آخر 10 مشاركات
دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-13, 08:40 PM   #11

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي




(( 10 ))

طرقتُ الباب وأنا متردد
أقدمُ يدي وأوخرها
أخشى أن أندم بمجيئ إلى هنااااا
لكني ضغظت على أعصابي ..
وتظاهرت بالبرود ...
وأنا داخلي ناراً تضطرم
وعرقي يتصبب ,,,,,,,
فتحت لي خالتي الباب ..
وبعد الترحيب والسلام ,,,
أدخلتني إلى مجلس الضيوف ,,,,,
أطلقت تنهيدة حارة
آآآآآآآه يا رباب ...
أنتِ هنا في هذا البيت ...
لايفصل بيننا سوى جدار ...
أشعر بوجودها يملأ البيت كله
فاشعر تبعاً لهذا الشعور ,,,,,,
بالشوق والألم
أيقظني من سرحاني رائحة القهوة التي تسللت إلى انفي
فوجدت خالتي تناولني فنجالا وهي مبتسمة بحنان وكأنها شعر ت بي
وقرأت أفكاري ..

بعد دقائق سألتها :

خالتي كيف هي رباب ؟
- هي بخير الحمد الله لقد تحسنت كثيرا واسترجعت صحتها ..
- ومتى ستعود لعملها ؟
- لقد منحها مديرها إجازة لمدة شهر وقد مضى نصفها ....
- هل هل بإمكاني الآن الاطمئنان عليها ؟
وجمت خالتي لدقائق ثم أجابت
- حسنا .. يا ولدي .. سأراها ...












ماهو شعورك ياحبيبتي وقد قرب حفل الزفاف ؟
- شعوري ياخالد أنت تعرفه جيدا ولا حاجة لأن اصف لك .. البس كذلك ؟؟
- ههههه نعم لا حاجة لأن تصفي شعورك اجزم انك لا تنامين من الفرحه ..
- هههههههه ليس لهذه الدرجة ..
- امممم نعم لم تخبرني متى سأذهب معك إلى بلدك لنعيش العمر سويا ..
( تلعثم وبدا الارتباك عليه لكنه سيطر على ذلك سريعا ))
- هناك تنتظرني أمورا يجب إن انهيها











كنت في المطبخ احتسي كوب الشاي وأنا افكر في الزيارة الغريبة لمؤيد
وتساءلت تُرى ما السبب الذي يجعله يزورنا فجأة ؟!!
غليت الماء كي أعُد القهوة ولم انتبه للماء حينما فار لسرحاني
إلا حينما انطفئ الغاز بسبب انسكاب الماء المغلي عليه ’’’
وبعد غضون دقائق كنت قد انتهيت من إعداد القهوة
أكملتُ احتساء كوب الشاي لأكمل تبعا لذلك سرحاني ,,,,,






انتهينا إنا وخالد من تأثيث الشقة التي سنسكن فيها
هي نفسها الشقة التي كان يعيش فيها أيام دراسته
ثلاث حجرات بالإضافة إلى صالة داخليه
صغيرة نوعا ما لكنها قد تكفي لاثنان ...
أعدنا صباغتها وتجديدها وأجرينا عليها بعض التعديلات اللازمة
حتى أصبحت بشكل مرضي وجميل
اشتركنا معاً في انتقاء الأثاث
وكنا في غاية الاستمتاع
على الرغم من اختلاف أذواقنا
اختلافا كبيرا
فأنا ذوقي من الصعوبة بمكان بحيث انه لا يعجبني شئ بسهولة ,,,,,
إلا بعد سير حثيث
حتى أنني أحيانا أرى زفرات من خالد
دلالة على ضجره ,,

اممم هاهو خالد يهاتفني
إنني انتظره لأننا سنكمل جولتنا لتأثيث المنزل الذي بقيت أشياء بسيطة ويكتمل كل شئ ,,,,
لكن شيئا يضايقني .. ويجلب القلق لي ..
فأنا اشعر بأن خالد لا ينوي اصطحابي معه إلى بلده
في هذه الفترة ,,
بحجة أن لديه إشغال ومهام تتطلب منه وقتا طويلا
وهو لا يريد أن يتركني بمفردي ,,
لكنني اشعر بالغيظ
فأنا أريد أن اشعر بأني أهله وكل مالديه !!!
لا أن يُوثر أشغاله علي ...










- أمي حبيبتي لا داعي لأن يطمئن علي اشعر بالحرج كثيراً ...
- يا رباب ليس في الأمر شئ انما هو ابن خالتك ولا تنسي وقفاته معك ..ثم انه ليس بمفرده بل سأظل معكما ,,,,
- امممم لا بأس يا أمي دعيه يدخل ,,,,,




كنت في غاية الحرج والتوتر فمعرفتي بما يحمله لي في فؤاده تربكني
لأنني اشعر بالذنب وإحساس يلازمني بأني تخليت عنه !

.
.

.
واخترق صوته الجهوري المكان
السلام عليكم
- وعليكم السلام
- كيف أنت يا مريضتنا المد لـله
قهقهت بيني وبين نفسي ثم أجبت بصوت خافت
الحمد الله بنعمة من الله وفضل
ثم أخذا مؤيد وأمي يتجاذبان إطراف الحديث
كيف هي دراستك يابني ؟
على خير ما يرام لم يبق شئ على التخرج
وتصبح دكتور العائله
هههههههه وهل في ذلك شك ؟
_ أتمنى من الله أن يوفقني واجتاز المرحلة الأخيرة بسهوله ,,,,,
_ ستجتازها يا بني فلقد عهدتك متفوقا وذكيا
_ ههههه هذا من حسن ظنكِ بي يا خالتي ,,,,,,




أف اشعر بحرارة في جسمي
واضطراب
فكل ما رأيت ضحكاته وبشاشته
تألمت في داخلي
وألقيت باللوم على نفسي
(هل يستحق مني الجفاء )
يبدو نحيلا قد فقد الكثير من وزنه .. تحيط بعينيه هالات سوداء ,,,
قرأت في عينيه الكثير من الحزن والغموض وربما الشوق ,,,
شعرتً أنه يود أن يُفصح عن أمر ٍ ما ,,,
لكن ربما وجود أمي كان عائقاً له ,,,,
قلت لكم من قبل أني أجيد لغة العيون ...
تساءلت تُرى هل سأجد مثل هذا الحب ولو نصفه عند ابن عمي ؟!!!!!!!
فتذكرت تلك المقولة التي سمعتها [ تزوجي من يحبكِ لا من تحبينه ! ]
فسخرت في نفسي ... ( الأمر قد قًضي بتاتاً )








***************
أتيتُ سائراً ... ثائراً .. كالإعصار يدمر كل ما يجده إمامه ..
وحينما وقعت خطواتي العجلى منزل ( مالكة قلبي وعقلي )
هدأت تلك الثورة وانخمدت و أعقبها هدوء وسكينه
لأن إحساسي بأنها هي ذاتها هنا ..
ضحكاتها .. بسماتها ... حديثها ...
كفيل بإخماد كل لهب .. وإحالته إلى سرور وبهجة مصحوبين بـ خيبة ورجاء !! سؤاله صداه يتردد في
.. وددتَ لو أني حظيتً بإجابة , تطفئ لواعجي ..
ولم استطع .. نعم لم استطع .. وجود خالتي كان عائقاً كبيراً
ستقول حتماً انه أصيب في عقله !
لكم تتخيلوا شعوري وهي معي في نفس الحجرة
انه شعور مؤلم .. مؤلم ...
أود أن أصرخ الآن بأعلى صوتي ( ارحمــــــــــــــــــيني )


ولكن هل ينفع الصوت ؟!!!

.

.

ً






بعد هذه الجلسة نهض مؤيداً مستأذناً وخيبة رسمت ملامحه ..
لكنه عزم على أن يحادثها بالجوال ....

واصطحبته دعوات خالته له بالتوفيق
ونظرة مودعة من رباب
تعلن فيها كل معاني الأسف
والاعتذار ..








وهناك يأنس العاشقين حيث سحر الطبيعة وسحر مشاعرهما المندفعة
التي تغمر قلبيهما..
يجلسان في احد المقاهي التي تعج برائحة البن الأصيل وقد تسللت إليهما أشعة الغروب مع النسيم الذي يداعبهما ليزيدهما فوق سعادتهما سعادة وحبور ’’

خالد: آآآآآآآآه لا أااااااااصدق .. لا أصدق أنها ماهي إلا ايام ونطفئ أشواقنا .. ونعيش بسعادة وصفاء ..
سحر : (ههههههه على رسلك ياخالد يكاد الكل يسمعنا إن صوتك مرتفع جداً ...
خالد: وان شئتِ لسوف أصرخ بأعلى صوتي ياااااااااااا
سحر وهي تضع يدها على فمه لا أرجوك .. أرجوك ,, أنني اشعر بالحياء ,,,
خالد: ههههههههه وهل يعني انك لا تشعرين بالسعادة والفرحة مثلي ,,,,
سحر : بل أشعر مثلك أو أكثر ولكنني أعقل منك يا فتى .... هههههههههه
خالد: الحمد الله تبقى لنا القليل من التجهيزات وبعد غد سوف ننهيها ,,,,
سحر : نعم .. أبدو سعيدة لذلك يا عزيزي ..
خالد : وعيناه تغوص في عينا سحر بتأمل وإعجاب وقد ضغط بيديه على يديها ,,
أحقا سعيدة يا سحر ؟!! وكم تهمني سعادتكِ ورضاك لو تعلمين ,,,
سحر : وسأكون أكثر سعادة لو حققت لي طلبي خالد ...
خالد: لو طلبتي عيناي فسأفديك بهما
سحر : سلمت عيونك ياأغلى البشر ....
أنت تعلم حالتنا المادية كيف أصبحت وإن أكرم يمر بضائقة مالية ووو أريد منك أن تساعده ..
خالد : فقط هذا ما تريدين ؟!!
سحر : بلى هذا فقط .
حسنا سأفكر في الأمر دعينا ننهض فلدي مهام يجب أن أنجزها
(سأرى يا سحر ما آخر هذا الاستغلال ... لقد عكرتِ علي اليوم )

أكرمـ .. 27 سنه ... خاطب من ابنة جيرانهم .. متخرج من كلية الهندسه ,,,







الآن في منزل رباب حالة استنفار لأنهم سيخرجون إلى رحلة بحريه هي وأخوات أمها وقد بدت سعيدة جدا ً .. هي بأشد الحاجة إلى هذه الرحلة منذ زمن بعيد لم تخرج مثلها ....

سعاد : هيا يا محمد خذ واحمل الأغراض إلى السيارة وأنتِ يا زهور ساعدي أخاك في حمل البقية ....
وقفزت رباب على والدتها وأنا ماذا سأفعل ؟
_ بسم الله الرحمن لقد أفزعتني ...
هههههههههه لم أعهدكِ ياوالدتي تخافين لهذه الدرجة .. كنتِ مثلي الأعلى في الشجاعه ..
_ هههههههههه الشجاعة تفر في هذه المواقف
وقطع حديثهما محمد وهو يقول هيا خالي فيصل بانتظارنا ,,,




عبست ملامح وجهي وزفرتً بضيق طوال تلك الفترة كنت اتحاشا اللقاء به .. حتى لا يخوض في الموضوع مرة أخرى ...
همستً ( كوني شجاعة يا رباب وانزعي عنك الخوف فلن يضرك بشئ )
وإذا بمحمد يصرخ
: ويحكِ يبدو أن مس من الجنون أصابك.. اخلف الله على أختي ...
ركضت خلفه أريد أن أضربه فتعثرت فسقطت وفر من أمامي ههههههههههه حسناً حسناً ...







وهناك أمام البحر تجمعت العوائل المترابطة وصدى الأصوات ُيسمع من بعيد
فالأطفال والنساء والفتيات..والشباب ... كل مع فئته
النساء منشغلات بالشواء وأحاديثهن التي لا تنتهي ...
عن فلانة وعلانة ..
وأما الشباب فهم يلعبون الكرة ..
فيصل ومؤيد ووالده وإياد وخطيب سمر ومحمد ....
والأطفال يبنون بيوتا من الطين بكل فرح .. وهم يتنافسون أيهم أجمل بيتاً ..




والفتيات
كل واحدة تحكي مااستجد معها من أحاديث جديدة ...
رباب : أرى خطيبك الولهان هنا الهذه الدرجة لا يصبر عنك ؟!
سمر : آآآآآآه أنه لا يمكن أبدا أن يتخيل حياتي بدونه ... لهفي عليه حبيبي .......
صرخ الكل باستنكار
: يا قليلة الحياء هذا وأنتِ بعد لم يًعقد قرانك ولم تتزوجي .. ماذا ستفعلين أذن وقتها
سمر : آآآآآه متى ... وقرصة من رباب على ذراعها جعلتها تصرخ والتفت الكل لها ثم توعدتها بعضه وأقبلت الفتاتان تركضان
سمر تلحق رباب وكان موقفاً مضحكاً جداً .. نسين ان هناك رجال ...هههههههه
حتى صرخ عليهما فيصل مزمجراً .....
رباب : وافضيحتاه ... اخجلاه .. كله منك ياسيدياسم سمر ...
سمر : ههههههههههههههههه هذا أفضل والبادئ أظلم ,,
واقتربت منها وعضتها من ذراعها ..
حسناً حسنا يا سمر سأردها لك في يوم زواجكـ ..
هههههههههه حسنا أنتظرها في يوم زفافي بشوووق






نورة : رباه ما الذي جرى لفتيات هذا الزمن .. وهن بطولهن يتراكضن كالصغار .. ومن في سنهما أمهات !!!
التفتوا على صرخة مؤيد سمر...رباب .. ماهذا أتركضان كالأطفال على مرأى من الرجال ..
سمر : ياأخي كنا نمزح .. أيضرك بشئ ..؟
يا تافهة المزح له حدود لاتنسيان إنكما في مكان عام .. ثم رماها بنضرة شرزة ..
إما رباب : فقد التزمت الصمت .. شعرت بالخجل من نفسها .. وممن حولها أيهزأ بها أمام الكل .. تباً لك ياابن خالتي تبا ...
حقدت عليه في نفسها مهما يكن ليس معه حق في أن يتدخل
خالها .. لم يفعل فعله ..!!!





بعد ذلك قررت الفتيات السباحة .. فسارت خطواتهن لأبعد مكان عن الرجال حتى لا يتعرضن للسخرية مرة أخرى ..




كلهن ( سمر ورباب وحنين )
ماهرات في السباحة إلا إن سمر تغلبهن في ذلك بحكم عشقها للسباحة وسباحتها المستمرة ....
وتقافزن بمرح
الصراخ يعلو المكان وكأن الزمن عاد بهن إلى الوراء سنين عديدة ...







( آسف يا حبيبي إن كان طلبي قد تسبب في إزعاجك .. وأعدك لن أكررها إذا ضايقك )

أخيرا أحسستِ أن طلبكِ قد ضايقني .. ..
فأرسل
( كم يحتاج أخاك من المبلغ )
قد تستغربون منه فهذا الذي يبدو أن طلبها أغضبه يريد المساعدة
لا نلمه فإن حبها تغلغل في فؤاده .. ولا يريد أن يجرح مشاعرها .. وقد عزم أن يُوقفها عند حدها إذا ما استمرت وتساءل إن كانت هذه طلباتها وهي لم تتزوج بعد فكيف إن تزوجته ... ترى ماذا ستطلب ؟!!!





أين ذهبت الفتيات ؟
- إنهن هناك يسبحن ..
- الحمد الله في هذا الظلاااااام .. أشك في عقولهن ..
وسار إليهن وضحك في نفسه حينما سمع صرخاتهن .. ووقف ينظر اليهن وهن يلعبن بالماء ..
ههههههههه من يراهن يقول في المرحلة الأبتدائيه ...
أخذ يصورهن بكاميرا جواله وهن لايرينه وهو يتوعدهن هههههههه ...
ثم قفل عائداً .. لم يرد أن يتسبب لهن بالإحراج فاكتفى بنظرة كي يطمئن عليهن .. وعاد إلى الشباب ...




وعند حلول خيوط الفجر
وبعد سهرة لاتُنسى ..
قفلوا راجعين إلى بيوتهم ...
وفي السيارة
كيف كانت السباحة يا رباب ؟
ممتعه
وكتم ضحكة يجاهد أن لاتخرج
_ من يراكن وأنتن تسبحن أشفق عليكن هههههههههه
_ ليس علينا لوم منذ زمن ونحن لم نخرج في مثل هذه النزهة ثم شهقت وما أدراك عنا يا خالي ؟!!!!
ههههههههههههههههههههههههه ههه .... كنت أراقبكن طوال الوقت ..
مااااااااااااااااذا تراقبنا واحمر وجهها ..وتبادلتا هي وحنين النظر ( يا ويلتي ماذا لو رأى الملابس الملتصقة بأجسادنا ... ياللهول )



ثم أردف تبدو حنين أعقلكن جداً ..
وابتسمت حنين : طبعا لم لا اكون عاقلة وأنا أخت العاقل فيصل ...
فضج الجميع بالضحك ...لأنهم يعلموا أنها تستهزئ به
خالي كيف سمحت لنفسك أن تراقبنا .. انه أمر لا أصدقه ..
ههههههه حسناُ .. لدي إثبات يجعلك تصدقينه ...
افتحي بلوتوث الجوال ...

فتحته وصعقت هي وحنين ,,,

ثم هدأت أنفساهما

رباب : ههههههههههههه حسبي الله عليك ماهذا ...
أريتِ كيف .. كأنكن حوريات البحر تلمعن في الظلام ,,,,,
ههههههههههههههههههه ..

ثم رن هاتفي بـ رنين رساله ففتحتها

( رباب أعتذر لك عن صراخي بالأمس فقد شعرت بالغيرة حينما رأيت النظرات تصوب لكما .. فاقبلي عذري ... وهناك موضوع اريد أن أحادثك فيه لايحتمل التأجيل )






في الغد ...


اتفق العريسان أن ينزلا إلى السوق لشراء آخر ما تبقى لهما من حاجيات لمنزل المستقبل ,,,,, وعش الزوجية
وبعد سير طويل كالعادة ,,,, جلست سحر على احد كراسي الاستراحة المعدة في السوق وذهب خالد لكي يُحضر مشروباً باردا ً لهما ,,,,
وحينما عاد لم تصدق عيناه ما رأى
صُعق وذهُل وتجمعت الشياطين في رأسه .. وركض ,,,
باتجاه سمر ...
وحدق فيها غاضباً وفي الشخص الذي بجوارها ....

وصرررررررررررخ من هذااااااااااااااااااااااا ااااااااا؟
هذا أخو أعز صديقاتي ...
وبأي حق يا أحمق تصافحها ,,,, وصفعة على خده ,,,بادله الفتى الصفعة وتجمهر الناسحولهم وانتزعوا ( فؤاد من بين أيدي خالد بالقوة )
أخذت سحر تنظر إلى خالد بذهول ..!!


لم أتوقع انك متوحش إلى هذه الدرجة !!!
وصرخ فيها ..
وأنتِ حسابك معي عسير ..عسير ..

رماها بنظرة حارقة ,, شعرت بحرارتها على جسدها ,,,,, وركضت والدموع تتساقط على وجنتيها ... تاركته خلفها
واقف يزفر في مكانه وينتفخ غيضاَ وناراَ تشتعل في صدره ,,,

( الشئ الذي لم نعرفه عن خالد انه يغار وبشدة .. وإذا ثارت غيرته يفقد صوابه !! )



- أف لماذا لم يأتني النوم ... أمعقول من تأثير الرساله ؟!!!
- ساعتان أتقلب على الفراش وقد تجاوزت الوقت الثامنة صباحاً ....




آآآآه أشعر بقلبي مقبوض .. سأذهب إلى محمد ربما انه لم ينم كعادته ...
يبدو أنه مستيقظ فالأنوار مضاءة .. ضحكت بخبث
فتحت الباب بقوة كي أفزعه .. وهب واقفا مفزوعاً ... أما أنا فقد هالني مارأيت
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تسمرت في مكاني وتجمعت دموعي في محجرِ عيناي واقتربت منه فصفعته على خده صفعة آلمت يدي ...
وصرخت : ماااااااااااااااااااااااا اهذااااااااااااا ؟؟


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-13, 10:44 AM   #12

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي



(( 11 ))
ذهبتُ إلى شقتي وأنا في ثورة غضبي وانفعالي ..
يتكرر علي ما رأيته عشرات المرات أمامي ... ويزيدني غيضاً فوق غيضي ..
تصافح شاباً ويبتسم لها بطريقة آآآآآآآآآه لا أعرف كيف أصفها .. غير أنه يرمقها بنظرات إعجاب متفحصة .. بل وتبادله الابتسامة وكأن شيئاً لم يكن ..
كأنها لا تعلم أنني كم من المرات حذرتها من مصافحة الرجال ..
وأظنها لا تغفل عن هذا الأمر بل تتغافل !!!!
تغاضيت عن كثير من الأمور التي كانت تفور غضبي .. إكراما لها وحباً ..
سمحت لها بأن تكشف وجهها مع أنني اشتعل ناراً كلما رأيت أحدهم ينظر اليها ..لكنني أقول في نفسي يا فتى لا تعقد الأمور وتكرهها فيكـ ..
لكن أن تصافح رجل غريب عنه والأدهى أنه يكن لها مشاعر خاصة .. وقد نما إلي انه يحبها وقد سبق وخطبها .. فهذا هو الشر بعينه
إن أقسى ما يمر علي أن أمر بموقف كهذا ..فنادراً ما أتجاوزه بسهوله .
.. لكنني حقاً يا سحر لن أدع الموقف يمر بسهوله وسألقنك درساً لن تنسينه ....
حجزت على أول طائرة وقررت أن أذهب لبلدي واطمئن على الأوضاع ريثما تهدأ أعصابي وقد تبقى ثلاث ليال على حفل الزفاف ,,,,,,,,





"سحر ابنتي ماذا بك أجيبي ... هل جرى لخالد شئ أم هل صار بينكما شئ ؟!
لم تفلح محاولات أمي في تهدئة وامتصاص غضبي ,,,,
قلت لها وأنا أبكي ..:
تخيلي يا والدتي ماذا فعل بي أمام أخ صديقتي لقد أحرجني على الملأ في السوق لقد صفعه .. نعم صفعه ... ليس لي وجه بعد الآن أن أقابلهما ..
أنه متعجرف ... لا يملك غير الضرب ,,,,,, لقد ذبتُ خجلا من الموجودين ,,,
_ وما هو الأمر الذي ضرب خالد لأجله أخو صاحبتك ؟
_ لأني صافحته .. تخيلي تصرف غير حضاري مطلقاً ...

