31-12-07, 01:23 PM | #1 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| دمبى وولده للكاتب تشالز ديكنز الفصل الأول ( دمبى وولده ) _________ جلس دمبى فى ركن الحجرة التى أظلمت على كرسى كبير ذى مساند بقرب الفراش . أما ابنه فكان راقدآ على سرير صغير أمام النار , وقد ألف فى غطائه الدافئ . وكان دمبى فى العام الثامن بعد الأربعين من عمره أما أبنه فكان قد ولد منذ ثمان وارعبن ودقيقة فحسب , وكان دمبى أصلعآ يميل الى الأحمرار . وكان حسن المظهر , قوى البنية , بيد أنه كان قاسيآ ذا كبرياء وخيلاء فى مظهره . ولقد كان حينئذ سعيدآ بالحادث الذى ظل ينتظره ردحآ طويلا من الزمن . قال مستر " دمبى " لزوجته : سوف تصبح الشركة مرة أخرى يا مسز دمبى , ليس فقط هذا الأسم ولكن فى الحقيقة والواقع أيضآ شركة ( دمبى وولده ) ...دمبى وولده ! وأثارت هذه الكلمات عاطفة مستر دمبى كثيرآ حتى أنه أضاف كلمة (ياعزيزتى ) الى اسم مسز دمبى . ولم يكن معتاد أن يفعل ذلك , ولهذا قال فى تردد : - مسز دمبى ,يا ...عزيزتى . | |||||||||||
31-12-07, 01:24 PM | #2 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| واحمر وجه المرأة المريضة فى عجب ودهشة . - سوف ندعوه بول يا ...يا مسز دمبى , طبعآ . فأجابت فى ضعف " طبعأ " ثم أغلقت عينيها مرة أخرى . - " أنه أسم أبيه , يا مسز دمبى , واسم جده ! ليت جده حتى اليوم " . ثم قال مرة أخرى : "دمبى وولده " فى نفس اللهجة السابقة تمامآ . وكانت الكلمات الثلاث تعبر عن أهم فكرة فى حياة مستر دمبى . لقد رتفع , كابيع من قبله , من مركز الابن الى دمبى فى اسم الشركة ( دمبى وولده ) . وكان قد تزوج منذ عشرة أعوام , ولكن حتى هذا اليوم , كان لم يخلف أطفالا – أطفالا ذوى أهمية . كان قد انجب بنتآ فى حوالى السادسة عشر من عمرها من قبل . وكانت هذه البنت قد دخلت الى الحجرة للتو فى هدوء . ولكن ماذا كانت فيمة فتاة لشركة دمبى وولده ! . وكان مستر دمبى راضيآ فى هذه اللحظة حتى أنه استطاع أن يتحدث فى رقه الى أبنته ..فقال لها" يا فلورنس , أظن أنه يمكنك الذهاب والنظر الى أخيك الجميل . ولكن لا تلمسيه ! ". وتطلعت الطفلة فى حدة الى السترة الزرقاء والرابط الأبيض المنشئ . وكانت هذه بالأضافة الى زوج من الأحذية يحدث جلبة فى السير , وساعة تدق فى صوت عال , هى الأشياء | |||||||||||
31-12-07, 01:24 PM | #3 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| التى تكون فكرتها عن الأب . ولكن عينيها تحولتا الى وجه أمها فى الحال , ولم تتحرك أو تجب . وفى اللحظة التالية , فتحت السيدة عينيها ورأت الفتاة التى جرت نحوها . وتعلقت بأمها فى حب عظيم . "يالله " قال مستر دمبى , وقد نهض غاضبآ " هذا سلوك غير مناسب بالتأكيد . سوف أنزل الى الدكتور ييس " . ثم أضاف قائلا وهو يقف برهة أمام النيران " أرجوك أن تولى هذا السيد الصغير عناية خاصة يا مسز بلوكت " . اجل يا سيدى بالتأكيد , وأجاب الممرضة " أذكر أنه عندما ولدت الأنسة فلورنس ...." " نعم ..نعم " قال مستر دمبى وهو ينحنى على الفراش . " ولكن هذا أمر مختلف . أن على هذا السيد الصغير أن يؤدى رسالة محترمة! " ثم رفع أحدى يدى الطفل الى شفتيها وقبلها . ولكنه لم يلبث أن غادر الحجرة مهرولا , خشية أن تنال هذه الفعلة من كرامته وأعتداده بذاته . وكان الدكتور باركر بيس يسير جيئة وذهابآ فى حجرة الأستقبال وقد عقد يديه خلف ظهره . -" حسنآ يا سيدى " قال الطبيب فى صوت عميق رنان : " هل تجد أن صحة زوجتك العزيزة قد تحسنت بعد زيارتك لها ؟ " . | |||||||||||
31-12-07, 01:25 PM | #4 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| الفصل الأول ( دمبى وولده ) _________ جلس دمبى فى ركن الحجرة التى أظلمت على كرسى كبير ذى مساند بقرب الفراش . أما ابنه فكان راقدآ على سرير صغير أمام النار , وقد ألف فى غطائه الدافئ . وكان دمبى فى العام الثامن بعد الأربعين من عمره أما أبنه فكان قد ولد منذ ثمان وارعبن ودقيقة فحسب , وكان دمبى أصلعآ يميل الى الأحمرار . وكان حسن المظهر , قوى البنية , بيد أنه كان قاسيآ ذا كبرياء وخيلاء فى مظهره . ولقد كان حينئذ سعيدآ بالحادث الذى ظل ينتظره ردحآ طويلا من الزمن . قال مستر " دمبى " لزوجته : سوف تصبح الشركة مرة أخرى يا مسز دمبى , ليس فقط هذا الأسم ولكن فى الحقيقة والواقع أيضآ شركة ( دمبى وولده ) ...دمبى وولده ! وأثارت هذه الكلمات عاطفة مستر دمبى كثيرآ حتى أنه أضاف كلمة (ياعزيزتى ) الى اسم مسز دمبى . ولم يكن معتاد أن يفعل ذلك , ولهذا قال فى تردد : - مسز دمبى ,يا ...عزيزتى . واحمر وجه المرأة المريضة فى عجب ودهشة . - سوف ندعوه بول يا ...يا مسز دمبى , طبعآ . فأجابت فى ضعف " طبعأ " ثم أغلقت عينيها مرة أخرى . - " أنه أسم أبيه , يا مسز دمبى , واسم جده ! ليت جده حتى اليوم " . ثم قال مرة أخرى : "دمبى وولده " فى نفس اللهجة السابقة تمامآ . وكانت الكلمات الثلاث تعبر عن أهم فكرة فى حياة مستر دمبى . لقد رتفع , كابيع من قبله , من مركز الابن الى دمبى فى اسم الشركة ( دمبى وولده ) . وكان قد تزوج منذ عشرة أعوام , ولكن حتى هذا اليوم , كان لم يخلف أطفالا – أطفالا ذوى أهمية . كان قد انجب بنتآ فى حوالى السادسة عشر من عمرها من قبل . وكانت هذه البنت قد دخلت الى الحجرة للتو فى هدوء . ولكن ماذا كانت فيمة فتاة لشركة دمبى وولده ! . وكان مستر دمبى راضيآ فى هذه اللحظة حتى أنه استطاع أن يتحدث فى رقه الى أبنته ..