتجهم :" اعتقد ان الوقت قد حان لاترككما تناقشان هذا بينكما" وتحرك يحتضن كتفي سين بين ذراعيه :" ولكن لا تعتقدي بانه قد تغير ، ياسين" انبها بلطف فيما نظراتها معلقه بنظراته:"لأنه سوف يحطمك كلياً من جديد." وهز رأسه مهموماً.
كانت تعلم انه على حق ، وكانت تعلم انه ليس على وولف حتى المحاولة ، إذ أن وجوده في حياتها كافٍ فقط لتحطيمها ، ولهذا عليه ان يكون خارج حياتها في اسرع وقت ممكن !
اكدت له بقوة :" سوف يذهب ، ياروجور ، وحالاً."
قال وولف برقة :" حسناً حالما تضع عليها بعض الملابس ، على كل حال ." استدارت سين ناحيته بقوة مليئة بالغضب على شكله الهازئ بينما كان يرد نظرتها .
قالت له بتوت ر وعيناها لم تتحركا عن وولف :" ربما من الأفضل أن تذهب ياروجر فما علي قوله لوولف من الأفضل ان يتم بيني وبينه !"
ستستطيع أن تقل له تماماً ماتعتقده فيه ، وعن تلميحاته ما أن يصبحا وحيدين !
عصر روجر كتفيها قبل ان يتركها ." سوف أتصل بك ."
وعدها بذلك دون ان يولي وولف اي نظرة قبل ان يذهب ، واغلق باب الكوخ وراءه برقة .
لو سقطت ابرة لكانت سمعت في السكون الذي تلى رحيل روجر ، قبل الانفجار الكبير . لأن سين لم تشك للحظة بما سوف يحدث _ ولانها نوت ان تكون هي من يقوم بذلك ، كانت عيناها تلمعان بشدة عندما استدارت لتنظر الى وولف ، واتسعت عيناها بالغضب العميق عندما عرج الى كرسي وجلس عليه بوهن ، وتعبير الألم عاد الى وجهه . قالت سين باستهزاء :" لا تحاول استدرار عطفي كمحاولة لفمنعي عن رميك الى الخارج ، بعد هذا العرض الذي قدمته امام روجر انوي ان اجعلك تعود سيراً على قدميك الى المدينة !"
تراجع وولف في جلسته الى الوراء بوهن واغمض عينيه لبضع ثوان قبل ان يعاود النظر اليها من جديد . قال بقسوة :"هذا تماماً ما كان سيحدث ياين ، واو بقي كولينز اكثر ربما كنت سأنهار عند قدميه ." ختم كلامه بتجهم . لم تتغير تعابير سين :" وبعد الانطباع الخاطئ الكامل ربما حاولت تركك هناك ." أومأ فجأة :" لا اشك بذلك ."
اجابته بنفاد صبر :" وماذا اتعقدت نفسك فاعلاً ؟ الا يكفي ان روجر علم بامرنا منذ سبع سنوات ، دون ان تقوده الى الاعتقاد الى ..."
قال وولف وهو يجلس بتململ :" كنا مخطزبين منذ سبع سنوات . ولماذا لايعرف بأمرنا ؟"
قالت بسخط :" ليس هذا ماقصدته ... وانت تعرف ذلك وهو يعرف كيف انتهينا ولماذا ، ولتعطيه انطباعاً كاذباً بأن هناك شيئاً بيننا مرة اخرى الآن ، كان ..."
" طبعاً هو يعرف سبب انفصالنا ، ياسين ." وكان وولف واقفاً على قدميه وتحرك ناحيتها . وقال بقسوة وهو يقف امامها :" ولكن اذا لم يكن كولينز هو السبب ..."
قالت سين محدقة فيه :" لم يكن هناك احد منذ سبع سنوات! لقد كان هناك من اجلي ، يا وولف ، عندما ..."
قاطعها وولف بتجهم :" عندما لم استطع ان اكون ! ولكنني هنا الآن ، يا سين ."
" ليس لوقت طويل ! قلت لك حالما ارتدي ملابسي سوف اقلك الى المدينة ، لا آبه أين ، طالما انه بعيد من هنا !"
بدا وولف وكأنه لم يعد يستمع اليها ، وتذكيرها بان عليها ارتداء ملابسها بدا وكانه لفت انتباهه الى حقيقة انها تقف امامه وهي ترتدي فقط ازاراً حريرياً رقيقاً فوق قميص نوم حريري مساو له .
رفع رأسه الذي كان مرتاحاً على كتفها عندما احس بحركة رفض عفوية قامت بها سين . عندما راى تعبير الالم في عينيها العميقتين اختفت السعادة ببطء من ملامحه القاسية ، وتقطيب داكن ارتسم على حاجبيه وهو ينظر اليها : " لم نقم بشيء خطا، ياسين " اخبرها بتجهم هازا راسه . لم نقم بشيء خطا! لم يتعانقا منذ سبع سنوات ، وحتى مساء امس كان وولف على وشك الزواج من امرأه اخرى . فكيف يقول ان هذا ليس خطأ؟ بالتاكيد كان خطا بالنسبه اليها . دفعته من صدره . واخيرا ابتعد عنها ، محررا اياها من قبضته ، واشعة الشمس المبهرة تدخل عبر النوافذ بوضوح مظهره سمرة وجه وولف الجميلة وهو يقف بهدوء على رجليه.
اقفلت سين ازارها وقد احمر وجهها وهي تشده على جسدها تحت نظرات وولف المراقبه "انت" وقطعت كلامها عندما سمعت صوت سيارة قادمه ، وقد ارتسمت معالم الجزع على ملامحها . من ايضا يمكن ان يسأل عنها يو الاحد صباحا؟ الا اذا كان روجر قد عاد لسبب ما؟
سمع وولف صوت السيارة في الخارج ايضا ، وتقدم ليلقي نظرة عبر احدى النوافذ الصغيرة، غير مهتم :" انه جيرالد" قال بقسوة وهو يستدير لينظر الى سين وبدت تعابيره وكانها تتهمها بتجهم :" يبدو ان الرجال في حياتك يتساقطون فوق بعضهم اليوم ، اليس كذلك؟"
" جيرالد هاركورت هنا؟ الان؟" عندما هي ووولف...؟
آه ... كلا!


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 10:31 PM   #28

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن


حثها صوت خفيف بنفاد صبر:" هيا ياسين ، افتحي" نزلت سين على السلم متعثرة لترد على قرع الباب، وهي تزيح خصلات شعرها الى الوراء عن وجهها وهي تهرع عبر غرفة الجلوس الصغيرة لتفتح الباب الخارجي، وترمش عيناها من اشعة شمس نيسان – ابريل، الساطعه، وتتركزان على روجر بصعوبه وهو يقف على عتبة الباب.
احتج قائلا :" لم تكوني في السرير . هل نسيت اننا سنلعب الغولف هذا الصباح؟" لم ينتظر اجابة عن سواله الاول، فكونها لا ترتدي ملابس الخروج كان اجابه كافيه ، ومر امامها الى غرفة الجلوس. فكونه قصير القامه لايواجه اي صعوبه من السقف المنخفض كما فعل وولف . تذكرت سين فجاة النائم فوق، وانتابها شعور بالذنب وكرهت ان تفكر بما سيقوله روجر بخصوص هذا الموضوع اذا علم انها قابلت وولف من جديد وانه في الواقع ينام فوق! كان روجر يشمئز من سلوك وولف منذ سبع سنوات عندما اخبرته سين ماذا حصل لها تلك الليلة، وكان اكيدا من انه لن يكون مهذبا اذا ما قابل وولف من جديد . كان في مقدورها فقط ان تتمنى لو ان وولف يبقى نائما الى ما بعد ذهاب روجر . وكانت قد نسيت دورتهما المعتاده بلعب الغولف صباح كل احد، كما نسيت ان اليوم الاحد .
" انا...." بدات في الكلام حين تشدق صوت بسخريه خفيفة:" انها غلطتي ، كما اخشى"
دارت سين بحدة لترى وولف واقفا عند باب المطبخ بكامل ثيابه يشرب كوبا من القهوة ، ومن استيقظ منذ بعض الوقت . ماذا عنى بذلك ، انها كانت غلطته؟

نظرت الية بارتياب لانها لاتستطيع ان تنظر الى روجر اساسا، بالتاكيد انه عرف الرجل الاخر الان، فوولف لم يتغير الى هذا الحد حقا . بدا وولف مرتاحا تماما ومسيطرا وهو ينظر اليها عبر الغرفة وجاجبه مرفوع بتهكم :" اخشى انه بعد ... ليلتنا المضطربه " اضاف وولف بخفة :" كانت سين بحاجة ماسة الى الراحة ، وهكذا تركتها نائمة"
كادت سين ان تصرخ عاليا من تلميح وولف الواضح. لقد اخبر روجر انهما قضيا الليلة معا وكانت سين في حاجة الى الراحة لانها كانت مرهقه منه ! لم تكن فقط كذبة مزعجه ، بل بعيدة عن الواقع ، عندما كان غير قادر على فعل شيء بسبب كاحله الملتوي. مع ان ... ربما لا ، واحمر وجهها عندما استرجعت ذكرى علاقتهما في الماضي . تمنت لو انها تستطيع السيطرة على احمرار وجهها .كان روجر ينظر اليها بعدم رضا عندما رأى ذلك الاحمرار كحياء محرج من جهتها !
عرض وولف بخبث بريء: " اتريدان فنجان قهوة؟"
قالت سين :" لا اريد شيئا" وهي تنظر اليه قبل ان تلتفت ناحية روجر . " لقد التقيت وولف بالصدفة منذ بضعة ايام"
قاطعها وولف بتعاطف : " انا اكيد انا روجر غير مهتم بكل التفاصيل حول كيف التقينا من جديد" مشى عبر الغرفهالى حيث يقفان وبدون العكازين وبعرج لايكاد يبدو عليه، والرباط مخبا تحت جوربه الاسود. ان الراحة اليسيرة من ليلة امس، والنوم الجيد ليلا، بدا انهما عملا العجائب لقدمه المصابه . الا اذا كانت غير مؤلمة كما بدت! نظرت اليه سين بتشكك عندما وصل الى جانبها ، بالتاكيد ، لم يكن يبالغ باصابته امس؟ واذا كان كذلك ، فلماذا؟
اضاف وولف بصوت ابح :" يكفي اننا فعلنا " ووقف ملتصقا بسين اكثر مما تمنت ويده تلامس يدها ، ليزيد الانطباع الحميمي لروجر ، ادركت سين ذلك باحباط.
اخبرت روجر بقليل من الياس :" لو تمهلني خمس دقائق لا غير ثيابي ، يا روجر ، سوف انضم اليك من اجل دورة الغولف" فحالما تستطيع الكلام مع روجر لوحدهما تستطيع ان تشرح له ماذا حصل بالضبط يوم امس. فمع ما اثارة وولف من ارباك ومزاج سيئ ، كان من الخطا القيام بذلك الان ، بدا روجر محتارا اكثر منه متضايقا الان . كما وجب عليه ان يكون.