ألهذا لأنكِ صافحته ,,, يا ويلتي على حال ابنتي ,, ألم أقل لك ِ من قبل أني لست مقتنعة بهذا الزواج أنت في غرب وهو في شرق ,,, لكنكِ دوما عنيده ..
_ أمي لكني مازلت أحبه !!
_ أي حب هذا وأي حديث فارغ تتشدقين به,,,,,
_ أمي ألستِ أنتِ من أخبرتني بأنه فتى جيد حين سألتكِ عن رأيكـ ,,,
_ كونه فتى جيد .. لا يعني بالضرورة أن ترضي به ,, هو تربى على عادات وتقاليد غير عاداتك ... وحدث هذا وأنتِ بعد لم تتزوجيه ..
والآن ماذا علي أن أفعل ,, لن أسكت على ما فعله بي ... لن أسكت ,,,,
_ وماذا ستفعلين .. زفافكم لم يبق عليه إلا ثلاثة أيام ...
_ آآآآه يا أمي أشعر أني متوترة إلى حد كبير ...
( أخذتها في حضنها وقالت لا عليكِ سينصلح حالكم ... لكن لن تدعي الأمر يمر بسهوله أليس كذلك يا سحر وابتسمت لها بخبث ... سنجدد غرفة الضيوف ونصبغ بيتنا بثمن ترضيتكِ أفهمتِ!!!!
_ نعم .. لن يمر بسهوله وسأدفعه الثمن غالياً حتى لا يكرره مرة أخرى ,, ولكن أمي لا أريد أن يقول عني طماعة لهذه الدرجة ,,,
_ ههههههههه لن يقول لأنه مؤكد أنه في اشد الشوق إليك .. وتجدينه يعض على أصابعه من الندم على أنه أغضب سحورته ,,, أليس كذلك يا بنتي ؟!!
_ نعم لا أشكـ بذلك .. أمي سوف يأتي الآن وأخبريه أني أتيت متعبة وباكيه وقد أقفلت حجرتي علي ....
يا لكِ من بارعه يا سحر ,,,,
حتى يعلم من هي أنا .





عقدت الدهشة لساني وتسمرت في مكاني ,,,
ومازلت قابضة على يدي التي صفعت بها أخي محمد ,,,
ابتلعت غصة ومرارة في حلقي ,,
كنت أريد أن أفرغ غضبي في جسده ,,,
وصرخت باستنكار :
لم يا محمد؟!!!
كنت صامتة أحدق فيه بشدة بينما هو مطأطئ رأسه خجلاً ...
سمعتُ همهمات غريبة التفت فإذا هو والد أخي !
تقدم إلي .. بنظراتٍ حانقة .. دبت الرعب إلى قلبي ...
( يبدو أنه قد شهد الموقف )
ونطق بفكٍ مرتجف ... أنت تأتين وتضربين ولدي .. ولدي ُيضرب أمامي ومن رباب المطلقة .. بأي حق ضربتيه ..,,
كنت أشعر بالخوف يهزني ..لكنني تماسكت وبدوت قويه ..
وأجبت :
أخت رأت من أخيها سوءا أفلا تربيه ,,
قهقه ساخرا ... من رباب تربيه ؟!!!! هذا ما تبقى ..
لم أعد أحس بشئ .. كـأنما فقدت الشعور..
غير حرارة على خدي كأنما تحمل شحنات متراكمة ..
ثم قال فرحاَ : وهذه الضربة رددناها ...
تجمدت في مكاني .. وقد بقى أخي حائلا بيني وبين والدهـ
_ اسمعي يا أنت إن عدتُ فوجدتك هنا فلن يحصل خير لأمك...
_ ومن قال لك أني سأجلس هنا ... لأن اجلس أبدا في مكان أهٌنت فيه .. واسأل الله أن يقتص منك على ما فعلت بي...
ركضت إلى غرفتي وقد تساقطت دموعي وأخذت أبكي ...
رباه ارحمنني ....
أتشعرون بما أشعر ؟؟!!
أحسستُ بالضعف .. بالانكسار ...
لو أنكَ يا والدي كانت تحيا لما تعرضت لمثل هذه المواقف ..
آآآآآآه رحمك الله يا سندي .. رحمك الله ..

بقيت واجمة أفكر ... وأيقظني طرق الباب .. علمت أنه محمد .. ولم افتح له ...لم أريد أن يراني بهذه الحالة من الانهيار ... وكنت غاضبة عليه ..
حمدت الله أن والدتي كانت نائمة وإلا لكبر الموقف وستنهار حقا ..
هاتفت مكتب الحجوزات وحجزت أول طائرة إلى مدينتي ...وكان موعد الإقلاع.
الخامسة مساءً ..





- سامحيني يا رباب أنا المتسبب لك بهذا كله ..
فقدت ثقتها في وصفعها والدي ...
لو لم تكن والدي لرددت الصفعة لك ولـ أشبعتك ضربا ..
لكنك للأسف والـــــــــــــــــدي ...
تبا للشيطان فقد أغراني وأغواني .. ..
.
.





صوت المكبر ينادى أن الإقلاع قد حان ...
أخذ ينظر خلفه بـحزن ...
إلى الناس الذين يودعون أقاربهم ..
[تمنيت لو أنكِ كنت تودعينني ]

أخذ يتأمل ما يدور حوله
منهم من يبكي ومنهم من يحضن المسافر ومنهم من يشد على يديه ..
آلمه المنظر .. وبعثر شجونه ..
سار باتجاه البوابة وهو يجر خطاهــ ..

.
.




هناك في مكان آخر ..
الجو جميل .. والسماء قد غادرتها الشمس وقد بقيت بثوب الغمام الساحر ..
حيث يجلس والدا هند وهما يشربان القهوة بفناء منزلها ويجتذبان الحديث عن الأولاد ومشاكلهم وتطلعاتهما المستقبلية
أقبلت وهي تتمايل فرحاً ..
- يا لسعادتي .. يا لفرحي ... يا أمي ....ويا أبي
_ هههههههه أدام الله سعادتك يا بٌنيتي.. ولم أنتِ سعيدة لهذه الدرجة هل لأن زفافك قد اقترب ..
علق والدها قائلاً ..
- يبدو أنها سعيدة لذلك .
_ ( تغير وجهها وابتسمت هند في حياء ) لا يا أمي ليس الأمر كما تظنان أنتِ ووالدي .. بل لأن رباب ستأتي اليووووم وقد حادثتني لكي استقبلها في المطار ..
_ آهاااااااا قولي ياابنتي الأمر فيه رباب .. اشك انك تحبينها أكثر من هيثم ..
- والـــــــــــداي لا تحرجني ..
ثم علقت :
رباب مكانتها في قلبي كبيرة فهي صديقتي الوفية ..
قال والدها وهو يغمز لها .. ما رأيكـ أن تكون خالتك وصديقتك في نفس الوقت ؟!! ..
شهقت والدة هند ,, وأخذت تنظر نظرات مستنكرة
وأقبلت إليها هند وهي تحضنها ..وتقبلها ..
أبي أتترك هذه الدرة .. لا أصد ق .. لا أرضى عليها ..
- نعم هي درة .. ولو بحثت عنها في الكون كله فلن أجد مثلها .. أبقاك الله لي يا أم أيمن ..
ورفعت يديها وقالت : يارب يكون هيثم معي مثلك يا والدي مع أمي


أبو أيمن : وهل أخبرتِ أيمن يا هند ربما يكون مشغولا كعادته
... لا لم أخبره .. سأذهب لأخبره ..
أم أيمن : يا هند اتركي عنكِ العجلة دعيه حين يستيقظ أخبريه ..
_ ولكن أخشى أن يرتبط بموعدٍ ما ثم يلومني لماذا لم تخبريني من قبل ..
على كل ِ سأنتظر حتى يستيقظ .. أتمنى أن يستيقظ قبل السادسة
..لأن رباب ستكون هنا السادسة ..
ثم خطرت لها فكرة رااائعة ..






بعدما انتهت رباب من جمع إغراضها وترتيبها ذهبت إلى حجرة أخوتها لتلقي عليهم نظرة مودعه ..
كانت تشعر بسكاكين تمزق فؤادها حينما تراهم .. تتمنى في هذه اللحظة أن تضمهم حتى ترتوي .. لكنها لا تستطيع لأنهم نائمون ..

ثم جلست أمام التلفزيون وهي لا تعقل ما فيه ... تفكر في ما حدث لها .. وخطوتها القادمة وخشيتها على مشاعر أمها ..
تشعر أنها في دوامة لا تستطيع الخلاص منها ..
بدأت تتمايل نعاسا ..فهي لم تنم منذ الأمس والساعة الآن الثانية ظهراً ,,
قررت أن تصنع لها كوبا من القهوة ربما تبعث لها النشاط ..
وحين ما دخلت المطبخ ,, وجدت محمد واقف يصب له كوب من الماء..

صنعت لها كوب القهوة وهي غير مبالية با أخاها الذي واقف ينظر إليها .. وكأنها يملآ أعينه منها ..

ثم اقترب منها ..
رباب ..
وبعد صمت دقائق :
- نعم
- لماذا تعامليني هكذا وكأنني اقترفتُ جرماً شنيعاً ..
- عجبي وماذا تسمى ما فعلت ؟!!!!
- أنها تجربة .. هي المرة الأولى والأخيرة .. أعدكِ يا رباب ..
نظرت له بحنان ممزوج بعتاب
مشكلتي أنني حنونة زيادة عن الحد الطبيعي
صدقني يا محمد أنه من حرصي عليك فعلت ذلك .. أنا لا أطيق أنا أرى أخي الذي أعقد عليه الآمال مدخنا .. ماذا لو تعلم عنك والدتي ماذا سيكون ردة فعلها .. أفكرت في ذلك ؟!
- لا لم أفكر .. ولكنك رأيت ردة فعل والدي .. انه لا مشكله عنده أن أدخن ..
زفرت بقوة :
يا محمد أن أباك مخطئا ويوما ما سيعلم نتيجة خطئه .. هذه السموم يا أخي إن أدمنت عليها ستعيش في جسدك ثم لا تتركها بسهولة .. أنت فتى ذكي وأمامك مستقبل ينتظرك فلم تضيع حياتك هدراً ؟؟
نكس محمد رأسه ولم يحر جواباً ..
- صدقيني أنهم رفاقي الذين شجعوني على ذلك قالوا لي ستصبح حياتك أفضل وستشعر بالسعادة والنشوة ..
_ كذبوا والله يا محمد .. أنها سموم تفقدك حياتك بالتدريج..اليوم مدخن وغدا ماذا وأنت في هذا السن الصغير .. يا أخي أعلم أنك تشعر بحماسة الفتيان أن تجرب كل شئ .. نافع أم ضار ..لكن تأكد انك ستندم ورب الكعبة إن سرت في هذا الطريق ..

- أرجو أن تكوني لستِ غاضبة مني يا رباب لقد تسببت لك بمشكلة مع والدي ..
_لا عليك يا أخي ( وابتسمت بمرارة ) ومنذ متى كنا أنا ووالدك في صفاء ..

ربتت على كتفه في حنان :
محمد .. عدني إني سأراك رجلا قويا يهتم لنجاح حياته لا أن يسير في طريق متخبط ..أتفهم ..
أعدكٍ يا رباب .. أعدك وعداُ قاطعا ..
اسمع إنا اليوم سأسافر إلى شقتي ولكن إياك أن تخبر والدتي بما جرى .. أنت تعلم بـ أن صحتها لا تحتمل ..
حسنا .. ولكن يا رباب .. أبي لم يقصد ذلك الكلام ..صدقيني ..
قصد أم لم يقصد .. قد فُرغ من الأمر ..
رباب أنا آآآآآآآآآسف واحتضنها وهو يبكي ...


بعد قليل دخلت سعاد المطبخ ..
وقالت : ما بكم لم وجهكما هكذا ... كأن على رؤوسكم الطير ؟!!
ابتسمت رباب بألم : هذا محمد حزين لأني سأترككم وأسأفر ..
مااااااااااااااذا ..
- نعم يا أمي سأسافر لأن مديري هاتفني بأني يجب أن أحضر للعمل وإلا سوف يفصلني ..
- بهذه السرعة يا رباب ,, أليس هو من أخبرك بأن إجازتك شهرا ماالذي حدث ؟!
- لا اعلم يا والدتي قال أن هناك عملا ينتظرني وعلي الحضور .. لا تقلقي يا أمي إنا بخير ولله الحمد كما إني اشعر بشوق شديد للعمل ..
- شوق للعمل أم مللت من أهلك ؟ ..
- أماه .. أو أمل من أهلي ,, مستحيل !!

واخترق الصمت بكاء سعاد ..
ثم تحدثت بصوت متقطع : إنني في هذه الفترة التي مكثت فيها عندنا اشعر براحة كبيرة وسعادة تغمرني لوجودك عندنا يا ابنتي ..
ثم شاركت رباب والدتها البكاء
( وتحدثت بينها وبين نفسها ,, سامحني يا أمي آآآآآآآآه لو تعلمين يا أمي انه فوق استطاعتي ماذا ستفعلين ؟!! )
.

,

.



- أمتأكد أنت مم تقول ؟!
- نعم .. هو بنفسه أتاني وأخبرني .. بأنه مسافر .. وسحر والزفاف ..
- قال انه سيعود ليلة الزفاف .. أمعقول هذا .. وهل بقي وقت على الزفاف حتى يسافر .. غريب أمره ..!!
- لكن يبدو عليه الضيق أهناك ما حدث بينه وبين سحر ؟!!
- أمور بسيطة قد تحدث بين أي زوجين ..
- لا أظن فلقد قرأت في وجهه ان هناك أمر ضايقه .. ونغص عليه .
- لا عليك منه ..سينسى ما حدث .
اقترب العجوز ذو التقاسيم الطيبة ..بطوله الفارع الذي اعترته انحناءة بسيطة ..
من زوجه ( جميله ) ليهزها مع أكتافها بشدة ,,
هل لك يد في ما جرى بينهما .. أجيبي ..؟!!
- لا ليس لي دخل أبدا ,,, لقد تشاجرا في السوق لأنها صافحت اخو صاحبتها وبالتالي رآها ولم يحتمل المنظر ..
رمقها بشك : أأنت متأكدة ؟!
- وماذا ستظنني أذن أم أنا أريد أن أخرب بيت ابنتك أليس كذلك أهذا ما يدور في بالك ؟!!!
استيقظت سحر على صوت والدتها المرتفع ..وأخذت تنصت لحديث والديها فقد شعرت انه يخصها ,,
لم اقل كذلك يا امرأة .. لكن راودني شك .. دعينا من هذا .. لم سحر تصافح الرجل وهي تعلم أن زوجها يكره هذه الأمور .. أنها تسببت بمشكله لسوء تصرفها ؟
_ وهل هذا الأمر عذر له أن يسافر ويتركها ولم يتبقى على الزفاف شئ ..

شهقت : سااااااااااااااافر ...
ثم سارت خطواتها الى المكان الذي يجلسان فيه ..
أبي .. خالد سافر حقا!!!!!!!!!
_ نعم لسوء تصرفك سافر ...
_ لماااااااااااااااااااذا..
قال انه سيعود ليلة الزفاف
_ لكن كيف يتركني ويسااااااااافر كيف ؟!!!!

يا سحر .. لم خالفتي أمره .. لم صافحت الشاب .. ألا تعلمين انه يغضبه ..يا ابنتي أي رجل تخالفه زوجه وتعصي أمره ولو كان بسيطا إلا انه سيستحيل مع الأيام إلى بغض وقد يقل قدرها عنده خذيها نصيحة من أبيك كرجل اعرف نفسيات الرجال ....
أبي : صدقني إني لم أكن متعمدة .. كل مافي الأمر إنني قابلت اخو صاحبتي في السوق وتقدم إلي مصافحا فلم أشأ أن أخذله ..
_ لم تريدين أن تخذليه وهذه النتيجه !..
_ يا أبي أنها مجرد مصافحة .. أتضر ؟!!!
_ نعم تضر ... زوجك شاب أصيل يغار على حرمه وان كان قد تحرر مؤخراً إلا أنه يحتفظ بعاداته .. وقيمه ثم أنها قبل ذلك شرعاً لا يجوز ,,,
_ أووووووووه يا أبي يكفني هما وألما ..
نعم .. يا حسن .. يكفي ابنتك مابها وتأتي تزيدها ..
_أنتِ لا تتدخلي .. أفهمتِ ... لم يفسدها غير نصائحكِ الثمينة ...
_ أبي .. أمي ... كفى ... لا تتشاجرا بسببي .. سأصلح الموضوع ..بنفسي ..لا تهتما لشأني ,,,


حين ننرحلـ عن من نحب قسراً ..

نتركه وقد تركنا فؤادنا معه..

تتكالب علينا الآلام والأسى

يكسونا بالـ سواد ..



في الساعة 6 مساء .. هبطت الطائرة التي تحمل رباباً ..

وهاهي قد رحلت عن الأرض التي يتواجد فيها أحب الناس إليها ..

والدتها .. إخوتها.. وكل الأحبة ..

رحلت عنهم وقد تركت بعضهم دون وداع !



من بين الزحام وضجيج البشر استطاعت أن تميز هند ..

أكملتا سيرهما بعد طول احتضان وكلاهما تحمل في قلبها الشوق والمزيد من الأخبار التي تود أن ترويها لصاحبتها ..

لم تكفا عن السكوت طوال سيرهما في المطار ..

كانت هند قد قررت بعد إذن والديها أن تبيت عند رباب الأيام الأولى حتى لاتشعر بالوحشة وكي تأنسان ببعضهما ...




حينما ركبت السيارة مع هند وأيمن .. وساد الصمت المكان ..



تبعثرت الخلجات في قلب بعض أناس ..

آآآآآآآه كم أنا مشتاقة لهذا المكان .. لكل شئ فيه .. للشوراع والطرقات وللعمل .. بل حتى لضجيج السيارت المزعجة .. ههههههههه .. رباه كم أشعر بالراحة والسعادة .. الحمدالله على ذلكـ ..





سعاد لم يغادرها الحزن على سفر ابنتها رغم أنها تعودت على ذلك .. لكنه أمر صعب أن قطعة منها .. تختفي من عينها هكذا .

تشعر بالخوف عليها والألم لحالها ..

انتبهت لصوت الباب وإذا به زوجها يدخل ..

_ خيراً إن شاء الله .. لماذا هذا الحزن .. أهناك أحد مات ؟!!

أف .. كفانا الله شرك .. الناس تبدأ بالسلام وأنت تسأل إن كان أحد مات ..

اها عرفت .. لابد أن ابنتك المطلقة قد غادرت ..

نعم غادرت .. هي ارقص من الفرحة ..

حقاً .. جميل .. يبدو أن الصفعة وتهديدي لها .. قد أتيا بفائدة ..

ماااااااااااااااااااذا ؟!!!!!!!!!!!!!!!



_ الحمد الله قد وصلنا اسمعي ياربي لدي عدة مشاوير ..أقضيها ثم آتي عندك ..

_ أووووووووه يا هند ولم تأتي المشاوير إلا بعدي .. أجليها يوم آخر ..

لا المعذرة .. أنا مضطرة جدا .. لكن لن أتأخر ساعة .. ساعتان بالكثير .. ريثما ترتاحين وتربين أمورك أكون قد أتيت ...

حسناً .. أشكركما كثيراً لقد أتعبتكما معي .. حقيقة لا أعرف كيف أرد جميلكما ..



جدا .. جدا .. أتعبتنا .. هيا اصعدي للشقة لقد أطلنا الوقوف ..

ههههههههه حسنا ً .. إياك أن تتأخري ..صحبتكِ السلامة ..





في ذات المطار نفسه التي كانت قبل ساعه ونصف تتواجد فيه رباب .. هاهو خالد .. قادم ..

بعد سفرٍ طويل ...





ما إن فتح جواله حتى تفاجأ من كم الرسائل التي تنبئه عن المتصلين أثناء إغلاق جواله ..

امممم عشرون رسالة من رقم سحر ..

وثلاث رسائل من جوال ... والدة رباب .. غريب ماذا تريد ؟!!

ضغط بالمؤشر على رقمها :

وظل يرن حتى أجابت ..

_ آآآلو السلام عليكم ..

_ وعليكم السلام ورحمة الله ...

_ معكِ خالد .. كيف حالك خالتي ؟

_ الحمد الله ..

_ كيف أنت ؟

- بخير ..

أعذرني أن كنت قد أشغلتك يا بني .. لكن أود منك طلبا .. وسأكون مدينة لك ..

رباب ,, قد غادرت إلى شقتها اليوم وقبل ساعة ونصف وصلت ..أرجوك أذهب إليها طمأنني عليها .. لأنها ذهبت وهي مغضبه ..ربما تحتاج شئ .. صدقني يابني ليس غيرك أثق به واطمئن ناحيته ..

خالتي لكٍ ما طلبتِ وسبحان الله مصادفة عجيبة أنني في نفس المدينة .. وسأذهب إليها .. وأتفقد حالها .. لا تقلقي ..

_ جزاك الله خيرا يا ولدي ورحم أباك ..سأكون ممتنة لك كثيرا ..




لكم تتخيلوا شعور سعاد حينما اعترف زوجها وبجراءة انه صفع ابنتها ..

لقد تعبت وقتها وتحسبت عليه .. ولم تسعفها الدموع ..

والحزن ..



لذا خطر لها أن تخبر خالد وأن توصيه عليها .. فهي لم ترد أن تخبر فيصل .. لأنه ربما يسبب لها مشاكل مع ابنتها بحكم انه غير راضٍِ عن عملها هناك ..

ولم تجد غير خالد ..



[ لا تعجبوا من تفكيرها إن النساء وخاصة الأمهات حين تغلبهن العاطفة .. لا يحكمن عقولهن ]



كم تفاجأت حين دخلت شقتها .. رائحة فواحة .. زكيه وصلت إلى أنفها ..

وااااااااااااو .. ماهذا ؟!!

لقد وجدت شقتها تبرق من النظافة ..

وقد تغير ترتيبها عم كان عليه قليلاً ..

ابتسمت بعجب ..

لمااااااااااذا يا هند تحرجينني .. حفظك الله لي ..

كانت تعلم إن هند هي من فعلت ذلك .. لأنها تملك مفتاح آخر للشقة ..



شعرت بانتعاش .. وراحة نفسية ..

وتوجهت فورا إلى الحمام ... كي تأخذ لها حماماً باردا ..

ثم لبست بنطالا من الجنز مع بدي أحمر .. ثم تعطرت ووضعت ميك أب خفيف ..

وتركت شعرها الناعم الذي يصل لآخر ظهرها .. بكل حرية ..




لم أصدق إني وصلت للبلد .. فقد كنت متعباً ... ومنهكاً .. حتى فوجئت بطلب والدة رباب .. لقد كان صوتها يحمل حزناً شديداَ .. ربما حزينة على فراق ابنتها .. لكن غريب لماذا هي مغضبه ؟ّّ!!

في الأمر سر !!

زفر بقوة مازلتِ رباب تقتحمين حياتي دوماً بلا استئذان !!

لا أعلم ما شعوركٍ لو علمت بما أنا مقدم عليه ؟!!

سأمر للاطمئنان عليها ثم أسير لمنزلي ..

أعانني الله ..

..

_ ما هذا ياهند لقد مللت كثيرا لماذا تأخرتِ إلى هذا الوقت ....

ههههههههه رباب تحدثي بصوت منخفض لقد جلبت لي الصداع .. أنا قريبة من المنزل .. عشر دقائق وسأكون عندك .. هل ارتحتِ ..

حسناً ,,, لا تتأخري ,,



وبعد دقيقين إذا بالباب يطرق ..

_ ضحكت رباب وقالت بالهند أنها لاتكف عن حركاتها تقول عشر دقائق وهي بالأسفل ..

ثم ركضت باتجاه الباب وفتحته بسرعةتطايرت مع بعض خصلات شعرها الأسود وهي تقول :

هند أنت لا تتركين حر ك.......... ثم توقفت

تخيلوا إذا بالطارق ..خالد وليست هند !!

لقد صعقت وعقدتها المفاجأة .. دفعت الباب بسرعة و أغلقته ..