فقال لها" يا فلورنس , أظن أنه يمكنك الذهاب والنظر الى أخيك الجميل . ولكن لا تلمسيه ! ". وتطلعت الطفلة فى حدة الى السترة الزرقاء والرابط الأبيض المنشئ . وكانت هذه بالأضافة الى زوج من الأحذية يحدث جلبة فى السير , وساعة تدق فى صوت عال , هى الأشياء التى تكون فكرتها عن الأب . ولكن عينيها تحولتا الى وجه أمها فى الحال , ولم تتحرك أو تجب . وفى اللحظة التالية , فتحت السيدة عينيها ورأت الفتاة التى جرت نحوها . وتعلقت بأمها فى حب عظيم . "يالله " قال مستر دمبى , وقد نهض غاضبآ " هذا سلوك غير مناسب بالتأكيد . سوف أنزل الى الدكتور ييس " . ثم أضاف قائلا وهو يقف برهة أمام النيران " أرجوك أن تولى هذا السيد الصغير عناية خاصة يا مسز بلوكت " . اجل يا سيدى بالتأكيد , وأجاب الممرضة " أذكر أنه عندما ولدت الأنسة فلورنس ...." " نعم ..نعم " قال مستر دمبى وهو ينحنى على الفراش . " ولكن هذا أمر مختلف . أن على هذا السيد الصغير أن يؤدى رسالة محترمة! " ثم رفع أحدى يدى الطفل الى شفتيها وقبلها . ولكنه لم يلبث أن غادر الحجرة مهرولا , خشية أن تنال هذه الفعلة من كرامته وأعتداده بذاته . وكان الدكتور باركر بيس يسير جيئة وذهابآ فى حجرة الأستقبال وقد عقد يديه خلف ظهره . -" حسنآ يا سيدى " قال الطبيب فى صوت عميق رنان : " هل تجد أن صحة زوجتك العزيزة قد تحسنت بعد زيارتك لها ؟ " . وكان مستر دمبى لم يفكر الا قليلا فى زوجته المريضة حتى أنه لم يستطع الأجابة على ذلك السؤال . وعندئذ قال أنه يسره أن يتفضل الطبيب بزيارة مسز دمبى فى الدور العلوى مرة اخرى . " حسنآ ! لا يجب أن نخفى عنك يا سيدى " , ثم تابع الدكتور باركر بيس " أن على زوجتك أن تبذل جهدآ كبيرآ لكى تشفى . واذا لم تستطع مسز دمبى أن تبذل هذا الجهد بنجاح , فأن ازمة ما قد تقع " . وكان مستر دمبى يعرف أنه سوف يغدو حزينآ جدآ لو ماتت زوجته . أن حزنه سوف يكون حقيقيآ ولو أنه لن يكون عميقآ جدآ . وانقطع حبل أفكار مستر دمبى بدخول سيدة متوسطة العمر , تتزين على نمط الفتيات , لم تلبث أن لفت ذراعيها حول عنقه وهى تقول : " يا عزيزى بول ! أنه دمبى تمامآ " . " حسنآ , حسنآ ! " أجاب اخوها – لأن مستر دمبى كان أخاها – " أعتقد أنه يشبه العائلة . ولكن ماذا عن ( فانى ) نفسها ; كيف حال فانى ؟ . " يا عزيزى بول " , أجابت لويزا ( لا شئ بالمرة . هناك ضعف ما . ويلزمها بذل شئ من الجهد , ولكنها شوف تبذله حين تعرف أن ذلك واجبها )." . وأتبعت هذه الكلمات بطرقة خفيفة على الباب . ثم قال من الخاجر فى أدب بالغ : " مسز تشك , كيف حالك الآن يا صديقتى العزيزة ؟ " . " ياعزيزى بول " , قالت مسز تشك " أنها الأنسة توكس , صديقتى الخاصة " . وكانت هذه السيدة ذات وجه طويل نحيل شاحب اللون . وكان لها صوت بالغ النعومة , كما أنفها حادة مستقيمة . " أن التعرف على مستر دمبى لهو بالتأكيد شرف كنت أنتظره طويلا " – قالت مس توكس . غير أن مستر دمبى كان قد أستدعى الى خارج الحجرة على عجل فى تلك اللحظة . ولم تلبث أخته أن صاحت قائلة عندما عاد : - ماذا يا عزيزى بول ! أنك تبدو شاحبآ جدآ ! أيوجد فى الأمر شئ ؟ . يحزننى أن اقول يا لويزا أنهم يقولون أن (فانى ).... " والأن يا عزيزى بول " . قالت أخته وهى تنهض , " لا تصدق هذا الأمر . هيا معى الى الطابق الأعلى " . وتبعها مستر دمبى فى هذا الحال الى غرفة زوجته المريضة. وكانت السيدة مستلقياة على فراشها , وقد أمسكت بأبنتها الصغيرة بشدة . " لقد كانت قلقة بدون الفتاة الصغيرة " . همس الطبيب لمستر دمبى . وساد وجوم كئيب حول الفراش . " فانى يا عزيزتى " , قالت مسز تشك " هاك مستر دمبى قد اتى ليرالك , ألا تتكلمين معه ؟ " . ولم تنبس المريضة ببنت شفه . وأنحنى الطبيب , وهمس فى أذن الطفلة . ولم تفهم الطفلة معنى لهمسه , وتحولت اليه بوجهها الشاحب وعينيها الداكنتين . غير أنها لم تترك أمها . وعاود الطبيب الهمس . " ماما " . قالت الطفلة . وأستيقظت الأم لبرهة وجيزة . وارتعشت جفناها , وظهرت أبتسامة باهتة على وجهها . " ماما " صاحت الطفلة بصوت عال : " يا حبيبتى ماما ! يا حبيبتى ماما! " . وهكذا أنطلقت الأم, وهى تحتضن طفلتها , فوق البحر المظلم المجهول الذى يحيط العالم بأسره ......ماتت مسز دمبى . | |||||||||||
31-12-07, 01:25 PM | #5 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| الفصل الثانى ( بعد الجنــازة ) عندما أنتهى المأتم , امر مستر دمبى أن تغطى أثاث المنزل , وتركت جميع الغرف , عدا تلك النى كان يستعملها فى الدور الأرضى ..عارية من التحف والزينة . والغرف التى كان يشغلها مستر دمبى كانت تتألف من غرفة للجلوس , ومكتبة كانت تستخدم فى الواقع كغرفة لأرتداء الملابس , وغرفة زجاجية لتناول طعام الأفطار . وكانت الغرف الثلاث تؤدى كل منها الى الاخرى . وفى الصباح , عندما كان مستر دمبى يجلس الى مائدة الأفطار , وبعد الظهر , حين كان يحضر لتناول الغداء , كان الجرس يدق لأستدعاء ( بوللى رتشاردز ) المربية الى الغرفة الزجاجية حيث كانت تسير جيئة وذهابآ مع بول الصغير . وفى ذات يوم , بينما كانت رتشاردز جالسة فى غرفتها الخاصة , فتح الباب ببطء وهدوء , ونظرت فتاة ذات عينين داكنتين الى الداخل . - أنها مس فلورنس فد عادت من منزل عمتها دون شك " . ظنت رتشادرز التى كانت لم تر الفتاة أطلاقآ من قبل – " هل هذا هو أخى ؟ " سألت الطفلة وهى تشير الى المولود الصغير . - أجل يا جميلتى " , أجابت رتشاردز , " تعالى وقبليه " . ولكن الطفلة لم تأت , بل نظرت الى رتشاردز فى جد وقالت : - " ماذا فعلت بماما ؟ " . - ياله من سؤال حزين ! . قالت رتشاردز " هل أنا التى فعلت ؟ لا شئ يا أنسة " . - " ماذا فعلوا بماما " , سألت الطفلة ؟ - " يا حبيبتى , قالت رتشاردز " أنت ترتدين هذا الرداء الأسود الأنيق تذكرآ لامك " . - أننى أستطيع أن اذكر أمى ...أجابت فلورنس والدوع فى عينيها , " فى أى رداء أرتديه " . كانت الطفلة رقيقة هادئة فى حزنها وانفرادها , وكان قلبها مشحونآ يحب كثير لم يبد على أحد أنه يريده , حتى ان قلب " بوللى " أفهم بالحزن عندما تركت بمفردها مرة أخرى . وحاولت "بوللى " أن تفكر فى طريقة ما لابقاء فلورنس الصغيرة معها . ولم تلبث أن سنحت لها الفرصة لذلك فى نفس الليلة . فلقد أستدعيت للنزول الى الغرفة الزجاجية كالمعتاد , وسارت فيها وهى تحمل الطفل الصغير جيئآ وذهابآ لفترة طويلة . وبعدئذ نهض مستر دمبى فجأة ووقف أمامها . - مساء الخير يا رتشاردز ..كيف حال السيد بول ؟ . - فى خير حال يا سيدى . ولكنها ترددت فجأة , حتى أن مستر دمبى وقف ينتظر ما سوف تقول , بعد أن كان قد تحول بعيدى عنها . - أعتقد أنه ليس أجدى على الأطفال لجعلهم مرحين مبتهجين من رؤية الأطفال أخرين يلعبون بجوراهم , قال بوللى : - أذا كنت تظنين حقيقة أن هذا مفيد للطفل , قال فى غضب " اين مس فلورنس ؟ " . - ليس هناك من هو أفضل من مس فلورنس , يا سيدى . ولما أتت فلورنس الصغيرة فى وجل وتردد , توقف مستر دمبى عن السير جيئة وذهابى , ثم تطلع نحوها . ولو كان قد نظر اليها حينئذ بأهتمام أكبر وبعين الأب الحنون , لكان قد فهم لماذا أجفلت وترددت . لقد كانت لديها الرغبة القوية العارمة فى أن تبدو أليه وتلتصق به وهى تصيح " يا أبتاه , حاول أن تحبنى " . ولكنها كانت تخشى أن يردها خائبة ..على أن مستر دمبى لم يكن يدرى شيئآ من ذلك . - " أدخلى ..أدخلى " قال مستر دمبى " مما تخاف الطفلة ؟ " . ودخلت الطفلة , غير أنها وقفت الى جوار الباب . - " تعال الى هنا يا فلورنس " , قال والدها ببرود : هل تعرفين من أنا ؟ . - " نعم يا بابا " . - أليس لديك ما تقولينه لى ؟ . وقفت الدموع فى عينى الطفلة . ونظرت الى أسفل , ومدت له يدها المرتعشة . - " هيا ...هيا....كونى بنتى طيبة ...هيا اذهبى الى رتشاردز " . ولما حان الوقت للصعود الى الدور العلوى مرة أخرى , أرادت بوللى أن ترسل فلورنس الى الغرفة الداخلية لتقول لوالدها " ليلة سعيدة " قبل الذهاب الى الفراش . ولكن الطفلة كانت خجلة وغير راغبة فى الذهاب . - " أوه كلا , كلا , أنه لا يريدنى ! " صاحت الطفلة ,ثم لم تلبث أن اختفت قبل أن تتلفت صديقتها المتواضعة حولها مرة أخرى . | |||||||||||
31-12-07, 01:26 PM | #6 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| الفصل الثالث ( خسارة بول الثانية ) وفى يوم يعتميد بول , امر مستر دمبى رتشاردز أن تأتى اليه. - لقد قمت بواجبك على وجه مرض رتشاردز فى خلال ستة شهور التى قضيتيها معنا ..ثم تابع مستر دمبى " ولقد كنت افكر كيف أؤدى لك خدمة صغيرة . ولهذا فأننى أعد الترتيبات لأرسال أبنك الصغير لأحدى المدراس الخيرية حيث سوف يتسلم زيآ خاصآ يرتديه ويتلقى قدرآ طيبآ من التعليم . " - أننى شاكرة لك جدآ يا سيدى . وفى تلك اللحظات أرتسمت أمام عينيها صورة أبنها ( بايلر رتشاردز عندما عادت الى غرفة الأطفال . - أذن فلسوف أخبرك بما تفعلين يا ميز رتشاردز ...( أجابت نيبر ) التى كانت تتولى أمر العناية بفلورنس " أذهبى لتريه حتى يهدا خاطرك " . - قد لا يحب مستر دمبى ذلك – أظن انك لا تستطعين سؤاله ؟ .قالتها لها بوللى . - كلا يا مسز رتشاردز ..وتباعت سوزان " ولكن أنا ومس فلوى سرنا أن نصحبك هذه المهمة فى الصباح الباكر " . ولم تكن بوللى راغبة فى قبول تلك الفكرة بادئ الأمر , اذ كان محظورآ عليها رؤية بيتها وأطفالها . غير أنها لم تلبث أن قبلت اقتراح ( نيير) ظنآ منها أنه لن يكون هناك ثمة ضرر كبير فى الوقوف الى باب بيتها برهة صغيرة . وهكذا خرجت أربعتهم , ومن بينهم بول الى منزل رتشادرز , الذى كان يستقر فى جزء فقير جدآ من أجزاء مدينة لندن . وعندما اكتشتف النسوة أن بايلر ليس فى المنزل ,. صممن على الذهاب والبحث عنه . وبعد مسيرة ساعة , رأته بوللى متبوعآ بواسطة جماعة من صغار لأوباش يسخرون من زيه المدرسى . وللتو ناولت المرأة السيد دمبى لسوزان , وجرت لأنقاذ ابنها التعس . والمفاجأت , كالنوائب , نأدرآ ما تأتى فرداى ..ذلك أن ( سوزان نيير ) المنذهلة ووديعتيها ( أى بول وفلورنس ) سرعان ما أنقذوا بواسطة بعض الواقفين فى الطريق من تحت عجلات عربة مارة قبل أن يعرفوا ما حدث لهم , وفى تلك اللحظة ( وما كان اليوم هو يوم السوق ) أنطلقت صيحات عالية تقول " أحذروا الثور المجنون " . وحدث هرج واضطراب شديدان ,وجرى الناس فى كل أتجاه وهو يصحيون , وصاحت فلرونس فى فرغ وجرت بعيدآ حتى تقطعت أنفاسها . ولما توقفت , وجدت الرعب يجتاحها أنها أصبحت منفردة تمامآ . - سوزان ! سوزان ! . صاحت فلرونس " أوه , أين هم ! أين هم ! " . - " أين هم ؟ " قالت أمراة عجوز , أتت تعرج ناحو الفتاة بأقصى سرعة ممكنة لها " لماذا جريت بعيدآ عنهم ؟ " - " لقد تولانى الفرغ . وظننت أنهم معى , أين هم ؟! " أما المرأة العجوز , وقد كانت تتدعى باسم مسز بروان الطيبة . فقد تناولت الفتاة من يدها وقالت " سوف أريك " . وكانت شمطاء قبيحة الشكل جدآ , ذات حلقات حمراء حول عينيها , وترتدى ملابس رثة . - وقالت لها السيدة العجوزة " لا داعى لأن تنزعجى الأن , تعالى معى " . كانت ممسكة بيدها , وهى تقول لها ذلك . واستدار فى شارع ضيق قذر . ووقفت المراة العجوز أمام منزل صغير عتيق . ودفعت الطفلة أمامها فى غرفة خلفية بها كوم كبير من الخرق من مختلف الألوان , ولكنها عارية من الأثاث , وذات حوئط سوداء تمامآ . وأرتعدت الطفلة خوفآ حتى أنها لم تستطع الكلام , وبدت كأنها على وشك الأغماء . - " لا تثيرى غضبى " , قالت مسز بروان الطيبة " اذا لم تفعلى ذلك , فلن اؤذيك . ولكن اذا فعلت فسوف أقتلك , والأن اخبرينى من أنت ؟ " . واخبرتها فلورنس بقصتها . وانصتت مسز بروان فى اهتمام حتى أنمت الفتاة كلامها . - اذا فاسمك دمبى ...ها ؟ . وتابعت مسز بروان " أننى اريد هذا الفستان الأنيق وهذه القبعة وهذا القميص .هيا ! أخلعى هذه الأشياء وأطاعت فلورنس الامر بأسرع ما استطاعت يداها المرتعشتان . - " أحم " قالت مسز بروان , وهى تتطلع الى جسد الطفلة الصغيرة " أننى لا أرى شيئآ اخر سوى الحذاء . لابد وأن آخذ الحذاء يا مس دمبى . وبعد ذلك قدمت المرأة العجوز لفلورنس بعض الملابس القديمة من أسفل كوم الخرق , وأمرتها بأرتدائها . ثم أخبرتها بأنها سوف تأخذها الى شارع عمومى تستطيع الطفلة فيه أن تسأل عن أصحابها . وحذرتها العجوز من الذهاب مباشرة الى منزلها , وامرتها بالتوجه الى مكتب والدها فى المدينة , وبالأنتظار عند ركن الشارع حتى تدق الساعة الثالثة .ثم هددتها بالأنتقام اذا لم تتبع أوامرها . وما أن دقت الساعة الثالثة , حتى سارت فلورنس فى طريقها بأقصى سرعتها . وكل ما كنت تعرفه عن مكاتب أبيها أنها بأسم ( دمبى وولده ) وانها توجد فى المدينة . وتعبت الفتاة من السير , وكانت مرتعبة من الضوضاء , وقلقة بخصوص أخيها والمربيتا , ومرتعدة لما حدث لها . ووقفت مرة أو مرتين فى الطريق لتجهش بالبكاء . وبعد ذلك بساعتين عصرى , اتت الفتاة الى مرسى الى جانب النهر , حيث كانت تُلقى صناديق وطرود عديدة . - " أخبرنى لو سمحت : هل هذه هى المدينة ؟ " . - فأجابها رجل بدين " أنها المدينة " . ثم وضع يديه فى جيبه " أنت تعرفين ذلك جيدآ ..هيا ابتعدى عن هذا المكان ! ليس لدينا ثمة ما نعطيه لك " . - " اشكرك . أنا لا أريد اى شئ سوى أن أعرف طريق مكاتب شركة دمبى وولده " . - " يا جو " صاح الرجل مناديآ رجل اخر : " أين ذلك الشاب الذى يتبع شركة دمبى والذى يلاحظ شحن السفن ؟ ناده " . وعندئذ ظهر غلام مرح ضاحك , وجرت فلورنس اليه . - " لقد ضللت الطريق وتهت بعيدى , هذا الصباح . أن اسمى فلورنس ...ارجوك ..أرجوك ان تعتنى بأمرى لو سمحت ! . وأنفجرت الفتاة فى البكاء . وفى نفس الوقت وقعت قبعتها القديمة وانسدل شعرها على وجهها . أما (والترجاى ) الصغير فقد تحرك فيه شعور الاعجاب الشديد حتى أنه لم يستطع الكلام . - " لا تبكى يا مس دمبى ". وأكمل والتر " يا له من شئ رائع لى أن اكون الآن فى هذا المكان . أنت الآن فى أمان , أوه لا تبكى " وهكذا قاد والتر الفتاة بعيدآ عبر الشوراع , وقد بدا سعيدآ جدآ , حتى وصلا الى باب ( سول جلز ) , عم والتر الذى كان يشتغل صانع أدوات للسفن . - " كيف حالك يا عم سول ! " . صاح والتر وهو يقتحم الدكان " هاك مغامرة رائعة . هذه أبنة مستر دمبى , وقد تاهت فى الشوراع واخذت ملابسها امراة عجوزة شريرة " . فربت العم سولومون جلز على رأس فلورنس , ورجاها أن تأكل وتشرب , ودلك قدميها بمنديله بعد أن دفأه على النار . وعندئذ غلب فلورنس النعاس فنامت أمام المدفأة . وفى خلال تلك الأثناء , كان والترقد ذهب الى منزل مستر دمبى . " أوه . عذرآ يا سيدى . أننى سعيد بأن اقول أن كل شئ على ما يرام يا سيد دمبى ....لقد وجدت مسز دمبى ! . " أتسمعين هذا يا فتاة ! . مستر دمبى موجه كلامه الى سوزان " خذى ما يلزم , وأذهبى فى الحال مع هذا الشاب لأحضار مس فلورنس الى المنزل . أما أنت يا جاى فسوف أكافئك غدآ " . وأحدثت عودة الطفلة الضائعة انفعالا طفيفآ فى جو المنزل . ورتشاردز فقط المذنبة , هى التى تلقتها بالترحاب والدموع , وقد أنحنت فوق رأسها الصغير كما لو كانت تحبه حقآ . - " أن هذه المرأة مطرودة " صاح مستر دمبى : " سوف تغادرين هذا المنزل يا رتشاردز جزاء اخذك أبنى الى أماكن مريعة مرعبة . أما عن الحادث الذى وقع لمس فلورنس فى الصباح فأنى اعتبره حادثآ سعيدى طيبآ من ناحية ما . فلولاء لما أستطعت أبدآ أن اعرف أفعالك الطائشة " . وتحركت بوللى نحو الباب , وفلورنس ممسكة بردائها , وهى تبكى لفراقها فى صورة محزنة , وتتوسل أليها الا تذهب . وبكى أبن مستر دمبى كثيرآ فى تلك الليلة , لانه قد فقد أمه الثانية . | |||||||||||