فكرت سين باسف، وتحركت قاصدة ان تبتعد عن وولف ، فقد كانا يبدوان كزوجين تماما، وهما يقفان جنبا الى جنب بهذا الشكل.
قال روجر بسطحية :" نستطيع ان نلغي اللعب ، اذا كنت تفضلين " وتهجم وجهه عندما نظر الى الرجل الاخر.
كان اللتقاء الرجلين نادرا في ما مضى ، ولكن من جديد صدمت سين من الفارق الجسدي بينهما ، فوولف اطول من روجر بكثير، ويبدو روجر صبيانيا بشعره الكثيف المنسدل على جبينه ولايملك ايا من مواصفات القوة العضلية التي يهتم بها وولف كثيرا، فهو لكالما ملك نضوجا جسديا اكثر من الراجل الاخر ، ولكن القسوه المتهكمة ، كانت جزءا متمما لوولف ، اضافه الى الانطباع الذي لم يكن في صالح روجر قط.
اقترحت سين بخفه على روجر :" اجلس وساحضر لك فنجان قهوه بينما تنتظر" فاذا جلسا لن تظهر فوارقهما الجسديه!
تحركت بعصبيه عندما امسك بها وولف من يدها وهي تتحرك ناحية المطبخ . نظرت اليه بخوف واصابعه دافئة وناعمه على خصرها . قال بصوت ابح :" اريد ان ازيد ايضا" وهو يمسك بفنجانه الفارغ يبتسم لها بعينين دافئتين.
كانت سين محتاره تماما من سلوكه واخدت الفنجان بحركه مضطربه ، متحاشيه ان تلمس يدها يده. ومضت بعيدا لتسقط ذراعه عن خصرها . ومنعت نفسها من اطلاق تنهيدة ارتياح لافلاتها منه. واحست بشعور الغضب من نفسها على الفور لانها تاثرت به . وولف لم يكن بالنسبه لها اكثر من ازعاج غير ضروري ، وكلما اسرع بالخروج من حياتها كان ذلك افضل لها!
وافقها روجر وهو ينظر الى الساعه:" سوف اشرب القهوة ، وارحل لانني وعدت امي بتناول الغذاء معها " عرفت سين ان هذا هو عذر فقط للانسحاب لانهما معتادان على لعب الغولف لثلاث او اربع ساعات ثم يتناولان غداءً متاخرا في النادي ، وبعدها من المحتمل ان يذهبا لزيارة شيلا معا.
فسين بقيت على علاقه طيبه بكل عائلة كولينز ، وقد امضت مع شيلا عدة اسابيع بعد وفاة زوجها منذ خمس سنوات . وهي غالبا ما تذهب للاطمئنان على والدتها لتتاكد من انها بخير.
قالت سين بحدة :" سوف احضر القهوة وبعدها نتكلم " وذهبت الى المطبخ فحاولت ان تسرع قدر الامكان اذانها لا تعرف ما قد يدور بين الرجلين في غيابها.
لم يكن يحق لوولف ان يبدو مرتاحا وسعيدا هذا الصباح فكرت بسخط وهي تحضر فنجان القهوة . فبعد ان تركته في الغرفة النوم الاضافيه ليلة امس، لم تستطع النوم قط ولكنها استقلت مستيقظة لوقت طويل بعد ان صعدت الى السرير منزعجه جدا من وجود وولف في منزلها.
بدا وكانه نائم كالطفل طيلة الليل . ومزاجه لا يحمل اي شيء من الغضب الذي اظهرة الليلة الفائته، عندما عادت مع عدة الرسم . بدا الامر وكانها في بيت واحد مع اشباح!
لقد نسيت كليا موعد لعب الغولف مع روجر ، مع انه لم يكن في استطاعتها ابعاد وولف حتى لو تذكرت ، خصوصا وان الهاتف معطل . اللعنه ! لم يكن الرجلان يتكلامان عندما عادت بالقهوة. ولم يكن وولف منزعجا من ذلك. مع ان روجر بدا متضايقا او اقل ارتياحا برفقة الرجل الاخر.
تعاطفت سين معه فهي تشعر بنفس الطريقة تجاه وولف الان!
" شكرا" اخد وولف فنجان القهوة بابتسامه تضاعفت دقات قلبها تجاهها، وهو يجلس على الكنبه ، مرتاحه تماما.
قال بسعادة :" هذا مثل الاوقات القديمة تماما" كانت سين على وشك ان تصفعه اذا لم يتوقف عن الاعيبه. فقد كان يعي ان ثلاثتهم لم يتقاسموا اي اوقات قديمه وانه التقى بروجر ثلاث مرات فقط ، وفي كل مرة كانا يبدوان كخصمين ينظران الى بعضهما في حلبة مصارعة!
روجر كان هو الذي اجابه بجفاء:" انت تعرف تماما ، ياثورنتون انني لست سعيدا بتورطك مع سين هذه المرة كما في المرة الماضيه" تابع بتهجم :" واذا انت..."
صاحت سين باحراج :" روجر ، ارجوك ! " ونظرت اليه معاتبه.
قال وولف برقه :" كلا ، دعيه يقول ماعنده" وكانت نظرته مسلطه على اللاجل الاخر.
التوى فم روجر :" انا انوي ذلك " اكد بجفاء :" اذا آذيت سين مرة اخرى سوف اتكفل شخصيا بتعذيبك القدر ذاته من العذاب الذي عانت منه في المرة الماضيه"
كان هناك خطر في هدوء وولف :" حقا ؟ وكيف تنوي القيام بذلك" رد روجر :" انا.."
قاطعته سين بحدة :" انت سوف توقف هذا الان " وقالت له بتحديد :" لان وولف لايمكن له ان يؤذيني من جديد"
فوولف لن يستطيع اذيتها ما ان يعود الى شقته ولن تعود مجبرة على رؤيته مرة اخرى. وفي نيتها فعل ذلك في اسرع وقت ممكن ، فمن الواضح انه قادر على الاعتناء بنفسه اليوم.
قال وولف بصوت اجش:" سين على حق ، انا لا انوي ايذاءها"
اخبرها روجر بعينين متقاربتين وبقسوة: " ماتنوي وما تفعل ، يبوان امرين مختلفين تماما . لم لا تبقى خارج حياتها، ياثورنتون؟"
سارعت سين الى التدخل :" اخبرتك ياروجر ان هذا الحديث لا داعي له اطلاقا ومحرج تماما! لقد التقينا بالصدفه، وليس عن سابق قصد من ناحية اي منا!" فليس اي واحد منهما كان من المحتمل ان يعرف الظروف التي سيلتقيان فيها مجددا!
كان روجر لايزال عابسا: " لقاء بالصدفه لم يتردد في استغلاله" ونظر الى وولف باحتقار.
اتهمه وولف بقسوة :" كما لم تتردد انت بستغلال الموقف منذ سبع سنوات!" واصبحت عيناه كقطعتي حديد الان وفمه اصبح كخط رفيع وجسده منقبضا تماما وهو يجلس الى الامام في مقعده .
اعلمه روجر ببرودة :" كنت هناك لاجمع الشتات ، نعم"
قال له وولف :" امثالك يشعرونني بالغثيان!"
" الرجال امثلك !" قاطعت سين بنفاد صبر :" قلت توقفا!"
وتابعت :" انا لست عظمه بينكما يمكن لكل منكما ان يتصارع عليها . وعلى مايبدو فقد نسيتما انني راشدة، ولي تفكيري الخاص بي، وفي استطاعتي اخذ القرارات والاختيارات التي تناسبني . ويسعدني في هذه اللحظه انتخرسا!" وكانت تتنفس بسرعة من شدة توترها.
قالت لوولف بقوة:" انت سانقلك الى المدينه حالمه اغتسل وارتدي ملابسي، وانت ..."
واستدارت ناحية روجر:" سوف اتكلم معك حول هذا الموضوع عندما تكون في حال فكريه افضل ، وهذا ليس الوقت المناسب لنفعل ذلك"
اضافت وهي تنظر ناحية وولف فهو كان مستفزا منذ ان حضر روجر:" لا استطيع ان اتحمل المزيد"
وقف روجر فجأة واضعا فنجان القهوة الممتلئ على الطاوله. "اذا احتجتني تعرفين اين تجدينني" وتقدم ليقبل سين من خدها بخفة:" واذا سمحت لنفسك بالتورط معه من جديد فلا بد انك ستكونين بحاجه الي" واضاف بتجهم وهو ينظر اليها بشفقة هازابراسه.
وقف وولف ايضا وفمه ملتوي بسخريه:" ابهذه الطريقه تحاول البقاء في حياتها ياكولينز؟ بان تبقى دائما قريبا لتجمع الشتات؟"
" ايها السافل!" كانت ردة فعل سين غريزية ، وتقوست يدها وهي ترفع اصابعها لتقوم بصفع وولف على وجهه. وعلا صوت الصفعه بصمت الغرفه وبدات بصمات اصابعها تظهر على وجهه المتقلص ، بينما سقطت يد سين الى جنبها . وحه وولف يستطيع ان يستثير ردة فعلها العنيفه!
حذرها روجر بسخريه:" استمري في التفكير بهذه الطريقة ، ياسين، لان هذه هي الحقيقه!"
كانت سين مرتعبه من ردة فعلها وحملقت برعب غريب الى وجه وولف بينما كان لون خدة يتغير ، وانطبعت اصابعها بلون ابيض على وجهه الاسمر . لم يقل وولف شيئا ، فقط استمر ينظر اليها لدقائق طويلة قبل ان يستدير لينظر الى الرجل الاخر:" اعتقدتك قلت انك ذاهب؟"
انبهرت سين من غطرسته ولم تكن تعرف سبب شعورها هذا تجاهه . فهي بالتاكيد لم تتصوران ردة فعلها الطبيعيه على اهانته الواضحه لروجر سوف تغير شيئا من كرهه الرجل الاخر. ذكرته سين :" هذا بيتي يا وولف ، وروجر مرحب به اكثر منك ، في اي وقت"
رفع حاجبيه بازدراء وقال برقة متحديا:" ولكن من قضى الليل هنا معك"
ذهلت سين من جديد من التلميح المباشر في كلماته هذه المرة ، فكلاهما يعلم انه لم يمض الليلة " معها" ولكن مع ذلك فقد كان مصمما على اعطاء روجر هذا الامطباع:" انت..."
اجابه روجر ببرودة:" سين دائما بلهاء عندما يتعلق الامر بك" ويداه متقلصتان الى جانبه. :" ولكن اتمنى ان تقول لك الى اين تذهب هذه المرة" نظر الى سين بغضب، طالبا منها ان تفعل ذلك .
" فليذهب الى الجحيم!" واكفهر وجهها من الغضب عندما نظرت الى وولف . بدا فم وولف مراوغا:" وعدت" اعلم سين بخبث :" فات الاوان ياسين ، لقد كنت هناك " وقال بقسوة وعيناه تلمعان :" ولا انوي العودة الى هناك!"
" انت.."
