05-10-08, 10:30 AM
| #1 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  العدد 40 . عن الطيور نحكى ( كتابة / كاملة )  أهلاً بأحلى أعضاء .gif "Eh S(7)") اليوم جبت لكم عدد جديد من سافارى 40 - عن الطيور نحكى عن الوباء.. عن الإلتهاب الرئوي الذي لا يستطيع الأطباء السيطرة عليه ..عن الدجاج الذي يسقط ويموت في ثواني ..عن قرى ألاسكا التي هلكت بالكامل ودفنت تحت الثلوج ..عن العلماء الذين يفتشون بين جثث الجنود الأمريكين الذي ماتوا عام 1918 م .. عن الموت .. عن الرعب .. عن الطيور نحكي .. للتحميل من هنا 4shared.com - online file sharing and storage - download 40 - ط¹ظ† ط§ظ„ط·ظ?ظˆط± ظ†طxظƒظ‰ التعديل الأخير تم بواسطة MooNy87 ; 19-01-18 الساعة 03:41 PM | |||||||||||
|  |
|
05-10-08, 10:33 AM
| #2 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| العودة أفسحوا الطريق يا سادة لقد عاد ( علاء عبد العظيم ) صديقكم المخلص و خادمكم المطيع أخيرا تنتهى أيام جنوب افريقيا حيث النفى عند طرف العالم الجنوبى . كالعادة رأيت الكثير مما لم يره أحد ممن عاشوا هناك أعواما .. لم أستمتع بوقتى فى مشاهدة المزارات السياحية , لكنى كدت أموت عدة مرات .. عصابات سطو مسلح .. حوادث سيارات .. كالاهارى .. بوشمن .. ملاريا .. وقعت فى الحب مرة مع الفتاة العنكبوت التى تأتى دوما متأخرة , و أحبتنى ساحرة افريقية تهوى ال****ب .. حقا كانت فترة صاخبة فى حياتى , لكننى عدت .. هيا اجلسوا يا سادة .. أنا أعرف هذه الوجوه .. هى ذات الوجوه التى ألقاها دوما هنا فى ( أنجاونديرى ) بنفس النظرات . سوف أحكى لكم عن رحلتى إلى هنا .. كيف شعرت بالحنين يغمرنى كأننى فى نهاية الطريق من المطار سأكون فى شبرا .. و أرى أخى و أمى .. سأجفف عرقى .. معذرة .. لقد اتسخ المنديل .. إن على بشرتى أطنانا من الغبار من وعثاء السفر .. هل عندكم عصير ليمون ؟ .. لا ؟ .. كيف تتحملون الحياة من دون عصير ليمون بارد ؟ .. لا بأس .. سأقبل كوبا من الماء البارد بشرط أن يتكاثف عليه بخار الماء من الخارج .. نحن لا نمزح هنا .. كلهم بخير .. لقد تحققت من ذلك .. المدير البدين و ( شيلبى ) و ( بسام ) .. ( جيديون ) ما زال فى المشرحة مع مساعده الكورى .. ما زال ( سباتزانى ) يزأر فى قاعات الجراحة ... ( ليفى ) اللعين فى إجازة فى وطنه المسروق .. ( برنادت ) بخير .. صحيح أنها ازدادت نحولا , لكن من قال إن النحول ليس من الصفات التى تحببنى فى المرأة ؟ .. ( برنادت ) الرقيقة .. ( برنادت ) الباسلة .. ( برنادت ) الملائكية التى أمسكت بيدى و نظرت فى عينى , و لم تتكلم .. سوف تعرف كل شئ .. إنها ترى روحى و ذكرياتى مباشرة , لكن الوقت مبكر كى أقلق بصدد هذا .. أعرف أن إقامتى مؤقتة و أننى سأعود إلى مصر قريبا ثم إلى كندا مع برنادت .. لكنى رحت أجوب الوحدة كالمجنون أتشرب كل شئ .. أوشك على تحسس الجدران فى حب .. ( سافارى ) يا سادة .. ( سافارى ) حيث كتب على أن أقضى باقى حياتى لو لم يطردونى .. المزيد من الأوبئة .. من الساعة السابعة مساء . من توبيخ ( باركر) و شراسة ( هيلجا ) و سماجة ( ليفى ) و بلاهة ( بودرجا ) ... ما زال من الجميل أن يوجد المرء , و أن يملأ المكان و الزمان .. و الأهم أن يملأ المكان و الزمان اللذين يروقان له .. و كما أقول لكم دوما يا أعزائى : أعرف أن أشياء مهمة ستحدث اليوم .. لكم أن تراهنوا على هذا .. | |||||||||||
|
| |
|
05-10-08, 10:56 AM
| #3 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| تقرير ( توماس كايندرد ) إنه الفريق ( ه ) .. هل تراهم ؟ .. هل تلمح هذه الوجوه الصارمة ؟ لو كان هذافيلما سينمائيا لرأيتهم يمشون صفا بالعرض , و يتقدمون نحونا بالسرعة البطيئة من عمق الكادر .. هذا التأثير الذى يوحى بالرهبة و الهيبة و الذى يقلده الجميع فى الأفلام العربية اليوم ... كلما رأيتهم يمشون فى الممر أصدرت بفمى تلك النغمات التصاعدية القدرية المميزة لمقطوعة ( هكذا تكلم زرادشت ) تحفة ( شتراوس ) .... إنه الفريق ( ه ) .. تشعر بأنهم جاءوا من عالم آخر – على تباين جنسياتهم – و من خامة واحدة – على تباين وجوههم – و أنهم يهتمون بشئ واحد على تباين اختصاصاتهم ... إنه الفريق ( ه ) ... يعرفون ما يقومون به .. يعرفون كيف ينفذون خططهم .. و أعتقد أن أيامى معهم كانت فريدة من نوعها .. ********* أقدم لكم نفسى .. أنا ( توماس كايندرد ) .. محرر الشئون الطبية فى مجلة ( أدفانسز Advances) . هل تقرؤها ؟ .. أعتقد أن الإجابة هى ( لا ) , و السبب أن مجلتنا ليست ( التايمز ) أو ( النيوزويك ) بحال . إن لنا عددا محددا من القراء الذين هم أقرب إلى الأتباع السريين cultلدين غريب . هم فقط يثقون بنا و يعرفون أهمية ما نقول . لكن إن كان هناك شئ أفخر به فهو أننى أسعى للدقة و الحقيقة فى كل ما أقوم به .. سأقدم لكم مجريات التحقيق الصحفى الذى قمت به فى هذه القصة , و إن كنت أخبرك مقدما بأن هذه ليست الصيغة النهائية التى ستظهر على صفحات مجلتنا .. إن الواقع يحتوى الكثير من الهراء و الحشو الذى لا داعى له , و قديما قال السينمائيون إنك تحتاج إلى عشر دقائق كى ( ترتدى ثيابك .. تعبر الشارع .. تثرثر مع بائع الصحف .. تخرج ورقة من العملة .. تعطيه إياها .. تأخذ منه الجريدة .. تأخذ الباقى لك ثم تعود لدارك ) .. السينمائيون قالوا إنه يمكن دائما تلخيص الموقف بصورة واحدة لك و أنت تأخذ الجريدة .. هذا يعطيك ما هو مهم فقط , و هو ما سيظهر فى مجلتنا .. لكن بالنسبة لك يمكن أ، نتعاطى المزيد من التفاصيل .. سأحاول أن أنقل لك تجربتى خلال تلك الأحداث العاصفة التى مرت بوحدة ( سافارى ) فى ( الكاميرون ) , خاصة بعد تشكيل الفريق ( ه ) .. و يمكنك بهذا أن تستخلص القصة كاملة بلا تدخل منى تقريبا .. | |||||||||||
|
| |
