آخر 10 مشاركات
أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          7 ـ جرح السنين ليليان كيد كنوز أحلام قديمة (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          334 - ليلة مع العدو - بيني جوردان - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )* (الكاتـب : عيناك عنواني - )           »          6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-02-13, 07:50 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان / للكاتبة Miss Julian


[/TABLE1]

[TABLE1="width:95%;background-image:url('https://www.rewity.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/128.gif');border:10px groove crimson;"]




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نقدم لكم رواية
إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان
للكاتبة Miss Julian


كلمة الكاتبة

بسم الله الرحمن الرحيم ..!
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتهـ ..!
صباحكم / مساكم .. ورد و جوري و ريحان ..!
يشرفني أن أطرح روايتي الجديده هنا في منتدانا ..!
و هي الروايه الثانية اللتي أنشرها على الإنترنت بعد رواية ( مدرسة المراهقين ) اللتي تخوض الآن في أحداثها الأخيره ..!
ندخل الموضوع !!<< ما عندها وقت ..!
أطرح الآن بين يديكم روايتي الجديده التي لم تكتمل بعد ..!
ترددت كثيراً في طرحها لكني و أخيراً قررت وضعها هنا ..!
أتمنى أن أحضى على بعض المتابعين .. و اللذين سأتقبل إنتقاداتهم و إطراءهم بصدر رحب ..!

Xx

روايتي هذه عبارة عن أحداث مترابطه في الماضي و المستقبل ..!
حياة مثيره لم يتوقعها أحد من شخصياتي ..!
تصادم أفكار و ذكريات مؤلمه و ماضي دمر مستقبل !!..
شيطان محبوب .. يخفي ألام الماضي .. ليكشف الستار عن شخص يملك قلب طفل !!..
إصطدام عنيف يغير مجرى حياة عدة أشخاص بشكل كبير !!..
ماضٍ تعيس .. و حاضر مؤلم .. فمذا سيكون المستقبل ؟!!..
لقاء كان مصادفهـ .. لسان ينطق و قلب يتمزق ألماً .. ليتنهي الأمر إلا تغير عكسي تماماً .. فيختم بآهات لا تنتهي ..!
فهل ستكون السعادة بعد هذا ؟!..
أم أحزان تستمر للأبد ؟!..

Xx

هذه هي روايتي ...

|[ إمــا "شيطـــان" ..×.. أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان ]|

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 17-03-14 الساعة 06:10 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-13, 07:52 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رابط لتحميل الرواية

https://www.rewity.com/forum/t316203.html#post9979050



Part 1

كنت أسير في ذلك الممر بشموخ .. إبتسامة كبرياء كانت على شفتي .. شعري الأشقر و عيناي الخضراوتان جعلت الفتيات من حولي يغرمن بي .. أما الشباب فيضنون أني مغرور جداً ..!
هه .. هذا لا يهم فأنا وريث مارسنلي الأسرة ذات النفوذ الواسع في فرنسا بأسرها .. سلسلة الفنادق الكبرى التي تملكها والدتي هي سبب هذا الثراء الذي أعيشه ..!
ولأني إبنها الوحيد الذي لم يعرف أباه فكل طلباتي مجابه و كل ما أريده يتحقق !!..
ليس هذا فقط .. من شدة الدلال الذي أعيشه أنشأت شركة أسرتي هذه الثانويه .. ذلك لأن أمي مهتمة بدراستي للمرحلة الثانويه .. كما أنها تود التطرق لبناء المدارس وليس فقط الفنادق .. كما أنها تملك الكثير من المطاعم الراقيه .. لكن الفنادق أكثر دخلاً و عدداً !!..

ذلك الجرس الذي الذي رن للتو و اللحظه .. إنه يعلن عن بداية فترة الإستراحه ..!
جيدٌ جداً .. فأنا بدأت أشعر بالملل من تلك الدروس .. غيرت وجهتي التي كانت ناحية الصف إلى الكفتريا ..!
كنت عند المدير قبل قليل وقد كان يناقشني في بعض الأمور فملكية هذه المدرسة تؤول إلي !!..
نعم .. لقد كتبت أمي هذه المدرسة بأسمي كهدية حين تخرجت من المرحلة الإعداديه ..!
أليست أماً رائعه ؟!!..
وصلت إلى الكفتريا الراقي .. كبير و فيه أجود أنواع الأطعمه .. حقيقةً هو فرع من فروع قسم المطاعم في شركة مارسلني الكبرى .. و الطعام هنا بالمجان طبعاً ..!
إتجهت ناحية باب كبير متجاوزاً كل الطاولات ..!
فور وصولي فتح الباب من قبل أحد الخدم الذي حنى رأسه بإحترام وهو يقول : أهلاً بك سيدي !!..
نظرة إليه باستحقار ..!
آه كم أكره هذه المخلوقات .. الخدم !!..
وكأي فتى في طبقتي الراقيه أستحقرهم !!..
إتجهت ناحية طاولة مستديره فاخره في وسط الغرفة التي زينة باللوحات و التحف .. كما أن الجدار المقابل للباب كان من الزجاج مما يعطي إطلالةً جميلة على تلك الحديقة الخاصه بي و بمن أسمح لهم ..!
ألم أقل لكم أني مدلل ..!
جلست على أحد المقاعد الخمسه .. ومعي كان صديقان لي و كذلك صديقتان ..!
بالطبع كلهم من تلك الأسر الراقيه ..!
لم تمض سوا لحظات على جلوسي حتى جاء النادل ليسألني : سيد مارسنلي .. مالذي يشتهيهه حضرتك اليوم ؟؟!..
نظرت إلى الفتاتين لأقول ببتاسمه : مارأيكما عزيزتاي ؟!.. مذا تشتهيان ؟!..
إبتسمت كلٌ منها إبتسامةً حالمه .. ياللفتيات !!..
قالت الأولى ذات الشعر الأشقر ذو الخصل الحمراء : ما تطلبه أنت سيعجبنا .. إختر ما تشاء !!..
وافقتها الأخرى ذات الشعر البني القصير ..!
نظرة إلى النادل و أخبرته بطلبي .. من فوره أسرع ليخبر الطاهي مع تذكيره لي أنه لن يتأخر عن ثلاث دقائق !!..
هه .. ما أجمل حياة الرفاهيه .. حقاً !!..
قطع تفكيري أحد صديقي .. كان ذا شعر بني قصير من الخلف و ذو خصل طويلة من الأمام : مارسنلي .. الأنسة زوراليندا دايفيرو هي رئيسة مجلس الطلبه و معها نائبتها الأنسة فلورا مردستن .. أرادتا التحدث معك بشأن مهرجان المدرسة الكبير الذي سيقام الأسبوع القادم ..!
صحيح أني أعرف الفتاتان من قبل و إن لم تكن هناك علاقات صداقة بيننا .. لكن لابد من الرسمية في بعض الأمور ..!
نظرة إلى تلك الروزليندا ذات الشعر الأشقر و العينان العسليتان الحادتان .. إبتسمت بغرور : سيد مارسنلي .. أفكر في جعل ذلك المهرجان حفلة راقصة تكون في المساء .. لم أخبر المدير بعد لأني خشيت أن يرفض لذا أخبرتك أنت ..!
إبتسمت ببرود و أنا اقول : فليكن .. بما أن وريثة أسرة دايفيرو و رئيسة مجلس الطلبة تريد ذلك ..!
ظهرت علامات النصر على ملامحها .. وقد إبتسمت بغرور أكبر و كأنها ملكت العالم حينها وقد شكرتني على تفهمي كما تقول !!..
لم تمر سوا لحظات حتى جاء خادم آخر يحمل صينية فيها بعض أكواب العصير .. وقد كان يحلمها بالطريقة المعتاده أي على ظاهر كفه اليمنى وهو يرفع تلك اليد ..!
وقف بالقرب مني و بدأ يضع الأكواب أمام كل واحد منا ..!
خلفه كان خادم ثاني يدفع عربة مليئية بأثمن الأطعمة الإيطاليه ..!
و بالتأكيد .. طبقي المفضل .. المعكرونه الإيطاليه !!..
نظرة إلى فتى الأكواب ذاك وسألته باستحقار : لما لا تلقي التحية على سيدك يا هذا ؟!..
إلتقت الفتى الذي بدا صغيرا ناحيتي وهو يقول : هل من مشكلة في ذلك ؟!..
لم أجب على سؤاله بل : يالوقاحتك .. تذكر إلى من تتكلم يا هذا !!..
ببرود قال : حسناً يا ابن مرسنلي .. أسعدت صباحاً !!..
لوهلة شعرت انه ينظر إلي باستحقار كنظرتي نحوه .. ذلك جعلني أقف و أضرب الطاولة و أنا انهره : أيها الخادم الحقير !!.. كيف تجرأ على الحديث مع سيدك بهذه الطريقة الوقحه ؟!!.. المشردون أمثالك لايستحقون إلا أن يكونوا خدماً أو يموتوا !!..
فاجأني حين أبتسم نصف إبتسامه : أفضل الموت على خدمتك !!..
أغاضني حقاً فلكمته من فوري ليقع على الأرض !!..
لم أنته منه .. بل قفزت فوقه و أخذت ألكمه و أنا أشتمه بغضب بينما كان هو يحاول الدفاع عن نفسه بطريقة ما !!..
شعرت بأحدهم يمسك بي وهو يصرخ : لينك تمالك أعصابك !!!..
صرخت بغضب شديد : ماثيو أتركني أحطم هذا المتشرد !!..
إستطاع صديقي ماثيو سحبي بصعوبه !!..
في حين أسرع الخادم الآخر لسحب الفتى من تحتي و الذي ظهرت بعض الكدمات على وجهه !!..
كدت أفلت من ماثيو لولا أن صديقي الآخر أسرع ليمسك بي أيضاً !!..
وقف الفتى بصعوبة بمساعدة ذلك الخادم .. نظرة نحوه باستحقار فتفاجأة به يبادلني النظرة نفسها !!..
لذا قلت له بحقد : سترى مذا سيفعل بك السيد مرسنلي أيها الخادم الحقير !!..
لم يجب بل سمعت صديقي الذي قال : هذا يكفي لينك .. ليس الآن !!..
نظرت ناحية دايمن بطرف عين و صمت .. بينما قال الخادم الأول بأسف وهو يحني رأسه : آسف سيدي .. أرجوك إستمتع بوجبتك الآن ثم عاقب هذا الخادم على فعلته فيما بعد .. و إذا أردت عاقبني معه أيضاً !!..
أردت أن أجيب بسأعاقبكما كلاكما الإثنان الآن لكن أحدهم سبقني : إذهبا الآن ودعا السيد مارسنلي يهنأ بطعامه !!..
أسرع ذلك الخادم لتلبية أوامر ماثيو وهو يساعد ذلك الحقير التافه على السير !!..
فور أن خرجا نظرت إلى ماثيو لأصرخ : لما أوقفتني ؟!!.. كان بإمكاني تحطيم رأسه !!..
لم يجب ماثيو بل عاد إلى مكانه .. نظر إلي دايمن ذو الشعر البني ليقول : لا تتعب رأسك بأمر خادم لينك .. تعلم أنك تستطيع طرده متى أردت !!.. مع أني أفضل أن لا تفعل هذا !!..
نظرت إليه باستغراب .. مالذي يقصده ؟!..
جلس مكانه فجلست أنا كذلك ليقول ماثيو ببرود وهو يحرك الملعقة في الحساء أمامه : ألم ترا وجهه الشاحب ؟!.. الواضح أن ذلك الفتى الصغير لم يأكل منذ فترة .. و إن أكل فهي مجرد بقايا يفترض أن تكون للقطط المشرده !!.. الدليل على ذلك جسده المتعب .. ربما ليس ذلك واضحاً لكن حين لكمته سقط من فوره وهذا ليس طبيعياً بالنسبة لشاب .. كما أنك حين قفزت فوقه لم يستطع الدفاع عن نفسه .. الواضح بأنه من طبقة مافوق حثالة المجتمع مباشرةً .. إن لم يكن واحداً منهم !!.. ربما إن طردته سيموت جوعاً !!..
نظرة إليه ببرود : ليكن !!.. من سيهتم لأمره أصلاً ؟؟!!.. لقد عكر مزاجي وهو يستحق الطرد حتى لو مات جوعاً !!..
لم يتعجبوا من إجابتي .. يعلمون مقدار كرهي للخدم ..!
حاولت تناسي الموضوع على الاقل خلال وقت المدرسة و بدأت ناول الطعام وكذلك كان الجميع ..!
.................................................. ..............
في غرفتي الكبيره .. كنت مستلقياً على السرير أرتدي ملابس النوم وقد إستيقضت لتوي من قيلولة مابعد المدرسة ..!
جلست بهدوء و أنا أفكر في ذلك التافه الذي أزعجني اليوم .. مذا سأفعل بشأنه ؟!.. هل سأطرده ؟!.. لا .. لقد قال أنه يفضل الموت على خدمتي !!.. لن أطرده بل سأجعله يبقى في خدمتي لفترة أطول !!..
هه .. دعني منه الآن ..!
وقفت و أتجهت ناحية دورة المياه الكبيره لأستحم ..!
بعد خروجي بدلت ملابسي فأرتديت ملابس عاديه للمنزل .. ربما عادية في نظري لكنها تعد باهضة الثمن ..!
بنطال جينز أسود مع قمصيص أسود كذلك و معطف أحمر أتجهت ناحية ذلك الجدار الكبير الذي غطته مجموعة من الستائر الذهبيه المصنوعة من المخمل و التي تغطي ذلك الجدار الزجاجي ..!
حركت إحدى الستائر قليلاً لأنظر إلى الخارج .. كانت غرفتي في الدور الرابع تطل على الحديقة الكبيرة للمنزل .. في الحديقه رأيت خادمتين تقفان بالقرب من والدتي .. كانت تجلس في مكانها المعتاد عند بركة السباحه و تمسك كتاباً في يدها و كرة الفرو البيضاء المدللة تلك نائمة في حظنها ..!
إبتسمت بهدوء حين رؤيتها .. والدتي في التاسعة و الثلاثين من عمرها .. لكن من يراها يظنها في أنها في نهاية العشرينات ..!
لها شعر أشقر مموج و طويل و عيناها زرقاء صافيه ..!
أظن أنها كانت ملكة جمال في بداية شبابها ..!
هي رائعة الجمال إلى الآن على أي حال ..!
تحب إرتداء فساتين العصور الوسطى داخل المنزل .. وحقاً كانت ترتدي فستان أزرق طويل مليئ بالنقوش الذهبيه ..!
إستدرت مغادرا الغرفة بعد أن رتبت نفسي للمرة الأخيره و صففت شعري بطريقة جذابه ..!
تحب والدتي رؤيتي كأوسم الشباب !!..
فتحت الباب و خرجت إلى غرفة أخرى أكبر حجماً .. تحتوي مكتب دراسه و شاشة تلفاز كبيره مع أرائك جلدية فاخره ..!
كذلك هناك ثلاجة مليئة بعلب العصير و زجاجات الماء ..!
و أخيراً .. خزانة كتب كبيره تحتوي على الكثير من الكتب العلميه و كذلك الروايات البوليسية التي أفضلها ..!
كما أنني أمتلك مجموعة روايات شارلوك هولمز كامله ..!
و الكثير من روايات أجاثا كرستي ..!
و أيضاً كثير من مؤلفات شيكسبير ..!
اتجهت ناحية باب كبير هذه المره .. مكون من بابين متقابلين ..!
فتحت أحدهما و خرجت من جناحي الخاص .. لأرى ممراً طويلاً أمامي .. مليئ باللوحات الفنيه الثمينه ..!
مررت في ذلك الممر لأصل في النهاية إلى قبة كبيره .. كان ممر غرفتي يتوسط ثلاث ممرات تنطلق من هذه النقطه ..!
الممران الآخران أحدهما لجناح والدتي و الآخر لوصيفتي أمي الخاصه و في نفس الوقت هي كبيرة الخدم في المنزل .. وهي عجوز خدمت أمي لخمسة ثلاثينن سنة منذ كانت والدتي طفله .. لذا أمي تحبها و تقدرها كثيراً ..!
كان سقف تلك القبة من الزجاج .. لكنه في النهار لايسمح بأشعة الشمس بالدخول بسهوله .. أما في الليل .. فمنظر القمر من خلاله رائع ..!
يتوسطه نافورة صغيره ذات لون ذهبي .. تحيط بها بعض النباتات بشكل مبهر ..!
بعد تلك القبه ينتهي الأمر بخروجي ناحية الصالة العلوية للمنزل و التي تحتوي على مصعد كبير و درج للنزول ..!
أتجهت ناحية المصعد الذي كان مفتوحاً .. ركبته ثم ضغطت على الرقم واحد لأنزل للأسف ..!
كانت جدارن المصعد من المخمل الذهبي !!..
والدتي تعشق هذا اللون لذا لا تستغربوا أن كررته كثيراً !!..
هي حقيقةً تسميه لون الملوك و الفخامه !!..
توقف المصعد فنزلت و أتجهت ناحية بوابة على يساري .. هي ليست بوابة المنزل الأساسيه لكن من خلالها أخرج إلى الحديقه حيث يمكنني الجلوس بهدوء ..!
كانت أمي لاتزال في مكانها ذاك .. إقتربت منها لكنها لم تنتبه .. على عكس الخادمتين اللتان أخفضتا رأسيهما باحترام : أهلاً بك سيد مارسنلي ..!
رفعت أمي رأسها حين علمت بوجودي و ابتسمت ..!
جثيت على إحدى ركبتي أمامها و أمسكت يدها لأطبع قبلة على ظهر يدها و أنا أقول : طاب يومك والدتي الغاليه ..!
ببتسامة لطيفه : طاب يومك عزيزي .. كيف هي أخبارك ؟!..
وقفت وقد كانت إحدى الخادمتين قد أحضرت كرسياً لأجلس عليه .. جلست و أنا أقول : كل شيء على مايرام .. أنا لا أرى جيسكا هنا ؟!.. ليس من العادة ألا تكون معك ..!
أجابتني بعد تنهيدة قصيره : المسكينه .. إنها مريضة اليوم لذا بقيت في غرفتها .. لقد صار جسدها يؤلمها بكثرة في الفترة الأخيره ..!
بالتأكيد .. عجوز في الستين من عمرها إنه أمر طبيعي !!..
لكن يبدو أن هذا يزعج والدتي : لابأس يا أمي .. لا تشغلي بالك كثيراً .. إنها كبيرة في السن ومن الطبيعي أن يؤلمها جسدها ..!
تقدمت ناحيتي إحد الخادمات لتقول باحترام : سيد مارسنلي .. السيد ديمتري حظر إلى هنا .. إلى أين تريدني أن أدخله ؟!..
لم أجب بل أجابت والدتي عوضاً عني ببتسامه : أحضريه إلى هنا .. فأنا لم أره منذ فتره ..!
أومأت الخادمة و أنصرفت .. بعدها بقليل عادت و خلفها ذلك الشاب ذو الشعر الأسود القصير و العينان الزرقاوتان الحدتان .. كان يرتدي بنطال أسود و قميص أزرق فاتح جداً إضافةً إلى سترة سوداء فتح كل أزرارها ..!
تقدم ناحيتنا فوقفت ببتسامة و صافحته : أهلاً بك ..!
إبتسم بهدوء ثم نظر إلى والدتي .. حنى رأسه قليلاً : كيف حالك سيدة مارسنلي ؟!.. أرجوا أن تكوني بألف صحة و عافيه ..!
إبتسمت والدتي له لتقول : أنا بخير .. مذا عنك ؟!..
رفع رأسه بهدوء : بخير ..!
نظر إلي بعدها بهدوء : أفكر في التجول هنا و هناك .. شعرت بالملل فهل ترافقني ؟!؟..
إبتسمت و أنا أقول : لا مانع لدي ..!
ألقيت التحية على والدتي ثم ذهبت معه ..!
حينها أتجهنا إلى مربض السيارات .. هناك أوقف ماثيو سيارته السوداء الفاخره ذات الطراز الرفيع ..!
صعد خلف المقود فصعدت بجانبه : إلى أين نحن ذاهبان ؟!..
أجاب وهو يحرك السيارة دون النظر إلي : سأتجول في الشوارع وحسب .. أريد أكتشاف الجزء الآخر من باريس !!..
نظرة إليه بدهشة من كلامه : مالذي تقصده ؟!.. أرجوك لا تفعل فأنا لا أطيق الذهاب لهذه الأماكن !!.. أليس من الأفضل لو نتجه إلى أحد دور السينما أو أحد المنتجعات الترفيهيه ؟!..
إبتسم بخبث وهو يقول : إجابة دايمن نفسها !!.. لكني لن أفعل بل سأذهب إلى المكان الذي فكرت بزيارته منذو زمن !!..
تنهدت بضجر و أنا أعلم أنه من المستحيل أن يغير رأيه !!..
صديقي هذا لديه أفكار جنونية لا يفكر بها فتى في مستواه !!..
أظن أنه يريد أن يجرب العيش ببساطة كباقي الناس !!..
يبدو أن دايمن إستطاع النجاة بنفسه هذه المره و أنا من سأنتهي !!..
نظرة إليه بطرف عين : أسمع أنت .. أمي لاتزال تريد أبنها !!.. فإن آذاني أحد أولائك الهمجيين فستتحمل المسؤليه !!..
بدت عليه الثقة و الحماس : هذا مثير حقاً .. أعدك إن خرجنا سالمين فسنتناول المعكرونه الإيطاليه معاً !!..
إبتسمت و أنا أتذكر تلك الوجبة التي أحببتها منذ طفولتي : على حسابك !!..
لم يجبني بل إكتفى بهز كتفيه بقلة حيله و تابع القيادة بصمت .. كانت السيارة تسير بين المباني الضخمه و الفنادق الكبيره و القصور العظيمه .. لكن كلما أبتعدنا قليلاً إنخفض مستوى الحضارة حتى لم أكد أرى برج إيفل الطويل ..!
دخلنا عبر مجموعة من الشوارع القديمه حيث المطاعم الصغيره و محلات الخياطة البدائيه و الأطفال الذين يلعبون في الشارع حفاة الأقدام !!..
بدت أشعر بالتقزز من تلك المناظر التي لم أعتد رؤيتها لذا قلت بسخريه : و الآن السيد مرسنلي و السيد ديمتري في أرض المتخلفين .. كم هذا مقرف !!!..
نظر إلي بطرف عين : متخلفين !!.. ألأنهم فقراء تقول ذلك ؟!!..
أجبته بحده : بالتأكيد .. أنظر إليهم .. ماهذه الملابس التي يرتدونها !!.. أووه بل أنظر إلى الأطفال الذين يلعبون بدون أحذيه !!.. أليس هذا تخلفاً !!..
تتمتم ماثيو بصوت منخفض : لا أظن أن الأمر بيدهم !!.. لو كان بيدهم لتمنوا حياةً أفضل من حياتك لينك !!..
تظاهرت بعدم سماعه و بقيت أنظر من النافذه ..!
لم يعد الجو يعجبني : مذا الآن ؟!.. هاقد أكتشفت الجزء الآخر من باريس !!.. ألن نعود الآن ؟؟!..
لم يجب فآثرت أنا الصمت أيضاً !!..
لاحظت أن الجميع ينظر إلى هذه السيارة الفخمة التي تسير في تلك الشوارع .. حتى أن بعض الأطفال حاولوا اللحاق بنا ركضاً !!..
دخلنا لشارع آخر لنرا بعض الشباب اللذين يرتدون ملابس غريبة كثياب رجال العصابات .. فهي مليئة بالسلاسل و قصات شعورهم غريبه !!..
علمت بأن هاؤلاء هم عصابات الشوارع كما رأيتهم في الأفلام !!..
كل ما آمله هو أن لا يهجموا على السياره !!..
تجاوزنا ذلك الشارع بهدوء فنظرت إلى ماثيو بغضب : هذا يكفي !!.. لنعد الآن فقد إكتفيت !!.. إن لم نسرع فقد تهاجمنا عصابات الشوارع التي تملأ المكان !!..
لكنه تجاهل كلامي و أوقف السياره : وصلنا !!..
رفعت أحد حاجبي : مذا تقصد ؟!؟..
نظرت من النافذة لأرى أننا توقفنا أمام بناء متهالك يبدو كمدرسة أو ما شابه ..!
نظرت إلى ماثيو مجدداً : لما توقفنا هنا ؟!.. ما هذا المكان ؟!..

.................................................. ..
هذاالبارت مقدمه للأحداث .. فقد كي تتعرفوا على أي نوع من الأشخاص هو بطل روايتي

( لينك مارسنلي )

ما رأيكم المبدئي بالبارت ؟!!..

و أي نوع من الأحداث ستحصل في الجزء القادم ؟!!..

لكم ودي ~





التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 01-02-15 الساعة 10:54 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-13, 07:54 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


إليكم البارت الثاني من ورايتي " إما شيطان "<< إختصار ..!
لكن أولاً أشكر كل من قرأ البارت الأول و شكر خاص لمن أبدو رأيهم في سطور و تركوها هنا كبصمة تثبت تواجدهم الرائع ..!

ثانياً أقدم لكم بوستر الروايه ..!






ننتقل الآن إلى البارت ..!

...............................................

part 2


تجاهل كلامي و أوقف السياره : وصلنا !!..
رفعت أحد حاجبي : مذا تقصد ؟!؟..
نظرت من النافذة لأرى أننا توقفنا أمام بناء متهالك يبدو كمدرسة أو ما شابه ..!
نظرت إلى ماثيو مجدداً : لما توقفنا هنا ؟!.. ما هذا المكان ؟!..
و أخيراً نظر إلي ليجيب ببتسامه : إنه ملجأ للأيتام !!.. حدثني عنه خادمي و أخبرني بأن الأطفال فيه يعانون كثيراً جراء الفقر و المرض!!.. لذا أردت زيارة هذا المكان !!.. لننزل !!..
شهقت بفزع : ننزل !!.. أجننت !!.. لن أفعل و إن أردت إنزل وحدك !!.. يستحيل أن أنزل في مكان كهذا !!.. السيـ ...!
قطاعني بسخرية ليكمل كلامي : السيد مارسنلي لا يمكنه زيارة أماكن كهذه !!.. كف عن التبجح و الغرور لينك !!.. تصرف بتواضع ولو ليوم واحد !!.. هيا أنزل و أعدك بأن أخذك إلى أفضل مطعم يعد المعكورنه الإيطالية في باريس حين عودتنا !!..
زفرت بحنق و نزلت كما فعل هو .. نظرت إلى ذلك المبنى للحظات لكي أتأمله ..!
أظن أن عاصفة صغيرة قد تهدمه فوق رؤوس من فيه وقد بدا قديماً جداً كما أن الأماكن من حوله مليئة بالقاذورات و الروائح الكريهه !!..
لم أشعر إلا بيد ماثيو يسحبني خلفه .. آخ من هذا الفتى !!..
دخلنا عبر بوابة لم يكن لها باب !!..
حيث فناء كبير فارغ إلى من بعض قطع الخرده و كذلك الأراجيح التي صنعت من أطارات السيارات ..!
كذلك هناك الكثير من الإطارات و بركة وحل كبيره الواضح أن هناك من يلعب بها دائماً بسبب الأثار قربها .. كم هذا مقزز !!!..
سرت مع ماثيو و أنا أحوال كتم أنفاسي بسبب الرائحة السيئه ..!
دخلنا من باب آخر خشبي كان مفتوحاً وهو باب المبنى .. لم نرى أحداً ولا ضوء في المكان .. لكننا الآن في النهار لذا ضوء الشمس يفي بالغرض ..!
نادا ماثيو بصوت مرتفع : هل من أحد هنا ؟؟!..
لحظات حتى ظهرت فتاة تبدو في سننا .. حين رأتنا أسرعت ناحيتنا وهي تقول : مرحباً .. هل من خدمة يا سيدي ؟؟!..
إبتسم ماثيو وهو يقول : أردت الإطلاع على المكان وحسب .. هلا اخذتني إلى المسؤول لو سمحتي ؟!..
إن ماثيو لبق أكثر من اللازم !!..
إبتسمت الفتاة وهي تقول : أهلاً بكما .. أنا المديرة هنا .. تفضلا معي !!..
شكرها ماثيو و سرنا خلفها .. تعجبت من أن تكون فتاة لا يبدو أنها تجاوزة السابعة عشر مديرة لدار إيتام .. إلا إن كنا قد أخطأنا العنوان ..!
أعترف .. كانت حسناء رغم ثوبها البسيط ..!
عيناها زرقاوتان و شعرها بني يصل إلى نهاية ظهرها وقد سرحته على شكل ظفيرة واسعة من الأعلى و ضيقة في آخرها ..!
وصلنا إلى باب خشبي مفتوح .. دخلت فدخلنا بعدها : أهلاً بكما .. لم نستقبل ضيوفاً منذ مده ..!
سارت لتجلس على كرسي خشبي خلف ذلك المكتب .. أمام المكتب كان كرسيان خشبيان أيضاً : المعذره .. أظن أن المكان أقل من المتواضع .. لكن للأسف نحن لا نملك المال إلا لإطعام الأطفال هنا ..!
إبستم ماثيو بهدوء : لا بأس عليك آنستي .. لا مشكله ..!
لباقة ماثيو هذه ستوصلني إلى الجنون .. رغم ذلك صمت و جلست على الكرسي كما فعل ماثيو ..!
إبتسمت الفتاة وهي تقول : أولاً سأطلب لكما الشاي .. إنتظراني لحظه !!..
وقفت و غادرة الغرفه .. نظرت إلى ماثيو بعتاب : والآن مذا ستفعل ؟!..
أجابني ببساطة دون أن ينظر إلي : لا أعلم .. سأرى مذا يمكنني فعله ..!
صمتنا لدقائق قبل أن تعود الفتاة وهي تحمل صينية حديدية ظهر الصدأ عليها و فوقها كوبان من الشاي .. قدمتهما لنا وعادت لمكانها ..!
نظرت إلى ذلك الشاي .. كان لونه باهتاً .. يبدو أن لا سكر فيه .. لا أظن أن بإمكاني شربه : المعذرة يا سيد .. لكننا لا نملك إلا الشاي ..!
كانت تقصدني لذا قلت ببرود : لا عليك .. أنا لا أشرب الشاي أساساً ..!
بدت الراحة عليها رغم كذبتي فقد أطمأنت لأني لن أتذوق طعمه السيء !!..
أبتسمت بهدوء وهي تقول : أهلاً بكم يا ساده .. أدعى جوليا في السابعة عشر و أنا مديرة هذا الملجأ ..!
إبتسم ماثيو ليقول : أدعى ماثيو و أنا كذلك في السابعة عشر .. تشرفنا آنسه جوليا ..!
نظر إلي نظرة مغزاها عرف بنفسك .. لكن لا تتباها ..!
تنهدت بضجر لأقول ببرود : أدعى لينك .. في السابعة عشر !!..
رمقني ماثيو بنظرة حاده فأردفت : تشرفنا !!..
ببتسامتها نفسها : لي الشرف سيد ماثيو و سيد لينك .. بما أخدمكما ؟؟!..
سألها ماثيو بعد رشفة من الكوب : سمعنا عن الحياة الصعبة التي يعيشها الأطفال هنا لذا جئنا لنتأكد !!.. لما الأوضاع هنا مزريه ؟!.. ألا تحصلون على المال الكافي ؟؟!..
أومأت سالباً وهي تقول : للأسف لا .. عدد الأطفال تناقص و لكن المبالغ تناقصت أكثر ..!
بدا على ماثيو أنه كان يفكر في شيء ما ثم عاد إلى الأنسة وهو يقول : لكن .. لما لا ترسلون خطاباً للحكومه ؟!!.. البيئة هنا أساساً ليست مناسبةً لنمو طفل سليم !!..
بدا الحزن العميق على ملامح جوليا لتقول : في الحقيقه .. هذا الملجأ ليس تابعاً للحكومه .. إنه تابع لشركة دايفيرو التي تتملتكها أسرة دايفيرو .. منذ سنتين لم يزرنا أحد من تلك الشركه .. كما أنهم لا يجيبون على خطاباتنا و يتأخرون في تسليم رواتب العاملات حتى ترك أكثرهن العمل هنا للبحث عن عمل آخر ..!
دهشنا لكني لم أعطي بالاً للمضوع على عكس ماثيو الذي تفاعل : شركة دايفيرو من أكبر الشركات !!.. غريب أن يصدر منهم تصرف كهذا !!.. يا آنسه منذ متى تديرين هذا الملجأ ؟!..
تنهدت تلك الجوليا بحزن : لقد لزمت والدتي الفراش منذ بضعة أشهر وقد كانت تدير الميتم .. حين أرسلنا للشركة لم يجيبوا علينا لذا أططرت لأحل عوضاً عنها حتى تحل المشكله .. أنا الأكبر هنا فحتى العاملات في سنني فما تحت و أصغر العاملات في الثالثة عشر !!.. جميعهن يعملن لكسب المال من أجل اسرهن .. ومع ذلك المبالغ لا تكفي !!..
تسائل ماثيو حينها : هل تعيشين هنا آنسه جوليا ؟!..
إبتسمت بهدوء : لا .. وضعي المادي أفضل و أعيش في منطقة أكثر تحضراً .. أتي إلى هنا في الصباح و أبقى حتى آخر المساء .. كما أني أبيت هنا في دوري فكل ليلة تبيت واحدةٌ منا عند الأطفال ..!
هذه المره .. قررت أن أسأل أنا و أتدخل فقد مللت من السكوت : كم عدد الأطفال هنا ؟؟!.. وما أعمارهم ؟!..
نظرت إلي حينها وهي تقول : أنهم ثمانيه .. لقد نقص عددهم بشكل ملحوظ في الآونة الأخيره .. لم يعد هناك من يحضر أطفالاً إلى هنا .. كما أن مجموعة كبيرة منهم ذهبوا إلى المدرسة هذه السنه .. فمنذ يصيرون في السابعة حتى ينتقلوا إلى مدرسة داخليه تابعة للملجأ و تشترك معها بعض الملاجأ الأخرى .. و هذه السنه ذهب إلى المدرسة إثنا عشر طفلاً .. لذا نقص العدد من عشرين إلى ثمانيه ..! الأوضاع ليست أفضل في المدرسة فالمعاملة هناك سيئةٌ جداً ..!
سمعت ماثيو يتنهد بتعب و حزن فنظرت إليه .. رأيته يخرج محفظة ليأخذ منها مبلغاً كبيراً من المال و يضعه على الطاولة أمام جوليا التي إنعقد لسانها ..!
نظر إلي ماثيو فتنهدت بضجر و أخرجت محفظتي و فعلت المثل ..!
تفاجأة بدموع سالت من عيني جوليا التي قالت بامتنان كبير : لا أعلم كيف أشكركما أيها السيدان العظيمان ؟!!.. لقد خخففتما هماً كبيراً كان على كاهلي !!.. الملجأ بأشد الحاجة للمال و كذلك الأطفال .. لقد فرجتما كربه !!..
لم أقل شيئاً بينما أبتسم ماثيو ليقول : سنعود إلى هنا مرة أخرى .. أرجوا أن تكون أوضاعكم أفضل حينها !!..
وقفنا سويةً مغادرين المكان فسارت معنا الآنسة جوليا و أبت إلا أن ترافقنا حتى السيارة .. لكن ماثيو أخبرها بأن لا تقلق علينا أبداً ..!
ركبنا السيارة و هممنا بمغادرة المكان أخيراً !!.
.................................................. ..
هانحن الآن في أحد المطاعم كما وعدني ماثيو .. لقد طلبنا المعكرونه الإيطاليه .. بقيت أفكر في الأحداث التي جرت اليوم منذ تشاجرة مع ذلك الخادم التافه حتى خرجت من منطقة المتخلفين تلك .. و من الجيد أننا خرجنا سالمين !!..
ياله من يوم عجيب حقاً : ما رأيك بالمناظر التي رأيتها ؟!..
قطع تفكيري سؤال ماثيو .. أسنتدت خدي إلى كفي و ذراعي منصوبة على الطاولة و أجبت ببرود : سخيفه !!..
إبتسم نصف إبتسامة وهو ينظر إلي : كعادتك .. لا تهتم لمن هم أقل منك مستوى !!.. حقاً أنت متحجر القلب !!..
لم يعجبني كلامه .. لذا أظهرت إستيائي و وقفت لأغادر المكان .. لكنه أمسك بيدي وهو يقول : آسف يا صديقي .. كانت زلة لسان ..! أرجوك لا تغضب لينك !!..
حاولت أن أسحب يدي و أذهب لكنه شد قبضته وهو يقول : لن أتركك حتى تتناول المعكرونه على الأقل ..!
وافقت على مضض .. و جلست على مقعدي مجداداً ..!
طوال فترة الطعام لم يتحدث أحدنا بشيء .. و في النهايه .. أوصلني إلى منزلي ثم ذهب !!..
............................................
صباح اليوم التالي .. ها أنا في المدرسة و الآن وقت الإستراحه .. كنت أسير بين الطاولات في الكفتريه متجهاً نحو الغرفة التي أتناول فيها طعامي .. برفقتي كالعاده ماثيو و دايمن ..!
منذ الصباح و أنا أتحدث إلى دايمن و أتحاشى ماثيو كي لا يتحدث عن زيارتنا لملجأ الأيتام و أحوال التظاهر بأن ما رأيته لا يهمني .. و هكذا كان حقاً ..!
بينما كنت أسير و المكان مملوء بالطلاب اللذين يرتدون الزي المدرسي نفسه .. بنطال أسود و قميص أبيض مع سترة سوداء على الأطراف خطوط ذهبيه ..!
هناك أيضاً الخدم .. كانو يرتدون ملابس متشابهه .. بنطال أسود مع قميص أحمر و سترة سوداء طويلة من الخلف كمن يعملون في المطاعم ..!
نظرت أمامي فرأيت أحد الخدم يسير بهدوء وهو يحمل قائمة الطعام متجهاً إلى إحدا الطاولات ..!
أنه ذلك المتشرد ..!
إبتسمت بمكر و أنا أراه أمامي .. لا يزال هناك أثر أزرق خلفته لكمتي تحت عينه .. كما أن وجهه بدا شاحباً جداً و الواضح أنه يعاني من مرض ما ..!
جيد .. هذا لصالحي ..!
عندما مر بجانبي .. مددت قدمي دون أن يلحظ أحد لكي أوقعه .. وهذا ما حدث فقد إنهار ساقطاً مع إتساع إبتسامتي الشيطانيه !!..
إنتظرت سماع صوت إرتطام جسده بالإرض لكني لم أسمعه !!..
مالذي حدث ؟!..
إستدرت لأرى أن ماثيو أمسك بالفتى قبل أن يقع .. سحقاً !!..
إستقام الفتى واقفاً و حنى رأسه باحترام : شكراً لك سيد ديمتري .. أرجوا المعذره لكني مصاب بالدوار !!..
إبستم ماثيو : لا عليك .. إرتح إن كنت مريضاً .. فذلك أفضل لك !!..
ألم أقل لكم أن ماثيو لبق حقاً !!..
زفرت بحنق وتابعت طريقي .. بينما نظر إلي صاحباي باستياء وقد علما أني من فعلتها !!..
......................................
إلى هنا نتوقف ~

لا تزال شخصية " لينك " تميل للطابع الشيطاني .. هل سيكون هناك إختلاف في الأحداث القادمة يا ترى ؟!!..