قاطعه روجر بتجهم :" اعتقد ان الوقت قد حان لاترككما تناقشان هذا بينكما" وتحرك يحتضن كتفي سين بين ذراعيه :" ولكن لا تعتقدي بانه قد تغير ، ياسين" انبها بلطف فيما نظراتها معلقه بنظراته:"لأنه سوف يحطمك كلياً من جديد." وهز رأسه مهموماً.
كانت تعلم انه على حق ، وكانت تعلم انه ليس على وولف حتى المحاولة ، إذ أن وجوده في حياتها كافٍ فقط لتحطيمها ، ولهذا عليه ان يكون خارج حياتها في اسرع وقت ممكن !
اكدت له بقوة :" سوف يذهب ، ياروجور ، وحالاً."
قال وولف برقة :" حسناً حالما تضع عليها بعض الملابس ، على كل حال ." استدارت سين ناحيته بقوة مليئة بالغضب على شكله الهازئ بينما كان يرد نظرتها .
قالت له بتوت ر وعيناها لم تتحركا عن وولف :" ربما من الأفضل أن تذهب ياروجر فما علي قوله لوولف من الأفضل ان يتم بيني وبينه !"
ستستطيع أن تقل له تماماً ماتعتقده فيه ، وعن تلميحاته ما أن يصبحا وحيدين !
عصر روجر كتفيها قبل ان يتركها ." سوف أتصل بك ."
وعدها بذلك دون ان يولي وولف اي نظرة قبل ان يذهب ، واغلق باب الكوخ وراءه برقة .
لو سقطت ابرة لكانت سمعت في السكون الذي تلى رحيل روجر ، قبل الانفجار الكبير . لأن سين لم تشك للحظة بما سوف يحدث _ ولانها نوت ان تكون هي من يقوم بذلك ، كانت عيناها تلمعان بشدة عندما استدارت لتنظر الى وولف ، واتسعت عيناها بالغضب العميق عندما عرج الى كرسي وجلس عليه بوهن ، وتعبير الألم عاد الى وجهه . قالت سين باستهزاء :" لا تحاول استدرار عطفي كمحاولة لفمنعي عن رميك الى الخارج ، بعد هذا العرض الذي قدمته امام روجر انوي ان اجعلك تعود سيراً على قدميك الى المدينة !"
تراجع وولف في جلسته الى الوراء بوهن واغمض عينيه لبضع ثوان قبل ان يعاود النظر اليها من جديد . قال بقسوة :"هذا تماماً ما كان سيحدث ياين ، واو بقي كولينز اكثر ربما كنت سأنهار عند قدميه ." ختم كلامه بتجهم . لم تتغير تعابير سين :" وبعد الانطباع الخاطئ الكامل ربما حاولت تركك هناك ." أومأ فجأة :" لا اشك بذلك ."
اجابته بنفاد صبر :" وماذا اتعقدت نفسك فاعلاً ؟ الا يكفي ان روجر علم بامرنا منذ سبع سنوات ، دون ان تقوده الى الاعتقاد الى ..."
قال وولف وهو يجلس بتململ :" كنا مخطزبين منذ سبع سنوات . ولماذا لايعرف بأمرنا ؟"
قالت بسخط :" ليس هذا ماقصدته ... وانت تعرف ذلك وهو يعرف كيف انتهينا ولماذا ، ولتعطيه انطباعاً كاذباً بأن هناك شيئاً بيننا مرة اخرى الآن ، كان ..."
" طبعاً هو يعرف سبب انفصالنا ، ياسين ." وكان وولف واقفاً على قدميه وتحرك ناحيتها . وقال بقسوة وهو يقف امامها :" ولكن اذا لم يكن كولينز هو السبب ..."
قالت سين محدقة فيه :" لم يكن هناك احد منذ سبع سنوات! لقد كان هناك من اجلي ، يا وولف ، عندما ..."
قاطعها وولف بتجهم :" عندما لم استطع ان اكون ! ولكنني هنا الآن ، يا سين ."
" ليس لوقت طويل ! قلت لك حالما ارتدي ملابسي سوف اقلك الى المدينة ، لا آبه أين ، طالما انه بعيد من هنا !"
بدا وولف وكأنه لم يعد يستمع اليها ، وتذكيرها بان عليها ارتداء ملابسها بدا وكانه لفت انتباهه الى حقيقة انها تقف امامه وهي ترتدي فقط ازاراً حريرياً رقيقاً فوق قميص نوم حريري مساو له .
رفع رأسه الذي كان مرتاحاً على كتفها عندما احس بحركة رفض عفوية قامت بها سين . عندما راى تعبير الالم في عينيها العميقتين اختفت السعادة ببطء من ملامحه القاسية ، وتقطيب داكن ارتسم على حاجبيه وهو ينظر اليها : " لم نقم بشيء خطا، ياسين " اخبرها بتجهم هازا راسه . لم نقم بشيء خطا! لم يتعانقا منذ سبع سنوات ، وحتى مساء امس كان وولف على وشك الزواج من امرأه اخرى . فكيف يقول ان هذا ليس خطأ؟ بالتاكيد كان خطا بالنسبه اليها . دفعته من صدره . واخيرا ابتعد عنها ، محررا اياها من قبضته ، واشعة الشمس المبهرة تدخل عبر النوافذ بوضوح مظهره سمرة وجه وولف الجميلة وهو يقف بهدوء على رجليه.
اقفلت سين ازارها وقد احمر وجهها وهي تشده على جسدها تحت نظرات وولف المراقبه "انت" وقطعت كلامها عندما سمعت صوت سيارة قادمه ، وقد ارتسمت معالم الجزع على ملامحها . من ايضا يمكن ان يسأل عنها يو الاحد صباحا؟ الا اذا كان روجر قد عاد لسبب ما؟
سمع وولف صوت السيارة في الخارج ايضا ، وتقدم ليلقي نظرة عبر احدى النوافذ الصغيرة، غير مهتم :" انه جيرالد" قال بقسوة وهو يستدير لينظر الى سين وبدت تعابيره وكانها تتهمها بتجهم :" يبدو ان الرجال في حياتك يتساقطون فوق بعضهم اليوم ، اليس كذلك؟"
" جيرالد هاركورت هنا؟ الان؟" عندما هي ووولف...؟
آه ... كلا!


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 10:35 PM   #29

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع


قالت سين بنفاد صبر :" لا تقف هناك وترشق اتهامات هي مجرد تفاهات" وطلبت منه تغيير ملابسه كي لا يراه في ثياب النوم.
" اشك في جيرالد هنا كي يراني!" ناولته ثيابه ، وهي تنظر اليه وهو لا ياتي باي حركه ليرتديها . فجيرالد على وشك الخروج من سيارته ، سيقرع الباب الان . تمنت فقط ان لاينظر عبر النافذه اولا!
حثته بقلق " وولف!" وهي تصوب نظرات قلقه نحو الباب . تحرك اخيرا مبتعدا عن النافذة ، مع انه لم يحاول ان يتحرك ليغير ملابسه:" ماذا تعنين بذلك ، اتنكرين ان جيرالد هنا من اجل رؤيتك ؟ هذا بيتك"
ذكرته سين بزدراء :" حتى امس كنت على وشك الزواج من ابنته" وهي تسحب الستاره قليلا لتنظر خلسة من النافذة . ونزل جيرالد من السيارة وقطب حاجبيه وهو ينظر الى سيارة وولف المتوقفه على الطريق امام سيارته:" لقد علم انك هنا يا وولف" واسدلت الستارة قبل ان تلتفت لتنظر الى وولف . وما زال جامدا لا يحاول تبديل ملابسه:" ان كنت لا تود القيام بتغيير ملابسك" وهي تشير الى الملابس التي في يده :"فعلى الاقل يجب ان تصعد الى الاعلى، حيث غرفة النوم حتى لا يراك جيرالد!"
قالت سين وهي تنظر اليه:" ولكن انا افضل ان تهتم بامري . وولف ، اذهب الى الطابق العلوي" قالتها بصوت قاس . فهو لا يابه لنفسه ولكنها لا تعلم كيف سيفكر جيرالد فيها ، خاصة مع جهله للماضي. وشكت بانه سيبقى لمدة كافيه لتوضيح له ذلك . ما ان يرى وولف حتى يقوم باستنتاجاته الخاصة!
عمق تعبير وولف اكثر :" طبعا انا اهتم بامرك ! اي نوع من الرجال تعتقدينني؟"
قالت باعياء:" صدقيني لم اعد اعرف ياوولف" بينما كانت تسمع خطوات جيرالد في الخارج :" النوع الذي لن يهينني امام والد ريبيكا، كما اتمنى" ارادت منه ان يصعد الى فوق الان ، ويداها متقلصتان الى جانبيها.
رد وولف برقة :" والد ريبيكا هل هكذا حقا تفكرين فيه؟"
" طبعا ، انا... أوه ، وولف ليس الان" حثته وهي تسمع دقات جيرالد على بابها :" ارجوك!"
لثوان لم يتحرك ، وبعدها اوما باستفزاز واستدار ليذهب الى المطبخ آخدا ملابسه معه.. نظرت سين الى غرفة الجلوس بقلق خوفا من يعود ، ثم توجهت نحو الباب لترد على دقة جيرالد الثانيه القوية . كان يعرف انهما موجودان في الداخل بسبب وجود سيارتيهما المتوقفتين في الخارج، فلا بد انه كان سيتساءل عما يشغلها. شدت سين حزام ازارها حول وسطها. وهي تزيح خصلات شعرها الى الوراء عن وجهها . واصلحت في مظهرها الالمزري. احمر وجهها من التوتر ، والبقعتان الحمراوان تتقدان على وجهها وهي تفتح الباب اخيرا:" جيرالد " حاولت ان تبدو مسرورة وبنفس الوقت مستغربه وهي تبتسم له.
الابتسامه المتبادله لم تكون نابعه من قلبها بدا وكانه لم ينم طوال الليل . خطوط الاعياء باديه حول عينيه. وبدا واضحا اليوم انه في الثالثة والاربعين.
" حاولت ان اتصل بك قبلا ، ولكن يبدو ان الهاتف معطل..." نظر اليها مستفعهما ولم يحاول الدخول الى الكوخ ، مع ان سين شرعت له الباب ليمر.
لن تلومه على حذره ، فلا بد انه متعجب لوجود سيارة وولف المتوقفه امام كوخها:" حادث خفيف للشريط ، كما اخشى" وقالت متهاونه :" عليّ ان اتصل بمهندس لياتي ويصلحه. تفضل بالدخول يا جيرالد ، فالجو بارد كما اعتقد"
كان جيرالد حريصا لدى دخوله الى الكوخ اذ انحنى عندما مر عبر الباب ، ولكنه عبس قليلا عندما راى فوضى غرفة الجلوس ، الاثاث المبعثر قرب الجدران .
احمر وجه سين لعدم تنظيم الغرفة وقالت بوهن : " اعتذر للفوضى ، ولكن انا..."