وهي تخفق بقوة والحرج يعلوها ..

رباه ,, انه خاااااااااااالد .. ماالذي أتى به في هذه الساعة .. يا فضيحتي كيف رأني ,, يالغباااااااااائي ..وأخذت تلوم نفسها


أما هو ظل واقفاً في ذهول يحاول أن يستوعب الموقف ..

أهذه رباب .. أم ملاك ....لا أصـــــــدق !!!!!!


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-13, 10:45 AM   #13

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي


( 12 )


على عتبة الانتظار
تقاذفت بي خليط من المشاعر
ذهولـ
غليان
إعجاب
إرهاق
كل من مشاعري هذه
تزاحم أختها ,,
لتصل إلى قريب ما يسمى بالانفجار !!



مكثت دقائق انتظر رباباً .. تفسح لي الطريق
وكأنها سنين ..لطولها ..
بين وقفتي المنتظرة والماضي الحاضر ..
سبحت ..
وتساءلتـ
من أنتِ يا ربابـ ؟!
أحقاً أنتِ ابنة عمي الذي ما عرفتكِ إلا بعد رحيل والدي ,,
أحقا أنتِ من أوصى والدي بالزواج بكـِ ؟!!
أهي أنتِ من تنافس سحر دون أن تشعري ؟!!

أجيبي بربكِ قبل أن أفقد صوابي ؟!!!!!!










بعدما ارتديت عباءتي وأسدلت الغطاء على وجهي أذنت له بالدخول وتركت الباب مفتوحاَ ..
كنت خجله .. لا استطيع السير من رجفتي .. كلما تذكرت انه رآني بلا حجاب ..
أتفطر وألوم نفسي
وأنعتها بكلـ لفظ السبابـ
موقف لا يحسد عليه ....



أرسلتُ لهند أثناء ذلك بالجوال ..
( هند حبيبتي ادخلي البيت بهدوء وانتبهي فلقد فوجئت بابن عمي زائرا .. وان كان في الأمر حرج لك فانتظريني وأنني أفضل أن تأتي حتى لا تكون خلوة )
امم غريبة ما الذي أتى به في هذا الوقت أتمنى أن يكون خيراً ,, لكن كيف سأدخل عندها ولديها ابن عمها انه أمر في غاية الإحراج إن تركتها وحدها اعتبرت خلوة ,,
قطعت ترددي بـ هذه مثل أختي ولن أتركها,,






رباب : تفضل يا خالد أدخل ,,,,
خالد : أخيراً كدت أنام واقفاً
ابتسمت في حرج
( المعذرة فزيارتكـ مفاجئة ومحرجة في نفس الوقت )

خالد : أعلم بذلك ولكن الضرورات أحيانا تقتضي ذلك وثم إن أمكِ أوصتني عليكِ ,,
رباب : من .. أمي !! ... كيف ؟!!
خالد : غريب ليس لديكِ علم بذلك ؟!!
رباب : لا ليس لدي علم بذلك ,,
خالد : يا لحنو الأمهات لقد حادثتني وكانت في أشد القلق عليكِ ,وطلبت مني أن أطمئن عليكِ ,,,
رباب : وبدون شعور ( يا حبيبتي يا أمي حفظكِ الله لي )
خالد: كيف حالكِ يا رباب ؟
رباب : بخير الحمد الله ,,, لا أشكو بأسا ,,,
خالد : بل على العكس أشعر أن هناك بأس وأمور أخرى تعترض حياتكِ ..
رباب : ( بعد طول غيبة وقلة سؤال يأتي ويقول أشعر أن هناك أمور في حياتك يا لبروده )
لا الحمد الله أعيش بخير وطمأنينة ,,
( انتبهت لهند التي دخلت بهدوء إلى الحجرة الأخرى )

خالد : أتمنى ذلك ..

رباب : اعتذر بشدة على الموقف الغبي الذي تعرضتَ له ,,, كنت انتظر صديقتي وقبلها بدقائق أخبرتني أنها قادمة فظننتك هي
خالد: حقا موقفكِ كان غبيا لآخر درجة ..ماذا لو كان رجل غريب وفتحتِ له الباب ,, سيظن بكِ السوء ,,,
لكن بصــــــــراحـــــــة { وابتسامة آسرة بدت على محياه }
لم أكن أعلم أن زوجتي وأم أبنائي في المستقبل تملك هذه النعومة والجاذبية ..
رباب : [ كساها الحرج والحياء واحمرت خدودها }
أولا .. الحمد الله أنه لم يكن الرجل إلا أنت ,,, فأنا قد تلقنتً درساً قاسياً .. وثانياً,, كيف خمنت أني سأصبح زوجتك وأم أولادكـ ؟
خالد : ماذا تعنين يا رباب ,,, هل غيرتِ رأيكِ في ,, أم ماذا ؟
رباب : الآن بعد المدة التي مضت ,, لم تكلف نفسكـ السؤال عني أو حتى الاتصال ,, وتأتي وبكل أريحية تقول زوجتي وأم أبنائي ,,حقيقة أخشى على نفسى من تجاهلك مستقبلا ..
خالد : { وبنظرة حادة } وأنتِ أيضا لم تحادثيني وتطمئنين علي ,, حسنا تجاهلتك ,, لم أطمئن عليك ,, ألم يساوركِ القلق بشأني ,,,,

رباب : كيف تطلب مني أن أحادثك وأنت بالأصل لم تفكرفي ذلك
خالد: اسمعي يا رباب ,, أنت الآن في مرحلة من الغضب والتعب النفسي وكما أنني اشعر أن هناك ثمة أمر ما تعانين منه ,, لكن لن آخذ على كلامكِ يا ابنة عمي ,, سأترككِ حتى تهدئي ,,, ثم نتفاهم بشكل جدي ..

رباب :
لا أنا أعني ما أقولـ يا ابن عمي ,,

............... التزمت الصمت وشعرت أنه محق بحديثه ,, أغمضت عينها ودمعات تفر من عيونها ,,

ثم نهضا واقفاً
خالد : رباب هل ينقصكِ شئ أو أمر ٍ ما ,, ؟
رباب : شكراً .. لا ينقصني شئ ,,
خالد : رباب وضعكِ هذا لن يطول أسمعتِ ,,
رباب : أرجوك لا تكلف نفسك فوق عناءك ولا تحمل همي ,, فأنا بأفضل حال وأنعم عيش .. ولستً في حاجة إلى أحد ..
خالد: وإن كنتُ أنا ؟!!
رباب : وبثقة قالت نعمـ ..

خالد : { مبتسماً بغيظ } سنرى يا رباب ,,,

ثم نهض واقفا وسار باتجاه الباب ,,,ثم ظلت رباب واقفة في مكانها ,,

والتفت قبل أن يخرج وقال :
رباب ,, انتبهي لنفسك هذا الموقف لا يتكرر مرة أخرى ... لأنني حقاً أن رآك غيري سأفقأ عينيه ,,, ولوح يده مودعاً ..






.

.








أما أنا فلقد أصبت بالذهول وقفت لبرهة مشدوهة أنظر للباب ,,
وأقول .. ما هذا الذي يدعى خالد ؟!!!!
بارد .. واثق من نفسه لدرجة الغرور .. يأمرني وكأنني من أملاكه الخاصة ...
ثم فزعت لصرخة هند ,,,
ماااااااااااااهذا .. أوقعتِ في هواه! .. لم تخبريني أن لديك ابن عم وسيم كهذا ها ... أجيبي ..
رباب : هند أوووه نسيتك ,, سامحيني ,,,
هند : يحق لك أن تنسيني وتنسي اسمي أيضا ..
لكزتها رباب مع كتفها ... هنـــــــــــــــــــــــ د
ماهذا ألا تعلمي أني حييه ,,,,
هند : (بابتسامة ماكرة) حــــــقا ..
رباب : هـنـــــــدلم أخبرك أرايتي غبائي وحمقي الى أين وصل .. ؟
هند : مـــــــــــاذااااااااااا فعلتِ ؟!!!!

.................................................. ...





خالد




بعد ذلك انطلق خالد بسيارته لـ أقرب فندق يستريح فيه لأنه فعلاً يشعر بالتعب والإرهاق ولا يستطيع مواصلة سيره نحو منزله ,,,,,


آه ... ماذا فعلت بي يا رباب .. نظرة خاطفة قلبت موازيني وشتتني ..
أشعر أن قلبي يخفق كثيراً .. يتخبط ..
لم أكن أعلمـ وأتخيلها هكذا ,,,

واسترجع صورتها في مخيلته ...

وأكثر ما أسره عيناها الساحرتان .. حينما تكحلها تبدو ساحرتان جميله .. وابتسامتها الآسرة
لستِ بذاك الحسن يا رباب ربما سحر تفوقكـ كثيراً .. لكنك تملكين روحاً جذابة .. وملامح لإنثى طاغية ,, في قمة النعومة ,,,

وانتبه من سرحانه ليجد نفسه واقف أمام الإشارة وقد تحولت للون الأخضر وأبواق السيارات تعج من خلفه
وضرب بكلتا يديه على مقود السيارة وهو منفعلاً ..
ماذا فعلتِ بي يارباااااااااب !!!!!!









وهناك حيث كانت سعاد تكفكف دمعها وهي تحادث أختها نورة
نورة : هداكِ الله يا سعاد ولم لمـ تخبري فيصل بذلك ؟
سعاد : لا إلا فيصل لأريده أن يعلم أنه متهور وممكن يؤذيها ويكفى ما وجدته من الظالم !!
نورة : ولم تجدي غير خالد .. لو علمـ فيصل لقلب الدنيا رأساً على عقب .. انه أمر في غاية الصعوبة تطلبين منه أن يذهب إليها وهي وحدها هناك ..أما فكرتِ بالأمر يا سعاد .. انكِ تسرعتِ ..
سعاد : بالعكس لم أتسرع .. انه الحل الوحيد .. بالله أخبريني من كان سيقف معي وقتها ؟!!
خالد ,, لا أخشى عليها منه فهو ابن يوسف يا نورة .. ثم أنه سيكون زوجها .. مستقبلا .. ولن أثق إلا به .. فهو متفهم جداً بعكس فيصل أعاننا الله عليه ..
نورة : لو كنت وقتها موجودة عندك لما سمحتُ لكِ بأن تحادثيه ثم سئلتِ نفسك هل فكر فيها هو ؟؟؟؟؟!!
نورة : { وقد شعرت أنها تمادت وكسرت خاطر أختها }
لكن لا عليكِ يا سعاد طالما انكِ مطمئنة لما فعلته فـ لابأس أذن .....
سعاد : لكن اجعلي الأمر سراً بيننا لا يصل الخبر لـ فيصل بأني أوصيت خالداً عليها ...

.
.
وبعد انتهاء المحادثة ..
سأل مؤيد والدته الذي كان للتو مستيقظا من نومه مالأمر (التقط آخر الكلام )
مابها خالتي سعاد ؟
( وداخله يرتجف يخشى أن يسمع خبر يؤلمه فوق ألمه )

نورة : مسكينة سعاد .. مبتلاه ... رباب سافرت فستستأنف عملها ..
مؤيد : أهكذا بكل بساطة تسافر الم تكن إجازتها شهرا؟!
نورة : بلى ولكن تشاجرت مع أبو محمد ,, ففضلت أن تسافر ,,
مؤيد : الأحمق .. السافل .. مازال هو لم يتغير طباعه ...
نورة : ولن تتغير طباعه ..
مؤيد : أمي الم أقل لكم أن الحل بيدي .. أتزوجها وأريح الجميع من همها .. أرجوك ساعديني .. أتوسل إليك ..
نورة : ( بنظرة حنونة وهي تمسك بكف مؤيد )
ولدي .. الم أخبرك من قبل أن هذا الأمر منتهٍ تماماً .. امحه من قاموسكـ ,,, صدقني لو كان لك نصيب بها لتزوجتها ,,
مؤيد : أمـــــــي .. أرجوكـ لم أعد أقوى على النسيان .. لماذا تيئسينني منها وهي بعد لم ترتبط برباط مع أحد .. لمـ يا أمي ؟!
ألم تعلمي أني أعاني إلى حد الوجع من الشوق لها .. أبيت ليلي وأنا ساهمـ فيها وكيف الوصول اليها .. تعبت .. تعبت .. ياأمي ..
نورة : أنا أعرف باالذي تعانيه أنني أم ..أتعلم ماذا يعني أم .. بنظرة منك أعلم بماذا تفكر .. أعرف إن كنت سعيدا .. مهموما .. صدقني ولكن .. أنها لابن عمها أتفهم ..,,
مؤيد : لااااااا لن يأخذها ولن يتزوجها أحد غيري .. هذا حبي وسأدافع عنه بقوة ..
نورة : { بضحكة سخرية } تقول كلامك وكأنك ستخوض معركة حربية .. أين عقلك .. ماذا دهاك .. ؟!!!
مؤيد : نعمـ يا أمي أنا سأخوض معركة .. فيها نصر وخسارة ,, آآآآه لمـ يعد فيً عقل ولا بصيرة ..
نورة : ( وفي نفسها كيف لو علمت أن خالد زارها ماذا ستفعل ..كفانا الله الشر )
مؤيد : أنا ذاهب ياأمي ,, مع السلامة ..
نورة : إلى أين يا ولدي .. لا تذهب وأنت في هذه الحالة ..
مؤيد : دعيني يا أمي .. إنني أشعر بالاختناق .. عساي أن أموت وأرتاح ..مع السلامه ,,
نورة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيمـ .. حفظك الله من كل سوء .. وأبعد عنا ذكر الموت !
( ليتنا ما عرفناك يا رباب )




يا هوى أَحِرق جوفي ..
احرق كلي ..
روحي
جسدي

وامنحني القرب من سيدة قلبي
ارحمـ أيام الشوق
وسنين الانتظار
ولهفة المشتاق
وصد الحبيب
.
.

{من الآن سوف أحزمـ الأمر وأنهي فصول عشقي }

نظر في ساعته فوجدها .. التاسعة .. يبدو أن الوقت غير مناسب ..

( وإن غد لناظره لقريب )








هند والرباب لم تكفا عن ثرثرتهما طوال الوقت .. كأنهما يريدان أن يُفرغا مابـ جعبتهما من أفكار وحديث بل حتى وخواطر ...

هند : اممم حقيقة موقفكـ يا رباب ,, كان محرجاً.. ثم ( غمزت بعينها ) ومن يدري ربما الأخ خالد .. يتحركـ ويعجل بعد هذه النظر ة لا أظن أنه سيصبر بعد اليومـ ..
رباب : تقولين ذلك وكأنني فاتنة الكون وجميلة الجميلات ,, ثمـ ما هذا أعان الله هيثمـ عليك فأنتِ جريئة ...
هند : ههههههههههه صدقيني يا حبيبتي أنني عند هيثمـ أبدو هكذا ,,
{وأخذت تمثل على أنها في شدة الحياء }
رباب : ههههههههههههههههههههههههه هههههه آآآآآآه يابطني أشعر بالألمـ ... حقيقة أشك في مدى صدق حديثك ..
هند : رباااااااااب ... ياغيظي منكِ ..
رباب : آه ياهند لو تعلمين أي عذاب .. وأي وجع أحُسٍِ به ..
هند: ولهي عليك يا حبيبتي .. وما الذي يكدرك ..؟
رباب : كل شن.... بداء من مصيري بخالد .. ثم ابني خالتي الهائم بي .. وبأخي اكتشفت أنه يدخن !

هند : لا عليك .. صدقيني كل منا فيه من الهموم .. مايكفي .. لكن بالصبر نتصبر ريثما يفرجها الله لنا ..
رباب : ما رأيك بخالد ؟!
هند : امم أشعر من كلامه أنه رجل .. متفهم .. حنون لا أدري لماذا .. في نبرة صوته حنان جاذب ..
رباب: لكن لماذا تجاهلني في تلك الفترة الماضية أنني يؤسفني هذا ..
هند : ربما هناك أمور أو أشغال .. شغلته ..
رباب : ( بسخرية ربما )
.
.
.



قضيا وقتهما بسعادة فقد تناولتا العشاء الذي جلبته هند معها ومن المطعم الذي تفضله رباب .. حيث شهرته بطهو الشطائر اللذيذة ..
















رغمـ التعب والإنهاك لمـ يأخذ راحته في نومه .. أخذ يتقلب على السرير يمنة ويسرة وهواجس سحر والزفاف ورباب تشوش عليه .. حتى أصابه صداع .. فنهض بعد خمس ساعات من النوم غير المريح ..

سار نحو الشرفة بتململ .. تأمل البدر ..المتوسط كبد السماء .. تراءت له صورة سحر شعر بشوق وحنين جارف ..
لكن سرعان ماخبا هذا الشوق حين تذكر .. ما فعلته ,,,
وكأنه شريط يمر من أمامه
( طمعها – استغلالها – عصيانها لأمره .. عنادها )
فزفر مغتاظاً ,,,
وهمس
حقاَ إن الزفاف بعد غد .. أنني حقا متسرع صدقت يا والدي حينما قلت ذلك .. تباً للعجلة ما أقبحها ..
ففكر طويلاً فوجد أن هناك أمرا أهم من الزفاف يتحتمـ عليه المسارعة بتنفيذه ,.

فكرة أن رباب تعيش لوحدها تؤرق مضجعه .. فهو يشعر في قرارة نفسه أنه مسئول عنها .. مايمسها يمسه ..
فهي عرضه وشرفه ,,,,,
وقبل ذلك كله هي
{ وصية والده الحبيب }
اهتز جواله اثر صوت رسالة كان متأكدا أنها من عند سحر ,,,

( خالد .. ما الذي فعلته كيف تسافر قبل الزفاف .. ألهذا الحد أنا رخيصة عندك)


( ليس يعني أني أحبك أن تلقى بمشاعري عرض الحائط ... الزفاف سيتأجل ,,, هناك أمورا مهمة تلزم مني التفرغ لها في هذه الفترة .. ودعي اخو صاحبتك ينفعك )

دقائق وإذا بجهازه يرن تقدم إليه بكل برود وأغلقه ,,,





















وهناك في تلك الشقة الصغيرة ..
هند : المـ تخبريني عن سمر كيف هي .. لقد أحببتها جدا هذه الفتاة ..
ثمـ ضحكت لمنظر رباب ( تغط في نومـٍ عميق وهي جالسه ... وشعرها متناثر حول وجهها )

رباب .. استيقظي نامي في سريركـ هههههههههه ..
ثم انتبهت رباب ,,
ها .. هل نمت أنا ؟!
هند : نعمـ وأزعجني شخيرك المتواصل ,,
رباب : ماذا .. أوه آسفة يبدو أن التعب قد بلغ مني مبلغه ..
هند : هيا نامي .. ولا .تكري بشاني .. سأغسل الأطباق ثم
أفتح منتداي المفضل ,,, ثمـ أنام ..
رباب : ( غمزت لها ) تعنين منتدى هيثم أليس كذلك ؟

هند :هههههه وهل في ذلك شكـ ..هيا نامي ..
رباب : حسناً (وتثاءبت ) تصبحين على خير..






كان رغمـا عن إرادتي أن تمر صورته في بالي
رأيت طيفه وهو يبتسمـ
وهو يلوح بيده إشارة الوداع .. وابتسمت
ثم استغرقت في نومٍ عميقـ


ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-13, 10:52 AM   #14

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي



تآبع (( 12 )) ..
الساعة الخامسة مساء من الغد
طًرق منزل خالد ..
الطارق : هل خالد موجود ؟
الحارس : لا .. ليس بموجود ..
الطارق : متى يكون موجودا ؟

الحارس : لا أعلمـ هو منذ فترة مسافر ..
الطارق : اها .. شكرا .. إذن ..

ابعد أن تكبدت مشوار نصف ساعة أجده غير موجود !
لا بأس سأعود مرة أخرى ... لأجلكِ يا فؤادي سأسعى ..













وفي الغد هاتف خالد سعاد ..
وبعد إلقاء التحية والسلامـ
خالد: خالتي سعاد .. حقيقة أن حال رباب ومكوثها وحدها أمر لا يعجبني .. الحياة لمـ تعد آمنه ..
سعاد : نعمـ يا يا ولدي بربك هل تظن أنني مطمئنة لهذا الأمر أنني في أشد قلقي عليها .. ولن أرتاح إلا حينما تكون في بيت زوجها .{ اللبيبُ بالإشارةِ يفهمـ }
خالد : صدقتِ ولذا فإنني اطلب أن نعقد القران ونتزوج .. في أسرع وقت ..

سعاد : منذ زمن وأنا انتظرك أن تبادر فا ابن خالتها كان يلح علي بالزواج بها ,, ثـم أني سأرى رأيها .. وأوفيكـ بالـرد القريب ,,
خالد : حسنا وآمل أن لا تتأخري يا خالتي ,,,
سعاد : لن أتأخر بإذن الله ..






.................................................. .......













يارب لك الحمد والشكر ها قد تحقق أملي بأن تتزوج ابنتي وتستقر ومع من أثق به ...
يارب أتم هذا الأمر على خير ...

رباب : ولكن يا أمي لماذا هذا التسرع لمـ أكد أذهب إلى عملي حتى يفاجئني بهذا الموضوع لمـ لا يؤجله لفترة .. أنا غير مستعدة إطلاقاً ..

سعاد : رباب .. لا تغضبيني .. لو تعلمين قدر فرحي وسروري لأحجمتِ عن هذا الحديث .. رجائي يا ابنتي أن ترضي أريد أن أطمئن عليك ..
رباب : يا أمي .. يا عزيزتي .. صدقيني .. أنني راضيه لكن ليش في هذا الوقت ..
سعاد : رباب .. أنا لا أحب أن أكُرِهك على أمر لا ترغبين به ..
لكن هذا الأمر اسمحي لي .. سترضين به .. إن كنت أعني لك شيئا فلا ترفضي ,,,
رباب : حسنا يا أمي لا جلك فقط ... رضيت ..
سعاد : وبفرحة عارمة .. بارك الله فيك .. بارك الله فيك ..

...............................










رباه .. قدمـ لي الخير ويسره لي .. انك تعلمـ إنني ساءني ماهي عليه رغمـ أن قلبي في واد آخر ,,

لا يعلمـ أيشعر بالفرحة أم بالحزن ..
كان في داخله فرح لأنه اتخذ خطوة صائبة في تحقيق وصية والده ..
وفي نفس الوقت حزين على أنه أجل زفافه من سحر ,,,,
التي ما أن علمت بـ خبر التأجيل حتى انهارت وتعبت نفسيا .. لكن ذلك لمـ يشفع لها عند خالد.. لأنه قرر ولن يثنيه عن قراره وجعها أو أي أمر آخر ..








...................................



الآن رباب حزينة ومتجهمة وبجانبها هند تواسيها ,, وتهدئ من روعها ..
هند بابتسامة فرحه ) لا أصدق أن حبيبتي رباب ستتزوج .. من ذاك الوسيمـ ..إنني سعيدة لأجلك ..
رباب : أشعر بالغيظ يا هند .. الأمر مفاجئا لي ..ثمـ إني أعتب عليه تجاهلي في تلك الفترة الأمر الذي يشعرني بالخوف على مستقبلي معه ... بعد أن كنت راضية تماما ,,
هند : رباب لا تجعلي الأفكار السوداء تعشعش في بالك انفضيها ..كل ما تتحدثين عنه وهم .. وما يدريك أنه تجاهلك .. التمسي له عذرا .
رباب : .........................