31-12-07, 01:27 PM | #7 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| الفصل الثالث ( خسارة بول الثانية ) وفى يوم يعتمد بول , امر مستر دمبى رتشاردز أن تأتى اليه . - لقد قمت بواجبك على وجه مرض رتشاردز فى خلال ستة شهور التى قضيتيها معنا ..ثم تابع مستر دمبى " ولقد كنت افكر كيف أؤدى لك خدمة صغيرة . ولهذا فأننى أعد الترتيبات لأرسال أبنك الصغير لأحدى المدراس الخيرية حيث سوف يتسلم زيآ خاصآ يرتديه ويتلقى قدرآ طيبآ من التعليم . " - أننى شاكرة لك جدآ يا سيدى . وفى تلك اللحظات أرتسمت أمام عينيها صورة أبنها ( بايلر رتشاردز عندما عادت الى غرفة الأطفال . - أذن فلسوف أخبرك بما تفعلين يا ميز رتشاردز ...( أجابت نيبر ) التى كانت تتولى أمر العناية بفلورنس " أذهبى لتريه حتى يهدا خاطرك " . - قد لا يحب مستر دمبى ذلك – أظن انك لا تستطعين سؤاله ؟ .قالتها لها بوللى . - كلا يا مسز رتشاردز ..وتباعت سوزان " ولكن أنا ومس فلوى سرنا أن نصحبك هذه المهمة فى الصباح الباكر " . ولم تكن بوللى راغبة فى قبول تلك الفكرة بادئ الأمر , اذ كان محظورآ عليها رؤية بيتها وأطفالها . غير أنها لم تلبث أن قبلت اقتراح ( نيير) ظنآ منها أنه لن يكون هناك ثمة ضرر كبير فى الوقوف الى باب بيتها برهة صغيرة . وهكذا خرجت أربعتهم , ومن بينهم بول الى منزل رتشادرز , الذى كان يستقر فى جزء فقير جدآ من أجزاء مدينة لندن . وعندما اكتشتف النسوة أن بايلر ليس فى المنزل ,. صممن على الذهاب والبحث عنه . وبعد مسيرة ساعة , رأته بوللى متبوعآ بواسطة جماعة من صغار لأوباش يسخرون من زيه المدرسى . وللتو ناولت المرأة السيد دمبى لسوزان , وجرت لأنقاذ ابنها التعس . والمفاجأت , كالنوائب , نأدرآ ما تأتى فرداى ..ذلك أن ( سوزان نيير ) المنذهلة ووديعتيها ( أى بول وفلورنس ) سرعان ما أنقذوا بواسطة بعض الواقفين فى الطريق من تحت عجلات عربة مارة قبل أن يعرفوا ما حدث لهم , وفى تلك اللحظة ( وما كان اليوم هو يوم السوق ) أنطلقت صيحات عالية تقول " أحذروا الثور المجنون " . وحدث هرج واضطراب شديدان ,وجرى الناس فى كل أتجاه وهو يصحيون , وصاحت فلرونس فى فرغ وجرت بعيدآ حتى تقطعت أنفاسها . ولما توقفت , وجدت الرعب يجتاحها أنها أصبحت منفردة تمامآ . - سوزان ! سوزان ! . صاحت فلرونس " أوه , أين هم ! أين هم ! " . - " أين هم ؟ " قالت أمراة عجوز , أتت تعرج ناحو الفتاة بأقصى سرعة ممكنة لها " لماذا جريت بعيدآ عنهم ؟ " - " لقد تولانى الفرغ . وظننت أنهم معى , أين هم ؟! " أما المرأة العجوز , وقد كانت تتدعى باسم مسز بروان الطيبة . فقد تناولت الفتاة من يدها وقالت " سوف أريك " . وكانت شمطاء قبيحة الشكل جدآ , ذات حلقات حمراء حول عينيها , وترتدى ملابس رثة . - وقالت لها السيدة العجوزة " لا داعى لأن تنزعجى الأن , تعالى معى " . كانت ممسكة بيدها , وهى تقول لها ذلك . واستدار فى شارع ضيق قذر . ووقفت المراة العجوز أمام منزل صغير عتيق . ودفعت الطفلة أمامها فى غرفة خلفية بها كوم كبير من الخرق من مختلف الألوان , ولكنها عارية من الأثاث , وذات حوئط سوداء تمامآ . وأرتعدت الطفلة خوفآ حتى أنها لم تستطع الكلام , وبدت كأنها على وشك الأغماء . - " لا تثيرى غضبى " , قالت مسز بروان الطيبة " اذا لم تفعلى ذلك , فلن اؤذيك . ولكن اذا فعلت فسوف أقتلك , والأن اخبرينى من أنت ؟ " . واخبرتها فلورنس بقصتها . وانصتت مسز بروان فى اهتمام حتى أنمت الفتاة كلامها . - اذا فاسمك دمبى ...ها ؟ . وتابعت مسز بروان " أننى اريد هذا الفستان الأنيق وهذه القبعة وهذا القميص .هيا ! أخلعى هذه الأشياء وأطاعت فلورنس الامر بأسرع ما استطاعت يداها المرتعشتان . - " أحم " قالت مسز بروان , وهى تتطلع الى جسد الطفلة الصغيرة " أننى لا أرى شيئآ اخر سوى الحذاء . لابد وأن آخذ الحذاء يا مس دمبى . وبعد ذلك قدمت المرأة العجوز لفلورنس بعض الملابس القديمة من أسفل كوم الخرق , وأمرتها بأرتدائها . ثم أخبرتها بأنها سوف تأخذها الى شارع عمومى تستطيع الطفلة فيه أن تسأل عن أصحابها . وحذرتها العجوز من الذهاب مباشرة الى منزلها , وامرتها بالتوجه الى مكتب والدها فى المدينة , وبالأنتظار عند ركن الشارع حتى تدق الساعة الثالثة .ثم هددتها بالأنتقام اذا لم تتبع أوامرها . وما أن دقت الساعة الثالثة , حتى سارت فلورنس فى طريقها بأقصى سرعتها . وكل ما كنت تعرفه عن مكاتب أبيها أنها بأسم ( دمبى وولده ) وانها توجد فى المدينة . وتعبت الفتاة من السير , وكانت مرتعبة من الضوضاء , وقلقة بخصوص أخيها والمربيتا , ومرتعدة لما حدث لها . ووقفت مرة أو مرتين فى الطريق لتجهش بالبكاء . وبعد ذلك بساعتين عصرى , اتت الفتاة الى مرسى الى جانب النهر , حيث كانت تُلقى صناديق وطرود عديدة . - " أخبرنى لو سمحت : هل هذه هى المدينة ؟ " . - فأجابها رجل بدين " أنها المدينة " . ثم وضع يديه فى جيبه " أنت تعرفين ذلك جيدآ ..هيا ابتعدى عن هذا المكان ! ليس لدينا ثمة ما نعطيه لك " . - " اشكرك . أنا لا أريد اى شئ سوى أن أعرف طريق مكاتب شركة دمبى وولده " . - " يا جو " صاح الرجل مناديآ رجل اخر : " أين ذلك الشاب الذى يتبع شركة دمبى والذى يلاحظ شحن السفن ؟ ناده " . وعندئذ ظهر غلام مرح ضاحك , وجرت فلورنس اليه . - " لقد ضللت الطريق وتهت بعيدى , هذا الصباح . أن اسمى فلورنس ...ارجوك ..أرجوك ان تعتنى بأمرى لو سمحت ! . وأنفجرت الفتاة فى البكاء . وفى نفس الوقت وقعت قبعتها القديمة وانسدل شعرها على وجهها . أما (والترجاى ) الصغير فقد تحرك فيه شعور الاعجاب الشديد حتى أنه لم يستطع الكلام . - " لا تبكى يا مس دمبى ". وأكمل والتر " يا له من شئ رائع لى أن اكون الآن فى هذا المكان . أنت الآن فى أمان , أوه لا تبكى " وهكذا قاد والتر الفتاة بعيدآ عبر الشوراع , وقد بدا سعيدآ جدآ , حتى وصلا الى باب ( سول جلز ) , عم والتر الذى كان يشتغل صانع أدوات للسفن . - " كيف حالك يا عم سول ! " . صاح والتر وهو يقتحم الدكان " هاك مغامرة رائعة . هذه أبنة مستر دمبى , وقد تاهت فى الشوراع واخذت ملابسها امراة عجوزة شريرة " . فربت العم سولومون جلز على رأس فلورنس , ورجاها أن تأكل وتشرب , ودلك قدميها بمنديله بعد أن دفأه على النار . وعندئذ غلب فلورنس النعاس فنامت أمام المدفأة . وفى خلال تلك الأثناء , كان والترقد ذهب الى منزل مستر دمبى . " أوه . عذرآ يا سيدى . أننى سعيد بأن اقول أن كل شئ على ما يرام يا سيد دمبى ....