قاطعها وولف برقة :" انها غلطتي ، كما اخشى " آتيا من المطبخ بكامل ملابسه الان. ارتاحت لرؤية منظره. منحنيا بتثاقل على العكازين اللذين اللذين لم يكن بحاجة اليهما باكرا هذا الصباح.
" ماذا حدث؟ " بدا جيرالد كالابلة عندما صدم بمنظر العكازين وقدوم وولف المضمدة . حدقت سين بوولف ايضا، متعجبة مما سيقوله كجواب لفضول الرجل الاخر الظاهر.
اخبر جيرالد بثقة :" لقد قدمت البارحة الى هنا لرؤية الانسة سيمث املا انها تستطيع ان تساعدنا اكثر في ما يخص ريبيكا . وعندما كنت هنا تعثرت بشريط هاتفها ، ولهذا قطع الخط كليا" اضاف برشاقة:" وارتض كاحلي فوق ذلك" مستهزئا من نفسه.
ادركت سين الحقيقة طبعا ، كان عليها ان تعرف ان وولف لن يفاجا بوصول الرجل الاخر، كما كانت هي . ولماذا عليه ان يكون؟ ماقاله الان هو صحيح تماما ! نظر جيرالد الى كاحل وولف باهتمام :" هل كسر؟"
اضاف وولف بخفة :" كلا، ولكنه مرضوض ، لذلك لم استطع القيادة في طريق العودة الى المدينه مساء امس"
استطعت سين ان ترى السؤال في عيني جيرالد ، اذا لماذا لم تصحبة سين الى المدينه!
" طبعا عرضت علي سين اصطحابي الى المدينه ولكن تعرف حالة امي الصحيه" ونظر في اتجاة جيرالد :" كان من المستحيل بالنسبة الي الذهاب الى هناك" وافقه جيرالد بتقطيبة :" اجل ... أجل طبعا."
" وعرضت علي سين بلطف ان ابقى هنا ريثما استطيع الحراك" وابتسم لسين ابتسامات شكر ، فقط قسوة نظرته كذبت اعترافه بالجميل.
" هل من اخبار عن ريبيكا؟" استدار بحدة ناحية الرجل الاخر. آه ، بدا جيرالد ماخوذا للحظة ونظر بعدم ارتياح الى وولف.
كانت هناك اخبار جديدة كثيرة ، كما كان ظاهرا، فجازفت سين بالتكهن بها في محاولة لانقاذ الموقف.
مع ان تغيير الموضوع بدا وكانه قد نجح في ابعاد انتباة جيرالد بعيدا عن حقيقة معرفة وولف لعنوانها . لانه ماكان عليه ذلك ، حسب المسار الطبيعي للاحداث! قالت سين جازمه : " قهوة ، اعتقد اننا بحاجه الى بعضها " اوضحت عندما استدار الرجلان ينظران اليها . وقالت بحدة :" وبعض الخبز المحمص ايضا" بدت وجبات الطعام امرا من الماضي منذ وصول وولف امس! تركزت عيناه عليها مستفهما كما لو احس بتوضيحها . " القهوة والخبز المحمص يبدوان جيدين" اوما ببطء وهو يراقب سين بتمعن ، عندما التقت نظراتهما، واضاف بتفكير:" علي ان اخذ مسكنا للالم على كل حال"
"جيرالد" استدارت سين بشكر الى الرجل الاخر. والتوتر على وجهه بدا وكانه ازداد منذ ان طرح موضوع ريبيكا من جديد . آه ، لم تبد الاخبار جيدة ابدا . ادركت سين بانقباض. اجابها :" شكرا . علي ان اعترف ، بان الفطور كان ابعد شيء عن تفكيري هذا الصباح ، بعد..." وقطع كلامه باسى وكانه ادرك انه يعيد الموضوع الذي كان من الافضل ان يضعه جانبا الى ان يتناولوا شيئا من الطعام والشراب . نظر الى سين بامتنان قبل ان يجلس:" القهوة والخبز يبدوان رائعين "
" انا اسف يا وولف " وقف على الفور عندما صراع الرجل الاخر ليبقى مسنودا على العكازين والجلوس على الكرسي في نفس الوقت.
" هل استطيع ان اساعدك؟"

اعتبرت سين وولف قادرا تماما على الحركه من دون الاعتماد على العكازين منذ نصف ساعه مضت . وقررت ان تترك الرجلين يدبران امرهما وهرعت الى المطبخ في حين قام جيرالد بمساعدت وولف على الجلوس.
كانت المرة الاولى التي تختلي فيها بنفسها لادراك جسامة ما حدث بينها وبين وولف هذا الصباح، وظهر اجهادها وهي تنحني بتثاقل على واحدة من وحدات المطبخ ، غير قادرة حتى على التفكير باخذ الفطور اليهما، عدا عن تحضيره فعلا!
تساءلت بغيرة غير معقوله وغير منطقيه ، لان هذا الصباح كان غير متوقع كليا ، ترى كم امرأة عرف وولف خلال السنوات السبع الماضيه الى جانب باربرا طبعا....
باربرا . دائماتعود الى المرأة الاخرى . لماذا ؟ آه ، لماذا لم يتزوج باربرا ويدع النساء الاخريات ؟ هذا لم يكن عدلا. هنا كانت المشكله ، اعترفت بذلك بحزن على نفسها . سالها جيرالد :" هل تحتاجين مساعدة ؟" وهو يقف وراءها عن قرب.
التفتت اليه وقالت :" لم اسمعك تدخل ، شكرا . استطيع ان اتدبر الامر وحدي" اضافت بوهن ، والابتسامه التي ظهرت على وجهها وصلت الى حدود عينيها :" ارجو ان تعود الى غرفة الجلوس وتنضم الى وولف ... مستر ثورنتون"
استبدلت كلماتها بوهن عندما تذكرت العلاقة التي يفترضان تكون بينها وبين وولف . قطب جبينه قائلا :" اعتقد انه من الافضل ان ابقى هنا واساعدك!"
كان على سين ان تبتسم رغما عنها ولكن ؟ تكهنت بقسوة ، وهي تحضر القهوة . فمن المحتمل ان يحتاجوا جميعا الى شيء اقوى من النوع سهل التحضير قبل ان ينقضي الصباح !
قال جيرالد :" دعيني اقوم بذلك" واخذ امر تحضير القهوة ووضع الفناجين على الصينيه بينما كانت سين تضع الخبز لتحمصه.
لم تضغط عليه ، ليس عليها ذلك ، تستطيع ان تحمن اكثر او اقل . ما يمكن ان يقوله لهما وكان على حق ، يستطيع ان ينتظر.
علق وولف بزدراء :" لم يكن لدي اي فكرة انك تحب المشاركه في الاعمال المنزليه" عندما كان الرجل الاخر يحمل الصينيه الى غرفة الجلوس.
نظرت سين اليه نظرت عتب وهي تحمل الطاوله القهوة لتضعها امامه حتى يضع جيرالد الصينيه عليها.
سالت سين باستهزاء:" سكر؟ " وهي تجلس لتسكب القهوة ، فمزاجه سيتحسن بالمذاق الحلو!
لم تذهب محاولتها سدى ، فقوس حاجبيه :" فقط سوداء مثل العادة، شكرا" مثل العادة، لا حظت سين ، وتوتر فمها وحاولت الاتلتقي بنظراته، وهي تناوله قهوته، لماذا تضيع وقتها بمحاولة التبارز معه لفظيا ؟ فهي دائما تخسر!
" اذا ، جيرالد " استدار ناحية الاخر ما ان تناولوا فناجين القهوة والخبز المحمص:" ماذا عندك لتخبرني به وهو، كما يبدو، مهم الى درجة انك قدمت لرؤيتي هنا بدلا من انتظار عودتي الى المدينه؟" اضاف قائلا :" لا اذكر انك قد قلت انك اتيت لرؤيتي...." ونظر الى الرجل الاخر بحاجبين مرفوعين بتساؤل.
اخبره جيرالد بفظاظة:" لن افعل ، اتيت في الواقع لرؤية سين لنفس السبب الذي قدمت انت من اجله، لارى اذا كان هناك اي شيء تستطيع اخباري به فيما يتعلق باختفاء ريبيكا" واستعلم برقه:" افهم ذلك ، وهل كان هناك؟"
عبس جيرالد من السؤال :" لم احظ بفرصة سؤالها بعد" احست سين بالاسف تجاه جيرالد. ولكن لم يكن بيدها خيلة وهي تعرف تماما ان وولف مدفوع باكثر من مجرد اختفاء ريبيكا ، في الحقيقة ، في هكذا ظروف ، فكرت انه من الافضل لو انها تبقى خارج الموضوع النقاش برمته!
لكن كان لوولف افكار اخرى ! دعاه بقسوة:" اذا ، هيا اسالها ، لقد كان لدي الانطباع بانه بسبب بقائكما في المطبخ لمدة ، انكما ناقشتما الموضوع"
سارعت سين الى الاجابة :" لقد كنا مشغولين بتحضير الطعام " حقا لقد بدا يبدو كعاشق غيور، شيء عرفاه معا انه لم يكن عليه :" واخشى انني لا استطيع ان اضيف اي شيء على ما سبق ان اخبرتك به عن ريبيكا"
قال وولف برقه:" لاتستطيعين ، او لاتريدين؟" ونظر اليها بتمعن . اجابت بحدة :" لا استطيع" ولم يكن في نيتها كسر ثقة ريبيكا فيها . ولكن في الوقت نفسه شعرت بالحرارة تصعد الى وجهها. عرفت ان هذا سيجعلها تبدو مذنبه.
لكن اذا كان افتراضها بخصوص جيرالد صحيحا ، فليس من حاجه لها للتورط في التفاصيل الغريبه لقرار ريبيكا بالا تتزوج من وولف. هذا اذا كان افتراضها صحيحا.
قال جيرالد متنهدا:"عادل كفايه، ولكن عليك ان تعرف يا وولف ان ريبيكا اتصلت بي هذا صباح هاتفيا، يبدو انها عندما قررت الذهاب بعيدا لتفكر ، لم تذهب بمفردها" والكلمات الاخيرة خرجت مسرعة من فمه، كما لو انه كان قلقا لانهاء هذا الامر الان خاصة وانه بدا فيه.
" انا اسف يا وولف " اضاف بحزن :" ولكن يبدو ان ريبيكا على علاقة بالشاب غلين رينولدز"
غلين ، اذاهذا هو اسم البستاني. يبدو الاسم لائقا بشكله . كانت سين تغوص في افكارها ! مايهم اسم الرجل؟ على الارجح انه ليس الجزء الذي يهم وولف.
لم تتحمل ان تنظر اليه ، كانت هذه المرة الثانية التي تتخلى فيها خطيبته عنه، وفي كلتا المرتين ، كما يبدو ، الذهاب الى رجل اخر ، ولكن، في حالة سين لم يكن ذلك صحيحا حقا . وانما هذه المرة ، مع ريبيكا ، كان كذلك. كيف يمكن ان يفكر وولف؟
كان من الصعب قول ذلك من تعبير وجهه ، ونظره قلقة في عينيه وفمه مطبق جيدا. قال بهدوء:" ومن هو غلين رينولدز؟"
بدا جيرالد متضايقا اكثر من اي وقت مضى. صرح على مضض:" الشاب الصغير الذي يعتني بحديقتي" وتجهم وجهه محرجا وهو ينظر الى وولف باسف بالغ.
