آخر 10 مشاركات
لا زلت صغيرة - كاثرين جورج (الكاتـب : ΜāŘāΜ ~ Ś - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          ندوب من الماضي ~زائرة~ || ج2 من وعاد من جديد || للكاتبة: shekinia *كاملة (الكاتـب : shekinia - )           »          خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          طبيب قلبي .. *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : lolla sweety - )           »          عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          651 - الجميلة والسجين - Iris Carole - د.م (الكاتـب : الحبــ الكبير - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-08, 06:15 PM   #1

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
Elk 506-والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن(كتابة / كاملة)**


506-والتقينا من جديد

كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن

الملخص

لقد خدعت كليا منذ سبع سنوات, ولكن ليس من جديد, منذ سبع سنوات كانت حالمة ومغرمة
الآن أصبح كل ذلك وراءها, وهي تنظم حفلات زفاف الاخرين بينما تبقى هي عازبة. لم تكن تتوقع ان تكون مهمتها الاخيرة رؤية وولف ثورنتون عريسا, الرجل الذي توقعت مرة ان تتزوج منه!
افترقا بمرارة وندم. سين قررت ان لاتقع في حب رجل ابدا
ولكن بدا انها تفعل ذلك تماما, ومع الرجل نفسه!..

" ماذا تفعل هنا, ياوولف؟"
سألته متحدية. لوى فمه, مظهرا الخطوط العميقة على خديه." بالتأكيد انت لا تعتقدين ان حديثنا قد انتهى؟"قال بازدراء ناظرا اليها باشفاق لسذاجتها.
اخذت نفسا متقطعا:"لاي حديث تعني, ياوولف؟"
ورفعت حاجبيها الاشقرين متسأئلة:" حديث هذا الصباح أم ذاك الذي كان منذ سبع سنوات؟


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ممكن تعطونى ارائكم

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 31-03-19 الساعة 02:03 PM
اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 01-10-08, 06:44 PM   #2

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,926
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الملخص رائع و اعتقد انى قرأته من فترة طويلة و لم اجد الرواية

فى انتظارك


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-10-08, 11:16 PM   #3

afef

? العضوٌ??? » 2730
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 197
?  نُقآطِيْ » afef is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
باين عليها رائعه
نحن في انتارك لا تتاخري علينا




afef غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-08, 05:43 AM   #4

sasa sasa

? العضوٌ??? » 20167
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 78
?  نُقآطِيْ » sasa sasa is on a distinguished road
افتراضي

بانتظارك


sasa sasa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-08, 10:01 AM   #5

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الاول


قالت جيني متهكمة:" ألا تعتقدين أن هذا من لمسات السيدة شاترلي؟"
قامت سين بحركة خفيفة للموافقة على تلك الملاحظة مع أن انتباهها كان منصباً على المنظر الذي تشهده بدون تفكير.
لقد دعا الخادم المتعجرف سين وجيني لدخول غرفة الاستقبال الصغيرة منذ ثوان قليلة, في حين ذهب هو للبحث عن ربيكا هاركورت , سيدة المنزل الصغيرة . تمنت سين بشدة ان لاتكون السيدة الصغيرة في الحديقة. هي سيدة المنزل التي ذهب في اثرها ذلك الخادم المتعجرف, والا فان رحلتهما هذه تكون قد ذهبت سدى, حيث ان الفتاتين قدمتا الى العاصمة خصيصا لرؤية عائلة هاركورت, وقد اخذتا بمظهر منزل هاركورت من الخارج بما فيه الكفاية.
فالاراضي المحيطة به كانت كبيرة وشاسعة بحيث انها توازي حجم المنتزه الذي يقابلها. وعلى الرغم من ان المنازل الكبيرة القديمة كانت مالوفة في لندن, الا ان مساحة الاراضي المحيطة بمنزل هاركورت جعلت سين تتيقن من ان هذه الاراضي لها قيمة كبيرة لوجودها في قلب العاصمة.
في اعتقاد سين ان حاجة آل هاركورت للبستاني , هي بسبب مساحة هذه الاراضي الشاسعة. وياله من بستاني.
رجل طويل ذهبي الشعر كانه احد الهة الاغريق القدماء, في الخامسة والعشرين من العمر, ذو بشرة نحاسية اكتسبها من كثرة تعرضه للشمس, وقد لوحته كثيرامع انه شهر نيسان. ومع قدوم اشهر الصيف الحارة فإن بشرته معرضة للمزيد من السمرة.
بينما كان هذا البستاني يعمل في تلك الشجيرات الجاورة للبيت, دخلت جيني وسين الى الغرفة وكان واضحا انهماكه في عمله وبدا انه كان سيبقى كذلك لولا مرور فتاة شابة في العشرين من عمرها .مرت الفتاة في تلك الاراضي البرية التي تبعد بضع اقدام عنه لتدخل الى البناء الخشبي المبني في احد جوانب الحديقة بعيدا عن البيت. وماهي الا بضع ثوان حتى انتصب ذلك البستاني وتلفت حوله بانتباه ليتأكد من ان احدا لايراقبه قبل ان يدخل هو ايضا الى ذلك البناء الخشبي.
لقد جاءت ملاحظة جيني المتهكمة في نفس اللحظة التي دخل فيها البستاني في اثر الفتاة. وعلى مايبدو فان الفتاة التي عبرت الحديقة لم تنتبه لعمل البستاني هناك
وهي لاتبدو كخادمة او اي فتاة اخرى تعمل في المنزل.
فتسريحة شعرها الاحمر كانت مثبتة باحتراف, وزينة وجهها موضوعه باتقان , وزيها يحمل توقيع احد مصممي الازياء المشهورين.هذا ان لم تكن سين مخطئة .لقد تمنت الا تكون ريبيكا هاركورت , لان سين شكت في ان يكون هذا البستانب هو العريس الذي تنوي ان ترتبط به ريبيكا.
قام جيرالد, والد ريبيكا هاركورت , بتدبير موعد قدوم سين الى منزله اليوم, مدعيا ان ابنته بغياب والدتها تحتاج الى المساعدة في شأن تنظيم زفافها, حيث كان من المقرر ان يتم في شهر آب-اغسطس.
تنظيم حفلات الاعراس مع كل مايصاحبها من مشكلات, كان مجال العمل الذي تقوم سين بإدارته الذي يسمى" النعمة التامة."
خطرت لسين فكرة هذا المشروع في احد\ الايام الكئيبة, حين وجدت نفسها قدعلقت بمواجهة نهاية حياة مهنية اخرى, وقد عملت خلالها عند احد الممولين, الذي كان ذو مزاج مشاكس لاتحلو له المضايقات الا وهم مستغرقون في العمل.مما جعل سين لاتحبذ القيام به طوال ايام حياتها.فمشكلة سين انها لم تكن تعلم ماتريد القيام به . ففي السنوات الاخيرة عملت في مجالات عديدة, من موظفة استقبال في فندق الى مساعدة في مشتل زهور, ثمفي محل للوازم الافراح لمدة قصيرة من الزمن, بالاضافة الى اعمال الخدمة في المطاعم ايضا.ثم تدربت لتقوم بأعمال طباعة الاعلانات لاحد المسارح.وعرفت سين يقينا انها لاتصلح للقيام بعمل كهذا, فبعد ان طبعت مئات الاعلانات داعية الناس فيها الى حفلات ترافالجار, استشاط مديرها غضبا من اسلوبها الفاشل, وفي اعتقادها ان بعض البحارة ممن لبو الدعوة لك يكونوا هم ايضا سعداء بالحضور.ومن الواضح انه تدريب استغرق فترة قصيرة من الوقت.هذا ما كانت عليه حال حياتها المهنية, ولكن بعد ان امضت امسية كهذيان المرضى, تساعد مديرها في تقديم الاطعمة خلال احدى حفلات العشاء الخاصة في شقة احد وجهاء المجتمع, في تلك الليلة, قررت سين ان تحسم موقفها
في مايتعلق بتلك الوظيفة خصوصا, وبعملها في الشركة عموما, بعد ان بدأ مديرها يرمي السكاكين في ارجاء الشقة. عرفت سين وقتها ان مشكلة هذا الرجل ليست في طباعه الغريبة , بل في عقله!
وجدت سين نفسها عاطلة عن العمل من جديد وكان عليها ان تدفع ثمن الايجار والفواتير الى جانب التفكير في تمويل حياتها المهنية. واستعرضت كل الاعمال التي قامت بها بالتفصيل فوجدتها اعمالا غير منسقة واعتباطية. ولكن عندما جمعتها كلها من جديد لاحت لها فكرة" النعمة التامة"
من بين الانقاض . وكالة الزفاف الكامل... وجدت لتمحو اثار التعب والدموع عن العروس وعائلتها ... ولكن هل كانت تعني الدموع؟
لم يكن هذا النجاح في يوم وليلة, فبعد مضي ثلاث سنوات على انشائها للوكالة, حافظت سين على استمرارية العمل من خلال قيامها بتحضير مآدب العشاء في المناسبات. الى جانب اعدادت بطاقات الافراح, كي لاتلتزم بمهام اخرى كثيرة تكون غير مجدية. ففي الغالب كانت سين في انتظار " فرصة العمر" كما تدعوها جيني, ذلك الفرح الذي يتكلم عنه المجتمع طويلا, ويظهرمن خلاله اسمها في مثل هذه الحلقات الاجتماعية, وكم تمنت ان تغدو وكالتها معروفة حالما ترى المجتمعات المخملية كم ان عملها متقن.
بدا لها ان فرح آل هاركورت هو "فرصة العمر التي لطالما تمنتها." جيرالد هاركورت, رجل في الاربعينات, كان احد الضيوف في عرس نظمته سين خلال عطلة الاسبوع المنصرم. وكانت العروس ابنة احد اصدقاء جيرالد في العمل, وقامت بالتحضير لحفلة العرس مع تلبية متطلبات العروس, من طباعة بطاقات الدعوة الى تنسيق الوان الزهور الرائعة في باقة العروس.هذه الباقة التي التقطتها عندما رمتها العروس الى الحشد المتجمع وراءها قبل ان تمضي في رحلة شهر العسل التي اعدتها سين للزوجين السعيدين .قدم جيرالد باقة العروس لاحدى فتيات الشرف مرفقه بابتسامة ساحرة. وسأل سين عن " النعمة التامة" موضحا لها ان ابنته الوحيدة سوف تتزوج لاحقا خلال هذا العام , وان زوجته قد توفيت منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة, الا ان ريبيكا, اي ابنته , تجد ان الامر كله اشبه بوجع رأس تعاني منه وحدها. غمرت السعادة سين لطلبه هذا, بينما كانت هي تساعد في التنظيف. ووجدت نظراته الطويلة المتميزة, وشعره الداكن المتموج بخصلات رمادية, وعينيه الزرقاوين الدافئين في وجه معافى وسيم الى جانب قوام مديد في بدلة من ثلاث قطع ارتداها خصيصا للمناسبة, انها اكثر من ان تسميها جاذبية عادية.انها فرصة العمر, فكرت سين. وكان من دواعي سرورها ان تأتي بنفسها من مكتبها الى منزله... فهي لم تكن تستطيع تحمل نفقات الايجار في لندن على حساب عملها, وحضورها الى منزل هاركورت , لتتكلم مع الابنة شخصيا بناء على موعد حضر له جيرالد حين تكلم مع ريبيكا عن الموضوع. ولكن ماذا لو كانت فتاة الحديقة هي ريبيكا هاركورت. وتولد لدى سين احساس بان هناك مفأجاة غير سارة في مايتعلق بهذا الزواج. هذا من دون ذكر العريس وهو مثل اغلب العرسان, فقد بد انه باق بعيدا عن وجع الراس بما فيه الكفاية, بشأن هذا الزفاف بالفعل.





كانت سين لاتزال تقف هناك تنظر في اتجاه الحديقة, حين فتح باب البناء الخشبي من جديد, ولكن بدا ظاهرا من حالتها المزرية انها كانت تبكي بغزارة. والقت نظرة حزينة اخيرة في اتجاة البناء الخشبي وهرعت عبر الحديقة الى المنزل.ليست عروسا سعيدة! التفتت سين متنهدة وهي مقتنعه تماما بان زيارتها اليوم الى هذا المكان ذهبت سدى. زقطعت افكارها عندما رأت باب الغرفة يفتح ليدخل شخص. لم تكن ريبيكا هاركورت.... بل كان جيرالد نفسه. حياها بحرارة مرحبا, يرتدي احدى بدلاته الخاصة بالعمل ويبدو شديد الوسامة والكياسة.
قال متأسفا:" انني شديد الاسف لتركك تنتظرين." وعبر الغرفة في اتجاهها. واضاف عابسا:" ولكننا نجد صعوبة في العثور على ريبيكا."
لمست سين ذراع جيني عندما احست ان مساعدتها على وشك البوح بأمر ظهور ريبيكا في الحديقة, فريبيكا هاركورت لم تكن تريد ان يعلم والدها بأنها كانت في اي مكان من الحديقة.هذا ان لم تكن سين مخطئة في تقديرها, الى جانب ان البستاني الشاب الوسيم هو ايضا لايريد! قد تكون سين على خطأ, طبعا, لكن بطريقة ماشكت بالامر.
ردت سين بنعومة:" هذا حسن تماما, فقد كنا نتأمل بيتك الرائع" ولكن في الواقع لم تعر امر المنزل كثيرا من الملاحظة. على الرغم من انها شاهدت الاناقة الكلاسيكية
للغرفة من مفروشات اثرية ولوحات عصرية معلقة على الجدران وزخارف تدل على الثراء الفاحش الذي كانت تعيره عائلة هاركورت الكثير من الاهتمام .هذا كله كان في غاية الجمال الا انه لم يكن يهم سين في شيء.
بدا جيرالد مسورا بملاحظتها متطلعا الى ماحوله بتقدير. كان من الواضح انه رجل يتمتع بما تستطيع الثروة ان تقدم له.
وبينما كانوا يتابعون حديثهم عن جمال المنزل ومحتوياته, قطع صوت رجل حديث جيرالد متسائلا:" الن تعرفنا ياجيرالد؟"
كان الرجل ذو صوت حريري ناعم. صوت عرفته سين على الفور.
لكن هذا مستحيل.ليس هنا. ولماذا هنا؟ تساءلت بفضول وهي تعلم انها لايمكن ان تكون مخطئة, اذ انها تستطيع معرفة ذلك الصوت في اي مكان . انه صوت وولف ثورنتون.
لم تستطع الحراك مع انها حاولتولكن مامن عضلة واحدة في جسمها بدت انها ستطيعها في هذه اللحظة.
احست بأن قدميها مثل اثقال حديد غرست في السجادة وجسدها ساكن ومشدود كأنه تمثال, وعرفت ان وجهها قد اصبح شاحبا شحوب المرمر , وراسها مشدودا بتوتر , وان عينيها مسمرتان على نقطة مافوق المدفأة. حاولت ان تتذكر ماذا ترتدي اليوم. ماذا ترتدي؟ وما الفرق في ذلك؟ وولف ثورنتون كان يقف في مكان ما وراءها, وشكت بانه سوف يكون سعيدا برؤيتها كما هي سعيدة برؤيته.هل تغير؟ هل تغيرت؟ لقد مضت سبع سنوات منذ ان رأته للمرة الاخيرة.بالطبع لقد تغيرت!, فشعرها, لم يعد ذلك الشلال الذهبي المموج باللون الفضي مثل القمر في الليل, كما كان وهي في العشرين من عمرها, ولكنه مقصوص الى حدود كتفيها بتسريحةمتماوجة تجعله يبدو كثيفا,فهكذا تستطيع ترتيبه بشكل افضل. وعيناها البنفسجيتان لم تعودا بريئتين وغير مكترثتين. ولكن باقي قسماتها بقيت كما هي بالطبع. انفها القصير والفم الكبير المبتسم, والوجنة المشدودة بحزم, ولاتزال تملك بعض الملابس التي امتلكتها نتذ سبع سنوات خلت, اذ انها لم تستطع استبدالها وهكذا تستطيع التأكد من انها لم تكسب اي زيادة في الوزن.
قال جيرالد محييا الرجل الاخر:" سعيد انا الان لانك استطعت المجئ فأنا نفسي قد اتيت من المكتب منذ برهة ومع اننا قررنا ان تلتقي هنا بعد كل ذلك, فان ريبيكا على مايبدو قد قامت باحدى اختفاءتها تلك من جديد." مجيزا لنفسه القول. قاطعه الرجل الاخر بنعومة:" سوف تظهر, هكذا تفعل دائما.
آ يالهي , ذلك الصوت , احست بقشعريرة في جسمها وبموجات من الرعب تح\جتاحها الان. اخر مرة رات فيها وولف ثورنتون اوضحت له تماما ماذا تفكر فيه ولم يكن هناك من سبب واحد لها للتيقن من ان السنوات الماضية التي مرت من دون اي اتصال بينهما, قادرة على تغيير مشاعره تجاهها.
هل يعقل ان يحدث لها هذا؟ طبعا, فوولف يدير صناعات آل ثورنتون , وجيرالد هاركورت يدير شركته الخاصة بنجاح كبير, فلم لايكون هذا الرجلان صديقين؟ ولكن لم كان علة هذين الرجلين ان يتقابلا هنا اليوم, وفي هذا المكان بالذات؟ لاحظت سين ان جيني تنتظر عند الباب, فما زال وولف يتمتع بتلك الجاذبية البدائية التي تجذب النساء اليه, والتي راتها سين مكرهه. انه ذلك الامر الذي تحققت منه سين والذي كان السبب في تحطيمها, والادهى انه كان يعرف كيف يستفيد منه.ادارت سين بحزم وجهها , وقد غلقت انفاسها بحنجرتها, التقت وولف للمرة الاولى بعد سبع سنوات . لم يتغير البتة, فشعرة الاشقر الداكن طويل لدرجة انه لا يتناسب مع الموضة السائدة . وبعض الخصلات الناعمة تغطي جبينه. وعيناه العسليتان محاطتان بأطول أهداب راتهما سين في حياتها. وانفه الكيبر الشامخ ولكن فمه تغير ولم يعد كما كان- لاحظت ذلك مقطبة جبينها- في الماضي كان فمه جذابا, اما لان فلا.
لقد اصبحت تعابير وجهه تنم عن حزن, وبدا انه قليلا ما يبتسم, والخطوط بجانب انفه وفمه لم تكن بسبب الابتسام, بل من القسوة التي حددت كل قسمات وجهه وعندما حدقت سين فيه جيدا, ادركت ان عينيه لم تعودا دافئتين بتاتا , ولكنهما قاسيتان وغير مكترثتين كالذهي الذي تشبهانه تماما.
لقد بدت عيناه قاسيتين اكثر عندما احس بنظرات سين المنصبة عليه, وللحظة بدا على ملامحه انه تعرف عليها على الفور, ورق فمه اكثر واطبق فكيه بقوة وتوجهت نظرات عينيه الفولاذية نحوها بتحد. كان في الماضي انسانا مجبولا بالرقة والحنان , ونعومة ملامحه كانت تجعل من الصعب على اي كان تحديد عمره... أما اليوم فهو يبدو في الخامسة والثلاثين بدون ادنى شك وعلى اقل تقدير. ازدرت سين ريقها بصعوبة ولم تشعر في حياتها بالرغبة في الفرار كما تشعر الان. وشعرت للحظة ان وولف قد يقتلها بالفعل.
تساءل وولف مسيطرا على اعصابه عندما استدار ليواجه الرجل الاخر, منتظرا ان يعرفه الى الضيفتين. " جيرالد؟" وكانه لا يعرفها اطلاقا! رفضت ان تصدق انه نسيها. لابد انه تمنى ذلك ولكنها عرفت من ردة فعله للحظة خلت, عندما نظر اليها للوهلة الاولى بانه لم يستطع نسيانها
قال الرجل الاكبر سنا مبتسما ببساطة, غير واع مطلقا للتوتر السائد في الغرفة:" آسف وولف" اضاف بخفة:" هذه لوسيندا سميث من وكالة النعمة التامة, ولكن اصحابها يدعونها سين كما اكدت لي."
بدا ان وولف لايجد اي روح دعابة باسمها او حتى بشخصها!ولكن نظرته المستفسرة التي القاها نحو الرجل الاخر , بدت متسائلة عن مدى قرب جيرالد منها باعتباره احد اصدقائها.
لقد كان سؤالا مثيرا, فمع دعوته لها للحضور الى هنا عندما تحادثا يوم السبت الفائت, قام جيرالد بدعوتها للعشاء خارجا ايضا.
رحبت بالموضوع الاول الا ان الموضوع الثاني ارتأت تأجيله لحين قدومها لمنزله. ولكن لم يخطر على بالها اطلاقا ان وولف ثورنتون سيكون حاضرا عندما يطرح ذلك الموضوع الثاني . ففي الحقيقة , كانت تستبعد دائما وبشدة اي لقاء مع وولف مجددا. وعرفت الحاضرين على مساعدتها مشددة على الامر:" انها مساعدتي جيني هاريسون."
بدت جيني ممتنة لسين لتعريفها لهما . فمع كل الانتباه الذي اعره وولف لسين , الا انها حفظت رباطة جأشها , حتى جيرالد بادبه الساحر رحب بجيني.
لم يكن شعر الفتاة يضاهي شعر ريبيكا هاركورت النحاسي, بل كان ذا لون خمري يتناسب مع بشرتها الشاحبة. مسكينة جيني تبدو اصغر بكثير من سنوات عمرها الثماني عشرة لانها كانت مسرورة لوجودها برفقة هذين الشخصين المميزين. وولف ثورنتون ليس رجلا مهذبا , فكرت سين بخفة, فقد تعمد اهمال جيني ونظر اليها بقسوة وفظاظة. ومن الواضح ان جيني كانت تشعر برهبة من هذا الرجل الذس كان يبدو قاسيا ومتوحشا. الانها انجذبت اليه. هذا الى جانب انها كانت تبدو مهتمة به من دون ريب.
اجاب وولف بنعومة:" انسة سميث؟"تورد وجه سين خجلا من تلميحه. طبعا ففي اخر مرة التقيا فيها كانت على وشك الزواج من روجر كولنز. اجابت بخفة ملتقية بنظراته ولكن هذه المرةبشيء من التمسك:" انني غالبا ما اكون فتاة شرف وليس العروس على الاطلاق, كما يبدو." لماذا يتابع وولف التصرف وكأنهما لم يلتقيا من قبل؟ لماذا لم يخبر جيرالد هاركورت انه يعرف تماما ماذا يسميها اصحابها وحتى اعدؤها ايضا؟
وان كان قد اندهش لعلمه بانها لم تتزوج بعد كل هذا. الا انه لم يظهر ادنى اشارة الى ذلك,
قال متحديا بنبرة خالية من الهذيب:" ولكن اغفري سؤالي. اذا كانت هذه هي الحالة... فما هي الخبرة التي تدعين معرفتها , وكيف تخولك تنظيم حفلات الاخرين , وخاصة كحفلة زفاف ريبيكا؟"
كان يقصد اهانتها وقد حقق مبتغاه! فهو يعرف انها تنتمي للطبقة العاملة وتكره المجتمعات المخملية الى حد بعيد, وكان يحاول ان يعيرها بفقرها . قاطعه جيرالد برقه غير منتبه لخلفيات الحوار الدائر بين سين وولف :" دعك من هذا ياوولف, ليس من الضروري, ان تدهسك عربة لتعرف عاقبة ذلك. ففي رايي لايوجد فرق كبير بين ان تدهس او تتزوج.
قال ذلك بحزن ظاهر حيث ان الجميع نظر ناحيته بسبب طريقته في التشبيع . هزت سين راسها قائلة:" اني لامل ان لا تتاح لك فرصة الكلام مع احدى زبوناتي والا فسوف اخسر مهنتي."
قال جيرالد مقطبا:" لنعد الى العمل." واضاف بشرود وهو يغادر الغرفة :" سوف اذهب للبحث عنها من جديد."
لم تكن سين اكثر امتنانا في حياتها من جيني لاصرارها على مرافقتها ذلك الصباح كما كانت في تلك اللحظة , والا لكانت بقيت بمفردها مع وولف في الغرفة.
آوه , لا. هذه مبالغةغير الظاهر ان وولف قد احتاج لاستعمال قوته الجسدية طوال حياته . فما من شك انه يستطيع بلسانه السليط ان يدمر كل من اتسوله نفسه ان يتحداه , وتحويل اي معترض الى مرتعد بنظرة من نظراته الباردة.
ساد سكون مطبق في الغرفة بعد ان تركها جيرالد و...... هل كان هذا ما رأته سين لوحدها؟ وجازفت بنظرة ناحية وولف الذي بقى واقفا يراقبها تارة بنظرات باردة حادة ويشيح طورا بعينيه عنها. جيني الطيبة. كانت تنظر الى وولف بعينين متاثرتين
شعرت سين با لاسى تجاه جيني بسبب تجاهل وولف لاعجابها به , مع انه لاحظ ذلك فجيني قليلة الخبرة ولابد ان عواطفها تجاهه ظاهرة بما يكفي لكي يلاحظ وجودها ومامن شك في انه معتاد على اعتبار نفسه جذابا من قبل النساء. ولكن مامن سبب يجعله متلاعبا الى هذا الحد. لم تتعود رؤيته مرتديا ثيابا رسمية كاملة كما هواليوم فبدلته ذات الثلاث قطع وقميصه الابيض الناصع , مخاطان بدقة متناهية. وربطة عنقه معقودة بشدة حول عنقه . ولا يضع اية مجوهرات. فلطالما رفض ان يستعملها الرجل وافضل حلية عنده هي ساعه تلف معصمه الايسر.
لاحظت سين باعجاب ان يديه مازلتا كما كانتا , يدي فنان ملهم, ومع ذلك قويتان تماما عند الحاجة, والاظافر مقلمة بدقة.
وولف رام جيمس ثونتون. كانت تتوقع ان تسمع اكثر عنه خلال السنوات السبع المنصرمة. ولكن الشيء والوحيد الذي سمعته هو ارتباط اسمه بصناعات آل ثورنتون. فصفحة المال والاقتصاد في الصحف غالبا ماتورد مقالات عن نجاح وتوسيع الشركة. لابد ان اعمال العائلة قد ازدهرت تحت رعايته, ياللغرابة! فهي لم تفكر بوولف كرجل اعمال, ولكن هذا مالم يكن عليه قبل سبع سنوات. قال متشدقابتحد:"اذا سين, اليس كذلك؟ سوف تقومين بهز عصاك

