|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-10-08, 04:02 AM | #11 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم
| تمزقت مشاعرها بين أن تطلب منه أن يمنحها هذا القليل وبين أن تخبره بأن يقفل فمه المخيف عديم الإحساس هذا . وأخيرا سألته : "أنت خبير في هذا الموضوع , أليس كذلك ؟ " . نعم . يا لي من محظوظة ! ضاقت عيناه وأخذ ينظر إليها مفكرا فيما هو يمضغ طعامه ببطء . وأخيرا وضع شوكته وتناول كأس ماء :" غالبا ما يقال لي أحيانا أني خشن , فظ في كلامي . لكن القسوة أفضل من الرقة أحيانا . هل تفضلين أن أكذب عليك ؟ " . حملت كلاماته إخلاصا مؤثرا بشكل غريب كما انعكس هذا الإخلاص على وجهه . بدأ واضحا أنه لم يقصد تجريحها , رغم أنه فعل ذلك . كان أمامها خياران , إما أن تعود إلى الغضب والغيظ , وإما أن تأخذ بنصيحته . في الحقيقة , لا تزال تريد أن تتزوج وتنشئ أسرة , وخصوصا أن تنشئ أسرة . فكرة ألا تنجب ولدا أبدا كانت مؤلمة للغاية . وبما أنها أدركت منذ زمن أن عدم نجاحها مع الرجال هو ذنبها كليا , فلعلها بحاجة إلى رجل مثل مايك يجعلها تغير طريقة معاملتها المنفرة للرجال . لن تستطيع الاستمرار في لعب دور العروس المغرمة وهي تلبس هذه الملابس وتتصرف بهذا الشكل . لم لا تستغل هذه الفرصة وتحاول أن تبدو امرأة مختلفة ؟ امرأة أرق وأكثر إثارة وأقل فظاظة ؟ تنفست بعمق , قم قالت :" أدرك تماما أنني أصبحت سيئة الخلق . لم يسبق لي أن كنت بهذه الخشونة مع الآخرين , ولكن بعد أن اكتشفت أن براندون ليس متزوجا وحسب بل أبا لولدين أيضا , فقد أعصابي كليا " .. كيف استطاع براندون أن يخفي أمر زوجته وولديه طوال ... ما طول المدة ؟ أربع سنوات . يا إلهي ... هذا وقت طويل . لا بد أنك اشتبهت بشيء ما . كان يفترض بي ذلك , لكنني لم أفعل . فقد منحه عمله أعذارا كافية لئلا يفصح عن تحركاته وأسباب تأخره . فقد كان عميلا سريا . عميل سري ! يا إلهي , يا ناتالي ... لا أرك وقعت في غرام ذلك الكستنائي الشعر ؟ فقالت بحزم : "إنه عميل سري , يعمل في دائرة مكافحة الإرهاب . أنا واثقة من هذه المعلومات يا مايك إذا كنت أعمل حينذاك في وظيفة حكومية " . ما نوع الوظيفة ؟ كنت المساعدة الشخصية لأحد الوزراء في رئاسة الوزراء . وبعد فشل علاقتي ببراندون , أخذت إجازة لستة أشهر لم أعد بعدها إلى الوظيفة ثم أنشأت وكالتي " مطلوب زوجات " . لماذا ؟ لماذا ؟ نعم , لماذا ؟ لا تكذبي الآن . أخبريني الحقيقة . أظن أن ثمة الكثير من الأسباب , وكنت في الثلاثين من عمري , وبعد أسابيع من الإجازة وجدت أني أشعر بوحدة فظيعة , فأخذت أبحث في الإنترنيت عن وكالات تعارف . لكن بعد بعض التجارب الفظيعة قررت أن أنشئ وكالتي الخاصة , وكالة تحقق تطلعاتي . وسرعان ما اكتشفت أن ثمة الكثير من الرجال يريدون زوجات وأطفالا . تعنين أنك تخدمين الآخرين بهذا العمل . اعترفي , يا ناتالي , بأنك أنشأت الوكالة لتجدي لنفسك زوجا . تنهدت : " هذا ما أظنه . لكني لم أنجح لسوء الحظ , إنما كان يرضيني أن أرى نساء يظفرن بما يردنه . أظن أن هذا كان مزيجا من الانتقام والعلاج في آن ". نعم , يمكنني أن أفهم هذا . وماذا عنك أنت ؟ شعرت بالغثيان من الحديث عن نفسها , ومن استعادة ذكرياتها لمؤلمة . ماذا عني ؟ ما الذي جعلك تكره الحب والزواج ؟ أن لا أكره الحب والزواج . أتمنى الحظ السعيد لأولئك الذين يجدون السعادة فيهما . وإنما هما ليسا لي . ولكن لماذا ؟ ولا تكذب علي . أخبرني الحقيقة كما تفعل دوما , بحسب قولك . فتصلب فكه وتمتم قبل أن يعود إلى طعامه : " ثمة حقائق من الأفضل أن لا تقال " . حدقت ناتالي إليه وقد انقطعت شهيتها لعدم إجابته عن سؤالها : "هكذا إذن ؟ ألن تخبرني ؟ ". لم ينطق بكلمة حتى أنهى طعامه . وعندما وضع شوكته قال : "كلا " . فقالت بحدة : "ألف شكر " . لست بحاجة لأن تعرفي تفاصيل حياتي كلها , كما لو كان زواجنا حقيقيا . لكنني أخبرتك عن حياتي . النساء يرغبن في الحديث عن أنفسهن , أما الرجال فلا . تزايد الإحباط في نفسها . فهي لا تطيق الرجل الذي يفعل بها هذا إذا يذكرها كثيرا ببراندون , الذي كان أكثر الرجال مكرا وغدرا , فقد استدرجها إلى ذكر تفاصيل حياتها كلها , من دون أن يخبرها بشيء عن حياته . عندما تتزوج ناتالي , ستتزوج رجلا صريحا لا يخفي عنها شيئا , ويخبرها بكل ما يدور في ذهنه ... وفي قلبه ... وفي روحه ... لن يخدعها بأي شكل فالحب ليس قاسيا , بل رقيق وحنون وحساس . حدقت في الرجل الجالس قبالتها وأدركت أن ليس بمقدوره أن يكون رقيقا وحنونا وحساسا . وما يسميه صدقا ما هو إلا وقاحة متنكرة . إنه , ولسبب ما , لا يحب النساء ولا يحترمهن , ولا ينوي أن يخبرها بالسبب . لقد عقدت اتفاقية مع الشيطان , لا مجال للتراجع الآن . ومع هذا , ليس عليها أن تفعل ما لا تريد أن تفعله . أعلم أن الرجال لا يحبون أن يتحدثوا وهذا مؤسف , فهذا قد ينفعهم . أما النساء , فهن لا يعجبهن أن يخدعن . ولهذا لن أرافقك لشراء ختم خطبة الليلة . أعلم أن علي أن أبدو متفانية في حبك أماما السيد هلسينجر لكنني لا أريد أن أتظاهر بذلك أمام بائعة بلهاء. لقد أوصت لي أمي بمجوهراتها كلها , وسأضع خاتم خطوبتها وخاتم عرسها عندما يحين الوقت , سواء شئت ذلك أم أبيت . هز كتفيه من دون مبالاة , ما أثار غيظها : " لا باس , شرط أن يكون خاتما جيدا وليس رخيصا . رجل في مركزي لا يشتري خواتم رخيصة لزوجته ". فصرفت بأسنانها :" إنهما خاتمان رائعان ". في هذه الحالة , لا بأس . فهذا يوفر علي الوقت , لكنني لن أتراجع عن شراء الثياب . ومع هذا , يمكن لذلك أن ينتظر , لأن الحصول على رخصة للزواج له الأولوية . قلت إن الأمر يتطلب شهرا . أين تحصلين عليها ؟ مكتب تسجيل في المدينة . عليك أن تحمل معك شهادة ميلادك , وأظن أن لديك نسخة عنها . كلا . عليك أن تحمل معك نسخة عنها . إذا ذهبت إلى قسم الزواج شخصيا , فيمكنك أن تحصل عليها من مكتب خدمة الزبائن , وهو في المدينة أيضا . هذا حسن . يمكننا أن نفعل هذا صباح غد . سأمر لاصطحابك في التاسعة . تصلب جسد ناتالي : " ربما عليك أن تسألني إذا كنت مشغولة صباح غد " . هل أنت كذلك ؟ لدي موعد عند مصفف الشعر . فأنا أقصده صباح كل يوم جمعة . كانت تعلم أن هذا دلال منها لكن هذا هو الأمر الوحيد الذي يريحها طوال الأسبوع . كانت تستمتع بتدليك رأسها بعد الشامبو . رفع عينيه إلى شعرها : "في هذه الحالة أقترح عليك أن تغيري مصفف شعرك قبل شهر كانون الأول وتبحثي عن آخر أكثر مهارة " . فحملقت فيه : " وأنا أقترح أن تبحث عن امرأة أخرى تتزوجها " . أجفل وكأنه لم يكن يدرك مقدار عدم لباقته : "هل يعجبك شعرك ؟ ". سرحت شعري بنفسي اليوم . فهمت . أنت إذن تتعمدين أن يبدو شعرك غير جذاب كلما كان لديك موعد مع زبون جديد ؟ أحقا تفعل ذلك ؟ ربما . وهي تميل إلى التفكير في الانتحار كلما تملكتها الكآبة , وهي مكتئبة منذ أشهر عدة. متى تنتهين من تصفيف شعرك ؟ قرابة الثانية عشر . سآخذك من بيتك في الواحدة والنصف . سأكون جاهزة . هذا حسن . هذا كل شيء لهذه الليلة . و نادى النادل ليحضر له قائمة الحساب . ولاحظت ناتالي أنه ترك له " بخشيشا " كبيرا . كان براندون سخيا أيضا في هذا . ثمة صفات مشتركة كثيرة بين الرجلين , أكثر من أن تجعلها تشعر بالارتياح . حين توقفت سيارته أمام بابها , رفضت أن تسمح له بالنزول من السيارة ليرافقها إلى الباب . لم تشأ أن تقف بجانبه عند بابها , متلهفة لأن تدعوه إلى الدخول , كارهة نفسها لشعورها بالإثارة في انتظار الغد . لم يكن يعجبها , لكنها منجذبة إليه بشكل عنيف . فمجرد جلوسها بجانبه مدة ثلاث دقائق في سيارته , حبس أنفاسها . عندما فتحت بابها , كانت تشعر بنظراته ثابتة عليها . قال إنه لن يغادر قبل أن تدخل إلى بيتها سالمة ما ذكرها ببراندون الذي كان يشعرها هو أيضا بالحماية . هل السبب هو حجمه وقوته فقط ؟ على أي حال , وجود مايك بجانبها يجعلها تشعر بشيء من العجز , كما يثير فيها شعورا أنثويا ومزعجا بقدر ما هو مغر . كرهت هذا الشعور , وما يثيره فيها من إحباط . وفي الوقت نفسه , فكرت في أن تفتح الباب نفسه في الواحدة والنصف غداء وهي تبدو مختلفة عما هي عليه في هذه اللحظة . سيتملكها الرضى وهي ترى عينيه السوداوين الصارمتين تتسعان دهشة . لكن هذا لن يغير شيئا . لن يعجب بها , كما أنه لن يعجبها . لكن الانجذاب الجسدي لا ينبع دوما من الإعجاب ولا علاقة له بالمنطق حتى , بل هو يقوم على الغرائز بدائية لا تؤمن بالمنطق . استلقت ناتالي على سريرها في وقت متأخر من تلك الليلة , وهي تفكر في مايك . وعندما أخذت تتقلب في الفراش نعتت نفسها بالحمقاء . لكن الإحباط العنيف الذي تملكها , جعلها تغير رأيها بالنسبة إلى اليوم التالي . لن ترتدي ملابس رمادية , كما لن تتزين لهذا الرجل . لن تسمح لها كرامتها بذلك , بغض النظر عما يرغب فيه جسدها الخائن . فهذا التغيير قد يعطي عكس النتائج المرجوة على أي حال . فقد ينظر إليها مايك بازدراء ويسيء فهم تصرفها , ويظنها تخطط لكي تجعله يحبها ويبقيها معه . وإذا ظن ذلك , فهي ستهرب أميالا . أن تغامر بخسارة مليوني دولار من أجل لحظة انتصار هو أمر يدعو للسخرية . إذا كان لديها بعض الأمل في أن تتمكن من إغوائه , فقد يستحق الأمر المغامرة . لكن مايك في غاية الصلابة والعناد بالنسبة إلى هذه الناحية من اتفاقيتهما وقد شدد على أن العلاقة ستبقى سطحية بينهما . وذكرها هذا بأن عليها أن تجعله يوقع على عقد بينهما . فما الذي يضمن لها أنه سيعطيها مليوني دولار ؟ رجل مثله لن يهتم أبدا إن لم يحصل على طلاق قانوني , فهو لا يريد أن يتزوج ويمكنه أن يتركها ويمضي حالما يحصل على الشراكة من دون أن يعطيها شيئا . لكن , ومن ناحية أخرى , لن يرغب في الدخول في قضايا قانونية مزعجة أو في الإساءة إلى سمعته , حفاظا على علاقته بتشاك هلسينجر . ومع ذلك , ستكون غبية إذا لم تتطرق إلى هذا الموضوع . نعم عليها أن تتعامل معه بهذه الطريقة , بهذا الشكل العملي وليس بذلك الشكل الأنثوي الناعم الأحمق . والآن , ليتها تتمكن من النوم ... لكن ناتالي وجدت صعوبة في النوم . ولم تغمض عينيها إلا في الثانية فجرا , وغدا بها تحلم برجل من دون وجه , يلاحقها فتستسلم له . بدا وكأن هذه الأحلام استمرت لساعات . وبعد أن استسلمت له , أخذ يسير مبتعدا من دون أي كلمة . لكن , وفي اللحظة الأخيرة , نظر إليها من فوق كتفه , فرأت عينيه . كانتا عميقتين سوداوين صارمتين بشكل هائل . ونادته في الحلم : " مايك " . لكنه تابع سيره . | ||||
02-10-08, 04:12 AM | #12 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم
| 5- لن أكشف أسراري ابتسم مايك لنفسه ساخرا وهو يتوجه بسيارته إلى منزل ناتالي , متذكرا جواب ريتشارد حين أخبره هذا الصباح عن المرأة التي حصل عليها كزوجة له . لقد هتف قائلا :" إنك تهزأ مني ... ناتالي فيرلين ؟ تلك المرأة الخشنة الشكسة ؟ " . كان هذا مضحكا , لكن الوصف في محله . إلا أن دهشة ريتشارد ما لبثت أن تلاشت حين عرف قيمة المبلغ الذي عرضه مايك عليها . قال بسخرية : " ما أعجب ما تفعله بعض النساء من أجل المال ! " . ومع ذلك , لا بد أنها ستترك انطباعا جيدا لدى هلسينجر العجوز , عندما يراها مرتدية ملابس لائقة . فمن غير الممكن أن ترتدي ناتالي دوما ثيابا كالتي ترتديها في الأمس . كان مايك متلهفا لاكتشاف ميزات ناتالي الأنثوية . وكان قد لاحظ صدرها الناهد تحت سترتها الرمادية الفظيعة , وهي طويلة بما يكفي لتتمتع بساقين جميلتين , كما أنه لاحظ كاحليها الرفيعين عندما جلست في المقهى ووضعت ساقا على ساق . وتملكه الأسف لانتعالها حذاء خفيف أسود ذا كعب سميك وارتدائها البذلة الرمادية بسروالها الواسع. سيعشق رؤيتها في سروال جينز ضيق يبرز تفاصيل جسدها , وفي بلوزة مثيرة . وتذكر مايك فجأة أن هذه الأفكار ليست مقبولة حاليا , ووبخ نفسه بعنف لشعوره هذا وهو يوقف