|
05-10-08, 11:12 AM
| #4 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| وحدة سافارى وحدة ( سافارى ) فى ( الكاميرون ) .. مكانها خارج ( أنجاونديرى ) شمال البلاد . بالضبط عند حدود الكاميرون مع نيجيريا . لا شك فى أن ( نيجيريا ) ابتلعت الكثير من شمال ( الكاميرون ) , فلم تنج ( أنجاونديرى ) إلا بمعجزة ما . وحدة ( سافارى ) لها طابع محبب من النظافة لكنها بسيطة جدا خالية من البهرجة . إن هذه الوحدة تعيش بالكامل على الإعانات الخارجية لأنها منظمة لا تهدف للربح . يعرف العالمون بهذه الأمور أن هذه المنظمة أنشئت عام 1957 فى ( كينيا ) بعد ما بدأت مجرد فكرة فى ذهن البارون النمساوى ( فون رامشتيت ) , ثم سرعان ما نمت المنظمة و صارت لها وحدات فى أكثر من بلد افريقى . يعرف أطباء طب المناطق الحارة ما أضافته ( سافارى ) إلى هذا العلم .. إن العالم يعرف الآن وباء ( الناكالانجا ) و ( الكافاموجورو ) بفضل علماء هذه الوحدة . هنا يجب أن أقول شيئا .. مزية ( سافارى ) العظمى – ربما الوحيدة – هى فى تلك المجموعة المنتقاة من العلماء العاملين فيها .. لقد تم اختيارهم بعناية بالغة , فيما عدا هذا لا تملك الوحدة أجهزة متميزة باهظة التكاليف , و لا تملك إمكانات منظمة الصحة العالمية .. لكنها – ( سافارى ) – منظمة مشاكسة تصر على أن تكون فى الصورة بأى ثمن , و كثيرا ما تنجح .. قصتنا التى نحكيها لكم هنا نموذج على هذه الحقيقة .. من جديد تواجه وحدة ( سافارى ) خطرا غير مألوف , و من جديد تواجهه بحكمة علمائها فهل تنتصر ؟ | |||||||||||
|
| |
|
05-10-08, 11:57 AM
| #5 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| بسام بو غطاس كان لقائى الأول مع الطبيب التونسى الشاب فى كافيتيريا الوحدة .. حينما ترى ملامح هذا الفتى لا تجد داعيا للسؤال عن جنسيته , و لو زعم أى شئ غير أنه من دول شمال افريقيا لاتهمته بالنصب .. هذا الوجه النحيل الأسمر و الشعر الأشعث لا يمكن أن يحملها إلا تونسى أو مغربى أو جزائرى .. و هكذا اضطرر ت لاستعمال الفرنسية التى لا أجيدها تماما , لكنهم يجيدونها بشكل شبه مطلق .. قال ( بسام ) و هو يمضغ الشطيرة التى قدمها لنا المطعم : - " ما زلت لا أحب هذا الذى يكلفنى به مدير الوحدة .. د. ( بارتلييه ) .. أحيانا أشعر أن هذا الرجل يتعمد تعذيبى .. " - " كلنا هذا الرجل .. لكن لا تأخذ الأمور على هذا المحمل .. يجب أن يقوم أحدهم بهذه المهمة التى لا يقبل سواك القيام بها .. " و سألته عن بداية القصة .. فراح يتذكر ... قال ( بسام ) : " فى البداية كنت مرهقا .. مررت بظروف صحية غير تقليدية حيث اكتشفت عيبا خلقيا معينا فى قلبى . و كانت لهذا تبعات معينة .. صحيح أننى الآن أعرف أن الأمر غير مقلق , لكنى قضيت فترة من أسود أيام حياتى. بعد هذا بدأت أحاول أن أسترد إيقاع حياتى المألوف . كنت قد فقدت بضعة كيلوجرامات من وزنى