أي دور سيؤديه ذلك الشاب اللذي أطلق عليه إبن مارسنلي لقب " الخادم المشرد " في قصتنا ؟!!..

ما رأيكم بالبارت ؟!!..

طوله ؟!!..

أفضل مقطع ؟!!.. << من كثر الأحداث أصلاً !!.. ^_^"

تحياتي لكم ~




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-13, 07:56 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



part 3



طوال بقية اليوم لم يعلق صديقاي على فعلتي .. و أنا أيضاً لم أذكر شيئاً رغم إستيائي من ماثيو ..!
الساعة الآن الثامنة مساءً .. و أنا أستلقي في غرفتي على السرير الكبير من المخمل .. و أفكر !!..
تأخذني الأفكار يميناً و شمالاً .. كالعاده !!..
أتذكر .. مشاهد مفزعة تمر أمام ناظري .. ذلك مرعب !!..
و حين تعود لذاكرتي تلك اللحظه التي أمسك فيها بشعري و رفعني ليسمعني كلاماً لم تكن لي القوة لأتحمله .. تدمع عيني !!..
وهذا ما حدث .. فقد سالت دمعة من عيني و شقت طريقها على وجهي بسرعه .. وقد تركتها تفعل ما تشاء مما جعل المزيد من الدموع تتمرد .. وتتسابق إلى الهطول .. من عيني الخضراوتين !!..
ليس اليوم فقط .. بل كل ليله تقريباً .. يتكرر الأمر نفسه .. و الذي ينتهي ببكائي المرير !!..
نعم .. لقد بكيت الليلية مثل كل ليلة أبكيها .. وحدي .. لا أحد معي !!..
و في غرفتي البعيدة عن أعين الجميع .. حتى لا يراني أو يسمعني أحد !!..
بعد بكاء إستمر لخمس دقائق .. كنت فيه أحتضن وسادتي و خصلات شعري ملتسقة بوجهي بسبب الدموع .. رفعت رأسي لأنظر إلى المرآءه !!..
كان وجهي شاحباً .. بدت ملامح الحزن العميق عليه .. غسلته الدموع و صبغ بالإحمرار .. لا بأس فقد إعتدت على هذا المظهر !!..
وقفت و أتجهت لدورة المياه .. غسلت وجهي بالماء لأستعيد نشاطي ثم عدت ناحية السرير لأرى تلك الرطوبة فوقه بسبب دموعي !!..
لوهله .. سمعت باب الغرفة يطرق .. إلتفت من فوري لأرى من دخل !!..
لقد كانت أمي و برفقتها خادمه .. كانت أمي مبتسمة فأبتسمت أنا لها بتصنع .. أمرت خادمتها بالرحيل و تقدمت نحوي !!..
ليس من عادتها أن تأتي إلى هذه الغرفه .. فعادة تأتي إلى ردهة الجناح الصغيره لأن هذه الغرفه شيء من خصوصياتي ولا يدخلها إلا بعض الخدم من أجل التنظيف فقط .. هذا ما جعلني أوقن أن والدتي جاءت من أجل ذلك الموضوع فاختفت إبتسامتي !!..
جلست والدتي على حافة السرير وهي تقول ببتسامة لطيفه : لينك .. تعال إلى هنا ..!
تقدمت ناحيتها وجلست بجورها .. لكني تفاجأت بها تمسك رأسي و تضعه في حضنها لكي تعبث بخصلاتي شعري و كأني طفل صغير !!..
إبتسمت بهدوء و لم أعلق بل إستلقيت حيث صار رأسي على قدمي أمي التي قالت بهدوء : أكنت تبكي يا قلب أمك ؟؟!..
شعرت بالحرج قليلاً و أختفت إبتسامتي ولم أتكلم بل تابعت هي حين رات صمتي بنبرة حزن : مابك ؟!.. ألم تخبرني بأنك الآن على ما يرام تماماً ؟!..
أجبت بعد صمت و بتردد : لا .. لا أستطيع .. لا أستطيع طرد تلك الذكريات التي تلازمني دائماً ..!
دمعت عيناي لكن دموعي لم تسل بل دموع والدتي فعلت فقد شعرت بها تتساقط على وجهي وهي تقول : إذاً إستمع إلي .. أرجوك نفذ أمري هذه المرة فقط !!.. صدقني لن يعلم أحد !!.. لا احد فقط أنا و أنت وهو !!.. سأدفع له مايريد على أن يتكتم على الموضوع !!.. إنه صديق لأبيك وتهمه مصلحتك !!..
غضبت و رفعت رأسي من بين يديها ثم أستقمت واقفاً : لا .. لا و ألف لا !!.. أنا لا أحتاج لهذا !!.. لا يمكن أن يحدث هذا !!..
كنت أدير ظهري لأمي التي وقفت و أتجهت نحوي فقد شعرت بيدها التي وضعتها على ظهري وهي تقول : لينك أرجوك .. لم أعد أحتمل رؤيتك هكذا !!.. أنه لصالحك !!.. ستكون بخير صدقني !!.. ستنسى ما حصل و تستطيع متابعة حياتك بلا ألم!!..
إشتد غضبي فالتفت إلى والدتي وصرخت بغضب كبير : قلت لا !!.. لا يهمني إن لم أنسى تلك الحادثه !!.. لا يهمني إن بقيت ساهراً لليالي و إن سيطر الأرق علي !!.. المهم أني لن أفعل هذا !!.. لست مجنوناً !!.. أنا لست مجنوناً !!..
كنت بطول أمي تقريباً .. رأيت الدموع غسلت وجهها اللطيف و قد قالت وهي تجاهد دموعها : أعلم .. أنت عاقل يا بني عاقل !!.. أرجوك لقد تعبت أنت و أتعبتني معك !!.. جربه ولو لمرة واحده !!.. أنه صديق أبيك .. أعتربه أباك لينك !!..
أمسكت رأسي لأحاول السيطرة على الصداع الذي داهمني فجأه .. أغمضت عيني فمنعت الدموع التي كانت على وشك الإنهمار .. أريد الهرب من هذا الموقف !!..
أريد التوقف عند هذه النقطه !!..
ليتني مت في ذلك اليوم !!..
ليتني لم أعش لأواجه العذاب النفسي !!..
ليت ذلك التعذيب الجسدي قتلني كما قتلها !!!!!..
فتحت عيني و نظرت لأمي : أنا ذاهب الآن .. أنسي هذا الموضوع فأنا لن أغير رأيي .. و صديق أبي هذا لست بحاجته !!..
أستدرت و أتجهت ناحية الخزانة الصغيرة بجانب سريري .. أخذت المفتاح و نظرة لأمي ثانيةً لأقول : سأفعل لكي كل شيء أماه .. إلا هذا الأمر !!.. لا يمكنني الموافقة عليه !!..
أتجهت ناحية الباب متجاهلاً نداء أمي و بكاءها .. لم اعد أسمع شيئاً !!..
لا شيء سوا صوت بكائي في ذلك اليوم !!..
فور خروجي .. أطلقت العنان لقدمي حتى تسابق الرياح .. فركضت ناحية الدرج حتى أني نسيت أن المصعد موجود ..!
كنت أركض و أنا أنزل الدرج .. أرتدي ملابس بسيطة عادة ما أبقى بها في المنزل أو في غرفتي .. بنطال جينز أزرق و تيشيرت قطني أخضر ذو أكمام طويله ..!
الجو بارد في الليل .. لكني أشعر بالحر !!..
حين نزلت الأدوار الثلاثه ركضت ناحية الخارج ثم إلى مربض السيارات !!..
كانت الخادمات يراقبنني بدهشة فليس من عادتي النزول من الدرج هكذا !!.. حتى أني معتاد على إستعمال المصعد !!..
كما دهشن أكثير حين أتجهت إلى مربض السيارات فلم يعتدن رؤيتي أخرج بهذه الملابس !!..
وقفت أمام ثلاث سيارات يحق لي إختيار إحداهن لقيداتها !!..
بيضاء .. سوداء .. حمراء !!..
أخترت الثالثه فقد كانت من النوع المكشوف و الذي يمكنك التحكم في أزالة سقفها أو بقائه ..!
قفزت إلى داخل السيارة المكشوفه حتى دون فتح بابها .. و أنطلقت بسرعة ناحية البوابه .. حيث وصل خبر مغادرتي إلى الحارس الذي كان قد فتح البوابة فأنطلقت دون تخفيف سرعتي !!..
بدأت التجول بين الشوارع بسرعه .. و الهواء يداعب خصلات شعري المتطايره !!..
شعرت بضيق في صدري فدمعت عيناي و تطايرت دموعي !!..
لما .. لما أنا ؟!..
خائف .. تائه .. أشعر بالنقص !!..
نعم !!.. لكن مالذي ينقصني !!..
لدي أكبر المنازل .. أفخم السيارات .. الكثير من المال .. استطيع أنتقاء أجمل الفتيات و جعلها تغرم بي !!..
حتى الأصدقاء أملكهم .. و كذلك الأم الرائعه !!..
إذاً ماهو الشيء الناقص ؟!..
لما أشعر بالعجز !!!!!!!!!!!..
دموعي سالت أكثر و أكثر .. لكني تعبت منها لذا حاولت كتمها !!..
تشاغلت بالنظر إلى الناس حولي و أنا أنطلق بسيراتي و أضغط على المقود بشده !!..
الكثير من الناس يسيرون على أطراف الشوارع .. على تلك الأرصفة التي أسطفت المحلات متجاورة فيها !!..
السيارات الكثيرة من حولي .. منها المنطلق و منها الذي يسير بهدوء ..!
كذلك أصوات الطرب من كل مكان .. فهذا شاب قد شغل الموسيقى الصاخبة في سيارته .. و تلك الشاشات الكبيره تعرض أحد كليبات الأغاني الجديده .. وذلك المقهى يحتوي على أفضل مغنيات الأوبرا ..!
و تلك المنصة في الحديقة المجاوره وقف عليها ثلاثة شبان يتقنون الروك وقد تجمع الكثير حولهم ليصفقوا !!..
إزعاااااااااااااااااااااج !!..
للحظه .. سمعت صراخ الناس فنظرت أمامي لأفاجأ و أضغط على المكابح بأقوى مالدي فتتوقف السيارة بسرعة مما جعل رأسي يسطدم بالمقود !!..
لم أبالي لذلك بل عدت أنظر أمامي حيث تجمع الناس حول تلك الفتاة التي بقيت في مكانها على الأرض مرتجفةً .. وقد كدت أصدمها قبل قليل !!..
نزلت من السيارة و ركضت ناحية الفتاة .. جثيت قربها أنا أقول بقلق : هل أصبت بأذى ؟!!..
رفعت رأسها لأرى عينيها الزرقاوتين .. و التي تهت في سحرهما للحظات قبل أن أفا جأ بها تتشبث بي أمام الجميع !!..
دهشت و ما زاد دهشتي هو قولها بصوت باكي : أبعدني من هنا !!.. لما تأخرت ؟!!..
أبعدني من هنا تدل على خوفها ..!
لكن مالذي قصدته بلما تأخرت ؟؟!..
أستفقت من شرودي على صوت أحد الرجال : هل تعرفها يا فتى ؟!..
نظرت ناحية ذلك الرجل الذي يبدو صاحب أحد المطاعم المجاوره .. لم أعلم مالذي يمكنني قوله ؟!..
إن قلت لا فسيبدو ذلك محرجاً خاصةً أنها متشبثت بي بشده : نعم .. إنها .. إنها صديقتي !!..
لم يعلق ذلك الرجل لكن شعرت أنه لا يثق بكلامي ..!
حاولت الوقوف و قد فعلت و أنا أبعد الفتاة برفق .. كنت أعلم أني لو تركتها فستتشبث بي من جديد ذلك بسبب حالة الذعر التي تعيشها ..!
لذا أمسكتها من كتفيها و سرت بقربها ناحية سيارتي ..!
فتحت الباب الراكب بجانب المقود فشعرت بالفتاة التي أنتفضت !!..
نظرت إلي حينها ثم قالت برعب : أنت .. من أنت ؟!!..
علمت أنها عرفة بأني ألتقيها للمرة الأولى .. لكن حتى لا تصرخ فيجتمع علي الناس ظناً منهم أني سأخطفها همست في أذنها : لا تخافي .. سأبعدك عن هذا المكان فكوني مطمأنه .. لست ممن يؤذي الفتيات !!..
شعرت بأنها وثقت بكلامي و الدليل أنها ركبت بهدوء وهي تضم حقيبتها ..!
أتجهت ناحية باب السائق وهذه المرة فتحت الباب .. ركبت وقبل أن أنطلق ضغطت زراً لكي يظهر سقف السيارة فتغلق كباقي السيارات ..!
ذلك أفضل خاصةً أني الآن متورط مع فتاة لا أعرف من تكون ولما هي هاربةً هكذا ؟!!..
إنطلقت وقد كانت السيارة في الأساس وسط الشارع ..!
وبعد عدة دقائق من السير و الصمت سألتها : إلى أين تريدين الذهاب ؟!..
نظرت إلي لكني لم ألتفت لها : لا أعلم .. لا وجهة محددة لي !!..
ياللورطه !!.. أي فتاة هذه ؟!.!..
تنهدت بتعب و أنا أقول : أين منزلك ؟!..
لم تجب فالتفتت إليها لأرى أنها كانت تطأطأ رأسها ووجها محمر بخجل و حرج : أمممم .. لا أظن أن هناك داعي من أخبارك بمكان منزلي .. تبدو من طبقة راقيه و منزلي متواضع جداً .. لذا لا داعي .. أقصد !!..
ببرود و أنا أنظر للأمام : فهمت قصدك .. لا تهتمي ..!
فتاة غريبة بحق .. كانت ذات شعر بني قصير ينزل إلى كتفيها .. عينان زرقاوتان واسعتان براقتان ..!
وجهها مستدير طفولي و وجنتاها حمراوتان و بشرتها بيضاء تميل إلى اللون الوردي بطريقة ما ..!
كما أنها تبدو قصيرة بعض الشيء و ذلك ما يجعلها طفولية أكثر !!..
كانت ترتدي ملابس بسيطة جداً .. تنورة سكريه مليئة بالكسرات تصل إلى ركبتها .. مع قميص أحمر بسيط ..!
لكنها حقيقةً .. كانت جميله !!..
صمت دام للحظات قبل أن أسمع صوتها تقول بحرج : آآه .. يا سيد .. أشكرك على مساعدتي .. لكن إلى أين نتجه ؟!..
حقاً !!.. أنا لم أسأل نفسي هذا السؤال ؟!.. لكن إجابتي كانت مبرمجه : إلى المكان الذي تريدين .. حددي المكان و سأذهب إليه ؟!..
صمتت بعدها ثم قالت : هلا أوقفتي أمام أحد محال الفطائر .. سأخذ عشائي ثم أعود للبيت مشياً !!..
لم أجب بل غيرت طريقي .. إلى حيث تريد !!..
سرت في ذلك الطريق دون أن أتحدث كما كانت هي .. فقط تحتضن حقيبتها و عيناها تحدقان بالأسفل !!..
تعجبت أنها حتى هذه اللحظه لم تخرج هاتفها و تقوم بإجراء إتصال ما !!..
لكن لا يهم .. المهم هو أني أنا أيضاً بدأت أشعر بالجوع .. وقد شعرت لوهلة بأني مشتاق تلك الأطعمة الإيطاليه التي لا أستغني عنها ..!
لذا بعد سير توقفت أمام أحد المطاعم و ألتفت للفتاة المستغربه لأقول ببرود : أشعر بالجوع .. سأنزل إلى هنا فإن أرتدي رافقيني أو إبقي في السيارة إلى حين عودتي !!..
يبدو أنها لم ترغب في البقاء وحيده لذا نزلت بصمت معي فدخلنا إلى المطعم الذي كان من مطاعم الطبقة الراقية التي أعتدت زيارتها .. خاصةً أني و ماثيو كنا هنا أمس !!..
أستقبلني النادل وهو يقول باحترام : أهلاً بك سيدي .. تفضل معي من فضلك ..!
سار النادل فسرت مع الفتاة خلفه .. لا أعلم لما شعرت بالراحة لأنه لم يقل أهلاً سيد مارسنلي !!.. لم أعلم لما لا أريد لتلك الفتاة أن تعرف من أنا !!..
أختار لنا النادل طاولة بجانب الجدار الزجاجي حيث نرى كل شيء في الشارع .. أخبرته بأني أريد البيتزا و المعكرونه و طلبت ما يكفي لشخصين إضافةً إلى العصير ..!
حين أبتعد إلتفت للفتاة لأقول : و الآن أخبريني .. لما كنتي تقفين في منتصف الطريق ؟!..
كانت الفتاة خجلةً جداً لكنها تكلمت قائله : في الحقيقه .. أنا كنت .. لقد كان هناك فتيةٌ يتبعونني لذا هربت !!.. لم أشعر بنفسي إلا في منتصف الشارع !!..
رفعت حاجبي مستغرباً : إذ ا كان هناك من يزعجك فما عليك إلا التبليغ عنهم .. لأنهم قد يتجاوزون الحدود !!..
من فورها رفضت فكرتي وهي تقول : ليس كل شخص يستطيع أن يجعل الشرطة يصدقونه ..!
تنهدت بعدها ثم أردفت : لقد بلغت عنهم مرة فلم تهتم الشرطة للأمر !!..
دهشت من تلك الفتاة الغريبه : ليس عليك السكوت أياً يكن !!.. دعينا من هذا الآن .. لم تخبريني ماسمك ؟!..
نظرت إلي وقد توردت وجنتاها .. إبتسمت بهدوء : أسمي ؟!.. نادني ميشيل !!..أكملت الخامسة عشر قبل فترة قصيره .. و أنت ؟؟!..
بهدوء أجبت : لينك .. أسمي لينك و أنا في السابعة عشر !!..
في تلك اللحظه وصل النادل وقدم إلينا العصير و الأطباق ..!
بدأنا بتناول الطعام : بالمناسبه .. حين تشبثتي بي قلتي لما تأخرت ؟!!.. لم أفهم قصدك حينها ؟!!..
لم تجب فحين رفعت رأسي لأرى ما حل بها لم أدهش كثيراً بأن وجهها كان كالطماطم و قد تركت الطعام جانباً : لا بأس عليك ميشيل .. أنسي ما حدث لكن أخبريني أولاً !!..
شعرت بأنها أحرجت كثيراً من فعلتها .. لكن كلامي خفف عليها فقالت بعد صمت : أنا .. آسفة على قلة تهذيبي !!.. لكن بسبب الأضواء و بسبب دموعي تشوشت الرؤية لدي فضننتك أخي .. لست تشبهه كثيراً لكن شعره أشقر ككثير من الفرنسين !!.. لكن حين رأيت السيارة علمت أني مخطأه فأخي يستحيل أن يملك مثل هذه السياره !!..
لم أعلق بل أخذت قطعة بيتزا و بدأت بتناولها ..!
تابعت هي الأخرى طعامها بصمت .. للحظه تذكرت أنها قالت بأنها تريد الذهاب لمحل الفطائر و شراء العشاء .. لاشك أن هناك من يتنظر العشاء في بيتها ..!
لذا حين أنهيت الطعام و دفعت الحساب طلبت منها أن تسبقني إلى السياره ففعلت ..!
طلبت من النادل أن يضع لي في صندوق بعض الفطائر و البيتزا ..!
أحضره فعدت إلى السيارة بعد أن دفعت ثمن صندوق الفطائر لكني تفاجأت بأن لا أحد هنا !!..
يا إلهي إلى أين ذهبت ؟!!..
ركضت يميناً و يساراً أبحث عنها !!..
سألت بعض المارة فقالو أنهم لم يروها حتى جاءني طفل صغير : هيه .. هل أنت السيد لينك ؟!..
إلتفت إليه لأقول : نعم .. مالأمر ؟!..
مد إلي بورقة صغيرة وهو يقول : لقد أعطتني فتاة ذات شعر بني هذه الرساله وقالت أعطها للشاب الأشقر الذي يدعى لينك !!..
أخذت الورقة الصغيرة و فتحتها لأجد عبارة واحده { شكراً .. آسفة لما سببته لك من مشاكل .. ربما نلتقي مرة أخرى عند بقعة النور وسط الظلام !!.. }
لم أفهم قصدها .. لكن ما فهمته أنها أغرب فتاة قابلتها حتى الآن بكل جداره !!..
.................................................. .......
عدت إلى المنزل و أنا أحمل صندوق الفطائر فوضعته في الثلاجة التي في جناحي !!..
تحاشيت اللقاء بوالدتي لذا من فوري صعدت للغرفه و ها أنا أستلقي على السرير بتعب بعد أن أستعديت للنوم !!..
ليس من عادتي النوم دون أن أقول لوالدتي تصبحين على خير .. لكني هذه المرة لم أفعل لذا أظنها أدركت مقدار غضبي !!..
أخذت أفكر الآن بأحداث هذا اليوم ..!
أولاً ذلك الخادم الذي لم أنجح في إيقاعه ..!
ثانياً إستياء صاحبي مني ..!
ثالثاً شجاري مع أمي ..!
و ربعاً تلك الميشيل الخرقاء !!..
إلى أين ذهبت يا ترى ؟!.. و ما قصدها بكلمات تلك الرساله ؟!..
هذا ما بقيت أفكر فيه حتى غالبني النعاس ..!
.................................................. .....
اليوم يوم إجازه نهاية الأسبوع ..!
مضى يومان على ذلك اليوم ..!
لم أتحدث مع أمي بشأن ذلك الموضوع المشؤوم ..!
و لم أرى ذلك الخادم الوقح ..!
و لم يحدث شيء يذكر !!..
أتصل بي ماثيو و طلب مني أن آتي إلى منزله .. الساعة الآن العاشرة صباحاً .. و ها أنا أقف في ردهة منزل ماثيو ..!
و هاهو ماثيو يقبل ألي و يصافحني : صباح الخير .. هل أنت مستعد ؟!..
أجبته بهدوء : صباح الخير .. مستعد لماذا ؟!!..
إبتسم ماثيو بمكر : سأخذك معي إلى ذلك الملجأ .. أريدك أن تقابل الأطفال هناك !!..
إتسعت عيناي من هذا !!..
يالك من أحمق يا ماثيو : هييييه !!.. أنا لا أريد مقابلة أحد .. هذا غير أنك تعلم أني لا أحب الأطفال !!.. بالكاد أحتمل ميرال !!..
لا أطيق تلك المخلوقات الصغيرة المزعجه !!..
الأطفال .. لا يجيدون سوا البكاء و الصراخ !!..
و لا أعلم لما يغرم الكبار بهم خاصةً الفتيات !!..
أظن أنهم أسوء ما قد يوجد في هذا الكون !!..
بل أظن أن الخدم أفضل منهم فهم مفيدون على الأقل !!..
لكن ماثيو هتف حينها بحماس : فكره !!.. لما نذهب وحدنا ؟!.!..
أتسعت عيناي و أنا أقول : لا تقل أنك ستأخذ ميرال معنا !!..
ضحك بخفة وهو يقول : بالتأكيد لا !!.. و بأي صفةٍ آخذ ميرال ؟!!..
سمعت صوتاً يأتي من خلف ماثيو : مرحباً .. أرى أن السيد مارسنلي هنا ..!
إبتعد ماثيو فرأيت تلك المرأة ذات الشعر البني و العينان العسليتان ..!
أخفضت رأسي باحترام لأقول : صباح الخير سيده ديمتري .. كيف حالك ؟!.. أرجوا أن تكوني بخير ..!
نظرت السيدة ديمتري نحوي ببتسامة هادئه : أهلاً بك سيد مارسنلي .. أنا بخير فمذا عنك و مذا عن السيدة مارسنلي ؟!..
إبتسمت بهدوء : كلانا في أحسن حال ..!
السيدة ديتمري .. في السابعة و العشرين .. و هي سيدةُ أسرة ديمتري .. فهي زوجة السيد ديتمري ..!
تقدم ماثيو ناحيتها ببتسامه هادئه : خالتي .. سأخرج مع لينك في نزهة صغيره .. و أريد أسطحاب ستيف معنا !!..
قطبت السيدة ديتمري حاجبيها : إلى أين ؟!..
كان ماثيو مطراً للكذب .. لذا قال بهدوء : الجو صحو اليوم .. كنا نود صعود برج إيفل و أستنشاق هواء باريس النقي .. ثم سنذهب إما لميدان الخيول أو ملعب الغولف .. اليوم إجازة و نريد أن نستمتع .. أتسمحين لي بأخذه ؟!..
إبتسمت حينها وهي تقول : إذا كان هكذا لابأس .. لكن إنتبه عليه جيداً ماثيو .. تعرف أنه أغلى ما أملك ..!
إبتسم ماثيو بخبث : بالتأكيد ..!
..............................................
هاهي سيارة ماثيو تقف أمام محل للحلويات .. بينما دخل صاحبها إليه ..!
أما أنا فبقيت أنتظره و أنا شارد الذهن .. و ماهي لحظات إلا و عاد ماثيو وهو يحمل علبةً أسطوانيه شفافه مليئة بكرات الحلوى الملونه ..!
ركب السياره بهدوء : لم أتأخر صحيح ؟!..
نظرت إليه بطرف عين : ليس كثيراً ..!
أنطلق ماثيو بسيارته وهو يمد العلبة إلى الخلف : أمسك هذه يا ستيف .. و أريدك أن تعطي الأطفال الذين سنلتقيهم منها !!..
إلتفت إلى الخلف لأرى ذلك الطفل الذي أخذ العلبة !!..
آخ من هذا الطفل !!..
رغم أنه صبي إلا أنه .. بكاء .. جبان .. مدلل !!!!!!!!!..
ربما هذا طبيعي لطفل في الخامسة من عمره !!..
كان ذا شعر بني و عينان عسليتان واسعتان !!..
يشبه والدته كثيراً ..!
بعد السير في تلك الشوارع القديمة بصمت توقفت السيارة أمام الملجأ : وصلنا أخيراً ..!
كان هذا ماثيو الذي قالها ببتسامة وهو ينزل من السيارة ..!
نزلت و أنا أنظر إليه ببرود : لم أعلم أنك متلهف للمجيء إلى هنا .. هل أغرمت بتلك الحسناء مديرة الملجأ ..!
لم يجب علي بل فتح الباب الخلفي : هيا ستيف .. لا تخف فلا شيء مرعب هنا !!..
نزل ذلك الطفل وهو يحمل علبة الحلوى في يده .. تمسك في طرف بنطال ماثيو فبدأ الأخير يسير بهدوء ..!
وقفنا نحن الثلاثة أمام البوابة .. نظرت إلى ستيف بطرف عين لأرى أنه قد تشبث في بنطال أخيه وهو يقول بخوف : أريد ماما .. أعدني إلى البيت ماثيو !!..
لكن ماثيو قال بجد : كن رجلاً ستيف .. لا شيء مخيف هنا !!..
سار ماثيو لكن ذلك الطفل لم يترك بنطاله فسرت خلفهما : أخوك هذا .. جباااااااان !!..
ماثيو بضجر : أعلم هذا فلا تذكرني .. خالتي تدللـه كثيراً ..!
سرنا بهدوء و أنا أنظر إلى ستيف من لحظة لاخرى لأرى انه لايزال متشبثاً ببنطال ماثيو و الدموع قد علقت في عينيه .. لا شك أنه سيبكي قريباً كالعاده !!..
دخلنا إلى المبنى فنادى ماثيو بصوت مرتفع : آنسه جوليا .. أأنت هنا ؟!..
لم تمض سوا لحظات حتى ظهرت جوليا التي أتت نحونا وهي تقول ببتسامة مشرقه : أهلاً ماثيو .. كيف حالك اليوم ؟!..
أجابها ببتسامة لطيفه : أنا بخير .. مذا عنك ؟!..
بنفس الإبتسامه : حالي جيده .. أهلاً سيد لينك .. كيف هي أحوالك ؟!..
أجبتها ببرود : بخير !!..
قدم ماثيو أخاه لها : جوليا .. هذا أخي الأصغر ستيف .. ستيف رحب بالأنسه !!..
ستيف بصوت بالكاد يخرج : مـ .. مرحباً !!..
ذهلت جوليا وهي تنظر إليه : يااااااااه .. شقيقك لطيف جداً و ووسيم ماثيو !!..
ماثيو ببتسامة هدوء : أنه أخي الوحيد غير الشقيق !!..
لكن جوليا قالت بمرح : ربما هو لايشبك كثيراً .. لكن من يمعن النظر يعلم بأنكما أخوان ..!
نظر ماثيو إلى أخيه الأصغر : هيا بنا .. سأعرفك إلى بعض الأصدقاء ..!
أشارت لنا جوليا بأن نتبعها فسرنا بصمت حيث كان ستيف متمسكاً ببنطال أخيه و نظرات الخوف الطفولية على ملامحه !!..
إقترب مني ماثيو وهمس لي : لينك .. كن أكثراً لطفاً مع جوليا .. لا تكن متكبراً !!..
لم يعجبني كلامه البته لذا همست له ببرود : إن كنت أنت قد أُعجبت بها فما دخلي أنا ؟!..
بدا الإستياء على ماثيو وقد همس : لم أقصد ما فمهته !!..
إلتفت نحونا جوليا بهدوء : أهناك مشكله ؟!.. مابكما ؟!..
يبدو أنها أنتبهت على تهامسنا .. كنت أنوي إجابتها بأنه لاشأن لها !!..
لكن ماثيو سبقني : لا شيء آنسه جوليا .. لاداعي للقلق !!..
آخ من لباقتك ماثيو ..!
رغم أنه صديقي إلا أني في كثير من الأحيان أتمنى قتله !!!..
توقفنا فجأة أمام باب خشبي قد ذهب لون الدهان عنه !!..
كان مغلقاً ففتحته جوليا لتنبعث أصوات الشغب في المكان !!..
يبدو أنني لست الوحيد الذي دهش بل ماثيو و جوليا كذلك حيث دخلت لتصرخ بجماعة الأطفال اللذين يلعبون : هييييه أنتم !!.. مالذي تفعلونه هنا ؟!..
كانت تحدث إحدى الطائفتين !!..
فتيات و فتيه !!.
حيث كانت إحدى الفتيات الثلاث تبكي و الأخريات على وشك ذلك !!..
أما الصبيه فقد كانوا يصرخون و ينشرون في الأرض الفساد وقد إنضمت إليهم الفتاة الرابعه !!..
فور أن صرخت جوليا توقف الجميع عن الحركة و عن إصدار الأصوات !!..
كنت مندهشاً و كذلك ماثيو حيث تابعت جوليا باستياء : يامعشر الصبيان !!.. مذا تفعلون في غرفة الفتيات ؟!!..
ركض الفتية ناحية الباب و هربوا فلم تعترض جوليا طريقهم .. كانوا أربعه !!..
كنت أنظر إليهم بتقزز .. عموماً أنا أكره الأطفال لكن أظن أن بإمكاني تقبل ستيف أما هاؤلاء فيستحيل !!..
لذا .. نظرت إلى ماثيو بضجر : سأنتظرك في السياره .. أشعر بالتعب !!..
كذبت !!.. لكني كنت مطراً لذلك لأن ماثيو لن يسمح لي بالذهاب !!..
لم يعلق فسرت إلى الباب بعد أن ودعت جوليا ببرود ..!
..............................................
لم يكن لي مزاج للإستماع لتعليقات ماثيو على تصرفي بتركي المكان بهذه السرعه ..!
لذا قررت أن أستقل سيارة أجره إلى المنزل .. رغم أني أستطيع أن أتصل بسائق من اللذين يعملون عندي لكني خشيت من أن يشك بأني أفعل شيئاً في هذه المنطقة القديمة التي لا تصل إلى مستواي ..!
مررت في البداية بمكتب جوليا و وضعت فوق الطاولة مبلغ من المال ..!
لا تسألوني لما فأنا أيضاً لا أعرف ؟!..
أما الآن .. فها أنا أسير في تلك الشوارع القديمه حتى أصل إلى الشارع العام ..!
كان الجميع يراقبني .. و ينظر إلي بنظرات غريبه .. ربما بسبب ملابسي الأنيقه و شكلي الذي يبدو أرقى من هذا المكان !!..
عموماً .. رغم أني مررت بعدة شبان من عصابات الشوارع إلا أن أحدهم لم يتعرض لي وهذا جيد ..!
وصلت إلى الشارع .. لم أقف سوا بضع دقائق حتى وقفت سيارة الأجره ..!
.................................
رفعت رأسي بعد أن ألقيت التحية على والدتي و قبلت رأسها ..!
كانت جالسة على مقعدها الجلدي الفاخر خلف المكتب الكبير ..!
تقضي والدتي معظم وقتها هنا تتابع أعمال الشركه ..!
بقينا نتحدث في أمور عادية و متنوعه .. حين أقترحت علي والدتي إقتراحاً لم يفاجأني كثيراً : خادم خاص ؟!..
هذا كان سؤالي لها بعد الإقتراح : نعم .. سيكون هذا أفضل لك .. سوف يساعدك في الكثير من الأشياء كما أنك ستتعلم كيف عليك أن تعامل الخدم .. كل أصدقائك لهم خدم خاصون .. لكني لم أرد أن أقترح عليك سابقاً لأنك تكره الخدم ..!
كانت تقول ذلك ببتسامه .. هززت كتفي لأقول ببساطه : لم أكن لأرفض .. لا بأس بهذا .. موافق !!..
بدت السعادة على والدتي : أحقاً ؟!.. هذا ممتاز ..! حسناً .. أتعرف خادماً بإمكانك الثقة به يعمل عندنا .. أم تريدني أن أقتني لك الأفضل ؟!..
فكرت لوهله .. أنا لم أتعامل مع الخدم سابقاً في غير أمور العمل .. لذا لا أظن أني أستطيع أن أختار ..!
لكن .. لجزء صغير من الثانيه .. سيطر شيطاني على عقلي ليظهر الجانب الشيطاني من شخصيتي !!..
ذلك الجانب الذي لا أستطيع السيطرة عليه ..!
و الذي يجعلني شخصاً متخلفاً تماماً .. فحينها أشعر بأني أمتلك العالم لذا أفعل أي شيء لغاية سيئةٍ في نفسي .. و ببتسامة خبث تنم عن مكر : نعم .. أعرف أحدهم !!..
..........................................
ستووووووووووووووووووووووو وووووووووووب !!..