السحرية وتجعلين عرس ريبيكا كاملا." احست باحمرار وجنتيها من الاهانة التي قصدها من وراء تلميحه هذا . قالت بحزم:" اجل, اتمنى ذلك." تقدم بخطوات واسعة نحوها وقال:"فستان ابيض واسع, كعكة تزينها الكريما , حصان وعربة لنقل العروس والعريس الى حفلة الزفاف؟"
شحبت سين عندما استعمل كلماته كشفرات حادة بقصد جرحها, ولم ينس شيئا! واخذت نفسا متقطعا ثم قاطعته بحدة بينما اصابها مطبقة الى درجة انها احست بان اظافرها قد انغرست في لحمها:" ولكن تنظينم هذا الامر في لندن على شيء من الصعوبة." رد وولف بصوت اجش :" انا متأكد انه من الممكن تدبر الامر اذا كان هذا ماترغب به العروس حقا."
ازدردت سين ريقها بصعوبة, مشيحة بنظرها عن الوجه البارد الذي لايرحم , وقالت تسل جيني :" يبدو اني نسيت ان احضر دفتر ملاحظاتي , هل تستطيعين ان تذهبي الى العربة في الخارج وتحضريه لي؟"
لكن هذه المشادة مع وولف التي لم يلحظها احد على مايبدو , لايمكن لها ان تستمر . ومع انها كرهت هذه الفكرة , ولكنه اذا كان صديقا حميما للاسرة وزائرا دائما للمنزل فربما من الافضل لها الانسحاب بدلا من التورط في هذا الزفاف فهي تستطيع توفير الكثير من العناء على نفسها اذا اقتنعت بهذه الحقيقة الان.
وافقتها جيني على الفور موجهه نظرة مشوقة نحو وولف عندما مرت بجواره لتخرج من الباب . قال وولف بإزدراء متزايد ما ان اصبحا وحيدين " حسنا , سين." اضاف ونظرته الفاجرة تتفحصها قاصدا اهانتها:" كم من الوقت مضى وانت برفقة جيرالد؟"
تنهدت تنهيدة عميقة مبدية سخطها للملاحظة وقالت:"انا..." اضاف وولف بقصد ايلامها :" فقد ترك صديقته الاخيرة منذ بضعة اسابيع."
همست سين رافضة اتهامه واحست باحمرار وجنتيها ولكن من الغضب هذه المرة:" انا لست صديقته." وتساءلت في قرارة نفسها هل سيبقى الاحرار علامة على خديها كلما تكلمت مع هذا الرجل الكريه:" لقد تقابلنا للمرة الاولى يوم السبت الفائت ." لوى وولف فمه مستهزئا فبدت الخطوط على وجهه محفورة بعمق واضاف بتجهم :"لا.فمن الممكن انك لم تصبحي صديقته بعد, اصبري بضعة اسابيع! ولكن لاتوهمي نفسك باية امنيات رائعة للارتباط به جديا, لقد سمعت راي جيرالد بمسالة الزواج." اطلقت تنهيدة متثاقلة وهزت راسها رافضة :" اني لا اعلق اية امال زائفة او امالا من اي نوع اخر حتما , في مايتعلق بجيرالد فأنا ما بالكاد اعرفه."
رد وولف بكلام جارح وعيناه مقوستان متاملا فيها:" من الواضح ان جيرالد عنده بعض المشاريع في راسه لكل منكما , تتعدى امر الزفاف."
اخذت سين بعين الاعتبار الدعة الاولى للعشاء التي تلقتها من جيرالد , بدالها وولف احمق لامحالة. ولكن حتى اذا كان كذلك, فانه امر لايعينه اذا ماقررت هي وجيرالد المضي قدما في علاقتهما. وكونه صديقا لجيرالد لايعطيه اي حق بالتدخل
قال وولف برقة:" هذاما لن يحدث ابدا صدقيني." قال هذا فيما نظراته الثابتة تقرأ أفكارها.
تراجع راسهاالى الخلف مثل قطة تواجه ثعلبا.
كانت سين قصيرة القامة مع حذائها الذي تنتعله الخالي من الكعب. مرتدية سروالا اسود مع سترة تناسبه وقميص بنفسجية اللون, مما جعلها تبدو نحيلة , ورقيقة احست بانه يحاول ان يربكها , حسنا لن ينجح في ذلك. اخبرته بنزق وعيناها تلمعان:"علاقتي بجيرالد لاتعنيك."
اكد لها محذرا برقة :"سوف اجعلها كذك , ياسين."
عبست بوجهه والمرارة تملا وجهها الناعم
اكدت له سين :" هذا ليس من حقك, ياوولف, ليس من حقك مطلقا." فقال بقوة:" انا املك كل الحق اللعنة عليم!" ثم تابع وعيناه تلتمعان ببريق ذهبي عميق بينما كان يتقدم ناحيتها مهددا:" انت..."
قالت جيني بأنفاس متقطعة وهي تدخل الى الغرفة في تلك اللحظة:" لم استطع ايجاده, ياسين." اضافت ووجهها يتصبب عرقا:" لقد بحثت في مقدمة السيارة وفي مؤخرتها."
اخبرتها سين:" لقد وجدت دفتر الملاحظات ياجيني."
معترفة بذنبها مدركة انها قد اضاعت وقت جيني كما اضاعت

وقتها هي ايضا لمحاولة التكلم مع وولف على انفراد في ظل ظروف كهذه, فالاختلافات بينها وبين وولف كانت عميقة لدرجة انه لايمكن الاحاطة بها كلها خلال بضع دقائق من التحدث اليه على انفراد . واضافت:" لقد اكتشفت انه في حقيبتي , بعد ان تركت الغرفة على الفور. ولكن عندما عرفت هذا لم استطع اللحاق بك لاخبارك." وابتسمت معتذرة للفتاة الاخرى:" انني اسفة."
مع ان جيني لم تكن تنظر اليها ابدا , فقد كانت عيناها منتجذبتين ناحية وولف.
ادرات سين راسها بامتنان ناحية الباب عندما فتح ليدخل منه جيرالد, وتلحق به ريبيكا التائهة . تحول ارتياح سين الى انزعاج عندما اكتشفت ان ريبيكا هي فتاة الحديقة كل علامات البكاء الحديثة العهد ازالتها بواسطة الزينة المتقنة. ريبيكا هاركورت, قد تبدو جميلة بدون كل هذا الطلاء. فبشرتها مشدودة وقسماتها ناعمة ونضرة. وان كان هناك ك\من ملامح حزن عميق في عينيها الزرقاوين فان سين هي الوحيدة التي احست به.
" انني جد اسفة اذ تركتك تنتظرني ." صوت ريبيكا كان مبحوحا خافتا من البكاء تو انه هكذا بدا؟ لم تكن سين متأكدة
اجابت بارتباك:"لم اكن اعلم انك هنا." ولكن سين ارتبكت فالملاحظة لم تكن موجهه اليها , فريبيكا كانت تنظر الى وولف حين كانت تعبر الغرفة لتصل الى جانبه.
"مرحبا عزيزي"
ورفعت ريبيكا جسدها لتصل الى وجه وولف حيث طبعت قبلة خفيفة على وجنته." انني ممتنه لانك اسطعت المجئ من المكتب, وهكذا يمكن لكلينا ان نتكلم مع الانسة سميث عن ترتيبات الزفاف."
ادارت راسها نحو سين مرحبة بها بابتسامة . حدقت سين بها . فهي لن تستطيع الرد حتى لو حاولت وولف هو عريس ريبيكا..!
قال جيرالد متأسفا:" اتعرفين ياسين لقد اكتشفت فجأة عندما ذهبت ابحث عن ريبيكا انني لم اعرفك على وولف ." وعصر يدها معتذرا لعدم لياقته" هذا وولف ثورنتون خطيب ابنتي."
كان وولف العريس


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 02-10-08, 01:02 PM   #6

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني


تنهدت جيني التي كانت تجلس الى جانب سين في طريق العودة الى المكتب بعد ان انتهيتا من زيارة ال هاركورت وقالت:" بعض الناس لديهم كل الحظ."
تساءلت سين بشرود:" ماذا؟" فهي لاتزال ترتعد الى درجة لاتستطيع معها ان تخمن الى ماذا ترمي جيني . فقد امضت حوالي الساعة مع العروسين السعيدين تحاول ان تتفق معهما على تحضيرات زفافهما الذي سيجري في شهر آب- اغسطس. وقد حاول وولف ان يبدو موضوعيا من غير ان يثير اي محاولة للاحتكاك بها. وتنفست جيني نفسا عميقا اخر, وقالت :"ربيبكا ثورنتون, ليس من العدل ان يكون لها والد رائع وعريس جذاب تتهافت النساء عليه." لم تستطع سين ان تمنع الابتسامة الخفيفة من الظهور على فمها .قائلة بحسرة:" انا لا اعتبر انه من المهم ان يكون الاب وسيما." ردت جيني برضى :" ربما لا" ولكنها تابعت بتحسر :" ولكن وولف ثورنتون شيء اخر."
" انه شيء اخر...." قالت سين هذا مع علمها بحقيقة وولف الا انها لم ترد ان تخبر جيني بشيء.
تساءلت جيني مفكرة:" ولكنني اتساءل اين هو موقع البستاني من كل ذلك." لم تستطيعا بالتاكيد تخيل مدى اهمية العلاقة بين ريبيكا والبستاني الشاب.وحتمن وجهة ريبيكا على الاقل . فدخول جيرالد هاركورت الى غرفة الجلوس, حول انتباهمها من الحديقة الى المنزل. ولم تريا البستاني يخرج من الكوخ. ولكن ماشاهدتاه في البدية كان كافيا لتعرفا ان البستاني له دور في الموضوع.
لو كان اي انسان اخر هو العريس . لما ترددت سين للحظة, ولكن لا دخل لها في اختيار العروس. كل مايهمها هو ان تبدو العروس متأنقة يوم زفافها وتمضي امور الزفاف على مايرام, ولكن وولف هو العريس !
لم تستطع ان تصدق ذلك! ريبيكا كانت شابة صغيرة في العشرين من عمرها, وولف في الخامسة والثلاثين من العمر .رجل ناضج , وله خبرة في الحياة. ولكن لماذا يتزوج من فتاة صغيرة تكاد تكون من عمر ابنته؟ والاغرب من هذا ان ريبيكا تقيم علاقة مع البستاني في منزل والدها! لم تشك سين للحظة في ان وولف سوف يثور بشدة اذا ما اكتشف هذا الامر. ولم يكن في نية سين ان تطلع وولف عن الامر ولكن ماذا اذا اخبرته ريبيكا بنفسها؟
لقد راقبت سين الخطيبين. وبدا انه لابأس بهما كعاشقين, فقد كان وولف يعامل ريبيكا بنفس الطريقة التي يعاملها بها والدها. وكانت ريبيكا تسأل وولف عن كل شيء حتى من اين تشتري فستان الزفاف! لو كانت سين مكانها لما استشارته.رات سين ان زواج وولف وريبيكا هو في ورطة منذ الان. انها حقا فكرة محبطة عن زواج لم يبدا بعد .فعلى كل حال كانت زيارة سين لمنزل ال هاركورت من اصعب الاوقات التي مرت بها في حياتها. حيث انها قلقت من فكرة ان وولف قد يخطر له ان يطلع الاخرين على علاقته الماضية بسين . وما من شك في انها ستحرج, لانهما تصرفا كغريبين في البداية. ولا بد ان الامر سيحرجه هو ايضا.ولكن بما ان سين تعرفه حق المعرفة, فوولف لا يابه لما يفكر الناس به وهذا ليس في صالح سين. ومضى الوقت في ذلك المنزل زاد من توتر سين,اذ ان وولف لم يقل شيئا .خاصة وانه اخذ يسترضي اكثر كلما لاحظ توتر سين يزداد .بدا مستمتعا بقلقها ولم يبعد نظراته عن وجهها البارد.
عندما همت سين وجيني بالانصراف لاحظت سين من تعابير وجه وولف ان هذا لن يكون لقاءهما الاخير, فهي على ثقة من انها سترى وولف لاحقا لامحالة.
قالت جيني:"ربما لا دخل له على الاطلاق." وعندما لاحظت عدم استجابة سين للحوار اضافت:" وعلى كل, ما من امرأة في كامل عقلها تنظر حتى مجرد نظرة الى رجل اخر عندما تكون على وشك الزواج من وولف ثورنتون,"
جفلت سين مرتعبة , اي امرأة بالتاكيد! ولكن كم كانت جيني ساذجة . فهي لاتستطيع ان تدرك بعد , ان اختيار شريك الحياة يتطلب اكثر من الوسامة .ولكن السؤال هو : هل ادركت ريبيكا هذا الامر, خاصة وانها اصبحت على وشك الزواج؟
ابعدت سين عن تفكيرها زواج هاركورت-ثورنتون, حالما وصلت الى المكتب. فلقد كان لديها عمل يجب ان تنجزه وما كانت لتستطيع ذلك ووولف في تفكيرها.امضت سبع سنوات من دون ان تفكر فيه حتى في الاوقات الصعبة. كانت تنجح في ابقائه بعيدا عن تفكيرها.ولايحق له الان ان يقتحم حياتها وهي على مرمى حجر من تحقيق حلم النجاح الباهر . ولكن من سوء الحظ ان يكون عرس وولف وريبيكا هو نقطة التحول في حياتها.
امسكت بسماعة الهاتف اليا عندما رن جرسه لحظة دخولها الى المكتب وتوترت فور معرفتها المتكلمة, لقد عرفت عن نفسها قائلة:"ريبيكا هاركورت"
تساءلت سين بتحفظ:" بماذا استطيع ان اخدمك انسة هاركورت؟"
مع انها تعودت ربط اواصر لصداقة مع كل العرائس اللواتي تعاملت معهن . ومن خلال تجاربها عرفت سين انه من الافضل لكل منهما ومن الاسهل ان كانتا مستعدتين للكلام بصراحة.
طلبت منها الفتاة متوسلة :" سين ارجوك ماتستطيعينه لي هو ...."
"نعم؟" اجابت سين حين لاحظت ارتباك الفتاة واضافت بخفة:" اذا كنت لاترغبين بالتعامل مع وكالتي بعد كل هذا , افلا تشعرين بأنني قد اهان."
فإذا كان الامر كذلك , سوف تشعر بارتياح اذا وجدت نفسها خارج الموضوع." ربما وضعك والدك في موقف حرج."
ترددت ريبيكا محاولة ان تؤكد لها امرا:"ليس الامر كذلك. فانا متاكده من ان مساعدتك لي ستكون قيمة جدا."
وتحشرج صوت ريبيكا ولم تستطع ان تكمل.
رجتها سين :"نعم؟" ولكن بلطافة اكثر هذه المرة شاعرة بقلق الفتاة. وكان لدى سين شعور بان اللامر علاقة بالبستاني خاصة بعد ان قابلته ريبيكا في الكوخ الخشبي, وهذا الامر المهم.
قالت ريبيكا وكانها وجدت الكلمات المناسبة:" الامو تجري بسرعة, وانا متاكده من انني لست اول عروس تجدينها متوترة قبل الزواج.انني اريدك ان تتمهلي بترتيبات الزفاف, فلا يوجد داع للعجلة." ذكرتها سين بهدوء:"موعد الزفاف بعد اربعة اشهر فقط."
تابعت سين مشفقة عليها:" ماريك لو التقينا نحن الاثنتان على انفراد وتحادثنا."
فكما قالت ريبيكا, اعتادت سين على مفاجآت اللحظة الاخيرة ولكن اربعة اشهر لاتعتبر"اخر لحظة." الى جانب ذلك, تملكها شعور بان في الامر خطورة اكبر ممايبدو. اجابت ريبيكا بامتنان:" آه,نعم, سيكون ذلك رائعا عندها استطيع ان اشرح لك."
شككت سين بذلك.فلقد تملكها شعور بأن ريبيكا تحاول ان تنكر الحقيقة حتى عن نفسها.
: مارأيك لو اتي الى منزلك غدا ونستطيع ان ..."
قاطتعها ريبيكا بحده:"كلا , ليس هنا. ما اقصده هو..."
وحاولت ريبيكا ان تتكلم بشكل طبيعي:"لم لا نتناول طعام الغذاء معا في مكان ما ؟ فهذا على الاقل يجعل اللقاء مريحا؟" وتكهنت سين- انه كلما كان اللقاء بعيدا عن والدها كان افضل.
قبلت سين:" هذا جيد بالنسبة ليوماذا عن ..."
وهنا قطعت كلامها فجأة عندما فتح باب مكتبها من دون انذار, وحملقت بوولف بينما كان يقف بغطرسة عند الباب. وشدت بقبضة يدها بعفوية على سماعة الهاتف, وفاض الدم من وجهها وجف حلقها.لم لم تستطع السيطرة على نفسها؟لقدعرفت سابقا ان وولف لن بوداعه عودتها الى الظهور في حياته ايا كانت الظروف.
فبعد غياب سبع سنوات لابد وان يظهر عدم رضاه. لهذا بقي هادئا عندما كانا معا في منزل ال اركورت. وداعه؟ وولف لم يقبل اي امر بوداعة طوال حياته. وشعرت سين ان ريبيكا لاتريد