سيارته أمام بيت ناتالي . كان بيتا ذا شرفة أرضية , واحدا في صف طويل من البيوت المتشابهة يمتد إلى آخر الشارع . الفارق الوحيد بينها ويمكن في لون الطلاء . فطلاء بعضها يميل إلى البهرجة , فيما ألوان بيت ناتالي تقليدية . جدران تبنية اللون وسقف أخضر , لمسات خمرية هنا وهناك . كان الباب الأمامي والنافذة مطليين باللون الخمري , والمدخل الصغير مرصوف بالآجر القديم الطراز . بقي مايك في مكانه خمس دقائق أخرى قبل أن ينزل من السيارة متجها إلى الباب حيث قرع الجرس . عندما فتحت الباب هتفت بحدة : " لقد تأخرت " . فأجاب بحدة وهو يرى أن التحسن في مظهرها لم يتجاوز الحد الأدنى : " خمس دقائق لا تعتبر تأخيرا " . كانت لا تزال ترتدي سروالا واسعا أسود اللون وقميصا أبيض منشى أشبه بقميص تلميذة في المدرسة . كما كانت تسريحة شعرها أشبه بتسريحة تلميذة , إذا عقدته إلى الخلف بشريطه سوداء . لم يكن مايك مولعا بفتيات المدارس فهو يريد أن تبدو المرأة التي تراقبه امرأة بكل معنى الكلمة . وجهها وحده أعجبه . يبدو أنها بذلت بعض الجهد لتتزين , فقد جعل الكحل عينيها الزرقاوين أكثر أتساعا وزرقة , كما بدا فمها الممتلئ ... من الأفضل ألا ينظر إلى فمها , فالشفاه الممتلئة المصبوغة باللون القرمزي تؤثر فيه بشكل خبيث . كما كان عطرها مثيرا أيضا . وقال فجأة : " هل نذهب ؟ " . سأحضر حقيبتي وسترتي . لست بحاجة إلى سترة . درجة الحرارة مرتفعة . نظرت إليه بعينين حازمتين باردتين جعلتاه يتمنى لو أحضر سترته هو أيضا , وقالت : " أنا آخذ سترة معي دوما . لا تدري أبد متى تهب الرياح الجنوبية ". فقال وهو يهز كتفيه بعد اكتراث :" لا بأس " . وأضاف متذمرا وهي تعود حاملة حقيبة يد سوداء : " هل أنت قليلة الصبر دوما بهذا الشكل ؟ " . كلا ... أرادت ناتالي أن تعترف بذلك وقد صبغ الخجل وجهها بالاحمرار . إنها تفقد صبرها فقط عندما تجلس ربع ساعة في انتظاره , مرغمة نفسها على عدم الإسراع إلى النافذة كلما سمعت هدير سيارة . وحدثت نفسها بأنها مجنونة لأن هذا الشعور يتملكها نحو رجل لا يريد منها سوى لعب دور عروسه . وقد كرهت نفسها لأنها شعرت بالغثيان حين حلت الساعة الواحدة والنصف من دون أن يصل .وقالت بلهجة اعتذار :" أظنني متوترة قليلا . فأنا لا أوافق كل يوم على الزواج من رجل لا أعرفه " . هل غيرت رأيك ؟ كبحت رجفة وعيناها تتأملانه . كانت قد وجدته جذابا في سروال الجينز الأزرق والسترة الجلدية السوداء أمس , أما اليوم فوجدته مدمرا بسروال الجينز الضيق الذي يرتديه والقميص الضيق مثله ؟ وراحت تتأمل كتفيه العريضين وعضلاته الرائعة . كانت ناتالي ترتاد النادي الرياضي ثلاث مرات أسبوعيا وقد اعتادت أن ترى أجساد رجال جميلة . لكن جسد مايك كان مختلفا . بدا براندون مقارنة معه , ضعيفا واهنا . وأجابت : " لا . صداقتك مع ريتشارد كراوفورد تذكية كافية فهو رجل ذو سمعة ممتازة . لكنني فكرت في المسألة الليلة الماضية ورأيت أنني أريد اتفاقية قبل الزواج تضمن لي ما وعدتني به " . إذا كانت قلقة من أن يتصرف بشكل سلبي إزاء طلبها هذا , فقد أخطأت . قال وهو يهز كتفيه كالعادة : " هذا حقك " . هل أنت موافق ؟ تماما . من الأفضل ألا تترك الأمور المالية للصدف . سأطلب من ريتشارد أن يعقد اجتماعا مع فريق القانونيين في المصرف ليضعوا نص اتفاقية يتضمن الشروط التي وضعتها . عندما ذكر مايك كلمة مصرف , جعلها ذلك تشهق قائلة : "يا إلهي , لقد نسيت " . نسيت ماذا ؟ وعدت والدي بأن أنهي معاملات لهما في المصرف فلديهما بعض المشاكل المالية . لكن هذا غاب عن ذهني . وتمنت لو أنها لم تذكر ذلك . وأين هو مصرفهما ؟ يمكنني أن آخذك إليه بعد أن ننهي عملنا. أحقا ؟ لكنه ليس في المدينة , بل في " باراماتا " . لا بأس . لن يستغرق الحصول على رخصة الزواج الكثير من الوقت لا سيما إذا انطلقنا الآن . رجولة مايك المدمرة , جعلت أنفاسها تتسارع , فندمت لطلبها منه أن يأخذها إلى " باراماتا " . ما الذي تملكها ؟ يا للسؤال الغبي ! الجواب هنا يجلس بجانبها بكل رجولته الأخاذة . تنهدت ثم أخذت تحث نفسها بأن النظر إليه ليس جريمة ... الجريمة هي أن تدع مايك يكتشف مدى تأثيره فيها . سرها جدا أنها ارتدت ملابس محتشمة اليوم إذ كانت ستشمئز من نفسها لو حاولت أن تبدو كالغواني بارتدائها ملابس فاضحة . | ||||