إلى هنا و ينتهي هذا الجزء ..! ^_^

وش رايكم بالتغير الغريب في شخصية لينك ؟!!..

ميشيل .. هل سيكون هذا أول و آخر ظهور لها ؟!!..

و إيش قصة الإبتسامة الشيطانيه اللي ختم بها لينك البارت ؟!!..

كل الإجابات موجوده في الأحداث الجايه ..!

جاناااااااااااا ..!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-13, 08:03 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

part 4

ها أنا الآن في المدرسة بعد نهاية الإجازة الأسبوعيه ..!
بينما كنت أسير في قاعة الخزائن إنتبهت لشخص يقف قرب خزانتي ..!
لذا إختبأت خلف خزانة أخرى حتى خرج الشخص من الصالة .. كانت فتاة ..!
إنها فلورا !!..
إتجهت ناحية خزانتي .. فتحتها لأجد فيها هدية صغيرة مع ظرف يحوي رسالة ..!
فتحت الرسالة لأجد [[ كل عام و أنت بخير .. أردت أن أعبر لك اليوم عن حبي و تقديري لك .. لذا إقبل هديتي المتواضعه .. روزليندا دايفيرو ..! ]]
إبتسمت إبتسامة جانبيه .. إذاً فلورا ليست هي من أرسل الهديه ..!
هل تذكرتم الفتاتين ؟!.. لقد كانتا معي في ذلك اليوم حينما ضربت ذلك الخادم المتشرد في وقت الإستراحه ..!
حسناً .. لا أذكر أن اليوم هو يوم ميلادي ..!
إذاً لما قالت كل عام و أنت بخير ؟!..
لم أهتم بل أعدت الرسالة إلى مكانها و قد قررت أن أرى الهدية فيما بعد ..!
أخذت ملفاً من خزانتي ثم غادرت ..!
و بينما أنا أسير إلتقيت بدايمن فتابعنا سيرنا معاً : و ماهي ؟!..
هذا ما سألته بعد أن فتح موضعه المهم كما وصفه : إنه سوار غالي الثمن .. إختارته ليندا .. وهو ذو لون أحمر ..!
رفعت أحد حاجبي : لما الهدايا اليوم ؟!..
بدا التعجب على دايمن : هل جننت لينك ؟!!.. لا تقل لي بأنك لا تعلم بأن اليوم هو يوم الفلانتاين !!..
الفلانتاين .. أين سمعت بهذه الكلمه ؟!..
آها .. تذكرت .. إنه ذلك اليوم المسمى بعيد الحب السخيف التافه اللذي لا معنى له !!..
لهذا أرى أن أغلبيت الشباب و الفتيات يرتدون اللون الأحمر ..!
رغم أن ثياب المدرسة سوداء إلا أن الفتيات وضعن زينة شعر حمراء .. أما الشبان فأرتدون ربطات عنق بذلك اللون ومنهم كان دايمن !!..
هه .. ذلك ممل و تافه حقاً : و لمن ستهدي السوار ؟!..
بدت نظرات الشك على وجه دايمن : يبدوا أن ذاكرتك قد أصيبت بخلل ما اليوم لينك .. برأيك لمن سأهديه ؟!..
هززت كتفي بلا مبلاة أي لا ادري .. ليقول بضجر : بالتأكيد إلى فلورا .. إنها ألطف و أرق و أجمل فتاة في المدرسة !!..
تنهدت بملل : حقاً أنت شاب متفرغ !!..
أوشح بوجهه عني باستياء : لن أرد عليك !!..
.................................................. ...
إنتهت الحصة الأولى .. و أخيراً فقد كان الدرس مملاً !!..
أخرجت ذلك الملف الذي أخذته من خزانتي قبل بداية الدرس ..!
إلفتت لأرى ماثيو و دايمن يتحدثان و لم ينتبهى لي ..!
ذلك أفضل فأنا لا أريدهما أن يتدخلا فيما سأفعله الآن ..!
خرجت من الصف و أتجهت إلى الكفتريا رغم أن وقت الإستراحة لم يبدأ ..!
حين دخلت إلى هناك رأيت العاملين وقد بدأو بتجهيز الطاولات و ترتيبها و إعادة مسح الأرضية و أيضاً تجهيز بعض الأطعمه فالإستراحة بعد الحصة الثالثه ..!
سرت بهدوء بينهم و كنت حين أمر عند أحدهم يلقي علي التحية بإحترام كبير ..!
بحثت عنه للحظات حتى وجدته .. كان يقوم بمسح إحدى الطاولات بمنشفة معه !!..
أظنكم عرفتموه .. إنه الخادم المتشرد كما أسميه ..!
وقفت للحظات بالقرب منه و أنا أنظر إليه يعمل بجد رغم التعب و الإرهاق الواضحين على وجهه !!..
هاهو شيطاني يسيطر علي : هيه أنت ..!
إلتفت نحوي فور سماعه للصوت .. ألقيت عليه بنظرة إحتقار و أنا أقول : ألن تلقي التحيه ؟!..
إبتسم بثقه وهو يقول : أُسعدت صباحاً .. سيد لينك !!!..
إتسعت عيناي من وقاحة هذا الفتى : حقاً متشرد وقح و تافه !!..
لم يكن أحد الخدم و لا حتى الأساتذة و المدير يجرأ على مناداتي بأسمي الشخصي .. فقد كانوا يقولون سيد مارسنلي وذلك من الإحترام !!..
لكنه ببرود قال : مذا ؟!.. إنه أسمك على كل حال !!!..
لأول مرة تصرف شيطاني بحكمه .. سأنتقم منه بطريقة أخرى أكثر تأثيراً !!..
قلت أنه تصرف بحكمة و ليس بطيبه !!..
مددت يدي له بالملف و أنا أقول بخبث : أنتظرك .. لا تتأخر ..!
بدا الإستغراب عليه لكنه أخذ الملف بهدوء ..!
إتسعت إبتسامتي الخبيثه : و داعاً .. أو بالإحرى .. أراك قريباً !!..
لم أستطع أن أكتم ضحكتي الشريرة حينها و أنا استدير مغادراً المكان !!..
بينما شعرت بأن ذلك المشرد فهم بأن هناك سوءً ينتظره !!..
........................................
إبتسامتي لم تفارق شفتي منذ تلك اللحظة التي سلمت فيها الملف للخادم ..!
لاحظ ماثيو و دايمن سعادتي لكنهما لم يسألا ..!
و هانحن الثلاثة نسير باتجاه قاعة الخزائن فقد إنتهى الدوام المدرسي ..!
كنا نتحدث عن الحدث العالمي اليوم : أخبرني ماثيو ؟!.. ألم تجد فتاة تستحق تلقي هدية منك اليوم ؟!..
هذا كان سؤال دايمن فأجبت عوضاً عن ماثيو بضجر : بلا هناك .. إنها حسناء الملجأ !!..
بدا الإستغراب على دايمن بينما علق ماثيو : هيه .. أنا لا أنظر لها بهذه الطريقه !!..
كانت ملامح ماثيو تدل على أنه يكذب فيما قاله .. من سوء الحظ إنتبه له دايمن ليقول بمكر : أوووه .. ألن تعرفني إلى صديقتك ماثيو ؟!..
تدخلت للمرة الثانيه بلا إهتمام : يفضل لك أن لا تلتقيها .. المكان لن يروق لك !!..
لم يهتم ماثيو لكلامي بل إبتسم : إن أردت فيمكنني إصطحابك اليوم .. و لا أظن أن ستيف سيتركني أذهب وحدي فقد أحب الأطفال هناك ..!
يبدو أن سيتف تعرف إلى أصدقاء في عمره و أخيراً ..!
لا يبدو أن ذلك جيد فأنا أظن أن أولائك الأطفال همجيون بنسبة كافية لتدمير براءة ستيف ..!
وصلت الآن إلى خزانتي .. و لم أكد أفتحها حتى تساقطت العلب منها و الرسائل أيضاً بسبب كثرتها !!!!..
مالقصه ؟!..
تباً لعيد الحب هذا !!!..
ضحك كلٌ من ماثيو و دايمن بشده علي !!..
نظرت إليهما و أنا أتصنع الغرور : أوووه .. يبدو أني الفتى المحبوب رقم واحد في المدرسة كلها !!..
توقفا عن الضحك و فتح كلن منهما خزانته .. عثرا على الكثير من الهدايا و الرسائل لكن يبدو أني أكثر من حصل عليها !!!..
تنهدت بضجر و أخذت الرسائل و وضعتها في أحد الملفات الدراسية التي كنت أحملها ..!
بينما أخذت كيساً كبيراً من خزانتي و وضعت الهدايا فيه ..!
نظرت إلى صاحبي .. رأيت ماثيو يقف وهو يتفحص الرسائل : لم أتوقع أن يكون لي معجبات بهذا القدر !!..
ماثيو و سيم بحق .. هذا غير شخصيته المميزه ..رغم ذلك فهو متواضع ..!
حين إلتفت لدايمن و جدته يبحث بين الرسائل حتى بدت السعادة عليه : أوووه .. و أخيراً و جدتها !!..
إرتفع أحد حاجبي باستنكار : ماهي ؟!..
إلتفت نحوي ببتسامة واسعه : رسالة من فلورا .. و هدية كذلك !!..
إبتسم له و أنا أقول : لنرى مذا أهدتك ؟!..
أخذ العلبة الصغيرة و فتحها .. كانت تحتوي على ميدالية مفاتيح باللون الأحمر كتب عليها حرفا D و F ..!
يبدو أنها قد نالت إعجاب صديقي بشكل كبير !!..
دايمن معجب بفلورا منذ كنا في المرحلة الإعداديه .. و الحقيقة انه أعترف لها بهذا عدة مرات .. و من حسن حظه أنها تبادله ذات المشاعر ..!
إلتفت ماثيو نحوي : لينك .. هل أهديت أحدهم اليوم ؟!..
أومأت سلباً : لقد نسيت الأمر تماماً !!..
تنهد ماثيو بضجر و لم يستغرب ..!
فهو يعلم بأني من النوع المخادع ..!
أخدع الفتيات .. صفة سيئة جديدة تكتشفونها في ..!
لكن الحق أني لا أتعمد ذلك .. أنا فقط أعاملهن بلطف و أبتسم لهن و أقبل الخروج في المواعيد لكني لا احمل المشاعر تجاههن !!..
بينما تظن كل واحدة منهن بأني فارسها المنتظر !!!..
أيقضني صاحباي من شرودي فسرت معهما مغادرين القاعه ..!
................................................ كنت في حديقة المنزل أجلس على مقعد تحت قبة معمارية رائعة تتدلى منها أوراق الأشجار .. تحتها طاولة مسديرة حولها عدة مقاعد مريحه ..!
تفضل والدتي شرب الشاي في هذا المكان .. لكن يبدو أنها مشغولة في مكتبها الآن ..!
كنت أنظر إلى تلك الرسائل التي وصلتني اليوم ..!
كلها إعترافات بالحب و كلام فارغ !!..
أما الهدايا فقد تنوعت ما بين الساعات و الأقلام الفاخرة و ميلاديات المفاتيح و زجاجات العطر !!..
أما الهدية العجيبة كانت خاتماً .. لم يكن خاتماً رجالياً بل كان كخواتم المخطوبين !!..
من ترسل لي هدية كهذه تثق بنفسها ثقة عمياء !!..
روزاليندا
كانت صاحبة الهديه !!..
يبدو أن لديها أفكار جهنمية للإيقاع بي !!.. لكني لست صيداً سهلاً كما تضنني !!..
هه .. حسناً .. أنا لا أعلم أين سأذهب بكل هذا ؟.. لذا طلبت من إحدى الخادمات بأن تضعها في خزانة الهدايا التي في غرفتي و التي أضع فيها الهدايات التي تصلني من المعجبات و غيرهن ..!
أغمضت عيني بهدوء .. كان المكان هادئاً .. شعرت براحة لدقاق معدوده ..!
حتى سمعت صوتاً : تبدو بحالة ممتازة اليوم لينك ..!
فتحت عيني لأرى والدتي تجلس على الكرسي المقابل لي .. لم أشعر بها حين جاءت إلى هنا : نعم .. الهواء عليل ..!
إبتسمت وهي تقول : لقد وصل الخادم الخاص قبل قليل و قد تحدثت إليه .. لكن ألا ترى أنه يبدو صغير السن ؟!..
إذاً جاء إلى هنا .. رائع : لا أظن .. إنه مناسب تماماً ..!
لم تعترض والدتي على هذا .. ربما خشيت أن ألغي الأمر كله : إذا كنت تريد هذا فلا بأس .. إنه موافق على منصبه الجديد .. وهو في مكتب جيسكا لكي تعرفه على طبيعة عمله و عن الأشياء التي تفضلها و التي تكرهها حتى يكون حذراً في تصرفاته معك ..!
لم أتوقع أن يوافق بسهوله .. يبدو أن في نيته أمراً ما : جيد ..!
تعليقي المختصر أقلق أمي نوعاً ما .. هي تعرفني جيداً لذا أظن أنها أكتشفت أني لا أنوي الخير بذلك الخادم !!..
لكنها أيضاً لم تعلق ..!
في تلك اللحظه .. لمحت من بعيد تلك العجوز تقترب منا بوقار و عليها ملامح الجد و خلفها يسير ذلك الخادم ..!
الخادم المتشرد ..!
إبستمت بمكر حين رايته .. بينما أقترب هو خلف جيسكا نحونا ..!
ألقيا التحية لتردها أمي ببتسامه .. أما أنا فبخبث !!..
وقفت والدتي وهي تقول بنوع من القلق أخفته خلف إبتسامتها : هيا بنا جيسكا .. أظن أنه من الأفضل أن يتفاهما معاً ..!
أومأت لها جيسكا ثم إلتفت نحوي : عن إذنك سيد مارسنلي !!..
أومأت لها فأنصرفت خلف والدتي ..!
رغم أنها تعامل أمي معاملة عادية لدرجة أنها تناديها بأسمها الأول بلا ألقاب .. إلا أنها تعاملني باحترام فهي تعتبرني بمكانة والدي ..!
فور إبتعادهما نظرت إلى ذلك الخادم و أبتسمت ببرود ليبادلني الإبتسامة نفسها : حسناً .. عرّف بنفسك ..!
ببرود مع تلك الإبتسامة الواثقه : ريكايل .. في السابعة عشر ..!
ريكايل .. هذا هو أسمه إذاً .. إنه في مثل عمري ..!
ذلك مشوق : لم أظن أنك ستوافق على العمل عندي .. ألم تكن جملتك في لقائنا الأول " أفضل الموت على خدمتك " ؟!..
بهدوء أجابني : حين تكون المسؤول عن إطعام أسره .. لن تهتم لحياة الذل التي ستعيشها !!..
يبدو أنه بحاجة ماسة للمال كي يصرف على عائلته .. لهذا وافق على العمل خادماً لي فراتبه سيزداد ضعفاً حينها ..!
لكني أظن أن مأساته ستزداد ثلاثة أضعاف !!..
أو هذا ما يظنه شيطاني !!!..
.................................................. ....
ببتسامه غرور و خبث : إسمع يا .. ريكايل !!.. يجب أن توقضني غداً تمام الخامسة صباحاً .. لأني أريد الذهاب للمدرسة مبكراً ..!
نظر إلي ببرود : حسناً .. لكن لا تظن أني سأبقى الليلة هنا حتى أوقضك .. سأعود إلى منزلي و أعود في الصباح ..!
لم أهتم لذلك : إن تأخرت عن موعدي لدقيقة واحده فأسخصم من راتبك ..!
أعلم أنها نقطة ضعفه .. أومأ لي بهدوء ثم سأل : أتريد شيئاً آخر ؟!..
أجبته بالنفي فغادر الغرفه ..!
كنت في جناحي في الغرفة الخارجيه .. أجلس أمام شاشة التلفاز الكبيره بملل ..!
بعد خمسة أيام سيكون مهرجان المدرسة .. أو بالأحرى تلك الحفلة الراقصه ..!
علي أن أختار إحدى الفتيات كي ترافقني ..!
سأفكر في هذا الأمر فيما بعد .. أما الآن فأنا أشعر بالنعاس ..!
لذا وقفت و دخلت إلى غرفة النوم و بدلت ملابسي ثم أستلقيت فوق سريري الواسع المريح لأنعم بليلة هادئه رغم أني واثق بأني لن أرتاح جيداً بسبب بعض الكوابيس !!..
لا تشغلوا بالكم ..!
.................................................. ..
شعرت بشخص يهزني بلطف ..!
وهو يهمس لي بهدوء : هيا .. حان وقت المدرسة ..!
فتحت عيني ببطأ لأتفاجأ بذلك الفتى الذي يوقضني و الذي أستقام واقفاً حين فتحت عيني ..!
إنه خادمي الجديد .. لكن ما فاجأني هو طريقته اللطيفة في إيقاضي !!..
تجاهلت الأمر و جلست على حافة السرير بهدوء .. رفعت رأسي نحو الساعة الجداريه .. الخامسة تماماً .. إنه دقيق في مواعيده !!..
عدت بنظري إليه حيث كان يفتح جزءً صغيراً من الستارة الكبيره لأقول بتأمر : أخرج زيي المدرسي من الخزانة ثم غادر الغرفه ..!
أومأ بهدوء و توجه ناحية خزانتي بينما إتجت إلى دورة المياه لأخذ حماماً بارداً منعشاً يعيد إلي نشاطي ..!
فور خروجي لم أجده في الغرفه .. أرتديت ثيابي و رتبت شعري و جهزت نفسي ..!
خرجت من الغرفة الداخلية لأراه يقف قرب الطاولة التي بين الأريكة و التلفاز و التي وضعت عليها أنواع من الأطعمة التي تقدم على الفطور ..!
بهدوء : أسعدت صباحاً سيد لينك !!..
حتى الآن .. لم ينادني بسيد مارسنلي وهذا مالم أعتده لكني لا أعلم لما لم أنهاه عن هذا بعد ؟!!..
باستحقار قلت : يبدو أنك لا تعلم بأني أتناول الفطور مع والدتي في الصباح !!..
إبتسم بمكر : بلا أعلم .. و أعلم أيضاً أنك تتناوله في غرفتك إذا كانت السيدة مارسنلي غير موجوده .. لقد غادرت في الصباح الباكر جداً إلى الشركة فاليوم ستقوم بجولة على الفنادق حتى وقت الظهيره ..!
زفرت بحنق حينها .. هو يعلم كل شيء حتى جدول أعمال أمي !!..
أتجهت إلى الطاولة و جلست على الاريكه أمام الفطور ..!
أخذ يخبرني بمحتوى الأطباق و مكونات الطعام ..!
جيسكا تفعل ذلك على الفطور أيضاً !!..
بعد أن إنتهى بدأت بتناول فطوري بصمت ..!
و بعد عشر دقائق إنتهيت و أتجهت ناحية الحمام كي أغسل يدي !!..
حين خرجت وجدته يقف وهو يحمل حقيبتي و يقول : هل تريد مني أن أرافقك إلى المدرسة أم مذا ؟!..
بضجر قلت و أنا أغادر الغرفة وهو يسير خلفي : لا .. إذا أمرتك بذلك ستفعل !!..
لم يعلق و رافقني طيلة الطريق حتى ركبت سيارة السائق ثم وضع حقيبتي بجواري : لن تأتي السيدة مارسنلي لتناول طعام الغداء فهي ستكون في الشركة إلى ذلك الوقت .. موعد الغداء سيكون في الواحدة ظهراً فمذا تريد أن تتناول ..!
ببرود : المعكرونه الإيطاليه ..!
حنى رأسه باحترام : حاضر سيدي !!..
أغلقت النافذة فأنطلق السائق ناحية المدرسة ..!
لاحظت أنه عاملني باحترام قبل قليل لكني لم أشعر بالراحة لهذا الأمر !!..
مالذي يفكر فيه هذا الفتى ؟!..
.................................................. . مرت ثلاثة أيام سريعة بالنسبة لي و بطيئة بالنسبة لريكايل !!..
لقد كنت ألقي الأوامر عليه تباعاً مندون توقف .. لم يعلم أصدقائي حتى الآن بأنه صار الخادم الخاص لي ..!
المشاحنات الكلامية بيننا لا تنتهي ..!
فحين نكون وحدنا يبدأ بالتسلط ..!
وحين يكون أحدهم معنا يكون محترماً جداً إلا أنه حتى الآن لم ينادني بالسيد مارسني ..!
بل سيد لينك ..!
و أمام اللأخرين سيدي !!..
ذلك كان يغيضني لكني و لا أعلم لما لم أنهره حتى الآن ..!
من حسن حظه أن شيطاني غفل عني في الثلاثة أيام الماضيه .. و إلا لصار في خبر كان !!..
حفلة روز بعد يومين .. لم أفكر حتى الآن بالفتاة التي سأرافقها ..!
سألت صاحبي عن مرافقتيهما في الحفل ..!
بالتأكيد دايمن تحدث إلى فلورا ..!
أما ماثيو فقد أخبرني أنه إتفق مع آندي ..!
ياللأسف فقد فكرت في آندي رغم لسانها الطويل !!..
لكنها كانت قد ترفض فهي تعاملني كأخ لها ..!
أنا الآن في سيارتي في طريق العودة للمنزل .. كنت قبل قليل في ملعب البيسبول أحضر مبارةًً مع صديقاي ..!
دايمن من أكثر المحبين لهذه الرياضه لذا قام بدعوتنا أنا و ماثيو إلى المباراة ..!
في الحقيقة كان ينوي أن يأتي مع فلورا لكنها أخبرته بأنها منشغلة جداً فلم تستطع مرافقته !!!!..
إلتفت إلى يميني لأنتبه أني أسير قرب مبناً مهجور في ذات الحي الذي فيه منزل خادمة أمي العجوز جيسكا ..!
إقشعر جسدي حين رأيته .. منذ عشر سنوات وهو كما هو لم يتغير ..!
فكرت في إلقاء نظره .. حين كنت طفلاً دخلته عدة مرات لكني الآن أتمنى أن أنسى تلك الأيام !!..
أوقفت السيارة و نزلت بهدوء .. دخلت إلى المبنى فلم يكن هناك باب ..!
كان الدرج قريباً مني فأتجهت إليه و صعدت حتى وصلت للدور الخامس و الأخير ..!
لقد كان الصعود صعباً فهناك اجزاء محطمة منه ..!
كنت أنظر حولي و أنا أصعد فعلمت أنه لايزال كما هو .. ملجأ للقطط الشارده !!..
لقد كانت بعض الصور المفزعة تمر أمام عيني في تلك اللحطة لكني حاولت تجاهلها و التخلص من خوفي ..!
ها أنا الآن في السطح .. الظلام يخيم على المكان .. الساعة الآن التاسعة مساءً ..!
سرت بهدوء في ذلك السطح حتى توقفت فجأة و أنا مدهوش مما أراه أمامي ..!
شخص يعيرني ظهره وينظر إلى الأمام .. أو بالأخص إلى السماء .. حيث كان القمر بدراً ..!
كان يقف على الحافة فلم يكن هناك سور للسطح ..!
فتاة .. بلا هي كذلك ..!
خصلات شعرها البنية تتراقص بخفت مع نسيم الهواء البارد ..!
يداها كانت متماسكتين خلف ظهرها بهدوء ..!
تردتي قميص أحمر ذو أكمام
طويله و تنورة سكريه ..!
أليس !!..
إنها هي .. بلا هي نفسها : مـ .. ميشيل !!..
سمعت شهقة فزع من تلك الفتاة التي إستدارت بخوف حين سماع الصوت ..!
مع إستدارتها تفاجأت بها تكاد تسقط إلى الخلف وقد صرخت بأعلى صوتها عندها !!..
أسرعت ناحيتها و أمسكت يدها لأجرها بقوة ناحيتي فتسطدم بي و نسقط سويةً على الأرض !!..
كان ذلك مؤلماً بحق !!..
لكن لو أنها سقطت من هذا الدور المرتفع إلى الأرض لكان الأمر أكبر من كونه مؤلماً !!..
رفعت رأسي لأرى أنها جلست وهي تمسك برأسها و تطلق آهات منزعجه ..!
إنتبهت إلي فأبتعد عني بخجل وهي تقول : شـ .. شكراً لك .. أأنت بخير ؟!..
لا أعلم لما لكني ضحكت بخفة عليها و جلست : نعم .. لا تقلقي !!..
إحمر وجهها فجأة و هي تقول : أنت .. ليس ثانيةً !!..
لم أفهم قصدها إلا بعد لحظات من التفكير ..!
كانت تقصد أني نفس الشخص الذي تشبثت به من قبل .. وهاهي الآن تسقط فوقه !!..
أظن أن بعض الفتيات يحرجن من هذا .. لكني إبتسمت لها: كيف حالك ؟!..
رفعت وجهها الأحمر نحوي : بـ .. بخير .. و أنت كيف حالك لينك ؟!..
إتسعت إبتسامتي الهادئه و أنا أفكر أنها لم تنسى أسمي كما لم أنسى أسمها : أنا أيضاً بخير !!..
سألتني بخجل و الحيرة بادية على وجهها : مالذي تفعله هنا ؟!..
بدا الإستغراب علي : أنتي مالذي تفعلينه هنا ؟!..
إبتسمت بلطف : ليس من الغريب أن تكون فتاة مثلي في هذا المكان .. أما أنت فالواضح أنك من الطبقة الراقيه التي لم تعتد على زيارة الأماكن المهجوره ..!
وقفت و أنا أبتسم لها بمرح : أردت إلقاء نظرة على المكان .. لم تجيبي على سؤالي ؟!..
وقفت هي الأخرى لتقول بمرح وهي تنظر إلى السماء : إكتشفت هذا المبنى منذ فترة قريبه .. إنه من خمس طوابق و أستطيع دخوله بالمجان و مشاهدة القمر بشكل جيد ..!
وقفت بجوارها و بقينا ننظر للقمر ..!
فهمت الآن .. بقعة النور وسط الظلام ..!
تلك رسالتها لي ..!
كانت تقصد البدر المنير في السماء المظلمه ..!
النجوم كانت تحيط به من كل الجهات بشكل متناغم ..!
إنها لوحة فنية أخاذه .. القمر سحر للقلوب ..!
للمرة الثانية في حياتي أشعر بمدى جمال البدر المكتمل ..!
و المصادفه .. كلا المرتين كانت من هذا السطح !!..
قطع تفكيري صوتها الشبه هامس : تبدو مختلفاً ..!
إلتفت نحوها لأرى أنها طأطأت رأسها و على وجهها إبتسامة خجل وقد توردت وجنتاها : مالذي تقصدينه ؟!..
نظرت إلي ببتسامة مرحه مع وجنتيها المتوردتين وهي تقول : حين ألتقينا في المرة السابقه بدا أنك كنت غاضباً و مطرباً .. لذا كنت دائم السكوت و كأنك غير منتبه لوجودي .. أما الآن فإبتسامتك لم تفارق شفتيك ..!
إنها محقه .. في ذلك اليوم كنت قد تشاجرت مع أمي قبل أن ألتقيها .. أما الآن فأنا بطبيعتي : أظن أن مزاجي كان سيئاً جداً ذلك اليوم .. أتسمحين لي بالتحدث إليك ؟!..
بدا عليها الإستغراب لكنها لم ترفض .. نزلنا سوية فأظن أن الحديث في السيارة سيكون أفضل ..!
...........................................
أومأت سلباً وهي تقول بخجل : آسفه .. لكني لا أستطيع ..!
بدا الإستغراب علي وقد إلتفت ناحيتها متجاهلاً طريقي : لما ؟!..
كانت تبدو متوترة وهي تطأطأ رأسها بخجل و حزن : ألم تقل أن الحفلة ستكون في مدرسة مارسنلي الثانويه .. إن ذلك المكان للأشخاص الأغنياء فقط .. كيف لفتاة مثلي زيارته !!..
تنهدت بضجر و أنا أنظر إلى الطريق أمامي : ظننت أن الأمر أكبر من هذا .. لا تقلقي فأنتي سترافقيني في الحفل فقط .. الأمر سهل !!..
صمتت لفترة و صمت أنا ..!
مضت دقيقتان على هذا الصمت و الواضح أنها تفكر : مذا قلتي الآن ؟!..
بسرعة و بخجل دون أن تنظر إلي : لا أملك ثوباً !!..
إبتسمت بهدوء : سهله .. يمكنني شراء واحد لك ..!
هزت رأسها بتوتر : لا .. آسفه لا يمكنني أن أقبله ..!
ضغطت على المقود محاولاً ضبط أعصابي : لا بأس .. إرتديه و أعيديه لي بعد الحفله ..!
أبعدت وجهها عن جهتي كي لا ارى ملامحها و أخذت تحدق بالنافذه : لا يمكن .. ستدفع فيه مبلغاً كبيراً بالتأكيد .. فساتين السهرة باهضة الثمن .. ثم لن تستطيع إعادته للبائع بعدها !!..
إنها فتاة عنيده بحق .. كيف سأتصرف الآن ؟!..
أخذت أفكر للحظات ثم قلت : حسناً .. ما رأيك أن أساعدك على إستعارة ثوبٍ من إحدى الفتيات ؟!.. ستعيدينه لها بعد الحفل !!..
إلتفت إلي بصدمه : يستحيل هذا !!..
نظرت إليها بطرف عين : إذاً سأشتري لك ثوباً ..!
تنهدت بتعب ثم قالت : هل تعرف فتاة في مثل عمري و بأمكاني أن أستعير منها ثوباً للحفل ..!
أومأت لها إيجاباً : نعم .. تلك الفتاة لن ترفض طلبي .. إنها لطيفة حقاً و ستساعدك ..!
زفرت بهدوء : حسناً .. موافقه ..!
إبتسمت بنصر حينها : إذاً .. أعطني رقم هاتفك حتى أتصل بك غداً و نذهب للفتاة ..!
نظرت إلي بهدوء : لا داعي لهذا .. سأنتظرك عند ذلك المطعم الذي تناولنا فيه العشاء في لقائنا الأول ..!
لم أرفض خشية أن تغير رأيها : لا بأس بهذا .. حسناً إلى أين أوصلك الآن ؟!..
أجابت فوراً : أنزلني هنا .. علي القيام ببعض الأعمال قبل أن أذهب للمنزل ..!
و أيضاً لم أرفض لذا أوقفت السيارة على جانب الطريق حيث كانت هناك بعض محال الفطائر فنزلت بهدوء : تمام الخامسة عصراً .. لاتتأخري يا ميشيل !!..
أومأت بهدوء فودعتها و أنطلقت بسيارتي ناحية المنزل ..!
.................................................. .........

وصلنا للنهااااااااااااااااااااا يه ..!

كيف البارت معكم ؟!!..

إن شاء الله ما تعبتوا و أنتم تقرون ؟!!..

لينك لا ينوي على خير كالعاده .. مذا ستكون النتيجه ؟!!..

ريكايل الخادم الجديد .. أي نوع من الفتيان هو ؟!!..

ميشيل ظهرت من جديد .. ما دورها في الأحداث القادمه ؟!!..

و أخيراً .. وش رايكم في طول البارت ؟!!..

و ما هو أفضل مقطع فيه ؟!!..

رأيكم العام في .. ريكايل
؟!!..