ان يعرف وولف عن مكالمتها الهاتفية. وبما ان الخط لم يقطع بعد بين الفتاتين, ولم يكن في نية سين ان تطلع ريبيكا على وصول الى مكتبها, وبدون ان يعرف وولف مع من تتكلم, لم تعرف سين ماذا عليها ان تفعل حينئذ! شاهدت وولف يتقدم داخل المكتب بعد ان اغلق الباب باحكام , ووقف اماها بتعجرف , بينما كان ينتظر ان تنتهي المكالمة باسرع وقت.
اجابت ين قائلة:"يبدو الغذاء فكر جيدة" واضافت بخفة بينما لاحظت التوتر في صوتها."ربما تستطعين ان تحددي اسم مطعم يكون مناسبا لكلينا؟"
راقبت وولف وهو يتجول في انحاء المكتب, وبين الحين والحين يلتقط بعض الاشياء يتفحصها ويعيدها من دون اهتمام.فلقد كان في مكتبها بعض كتب الزفاف, وبطاقات الافراح, وجدران مكتبها مزينة بورق الحائط
بلوني الزهر والكريم التي الصقتها سين بنفسها, اذ لم تستطع ان تدفع تكاليف خبيرة في هذه الامور.فلقد دفعت اجرة المكتب لسنة كاملة! اظهر وجه وولف المتعجرف درايته بامر فرش المكتب, ورفع حاجيبيه متعجبا, فسين كانت لا تزال تمسك بسماعة الهاتف.
ارادت سين بامتنان ان تنهي المكالمة, لو ان ريبيكا تقول فقط اسم المطعم.فهي تريد ان تنهي هذه المقابلة مع وولف بسرعة . وبعد ذلك مقبلتها مع ريبيكا التي احست انها ستذهب سدى هي ايضا, بالتاكيد وولف لايريدها ان تتدخل بامر زواجه من ريبيكا.
من حسن الحظ ان جيني ذهبت لتناول الغذاء بعد عودتهما, اذ انها ستشتعل بالفضول لرؤيتها وولف في المكتب بعد ان قابلتاه لتوهما في منزل خطيبته. فلم يكن في نية سين ان تقول للفتاة ان وولف اراد محادثتها بامر ما ولكن بعيدا عن اعين الرقباء.
اجابت ريبيكا اخيرا:"ماذا عن الريتز؟" كان من المحتمل ان ترفض سين ولكن رؤيتها لوولف يتجول في المكتب فلا بد من القبول.
ولكن الريتز لم يكن مناسبا لهما, او على الاقل مناسبا لميزانية سين, وبما انه غداء عمل, فهي لاتستطيع ان تضيع وقتها, وحتى اذا ما رفضت قد تخاطر بالكشف عن هوية ريبيكا.
"عظيم"وافقت سين وحددت موعد اللقاء عند الساعة الثانية عشرة والنصف واعادت السماعة الى مكانها. والتفتت ناحية وولف الذي كان يتفحص جدول اعمالها للاسابيع القادمة.
التفت ناحيتها فجأة واخذت نظراته الثاقبة تحدق فيها بإمعان, واحست سين بخصلات شعرها الفضية تتطاير فوق كتفيها, وبدا لون شعرها الزاهي فاتحا اكثر على قميصها , كانت شفتاها بدون احمر شفاه, فقد شربت للتو فنجان قهوة اعدته لنفسها. لم تكن هذه هي االطريقة التي اؤادت بها رؤيىة وولف وماكانت تتوقع رؤيته سريعا هكذا. ولكن كان عليها ان تعلم ان وولف يفعل دائما غير المتوقع. وارتد فمها الى الوراء عندما التقت نظراتها بنظراته الباردة.
فتحدته متسائلة:" ماذا تفعل هنا يا وولف؟"
من حسن حظها ان صوتها لايظهر كم كانت متضايقة ومتوترة من وجوده . فهما وحدهما تماما هنا . ولم يكن امام سين ثمة خيار اخر.
لوى فمه مبديا خطوط وجهه وقال متشدقا بسخرية:" بالتاكيد انت لا تعتقدين ان حديثنا قد انتهى؟" واولاها نظرة ملؤها الشفقة على سذاجتها.
تنفست نفسا متقطعا وقالت:" واي حديث هذا الذي تقصده؟" ثم قوست حاجبيها متسائلة:" الذي جرى هذا الصباح ام الذي كان منذ سبع سنوات؟"
اخرج الكلمات من بين شفتيه بقسوة:" الاثنان مترابطان بالتاكيد!"
وحاول ان يسيطر على اعصابة بقوة كي لا يستعمل قوته الجسدية ويسحبها عن كرسيها ويوقفها على قدميها بقوة ويهزها الى ان تصطك اسنانها.
ارغمت سين نفسها علىالبقاء جالسة, في حين كانت تريد حقيقة ان تقفز عن الكرسي وتجري وتجري الى ان تتاكد من ان هذا الرجل لن يمسك بها . ولكن من تجربتها السابقة معه عرفت انه عندما يريد الامساك باحد فانه لابد سيفعل.
وهكذا بدلا من الهروب اظهرت حركة لا مبالية من راسها قائلة:" انا لم افهم ماتعنيه."
وكانت اصابعها تطبق باحكام على القلم الذي كانت تستعمله حين اتصلت بها ريبيكا.
وقطب وولف وجهه فيما عيناه تتاملان وجهها الشاحب وقال:" هل كان هذا جيرالد على الهاتف الان, يهيئ لموعد غداء معك غدا؟"
لم تتوقع ان يغير الموضوع كله حتى انها للحظة اختل توازنها من التحول المفاجئ. ولكن علامات الارتياح ظهرت على وجهها. قالت له :" اذا كان عو او لم يكن, فلا علاقة لك بهذايا وولف!" قالت ذلك وهي واقفة وهذا لم يكن في صالحها فهو اطول منها بقدم ولكنها اصبحت تستطيع التحرك اذا ما استدعى الامر الهرب. واضافت مندفعة:" استطيع تناول الغذاء مع من ارغب."ايقينت انه لم يتخيل ولو للحظة ان ترتيب موعد الغداء هو مع ريبيكا هاركورت ولم يكن في نيتها ان تطلعه على الامر.
وضع وولف يده بسرعة حول خصرها, ولكن لا . فهي لم تفكر بوولف هكذا منذ سبع سنوات ولم تستمح لنفسها بهذه السعادة, ولن تفعل ذلك الان, وهو على وشك الزواج من امرأة اخرى, فهو الجنون المطبق! نهرته بقوة:" دعني يا وولف" من دون ان تستطيع النظر في وجهه الجميل.
عاد فيض من الذكريات لتؤلمها من جديد, وبقوة لم تكن تعرف بوجودها, تخلصت من قبضة. كان الوجع الان جسديا وليس عاطفيا. فهي تستطيع التعامل مع الوجع البدني بسهولة اكثر من الوجع العاطفي الذي سببه لها هذا الرجل ذات مرة.
عرفت ان الندوب على يديها سوف تختفي ولكن ندوبها الداخلية سوف تبقى.
سألته بتعجرف وتحد:" كيف حال عائلتك , وولف؟"
وتجلت نظرات عينيه وهو يقول :"عائلة؟" ردد برقة مبطنة:" هناك امي وبربارة الان فقط؟" فقط امه وبربارة ؟ ليس هناك حاجة لشخص اخر فالاثنتان رائعتان لوحدهما!
اضافت بتعبير استفهامي :" وكيف حالهما؟"
لوى وولف فمه قائلا:"هل حقا تهتمين؟"
كلا . انها لاتهتم على الاطلاق, ولكن على الاقل ذكرهما قد ابعد انتباهه عن المكالمة الهاتفية التي قاطعها منذ قليل.
اجابت بصدق :" كلا " ولم تجفل من نظراته العميقة الخطرة, وتذكرت جيدا كم ان هاتين المرأتين قد كرهتاها فيما مضى, وكانتا تظهران كرههما لها في كل مناسبة
وهي متاكدة انهما ماكانتا لتكترثا لحالها الان بقدر ما تكترث هي بهما, بالاضافة الى ان كلوديا ثونتورن كانت الرافضة الاولى لها.ولم تكن راضية اطلاقا عن علاقة سين بولدها.وبربارة اظهرت نوعا اخر من التهديد مختلفا كليا هل مازالت؟ اذا كانت لاتزال , فان لدى سين دافعا اشد للشفقة على ريبيكا الان.
همس وولف:"لا اعتقد ذلك." فيما كان غضبه المكبوت في داخله يوشك ان ينفجر."
اطلقت سين تنهيده:"ماذا تريد مني يا وولف؟ واضافت مقطبة:"فإعادة الماضي لن تساعد احدا, يجب عليك التركيز على مستقبلك."
عادتفكيرها من جديد الى ريبيكا والمكالمة الهاتفية الغريبة التي تلقتها منها.كان وولف يراقبها, وقال اخيرا برقة:" وماذا تعنين بذلك؟"
لم يكن في ني سين خداع ريبيكا واردفت بغير اكتراث:"هل تحب ريبيكا هاركورت؟"
بدا ان وولف يعتقد ان في استطاعة العودة الى حياتها من جديد بعد سبع سنوات, متظاهرا بالبراءة, ويطلب منها ما يريد . ولكنها لن تعطيه نفس الفرصة!
"عواطف وولف" ازداته بسخرية وقالت مقطبة الوجه:"انا لا اصدق انك تملك شيئا مها اتجاه ريبيكا على الاقل ليس من نوع العواطف التي يجب ان تملكها تجاه المرأة التي تنوي الزواج منها."
تحرك وولف عابرا الغرفة بخطوات خفيفة ليقف على بعد خطوات منها. وسألها:"ماذا تعرفين انت عن ذلك او متى عرفت او اهتممت بما احسه انا؟"



هذا لم يكن عدلا.فلعدة اسابيع , اسابيع ثمينة اثرت على حياة سين , اعتقدت, انها تعرفت على هذا الرجل جيدا.ومع ان الحقيقة اثبتت غير ذلك, فان هذا الاثبات ماكان ليأخذ تلك الامور منها.
كانت متاكدة ان وولف لايحب ريبيكا! اذا لماذا يريد الزواج منها؟ لماذا لايتزوج بربارة كما ظنت انه قد يفعل؟
نظرت سين الى وجه وولف والدموع تحجب وجهه عنها, وكان هذا الحجاب قد محا عن وجه هذا الرجل كل ملامح الحدة. وعاد ذلك الشاب الذي عرفته منذ سبع سنوات.فمع انه كان يعرف قدراته , لم يملك غطرسة هذا الغريب الذي يشبهه.
ورمشت بعينيا لازالة تلك الدموع وذهبت صورة وولف القريب الى القلب الذي عرفته من قبل. وبقيت صورة ذلك الرجل الذي تملأ وجهه
ربما كان دئما هكذا وهي كانت متورطة مه الى درجة لم تلحظ لك؟ كلا! فهي لاتستطيع ان تصدق هذا.لان كل ما شعرت به ذات مرة تحول الى تفاهة. وهذا امر كان مهما جدا في حياتها.
نراجعت الى الوراء قائلة:" نحن لانبحث بأمري يا وولف." وسألته بانتباه"لماذا تتزوج من ريبيكا؟"
لوى وولف فمه ووضع يديه في جيبي سروالة, وسترته مرتدة الى والوراء باهمال, مظهرا شكل جسده المتناسق تحت صديريته.لقد كان وولف نحيلا ومايزال....
رد وولف برقة وفمه ينم عن السخريه:"لماذا تعتقدين انني سأتزوجها؟" كانت سين على وشك ان تترك حقها في التفكير باي شكل عن علاقته بريبيكا, ولكنها توقفت متذكرة علاقة وولف العائلية بجيرالد هاركورت وعلاقة الصداقة الواضحة بين الرجلين.وقد عرفت تماما لماذا سيتزوج وولف الفتاة ولماذ ايضا وافقت ريبيكا على الزواج منه.
قالت بنفور ظاهر:"زواج مصلحة , ياوولف." وهزت رأسها ثانية ونظرت صوبه باشفاق:"ماذا حدث لك ؟" ورد نظرتها بنظرة جليدية وقال :"حدث لي ؟"
حدقت فيه سين وكأنها لا تعرفه وكما لو أنها بالتأكيد لم تعرفه أبداً ." أهذا ما أصبحت عليه يا وولف ، رجل أعمال متغطرس مثل أليكس ؟"
قاطعها وولف بحدة :" دعي أليكس من هذا الأمر !"
وتشنجت يداه وهو يقول :" هو ميت ."
كانت تعلم أن أخاه مات ولكنه باقٍ في حياة وولف .
فأليكس كان من عادته أن يقود طائرته الملاروحية خاصته ويتنقل بها إلى أماكن عمله .
ولكن في إحدى المرات اصطدمت طائرته بأحد النتوءات الصخرية فوق جبال كامبريان ، فمات هو و مرافقه على الفور . ولكن وفاة أليكس لم تكن لتغير من كراهية وولف تجاه توسع أعمال أخيه باني امبراطورية العائلة والتي كانت تجعل وولف يرتجف من فكرة تورطه في ذلك العالم .
والآن كما يبدو ، ليس متورطاً فحسب ، بل أصبح بارد القلب وسافلاً أكثر من أليكس نفسه .
"لا تستطيع أن تتزوج من ريبيكا فقط من أجل مصلحة العمل ، يا وولف؟"
سألها متحدياً :" من يقول لا أستطيع ؟ أنت ؟ لقد انسحبت من حياتي عند أول إشارة إلى أن الأمور ستكون صعبة لفترة ، وهكذا..."
شهقت سين رافضة الاتهام :" هذا ليس صحيحاً ! لم يكن أمامي أي خيار آخر . أنت ..."
سألها مستفهماً :" نعم ؟ أنا ماذا ؟ لم أكن أستطيع أن أوليك الإهتمام الذي أردته بعد موت أليكس ؟"
وأضاف متألماً :" لقد اعتقدت أنك تفهمت كيف كان الأمر ." وهز رأسه بقرف وقال :" لكنك ما تركتني مع هذا الاعتقاد الخاطئ لوقت طويل ! لقد قررت أنه الوقت المناسب لإعلامي بعودتك إلى كولينز من جديد ." ولمعت عيناه ببريق الغضب وأضاف بقسوة :" هذا إذا كنت قد توقفت عن رؤيته."
طالبته مستفسرة واللون الأحمر يعلو وجنتيها :" وماذا تعني بذلك ؟" أشار وولف لا مبالياً بحركة من يده :" لقد كنت متورطة مع كولينز قبل أن أتعرف إليك . لقد كنا قريبين ... نحن ... فقط لعدة أسابيع ومن الطبيعي الإفتراض أنه ..."
انهى عبارته وعيناها تلمعان بشدة :" إنني استمريت بلقاء روجرز بينما كنت أخبرك بأنني أحبك . لهذا لم ..."
وأردفت مزدرية بقرف :" أرجو أن تعفيني من الباقي ."
فقطب وجهه متسائلاً :" يعني ؟"
" يعني " وانكسرت الكلمات مع تنهيدة ثقيلة . لم تكن سين غير منتبهة للخطر الظاهر على وجهه . ولكن في النهاية ما كانت تقصده هو أنه ما من داعٍ بعد كل الذي جرى احياء الماضي مع كل ذكرياته المؤلمة . وهزت رأسها لا مبالية :" هذا لايهم ."
" من الظاهر أنه كذلك " ثم اضاف وعيناه ما زالتا مشدودتان :" وإلا ما كنت وجهت الملاحظة أبداً."
أمسك بكتفيها قائلاً :" أخبريني ماذا قصدت يا سين ؟ لن أتركك قبل أن تخبريني ."
تطلعت نحوه بعينين معذبتين . لقد أحبت هذا الرجل كثيراً ذات يوم وكانت على استعداد لفعل أي شيء من أجله ، إلا أمراً واحداً طالبها به . لقد حذرها روجر عندما بدأت تخرج مع وولف من أن الطبقة التي ينتمي إليها وولف ثورنتون تعيش وفقاً لقوانين مختلفة عن قوانينهم . ولكنها كانت متيمة في ذلك الوقت إلى درجة لم تصغ لهذه التحذيرات . لقد دفعت ثمن ذلك غالياً لمدة طويلة من الوقت بعد أن خرج وولف من حياتها .
وبدأ جرس الهاتف يرن بدون توقف . ولكنها لم تكن تريد الرد عليه ، فلقد أرادت أن تعرف الإحساس الذي دفع وولف ليلثمها بمثل تلك الطريقة . فحرارة عناقه لم تكن تخطئها ، وكذلك استجابتها الطبيعية له . ولكن عندما رفعت رأسها لتسأله عن ذلك دفعها بعيداً عنه ، وعلت القسوة شفتيه .
ابتعد عنها بحركات فجائية وأمرها بقوة :" أجيبي على هذا الشيء اللعين." ولوى فمه قائلاً :" لابد أنها عروس فقيرة تريد الهرب من زفافها ، زكل شيء يتعلق به بما فيه العريس !"0
أحمر وجه سين عندما تذكرت حديثها مع ريبيكا هاركورت منذ وقت قصير . فإذا كان هناك من عروس تريد الهرب ، فإنها هي !
أمسكت بسماعة الهاتف ونظرتها العميقة مركزة على وولف الذي وقف باتجاهها ساكناً ينظر من النافذة إلى الشارع . يقع المكتب فوق مخبز . في بعض الأيام تهب رائحة الخبز إلى أنف سين وهي تشعر بالجوع ، هذا عدا عن أن الساعة هي الثانية والنصف ولم تتناول غداءها بعد .
فاليوم ليس هو مثل تلك الأيام !
حياها صوت رجل دافىء:"مرحبا ,سين .ل4قد ذهبت باكرا قبل لن تسنح لي فرصة التخطيط للقائك على العشاء الذي وعدتني به." جيرالد هاركورت ! رمت سين بنظرة يقظة إلى وولف ,من بين كل الناس يتصل بها جيرالد الآن!
كما لو انه لاحظ توترها ,استدار وولف ببظء لينظر الى وجهها الشاحب وهو يقول :"ماذا هناك ؟" تنفست سين بصعوبه. هذا مريع حقا .لم يسمع اجابة على عبارته المقتضبة:" هل اتصلت في وقت غير مناسب؟"
حاول ان يخمن بانه وقت حرج . لايستطيع ان يكون اسوا . ازدردت ريقها بصعوبه :" ليس في الحقيقه!" كذبت قائله :" والعشاء سيكون جميلا." ولم تستطع النظر ناحيه وولف.
لقد قبلت الدعوه . اذا لم تقبل الدعوة فانه سيطيل المكالمه .ومع وجود وولف في الغرفه وملامحه المكفهرة فهذا سيزعجها . تابعت الكلام مع جيرالد :" هل تسنطيع ان تصطحبني في الساعه الثامنه ؟" واضافت مستطردة:
"يوجد مطعم ايطالي بالقرب من هنا ,إلا إذا كنت لاترغب بالمعجنات؟" ومن كان يابه لما يحب او يكره ؟ فكل ما ارادته هو انهاء هذه المكالمه باسرع مايمكن لانها اذا لم تفعل ,فان وولف سينفجر!
وافق جيرالد سريعا :" تبدو المعجنات رائعه." وبدا واضحا انه مسرور لنجاحه السريع اذ بدا وكانه يخطط لاقناعها بقبول دعوته منذ وقت . اعطته سين عنوانها بسرعه مبقية عينيها على وولف! وهي تحاول انهاء المكالمه بدون ان تبدو فظه .لم يتحرك وولف من مكانه قرب الشباك واخذ يبدو مفزعا اكثر. وبقيت سين بالقرب من مكتبها ويداها مشبكتان امامها,تنظر اليه بقلق . وبقيا صامتين ,سين لانها لاتعرف ماتقول , اما وولف ,فكانت متاكدة ان لديه الكثير ليقوله!
سالها اخيرا باتهام واضح :"جيرالد؟"
اجابت :"نعم" وملات الحرارة وجهها لتبدو كتاكيد كاف.
وشد وولف فمه قائلا:"سوف تتناولين العشاء معه الليله؟"
رفعت وجهها بتحد :" نعم" مؤكدة على العبارة
هز رأسه , وعاد فمه من جديد مزدريا:" لقد سألتني منذ وقت قصير ماذا جرى لي؟" سوف اخبرك بكلمه واحدة ماذا جرى لي :" انت السبب. انت وشعرك الفضي وعينلك البنفسجيتانه وتعبير بريء خدعني منذ سبع سنوات, ولكن ليس من جديد !" واغلق الباب بشدة اللا درجة ان الجدران قد اهتزت. سقطت سين على كرسيها بضعف ,ليس من جديد.
وولف قال هذا. ولكن مع ذلك فعناقه منذ وقت قصير في الغرفه بالذات يجعل من كلامه هذا كذبا . في الحقيقه اذا كان وولف قد عانقها بمثل هذه العاطفه الجامحة فانه لا يملك اي حق بالزواج من ريبيكا هاركورت!