نظرت سين اليه ايضا مجاولة ان تفسر ردة فعله على هذا الموقف. مرة اخرى كان من الصعب ان تقول . فتعبيره كان غامضا مع ان جسده كان متوترا جدا. كادت سين ان تشعر بالاسى تجاهه. لو لم تكن تعرف انه لايزال يملك باربرا في حياته.
اسرع جيرالد يقول واهنا عندما لم يقم وولف باي رد على كلامه:" لم يكن لدي اي فكرة يا وولف ، لو كان لدي لكنت تدخلت" ساله وولف مقطبا جبينه :" لماذا؟"
بدا جيرالد مشوشا:" لماذا؟" اضاف بذهول محركا كتفيه بعدم ارتياح :" حسنا ، الان..." استفزه وولف بنعومه:" نعم؟"
" حسنا .... انا .... يارجل ، انه البستاني!" فسر جيرالد بازدراء :" طبعا كنت ساحول ان اضع حدا لهذا . ماذا يمكن ان يكون لديهما هو وريبيكا من قواسم مشتركه؟"
لوى وولف فمه وتمتم بخبث :" غريب لم اتصور انك ارستقراطي يا جيرالد" تورد وجه الاكبر سنا:" الامر لادخلله بكوني ارستقراطيا، ولكن ريبيكا هي ابنتي الوحيدة ، طبعا اريد الافضل لها!"
اعطاه وولف ايماءة من راسه :" الهذا السبب شجعتها للزواج مني؟"
دافع جيرالد عن نفسه:" طبعا، هي لم تكن ضحية مكرهه، ياوولف!" عندما ادرك ان الرجل الاخر قد اوقعه في شرك الكلام.
اضاف بسخط :" لطالما ، اعجبت بك ريبيكا ، انت تعرف ذلك، اللعنه. لقد ارادت الزواج منك!" وقال بتجهم:" ارادت ، ياجيرالد، فعل ماضي"
واضاف بخفة :" والان بما انه يحق للمرأة ان تغير رايها لاي سبب كان ، وطالما هي بخير مع هذا الشاب كما نفترض ، لن يصيبها سوء، انا لا ارى..." كرر جيرالد بازدراء:" لن يصيبها سوء! فهي تقيم ، لا ادري اين، مع الشاب رينولدز، ولا تعتقد انه قد يصيبها سوء!" ارتفع صوته من شدة الغضب:" جيرالد ، ريبيكا تجاوزت الثامنه عشرة، وقد ذهبت معه برضاها . لا ارى انه يمكن لاي منا ان يفعل اي شيء اخر"
لكن كنتما على وشك الزواج!" وقف جيرالد لينظر الى وولف . اوما وولف مهدئا :" الان ريبيكا قررت انها لا تريدني ولا تحبني"
رد عليه جيرالد بغضب:" ولكن ماذا عنك ؟ اذا كنت تحب ريبيكا حقا لم تخليت عنها بهذه السهوله؟" اتهمه ويداه متقلصتان الى جانبه.
هز وولف كتفيه :" انا مهتم بريبيكا كثيرا ، وانا اكيد اننا كنا نستطيع المشاركة بزواج لا باس به ، مبني على اساس الاهتمام المتبادل . ولكن انا بالتاكيد لن الحق بها مثل صبي مغرم ، اذا كان هو المقصدك . اذا كان رينولدز هو من تريد، فانا اتمنى لها الخير" وانهى كلامه.
استمعت سين الى الحديث المتبادل دون ان تشارك فيه . ماذا في استطاعتها قوله لتخفف من حدة التوترالقائم الان بينما؟ ان تعرف وولف ازاء خروج ريبيكا من حياته يذكرها بالم شديد بالطريقة التي تصرف بها منذ سبع سنوات عندما اخبرته انها لن تتزوج منه.
" حسنا ، ربما لاتهتم بمنع ريبيكا من ارتكاب اكبر غلط في حياتها ، ولكن بالتاكيد انا افعل!"
قال وولف برقة:" انها ابنتك"
قال جيرالد باتهام:" كانت خطيبتك! من الواضح انك لم تعد مهتما بما يحصل لريبيكا. و..." وقطع كلامه فجاة ، والاتسمت على وحهه علامات ادراك لما يجري حوله، عندما نظر اولا الى وولف وبعدها نظر الى سين. وبدا وجهها يلتهب من التعبير الذي راته في نظراته، قبل ان يستدير الى وولف وابتسامة قد ارتسمت على فمه. قال ببطء :" كم كنت غبيا ! ولكن مامدى اصابة كاحلك ياوولف؟" نظر الى الرجل الاخر بشك ، ليرد عليه وولف الذي وقف دون مساعدة العكازين ، واضعا ثقلة على قدميه الاثنتين كما لو لم يكن هناك اي ورم في كاحله . اللعنة عليه!
"الى هذا الحد" ادرك جيرالد كارها نفسه ، والتفت لينظر الى سين ويقول:" لقد فوجئت بك ياسين " ثم قال بخيبة امل :" لابل انا مذهول هي الكلمة الملائمة لوصف ما اشعر الان" اضاف هازا راسه بذهول :" لااستطيع ان افهم شيئا من هذا"
سارعت سين مؤكدة له : " ليس هناك من شيء غامض لتفهمه ، ان وولف قد لوى كاحله حقيقة، ولو رايته ليلة امس لعرفت تماما لماذا لم انقله الى المدينه"
" والشيء نفسه يمكن ان يقال عن هذا الصباح ، ياسين" كان وولف من قال ذلك . التفتت لتحدق به :" لم يكن هناك وقت لانقلك الى اي مكان هذا الصباح، فمع زيارة روجر المبكرة، وبعدها.. نعم ؟" استفزها وولف بخبث عندما قطعت كلامها فجاة واحمر وجهها وهي تتذكر جيدا ماذا حصل بعدها. كم كرهته في تلك اللحظة. هو في الحقيقة كان يحاول اهانتها امام جيرالد، ولكن لماذا ؟ لانه اراد ان ينقذ كرامته بعد ان رفضته ريبيكا!
قالت له:" تستطيع العودة مع جيرالد الى المدينة!" احست بشعور عميق بالارتياح من فكرة انه ليس عليها ان تقضي وقتا اطول برفقته.
تابعت : " انا اكيد من ان هناك الكثير لتتكلما عنه، وليس هناك افضل من فرصة الذهاب الى لندن" وبما ان الفكرة الان اصبحت واقعا ، شعرت بالسعادة في اعماقها لضربة الذكاء التي قامت بها . طبعا يستطيع وولف الذهاب الى المدينة برفقة جيرالد، انه الحل الافضل.
لم يبد على وولف الارتياح ، والتكشيرة الداكنه عادت الى وجهه الان وعيناه تلمعان بخطر وهو يحدق بها بسبب اقتراحها . قال لها بحدة:" لا انوي الذهاب الى المدينه الان. فانا اعتقد ان لدينا الكثير لنناقشه"
لم تستطع سين حتى النظر الى جيرالد وهو لا يزال يراقبهما بتمعن:" لقد سبق واخبرتك ياوولف، اذا غيرتما انت وريبيكا رايكما بشان زواجكما وقررتما المضي به بعد كل ماحدث ، فانا ساكون سعيدة بالمناقشة معكما في ما يختص بالترتيبات ، والا، عملنا معا قد انتهى" نظرت اليه متحدية طالبه منه ان يذهب الان . فهي بحاجه ماسة لان تكون وحدها الان لتلملم بقايا كرامتها.
رد وولف برقة :" هل انت...؟" ونظراته القاسية تتمعنها بغير رحمة واردف قائلا:" ربما انت على حق" قال جازما واستدار لينظر الى جيرالد:" هل تستطيع ان تنقلني الى شقتي؟" لم يكن هناك من شك ان جيرالد يستطيع ، ولكن هل هو يريد ؟ هذا هو السؤال . فبعد تعذيب وولف المقصود لسين ، فان الرجل الاخر يشك بانه قد حصل الكثير خلال عطلة الاسبوع هذه بينها وبين وولف . ونظرا لما كانت عليه علاقة وولف بابنة جيرالد حتى الامس، فان الرجل الاكبر سنا، له كل الحق ليشعر بالغضب لفكرة ما يكون قد جرى.
نظرت سين الى جيرالد بدورها وهما في انتظار جوابه، وبدا لوم صامت في عينيها . عبس عندما راى الاعتذار، ومن الواضح انه احتار من العلاقه التي تطورت ظاهريا- في اليلة واحدة- بين خطيب ابنته والمرأة التي طلب منها المساعدة بشأن تللك الابنه بالذات للتحضير لحفل الزفاف.
لكن من خلال نظرة واحدة استطاع سبر اعماق سين. استدار واوما لوولف بالموافقة قائلا:" ربما نستطيع استغلال الوقت بالكلام. اذا كنت مستعدا للذهاب الان...؟"
اوما وولف باقتضاب:" لايبدو ان هناك اي سبب للبقاء. اذا كنت لا تمانع الانتظار في السيارة؟"
بدا جيرالد وكانه يمانع كثيرا :" ساكون في الخارج" قال بايماءة مختصرة :" الى اللقاء ياسين" وهو بالكاد نظر في اتجاهها قبل ان يرحل . واغلق باب الكوخ وراءه بقوة.
كان الصمت الذي ساد بعد رحيله متوترا الى درجة ان سين ارادت الصراخ، ويداها ملتويتان معا امامها وهي تدفع نفسها لرفع رقبتها والنظر الى وولف . بدا وكان وجهه قد نحت من الصخر. هذا ما بدا عليه وجهه.
حاولت سين ان تدافع عن نفسها بالطريقة الوحيدة التي تعرفها وتزايد غضبها تجاهه بسبب العبارات التي قالها امام جيرالد :" لم تكن هناك ثمة حاجة لذلك"
بدا ثابتا ورد بقسوة :" لم تكن هناك....؟" وعبست فيه . لم يدافع عنها عندما اعطى جيرالد الانطباع بان هناك علاقه بينهما ، الا انه جعل جيرالد ينفر منه ومنها. ادركت ذلك واتسعت عيناها غير مصدقة عندما عرفت ماذا حاول ان بفعل.
لم يصدقها عندما اخبرته ان لاشيء بينها وبين جيرالد .
او على الاقل اذا صدقها ، فانه الان تاكد بانه لن يكون هناك اي شيء بينهما. انه مازال قادرا ان يفعل اي شيء مثل هذا حتى بعد...
قالت له بكدر :" اخرج ، ياوولف ، فقط اخرج من هنا"
قال بقساوة:" ليس قبل ان تجيبي عن سؤال واحد"
في مايختص بسين لم تعتقد انه كان في الموقع من يشترط . ولكنها شعرت بالاعياء في هذه اللحظة من محاولة الجدال معه :" ماهو ؟" وتنهدت بتثاقل.