تحياتي لكم ..!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-13, 12:06 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

part 5

فور خروجي من المدرسة في اليوم التالي بدلت ملابسي ثم أخبرت ريكايل أني سأخرج و قد أتأخر في العوده ..!
إتجهت ناحية مربض السيارات و ركبت السيارة السوداء ..!
خرجت من المنزل و أتجهت ناحية أكبر مركز تجاري في باريس ..!
و في أرقى محال الملابس .. كنت أبحث عن فستان مناسب لميشيل ..!
و بعد بحث قصير وجدته و دفعت ثمنه ..!
كان باهض الثمن لكني لا أبالي ..!
أظن أنه مناسب لها .. كان ذو لون أسود .. يصل إلى نصف الساق .. له كم لايتجاوز الكتف و معه شال أسود أيضاً شبه شفاف ..!
على الخصر كانت هناك شريطة حمراء تلتف و تتدلى من الخصر حتى الركبه ..!
كما كانت هناك جورية حمراء على الشريطة حيث تتدلى من تحتها الشريطتان زادت من جمال الفستان ..!
إشتريت الحذاء و الحقيبة و الحلي ..!
كل شيء جاهز .. حملت الأكياس و خرجت من المركز ..!
ركبت سيارتي و أنطلقت لأغادر المكان .. أخرجت هاتفي و أتصلت بأحدهم .. و بعد لحظات : مرحباً ..!
أجابني صوت ضجر : أهلاً ..!
بدا الإستغراب علي : مابك ؟!..
بنفس النبره : أين أنت منذ أسبوعين ؟!.. لم نرك أو حتى نسمع صوتك ؟!..
ضحكت بخفة و أنا أقول : هل إشتقت إلي ؟!..
ببرود : لا تحلم بهذا !!!..
علي الآن أن أبدأ بمهمتي : حسناً لا بأس .. كيف حالك ؟!..
بهدوء : بخير .. مذا عنك ؟!..
إبتسمت : بخير أيضاً .. أحتاج إلى مساعدتك .. أأنتي في البيت ؟!..
لم تستغرب طلبي : نعم .. و ما نوع المساعده ؟!..
نظرت إلى الأكياس التي على المقعد المجاور : لا أستطيع في الهاتف .. إن لم تكوني مشغوله فأنا قريب من منزلكم ..!
بمرح قالت : لا لست مشغوله .. حسناً سأبدل ملابسي و أنتظرك ..!
.........................................
ها أنا الآن أقف في ردهة ذلك القصر الفخم ..!
يقف أمامي رئيس الخدم الذي قال باحترام كبير : أهلاً بك سيد مارسنلي .. أرجوا أن تكون بصحة جيده ..!
ببرود قلت : أين آندي ؟!..
لم يستغرب تصرفي معه بل قال بهدوء : إنها في غرفتها .. أخبرتني بأنك ستصل و طلبت مني إستقبالك ..!
لم أجب بل إتجهت بهدوء ناحية المصعد القريب مني .. ركبت المصعد بهدوء و ضغطت على زر الدور الثالث .. أظن أنكم لا حظتم تصرفي بحرية هنا .. ستعرفون السبب قريباً !!..
فور أن فُتح المصعد رأيت أمامي تلك الفتاة الشابه التي تغيرت ملامحها حال رؤيتي فبدت السعادة عليها : لينك هنا !!.. متى جإت ؟!..
خرجت من المصعد و إبتسمت : لم أعلم أنك هنا .. متى عدتي من كندا ؟؟!!..
بدا عليها الإستياء المصطنع : لي أسبوع في باريس !!.. لما لم تزرنا منذ فترة طويله ؟!!.. أمي مشتاقة إليك بشكل كبير !!..
بدا علي الحرج وقلت بهدوء : آآآهـ .. آسف حقاً إنشغلت كثيراً ..!
ببرود و نظرة حاده : ليس عذراً !!!..
ظهرت على ملامحي إبتسامة مرحه و أنا أحاول أن أغير الموضوع : آه صحيح .. في أي شهر أنت الآن ؟!..
إرتفع أحد حاجبيها باستنكار : كالعاده .. فاشل في الخروج من مصائبك !!.. عموماً أنا في شهري السابع !!.. أتعلم .. أخبرت الجميع أني إن أنجبت فتى فسأسميه لينك نسبة إليك !!..
ظهرت على ملامحي السعادة رغم أني لم أستغرب ذلك منها : أشكرك ليندا ..! أنت دائماً في صفي ..!
ضحكت بخفة ثم علقت : المهم أن لا يصير شيطاناً مثلك !!.. هيا أسرع فلا شك أن آندي تنتظرك ..!
بدا علي الإستغراب : كيف علمت بأن آندي تنتظرني ؟!..
إبتسمت بخبث : توقعت ذلك .. صحيح أنكما كثيرا الشجار معاً لكن أحدكما لا يستغني عن الآخر !!.. و بما أنك صعدت مباشرة فلاشك أنك ستذهب إليها !!.. عموماً أشعر أنها مقربة منك أكثر من دايمن ..!
رفعت حاجبي باستنكار : تعلمين أنها كأختي الصغرى !!..
أطلقت ضحكة قصيرة ثم وقفت خلفي و دفعتني بهدوء : أسرع قبل أن تتفجر براكينها !!..
أومأت لها و أسرعت إلى غرفة آندي .. سمعت ليندا تناديني فألتفت ناحيتها .. إبتسمت وهي تقول : لا تنسى أن تسلم على أمي قبل أن تخرج ..!
أومأت لها و أتجهت إلى غرفة آندي ..!
ليندا .. غريبة بحق !!..
أو بالأحرى .. ذكية بحق !!..
لكنها ماكرة بشكل كبير !!..
وقد لا تصدقون بأني لم أتعلم المكر إلا بمراقبتها !!..
شيطان .. دائماً تصفني بهذا اللقب .. أو بالأحرى الجميع هنا !!..
لكن هي أكثر ..!
ها أنا أقترب من غرفة آندي ..!
رأيت الخادم الذي كلفته بحمل الأكياس يقف بانتظاري قرب باب الغرفه ..!
ما إن وقفت أمام الباب حتى طرقت طرقتين ثم ناديت : هيه آندي .. لقد وصلت ..!
سمعت صوتها من الداخل : تفضل ..!
فتحت الباب و دخلت و دخل خلفي ذلك الخادم .. نظرت إلية بطرف عين : ضع الأكياس على الطاوله و أنصرف ..!
حنى رأسه قليلاً وهو يقول باحترام : تحت أمرك سيدي ..!
إتجه ناحية طاولة حولها أرائك متوزعة .. و ضع الأكياس ثم أستأذن بالخروج من تلك الفتاة التي كانت تجلس على أحد المقاعد ..!
.................................................. .............
بعد ن أتفقت أنا و آندي على كل شيء .. سألتني باستغراب : لينك .. أخبرني لما أغرمت بهذه الفتاة خاصه رغم أنها من طبقة فقيره ؟!.. أظن أن أمي و أمك لن يسعدهن ذلك ..!
تنهدت بهدوء و أنا أقول لها بنبرة حالمه : لقد أسرتني عيناها .. أشعر بأنها خطفت قلبي في غمضة عين .. صدقيني آندي لم أشعر بهذا من قبل .. أمي لن تعارض لأن في هذا سعادتي و أظن أن أمك كذلك ..!
ضحكت بخفة علي لتقول بمكر : إذاً حب من النظرة الأولى .. متشوقة لرؤيتها !!..
وقفت و أنا أقول : إستعدي .. سذهب الآن و أسلم على خالتي ثم أحضرها إلى هنا .. جيد ؟!..
وقفت وهي تقول بحماس : سيكون ذلك مثيراً .. لكن أرجوا أن يكون الفستان بمقاسها ..!
أومأت لها و أنا أرجوا ذلك أيضاً .. خرجت من الغرفة و أتجهت إلى المصعد .. أغلقته بهدوء و أخذت أنظر لنفسي بالمرآة التي فيه .. رتبت شعري و ملابسي إستعداد للقاء سادة هذا القصر ..!
فور خروجي من المصعد كان هناك خادم مار بهدوء .. فور أن رآني توقف وهو يقول : سيد مارسنلي .. السيد و السيدة رافالي في غرفة الجلوس بإنتظارك ..!
أومأت له و إتجهت إلى غرفة الجلوس .. تلك الغرفة الفخمه ذات الجدار الزجاجي المطل على حديقة رائعه مليئة بالأشجار و الزهور .. أغلب الأسرة فتيات لذا هذا شيء طبيعي .. كذلك بركة سباحة كبيرة في المنتصف .. يصب فيها شلال بطول أربعة أمتار ..!
رأيت الجالسين أمامي على الآرئك ..!
رجل يبدو في الثامنة و الأربعين من عمره .. ذو شعر بني و عينان سوداوتان .. طويل القامة و لكنه ليس عريض الأكتاف .. تبدو عليه الرسمية و الوقار .. بجانبه جلست إمرأة تبدو في بداية عقدها الرابع أيضاً .. شعر أسود مموج يصل لمنتصف ظهرها .. عينان زرقاوتان صافيتان .. بشرة بيضاء و قامة شبه طويله ..!
جلست معهم ليندا في الغرفة ذاتها وقد كانت تشبه ذلك الرجل بشعرها البني القصير رغم لون عينيها الخضراوتان ..!
تقدمت ناحية السيد و السيده اللذان إبتسما حال رؤيتي .. جثيت أمامهما و أمسكت بيد كلن منهما على حدى و قبلتها .. و أنا أقول باحترام : آسف حقاً لأني قاطعتكم أسبوعين كاملين .. لكن الأمر لم يكن بيدي فقد شغلت بالدراسه ..!
كنت أطأطأ رأسي فسمعت الرجل يقول لي بهدوء : إنهض يا بني و لا تتعتذر .. إن كان الأمر بسبب الدراسه فلا مشكلة لأن ذلك لمصلحتك ..!
وقفت و حنيت رسي قليلاً باحترام : أشكرك على تقدير ظرفي عمي ..!
إبتسمت المرأة وهي تقول لي : تعال لينك لم نتحدث معاً منذ زمن ..!
نظرت إلى ساعتي .. إنها الرابعة و النصف .. بقي نصف ساعة على الموعد ..!
إتجهت إلى الأريكة القريبة منهما و جلست بهدوء .. بدأ الحديث عن أحوالي و أحوال والدتي حتى قال السيد رافالي بهدوء : ليندا .. أخرجي يا ابنتي .. أريد الحديث مع لينك في موضوع مهم ..!
تقلب وجهي و أنا أخشى أن يكون الأمر الذي أفكر فيه .. يبدو أن والدتي أخبرته بكل شيء ..!
وقفت ليندا و غادرت بهدوء فبقيت معهما وحدي ..!
قال عمي رونالد بجد : تعال لينك .. إقترب ..!
وقفت بهدوء و أتجهت لأجلس بجواره .. وضع يده على كتفي وهو يقول بجد : إسمع يا بني .. لطالما كنت باراً بوالدتك .. لم تعصي لها طلباً من قبل .. مالذي حدث الآن ؟!..
سكت و طأطأت رأسي و أنا أفكر في أني لن أنجوا من هذه المسألة ..!
سمعت صوت الخالة كاثرن تقول بحزن : بني .. أنت تعلم أن الأمر في صالحك .. ستتحسن حالك إلى الأفضل و ستنسى ما مضى .. الدكتور جيرالدو إنسان محترم و سيكون صديقك قبل أن يكون طبيبك ..!
إعتصرني اللألم حينها .. تمتمت بضيق و قد إختنق صوتي : لما تضنون أني مريض ؟!!.. لست مجنوناً !!.. أنا لست مجنوناً صدقوني !!..
شعرت بالسيدة رافالي و قد أسرعت و جلست بجواري من الجهة الأخرى وهي تضع كلتا يديها على كتفي من الخلف و تقول بحزن : لينك نحن نعلم بأنك لست مريضاً .. لكننا نريدك أن تكون بحال أفضل ..! حالك تحزن والدتك و تحزنني و تحزن عمك أيضاً !!.. مهما حاولت إخفاء حزنك فعيناك تفضحك !!.. أرجوك بني أرجوك !!!..
وقفت حينها لكي أهرب من هنا لكن عمي أمسك بيدي و سحبني كي أجلس من جديد وهو يقول : يكفيك عناداً لينك !!.. أنت إبن مارسنلي و حين تبلغ العشرين من العمر سوف تستلم أمور الشركه !!.. كيف ستسطيع التحكم بمن يعمل عندك بهذه الشخصيه !!..
بدا الإستياء علي و أنا أقول : مابها شخصيتي ؟!.. أظن أني قوي كفاية لهذا !!.. كما أني معروف بشخصيتي الجادة و ثقتي الكبيرة بنفسي !!..
لكنه قال بجد و بعض الغضب : تلك هي نصف شخصيتك يا لينك !!.. أنت تحدثت عن هذا النصف لكن مذا عن النصف الآخر ؟!!.. أنت إما شيطان أو شخص مهزوز الكيان !!!..
جملته الأخيره .. كانت كصاعقة رعدية أصابتني !!..
سرت قشعريرة في جسدي بعدها و قد أثرت فيَّ بشكل كبير !!..
و قبل أن يعلق أحدهم دخلت فتاة صغيرة إلى الغرفة فأجبر السيد رافالي على الصمت ..!
فور أن رأتني قطبت حاجبيها : منذ متى و أنت هنا ؟!..
كانت طفلة في العاشره .. أجبتها بهدوء : منذ أكثر من نصف ساعه ..!
نظرت إلى ساعتي .. بقي عشر دقائق و تكون الساعة الخامسة تماماً ..!
لذا وقفت بهدوء و أنا أقول : علي الذهاب لإحضار أحدهم .. لقد إتفقت مع آندي على هذا !!..
أومأ لي فأنصرفت بهدوء ..!
عندما خرجت من الغرفة و من المنزل و بينما كنت أسير في حديقة المنزل متجهاً إلى المرآب .. سمعت صوتاً ينادي : هيه لينك ..!
إلتفت بضجر و أنا أقول : مذا تريدين ميرال ؟!..
إنها الطفلة إبنت العاشره .. الصغرى و المدللة في أسرة رافالي .. كانت تنظر إليَّ بإستغراب : مابك ؟!.. لا تبدو بخير أبداً ..!
تجاهلتها و سرت باتجاه سيارتي : لاشيء مهم .. لا تغشلي بالك ..!
وصلت للسياره .. كانت سوداء ملفتة للأنظار .. أهدتها لي والدتي قبل شهرين من الآن ..!
ركبتها و غادرت ذلك القصر ..!
بينما كنت متجهاً إلى ذلك المطعم حيث إتفقت على رؤية ميشيل عنده .. فكرت في الموضوع الذي حدثني فيه عمي و خالتي .. و هكذا إعتدت أن أناديهما فهما في منزلة والداي ..!
هل هم على حق ؟!..
أيجب أن أغير شخصيتي ؟!!..
لكني لا أرى فيها عيباً !!..
( أنت إما شيطان أو شخص مهزوز الكيان ) !!!!..
قفزت هذه الجملة في ذهني !!..
شيطان .. نعم و أنا أعترف بذلك فحين يبدأ شيطاني بأعماله الشنيعه سيكون من أمامي في خطر !!..
مهزوز الكيان .. لا أحب أن أفكر بهذا .. لذا [ لا تعليق ] !!..
هل حقاً أحتاج لطبيب نفسي ؟؟؟؟!!!!..
لكنه يعالج المجانين !!..
مجنون .. أيمكن أن أكون كذلك ؟؟!!!..
لما يصرون على هذا ؟!..
لما لا يقدرون شعوري ؟؟؟!!!..
ليتني .. ليتني لم أعرفك يوماً يا أليس !!!!!!!!..
هل بدأت أبكي حقاً ؟؟!..
نعم لقد سالت دمعت على خدي وقد شقت طريقها بسلام للتبعها أخرى !!..
يبدو أني حقاً ذو قلب مهزوز تماماً !!..
طيلة تلك الفترة لم أندم على معرفتي أليس لكن الآن الأمر إختلف !!..
هل كان الذنب ذنبها ؟!!..
هل تعرفي لفتاة أخرى سينسيني حبي الأول !!..
أقصد .. حب طفولتي الذي مضى على نهايته عشر سنوات !!..
توقفي يا دموعي أرجوك .. لا يجب أن تراني ميشيل على هذا الحال !!..
أوقفت سيارتي على جانب الطريق ووضعت رأسي على المقود ..!
أخرجت كل ما بصدري من هم و بكيت بمراره !!..
لا تظنوا أني طفل مدلل أبكي على كل شيء !!..
فلو كان أحدكم مكاني مذا سيفعل ؟!..
يردوون منه أن يتعالج عند طبيب نفسي كمجنون رغم أنك بكامل قواك العقليه !!..
و المصيبة الأكبر هو السبب .. أحداث مرت علي في طفولتي لمدة شهر كامل ..!
كأنك تعيش أحد الأفلام الإجرامية الشنيعه !!..
مازلت أذكر الكثير مما حصل لي أنا و أليس في قبو ذلك المبنى المهجور المتهالك !!..
لشهر كامل لم أرى الشمس !!..
لم أستنشق الهواء النقي !!..
لم أكل سوى بعض الخبز اليابس !!..
مع مجموعة من المجانين الذين كانوا يشربون طوال الوقت حتى الثمول !!..
ذلك ما كان يؤدي إلى جنونهم فيبدأون بضرب من أمامهم بلا رحمه !!..
للأسف لم يكن أمامهم إلا أنا و أليس في ذلك الحين !!..
و المصيبه .. كنت في السابعة بينما أليس في الخامسه !!..
أليس هذا الأمر يستحق تلك الدموع ؟!!..
أظن أن هذا سبب لي عقدةً نفسية !!..
لهذا يريدون مني أن أتعالج عند الدكتور جيرالدو .. اللذي يملك شهادات كبرى في علم النفس !!..
بعد أن هدأت نفسي تذكرت ميشيل .. نظرت إلى ساعتي لأجد أنها تجاوزة الخامسة بدقيقتين !!!..
إنطلقت بأقصى سرعة و من حسن حظي أن المطعم لم يكن بعيداً عن هنا ..!
.................................................. .........
ركبت فنظرت ناحيتها بهدوء : كيف حالك ؟!..
ببتسامة هادئة قالت : بخير .. و أنت ؟!..
أجبتها و أنا أحرك السيارة : بخير ..!
أظن أنها لاحظت ملامحي المرهقة و وجهي المحمر .. لكنها لم تنطق ..!
لكن .. أنا أيضاً لاحظت شيئاً .. قميص أحمر و تنورة سكريه ..!
رغم أني إلتقيت بالكثير من الفتيات إلا أني لا أذكر أن إحداهن إرتدت الملابس نفسها يومين متتالين ..!
و ددت لو أسالها لكني خفت أن تفهمني خطأ : هل لي بسؤال ؟!..
ياللساني المتسرع !!!..
لا أعلم كيف نطقت بذلك : تفضل ..!
لم أعرف مذا يجب أن أقول ؟!.. بدا علي التوتر لكني رغم ذلك قلت بارتباك : أممم .. أرجوا أن لا تفهمي خطأ .. لكن .. أليست هذه ثيابك ذاتها ؟!!!..
خشيت من ردة فعلها .. و كل ما أماله هو أن لاتصفني بالوقح و تطلب مني التوقف على جانب الطريق كي تنزل من السياره !!..
لكن ردة فعلها صدمتني .. حيث ضحكت بخفة ضحكة لم أسمع أجمل منها في حياتي !!..
إلتفت ناحيتها مصدوماً : ألم تغضبي ؟!..
إبتسمت بمرح : و لما الغضب ؟!.. أنت محق فمن غير المعقول أن أبقى بثياي نفسها يومين خاصة أني فتاة و الجميع يعلم بأن الفتيات مغرمات بالملابس الجديده !!..
شعرت بالخجل من سؤالي وقد ندمت عليه لكنها أردفت بمرحها نفسه : إنها ثياب المدرسة لينك .. الحقيقة أن هذا هو زي طلاب مدرستي !!.. أنا لم أعد للبيت بعد المدرسة حتى الآن ..!
إلتفت ناحيتها مستنكراً : لم تعودي للبيت ؟؟!!..
ببتسامة هادئة قالت : أها .. أنا لا أعود إلا في المساء .. و نادراً ما أعود قبل ذلك ..! فعند خروجي من المدرسة أذهب إلى مكان عملي و لا أنتهي إلا في المساء !!..
دهشة حقاً من كلامها : هل تعملين ؟!!..
أومأت إيجاباً بنفس إبتسامتها اللطيفه : نعم .. أعمل بداوم جزئي كنادلة في مقهى صغير بعد المدرسة كي أساعد أسرتي .. و أخوتي يعملون أيضاً .. توفي والدي منذ كنت طفله لذا أمي كانت من تصرف علينا .. و الآن بعد أن كبرت ولم تعد قادرةً على العمل حان الوقت لأصرف أنا عليها ..!
شعرت بأنها شابة في الثلاثين من عمرها رغم أنها في الخامسة عشر .. حقاً بدا الأمر غريباً فكيف لطالبة في الأعدادية أن تعمل من أجل مصاريف المنزل الأساسيه بينما أنا لا أفكر في زيارة أمي يوماً في الشركه : أنتي حقاً مثيرة للإعجاب ..!
إحمرت وجنتاها خجل و عادت تنظر للأرض بحياء ..!
أعترف أنها أنستني ما حدث مع عمي و خالتي للتو ..!
حسناً لقد وصلنا الآن .. و هاهي بوابة قصر أسرة رافالي تفتح أمامنا ..!
بدا الذهول على ميشيل وهي تقول : لم أتوقع أن تكون غاية في الثراء يا لينك ..!
إبتسمت بهدوء : إنه ليس منزلي ..!
إلتفت ناحيتي لتقول : أظن أنه منزل أحد أصدقائك .. إذا كان كذلك فهذا يعني أنك من نفس هذه الطبقة ..!
لم أعلق على كلامها بل أكتفيت بالإبتسامه ..!
أوقفت السيارة قرب بوابة مبنى المنزل الكبيرة فجاء خادم و فتح الباب ليقول : أهلاً بعودتك سيد مارسنلي !!..
أعطيت الخادم نظرة سريعة ثم عدت بنظري إلى ميشيل حيث كانت قد نزلت وهي الآن تتجول بعينيها في المكان ..!
جيد أنها لم تسمع ما قاله الخادم !!..
وقفت و أمسكت ذلك الخادم من قميصه و سحبته و أنا أهمس بغضب : أبلغ كل الخدم أن لا ينادوني بالسيد مارسنلي .. فلينادوني بسيد لينك أفهمت !!..
أومأ لي بخوف و توتر : أمـ .. أمرك .. سيد لينك ..!
أعطيته المفتاح و تركته و أتجهت ناحية ميشيل بينما قام الخادم بركوب السيارة ..!
وقفت أمام ميشيل التي سألتني باستغراب : لما قام ذلك الشاب بأخذ سيارتك ؟!..
إبتسمت لها و أنا أقول : إنه أحد الخدم و قد أخذها إلى مربض السيارات .. هيا بنا ..!
سرت بهدوء فمشت بجانبي حتى دخلنا من بوابة المنزل .. إستقبلنا العجوز كبير الخدم فقال بإحترام كبير : أهلاً بك سيد لينك ..!
هذا ممتاز .. فقد إنتشر الخبر بسرعة ..!
لم أرد عليه لكن ميشيل قالت لي بهمس : من هذا السيد ؟!..
همست لها : إنه ليس سيداً .. إنه كبير الخدم يا ميشيل ..!
إلتفت ناحية العجوز من جديد : أين آندي ؟!..
قبل أن يرد سمعت صوتاً يقول : أنا هنا لينك ..!
إلتفت لأراها تخرج من المصعد متجهة نحونا .. فور أن وقفت أمامنا قالت ببتسامه : مرحباً يا آنسه ميشيل .. أنا أدعى آندي رافالي ..!
إبتسمت لها ميشيل بهدوء : تشرفت بمعرفتك آنسه آندي ..!
نظرة إلي آندي بطرف عين : أخبرني لينك بالقصة كاملة في الهاتف .. تفضلي معي ..!
أمسكت بيدها و سارتا معاً .. لحقت بهما لكن آندي إلتفت نحوي وهي تقول بمكر : أوووه لينك .. أرجو منك البقاء هنا ..!
تقدمت ناحيتي و همست في أذني : لا أظن أن هذا النوع من الفتيات قد ترتدي الثوب أمامك منذ الآن .. علاقتكما لاتزال في بدايتها !!..
إحمر وجهي خجلاً لأهمس لها بغضب : لا تتفوهي بكلمات أكبر منك سناً و لا تدعيني أندم لأني أخبرتك ..!
ضحكت بخفة و هذا ما أغاضني .. عادت لتسير وهي تمسك بيد ميشيل و تقول : هيا بنا عزيزتي .. أظن أننا سنستمتع بوقتنا ..!
ركبتا المصعد و كل ما رأيته هو إبتسامة لطيفة في وجه ميشيل قبل أن يغلق الباب ..!
تقدم ناحيتي كبير الخدم : سيد مارسنلي .. هل أخبر السيد و السيدة رافالي أنك هنا ؟!..
أومأت سلباً : لا .. لا داعي لذلك .. أخبرني هل دايمن موجود ؟!..
أجابني بنفس نبرة الإحترام : السيد دايمن غادر منذ ساعة مع السيد ديمتري و لا أعلم أين ذهب أو متى سيعود ؟!!..
أوووه تباً !!..
لا شك أن ماثيو أخذه إلى ذلك الملجأ القديم : حسناً .. إياك و أن يعلم عمي و خالتي بأني هنا .. سأبقى في الحديقة فأرسل إلي كوباً من القهوه الساخنه ..!
.................................................. .........
مضت ساعة و نصف و الفتاتان لم تخرجا من الغرفة و أنا لا زلت في الحديقه ..!
كنت أجلس على مقعد حول طاولة دائرية وحدي وقد كانت الزهور تحيط بي من كل الجهات ..!
رأيت إحدى الخادمات تتقدم نحوي وهي تقول باحترام : سيد مارسنلي .. طلبت مني الآنسه آندي أن أخبرك بأنها إنتهت ..!
وقفت ببرود لأمر بقرب تلك الخادمة دون أي رد على كلامها ..!
إتجهت إلى ردهة المنزل و هناك و جدت آندي تقف قربها ميشيل و تتحدثان ..!
حين وصلت إليهما تساءلت بهدوء : إنتهيتما ؟!..
أومأتا لي ببتسامه ..!
ودعت آندي و سرت مع ميشيل خارجين من بوابة المنزل .. حينها وجدت السيارة أمام الباب وقد كان أحد الخدم يقف قربها حانيا رأسه بإحترام ..!
ذلك لا يحدث عادةً فأنا كفرد من الأسره لكن هذا لأن معي ضيفاً الآن ..!
ركبت ميشيل و أتجهت أنا لمكاني خلف المقود ..!
حركت السيارة بإتجاه البوابة الكبيرة للقصر و بعد خروجنا : لينك .. هل لي بسؤال ؟!..
بدا من نبرتها بأنها نبرة فضول لذا إبتسمت دون أن أبعد عيني عن طريقي : إسألي ..!
قالت بتساءل : ذلك القصر لأسرة رافالي كما علمت .. و ما أعرفه هو أنهم أصحاب شركة رافالي لصناعة الأثاث ..! لكن .. هل تنتمي أنت لتلك الأسره ؟!!..
أجبتها بهدوء : تقريباً ..!
نظرة ناحيتها خلسة بطرف عيني فرأيتها تنظر نحوي باستغراب : تقريباً ؟!!.. لم أفهم !!..
تنهدت بهدوء ثم قلت : كانت أمي قبل زواجها من أبي من أسرة رافالي .. و السيد رافالي هو إبن عمها و قريبها الوحيد !!.. لذلك نحن و هم كأسرة واحده ..!
لم تنطق بشيء بعدها .. ذلك أراحني فقد خشيت أن تسأل إلى أي أسرة تنتمي أنت إذاً ؟!!..
لا أعلم لما ؟!.. لكني لا أريدها أن تعرف !!.. رغم أني دائم التفاخر بأني وريث مارسنلي !!.. لكن ربما أخشى أن تتغير نظرتها نحوي !!..
ربما ..!
أوه تذكرت شيئاً .. بحق أنا جائع لكني تناولت المعكرونه ظهر اليوم .. وددت حقاً بحلوى الأوبرا التي يعدها طاحي قصرنا !!..
أخرجت هاتفي من جيبي و أجريت إتصالاً .. و بعد ثوانٍ قليله : أهلاً .. سيد لينك !!..
أتمنى لو أقتلك : إسمع يا ريكايل .. إطلب من الطاهي أن يجهز بعضاً من حلوى الأوبرا مع كوب شكولا ساخنه ..!
سمعته يقول بضجر : إتصل به أنت و أخبره !!..
هاهو شيطاني بدأ بالعمل مجداداً : مذا أيها الخادم المتشرد ؟!.. أتريد أن أخصم من راتبك على قلة أدبك و طول لسانك ؟!.. لا أدري ما هي أسرتك لكن أظن أن لك أخوة صغار لا تزال بطونهم خاوية وهم بإنتظارك الآن !!.. مساكين لو تركتهم ينامون بدون عشاء أو دواء !!.. نفذ الأوامر وكن مطيعاً من أجل تلك الأسرة التي ترعاها !!..
أظن أني جعله يشعر بالذل وهذا ماكنت أريده !!..
لا تلوموني فهذا شيطاني هو من يحركني كما يشاء .. إنه الجزء الشيطاني من شخصيتي ..!
بعد صمت سمعته يقول بهدوء يخفيه غضبه المكتوم : هه .. أمرك سيدي !!..
إبتسمت لأقول بسخريه : خادم مطيع !!.. أحسنت يا فتى .. لكن لا تظن أني سأزيد راتبك بل سأخصمه حتى يكون درساً لك ..! تذكر أنك بحاجة إلى المال كما يحتاج المريض إلى الدواء !!..
أظن أن كلماتي كانت جارحة لكبريائه !!..
لكن أتعلمون ؟!.. أنا سعيد بهذا !!..
أو بالأحرى .. شيطاني كذلك ..!
لم يهتم لكلامي الأخير أو هكذا حاول أن يكون : أي طلبات أخرى سيدي ؟!!..
أجبته ببرود : لا ..!
سمعته يقول بنبرة إحترام : ستكون الحلوى جاهزة فور وصولك ..!
أغلقت الخط ببرود فأظن أنه أنهى كلامه ..!
لوهله .. تذكرت .. ميشيل !!!!!..
يا إلهي .. لابد و أنها سمعت كل ما تحدثت به مع ريكايل قبل قليل !!..
إنها مصيبة فلا شك أنها عرفت حقيقة معاملتي لمن حولي كما أني أظن أنها من طبقة مقاربة لطبقة ذلك المتشرد ..!
كيف ستكون ردة فعلها مني ؟!!..
إلتفت بهدوء ..!
و تنفست الصعداء !!!..
كانت نائمه .. بهدوء نامت في مكانها بتعب !!.. نعم لا شك أنها لم ترتح منذ إستيقضت في الصباح ..!
بالتأكيد أنها نائمة قبل أن أتصل بخادمي فأنا لم أتحدث معها قبل ذلك ..!
أوقفت السيارة على جانب الطريق و حاولت إيقاضها كي أعرف إلى أين تريدني أن أوصلها الآن ؟!..
بعد لحظات إستيقضت و بدأت تفرك عينيها الناعستين : يبدو أني غفوت ..!
إبتسمت بهدوء : نعم .. أظن أنك متعبه ..!
نظرت إلى المكان حولنا و أبتسمت : جيد .. علي زيارة بعض الأماكن هنا قبل العودة للبيت لذا سأنزل الآن ..!
سألتها بهدوء : ألن تعطيني رقم هاتفك النقال ؟!.. أظن أنه يفضل أن أبقى على إتصال معك ..!
إبتسمت بهدوء وهي تفتح الباب و تنزل : فتاة في مستواي لا تملك مصاريف الهاتف النقال !!..
صمت ولم أقل شيئاً .. هي لا تملك هاتفاً إذاً !!..
ودعتها و أخبرتني بأنها ستلتقي بي بعد غد أي يوم الحفل أمام ذات المطعم .. لذا ودعتني ببتسامة و ذهبت ..!
.................................................. .........
بينما كنت أجلس على طاولة مستديرة على شرفة المنزل أشرب من كوب الشوكولا اللذي أمامي ..!
من بعيد .. لمحت ريكايل يقف هناك قرب إحدى الأشجار بيده شيء ما ..!
راودني الفضول لأعرف ما هو فوقفت لا شعورياً و أتجهت ناحية ذلك الخادم ..!
لم ينتبه لي فقد كان يدير ظهره ناحيتي .. إقتربت أكثر و رأيت علبة زجاجية فيها بعض الأقراص ..!
إبتسمت بمكر .. لنرى أي علة يعاني منها هذا المتشرد !!..
أقتربت أكثر و يبدو أنه متعب جداً لدرجة عدم شعوره بي حتى الآن ..!
إلتقطتها بسرعة من يده فاستدار متفاجأً : هه .. ماهذا ؟!!..
كان هذا سؤالي الذي صاحب إبتسامتي الخبيثه ..!
وجهه الأحمر المتعب لم يخفي تعابير الغضب حين قال : هاتها !!.. لا شأن لك !!..
نظرت إلى العلبة بينما حاول هو إستردادها مني لكني دفعته بيدي فسقط أرضاً بسهولة كما حدث في لقائنا أول مره !!..
أردت أن أرى إسم الدواء لأعرف لأي غرض يستخدم لكني تفاجأة بأن ذلك المتشرد كان قد نزع الملصق مسبقاً ..!
إلتفت لأرى أنه وقف وهو يلتقط أنفاسه : أخبرني الآن .. ماهذه الأقراص ؟!!..
بدت الشراسة في عينيه : لا شأن لك !!.. إنها تخصني و لا أظن أن الأمر يهمك !!..
إبتسمت بسخريه : لكني أريد أن أطمئن بأن لاتكون مواد ممنوعة أو أقراص مخدره !!..
أظن أني أهنته بذلك لكنه أمسك أعصابه : إنه مسكن ألام فقط !!.. و هذا كل ما سأقوله !!..
رفعت حاجبي مستغرباً .. إذا كان مسكن ألم فقط فلما كل هذا الإنفعال ؟!!!..
لم اهتم للأمر كثيراً بل تركت العلبة من يدي لتسقط على العشب الأخضر و أنا أقول ببرود : المهم الآن .. وقود سيارتي السوداء على وشك أن يفرغ .. عليك تدبر أمر ملئها ..!
أومأ لي بهدوء : حاضر ..!
تركته هناك متجهاً إلى غرفتي فقد بدأت أشعر بالملل و أردت مشاهدة التلفاز ..!
.................................................
مضى اليوم التالي سريع بشكل ملحوظ .. لكن لا أظن أنها كانت كذلك بالنسبة لريكايل ..!
قبل ساعات من الآن إلتقيت بميشيل و أخذتها إلى آندي كي تساعدها على التجهز للحفل ..!
ها أنا الآن قد قاربت على الأنتهاء من تجهيز نفسي ..!
بينما كان ريكايل يقف قربي وهو يحمل سترتي السوداء نظرت إليه بطرف عين : ضع السترة جانباً تعال تدبر أمر هذا الخيط اللذي إنسل من أعلى قميصي ..!
بصمت نفذ الآوامر فقد وضع السترة على الاريكة القريبة بينما وقف خلفي بعد أن أخذ مقصاً من أحدا العلب كي يقص ذلك الخيط اللذي إنسل من أعلى قميصي من الخلف : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!..
هكذا صرخت بألم وقد شعرت بشيء ما إخترق ظهري بشده .. شيء حاد !!.. إنه المقص !!..
شعرت باللألم يسري في جسدي و ما إن لامست يدي موقع الآلم حتى دهشة ببقعة الدم الصغيرة التي ظهرت على قميصي من الخلف !!..
إلتفت بغضب شديد لأرى ريكايل يقف وعلى وجهه إبتسامة مكر و سخريه : آسف .. لم أقصد !!..
كان يتعمد ذلك !!..
أظن أن تلطيخ قميصي الجديد بالدم يعد إنتصار عنده !!..
سحقاً !!..
لكمته بشدة فوقع أرضاً مجداداً !!..
لكن الأمر لم ينتهي فقد أنقضضت عليه و أطبقت على رقبته بشدة : أيها المغفل !!.. كيف تجرأ على فعل ذلك أيها المتشرد الحقير ؟!!..
بدأ يسعل و هو يحاول أن يلتقط أنفاسه لكني لم أسمح له فقلت ببتسامة خبث : سترى الآن !!.. هذه المره لا ماثيو و لادايمن هنا لينقذاك مني !!..
كان يغمض عينيه و يمسك بيدي بشدة في محاولة إبعادها عن رقبته !!..
لكنه لم يستطع بينما كنت أستمتع بهذا !!..
إلى أن رن هاتفي النقال .. سحقاً : نجوت هذه المره !!..
تركته لأخرج هاتفي من جيبي .. لم أكن أسمع إلا صوت سعاله الشديد .. يبدو أني كتمت أنفاسه حقاً ..!
المتصل ( دايمن رافالي ) ..!
دايمن .. مالذي يريده ياترى ؟!.. : مرحباً ..!
وصلني رده : مرحباً لينك .. ستحضر لحفل ؟!..
أجبته بهدوء : نعم .. لما ؟!..
سمعته يضحك بخفه : لا شيء .. فقط ظننت أنك لم تحظر فأنت لم تتحدث بشأن مرافقتك في الحفله ..!
إبتسمت بهدوء : ألهذا أتصلت ؟!..
أجابني بمرح : أردت أن أخبرك أني أنا و ماثيو قررنا زيارة لندن في العطلة القادمه .. العطلة أسبوع كامل و قد قررنا الذهاب لخمس أيام مع بعض الأصدقاء ؟!..
رفعت أحد حاجبي باستنكار : أصدقاء ؟!..
أجابني : نعم .. أنا و ماثيو و آندي و فلورا و تيموثي و ربما روز أيضاً .. لم يبقى سوا أنت ..!
صرخت بأستياء : تيموثي !!!.. ألم تجدوا إلا تيموثي لتدعوه ؟!!!..
بدا عليه الضجر : مابك يا فتى ؟!!.. هل الأمر سيء لهذه الدرجه ؟!!.. لينك عليك أن تكف عن الشجار معه !!.. لقد كبرتما على ذلك !!..
الحديث عن ذلك المتملق يثير إشمئزازي : سأرى .. ربما أنظم إليكم ..!
بنبرة مرح : حسناً .. أراك في الحفل ..!
أغلق الخط بعد أن ودعني .. إلتفت لأرى مذا حدث لريكايل فأذهلني أنه لايزال يحاول إستعادة أنفاسه و قد فتح الأزرار الأولى من قميصه !!..
إتجهت إلى خزانتي و فتحتها لأخرج قميصاً آخر بدل اللذي تلطخ بالدم ..!
خلعت القميص الأول و أنا أتجه إلى دورة المياه كي أضع قطناً على الجرح ..!
وقفت آمام المرآة الكبيرة فوق المغسله و أمسكت في يدي مرئاة صغيرة كي أرى إنعكاس ذلك الجرح ..!
أوووه .. كان جرحاً طولياً .. لقد ضرب ضهري بالمقص بقوه وحركه إلى الأسفل أيضاً !!..
كتمت غيضي فلا وقت الآن لأتشاجر معه !!..
فتحت خزانة على الجدرا قرب المغسله كان يحتوي على عدة أسعافات أولية بسيطه ..!
أخرجت المعقم و القطن و كذلك لاصق الجروح .. وضعت بعض المعقم في القطن و حاولة أن أنظف الجرح لكني لم أستطع ذلك بسهولة لأنه كان في ظهري ..!
أمسكت باللاصق .. كيف سأضعه الآن ؟!..
سأحاول أن أثبته جيداً كي لا يسقط فيلوث الدم قميصي الآخر : دعني أساعدك ..!
إلتفت لأرى ريكايل يقف قرب الباب ينظر إلي بهدوء !!..
سحقاً .. إنه السبب في كل هذا أساساً !!..
لكني أحتاج حقاً للمساعده !!..
أوشحت بوجهي بغضب : هه .. هيا أسرع فقد تأخرت بما فيه الكفاية بسبب حركاتك الصبيانيه !!..
لم يرد علي على غير العاده !!..
بل تقدم نحوي و أخذ الملصق و وضعه على الجرح .. شعرت بالحرارة بسبب المعقم الذي لا تزال قطراته فوق جرحي لكني لم أنطق ..!
بعد أن أنتهى خرج بهدوء فلحقت به لأجده يمسك بقميص جديد ويمده لي فأخذته و أرديته بصمت ..!
نظرت إليه بطرف عين : سأكمل تجهيز نفسي بنفسي .. أستعد أنت الآن فسترافقني و ستقود السياره .. جهز الفراري الحمراء سأذهب بها ..!
باحترام قال : أمرك سيدي ..!
أوووه و أخيراً شعرت أنه يحترمني !!..
خرج من غرفتي دون أن يردف شيئاً ..!
رتبت شعري و وضعت العطر و أرتديت حذائي و سترتي و كل شيء جاهز ..!
نظرت إلى نفسي في المرءآة .. ممتاز ..!
كنت أرتدي بدلة رسمية من بنطال أسود و قميص باللون الأزرق الفاتح جداً و سترة مع ربطة عنق سوداء كذلك أيضاً الحذاء أسود .. وقد أغلقت الآزارير الأخيرة من سترتي ..!
أما شعري فتركته مبعثراً لأن ذلك يزيد من جاذبيتي حيث كانت بعض الخصل تنزل على وجهي لتضفي علي جاذبيةً مميزة بسبب إمتزاج اللونين الأشقر و الأخضر .. لونا شعري و عيناي ..!
سمعت طرقاً بسيطاً على باب غرفتي دخل بعده ريكايل : كل شيء جاهز سيد لينك !!..
عاد لتمرده مجداداً !!!..
إلتفت لأراه يرتدي بنطال أسود و قميصاً أحمر مع سترة سوداء فتح كل أزراريها بينما شعره قد صفف إلى الوراء كعادته ..!
أتعلمون .. للتو فقط أنتبهت أن شعره أشقر بنفس لون شعري تماماً
هه .. أغلب الفرنسيسن هكذا !!..
ببرود قلت و أنا أتجاوزه : أسبقني .. سأسلم على والدتي ثم ألحق بك ..!
...............................................
هاهي سيارتي تتوقف أمام البوابة الداخلية لقصر رافالي .. حيث كان ريكايل يقود بينما كنت أنا في الخلف ..!
لحظات حتى خرجت ميشيل برفقة إحدى الخادمات .. إبتسمت حين رؤيتها بينما نزل ريكايل كي يفتح الباب الخلفي الآخر لها ..!
تعجبت من شيء .. حين كادت ميشيل تركب دققت النظر في ريكايل بنظرات غريبه و قد إختفت إبتسامتها بينما قال هو ببروده المعتاد : تفضلي آنستي ..!
ركبت بهدوء و ألقت التحية علي فرددتها لها ..!
عاد ريكايل خلف المقود و حرك السيارة لنخرج من قصر رافالي .. كان صامتاً لم يتحدث بينما كنت أسأل ميشيل عن أحوالها و أخبرها كم هي أنيقة و جميلة بهذا الثوب .. إنه الثوب الأسود الذي أشتريته لها و الذي تظن أنه يخص آندي ..!
سألتها حينها : هل ذهبت آندي ؟!..
أومأت بالإيجاب : نعم .. قبل وصولك بعشر دقائق .. وقد طلبت من إحدى الخادمات أن تهتم بي حتى تأتي أنت إلى هنا ..!!
إبتسمت بهدوء : إذاً سبقتنا .. مذا عن دايمن أم أنك لم تلتقيه ؟!..
إبتسمت بلطف : لا .. لكن آندي أخبرتني عنه .. و قد سمعت صوت ميرال وهي تودعه قبل قليل و تطلب منه أن يقضي و قتاً ممتعاً مع .. أظن أن أسمها كان ..!
قاطعتها بمرح : فلورا .. إنها صديقة دايمن ..!
أومأت ببتسامه : صحيح .. كانت تقول مع فلورا ..!
ضحكت و لا أعلم لما ؟!.. فضحكت هي الآخرى ..!
لكن ما أدهشني هو ريكايل الذي قال ببرود : سيدي .. لديك ذوق رفيع في إختيار الفتيات ..!
لم أجبه بل نظرت إلى ميشيل التي هدأت فجأه و أختفت إبتسامتها ..!
ماقصتها ؟!!.. أيمكن أن تكون على معرفة بخادمي هذا ؟!!..
..................................................

