06-10-08, 01:19 AM
| #21 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|   لم أكن أعرف أنه فى هذا الوقت تجرى ترتيبات مهمة فعلا ..لقد اتصل د. ( بارتلييه ) بوزارة الصحة الكاميرونية , ثم بمعهد (باستير ) .. إن علاقاته قوية بهذا الأخير لأنه عمل هناك فترة طويلة .. و فى الخفاء جرت إعدادات عاجلة لا تختلف فى شئ عن إعدادات الحروب ... كان الفيروس من طراز H1n1 و هو خبر لا يعنى أى شئ بالنسبة لى .. فلو اتضح أنه H5n6 أو H8n6000 أو ( عباس ) فلن يحدث هذا عندى فارقا .. على الأقل كان معنى هذا بالنسبة لى أننا لا نتكلم عن قيروس ( سارز ) الرهيب .. لكن هذا الرقم دق جرسا فى أذهان القوم , فتذكروا أشياء مرعبة .. لا بد أن شعورهم انتصبت و لا بد أن جلودهم صارت كجلود الأوز , و لا بد أن العرق البارد تجمع تحت إبطهم .. و هكذا عرفت أن الاتصالات دارت ... لا بد من تصرف سريع و حاسم و سرى .. يقول أحدهم : لا يجب أن نسبب ذعرا لا داعى له .. فيقول آخر : بالعكس .. هذا وقت الذعر .. و كما يقول شعار أحد أفلام الرعب الشهيرة : كن خائفا .. كن خائفا جدا .. ! لو كانت حساباتهم دقيقة فنحن – ربما – قريبون جدا من نهاية البشرية ... إنها صورة جميلة .. لقد هلك ثلاثة أرباع البشر , أما الباقون فهم أقرب إلى الوحوش الضارية التى تجتمع حول النيران ليلا , و تتقاتل على جور النباتات الجافة أو تلتهم أرنبا بريا فى توحش .. إن نهاية العالم يمكن أن تبدأ الآن .. ليس بفعل نضوب الطاقة أو الحرب الذرية كما يحلو لكتاب الخيال العلمى أن يتصوروا , و لكنها تبدأ من بلدة صغيرة فى شمال ( الكاميرون ) أو جنوب ( نيجيريا ) اسمها ( أنجاونديرى ) .. كنت أعرف يقينا أن نهاية العالم ستبدأ من المكان الذى أوجد فيه .. فى السابعة مساء – كالعادة – دوت مكبرات الصوت تطالب برأسى .. و كنت معتادا هذا على كل حال .. سمعت عن أشباح تنهض عند منتصف الليل , و نساء يصيبهن الشلل الهستيرى فى التاسعة مساء .. لكننى لا أعرف نوع مرض السابعة مساء الذى يعانى منه د. ( بارتلييه ) ************* | |||||||||||
|  |
|
06-10-08, 01:56 AM
| #22 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| بالداخل كان هناك مجلس حرب .. بالضبط مجلس حرب ... أولا هناك ( شيلبى ) و ( جيديون ) و ( مايرز ) و ( شرودنج ) و ( دولا ) و ( دو بوان ) ... هذا يعنى اجتماع قمم طب المناطق الحارة و علم الأمراض و الطب الوقائى و أمراض المناعة و الأمراض الباطنة دعك من أن ( بارتلييه ) يمثل علم الميكروبات .. و .... لا أذكر تخصص ( دو بوان ) لكنه يفعل شيئا ما يستحق راتبه بالتأكيد .. إذن هناك من الوحدة ذاتها بريطانى و أمريكى و فرنسيان ( لو اعتبرنا البلجيكى فرنسيا كما أحب أن أفكر طلبا للتبسيط ) و ألمانيان .. و واحد كاميرونى ... هناك طبيب صينى لم أره قط , و طبيب من منظمة الصحة العالمية .. تعرفهم على الفور من ثيابهم و وجوههم .. كأن منظمة الصحة العالمية شجرة لا تثمر إلا هذا الطراز من القوم .. هناك طبيبة صينية تشبه ( ماو تسى تونج ) و طبيب أوروبى يشبه زوج خالتى .. و عرفت أن هؤلاء جميعا موجودون فى الكاميرون منذ زمن , لكنهم لا يعملون فى الوحدة طبعا ... هذا هو ما أستطيع تذكره ... دخلت المكان شاعرا بالهيبة .. أنا الشاب صغير السن وسط هذه الوحوش الديناصورية .. فلا بد أنهم طلبونى كنوع من المقبلات قبل وجبة العشاء .. آه ! .. تذكرت .. ( دو بوان ) أستاذ أمراض صدرية .. واضح طبعا من الاسم أنه بلجيكى .. و هو بالمناسبة يدخن كمحرقة القمامة .. كأن التدخين يؤذى الآخرين فقط أما هو فمحترف لا يتأثر بأمور كهذه .. لست خبيرا فى هذه الأمور , لكنى أعتقد أن هذه ال ( دو ) تدل على أنه من أسرة عريقة .. - " اجلس يا دكتور ( عبد العظيم ) " جميل .. و لكن أين أجلس ؟ .. لقد تحول المكتب الضيق إلى حافلة .. و هؤلاء القوم لا يتمتعون بالرشاقة .. هكذا وجدت مسند مقعد جوار ( شيلبى ) أرحت عليه نصف مؤخرتى , و وجدته ينظر لى فى دهشة من هذا التطفل على هالته الجسدية .. هناك هالة سمكها خمسة سنتيمترات لا بد أن تحيط بكل منا و لا يتعداها أحد , و هى قاعدة لا يخرقها أحد إلا فى علب السردين و حافلات القاهرة .. قلت له مساء الخير و تظاهرت بمتابعة ما يدور فى المكان .. قال ( بارتلييه ) و هو يشير إلى : - " لا أعرف إن كان الجميع يعرف د. ( عبد العظيم ) , لكنه قام بمهمات ناجحة كثيرة .. أضف لهذا أنه نشط و شاب و أنه عربى .. أى أنه أقربنا إلى مريضنا التونسى الشاب .. " قال الصينى بالفرنسية كاشفا عن أسنانه البيضاء النضيدة : - " مفهوم .. مفهوم .. إنه صالح للفريق .. " هنا قررت أن أفتح فمى فسألت بتهذيب : - " أى فريق ؟ " قال ( بارتلييه ) و هو يعد على أصابعه : - " هكذا يكون عددنا تسعة .. عشرة لو ضممنا (بودرجا ) فهو مفيد جدا .. لاحظوا أننى لن أنضم لأن لدى مسئوليات كثيرة .. " أى فريق يا سيدى ؟ قال ( آرثر شيلبى ) و هو يشعل سيجارا برغم المكان الخانق : - " لكنك تتابعنا يا ( موريس ) .. هذا مهم .. نحتاج إلى علم الفيروسات كله من خلفنا .. " أى فريق يا سيدى ؟ قال الطبيب الأوروبى الذى لا أعرفه موجها كلامه لطبيب الصحة العالمية : - " سيكون عليك الجانب الإحصائى و تصميم الدراسة .. إن الفريق متكامل و أعتقد أن بوسعنا البدء .. " أى فريق يا سيدى ؟ - " إذن بوسعنا الانطلاق .. هل من أسئلة ؟ " تعالى صوتى إلى درجة تشبه الصراخ .. لو لم يسمعونى فهم صم , و لو سمعونى فهم قليلو التهذيب , من طراز تلك البغال المتظاهرة بالأهمية .. و قد تعلمت منذ زمن سحيق أن المتظاهر بالأهمية ليس على أى قدر من الأهمية .. على الأرجح ليس أكثر أهمية من أى إسكافى يحترم نفسه .. - " أى فريق يا سيدى ؟ " كأنما هو قد شرح لى الأمر ألف مرة من قبل لكننى أحمق , قال ( بارتلييه ) فى هدوء وهو يوقع بعض الأوراق : - " الفريق ( ه ) طبعا .. " ************** | |||||||||||
|
| |
|
06-10-08, 03:17 AM
| #23 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| جيفرى تاونبرجر* لم يكن د. ( جيفرى تاونبرجر ) ضمن أعضاء الفريق , و لم أقابله فى هذه القصة لكنى أعرفه جيدا .. إنه عالم أمريكى فى علم الأمراض , و قد اعتمدوا عليه إلى حد كبير فى فهم ما يحدث .. و حديثه هنا عبارة عن محاورة تمت عبر البريد الإلكترونى .. أى أننى أرسلت له أسئلتى و هو رد عليها .. قال د. ( تاونبرجر ) فى رسالته الطويلة : " لى فى وحدة ( سافارى ) الكاميرون أصدقاء عديدون , لعل أقربهم لى البروفيسور ( جيديون ) أستاذ علم الأمراض و قد أجرينا معا عددا لا بأس به من الأوراق العلمية المشتركة .. الكابوس الذى يطارد علماء الفيروسات فى العالم كله هو أن يعود وباء إنفلونزا عام 1918 الذى أطلقوا عليه اسم ( الوباء الأسبانى ) إلى الظهور .. لقد فتك هذا الوباء بثلاثين مليونا من البشر , أى أكثر من ضحايا الحرب العالمية الأولى , و علميا لم ينج إنسان على ظهر الكرة الأرضية من الإصابة به سواء كانت شديدة أو خفيفة . قاتلة أو غير قاتلة .. " كان عملى فى المعهد العسكرى لعلم الأمراض فى ( واشنطن ) يقوم على فحص الأنسجة الميتة .. أنسجة الجثث .. و قد سيطرت علينا شهوة جمع الأنسجة , و هى لا تختلف فى شئ عن شهوة جمع الطوابع أو جمع أغطية الزجاجات ; لذا صار لدينا فى المعهد – حتى اليوم – ثلاثة ملايين عينة .. " كنت راغبا فى فهم تكوين ذلك الفيروس الجامح الذى اجتاح العال عام 1918 ; لذا رحنا نفتش فى أنسجة الجثث التى فى مكتبتنا .. ووجدت أنسجة جنديين أمريكيين توفيا 1918 بها جينات ذلك الفيروس الرهيب .. لماذا نهتم بهذا ؟ .. لأن وباء الإنفلونزا يجتاح العالم من حين لآخر و يكون قاتلا .. لقد مررنا بفترة سلام تقترب من مائة عام , لكن كل علماء الفيروسات يؤمنون بأننا على شفا وباء شامل قريب جدا .. و السبب هو أن فيروسات الطيور تغير صفاتها من وقت لآخر , و تقترب من اللحظة التى تصير فيها قادرة على مهاجمة الإنسان .. ينتمى فيروس الإنفلونزا لإحدى ثلاث عائلات تسمى إنفلونزا A و B و C . و كأى فيروس آخر تنسخ هذه الفيروسات نفسها , من ثم ترتكب أخطاء أثناء عملية النسخ , و تتغير خطوة بخطوة , و تنحرف عن شكلها الأصلى . و التغيرات الأهم تتم فى بروتينات السطح الشائك التى تستعملها لتصيب بالعدوى الجهاز التنفسى للإنسان ( بروتين يدعى اختصاراh و بروتين يدعى N ) . لهذا يحمل اسم الفيروس دائما حرفى N و H . لكن النوع A من الفيروسات غريب الأطوار : فلو هاجم فيروسان مختلفان من النوع A نفس الخلية , فإن بوسعهما خلط القطع الجينية كأنها أوراق اللعب على منضدة . إعادة التصنيف هذه قد تخلق أنواعا فرعية من الفيروس تحتشد فيها مواد وراثية لم يعتدها أى نظام مناعى , مع جينات ترمز لبروتينات من نوعى H و N جديدة تماما , و ربما بروتينات أخرى كذلك . بهذه الطريقة يتعلم الفيروس أن يهاجم أعضاء أخرى غير الجهاز التنفسى .. يتعلم كيف يهاجم القلب و المخ و الأمعاء .. و هذا يجعله مرعبا فعلا .. و لكن من أين بدأ وباء 1918 ؟ .. من الطيور أم من الخنازير ؟ .. كل عالم فيروسات فى العالم يؤمن بأن فيروس 1918 أقرب إلى فيروس الخنازير H1n1 منه إلى فيروس الطيور H5n1 .. لكن كان علينا أن نتأكد .. نريد مصدرا نقيا للفيروس .. كنا فى العام 1997 و قد اتصلت ب ( جون هالتين ) عالم الأمراض فى ( سان فرانسيسكو ) و قلت له إننا عاجزون عن تحديد مصدر ذلك الوباء الذى اجتاح العالم كله .. قال (جون ) بطريقته العملية : - " هناك مكان فى ذهنى يعج بالجثث , و هى جثث لم تتحلل بعد .. " شعرت بالدهشة .. أين هذا المكان ؟ .. هل فى أحلامى ؟ *********** * شخصية حقيقية و كل ما يقوله دقيق طبعا .. | |||||||||||
|
| |
|
06-10-08, 09:19 AM
| #24 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| كانت أضواء الزحافات تعمى العيون .. لكن الجليد المتساقط جعلهم عاجزين عن فتح عيونهم أصلا .. إن المشى على هذا الجليد عسير حقا .. أضفلهذا أن عضلاتك كلها متجمدة حتى توشك على أن تهشمها فى كل مرة تحرك فيها , و برغم معاطف الفراء السميك و القلنسوات و القفازات , فإن البرد كان قادرا على الوصول إلى مركز وجودك ذاته .. تذكر ( هالتين ) الدعابة القديمة حول الكرة التى طارت فى الهواء فتجمدت و لم تسقط على الأرض .. هذا مخالف لقانون الجاذبية , لكن قانون الجاذبية نفسه قد تجمد ! أضواء ( سانت ألمو ) فى كل مكان , و هى ظاهرة عجيبة لمن لم يرها من قبل .. إنها تلك الهالة الزرقاء حول الأنوف و الغلايين المشتعلة .. و لم يكن ( هالتين ) يعرف أن هذه الظتهرة تحدث فى ( ألاسكا ) .. كان يحسبها مقتصرة على القطبين فقط .. سيارة الشرطة تقف جوار الزحافة و أضواؤها لا تكف عن الوميض .. أزرق .. أحمر .. أزرق .. أحمر .. رجل الشرطة يقترب منه و هو ينفض الثلج عن كتفيه و يقول له : - " يمكنك الحفر .. إن وضعكم قانونى تماما .. " لمن لا يعرفون أن هذه القرية ( بريفيج ) , نقول لهم بكل ثقة إنها قرية ( بريفيج ) .. تلك القرية المنكوبة التى أبيدت عن بكرة أبيها عام 1918 بوباء الإنفلونزا القاتل .. حتى صارت تذكرك ب ( سدوم و عمورية ) .. الفارق هنا أن هذه القرية لم تعرف بالشرور بشكل خاص .. ها هنا يرقد ضحايا الإنفلونزا تحت الثلوج منذ مائة عام تقريبا .. معنى هذا أن أنسجتهم سليمة .. و على ضوء الكشافات الساطعة ووسط رجال الشرطة , بدأ البلدوزر يزيح الجليد عن تلك الساحة التى يعتقد أن أهالى القرية دفنوا فيها قديما .... مهمة صعبة هى .. و قد استمرت بضع ساعات , و فى النهاية استطاعوا أن يروا عظاما بشرية .. - " أوقفوا الحفر و ليستمر الرجال بالرفوش " و راح الرجال يزيحون الثلج و هم يلهثون .. و اللهاث نفسه كان يتحول إلى مسحوق ثلج يتعلق بحواجبهم و لحاهم .. لم يكن البرد مما يسمح للعواطف بأن تبرز إلى السطح , و لهذا لم يستطع أحد فى أن يفكر فى كل هؤلاء الذين عاشوا و أحبوا و ضحكوا منذ ثمانين عام تقريبا , ثم هلكوا جميعا فى أسبوع واحد .. و الغريب أن أحدهم لم يتصور أن عظامه ستخرج إلى الناس بعد كل هذا الزمن لتقدم جوابا على سؤال .. لكن ( هالتين ) لم يكن مسرورا : - " عظام ! .. هذا لا يعد بالكثير .. النتيجة لن تختلف عن أية مقبرة فوق السطح .. " ثم حك رأسه : - " هناك طبقة جليد لا تقل عن متر .. فماذا كان دورها ؟ " قال رئيس الشرطة و هو يصب لنفسه بعض القهوة الساخنة من ترموس , حيث وقف جوار سيارته : - " لا نعرف ما حدث خلال مائة عام بالتحديد .. ربما ذاب الجليد عدة مرات .. " و ساد الصمت .. فجأة هتف أحدهم أنه وجد شيئا .. و جرى ( هالتين ) ليقترب محاذرا أن ينزلق على الجليد فيحطم عنقه .. ووقف ينظر عبر الحفرة التى تحت مستواه بمترين .. كانت هناك امرأة .. ( بالفعل جثة امرأة بدينة نائمة على ) و هو يرمق ملامحها و شعرها الأشقر المتجمد على الكتفين .. بدا له كأنما ظهرها .. امرأة كاملة المعالم فيما عدا أن يديها المعقودتين على صدرها كانتا عظاما .. و قد ارتجف ( هالتين ) هى نائمة لا أكثر .. و كان وجهها جميلا .. أضف لهذا أن بدانتها المفرطة – على الأرجح – كانت من عوامل الجمال عام 1918 . عن هذه المرأة كانت الأشعار تكتب منذ ثمانين عاما ثم لم تعد هناك امرأة و لا أشعار و لا شعراء .. لكن لو شغلنا جهاز التجرد العلمى , لقلنا إن هذا هو النجاح بعينه .. سر جمالها قديما هو سر نفعها حديثا .. و هتف ( هالتين ) و هو يرتجف انفعالا و حماسا : - " هذا الدهن عامل عزل ممتاز .. و لا بد أن الفيروس فى رئتيها ما زال بحالة طيبة ! " سوف يجد ( تاونبرجر ) كل الأنسجة التى يريدها .. هنا قال أحد رجاله و هو يناوله شيئا : - " قد أبدو مبالغا يا دكتور ... لكن ألا ترى معى أن وقت وضع الكمامات قد حان ؟ !! " ************** | |||||||||||
|
| |
|
06-10-08, 09:41 AM
| #25 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| بعد هذا جاءتنا عينات من النرويج أسوأ حالا .. هناك قرية مرت بظروف مماثلة .. على كل حال أعتقد أننا عرفنا ما يجب أن نعرفه .. قمنا بتحليل هذه العينات الثمينة فيما بعد باستعمال ( تفاعل سلسلة البوليمريز Pcr ) , و هكذا عرفنا بالتأكيد أن الوباء الذى فتك بالقرية .. بل بالأرض كلها عام 1918 كان من طراز H1n1 الأقرب إلى الخنزير .. فيروسات الطيور – لا تقاطعنى من فضلك – لا تهوى إصابة البشر , لكن فيروسات الخنازير تفعل .. و قد تكونت لدينا نظرية معقولة تقول إن فيروسات الطيور تصيب الخنزير .. هكذا تتطور أكثر و تكتسب قدرات أخطر .. إن الخنزير يستنشق الفيروس فى فضلات الدجاج و فى داخله يخلط صفات فيروس الدجاجة و فيروس الخنزير , ليصنع فيروسا جديدا ممتازا يصلح للإنسان .. ثم تنتقل من الخنزير إلى الإنسان .... أين يجتمع الخنزير و الدجاجة ؟ .. طبعا عند كل فلاح صينى .. كل فلاح صينى يخفى فى حظيرته مختبرا خطيرا للتجارب البيولوجية , و فى هذه الحظيرة تنشأ أنواع فيروسات فريدة لم نسمع عنها من قبل .. و لهذا لا نسمع عن أوبئة الإنفلونزا المريعة إلا من جنوب شرق آسيا حتى صار للفظة ( إنفلونزا آسيوية ) رنين يذكرنا بلفظة ( طاعون ) .... اليوم نحن نقابل الكثير من فيروسات الدجاج القاتلة .. و من الواضح أن بعض هذه الفيروسات تعلم مهاجمة الإنسان مباشرة من دون مرور على الخنزير .. إن فيروس ( هونج كونج ) الشهير H5n1 نموذج على هذا .. فهل فيروس ( الكاميرون ) العجيب هذا – الذى جاء كضربة تحت الحزام من حيث لا يتوقع أحد – يمكن أن يكون نموذجا آخر ؟ ************** | |||||||||||
|
| |
|
06-10-08, 09:44 AM
| #26 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| بيجاسوس .gif "Eh S(7)") آلاء الرحمن بيبو لعنه امرأه شكرا على تشجيعكم | |||||||||||
|
| |
|
06-10-08, 01:29 PM
| #27 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفريق ( ه ) لماذا الفريق ( ه ) ؟ .. البروفسور ( موريس بارتلييه ) هو الذى اختار هذا الاسم و لم يعط تفسيرا .. بعض الأطباء افترض أن أصل التسمية نسبة إلى ( هونج كونج ) .. و هى البلدة التى أحدثت صداعا لدى الأطباء لاقترانها بفيروس الدجاج H5N1 .. البعض قال إن هذه التسمية ترمز للبروتين هيماجلوتينين ( H ) الذى يميز هذه الفيروسات عن بعضها .. واحد فقط – هو د. ( علاء عبد العظيم ) .. من سواه ؟ - قال لى إن المدير اختار أكثر الأسماء التى لا توحى بشئ لأنه يريد أن تظل المهمة غامضة و لا تصل إلى الإعلام .. قال لى إنه من السهل على المدير لو أراد اسما أن يختار اسم ( فريق مكافحة إنفلونزا الطيور التى تنتقل للبشر ) .. خذ الحروف الأولى تصنع اسما جميلا كعادة هذه المشاريع .. لكن د. ( عبد العظيم ) رأى أن المدير اختار هذا الاسم بالذات لأنه بلا معنى على الإطلاق .. حكى لى عن ( بريتون ) مؤسس السريالية الذى سأله الصحفيون عن ذلك المذهب الجديد الذى أسسه فى الأدب و الفن , ففتح القاموس الفرنسى و اختار أكثر اسم لا علاقة له بالموضوع ( دادا) – أى ( حصان أطفال خشبى ) – فقال لهم : مذهبى يدعى ( الدادية Dadism ) .. ! نعرف الآن أن الفريق تكون من الأساتذة ( شيلبى ) و ( جيديون ) و ( مايرز ) و ( شرودنج ) و ( دو بوان ) و ( لى – فوان – هن ) و الطبيبة ( تشونج مى ) و هما بيطريان .. طبعا .. لا بد من رأى الطب البيطرى هنا .. بالتأكيد كل هذا مع الشاب المصرى ( عبد العظيم ) و إشراف ( بارتلييه ) نفسه .. و قد حدد د. ( بارتلييه ) أهداف الفريق كما يلى : 1 – هل هناك وباء ؟ .. 2 – ما هو مصدره ؟ .. هل بدأ من الدجاج ؟ .. كيف ؟ .. لم تعرف ( أنجاونديرى ) قط أوبئة إنفلونزا الدجاج .. هل بدأ من الخنازير ؟ .. ليست الخنازير متوفرة هنا باستثناء تلك التى تمشى على قدمين و تدخن .. 3 – كيف يمكن السيطرة عليه ؟ .. هل يجب إعدام الدواجن كلها كما فعلت الصين ؟ 4 – كل هذه الأوبئة التى تصيب الدجاج تبدأ من طيور الماء المهاجرة , فهل هنا طيور مهاجرة ؟ .. و بينما يصاب البشر بالعدوى من استنشاق الفيروس , فإن طيور الماء تصاب عن طريق البراز – الفم . إنها تسكب كميات هائلة من الفيروس فى برازها , و مما يثير العجب أن الفيروس يمر من طير لآخر دون أن يسبب المرض . تأتى المشكلة حين يصل الفيروس إلى الطيور المدجنة مثل الدجاج و الديك الرومى .. طيور لم يتكيف عليها .. هنا ينتزع الفرامل التى توقف تطوره . و تصيب الفيروسات عائلها الجديد بالمرض فتستجيب الأنظمة المناعية .. من ثم يتحول الفيروس لتفادى النظام المناعى . ربما يقتل عائله كذلك . 5 – ما هى إمكانيات العثور على فيروس مماثل مسالم يصلح لصنع لقاح منه ؟ هى أسئلة صعبة كما ترى .. و على هذا الفريق أن يجد حلا لها .. كان الأمر مرهقا يقتضى بحثا فى كل مكان .. فى الأسواق .. فى مزارع الدجاج .. فحصا مطولا للمرضى .. تواريخ مطولة مرهقة .. كانت أصابع الاتهام تتجه إلى تلك المزرعة التى جاءت منها أول دجاجات قابلناها , و هى بالصدفة تقع جوار وحدتنا .. لقد هلكت أعداد كبيرة من الدجاج هناك .. أغلب العاملين من البشر مرضوا و هم الآن موزعون بين ( سافارى ) و مستشفيات وزارة الصحة .. و قد صدرت أوامر حكومية بإعدام الدجاج فى تلك المزرعة و دائرة تقدر بكيلومتر من حولها , طبعا مع حرق الجثث و دفن الرماد عميقا .. لكن أحدا لا يجرؤ على توجيه ضربة قوية للاقتصاد بإعدام كل الدجاج فى البلاد .. إن الصين تلقت هذه الضربة و ابتلعتها بصعوبة .. لكن هل تستطيع ( الكاميرون ) ذلك ؟ لم أعرف أن العلاقات كانت سيئة بين أعضاء الفريق إلا بعد مزيد من التحقيقات .. قصة ( علاء ) مع الدجاجة .. شركة ( فيروجكس ) .. كل هذا يجب أن نعرفه .. ************ | |||||||||||
|
| |
|
06-10-08, 03:36 PM
| #28 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| علاء عبد العظيم لا يعتنق د. ( علاء عبد العظيم ) نظرية المؤامرة التى يؤمن بها العرب كثيرا .. و فى هذا يقول لى : - " نظرية المؤامرة لذيذة و تروق للجميع لأنها تعطيك على الفور انطباعا بأنك أذكى من الآخرين , و أنك تعرف خفايا الأمور .. تهطل الأمطار فتقول إنها مؤامرة أمريكية من أجل .. إلخ ... فيقول لك أحدهم إن الأمطار تهطل لأن رطوبة الجو ارتفعت و لا دخل لهذا بالمؤامرات , فتنظر له ساخرا : هئ هئ .. ساذج .. مسكين ! .. " قال د. ( علاء ) : - " غير أننى بدأت أتبنى هذه النظرية مع الوقت لأننىلا أجد لما يحدث تفسيرا آخر .. الفيروس يظهر بلا إنذار و بلا سوابق فى هذا البلد .. هذا الفيروس دخل البلاد و لم يتطور مع الوقت مثل فيروس 1918 أو فيروس ونج كونج .. كان كل يوم يقربنى من هذه العقيدة .. كان العمل مع هذا الفريق ممتعا و قد تعلمت منهم الكثير .. لكنى كنت أعرف أنهم علماء لا أكثر و لا أقل , فى حين يقول المثل إنك تحتاج إلى لص كى تقبض على لص .. الجزء المشاغب فى داخلى هو ما ينقصهم .. و هو ما سوف أستغله فى هذه العملية .. كان ( بسام ) يتحسن فى هذه الآونة .. لقد أفاق و تم انتزاع جهاز التنفس الصناعى عنه , ثم بدأ يأكل .. و قد حمدت الله على هذا كثيرا .. إن معدلات الوفيات ما زالت عالية من هذا المرض الجديد , و لا تتناسب مع عدد المرضى القليل نسبيا .. إن المرضى لم يتجاوزوا الأربعين هذا صحيح .. لكن وفاة عشرة منهم تعنى أن نسبة الوفيات 25 % و هى نسبة مخيفة .. نعم نجا ( بسام ) .. فلن أجد كلمات كافية أشكر بها الله على فضله .. و قد جلست جوار ( بسام ) فى غرفته التى نقل إليها , و هى غرفة مشمسة جميلة تختلف كلية عن العناية المركزة الكئيبة خافتة الإضاءة .. و قد قلت له إنه محظوظ .. لا أمانع أبدا فى أن أمرض عدة أيام مقابل أن أنال إجازة مجانية مثله .. قال باسما بصوته الواهن : - " المحظوظ الحقيقى هو الذى يلتهم الدجاجة كلها بينما أمرض أنا .. " - " نحن نعرف الآن أن التهامها ليس سبب المشكلة .. أعتقد أنك استنشقت من أنفاسها الكثير .. " - " البائع لم يمرض كما قلت أنت .. " قلت و أنا أثنى قدمى على المقعد تحتى : - " أنت تعرف أنه لا يوجد شئ واضح و لا سهل فى علم المناعة .. لماذا تسقط أنت مريضا بينما لا أصاب أنا بمجرد زكام .. " قال متطيرا : - " و العياذ بالله .. لا تحسد نفسك كثيرا .. " - " لا يوجد ما يضمن لى ألا أسقط ميتا غدا .. لكنى أتحدث عن قوانين المناعة المبهمة .. هل تعرف تجربة ( كوخ ) مع الكوليرا ؟ .. لقد أعلن ( كوخ ) أنه وجد البكتريا الواوية التى تسبب المرض , لكن أحد علماء عصره ضيقى الأفق قال إن هذا هراء و تحداه .. ثم تناول أنبوب اختبار مليئا بالبكتريا .. كمية بكتريا تكفى لإبادة قارتين .. و شربه كله فلم يصب حتى بعسر هضم ! .. أليس هذا لغزا ؟ .. طبعا كان موقف ( كوخ ) فى غاية السوء .. " ثم نظرت لساعتى و أعلنت أننى راغب فى الانصراف ليظفر ببعض الراحة .. قال لى ( بسام ) و هو يفتح الجريدة ليقرأها : - " ( علاء ) .. هناك فى ثلاجة مطبخ ( سافارى ) كيس أزرق بلاستيكى صغير .. على الرف الثالث من اليمين .. هذا الكيس فيه الدجاجة الأخرى التى ابتعتها .. أرجو أن تأخذها و تتخلص منها بعناية .. لا أريد أن يلتهمها هؤلاء الحمقى .. ما لم ترغب أنت طبعا فى التهامها بما أنك منيع " نظرت له فى دهشة .. - " إذن هناك بالفعل دجاجة أخرى ؟ .. نسيت هذا أو لم أعرفه قط .. سأفعل كما تقول " *********** | |||||||||||
|
| |
|
06-10-08, 04:11 PM
| #29 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| فى غرفتى بالدار جلست و تأكدت من أن الإضاءة جيدة , ثم وضعت كمامة استعرتها من قسم الجراحة و ارتديت قفازين , و أحضرت عدسة و رحت أتأمل جسد الدجاجة الذى ذاب عنه الثلج بعناية .. سوف أسلمها ل ( جيديون ) بعد هذا لكن يجب أن أتفحصها وحدى من دون من يصرخ فى أذنى , و يدلى بآرائه فى الحياة .. دجاجة .. تأمل بطنها و اقلب جناحيها .. دجاجة .. تأمل فخذيها ثم تأمل العنق .. دجاجة .. ماذا تتوقع يا أحمق ؟ أن تجد لافتة كتب عليها : هنا فيروس فخذ الحذر ؟ لكن .. لحظة .. هذه كدمة أعلى الفخذ .. لا شك فى هذا .. ثم ذلك الثقب الصغير .. صغير لكنه أحدث الكثير من الأذى من حوله .. و تجمدت و نظرت إلى ضوء المصباح حيث لا أرى شيئا .. لكن الأفكار تتزاحم فى ذهنى و أراها أمامى .. لم أكن مخطئا .. هذا الدجاج تم حقنه .. بأى شئ ؟ .. بالفيروس طبعا .. لا شك فى هذا .. و الغرض أن ينتشر فى المزرعة كلها فتكون نواة للوباء .. و كان من حظ ( بسام ) العاثر أن اختار البائع الذى يتعاطى مع دجاج هذه المزرعة بالذات ... **************** قال ( آرثر شيلبى ) و هو يتفحص الدجاجة : - " لا أعرف معنى لهذا الكشف , لكن أرى أن يبقى سرا بيننا منعا للبلبلة .. " كان جالسا مع الصينى ( لى – فوان – هن ) و الطبيبة ( تشونج مى ) و كان ( دو بوان ) واقفا أمام لوح الكتابة فى غرفة العمليات للفريق ( ه ) يخط شيئا .. قلت له فى عصبية : - " لا بد من أن يرى د. ( جيديون ) هذه الدجاجة .. لو كان ظنى صائبا فإنه سيجد علامات الحقن بالفيروس .. أننا أعدمنا الدجاج هناك كله و أحرقنا جثثه .. معنى هذا أن هذه آخر دجاجة تحمل دليلا .. " بصوته الشبيه بدقات الأجراس قال الصينى : - " أنا أتفق مع د. ( شيلبى ) فى أن هذا الأمر سيحدث بلبلة لا شك فيها .. كثير من الاتهامات ستتطاير .. و لسوف يصيب الطين الجميع .. رأيى الخاص هو أن نتحرى أولا فى المزرعة .. لقد فتشنا هناك كثيرا لكن ربما عرفنا تفاصيل أكثر .. مثلا هل تلقى الدجاج أية حقن علاجية مؤخرا ؟ " و قال ( دو بوان ) و هو يمسح أنامله من أثر الطبشور : - " إن الدجاج يحقن أحيانا .. لا يعنى هذا شيئا .. أنت تتكلم عن حرب بيولوجية .. " قلت بعناد عرفت به : - " فعلا .. هذا ما أتكلم عنه .. " - " و من الذى يشن حربا بيولوجية على الكاميرون ؟ " - " ليتك تسأله ! " قال ( شيلبى ) و هو يمسك بالدجاجة التى أعدت تجميدها ,و يضعها فى كيس بلاستيكى : - " اسمع يا ( علاء ) .. أعرف أن نواياك حسنة و أنك متحمس كالعادة . لكن أريد أن تثق بى .. ستكون هذه الدجاجة معنا و أريد أن تذهب إلى تلك المزرعة – و هى ليست بعيدة على كل حال – و تتحرى ما سألناك عنه .. " هززت رأسى و قررت أن أكون مطيعا ... *********** | |||||||||||
|
| |
|
07-10-08, 02:56 AM
| #30 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| كان ( ميشيل ماجومبا ) صاحب المزرعة المنكوبة رجلا فى الخمسين من عمره , أسود بشدة ويلبس تلك البذلة الصيفية الزرقاء قصيرة الأكمام التى يحبها الوطنيون هنا .. كنت قد أحضرت ( بودرجا ) معى للترجمة .. و السبب الأهم هو أننى أحب ( بودرجا ) فعلا , و أعتبره صديقا مخلصا .. طيلة حياتى كنت عاجزا عن التعامل بتعال مع من هم أقل منى مالا أو مركزا .. على كل حال لم أكن فى حاجة إلى ( بودرجا ) .. لأن الرجل كان يجيد الفرنسية فعلا .. وجدته جالسا فوق أطلال مزرعته بالمعنى الحرفى للكلمة .. مكتب صغير ضيق و أثاث رخيص .. و فى الخارج كانت الأقفاص كلها مفتوحة و خالية .. و رائحة الأرض تفوح بمحلول ( الجلوتارالدهيد ) .. جو عام من النظافة و التعقيم و الخراب .. جواره كان يقف رجل أصلع غليظ الشفتين من الطراز الذى يقضى حياته بالفانلة الداخلية , و يبدو أنه كان سكرتيره قبل الإفلاس ... قال لى ( ميشيل ) فى عصبية : - " ماذا تريد ثانية ؟ .. لقد أحرقتم الدجاج كله .. هل تريدون حرقى أنا أيضا ؟ " ثم لوح بيديه فى الهواء , و هتف بطريقة شكسبيرية : - " صدقنى هذا لن يحدث فارقا .. أنا اليوم رجل معدم و على البدء من جديد .. " فى الخارج كانت سيارتا ( بيك آب ) خاليتين تماما .. كل شئ يوحى بنشاط عارم فيما سبق و قد انتهى .. كانت هناك نافورة مال تتدفق فى دار الرجل ثم جاء الأوغاد من ( سافارى ) و جففوها .. كان على أن أمضى بعض الوقت فى تهدئته قبل استجوابه .. إن وزارة الصحة ستعوضه بالتأكيد .. قال فى غيظ : - " هذا يحدث فى بلادكم الثرية .. ألست فرنسيا ؟ .. لكنه لن يحدث هنا أبدا .. ! " ابتلعت مجاملته فى صبر .. أنا فرنسى برغم ملامحى المصرية التى لا يخطئ فيها كفيفان .. و لم أرد إخباره بأننا فقراء مثلهم .. لذا سألته بعدما هدأ قليلا : - " هل تم إعطاء أية حقن للدجاج فى الفترة الأخيرة ؟ " فكر قليلا , ثم قال : - " كان هناك ذلك المقوى .. نعم .. نعم .. قمنا بحقن الدجاج منذ أسابيع .. " أسقط فى يدى .. ليست المرة الأولى التى أدرك فيها أننى أحمق . لكنى أفضل ألا يعرف العالم كله بحمقى .. - " من قام بهذا ؟ " فكر من جديد , ثم قال : - " إنه ذلك البيطرى الصينى .. ذلك الرجل .. أنت تعرفه .. لقد جاء مع رجلين و بدأ التطعيم .. كنت متضايقا من نقص وزن الدجاج فأرسلوا لى هذا الرجل .. " - " صينى ؟ .. عمن تتكلم ؟ " قال بطريقته العصبية الملول : - " كل الصينيين يتشابهون , و كل أسمائهم لا يمكن حفظها .. إنه من فريقكم الذى جاء مزرعتى أكثر من مرة .. لا بد أنك تذكره .. لقد كنت تتبادل الكلام معه !!! " *************** | |||||||||||
|
| |
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
العرض العادي