لوى فمه :" كنت تعلمين بامر ريبيكا ورينولدز هذا ، اليس كذالك؟" كان اخر ما توقعته منه هو هذا السؤال . جتى انها فوجئت ، وعبست بوجهه وهو ينظر اليها مقطبا وجهه.
بللت شفتيها، وبلعت لعابها بصعوبه عندما رات الغضب يلمع في عينيه الذهبيتين:" انا.."
" علمت " قال باستهجان عندما راى الشعور بالذنب على وجهها، ويداها متقلصتان الى جانبيها.
ردت مدافعة عن نفسها:" نعم ، علمت ان هناك احدا ما / لم اعلم لا اسمه ولا اي شيء اخر، ولكنني علمت انه يعمل عند جيرالد"
توتر فم وولف :" ومع ذلك عندما قدمت الى هنا امس وسالتك اذا كانت ريبيكا قد اخبرتك باي شيء اخر خلال مكالمتها الهاتفية لك، قلت انك لا تعرفين شيئا لا !" هزت سين راسها، والتقت نظراتهما بتحد:" قلت انني اخبرتك بكل ما طلبت مني قوله"
" لكن ليس كل شيء تعلمينه" ادرك وولف مزدريا نفسة والابتسامه الملتويه على الشفتيه لاتدعو للارتياح.
" حسنا ، الان كلنا يعلم ، وانا اعلم اي نوع من النساء انت ياسين " بلعت سين ريقها مرتجفة :" واي نوع من النساء، انا ياوولف ؟" استفزته باشمئزاز ورهبة ولكن مع ذلك احتاجت لان تعرف الجواب ... ونظر اليها ببرودة :" امراة من النوع الذي شعرت بمرارة وقسوة لما حدث بيننا منذ سبع سنوات وانها..."
عارضته سين:" هذا ليس صحيحا!"
" انك تفعلين اي شيء لتعودي الي !"انهى وولف بقسودة ، وكل عضلات وشرايين جسده متوترة بغضب:" اهذا ماكان الامر عليه ... هل اردت ان ترمي بوجهي كل الضعف الذي احمله... هل اردت ان ترمي بوجهي كل الضعف الذي احمله تجاهك؟ من الؤسف ان جيرالد وصل وافسد اللحظة عليك!" نظرت اليه سين غير مصدقة . لا يمكن حقا ان يصدق مايقوله . ولكنها تستطيع ان ترى الدموع المتجمعه في عينيها . " فكر... كما تشاء.... ياوولف. ولكن اتركني وحدي"
اكد لها بقسوة:" آه انا انوي ذلك وسوف ابعث باحد ما ليقود سياؤتي، لذا امرنا لئلا نفعل ذلك لمدة سبع سنوات، لا ارى مانعا في ان نستمر بذلك!"
انتظرت سين حتى سمعت صوت الباب يغلق خلفة . اذا فهو قد تركها قبل ان تسمح لاهاتها بان تفتت جسدها . دفنت وجهها بين يديها وهي تبكي واحست بغصة في قلبها وكذلك .


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 09-11-08, 10:35 PM   #30

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع


قالت سين بنفاد صبر :" لا تقف هناك وترشق اتهامات هي مجرد تفاهات" وطلبت منه تغيير ملابسه كي لا يراه في ثياب النوم.
" اشك في جيرالد هنا كي يراني!" ناولته ثيابه ، وهي تنظر اليه وهو لا ياتي باي حركه ليرتديها . فجيرالد على وشك الخروج من سيارته ، سيقرع الباب الان . تمنت فقط ان لاينظر عبر النافذه اولا!
حثته بقلق " وولف!" وهي تصوب نظرات قلقه نحو الباب . تحرك اخيرا مبتعدا عن النافذة ، مع انه لم يحاول ان يتحرك ليغير ملابسه:" ماذا تعنين بذلك ، اتنكرين ان جيرالد هنا من اجل رؤيتك ؟ هذا بيتك"
ذكرته سين بزدراء :" حتى امس كنت على وشك الزواج من ابنته" وهي تسحب الستاره قليلا لتنظر خلسة من النافذة . ونزل جيرالد من السيارة وقطب حاجبيه وهو ينظر الى سيارة وولف المتوقفه على الطريق امام سيارته:" لقد علم انك هنا يا وولف" واسدلت الستارة قبل ان تلتفت لتنظر الى وولف . وما زال جامدا لا يحاول تبديل ملابسه:" ان كنت لا تود القيام بتغيير ملابسك" وهي تشير الى الملابس التي في يده :"فعلى الاقل يجب ان تصعد الى الاعلى، حيث غرفة النوم حتى لا يراك جيرالد!"
قالت سين وهي تنظر اليه:" ولكن انا افضل ان تهتم بامري . وولف ، اذهب الى الطابق العلوي" قالتها بصوت قاس . فهو لا يابه لنفسه ولكنها لا تعلم كيف سيفكر جيرالد فيها ، خاصة مع جهله للماضي. وشكت بانه سيبقى لمدة كافيه لتوضيح له ذلك . ما ان يرى وولف حتى يقوم باستنتاجاته الخاصة!
عمق تعبير وولف اكثر :" طبعا انا اهتم بامرك ! اي نوع من الرجال تعتقدينني؟"
قالت باعياء:" صدقيني لم اعد اعرف ياوولف" بينما كانت تسمع خطوات جيرالد في الخارج :" النوع الذي لن يهينني امام والد ريبيكا، كما اتمنى" ارادت منه ان يصعد الى فوق الان ، ويداها متقلصتان الى جانبيها.
رد وولف برقة :" والد ريبيكا هل هكذا حقا تفكرين فيه؟"
" طبعا ، انا... أوه ، وولف ليس الان" حثته وهي تسمع دقات جيرالد على بابها :" ارجوك!"
لثوان لم يتحرك ، وبعدها اوما باستفزاز واستدار ليذهب الى المطبخ آخدا ملابسه معه.. نظرت سين الى غرفة الجلوس بقلق خوفا من يعود ، ثم توجهت نحو الباب لترد على دقة جيرالد الثانيه القوية . كان يعرف انهما موجودان في الداخل بسبب وجود سيارتيهما المتوقفتين في الخارج، فلا بد انه كان سيتساءل عما يشغلها. شدت سين حزام ازارها حول وسطها. وهي تزيح خصلات شعرها الى الوراء عن وجهها . واصلحت في مظهرها الالمزري. احمر وجهها من التوتر ، والبقعتان الحمراوان تتقدان على وجهها وهي تفتح الباب اخيرا:" جيرالد " حاولت ان تبدو مسرورة وبنفس الوقت مستغربه وهي تبتسم له.
الابتسامه المتبادله لم تكون نابعه من قلبها بدا وكانه لم ينم طوال الليل . خطوط الاعياء باديه حول عينيه. وبدا واضحا اليوم انه في الثالثة والاربعين.
" حاولت ان اتصل بك قبلا ، ولكن يبدو ان الهاتف معطل..." نظر اليها مستفعهما ولم يحاول الدخول الى الكوخ ، مع ان سين شرعت له الباب ليمر.
لن تلومه على حذره ، فلا بد انه متعجب لوجود سيارة وولف المتوقفه امام كوخها:" حادث خفيف للشريط ، كما اخشى" وقالت متهاونه :" عليّ ان اتصل بمهندس لياتي ويصلحه. تفضل بالدخول يا جيرالد ، فالجو بارد كما اعتقد"
كان جيرالد حريصا لدى دخوله الى الكوخ اذ انحنى عندما مر عبر الباب ، ولكنه عبس قليلا عندما راى فوضى غرفة الجلوس ، الاثاث المبعثر قرب الجدران .
احمر وجه سين لعدم تنظيم الغرفة وقالت بوهن : " اعتذر للفوضى ، ولكن انا..."
قاطعها وولف برقة :" انها غلطتي ، كما اخشى " آتيا من المطبخ بكامل ملابسه الان. ارتاحت لرؤية منظره. منحنيا بتثاقل على العكازين اللذين اللذين لم يكن بحاجة اليهما باكرا هذا الصباح.
" ماذا حدث؟ " بدا جيرالد كالابلة عندما صدم بمنظر العكازين وقدوم وولف المضمدة . حدقت سين بوولف ايضا، متعجبة مما سيقوله كجواب لفضول الرجل الاخر الظاهر.
اخبر جيرالد بثقة :" لقد قدمت البارحة الى هنا لرؤية الانسة سيمث املا انها تستطيع ان تساعدنا اكثر في ما يخص ريبيكا . وعندما كنت هنا تعثرت بشريط هاتفها ، ولهذا قطع الخط كليا" اضاف برشاقة:" وارتض كاحلي فوق ذلك" مستهزئا من نفسه.
ادركت سين الحقيقة طبعا ، كان عليها ان تعرف ان وولف لن يفاجا بوصول الرجل الاخر، كما كانت هي . ولماذا عليه ان يكون؟ ماقاله الان هو صحيح تماما ! نظر جيرالد الى كاحل وولف باهتمام :" هل كسر؟"
اضاف وولف بخفة :" كلا، ولكنه مرضوض ، لذلك لم استطع القيادة في طريق العودة الى المدينه مساء امس"
استطعت سين ان ترى السؤال في عيني جيرالد ، اذا لماذا لم تصحبة سين الى المدينه!
" طبعا عرضت علي سين اصطحابي الى المدينه ولكن تعرف حالة امي الصحيه" ونظر في اتجاة جيرالد :" كان من المستحيل بالنسبة الي الذهاب الى هناك" وافقه جيرالد بتقطيبة :" اجل ... أجل طبعا."
" وعرضت علي سين بلطف ان ابقى هنا ريثما استطيع الحراك" وابتسم لسين ابتسامات شكر ، فقط قسوة نظرته كذبت اعترافه بالجميل.
" هل من اخبار عن ريبيكا؟" استدار بحدة ناحية الرجل الاخر. آه ، بدا جيرالد ماخوذا للحظة ونظر بعدم ارتياح الى وولف.
كانت هناك اخبار جديدة كثيرة ، كما كان ظاهرا، فجازفت سين بالتكهن بها في محاولة لانقاذ الموقف.