لقد وجدت مسز دمبى ! . " أتسمعين هذا يا فتاة ! . مستر دمبى موجه كلامه الى سوزان " خذى ما يلزم , وأذهبى فى الحال مع هذا الشاب لأحضار مس فلورنس الى المنزل . أما أنت يا جاى فسوف أكافئك غدآ " . وأحدثت عودة الطفلة الضائعة انفعالا طفيفآ فى جو المنزل . ورتشاردز فقط المذنبة , هى التى تلقتها بالترحاب والدموع , وقد أنحنت فوق رأسها الصغير كما لو كانت تحبه حقآ . - " أن هذه المرأة مطرودة " صاح مستر دمبى : " سوف تغادرين هذا المنزل يا رتشاردز جزاء اخذك أبنى الى أماكن مريعة مرعبة . أما عن الحادث الذى وقع لمس فلورنس فى الصباح فأنى اعتبره حادثآ سعيدى طيبآ من ناحية ما . فلولاء لما أستطعت أبدآ أن اعرف أفعالك الطائشة " . وتحركت بوللى نحو الباب , وفلورنس ممسكة بردائها , وهى تبكى لفراقها فى صورة محزنة , وتتوسل أليها الا تذهب . وبكى أبن مستر دمبى كثيرآ فى تلك الليلة , لانه قد فقد أمه الثانية . | |||||||||||
31-12-07, 01:27 PM | #8 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| الفصل الرابع ( نظرة سريعة على منزل مس توكس , وأحوالها العاطفية ) كانت مس توكس تعيش فى منزل صغير مظلم كان قد أقحم على حى راقى فى الطرف الغربى من المدينة . وكان هذا المنزل يقف متواضعآ مستخذيآ فى أحد أركان الشارع الفخم ,والبيوت الضخمة من حوله تطل عليه من عليائها فى برود واستهزاء . وكان هناك منزل خاص اخر بالأضافة الى منزل مس توكس فى نفس المكان . وكان يعيش فيه رجل اعزب , صارم المظهر , ازرق لون الوجه .يعمل ضابط برتبة ميجور . وكانت مس توكس والميجور يتبادلان الصحف والكتب فى بعض الأحايين . وعلى الرغم من أن الميجور باجستوك كان قد تعدى منتصف العمر , الا انه كان فخورى جدآ بالاعتقاد أن مس توكس واقعه فى حبه . وهذا الميجور كان على أيه حال رجلا أنانيا . وكان لا يتوصر اطلاقى انه من الممكن أن يتجاهله اى شخص , ولا سيما اذا كان هذا الشخص هو مس توكس . ومع ذلك , فأن مس توكس , على ما يبدو كانت قد نسيته . فأن شيئى أو شخصى آخر قد أستحوذ على ما كان من أهتمامها . - صباح الخير يا سيدتى .قال الميجور عندما قابل مس توكس فى الشارع ذات يوم . - صباح الخير يا سيدى . - لم اسعد الأنحناء لك فى النافذة منذ وقت طويل طويل . وأحنت مس توكس رأسها , ولككن فى برود شديد , ثم قالت : " لقد كنت مشغولة جدى فى الأيام الاخيرة . أن وقتى مكرس كله تقريبآ لبعض الأصدقاء الحميمين . وأخشى الا يوجد لدى وقت لأضاعته الآن أيضا . عم صباحآ يا سيدى ! " . وبينما اختفت مس توكس , وقف الميجور يتطلع نحوها وقد غمقت زرقة وجهه . على ان تغيرات أخر كانت قد وقعت أيضآ . فأن الميجور استطاع أن يرى وهو واقف فى ظل غرفته الخاصة , أن منزل مس توكس قد اكتسى حلة من الرونق والنظام لم تكن تبدو عليه من قبل . وفوق كل ذلك , كانت مس توكس قد شرعت حينئذ فى ارتداء ملابس الحداد الخفيف فى عناية فائقة . أن هذه الملاحظة الاخيرة ساعدت الميجور فى الوصول الى تعليل يريحه من حيرته وانشغال باله . فلقد استقر ظنه اخيرآ على أنها قد ورثت مالا واصبحت لذلك متكبرة متعجرفة . وفى اليوم التالى مباشرة لاستقرار الميجور على هذا الزعم , رأى الرجل شيئآ غريبآ فى غرفة استقبال مس توكس الصغيرة , بينما كان جالسآ يتناول طعام افطاره , حتى انه تسمر عجبآ الى كرسيه . ولم يلبث أن هرع الى الغرفة المجاورة , وأتى بنظارة المسرح ذات العدسات القوية , واخذ ينظر من خلالها لعدة دقائق . - ( أنه مولود صغير . ) قال الميجور وهو يخاطب نفسه . وتملكت الرجل دهشة عارمة . ولم يستطع أن يفعل شيئآ سوى أن يصفر ويبحلق . ويومآ بعد يوم , كان هذا المولود يعاود الظهور فى غرفة مس توكس , مرتين وثلاث واربع فى الأسبوع . وفى كل مرة كان الميجور يعاود الصفير والبحلقة . والأهتمام والحرص اللذان كانت مس توكس ترعى بهما هذا الطفل الصغير , وتؤدى واجباته , وتطعمه , وتلعب معه , كان عظيمين ومبالغآ فيهما . وفى نفس الوقت كانت المرأة تنظر بعاطفة فياضة الى سوار أعطاه لها مستر دمبى فى حفلة تعميد بول , كما كانت تتطلع فى عافطة فياضة الى القمر . ولكن أيا كان اخذت تنظر اليه: الشمس او القمر أو النجوم أو السوار , فأنها لم تعد تنظر الى الميجور . أما الميجور فلم يستطع أن يفهم شيئآ من الامر . - سوف تكسبين تمامآ قلب أخى بول , يا عزيزتى ...قالت مسز تشك ذات يوم . وشحب وجه مس توكس . - ان شبهه بأبيه بول يقوى ويزداد كل يوم . ولم تعط مس توكس جوابآ آخر سوى أن اخذت بول الصغير فى ذراعيها وقبلته . - ( وأمه , يا عزيزتى ). قالت توكس " الا يشبهما فى شئ ما ؟ " . - كلا على الأطلاق ..أجابت مسز تشك . فتأوهت مس توكس فى عمق . - أنت ايها الملاك ! صاحت مخاطبة بول الصغير " أنت يا صورة من أبيك ؟ " . ولو كان الميجور قد عرف كم من الآمال والأفكار تستقر على رأس ذلك الطفل الصغير , لكان حقآ قد تفرس فى عجب شديد . | |||||||||||