و خطر لى أن أول ما أريده هو أن أحسن تغذيتى قليلا . بينى و بينك أنت ترى طعام الوحدة .. إنه لا يشبع صرصورا فاقد الشهية " وافقته على هذا الجزء بشدة , و أنا أتأمل الطعام الموضوع على المنضدة أمامنا . هذا هو الحد الأدنى من الكمية و الجودة كى لا يموت الأطباء جوعا . فيما عدا هذا يترك الأمر للأطباء كى يحسنوا طعامهم بالجهود الذاتية . قال ( بسام ) : " بمجرد أن حصلت على فترة راحة , قررت أن أتجه إلى القرية لشراء بعض لوازم الطعام .. إن السوق قريب و رؤيته تبعث البهجة فى النفوس . كل هذه الخضر و الفواكه الطازجة فى مكان واحد , و هى هبة الله التى منحها لافريقيا و لم يستطع المستعمر أن ينتزعها . صحيح أن التصحر بدأ يدمر هذه الخصوبة لكنه لم يصل لنا لحسن الحظ . ابتعت الكثير من الأشياء , ثم دنوت من بائع كاميرونى يعلق دجاجا مذبوحا تم انتزاع ريشه .. كانت ثمة لافتة معلقة فوق رأسه كتبت بخط بدائى ساذج .. هناك من أمسك بإصبع طبشور و خط بالعربية هذه الكلمة على قطعة خشب كانت غطاء صندوق صابون ... ( حلال ) ... نحن المسلمين ندقق كما تعلم فى موضوع الذبائح هذا , و هذا يجعلنا لا نلتهم البروتين الحيوانى تقريبا هنا , باستثناء الأسماك .. و إلا فهى تلك الفرص النادرة التى نتعامل فيها مع جزار يقدم لنا الذبائح الحلال . هناك مسلمون فى ( أنجاونديرى ) و القرية , و هم يرتبون لنا الحصول على هذه الذبائح , أما فى وحدة ( سافارى ) نفسها فمن النادر أن نأكل البروتين إلا شرائح السمك ( الفيليه ) التى يقدمونها لنا هنا , و التى يمكن استخدامها كنعال أحذية من حيث المذاق و القوام و المنظر و الرائحة ... هكذا اتجهت للرجل فى حماس .. كان يضع طاقية بيضاء على رأسه و فى فمه تتألق أسنانه الذهبية التى يكشف عنها كلما ضحك .. و كان التفاهم سهلا .. أنا أريد هذه .. أنت تدفع لى هذا ... انتقيت دجاجتين و طلبت منه أن يلفهما لى .. سأحتفظ بدجاجة فى ثلاجة المطبخ , و آخذ أخرى إلى حجرتى الوحدة .. هناك سأعد لنفسى وجبة لا بأس بها أبدا .. إن الطهى داخل الغرفة خطأ فادح يدنو من الجريمة , لكنى لو أحسنت ترتيب الأمور لانتهيت من قضم آخر عظمة فى الدجاجة قبل أن يشم أحد الرائحة .. إن معنوياتى ترتفع .. لا شئ كالدجاج ينعش أفكارى إلى هذا الحد .. يقولون إن الموسيقى غذاء الروح و أنا أضيف الدجاج لهذه المقولة كذلك .... | |||||||||||
|
| |
|
05-10-08, 12:14 PM
| #7 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| كنت واقفا أتأمل الأقفاص التى يقف فيها الدجاج يرمقنى بتلك النظرة البلهاء الغبية . خطر لى أن هذه الكائنات حمقاء فعلا و هى تقف هنا تلتقط الطعام , و تراقب بلا اكتراث ذبح إخوتها .. لا يعنيها إلا موعد الوجبة التالية .. سجن و رائحة كريهة و طعام ردئ ثم ذبح يأتى فى أى وقت و بلا جريرة .. هنا ابتسمت .. الحقيقة أن على من كان بيته من زجاج ألا يقذف الآخرين