هع هع هع .. نوقف هنا ..! أول شي : مينا .. قومينا ساي .. أدري أني تأخرت بالبارت لكن صدقوني كل الأسبوع اللي فات كانت الإمتحانات ظاغتني .. خاصه أني في المرحله الثانويه و التراكمي محسوب علي يعني كل درجه ضروريه ..!
أعذروني لو تأخرت عليكم بعدين .. لكن غصب عني ..!


طيب .. نجي للبارت ..!

وش رايكم في لينك و ريكايل اليوم ؟!!..

ميشل في طريقها للحفل مع لينك أي مصيبه راح تصير هناك ؟!!.. << طبعاً لازم يكون فيه مصايب ..!

أهم ثلاث شخصيات موجودين في نفس المكان .. لينك .. ميشيل .. ريكايل .. أي موقف راح يجمعهم ؟!!. .

طول البارت جيد أم لا ؟!..
إطريت أني اقطعه عشان تسلسل الأحداث فأعذروني لو كان قصير ..!

أنتقاداتكم و رأيكم و تعليقاتكم هو كل ما أريده كي أتابع ..!

+

التقيم لو سمحتوا ..!

و الحين .. جانا ..!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-13, 12:08 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

part 6

دخلت إلى من البوابة الكبيرة مع ميشيل بينما أخذ ريكايل السيارة إلى المربض ..!
فور دخولي توجهت الأنظار لي .. أنا واثق بأن الجميع متشوق ليعرف من هي الفتاة التي ترافقني ؟!..
سرت بثقة مع ميشيل التي بدا أن الوضع غريب عليها حيث همست : لم أتوقع أن يكون المكان بهذه الفخامه ..!
إبتسمت لها و همست : لم نصل لقاعة الإحتفال بعد .. سآخذك لمكان قبل ذلك ..!
نظرت نحوي باستغراب فأمسكت بيدها و سرت و أنا أسحبها خلفي بين الممرات برقه حتى وصلنا إلى باب كبير ذو لون ذهبي ..!
أخرجت مفتاحاً من جيبي و فتحت الباب .. دخلنا فأغلقت الباب من خلفي .. لقد كانت هذه الغرفة ذاتها التي أتناول فيها طعامي ..!
لها بابان .. هذا أحدهما بينما الآخر من الكفتيريا ..!
إتجهت ناحية الباب الزجاجي الكبير المطل على تلك الحديقة الصغيره .. فتحته و دخلت و خلفي ميشيل التي قالت بأنبهار : واااااااااااااو .. المكان رائع و يضفي إحساساً بالسعادة و الهدوء ..!
أومأت لها إيجاباً ببتسامه ..!
كانت تلك حديقة صغيرة مليئة بالزهور المختلفه ..!
هناك شلال صغير صناعي في الزاويه ينزل إلى بركة صغيره و جميله توزعت حولها الأضواء بشكل مبهر ..!
هناك أيضاً طاولة مستديرة حولها مقاعد للجلوس و الإسترخاء ..!
كما أن هناك أرجوحة على شكل مقعد يسع شخصين يمكنك الإستلقاء عليها و الغرق في النوم براحه ..!
نظرت إليّ ميشيل بسعاده : لينك .. هل تأتي إلى هنا دائماً ؟!!..
غمزت لها بمرح : سأخبرك سراً ..! دائماً ما أهرب من الحصص بحجة أني مريض أو متعب و آتي إلى هنا للنوم بهدوء ..!
ضحكت بخفة وهي تقول : لم أعلم أنك من النوع المشاكس !!..
سرت ناحية حوض زهور كبير و أنا أقول : تعالي ميشيل .. سأريك هذا ..!
تقدمت ووقفت بجانبي : واااااااااااااااااااو .. إنها أزهار رائعة الجمال !!..
إبتسمت لها : إنها ازهار الأراولا .. كما ترين هي ساحرة المنظر ..!
نظرت نحوي ببتسامه : أهي صنفك المفضل ؟!..
أومأت إيجاباً : نعم .. والدتي تحب هذه الزهرو كثيراً .. إنها تعني الزهور الذهبيه !!.. لذا أحببتها كما أمي ..! في الحقيقه والدتي مغرمةٌ باللون الذهبي !!..
عادت تنظر نحو تلك الزهور ببتسامة هادئه : أنت لطيف لينك كما هي هذه الزهور تماماً ..!
لوهله .. توردت و جنتاي خجلاً .. لقد كانت تهمس بذلك ويبدو أنها لم تنتبه لما قالته ..!
أردت تغير الموضوع : ألم نتأخر على الحفل ؟!!.. علينا أن نذهب الآن ..!
إلتفت ناحيتي بهدوء : أنت محق ..!
إنحنيت و قطفت إحدى زهرات الأراولا ذات لون وردي لطيف و أعطيتها لميشيل : هذه هدية مني لأنك قبلتي مرافقتي اليوم ..!
إبتسمت بمرح و هي تأخذ الزهرة من بين يدي : هذا لطف منك .. لينك ..!
.................................................. .
فور أن دخلنا القاعة بدا الذهول على ميشيل بسبب حجم القاعة الكبيرة و فاخامتها ..!
كذلك بسبب كثرة الناس الللذين هنا و غالبيتهم من طلاب المدرسة ..!
في تلك الأثناء تقدمت ناحيتنا فتاة شقراء بخصل حمراء ..!
إنها روزاليندا رئيسة مجلس الطلبة التي قالت بإحترام مع إبتسامة هادئه : أهلاً بك سيد مارسنلي .. شرفت الحفل ..!
أومأت لها ببتسامه : أرى أنه سيكون حفلاً فخماً بسبب جهودك ..!
ببتسامتها المغرورة ذاتها : إنه لمن دواع سروري أن الحفلة أعجبتك ..! هلا تفضلت معي .. لقد حجزت لك طاولة خاصه ..!
سارت بهدوء أمامنا بينما سرت خلفها و ما إن خطوت خطوتين : لم تخبرني بأنك .. السيد مارسنلي !!..
إلتفت ناحية ميشيل التي كانت تعاتبني و إبتسمت بمرح : أنت لم تسأليني !!.. كما أنك أيضاً لم تخبريني حتى الآن شيئاً عن أسرتك ..! إذاً نحن متعادلان ..!
تنهدت بضجر و سارت إلى جانبي .. رغم أني أشعر أنها لا تزال غاضبه !!..
وصلنا إلى تلك الطاولة .. كانت كبيرة حيث جلس عليها صاحباي و مرافقتاهما ..!
وقفت آندي من حينها لتقول بمرح : و أخيراً وصلت يا ميشيل .. أهلاً بك !!..
نظرت إليها بضجر : و أنا ؟!.. ألن ترحبي بي ؟!..
إبتسمت بمكر وهي تحاول أن تتجاهلني !!..
دايمن باستغراب : هل تعرفينها آندي ؟!..
أومأت آندي إيجاباً : نعم .. إنها صديقتي في المدرسة و قد عرفتها إلى لينك منذ فتره ..!
أووه .. كذبة متقنه !!..
هاهي مهنة آندي تظهر ..!
محترفة في الكذب .. لا اخفي عليكم أن من يتحدث إليها يصدق كلامها كله و في النهايه يصدم بأنها لم تكن صادقة في حرف واحد !!..
وقف ماثيو وهو يقول ببتسامه : أهلاً بك يا آنسه .. أرجوا أن تكوني من طلاب ثانوية مارسنلي في السنة القادمه ..!
ميشيل ببتسامه : شكراً على ترحيبك سيد ديمتري ..!
مذا ؟!.. كيف عرفت إسمه يا ترى ؟!..
جلست أنا و ميشيل على كرسيين على تلك الطاوله بينما اسأتذنت روز قائلة أن عليها الإشراف على الحفل ..!
إنضمت فلورا إليها فهي نائبة رئيسة مجلس الطلبه ..!
رغم أن الأمر لا يعجب دايمن إلا أنه مجبر على الصمت !!..
من فوري أخرجت هاتفي لأكتب رسالة و أرسلها إلى آندي ..!
( كيف عرفت ميشيل بأن ماثيو هو السيد ديمتري ؟!.. )
( يا أحمق !!.. لا شك أنها رأته حين جاء لأسطحابي !!.. ثم أني قد وصفت لها شكله و شكل دايمن و فلورا و روز حتى تنتبه لتصرفتها معهم ..!)
هه .. آندي تلعب دورها في مساعدتي بمهاره ..!
.................................................. .
مر الوقت سريعاً .. وقد كانت حفلة مثيرة و رائعه ..!
حتى ميشيل إستمتعت كثيراً رغم أنها رفضت الرقص بحجت أنها تخجل من ذلك أمام كم كبير من الناس ..!
أما أنا .. فقد دعتني روزاليندا إلى رقصة .. لم أشأ أن أرفض لأن روز قد تعبت على هذا الحفل لذا رقصت معها مرة واحده وحدنا فقد وقف الجميع للتفرج و تركوا الساحة فارغةً لنا الإثنان .. مع تلك الموسيقى الهادئه شعرت بالمتعة حقاً رغم أني تمنيت أنها كانت ميشيل بدلاً عن روز .. و قد أشار الجميع إلى أنها كانت أفضل رقصة في الحفل ..!
ماثيو لا يحب الرقص لكن آندي أجبرته على ذلك عدة مرات ..!
أما دايمن و فلورا فقد كانا أكثر من رقص في الحفله !!..
كنت أرى ريكايل يقف هناك بعيداً .. مستنداً إلى الجدار يراقب الحضور بصمت ..!
لم أكن مهتماً بأمره قدر إهتمام ميشيل التي ما إن تجد فرصة للنظر إليه حتى تغتنمها ..!
ذلك ما أثار شكوكي نوعاً ما ..!
........................................
هانحن الآن خرجنا من وليمة العشاء ..!
كنت مع مجموعة أصدقائي ذاتهم : كان عشاءً فاخراً ..!
أومأت ميشيل إيجاباً بمرح : صحيح .. لم أذق أطيب من تلك اللمأكولات البحرية في حياتي ..!
إبتسمت آندي وهي تقول : هيا بنا ميشيل .. سأدلك على دروات المياه ..!
إبتعدت الفتاتان بينما توجهنا نحن إلى دورات المياه الخاصة ..!
كنت مع دايمن و ماثيو .. أما فلورا فقد ذهبت مع روز أيضاً من أجل بعض الأمور ..!
بعد خروجنا من دورات المياه رن هاتفي ..!
نظرة إلى أسم المتصل ( لويفان ) ..!
إبتسمت تلقائياً ثم إلتفت لصاحبي : إسبقاني .. لدي مكالمة مهمه ..!
أومأا لي و ذهبا بينما إبتعدت عن مصدر الضجة و أجبت على المكالمه : أهلاً بصديق الطفوله ..!
سمعت صوته يقول بمرح كعادته : أهلاً بك ..! كيف حالك لينك ؟!..
أجبته بسعاده : بخير .. مذا عنك ؟!!..
أجابني بنوع من السخريه : بخير .. ما أخبار حفلتكم الراقصه ؟!.. أخبرني دايمن عنها !!.. هل إسطحبت فتاة جميله ؟!.. أم أن ذوقك السيء لا يزال كما كان ؟!..
بخبث قلت : لاتزال تغار مني لأن الفتايات في الإبتدائية كن يجتمعن حولي بينما أنت تنظر لي بغيره !!..
بغرور رد علي : ذلك كان سابقاً .. الآن أنا نار على علم !!.. و كثير من الفتيات يجمعن صوري التذكرايه و يتمنين توقيعي ..!
ضحكت بخفة و أنا أقول : أخبرني إذاً يا أمير زمانك .. أين أنت الآن ؟!..
أجابني بمرح : في سويسرا .. لدي تصوير فلم مطاردات على الثلج !!..
سعدت حقاً لذلك : أتشوق لرؤية الفلم ..! أخبرني الآن ما سبب هذه المكالمة ؟!.. لم تتصل عبثاً ..!
سمعته يضحك بخفه : محق !!.. أنت تفهمني جيداً !!.. حسناً .. لقد أجلت جميع أعمالي التي بعد أسبوعين لمدة خمسة أيام .. مديرة أعمالي كادت تصاب بسكتة حين طلبت منها التأجيل !!..
إستغربت : و لما فعلت ذلك ؟!!..
بمرح أجاب : كي أستمتع معكم في بريطانيا !!.. أتصلت لأخبرك بأني سأكون هناك ..!
إبتسمت بهدوء : لكني لا أأكد لك حضوري !!..
سمعت شهقته المفزوعه : لما !!!!؟!!.. أقول لك مديرتي كادت تموت بسكتة قلبية من أجل أن أأجل !!.. أرجوك لينك إذا لم أرك بعد أسبوعين فقد لا نلتقي لأشهر و ربما سنة كامله !!..
ضحكت بمرح : أنا لم أقل أني لن أحضر !!.. فقط قلت أني لست متأكداً ..!
تنهد بتعب : أرجوك وافق من أجلي .. حقاً أنا مشتاق إليك !!..
بهدوء قلت : أنا كذلك .. سوف أحاول ..!
سمعته يقول بمرح : إذاً حين تؤكد ذلك أخبرني ..! و الآن علي أن أذهب لتصوير المشهد القادم !!.. تمنى لي السلامه فقد أنزلق من فوق الجبل ..!
لا شعورياً إنفجرت ضحكاً : سيكون هذا نقطة سوداء في تاريخك أيها الممثل القدير ..! إذاً .. وداعاً ..!
بمرح قال : إلى اللقاء ..!
أغلقت الخط بعد مكالمة جعلتني أنسى كل هم قد يخطر على بال .. لوي صديق طفولتي .. هو أكثر من يفهمني من بين أصدقائي رغم أن شخصيته بعيدة كل البعد عن شخصيتي .. حتى دايمن و ماثيو لم يصلا إلى ما وصل إليه ..!
علي الآن أن أعود لأصدقائي فقد تأخرت عليهم ..!
.................................................. ....
حين وصلت كانو يجلسون معاً على ذات الطاوله ..!
ماثيو .. دايمن .. آندي .. فلورا و روز ..!
تساءلت بأستغراب : أين ميشيل يا جماعه ؟!..
نظرت إلي فلورا ببتسامه : كنت معها و أخبرتني أنها ستخرج للحديقة لإجراء مكالمة مهمه ..!
مذا ؟!!.. مكالمة مهمه ؟!!!..
لكنها لا تملك هاتفاً نقالاً أصلاً ؟!!!..
و الهواتف العمومية في قاعة الخزائن !!..
هناك أمر دعاها للخروج .. يجب أن ألحق بها ..!
نظرت إليهم ببتسامة مصطنعه : سوف أستدعيها و أعود ..!
لم أسمع رداً منهم فقد إنطلقت مسرعاً للحديقه ..!
حين خرجت من مبنى المدرسة إلى الحديقة الكبيرة في الخارج و التي تكون مكاناً مناسباً للراحة بين الدروس وهي لعامة الطلاب ..!
نظرت بعيني للساحة الأماميه حيث بوابة المدرسة الكبيره .. لا شيء !!..
إذا كان الأمر مهماً فلا شك أنها في الحديقة الخلفيه !!..
لا شعورياً ركضت إلى هناك .. و حين وصلت كانت الإنارة ضعيفه فهي غير مهيئة لليل .. لا يوجد إلا بعض مصابيح الإناره ..!
تقدمت بضع خطوات و أنا أنظر بعيني ..!
هناك .. قرب عامود الإنارة الصغير .. رأيت شخصان ..!
إقتربت أكثر .. لأعرف ميشيل بثوبها الأسود ..!
و حين تقدمت أكثر إختبأت خلف إحدى الأشجار حيث أراهما و لا أسمعهما فقد كانا يتهامسان ..!
الشخص الآخر كان شاباً أشقر الشعر .. عرفته من قميصه الأحمر و قد خلع سترته و وضعها على كتفي ميشيل بسبب برودة الجو ..!
نعم .. إنه خادمي المتشرد ..!
ريكايل !!!!..
أردت أن أعرف مالقصه فراقبتهما ..!
تبكي .. نعم إنها تبكي !!..
ميشيل كانت تذرف الدموع وهي تتحدث إلى ريكايل ..!
أماهو فقد أمسكها من كتفيها و بدأ يتحدث و الغضب ظاهر على وجهه !!!..
راقبت الموقف أكثر و قد بدأت قطرات العرق تسيل على جبيني و حرارة جسمي إرتفعت ..!
جلست ميشيل أرضاً و كأنها منهارة و قد إرتفع صوت بكائها و بت أسمعها الآن : لا يمكن !!.. أرجوك لا !!..
مالقصه ؟!!..
جثى ريكايل أمامها و بدأ يهدأها لكني لم أسمع مذا يقول .. لكني سمعت ميشيل التي صرخت من بين بكائها : لا اريد شيئاً غيرك !!.. أريدك أنت فقط !!..
ربت ريكايل على رأسها حينها .. فلم تجد هي إلا كتفه كي تغطي به عينيها الدامعه !!..
إحتضنها حينها بهدوء في محاولة لمواساتها !!!..
إلى هنا و أنتهى الأمر : ريكاااااااااااااااايل !!..
هكذا صرخت بغضب و قد أسرعت ناحيته بينما وقف هو مفزوعاً : مذا تفعل هنا ؟!!!..
ما إن وصلت إليه حتى لكمته بشدة على وجهه : أيها الحقير ..!
كالعادة سقط لكن ذلك لم يطفأ النار التي في داخلي !!.. فقزت فوقه و أخذت ألكمه لكمة تتبعها لكمه !!..
كنت أسمع صراخ ميشيل التي تحاول إيقافي لكني لا أعي ما تقول !!.. لم أستطع التوقف عن ضربه !!..
فجأة لم أعد أسمع صراخها .. لا يهم الآن فالمهم أن أفرغ غضبي على هذا الحقير : أيها السافل المشرد !!.. كيف تجرأ على فعلتك أيها الحقير !!.. هذه المرة لن تنجوا يا ريكايل !!.. صدقني ستموت هذه المرة بين يدي !!..
كان يحاول إيقافي بشتى الوسائل : إبتعد !!.. لتفـ .. ـهم الأمر .. أولاً !!..
وقفت من فوقه و ما إن جلس على قدميه و بدأ يلتقط أنفاسه حتى بدأت بركله بشدة في أنحاء متفرقة من جسده : أيها الخادم الحقير !!.. سأجعلك تعرف من هو لينك مارسنلي !!.. سأريك يا مشرد !!..
كان شيطاني يحثني على المتابعه !!..
نعم إضربه !!..
إنه مجرد فتى شوارع لا يستحق العيش !!..
دعه يعرف حدوده التي لا يجب تجاوزها !!..
لتعلمه من هو السيد مارسنلي !!..
إنتهى بي الأمر إلى أن ركلته بأشد ما أملك على بطنه مما جعله يطلق صرخة لا أظن أني قد سمعت أشد منها في حياتي ..!
فقد الوعي بعدها !!!!..
توقفت الآن لأخذ أنفاسي رغم أني لم أكن لأتوقف لولا أني تعبت من ذلك !!!..
لا أعلم كيف وصلت الأمور إلى هذا النحو !!!..
كنت أشعر أن هناك سراً يخفيه مع ميشيل !!..
سمعت صرخةً من خلفي : لينك مذا فعلت ؟!!..
إلتفت لأرى دايمن و معه ماثيو و آندي و ميشيل !!..
يبدو أن الأخيرة أسرعت لطلب المساعده .. و ما إن رأت ذلك الممد على الأرض حتى صرخت وقد إتسعت عيناها : مستحيل !!!!..
أسرعت ناحية ريكايل و جثت قربه و هي تبكي بحسره : رايل !!.. رايل أجبني أرجوك راااااااايل !!..
كنت أنظر ناحيتها بحقد بينما أسرع ماثيو ناحيتي و دفعني لكني لم أسقط بل تراجعت إلى الخلف قليلاً و صرخ : أيها الأهوج !!.. مالذي إرتكبته ؟!!..
بعدها دايمن الذي بدا أنه لا يقل غضباً عن ماثيو : مجنون !!.. أشك أنك قتلت الفتى !!!..
آندي أسرعت لتجلس قرب ميشيل و تتفقد ريكايل وهتفت براحه : إطمئنو .. لقد فقد وعيه فقط !!..
أسرع ماثيو ناحية المتشرد الملقى أرضاً و ما إن رأه حتى صدم : يا إلهي !!.. أليس هذا هو الفتى الذي يعمل في الكفتريا !!؟؟..!
تقدم دايمن نحوه و ما إن رأه حتى إلتفت لي ليصرخ : لما فعلت به هذا ؟!!.. أنظر إلى وجهه كيف صار الآن ؟!!..
حان دوري لأصرخ بغضب و أنا أشير ناحية ميشيل : هذه !!.. إنها السبب !!.. أسألوها مذا كانت تفعل هنا مع هذا المتشرد الحقير ؟!!..
إلتفتوا كلهم ناحية ميشيل بصدمه ..!
بينما أبعدت هي رأس ريكايل الذي كانت تمسكه بين ذراعيها على قدميها و أنزلته إلى العشب برقه ..!
وقفت و تقدمت ناحيتي و هي تطأطأ رأسها .. و ما إن وقفت أمامي حتى : أحمق !!!!!!..
هذا ما قالته مع صفعتها تلك التي جعلت وجهي يلتف إلى الجهة الآخرى !!!..
أنا السيد مارسنلي الذي لا يجرأ أحد على وضع عينه في عيني و أنا غاضب تأتي هذه الفتاة و تصفعني !!..
إلتفت ناحيتها و أمسكت بيدها لأصرخ بغضب : كيف تجرأين على ذلك ؟!!..
أجابتني بنبرة حاده مع عينين شرستين دامعتين : كنت أقول أنك لطيف و مهذب و لا يوجد شاب بمواصفاتك !!.. لكني إكتشفت أنك مجرد متعجرف أحمق !!.. قبل أن تفعل كل ما فعلته برايل كان عليك أن تعرف ما علاقته بي !!.. لست أنا الفتاة ذات الأخلاق السيئة التي تخطط على شابين معاً !!.. دعني إخبرك الآن .. ريكايل هو الذي أخبرتك بأنه يشبهك نوعاً ما في لقائنا الآول .. إنه أخي !!!..
.
.
.
أخوها !!!..
إتسعت عيناي بصدمه !!..
لا يمكن !!..
كان أخاها !!..
ريكايل هو شقيق ميشيل ؟!!..
.
.
.
تركت يدها و تراجعت إلى الخلف عدة خطوات و عيناي المتسعتان من هول الصدمه
سحقاً !!..
ماللذي فعلته ؟!!!..
بلا شعور مني ركضت ناحية الحديقة الأماميه مبتعداً عن أصدقائي !!..
لم أتوقف عن الركض فأنا أريد الهرب من المكان !!..
لقد كدت أقتله لأنه كان يتحدث إلى أخته !!..
لقد فقدت الآن ثقة ميشيل !!..
لقد أفسدت كل شيء !!..
تابعت الجري حتى وصلت مربض السيارات !!..
إنطلقت إلى سيارتي الحمراء !!..
أوه لا .. المفاتيح مع ريكايل !!..
تقدمت نحو السيارة بخطوات يائسه ..!
لا مفاتيح .. بالتأكيد لن أعود لهم كي أخذ المفتاح !!..
الوقت متأخر و لا توجد سيارات أجره ..!
..................................................

تسووووووووووووووووووووووب

نتوقف هنا ..!

هع هع هع .. أدري قصير بس في نفس الوقت مثير !!.. ^_^

ما رأيكم بالأحداث الجديده ؟!!..

بعد معرفة لينك بالعلاقه بين ميشيل و ريكايل .. أي تطور سيحدث يا ترى ؟!!..

أنتظر تعليقاتكم بفارغ الصبر ..!

تحياتي لكم ~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-13, 12:16 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