31-12-07, 01:27 PM | #9 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| الفصل الخامس ( التقدم التالى لبول , ونموه , وشخصيته ) وأنتقل بول من المهد الى مرحلة الطفولة , وأضحى يتكلم ويمشى , ويتجول هنا وهناك . غير أن كل ما تلقاه من عناية ورعاية لم يفلح فى جعله ولدى قويآ كان رقيقآ بطبيعته وربما كان قد شعف اكثر من الحزن بعد طرد مربيته . وهكذا كبر بول حتى شارف لخامسة من عمره . وكان ولدى صغيرآ جميلا , على الرغم من وجود علائم للحزن والتعب على وجهه الصغير . وكان يبدو مرحى لغوباً كالأطفال فى بعض الأحيان , ولكن فى أحيان اخرى كان يتخذ صورة غريبة من السكون والتفكير العميق لا تتلاءم وسنه الصغير . وكان يبدو فى تلك الخال بنوع خاص , عندما كان يجلس الى المدفأة مع والده بعد العشاء . وفى أحدى تلك المناسبات , وبعد ان ظل , هو هو ابواه صامتين تمامآ لفترة طويلة , قال بول الصغير: - بابا ,ماهى النقود ؟ - الذهب , والفضة , والنحاس . الجنيهات , الشلنات , البنسات ! انت تعرف ما هى ! . - اوه نعم ..انا اعرف ما هى . وتابع بول " أنا لا أقصد ذلك يا ابى ..أنا اعنى ما هى النقود بعد كل هذا ؟ أقصد ماذا تستطيع أن تفعل ؟ " . وكم كان وجه الطفل يبدو عجوزآ وهو يرفعه نحو وجه والداه . - سوف تعرف ذلك فى المستقبل يا رجلى ..وتابع مستر دمبى " النقود , يا بول , تستطيع أن تفعل بها اى شئ " . - اى شئ يا بابا ؟ - أى شئ . - لماذا لم تُبقِ النفود أمى لى ؟ . أنها ليس قاسية , أليس كذلك ؟ - قاسية ؟ ....كلا الشئ الطيب لا يمكن ان يكون قاسياً . - اذا كانت النقود شئ طيبآ , وتستطيع ان تفعل اى شئ ...فلماذا لم تبق لى أمى ؟ وأخذ الطفل يكرر هذه الفكرة بصوت عال , كما لو كانت فكرة قديمة لديه , قد شغلت باله كثيرآ . ولما أفاق مستر دمبى من دهشته وفزعه ( لانه هذه كانت المرة الأولى التى تحدث فيها ولده عن أمه ) اخذ يشرح للطفل كيف أن النقود , على الرغم من كونها قوة هائلة , لا تستطيع أن تبقى الحياة على الناس . - " وهى لا تستطيع كذلك أن تجعلنى قويآ وفى صحة جيدة تمامآ , هل تستطيع يا أبى ؟ " . - لماذا ؟ أنت قوى وفى صحة جيدة تمامآ ...اليس كذلك ؟ - فلورنس اكبر منى سنآ . ولكننى لست قويآ صحيحآ كفلورنس , أننى اعرف ذلك . كم أننى احس أحيانا بالتعب الشديد , كما أن عظامى تؤلمنى . - أه , ولكن هذا يحدث بالليل . – ثم وضع مستر دمبى يده برقه على ظهر الطفل ...أن الصغار يكونون عادة متعبيين فى الليل , وعندئذ ينامون جيدآ . - أوه , ان هذا لا يكون ليلا , يا أبتى أنه يحدث فى النهار, وأنا أرقد حينئذ فى حجر فلورنس , وهى تغنى لى ...وفى الليل أحلم بأشياء غريبة . ودهش ميتر دمبى وتولاه الضيق , حتى أنه لم يستطع أن يفعل شيئى سوى أ، يجلس متطلعآ الى ولده على شوء نيران المدفأة . ولما ظهرت المربية لتدعو الطفل الى فراشه , قال بول " اريد فلورنس أن تاتى معى " . وللحال ظهرت فلورنس , فقفز الطفل للتو من مكانه فى رضاء وحيوية مفأجئة . وبعد أن غادرى الغرفة معى , خال لمتر دمبى أنه سمع صوتآ ناعمآ يغنى , فتذكر ما قاله بول من أن اخته تغنى له . وتملكه فضول ففتح الباب وأنصت , وتتبعهما بعيينيه . كانت الفتاة تصعد الدرج الضخم الخالى ببطء , والولد فى ذراعيها . وكانت رأسه ملقاة على كتفها , وذراعه ملتفة حول عنقها ونظر مستر دمبى أليهما حتى اختفيا عن بصره , ولكنه ظل واقفا ينظر الى أعلى فى اتجاهما . ودعا مستر دمبى تشك ومس توكس للغداء فى اليوم التالى طلبآ لمشورتهما . كان يريد مستر دمبى ان يعرف ما خطب بول . - " ان عزيزنا ليس قويآ تمامآ كما تحب " , وتابعت مسز تشك " الواقع أن عقله أكبر من جسمه وسنه . ولكن لا يوجد هناك ما يقلقك ويشغل بالك , فأن غيابه بعض الوقت عن هذا المنزل , وهواء بريتون , والرعاية الجسدية والعقلية لشخص حكيم مثل مسز بيبكين مثلا ..... - من هى مسز بيبكين ؟ يا لويزا ؟ . - ان عندها مدرسة داخلية لأطفال من أفضل نوع . وكانت مسز بيبكين الشهيرة سيدة عجوزة غير سارة . وكانت لها شهرة عامة كمديرة حاذقة لأطفال . أما السر وراءه ( أدراتها الحاذقة فكان أنها تعطيهم كل ما لا يرغبون فيه , وتحرسهم من كل شئ يحبونه . وبعد ثلاثة ايام من ذكر مسز تشك لاسم مسز بيبكين , أخذت مسز تشك ومس توكس فلورنس وبول الى بريتون . - " حسنآ , سيدى " قالت مسز بيبكين لبول .." كم تظن أنك سوف تحبنى ؟ " . - لا اظن أننى سوف أحبك اطلاقآ ..اننى أريد الذهاب بعديآ , هذا ليس منزلى . - كلا , أنه منزلى انا . - أنه منزل كئيب . - ومع ذلك فان به مكانآ أردآ مما ترى ...حيث نحبس فيه الأطفال الأشقياء . وكان الغداء يقدم فى الساعة الواحدة , وكان يتالف أساسا من النشويات والخضروات . اما مسز بيبكين , التى كان جسدها يحتاج الى غذاء دسم , فقد كانت تتناول من شرائح لحم الضأن , تقدم أليها ساخنة وقد فاحت رائحتها الطيبة . وفى الوقت المخصص لتناول الشاى كانت مقادير كبيرة من اللبن والماء والخبز والزبد لأطفال . غير أنهم كانوا يقدمون لمسز بيبكين وعاءآ خاصآ مليئآ بالشاى مع كمية كبيرة من الخبر المقدد الساخن المدهون بالزبد . أما عن الأفطار فى اليوم التالى فقد كان شبيها بالشاى . وبعد الافطار , كانت مسز بيبكين تشرف على بعض الدروس وكان من طريقه مسز بيبكين فى التعليم الا تساعد عقل الطفل على تكوين ذاتته كالزهرة الصغيرة , بل تفتحه عنوة كما تفتح بعض الأصداف الصلبة ذات شقين . وهكذا كانت الدروس الأخلاقية لمنهجها من نوع صارم عنيف . وكان بطل القصة فى الدروس , على سبيل المثال , ولدآ شقيآ متمردآ ينتهى امره بأن اكله أسدآ او ذئب . هكذا كانت الحياة فى مدرسة مسز بيبكين . وكان بول يجلس ويطيل النظر الى تلك المرأة العجوز , وكان لا يبدو متعبآ أبدآ عندما كان يتطلع أليها متفرساً . ولم يكن الطفل مغره بها , ولم يكن فى نفس الوقت خائفى منها , ولكنها كانت تبدو جذابة اليه فى حالات شروده وتأمله التى كانت كثيرآ ما نتملكه وتعتريه . كما كان بول – فى ذات الوقت – ذا جاذبية غريبة من نفس النوع كذلك بالنسة اليه . ولما لم تتحسن حال بول فى نهاية الأسبوع الأول عما كانت عليه عندما حضر مدرسة مسز بيبكين , فقد اوا له بعربة صغيرة ذات عجلات كانوا يدفعونها به الى شاطئ البحر . وكان مكانه المفضل على الشاطئ بقعة منعزلة . وكان لا يريد اكثر من أن يجلس هناك وفلورنس الى جواره والرياح تهب على وجهه . وذات يوم نام فى ذلك المكان , وما أن استقظ فجأة , حتى أنتفض وجلس يتسمع . - اريد ان اعرف ما يقول , قال وهو ينظر فى ثبات الى فلورنس ..