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 02-10-08, 06:45 PM   #7

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث


لو ان الامور سارت بشكل طبيعي , لما كان وولف وسين ليتقابلا ابدا. وفي الحقيقه , كان من الافضل لهما وللجميع لو انهما لم يتقابلا قط كانت سين تعمل في احد استقبالات المساء عند آل ثورنتون , الفندق الشيق الذي تملكه العائله في قلب لندن. وهو نفس الفندق الذي ستجري فيه حفله زفاف ريبيكا و وولف في شهر آب_اغسطس.
كان هناك الكثير من العمل في النهار والليل من اجل تللك الليله بالذات . فاليكس ثورنتون وزوجته كانا الضيفين في حفلة ذكرى ميلاد والدته كلوديا التي اصبحت في الستين , اضافه الى ان هذا الحفل كان معلنا عنه على لائحة الملاحظات حيث يدخل الضيف , فلقد امضت سين معظم الليل في ارشاد الضيوف الى الغرفة المناسبه.
لكنها لم ترا ايا من افراد عائلة ثورنتون ,حيث قام مدير الفندق شخصيا بادخالهم الى الحفله. عند الساعة العاشرة والربع تاكدت سين من ان كل الضيوف قد حضروا , فجلست الى جانب الكومبيوتر لتنهي بعض الاعمال التي لم تستطع اتمامها في وقت ابكر بينما اخدت بعض الفتيات وقتا للراحه . فقد كن يعملن جميعا بشكل قاس جدا خلال هذا اليوم من اجل اتمام كل شىء لحفلة ثورنتون. وكانت سين سعيدة بانتظار ان تاخد وقتها للراحة, رغم عملها انها لن تكون طويلة.
سال صوت عميق مرح , مستفهما :" ماذا فعل لك هذا الكومبيوتر؟" رفعت سين راسها بعد ان كانت مركزه باهتمام على الشاشة امامها , وفتحت عينيها جيدا عندما لاحظت شكل الرجل المنحني امامها على الطاولة بينما كان يراقبها تتصارع مع نظام الكومبيوتر لادخال اسم نزيل في المجال المخصص للاسماء على الجهاز .فمن الواضح انهم لم يهتموا بترك مجال واسع لاسماء الناس القادمين من روسيا عندما اعدوا هذا النظام. ولكن نظرة واحدة الى هذا الرجل جعلتها لاتهتم لامر العنوان فهذا الرجل كان رائعا ! طويلا. من المؤكد انه على هذا الشكل لكي يستطيع الانحناء فوق مكتب الاستقبال ! مع شعر طويل اشقر ينسدل فوق جبينه . وعيناه الواسعتان تنظران نحو سين بعذوبه بينما هي تحملق فيه, فقسماته تتعدى ما يسمى بالوسامة وكل ما يتعدى الحياة. فوجنتاه عاليتان وانفه لفطس كانما كسر ذات مرة وفمه .... آه من ذلك الفم ! وقفت سين على مهل , وعبرت الى الجانب الاخر من المكتب.
قالت بسخريه:" الآلات وانا لانتفق." وعرضت عليه بتهذيب :" هل استطيع ان اساعدك ؟" وبدا لها من خلال قميصه الناصع البياض وبدلته السوداء وربطة عنقه التي يبدو انه قد عقدها بسرعه , انه ضيف آخر لحفلة ثورنتون.
ولم تستطيع ان تمنع نفسها من التساؤل عما اذا كانت اي من الفتيات تعرف من هو هذا الضيف . كانت هناك قائمة بالطبع من اجل دواعي الامن . ولكن بدا ان الاستعلامات الكثيرة عن الحفلة قد استهلكتها . القت سين بنظرة جانبيه على القائمة الموجودة الى جانب يدها . ولكن كان هناك العديد منالاسماء التي لم تشطب, الى درجة انه من لمستحيل ان تعلم ايا منهم هو هذا الرجل , الا اذا سالته, ولم تستطع سؤاله مع انها كانت راغبة في ذلك. قال بتهجم:"اتمنى ذلك." ثم اردف :"اخشى انني تاخرت كما ترين وحفلة آل ثورنتون..."اومات بتفهم:"حسنا,لو كنت مكانك لما قلقلت على هذا التاخير.فان تلك الغرفة مكتظة الى درجة ان احدا لن يلاحظ غيابك!"
مع انها لو دعت هذا الرجل الى حفلة ما وحتى اذا كان فيها ثلاثمائة ضيف كانت ستلاحظ غيابة . وعمق تهجمه وهز راسه رافضا:"ما كنت اكيدا كل التاكد لو كنت مكانك!"
آهو فكرت ان هناك امرأة ما بالموضوع.امرأة مثلها تلاحظ غيابه.امرأة علىمايبدو ولايريد جرحها.والا لما كان هنا على الاطلاق .لسبب ما جعلها هذا الامر مكتئبة.
"لقد نسيت امر الليلة كما ترين." وقطب الرجل وجهه غير منتبه لافكار سين المخيبة." ولكن منذ نصف ساعة قمت باسرع تغيير في التاريخ,ماذا هناك؟"
عبس عندما لاحظ انها تومئ له ببطء.
فلم يكن في امكانها ابلاغ اي من ضيوف الفندق ان لباسه غير لائق. وعبس متطلعا الى مظهره العام عندما ادرك ان هذا ما يسبب لها الاحراج.
"لم ارتد جاربين مختلفي الالوان من جديد... هل انا؟ لا يمكن ان يكون ... لاتسطيعين النظر الى قدمي , حسنا"
قال متنهدا:"ماهو ؟ دماء على ياقتي؟ صابون الحلاقة على اذني؟" ارتبك يائسا.كانت سين تضحك, ولم تستطع منع نفسها , بسبب استهزائه من نفسه تجاه اقتراحه!من بين هذه الاشياء, لابد انه اقترف كل هذه الاخطاء مرة واحده...
اكدت له بابتسامة:"ولا واحدهمن هذه." واخبرته بسخرية واضحة:"ولكن ربطة عنقك غير مرتبة." وضع يده متفحصا القطعة المتهمة.يدطويلة ناعمة الملمس والاصابع طويلة ومقلمة.تمتم:"لم اكن ابدو جيدا في هذه الامور اللعينة.لا اعتقد انك..."
قطبت سين بارتباك:"انا ماذا؟"
"لايمكنك ان تكوني أسوأ مني في عقد ربطة العنق."
وقرر بحزم منحنيا فوق المكتب من جديد:"هيا"
ورفع ذقنه الى الوراء ليسمح لها بأن تربطها بشكل افضل حول عنقه. نظرت اليه بعدم رضا لعدة ثوان. فهي لاتستطيع ان تمضي في اعادة ترتيب ملابس الضيوف! لابد وان هناك بالتأكيد بندا فيما يتعلق بهذا الامر في عقد الاتفاق الذي وقعته للعمل هنا , وبم يمض زمن طويل على استلامها له.
تمتم وفمه مشدود :"حسنا" وبدا تعبا من وقفته غير الطبيعية."سوف احصل على رقبة متشنجة اذا ما استمريت في رفع ذقني عاليا لمدة اطول, وانتهي بالمشي هكذا كل الليل. وعندها فعلا سأصبح مشهورا!"مع المرأة التي تنتظر وصوله في حفلة ثورنتون. ولكن لماذا هي مهتمة؟ ازدردت سين ريقها, فمن غير المحتمل ان ترى هذا الرجل مجددا, وهكذا فما الفرق بالنسبة اليها عمن ينتظره في غرفة الاستقبال؟ تنهدت بتثاقل وهي تنحني الى الامام وتحاول فك ربطة عنقه, لتبدأبربطها من جديد وقد احست بخشونة القماش. كان دنوه منها مهما واحست بشيء من التوتر, مما ادىالى فشل محاولتها الاولى.ولكن الرجل كان قريبا منها الى درجة انها رأت مسام وجهه, واحست بأنفاسه الدافئة على وجهها فكيف تستطيع التركيز؟
قال برضى :"ليس سهلا؟" عندما بدأت من جديد,شعرت انها محظوظة لكونه لم يلحظ انه هو سبب فشل محاولتها الاولى .
"همم"عبست سين بينما ركزت انتباهها على ربطة عنقه ولسانها بين اسنانها مانعا اياا من المضي في الحديث, اذ انها اردت التركيز على ربطة بدلا من جاذبية الرجل الذي تعقد ربطة عنقه.
ازدرد ريقه فجأة وقال :" كل من يرانا الآن معذور في ان يفسر الموقف كما يريد. كنت امزح فقط." عارض ابتعادها القاطع عنه وهي تضع يديها خلف ظهرها.
"لا تستطيعين تركي هكذا." عارضته سين بصمت مع ان اقتراحه قد ايقظ بعض الخيالات في عقلها .
أمرته بنفاد صبر :" تعال الى هنا" وشدته من ربطة عنقه الى الامام , باتجاهها , وراحت اصابعها تعمل بسرعه وهي مضطربه بسبب احلام اليقظة التي اجتاحتها . لابد ان هذا الرجل فوضوي . ولكنه شخص مهم جدا كي يدعى الى حفلة ثورنتون. وفيما كانت تربت على العقدة الجديدة برضى. سأله صوت مستنكر وجوده في ذلك المكان ." انت وولف , ماذا تفعل هنا؟"
لم تشعر سين برضى عن ذلك الصوت المتدخل . لابد انها الآن في ورطة بسبب هذا الرجل الذي يدعى وولف . لم يبد منزعجا من المتدخل, وادار وجه نحو المرأة التي نادته.
" أسأل عن مكان الحفلة ، يابربارا ." وانسحب بسهولة :" كيف تسير الأمور ؟" ومر من أمام مكتب الاستقبال لينظم إليها . نظرت سين نظرة ثاقبة إلى المرأة الأخرى . كانت من الضيوف الذين حضروا باكراً . كانت جميلة طبعاً . قسمات وجهها ناعمة وفتية وعيناها الخضراوان
محاطتان بأهداب مكحلة وفمها أحمر ولون بشرتها أسمر ذهبي لم تكتسب هذا اللون من المدينة . وشعرها الأسود يصل إلى كتفيها ليبدو طبيعياً ، ولكن في الحقيقة ليس كذلك ، فلابد من مصفف الشعر قد أمضى وقتاً طويلاً في تصفيفه ليبدو كذلك . وتبدو طويلة حتى بدون الحذاء ذي الكعب العالي الذي تنتعله مع فستانها الأسود الضيق الذي يعلو عن حدود ركبتيها مظهراً ساقيها الناعمتين .
كانت على النقيض من سين تماماً . ففي الحقيقة أن سين ذات الشعر الذهبي المعقود في جديلة تصل إلى خصرها وقسماتها الهادئة ، لايمكن أن توصف بالجميلة . وكانت عقدة حياتها في قصر قامتها ، فلطالما تمنت أن تكون طويلة مثل المرأة التي يقبلها الآن وولف على وجنتيها بحرارة .
أجابت المرأة التي تدعى باربرا على استفهام وولف " يبدو أليكس هذه الليلة أكثر تهذيباً مع مرور الوقت ."
وسمعت سين حديثهما وهي تقف قرب مكتب الاستقبال وعلى مسافة قصيرة منهما مع أنها كانت منهمكة بالأوراق التي أمامها على المكتب . وأضافت المرأة ذات العينين الخضراوين :" إنها إشارة واضحة إلى أنه مغتاظ ."
تنهد وولف :" وهل هو غير ذلك ، هذه الأيام ؟" وهز رأسه :" سوف يتسبب لنفسه بالذبحة القلبية إذا ما استمر هكذا ، باربرا . هل تعرفين أنه ..." قاطتعه باربرا بنفاد صبر :" إنه مغتاظ منك يا وولف . أنت تعرف أنه كان عليك الحظور مبكراً إستقبال ضيوفنا !" أليكس ؟ باقي العائلة ؟ ضيوفنا ؟ لقد خطر لسين فجأة بينما كانت مسمرة في مكانها ، أن وولف هذا هو أحد أفراد عائلة ثورنتون ، وان أليكس ، هو أليكس ثورنتون صناعات آل ثورنتون ، وبالتالي رب عملها .
لقد تذكرت أنها قالت لوولف ان أحداً لن يلاحظ غيابه عن الحفلة مع كل هذا الحشد ! وقد انتقدت مظهره قبل أن تحاول إعادة عقد ربطة عنقه ! ولكن من هو؟ ورفع حاجبيه بسخرية فوق عينيه العنبريتين قبل أن يقول :" عندما تلقيت دعوة رسمية اعتقدت أن اسمي وارداً في اللائحة الرسمية للضيوف ، وليس للعائلة ." ورمقته باربرا بنظرة لوم ، تغير فيها شكل وجهها مظهراً بشعاً لملامحها ." أنت تعرف أن الدعوة قد أرسلت إليك لكي تساعدك على تذكر المجيء إلى هنا . واضح أننا قد أضعنا وقتنا في تجربة ذلك . حسناً أن تصل متأخراً أفضل من أن لا تصل أبداً ، كما اعتقد " وتأبطت ذراعه واتجها نحو غرفة الاستقبال ." ربما عندما يراك أليكس هنا سيهدأ؟"
تمتم وولف بدون اهتمام :" أنا لا أولي ذلك اهمية فرؤيتي لن ولم تكن لتؤثر على أخي الحازم من قبل ."
أخي ! أدركت سين أن الأمر أسوأ مما ظنت ، لم يكن وولف مجرد فرد من عائلة ثورنتون فحسب ، بل الابن الآخر للعائلة ، والذي ازعجهم جميعاً لأنه أصبح فناناً موسيقياً أو أي شيء آخر حسبته العائلة غير لائق بوريث عائلة ثورنتون شريك أليكس ثورنتون في صناعات آل ثورنتون ويملك نصف هذا الفندق في الحقيقة .
أجابت باربرا لاوية شفتيها المطليتين بأحمر الشفاه :" كلا ، ولكن هذا سيزود والدتك ببعض السعادة لأنك هنا وهذا سيساعد الموقف ." لم يظهر على وولف الإقتناع ، ولا باربرا بدت مقتنعة بما تقوله . وبما أنها رأت أليكس ثورنتون عدة مرات ، لم تستطع سين منع نفسها من الاقتناع بأنهما كانا على حق في خشيتهما ، فالشقيقان لايبدوان مختلفين فقط ، فأليكس يبدو أكثر سمرة وعيناه رماديتان ولا يملك قوام شقيقه الفارع بل أن طباعهما مختلفة أيضاً كما يبدو من القليل الذي رأته . فأليكس ثورنتون حازم بينما وولف ثورنتون بدهائه الساحر قد أسر قلب سين على الفور . في الحقيقة ، لقد نظرت إليه بلهفة عندما أخذته باربرا بعيداً إلى غرفة الاستقبال حيث سيكون بلا شك منشغلاً بعائلته وأصدقائه هناك ناسياً موظفة الاستقبال الصغيرة .