عادت رباب لعملها وتناست كثيراً من همومها ..وقد كانت فرحة صديقات المهنة كبيرة ..
حيث عملن لها احتفالاَ جميلاَ بمناسبة سلامتها وعودتها ..
حتى مديرها الذي لمـ تره سوى متجهماً .. يبدو متغيراَ في خُلقه
وقد مضى لعودتها لعملها أسبوعان .. مرت كسرعة البرق ..

حتى فوجئت ذات يومـ وهي منهمكة في عملها بصديقتها سناء تخبرها أن هناك شخصاً ما يسأل عنها !!!
















حسنا يا سناء سآتيه الآن فقط أنتهي مما في يدي
وبعد دقائق ذهبت إلى صالة الانتظار ..
مؤيد؟!!!!
نعم .. مؤيد .. يا رباب .. كيف أنتِ ؟
( كان في أسلوبه معي لهفة واضحة وعتب ولوم )
الحمد الله .. ولكن ما الذي أتى بكَ في هذه الساعة أهناك أمر جرى .. هل أمي بخير؟؟؟
نعمـ هي بخير .. اطمئني .. لا تقلقي .. أتيت لأطمئن عليك ..
وبشك أكـــــــــــيد ؟
نعمـ وأقُسمـ بذلك ..
هل المكان آمن .. فلدي حديث .. قصير ..

امم .. المكان آمن لكن عذرا لن أسلمـ من الأقاويل والافتراءات ..
تفضل .. اجلس ..
رباب .. أحقا ما سمعته انك ستتزوجين بـ خالد ؟
نعمـ يا مؤيد ..
ولمـ يا رباب ..لماذا خنتينني ..
مـــــــــؤيد ..كيف أخونك ..هل هناك أمر بيننا حتى أخونك ؟ّ!!
نعمـ أمر قديمـ ... قديمـ جدا .. أنسيتِ ؟!
كان ذلك .. عبث مراهقة ..
أتًسمين حبنا .. ذكرياتنا معاَ ...عبث مراهقة .. فسري ..حبي لك حتى هذه اللحظة ماذا يعني .. عبث مراهقة ؟!!
أرجوك .. يا مؤيد .. لا تزد الجراح .. وتذكر أننا في مكان عام وهذا ما أهمكِ ؟!!
مؤيد .. إنني احترمك وأكن لك معزة خاصة عن الغير..ولم أنسى أيام الطفولة التي جمعتنا معا .. لكن .. إرادة الله تحيل بيني وبينك ..
رباب .. مازال الأمر في يدكِ .. بإمكانكِ رفضه ..
لا .. ليس بإمكاني .. إنها وصية عمي رحمه الله ,, ويؤسفني أن أخذله .. ولذلك عهدت على نفسي أن لا أخذله .. لأنه ذا يدٍ علي وفضل ,,
أهذا آخر كلام عندك ؟!
( أشحت رأسي إلى الجهة الأخرى )
نعمـ آخر كلام عندي ...سامحني .. وتأكد أنه ليس بيدي .. ولو كان بيدي لما اخترت غيرك ..لأنني اعلمـ أنه لن يُكرمني أحد غيرك ..
منذ وقت طويل وأنا أكابد أشواقي لك وحينما تزوجتِ ضاقت بي الدنيا واسودت في وجهي ,, وحينما تطلقتِ انقشع ذاك السواد وحل محله الأمل ,, والفرح .. كان هناك في خاطري حديث كثير أود أن أقوله لك .. ولمـ تحن الفرصة .. لكن صدمتي بقبولك بخالد حتما ستقتلني ,,

نطقت { وأنا أجاهد دموعي أن لا تخرج }
مؤيد .. أرجوك الحياة فرص وستجد ابنة الحلال التي تُسعدك فقط أمنح نفسك فرصه ..

مستحيل .. اعتبري كأنني ما جئت إلى هنا ,, واعتبريها المرة الأخيرة التي أراك فيها ,,
ثمـ { نظر طويلا وأخذ يتأملني وكأنه يملأ عينه مني .. وفي عينيه حديث ظاهر للعيان }

التزمت الصمت ثمـ نطق
رباب ,, اعتبرينا إخوة وإن احتجتِ إلي فلا تتواني عن استدعائي ستظلين بقلبي للأبد ,, من قلبي أتمنى لكِ التوفيق ,,

شكراً ,, يا مؤيد .. شكراَ ,,
وتركته وأنا لا أرى ما أمامي من دموعي فلقد أثر بي جدا ’’
خذلته ,, خذلته وأحرقت قلبه ,,,
طلبت أن أستئذن من دوامي وسط الأعين المستغربة التي تحدق بي
كنت أقول في نفسي خسرتِ من كان يحبك وظفرت بمن لا يحبك ولمـ يكن لكِ أية مشاعر تُذكر ,,,





هاتفت هنداً وأخبرتها بما جرى ,, فحزنت هي الأخرى ,, وكانت إجابتها مطمئنة لي ,,مهدئة للعاصفة التي اجتاحتني ,, هي خيرة من الله وهو النصيب ولو أراد الله لكِ اجتماعاً به لجمعكما

ثمـ أنهيت المحادثة وكأن هما مثل الجبل انزاح عن كاهلي
.

.








مرت الايام رتيبة مملة .. مابين انشغالي بعملي وأحيانا اذهب مع هند للسوق لكي تتبضع فزفافها على وشك .
أو أنهمك في عالم النت وأبحر فيه ..
وقد سجلت في منتدى راقي باسمـ (الحمامة التائهة )
انقطعت عني أخبار خالد الفترة الماضية ولم أجرؤ على السؤال عنه ..

حتى كلمني بالأمس ..
خالد : ما رأيكـ أن يكون الزفاف في مستهل الشهر القادمـ ؟
رباب : بهذه السرعه ؟!!
خالد : هههههه وما بك خائفة ..يا عروستي
( ارتبكت وتلعثمت )
لا لست خائفة أبدا .. لكن عملي لا أستغني عنه وتعلقت به,,
خالد: امم عملك لا مشكلة .. سأنقلكِ بالقرب من منزلنا مستقبلا مع إنني أود أن تتركيه لكن أنت ورغبتك ..
رباب : اممم مستحيل أترك عملي يا خالد أرجو أن تتفهمـ هذا الوضع ..
خالد : حسنا .. لا بأس ..وما رأيك أن نعقد قراننا هذه ال
يومين ؟
رباب :.. ليس هناك حاجة لعقد القران والزفاف قريب ..
خالد : أنا راغب جدا بأن نعقد القران هناك أمور أود إخبارك بها ولا يتحقق ذلك إلا من خلال عقد القران حيث لا مشكله ..ولا حرج

رباب : وهذه الأمور لا تستطيع إخباري بها الآن أو بعد الزواج ...
خالد : لا أبدا يلزم لها جلسة ...
رباب : سأفكر بالأمر ..
خالد : حسنا ...
انتظر ردك .. ولا تتأخري ,,














في رجوعي لبلادي خيرا لي .. فقد استقررت نفسيا وفكرت بهدوء بعيدا عن العاطفة والقلب .. على رغمـ أشواقي التي تداهمني فجأة لكنني أتجاهلها .. حتى لا أفسد كل شئ
عاودت إلى الإشراف على تجارة والدي التي صارت لي .. وبحثت عن وظيفة فوجدت وظيفة مرموقة في شركة كبيرة تناسب تخصصي .. فكان هذا الأمر سعادة لي واستبشارا برباب ..
وقد قمنا أنا وخالتي لطيفة التي سررتُ أيما سرور .. بخبر زواجي من رباب ..
بـ أعادة ترتيب حجرتي لكي تلائمـ عروسين اخترت في تأثيثها باللون البنفسجي الغامق الذي مزجته بـ بالألوان الفاتحة الذي أخبرتني خالتي أن رباب تعشق هذا اللون بجنون ..
وكم كنت أتألمـ في داخلي أنها ليست العروس سحر من بنيتُ أحلامي معها ..من رسمنا أمنياتنا معاَ .. أحلامنا .. تطلعاتنا ..بل حتى وأسماء أبنائنا ..
شهدت معها عنفوان الحب وأوجه .. شهدت معها همسات الغرام واللحظات العذبة ...
والآن رباب من دخلت حياتي فجأة ستدخل حياة سحر فجأة ,,












انتهت سعاد من صلاة العشاء وأخذت تسبح وتستغفر وتذكر الله وتبتهل بأن يحفظ أبنائها وخاصة رباب .. وأن يحل عليها توفيقه وبركته ...ثمـ خطر لها أن تكلمـ فيصل بشأن ابنتها فطلبت من الحضور عندها ,,
,
شعرت هند بتململ فقررت أن تزور رباباً ,, نصف ساعة وهي عندها ,,,

وبعد السلام والترحيب والأخبار السريعة ,,

رباب : أما علمتِ أن زواجي في مطلع الشهر القادم ,,
هند : حــــــــقـــــا .. مبرووووووووك يا عزيزتي يبدو أنكِ ستسبقينني للقفص الأسود لا اقصد الذهبي ,,
رباب : ههههههههههههه ولم هذا التشاؤم يا فتاه ,,
هند : ابنة عمي تطلقت بعد صراع مرير مع زوجها والأخرى تعاني من زوجها وتسلطه عليها ... وابنة جيراننا
رباب : هــــــــــــنـــــد صه كفي ما هذا .. لا تجعلينني أغير رأيي ..
هند : لا إنها تجارب فقط ..وأسأل الله أن لاتعمـ علينا
رباب : لقد عمت علي وطمت من قبل ..
هند : ولكنك خرجت منها ولله الحمد سليمة وسينسيك خالد ذاك السافل وما ذقتيه
رباب : إن شاء الله .. لمـ أخبركِ أنه طلب مني عقد القران هذه الأيام ..لكنني طلبت منه أن أفكر في الأمر
هند : ياغبيه تفكري في ماذا لا تدعي الفرصة تفوتكـ إنها حقا أجمل الأيام لا تعوض .. صدقيني .. تتعرفان على بعضكما .. ويحدث بينكما الانسجام والتقارب ..
رباب : لكن
هند : لا لكن ولا غيره .. اخبريه انكِ موافقة .. على ضمانتي ..
رباب : ههههههههههه هل هي تجارة أو بضاعة حتى تكون على ضمانتك ..
هند: بل عقد زواج سعيد ...
رباب : حسنا .. سأخبره الآن .. كي تفرح أمي أيضاً ..أشكرك يا صديقتي كنتُ في حيرة وتردد لكنك شجعتِني ..




وتقرر عقد القران يوم الخميس أي بعد ثلاثة أيام ..
(13)
بعد القرار المفاجئ لعقد القران .. أصبحتُ لا أهنأُ بنوم ولا أتلذذ بعيش فجل وقتي متوترة .. ووجلة .. كأنما هي ساعات .. وتُزهق روحي ..حاولت أن أتأقلم مع الوضع إلا إنني فشلت ... فصورة خالد تمر من أمامي طيلة الوقت .. وكاد يصيبني بالجنون التساؤل الًملح ..ترى هل نتوافق معا أم لا ؟
وكيف ستسير حياتنا مستقبلا ..؟
لم يخفى علي فرحة والدتي الكبيرة بـ الخبر الذي على حد قولها سعيدا ..كانت متحمسة بينما أنا أمامها أبدو بلا حماس .. فهي تخطط كيف يكون لباسي وماذا افعل وماهي الترتيبات اللازمة .. كأنما هي المرة الأولى التي أتزوج فيها .. وقد آلمني ذلك حقا .. أنه يشعرني بالنقص والضعف .. كيف يمكن لفتى .. أعزب .. مرغوب ومطمح لآمال الفتيات مثل خالد أن يقترن بقتاه مثلي ؟!
لازالت ذكريات الماضي تحاصرني وتعيش جزأً كبيرا في قلبي .. تلك الذكرى رغم قصرها إلا أنها تركت في داخلي .. أثرا لا يمحى وشرخا في فؤادي ..






لكم تتخيلوا مشاعر عروس كانت تعقد الآمال لحياة سعيدة تحفها طيوف الهناء والبركات ..وإذا بها تفاجئا بعكس ذلك تماما .
- أتريدين كأسا من هذا ؟
- وماهذا لا لا تقل لي شراب تفاح فأنا لا أستسيغه ..
- ههههههههههههههههههههههه يالبراءتك أي تفاح يارباب ..انه أتريدين أن تعرفي ذوقى ..
- ههههه وماذا يكون إذن ,,
- تذوقي وستعرفين ..
- حسنا لقد شوقتني لأن أذوقه..
قربت الزجاجة من فمها وقد تذوقت طرفا من العصير ..
ر
ماهذااااااااا الطعم الغريب .. وركضت الى الحمام لكي تخرج ما بتلعته ..
بينما ماهر يقهقه بأعلى صوته وبدو مستمتعا بما حدث ...
_ ماهذا الشراب المرير المذاق كيف تستسيغ شرابه لقد أصابني بالغثيان ..
_ هههههههههه يا مغفله انه ...................
_ ماذا ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بأي لغات العالمـ حينها نصف شعورها ... نصف الهلع الذي اعتراها ..
أأنا أذوق أم الكبائر بيدي هاتين ..؟!
لااااااااااااااااااااااا
مازالت عروس خضابها لمـ يمح .. وفرحتها لمـ تنطفئ ..

ثمـ تكتشف أن زوجها مدمن خمر !!!!!
وهذه أولى المصائب التي توالت علي من المدعو ( زوجها ) ..

والأدهى أنه لا يصلي بتاتا ..
ثمـ تفاجأ بكم العلاقات بينه وبين فتيات الحرام ..
وهي لمـ يمضي عليها شهران فقط على زواجها ..

( تتمزق بمرارة وتتعذب بصمت ما الذي ينقصني حتى تكون له علاقة بتلك الفتيات ..
لم يدر بخلدها إن هذا مثل الداء إذا استشرى بصاحبه فأن لن ينجو منه بسهولة ..
كنت وقتها أتشبثُ بخيط ضعيف .. وأمل ضئيل أن يُقلع عما هو فيه لكن الأمر ازداد سوءاُ بأنه وصل إلى مرحله لم أحتمل السكوت عليها ,,
رعب .. هلع ... إحساس بعدمـ الآمان .. وأنني مع نصف رجل !!
.
.


قدم إليها فيصل بعدما دعته لتناول القهوة معها وهي تدعو الله أن يلين قلبه ويهديه ..
(أخذت تتأمل أخيها الشاب .. الموفور الحيوية والشباب .. والذي زادت وسامته في الفترة الأخيرة )
ولم تخفى عليه لمعة الإعجاب في عيني أخته ..

_ فيصل يا أخي ماهي مكانتي في فؤادك ؟
_ أو تسألين عن مكانتك عندي وهل هذا يحتاج لسؤال ؟!
_ أعلمـ ولكن أريد أن أطمئن ..
( وتساؤلات تدور في رأسه ماوراء هذا السؤال .. ( إن كيدكن عظيمـ )
أنت أختي العزيزة ومكانتك في أقصى القلب ويعلم الله أن لكِ مكانة من بين أخواتي يا سعاد ..
_ بارك الله بك يا فيصل هذا ما عهدته منك ..أنت الآن تتساءل ماالذي يدور خلف هذا السؤال وهذه الدعوة التي دعوتكَ إياها ..
_ تماما ..
- رباب
- مابها ؟
- يؤلمني حالها ويقلقني أمرها .. أنت تعلمـ ما عانته قبلا وما تعانيه الآن ..
- نعمـ أعلمـ أعانها الله ,, ولكن ما دخل رباب بهذا ..
- رباب .. خطبها ابن عمها خالد وقد أبدت موافقتها ورضاها .. وأنا لا مانع عندي من هذا الموضوع بل على العكس أنني أتوق لذاك اليوم الذي تزف فيه إليه..
- وللمرة الأخرى لم تعلماني بشئ ,, لست أدري ما قيمتي عندكما إذ تقرران أموركما ..كيف شئتما ..!
- لا يا فيصل ومن قال لك ذلك .. لم نقرر بشأننا بل أنت لك الرأي يا أخي ولكن كما تعلمـ هي وصيه وستنفذها ..
- هي ليست مجبرة بتنفيذها ..
- بل يا أخي الواجب يحتم عليها فعل ذلك كما تعلم أن لعمها معها وقفات ولقد رجاها أن تتزوج ابنه ,,
أرجوك يا فيصل كن لنا معينا .. لقد أهمني أمرها حتى كدت ما أشعر ليلي من نهاري .. يجب أن تقف معنا ..
- ومؤيد ؟؟
- مابه ..
- كيف سمح لك قلبك أن تزوجيها من غيره بينما هو يهيم بها ..
- يا أخي هو النصيب ..
- حسنا وماذا تريدين مني بعد أن قررت وحزمت أمرك ؟
- أريدك أن تقف معنا أريدها أن تشعر بأن هناك رجلا تحتمي خلفه ..وأن تبدى موافقتك ..
- حسنا ياسعاد سأفعل ما تريدين رغم إنني لست مقتنع بهذا الأمر لكن دامت هي رغبتكما فلا مانع عندي ...
- جزاك الله خير ا يا أخي لقد أسعدتني جدا .. انزاح عني نصف الهمـ
- اووووه ألهذه الدرجة ؟
- وأكثر لو تعلمـ ..
ثم استغرقا في الأحاديث عن عقد القران والزفاف ..
على الرغمـ البرود الذي ساد الجو من جهة فيصل ,,




لا اعلمـ في هذه الأيام أأسر أم أحزن ؟! .. أطير فرحاً أمـ أموت كمداً ؟!.. وما يبعث لي بعض الطمأنينة أنني خطوت خطوة إلى الأمام في تحقيق وصية والدي ,, أجزمـ لو كنت في غير هذا الموقف لكنت أسعد البشر لكن كونها أمر جُبرتً عليه يُشعرني بالخذلان ..
هاهي ورقة الوصية بيدي أعيد قراءتها كلما شعرت بالفتور والحنق حتى تخلق فيً روح الحماس والرغبة والمبادرة بتحقيق الوصية في أقرب وقت ممكن ,,
( ولدي خالد أرجو منك أن لا ترد وصيتي التي هي آخر رجاء أرجوه منك ..تزوج رباب ابنة عمك فأنتما مكملان لبعضكما كلاكما يعاني الوحدة والفرقة .. واني أراها تناسبك جدا ..فأوصيك بها خيرا ..
يابني ربما قد تغضب من هذه الوصية وربما يصيبك النفور لكن ضع مشاعرك جانبا ونفذها على ثقة بأن تسعد بحياتك ..
أوصيك برباب خيرا )

سالت من عينه اليمنى دمعة يتيمة .. كم يشعر بالشوق لأبيه .. مازالت ذاكره وطيوفه ترفرف في مخيلته ولأنه رجل فقد غشى هذه المشاعر با التجلد بينما في داخله يكاد يصرخ من شوقه .. من إحساس الفقد المؤلم .. من الوجع الذي يغلفه .. ولو شاء لبكى مدادا وأنهرا لكنه الصبر ..

ولأنه رجل عيب عليه في قاموس الرجال أن يذرف دمعة واحدة وكأنهمـ متبلدون بلا مشاعر ..

{ جمعني الله بكما يا والدي في جنان الخلد }




هند ورباب ذاهبتان إلى السوق كي تقتني رباب فستاناَ لحفلة عقد القران وهند متحمسة جدا كأن الحفلة لها ..

- رباب انظري إلى هذا الفستان الأسود انه جدا يبهر مار أيك فيه ؟
- اممم ولكنه يبدو عاريا .. وقصيرا ..
- أي عري يافتاة أنت ستقابلين زوجك .. وغمزت لها يجب أن تبهريه من أول وهلة ..
- ههههه لا لن اقتنيه أنا أخجل من ألبس بهذا الشكل ..
- أوووووووف رباب لا تكوني عنيدة ..صدقيني انه جدا جميل ..
- لا اااا ..دعينا ننظر غيره ..
- أمرنا لله لقد كلت قدمااااااااي ..
.

.

وبعد ساعة
- أرأيت لمـ نجد أجمل من ذاك الفستان الأسود دعينا نعود إليه ..
- وهذه فكرتي أيضا لقد تعبت من المسيـــــــر ..
- الآن تقولين دعينا نذهب إليه .. الم يكن من البدااااااية ؟

وبعد أن انتهيا من شراء توابع الفستان عادتا إلى منزل رباب ..

وحينما ارتدته صفرت هند بإعجاب .. ويلاه ماهذا تبدين كإحدى نجمات السينما .. ياالهي ارحمـ حال ذاك المسكين أجزم انه سيقدم موعد الزفاف إلى الأسبوع القادم
_ ههههههههههه هنــــــــــــــــــــــد ماذا تقولين أنت؟
- أقول الصدق يا فاتنة ..
- اف ولكنه قصير وعاري . لا أستطيع لبسه هكذا ..
- ربااااااااااااه سأجن منك ..وماالضير في ذلك .. انه زوجك ياحمقاااااااااااء ..
- وحتى إن كان زوجي امن أول لقاء يكون فستاني هكذا ماذا سيقول عني؟
- رباااااااااااب .. وليقل ما شاء .. لا تنسي أن خالد قد أمضى سنين عديدة في الخارج وقد رأى من الفتيات الحسان .. اللاتي يرتدين الملابس العارية والفاتنة .. وسيبدو منظرك أمامه معتاد عليه ..
- في هذه صدقتِ هو متفتح ومعتاد على مثل هذه المناظر .. اممم ساأرتديه ليست أولئك أفضل مني .....
- اووووه الحمدالله أخيرا هداك الله واقتنعتي .. اقسم انك متعبه ..أعان الله ذاك الخالد عليك ..
- هند حرام عليك .. بل قولي يالهنائه بي وسعادته أن ظفر برباب ..
- نعم نعم ..صدقت

- ثم احتضنتها لا أصدق أني سأتزوج ويكون بالي مرتاح عليك ..كثيرا ما كنت أدعو الله أن لا أتزوج حتى اطمئن عليك ..

دمعت عينا رباب تأثرا بالموقف ونطقت .. أنت أعز عندي من أختي ..






وهناك في البلدة البعيدة .. وبالتحديد في حجرة سحر ..
جالسة على كرسيها الوردي وهي تسرح شعرهاا بقوة تنم عن انفعالها ..
وأمها على الجانب المقابل لها واقفة تنظر لابنتها
سحر : لا أريــــــــده يا أمي لقد عافته نفسي سأطلب الطلاق .
جميلة : ماهذا الهراء .. أجننت أم أصابك مس في عقلك .. كيف تطلبين منه الطلاق .. هكذا بكل بساطة أين ذاك الحب الجارف وأين وأين ....
سحر : أمـــــــــــــــــــــــ ي انه يقتلني بتجاهله يشككني في أنوثتي لو كان يعشقني حقا لما أجل زفافي وتجاهلني تلك الفترة ..أمن خطأ بسيط مثل هذا تكون ردة فعله بهذه القوة .. حقيقة أني لا أضمن حياتي معه مستقبلا .. لقد قتل أحلامي ووئد حبي الوليد ..
جميلة : أنسيت يا حمقاء انه بقرة حلوب ..
سحر : فليذهب هو وما يملك للجحيم .. أنا من يتمنى مني الشباب بنظرة فقط يتجاهلني ذاك المغرور يا لقهري .
جميله : وهي تصرخ غاضبة .. انفصال لا تفكري فيه وعلى نفسها جنت براقش
سحر : سأطلب الطلاق سأطلبه لن احتمل ,,رغمـ عنكم هذه .حياتي ولن يتدخل فيها احد.