هذا البحر , يا فلوى ماذا يقول بأستمرار ؟ أننى اعرف أن الامواج تقول شيئآ ما . وهى تقول نفس الشئ دائمآ . ما هذا المكان الذى هناك ؟ ..ونهض الولد يتطلع بشغف الى الأفق . وقالت له أخته ان هناك بلادآ أخرى على الشاطئ القصى من البحر , ولكنه قال أنه لا يقصد ذلك وأنما يريد أن يعرف ماذا يوجد بعيدى جدآ – ابعد من ذلك كثيرآ ! . وبعد ذلك , كان كثيرآ ما يتوقف الصبى أثناء الحديث , ليسال عن الشى الذى كان يخال ان الأمواج تكرره دائمى ابدآ , وكان كثيرآ ما ينهض مستندآ الى وسادته , ليتطلع الى الأمام , نحو تلك البقاع البعيدة التى لا ترى . | |||||||||||
31-12-07, 01:27 PM | #10 | |||||||||||
كاتبة في قصر الكتابة الخاليّة وقاصة بقلوب احلام القصيرة
| الفصل السادس ( سول جلز فى مأزق ) كان لدى ( والتر جاى ) حنان كبير للمكان الى قابل فيه فلورنس , وللشوارع التى مر فيها سويآ فى طريقهما الى المنزل . وقد أخذ يبدو أكثر أناقة فى ملبسه عقب تلك المناسبة التى لا تُنسى . ولقد كان بالتأكيد يحب أن يسير فى أواقات فراغه نحو ذلك الجزء من المدينة , حيث كان يقع منزل مستر دمبى , لعله أن يقابل فلورنس الصغيرة وهى تمر فى الشارع . وهكذا حدث خلال العام أن رفع والتر قبعته لفلورنس حوالى ست مرات عند رؤيتها فى الشارع , وكانت فلرونس فى كل مرة لتصافحه . هذه كانت حال والتر فى الوقت الذى كان فيه بول بمدرسة مسز بيبكين. وفى ذات صباح ,لاحظ والتر أن عمه لم يتناول أفطاره . - ماذا يشغل بالك يا عمى ؟ زبائن ؟ - " آى " , أجابه وهو يتنهد . - لا تكتئب هكذا يا عمى . عندما تأتى الطلبات على البضاعة فسوف تكون كثيرة حتى أنك لن تستطيع الوفاء بها . - سوف تكون حينئذ قد أتت متأخرة , يا بنى . ثم تابع قائلا : أنها لن تأتى لهذا المحل مرة أخرى حتى أكون أنا قد خرجت منه . - لا تقل هذا يا عمى وحاول سول العجوز أن يبدو مرحاً , واخذ يبتسم لوالتر بقدر ما أستطاع . ولما عاد والتر مكاتب ( دمبى وولده ) دهش لأن يجد مستر بروجلى , الحارس , جالساً فى مؤخرة الجلوس . - ما الامر ؟ - الواقع أن هناك دينآ صغيرآ قد تأخر أدائه , ولقد وضعت يدى على المحل - " واللى , يا بنى " صاح العم سول , " مثل هذه الكارثة لم تقع لى أطلاقى من قبل " ووغطى الرجل وجهه بيده وأجعش بالبكاء بصوت عال . - " يا عم سول ! عاهدتك الله لا تفعل ذلك "..ثم ادرا وجه لمستر بروجلى , وقال " ماذا أفعل ؟" - اذهب الى صديق لك واحسم معه الامر . - " أنتظر ريثما أعود الى كابتن كابتن كتل .." قالها والتر , وهو يجرى من خارجآ من الدكان بأقصى ما يستطيع . وعندما وصل والتر الى مسكن ( الكابتن ) وقرع الباب , كان ( الكابتن ) ينظر من أحدى نوافذه الأمامية الصغيرة . وكانت يد ( ند كتل ) تشبه خطافآ قد ألتصق بمعصمه , كما كان له حاجبان كثيفان أسودان . وكان يحمل عادة عصاة ثقيلة فى يده اليسرى . لقد كان كتلى بحارى أو قبطانآ . - كيف حال جلز ؟ . سأل الكابتن . وعندما اخبره والتر بالأمر , افرغ الكابتن كل ما كان لديه من نقود من صندوق معدنى صغير ( وكان ذلك المال يبلغ الثلاثة عشر جنيهآ والشلنين والست بنسات عدآ ) ووضعه فى أحد جيوب سترته الزرقاء . وهناك وضع أيضآ ملعقتى شاى قديمتين , وساعة فضية كبيرة وأداة عتيقة لألتقاط قطع السكر من آنيتها . ثم أعاد تعديل وضع الخطاف الى معصمه الأيمن ,واخذ عصاه وامر والتر أن يأتى معه . ولما وصلا الى باب سول العجوز , هرع القبطان الى مؤخرة حجرة الجلوس . - " يا جلز " , قال القبطان " سوف نحارب معآ للخروج من هذا المأزق ..من هو الدائن ؟ - أسكت , لا تتحدث أمام واللى . لقد أتى هذا الدين ضمانآ لأبيه . ولقد دفعت قدرآ كبيرآ منه ياند ولكن الظروف الآن قد ساءت معى حتى أننى لا أستطيع أن ادفع شيئآ اخر . يحسن أن يباع ما يحويه المحل من بضاعة فأنه يساوى أكثر من الدين ..كما يحسن أن اذهب أنا ومعى باقى النقود , لأموت فى مكان اخر وسار الكابتن كتلى جيئة وذهابآ فى الدكان لوقت ما , وهو يفكر بعمق . - يا والتر , لقد واصلت الى حل . أن صاحب المحل الذى يوظفك هو الشخص الذى يقرضنا النقود . - تقصد مستر دمبى - أسرع أولا الى المكتب لترى اذا كان موجودآ هناك . وعاد والتر بعد فترة وجيزة ليقول أن مستر دمبى ليس هناك لقد كان اليوم هو يوم السبت , وكان مستر دمبى قد ذهب الى بريتون وأٍستأذن القبطان بسرعة من ( سول جلز ) , وذهب مع والتر الى بريتون | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رواية الآمال الكبيرة ـ تشارلز ديكنز ــ | جيرمون111 | منتدى الـروايــات والمسرحـيات الـعـالـمـيـة | 79 | 18-09-21 06:13 PM |
حكاية رجل وولده | كوالا | منـتـدى أجــيــال الـغــد | 1 | 04-07-09 07:37 AM |
ترحيب جلتي جلتي | قطوه مفتحه | منتـدى الترحيــب بالأعضــاء الجـــدد | 13 | 08-08-08 12:36 PM |