لقد تمنت سين بالفعل أن يكون نسيها ، فلم تكن تريد أن تطرد من عملها بسببه ، وتصرفها معه لم يكن لائقا! في الحقيقه ان سين لامت نفسها على عدم انتباهها لحضوره اللافت للنظر ، وثقته بنفسه اللذين كانا جزءا متمما له قد يكون اكبسبهما بالوراثه ، ولكن كيف لها ان تدرك ذلك قبلا ؟
والآن وهي تراقبه مبتعدا، من المؤكد أنها ماكانت لتنسى اسما كوولف لو سمعته قبلا!
توقف وولف فجأة وتمتم بشئ ما للمرأة التي إلى جانبه قبل أن يستدير ويمشي إلى المكتب حيث ماتزال سين متوقفة . شاهدت تقدمه نحوها بعينين واسعتين، آه ، ماذا سيقول لها الان؟ "هل تتناولين العشاء معي غدا، يالوسيندا سميث؟ "
أضاف بخفه بعدما نظر إلى اسمها المعلق على ياقة السترة التي أعطاها إياها الفندق كجزء من لوازم العمل.
‏بلعت ريقها بصعوبة ، ورمقت المرأة الأخرى التي تقف وراءه في الممشى وهي تنظر إليهما بعينين خضراوين محددتين، ونقلت سين نظرها فحأة ، عندما لمحت الحقد في تلك النظرة. ونظرت إلى وولف وكأنه جن فجأة أو هي قد جنت . لم يدعوها إلى العشاء معه مساء غد؟ هل دعاها..؟ أجابته، مصححة:"سين."
ابتسم مظهرا أسنانه البيضاء على بشرته السمراء التي اكتسبها هو و باربرا في نفس الوقت معا! لم تستطع سين منع نفسها من التعجب. ولكن من كانت المرأة الاخرى؟ وما الدور الذي تلعبه في حياته كي يتمكن من تركها ليدعو سين إلى امسيه في الخارج؟
"أنا لا احمل أي خطيئة في تفكيري من أجل موعدنا الأول؟"قال وعيناه ترمقانها باستهزاء مرح:"فقط عشاء"
وهز كتفيه العريضتين واضاف :"ولكن إذا الححت ..." أجابته متأثرة:"عنيت ، اصدقائي يدعونني سين ، إنه تصغير لاسم لوسيندا."
وكان هو ينظر إليها بمرح. ولكن من يستطيع لومه؟ لقد كانت تتصرف كمراهقه بلهاء وليس كفتاة مسؤولة تبلغ العشرين من العمر. لوى فمه باهتمام لافظا اسمها بحرارة:"حسنا سين. هل تتناولين العشاء معي غدا مساء؟
‏ليس في مكان فخم كهذا، كما أخشى." وكان ينظر حواليه واستطرد :"استطيع أن أتحمل هذا النوع من الثراء حوالي مرة كل شهرين!" ولم تكن سين لتشعر بالراحة في مثل هذه الاماكن ولكنها لاتستطيع أن تلتقي بهذا الرجل في اي مكان ولكنها لاتستطيع أن تلتقي بهذا الرجل في أي مكان .
لقد كان رب عملها.سمعت ان الابن الثاني لعائلة ثورنتون يبقى بعيدا عن مجال الاعمال. هزت رأسها قائلة:"انا لا اسطتيع . اخاف..."اوما بتفهم وهو يقول:"تعملين,استطيع ان اطلب من اخي ان يرتب امر اجازة لك غدا مساء."
"آه,لا"صرخت سين بعدم رضاها على الاقتراح .اخر ماتريد ان يسمعه رئيس عائلة ثورنتون,هو علاقتها بأخيه:"انا لن .."انهى وولف اعتراضها بمزاح:"اعتقد ان افضل طريقة هي اي ليلة اجازة لك سوف نتدبر الامر."
نظرت اليه سين بتركيز.لايبدو انه يستهزئ بها لكن مع ذلك لماذا يدعو فتاة نكرة مثلها؟
اضاف ترغيبا لها:"هل تحبين الطعام الصيني؟هذا ما احبه انا الا اذا كنت ..."
قالت سين بسرعة :"انا احب الطعام الصيني." واعية لنفاد صبر باربرا الجميلة المتوقفة في الممشى."وليلة غد تصادف يوم اجازتي ولكن..."
"عظيم,سوف القاك خارجا في الساعة السابعة والنصف مساء."
ونظر الى الوراء ليرى الرجل الذي انظم الى باربرا الجميلة.انه رجل تذكرت سين جيدا انه اليكس ثورنتون. اخبرها وولف:"اكره ان اكل متاخرا."ثم انضم اليهما ولم ينظر اليها بعد ذلك عندما ذهبوا ثلاثتهم الى قاعة الموسيقى.نظرت سين اليهم وهي تفكر , لقد دعيت بأعذب طريقة للقاء وولف ثورنتون على العشاء مساء غد.
لم يكن عليها الالتزام بذلك الموعد لو عرفت ان التقرب اليه اكثر سيقودها الى ما يشبه الذبحة القلبية . آه الذبحة القلبية لاتكفي لوصف الالم الذي عانته من الوقوع بحب وولف ثورنتون! وتناول العشاء مع جيرالد هاركورت.انه اقل قسوة.فرفقة جيرالد كانت سهلة وكان هو مغريا ولكن بدون ظغط.ربما لانه لايحتاج الى ضغط.وفكرت سين ان سحر جيرالد الطبيعي ووسامته كافيان للفوز بالقلوب, ولكن ليس قلب سين.فهي تحبه بشكل كاف.ولو انه لميصبح حما وولف ثورنتون لكانت ابقت على صلتها به.ولكن بما انه سيصبح حما وولف..
أخبرها بحرارة :" انا لن اتخلى عنك." وقال عندما رفضت دعوته الثانية :"فكرت انك ربما ستكونين المرأة التي تغير رأيي بالزواج."
نظرت سين اليه نظرة عتاب بينما وقفا في غرفة الجلوس الصغيرة داخل كوخها المؤلف من غرفتين للنوم والذي استأجرته منذ عامين في احد ضواحي فلتام وكان جيرالد قد رافقها الى منزلها بعد ان تناولا العشاء. وقالت:"هل تقع النساء عادة في هذا الشرك؟"
قال بازدراء وبغير خجل:"قليل منهن في الواقع."
ضحكت سين بخفة:"جيرالد,ربما نستطيع تناول العشاء معا من وقت الى اخر, انما الان اريد التركيز على حفلة زفاف ابنتك."
كشر قائلا:"تذكيري بابنة على وشك الزواج يكفي لإبقائي في مكاني , اليس كذالك؟"
هزت رأسها قائلة :"لم اقصد ذلك , ابنتك مازالت صغيرة على الزواج."
قطب جيرالد جبينه وقال :"انها تجاوزت العشرين من العمر اعترف بأن وولف اكبر منها بكثير . انه في الخامسة والثلاثين, ولكن انا اكيد بأنهما مناسبان لبعضهما البعض."
قالت بوهن:"ولكن العريس يبدو غريبا قليلا."فوولف الذي التقته اليوم يكاد لايكون وولف المثير الذي تعرفت اليه منذ سبع سنوات, لقد بدا وكانه لايعرف كيف يكون مثيرا!
اضاف بعدم اكتراث :"اوه,وولف لا بأس به ,هو وريبيكا صديقان ..."
صديقان ؟ عبست سين :"اليس من الغريب قول ذلك عن اثنين سوف يتزوجان في غضون اربعة اشهر؟"
لم يوافقها جيرالد :"لا, ليس غريبا على الاطلاق...انني اتمنى لو انني ووالدة ريبيكا كنا صديقين قبل الزواج, ربما لم نكن لننتهي عدوين لدودين عندما انتهت العاطفة الاولية بيننا . ويمكنني ان اخمن بأن نفس الشيء قد حصل معك." ونظر اليها نظرة حازمة. فاتسعت عينا سين وسألته:"ماذا تقصد؟"
ماذا يعنب؟ لقد كانت اكيدة بأنها وولف اليوم لم يعطيا اي انطباع على انهما يعرفان بعضهما البعض منذ عدة سنوات.
ازدرد جيرالد لعابه وقال :" كائنا من كان الرجل في ماضيك والذي اعطاك عدم الثقة بالزواج مثلي, فأنا استطيع الرهان على انكما لم تكونا صديين ."
لقد كان رهانا خاسرا . فهما كانا صديقين حميمين منذ بداية علاقتهما,مما ادهش سين التي كانت متأكدة من انه لا يوجد اي شيء مشترك بينهما. ولكن مامن طريقة لتخبر جيرالد عن الرجل! ابتسمت بعدم اكتراث:"انا اكيدة من ان كلا منا قد عانى من الازمات العاطفية في ماضيه الى درجة انها قد اثرت على حياته, ولكننا تغلبنا عليها." ورفعت وجهها عاليا اذا انها كانت تعرف انها لن تنسى وولف.
اوما جيرالد بتفكير :"بعضنا يفعل." واخذ يراقبها.وقد وافقها اخير بخفة:"سوف أؤجل دعوة العشاء اذا . وتحرك ليجذبها اليه من كتفيها بخفة:"ولكنني اقصد انني لن اتركك بالفعل " وقلب اصابعه بخفة على شفتيها . وقفت سين على باب كوخها المضاء تلوح مودعة جيرالد الذي كان يقود سيارته بطريق العودة. وتعجبت ماذا سيفعل لو انه عرف انها وولف كانا على وشك الزواج منذ سبع سنوات!
بالعودة الى الماضي, عندما انهت عملها في الفندق تلك الليلة لم تر وولف ثورنتون بعد ذلك . لسؤ الحظ,فقد اعتقدت سين انه لم يكن جادا,فما الذي دفعها لانتظاره خارج فندق ثورنتون في الساعة السابعة والنصف في الليلة التالية؟
شعرت بارتباك شديد وهي تقف في الممشى, والناس الداخلون الى الفندق ينظرون اليها بفضول, بينما حاولت ان تبدو طبيعة وتتظاهر بأنها تنتظر احدا ما , شخصا ما لم يصل حتى الثامنة الا ثلثا! لم يكن جادا, ادركت ذلك بقلب غارق, وهي تفكر كيف تستطيع الانسحاب من دون لفت الانتباه اكثر اليها.
النادل الذي تعرفت اليه منذ بضعة اسابيع كان يراقبها بانتباه, فقط ليعرف مع من كان موعدها. كم هو مريع ان هذا الموعد لم يتم! قال لاهثا:"من حسن الحظ, انني وجدتك." سمعت الصوت من خلفها:"لقد اعتقدت انني تأخرت."
لقد كانت سين على وشك الانسحاب من امام البوابة الرئسية للفندق, ولكنها التفتت بسرعة عندما سمعت صوت وولف ثورنتون. بدا ان وولف قد احتار ماذا يرتدي لتلك الامسية, تماما كما احتارت سين بين الملابس العملية او الرسمية.حيث انه لم يكن يرتدي سترة مع ان برد شهر نسيان كان قارسا. وبدا على قميصه الازرق بعض بقع الطعام!لقد كان مظهره اقل ترتيبامن مظهره ليلة السبت وشعره اشعث من الهواء.ولقد انتبه الى ذلك عندما لاحظ نظراتها الصامتة اليه, ووضع يده على شعره يحاول ازاحةبعض الخصلات عن جبينه:"انني اسف حقا لتاخري عن موعدنا ياسين, ولكنني تأخرت في العمل."
ولم تستطع منع نفسها من التعجب:"انت تعمل يوم العطلة؟" عبس لردة فعلها وامسك بيدها بقوة:"انا اعمل كل يوم ياسين" واقترح بنعومة:"دعينا نذهب وسنتكلم ونحن نتاول طعام العشاء." لقد ظن انها سترفضتناول العشاء معه لانه تأخر عشر دقائق فقط!
ادركت سين بذهول.
لم تكن سين سعيدة بوقوفا في ذلك المكان بانتظاره, اعترفت بذلك . والان بما انه قد حضر فإن النادل قد اضطرب لرؤيته الشخص الذي اتى ليقابلها . ومن الواضح انه مايزال يذكر وولف من ليلة امس! ولكنها ما كانت لتغير من رأيها في شان العشاء من اجل عشر دقائق تأخير. ومن تعبير رون , النادل, المندهش , كان من الافضل لهما الابتعاد عن الفندق بسرعة! "لقد اعتقدت انك قد تناولت طعامك؟" وعبست في وجهه وهما يتجهان نحو سيارة الاجرة التي اشار اليها وولف بالاقتراب.
اعطى وولف عنوانا للسائق وجلس بجانب سين في المقعد الخلفي. وبدا مرتبكا ونظر اليها قائلا:"مالذي اعطاك هذا الانطباع؟ هذا ليس طعاما."
وضحك باستخفاف من طريقة نظرتها للامر ووضع يده على البقع معترفا بذنبه:"كان علي تغييره قبل مجيئي للقائك. ولكني انشغلت في عملي, وكانت تقريبا الساعة السابعة والنصف عندما تذكرت موعدنا." وضحكت بنعومة وبدأت تشعر بالراحة وهما يبتعدان عن الفندق , لقد كان اسوأ مكان ممكن لتدبر موعد لقائهما, مع انها كانت تعرف انه لم يكن امامه الكثير من الوقت ليقرر مكانا اخر.
قالت بابتسامة عاتبة:" ما استطعت قوله لم يكن جديرا بالاطراء." وتحركت يد وولف للامساك يبدها:"عندما تعرفينني جيدا ستدركين انني لا اجيد الاطراء ابدا."
واخبرها بحده:" في الواقع لقد اتهمت بعكس ذلك تماما في اكثر من مناسبة." وبدا انه اعطى بعض الحياة للحوار حين قال :"امل انك لاتمانعين , فلقد طلبت من السائق ان يأخذنا الى شقتي , فانا حقيقة علي ان اغير ملابسي قبل ان اصطحبك الى العشاء." لم تأبه سين الى اين يذهبان , لان جسدها كان يرتعش من مجرد لمسة يديه ليديها. ولاحظت دفء نظراته العنبرية بينما كانا في طريقهما الى الشقة .
كانت الشقة كما توقعت سين في ماي فير, وأخذها الى الطابق الاخير من المبنى. ولكن اثاث المنزل كان في غاية الغنى. فالخشب الابونية مع الكروم مغطى بجلد بني بدا وكأنه ليس ذوق وولف. وقال وولف:"باربرا هي من جهزت الشقة." وكأنه يقرأ افكارها ! باربرا من جديد.لم تقدر سين ان تمنع نفسها من التفكير في موقع باربرا في حياة وولف وجعلها هذا الامر تشعر بالاكتئاب.
بدا وولف هذه المرة وكأنه لايعي مشاعرها فقال بخفة:"امنحيني بضع دقائق لاغير ملابسي وسأكون معك." ودلها الى مكان الثلاجة:"قدمي لنفسك عصيرا واطلعي على رفوف الكتب." واسرع الى الغرفة مشرعا بفك ازرار قميصه.
أخذت سين بضع دقائق لالتقاط انفاسها قبل ان نفذ فكرتها, فكونها برفقة وولف ثورنتون جعلها تشعر وكأنها دخلت في القطار السريع! ولكن عندما نظرت الى رفوف الكتب الممتدة على حائط الغرفة لم تعد مهتمة بالعصير. فلقد وجدت ذوق وولف بالكتب حيويا مثل تفكيرها تماما, ومواضيع الكتب تشمل الشعر والسير الذاتية التاريخية والحديثة الى الفن والتاريخ, وذوقه بالقصص الخيالية يختلف بين الرعب والاحلام والغموض حتى الرواية العادية التي تصنفها ضمن الرومانسيات.
بدا ان اهتمامه ينصب على الكلاسيكيات.ولكن مع ذلك ما زالت سين تعتقد انه من الصعب الحكم على طبيعة انسان من خلال ذوقه باختيار الكتب. ورغم الوقت القصير الذي عرفته فيه الا انها احست انها بحاجة ماسة لان تعرف عنه اكثر.
لكن بضع الدقائق التي طلبها وولف امتدت الى وقت اطول. وعندما نظرت الى ساعة يدها عرفت انه انصرف منذ اكثر من نصف ساعة.بالتأكيد لايلزمه كل هذا الوقت لكي يغير ملابسه؟ وحتى اذا كان قد قرر ان يستحم ويحلق ذقنه قبل ان يرتدي الثياب النظيفة فمن المؤكد انه لن يلزمه كل هذا الوقت الطويل؟
نادته :" وولف؟" واعادتها ثانية عندما لم تسمع ردا على ندائها الاول :"وولف!" ومع ذلك لاجواب.ماذا كان يفعل ؟ لم تشعر بالراحة تماما من فكرة دخولها غرفة نومه, ولكن اذا كان لا يستجيب لندائها ... الى جانب ذلك قد يكون وقع ارضا ولايستطيع الرد عليها. لم يكن امرا محببا, ولكن هناك امر ما قد اخره."الامر." يتحول الى مفاجأة كاملة لسين, التي لم تكن لديها اية فكرة عن اي شيء .غرفة نوم وولف غرفة اخرى تستطيع سين ان تقول عنها انها لم تفرش حسب ذوقه. فمفروشاتها الفخمة لا تناسبه ابدا , ولكنها كانت خالية من الرجل نفسه, والحمام ايضا كان خاليا ولكن الباب الاخر الملحق بالغرفة كان اكثر اهمية. دخلت الغرفة ببطء وفتحت بقوة عينيها عندما وجدت نفسها داخل محترف. محترف فنان – رسومات كاملة وشبة كاملة منتشرة على جدران وسقف الغرفة من الزجاج يسمح بوصول اكبر كمية من ضوء الشمس . وصدق تكهن سين ان المناظر هنا, هي التي تحتاج لضوء لكي تؤثر بالاحاسيس, وليس فقط بالنظر, وحينما نظرت اليها باهتمام, اخذ استغرابها يتزايد, فالرسومات كانت جدة جدا برغم عدم معرفتها بأمور كهذه.وولف قد رسمها جميعا.
كان وولف يجلس وظهره اليها, مهتما كليا بلوحته شبه الكاملة امامه. والمرأة في الرسم كانت مستلقية مثل جنية بين الصخور الرمادية والبحر الرمادي الهائج حولها يحاول ان يغرقها في لججه الحريرية .شعراشقر متناثر بفعل الهواء الهائج. وفستانها الازرق الباهت يلتصق بمنحنيات جسدها.وعادت نظرات سين الى وجه المرأة مرة اخرى.فتعبيرها الصافي على وجهها مرتكز على عينين ساحرتين, كان هناك شيء مألوف في هذه المرأة , ياللعجب انها هي!
لابد انها شهقت عاليا لهذا الادراك لان وولف استدار بحدة , وتجمدت نظراته بضع ثوان عليها, وهز رأسه منزعجا من نفسه."تبا! لقد فعلتها من جديد , اليس كذالك؟"
وقف بغير توازن وهو يمسح الطلاء عن يديه بمنديل وكأنه يفعل هذا للمرة الولى اليوم.فلقد بدا ان هذا المنديل كان ابيض من قبل. لقد كان الدهان على قميص وولف ايضا.
وادركت سين وفجأة انه كان يعمل في هذا الرسم قبل ان يأتي ليقابلها. هذا كان سبب نسيانه للموعد. والمرأة في الرسم كانت هي.كانت متأكدة من انهاهي




راى وولف الارتباك على وجهها عندما عبر الغرفة ليقف امامها ."نعم انها انت.... انه سبب تأخري عن لقاءك هذا المساء."
أومأت له بذهول وكانت لاتزال تحملق في الرسم امامها وقالت له :"كنت مشغولا بالعمل عليها."
"انني كذلك منذ عدت الى المنزل مساء امس." وكان ينظر الى الرسم :"ولكن لم يكن هذا فقط." وامسكها من كتفيها بنعومة وازداد تعبير وجهه عمقا:"عندما اعمل في الرسم يبدوا لي الزمن كما لو انه توقف. وعندما اخبرتك انني نسيت موعدنا لم اكن اقصد ذلك انما الوقت قد انساب بسرعة مني , لقد كنت اتشوق لرؤيتك من جديد منذ ان تركتك ليلة امس. هل تؤمنين بالقدر؟"
استفزها بقوة وهزها بخفة عندما لم تجبه على افور."انا لم اكن متأكدا من ذلك حتى مساء امس .الرسم هو حياتي ياسين, لم ارغب في اي شيء آخر ولم افعل اي شيء آخر منذ ان وعيت على الدنيا."
كان يتكلم بسرعة ويأس لكي يجعلها تفهم مايعني صمت لحظة وأضاف:"وكنت راضيا وحتى مسرورا في بعض الاوقات . لم اخسر صدقيني فأنا انتقد نفسي! ولكن ليلة امس عندما استعطت الهروب من الحفلة , كنت ملهما, كنت اعلم ان علي ان ارسمك." ونظر الى الرسم واستطرد :"انه جيد , ياسين."
ولمع وجهه برضى كونه قال الحقيقة.لم تستطع سين الجدال.كان الرسم جميلا ولكن ماذا يعني؟ لماذا رسمها وولف بتلك الطريقة؟:"انني احضر هذه الرسومات لمعرضي الذي سيجري في الصيف القادم .وكنت في حاجة الى شيء خاص ليكون موضوعي الرئيسي للمعرض."
ونظر الى الرسم مجددا:" هذاالرسم سيكون الموضوع الرئيسي."
اشاحت سين نظراتها عن الرسم الجذاب ونظرت الى وولف الذي اصبح مستغرقا مرة اخرى في الرسم
كان من الواضح , الان , انه رسم يستحق اسم "شيء مميز", وهذا ليس له علاقة بأن وولف قد رسمها لتبدو جميلة.كان هناك سحر خاص في كل عمل له ولكن هذه..!
لم تشك سين للحظة بأن المعرض سيكون ناجحا وان اسم وولف ثورنتون الفنان,سيعرف عالميا وايضاهي اسم ثورنتون في عالم الاعمال. قالت بخجل:"انني سعيدة لان لقاءك بي قد وهبك هذا الالهام."
التفت لينظر اليها مبعدا اثر الرسم الاسر, وابتسم ابتسامة دافئة زينت وجهه الجميل, وامسك بكتفيها مرة اخرى, وقال:"لقد اعطاني اكثر من مجرد رسم ياسين, لقد اعطاني المرأة التي سأتزوج منها."
شعرت بان كل الانفاس قد خرجت من رئتيها وجف حلقها وكل عضلة في جسمها قد توترت غير مصدقة.الم يقل حقيقة انه..
"القدر ياسين"ذكرها بتشويق ضاحكا بسبب تعبير وجهها الجامد.
"لم اكن اتكلم عن الالهام للرسم فقط.انه لقاء المرأة التي اردتها ان تكون زوجتي هو الذي اعطاني الالهام!"
صرخت به :"انا"لاتستطيع تصديق هذا الرجل . فهو من عائلة ثورنتون من جهو , ورجل لو صدق القدر فمن المفترض ان يكون بين اشهر الفنانين من جهة اخرى. ويريد الزواج منها..؟
لم يكن يعرف عنها شيئا فسنوات عمرها الاولى قضتها في الميتم وسنوات عمرها الاطول في بيوت الرعاية والوقت الذي امضته بعد ذلك قضته في الصراع من اجل تلقي بعض علوم السكرتاريا لتحظى بعمل مناسب.
عملها كموظفة استقبال في فندق ثورنتون كان الاكثر اهمية حتى الان. والان هذا الرجل يملك نصف الفندق يخبرها انه يريد الزواج منها! امر لايصدق.
اكد لها :"انت يالوسيندا سميث...وقبل ان يتم معرضي الاول سأقنعك بالزواج مني." وقد اقنعها بدون جهد .كان من المستحيل ان لا تقع في حبه وان لاتكون هناك حين يحتاجها.وقد مضى الاثنان كل ثانية متاحة لهما معا منذ الليلة الاولى, ومن اجل ان تتأكد من انه لم ينس تناول الطعام عندما يستغرق في رسوماته. وقد ذهبت في تلك الليلة واحضرت وجبة طعام صيني الى المنزل وامضيا الليلة معا.ومع نهاية شهرهما الاول انتهى رسم سين كما ارده وولف ووضعت سين خاتم الخطوبة. وهي تعرف جيدا ماجرة لخاتم خطوبتها العقيق مع الماس.لقد اعادته اليه بعد بضعة اسابيع.
لكن ماذا حدث لرسمها؟ والرسومات الاخرى التي اتمها في محترفه ايضا؟ اذ لم يكن هناك اي معرض لاعمال وولف في ذلك الصيف, ولا اي صيف اخر, كما تعي سين , وكانت تبحث عن لوحات وولف ثورنتون خلال الاعوام التالية وتتمنى لو ترى ايا منها من جديد ولكن لم يكن هناك اي عرض لرسوماته ابدا
ماذا حدث لوولف؟.