part 7

أغلقت الهاتف بعد مكالمة مع جيسكا أخبرتها فيها أن تبلغ والدتي أني لن أعود للمنزل اليوم !!..
أسندت رأسي إلى المقعد بتعب و أغمضت عيني ..!
بينما سمعتها تقول بهدوء : و الآن .. أين ستقضي ليلتك ؟!..
إجبتها بهدوء و أنا على وضعيتي : خذيني إلى أقرب فندق تاابع لشركتنا !!..
تنهدت بتعب : إرفع رأسك و دلني على الطريق !!.. أنا لا أعرف شوارع باريس جيداً ..!
زفرت بحنق و نظرة إلى الشوارع .. أظن أن أحد فنادقنا على مقربة من هنا ..!
دللتها عليه بصوت غاضب دون أن أرفع صوتي !!..
لذا قالت هي باستياء : ماذنبي أنا حتى تتحدث إلي هكذا !!.. أنا في وضع لا يسمح لي بالغضب حتى لا يتأذى طفلي القادم !!..
نظرت إليها بطرف عين لأقول بضجر : لولا أني كنت مستعجلاً .. لما طلبت مساعدتك !!..
تفاجأت بها توقف السيارة على جانب الطريق و ببرود : من يريد أن ينزل هنا و يبحث له عن سيارة أجرة يا ترى ؟!..
أطلقت تنهدية متعبه : كنت أمزح .. تابعي طريقك !!..
إبتسمت بمكر و قد نجحة الآن ..!
ماكره ..!
بعد صمت لم يدم طويلاً سألتني : حسناً أيها الشيطان .. لا تقل لي بأنك شوهت وجه الفتى ؟!!..
أدرت وجهي للنافذة و أنا أسند رأسي على المقعد خلفي : ربما !!..
لوهله .. تمنيت لو أن لوي هنا !!.. أظن أنه كان سيفهمني حينها !!.. على عكس ماثيو و دايمن اللذان غضباً فوراً من فعلتي !!..
أخرجت هاتفي و أتصلت به ..!
لكن .. لارد !!..
لاشك أنه مشغول بتصوير أحد المشاهد !!..
منذ صار ممثلاً و مغنياً كبيراً رغم سنه الصغيره لم أعد أتحدث إليه كثيراً .. خاصة بعدما إستقر في عاصمة أميركا .. واشنطن ..!
أعدت الهاتف إلى جيبي و قد إزداد غضبي : أكنت تحاول الإتصال بلوي ؟!..
إلتفتت ناحية ليندا باستغراب : كيف عرفتي ؟!..
إبتسمت بهدوء دون أن تلتفت نحوي : خمنت ذلك ..! أنت في حال سيئه و تحتاج إلى شخص تعلم أنه سينسيك حزنك ببضع كلمات ..! لويفان كذلك كما أنه أعز أصدقائك !!.. و حين غضبت لأنك لم تتلقى رداً تأكدت أنه لوي ..!
نظرت إلى الأمام و أنا أقول ببرود : إنه يصور فلماً في سويسرا ..!
لكني سمعت صوتها الحزين : من السيء أن تشعر بأن من تحبهم مشغولون عنك ..! روبرت دائماً يغلق على نفسه في الغرفة و لا يسمح لأحد بالدخول عليه حتى ينهي الفصل الذي بدأ بكتابته !!.. كاتب روايات مشهور مثل روبرت ليس عنده وقت لغير العمل إلا نادراً !!.. ذلك يجعلني باردةً إتجاهه غالباً ..!
أحزنني كلامها حقاً : ألهذا لم يعد معك هذه المرة من كندا ؟!..
أومأت بحزن : صحيح .. لأني في الشهر السابع فهذه قد تكون آخر فرصة لي بأن أركب الطائره .. أردت أن يولد الطفل في باريس فأخبرني هو بأن أسبقه و أنه سيلحق بي عما قريب !!.. لكنه منذ سافرت لم يتصل بي حتى !!..
تنهدت بحزن و أنا أقول لنفسي أن ليندا تحمل هماً أكبر من همي بكثير ..!
لذا أردت أن أغير الموضوع : صحيح بالمناسبه .. قلت أنك إن أنجبت فتى فستسمينه لينك .. مذا عن الفتاة ؟!..
إبتسمت بهدوء : إنني مغرمة بإسم لورينا .. من الرائع أن أناديها لوري ..!
إبتسمت بشك و أنا أقول : أتمنى حقاً أن أحبها عندما تولد !!.. أظن أني أكثر شخص يكره الأطفال في هذا العالم !!..
ضحكت ليندا بخفه : عندما تصير أباً فيجب أن تحب أطفالك !!..
صمت حينها .. ليندا ذات شخصية قوية جداً و متماسكة جداً ..!
لم أرى إمرأة بمثل ثباتها ..!
فرغم برود زوجها الغير محتمل إلا أنها لا تزال مرحة و لطيفه ..!
لكم أحسدها على هذه الشخصية المميزه !!..
( أنت إما شيطان أو شخص مهزوز الكيان ) !!!!..
سحقاً !!..
لما كلما نسيت تلك الجملة التي قالها السيد رافالي تقفز في ذهني فجأة كي لا إنساها ..!
أظن أنه يجب علي التفكير فيها جيداً ..!
............................................
إستلقيت على السرير الكبير بعد أن و دعت ليندا و شكرتها على إيصالي !!..
أشعر بتعب كبير .. إرهاق من التفكير !!..
في تلك اللحظه طرأت بفكري صورة لميشيل وهي تبكي بين يدي ريكايل !!..
بلا شعور مني صرخت : حقيران !!..
لا أعلم لما !!.. لكني وقفت و أمسكت بالوسائد و رميتها بكل مكان !!..
حالة غضب إعترتني !!..
إريد تحطيم كل شيء !!..
كنت أصرخ و أنا أرمي هذا و ذاك : تافه !!.. أحمق !!.. حقير !!.. ليس سوى مجرد خادم مشرد !!..
أنا مغتاض منه بشده !!.. لقد جعلهم جميعاً يستاؤون مني !!..
ميشيل ..!
ماثيو ..!
دايمن ..!
و حتى آندي !!..
ذلك شيء لا يحتمل !!..
لما أنقلب الموضوع ضدي ؟!..
تحطيم كل شيء حولي حين أكون غاضباً !!..
هذا ما حدث فبعد أن توقفت بعد عشر دقائق كانت الفوضى غير طبيعيه !!..
كانت الأشياء مبعثرةً على الأرض و أبواب الخزائن مفتوحه و السرير قد رميت أغطيته بعيداً ..!
بغضب أطفأت الأنوار و أستلقيت بإهمال على السرير ..!
ها أنا أفشل مع ميشيل كما فشلت مع أليس !!..
أووه .. أليس .. أليس .. أليس ..!
متى أنسى تلك الطفله ؟!!!..
لا أظن أني سأنساها .. لأنها السبب في كل ما اعانيه الآن !!..
........................................
فتحت عيني بتعب لأعلم بأن الصباح قد حل ..!
شعرت ببعض الألم في جسدي بسبب نومي بشكل فوضوي وهذا مالم أعتد عليه ..!
نظرت إلى ثيابي لأتفاجأ بأني نائم بملابس رسميه !!!..
لوهله .. تذكرت ما حدث ليلة الأمس ..!
نعم .. الحفله .. و الأخوان ميشيل و ريكايل .. و الإستياء من قبل أصدقائي .. و في النهايه ليندا التي أحضرتني إلى هنا !!..
آآآه .. كم كان الأمس سيئاً بالنسبة لي !!..
وقفت بتعب .. و أتجهت إلى الخزانه .. لم يكن فيها شيء سوا بجامة نوم !!..
أوووه لا .. لا يمكنني الخروج بهذا المظهر !!..
سحقاً !!..
فكرت في حل .. لم يكن لي سوى أن أتصل بأحد الخدم في القصر و أطلب منه إيصال بعض الثياب مع مفاتيح سيارتي إلى هذه الغرفة من هذا الفندق ..!
وهذا ما حدث !!..
دخلت إلى دورة المياه كي أخذ حماماً بارداً لينعشني ..!
و بعد حوالي خمسة عشر دقيقه خرجت و أنا أرتدي بجامة النوم .. الشيء الوحيد اللذي وجدته في أحد أدراج الخزانة الكبيره ..!
كنت أضع منشفة بيضاء على رأسي .. إستلقيت على السرير بتعب و أنا أفكر .. أو بالأحرى أتذكر ..!
,’,×’,’
جلست على ذلك الكرسي الصغير بمساعدة أمي .. لقد كان الأمر متعباً نوعاً ما ..!
لم تكتمل فرحتي بمغادرة هذه الغرفة أخيراً .. فالخوف من الأشياء خارجها كان يقلقني ..!
كطفل في السابعه .. أظن أنه من الصعب علي مواجة العالم بعد ما حدث ..!
شعرت بأمي تحتضنني بحنان و هي تهمس : لا تخف طالما أنا سأبقى معك ..!
و بنبرة طفولية سألت : لـ .. لن .. تتر .. كيني ؟!..
أومأت إيجاباً وهي تبتسم رغم الدموع التي تجمعت في مقلتيها الزرقاوتين : بالتأكيد لن أتركك .. إطمئن لينك فأمك لن تبتعد عنك أبداً ..!
رفعت رأسي لأنظر إلى عينيها و أنا لا أتوقف عن الإرتجاف حتى إنحنت لتقبل وجنتي بلطف مما جعلني أهدأ قليلاً ..!
إستدارت بهدوء ناحية السرير الأبيض في تلك الغرفة و أخذت البطانية الحمراء الصغيره .. تقدمت ناحيتي و وضعتها على قدمي وهي تبتسم : لنعد للبيت الآن .. الطبيب يقول أنك لم تعد بحاجة للبقاء هنا ..!
تمتمت بتساءل : ماما ..! إنه .. شـ .. شخص .. سيء .. صح ؟!!..
أومأت سلباً وهي تمسح على رأسي : لا .. أنت مخطأ يا عزيزي .. إنه شخص جيد و يساعد الناس كي يتخلصوا من ألامهم !!..
أنا أيضاً أومأت سلباً بإعتراض كبير و صوتي بالكاد يخرج : لا لا.. إنـ .. إنه .. سيء !!.. كلهم سيـ .. ـئون !!.. أنا .. لا أحـ .. حبهم !!..
تنهدت بحزن ولم ترد أن تجادلني في الأمر !!..
وقفت خلفي و أمسكت بمقبضي ذلك الكرسي المتحرك الذي كنت أجلس عليه !!..
دفعته بهدوء و هي تغادر الغرفة ..!
عند الباب كان هناك إثنان جاءا مع والدتي .. أحدهما مقرب جداً من الأسره !!..
لقد كان صديق عزيزاً على قلب أبي .. لذا كانت والدتي تقدره كثيراً ..!
إقترب مني ذلك الشاب .. لقد كان في التاسعة و العشرين من عمره : كيف حالك لينك ؟!..
لم أجب بل بقيت أنظر إليه بنوع من العدوانيه !!..
بدا عليه الحزن من نظراتي فقد كان يحبني كثيراً في السابق .. و أظن أني كنت كذلك !!..
علم بأني أخرجته من دائرة الأشخاص اللذين أثق بهم .. حقيقةً كان الشخص الوحيد اللذي تمكن من دخول تلك الدائرة هي أمي !!!..
نظرت إليه أمي بهدوء : أدريان .. هل كل شيء بخير ؟!!..
كانت تحاول تغير الموضوع فنظر إليها أدريان بهدوء : بالتأكيد سيده مارسنلي .. السيارة في الخارج تنتظركم .. و قد تدبرنا أمر تضليل رجال الصحافه !!.. لكن و كنوع من الحيطه سوف نخرجكم من الباب الخلفي ..!
أومأت أمي و الحزن باد في عينيها اللذي إتضح أنهما لم تذوقا طعم الراحة و النوم منذ أيام !!..
أراد الخادم الذي كان هو الشخص الثاني التقدم لدفع الكرسي عوضاً عن والدتي لكني رمقته بنظرة جعلته يتوقف في مكانه بينما قالت والدتي بهدوء عندما رأت نظرتي تلك : لا داعي لأن تدفع الكرسي فأنا سأفعل ذلك ..!
نظرت إلى الإمام و طأطأت رأسي بألم .. تلقائياً سالت دموعي و لم أستطع منعها !!..
بينما ربتت أمي على كتفي و همست لي : حبيبي .. لا بأس عليك ..! قلت لك بأن كل شيء سكون على ما يرام ..! صدقني لن يتكرر هذا مجدداً أبداً !!..
هذا ما قالته و دموعها هي الأخرى تسيل على وجنتيها ..!
مما جعل أدريان يتقدم ليقول بأحترام : سيدتي .. أنغادر الآن ؟!!..
أومأت والدتي إيجاباً وهي تدفع ذلك الكرسي المتحرك بينما كنت أجلس عليه بجسد يرتعش خوفاً !!..
’,’ × ’,’
قطع علي ذلك صوت الجرس ..!
يبدو أن ملابسي وصلت أخيراً..!
حاولت تناسي ما كنت أفكر به .. حين كنت وحيداً لا أثق بأحد كما يحدث معي الآن ..!
نظرت إلى الساعه .. إنها تشير إلى العاشره ..!
إتجهت إلى الباب و فتحته .. كان أحد الموظفين يحمل حقيبة ..!
أخذتها منه ووقعت على ورقة إستلامها و أغلقت الباب ..!
فتحتها لأرى بنطال جينز أزرق طويل مع قميص أبيض فاخر قصير الأكمام ..!
بدلت ملابسي بسرعة و قررت أن أنزل إلى المطعم لأتناول الفطور في الأسفل فقد شعرت ببعض الجوع ..!
لم أرد البقاء وحدي و تناول الفطور في الغرفه ..!
لذا رتبت نفسي و غادرت غرفتي ..!
أتجهت إلى المصعد و نزلت فور أن فتح باب المصعد رأيت الردهة الكبيرة أمامي ..!
هناك مكتب الإستقبال ..!
وفي زاوية أخرى توجد بوابة للدخول إلى صالة الحفلات ..!
هناك أيضاً عدة طاولات بلياردو .. و المطعم من جهة أخرى ..!
و مكان للجلوس و متابعة التلفاز حين تكون هناك مباريات كرة مهمه ..!
إنطلقت إلى وجهتي وفور أن وصلت أتخذت مكاناً إستارتيجياً على طاولة مطلة على الحديقة حيث بركة السباحة الكبيرة التي كان بعض الأطفال يسبحون فيها ..!
إنتبهت للنادل الذي وصل : طلباتك سيدي ..!
ببرود نظرت إلى المنيو أمامي و طلبت بعض الشطائر المتنوعه ..!
إبتسم ذلك الشاب بهدوء : و ماللذي تشربه سيدي ؟!.. قهوه ؟!.. شاي ؟!!. أم تريد النبيذ ؟!!..
إرتفع حاجباي بأستنكار : نبيذ !!!!..
هكذا قلت بنبرة مستنكره : نعم !!.. هل هناك شيء ما ؟!!..
ضربت على الطاولة بشدة و وقفت : منذ متى و الكحول موجودة في فنادق مارسنلي ؟!!!!!..
بدا الشاب متفاجأً : أنا جديد !!.. صدقني لا أعلم عما تتحدث !!..
إزداد غليان دمي لأصرخ : أين مديرك ؟!!.. أحضره إلى هنا فوراً !!..
كان الناس يراقبون الموقف مذهولين !!..
يتساءلون عن سبب غضبي هكذا رغم أنه أمر عادي في فرنسا ؟!!..
بذات النبرة قال ذلك النادل : لكن المدير لا يقابل أي أحد !!.. يجب أن يكون لديك إذن رسمي أيها السيـ ..!
قاطعته بغضب : ألا تعلم من أنا يا هذا ؟!!.. أنا هو السيد مارسنلي صاحب هذا الفندق !!..
شهق ذلك النادل متفاجأً بينما تابعت أنا بذات غضبي : ربما لا تعالم يا هذا بأنه من الممنوع بيع أو توزيع أي نوع من الكحول في أي فندق أو مطعمٍ من فنادق و مطاعم مارسنلي !!.. أين مديرك أخبرني حالاً ؟؟!!..
إبتلع ريقه بصدمة وهو يقول : إنه ليس هنا الآن .. سوف يعود وقت الظهيره !!..
سرت مغادراً المكان و أنا أقول : له عندي حساب عسير حين يعود !!..
.................................................. ....
هاهي سيارتي السوداء تنطلق بسرعة خاطفة بسبب غضبي اللذي إشتعل ..!
لاشك أنهم يفعلون هذا دون علم والدتي !!..
نعم .. هذا أكيد ..!
إنهم يتحايلون من أجل جلب المزيد من الزبائن و كسب الكثير من المال ..!
علي الآن التحرك حالاً لفعل شيء يوقفهم عند حدهم ..!
لذا أخرجت هاتفي و أجريت إتصالاً مهماً : مرحباً ..!
أجابني الطرف الآخر بإحترام كبير : أهلاً سيد مارسنلي .. كيف هي أحوالك ؟!!..
ببرود قلت : بخير .. أأنت في الشركة الآن ؟!!..
بنفس النبرة السابقه : لا .. هل أخدمك بشيء ؟!!..
تنهدت بتعب و أنا أقول : إسمع أدريان .. يجب عليك إنشاء لجنة تفتيش فوريه ..!
بدا بعض الإستغراب في نبرته : هل حصل شيء ما سيدي ؟!!..
بجد قلت و قد إتضح الغضب في داخلي : لقد تم بيع النبيذ في أحد فنادقنا .. إنه الفندق اللذي يقع بالقرب من حديقة برج إيفل !!..
إنفعل حينها وقد كان الإستياء واضحاً في صوته : متى حدث هذا ؟!!.. يجب أن يعاقب كل مسؤول عن هذا التصرف !!..
بهدوء قلت : سأتصرف مع مدير ذلك الفندق بنفسي .. أما أنت فقم بعمل هيئة تفتيش سريعة لكي نتأكد من خلو بااقي الفاندق و المطاعم من تلك الأشياء !!..
بحزم قال : بالتأكيد .. سأبدأ بالعمل على الفور !!..
أغقلت الخط حينها و تركت هاتفي بإهمال على المقعد الآخر بجانبي ..!
أدريان .. إنه الذراع اليمنى لأمي .. يمكنكم القول بأنه رقم إثنان في الشركه ..!
إنه في التاسعة و الثلاثين من عمره لكن خبرته بخبرة خمسين عام !!..
في الحقيقه .. أنا أثق به بشكل كبير رغم أني لا أظهر ذلك ..!
في طفولتي و بشكل ما بدا كأبٍ لي .. فهو دائم التواجد في منزلنا من أجل مناقشة أمور الشركة مع أمي ..!
بالنسبة لمن عاش طفولة بدون أب .. سيشعر بأن أي رجل يعامله بلطف و يلاعبه يكون مثل أبيه !!..
لكن .. المهم الآن هو منع أولائك الأوغاد من بيع الكحول هنا ..!
ربما تتعجبون من هذا الأمر .. لذا سأخبركم بالسبب ..!
أتذكرون حين ذكرت لكم قصة حبسي مع أليس في قبو ذلك المبنى المهجور ..!
بعد تلك الحادثه و حين رأت أمي كيف صرت بسبب أولائك الثملين عرفت مدى خطورة الوضع .. لذا منعت إدخال الكحول إلى أين من فنادقنا أو مطاعمنا .. يمكنكم القول أنه قد أصابها ما يشبه العقدة النفسيه .. فحتى في الحفلات التي تقيمها شركتنا لا يتم فيها توزيع النبيذ على الضيوف ..!
ذلك الآمر أراحني كثيراً .. ففي الحقيقة أشعر بالرعب كلما رأيت ثملاً في طريقي !!..
........................................
تناولت إفطاري في أحد المقاهي القريبة من حديقة برج إيفل .. ثم خرجت للتجول في تلك الحديقة حتى وقت الظهيره ..!
جلست على أحد المقاعد و بقيت أنظر إلى الناس هنا و هناك ..!
أطفال صغار يلعبون بمرح هناك ..! بقيت أنظر إليهم بهدوء و أنا أفكر بأني للأسف لم أحظى بطفولةٍ جيده !!..
و من الجهة الآخرى ذلك الشاب اللذي يتشابك الأيدي مع صديقته و يضحكان بسعاده ..! و أنا اللذي تشاجرت مع ميشيل ليلة الأمس فقط !!..
و هناك مجموعة الشباب اللذين يسيرون جنباً على جنب وكلن منهم يطلق النكت و الضحكات !!.. أظن أن أصدقائي غاضبون بحق علي الآن ..!
هه .. إبتسمت إبتسامة ساخرة و قد إكتشفت حقاً أني الوحيد اللذي لم يحضى بشيء حقيقي في حياته ..!
ربما أمي فقط هي الشيء الحقيقي !!..
نظرت إلى ساعتي لأرى أنها الآن الثانية عشر و النصف .. وقفت بحزم وقد قررت العودة إلى الفندق الآن من أجل التعامل مع ذلك المدير الحقير ..!
.................................................. ...
منذ دخلت إلى قاعة الفندق بدأ الكل بالتهامس من حولي و قد بدا الإطراب عليهم .. بالتأكيد سمعوا عن تسلطي على كل من يعمل في شركتنا ..!
إتجهت من فوري لمكتب المدير .. عند الباب كان هناك أحد الموظفين اللذي إبتعد من فوره دون محاولة منعي ..!
لذلك .. فتحت الباب و دخلت دون إهتمام لمن أمامي !!..
رأيت ذلك الرجل اللذي بدا في الأربعينيات يجلس خلف مكتبه و أمامه بعض الرجال يتحدث إليهم ..!
حين رآني .. قطب حاجبيه : ممنوع على الزبائن الدخول بهذه الهمجيه !!.. أظن أنه يوجد موظفوا إستقبال هنا !!..
تجاهلته و تقدمت بكل جرأة لأضرب على طاولة المكتب بغضب : أنت مطرود من عملك !!..
إبتسم بسخرية متجاهلاً أمري : و من أنت حتى تطردي يا هذا ؟!!..
هو حتى الآن لا يعرف من أنا ..!
لذا إبتسمت بمكر و أنا أقول : أنا ؟!.. أسمي لينك .. لينك جاستن مارسنلي !!..
إتسعت عيناه وهو يقول : مذا مذا ؟!!.. لم أسمع جيداً يا هذا !!.. إرحل فلا وقت لدي للعب مع طفل ..!
أخرجت بطاقتي المدنية و وضعتها أمامه .. أخذها و يداه ترتجف ..!
شهق بفزع ثم نظر إلي : أسف سيدي !!.. أرجوك سامحني على وقاحتي !!..
ببرود : قلت أنت مطرود !!.. غادر مكتبك حالاً !!..
برعب قال : لما ؟!!.. ماللذي فعلته ؟!!..
إبتسمت نصف إبتسامه : الست من قام ببيع النبيذ هنا ؟!!..
إبتلع ريقه وهو يقول : لكننا بهذا كسبنا المزيد من الزبائن !!.. أرجوك إننا نحقق أرباحاً بهذا !!..
إستدرت و أنا أقول بحزم : التعليمات هي التعليمات !!.. كان كل اللذي عليك هو تنفيذ الأوامر !!.. الأفضل أن تقدم إستقالتك بأسرع ما يمكن و إلا فلي تصرف آخر معك !!..
خرجت بعدها من الغرفة ببرود .. و أنا لا أعرف مذا حدث لذلك الرجل بعدها ؟!!..
..............................................
بعد أن تجولت في كل مكان من شوارع باريس كي أشغل وقتي في يوم العطلة الممل هذا .. ها أنا عائد إلى المنزل ..!
نزلت من سيارتي و رميت بالمفتاح على الخادم اللذي جاء لإستقبالي : نظفها .. أريدها لامعه !!..
أومأ بإحترام : حاضر سيدي ..!
سرت بهدوء ناحية باب القصر .. دخلت و من فوري إتجهت ناحية مكتب أمي حيث تكون هنا في هذا الوقت ..!
الساعة الآن التاسعة و النصف ليلاً ..!
طرقت الباب طرقتين ثم دخلت : أسعدت مساءاً أمـ ..!
لم أكمل كلامي لأني تفاجأت بما رأيته ..!
والدتي كانت تجلس على المقعد الجلدي الكبير خلف مكتبها .. و بجانبها تقف وصيفتها العجوز جيسكا التي لم تأثر التجاعيد كثيراً في نظرتها الصارمه ..!
ما أدهشني هو ذلك الفتى اللذي يقف أمام المكتب و قد إلتفت ناحيتي حين سمع صوتي ..!
كانت حاله سيئة فملابسه كانت مبهذلة و قد كان هناك شاش يلتف على جبينه و عينيه اليسرى كما كان هناك آثر كدمة زرقاء تحت عينه اليمنى و على يسار فمه كدمة صغيره حمراء ..!
أحقاً فعلت به كل هذا في بضع ثوان !!!..
لكن .. ماللذي جاء به ؟؟!!..
هتفهت أمي حينها : لينك .. أين كنت ؟!!..
إلتفت ناحيتها و قد أخذت لحظات حتى أستوعب بأن ريكايل قد أخبرها بكل شيء : أمي أنا ..!
قاطعتني حينها بقلق : بني رائع أنك بخير !!.. لقد قلقت كثيراً حينما رأيت ما حدث لريكايل ..!
تعجبت قليلاً منها .. فكرت في أن أعرف مالقصه : لما ؟!.. ماللذي حدث لريكايل ؟!!..
تكلمت هنا جيسكا بصوتها الصارم : يقول بأنه تشاجر مع بعض الصبية السيئين حين خرج للبحث عنك !!.. من الجيد أنك لم تصب بإذى سيد مارسنلي .. فإلينا كادت تموت من الرعب عليك حين تأخرت !!.. حتى أنك لم تجب على هاتفك !!..
إذاً لفق كذبه : آه .. في الحقيقة دعاني أحد الزملاء لسهرة في منزله .. و قد نسيت إخبار ريكايل بالأمر ..! كما أن هاتفي كان فارغاً من الشحن و لم أجد الوقت لشحنه !!..
قطبت أمي حاجبيها غير مقتنعه .. و قبل أن يبدأ التحقيق إستدرت و أنا أقول : تعال ريكايل .. لنتفاهم في أمر إصابتك .. يجب أن نقلل ساعات العمل بما أنك لست بصحة جيده ..!
ألقى التحية على والدتي و لحق بي ..!
إتجهت إلى المصعد وهو خلفي .. ركبنا معاً و ضغطت على زر الدور الثالث ..!
طيلة الوقت كنا ننظر إلى بعضنا دون نطق كلمة .. و كأننا نتحاور بالأعين !!..
وصل المصعد فأتجهت ناحية غرفتي وهو خلفي ..!
دخلت أنا أولاً فدخل و أغلق الباب من بعدي ..!
جلست على إحدى الأرائك و نظرت نحوه بشك : ما قصدك من قدومك إلى هنا و إختلاق تلك الكذبه ؟!!..
أجابني ببساطه : لا أذكر أنك طردتني من عملي !!!.. كان علي الكذب حتى لا أفقد وظيفتي .. كما أخبرتك لدي أسرة علي أن أصرف عليها ..!
نظرت إليه نظرة حذرة قبل أن أقول : وهل هي ذاتها .. أسرة ميشيل ؟؟!!..
ببرود قال : أيهمك الأمر ؟!!..
ذلك الحقير لا يريد الإجابه : أخبرني .. هل أنت شقيقها حقاً ؟!!..
بذات بروده لكن هذه المرة مع إبتسامة صغيره : ليس تماماً .. لكن لا تشغل بالك بهذا الأمر كثيراً .. لأني لن أتدخل بينكما في شيء !!!..
كان رده مفاجةً لي !!..
لم أتوقع أنه سيجيب هكذا .. ما قصده بـ ( ليس تماماً ) يا ترى ؟!!..
عموماً يجب علي أن لا أظهر له إهتمامي : إسمع يا .. ريكايل !!.. إن أردت أن تستمر بالعمل هنا عليك ترك حركات الأطفال تلك .. إلتزم بشروط وظيفتك !!..
إبتسم حينها بنوع من السخريه : هه .. هذا يعني أن العلاقة بيننا يجب أن تكون رسيمة !!.. لا أحب ذلك لكني مجبر !!..
قطبت حاجبي لكنه إستقام في وقفته و حنى رأسه ليقول بإحترام : أنا تحت أمرك سيدي !!..
إنه غريب الأطوار بالفعل !!.. لذا قلت كي أختبره : حضر الشاي .. و أحضره إلى هنا مع بعض البسكوت !!..
أومأ بذات الإحترام : حاضر سيد لينك ..!
رفعت حاجبي مستنكراً : ألم أقل إلتزم بالشروط !!.. ما مشكلتك مع سيد مارسنلي ؟!!..
تجاوزني وهو يضع نصف إبتسامة على شفتيه : أنا نفسي لا أفهم !!.. لكن هذا ما لا أستطيع فعله حقيقةً .. سيد لينك !!!..
................................................
مضى يومان .. لم أتحدث فيها إلى ريكايل .. فقط كنت أمره ببعض الأعمال دون نقاش و بكل رسميه ..!
حتى هو كان يقول سيدي فقط طيلة اليومين الماضين وقد كان منظبطاً بشكل واضح ..!
أمي حاولت أن تفتح معي مجرى تحقيق عما حدث بالضبط بعد الحفل لكني إستطعت تفادي أسألتها بطريقة أو بأخرى ..!
أدريان زارنا بالأمس وهو يحمل ملفاً فيه نتائج هيئة التفتيش اللتي وضعها .. لم يكن هناك أي مخالفات وهذا ممتاز جداً ..!
أخبرني أنه طرد مدير ذلك الفندق رسمياً أيضاً ..!
يفترض أن أشعر بالراحة .. خاصة أن أمي كانت مسرورةً لتصرفي المسؤول .. لأني و لأول مره أساعدها في عمل من أعمالها !!..
لكني حقيقةً .. كنت متضايقاً !!!..
لا أعلم لما ؟!!..
أتعلمون .. سأعترف !!..
أشعر بالذنب لما حدث لعلاقتي مع ميشيل .. بعد أن ضننت أني وجدت أخيراً الفتاة التي كنت أحلم بها !!..
كما أني أفتقد سخافة ريكايل هذه الفتره !!!..
الساعة الآن هي الثانية عشر من منتصف الليل .. و غداً مدرسه .. أنا لم أذهب اليوم لذا لا أظن أني سأذهب غداً أيضاً !!..
عموماً طلبت من خادمي أن يوقضني تمام الخامسة و إن كان لي مزاج سأذهب !!..
................................................
شعرت بأشعة الشمس تسطع على جفني المغلقين .. فتحت عيني بتكاسل لأراه يقف أمام الستارة وقد فتح جزءاً منها ..!
يرتدي بنطال أسود و قميص أحمر مع سترة سوداء ..إنها ملابسه المعتادة في العمل !!..
إلتفت ناحيتي و حين رأني أجلس فوق السرير بتكاسل قال بإحترام : إسعدت صباحاً سيدي ..!
بخمول قلت و أنا لم أفتح عيناي جيداً بعد : صباح الخير .. ريكايل !!..
تقدم بإتجاهي وهو يقول : لقد أخرجت ملابسك من الخزانة قبل قليل و جهزت لك الحمام الدافىء .. مذا تريد أن تتناول على الفطور ؟!.. السيدة خرجت في الصباح ..!
يعلم أنها عادة لدي أن أتناول الطعام في غرفتي إن كانت أمي غير موجوده ..!
رميت نفسي فوق الوسادة الطرية الكبيرة مجدداً : لا رغبت لي في الدراسة اليوم !!!..
بهدوء قال : كما تشاء سيدي .. إذاً سأغادر الآن .. متى تريدني أن أوقظك ؟!!..
عدت لأجلس و أنا أقول : توقف .. أريد أن أسألك و أجبني !!..
إستدار ناحية الستارة وهو يقول : إن كان الأمر يخص ميشيل فكما أخبرتك لا شأن لي بكما !!..
قطبت حاجبي : كيف تقول لا شأن لك ؟!!.. أليست أختك ؟!!..
أغلق الستارة وقال ببرود :ربما تكون أختي لكن هذا في البيت فقط !!.. أما إن أحضرتها يوماً إلى هنا فسأعاملها كصديقة لسيدي الذي أخدمه !!..
صمت كلانا للحظات .. لكنه توجه ناحية الباب ليغادر .. وقبل أن يتجاوز سريري : ريكايل .. لما وافقت على العمل هنا ؟!!..
توقف للحظات و نظر إلي مستغرباً : لم أفهم ..!
بجد كبير قلت : إذاً سأغير صيغة السؤال .. لما أنت مستمر بالعمل هنا ؟؟!!.. رغم أنك لاقيت المعاملة السيئة مني كثيراً .. كنت تستطيع إخبار والدتي بما حدث حقيقةً بعد الحفل !!.. أنت تعلم أنها ستصدقك خاصة مع وجود شهود غير أنها تعرف طباعي الشيطانية جيداً ..!
إبتسم نصف إبتسامة وهو يقول : لا تسألني !!.. أنا حقاً لا أعم لما أنا مستمر في خدمتك رغم ما ألقاه من إساءة و كلمات جارحه !!.. رغم ذلك .. أشعر أن هناك شيئاً يدفعني حقاً للبقاء !!..
لأول مره .. أشعر بهذا الشعور الغريب .. لا أعرف كيف أصفه لكني شعرت بالضيق و بالحزن .. أريد أن أعرف ما قصد هذا الفتى فقد أرتاح : أخبرني .. هذا كل ما أريده منك !!..
إلتفت ناحيتي ليقول بتردد : لا أعلم !!.. قلت لك لا أعلم !!.. لكن .. منذ رأيتك أول مرة شعرت بأنك لست طبيعياً !!.. أنت لا تتصرف على طبيعتك !!.. تكبرك .. غروروك .. حتى تسلطك !!.. كلها بدت لي كالتمثيل تماماً !!.. هناك شخصية أخرى خلف وجه الشيطان هذا !!.. لذا أردت أن أعرف ما نوعية تلك الشخصية الأخرى !!..
لا أخفي عليكم .. أني صدمت بعد سماعي لتلك الكلمات !!..
كأني كتاب مفتوح إستطاع هو معرفة كل حرف فيه و قراءته بشكل منظم !!..
لقد كان كلامه صحيحاً ولا أعلم كيف ؟!!!..
كل معارفي لم يعلموا بأمر تلك الشخصية المخفيه !!..
الشخصية المهزوزه !!!..
ماثيو و دايمن .. آندي و ليندا .. حتى لويفان !!..
كلهم كانو يصفونني بالشيطان !!..
لأني و كما أظن كنت ماهراً في تأديت ذلك الدور بجدراه !!..
لا أحد سوى من يعرفون بالقصة المأساوية التي حدثت لي في طفولتي يعلم بأن لي شخصيةً أخرى مختلفة تماماً و تبعد كل البعد عن الشياطين !!..
شخصيةً يملؤها الخوف .. القلق .. و الألم !!..
لذا بلا مقدمات : سأخبرك بكل شيء .. إني حقاً مدهوش من أنك لاحظت ذلك !!.. لكن .. ستخبرني عن نفسك و عن ميشيل بعدها ..!
بنظرات جادة قلت هذا الكلام .. ليقول بذات النظرات : موافق !!..
لا أعلم إن كنت قد إتخذت القرار السليم !!..
لكن لابد من المجازفه !!..
.................................................. .....

ستووووووووووووووووووب

نتوقف هنا ~

أول شيء .. كل عام و انتم بخير و مبارك عليكم عيد الأضحى المبارك ~

إن شاء الله إستناستوا مع الخرفان ؟!!..

بالنسبه لي مررررررره إستانست و إن شاء الله كلكم كذا ~

أما بعد : << قلبت خطبه !!..

رأيكم في البارت ؟!!..

وش تتوقعون يصير بين " لينك " و " ريكايل " في البارت الجاي ؟!!..

طيب شرايكم في طول البارت ؟!..

الشخص الجديد اللي إسمه " أدريان " ما إنطباعكم الأول عنه ؟!!..

+

لا تنسون التقيم ^_^ ~

تحياتي لكم ~

جانا ~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-13, 12:20 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