جميلة : حمـــــــــــــــــــــــ ـــقاء .

اليوم الأربعاء الساعة التاسعة مساء ..

رباه .. أي حياة أعيشها هذه .. غربة وبعد عن والدتي حبيبتي ..كم اشتقت لك ياالغاليه ..
سجلت دخول بمنتداها الذي أصبح جزأ منها ..ولقد اشتهرت فيه .. لروعة كتاباتها ولباقة أسلوبها ...
ظهر لها مربع الرسائل الخاصة ..
فتحتها فوجدتها من ( قتيل الهوى )
تأففت بملل ..
وماذا يريد هذا أيضا ..

( السلام عليكم .. كيف صحتك أختي الحمامة .. امم لا أخفي عنك أنني معجب بك وبمواضيعك .. وأتشرف أن أكون صديق لك ,, فهلا أضفتيني ..
الايميل هو @@@@@

في لحظة ضعف وإغواء من الشيطان .. همت بـ إضافته فكمـ تشعر وقتها بخواء عاطفي ..
تشعر بأنها كالوردة الذابلة تحتاج إلى من يسقيها لتعود إلى حيويتها ..
كان الفراغ والشيطان يسولان لها أن تضيفه ..
خاطبها شيطانها ..
أنت الآن تشعرين بالوحدة وبالفراغ وغدا ستتزوجين ولن تستطيعي محادثته مرة أخرى .. جربي أضيفيه وسلي عن نفسك فما هو إلا كلام وحديث عابر ..

وكادت غوايته أن تشق طريقها لولا أن نداء الإيمان والفطرة استيقظ في قلبها فوجدت نفسها تردد
( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )
فهتفت ( استغفر الله العظيم يارب عفوك ورضاك ) وعلى الفور أغلقت جهازها ..وانشغلت في أمور منزلها ..
في أثناء انهماكها بعمل المنزل استوقفها رنين هاتفها المحمول ..
اممم رقم لا أعرفه لكنه ليس بغريب علي ..
- السلام عليكم ..
- وعليكم السلام
- - كيف أنت يا عروستنا ..
- ههههه أهلا خالتي لطيفه المعذرة لمـ أعرفك ..
- هههههه يبدو أن خالد أنساك اسمي ,,
- ( وفي نفسها أي خالد يرحمك الله ) ههههههه ربما
- ما أخبارك هل أتممت تجهيزاتك ؟
- نعمـ ..
- لو تعلمين كم أنا فرحة لأجلك ولأجل خالد ..أخيرا سيتزوج ذاك العنيد ..
- ههههههه خالتي وبمزح لا اسمح لك بالتحدث عنه هكذا
- ههههههههه يبدو انك غارقة إلى حد الثمالة ..
- ههههههههههههه لا ليس بعد ,,
- المهمـ أريدك أن تكوني عروس فاتنة أريدك أن تسلبيه لبه .. فلا ينشغل بغيرك ..
- هههههههه حسنا على أمرك ياأستاذه لطيفه ,,
- أتعلمين أنها خطوة جميلة إنكم اخترتوا أن تكون الحفلة في منزلنا فهي حل عادل لجميع الجهات
- نعم صدقت يا خالتي ..ثم زفرت كتب الله لنا الخير ..
- آمين سأنتظرك غدا يابنتي .. بمشيئة الله ..



شعرت رباب ببعض من الراحة والسعادة لاتصال السيدة لطيفة بها فلقد أشعرها بأهميتها وأن هناك أناس ينتظرونها ..
ولقد اختارت أن يكون الحفل في منزل خالد .. لأنها لم ترغب أن يكون في منزل والدتها بعد ذاك اليوم فتسبب مشاكل لأمها .. فكانت فكرتها أن تكون في منزل خالد الذي لاقت استحسانه الفكرة ..
وبعد بدقائق رن محمول رباب مرة أخرى .. وابتسمت معلقة يبدو أن رنين هاتفي لن يكف هذه الأيامـ ,,


- ربااااااااااااااااااااااا ب يا خائنة ..
سمـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــر ..
- لماذا لم تخبريني عن عقد قرانك انه غدا ..أنسيت مابيننا أم ماااااااااااااذا ؟
- سمر كفي عتبا ولوما .. لا أحب هذا الأسلوب ..بدلا من أن تباركي لي تصرخين في وجهي ..
- مبااااااااااااااااااااااا اااارك يا حبيبتي ولكنني بحق أعتب عليك ..
- سمــــــــر أرجوك تفهمي وضعي .. لم أشأ أن يعلم مؤيد بالخبر يكفي ماهو فيه ,
- عجيب امرك تجرحينه ثم تريدين أن تضمدي جراحه ..
- سمر أرجوك لا داعي للخوض مرة أخرى في هذا الحديث لا تزيدني إيلاما فوق إيلامي ..
- اممم وما أخبار استعدادتك غدا ..
- امم عادي جدا لا اشعر بشعور العروس السعيدة ..
- لست بملومة ورب الكعبة ..
- لكنك ستحضرين بالطبع ..
- لا المعذرة ..
- ولم إنني بحاجة لك مؤكد أن خالتي ستحضر فلتحضري معها ..
- لا اعذريني .. لدي امتحان صعب يجب أن أتفرغ له ..
- حسنا كان الله في عونك
- سأكون معك في زفافك
- وهل في ذلك شك ؟!

ثمـ تابعتا حديثهما كالعاده
.

.




بعد أن أنهت محادثتها مع رباب كان مؤيد .. قد ضجر من كثرة ما يعاود الاتصال ويجده مشغولا .. وحينما أجابته ..
- أنتن يا الفتيات لا تتركن ثرثرتكن .. أكل هذا حديث ؟
- اووووووه عذرا( وبدون استدراك ) كنت اكلم رباب ثم صمتت بعد أن استوعبت زلة لسانها ..
- ( بنبرة دافئة .. حزينة )
ما أخبارها ؟
- بخير يا مؤيد ..
- إنها تستعد غدا لعقد قرانها ..
- - مااااااااذا .. غدا .. وبصوت عال من خالد ؟
- نعمـ ..
- أجابها بكل الألم والانكسار ..
وفقها الله وبارك لها فيما اختااااااااااارت ثمـ اغلق اخط..
- اوووووووووه لم يخبرني سبب اتصاله . أعانك الله يا أخي ..كان يجب أن أخبرك حتى تستيقظ من سباتك وأحلامك .

خيبة .. وانكسار ..
المـ ُقتل وأحلام كتب لها التلاشي قبل أن تتحقق
هاهو الشاب النحيل ذو البشرة السمراء جالس
والدنيا سوداء أمامه لا يسمع سوى هدير أمواج بحر ..
كل. شئ طاوعه .. حبه .. حلمه بل وحتى دموعه .. جفت وقد بكى قبلها قلبه ..
وجد نفسه يرسل بلا تفكير ولا شعور ..
{ سأظل أذكر حبكمـ .. دهرا بلا نسيان
وأردد في الجوانح أنكمـ أغلى من جنانِ
مبارك لك يا رباب .. تمنياتي لك بحياة سعيدة مع من اختر تيه طوعا,,

ابتسمت والأسى يغلبها ..

{ انك أعظم رجل رأيته في حياتي .. عوضك الله بزوجة تستحقك }

ثمـ أغلقت محمولها تمنع أن تأتيها رسائل أخرى منه فتفتح للشيطان بابا موصدا ,,

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
ـــــ



التعديل الأخير تم بواسطة درة الاحساء ; 23-02-13 الساعة 11:25 AM
درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-13, 11:28 AM   #15

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي


(( 13 )) ..
أهازيج الفرح تصدح بالمكان .. وعبير المسك والأطياب تفوح فتهز الوجدان .. وضحكات السعادة ... تتناهى إلى الأسماع ..

وفي إحدى الحجرات في منزل خالد .. كانت المزينة (الفلبينية ) تزين رباب ..وهي تعاتبها على أنها كل ما وضعت لها الكحل تدمع عيناها .. وأصابها الفتووور وهي تمسح الكحل المتمازج مع دمعتها حتى تحاملت رباب على نفسها وصلح أخيرااااااا ..

وبجوارها يقفن والدتها وحنين ,,

أما نورة فهي تشرف على الحفل مع السيدة لطيفة ..

وطبعا لم يكن الحضور كثير اقتصرت الحفلة على اهل رباب وجيران خالد المقربين .

هاهي الوصية قد نفذت ,, والله اعلمـ كيف ستسير حياتنا هل سنتقبل بعضنا أم يسود علاقتنا الجفاء .. أحس بأن مشاعري ليست مشاعر عروس بل مشاعر يغلب عليها طابع الخوف من القادم .. من المجهول .. من المصير .. كل شئ اليومـ يسير على مايرام .. الحفلة بدت تجهيزاتها رائعة .. غير أن قلبي يخفق وينبض بسرعة ..

تمنيت في هذه اللحظة أن تتواجد معي هند فهي تخفف عني دوما .. إذا ما رأتني اكتسيت بالحزن ..وعلاني بالكدر





نظرتْ إلى نفسها في المرآة فابتسمت بعجب .. وزهو..

أوووووه أبدو حقا فاتنة ..يا للمزينة الماهرة ..

أخذت تتأمل مكياجها المتدرج باللونين البنفسجي والوردي وشعرها المنسدل الغجري .. مما أعطاها طابع أنثوي ساحر. . بفستانها الذي يبدو ضيقا ومخصرا من جهة الصدر حتى الوسط ثم يبدأ بالاتساع ليصل إلى ما تحت الركبة بقليل ..







أما هناك عند الرجال ..

فقد كانوا أكثر عددا من النساء ..

أصحاب خالد وجيرانه وأصحاب والده ومعارفهم ..

كان المكان يسوده الضجيج فأقوام يتحدثون وآخرون يقهقهون .. أما هو جالس في وسط المجلس وبجانبه أصحابه الأعزاء ...



هو مشتت الذهن غير قادر على التركيز .. يتظاهر بالفرح والابتسام وتسيطر عليه مشاعر متضاربة ..



تقدمـ اليه فيصل بوجه جامد .. واجمـ



بارك له ثمـ شد على يديه ..



- رباب يا خالد أنها أمانه فا حفظها ..

- لست في حاجة إلى أن توصيني فهي ابنة عمي وزوجتي ..

- تعلم أني كنت لست راغب بأن تتزوج منك لكن حينما رأيت إصرارهم رضيت بدون اقتناع ..

- أجابه خالد بابتسامة ذات مغزى

لا يهم أن كنت راضيا أو غاضبا هاهي صارت لي ..زوجة على سنة الله ورسوله

- حدق فيه بحنق .. ثمـ نطق لو أن رباب اشتكت منك لن تنال خيرا يا خالد ..

حاول خالد التظاهر بالبرود خشية أن يلاحظه الحضور ...

- أما زلت على حقدك القديمـ .. لم أكن اعلم انك حاقد علي لهذه الدرجة ..

- وفوق ما تتصور ..

- نظر فيه بصمت .. وتجاهل كلامه .. ووزع نظراته بين الحضور

- ثم انصرف فيصل بعدما شعر بالانتصار ..





بعد أن تناول الحضور العشاء وانصرفوا ..

كان خالد قد استأذن للدخول إلى خطيبته ..التي رفضت فكرة أن يزف أمام النساء .. فهي لا تقتنع في هذا الأمر بتاتا وتعده من السخف ..

وحانت لحظة اللقاء ..

بين الكائنين

رباب وخالد ..

كان الكل حولها ..

ولم تخفى ارتباكها ..

سعاد : رباب حبيبتي تماسكي يجب أن تبدين أمامه قوية وهذه اسعد اللحظات صدقيني ..

نورة : نعم .. ههههه من يراك يقول أنها أول تجربة لك ..

التفت لها رباب باستغراب .. ثم طأطأت رأسها ..

لطيفة : هيا خالد منذ وقت وهو واقف في الخارج .. أفسحن له الطريق ..

تنحنح ثم دلف إلى الداخل ..

كان يمشي بخطوات واثقة .. تنبئ عن شخصيته ..

تقدم منهن صافح سعاد والخالة لطيفة وسط زغاريد الفرح وأصوات الأهازيج ..

ثم تقدم من رباب .. وصافحها وبقي مستمرا .. مندهشا لدقائق ..وهي لم ترفع رأسها .. واستفاق على ضحكات الخالة لطيفة و سعاد .. حيث لم يتركن الموقف ينقضي دون تعليق ..

( ياالله معقول .. هذه ابنة عمي وزوجتي رباب .. إن جمالها زاد عن ذاك اليوم الذي رأيتها فيه .. أذهلتني وربي )

تلا قت أعينهما لثوان ثم ابتسم وافترت هي عن شبه ابتسامه ..

سعاد : هيا يا خالد خذ راحتك مع عروسك سنترككما الآن ..

لطيفه : هههههههههه ولكن لا تتجاوز الحدود ثم غمزت له ..

خالد : ههههههههه.. لاعليمكا الزفاف قريبا ونظر إلى رباب بنظرة متفحصة

( رباه ماذا يهذون هؤلاء إني في اشد الحرج من حديثهم الجرئ ونظرت إلى أمها بتوسل أي اجلسي معنا .. لكن أمها ردت لها نظرة بأن لا )

انصرفن من الحجرة الواسعة .. وأغلقتا الباب خلفهما ..

خالد : تبدين غاية الجمال اليومـ بفستانك الأسود .. أريدك أن تكثري من هذا اللون يا عروستي ..

رباب :

(تورد وجهها بخجل ) والتزمت الصمت ..

خالد : كيف أنت اليوم ؟

رباب : بخير ..

خالد : امم ماهو شعورك في هذه اللحظة ؟

رباب : لا اعلم .. مشاعر غريبه ..

خالد : اها .. لكني اشعر بالسعادة لأنك زوجتي ..

رباب( ورفعت رأسها إليه ) حقا ؟

خالد : وهل في ذلك شك ..

رباب : ربما ..

خالد : تعلمين رباب إنني حين رأيتك ذاك اليوم .. بهرت بك ولم اصدق انك بهذا الجمال أخذت بعدها ساعات وأنا مبهوت مما رأيت ..

رباب : شكرا ..

نظر إلى شعرها الأسود وشعر برغبة قوية أن يلمسه .. اخذ يعبث فيه ..

رباب : كادت أن تذوب من الخجل .. احتبست أنفاسها ..

خالد: كم يستهويني شعرك ؟

رباب : حقا .. سأقصه ..

خالد : إن فعلتيها فسأقص يدك وراءه ..

رباب : ههههه لا نسينا القص إذن ..

خالد: ما رأيك لو جعلنا الزفاف الليله ..

رباب : شهقت بقوة وحدقت فيه باندهاش ..

خالد : هههههه لم هذا الخوف كله .. لا بأس سنجعله على موعده .. اخشي أن تصعد روحك من قوة من شهقة الخووووووف ..

رباب : هههههه راودتها رغبة شديدة بأن تضحك وتضحك لكن كبتت رغبتها لوقت قصير ثم استغرقت في ضحك طويل ..هههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههههههه ههههههه

خالد : ههههههههههههههههه وشاركها الضحك وهو لا يعلم مابها لكنه خمن انه من الحياء والفرحة ..

وبعد أن هدأت سألها ..

لماذا ضحكتِ ؟

ابتسمت .. ما لا تعرفه عني أنني هذه المواقف التي أكون فيها محرجة تجدني استغرق بالضحك وهذا للأسف طبع في ..

خالد : ههههههههه حقا انه طبع غريب فعلا ..

رباب : .....................

ثم ساد الصمت عليهما ..

وقطعه رنين جوال رباب ..

( انه غير مناسب تماما )

أطرقت .. حولته على الوضع الصامت ..

ثمـ ابتسمـ خالد لم لم تجيبي المتصل ؟

أحادثها مرة أخرى ..

ههههههه وضغط بإصبعه على انفها :

أهذا كله خجل ..ستتعودين علي حتى تنسين الخجل ..

ههههههه مستحيل ..

دقائق ثم نهض واقفا .. ونهضت معه ..

حسنا .. استأذن أنا .. إلى لقاء آخر يا عروستي ..

نظرت إليه وعيناها متسائلة .. أهناك لقاء آخر .. عجيب أمرك ؟

أجاب وكأنه يجيب على تساؤلها ..في اللقاء القادمـ سأخبرك بكل ما أود قوله لك ..

ثمـ طبع قبلة سريعة على خدها شعرت بحرارتها وكأنها صفعة تلقتها من شدة ما توهج خدها .

ههههههههههه ستعتادين علي وعلى حركاتي يا الخجولة !

خرج من الحجرة وظلت واقفة .. مبهورة ..

{ يا لجراءته .. } !!!





ثمـ دخلن عليها أمها وخالاتها وهي بوضعها هذا ..

سعاد : هههههههههههه مابك يا رباب لم واقفة ؟

نورة : يبدو أنها وقفة ذهول

لطيفة : ههههههههه بل وقفة حياء

ثمـ ابتسمت ..

لطيفة: اخبريني ماذا فعل انه جرئ هذا الفتى ..

رباب :اممم ارتبكت لم يفعل شيئا ..

نورة : أكيد ؟

حنين : ارحموها .. ترفقوا بها الفتاة تكاد تذوب من الخجل ...

ههههههههه







سعاد : هيا فيصل ينتظرنا بالخارج ..

نورة : أليس يريد أن يسلم على رباب

سعاد : لا أظن ذلك ..

نورة : ولم ..

سعاد : لا أعلم .. هذا أفضل ..

حز في نفس رباب أن خالها لن يدخل ويبارك لها مما اقتنعت انه غير راضٍ بهذا الأمر ..

فليفعل ما يريد وما شأني به ؟!!



هيا يا رباب .. انهضي والبسي عباءتك ..

حسنا خالتي نورة أود اليوم المجئ عندكم ..

نورة : حياك الله يا ابنتي ..سمر ستسعد جدا ..

سعاد: ولم لا تأتين عندي؟

رباب : أرجوك يا أمي أود الجلوس مع سمر اشتقت لها كثيرا ..( وهي في نفسها تتألمـ وتقول سامحيني أمي )

نورة: دعيها يا سعاد ..

وبعد محاولات كثيرة رضخت لهما

سعاد : كما شئت يا ابنتي ..

كانت رباب قد أخبرت خالتها بما جرى ذلك اليوم من زوج والدتها حتى تتفهم وضعها .. وتكون معها وفي صفها إذا رفضت سعاد..

وقبل الخروج صاحت لطيفة ستنيرين بيتنا بعد شهر يا رباب ..



وبعدما ركبن السيارة ..

رباب : السلام عليكم ..

فيصل : وعليكم السلام ... كيف أنتِ يا رباب ..

رباب : بخير الحمد الله .

فيصل : مبارك لك ..

رباب : بارك المولى فيك ..

نورة : لما لم تدخل وتبارك لرباب ..

فيصل : لم يكن لي رغبة بالدخول ..

نورة : حتى ولو أن تبارك لرباب ..

فيصل : وها أنا باركت لها أهناك مشكله ؟

نورة : لا بالطبع ليس هناك مشاكل ..

(حنن بصوت هامس )

- يبدو مزاجه متعكرا اليوم !

فيصل يشعر بالغيظ من موقف رباب ووالدتها ومن تسرعهما .. وخاصة بعد الموقف الذي حصل بينه وبين خالد .. مما شعر بالكره لدخول منزله ..











وبعد ساعه دخل خالد منزله فقد انشغل مع اصحابه .. الذين أصروا أن يسهر معهـ

فكانت في استقباله ...

لطيفة ...

كيف حالك يا العريس ؟

على أحسن حال ..

ها أعجبتك العروس ..

جدا ..لم أكن اعتقد أنها تملك هذا السحر وهذه الجاذبية ..

نعم صدقت .. هي جذابة وملفته ..

متى انصرفوا ؟

قبيل ساعة .

اها إذن اليوم ستبيت عند أمها

لا أظن .. نما إلى حديثهم ومحاولات نورة لاقناع سعاد أن تجعل رباب تبيت عندها اليوم ؟

وهل وافقت :

نعم بعد محاولة ..

خالتي : أليست نورة هي أم مؤيد ؟

بلى هي ..

غضب .. تبا وسحقا .. وكيف تبيت عند خالتها وابنها ..........هناك

خالد تعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما الضير في ذلك أنها خالتها ..

ولكن ذاك الأحمق موجود .

مستحيل أن تجلس عندهم مستحيل ..

تخيلها وهي بفستانها الأسود وجمالها الآسر ودار في ذهنه تساؤل كيف لو أن مؤيد رآآآآآآآآآآآها ..

شعر بحمم تغلي في صدره لم يحتمل التخيل ضرب رأسه بيده كأنما يبعد هذا التصور من باله ..

فتح جواله أراد أن يحادث رباب .. فيفاجأ برسالة

( لو سمحت يا سيد خالد ... اطلب منك الانفصال) ..!!!!!!

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-13, 11:34 AM   #16

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي


(( 14 )) ..

أحاسيس جديدة تغزو قلبي الظامئ
تُدغدغه ُتشِعره بالعذوبة والجمال
بأن الكون جميل والحياة مشرقة
أبتسم بنشوى .. وسعادهـ
لأول مرة في حياتي أشعر بهذه المشاعر .. الجديدة .
هييييه يا عروس أين ذهبتِ؟
ها ماذا كنت تقولين ؟
ههههههه لقد وقعت شرك الهوى ..
سمر .. أنك تهذين ..في شرك الهوى مرة واحدة ليس بعد ..
وماذا تصفين ما أنت به أذن ؟

آآآه لا أدري يا سمر .. لا أعلم كيف أحدد مشاعري .. أتعلمين ( واعتدلت في جلستها والحماس بادِ عليها ) بأني أشعر أمامه بأني أنثى .. فاتنة .. حيث أراه يكاد يلتهمني بنظراته التي تبرق بإعجاب واضح وبذهول مفتضح .. أشعر أمامه بالحياء يكسوني .. وداخلي يعجب بقوة شخصيته وهيبته التي تفرض علي أن أحترمه وأقدره ..
مما يشعرني بأن من أمامي رجل .. مكتمل الرجولة .. عكس ما كنت أشعر به مع ماهر بأنني مع نصف رجل ..
واااااااااااااه يا رباب ماهذا الكلام انه خطير .. انه اعتراف صريح منك بالإعجاب والذي سيعقبه وبلا شك حب جارف ..
نعم لا أنكر ذلك ولكنني أخشى من مشاعري المنجرفة يا سمر أخشى أن أندمـ .. وددتُ لو أملك السيطرة عليها وكبح جماحها ..
لا تقلقي لقد صرفتِ مشاعرك للشخص الأمثل فهو زوجكـ ..



في أثناء ذلك كان مؤيدا للتو عائدا من الخارج وكان متجها لغرفة سمر يريد أن يسألها بشأن شبكة رباب فاستوقفه الصوت الذي يميزه من بين مئات الأصوات .. سمع الحديث الذي دار بينهما وتفاجأ أن رباب عندهم .. شعر بغصة ممزوجة بغيرة وابتسم متألما ( أتمنى لك السعادة من كل قلبي )
وسار إلى غرفته فلم يكن هناك داعي لأن يسأل سمر فقد سمع إجابة سؤاله صدفة ..ومن رباب نفسها
وفي باله يتردد صدى كلمات رباب ( ولكنني أخشى من مشاعري المنجرفة يا سمر أخشى أن أندمـ .. وددت لو أملك السيطرة عليها وكبح جماحها ) معقول أحبتيه بهذه السرعة بينما أنا تذللت لك بما الكفاية فلم أجد منك شيئا شعر بغليان يصعد إلى دماغه وقد قرر قرار لا رجعه فيه ..