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 05-10-08, 12:11 PM   #8

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع:


أخبرتها ربيبكا بوهن:"يمكن وولف صعبا."
فكرت سين انها ليست في حاجة لأن تعرف ذلك.متذكرة حديثها الاخير معه والذي لن تستطيع ان تخبر الفتاة عنه. التقت الفتاتان كما خططتا, وحالما طلبتا الطعام شرعت ربيبكا في تفسير لسين لماذا فكرت انه من الافضل التكلم معها عن السر الكامن في ما يتعلق برغبتها بعدم التسرع بترتيبات الزفاف.
استمعت اليها سين بهدوء خلال تناول الحساء, مدعية مرة اخرى ان هناك الكثير من الوقت حتى يحين موعد الزفاف. وانه مامن داع لارسال البطاقات خلال الاسابيع القادمة وان ريبيكا تعرف اي نوع من فساتين الزفاف تريد وفساتين فتيات الشرف ايضا, وكل هذا يمكن القيام به قبل موعد الزفاف بفترة قصيرة. الى جانب ذلك ,فريبيكا تريد تخفيض وزنها قبل الزفاف,فاذا ما اعدت الفستان الان سيختلف قياسه عليها.
نظرت سين اليها, لم تكن الفتاة ذات الجسد المتناسق في حاجة لان تخفض من وزنها.كما فكرت ان ايا من هذه الاسباب له اي علاقة بطلبها تأجيل تحضيرات الزفاف.ومع ذلك فان سين ماتزال تتمنى لو ان البستاني الشاب لايكون السبب الحقيقي لتردد ريبيكا في تحضيرات الزفاف.
طلبت ريبيكا كتمان هذا الحوار عن وولف, احمر وجهها واصبح كلون شعرها.انه لن يتفهم حاجتي الى التمهل. سوف يعتقد ان ترددي في الزواج منه هو السبب في التأخير."
ولم تستطع النظر في عيني سين المتعاطفتين معها.
استفسرت سين بنعومة:"وهل يمكن ان يكون كذلك؟"
عارضتها ريبيكا على الفور:" طبعا لا...لقد اخبرتك بالاسباب التي تدفعني الى عدم التسرع." اخذت تسحق قطع الخبز بغضب غير واعية انها تفتتها." وولف رجل رائع وهو يهتم لامري كثيرا."
"وانت؟" راقبت سين الفتاة الاصغر سنا بحدة, لقد كان هناك خطأ ما , ما تدعيه ريبيكا عكس ذلك, لم يكن له اهمية " وهل تهتمين له كثيرا في المقابل؟"
قالت ريبيكا مدافعة عن نفسها:" ولماذا اتزوجه اذا؟"
لماذا اذا بالتاكيد؟ وشعور سين بعدم الارتياح من الوضع كله قد ازداد بحديثها مع ريبيكا.ولم تكن تثق بالامر. ولم تشك للحظة في ان ريبيكا تهتم لامر وولف,من جراء نبرات صوتها المتهدجة. ولكن هل اهتمت له كما تهتم العروس بالرجل الذي سوف تتزوجه بعد اربعة اشهر؟
هذا هو السؤال. ولكن سين لم تكن في موقف يسمح لها بطرحه من دون ان تجرح الفتاة, وهي قبل كل شيء احدى زبوناتها.
شملت ريبيكا بابستاسمة دافئة, محاولة جهدها لكي تهدئها عندما انتهتا من تناول الحساء, وبدأتا بتناول الوجبة الرئيسية, وقد لاحظت سين مدى ضعف شهية ريبيكا , وتساءلت , هل شهيتها للطعام ضعيفة هكذا دائما ام انه الضغط الذي تعاني منه؟
تنهدت ريبيكا:"انه ليس وولف فقط ابي ايضا سوف يشعر بخيبة امل لو..." وبدت تعيسة وهي تقول:" انهما من اعز الاصدقاء" هذا تماما ما ادعاه جيرالك عن ريبيكا وولف ! ولكن مامن اهمية لقول جيرالد, فعلى العكس فإن الناس الذين هم اصدقاء فقط, ليس عليهم حقيقة ان تنتهي علاقتهم بالزواج,وخصوصا عندما تكون الفتاة متورطة مع بستاني والدها. ومع مرور الوقت اقتنعت سين كليا ان البستاني الشاب هو السبب الرئيسي لتردد ريبيكا في البدء بترتيبات الزفاف.اشارت اليها بجفاء:"والدك ليس هو من سيتزوج من وولف."
ردت ريبيكا بابتسامة واهنة على محاولة سين ابداء المرح:" كلا عندي انطباع واضح بان اهتمام والدي منصب في مكان اخر."
ربما كانت عواطف ريبيكا مضطربة, ولكن هذا لم يمنعها من ان تعي حقيقة مايجري في حياة والدها ايضا! ولقد قبلت المعايير على سين, ربما كانت هذه الفتاة هي الزوجة المناسبة لوولف فقد كانت بالتاكيد تعرف كيف تتصرف في الاوقات الصعبة.
احمر وجه سين الان:" لقد تناولنا انا ووالدك العشاء مساء امس, نعم , ولكن ..." وبدت ريبيكا مرتبكة:"لم تخبريه اننا سنلتقي اليوم هل فعلت؟"
اكدت لها سين مجددا:"كلا" واضافت بنعومة :"مع انني اعتقد انه ربما عليك ..." نظرت إليها الفتاه الأخرى بقلق " لماذا ؟"
فيما نظرت اليها سين برقه :" اعتقد انك تعرفين لماذا ياريبيكا ؟"
ثم استفزتها بخفه مضيفه:" لاتمانعين بان ادعوك ريبيكا , هل تمانعين ؟"
" حسنا ,ربما انك تلتقين بوالدي ربما ..."
اخبرتها سين بحده :" انا لا اخرج مع والدك , ياريبيكا ."
صممت على ان لا تكون في موقع المدافع عن نفسها امام ريبيكا التي حاولت عمداً افتعال هذا لتصرف انتباه سين عن الموضوع الحقيقي , الموضوع الذي تجادلتا حوله طوال وقت الغداء . وكان من الواضح اهتمام واحترام ريبيكا لوولف ولكنها لاتريد الزواج منه بالتاكيد.
" لقد خرجت معه مرة لأني وعدته بذلك , ولكنني لا انوي ان اعيد الكرة"
حملقت ريبيكا من جراء تاكيد سين وبابتسامة عاتبه اضاءت فجأة قسماتها الجميله ,قالت :" لابد ان هذا كله مفاجأة لأبي ." ردت سين قائله :" اعتقد انها كذلك ." وهزت ريبيكا برأسها قائله :" مسكين ابي."
قالت سين برزانة وهي تنحني عبر الطاوله لتلمس يد ريبيكا :" اتصلي بي اذا قررت ان امضي في هذا الامر ... اتفقنا ؟" احمر وجه ريبيكا :" ماذا تعنين بذلك ؟"
قالت لها سين وهي تاكل السلطه :" ريبيكا , لقد احببت منزل والدك." وقد لاحظت من تعبير ريبيكا انها لم تكن متاكدة من هذا التغييرفي الموضوع . " فغلافة الجلوس التي كنا فيها في غاية الاناقه , ومريحه جدا ايضاً , ومع ذلك المنظر الرائع للحديقه ." تناولت بعض السلطه واخدت تاكلها بتلذذ محاوله ان لا تلتقي نظراتها بنظرات ريبيكا . وافقتها ريبيكا بذهول :" نعم. انها مريحة , انا , آه , لا..."
ولمعت عيناها وطأطأت راسها كي لايرى أحد في المطعم دموعها . تمتمت برثاء :" هل رأيت؟"
" رأيت سيدة المنزل الصغيرة , تذهب إلى البستاني هذا كل شىء ."
وأكدت سين لها بلطف :" اريد فقط ان تدركي لنني لست في عجلة من امري كي أبدأ بترتيبات زفافك . ولكنني سأكون سعيدة بمساعدتك في تحديد شخصية العريس ."
أخدت ريبيكا نفسا متقطعا وأبعدت الدموع عن عينيها بثبات ورفعت كتفيها بشدة وامسكت بشوكتها لكي تسرع بتناول الطعام وقالت لسين :" شكراً لك."
لم تستطع سين إلا ان تعجب بالفتاه . فهي تعجبها ! لم تعتقد انها تستطيع قول ذلك عن امرأة قرر وولف أن يتزوجها . ولكن كان هناك شىء مميز في ريبيكا , لقد ايقضت مشاعر الامومه في قلب سين , وهذا ما ادركته . ولكن , كيف لها ان تشعر بالامومه تجاه عروس وولف ؟ لقد كان ذلك في غايه السخف !
قال وولف :" كيف كان عشاؤك مع جيرالد البارحه ؟"
نظرت سين بارتياب الى وولف بينما كانت تجلس الى الطرف الآخر من مكتبه .
كان لدى سين الكثير من العمل لتنجزه بعد عودتها من الغداء مع ريبيكا فقد كانت تحضر قائمة الطعام للعشاء الاسبوع القادم , وبينما هي مستغرقه في عملها تلقت اتصالا من مكتب وولف وقد اعملمتها سكرتيرته ان وولف يريد مقابلتها ان لم يكن لديها مانع .