مع ان تغيير الموضوع بدا وكانه قد نجح في ابعاد انتباة جيرالد بعيدا عن حقيقة معرفة وولف لعنوانها . لانه ماكان عليه ذلك ، حسب المسار الطبيعي للاحداث! قالت سين جازمه : " قهوة ، اعتقد اننا بحاجه الى بعضها " اوضحت عندما استدار الرجلان ينظران اليها . وقالت بحدة :" وبعض الخبز المحمص ايضا" بدت وجبات الطعام امرا من الماضي منذ وصول وولف امس! تركزت عيناه عليها مستفهما كما لو احس بتوضيحها . " القهوة والخبز المحمص يبدوان جيدين" اوما ببطء وهو يراقب سين بتمعن ، عندما التقت نظراتهما، واضاف بتفكير:" علي ان اخذ مسكنا للالم على كل حال"
"جيرالد" استدارت سين بشكر الى الرجل الاخر. والتوتر على وجهه بدا وكانه ازداد منذ ان طرح موضوع ريبيكا من جديد . آه ، لم تبد الاخبار جيدة ابدا . ادركت سين بانقباض. اجابها :" شكرا . علي ان اعترف ، بان الفطور كان ابعد شيء عن تفكيري هذا الصباح ، بعد..." وقطع كلامه باسى وكانه ادرك انه يعيد الموضوع الذي كان من الافضل ان يضعه جانبا الى ان يتناولوا شيئا من الطعام والشراب . نظر الى سين بامتنان قبل ان يجلس:" القهوة والخبز يبدوان رائعين "
" انا اسف يا وولف " وقف على الفور عندما صراع الرجل الاخر ليبقى مسنودا على العكازين والجلوس على الكرسي في نفس الوقت.
" هل استطيع ان اساعدك؟"

اعتبرت سين وولف قادرا تماما على الحركه من دون الاعتماد على العكازين منذ نصف ساعه مضت . وقررت ان تترك الرجلين يدبران امرهما وهرعت الى المطبخ في حين قام جيرالد بمساعدت وولف على الجلوس.
كانت المرة الاولى التي تختلي فيها بنفسها لادراك جسامة ما حدث بينها وبين وولف هذا الصباح، وظهر اجهادها وهي تنحني بتثاقل على واحدة من وحدات المطبخ ، غير قادرة حتى على التفكير باخذ الفطور اليهما، عدا عن تحضيره فعلا!
تساءلت بغيرة غير معقوله وغير منطقيه ، لان هذا الصباح كان غير متوقع كليا ، ترى كم امرأة عرف وولف خلال السنوات السبع الماضيه الى جانب باربرا طبعا....
باربرا . دائماتعود الى المرأة الاخرى . لماذا ؟ آه ، لماذا لم يتزوج باربرا ويدع النساء الاخريات ؟ هذا لم يكن عدلا. هنا كانت المشكله ، اعترفت بذلك بحزن على نفسها . سالها جيرالد :" هل تحتاجين مساعدة ؟" وهو يقف وراءها عن قرب.
التفتت اليه وقالت :" لم اسمعك تدخل ، شكرا . استطيع ان اتدبر الامر وحدي" اضافت بوهن ، والابتسامه التي ظهرت على وجهها وصلت الى حدود عينيها :" ارجو ان تعود الى غرفة الجلوس وتنضم الى وولف ... مستر ثورنتون"
استبدلت كلماتها بوهن عندما تذكرت العلاقة التي يفترضان تكون بينها وبين وولف . قطب جبينه قائلا :" اعتقد انه من الافضل ان ابقى هنا واساعدك!"
كان على سين ان تبتسم رغما عنها ولكن ؟ تكهنت بقسوة ، وهي تحضر القهوة . فمن المحتمل ان يحتاجوا جميعا الى شيء اقوى من النوع سهل التحضير قبل ان ينقضي الصباح !
قال جيرالد :" دعيني اقوم بذلك" واخذ امر تحضير القهوة ووضع الفناجين على الصينيه بينما كانت سين تضع الخبز لتحمصه.
لم تضغط عليه ، ليس عليها ذلك ، تستطيع ان تحمن اكثر او اقل . ما يمكن ان يقوله لهما وكان على حق ، يستطيع ان ينتظر.
علق وولف بزدراء :" لم يكن لدي اي فكرة انك تحب المشاركه في الاعمال المنزليه" عندما كان الرجل الاخر يحمل الصينيه الى غرفة الجلوس.
نظرت سين اليه نظرت عتب وهي تحمل الطاوله القهوة لتضعها امامه حتى يضع جيرالد الصينيه عليها.
سالت سين باستهزاء:" سكر؟ " وهي تجلس لتسكب القهوة ، فمزاجه سيتحسن بالمذاق الحلو!
لم تذهب محاولتها سدى ، فقوس حاجبيه :" فقط سوداء مثل العادة، شكرا" مثل العادة، لا حظت سين ، وتوتر فمها وحاولت الاتلتقي بنظراته، وهي تناوله قهوته، لماذا تضيع وقتها بمحاولة التبارز معه لفظيا ؟ فهي دائما تخسر!
" اذا ، جيرالد " استدار ناحية الاخر ما ان تناولوا فناجين القهوة والخبز المحمص:" ماذا عندك لتخبرني به وهو، كما يبدو، مهم الى درجة انك قدمت لرؤيتي هنا بدلا من انتظار عودتي الى المدينه؟" اضاف قائلا :" لا اذكر انك قد قلت انك اتيت لرؤيتي...." ونظر الى الرجل الاخر بحاجبين مرفوعين بتساؤل.
اخبره جيرالد بفظاظة:" لن افعل ، اتيت في الواقع لرؤية سين لنفس السبب الذي قدمت انت من اجله، لارى اذا كان هناك اي شيء تستطيع اخباري به فيما يتعلق باختفاء ريبيكا" واستعلم برقه:" افهم ذلك ، وهل كان هناك؟"
عبس جيرالد من السؤال :" لم احظ بفرصة سؤالها بعد" احست سين بالاسف تجاه جيرالد. ولكن لم يكن بيدها خيلة وهي تعرف تماما ان وولف مدفوع باكثر من مجرد اختفاء ريبيكا ، في الحقيقة ، في هكذا ظروف ، فكرت انه من الافضل لو انها تبقى خارج الموضوع النقاش برمته!
لكن كان لوولف افكار اخرى ! دعاه بقسوة:" اذا ، هيا اسالها ، لقد كان لدي الانطباع بانه بسبب بقائكما في المطبخ لمدة ، انكما ناقشتما الموضوع"
سارعت سين الى الاجابة :" لقد كنا مشغولين بتحضير الطعام " حقا لقد بدا يبدو كعاشق غيور، شيء عرفاه معا انه لم يكن عليه :" واخشى انني لا استطيع ان اضيف اي شيء على ما سبق ان اخبرتك به عن ريبيكا"
قال وولف برقه:" لاتستطيعين ، او لاتريدين؟" ونظر اليها بتمعن . اجابت بحدة :" لا استطيع" ولم يكن في نيتها كسر ثقة ريبيكا فيها . ولكن في الوقت نفسه شعرت بالحرارة تصعد الى وجهها. عرفت ان هذا سيجعلها تبدو مذنبه.
لكن اذا كان افتراضها بخصوص جيرالد صحيحا ، فليس من حاجه لها للتورط في التفاصيل الغريبه لقرار ريبيكا بالا تتزوج من وولف. هذا اذا كان افتراضها صحيحا.
قال جيرالد متنهدا:"عادل كفايه، ولكن عليك ان تعرف يا وولف ان ريبيكا اتصلت بي هذا صباح هاتفيا، يبدو انها عندما قررت الذهاب بعيدا لتفكر ، لم تذهب بمفردها" والكلمات الاخيرة خرجت مسرعة من فمه، كما لو انه كان قلقا لانهاء هذا الامر الان خاصة وانه بدا فيه.
" انا اسف يا وولف " اضاف بحزن :" ولكن يبدو ان ريبيكا على علاقة بالشاب غلين رينولدز"
غلين ، اذاهذا هو اسم البستاني. يبدو الاسم لائقا بشكله . كانت سين تغوص في افكارها ! مايهم اسم الرجل؟ على الارجح انه ليس الجزء الذي يهم وولف.
لم تتحمل ان تنظر اليه ، كانت هذه المرة الثانية التي تتخلى فيها خطيبته عنه، وفي كلتا المرتين ، كما يبدو ، الذهاب الى رجل اخر ، ولكن، في حالة سين لم يكن ذلك صحيحا حقا . وانما هذه المرة ، مع ريبيكا ، كان كذلك. كيف يمكن ان يفكر وولف؟
كان من الصعب قول ذلك من تعبير وجهه ، ونظره قلقة في عينيه وفمه مطبق جيدا. قال بهدوء:" ومن هو غلين رينولدز؟"
بدا جيرالد متضايقا اكثر من اي وقت مضى. صرح على مضض:" الشاب الصغير الذي يعتني بحديقتي" وتجهم وجهه محرجا وهو ينظر الى وولف باسف بالغ.
نظرت سين اليه ايضا مجاولة ان تفسر ردة فعله على هذا الموقف. مرة اخرى كان من الصعب ان تقول . فتعبيره كان غامضا مع ان جسده كان متوترا جدا. كادت سين ان تشعر بالاسى تجاهه. لو لم تكن تعرف انه لايزال يملك باربرا في حياته.
اسرع جيرالد يقول واهنا عندما لم يقم وولف باي رد على كلامه:" لم يكن لدي اي فكرة يا وولف ، لو كان لدي لكنت تدخلت" ساله وولف مقطبا جبينه :" لماذا؟"
بدا جيرالد مشوشا:" لماذا؟" اضاف بذهول محركا كتفيه بعدم ارتياح :" حسنا ، الان..." استفزه وولف بنعومه:" نعم؟"
" حسنا .... انا .... يارجل ، انه البستاني!" فسر جيرالد بازدراء :" طبعا كنت ساحول ان اضع حدا لهذا . ماذا يمكن ان يكون لديهما هو وريبيكا من قواسم مشتركه؟"
لوى وولف فمه وتمتم بخبث :" غريب لم اتصور انك ارستقراطي يا جيرالد" تورد وجه الاكبر سنا:" الامر لادخلله بكوني ارستقراطيا، ولكن ريبيكا هي ابنتي الوحيدة ، طبعا اريد الافضل لها!"
اعطاه وولف ايماءة من راسه :" الهذا السبب شجعتها للزواج مني؟"
دافع جيرالد عن نفسه:" طبعا، هي لم تكن ضحية مكرهه، ياوولف!" عندما ادرك ان الرجل الاخر قد اوقعه في شرك الكلام.
اضاف بسخط :" لطالما ، اعجبت بك ريبيكا ، انت تعرف ذلك، اللعنه. لقد ارادت الزواج منك!" وقال بتجهم:" ارادت ، ياجيرالد، فعل ماضي"
واضاف بخفة :" والان بما انه يحق للمرأة ان تغير رايها لاي سبب كان ، وطالما هي بخير مع هذا الشاب كما نفترض ، لن يصيبها سوء، انا لا ارى..." كرر جيرالد بازدراء:" لن يصيبها سوء! فهي تقيم ، لا ادري اين، مع الشاب رينولدز، ولا تعتقد انه قد يصيبها سوء!" ارتفع صوته من شدة الغضب:" جيرالد ، ريبيكا تجاوزت الثامنه عشرة، وقد ذهبت معه برضاها . لا ارى انه يمكن لاي منا ان يفعل اي شيء اخر"
لكن كنتما على وشك الزواج!" وقف جيرالد لينظر الى وولف . اوما وولف مهدئا :" الان ريبيكا قررت انها لا تريدني ولا تحبني"
رد عليه جيرالد بغضب:" ولكن ماذا عنك ؟ اذا كنت تحب ريبيكا حقا لم تخليت عنها بهذه السهوله؟" اتهمه ويداه متقلصتان الى جانبه.