بالحجارة .. هذا الوصف الذى أطلقته يصلح لى و بالدقة ذاتها ! .. فقط أنا أرتدى السترة و البنطال و أضع العطر و أعيش فى سجن أكبر متباعد الجدران .. لكن النتيجة واحدة .. هنا حدث شئ لم أستوعبه إلا بعد فترة , و بعد أن خرجت من دوامة الأفكار التى تبتلعنى لأسفل ... كانت تلك الدجاجة تقف فى هدوء تلتقط طعامها , مبعثرة بقدميها المزيد منه و هى تصدر تلك الأصوات القصيرة الحادة .. فى اللحظة التالية الدجاجة على أرض القفص ميتة و الدم ينزف من مؤخرتها ! نظرت فى ذعر إلى البائع فتبادل معى ذات النظرة المذعورة .. هو مثلى لم ير شيئا كهذا قط ... سألته فى توتر و أنا أتحسس شاربى : - " هل .. هل هو مريض ؟ " هز رأسه , و قال فى حيرة : - " لا .. لا .. دجاجى سليم تماما .. " ثم فتح القفص و أخرج الدجاجة التى كانت تفتح منقارها و تلفظه .. أى تغالب سكرات الموت .. و تفحص مؤخرتها فى خبرة , ثم قال و هو يلقيها على الأرض : - " لا بد أن الدجاج الآخر مزق مؤخرتها .. هذه أشياء تحدث دكتور .. كان لدى ديك يمزق كل دجاجة هنا حتى تتدلى أحشاؤها .. " نظرت للمشهد الرهيب و ارتجفت .. و قدرت أننى سأحتاج إلى وقت أطول من اللازم كى أستعيدشهيتى و ألتهم الدجاج الذى ابتعته .. ************ كن خائفا .. كن خائفا جدا ! ************ | |||||||||||
|
| |
|
05-10-08, 12:42 PM
| #8 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| سألت الطبيب الشاب ( بسام ) : - " هل كانت هناك أية دجاجة شرسة المنظر فى القفص ذاته ؟ .. دجاج من الطراز الذى يثير المتاعب مما يؤكد كلام الرجل ؟ " هز رأسه و هو يفتح علبة مياه غازية , و قال : - " لم أر .. لكن الرجل يملك الخبرة كما تعرف .. لن تجد دجاجة تحمل مطواة و قد ربطت عصابة على رأسها لو أردت رأيى " - " حسن .. أرجو أن تكمل .. " قال د. ( بسام ) : " على أن الجوع ينسيك أى شئ .. الآن أفهم كيف يلتهم الناجون من حوادث الطائرات فى الصحراء بعضهم .. قى تلك الليلة ظفرت بالعشاء الذى حلمت به .. قمت بدعوة صديقى المصرى ( علاء عبد العظيم ) لغرفتى .. لقد عاد لتوه من انتداب فى جنوب افريقيا .. إنه متزوج و زوجته امرأة ممتازة تدعونى إلى العشاء من آن لآخر , لكنى أعرف أنه يحلم بجلسة كهذه .. نوع من مغامرات الشباب حيث يتسلل – كالقتلة – إلى حجرتى , و نجلس معا على الأرض , ثم نفتك بالدجاجة فتكا .. كنت أتمنى لو كان هناك بعض ( الكسكسى ) لأن التونسى لا يستطيع الحياة من دونه و لا من دون زيت الزيتون , لكنى لا أجيد طهيه للأسف .. لهذا اكتفيت بإعداد بعض الحساء مع الدجاجة المحمرة .. لقد فتك ( علاء ) بأكثر الدجاجة فتكا .. لا أعرف مدى نجاح حياته الزوجية , لكنى أقدر أن امرأته ليست بارعة فى الطهى إلى هذا الحد .. هذا الفتى جائع كطفل صومالى فى مجاعة .. المفترض منى أنا العزب أن أفعل هذا بينما هو المتزوج يكتفى بالمشاركة على سبيل المجاملة .. الحقيقة