اذا لم يكن لديها مانع ! يبدو ان وولف وريبيكا يظنان ان لا عمل لديها سوى اللحاق بهما . يبدو انهما مقتنعان بان لا زبائن اخرين لديها ! ولكنها تذكرت ان وولف قد رأى جدول اعمالها عندما زارها يوم امس , لابد انه لاحظ انها لم تكن لديها اعمال كثيرة للأسابيع القادمه .
مع ان في فترة مابعد الاعياد تقل اعمالها ثم تعود وتتحسن في حزيران – يونيو , ولكن هذا ليس سبباً وجيهاً لوولف كي يفترض انها تستطيع ترك كل شىء والذهاب الى لندن لمقابلته .
ولكن سكرتيرته المهذبه اخبرتها بوضوح ان السيد ثورنتون لا يستطيع ان يذهب بنفسه للقائها , ذلك انه في اجتماع الآن , ولا تتوقع ان ينتهي منه قبل الساعه الخامسة , مما يعني ان سين لا تسطيع التكلم معه لتعرف ماذا يريد! انهت سين المكالمة مع السكرتيرة , على تلتقي وولف في الساعة الخامسة والنصف .
امضت فترة الظهيرة بعد ذلك غير قادرة على التركيز على ما تفعله . ولو لم يكن وولف في اجتماع عمل , إلا بعد الساعه الخامسة.
لقد تمنت لو انها لم تلتق قط بجيرالد هاركورت في ذلكة الزفاف , ولم تسمع بابنته ريبيكا وبالتأكيد لما التقت بوولف مرة اخرى , وخاصة ان السبب طلبه رؤيتها , هو ان يسالها كيف جرت الامور بينها وبين جرالد ليله امس, وهذا ليس من شانه !
كانت تقف بعدم ارتياح وهي تحس بحدائها يغريق في السجادة الزرقاء الباهتة . وابدا ان المكاتب الرئسيه في صناعات آل ثورنتون تتمتع بكل وسائل الرفاهية.
لم تذهب سين الى هناك من قبل . فالمكتب لم يكن بين الاماكن التي كان يتهم بها وولف , الانها تعترف بانه يبدو قاسيا ومتغطرسا مما جعله مناسبا لعالم الاعمال اكثر من كونه فنانا مبدعا, مع انها كانت لا تزال تشعر بالحزن لفقدانه .
هذا لن ينفع . وقد عادت بافكارها الى وولف القاسي والمتغطرس . ومن الافضل لها ان تتذكر هذا .
سألته بخفه :" لماذا اردت رؤيتي ياووبف ؟" وكان مزاجها ليس صافيا بعد ان اضطرت للمجيء الى لندن للمرة الثانيه اليوم . مال الى الوراء على كرسيه الجلدي , وضاقت عيناه وبدا في سترته الكحليه وقميصه الابيض وشعره المسرح الى الوراء بصلابه , انه في الخامسه والثلاثين بدون شك, من الواضح انه رجل اعمال ناجح . لوى فمه بقسوة :" ألن تجيبي عن سؤالي عن موعدك مع جيرالد ؟ لقد بدا على غير عادته هادئاً , مما يعني أمراً واحداً من إثنين ...."
لقد تمكنت سين أخيراً من الكلام :" هل سألت جيرالد عن موعده معي ؟" وقد ارتابت كثيراً في بادىء الأمر في أن تقول أي شيء .
قال وولف :" اما أنكما فشلتما إلى درجة أنكما لن تكررا اللقاء أو أنكما أصبحتما متحابين ." وقسا صوته الآن وضاقت عيناه :" وفي كلا الحالين , فإن جيرالد المهذب لا يطلع أحداً على أموره مع النساء . وهكذا فهو لن يخبرني ويخبر اي شخص آخر عما جرى."
قالت سين بحرارة و عينها تلمعان :" إنه أمر مؤسف , لا يمكن قول الشيء نفسه عنك!"
لم يتحرك وولف , كان متوتراً, إلا انه لم يكن هكذا منذ بضع دقائق , فقد كان هادئاً . كان صوته ناعما نعومه خطرة :" ماذا تعنين بذلك ؟" رمقته سين متهمة إياه:" من الواضح انك لا تشعر بالندم لمناقشة أمري معه ."
وتحدته مدافعه :" أو انك لا تعتبرني سيدة؟"
منذ سبع سنوات كانت حبيبته , بعد معرفة دامت عدة ايام فقط . ربما يعتقد انها عرفت عدة رجال من بعده .
الحقيقه انه لم يكن في حياتها اي رجل بعد وولف . وقد رجعت هي وروجر إلى علاقتهما البريئة التي كانا عليها من قبل . فقد صارا يخرجان بعض الاوقات الآن . كان وولف الرجل الذي أحبته ولكن حبها لم ينجح , وبدلا من ذلك أخدت ترتب أفراح الآخرين .
قال وولف :" أنا لم أتكلم عنك مع جيرالد في أي وقت ."
لقد كان صوته هادئاً تماما :" ولكن على ضوء هذه الضروف يبدو الأمر غامضا خصوصا و أننا قد تناولنلا غداء عمل مع بعضنا اليوم ولكنه لم يأت على ذكر موعده معك ليلة أمس ."
ارتاحت سين مع انه كان من العسير عليها التفكير بان ولف وجيرالد تناولا الغداء معا بينما هي وريبيكا كانت تفعلان الشيء نفسه . من حسن الحظ انهم لم يقرروا تناول الغداء جميعا في نفس المطعم ؟ ألم يكن من شأن ذلك أن يجعل لقاءهم مثيراً؟
قالت ببرود :" ربما تناول العشاء معي هو بتحديد امر لا يجدر به ان يذكره ."
تأملها قائلاً بهدوء :" أشك في ذلك ."
نظرت اليه سين بحده ولكن تعبيره بقى غامضاً. ولم تستطع ان تخمن بماذا يفكر , وتنهدت , فلقد كان ضغط الرحلتين إلى لندن اليوم مرهقا لها.
قالت سين :" هل تستطيع أن اقول لي لم انا هنا , في الوقت الذي يجب ان اكون فيه في المنزل اتناول العشاء وارتاح بعد ذلك خلال عطلة الأسبوع ؟" فبعد هذين اليومين كانت تشعر بحاجه ماسة الى الراحه .
رد عليها وولف :" همم, يبدو مغريا .ط وتجهم وجهه مما اعطاها انطباعا بانه يفعل اي شيء عدا الراحة في عطلته . لوت فمها قائلة :" انا متاكدة من ان رئيس صناعات آل ثورنتون يستطيع فعل الشىء نفسه إذا ما أراد ذلك ."
سألها وولف :" هل انت كذلك ؟" وتنهد :" أنا لست متاكداً الى هذا الحد مع احتمال انني ساحصل على بعض الوقت للراحة في هذه العطله ."
وقطب جبينه فجأة :" بعد ان ذهبت ريبيكا لبضعة أيام ."
" أنا أكيدة أنك ... هل ذهبت ريبيكا ؟" تمنت سين ان يبدو صوتها طبيعياً وفضولياً كما أرادتعه أن يكون .
لم تذكر لها ريبيكا شيئاً عن ذهابها عندما التقتا. فربما كان قرارها مفاجئاً كي تتسنى لها فرصه التفكير جيداً قبل الاتباط بهذا الزواج , وهذا الرجل , تمنت سين ذلك بإخلاص , فريبيكا ما زالت صغيرة لترتبط بزواج لم تكن متأكده منه مئه بالمئة , مع أنها شكت بان وولف سيرى الامر بنفس الطريقه خاصة إذا كان للامر علاقه بما قالته سين للفتاه , مما جعلها تعيد التفكير في هذا الموضوع . قد تكون مخطئة كلياً بالموضوع , وربما ستعود ريبيكا وقد ادركت كم هي محظوظة بالزواج من شخص مثل وولف . وبعد كل شيء يبقى السؤال عن ذلك البستاني ...
" هذا ماردات ان اكلمك عنه ." وهز وولف راسه :" كانت ريبيكا تحت ضغط شديد خلال الاشهر الماضيه بسبب خطوبتنا وامور اخرى " واكمل بخفه :" اذا كانت لديك اية أسئله عن ترتيبات الزفاف في الايام القادمه القليله ربما تستطيعين المجيء إلي ؟"
قالت لوولف بنفاد صبر :" أنا لا اعمل عادة خلال عطلة نهاية الاسبوع , وكان في امكانك قول كل هذا عبر الهاتف ."
وتنهدت عندما ادركت ان رحلتها الثانيه اليوم كانت ايضاً مضيعه للوقت . وتناولت حقيبة يدها استعداداً للذهاب وقالت :" ربما كان عندك وقت لتضيعه , ياولف , إنما انا ...."
أمرها وولف :" إجلسي " وانحنى على مكتيه وكل مظاهر الإ سترخاء قد اختفت ." أنا أيضاً لا أملك وقتاً أضيعه."
تابع بقسوة :" ولم اكن كذلك ابدا." مكملاً بهدوء ما كان يقوله في ما يتعلق برسوماته . تذكرت سين متألمة :" ماذا حدث لك ؟"
في هذا المكتب بعض الرسومات الحديثه , ولكن حتى بنظرة خاطفه لاحظت ان ايا منها لم تكن من رسومات وولف . فسألته :" لِمَ لم تعد ترسم ياوولف ؟" وعندما اكفهر وجهه علافت انه ماكان عليها طرح مثل هذا السؤال . ولكنها اردت ان تعرف .
"لقد سبق ان اخبرتك , انا لااملك الوقتاً لأضيعه ." شهقت سين :" لم تكن رسوماتك مضيعه للوقت ." ضاقت عيناه وقال :" ماذا تعرفين عنها؟"
شحبت سين وبلعت ريقها بصعوبه .لم يكن قاسيا في الماضي , انما ادركت الآن انه اصبح في ذلك :"من الافضل ان اذهب."
قال بنفاد صبر :" لم انته بعد , لانزال نتاثر بالماضي وهو شيء آخر اردت مناقشته معك عدا الامور التي نتباحث فيها باستمرار." وبدا متهجماً.
قال وولف بعد لحظه :" لقد ادركت بعد ان تركتك البارحه وبعد ان اعدت ترتيب افكاري ..."
اتهمته سين :" لقد تصرفت بشكل لايطاق!" قالت ذلك وهي تستعيد وعيها من إ هانته .فهي لن تسمح لنفسها بان يدمرها هذا الرجل مرة اخرى.
لوى فمه قائلاً:" ذلك اننا لم نناقش امر اخفاء ماضينا عن ريبيكا .طبعا , هي تعرف خطوبتي لفتاه اخرى مند سبع سنوات." وتجمدت نظراته وهو يقول :" كان من غير المجدي اخفاء الامر عنها ."
قالت سين بازدراء : " بالطبع لا , مع انه ماكان من الواجب إخبراها . فلقد كانت هناك قلة من الناس الذين عرفوا بامر خطوبتنا ." اتهمها وولف بقسوه :" وغلطة من كانت ؟"
غلطتها , اعترفت بذلك . فمع انها كانت اكيدة من حب وولف لها , إلا انها لم تكن متاكدة في شان ثروته , مع انه كان يحاول تجاهل ثروته معظم الوقت وانه متن آل ثورنتون وعرف طفوله مميزه اكثر منها , ولم يعرف كيف يكون شعور المرء عندما يريد شيئا ما بقوة وعندما يحصل عليه , يخاف فقدانه , حب وولف كان هكذا بالنسبه إليها . وعندما استعادت الماضي تبين لها انها كانت حكيمه في الانتباه الى اي خطوه قاما بها معا ً, ولكن لم يحدث ذلك . تنهدت بثقل :" هذا كله اصبح من الماضي يا وولف."
اوما بجفاء :" لا استطيع ان اضيف اكثر " واضاف محذرا :" واريد الامر ان يبقى هكذا."
اخبرته سين مؤكدة :" إعتبر اني نسيت." مع علمها انها لن تنسى ذلك . ومن تعبيره الغاضب عرفت لانه ايضاً لن ينسى ولكن لدوافع مختلفه عن دوافعها. " والان انا..." وتوقفت فجأة عندما فتح الباب وراءها.
فمنذ ان توجهت الى المكتب في الخامسه والنصف كانت اغلبية الموظفين يغادرون , وقد امر وولف سكرتيرته يالمغادرة . إذا من كان هذا الذي دخل دون ان يعلن عن نفسه بمثل هذه الالفة؟ نظرت سين نظرة واحدة الى الباب وعرفت على الفور من له الجرأة على القيام بعمل كهذا . انها باربرا.
لقد مرت سبع سنوات منذ آخر مرة رأت فيها هذه المرأة , ولكن تستطيع التعرف الى باربرا الجميله في اي مكان , شعرها مازال اسود ولكنه اقصر من قبل وقسمتها الرائعه مازالت فتيه على الرغم من أنها في الثالثه والثلاثين الان . وكانت ترتدي فستاناً اسود. يظهر كل البراعه والاناقه التي تعلمتها من خلال السنين التي عاشتها كعارضة من الطراز الاول . نعم سين تستطيع التعرف الى باربرا الجميله في اي مكان .
قالت المرأة الاخرى:" آسفه ياوولف " بدون ان تعني حقيقه الإعتذار " لم أدرك ان معك شخصاً اخر " وابتسمت لسين ابتسامه عابره , ففي النهايه هذه المرأة لم تكن لتتصرف بطريقه افضل حتى لو ادركت ان وولف برفقة احد ما , وكان من حقها تماما ان تدخل الى مكتبه بغير استئذان .
فكونها ارمله اليكس ثورنتون , منحها الحق بنصيب كميراث لها في صناعات آل ثورنتون , فربما كانت محقه في ذلك ! ولكن كما تعرف سين لم تكن باربرا في حاجه الى هذا النصيب لتشعر بمثل هذا الحق المكتسب في حياة وولف!
التفتت باربرا الى وولف وقالت :" اردت فقط تذكيرك بان العشاء في الثامنه ." وتوقفت فجأة واستدارت بحدة نحو سين وانقطعت انفاسها عندما امعنت النظر فيها :"أنت ؟" اتهمتها بعينين خضراوين متسعتين من التذكر. لم يكن هناك اي استلطاف بينهما .فلقد عاملت سين ببرودة بعد ان عرفهما وولف منذ سبع سنوات .
لم تنزعج سين من تصرف المرأة الأخرى , فمنذ ان عرفها وولف الى العائله عرفت انهم لن يستقبلوها بأيد مبسوطة , وانها لم تكن الخيار الانسب لوولف , وانها لا تصلح كزوجة لواحد من ورثة آل ثورنتون . كانت, اثناءها تعمل موظفة استقبال في واحد من فنادقهم , ولم يكن لها عائله ,كما كان وضعها الإجتماعي عاديا .فكان من الطبيعي ان تعامل بغير ود , وقبلت سين بذلك ,اي بان يعاملوها بحذر لبعض الوقت الى ان يتاكدوا انها احبت وولف شخصيا وليس ماله.
لم يابه وولف لما قالته عائلته . فقد اخبرهم بانه سوف يتزوج منها وهذا ماينوي فعله , إذا وافقوا عليها ام لم يوافقوا . فقط باربرا تصرفت بعدوانيه تجاه سين منذ النظرة الاولى , وعرفت سين من نظرتها الان ان ذلك الشعور لم يتغير قط. ولكن سين كبرت سبع سنوات الان.
لقد وبخت نفسها لهذا المشاعر, لقد اصبحت سيدة اعمال الان حتى لو كانت اعمالها اقل بكثير بالنسبه لمقياس صناعات آل ثورنتون .
قابلت نظرة المرأة الاخرى بثبات عارفه ان باربرا وإن كانت لم تتغير كلياً , فهي قد تغيرت الى حد ما.ولن تسمح لنفسها بان تخاف اي فرد من هذه العائله القويه, الى جانب ذلك كانت قد أدركت منذ حوالي يومين انها سوف تلتقي باربرا من جديد بغير محاله .لم تعجبها الفكرة ولكنها عرفت ان ذلك لابد وان يحصل.
باربرا في الوقت الحالي مازالت تبدو مذهوله لرؤيتها بعد كل هذا الوقت . حيتها بجفاف "باربرا " واضافت بخفة:" تبدين بخير."
"أنا!" وقطعت باربرا كلامها ,مرتابة في رباطه جاش سين , وادارت عينيها اللامعتين الى وولف :" لم تخبرني لانك ولوسيندا التقيتما مجدداً."
ووجدت صعوبه في ضبط نبرة صوتها الحادة لكي لا تبدو وكانها تتهمه. باربرا وكلوديا والدة وولف اصرتا في الماضي على استعمال اسم سين بالكامل ما ان علمتا ان سين هو تصغير للوسيندا, وادعتا انهما لاتحبان تصغير الاسماء , واسم سين يدعو للإرتياب ! لم يعجب وولف ذلك , ولكن لم تشأ سين ان ينشأ خلاف بخصوص ذلك مع انها كانت تجفل في كل مرة ينادونها باسم لوسيندا , كان يذكرها بسنواتها الطويله في الميتم . كم كانت تثق بسذاجة في ذلك الوقت , فهي لاتستطيع الآن ان ترى الى ماكانت تهدف إليه المرإتان القويتان . فقد ارادتا بقاءها بعيداً عنهما, وليشعراها بانها غير مرغوب فيها بينهم .
اخبرت المرأة الأخرى :" إسمي سين أو انسه سميث." قبل ان تلتفت الى وولف مجدداً , وولف الذي جلس ينظر الى كل ٍ منهما بعينين متقاربتين ربما بانتظار ان يراهما يمزقان اعين بعضهما البعض.
قالت ببرودة :" أعتقد ان امورنا سويت لليوم." وعلمت من حركة فمه وعينيه المتقاربتين ان ذلك نذير سوء , إذ ان ما قالته لم يعجبه اطلاقاً.
قالت باربرا بحدة :" عمل ؟ ماهو نوع العمل الذي يمكن ان يجمعكما؟"
قاطعتها سين بنفاد صبر :" علي حقاً الذهاب." متضايقه من هذه العائله التي تفترض ان لاعمل لديها هذه الليله سوى الوقوف والاستماع اليهما.
اضافت بقصد عندما رأت عيني وولف تتساءلان :" يجب ان اذهب الى المنزل." واخبرت المرأة الاخرى بجفاء:" لقد كان من المثير رؤيتك مجدداً يا باربرا " وبدت باربرا مذهولة من هذه المواجهة.
قالت باربرا بارتياب :" مثير ؟ وولف انا لم ..."
قالت سين وهي تغادر الغرفه:" الى اللقاء." ولكنها وجدت نفسها تتوقف فجأة عندما أمسكت يد أليفة بذراعها :" ماذا تريد الآن ياوولف؟" سألته باستغراب عندما استدارت لتواجهه في الممشى ومنتبهة الى نظرات باربرا في المكتب.
نظر بتمعن الى وجهها الشاحب وسألها عابساً:" هل تتناولين العشاء معي الليله؟" فتحت سين عينيها باتساع وعبست :" ولكنني اعتقدت ان باربرا قالت انكما ستتناولان العشاء معا الليلة ؟"
" لقد عملنا الترتيب منذ ساعة ." وتمتم وولف بكسل "لست مجبراً على الذهاب ."
لقد علم بعد الظهر فقط ان خطيبته ستغيب عن المدينه لبضعة ايام ولكنه قام فوراً ببعض الخطط مع باربرا .لم يتغير اي شيء كما يبدو.
" انا لن اتناول العشاء معك حتى لو كنت اموت جوعاً."
اخبرته سين بذلك بحتقار ونزعت يدها بقوة " ارجع الى باربرا ." نصحته بقرف :" فكلاكما يناسب الاخر."
"سين"
"دعني وشأني ياولف !"
انذرته نبرة صوتها بانها سوف تقوم بعمل جسدي مدمر إذا لم يفعل , فتركها فجأة ... مع انها كانت واعيه لمراقبة باربرا لها بينما عبرت الممشى بخطى راسخه لتصل الى المصعد , وضغطت على الزر بقسوة , ثم دخلت المصعد ما ان فتح بابه , وتلاقت نظراتهما قبل ان يغلق الباب بصمت وتنزل الى اسفل المبنى بهدوء . تمنت سين لو ان افكارها تتناسق بمثل هذا الهدوء . لم تكن تستطيع ان تحتمل وولف وباربرا !
منذ سبع سنوات فسخت سين خطوبتها من وولف . وهي متاكدة من حقيقة انه على علاقة بباربرا وانهما كانا كذلك منذ الايام الاولى لزواجها من اليكس . وباتت متاكدة الان انهما مازالا على علاقتهما القديمه على الرغم من خطوبته لريبيكا . لو انها علمت فقط الى اين ذهبت ريبيكا في عطلة نهاية الاسبوع لكانت لحقت بها واخبرتها كم هي محقة بعدم الزواجها من وولف وانه عليها إعادة خاتمه اللعين إليه . كما فعلت سين ذات مرة.