02-10-08, 04:19 AM | #13 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم
| ولم يحالفها الحظ بالنسبة إلى رحلة " باراماتا " . فالوقت قد تأخر والزحمة شديدة ما يعني أن الساعة الرابعة ستحل قبل أن يحصلا على شهادة ميلاد مايك ومن ثم على رخصة الزواج . قالت بعد أن غادرا مكتب التسجيل : " أصبح الوقت متأخرا ولم يعد بإمكاننا الذهاب إلى " باراماتا " الآن ؟ ". هل مشكلة والديك هذه طارئة ؟ هل يمكن تأجيلها حتى يوم الاثنين ؟ فقالت مستاءة من نفسها لنسيانها وعدها : " ما من سبيل آخر , كما أظن ". سألها وهما يسيران معا إلى السيارة : " ما هي المشكلة بالضبط ؟ " . عضت على شفتها وهي تدرك غلطتها لأنها ذكرت هذا الموضوع , فآخر ما تريده هو أن يعرف مايك ستون سبب زواجها منه . لن تخبره بقصة حزينة عن الغرض النبيل الذي جعلها تفعل ما فعلته. من الأفضل أن تدع مايك يظن أنها تريد المال لنفسها , فهي لا تريد أن ترى منه أي شفقة . لكن عليها أن تجد تفسيرا معقولا , لأن مايك ليس أحمق . لقد تأخر أبي في سداد دينه . لكن إذا أعادوا جدولة القرض وفقا للفوائد الحالية للرهونات , لكن هذا أفضل طبعا . يبدو من كلامك وكأنك تعرفين ما تتحدثين عنه , هل أنت محاسبة ؟ نلت شهادة من مدرسة التجارة , لكنها ليست مصدقة رسميا . قلت إنك كنت سكرتيرة ؟ بل كنت مساعدة شخصية وليس سكرتيرة . أمسك مايك بذراعها فجأة وأوقفها وهو يقول : "مصرف ريتشارد يعيد جدولة القروض , وهو سيساعدك إذا طلبت منه ذلك . فهو مدين لي بخدمة " . كيف ؟ إن لديه أسهم في شركتي " ستونوير " . آه ... أصبحت تعرفين سري الآن . أنا لا أتزوجك لأحصل على أموال هلسينجر لنفسي . فلدي دوافع أخرى أقل أنانية . وابتسم بابتسامة ساخرة , فقالت : " كلنا لدينا أكثر من دافع واحد لما نقوم به ". وفكرت في أبويها فيما هي تقول هذا . فقال :" وما هي دوافعك الأخرى للزواج مني ؟ ". لا , لن تفعل بي هذا مرة أخرى . أفعل ماذا ؟ تجعلني أكشف أسراري الشخصية , فيما لا تخبرني بأي شيء عنك . نحن نعرف السبب الرئيسي لهذا الزواج وهو المال . وهذا كل ما عليك أن تعرفه . لمعت عيناه وهو ينظر إليها فبدت ملامحه رقيقة للحظة : "هذا صحيح . اسمعي . مصرف ريتشارد قريب من هنا , وهو لا يزال في مكتبه حكما لأنه مدمن عمل " . ودفعها على طول الرصيف بسرعة ما أعطاها فكرة عن قوته . قالت محبوسة الأنفاس : "لا يمكننا أن نقتحم المكان بهذا الشكل ! أليس هذا مصرفا تجاريا ؟ إنه لا يعمل في مجال رهن البيوت " . سيفعل هذا من أجلي . ولكن ... بالله عليك يا امرأة , دعيني أساعدك , أم أن السماح لرجل بأن يساعدك يناهض مبدأ حرية المرأة ؟ أسكتها هذا لأنها لم تر نفسها قط كامرأة تحررية , وإن كانت تكره التبعية . وقال وهو يشير إلى مبنى قديم من الحجر الرمادي : " هذا حسن " . في الداخل كانت الردهة فسيحة لكن جوها الكئيب المعتم ذكرها بالمصارف السويسرية . تجاوز مايك الحرس الذين يراقبون المصاعد مشيرا إليهم بالتحية وكأنه صديق قديم . وسرعان ما توقفا عند الطابق الخامس حيث غاصت قدماها في السجاد السميك الأحمر وهما يسيران في الممشى الطويل ذي الأبواب الخشبية السميكة . ورأت على آخر باب إلى اليمين لوحة مذهبة تحمل أسم ريتشارد كراوفورد . مد مايك يده إلى مقبض الباب بينما ازداد قلقها بشكل ملحوظ . فالوضع مربك وشاذ . كيف يمكنها أن تخفي وضع والديها المالي المزري عن مايك إذا ما رافقها إلى مكتب صديقه ؟ فتح أول باب يؤدي إلى مكتب السكرتيرة , وقال مايك مخاطبا امرأة سمراء في منتصف العمر كانت مشغولة بالطباعة على الكمبيوتر :" مرحبا , باتي . هل الرئيس موجود ؟ ". فأجابت بنظرة جافة : "ومن غيره ؟ أسدي لي معروفا يا مايك وأخرجه من هنا , فلدي ضيوف هذه الليلة وأريد الخروج من هنا قبل حلول الظلام " . سأفعل , يا حبيبتي . أدارت ناتالي حدقتيها وهي تراه ينادي المرأة بيا حبيبتي . وقالت السكرتيرة : " ألن تعرفنا إلى بعضنا البعض ؟ ". وابتسمت لناتالي , فقال مايك : " آسف , فقد نسيت آداب المجتمع . أقدم لك باتي وودوورد يا ناتالي , باتي , أقد لك ناتالي فيرلين , خطيبتي " . سرت ناتالي حين تمكنت من كبح شهقتها في الوقت المناسب , بينما تابع مايك كلامه :" فكرت في أن أمر لأطلع ريتشارد على هذه البشارة " . كان يتحدث بينما السكرتيرة تحدق في ناتالي التي تساءلت عما إذا كان ذهول السكرتيرة عائدا إلى فكرة زواج مايك , أم إلى المرأة التي اختارها لزواج . فقد بدأ واضحا أنها ليست طرازه المعتاد . وأخيرا هتفت باتي : " حسنا , تهاني لكما . متى سيكون الزفاف ؟ ". في الواقع في أقرب وقت ممكن . لكن , لا تظني أنه زواج سريع . في الواقع , المشكلة أننا لا نستطيع الصبر حتى يجمعنا بيت واحد . وذهلت ناتالي حين طوق خصرها بذراعه وضمها إليه بشدة وهو يسألها : "أليس هذا صحيحا , يا حبيبتي ؟ ". وداعبت أصابعه ضلوعها . فشهقت , وتسارعت خفقات قلبها . ومن دون تفكير , رفعت عينيها إليه وهي تقول منفرجة الشفتين : "نعم " . ضاقت عيناه قبل أن تنحدرا إلى شفتيها اللتين ما زالتا منفرجتين , وانتفض قلبها عندما أخذ رأسه ينحني نحوها . يا إلهي , هل سيعانقها هنا أمام باتي . وهي ستسمح له بذلك . | ||||
02-10-08, 04:26 AM | #14 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم
| 6- أغويها أم أقتلها ؟ أحم .... استدار مايك ليرى ريتشارد واقفا عند عتبة باب مكتبه ينظر إليه بصرامة . رأى مايك أنه ينبغي أن يكون شاكرا لأن حضور صديقه منعه من أن يعانق ناتالي . ولكنه شعر بسرور فائق وهي بين ذراعيه . بعد ثوان فقط كان ليتمكن من معرفة طعم عناقها . لكنه الآن لن يعرف ذلك أبدا . قال ولإحباط مازال يسري في عروقه : "مرحبا , ريتشارد . أتعلم ؟ أنا وناتالي عقدنا خطوبتنا , فجئنا لكي نطلعك على الخبر شخصيا ". لم يظهر أي تأثير على ملامح ريتشارد الذي بدا , كعادته , بالغ الرصانة في بذلته الكحلية . قال : "أحقا ؟ تهاني لكما . علينا أن نتناول شرابا احتفالا بالمناسبة. يمكنك أن تبكري الخروج يا باتي" . فقالت بابتسامة سريعة : "لن أرفض . شكرا , أيها الرئيس " . أهلا وسهلا . تفضلا أنتما بالدخول . لدي بعض الأمور التي على أن أنهيها قبل أن نخرج . عندما دفعها مايك أمامه لتدخل إلى مكتب ريتشارد تمنت ناتالي لو تنشق الأرض وتبتلعها . كانت تعلم أن وجهها مازال أحمر . ماذا كان ليحدث لو أن ريتشارد لم يقاطعهما ؟ ولم تحتمل التفكير في ذلك . أدارها مايك لتجلس على كرسي , ثم جلس هو على الكرسي آخر . إنها تريد حقا أن تبتعد عنه لتتنفس . إنه لا يزال قريبا منها نوعا ما , ولكن ليس بقدر ما كان عليه في مكتب باتي . تنفست ناتالي بعمق بينما أغلق ريتشارد بابه قبل أن يعود ويجلس خلف مكتبه . كانت غرفة الكتب رائعة ومؤثرة . وبعد أن صفا ذهن ناتالي أخيرا أخذت تجيل النظر من حولها . كان المشهد الذي يطل عليه المكتب فريد من نوعه , فهو يطل على هايد بارك و حدائق بوتانيكال. سأله ريتشارد على الفور : " هل من سبب جعلك تخبر باتي أنك وناتالي مخطوبان ؟ ظننت أنكما تريدان أن تبقيا زواجكما سرا " . كانت ناتالي توافقه الرأي تماما , فنظرت إلى مايك تطلب منه توضيحا لكنه بدا غير مهتم بشكل يثير الغيظ : "إذا أرسل هلسينجر من يتحرى عني , فمن الأفضل أن يظن الكل , ما عدا صديقي الحميمين طبعا , أن هذا زواج قائم على حب حقيقي " . فقال ريتشارد :" فهمت . إذا كنتما , أنت وناتالي , تتظاهران بأنكما عاشقان خارج المكتب ؟ " . طبعا . منعت ناتالي نفسها من التحديق إليه , لأن ما شعرت به لم يكن تظاهرا . حول ريتشارد نظراته إليها : " ناتالي ؟ أليس لديك مانع في التظاهر بحب مايك ؟ " . عند الضرورة فقط . وسرها أن تتمكن من تمالك أعصابها . تدخل مايك قائلا : "وهذا ما سيحصل على اليخت مع هلسينجر . لدا , سنحتاج إلى بعض التدريب . وبالمناسبة , ناتالي تريد اتفاقية قبل الزواج لضمان حقها " . فأومأ ريتشارد : " غنها عقلانية " . قال مايك تاركا ناتالي تحاول أن تبدو عقلانية : "هل بإمكانك أن تعد واحدة على نسختين لكي نوقعها ؟ ". يمكنني ذلك . يتم إيداع المليون الأول في حسابها يوم زفافنا . أما الثاني فعندما تتم الشراكة . هذا حسن , ومتى سيكون الزفاف ؟ بعد شهر من الآن هو أقرب موعد يمكننا أن تقيمه فيه . أليس هذا صحيحا , يا ناتالي ؟ نعم , لأنك إذا أردت أن تتزوج قبل ذلك فستحتاج إلى رخصة استثنائية ما قد يثير الشبهات . أخذ ريتشارد يتصفح أوراق الروزنامة على مكتبه , ثم قال : "اليوم هو الثامن والعشرين من تشرين الأول . الثالث من كانون الأول يوافق يوم السبت " . فقال مايك : " فليكن إذن في الثالث من كانون الأول " . قطب ريتشارد : " ألم تقل إن هلسينجر سيصل إلى سيدني في الرابع من الشهر ؟ ". نعم . متى عليك أن تنضم إليه وإلى زوجته على اليخت ؟ من الخامس حتى السابع . ستكونان قد تزوجتما منذ يومين فقط ما يعني أن عليكما أن تتصرفا كعروسين . عبست ناتالي . كيف يمكنها أن تتظاهر بأنها عروس مايك المحمرة الوجه خجلا ؟ نظر إليها مايك وقال : " فكري فقط بالمال " . فقال ريتشارد متهكما : " افعلا فقط ما كنتما تهمان بفعله في مكتب باتي منذ دقائق , فتقنعان الشيطان نفسه بأنكما مجنونان ببعضكما البعض . والآن , هل تريدان الزفاف في كنيسة ؟ ". فقالت ناتالي : "لا . لا أريد هذا " . لم تشأ أن تسخر من المقدسات في زواج كاذب كهذا . فقال ريتشارد :" مراسم مدنية فقط , إذن . يمكنكما أن تستعملا بيتي القديم لإقامة الحفل . لقد انتقلنا , أنا وهولي , إلى بيتنا الجديد , وأبقينا القديم للطوارئ . سيكون مناسبا بحفل زفاف ". تذكرت ناتالي أن ريتشارد عندما وقع عقد مع وكالتها " مطلوب زوجات " أعطى عنوانه شقة جديدة في شرق " بالمين " . | ||||
02-10-08, 04:33 AM | #15 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم
| قال : "يمكنكما أن تقيما فيه حتى يحين موعد دعوة هلسينجر إلى اليخت " . فقال مايك : "لن نرفض هذا العرض , فهو أفضل بكثير من إقامتنا في فندق حيث نكون محط الأنظار طوال الوقت . شكرا يا ريتشارد ". وشكرته ناتالي بدورها . هذا أفضل بكثير من إقامتنا في جناح العرائس في أحد فنادق المدينة , فمن المؤكد أن منزل ريتشارد يحوي على أكثر من غرفة نوم . وتابع مايك : " سأتصل بريس وأطلب منه رقم هاتف الكاهن الذي عقد قرانه على ألانا " . طرفت ناتالي بعينيها , ثم التفتت إلى مايك : "هل تتحدث عن أسرة دياموند ؟ " . نعم . إنهما الزوجان اللذان عرفتهما إلى بعضهما البعض . إنهما صديقان حميمان لي . فقالت مصعوقة : " يا إله السموات " . لماذا هذه الدهشة ؟ حسنا ... إنهما لا يبدوان من طرازك . كان ريس دياموند من أصحاب الثروات في مجال ال****ات . إنه أكثر وسامة من أي رجل عرفته , وهو مشهور بإقامة حفلات باذخة حيث ترتدي النساء أفخم الملابس وأجمل الحلي. لم تستطع أن تتصور مايك بين تلك الحشود . قال يوضح لها الأمر : " تعرفت إلى ريس من خلال معاملاتي مع ريتشارد هنا . كان يقرضنا المال عند حاجتنا إليه . ومنذ ذلك الحين أصبحنا , نحن الثلاثة , أصدقاء " . كانت ناتالي تعرف ريس وألانا أكثر من أي من عملائها الآخرين , وقد شعرت بالسعادة عندما تحول زواجهما العملي نوعا ما إلى حب حقيقي . سألته وقد تملكها الندم لعدم بقائها على اتصال بألانا منذ ذلك الحادث : " لم تفقد ألانا الذاكرة مرة أخرى , أليس كذلك ؟ " . أجاب مايك : "كلا . إنها بأحسن حال , وهي حامل . هل أنت على علم بذلك ؟ وكذلك هولي , زوجة ريتشارد " . فقالت رغم موجة الاكتئاب الكبيرة التي اكتسحتها : "ما أجمل هذا ! " . بدا وكأن كل امرأة تعرفها حامل . إحدى صديقاتها القديمات اتصلت بها هذا الأسبوع لتخبرها أنها حامل ... كما أن مصففة شعرها زفت لها خبرا مماثلا هذا الصباح . أطفال ... أطفال في كل مكان ... ولكن ليس لها . حسنا , لن يحصل هذا قبل أن تتوقفي عن هدر وقتك مع الرجال غير المناسبين في هذا العالم ... كما أخذت تحدث نفسها . لكن زواجها من مايك لن يدوم طويلا, ومازال أمامها وقت كاف للقاء أمير الأحلام . في الواقع , أن السبب الرئيسي الذي جعلنا نقصدك يا ريتشارد , هو أن والدي ناتالي لديهما مشكلة مالية بخصوص رهن معين . كانت مصممة على الذهاب إلى مصرفهما اليوم للمراجعة , لكن الوقت لم يسمح لنا بذلك , فاقترحت عليها أن تأتي إلى هنا علك تساعدها في حل مشكلتها . بكل سرور . أظن أن عليهما دفعات مستحقة ؟ شيء من هذا القبيل . هل يهدد المصرف بوضع يده على ال**** المرهون ؟ فاعترفت كارهة : "نعم " . سألها مايك : " لماذا لم تخبريني أن الأمر بلغ هذا الحد من السوء ؟ " . فنظرت إليه ببرود : "هذا ليس من شأنك ". بل هو كذلك إذا كان هذا هو السبب الذي جعلك توافقين على الزواج مني . وما أهمية سبب موافقة على الزواج منك ؟ فالنهاية هي نفسها . سأحصل على المليونين وتحصل أنت على الشراكة . أما ماذا افعل بنقودي فهذا ليس من شأنك , كما أن ما تفعله بنقودك ليس من شأني . فتدخل ريتشارد قائلا : "إنها محقة , يا مايك " . نعم ... إنها محقة . لكن هذا لم يعجبه . كان يفضل أن ينظر إليها كامرأة فظة لاذعة اللسان تحب المال , بدلا من أن يفكر فيها كابنة حلوة رقيقة تضحي بنفسها من أجل من تحب . ومع ذلك ... لا بد أن المليوني دولار مبلغ أكبر بكثير من الدين الذي تخلف عن سداده والديها , ما يجعلها تحتفظ بمبلغ كبير يبقيها امرأة مادية بنظره . لا بأس . لن أناقشك . هل يمكنك أن تتدبر الأمر يا ريتشارد ؟ ليس على الفور , ولكن إذا جاءت ناتالي لرؤيتي صباح الاثنين ومعها كافة الأوراق اللازمة مع توكيل من والديها , فسأحرص على أن يبقى بيتها سالما حتى تتمكن من تسديد الدين . هل هذا يرضيك ناتالي ؟ تماما . شكرا يا ريتشارد . هذا لطف بالغ منك . أنا مسرور لتمكني من مساعدتك . على أي حال , أنا أكره حين يبدأ المصرف بتهديد بوضع يده على المرهون فثمة طريقة أخر دوما . متى تحبين أن تأتي صباح الاثنين ؟ هل تناسبك الساعة العاشرة ؟ نعم . على أي حال , وقتي هو ملكي . هذا حسن . ويمكنكما في الوقت نفسه أن توقعا على اتفاقية شروط الزواج . والآن , هل ما زلنا نريد أن نحتفل ؟ لا يمكنني أن أبقى طويلا . أريد أن أذهب إلى البيت من أجل هولي . فقالت ناتالي : "آسفة , فأنا لا أستطيع . أنا أيضا أريد أن أذهب إلى بيتي . لدي أمور علي أن أقوم بها " . سألها مايك وهما يهبطان في المصعد : "ما هي تلك الأمور ؟ ". أمور أنثوية . وفكر بضيق في ما عسى أن تكون هذه الأمور . هل ستغسل شعرها ؟ تضع طلاء أظافر على قدميها ؟ تحلق ساقيها ؟ وشغلته فجأة صورتها مستلقية في حوض الاستحمام . قطع عليه تصوراته باب المصعد فأجفل . لم يكن معتادا على أحلام اليقظة هذه . يبدو أن ناتالي تدفع مخيلته نحو الجموح . هل هو مجرد التحدي الذي تمثله شخصيتها ؟ ربما , فهو لا يستطيع أن يقاوم التحدي أبدا . لكنه لن يغامر الآن بالتعرض للرفض , أو بإفساد اتفاقية ستغير حياته , وعلى هرموناته الذكورية أن تحسن التصرف لفترة من الوقت . عندما خرجا من المصعد , قالت له بحدة : " ما من داعي لأن توصلني إلى بيتي . يمكنني أن أجد سيارة أجرة بسهولة " . نظر إليها بعنف , ثم هز رأسه . تبا لها من امرأة مزعجة ! إنه ممزق دوما بين أن يغويها أو أن يخنقها . أمسكها بمرفقها وجرها عبر الردهة , قائلا : "لا تكوني سخيفة . قد لا أكون مهذبا كريتشارد , لكنني رجل حسن التربية بما يكفي لأعرف أنني إذا اصطحبت امرأة إلى مكان ما , فعلي أن أعيدها إلى بيتها بعد ذلك ". | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|