part 8

بعد أن غسلت و جهي و بدلت ملابسي جلست على الآريكة الطويله مستنداً إلى وسادتها الكبيرة الناعمه .. بينما وقف هو أمامي بهدوء و كله آذان صاغية لما سأقوله ..!
نظرت إليه نظرة خافته و أنا أقول : أولاً .. سأسألك .. هل كنت تعامل من تعمل لديهم كما تعاملني ؟!!.. أقصد ذلك التمرد الصادر منك دائماً ؟!!..
إبتسم نصف إبتسامة و بسخرية قال : لا .. لقد كنت منصاعاً للجميع عداك ؟!!..
قطبت حاجبي حينها : و ماللذي يميزني ؟!!..
إتسعت إبتسامته ليقول بذات النبره : لا أعلم .. لكن شيئاً في داخلي يقول ( ليس عليك أن تعامله برسميه .. أنه مثلك تماماً ) !!..
إزدادت حيرتي : مذا تقصد بـ " مثلك تماماً " ؟!..
هز كتفيه متسائلاً : من يدري ؟!.. لكني واثق من أن ذلك الصوت في داخلي غير مخطأ و أن علي أتباعه !!..
للحظات فكرت بالأمر .. ذلك الصوت في داخله .. أظن أنه مثل ذلك الصوت اللذي في داخلي و يقول لي ( عليك أن تجعله صديقاً .. هذا الفتى مثلك .. أخبره بما في داخلك و أرح نفسك ) كنت أشعر بشعور غريب .. طمأنينة ممزوجة بحزن عميق ..!
" إنه مثلك تماماً " .. " هذا الفتى مثلك "
سحقاً .. لا بد أن تكون أوهاماً !!..
لكن .. ذلك الصوت صادق .. سأجرب جعله صديقاً .. لن أخسر شيئاً .. إن لم ينجح الأمر .. فكل ما علي هو طرده بعيداً من هنا !!..
تنهدت حينها و نظرت إلى عينيه الخضراوتين لأقول : عليك أن تعرف بأنك أول شخص أحدثه بهذه القصه .. فلا أحد يعلم بها إلا قليلون ممن عاشوا أحداثها .. لا تسألني لما وافقت على إخبارك رغم أني لم أخبر أحداً قبلك فأنا حقاً أجهل الأمر ..!
أومأ بهدوء متفهماً الأمر .. بينما تنهدت و أغمضت عيناي للحظات ..!
بعدها فتحت عيني و نظرت إليه لأبدأ حديثي : كان هذا منذ عشر سنوات .. حين كنت في السابعه .. لا أذكر الأحداث بالتفصيل فمرور كل تلك السنوات أنساي بعض الأمور .. لكني سأخبرك بما أذكره !!.. بدأ ذلك عندما كنت ألعب لعبة الإختباء مع بعض الوصيفات ..!
إلتفت إلى الجهة الأخرى وهو يكتم ضحكته !!!..
تفاجأت : ماللذي يضحكك ؟!!..
إلتفت ناحيتي وهو يقول بصوت مكتوم بسبب تلك الضحكة التي لم تخرج : أنت تلعب مع الوصيفات !!!.. كم هذا مثير !!!..
أغاضني ذلك فأمسكت الوسادة الصغيرة بجانبي و رميتها على رأسه و أنا أقول بإستياء : كنت طفلاً حينها !!.. تعرف أنه ليس لدي أخوه لذا لم أجد غيرهن للعب !!..
تنحنح و أعتذر عن قلة تهذيبه ثم طلب مني أن أتابع .. لذا أكملت كلامي بهدوء : المهم أني إختبأت في صندوق إحدى السيارات لأني ظننت أنه المكان اللذي لا يمكن أن يجدني فيه أحد .. لم أنتبه إلا عندما شعرت بتلك السيارة تسير !!..
صمتت للحظات ثم تابعت : لم أرد أن يعلم أحد بأني إختبأت هنا حتى لا يتم توبيخي .. لذا بقيت صامتاً حتى شعرت بالسيارة تتوقف بعد عشر دقائق تقريباً .. سمعت بعض الأصوات و عرفت صوت جيسكا من بينها .. لم أرد أن تراني فقد كنت أخاف منها بسبب نظراتها الصارمه !!.. ألا ترا أنها مخيفه ؟!!..
أومأ يوافقني بعفويه : أنت محق !!.. إنها تذكرني بالعجائز المتغطرسات في الأفلام القديمه !!..
زفرت و قررت متابعة كلامي و أنا أشعر بالراحة لسبب أجهله : المهم أني إختبأت تحت غطاء كان موجوداً في صندوق السياره .. و عندما فتح أحدهم الصندوق و حمل بعض الأشياء إلى مكان ما .. خرجت مسرعاً لأكتشف أني في أحد الأحياء الهادئه .. أسرعت و أختبأت عند المنعطف لأرى ماللذي يحدث هنا !!.. عرفت أنه منزل جيسكا الخاص و قد كان هناك بعض عمّال الصيانه .. تذكرت بأنها أخبرت والدتي هذا الصباح بأمر ترميم منزلها و أنها تريد متابعة الأمر بنفسها .. لذا سمحت لها والدتي بالذهاب ساعة كل يوم إليه !!..
بدا عليه الحماس وهو يقول : و مذا فعت بعدها ؟!!..
تابعت بهدوء : لم أعرف مذا أفعل ؟!.. ساعة وقت طويل لذا قررت التجول في المكان و إستكشافه ثم العودة قبل موعد اللذهاب للمنزل .. كانت الساعة الرابعة عصراً .. لذا موعد العودة الخامسه ..! المهم في الموضوع أني رأيت مبناً مهجوراً من خمس طوابق .. أشغلني الفضول للدخول .. و حين أخذت أتجول فيه صعدت للسطح .. هناك إلتقيت طفله ..!
قطب حاجبيه : طفله !!!..
أومأت إيجاباً : نعم .. طفلة كانت أقصر مني بكثير .. وقد كانت تلعب هناك وحدها !!..
بإستنكار و سخرية قال : أهي شبح ؟!!..
أومأت هذه المرة سلباً : لا بالتأكيد !!.. لما تفكر هكذا ؟!!..
أجابني وهو يهز كتفيه ببساطه : لأنه من الغريب أن تلعب طفلة وحدها .. و في سطح مبناً مهجور !!!.. هذا غريب !!!!!..
تجاهلت كلامه و تابعت و أسند رأسي على الوسادة مجدداً : إذاً لأخبرك أني تعرفت إليها .. كانت لطيفةً حقاً .. لذا بدأت اللعب معها .. و قررت أن أتي كل يوم للعب هنا !!..
بدا عليه الضجر وهو يعلق : إذاً قررت اللعب مع شبح بدل اللعب مع الوصيفات !!!..
أزعجني كلامه فصرخت بغضب : إياك و الإساءة إليها !!!..
بدا متفاجأً من حماسي : أووه .. آسف حقاً ..! أخبرني عنها !!..
زفرت لأخرج الغضب اللذي إجتاحني فجأه : إسمها أليس .. و عمرها خمس سنوات ..!
صمت للحظات قبل أن أتابع : نعم .. وفيت بوعدي لها .. و كنت آتي كل يوم ساعة و ألعب معها .. أختبأ في صندوق السياره ثم أعود فيه .. لم يلاحظ أحد هذا لأن أمي كانت تذهب للشركة في ذلك الوقت .. أما الخدم فقد كانو يضنون أني في فراشي أنعم بوقت قيلولتي !!!.. كانت أياماً رائعه حقاً .. لكن و في اليوم العاشر من لقائي بها و اللذي كان منتصف الشهر أخبرتي بأنها تحب النظر إلى البدر المكتمل كثيراً لذا إقترحت عليها أن نأتي في الليل دون علم أحد و ننظر إلى القمر معاً !!..
صمت .. و طال صمتي .. لذا تساءل ريكايل بهدوء : و تقابلتما في الليل ؟!!..
أومأت موافقاً و أنا أنظر إلى يدي اللتي بدأت ترتجف و قد شددت قبضتي على بنطالي الأسود : نعم .. هربت من الباب الخلفي و الجميع نيام .. في منتصف الليل .. و ركضت إلى المبنى اللذي حفظت طريقه بطريقة ما .. كانت تنتظرني في السطح .. لذا شاهدنا القمر معاً و قد كان رائع الجمال حينها .. رغم الظلام المحيط بنا لم نشعر بالخوف بل بقينا نلعب معاً حتى الثانية فجراً !!.. و حين شعرنا أن الوقت تأخر و قررنا العودة إلى المنزل صدمنا بأولائك الأشخاص اللذين صعدوا إلى السطح !!..
أغمضت عيناي بشدة و أمسكت برأسي بينهما و قد بدأت أرتجف بلا شعور : بعدها .. أخذونا .. كانو مجانين .. لا أذكر .. لكنهما كانو يشربون طيلة الوقت .. حبسونا و منعونا من .. الشمس .. الطعام و الماء .. حتى الهواء النقي .. و حين علموا إني إبن لأسرة ثريه .. طالبوا بالفديه !!.. و حتى تصدق والدتي بإن إبنها معهم سمحوا لي بالتحدث إليها .. لا أذكر لكني صرخت و بكيت !!.. طلبت منها أن تنجدني فوعدتني بذلك .. الشرطة كانت تحاصر المكان لكن لم يستطيعوا الدخول لأنهم هددوهم بقتلي و قتل أليس !!.. كانوا عشرة .. لا بل أكثر .. لا أعرف عددهم لكنهم كانوا كثر !!.. شهر كامل مر .. و قد كنت أحاول أن أحمي أليس منهم بأي طريقه .. و في ذلك اليوم !!..
لم أستطع أن أتابع !!.. شعرت أن الكلمات لا تريد الخروج !!.. تلك المناظر اللتي تعصف في ذهني الآن تحبرني على ذرف الدموع .. لكني لم أرد البقاء صامتاً !!..
شعرت به يقول بهدوء : إن لم ترد المتابعة فلا بأس ..!
أومأت سلباً .. أريد أن أتابع حكاية تلك القصة له .. أشعر بأني سأرتاح بعداها ..!
طأطأت رأسي و أنا لا أزال امسكه بيدي .. أستعدت أنفاسي و تابعت بصوت شبه خافت مليء بالخوف : صحيح .. ذلك اليوم المرعب !!.. كان الأكثر رعباً في حياتي .. فقد حاول واحد منهم بل إثنان أخذ أليس مني .. هي كانت تبكي في حضني بينما كانت ذراعاي الصغيرتان تطوقها بشدة و أنا أرفض أن أتركها لهما إلا أنهما تمكنا من سحبها !!.. صرخت بهم ليتركوها لكن الآخر ركلني بشدة ليصطدم رأسي و جسدي بالحائط القذر خلفي !!.. شعرت بالألم و سقطت أرضاً .. أمسك أحدهم بشعري ليرفعني و همس لي بنبرة مرعبه " أأنت خائف !!.. إذاً إتركنا ننهي هذه الصغيرة حتى يعلم أولائك الحثالة في الخارج أننا جادون !!.. أما أنت ستبقى الصفقة الرابحة دوماً !!.. " إقشعر جسدي من تلك الكلمات التي يستحيل أن أنساها حتى لو مر مئة عام على سماعي لها !!.. تركني بعدها لأسطدم بالأرض القاسيه .. و حين فتحت عيني على صراخها .. كنت مرعوباً و أنا أراه يلوح بتلك السكين أمامها ولم يلبث أن غرسها في جسد تلك الطفلة الصغير !!.. صرخت بشده و أنا خائف .. مرعوب .. لقد قتلها أمامي بلا رحمة و لا شفقه .. أردت أن ينقذني أحد منهم !!.. فقدت وعي !!!!!!!!!.. و حين صحوت كنت في المشفى !!..
زفرت بتعب و قد تركت لدموعي حرية الجريان متجاهلاً وجود ريكايل و متجاهلاً و عدي لنفسي بأن لا اسمح لأحد برؤية دموعي أبداً !!..
و حين شعرت أنه سيتكلم تابعت لكي يصمت : كنت مرعوباً من أي شخص .. الطبيب و الممرضه .. حتى جيسكا و أدريان .. أمي كانت منهارة نفسياً لذا لم يسمحوا لها بمقابلتي .. لكن حين رأوا حالتي سمحوا لها بزيارتي .. لا أعرف كم من الوقت مر وهي تبكي و تحتضني بينما كنت أنا أغمض عيني بشدة في محاولة لطلب الأمان !!.. فقدت الثقة بالجميع تماماً عدا والدتي ..! كذلك فقدت القدرة على السير لمدة ثلاث أشهر تقريباً ..! أصبت بتردد حاد في الكلام بسبب الصدمه .. ذلك التردد لم يختفي إلا بعد سنوات !!.. و خلال بقية السنه لم أكن لأبتعد عن أمي للحظات خاصة إن كان هناك الكثير من الناس .. في الليل كنت أنام بقربها في السرير .. مجرد التفكير في ترك يدي الصغيرة لفستانها في حفلة ما كان يشعرني بالرعب ..!
صمت للحظات ثم تابعت بهدوء : لقد كان الأمر صعباً علي .. صورة أليس لم تبتعد عن ذهني لحظه لكني لم أتحدث عنها أمام أحد حتى والدتي لأني كنت أخشى أن يتهموني بأنني السبب و أنني لم أساعدها ..! قررت أمي أن تبعدني عن باريس لفتره .. ذهبنا إلى أسكوتلندا و في عاصمتها أندبره .. هي معروفة بأنها مدينة هادئة و حاضرية في الوقت ذاته .. كانت مناسبة لحالتي بطريقة ما ..! درست هناك المرحلة الإبتدائيه .. تعرفت على صديق هناك أسمه لويفان وهو أسكوتلندي من أم إنجليزيه .. كان الصديق الوحيد لي فقد كان الأطفال الآخرو يتجنبونني لأني لم أكن أتقن اللهجة الأسكوتلندية المعروفة بغرابتها .. كما أن ترددي في الكلام لم يكن يعجبهم .. و زاد الطين بله أنهم يعرفون أني فرنسي و لست مثلهم ..! بطريقة ما كان هو الوحيد اللذي تقبلني ..! و حين أتممت المرحلة الإبتدائية عدت إلى فرنسا و درست المرحلة المتوسطه و تعرفت فيها على ماثيو .. أما دايمن فقد كنت أعرفه منذ زمن لأنه أحد أقاربي .. و في الثانويه تعرفت إليك أنت ريكايل !!..
لم أنتبه إلا بتلك اليد التي ربتت على كتفي : آسف لتذكريك بذلك الماضي ..! لكن أتعلم أنت لطيف حقاً !!.. لطالما شعرت بأنك تخفي جانباً آخر .. و الآن ها أنا رأيته بفسي ..!
كان يجلس بجانبي على الآريكة ببتسامة لطيفة أراها منه لأول مره ..!
أوشحت بوجهي عنه و أنا أغمض عيني و أشعر بالخجل لسبب ما : دعك مني الآن .. لقد وعدتي أن تخبرني عن ميشيل ..!
إتسعت إبتسامته وهو يقول : حسناً .. ميشيل ليست أختي في الحقيقه .. لكنها تعتبرني في مكانة أخيها .. حين كنت طفلاً توفي والداي و عشت في ملجأ أيتام .. والدة ميشيل كانت عاملةً هناك و قد كانت المسؤولة عني .. و قد كانت دائماً تأتي بإبنتها معها إلى الملجأ ..! و لأن والدتها كانت تهتم بي قررت أني أخوها الكبير .. و أستمر هذا إلى هذا السن ..!
رفعت أحد حاجبي بإستنكار : إذاً لست أخاها كما توقعت .. أنتما لستما متشابهين أبداً !!!..
أومأ إيجاباً : صحيح .. لكنني أعتربها حقاً بمكانة أختي .. تستطيع القول أننا أخوة بالتربيه .. رغم أنها لم تولد إلا عندما كنت في بداية سنتي الثانيه ..!
قطبت حاجبي : إذاً قلت بأنك ستعاملها كصديقة سيدك إن أحضرتها إلى هنا .. هل كنت ستسمح لعلاقتي معها بالإستمرار ؟!!..
إبتسم بهدوء وهو يقول : في الحقيقه .. لقد شعرت منذ رأيتكما معاً في السيارة بأنكما مناسبان جداً لبعضيكما !!.. رغم أن عقلي كان يرفض ذلك !!.. أظن أن علي الإعتذار .. لقد سببت لك المشاكل معها !!..
تفاجأت من كلامه .. لم أعرف بمذا أرد .. لكن بما أنه الآن يعرف عني كل شيء فالتكبر لن يكون حلاً .. إبتسمت أنا الآخر بهدوء : لا .. أنا من يجب أن أعتذر .. أظن أني هشمت عظامك ذلك اليوم !!..
تفاجأت به يضحك لسبب أجهله .. كان يضحك و هو يقول : آهٍ لو أنك رأيت نفسك في ذلك الوقت !!.. كانت الغيرة تشع من عينيك و أنت تقوم بضربي !!.. يبدو أنك تغار عليها بشكل كبير !!..
إحمرت وجنتاي بشدة بعد كلماته الأخيره .. لكني حينها لم أستطع كتم ضحكتي أنا الآخر !!..
شعرت بأني مجنون و بأنه أكثر جنون مني !!..
يا إلهي ؟!!.. لما صرنا هكذا فجأة رغم أني بالأمس فقط كنت أكلمه بتعالٍ كبير ..!
أما الآن فنحن نضحك معاً كصديقي طفولة حميمين !!!..
هل تلك الأصوات في عقلينا هي السبب ؟!!..
لقد كانت صادقةً بأنه يجب أن أجعله صديقاً !!..
نعم .. أنا أشعر براحة كبيرةً الآن !!..
لقد قلت دائماً بأن هناك شيئاً ينقصني .. و الآن عرفته ..!
إنه .. شخص مثل ريكايل !!..
و حين كففنا عن الضحك قلت له بمرح : كنت أسمع ميشيل تناديك رايل في ذلك اليوم ..!
أومأ لي ببتسامه : صحيح .. إنه إختصار لأسمي ..!
قطبت حاجبي : ما أعرفه أن أختصار إسم ريكايل هو ريك و ليس رايل !!..
هز كتفيه بمرح : لكن ميشيل لا تناديني إلا برايل .. ذلك لأنها حين كانت طفله لم تكن تستطيع نطق كلمة " ريكايل " فقد كانت تنطقها " رايل " لذا إستمرت تنادييني هكذا و الجميع كذلك .. إعتدت على هذا الأمر ..!
تنهدت و أنا أسند رأسي مجداداً إلى الوسادة و أغمض عيني : إنها غريبة الأطوار حقاً !!..
إبتسمت بهدوء و ساد الصمت للحظات : لما ميشيل ؟!!.. لما هي من بين الجميع ؟!!..
فاجأني سؤاله فرفعت رأسي و نظرت إليه بإستغراب : لم أفهم ؟!!..
بنطرات جاده : سيد لينك .. أنت تعرف الكثير من الفتيات .. فلما أغرمت بميشيل وحدها من بينهن رغم أنها ليست ثرية كما أنها بسيطة الجمال ؟!!..
إبتسمت و أنا أجيب بهدوء : لأنها .. منذ النظرة الأولى .. تشبهها !!!.. شعرها البني متوسط الطول .. عيناها الواسعتان الزرقاوتان .. قامتها القصيره نسبياً .. تشبه أليس لحد كبير !!.. لدرجة أني حين رأيتها لأول وهله ظننت أن أليس لاتزال على قيد الحياة !!..
تفاجاء من كلامي ليسأل بلهفه : ياللمصادفه !!.. أتشبها إلى هذا الحد ؟!!.. أخبرني كيف إلتقيت بميشيل أول مره !!..
أجبته بهدوء : أنها تشبهها إلى حد كبير ..! سأخبرك لكن سأطلب منك طلباً ..!
لم يقل شيئاً و ملامحه تدل على تساءله عن طلبي .. باغته بالكلام : لا تنادني بسيد !!.. قل لينك فقط !!!!.. على الأقل إن كنا وحدنا !!..
ظننت أنه سيتفاجأ لكن إبتسامته تلك صدمتني : و أنت أيضاً .. نادني رايل .. لينك !!!..
شعور غريب إجتاحني .. و كأني و جدت نفسي الضائعه .. أخيراً صار هناك شخص يمكنني قول كل ما في نفسي له !!..
أو كما يسميه البعض .. صندوق الأسرار ..!
فبعدما أخبرته بسر طفولتي لم يعد هناك داعٍ لكل ما قد أفعله من أمور سيئه لأنه يعرف شخصيتي الحقيقيه : إذاً رايل .. دعني أخبرك كيف كدت أصدم ميشيل في ذلك اليوم !!..
بدأت أحكي له عن لقائي الأول و الثاني بميشيل ..!
كنتا نستمر بالضحك خاصة حين أتحدث عن قصة الفستان و كيف إشتريته لها دون أن تعلم !!..
و أخيراً وجدته .. الشخص اللذي سأكون معه كما أنا ..!
ريكايل .. أو بالأحرى رايل .. سعيد بمعرفتك !!!..
..................................................
خرجت من المنزل بصحبة ريكايل بعد أن دعوته لتناول الفطور في أحد المطاعم ..!
لذا ها نحن في سيارتي الفراري الحمراء التي أفضلها على البقية .. وقد كان هو يتولى القياده ..!
دللته على طريق المطعم الذي تناولت فيه العشاء مع ميشيل في لقائنا الأول ..!
وها نحن في طريقنا إليه نتبادل بعض الأحاديث : الآن أريدك أن تخبرني .. ماللذي كنت تتحدث فيه مع ميشيل في ذلك اليوم ؟!!.. لا تعتبره تطفلاً لكني أريد أن أرتاح من الموضوع اللذي أرقني طويلاً ..!
تفاجأة به يطلق ضحكة مرحة إستمرت طويلاً بينما كتمت غيضي !!..
كف عن الضحك حين رأى تعابير وجهي المستاءه : أوووه أعذرني .. لم أقصد ذلك حقاً .. لكني سأخبرك بالأمر !!.. هناك مجموعة شبان يزعجون ميشيل دائماً .. وفي إحدى المرات تشاجرت معهم و أصبت إصابات بالغه !!.. لذا حين سألتها عنهم في المرة السابقة و إن كانو قد توقفوا عن إزعاجها رفضت إخباري حتى لا أتشاجر معهم !!.. غضبت و صرخت بها لذا بدأت بالبكاء بسبب حساسيتها الزائدة !!.. و حين شعرت بالذنب حاولت تهدأتها لكنك ظهرت من العدم حينها !!!!.. و أنت تعرف الباقي !!!..
تنصمت في مكاني للحظات مصدوماً من ذلك الكلام !!..
لم أفكر مجرد التفكير في أن الأمر يسير على هذا النحو !!..
لكني بلا شعور ضحكت كالمجنون و أنا أقول : كان الأمر هكذا !!.. يا إلهي لم يكن علي التهور !!!.. يالي من أحمق !!..
توقفت السيارة فقال هو ببتسامه : حسناً يا من تدعو نفسك بالأحمق .. هاقد وصلنا ..!
نزل فنزلت أنا الآخر و دخلنا معاً إلى الداخل و نحن نتبادل الضحكات ..!
إستقبلنا النادل وهو يقول : أهلاً بك مجدداً سيد مارسنلي .. أرجوا أن تكون بأفضل حال ..!
تجاهلت كلماته المنمقة و أنا أقول : أريد موقعاً إسترتيجياً .. أرسل لي المنيو بسرعه فأنا مستعجل ..!
أومأ بإحترام : بالتأكيد سيدي .. تفضل معي من فضلك ..!
لحقت به و خلفي ريكايل اللذي كان يتطلع في المكان بشغف ..!
جلسنا على إحدى الطاولات قرب النافذه .. و أحضر لي المنيو لأطع الفطور ..! إخترت فطيرة تفاح متوسطة الحجم مع كأس من الشاي .. بينما طلب ريكايل طبقاً من السجق و البيض مع عصير البرتقال ..!
كان يتطلع في المكان و هو يقول : إنه مطعم فاخر بالفعل .. أتأتي إلى هنا دائما ؟!!..
أومأت إيجاباً : نعم .. إنهم يعدون معكرونه إيطاليه مميزه ..! ذكرني بأن أدعوك لتناولها في القريب العاجل ..!
نظر إلي بإستغراب : بمناسبة الحديث عن هذا الموضوع .. أرى أنك لا تضيع يوماً دون أن تتناول تلك المعكرونه !!.. أتحبها إلى هذا الحد ؟!!!..
إبتسمت بهدوء و أنا أجيب : كثيراً .. في الحقيقه حينما كنت صغيراً أخبرتني أمي بأن المعكرونه الإيطاليه كانت أفضل طبق عن والدي اللذي درس في إيطاليا فترة من الزمن فأغرم بها .. و قد كان يتناولها بشكل يومي !!.. حين تذوقتها شعرت بمدى لذتها .. أظن أني أعتبر مدمناً الآن ..!
قطب حاجبيه متعجباً : هكذا الأمر !!.. أنت غريب حقاً !!..
بذات إبتسامتي قلت : حسناً .. أظن أنك محق .. لكن صدقني ستحبها ..!
إبتسم بهدوء : أتطلع لذلك حقاً ..!
.................................................. ............
بعد فطور أستطيع إعتباره مميزاً عدنا إلى السياره ..!
من الممتع حقاً تناول الطعام مع بعض الأصدقاء ..!
لم أشعر بهذا من قبل حتى مع ماثيو و دايمن و لا حتى لويفان !!..
ربما لأن ريكايل هو الشخص الوحيد اللذي إستطعت أن أحكي له عن طفولتي ..!
أغلق باب السيارة وهو يقول : و الآن .. إلى أين نذهب ؟!!..
فكرت للحظات قبل أن أقول : أمممم .. لنذهب للمكتبه .. سوف أستعير بعض المراجع لأن لدي بحثاً يجب تسليمه غداً إلى أستاذ التاريخ ..!
حرك السيارة وهو يقول : بحث ؟!!.. أهو صعب ؟!!..
أسندت رأسي إلى المقعد : أمممم .. ليس صعباً جداً .. لكنه طويييييييييييل !!..
عنوانه ( حضارة الرومان الأسطوريه ) لقد طلبه منا الأسبوع الماضي .. و غداً آخر يومٍ للتسليم !!.. إني حقاً مهمل !!..
بهدوء علق : آها .. إذاً عن حضارة رومانيا !!.. حظاً موفقاً ..!
إبتسمت بهدوء : لا تقلق فأنا أسطيع فعلها في وقت قصير .. لقد قرأت كثيراً عن حضارة روما ..! لذا لا مشكله !!.. آه .. بعد المكتبه لنذهب لحديقة برج إيفل .. المكان يكون مليئاً بالناس بعد خروج الطلاب من المدارس ..!
زاد السرعة وهو يقول بحماس : حسناً .. إذاً يجب أن نعود بعدها للمنزل بسرعة حتى تنهي بحثك !!..
قطبت حاجباي : مذا ؟!!.. لن أعود إلا في المساء !!..
إبتسم بمكر : لكني سأجبرك على العودة قبل ذلك !!.. لم يكن عليك إخباري بأمر بحثك !!!.. أنا أعتبر نفسي مسؤولاً عن كل أعمالك لذا سنعود مبكراً للمنزل !!..
جعلني كلامه أشعر بالإحباط !!.. طيلة حياتي لم يكن هناك من يجبرني على فعل أعمالي في وقتها !!..
يبدو أنه الآن سيكون لي بالمرصاد ..!
و لا أعلم لما لا أريد منعه من ذلك !!!!..
................................................
خرجت من المدرسة بعد أن إستعرت المراجع التي أحتاجها .. ركبت السيارة بعد أن وضعت الكتب في المقعد الخلفي : أرجوا أني لم أتأخر ..!
ببتسامة أجابني : لا .. لم تتأخر كثيراً ..! إذاً لنذهب إلى حديقة البرج ..!
أومأت إيجاباً .. إنطلق بعدها بالسيارة و بقينا نتحدث طوال الطريق عن أمور عادية ..!
لكني سألته حينها : صحيح .. أنت لم تخبرني بإسمك الكامل رايل ؟!!..
إبتسم بهدوء وهو ينظر إلى طريقه : أدعى ريكايل براون .. كما ترى لست من أسرة مشهوره .. لكني أعيش حياةً لا بأس بها ..!
لم أعلق على الموضوع .. بل سألته حينها : أخبرني .. ما تاريخ ميلادك ؟!!.. لا أعلم لما لكني ما إن أتعرف إلى شخص حتى أسأل الكثير من هذه الأسإله ..!
ضحك بخفة وهو يقول : حقاً غريب .. تتصرف كالأطفال !!.. هاهي إذاً طبيعتك .. شيطان في المظهر لكنك طفل من الداخل !!..
بحيرة قلت : أأعتبره مديحاً ؟!!..
ببساطة أجابني : يمكنك ذلك ..! عموماً أنا من مواليد الثالث من إبريل لعام 1994 ميلادي !!..
بدا الذهول علي و هتفت بسرعه : لا يعقل !!.. أنا من مواليد الثامن من إبريل لعام 1994 ميلادي !!..
ضحك حينها و هو يقول : هذا يعني أني أكبر منك بخمسة أيام فقط .. ياللمفاجأه !!!..
إبتسمت حينها بعدم تصديق : كنت أظن أن بيننا بضعة أشهر .. سواء أكنت أكبر أم أنا لكن مسألة أنك أكبر مني بخمسة أيام فقط فاجأتني ..!
لم يعلق على الموضوعه بل قال : هاقد وصلنا ..!
نزل من السيارة و نزلت خلفه .. بدأنا التجوال في الحديقة و إستنشاق الهواء النقي : أرى الكثير من طلاب مدرستك هنا !!..
هذا ما قاله ريكايل بنوع من الإستغراب فأجبته و أنا أنظر إلى بعض الطلاب من مدرستي هنا و هناك : هذا طبيعي .. المدرسة قريبه من هنا و الكثير من الطلاب يأتون كي يرتاحوا بعد يوم دراسة ممل .. أرى الكثير منهم يومياً هنا .. و أنا كذلك آتي أحياناً ..! أما سبب قدومهم بزي المدرسة هو التفاخر ..!
رفع أحد حاجبيه بإستنكار : تفاخر ؟!!..
أومأت إيجاباً و أنا أقول : ثانوية مارسنلي من أرقى الثانويات في باريس إن لم تكن الأرقى كما أن رسوم الدخول إليها عالية ..! لذا فكل طلابها يشعرون بالفخر لإنتمائهم إليها ..!
تنهد بتعب وهو يقول : أنتم الأغنياء بصعب فهمكم ..!
قبل أن أعلق على كلامه إنتبهت لذلك الصوت اللذي أعرفه جيداً : من ؟!.. مارسنلي !!.. ظننتك طريح الفراش فقد تغيبت عن المدرسة بالأمس و اليوم ..!
نظرت إلى صاحب الصوت ببرود : تيموثي .. لا تشغل بالك فأنا بخير ..! لم أرغب بالحضور للمدرسة و حسب ..!
كان يسير برفقة روزاليندا التي قالت بنبرتها المغرورة ذاتها : كيف حالك سيد مارسنلي ؟!!..
إبتسمت بهدوء : حالي جيده .. مذا عنك ؟!.. أرجو أن تكوني بأفضل حال آنسه دايفيرو ..!
بذات إبتسامتها و نبرتها التي تماثل نبرة الفتيات الراقيات عادةً : أنا بخير كما ترى .. أشكرك على إهتمامك ..!
إنتبهت إلى تيموثي اللذي كان يحدق بريكايل ليقول : من هذا الشاب الوسيم لينك ؟!!.. لا يبدو حارساً شخصياً ..!
ترددت في البداية لكني بعدها قلت بهدوء : إنه خادمي و حسب .. ريكايل لنذهب الآن .. عن إذنكم يا ساده ..!
تجاوزتهما فتبعني رايل حالاً و حين إبتعدنا : من هذا الشاب المتملق ؟!!..
ضحكت على وصفه له و قلت بنبرة هادئه : إنه تيموثي برايان .. عدو طفولتي !!..
إستنكر كلامي الأخير : أظن أن الناس تتخذ صديق طفولة لا عدو !!..
تهدت بملل و أنا أقول : لكنه حقاً عدوي اللدود !!.. كم أكره ذلك الشاب .. و هو يبادلني ذات المشاعر !!..
أنهى ذلك الحوار بكلمة مختصره : آها .. هكذا إذاً ..!
تابعنا سيرنا و نحن نتحدث في عدة أمور مختلفه .. و قد كان الكثير من الطلاب يلقون التحية علي حين لقائي و أردها لهم ..!
بعد فترة من السير قررنا العودة للسيارة و بعدها العودة للمنزل ..!
...............................................
نزلت من السيارة و أتجهت إلى باب القصر .. بينما ذهب ريكايل كي يضع السيارة في المرآب ..!
قررت أن أتوجه في البداية إلى مكتب والدتي كي إلقي التحية عليها ..!
الساعة الآن هي الثانية بعد الظهر ..!
وصلت إلى الباب وحين رفعت يدي لكي أطرق : لا تحاول إقناعي .. لم يحن الوقت المناسب بعد !!..
لم أطرق الباب فنبرة أمي و كلماتها تلك لم ترحني .. قررت أن أسمع باقي الحديث رغم أنها عادة سيئه !!..
- سيدتي أرجوك .. لقد صار في السابعة عشر الآن .. كلما تأخر في ذلك سيكون الأمر أكثر تعقيداً !!..
صوت ذلك الرجل كان مألوفاً .. إنه أدريان سميث مدير أعمال والدتي ..!
لقد كان يقصدني بالتأكيد .. ماللقصه ؟!!..
- أدريان .. قلت لك لا و ألف لا !!.. هو لا يزال غير مستعد لذلك !!.. لو أنه يوافق على الطبيب النفسي لكنت قد أخبرته فور أن تتحسن حالته النفسيه !!.. أما الآن فلا !!..
- هو لم يعد ذلك الطفل الصغير اللذي يخاف حتى من ظله !!.. لقد تغير الآن و كما ترين حالته النفسية جيده و غالباً ما أراه يضحك و يمرح !!..
- أنت لا تعرف شيئاً !!.. لا أحد يعرف لينك أكثر مني !!.. حتى و إن كان في السابعة عشر فهو لا يزال طفلاً في عيني !!..
- سيدتي .. هذا لن يغير شيئاً في الحقيقه .. أنتي وعدتي السيد جاستن قبل وفاته بأنك ستخبرينه حين يصير السيد لينك في الخامسة عشر !!.. لقد مضت سنتان ..!
- ذلك قبل أن يحدث ما حدث !!.. لو أنه لم يتعرض لتلك الحادثة في طفولته لكنت أخبرته !!.. لكن تلك الحادثة هزت كيانه !!.. أرجوك إفهم هذا يا أدريان !!..
لم أعد أريد سماع المزيد ..!
شردت في ذهني للحظه .. ليست المرة الأولى التي أسمع فيها كلمات مشابهه !!..
خبر مخفي سيحزنني و يجب أن أعلم به !!..
لطالما سمعت نقاشات كهذه بين أدريان و أمي و جيكسا و حتى العم رونالد رافالي !!..
لكني دائماً أسمعها بالصدفة و كأنهم لا يريدون مني أن أعلم بالأمر !!..
أشعر بالإنزعاج ولا أريد سماع المزيد ..!
ذلك ما جعلني أطرق الباب حينها .. توقف كلٌ منهما عن الحديث ..!
فتحت الباب بعد سماع إذن والدتي .!
دخلت و أغلقته من بعدي ..!
و حين نظرت ناحية المكتب حيث كانت والدتي تجلس على مقعدها الفخم خلفه .. إنتبهت لوجهها المحمر وقد إتضح أنها مسحت دموعها للتو ..!
رغم ذلك كانت مبتسمةً و سألتني : كيف حالك اليوم يا عزيزي ؟!..
حاولت رسم إبتسامة صغيره : بخير .. مذا عنك أمي ؟!!..
بذات إبتسامتها : إذا كنت بخير فأنا كذلك ..!
إلتفت ناحية أدريان اللذي حنى رأسه قليلاً : طاب يومك سيدي ..!
بهدوء وقد زالت إبتسامتي : طاب يومك أنت أيضاً ..!
أدريان كالعاده .. ببدلته الرسميه و شعره الشقر الطوي قليلاً و اللذي يصففه إلى الخلف بطريقة تجعل منه جذاباً ..!
لطالما كان أنيقاً و محافظاً على وسامته .. هو طويل القامه و عريض الكتفين قليلاً ..!
ذلك الجسم الرياضي زاد من وسامته و جاذبيته أكثر !!..
كثير من الوصيفات هنا في القصر معجبات به .. خاصةً أنه يقضي الكثير من الوقت هنا كي يناقش والدتي في أمور الشركه ..!
عدت لأنظر لوالدتي و أبتسمت : آه .. أمي هلي أن أقول شيئاً ؟!!..
وقفت و تقدمت ناحية الأريكة الطويلة التي وضعت في وسط الغرفة و جلست عليها : بالتأكيد .. تعال إلى هنا يا بني ..!
تقدمت بخطوات مترددة و جلست بجوارها فطلبت مني أن أخبرها مالأمر ؟!..
ترددت للحظه لكني قررت : حسناً .. يمكنني القول ..! آه .. بخصوص ما كنتما تتحدثان فيه قبل دخولي ..!
راقبت ردة فعل أمي بدقه ..!
لا حظت التوتر و الصدمة الضعيفة التي بدت عليها : إن كان هناك ماتخفينه عني أخبريني !!.. في الحقيقه .. ليست المرة الأولى التي أسمع فيها كلاماً مشابهاً !!..
صمتت و أبعدت و جهها عني كي لا أرى الصدمة على وجهها ..!
ماللذي تخفيه عني يا ترى ؟!!..
الأمر بالغ الأهميه و الدليل أنها و عدت أبي قبل وفاته بإخباري !!..
و أدريان أيضاً .. تدخله في أمر كهذا يزعجني بعض الشيء !!..
لكن والدتي لم تلبث أن إلتفتت ناحيتي وقد رسمت إبتسامة صغيره : عزيزي لينك .. لا تشغل بالك !!.. ستعرف كل شيء في الوقت المناسب !!..
لم تضف كلمة أخرى .. بدى أنها تريد مني أن أنسى الأمر بأسرع ما يمكن ..!
لم أرد أن أضايقها أكثر قلت أنا أرسم إبتسامة صغيره : كما تريدين .. سأذهب الآن فلدي بعض الدروس !!.. لا تتنظريني على الغداء فأنا لا أشعر بالجوع ..!
غادرت الغرفه .. لكني وقفت عند الباب بعد أن أغلقته ..!
سمعت صوتها بعد لحظات : يا إلهي .. إزداد الأمر تعقيداً ..!
- شككت أنك ستخبرينه الآن !!.. يفضل أن تخبريه قبل أن يتكرر هذا الموقف مرة أخرى و تحدث مشكله !!..
سرت مغادراً المكان .. لم أعد أريد أن أعرف المزيد ..!
ففي الحقيقه .. أنا خائف من معرفة ذلك السر !!..
أحياناً أقول لنفسي أني لا أريد أن أعرفه أبداً ..!
و أحياناً أخرى أتمنى أن أعلم ماهو !!..
حسناً .. أريد أن أنساه الآن لذا يفضل أن أذهب لغرفتي كي أبدأ بكتابة البحث !!..
.................................................. ............
ياميروووووووووووووووووووو وووو

سنتوقف هنا ..!

طيب .. بما أن ريكايل و لينك
بقدرة قادر صاروا سمنه على عسل

أولاً : هل تعتقدون أن هذه الصداقه ستستمر لفتره طويله ؟!..
ثانيا: مذا سيكون إنطباع ميشيل
لما تدري بالموضوع ؟!..
ثالثاً : و أخيراً كشف الماضي التعيس للشاب الوسيم لينك مارسنلي
.. ما رأيكم ؟!..
رابعاً : الموضوع اللذي كان أدريان و السيدة مارسلني
يتحدثان فيه في النهايه .. ماهو بإعتقادكم ؟!!..