حقيقة ما أقرأه أم وهمـ ؟؟
سحر تطلب الانفصال ..
ضحك ساخرا .. أو تملكين كل هذه الجرأة ؟؟
حسنا يا سحر سنرى .. إن لم أحرق قلبك مثل ما أحرقت قلبي ..

على رغم الشوق الذي يعتريني نحوها إلا أنني كلما تذكرت ما فعلته معي .. يستحيل هذا الشوق إلى برود .. بل إلى جليد .. تستغلني ..
تعصي أمري .. تصافح غيري .. وقبل ذلك كله .. اكتشفت انها تحادث أحدهمـ ... وسأتحقق من الأمر وان كان حقا فلن تبقى بعصمتي ..

أمسكت ُبهاتفي المحمول .. وضغطت برقم رباب ..

- الو ..
- نعم
- كيف أنت يا رباب ؟
- بخير
- نطقت وأنا أحاول ضبط أعصابي تجهزي سآتيك بعد ساعة لكي آخذك أشعر برغبة ملحه أن نتنزه اليوم .. وان أخبرك بما أريد قوله لك ..
- ماذا .. الان .. في هذا الوقت المتأخر أنها الساعة الواحدة ..
- ( ارتفع صوته قليلا ) وما المشكلة في ذلك ..
- ( شعرت بفضول لمعرفة ما وراء هذا الشخص )امم مع أني لست بمقتنعة لكن لا مشكلة لدي ..
- مسافة الطريق وسأكون عندك ..
- صحبتك السلامة ..

سمر : ما الذي يريده منك ؟
يريد أن يأخذني الآن ..
سمر : ولم .. بهذه السهولة ..
لكي نتنزه ..
سمر : هههههههههه يا لزوجك الغريب الأطوار .. الآن في هذه الساعة .. حسنا وموقف والدتك وأمي إن علموا ؟
لا اعتقد في الأمر مشكله هو زوجي ..
سمر : لكنك بذا تخرجين عن العادات ..

لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه ... انه أمر طبيعي .. ويحدث بين أغلب العرسان
هههههه حسنا أنعم الله عليكما بالعقل ..المفقود ..


أخبرت والدتي برغبة خالد فلم تمانع أبدا .. بل تركت مطلق الحرية لي .. على الرغم من التنبيهات الخفية إلا إنني فهمتها .. وطمأنت والدتي مكتفية با التلميح ..
نهضت مسرعه وتوضأت لصلاة الوتر وبعد انتهائي دعوت الله أن ييسر الأمور ويسعدنا معا ..
كنت في ساعة الانتظار اشعر بالتوتر والقلق ..ترى ماهذا الأمر الذي يريد أن يكلمني بشأنه عساه أن يكون خيرا ياالله ..


بالرغم من إنني تضايقت من الموقف وشعرت بالقهر حيث ذهاب رباب إلى خالتها إلا إنني تمالكت نفسي حينما حادثتها .. لمـ أكن أرغب بالمشاكل والخلافات بيننا من البداية ..
إضافة إلى ذلك هذه الفتاة .. لا أعلم لماذا إن حادثتها وكنت غاضبا يتبخر غضبي .. هل لأنها وصية والدي وحبيبي أم هناك سر أخر أجهله .. ربما
لكنني مستغرب من هذا السحر الذي أنا واقع تحت تأثيره أجزم إنني ما شعرت به مع احد سواها حتى لو كانت سحر ذاتها ؟؟؟




- أمي لم رباب لم تأت عندنا اليوم ؟
- لا اعلم يا ابني فقد أرادت أن تذهب لكي تجلس عند سمر
- اها .. يا للأسف .. إنني مشتاق لها جدا ..
( هداك الله يا والدي لا بد أنها رفضت أن تأتي بعد ذاك اليوم )



بعد مرور ساعة وربع من الزمان صدح رنين هاتفي المحمول المكان وقفز بذلك قلبي ..
- مرحبا ..إنا في الخارج
- حسنا دقائق وأنا عندك ..


ارتديت عباءتي وتوجهت نحو الباب الخارجي وخرجت ثم قابلت في طريقي مؤيد توقفت دقيقة ثم أكملت سيري دون أن أسلم عليه .. فأنا زوجة رجل آخر بالطبع لا يرضيه أن أحادث غيره ..ولو سلاما عابرا ..



ماذا جرى للدنيا .. للناس .. عجيب أمرك يا دنيا رباب تمر بجانبي ولا حتى تفكر بالسلام ولم تعطيني فرصة أن أسلم عليها ..أمعقول أنه خلاص وجدت بيننا الحواجز .. يا للقهر .. يا لغيظي .. أنا من طال أيام حبي .. شوقي لها .. يأتي هذا الغريب .. فيأخذها مني وينتزعها انتزاعا ..




توجه غاضبا نحو سمر
- سمــر سمـــر
- خيرا يا مؤيد .. ماذا دهاك ؟
- بأي حق تذهب رباب مع هذا هاه قولي ؟
- بحق إنها زوجها ..
- هكذا بكل بساطة .. كيف تسمح لنفسها أن تركب معه في هذا الوقت المتأخر ثم أتناست العادات من اول يوم !!!!
- يا أخي استعذ بالله من الشيطان الرجيم .. انه زوجها أتفهم وقد استأذنت من والدتها .. ثم انه هو الذي طلب منها أن تخرج ..
- نساء ليس ورائهن رجل لو كان هناك رجل عاقل لما رضي بهذه المهزلة ..
- يا أخي هذه حياتها دعها وشأنها .. إلى متى ستظل تفكر فيها .
- اصمتي أنتِ ..




( وسار إلى غرفته وهو مجروح ..كالطير المذبوح .. )





كنت في السيارة ساهية .. اشعر بالحياء والسعادة معا .. معقول هذا هو زوجي .. تمنيت لو أن أتأمله وأتفحص ملامحه .. لكن الحياء يمنعني ..بينما التزم هو الصمت المطبق حتى مللت وتساءلت أي حاله هذه .. يبدو أنه غارق إلى حد كبير في التفكير ..ترى أيفكر بموضوعه الذي سيخبرني إياه ...ام بماذا يفكر ..يبدو انه ليس بذاك المزاج الذي كان اليوم بل انقلب كثيرا .. رباه رحمتك اشعر بالخوف وانه موضوع ليس بـسهل ..
وأخيرا ..كسر حاجز الصمت ..


- أتريدين أن أجلب لك شيئا معي ؟
- لا .. شكرا
ثمـ ترجل من السيارة وسار باتجاه السوبر ماركت .. ليعود بعدها بدقائق ..
في هذه اللحظة حينما كان سائرا إلى السيارة ذرفت دموعي .. وشعرت بألم في قلبي .. فقد ذكرتني طريقته في المشي بوالدي رحمه الله أشعر دوما بأنه يشبهه .. وكثيرا ما وجدت بينهما أوجه شبه تسعدني ..
.
.





بعد قرابة ربع ساعة كانا يجلسان أمام البحر الذي كانت أمواجه تتراقص أمامهما مختالا بانعكاس ضوء البدر على صفحته ..
انشغلت رباب بتأمل هذا الجو الشاعري ... الساحر .. كمـ هي مغرمة بـهذه المناظر الآسرة .. أخذت تراقب المنظر وشعرت بمشاعر تتدفق من أضلعها .. من حناياها .. ودت لو أنها أحضرت معها ورقة وقلم لكي تسطر هذه الخلجات التي لا تتكرر كل مرة .. إنما هي وليدة اللحظة ..
يا بدرا زهى متوسطا كبد السماء ..
أراك وأنت واقف وحدك .. شامخ .. مغترا بـ ببياضك الآسر .. وحسنك الزاهر ..
أغبطك فأنت في العلياء لا يرقى أحد إلى مكانك ولا يصعد ..
تنير لنا في عتمة الليل .. فتحيل الظلام نوراَ وسنا
.. كم سهر العشاق على ضوئك وترنم المحبون تحت نورك ..
وتراقصت الأطيار على ظلك ..
ووهبت من مثلي بعضاً من سعادة ونشوى !!




انتبهت من سرحانها وعمق تأملها ..يده التي تهزها يدها برفق ..
- معذرة يبدو أني نسيت نفسي وسط هذا الجو ..
- نسيتِ نفسك ومن حولك .. كنت غارقة حد الانهماك ..
- هذا الجو لا أقاومـ أمامه .. أجد كل مشاعري تستنفر ... انه يجعل من اللا شاعر .. شاعرا بارعا ..
- أوووه أوووه يبدو ان رباب شاعرة .. ماهذا شئ جديد اكتشفه ..
- هههههه .. صدقني لست بشاعرة ولا من الذين يسطرون نظم القوافي ولكنني عند هذه المناظر تهيج إحساسي ..
- وهل الشعراء تهيج أحاسيسهم في غير هذه المواطن ؟
- ربما .. أنهم قادرون على معايشة جميع المواقف والأحداث وصوغها بأقلامهم الممتزجة مع أحاسيسهم ..المنسابة
- الله الله لك خبرة في هذه الفئة ..
- ربما .. فأعز صديقاتي من هذه الفئة .. وقد رأيت منها كثيرا من ذلك .
- جميل بحق .. ولكني أتساءل في ما كنت تفكرين ..
- امم لا شئ كنت فقط أتأمل هذه المناظر ..
- لكن حقيقة من يراك وأنت بهذه الحالة يقسم أنك عاشقة ولهى ..
- ههههه لا ليس لهذه الدرجة أبدا .. لم اصل لها بعد ..
- ( بنظرة شك ) حقا ..
- بلى ..
بعد صمتٍ قصير .. نطق


- سؤال حيرني يدور في بالي ؟
- وماهو ؟
- لماذا حين رأيت مؤيدا وأنت خارجة وقفت ثم أكملتِ السير ..هل قلتِ له شيئا ؟
- ( أهذا ما أشغلك انك حقا عجيب )
- لا أخفي عليك كونه ابن خالتي فقد اعتدت طيلة حياتي إذا مر أحدنا بالأخر أن أسلم عليه أو العكس .. أما اليوم لمـ يحدث ذلك ..
- ولمـ؟
- كنت أريد أن ألقي بالسلام عليه لكنني تذكرت بأنني الآن لرجل آخر ربما لا يرضى لي بهذا الأمر فأكملت سيري ..
- حقا ؟!! ( دار في باله موقف سحر في السوق مع اخو صاحبتها وقد أحس بالفرق فعلا في هذه اللحظة )
اكتفت بهز رأسها ..
- لاح ثغره عن ابتسامة آسرة .. أشكرك على موقفك هذا فأنا حقا لا أرضى ولن أرضى أبدا ..
- أتعلمين لم أنا أتيت إليك اليوم ..
- لم ؟
- حقيقة لقد اغتظت جدا فكيف لك أن تذهبي إلى بيت خالتك وأنت تعلمين حقا بموقف ابنة خالتك منك ..
- لكنها خالتي وماذا علي منه ؟
- وجودك في بيتهم هو بحد ذاته صعب ..
- ماذا أتعني انك ستحرمني من خالتي وابنتها ؟
- لا لن أحرمك فما ذاك من شيم الرجال ..
- لكن في هذا الوقت بالذات ..


التزمت الصمت لبرهة وفي داخلها (أعانني الله عليك منذ البداية هكذا .. كيف سأتحمل العيش معك ) ..
ثم اخترق الصمت ... وهدوء المكان رنين محمول خالد ..
تجاهله ببرود .. وحوله على الوضع الصامت ..
أخذا يتحدثان عن ذكريات الطفولة وعن آبائهما قد انغمسا في هذه الذكريات كأن كل واحد منهما يشاطر الآخر .. ذكرياته ..
وكأنهما انفصلا في هذا العالم عن عالم آخر..






- رباب .. خذي واقرئي ..
- ماهذا ؟
- ستعرفين ..
تناولت محموله باستغراب .. وهي تنظر في عينيه كأنها تستشف منها إجابة واضحه ..
قالت بصوت مرتفع ..
( يا سيد خالد .. أطلب الانفصال)

- ماهذا إنني لا افهم شيئا ..ثمـ سكتت معقول .. في حياته امرأة أخرى ..
- هذا هو الموضوع الذي أود إخبارك عنه...






نهضت سحر من سريرها بعدما أرقها التفكير .. وحينما وصلت إلى غرفة الجلوس كانت قد بدأت تشعر بدوار ... فتمايلت ثم تشبثت بالكرسي فجلست وهي تشعر بالتعب والإرهاق ..
- ما بالك تبدين متعبة يا ابنتي ؟
لا ادري يا والدي صداع وإرهاق ..منذ فترة يلازمني لا أعلم لم ..
- الم تفكري بالذهاب إلى المستشفى ..
- بلى أفكر وسأذهب اليوم أو غدا ..
( آه ماهذا الذي أشعر به يبدو أنه سوء في التغذية بسببك يا خالد يامن اهملتني وجرحت قلبي إلى متى .. ستستمر بتجاهلي إلى متى )
انتبهت الى أنها تهز قدمها بشدة ..
- رويدك يا ابنتي .. مابك ..هل أنتِ بخير ؟
- كيف سأكون بخير يا والدي وهذا من يدعى خالدا يتجاهلني ..
- لابأس سأحادثه قريبا ولكن لا تنسي أنك من جنيت على نفسك ..
- أبتي أنا لا أريده إن حادثته اخبره أني أريد الطلاق بأسرع وقت ..
- ماااااااهذا يا بنت ماذا تقولين أمازلت مصرة ؟
- نعم يا أبي يكفى لا أريده فقد كرهته محال أن أعود إليه .. إننا لا نصلح لبعضنا بتاتا ..
- الآن تقولين وكم من مرة قلت لك ولكنك لا تفهمين ..حسنا وأنا أفضل ذلك .. سأحادثه بذلك ..

.................................



- لم لا تخبرني من قبل يا خالد لم خدعتني لم ؟
- أنا لم أخدعك ... كنت أريد أن يكون فرصة لنا في اللقاء حتى اتقاهم معك أكثر .. وفرضا علمت قبلا هل ستجرؤين وترفضيني وها أنا ذا أخبرتك من أول يوم لنا لأنني أريد أن نبدأ حياتنا بصراحة ووضوح ..
- (نطقت بغصة) ومازلت تحبها ...
- أكذب عليك إن قلت لك إنني اكرهها ولكن تصرفاتها تغيظني .. تنفرني منها .. منذ عودتي لم أحادثها .. اشعر بشئ يمنعني من ذلك ..
- لكنني ارفض أن أعيش مع ضرة تشاطرني زوجي .. أنا لا احتمل أبدا ..
- ولكنك ألا ترين أنها معادلة متساوية بيننا .. أنت كنت متزوجة من قبل .. وأنا متزوج الآن ..ألا يجعلك ذلك .. تتغاضين ..انا أيضا مع نصف امرأة ..
- ( شعرت بالجرح و الاهانه ..) بل هي معادلة غير متكافئة بتاتا .. مالم تعلمه عني أنني مازلت ثم سكتت ..
- ثم ماذااااا أكملي ؟
- نكست رأسها بالأسفل مازلت .. عذراء ..
- حدق فيها متعجبا . غير مصدق ..
ماذا تقولين أنت ؟!!
كيف يكون ذلك وأنتِ متزوجة من قبل ؟
هذه الحقيقة وأحتفظ بالأسباب لنفسي ..
لا أصدق أن أنثى مثلك يقاوم زوجها أمامها ألا أن يكون غير طبيعي !!!
- أشاح ببصره إلى الأفق البعيد ..
- أما هي جعلت تذرف دموعها ..كلمته هزتها ..
دموع الأنثى المجروحة .. التي وأدت أحلامها في مهدها ..دموع من استفزتها الذكريات المرة التي احتفظت بها في صندوق أسرار ها .. تبكي الألمين ألم علمها بأن في حياته امرأة أخرى وأمر السر الذي كشفته وعهدت على نفسها أن لا يعلمه أحد
- هيا انهضي .. سنسير ..
توقف ولمح دموع تتساقط على وجنتاها .. فألمه ذلك .. استثار مشاعره .. بالرغم من جديته إلا انه يملك حنانا ..فياضاً وتخونه قوته أمام دموع الجنس الناعمـ ..
رباب ... مابك .. لم هذه الدموع .. إن دموعك عزيزة علي ..
- لم تجبه بل التزمت الصمت ..



احتضنها بقوة ... كأنما هو يعبر عن أسفه بذلك ..
أما هي فزاد بكاءها وأخذت تنتحب .. وقد تركها حتى تفرغ مابها من شجن ..

( منذ متى وأنا افتقد هذا الحضن الدافئ .. والملاذ الآمن .. لن أتخلى عنك يا خالد.. لن أجعل غريبة تسرقك مني بعد ما صرت إلي .. سأحارب لأجل الحفاظ عليك )

حينما شعرت أنها هدأت ابتعدت قليلا وقد شعرت بالحياء يلفها ..
أما هو ابتسمـ هل أفرغت مخزونك من دموع ؟
- ابتسمت لا .. بقي الكثير ..
- إذن خزنيها في وقت آخر ربما تحتاجين إليها ..
- آمل أن لا أحتاج إليها في وجودك ..
- لن تحتاجي إليها حتما
- والآن هيا لنركب السيارة..




كانت خيوط الفجر بدأت تتسلل إلى السماء .. حينما انطلقا بسيارتهما ..

- متى موعد طائرتك ؟

- في السابعة صباحا ..

- اممم حسنا ..وكيف كنت تريدين أن تذهبي ؟

- كالعادة لوحدي .. وتستقبلني هند في المطار ..

- أريد أن تعلمي انك الآن لن تحتاجي لأحد طالما أنا على قيد الحياة .. أفهمت ؟

( تماسكت فدموعها ستنسكب مرة أخرى ) وبصوت متهدج قالت :

أبقاك الله لي يا خالد ..

- لف برأسه الى جهتها وتبسم ..لم تخبريني .. ما رأيك في ماقلته لك ؟



- مازلت على رأيي لا احتمل وجود ضرة في حياتي .. أنت لم تخبرني ماذا ستفعل ؟ هاهي الفرصة واتتك فلقد طلبت منك الطلاق؟

- أيهون عليك أن أطلقها .. لو كنتِ في مكانها هل رضيت بذلك ؟

- لكنها هي من طلبت ذلك

- اشعر بأنك متناقض ..الم أفهمك حقيقة .. تقول لي انك تحبها ونافرا منها كيف يجتمعان ذلك ؟

- بل يجتمعان يا رباب .. حينما يكون المرء في صراع مع قلبه وعقله .. يكون ذلك ..

- لكن أرجو أن تحل الموضوع قبل الزفاف ؟

- بالتأكيد ..

..............................................


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-13, 11:36 AM   #17

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي



مشاعري مازالت مجروحة .. كان هذا الخبر بمثابة صاعقة لي حاولت أن أبدو متماسكة أمامه لكنني فشلت .. اشد ما يؤلمـ أن أنصدم مثل هذه الصدمة ..امرأة أخرى في حياته ..بل ويحبها ..

أنا لا ألومه هو مثلي كان ضحية لهذه الوصية ..لكنني حقا لا استطيع أن أتخيل أن أعيش مع امراة أخرى تقاسمني إياه ..يبادلها نفس المشاعر والاهتمام الذي يبادلني اياه .. رباه اشعر بالغيرة تحرقني مجرد تخيلاتي هذه تستفزني كيف لو صارت حقيقة ..وحدثا واقعا ..

بدأ النعاس يداعب أجفاني .. اف أمامنا طريق طويل .. ليتني قبلت باقتراحه أن تأجل الرحلة إلى العصر كي يكون هناك متسع من الوقت للنوم .. لكنني رفضت لإحراجي أن نكون في بيت واحد ..

......................







بعد مضي ساعة أيقظني خالد من نومي الذي لم اشعر به لتعبي وإرهاقي فوجدت أننا أمام منزله ..

- هيا يا رباب انهضي كي تصلي الفجر هناك رحلة تنتظرنا.. لم يبق شئ عليها ..

- حسنــــا ...

( شعرت بالحزن عليه حينما رأيت وجهه الذي يبدو التعب والإنهاك واضحا عليه )

- امم خالد ما رأيك لو نأجل الرحلة إلى العصر كي نأخذ قسطا من الراحة ..

- حقا .. رأي سديد .. فأنا لا أرى ما أمامي من شدة نعاسي ..

- تبسمت حسنا .. نوما سعيدا ..

- غمز لي حجرتي تسعك فان كنت ترغبين في النوم معي ... فمرحبا ..

- احمرت خدودي خجلا ...

- بينما هو اخذ يقهقه بشدة .. كأنما يستمتع بإحراجي









توجهت إلى الداخل .. فكان البيت يوحي بالهدوء .. يبدو أن الكل نيام .. كنت اشعر بأني لا أقوى على السير لتعبي ..

( لا اعرف أين أنام أحسست بالغربة وأنا في منزلي .... كنت محرجة من الصعود إلى الأعلى لكنني عزمت وصعدت )

توضأت لصلاة الفجر .. وبعد أن انتهيت من الصلاة .. استلقيت على السرير أغمضت عيني استسلاما للنوم ..

بعدما أخذ له حمام دافئ واستعد للنوم جال برأسه ما دار بينه وبين رباب .. وابتسمـ حينما تذكر دموعها .. هو بنفسه مستغرب لا يعلم لماذا هذه الدموع ؟

حقا إن دموعهن سهله ..









مازال إلى الآن متخبط في مشاعره يشعر بالحيرة ,, رباب من منظوره ابنه عم وزوجة عزيزة وغالية ..

أما سحر فهي الحبيبة والعشيقة .. التي صدها بتجاهله ..

شعر برغبة قوية أن يحادث سحر .. ضغط على اسمها في محموله ( ملهمتي )

اتصل مرة فلم تجيب وأتبعها بأخرى وأيضا لم ترد ..

( غريبة لا أظنها الآن نائمة لماذا لا ترد علي يبدو حقا أنها غاضبه )

فلتغضب ولترضى غدا ..

ولم يستطع أن يقاوم النووووم ..











( لوت فمها بسخرية أخيرا تكرم الأستاذ واتصل علي .. سأذيقك مثل ما أذقتني طيلة هذا الشهر )

شعرت بالغثيان والدوار يعود إليها فاضطجعت على سريرها وهي تئن .. وبعد أن خف مابها نهضت إلى مراءاتها وتفاجأت من شكلها ..

وجهها مصفرا وهالات سوداء تحيط بعينيها والتعب واضح فيها .. ويلاه ... سأذهب اليوم إلى الطبيب .. فحالتي زادت سواء ..











استيقظت على صوت آذان الظهر ..

ترى هل هذا آذان الظهر أو العصر ؟!

نظرت في ساعة محمولها وتنهدت بارتياح ...



(الحمدالله آذان الظهر يبدو أني لم آخذ كفايتي من النوووم ... عبست ملامحها اليوم الساعة الحادية عشر مساء لدي دوااااام .. )





بعد أن أنهت صلاتها توجهت للأسفل وصلت إلى انفها رائحة الغداء وشعرت بالجوع

(امممم رائحة شهيه)

دلفت إلى المطبخ لتجد الخالة لطيفه تباشر الغداء ..

_ أهلا بعروستنا ...