هز وولف كتفيه :" انا مهتم بريبيكا كثيرا ، وانا اكيد اننا كنا نستطيع المشاركة بزواج لا باس به ، مبني على اساس الاهتمام المتبادل . ولكن انا بالتاكيد لن الحق بها مثل صبي مغرم ، اذا كان هو المقصدك . اذا كان رينولدز هو من تريد، فانا اتمنى لها الخير" وانهى كلامه.
استمعت سين الى الحديث المتبادل دون ان تشارك فيه . ماذا في استطاعتها قوله لتخفف من حدة التوترالقائم الان بينما؟ ان تعرف وولف ازاء خروج ريبيكا من حياته يذكرها بالم شديد بالطريقة التي تصرف بها منذ سبع سنوات عندما اخبرته انها لن تتزوج منه.
" حسنا ، ربما لاتهتم بمنع ريبيكا من ارتكاب اكبر غلط في حياتها ، ولكن بالتاكيد انا افعل!"
قال وولف برقة:" انها ابنتك"
قال جيرالد باتهام:" كانت خطيبتك! من الواضح انك لم تعد مهتما بما يحصل لريبيكا. و..." وقطع كلامه فجاة ، والاتسمت على وحهه علامات ادراك لما يجري حوله، عندما نظر اولا الى وولف وبعدها نظر الى سين. وبدا وجهها يلتهب من التعبير الذي راته في نظراته، قبل ان يستدير الى وولف وابتسامة قد ارتسمت على فمه. قال ببطء :" كم كنت غبيا ! ولكن مامدى اصابة كاحلك ياوولف؟" نظر الى الرجل الاخر بشك ، ليرد عليه وولف الذي وقف دون مساعدة العكازين ، واضعا ثقلة على قدميه الاثنتين كما لو لم يكن هناك اي ورم في كاحله . اللعنة عليه!
"الى هذا الحد" ادرك جيرالد كارها نفسه ، والتفت لينظر الى سين ويقول:" لقد فوجئت بك ياسين " ثم قال بخيبة امل :" لابل انا مذهول هي الكلمة الملائمة لوصف ما اشعر الان" اضاف هازا راسه بذهول :" لااستطيع ان افهم شيئا من هذا"
سارعت سين مؤكدة له : " ليس هناك من شيء غامض لتفهمه ، ان وولف قد لوى كاحله حقيقة، ولو رايته ليلة امس لعرفت تماما لماذا لم انقله الى المدينه"
" والشيء نفسه يمكن ان يقال عن هذا الصباح ، ياسين" كان وولف من قال ذلك . التفتت لتحدق به :" لم يكن هناك وقت لانقلك الى اي مكان هذا الصباح، فمع زيارة روجر المبكرة، وبعدها.. نعم ؟" استفزها وولف بخبث عندما قطعت كلامها فجاة واحمر وجهها وهي تتذكر جيدا ماذا حصل بعدها. كم كرهته في تلك اللحظة. هو في الحقيقة كان يحاول اهانتها امام جيرالد، ولكن لماذا ؟ لانه اراد ان ينقذ كرامته بعد ان رفضته ريبيكا!
قالت له:" تستطيع العودة مع جيرالد الى المدينة!" احست بشعور عميق بالارتياح من فكرة انه ليس عليها ان تقضي وقتا اطول برفقته.
تابعت : " انا اكيد من ان هناك الكثير لتتكلما عنه، وليس هناك افضل من فرصة الذهاب الى لندن" وبما ان الفكرة الان اصبحت واقعا ، شعرت بالسعادة في اعماقها لضربة الذكاء التي قامت بها . طبعا يستطيع وولف الذهاب الى المدينة برفقة جيرالد، انه الحل الافضل.
لم يبد على وولف الارتياح ، والتكشيرة الداكنه عادت الى وجهه الان وعيناه تلمعان بخطر وهو يحدق بها بسبب اقتراحها . قال لها بحدة:" لا انوي الذهاب الى المدينه الان. فانا اعتقد ان لدينا الكثير لنناقشه"
لم تستطع سين حتى النظر الى جيرالد وهو لا يزال يراقبهما بتمعن:" لقد سبق واخبرتك ياوولف، اذا غيرتما انت وريبيكا رايكما بشان زواجكما وقررتما المضي به بعد كل ماحدث ، فانا ساكون سعيدة بالمناقشة معكما في ما يختص بالترتيبات ، والا، عملنا معا قد انتهى" نظرت اليه متحدية طالبه منه ان يذهب الان . فهي بحاجه ماسة لان تكون وحدها الان لتلملم بقايا كرامتها.
رد وولف برقة :" هل انت...؟" ونظراته القاسية تتمعنها بغير رحمة واردف قائلا:" ربما انت على حق" قال جازما واستدار لينظر الى جيرالد:" هل تستطيع ان تنقلني الى شقتي؟" لم يكن هناك من شك ان جيرالد يستطيع ، ولكن هل هو يريد ؟ هذا هو السؤال . فبعد تعذيب وولف المقصود لسين ، فان الرجل الاخر يشك بانه قد حصل الكثير خلال عطلة الاسبوع هذه بينها وبين وولف . ونظرا لما كانت عليه علاقة وولف بابنة جيرالد حتى الامس، فان الرجل الاكبر سنا، له كل الحق ليشعر بالغضب لفكرة ما يكون قد جرى.
نظرت سين الى جيرالد بدورها وهما في انتظار جوابه، وبدا لوم صامت في عينيها . عبس عندما راى الاعتذار، ومن الواضح انه احتار من العلاقه التي تطورت ظاهريا- في اليلة واحدة- بين خطيب ابنته والمرأة التي طلب منها المساعدة بشأن تللك الابنه بالذات للتحضير لحفل الزفاف.
لكن من خلال نظرة واحدة استطاع سبر اعماق سين. استدار واوما لوولف بالموافقة قائلا:" ربما نستطيع استغلال الوقت بالكلام. اذا كنت مستعدا للذهاب الان...؟"
اوما وولف باقتضاب:" لايبدو ان هناك اي سبب للبقاء. اذا كنت لا تمانع الانتظار في السيارة؟"
بدا جيرالد وكانه يمانع كثيرا :" ساكون في الخارج" قال بايماءة مختصرة :" الى اللقاء ياسين" وهو بالكاد نظر في اتجاهها قبل ان يرحل . واغلق باب الكوخ وراءه بقوة.
كان الصمت الذي ساد بعد رحيله متوترا الى درجة ان سين ارادت الصراخ، ويداها ملتويتان معا امامها وهي تدفع نفسها لرفع رقبتها والنظر الى وولف . بدا وكان وجهه قد نحت من الصخر. هذا ما بدا عليه وجهه.
حاولت سين ان تدافع عن نفسها بالطريقة الوحيدة التي تعرفها وتزايد غضبها تجاهه بسبب العبارات التي قالها امام جيرالد :" لم تكن هناك ثمة حاجة لذلك"
بدا ثابتا ورد بقسوة :" لم تكن هناك....؟" وعبست فيه . لم يدافع عنها عندما اعطى جيرالد الانطباع بان هناك علاقه بينهما ، الا انه جعل جيرالد ينفر منه ومنها. ادركت ذلك واتسعت عيناها غير مصدقة عندما عرفت ماذا حاول ان بفعل.
لم يصدقها عندما اخبرته ان لاشيء بينها وبين جيرالد .
او على الاقل اذا صدقها ، فانه الان تاكد بانه لن يكون هناك اي شيء بينهما. انه مازال قادرا ان يفعل اي شيء مثل هذا حتى بعد...
قالت له بكدر :" اخرج ، ياوولف ، فقط اخرج من هنا"
قال بقساوة:" ليس قبل ان تجيبي عن سؤال واحد"
في مايختص بسين لم تعتقد انه كان في الموقع من يشترط . ولكنها شعرت بالاعياء في هذه اللحظة من محاولة الجدال معه :" ماهو ؟" وتنهدت بتثاقل.
لوى فمه :" كنت تعلمين بامر ريبيكا ورينولدز هذا ، اليس كذالك؟" كان اخر ما توقعته منه هو هذا السؤال . جتى انها فوجئت ، وعبست بوجهه وهو ينظر اليها مقطبا وجهه.
بللت شفتيها، وبلعت لعابها بصعوبه عندما رات الغضب يلمع في عينيه الذهبيتين:" انا.."
" علمت " قال باستهجان عندما راى الشعور بالذنب على وجهها، ويداها متقلصتان الى جانبيها.
ردت مدافعة عن نفسها:" نعم ، علمت ان هناك احدا ما / لم اعلم لا اسمه ولا اي شيء اخر، ولكنني علمت انه يعمل عند جيرالد"
توتر فم وولف :" ومع ذلك عندما قدمت الى هنا امس وسالتك اذا كانت ريبيكا قد اخبرتك باي شيء اخر خلال مكالمتها الهاتفية لك، قلت انك لا تعرفين شيئا لا !" هزت سين راسها، والتقت نظراتهما بتحد:" قلت انني اخبرتك بكل ما طلبت مني قوله"
" لكن ليس كل شيء تعلمينه" ادرك وولف مزدريا نفسة والابتسامه الملتويه على الشفتيه لاتدعو للارتياح.
" حسنا ، الان كلنا يعلم ، وانا اعلم اي نوع من النساء انت ياسين " بلعت سين ريقها مرتجفة :" واي نوع من النساء، انا ياوولف ؟" استفزته باشمئزاز ورهبة ولكن مع ذلك احتاجت لان تعرف الجواب ... ونظر اليها ببرودة :" امراة من النوع الذي شعرت بمرارة وقسوة لما حدث بيننا منذ سبع سنوات وانها..."
عارضته سين:" هذا ليس صحيحا!"
" انك تفعلين اي شيء لتعودي الي !"انهى وولف بقسودة ، وكل عضلات وشرايين جسده متوترة بغضب:" اهذا ماكان الامر عليه ... هل اردت ان ترمي بوجهي كل الضعف الذي احمله... هل اردت ان ترمي بوجهي كل الضعف الذي احمله تجاهك؟ من الؤسف ان جيرالد وصل وافسد اللحظة عليك!" نظرت اليه سين غير مصدقة . لا يمكن حقا ان يصدق مايقوله . ولكنها تستطيع ان ترى الدموع المتجمعه في عينيها . " فكر... كما تشاء.... ياوولف. ولكن اتركني وحدي"
اكد لها بقسوة:" آه انا انوي ذلك وسوف ابعث باحد ما ليقود سياؤتي، لذا امرنا لئلا نفعل ذلك لمدة سبع سنوات، لا ارى مانعا في ان نستمر بذلك!"
انتظرت سين حتى سمعت صوت الباب يغلق خلفة . اذا فهو قد تركها قبل ان تسمح لاهاتها بان تفتت جسدها . دفنت وجهها بين يديها وهي تبكي واحست بغصة في قلبها وكذلك .


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:21 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.