وبس ~

+

أنتظر تعليقاتكم بفارغ الصبر *_^

جانا


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-13, 12:28 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

Part 9
وضعت الحاسوب المحمول على المكتب .. و المراجع التي أستعرتها من المكتبة بجانبه .. و كذلك مجموعة الأوراق التي سأكتب عليها بعض الملاحظات !!..
سمعت صوت ريكايل اللذي كان في المطبخ التحضيري : لينك .. أتريد الشاي ؟!!..
رددت عليه و أنا أشغل الحاسوب : نعم ..! أضف الحليب إليه !!.. و
ضع بعض الكوكيز في صحن معه !!..
أجابني بأنه سيفعل ..!
إنغمست بعدها في كتابة البحث ..!
مضت خمسة عشر دقيقة و أنا منهمك لا أشعر بمن حولي : تفضل ..!
أيقضني من إنهماكي صوته وهو يضع صينية فيها كوب شاي بالحليب و بعض الكوكيز بالشوكولا على المكتب .. إبتسمت له : شكراً رايل ..!
بادلني الإبتسامه : سأذهب الآن لإنهاء بعض الأعمال .. إذا إحتجتني فأتصل بي !!..
أومأت إيجاباً فذهب .. عدت أنا لإكمال ما بدأت به و أنا أرتشف من كوب الشاي كل برهه ..!
بعد ما مضى الكثير من الوقت ..!
هاقد أنهيت بحثي أخيراً !!..
نظرت إلى الساعة بعدما أطفأت حاسوبي .. إنها تشير إلى الرابعه و الربع !!..
يبدو أنه قد مضت ساعتان ..!
وقفت و أغقلت تلك الكتب و وضعت مذكرة البحث في حقيبتي المدرسيه كي أسلمه غداً !!..
رن هاتفي في تلك اللحظه .. نظرت إلى أسم المتصل لأرى أنها والدتي ..!
لاشك أنها في الشركة الآن : مرحباً ..!
سمعتها تجيب علي : لينك أأنت في المنزل ؟!..
إتجهت إلى الشرفة التي في غرفتي و جلست على المقعد : نعم .. أهناك أمر ما ؟!..
أجاتبني وقد بدا صوتها طبيعياً جداً على عكس ما كان حين كنت عندها في المكتب هذا اليوم : حسناً بني .. لقد دعوت آل رفالي لتناول العشاء عندنا اليوم ..! لذا لا تغادر المنزل هذا المساء .. جيد ؟!!..
مصيبه !!.. هذا يعني أن آندي و دايمن سيران ريكايل !!.. أنا حتى الآن لست مستعداً لذلك خاصة أنهم يظنون أني طردته !!..
لم أعلم كيف أجيب .. طال صمتي : بني أهناك مشكله ؟!!..
كانت أمي !!.. فكرت للحظات .. لأقول : تسعدني زيارتهم لكن ..! أستطيع أن أقول ..! آه .. لقد تشاجرت مع دايمن منذ يومين و أنا لا أعلم كيف سؤاجهه الآن !!..
بدا الإستغراب في نبرتها : مذا ؟!!.. ليست المرة الأولى التي تتشاجر فيها مع دايمن !!.. عموماً إسمع .. أخبرتني كاثرن بأن دايمن لن يحضر فقد إتفق مع إبنة مردستن على الذهاب إلى حلفة عند أقاربها .. لذا لن يحضر !!.. آه صحيح .. آندي أيضاً ذهبت مع بعض صديقاتها إلى السينما .. إتفقت معهن منذ فترة لذا لم تستطع الإعتذار منهن !!..
إذاً دايمن مع فلورا و أندي في السينما !!..
عادة أستاء إذا سمعت كهذه الأخبار .. لكني هذه المرة زفرت براحه : لا تقل لي أنك قد تشاجرت مع آندي أيضاً ؟!!..
إنتبهت لصوت أمي اللذي كان مليئاً بالشك : بالتأكيد لا !!.. مؤسف أنها لن تحضر !!..
قلت هذا بتصنع و أنا متأكد أن أمي لاحظت ذلك .. لذا أسرعت بالقول : إذاً أمي .. أراك مساءاً .. علي إنجاز بعض الأعمال الآن !!..
ودعتني حينها فأغلقت الخط .. إسترخيت على الكرسي و أنا أشعر بالراحه !!..
بما أن أندي و دايمن ليسا هنا فلا بأس !!..
أيقضني من شرودي طرق على باب غرفتي : تفضل ..!
دخل رايل و نظر إلي بهدوء : يبدو أن بعض الضيوف سيأتون الليله !!..
أومأت إيجاباً : نعم .. كيف عرفت ؟!!..
تقدم أكثر حتى وصل إلي و وقف بجانبي : سمعت إحدا الوصيفات تطلب من السائق أن يحضر بعض الأشياء الناقصة من أجل العشاء مضيفةً بأن هناك ضيوف سيأتون لتناول الطعام مع السيده !!..
وقفت و أنا أجيبه : صحيح .. السيد و السيدة رافالي .. و معهما إبنتهما الكبرى و إبنتهما الصغيرة فقط ..!
أخذ لحظات كي يستوعب الأمر : أليست تلك أسرة صديقك السيد دايمن ؟!..
أومأت له موافقاً : إنهم إسرة أمي السابقة فقد كانت من آل رافالي قبل أن تصير من آل مارنسلي ..!
إكتفى بقوله : آها .. فهمت الآن ..!
رميت جسدي على السرير بتعب و أنا أقول : رايل .. خذ المراجع التي إستعرتها اليوم و أعدها للمكتبه .. سأخذ قصطاً من الراحه ..!
بنبرة هادئه : حاضر .. لكن يفضل أن لا تنام في ملابسك فهي لن تكون مريحه و ستتعبك أكثر ..!
أجبته بنبرة ناعسه : بالتأكيد .. سأبدل ملابسي بعد أن تخرج ..!
إتجه إلى الخزانة و أخرج لي ملابس النوم المريحه .. ثم غادر الغرفه ..!
بقيت للحظات على السرير .. يجب أن أبدل ملابسي قبل أن يغلبني النعاس لكني متعب !!..
هيا لينك تحرك .. آآآه أشعر بالصداع !!..
لم أشعر بنفسي حينها فقد إستغرقت في النوم فعلاً !!..
.................................................. ...........
فتحت عيني على صوت طرق الباب .. لم أستوعب الأمر بعد فقد كنت قد إرتميت بطريقة خاطئة على السرير و نمت : أدخل ..!
هذا ما قلته بخمول ..!
فتح أحدهم الباب و دخل : مذا ؟!!.. لما نمت هكذا ؟!!!..
تلك النبرة المنزعجة جعلتني أجلس و أنظر إلى صاحبها : لقد غلبني النعاس فجأه !!.. كم الساعة رايل ؟!!..
تنهد بتعب وهو يقول : إنها الثامنة و النصف .. سيصل آل رفالي بعد قليل ..!
شهقت بفزع : يا إلهي !!.. أنا لم أستعد بعد !!.. لما لم توقضني ؟!!..
هز كتفيه بضجر : طرقت الباب قبل ساعة لكنك لم تجب .. علمت أنك مستغرق في النوم فخشيت أنك متعب لذا فضلت تركك !!.. فعلت الأمر ذاته قبل نصف ساعه ..!
إتجهت إلى دورة المياه و أنا أقول بإنزعاج : و لو أني لم أستيقض بعد لكنت قد تركتني نصف ساعة آخرى !!..
ببرود رد علي : كنت سأفعل ذلك !!..
نظرت ناحيته بإستياء .. لا فائدة من التشاجر معه الآن فذلك سيضيع وقتي : أخرج بعض الملابس من الخزانة بينما أستحم !!..
أومأ إيجاباً : حاضر ..!
دخلت إلى دورة المياه بعدما حملت المنشفه .. أسرعت بأخذ حمام بارد كي أستعيد نشاطي ..!
وحين خرجت و جدت أنه أخرج لي بنطال أسود مع تيشيرت برتقالي عليه كتابات سوداء باللغة الإنجليزيه .. كذلك سترة سوداء بلا أكمام ..!
أسرعت بإرتدائها و إرتداء حذاء أسود بخيوط بلون البرتقال ..!
صففت شعري و وضعت العطر و كذلك إرتديت ساعة سوداء ..!
نظرت إلى نفسي نظرة أخيره .. جيد !!..
نظرت إلى الساعه .. إنها التاسعه .. لاشك أن الضيوف في الأسفل !!..
...............................................
ألقيت تحية النبلاء التي تدربت عليها في صغري كثيراً على السيد و السيدة رافالي ..!
رحبت بزيارتهم لنا بطريقة لائقه ..!
ذلك ما جعل خالتي كاثرن تطلق ضحكة لطيفه : آوه لينك .. التصرف كالنبلاء يزيد من وسامتك حقاً ..!
إبتسمت لها بلطف : شكراً على المديح خالتي ..!
جلست بعدها على إحدا الأرائك الطويله .. كانت ليندا تجلس بجواري فسألتها فوراً عن صحتها هذه الفتره ..!
أجابتني بأنها على مايرام تماماً و لا تشكو من شيء ..!
نظرت أمامي لأرى والدتي تتحدث إلى العم رونالد و الخالة كاثرن وهم يتبادلون الضحكات ..!
ميرال كانت قد خرجت للتجول في كل مكان كعادتها ..!
عدت بعيني إلى ليندا و همست : لنذهب لمكان آخر .. لا آستيطع التحدث هنا ..!
أومأت موافقة دون تعليق .. فأستأذنا البقية و خرجنا ..!
إتجهت إلى الشرفة الكبيرة الموجودة في الجهة اليمنى من ردهة الدور الثاني وقد كانت ليندا تلحق بي دون أن نقول شيئاً ..!
و حين وصلنا إلى تلك الشرفة المزينة بالزهور جلس كلن منا على كرسي حول طاولة مستديرة لأبدأ الكلام وقد صنعت إبتسامة لطيفة على شفتي : كيف حال زوجك ؟!!..
تنهدت بحزن طغى على ملامحها : لا تذكرني .. لا جديد .. إتصل بالأمس و أخبرني أنه سوف يأجل موعد قدومه لأن دار النشر يريدون منه أن يسلم لهم الفصل القادم من روايته قريباً .. لذا سيكون مشغولاً على حد قوله ..!
لم أعلم كيف أواسيها .. صمت للحظة لكني تشجعت لأقول : آسف حقاً لذلك ليندا .. أتمنى أن تتحسن تصرفاته قريباً ..!
لم تعلق .. شعرت أني قلت الكلام الخطأ فلم أعلم مذا أقول بعدها ..!
يبدو أنها شعرت بي فأبتسمت حينها مغيرةً الموضوع تماماً : صحيح .. أخبرني مذا حدث في قصة الخادم اللذي ضربته ؟!!..
إبتسمت تلقائياً حينها : لقد عاد للعمل هنا من جديد !!..
قطبت حاجبيها و هي تقول بسخريه : ياله من مثابر !!.. أريد أن آراه !!..
أومأت موافقاً : سترينه بالتأكيد .. لكن لا تخبري دايمن و آندي بالأمر ..!
لم أكد أكمل جملتي حتى سمعت : سيدي .. أتريد بعض الشاي ؟!.. أم تريد القهوه ؟!!..
ضحكت حين رأيته قد وقف بجانبي : ذكرت القط فقام ينط !!.. هاهو يا ليندا !!..
بدا عليها الذهول لتقول بعدها بطريقة حالمه : ياااااااااااه .. إنه أوسم منك يا لينك !!..
لم يفهم هو ما القصه لذا لم يقل شيئاً .. أما أنا فقد إتسعت عيناي حينها و بغضب : هيه ليندا لا يحق لك قول هذا ؟!!..
تجاهلتني و نظرت إلى ريكايل و سألته حالاً : ما أسمك أيها الفتى ؟!!..
بنبرة محترمة وقد حنى رأسه قليلاً : إسمي ريكايل سيدتي ..!
يبدو أنه أعجب ليندا كثيراً .. من الجيد أنها متزوجه !!..
نظرت حينها إلي بأستياء : لينك .. كيف أمكنك أن تضرب هذا الفتى اللطيف !!..
أردت أن أدافع عن نفسي حين رأيت أنها أنقلبت ضدي .. لكن ريكايل سبقني ليقول بذات النبره المحترمه : لقد كنت المخطأ حينها و قد نلت جزائي .. لذا لا تلومي سيدي على هذا ..!
عادت للتبتسم حينها : إنه لطيف جداً يا لينك أترى ؟!!.. وهو لبق و مهذب على عكسك تماماً !!.. إسمع .. قررت أن أسمي الطفل ريكايل إن كان ولداً !!..
شهقت حينها : هيه لقد قلتي أنك ستسمينه لينك !!.. كيف تفعلين هذا ؟!!..
ضحكت بمرح و هي تقول : كلما وجدت الشخص الأوسم سألته عن أسمه .. ذلك كي أسمي طفلي بذات الإسم فيصير وسيما حين يكبر !!..
بدا علي الإحباط : أنتي فعلاً متفرغه !!..
وصلت حينها إحدى الخادمات لتخبرنا بأن المائدة جاهزه و أن علينا أن نذهب الآن لغرفة الطعام ..!
.................................................. .........
جلس الجميع على تلك المائدة العامره و المليئة بالأصناف المختلفه ..!
بدأنا بتناول الطعام و نحن صامتون ..!
على مائدة الطعام غالباً ما يكون الصمت هو الجو السائد .. هذه قوانين الأسر النبيله ..!
أنا أيضاً إعتدت منذ طفولتي أن أصمت منذ أن يوضع الطبق أمامي حتى أنتهي منه ..!
ذلك يعيد لي ذكريات قديمه ..!
فحين كنت مع آليس في ذلك المكان الموحش .. كانو يضعون لنا الخبز حتى لا نموت من الجوع ..!
ذلك لأنهم يحصلون على المال مقابلنا كفديه لذا موتنا لا يفيدهم ..!
كنت أصمت و أنا آكل .. لكن ذلك كان يزعج آليس التي تخاف من الظلمة و الصمت ..!
لا أزال أذكر كيف كانت تقول لي بخوف حين أصمت لكي آكل : ( لينك أرجوك لا تسكت أبداً !!.. أنا آخاف من الظلام .. لكن صوتك يشجعني قليلاً .. أرجوك لا تبقى صامتاً ..! )
و لأني لم أرد لها أن تخاف أكثر مما هي خائفة صرت أتحدث إليها حتى أثناء تناول الطعام ..!
لكن .. أظن أني الآن لم أعد كذلك ..!
أيقضني من شرودي صوت والدتي : لينك .. لما لا تأكل يا بني ؟!..
نظرت إلى أمي و قد إنتبهت أني لم أبدأ بتناول العشاء بعد : لا شيء .. شرد ذهني للحظات فقط ..!
أخذت الملعقة و بدأت أتناول من ذلك الحساء اللذي كان أمامي ..!
لم أكن أسمع إلا أصوات الملاعق و السكاكين ترتطم بالصحون .. فالجميع كان صامتاً .. تماماً ..!
...............................................
بعد أن تناول الجميع وجبة العشاء ..!
كنت جالساً في غرفة الجلوس و معي ليندا و الخالة كاثرن و ميرال ..!
إستغربت و سألت حينها : أين والدتي و عمي إذاً ؟!!..
أجابت ميرال ببساطه : في المكتب .. و أبي معها أيضاً ..!
إبتسمت لي الخالة كاثرن : قالت أمك بأن لديها مشكلة في أمور الشركه و طلبت مساعدة رونالد .. لذا ذهبا كي يناقشاها قليلاً ..!
وقفت حينها : الأفضل أن يأتيا لتناول الشاي بدل هذا .. أمي لا تفرغ من العمل أبداً حتى حين وجود الضيوف ..!
كنت أقول هذا بإستياء و ذلك ما جعل خالتي تضحك بخفه : ليتني مثلها .. أنا لا أعرف الكثير عن العمل في الشركه ..! لكن والدتك تعتبر مديرة ماهرة بحق ..!
إبتسمت حينها و أنا أأيد كلام الخالة كاثرن .. لأن والدتي صارت مديرة للشركة منذ أربعة عشر سنه حين توفي أبي ..!
و قد إستطاعت أن تمسك بزمام الأمور .. مع أنها إنسانة حساسة جداً و قد تعرضت في حياتها للكثير من الآلام إلا أنها لا تزال قوية حقاً من هذه الناحيه ..!
ذلك لم يغير قراري في إستدعائها لتناول الشاي لهذا خرجت من غرفة الجلوس متجهاً للمكتب الخاص بها ..!
وصلت إليه طرقت الباب .. لكن لا رد ..!
فتحت الباب حينها فلم أجد أحداً : قد يكونون في غرفة الأرشيف ..!
هذا ما قلته و أنا أرى الباب اللذي داخل غرفة المكتب مفتوحاً ..!
إنه يدخلك إلى غرفة صغيرة تحتوي الكثير على ملفات الشركة الهامه .. أي إرشيف والدتي ..!
دخلت مغلقاً الباب من بعدي و أتجهت إلى تلك الغرفه ..!
دخلتها و نظرت حولي فلم أجد غير الرفوف الكثيرة التي وضع فيها كثير من الملفات المعقده ..!
ذلك ما جعلني إستدير كي أخرج من الغرفه : أخبرني ما رأيك رونالد ؟!!..
سمعت صوت أمي في غرفة المكتب .. يبدو أنها وصلت بعدما دخلت إلى هنا ..!
لم أتحرك من مكاني بل قررت البقاء حتى تغادر فلا أريد أن أقطع حديثهما بخروجي فجأه : أخبرتك إلينا .. لا أظن أن هناك مشكلة من إخباره الآن ..!
- لكني حقاً خائفه !!.. أخشى أن يكرهني بعدها !!..
- لا يمكن أن يفعل ذلك !!.. لينك يحبك و لا يمكن أن يكرهك مهما حصل !!..
سحقاً !!.. إنه ذلك الموضوع ذاته !!..
إذاً أمي لم تقم هذه المائدة إلا من أجل أن تسأل العم رونالد عن رأيه في الأمر !!..
- أنا حائره !!.. أتمنى أن لا أخبره أبداً ..!
- لكنها وصية زوجك يا إلينا ..! جاستن طلب منك أن تخبري لينك بالحقيقة حين يصير في الخامسة عشر !!.. لكن حين وصل لتك السن رفضتي تماماً فقدرنا موقفك ..! أما الآن فلا مشكله ..! على العكس هذا قد يقوي من شخصية لينك أكثر !!..
- أتمزح !!.. بل أعتقد أن شخصيته ستتحطم إن أخبرته !!..
هذه المره .. قررت أن أبقى حتى أعرف ماهو الموضوع اللذي تخفيه عني أمي منذ سنوات !!..
رغم أن الخوف سيطر علي فأنا حقاً أخشى أن الأمر سيئ جداً ..!
أأنا مصاب بمرض ما ؟!.. لا أنا لا أشكو من أي شيء !!..
أيمكن أن تكون أمي المريضه ؟!!.. لا بالتأكيد فهي قالت أخشى أن يكرهني إن أخبرته !!..
قد يكون أمراً متعلقاً بالشركه !!.. لا أعلم .. إني أشعر بالحيره !!..
- مذا قررتي الآن ؟!!..
- رونالد أرجوك !!.. لا أريد أن أخبره .. لا أريده أن يعلم بهذا أرجوك !!..
- إلينا .. إنها وصية جاستن .. أتفهمين هذا ؟!!..
صرخت والدتي حينها و الواضح أنها بدأت تبكي : و هل جاستن يعلم كم صعوبة الأمر ؟؟؟!!!.. لو كان هنا لما أستطاع أن يقف أمام لينك ليقول له أنا لست والدك و هذه ليست والدتك !!.. أنت لست أبننا الحقيقي !!..
حركتي شلت .. و أنا أسمع تلك الكلمات !!!!!..
لم أستوعبها أبداً ( أنا لست والدك و هذه ليست والدتك !!.. أنت لست أبننا الحقيقي !!.. )
أتقصدني أنا أم تقصد شخصاً آخر ؟!!!!!..
( لو كان هنا لما أستطاع أن يقف أمام لينك )
لقد قالت لينك !!.. إنها تقصدني !!!!!!!..
( أنا لست والدك و هذه ليست والدتك !!.. أنت لست أبننا الحقيقي !!.. )
أيعني هذا .. أنني لست إبنها !!!!..
ليست أمي !!!..
لا .. بالتأكيد أن هناك خطأ في الأمر !!!!..
- لست مطرةً لقول هذا الكلام !!.. جاستن لم يرد أن يعيش لينك دون أن يعلم طوال عمره !!.. هو يريد منه أن يعرف بأن له أبوان حقيقيان يحبانه !!.. إلينا أفهمي .. إنه يريد للينك أن يكون عالماً بمقدار حبك له عن طريق تعبك عليه !!..
- لكني أنا أيضاً الأم التي ربته !!.. لقد ربيته منذ كان في أيامه الأولى !!.. ربما لست الأم التي أنجبته لكني الأم اللتي ربته !!..
لم يكن بمقدوري أن أستوعب أكثر !!..
شعرت بالبرد يسري في عظامي !!..
( ربما لست الأم التي أنجبته لكني الأم اللتي ربته !!.. )
- أعلم أنك من قام بتربيته .. لكن يجب عليك أن تفهمي بأنه له الحق في معرفة أن له أماً أخرى .. أمٌ تعبت في حمله لتسعة أشهر !!..
لم أعد أريد أن أسمع المزيد .. فقد سالت دموعي و أنا لا أصدق ما أسمعه !!..
أنا لست إبن مارسنلي !!..
أنا لست إبن جاستن !!..
لست إبن إلينا !!..
إذاً .. من أكون أنا ؟!!!!!!!!!..
علي أن أعرف هذا !!..
أسرعت و خرجت من الغرفه : إن لم أكن إبنك فمن أكون ؟!!!..
شهقت بفزع حين رأتني أخرج من تلك الغرفة الصغيره !!..
حتى السيد رونالد وقف من على مقعده لينظر إلي بصدمه : منذ متى و أنت هنا ؟!!..
لم أجب على سؤاله بل صرخت و أنا أشعر بالألم يخنقني : أخبروني من أنا ؟!!.. إلى أي أسرة أنتمي ؟!!!.. إذا لم تكن مارنسلي فمذا تكون ؟!!..
أسرعت والدتي ناحيتي وهي تبكي : لينك أرجوك يكفي !!..
لأول مرة إبتعدت عنها و أنا أصرخ بينما دموعي تداعب وجنتاي : أنت أرجوك يكفي !!.. يكفي صمتاً يا من ظننتها أمي !!!!.. أخبريني .. هل أنت من أسماني لينك ؟!!.. إن كان كذلك فأي إسم كنت أملك سابقاً ؟!!.. من هو أبي الحقيقي ؟!!.. إن لم يكن جاستن فمن سيكون ؟!!.. و أمي !!.. إن لم تكن إلينا فمن ستكون ؟!!.. أجبيني لا تبقي صامتة كصمتك كل هذه السنوات !!..
كنت أصرخ غير قادر على كبت مشاعري و أعصابي !!..
إنهارت هي على الأرض وهي تبكي بصوت مرتفع : سامحني يا بني أرجوك !!.. لقد أخطأت أنا أعلم لكن الأمر لم يكن بيدي لينك أرجوك إفهم هذا !!.. لا تغضب لينك أنا لا أحتمل أن تكون حزيناً بسببي أرجووك !!..
لم أستطع فعل شيء .. لقد بدأت تبكي بصوت مرتفع بينما كان السيد رونالد متصنماً في مكانه .. !
لهذا .. قررت الإبتعاد !!..
ركضت خارجاً من الغرفة متجاهلاً صراخها بأسمي و رجاءها بأن لا أذهب !!..
كنت أركض بلا وعي مني أريد الوصول إلى السياره ..!
و حين خرجت إلى الحديقة شعرت بأن جسدي إستطدم بشيء ما !!..
حين رفعت نفسي كي أهزأ الخادم اللذي إصطدم بي إستوعبت أنه ريكايل : مالأمر لينك ؟!!.. مابه وجهك هكذا ؟!!..
حين رأيته .. شعرت بأن مشاعري فاضت فسالت دموعي أكثر و أنا أرجوه وقد ربت على كلا كتفيه : رايل .. أخرجني من هذا البيت بسرعه !!..
قطب حاجبيه وهو يسأل : إلى أين ؟!!.. تأخر الوقت و أنت لديك مدرسه !!..
صرخت حينها بألم يقتلني : أخرجني من هنا بسرعه !!.. أنا لا أنتمي لهذا المكان ..!
رغم أني متأكد بأنه لم يفهم شيئاً إلا أنه قال بجد : إركب السياره !!..
..................................................
( أنا لست والدك و هذه ليست والدتك !!.. أنت لست أبننا الحقيقي !!.. )
كيف يمكنني أن أستوعب هذا ؟!!..
( ربما لست الأم التي أنجبته لكني الأم اللتي ربته !!.. )
هي ليست أمي !!..
المرأة التي تعلقت بها طيلة سبعة عشر عاماً ليست أمي !!..
لاطالما قلت أن حياتي في فوضى عارمه !!..
و أن الشيء الوحيد الحقيقي فيها هو والدتي ..!
لكني الآن أكتشف .. أنها كانت أكبر كذبةٍ على الإطلاق !!..
ها أنا الآن في السياره .. رايل بجانبي يقودها بصمت ..!
بينما كنت أسند رأسي إلى المقعد خلفي و قد أغمضت عيناي أفكر بالمصيبة التي إكتشفتها !!..
مارسنلي تلك الأسرة التي لطالما تفاخرت بإنتمائي إليها .. أكتشف الآن أنها ليست أسرتي في الأساس !!..
إذا لم أكن لينك مارسنلي .. فسأكون لينك مذا ؟!!..
من يدري .. ربما أكون لينك لا شيء !!..
لينك فقط !!..
الأمر أجهله كلياً .. أنا الآن لا أعرف نفسي !!..
من أنا ؟!!..
هذا السؤال أخذ يدور في فكري بشكل مؤلم : لينك .. إلى أين نذهب ؟!!..
أيقضني صوت رايل من شرودي .. أجبته بذات وضعيتي : إلى أي مكان !!..
سألني مجدداً بقلق : تبدوا متعباً .. أأخذك إلى فندق قريب لمارسنلي ؟!..
بذات وضعيتي قلت بغضب : لا !!.. إلى أي مكان لا يخص ذلك الإسم !!..
أعلم أنه مستغرب و مدهوش تماماً الآن .. لكني أيضاً ليس لدي القدرة لشرح الموضوع : خذيني إلى أي مكان تريده .. لم يعد يهمني أي شيء الآن !!..
بلا نقاش قال : حاضر ..!
كنت أغمض عيني .. لا أشعر بالوقت .. لا أشعر بالمكان .. و لا أريد أن أشعر بأي شيء أبداً !!..
تذكرت حينها ذلك اليوم حين قالت ميشيل لي في الحفل ( لم تخبرني بأنك .. السيد مارسنلي !!.. )
ميشيل .. أنا لست هو !!..
أنا لست السيد مارسنلي كما قلتي !!..
يا إلهي .. لما بدأت أهذي !!..
أريد أن أرتاح .. لم أعد أريد التفكير !!..
رأسي سينفجر عما قريب : لقد وصلنا !!..
فتحت عيني حينها .. لكني لم أرى شيئاً ..!
المكان مضلم تماماً .. لا أرى سوا جزء من شارع قديم إتضح مع أضواء السياره : أين نحن ؟!!..
هذا ما قلته و أنا أنزل من السيارة بعدما نزل ريكايل : آسف .. لكني لا أعرف غير هذا المكان يمكننا أن نبقى فيه الليله ..!
بهدوء قلت : لا يهم .. لكني لا أرى شيئاً الآن منذ أطفأت ضوء السياره ..!
شعرت بيده تمسك يدي : لا تقلق أنا أعرف الطريق بدون أضواء .. لكن إنتبه ألا تتعثر بشيء ..!
أومأت موافقاً فسرت معه .. كان ضوء القمر غير المكتمل يظهر بعض الأشياء من حولي ..!
لكنه يختفي فور أن تمر سحابة سوداء لتغطيه ..!
بعد السير في ساحة أحد المباني .. وصلنا إلى باب خشبي .. أخرج رايل مفتاحاً من جيبه و فتح الباب به ..!
كان الباب قديماً جداً و الدليل هو صوت الصرير اللذي خرج منه حين فتحه ..!
دخلنا فأفلت يدي وقد صرنا نرى جيداً ..!
أغلق الباب بينما نظرت أنا أمامي ..!
إنه ممر قديم في هذا المبنى .. فيه مصباح أصفر معلق بالسقف ..!
يبدوا المبنى فقيراً فحتى الدهان على الجدار كان قد تقشر من قدمه !!..
نظرت إلى ساعتي : إنها الثانية عشر و النصف !!..
لم ينتبه لي ريكايل بل كان ينادي حينها : لقد جإت .. هل من أحد هنا ؟!!..
سمعنا فوراً صوت فتاة : أنا هنا رايل !!..
أهو صوت ميشيل ؟!!..
لا ..!
بل هو !!..
لست واثقاً !!..
هذا ما كنت أقوله لنفسي حتى رأيت تلك لفتاة تخرج من غرفة في نهاية الممر ..!
لم تكن ميشيل لكنها كانت تشبهها .. لها شعر بني طويل يصل إلى نهاية ظهرها وقد كانت قد سرحته على شكل ظفيرة واسعة من الأعلى و صغيرة عند نهايتها ..!
و لها عينا ميشيل الزرقاوتان : رايل .. معك ضيف ؟!..
أومأ إيجاباً وهو يقول بهدوء : نعم .. لديه بعض الظروف لذا سيبقى معي الليله ..!
إقتربت أكثر وحين رأتني جيداً قالت بتفاجؤ : سيد لينك !!..
عرفتها حينها و عرفت أين رأيتها و اين رأيت هذا الممر القديم سابقاً : أنتي .. الآنسه جوليا !!..
نعم .. لقد كانت حسناء الملجأ التي أعجب بها ماثيو !!..
و نحن الآن في ملجأ الأيتام القديم ذاك !!..
لما جاء بي ريكايل إلى هنا : مذا ؟!.. تعرفان بعضيكما ؟؟!!..
لم أعلم مذا أقول لكن جوليا قالت ببتسامه : رايل أتذكر ماثيو اللذي حدثتك عنه ..! لقد جاء السيد لينك معه مرتين إلى هنا !!..
بدت عليه الدهشه : إذاً .. ماثيو هو ذاته السيد ديمتري صديق لينك !!..
هنا تكلمت أنا بإستغراب : ريكايل .. كيف تعرف أنت هذا المكان ؟!!..
إبتسم لي بهدوء : هذا الملجأ هو الملجأ اللذي عشت فيه طفولتي بعد وفات والداي ..! إن لم تعلم فجوليا هي شقيقة ميشيل الكبرى !!..
نظرت بسرعة إلى جوليا .. إنها تشبهها تماماً حتى في الصوت !!..
أهي حقاً شقيقة ميشيل ؟!!..
ياللمصادفه : أيعرف ميشيل أيضاً ؟!..
هذا ما قالته جوليا بعدم فهم ..!
لم أعلم مذا أقول .. أأقول أني ذلك الشاب اللذي أخذها للحفلة و تشاجر معها : نعم .. لقد عرفتها إليه منذ فتره !!..
أنقذني ريكايل بقوله هذا .. فأنا حقاً في مشكلة أكبر من مشكلة ميشيل : إذاً تفضلا .. لم ينم الأولاد بعد .. فقد تأخروا في النوم اليوم ..!
بدت السعادة واضحة على ريكايل : جيد .. تعال لينك .. سأعرفك إليهم !!..
أذكر أني رفضت ذلك من قبل حين طلب مني ماثيو هذا !!..
لكني الآن أشعر أني أريد أن أعرفهم عن قرب ..!
سارت جوليا و طلبت منا أن نتبعها .. أخذتنا إلى غرفة لها باب خشبي .. فتحت الباب لنرى أن الأضواء كانت مشتعله .. الغرفة لا بأس بها و يبدو أنه قد تم تأثيثها حديثاً .. فتلك الأرائك الصغيرة و السجاد على الأرض و الدهان اللامع دليل على هذا ..!
و قد كان هناك أربعة فتيات و أربع فتيان يلعبون بمجموعة ألعاب تركيبيه لبناء شيء ما ..!
نظروا إلينا و بدت السعادة عليهم : أهلاً رايل ..!
هذا ما قاله أحد الأولاد الصغار .. لتقول أصغر الفتيات : تعال .. إلعب معنا ..!
تقدم إليهم و جلس بجانب تلك الطفله : ماللذي تصنعونه ؟!!..
أجابه صبي آخر : نحن نبني قلعة كبيره !!.. آه صحيح .. ستيف اليوم كان هنا هو و ماثيو .. و قد ساعدونا في بناء أول القلعه ..!
إذاً فماثيو يأتي إلى هنا دائماً .. بالتأكيد سيفعل بما أن جوليا المديره !!..
يبدو أن ستيف رغم أنه كثير البكاء قد إستطاع أن يكون صداقة مع هاؤلاء الصغار : لينك .. تعال لأعرفك إليهم ..!
أيقضني صوت ريكايل من صمتي ..!
ترددت قليلاً لكني تقدمت إليه .. جلست بجانبه و نظرت إليهم .. كانو جميعاً يحدقون بي ..!
لم أعلم ماللذي يجب علي فعله .. لكني إبتسمت بهدوء : مرحباً .. أدعى لينك !!..
إبتسموا جميعاً تلقائياً ..!
هنا ربت رايل على كتفي وهو يقول : جيد .. سأعرفك عليهم ..! أولاً إيريك .. أنه فتى مشاكس وهو زعيم العصابه ..!
نظرت إليه .. كان ذا شعر أسود و عينان جرئيتان سوداوتان .. بدا في السادسه من عمره و واضح من إبتسامته الواثقة أنه شيطان ..!
تابع رايل وهو يشير على الآخر : و هذا مايك .. يبدو لطيفاً صحيح .. لكنه يحب أن يسبب الفوضى في كل مكان ..!
كان مايك ذا شعر بني طويل قليلاً .. يصل إلى نهاية رقبته و ينزل على كتفيه .. له عينان بلون العسل الصافي .. ملامحه تدل على البرائة حقاً إضافة إلى إبتسامته المرحه ..! واضح أنه لم يتجاوز الخامسه ..!
أشار إلى الفتى الثالث : و جون .. إنه هادء جداً و لا يسبب أي مشاكل .. ليتهم جميعاً مثله ..!
كانت إبتسامته الصغيرة تأكيداً على كلام رايل .. له عينان زرقاوتان و شعر أشقر يميل إلى البني .. بدا أنه في السادسة أيضاً ..!
بقي الفتى الأخير و اللذي كان أصغر الصبيه : هذا جيمي .. سيكون من الصعب عليك التفاهم معه لأنه قليل الكلام و خجول جداً ..!
كان هذا واضحاً فقد كانت وجنتاه محمرتان و قد كان ينظر إلي ثم يبعد نظره بسرعه ..! له عينان خضراوتان و شعر بني قاتم ..! كما أنه كان قصير القامه .. أظن أنه في الرابعة من عمره !!..
جاء دور الفتيات حيث أشار للأولى ليقول : وهذه ديالا .. إنها لطيفة و هي أكثرهم حكمه .. أظن أنها تسبق سنها ..!
بدت في السادسة .. لها شعر حريري باللون البني الفاتح جداً .. و عينان بلون السماء ..! أظن أنها حين تكبر ستغدو شابةً جميلةً جداً ..! و لها إبتسامة لطيفة كذلك ..!
أشار إلى الأخرى : و هذه هي رينا .. إنها مشاكسه و صبيانيه و مجنونة كذلك و طويلة اللسان !!..
كانت الوحيدة التي تكلمت حيث قالت بإستياء : يالك من مغفل رايل !!.. أنت تشوه سمعتي أمام صديقك !!..
ضحكت حينها فقد كانت سليطة اللسان فعلاً : لا بأس .. لا تقلقي فأنا واثق أنه لا يقول الحقيقه ..!
إبتسمت حينها بمرح .. كانت ذات شعر قصير ينزل إلى أول كتفيها .. لونه أسود قاتم و عيناها خضراوتان ..! الواضح أن لها شخصية قوية و متحكمه !!.. أظن أنها في الخامسة من العمر و على مشارف السادسه ..!
عاد رايل ليقول : حسناً .. هذه لورا .. إنها حساسة جداً .. لذا إنتبه من أن تسيئ إليها فهي تبكي بسرعه ..!
نظرت إليها لأجدها تبتسم .. كانت لطيفة الملامح و لها شعر أشقر و عينان عسليتان .. شعرها كان يصل إلى منتصف ظهرها .. و هي تبدو في الرابعة من العمر ..!
حمل رايل الأخيرة ووضعها على قدميه : وهذه الصغيرة هي جين .. إنها الأصغر هنا ..!
نظرت إليها وقد تشبثت بقميص رايل وهي تقول له : لنذهب للحديقة معاً رايل ..!
أومأ لها موافقاً ببتسامة حنان .. كانت ذات عينين زرقاوتين و شعر غجري جميل .. يصل إلى نهاية رقبتها و طوله متساوٍ من الخلف و من كلا الجانبين ..! بينما كانت قد رفعته من الأمام عن وجهها و ثببته ليكون إلى الخلف بزينة شعر صغيرة على شكل ورده ..! الواضح أنها في الثالثة من العمر ..!
ربتت على رأسها و أنا أقول : أتحبين اللعب في الحديقه ؟!!..
أبتسمت و أمأت إيجاباً .. لذا إبتسمت لها : إذاً .. أعدك بأنك سذهبين للحديقة دائماً متى أردت ..!
لا أعلم إن كانت قد فهمت لكنها بدت سعيدةً بكلامي ..!
لقد قررت قراراً في نفسي ..!
و أظن أنه أفضل قرار إتخذته في حياتي ..!
.................................................. ....
نتوقف هنا
أولاً : مينا هونتوني قومينا ساي
أدري إني تأخرت جداً .. لكن الحقيقه أن الفتره اللي راحت كانت فترة إمتحانات و فترة تسليم مشاريع عشان كذا كنت مشغوله جداً ..!
أنتمنى تلتمسولي عذر

ثانياً .. للنتقل للبارت

حقيقة صدمة السيد مارسنلي .. مامصيره بعدها ؟!!..
بل ما السبب وراءها ؟!!..
بل ما موقفه من السيده مارسنلي ؟!!..
أي قرار إتخذه لينك في نهاية البارت ؟!.
و هل ستكون الأمور بخير في الأحداث القادمه ؟!!..


طول البارت ؟!..
تشويقه ؟!!..

و بس

جانا


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:57 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.