- كيف حالك خالتي ؟

- بخير .. يا ابنتي

- - امممممم أشم رائحة شهية ..

- نعم هذا الغذاء ستأكلون اليوم من طبخي ..

- شكرا يا خالتي أبقاك الله لنا ..

طلبت من الخادمة أن تعد لها كوبا من القهوة ..

فاتجهت إلى غرفة الجلوس وفتحت التلفاز .. أخذت تقلب في القنوات بملل .. وزفر .. كانت تشعر بالغليان والقهر كلما تتذكر موضوعه الذي أخبرها به .. لكن مايطمأنها انه لم يتزوج بها زواجاً فعلياَ

وثوان إذا بالخادمة .. تحضر كوب القهوة .. مع شطيرة من الجبن ..



- ما بال الجميلة تتململ ؟

فزعت من صوته ..

- خالد .. متى استيقظت ..

- للتو ..



- يبدو انكِ مثلي لم تأخذ قسطك من النوم ..

- ليس تماما ...



نظر إلى كوب القهوة .. المتبقي نصفه ,, فأخذه وقضى عليه ..



خجلت وابتسمت بالعافية ..

- عافاك الله ..

- الا تعلمين إنني لأول مرة أذوق مثل هذه القهوة في لذتها .. ثم غمز لها .. لأنك بالتأكيد شربتها قبلي ..



- .............







احم احم .. هههههه خالد .. ارحم الفتاة لقد غدت مثل الطماطم .. ترفق بها .. قليلا ..



- أنا يا خالتي حرام عليك .. لم أفعل شيئا .. هي ناولتني كوبها وقالت لي اشربه يسعدني ذلك ..

- ( فتحت عيناها على وسعها ) أنااااااااا ..

- ههههههههه لا عليكِ أعرف حركاته .. لقد خبزته وعجنته ..















في منزل نورة كانوا الأسرة مجتمعه يشربون الشاي الأخضر بعد وجبة الغداء المعتادة ..

نوة : ما شاء الله تبارك الله ُرزق احمد ابن جارتنا الليلة بـمولود ..

سمر : ما شاء الله هو في سن مؤيد تقريبا ..

مؤيد: سبحان الله الأيام تركض من يصدق أن أحمد يصبح أبا ..

نورة : العقبى لك يا ولدي ..

مؤيد : إن شاء الله سأدع الأمر لك ,,

سمر: حقا مؤيد تريد أن تتزوج ؟

مؤيد : نعم وما المشكلة ؟

نورة : بارك الله بك ..منذ زمن وأنا أنتظرك بابني ..

مؤيد : من كنت ارقبها تزوجت ومضت في شأن آخر وأنا أيضا سأذهب في شأن آخر ..

سمر : هنااااء بنت عمي أنها جميلة جدا وخلوقة ما رأيك ؟

نورة : نعم هناء منذ زمن أتمناها لك ..

مؤيد : أنا لا اذكرها كثيرا .. لكن من تعجبكم نخطبها ..

سمر : ( انطلقت تزغرد بفرحة ) أخيرا سيصبح لدينا عرس ..

مؤيد : ههههههههههه نسيتِ أنك ستتزوجين قبلي ..

سمر : أووووووه دعني أفرح يا أخي ...















- هل ألغيتَ الحجز وحجزت آخرا ؟

- لا ..

- لم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

- لأننا سنذهب بالسيارة ..

- حقا لكن المسافة بعيدة ..

- والمانع ..

- اشعر برغبة قوية .. لأن نسافر بالسيارة ..

- حسنا .. ما يريحك افعله .. لكن لا تنسى إنني في الحادية عشر يبدأ دوامي ..

- لا لم أنسى .. سنسير بعد صلاة العصر مباشرة وفي الثامنة إن شاء الله نكون قد وصلنا ..

- جيد ..







والآن هيا سأريك حجرتنا .. وتعطيني رأيك فيها ؟

- حسنا ...

( كنت خجله منه ..لكنني أخفيت حرجي وجعلت الأمر طبيعي ..حتى لا يقول هذه مريضة بالخجل ههههه)

- رااااااائع تبدو مذهلة يا خالد .. سلمت على حسن الاختيار.. وهو نفسه اللون المفضل عندي ..

- ابتسمـ أكيد ستكون مذهله طالما أن من اختارها أنا ..

- ههههه واثق لدرجة كبيرة

- الا يحق لي زوجك أن يثق بنفسه ؟

- بلى يحق وبجدارة ..حسنا .. سأذهب لأنام القيلولة .. فلم يتبقى سوى ساعة على الآذان .. وأنت أيضا نام حتى تتمكن من التركيز أثناء الطريق ..

- ههههه حسنا يا سيدة رباب ..أي أوامر أخرى ..

- لا..

وانصرفت بسرعة .. أعرفه جرئ وتخشى أن يتمادى معها ..ههههههه ..









( انك رائعة يا رباب .. إلى حد كبير ... يعجبني حياءكِ وعفويتك.. حينما أكون معك اشعر بـ شئ يشدني لك .. يجذبني إليك لست أعرف ماهو ربما هذا الانجذاب لا أجده حتى مع سحر .. يبدو أنه تآلف الأرواح .. كما كان والدي يردد .. الحديث النبوي ( الأرواح جنود مجندة ..... )

أمسكت بهاتفي وهاهي مرة أخرى لا تجيب ماذا يعني .. هل تأخذ الأمر عناداً ..

بعد إغفاءة نصف ساعة نهضت فوجدت أن العصر قد قارب .. نزلت بالأسفل ... وصنعت ثلاجة من القهوة وأخرى من الشاي .. وفطائر خفيفة .. جهزت الأغراض .. وأمرت الخادمة أن تضعها في السيارة .وإذا بالعصر يأذن ... توضأت وصليت ..وجمعت حاجياتي .. نزلت بالأسفل .. سألت عن خالد .. لم أجده ..علمت انه مازال نائما ..







صعدت إلى الأعلى طرقت الباب لم يجب .. فتحته ودخلت فإذا هو يغط في نوم عميق .. هتفت :

- خالد .. خالد ..

- همممم نعم يا سحر ..

- سحر ..اها يبدو أنها تلك ..اغتظت ..

هيا انهض فقد أذن العصر .. وأنا رباب وليست بسحر ..

ثم خرجت من الغرفة .. وبودي لو أن اسحقهما هذين ..





استوى جالسا على السرير وأخذ يفرك عينيه ..









ما بالها هذه .. ماذا تقول..اها ..يبدو أني نطقت باسم سحر وأنا نااااائم ... هههههه أعانني الله عليها .. لابد أنها غاضبة الآن ..لا أريد دموعا مثل الأمس ..



أخذ يتمتم بينه وبين نفسه ... بـ استغفر الله العظيمـ ..











بعد أن أنهى وضوؤه نزل بالأسفل وهو يحمل أغراضه وجدها جالسة ..وعلم أنها قد غضبت حينما لم تلتفت إليه ..

هيا يا رباب .. هل أنت مستعدة ..

بصوت خفيض : نعم كما ترى ...

- هيا إذن ..

- ودعوا الخالة لطيفة .. ثم انصرفا .. مصحوبين بدعواتها لهما أن يحفظهما الله من كل شر ...













أما سحر فكانت مذهولة إلى حد كبير .. وسط نظرات والدتها المتعجبة .. وابتسامة الطبيبة ومباركتها ..



كيف .. كيف .. يا أمي ..أنا أحمل جنينا في أحشائي لا أصـــدق !!



وذرفت دموعها بصمت ..

شكرت جميلة الطبيبة وأخذت بيد ابنتها ... وهي تشد عليها بقوة ..

وفي السيارة ..

لماذا تخبريني عن تطور علاقتكم إلى هذا الحد ها .. أرأيت ماقد جنيتيه .. ستكون فضيحتنا على الملا أن لم يبااااااادر زوجك بالزواج مبكرا ..

أما هي فكانت صامته .. الصدمة ألجمتها وأخرستها ...

عصرت بيديها على بطنها

( أنا الآن أحمل ابن خالد في أحشائي .. شعرت بشعور غريب يغزوها ربما الحنين إليه وفرحتها بالأمومة )


ـــــــــــــــــــــــــ ـــ


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-13, 11:37 AM   #18

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي



( 15 ) ..

سرنا وأنا أتحرق في داخلي من موقف خالد لا أدري لم شعرت بالغيرة تعتصر قلبي وبالحقد على هذه { } التي سرقته مني فهو يبدو لي أنه يكن لها من المشاعر الكثير .. كنت أبتلع غصة حسرة في أعماقي وخيبة تجترع ذاتي .. فـ لستُ أنا من استحوذتُ على تفكيره .. وسلبت عقله ..ترى ما الذي ينقصني عنها .. لا أشك أن خالدا ينظر لي بنظرة عابرة بل أراهن أنني قد احتليتُ جانبا من تفكيره وإلا فما سر تلك النظرات التي يرمقني بها والحنان الذي يحوطني به .. أيعقل أن يكون هذا كله مشاعر عادية لا أظن .. بل لابد أنها مشاعر إعجاب وستتحول يوما إلى حب جارف فما الذي يمنعني من ذلك .. لا شئ .. أبدا سأعمل على ذلك ولو كلفني الكثير .. فستظل تلك الغريبة وأنا القريبة ..
في نفسي فضول شديد لأن أعرف ما الذي جذبه لها .. وماهي مواصفاتها ..
هل تكون أفضل مني في عينه ؟
أبعدت هذه الفكرة عن رأسي .. ورحت أفكر في تجهيزات الزفاف وترتيباته ..

أنتبه لها وهي تشد على يديها وتمسك مقبض الباب بقوة دلاله على انفعالها . فابتسم بينه وبينه نفسه .. ( يا الهي مجرد ذكري لأسمها سهوا أغضبها كيف وان أتممتُ زفافي بـ سحر وجلبتها إلى هنا ماذا ستفعل هذه ؟!!!!!!


خالد : يبدو أنكـ مشغولة ذهنيا إلى حد كبير ؟
رباب : ليس كثيرا ..
خالد : هل هناك خطب ما ؟
رباب : لا أبدا .. ولكنني أفكر في عملي الليلة ..
خالد : ( أحس أنها تصرفه ) اها .. يبدو انك نسيتِ أن تذوقيني قهوتك أليس كذلك ؟
رباب : أوووه آسفة ..
فاحت رائحة القهوة العربية الممتزجة بالبن والهيل في السيارة وانتشرت .. مما يصيب عاشقوها بالمتعة والانتعاش ..
رباب : هل أنتَ من عشاق القهوة ؟
خالد : ليس إلى ذلك الحد الكبير لكنها إن وجدت عندي لا أقاومها ,
رباب : ههههه حسنا مشروعي القادمـ أن أعمل على تدمن معي القهوة .. وتصبح مثلي ..حتى تصل إلى مرحلة أن تشعر بالصداع إن مر عليك يوم ولمـ تشربها ..
خالد : لاااا ههههه الرفق بي لا تكوني حاقدة إلى هذه الدرجة ..
رباب: هههه ليس بحقد يا رجل ولكن كي نشترك في شئ نعشقه معا ...
خالد : هههه وبدأت شاعريتك تتحدث ..
رباب : أو مازلت مصرا على أني شاعرة .. أنا أين والشعر أين ..كلانا في مفترق الطريق ..
وبعد دقائق .. من الزمن ..
خالد : رباب .. بصراحة هل انزعجت اليوم حينما ذكرتُ اسم سحر ؟
رباب : ( في نفسها تضايقت لقد كرهت هذه ) حقيقة نعم انزعجت جدا .. والمني ذلك .. وبابتسامة جانبيه لكنني تذكرت أن النائم مرفوع عنه القلم ..
خالد : يجب أن توطني نفسك على هذا الأمر وتعتادي عليه .. فهي زوجتي مثلكِ تماما .. يلزمها ما يلزمك ..
رباب : ( وقد شعرت بالضيق .. لماذا يعكر صفوي الآن في هذا الوقت ,, رباه ) اعلم ذلك لكنني أسلفت لا يمكنني أن أعيش مع ضرة تشاطرني زوجي ..
خالد : حسنا وما ذنبها هي ..
رباب : قل لي ما ذنبي أنا إن كنت لا أعرف عن أمر زواجك هذا من البداية ..
خالد : وهل لو علمت سترفضينني ؟
رباب : ربما .. فأنا جدا غير مقتنعة با الأمر ..
خالد : يجب أن تعلمي أنها زوجتي ولي معها ذكريات وأيام جميله وليس بالسهولة أن اتركها ,, كنت وبصراحة في السنين الماضية أبني أحلامي معها .. نخطط ونرسم لكل شئ .. بل حتى أسماء أبنائنا اتفقنا عليه ,,
رباب : ( وهي تصرخ في داخلها كفى كفى لا تزدني عذابا فوق عذابي .. ارحمني .. شعرت باالشفقه عليه كم هو ضحية مثلها ...)
خالد .. ارجوووك ..كف عن ذكر علاقتك أنت وهذه لا أريد أن اسمع المزيد .. ولا تحرق قلبي ..
خال: هل معنى ذلك انك من شدة حبك لي تغارين علي ؟
رباب : ذهلت لكلامه وتساءلت أمعقول حتى هو لا حظ ذلك .. وأنها فعلا تحبه بشدة .
ما لا تعلمه عن الأنثى وبكل صراحة أنها { أن شعرت بشئ يقوض أركان مملكتها ويسرق منها أسدها تتحول إلى أنثى شرسة تهاجمـ كل ما يعترض طريقها وينذر حياتها بالخطر ..
فهذه مثلي تماما ً ..
خالد: ( مبتسماَ ) أعجبني حديثكِ هذا لكأنما صورت بذلك نفسك بكل دقة ..
رباب : ليس المهم أن يعجبك لكن المهم أن يؤثر فيك وتعيه جيدا ..وتدرك مغزاه ..
خالد : يجب أن تتقبلي سحر في حياتك ولا تنسي أنها زوجتي ..
رباب : المشكلة يا خالد أنني أتمزق من داخلي فما توقعت يوما أن يكون فارس أحلامي وزجي تشاطرني إياه امرأة ..
خالد : ولم أكن أتوقع يوما إنني سأتزوج بك بهذه الطريقة الغريبة ..
رباب : ( وقد حز في نفسها كلامه )
أتعني انك جبرت علي ؟
خالد : ( رمقها بحدة ) لست أنا من يجبر على أمر يا رباب .. فأنا رجل وبإمكاني قول لا في وجه من استطيع لكنه إكراما لأبي ولك رضيت ..
رباب : بعد تفكير صحبه صمت امتد لنصف ساعة ,,
اسمع يا خالد لست أنا من تكون أنانية .. ولست أنا من تفسد حياة حبيبين .. لكن إن كان ولا بد فلا تجمعنا معا في منزل واحد ولا بلدة واحدة ..
خالد : ماذا تقصدين بذلك ؟ هل تملين أوامرك وشروطك علي ..
رباب : لا أنا لا أملي شروطي على أحد فأعتقد أنه من حقي أن أطلب ذلك فان كان لي عندك معزة فلا اعتقد انك سترفضها ..
خالد : لا بالطبع فأنت المعززة المكرمة ..
استمعت رباب إلى صوت عقلها حينما أعطته فرصة ومهله .. كان عقلها يقول لها : انك إن عارضت وأصررتِ على موقفك فستجلبين المشاكل وستخسرينه بالطبع .. لكنك ستكسبينه وستظفرين بقلبه إن أحسنت التصرف .. وما يدريكِ أنها تلك ستستمر معه أن عرفت فلابد أنها سترفض وبا الطبع لن يستمر زواجهما !
وما دفعها إلى هذا التصرف إلا أنها فهمت من تلميحاته أن هناك تصرفات لا تعرفها هي لا تعجبه في سحر ..
وتمتمت بينها وبين نفسها بالطبع أنها إن استمرت على حالها فلن يحتملها .. فخالد من النوع الذي يصبر ثم يصبر حتى ينفجر ..
( رباب بدت برأيي في هذه النقطة ذكية وعرفت كيف تكسب الموقف )
وأثناء ذلك رن محمولها ونظرت في شاشته ( آآآآه أين أنتِ يا سمر كأنك شعرتِ بي )
وبعد ما تبادلتا السلام والترحيب
رباب : حقا .. مبارك .. مبارك أنني سعيدة جدا لأجله ..
سمر : بارك المولى بك .. لو تعلمين كم هو منزلنا مرتج من الفرحة والسعادة .. كأن البسمة ما عرفت طريقه دهورا أنهم حتى لخطبتي لم يفرحوا هذه الفرحة !
رباب : ( بألم ) مؤيد إنسان محبوب ويستحق كل خير وأتمنى أن يجد الفتاة التي تسعده وثمـ أردفت ( وكأنها توجه الحديث إلى خالد ) ويخصها بمشاعره وحدها ... .

وبعد الانتهاء من المحادثة ..

خالد وقد بدا الامتعاض على وجهه ..وبنظرة سخرية نطق
حقا هو إنسان محبوب ويستحق كل خير ؟!!
رباب : نعم ..
خالد: ولماذا لم تتزوجيه طالما هذه نظرتك له هاه .. وبدأ صوته يعلى .. لم ينقص إلا أن تتغزلي به ؟!!
رباب : ( شعرت بالسعادة في داخلها وقد قصدت هذه الحركة .. ( إن كيدكن عظيم )
على رسلك يا خالد هدئ من روعك أتغضب ما قلت غير الحق ؟
خالد : في هذه الأمور لا اعرف حقا ولا باطل ..
رباب : وماالذي يغضبك الآن هاه ؟ أنت لا تعلم قدر فرحي بهذا الخبر ..
أني أراه وكأنه أخي .. صدقني لو كنت أريده لكنت وافقت عليه ولتمسكت به .. لكنني أردتك أنت .. وافقت على الزواج بك أنت .. ثمـ كان نصيبي انك متزوج ..( ثم اندفعت في حديثها واحتد صوتها )وكأنها تفرغ بذا شحنتها وغضبها بالله قل لي .. أفكرتَ ماهو شعوري
.. أسئلت نفسك ماهي ردة فعلي .. انك للأسف أخبرتني في اليوم الذي يفترض أن أكون فيه في قمة السعادة لكنك كدرت صفوي وأحلته إلى شقاء وهم ..إنني احسد سحر هذه أنها لم تتكدر مثلي في يوم شكبتها بل عاشت الفرحة كاملة مع إنسان يغدق عليها بالحب .. وغرقت في بكاء ونشيج برغمِ عنها
دموع القهر .. لجراح أنثى نازفه ..
ربما يبدو الموقف غبيا .. سخيفا .. أن تبكي لموقف هكذا لكن مالا ندركه انه تراكمات في فؤادها تتأجج في صدرها ففجرها هذا الموقف البسيط ..
أما خالد فقد ألجمه حديثها .. أخرسه انفعالها .. سار إلى جانب الطريق ثم أوقف سيارته .. أخذ ينظر لها بتعجب ودهشة ..

أكل هذا تحملينه في صدرك يا رباب .. أكل هذا تكابدينه ..ياالله كم أنا أناني ..لم ارع شعورها ولم اقدر موقفها واتهمتها با الانانيه ..

خالد: (بدا متوترا .. لمس كفيها بيديه .. )رباب ...انه ليؤسفني انك تجدين كل هذا في قلبك .. لا اعلم ماذا أقول لك غير انك ضحية مثلي لـ هذا الأمر أرجوك أن لا توتري نفسك .. إنني لا احتمل الدموع .. صدقيني حتى لو كنت متزوجا .. ولها مكانه في قلبي ..فأنت لها المكانة العليا في فؤادي .. أنت أثيرة والدي .. وأم أبنائي التي أشيد بها ..
رباب : ................
خالد : أجيبي لا تنظري لي هكذا .. يجب أن تتقبلي هذا الموضوع لا تكوني بهذه الحساسية .. خير لك أن تصمدي بدلا من الضعف .. لا تعجبني المرأة الضعيفة .. لم أعهدك كذلك من قبل ..
رباب : ومنذ متى عرفتني حتى تعهدني قويه ؟
خالد : حرك سيارته وتابع سيره .. شعر بأن لا فائدة من الحديث الآن فهي لن تقبل منه أدنى كلمه ..ففضل أن يدعها وشأنها .. وزفر هذا جزائي أنني أريد أن أراضيها ..

كان الصمت يعم المكان إلا من صوت محرك السيارة المزعج .. وصوت قارئ القران الذي يتلو فينشر السكينة على السامعين ..
توقفوا بعدها في إحدى المساجد التي على الطريق لتأدية صلاة المغرب والعشاء جمعا وقصرا ...
بعد أن أنهت صلاتها جعلت تسبح وتستغفر وتقرأ اذكرا الصلاة .. كانت بجانبها امرأة يبدو عليها أنها في أواسط الثلاثينات أخذت تتأمل رباباُ ثمـ سألتها يبدو انك عروس أليس كذلك ؟
رباب : نعم يا أختي ..
المرأة : وفقك الله وحفظ لك زوجك فلقد أعجبني حينما رأيته يتبعك بنظره حتى دخلت المسجد علمت انه يريد أن يطمئن عليك ..
رباب: بابتسامة باردة .. يبدو انك دقيقة الملاحظة ..
المرأة : لا .. لكنني كنت انتظر ابني يخرج من دورات المياه فلفتني موقف زوجك ..
رباب : اها . ..
المرأة : لي نصيحه لك واعتبريها من أختك الكبيرة وأرجو أن تقبليها ...
رباب : تفضلي..
المرأة : يعلم الله أنني ارتحت لك واطمأننت لك لذلك أردتُ أن أذكرك أن تحرصي على زوجك وتضعينه في عينيك .. صدقيني أن قدر الله لو فقدتيه ستعرفين قيمته ومكانته ,,
رباب : جزاك الله خيراً .. وحفظ لك زوجكِ ..
المرأة : (بمرارة وحزن) أي زوج يا أختي .. لقد أخذته مني امرأة أخرى لسوء تصرفي فلم أكن في بداية الأمر على حرص عليه شديد.. بل خسرته بغيرتي الزائدة وشكوكي المملة لم أحتويه .. وتركت لها أن تحظى بزوجي والآن لقد نسيني تماما بعد ما أنجبت له الأبناء !
رباب : أعانك الله وأعاده لك إن شاء الله ..شكراً لنصيحتك فقد أتت في وقتها .. في أمان الله ..

شعرت الآن بتحسن كبير في نفسيتها بعد كلام المرأة فلقد أعطتها دافع قوي أن تتمسك به الآن أكثر ..من ذي قبل ... وكأن الله أرسلها لها كي تخفف عنها ,,
.
.
سحر بدت أكثر تعبا من السابق فالوهن والضعف الذي أصابها مؤخراً كفيل بأن يزيدها تعباً فوق تعبها ونصبا إلى نصبها ..
عمت في بيتهم حاله من التوتر الشديد والضيق الناشئ من علمهم بخبر حملها ..
مما أغضب والدها كثيرا .. { عليها وعلى خالد } ..
فأمسك بسماعة الهاتف ويداه ترتجف من هول ما أصابه ..

بعد ما أدى خالد الصلاتين ذهب إلى سيارته ينتظر رباب .. ففوجئ بجواله يرن ويرن بلا توقف فاستغرب حينما رأى أنه عمه والد سحر ..هو المتصل طالباً منه الحضور على وجه السرعة فهناك أمر يخصهما سوياً خالد وسحر ..
شعر بخوف يدب في قلبه وقلق أن يكون سحر قد أصابها مكروه .. أو هي جادة في طلب الانفصال !