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 05-10-08, 12:19 PM   #9

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس


قال وولف :" اريد ان اعرف تماما ما تعرفينه عن مكان ريبيكا."
حاولت سين ان تسيطر على انفعالها بعد ان فاجأها وولف بكلامه هذا , ما ان فتحت له باب الكوخ . لقد كانت تنتظر شيئا من هذا القبيل طيلة اليوم , منذ ان افسد هدوء يوم عطلتها في الساعه العاشرة صباحاً عندما تلقت مكالمه هاتفيه من ريبيكا هاركورت , تمنت وليس للمرة الاولى , لو ان رقم هاتف منزلها وهاتف عملها لم يطبعا على البطاقة التي اعطتها لريبيكا في لقائهما الاول , والالما وجدت وولف يقف على بابها.
دعته الى الدخول ." يحسن بك ان تدخل." كانت خائفه حين تراجعت الى الوراء لكي يمر.
تمتم بنفاد صبر :" انا" وهو يتبعها الى داخل الكوخ , وكاد راسه ان يرتطم بإطار الباب المنخفض.
قال بقصد إذلالها : " لم ادرك انك تعشين في منزل الاقزام السبعة !" واخفض راسه ليتفادى ارتطاماً آخر.
إرتفاع الغرف القليل وضيقها كانا احد اسباب سين الرئيسية التي ساعدتها على استئجار الكوخ , فلم يكن هناك العديد من ذوي الاحجام الصغيرة ليشعروا بالارتياح للعيش هنا.. فلا يحبذ العديد من الرجال فكرة ان يتجولوا دائما منحني الظهر داخل بيوتهم.
بدا وولف مثيراً للسخرية , فطوله وحجمه جهلاه يبدو كعملاق داخل بيت الاقزام السبعه. ولم يكن هناك من الرجال يدخلون الى هذا الكوخ . جلس بقلق على احد المقاعد . وقد اخدت ارجل المقعد تهتز من ثقله , حتى الاثاث قد اختير يناسب هذه الغرفه الصغيره . نظر الى سين ونبهها بقسوة :" حسناً "
نظرت سين اليه وكانت لاتعاني من الحجم الكوخ. وكلاهما يرتدي ملابس عمليه في هذا اليوم , وهذه الملابس هي وحدها القواسم المشتركه بينهما.
كان وجه وولف مقطباً , لاحظت سين ذلك بوضوح , كانت تعرف مايريد قوله , طبعا عرفت , ولكنها لم تعرف كيف ترد عليه ولم تكن تعرف مدى معرفته بامر ريبيكا ...
قالت بخفه :" لقد كنت على وشك تحضير فنجان من القهوه , هل تريد واحداً؟" رد وولف بحدة :" كلا . انا لم آت الى هنا لشرب القهوه ياسين . لقد أتيت من اجل بعض الاجوبه . اخبرني جيرالد انك تلقيت هذا الصباح مكالمه هاتفيه من ريبيكا , تطلب منك ابلاغه بالا يقلق بشانها وانها بخير ولكنها قد تطيل غيبتها الى اكثر من بضعة ايام . وان الزفاف قد الغي ."
كانت سيثن لا تزال شبه نائمه , عندما ردت على جرس الهاتف في ذلك الصباح الباكر . وكانت قد امضت ليله مرهقة , ومازالت متوترة من تلك المقابله مع وولف وباربرا في مكتبه . ولكنها استيقضت على الفور عندما عرفت ريبيكا عن نفسها عبر الهاتف , ومع ذلك لم ترد ريبيكا ان تفسح المجال لسين بالتكلم . ارادتها فقط ان تصغي , وبعد ذلك تنقل الرساله الى والدها . وعندما اعترضت سين على الرساله التي تلقتها , اقفلت ريبيكا الخط.
اندهش سين . ماذا كان عليها ان تفعل الآن ؟ كانت تعرف امراً واحداً هو انه لم يكن في نيه ريبيكا ان تتصل بوالدها وتتكلم معه بنفسها .إذا , إن لم تتصل سين فسوف يشعر بالقلق حيال ما قد يحصل لريبيكا التي لن ترجع الى البيت بعد قيامها بزيارة صديقة الدراسه وعندما يتصل بتلك الصديقه سوف يكتشف انها لم تذهب الى هناك . لم تحب سين الموقف الذي وضعتها فيه ابداً, وتمنت من جديد لو انها لم تسمع بعائلة هاركورت . ولكن بما انها سمعت بهم , وقد وثقت بها ريبيكا وكلفتها بمهمة اطلاع والدها على الامر , لم يكن امامها من خيار سوى الاتصال بجيرالد . ولقد صدم بما قالته . وقد اراد معرفة مكان ريبيكا , ولكن سين لم يكن لديها ايه فكرة عن مكانها لم ياخذ وولف وقتاً طويلاً بعد ذلك لكي يقرر ان سين تعرف اكثر مما قالت لهم.
هزت سين كتفيها قائلة:" هذا ما اخبرتني به ريبيكا بالضبط لاخبر والدها." وقطبت جبينها عندما احست بانها لم تف بالغرض . ولكن ريبيكا كانت مصرة على انها لا تملك اكثر من ذلك لتقوله . وهكذا فما كان في استطاعة سين ان تقول اكثر من ذلك.
نظر اليها وولف قائلا:" لماذا سين ؟ لماذا اختارتك ريبيكا انت بذات دوننا جميعا ! جيرالد هو والدها وانا ... انا كنت ..... خطيبها ."بلعت ريقها بصعوبه واقترحت بخفه "ربما لهذا اختارتني . انتما كنتما قريبين بينما انا..."
حثها وولف عندما ترددت :" نعم؟"
" انا ايضا لا اعرف لماذا اختارتني ياوولف " ولمعت عينها وتابعت :" عليك ان تسأل ريبيكا عن هذا ....ألن تفعل ؟"
ذكرها بنعومه :" ولكنني لا استطيع . فهي ليست هنا, انت هنا!" وتمنت لو انها لم تكن هنا ! عرفت انها ستحصل متاعب بسبب تصرف ريبيكا , وحاولت ان تفكر ببعض الاجوبه التي تستطيع اعطاءها لوولف لانه سوف ياتي الى هنا ويسالها ! ولكن في الحقيقه لم تكن تملك ايا منها , من دون ان تخون ثقة ريبيكا بها . ولم تكن لتفعل ذلك !
هزت كتفيها قائله :" لقد اخبرتك بكل ماخبرتني به " كان وولف يراقبها بعينين حادتين :" كل شيء!" لم تستطع ان تنظر في عينيه الان . نعم لقد اخبرتهم كل ماخبرتها به ريبيكا ولكن ليس كل ماتعرفه ! وكان وولف ذكيا الى درجة انه ادرك هذا . لم ترد ريبيكا عندما سالتها سين ان كانت تفضل ان تبقى وحيده من دون معرفة والدها عن مكانها . ولكن سين كانت في غاية الشوق لمعرفة قدوم البستاني الشاب الى العمل يوم الاثنين صباحا . هذا كل شىء . كررت سين بحدة:" حقيقه , ليس هناك شيء اخر استطيع اخبارك به."
اخبرها بينما هم بالقيام :" ولكنني ارفض هذا , سين"
ومرة اخرى احنلا راسه لكي لا يرتطم بالسقف المنخفض:" اردت ان اتكلم معك بشان ليلة امس."
اخذت سين تكتشف ان الغرف الصغيرة في الكوخ لها مساوىء اخرى . فالمساحه الصغيرة جعلت وولف يبدو قريبا جدا ومسيطرا جدا بقامته الهائلة وخطرا الى درجة ما! يقال , ان وسيله الدفاع الافضل هي الهجوم!
حسنا , اذا من الافضل لها ان تهاجم وبسرعه .لان وسائل دفاعها بدات تهتز!
سالته بازدراء :" لقد الغت خطيبتك للتو زفافها وتريد ان تتكلم معي ؟ اعتقد انه عليك ان تتكلم مع ريبيكا!"
هز راسه قائلا :" ولكنني لا اعرف مكانها بينما اعرف مكانك ." بلعت سين ريقها بصعوبه :" ليس عندي ما اضيفه بشان ليله امس . في الحقيقه ,ان الزواج قد الغي "فهي لن تتكلم عن باربرا ولن تعرض نفسها الى مثل ذلك التعذيب الروحي مرة اخرى ! " ولا ارى اي سبب لكي يكون بيننا اي اتصال . الا اذا غيرت ريبيكا طبعا رايها بشان الزواج , ففي هذه الحاله سوف اكون في غاية السعاده لكي اتكلم معكما من جديد ." تمرت سين عندما امسك بها فجاة وضمها الى صدره . وملامح وجهه تبدو صارمه :" اخرسي يا امرأة .... اخرسي." وزفر قبل ان يخفض راسه ليقبلها. تمنت سين لو انه يتوقف عن فعل ها لانها لاتستطيع مقاومته . لقد احبته . ذات مرة . ذات مرة؟ مازالت تحبه . ادركت ذلك وهي تكاد تشعر بالغثيان . كيف يمكن ان يحصل هذا ؟ كيف يمكن لها ان تستمر في حب هذا الرجل ؟ هذا الرجل لم يكتف بخيانتها فقط وانما بخيانة الفتاة التي كان على وشك الزواج منها؟ لم تعرف كيف , ولكنها عرفت فقط انها لم تتوقف عن حبه , فعلى الرغم من كل ذلك لقد احبته ! لقد كان السبب في انها لا تملك اي شعور يتعدى الاعجاب باي رجل اخر.
انتزعت نفسها بعيدا عنه , واصابعه مغروسه في ذراعيها ليمنعها من الحركه , وملامح مذهوله عندما نظر اليها مستفهما فسالته بقسوه :" ماذا دهاك ياوولف؟ الا تستطيع ان تبقى بدون امرأة في حياتك لعدة ساعات!"
قال لها متعجبا :" ماذا......."
اتهمته سين بقرف :" ذهبت خطيبتك في عطله ليلة امس , فدعوت , لا امرأة واحدة فقط بل امرأتين اتشاركانك العشاء. واليوم عندما بدا ان ريبيكا طلبت الغاء الزواج لم تلحق بها , مدعيا ان حبك لها لم يمت وتقنعها ان مستقبلكما معا , او ... كلا . بل اتيت الي . يبدو ان ريبيكا قد قامت باتخاذ قرار سليم !" كما فعلت هي .... قالت لنفسها بغضب.
تركها وولف كانما قد احترقت يداه وملامح الذهول استبدلت بغضب عاصف بينما هو يستمع لكلامها الجارح. ولكن سين كانت ابعد من تهتم كيف يشعر حيال كلامها . هذا الغضب لم يكن من اجل ريبيكا فقط , بل من اجلها ايضا , من اجل كل الالم الذي سببه لها وولف وكل وجع القلب الاتي . فنسيان وولف هذه المرة اصعب بكثير من المرة الماضيه !
قالت بكرامه متزنه:" والان اخرج من هنا , اخرج وابق هناك ."
قال لها وفمه مشدود بقوه :" انت تغيرين الامور لتناسب ماتؤمنين به."
فردت وعيناها تلمعان:" اريد ان اؤمن بانك ستخرج من هذا الباب ."
"سين..."
" لماذا لم تسأل نفسك لِمَ اريد ان أؤمن بهذه الأمور؟"
تحدته وعيناها تلمعان بدموع متحجرة. لم تكن لتبكي امامه ." هذا لاني لا اريدك هنا. انا لم اردك ابدا ان تكون هنا. انا لا اريدك" وهذه الكلمه الاخيرة خرجت من فمها بقسوه شديدة لانها ارادت ذهابه مع علمها انها لا تستطيع منعه لو اراد البقاء . ولكن لم عليه البقاء في مكان كان من الواضح انه غير مرغوب فيه ؟
لمعت عيناه بعدائيه ظاهره وتحجر وجهه للحظه:" علينا ان نتكلم."
" ليس لدينا ما ننقوله . اذهب وابك على كتف امرأة اخرى !" كتف باربرا كانت دائما حاضره للاستماع الى متاعب . واي شىء آخرل يختاره ليكلمها عنه.
توتر فم وولف :" كما أشرت الان , انا لست في حالة يرثى لها بسبب الغاء الزفاف وهذا بسبب..."
"لأنك لم تحبها!" انهت سين باتهام :" كنت اعرف ذلك .... انت غير قادر على حب اي كان ! لهذا السبب انا...." وتوقفت عن الكلام لانها كانت على وشك الاعتراف بانها شجعت ريبيكا على التفكير بجديه قبل ان تورط نفسها بزواج لم تكن واثقه منه , بدا ان هذا هو العذر الذي يريده وولف لكي يمزقه ارباً.
استفسرها وولف برقه:" نعم؟"
لم تعد وجنتاها شاحبتين , واستبدلت كلماتها مدافعه عن نفسها:" لهذا السبب لم اتزوج منك منذ سبع سنوات ."
لاحظت من عينيه المتحجرتين انه كان غاضبا جدا, حسناً, هي أيضاً غاضبة من طريقة تفكيره بانه يستطيع الرجوع الى حياتها....
صاح بقسوة :" حسناً ياسين , سوف اذهب , ولكن إذا ما اكتشفت ان لك علاقة بهروب ريبيكا فسوف .."
لم تكن سين تعرف ماذا بالضبط سيفعل بها لو عرف انها تكلمت مع ريبيكا! لانه استدار في تلك اللحظه بخطوات سريعه نحو الباب وبدا واضحاً انه نسي امر السقف المنخفض.
عندما ارتطم راسه بذلك الاطار , علقت قدمه ايضاً بشيء فانبطح على ارض الغرفه وتفادى ارتطام راسه مرة اخرى بالمرآة المثبته على جدار المواجه . لقد جرى ذلك في ثوانِ فقط . ووقفت سين عاجزه عن الحركه وهي تشاهد تتابع الحوادث , حائره بما جرى . ولكنها تحركت على الفور عندما ادركت ان وولف لا يستطيع ان يقف على رجليه .
كان ممدداً على السجادة عبر الغرفة, وتعجبت من حقيقة كونه استطاع ان يتفادى الارتطام على اي من قطع الاثاث , فالاريكه ذات المقعدين خلفه , والطاوله القهوه امامه . ازاحت سين على الفور طاولة القهوه , وجثت على ركبتيها الى جانبه, كانت عيناه مغمضتين ولم يكن يتحرك , آه , لم تمت , اليس كذلك ؟ ماذا يجدر بها فعله مع شخص مات؟ ربما عليها الاتصال بالاسعاف ؟ لتستدعي طبيباً على الاقل؟ عندما رفعت السماعه للاتصال بالطبيب اكتشفت ان الخط مقطوع. ولم تنفع كل محاولاتها بالضغط على ازرار الآلة.
" انت تضيعين وقتك بذلك . انه الشىء الذي اوقعني." قوة صوت وولف في الغرفه الصامته كادت تجعل سين توقع السماعه وتغيب عن الوعي هي الاخرى.
التفتت صوبه بعينين متسعتين , وارتاحت لرؤيته ينهض.ولكن من تقطيب وجهه عرفت كم يعاني من الالم . وضعت السماعه مكانها , وسالته :" كيف تشعر؟"
"كيف....؟" حاول سحب نفس عميق وهو ينظر اليها " كيف تعتقدين اني اشعر مع وجود نصف ميل من شريط الهاتف ملفوف حول كاحلي!"
فهمت سين سبب ملاحظته الاولى. فشريط هاتفها لم يكن فقط ملتفا حول كاحله ولكنه في الحقيقه انتزع اداة الوصل من تجويف الحائط , فلا عجب اذن ان يكون خط الهاتف مقطوعاً , ومن الصعب احضار طبيب . اخبرته بسرعه وهو يحاول الوقوف :" كنت احاول مساعدتك . لا اعتقد انك تستطيع الحراك حتى يكشف عليك الطبيب." ومن الواضح انه كان يشعر بالالم في مكان ما من جسمه عندما تاوه قليلاً. واخبرته :" لقد كنت غائباً عن الوعي لثوانٍ فقط" ووضعت يدها على كتفه لتمنعه من الحراك اكثر:" لم اكن غائباً عن الوعي ابداُ, ياسين" لم يكن تعبير نفاذ الصبر الذي ارتسم على وجهه, ولكن وهج الغضب عاد الى عينيه:" لقد كنت ملقى هنا وعيناي مغمضتان , اعد للمئه حتى لا اخنقك فوراً بسبب حقيقة انك دائما تسحبين شريط هاتف طوله ميل لكي تنتقلي من غرفه الى غرفه وانت تتكلمين في الهاتف !"
تراجعت الى الوراء كما لو لدغت , واحمر وجهها عندما تذكرت هذه الحقيقه . كما يبدو فان وولف تذكرها ايضاً , اذ انه منذ سبع سنوات خلت طلب ان ياتي مهندس الى شقته ليركب شريطا اطول للهاتف , بعد ان كانت تنتقل من غرفه الى غرفه وهي تتكلم في الهاتف , ونزعت مقبض الهاتفعدة مرات وقطعت الاتصالات . لقد كان من دواعي استغرابها ان هذا الرجل عرفها جيداً.
اكمل وولف بنفور بعد ان تمكن من فك الشريط عن قدمه:" واضح انك تحتاجين لنصف ميل زيادة من شريط الهاتف في بيت اللعبة هذا."وبنفاد صبر رمى الشريط الى جانبه "ولكن يكفيني انه كاد ان يدق عنقي بسببه!"
لم تشعر سين بان الوقت مناسب الان لتخبرهذا الرجل انه في كوخ , وان الاكواخ من المفترض ان تكون صغيرة. نمودج كما سماها وكيل ال****ات . وحدث انها احبته كما هو. وبدا ان الحظ لم يعد يحالف سين كثيراً مؤخراً , لو ان ريبيكا هاركورت اولا, وثانياً لم تكن لتقابله من جديد ابد . ولكنها قابلته من جديد وها هو الان ملقى على ارض غرفه الجلوس في بيتها , وكما يبدو لا يقدر على النهوض واستطاع ان يطلق تاوهاً من الالم مرة اخرى . كانت جاثيه الى جانبه تنظر برعب وبدا انه بحاجه الى طبيب.
" اين تشعر بالالم؟" وعبست :" هل هو راسك؟"
تمتم بنبرة متالمه:" راسي فيه تورم بحجم بيضه" بعد ان وضع يده على جانب راسه واكتشف التورم هناك وقال: " ولكن ربما ذلك سيوقظ بعض الاحساس بداخلي ! يبدو ان كاحلي هو الذي يمنعني من الوقوف." هز راسه منزعجاً من قلة قدرته , التي لاتعينه على القيام بشىء بسيط كالوقوف على رجليه, نظرت سين الى الكاحل المصاب. وانتبهت الى ان جوربيه اسودين. يبدو واضحاً انه لم يعد فوضويا يرتدي كل منها بلون. عرفت انه من الغباء منها ان تلاحظ ذلك ولكنه على الاقل تنبيه اخر الى انه غير الذي عرفته في الماضي والذي كانت تذكره دائما بان ينتبه الى الوان جواربه .... والا كان يخرج بجوارب ذات الوان مختلفه.
رد عليها وولف عندما تنبا بما تفكر:" لقد حللت تلك المشكله بشرائي جوارب سوداء فقط ." اولته نظرة حاده وقالت مرتبكه ونظرت بعيدا لكي تتحاشى نظرته المتهكمة:" انا اكيدة من ان

ذلك افضل وهي تناسب بذلاتك الخاصه بالعمل." وولف الماضي لم يكن متعقلا ابدا . لم يكن يرتدي بدلات العمل ايضاً.
مرة اخرى عجبت سين لما جرى له خلال السبع سنوات الماضيه ورفضت ان تصدق, بدون الالتفات الى ماقاله متناقضا مع ذلك , ان ذلك له علاقه بها . ولم يكن شيء مما فعلته قد حوله الى رجل اعمال. هي لم تكن تريد ذلك . لقد كانت فخوره برسوماته ومتاكدة من نجاحها.د
أضاف وولف مقطبا:" اتمنى لو كل المتاعب تحل بمثل هذه السهوله يا سين "
" لنر اذا كان في استطاعتي مساعدتك على التحرك!"
قالت بنشاط وهي تقف وتنحني وتضع يدها تحت إبطه. " ولكن إذا لم استطع والهاتف لا يعمل, سوف يكون عليّ الذهاب لإحضار طبيب الى هنا."
لم يحاول وولف الحركة ولكنه جلس ينظر اليها عن كثب :" هل انتهى الحوار؟" إستفزها بقوه.
رفضت سين ان ان تنظر اليه " الافضل نسيان الماضي يا وولف ." قالت له, وببداهة تحركت يده لتمسك بذراعها:" انا لا اتحدث عن الماضي."
قالت بخفة:"حسنا , لاتخدع نفسك بالاعتقاد بانه سيكون هناك حاضر . الشيء الوحيد هنا هو كاحلك المصاب وانوي إحضار مختص بذلك على الفور." وتحركت فسقطت يده عن ذراعها . " هل تستطيع على الاقل ان تجلس على كرسي كي استطيع ان انظر الى كاحلك بشكل افضل؟"
لقد كانت متشنجه وعالقه مثله بين الاريكه والطاوله . استمر في النظر اليها لدقائق طويله مليئه بالتوتر , ثم اوما ببطء واكفهر وجهه من الجهد الذي بذله ليتحرك , وكاحله كان يؤلمه جداً كما هو واضح.
في الحقيقه , انها عندما نظرت الى كاحله بعدما جلس على الكرسي , تعجب كيف انه استطاع ان لايصرخ عاليا من الالم الذي تطلبه تحريك رجله . وكان كاحله متورماً. وعرفت انه إذا لم تنزع حذاءه سوف يكون من الواجب قطع الحذاء من رجله . إشارة اخرى لحياة رجل الاعمال الثري الذي يتمتع بها وولف الان هذا لايعني ان ثيابه لم تكن جيدة في الماضي , لقد كانت جيدة ولكنه لم يكن يهتم بما يرتديه. والان ثيابه كما كل شىء آخر به, تبدو وكانها قد اختيرت بعنايه , الا اذا كان لا ينتقيها هو بنفسه! باربرا ماتزال مهمه في حياته , ولم تنس سين ان هذه المرأة هي التي زينت منزله منذ سنوات للاوقات التي يكونان فيها معا.
لم ترد سين التفكير بالامر, وكان مازال كل ذلك مؤلما. لم ترد سين التفكير بالامر , وكان مازال كل ذلك مؤلما. قالت له بجفاف: " يجب ان ننزع الحذاء" رفعت قدمه ووضعتها على ركبتها وتمتمت :" عفوا" عندما زمجر بالم من علاجها القاسي . وتحركت بانتباه اكثر عندما فكت شريط الحذاء وحلته لكي لا يضغط على قدمه المتورمه وبينما هي تسحب الحذاء, شعر بألم أكثر مع انه لم يقل شيئا, ولكن تعبير وحهه كان واضحا.
صرخت به: " لم لاتصرخ وتئن كما يفعل الناس عندما يتألمون؟" ونفد صبرها من تصرفه اللامبالي. لماذا لا يستطيع ان يكون طبيعياً؟ قال بهدوء:" هل سيغير ذلك اي شيء؟"
نظرت اليه وحولت نظرها بعيدا بسرعه عندما رات الالم على وجهه وتنهدت قائله من انعدام شعورها بالتعاطف معه :" انا اسفه ." وجلست القرفصاء . " اعتقد انه عليك الذهاب الى المستشفى" وعبست من العطب الذي اصاب كاحله وربما يكون قد كسره. قال وولف :" لقد عرفت ذلك منذ بعض الوقت , ولكن السؤالب هل انت ستنقلينني الى هناك؟"
" هل..؟ طبعا سانقلك الى هناك !" ونظرت اليه بلوم . كيف يمكن ان يفكر بعكس ذلك . لم تتغير الى ذلك الحد . قالت بغير اكتراث:" اكره ان ارى اي شخص يتالم"
قال وولف ببطء :" هكذا وضعتني في مكاني " واضاف بقسوة على نظراتها المتسائلة: " اذا ما خطر لي ان اهتمامك شخصي"
لم تزعج سين نفسها بسؤاله, وركزت انتباهها على اخراجه من البيت ووضعه في سيارتها لكي تستطيع نقله الى المستشفى وست ميدلكس الذي يبعد حوالي خمسة اميال. وهذا بحد ذاته كان صعبا . ولم يستطع وولف ان يمشي على رجله المصابه , وقد وضع ذراعه عليها متكئا على كتفها وانحنى بثقله عليها ومشى ببطء الى ان وصل الى سيارتها المتوقفه الى جانب الطريق ." اعتقد انك سترتاح اكثر في المقعد الخلفي ." وقطبت جبينها عندما ادركت انه من المحتمل الايستطيع الصعود الى المقعد الامامي. ولكنه يستطيع ان يرمي بنفسه الى الخلف من دون عناء . وهذا ما فعله وكاد ان يوقعها معه , اذ انها لم تكن قوية البنيه كفايه لمنعه من الاخلال بتوازنها!
شعرت سين بحرارة عندما تمكنت اخيرا من اجلاسه على المقعد الخلفي , فاي اتصال جسدي بينهما كان كفيلا باشعارها بذلك . ومن غير المهم كم تحاول ان تقنع نفسها بانهما لا يصلحان لبعضهما.
قال وولف:" عليك بتحريك سيارتي " واشار الى سيارته المتوقفة وراء سيارتها بالضبط.
" حسنا . لم انو الطيران فوقها ! " ونظرت اليه لتذكيره غير الضروري . كانت تعي تماما ان عليها تحريك السيارة . وكانت منتبهة ايضا الى ان الطريق ضيق جدا وسيكون من حظها السيء لو ان سيارته الثمينه ارتطمت بحائط حديقتها! وكان وولف جالسا يراقبها , الى ان تمكنت من ازاحة سيارته بشكل يكفي لمرور عربتها الى الشارع الرئيسي.
لم تحاول التفكير في وولف الجالس في الخلف بينما كانت تنقله الى المستشفى . وعندما وصلا الى المستشفى تولى طاقم مدرب امر وولف . وقد انزله رجلان قويا البنيه من السيارة واقعداه على كرسي المتحرك واخذته ممرضه الى غلافة الفحص وتركوا سين القلقه في غرفة الانتظار.
بدا انها ستنتظر هناك الى الابد , وبدات تفكر اذا كانوا قد نسوها تماما واحست بالجوع , اذ انها فوتت تناول الغداء مع وصول وولف المبكر , وفي هذه الحال سوف تفوت تناول العشاء ايضا!
اخيرا ظهر وولف منقولا على الكرسي المتحرك الى غرفة الانتظار وكاحله مضمد , ولكن لحسن الحظ لم يكن مجبرا ما يعني انه لم يكسر عظامه, مع ان وجهه بدا متهجما اكثر من اي وقت مضى . واعتقدت سين ان ذلك بسبب الالم الذي عاناه خلال الفحص والعلاج الذي اعطى له منذ قليل .
قالت الممرضه بسرور :" لا شيء مكسورا" دفعت الكرسي الى جانب سين . وقدمت الممرضه له عكازين " ان زوجك سيكون في حاجه لهما هذه الفترة . ولكن لا تعتمد عليهما كثيرا في اليومين الاولين ياسيد ثورنتون . فانت في حاجه الى الراحة حتى يزول الورم " واكملت الممرضه عبارتها هذه بعبوس قبل ان تذهب الى المريض الثاني . وقفت سين تنظر الى وولف بصمت , متجاهلة عمدا الملاحظة التي قالتها الشابه معتقده ان وولف زوجها لانها هي التي اتت به الى المستشفى مع انها احست بخديها يحترقان من هذا الخطأ . ولكن لم يحرج وولف من الملاحظه , فلماذا هي؟
ماذا عليهما فعله الان ؟ من الواضح ان اصابة وولف لم تكن خطرة الى درجة تستدعي دخوله المستشفى , ولكنه لا يستطيع في الوقت نفسه ان يعود الى شقته بمفردة . ولكن مع ذلك ففكرة نقله الى بيت والدته , واحتمال رؤية تلك المرأة مرة احرى تبدو اسوأ ورؤية باربرا من جديد ملاتها بالخوف . ولكن لم تكن في حاجه الى ان تقلق .بدا ان وولف عنده حل لتلك المشكله . "سيكون عليك نقلي الى كوخك لبضعة ايام طبعاً ". ولم يكن من المحتمل أن يبقى في كوخها معها ، لأي فترة من الزمن !


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس
قديم 05-10-08, 05:15 PM   #10

زهرة االخريف

? العضوٌ??? » 51063
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » زهرة االخريف is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة
بانتظار التكملة...............


زهرة االخريف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.