أن ما حدث هو العكس . و فى نهاية الأمسية تمطى و تجشأ و أفرغ آخر قطرات من علبة المياه الغازية فى جوفه , ثم قال : - " لدينا فى مصر مثل يقول : الضيف المجنون يأكل و يقوم .. لا أعتقد أنك تحسبنى عاقلا .. " قلت له فى صدق : - " ثق أننى أعرفك جيدا .. لو كان المجانين ينصرفون بمجرد انتهاء وجبتهم , فجدير بك أن ترحل الآن " أمضيت أياما عدة فى الوحدة أمارس عملى كالمعتاد .. كان عملى متواصلا مرهقا .. و أعتقد أن هذه من الأسباب التى جعلتنى ممهدا لما حدث بعد هذا .. أنت تعرف أن ( الإنترفيرون ) الداخلى ينهار مع الإرهاق ; لذا أحسب مستواه قد انخفض فى جسدى إلى حد غير مسبوق .. هل كان ذلك يوم الثلاثاء ؟ .. أعتقد هذا .. | |||||||||||
|
| |
|
05-10-08, 01:01 PM
| #9 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| كنت فى قسم التوليد منهمكا فى توليد امرأة كاميرونية , و كان رأس الجنين قد برز بالكامل .. و أنا أصرخ مطالبا إياها بأن تدفع أكثر .. هنا شعرت بأن صراخها يأتى من على بعد أميال .. صوت كلامى أنا الآخر يأتى من من عالم آخر .. عرق بارد ينبت على جبينى .. فجأة شعرت بالغثيان و شعرت بأنى تعس واهن متورط منهك .. صوتى يناديها من بعيد .. آلاف الأميال .. آلااااااااااااااااااااااا ااااااااااف الأميال .. لا أعرف أن هذا صوتى . أنا أتابع محادثة بين شخصين .. أحدهما طبيب و الأخرى مريضة ... الرأس يدور .. و الجنين يخرج بتلك الطريقة الإعجازية التى ... ثم لم أعد هناك .. لقد ساد الظلام .. فقط أشعر بصفعات على وجهى من حين لآخر ... فقط أعرف أننى محموم و أننى أرتجف ........ و صحوت فى عنبر الحميات ..... ************** كان أول من جاء لى هو ( علاء عبد العظيم ) .. و قد سمع الخبر .. أعتقد أن هذا الفتى حريص على أن يتولى مهمة تكفينى و دفنى يوما ما , فأنا لا أراه إلا فى الكوارث .. و لو مت وحدى فى ألاسكا لوجدته فجأة هناك يتولى إغماض عينى ... تحسس جبينى بظهر يده , ثم صاح فى رعب : - " إن حرارتك تصلح للخبيز .. ماذا يدور هنا ؟ " قلت منهكا : - " و الأسوأ هو أننى مصاب بال .. بال .. بالر .... ج ... فه .. فه .. فه .. " و رحت أرتعش كالمجنون كأنى أبرهن له عن صدقى . لدينا بدائل قليلة فى الطب تبرر هذه الرجفة .. الملاريا .. التهاب المجارى الصفراوية .. التهاب الحالب .. داء الفيل .. صديد فى موضع ما .. قال ( علاء ) فى قلق : - " أنت تتعاطى أقراص الوقاية من الملاريا .. أعتقد أننى يجب أن أطلب رأيا .. " لحسن الحظ كان ( آرثر شيلبى ) أستاذ طب المناطق الحارة الأمريكى قد عاد من ( الولايات ) ... أنت تعرفه .. إنه طاووس متبختر أقرب لممثل مسرحى منه إلى عالم لكن ( علاء ) يثق به كثيرا .. يقول إن عليك أن تتعلم كيف تتحمله قبل أن تتعلم كيف تتعلم منه ! | |||||||||||
|
| |
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
العرض العادي