مللت رباب من صمته والتوتر الواضح عليه ..
رباب : خيرا خالد أراك على غير العادة ماذا جرى لك ؟
خالد : من أنا ؟ . بل على العكس أبدو طبيعيا جداً ..
رباب : لا أظن ذلك ..ثم صمتت يبدو عليه سيحادث أحدا ما ..
خالد : السلام عليكم ..
الطرف الآخر : وعليكم السلام .
خالد: معك خالد يوسف ....
الطرف الآخر : أهلا بك ومرحبا بالأستاذ خالد ..
خالد: أبقاك الله .أريد أن تحجز لي في أقرب طائرة إلى ..........
الطرف الآخر : لك ما طلبت يا أستاذ خالد ( دقائق إذا به يرد عليه أن تم الحجز له في الساعة الخامسة فجرا )
رباب: ( وهو تغلي .. علمت لماذا بدا متوترا لابد انه اشتاق إلى الحبيبة )
لم تسأله لماذا ومتى ستذهب فهي لا تريد أن تسمع المزيد ...

خالد : حادثني عمتي قبل قليل وطلب مني الحضور فورا ..( وزفر ) يبدو أن هناك خطب ما ..
رباب : ( ويلاه .. أخشى أن يطلبوا منه أن يتمم الزفاف حالا .. رباه أعني ..
رباب: وهل ستمكث عندهم طويلا ..
خالد : لا يومان بالكثير ..( والتقت عيناهما .. فهزته نظرتها أشعرته بمدى الألم والإحساس بالضياع لكأنما تنشد الأمان ..أحس برغبة يهدئ من قلقها واضطرابها .. فاكتفى .. بنظرة تحوي الكثير وشد على يديها دلالة الأمان
)
لاتقلقي .. يارباب .. أنت زوجتي .. مهما يكن !
رباب : آآآآآآمل ذلك .. ربما أنها عادت تلك تستحوذ على حياتنا وتفرض نفسها ..
خالد : ليس من احد له أن يفرض علينا أمرا حتى لو كانت هي ..
رباب: لا اشعر بالأمان لهذا الموضوع .. إنني جد قلقه ..
خالد : لم القلق ألا يمكنك أن تثقي بي ..وسبق أن قلت لك تقبلي وجودها في حياتك ..
رباب: ليتني استطيع ... ولن أتقبلها أبدا فستبقى ضرتي .. أفهمت؟ ..........
خالد لا فائدة ترجى من نقاشنا ..أبدا ..

وصلنا ولله الحمد إلى مدينتي ومن ثم منزلي .. برغم المخاوف التي في قلبي إلا إنني كنت كلما مررنا بطريق لي ذكرى معه أخبرته ..فهذا طريق عملي .. وهذاك طريق منزل صديقتي هند .. ..لكنه لم يبدو متحمسا معي علمت أن الموضوع مازال يأخذ حيزا كبيرا في داخله حقدت في نفسي على سحر وودت لو أنني استطيع أن اقتلها بيدي .. حتى اللحظات بيننا تسرقها هي ووالدها ..

ترى ماذا تريد مني يا عماه .. في صوتك الجد ونبرة غاضبه .. غريب شئ لم أعهده منك .. أنا لم لا أحادث سحر وأعلم منها الخبر .
للحظه هم بأن يحادثها فعلا لكن تذكر انه حاول قبلها أن يكلمها فلم تجبه .. فتوصل إلى أن يصبر حتى يعلم الخبر من أبيها .. أفضل ..
نزلا من السيارة إلى حيث شقة رباب ..وكانت الساعة تشير ب****بها إلى الثامنة والنصف ..
لم يفتأ شعور بالسعادة المختلطة بالمرارة ينتابها وهي ترى خالداا معها .. الرجل الذي كم حلمت أن ترزق بمثل صفاته .. فكان لها الحلم وتحققت الأمنية لكنها منغصه وناقصة ..
دلفا إلى الداخل حييته ورحبت به بابتسامة جميله تلك الابتسامة التي تشعره بمدى أنوثتها .. وحنانها .. توجهت إلى حجرتها ..
أما هو فقد استلقى على المقعد الجلدي الذي في وسط البيت ( الصالة )
( آآه .. كم أنا متعب .. ومنهك .. لم أخذ قسطا مريحا من النوم .. )
بعدما أن اغتسلت وصلت العشاء أحضرت لخالد كوبا من عصير الليمون ..
فوجدته قد غفا ..ابتسمت وأحضرت له ملاءة .. فغطته .. ثم انطلقت لحجرتها ونامت هي أيضا ..

نامت عينها وهناك شخصا مازالت تعيش في وجدانه .. وتمر ذكرياتها وطيوفها في مخيلته .. رغم انه قد قل نسبيا من التفكير بها ..لكن أنى لرياح الشوق المحملة بطيوفها ونسيمها .. أن يمحوها من باله ...
فرح لفرح أهله له لكنه فرحاَ يتيماَ .. ليس كفرح أي عريس بل هو بالنسبة له ..أمر عادي لا ُيذكر .. لعل وعسى أن تنسيه عروسه القادمة حبيبته ونبضه .
إن قراره بالزفاف لكأنما هو زاد على الجرح نزفا وألما في ظنه هو أنه بذلك يلتئم .. فمن مثله يتعلق بأبسط شئ ولو بـ بقشة .
أيقظ منبه رباب المزعج من نومها .. نهضت تثاءبت بكسل ليس هناك وقت الساعة العاشرة والنصف ..
تذكرت أن خالدا أيضا نائما هنا ..نهضت بسرعة سرحت شعرها وتعطرت ووضعت ميك اب خفيف ..ثم سارت إلى الصالة فوجدت مكانه خاليا .. استغربت ... أين ذهب ؟
سمعت في المطبخ ضجة خفيفة .. ذهبت إلى المطبخ وجدته .. يعصر له فواكه ليصنع عصير .. ضحكت على منظر المطبخ وقد بدا في حالة فوضى وهو منهمك في عمله ..
ألقت السلام ثمـ نطقت بصوت ناعم :

متى استيقظت يا خالد ؟
( تفاجأ خالد وأعجبه منظرها وهي مستيقظة من النوم .. حيث كانت تتفجر نشاطاَ وحيوية )
قبل ربع ساعة
رباب : اها ...
هل ستذهبين إلى عملك ؟
رباب : بالطبع .. لم يتبقى غير أقل من نصف ساعة ..
خالد : حسنا تجهزي سأوصلكِ بنفسي ..
رباب : حسنا .. سأتجهز الآن ..لا حرمني الله منك
انهمكت معه في صنع العصير ثم أزالت بقايا الفاكهة ورتبت المكان ..

بعد نصف ساعة كانا قد توجها لعملها .. لم يخف على رباب فرحتها باهتمام خالد لشأنها .. وفي نفس الوقت كانت تشعر بالغيرة عليه من نظرات زميلاتها في العمل .. ( فهي تعلم اهتمامهم الزائد بكل شاب وسيم .. وحديثهم عنه وتفصيلهم له )
كانا يسيران جنبا إلى جنب ..
رباب بـ مشيتها الهادئة .. الناعمة ..
وخالد .. بمشيته الثابتة ..والوقورة ..
كان قد أضمر شيئا في نفسه ..
توجه إلى مدير القسم طلب لها ورقة استئذان .. فأذنوا لها ..
وبعد أن ودعته تفاجأت به عائداُ مرة أخرى ..!!
خالد : هي يا رباب سنسير ؟
رباب : أنا ..كيف ؟
خالد : لقد استئذنت لك .. أنني ارغب بأن ادعوك الليلة في مطعم .
رباب : مبتسمة راااااااااائع ما أسعدني ..
دقائق واجلب أغراضي .. وانطلقت بسرعة الريح ..
كانت سهرتما رائعة .. فقد ذوبت بعضا من الجليد بينهما فكلاهما يشعر بأنه جزء من الآخر ومكمل له .
اقتنع خالد نوعا ما في خيرة وصية والده وحمد الله في نفسه وماكان يكدر عليه هناءه معها إلا سحر فهو يشعر بالقلق من القادم ومازالت فكرة رغبتها بالانفصال تسيطر عليه ..
لكنه وبحق يشعر أن كلتاهما جزاءن منه ..
برغم اختلاف شخصياتهما وطباعهما عن بعضهما .. لكنهما على كلٍ زوجتاه ...

في الغد كان قد توجه الى منزل سحر .. استقبله والدها .. استقبال بارد .. وبعد سلسلة اللوم والعتاب على تركه لها .. أصبح يلومه على تطور العلاقة بينهما .. ثمـ أخبره بـ حمل سحر !
ثم قدمت سحر وتركهما والدها .. وكان لقاءهما بارداً .. بدأته بنظرة تحمل كل العتب واللوم ..



مستحيل لا اصدق هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خالد:..(بدا .. متخبطا .. تائها )
رباه لم أتوقع ذلك .. ماهذه المصائب التي تتدافع علي ؟!!
للحظة امتدت إلى دقائقِ عشر ظل مذهولاً .. يربط الأمور ببعضها كيف يعني حامل ؟!

أفسد عليه هذا الخبر فرحته برؤية سحر التي حينما رآها شعر حقا أنه مشتاق إليها ..
سحر : ( وبعد عتب على ما جرى منه من الهجران ) سألت مستنكرة ..
ماذا بك ما الذي أصابك .. هل كدرك الخبر إلى هذه الدرجة ؟
خالد : نعم كدرني .. أخبريني كيف حدث هذا الأمر .. لا أصدق ذلك ..
سحر : ببساطة كما يحدث بين أي زوجين حدث هذا وللأسف .. لم أكن أتوقع ..
خالد : لكنه في الوقت الخطأ .. إن هذا جزاء تهورنا وعاطفتنا التي غلبتنا ..
سحر : ما الحل إذن ؟..
خالد : أن نتمم الزفاف بأقرب وقت .
سحر : لكنني اطلب الطلاق .. أنا لا أريدك ..بتاتا .. لقد عرفتُ قدري عندك ومكانتي فأرجوك .. طلقني ..
خالد: اقترب منها بنظرة محدقة بها كل اللوم والحب وهو يضمها إلى صدره ضمة مشتاق طال فراق حبيبه عنه ...سحر ماذا أصابكِ هل بهذه السهولة هنت عليكِ أنسيتِ أيام الهوى والليالي التي جمعتنا ..
سحر : وهي تشهق وتنتفض وأنت السبب في ذلك لم هجرتني لم أشعرتني أني ولا شئ في حياتك ,, تتركني وقد كان زفافنا على الأبواب لقد آلمتني وجرحتني في الصميم ,,
خالد : وهل نسيت لم .. الم تفكري في ما فعلته.. الم تخجلي من نفسك ..وهبتكِ حبي ومشاعري ومالي أيضا عن طيب خاطر وصفاء نفس .. لكنك .. تمردتِ علي ,, ولم ترعي مكانتكِ في قلبي ..ثمـ تأتين وتلومينني .. ثم ارتفع صوته وأبتعد عنها ثم ماهذا الرسائل التي كانت في جوالك .. انكِ تكلمين أحداً غيري .. أليس كذلك اعترفي ؟

سحر : ودهشة اعترتها وقد تلون وجهها بلون الخوف .. أتشكُ في يا خالد ..
سحر : ما كنت لاشك فيك لولا هذه الرسائل .. التي نفرتني منك .
سحر : (ووجدتها فرصة أن تُغيضه وتقهره حتى يطلقها ) نعمـ اعترف لك أني كنت على علاقة مع ابن جارنا .. وكنت اكلمه منذ فترة طويلة لأن لديه مشكله وعرض علي أن أساعده في حلها !!!
خالد : وشقت صرخته المكان .. كفـــــــــــــــــــى ...وتعترفين أيضا ..
ثم صفعها على خدها صفعة تجمع فيها الغيظ المحتبس
سحقاُ لكِ يا فاسقة .. سحقاُ الحمد الله إذ أبدلني بابنة عمي وزوجتي خيراً منكِ وأشرف ولا أظن أن هذا الذي في بطنك هو مني بعد ما سمعتهِ .. أنتِ طاااااااااااااااااااالق ..
سحر : لاااااااااااااااااااااااا اااااااااااااا الآن عرفت سر انصرافك عني متزوج من ابنة عمك ثم بكت بقهر .. أتتهمني في شرفي يا خالد ما كنت أظنه منك .. أنا حقا كنت احادث ابن جارنا لكن قسما لم أجرؤ على حرام أبدا ... ثم انخرطت في بكاء عميق .. اخرج من هنا لا أريد أن أراك واهنأ مع ابنة عمك ..
خالد : ومن قال لك أني سأمكث أصلا .. يا خسارة تلك الأيام والسنين يا خسارة قلبي الذي وهبته لك ..وخرج من بيتهم بعدما صفق الباب وراءه واسودت به دنياه .. لم يكن يدري إلى أين يتوجه لقد شعر بالألم والوجع .. تمنى وقتها لو انه ما عرف سحر ولا عرفته ..
قادته خطواته إلى بيته كان حقاُ يشعر بالضعف وقتها ..
كل شئ يذكره بها .. وبذكرياتهما معا .. ضحكاتهما .. سعادتهما .. حزنهما وحديثهما ..
( آآآآآآآآآآآآآآآه لماذا يا سحر جرحتيني لقد قتلتيني .. ليتني ما عرفتكِ يوماَ ولا رأيتكِ )

مرت الأيام بسرعة وانشغلت رباب في تجهيزات عُرسها هي وهند وقد تكفلت والدتها بالذهب وهاهي تعيش الفرح وليالي السعادة بكل دقائقها .. ولم لا فقد أُزيحت سحر عن طريقها وبقيت هي المتفردة على عرش حبيبها .. وقد وبقى على العرس يومان .. وتزف إليه عروساً ..
خطب مؤيدا ابنة عمه هناء وتمت الموافقة ,, وثم عقد قرانه عليها ..
فهي هادئة الملامح .. جميلة الخلق لا يزيد عمرها عن 19 سنها..

لم يشعر بالفرح كثيراُ كان مستغرق في تخيلاته لو أن هذه رباب .. أحس بتفكيره أنه يظلم عروسه فانصرف بعد جلوس نصف ساعة معها .. لم يحتمل الجلوس .. على الرغم أنها أعجبته لكنه كان يحدث نفسه بالطبع ليست أجمل من رباب !!
وانصرف تاركاَ عروسه متسائلة ما سر وجومه وسرعة انصرافه ؟!!


خالد كان يتعذب في اليوم ألف مرة فحسرته على ماصار تمزقه .. كيف تخونه وتستغفله بهذه البساطة .. كان جسداً بلا روح .. فقد تمزقت روحه في تلك البلاد !

عزمت سحر أن ترجع خالد إليها واستنفدت كل حيل الأنثى ومكرها .. فقد وُلدت روح الانتقام فيها من تلك التي فضلها خالد عليها !
فسترجعه إليها بزعمِ أن الطلاق لا يقع لأنها كانت حبلى .. وأقسمت لن تدعهما يهنئان خالد وعروسه .. ستنتزعه من أيديها .. ولم لا فقد خلى لها الجو بعد أن سقط حملها نتيجة للمؤثرات النفسية عليها .. وبدأت هي والشيطان يخططان كيف ترجعه لها ؟!!

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-13, 11:38 AM   #19

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي



((16)) ..

وارتدى الكون رداء الفرح
وأشرق قلبي بالسعادة
فهاهي أيام الوحدة والحزن
وليالي الوجع
ستنقضي ويحل محلها ..
الأمل .. والأنس
والحبور ..
أخيرا رست سفن مشاعري
بعد التشتت والتيه ..
في مرســاه..
كيف أصف سعادتي لكم ..
بأي المعاني أصوغها .. وأنقلها إليكم ..
ففرحتي أكبر من تكتب ..
أن أردتُ تسطيرها تتوه مني الحروف
وتتبعثر الكلمات
وقبلها الخلجات ..
يكفى أنكم معي ..شاركتموني ترحي وها أنتم ستشاركونني فرحي ..
في بيت سعاد ( والدة رباب ) كانت التجهيزات على قدم وساق فالفرحة لا تسعهم والسعادة تغمرهم .. هاهو أولى همومها ينجلي .. فسُتزف رباب لمن ُيسِعدها بالطبع !!
سعاد : رباه لك الحمد أنعمتّ علي بالاطمئنان على ابنتي الغااليه ..يارب أسعدها ووفقها
( وبحدس الأمومة ) يارب ابعد عنها الشر وأهله ..
..
تم اختيار القاعة في المدينة التي يسكن فيها خالد فهي تقع في الوسط بين المدينتين ..وقد تكفل بأمور الزفاف سعاد والخالة لطيفه ..نظرا لا انشغال العروسين بأمورهما ...
..ورباب تعيش هذه اللحظات وهي تشعر بالتعب والوهن فالوقت كان قصيراً جدا للحد الذي لم تستطع فيه شراء لوازمها كاملة فقد فضلت أن تؤجل الكماليات إلى بعد الزواج ...
لمـ يفارقها أبدا منذ اللحظة التي ُخطِبت حتى الآن ذكرى زواجها السابق فهاهي تعيد الكرة نفسها والمواقف نفسها باختلاف الشخص فقط ..
الشخص الذي كان وللأسف قلبه ملك لأخرى !
شعور بخوف خفيف وقلق يعتريها من خالد .. لا ننكر سعادتها بـ طلاق خالد لسحر وصدمتها في نفس الوقت من حملها منه وهتفت بقهر
( هذا يعني أن العلاقة بينهما وصلت لحد كبير .. وتجاوز لـ للحدود رغما أنهما زوجان)
لكن ما يهم هو الحاضر فقط ! فالماضي صفحة وطُويت .. وسأنسيكَ سحر واسمها !

في اليومين قبل الزفاف سافرت إلى والدتها ومما أراحها هو سفر زوج والدتها كعادته .
....
هند كانت تعيش أجواء جميلة مع هيثم ف كلا منهما يبادل الآخر الحب والاحترام ..
على الرغم أنهما لم يحظيا بلقاء بعضهما غير ليلة عقد القران ,, إلا إنهما متواصلين أغلب الأوقات روحيا كأي خاطبين عاشقين ..
زواجها بعد زواج رباب بشهر .. وقد أتمت تجهيزاتها كلها ماعدا أمور بسيطة لا تُذكر ..
في الصباح الباكر كانت مستلقية على سريرها وهي مرتدية بيجاما وردية و قد رفعت شعرها وتناثرت خصلاته على وجهها بإهمال و تتابع رنين محمولها وهي مستغرقة في قراءة مجلة ..
ضغطت على الزر الأحمر بلهفة ..
هند : أهلا ومرحبا بـ نوور عيوني
هيثم : هههه سلمت عيناك الجميلتان يا فؤادي ..آآآآآآآآآآه اشتـــــــقت لك لا أستطيع أن أصبر لحين الزفاف ..
هند: { ابتسمت في حياء } اصبر فالزفاف بعد شهر .. والأيام ستنقضي بسرعة ...
هيثم : ليتني جعلته هذه الأيام ..
هند : لااااااااا بالطبع لن أرضى فصديقتي اليوم زفافها .
هيثم : حقا .. مبارك لها ..
هند : بارك الله بك .. ؟
هيثم : وهل ستحضرين الزفاف ؟
هند : بالطبع هذه صديقتي مثل أختي ..
هيثم : أعانكم الله إذن على مشوار الطريق ..
هند: هههه ساعة ونحن عندها ..
هيثم : هذا يعني أنكم بالطائرة ستسافرون ؟
هند : نعم ... بالتأكيد .. الساعة السابعة مساء
هيثم: صحبتكم السلامة قلبي ..ولا تنسي أن تهاتفينني بعد وصولكم فورا ..
هند : بالطبع .. سأهاتفك .
بعد انتهاء المحادثة ضمت جوالها الى قلبها ( آآآآآآه فدتك نفسي يا حبيبي .. أبقاك الله لي )
ثم تااابعت قراءة المجلة .







وأما في منزل نورة فلا يقل حماسهم واستعداداتهم عن سعاد .. فكلهم يعيشون الفرحة ذاتها ..
فنورة كانت مرافقة أختها في تجهيز بعض الأمور لرباب مثل الذهب فلنورة ذوقا رفيعا وخبرة فيه وذلك لعشقها للذهب ..



أما ذلك القابع في حجرته .. المنزوي لوحده وقد زاد به الضيق والوجع .. كلما حان اقتراب موعد الزفاف كان يشعر بحبلٍ يطوق على رقبته ليضيق أنفاسه ..
آآآآآآه مولاي ارحم قلبي الموجوع ... رباه اربط على قلبي فهاهي من أحببتها ورجيت وصالها ستزف اليوم إلى غيري وقد انقطع آخر أمل لي بها !
لمـ يفكر بعروسه ومشاعرها إذ كان متجاهلها وقد لا حظ الكل عدم مبالاته بها مما أثار ضيقهم عليه .. وأسفهم على حاله ..
كان يرى الفرحة في وجه أمه وسمر والحماس البادِ عليهم فيزيد ألما ( ليتني مثلهم أفرح مثلهم وليت هذا اليوم كان لي وسرح بتخيلاته بعيداً حيث رباب بفستانها الأبيض وهو واقف بجانبها يتبادلان الابتسامة ونظرات الحب والأنُس )
بالمقابل { هناء } تفكر وتحدث نفسها لم مؤيد هكذا يتجاهلني أنه حتى لمـ يفكر بالاتصال بي بعد الملكة لمـ يشعرني مثل صديقتي رغد فخطيبها يكلمها في اليوم أكثر من مرة أنه يغدق عليها بالهدايا يشعرها بقيمتها لديه .. بعكسي أنا .. ماهذا الحظ الردئ ؟!!وسقطت دمعة حارة على وجنتيها .. ( لكن لم لا أكلمه و أكون أفضل منه ربما هو يخجل من ذلك .. نظرت لشاشة جوالها وأخذت تنظر إلى رقمه الذي حفظته من كثرة ما تتأمله وترجو اتصاله !
( وهو لاهٍ عنها .. في خبر كان .. )
ترددت في البداية ثم تشجعت و دقائق ..وإذا محموله يرن ...
انتبه من تخيلاته لاهتزاز الجوال على الكوميدنو وهو غارق في تخيلاته .. نظر إلى الرقم أنه لا يعرفه .. ثم أجاب المتصل ... بنفس متضايقة ..
هناء : آآآآالو ..
مؤيد : ( لفته الصوت الرقيق المشوب ببحة جاذبه )
نعم ..
هناء : ( وهي تقاوم اهتزاز الجوال في يدها وارتعاشه ) السلام عليكم ..
مؤيد : وعليكم السلام .. من معي ؟
هناء : ( بسؤال استنكاري ) الم تعرفني هناء .. خطيبتك .. ما أسرع ما نسيتني )
مؤيد : أوووه أهلا هناء المعذرة لم أعرفكِ ..
هناء : يحق لك ألا تعرفني !! وهل عرفتني أصلا ؟!!
مؤيد : نعم ماذا تريدين .. الرجاء إن كان اتصالك لكي تلومينني فأنا لستُ مستعد أطلاقا لا أن أسمعك .. فما بي يكفيني ..
هناء : ( وفمها يهتز دلاله على غيضها وقرب بكاءها .. أنا أصلاُ أخطأ ت حينما هاتفتك .. كنت أريد أن أكون أفضل منك لكنك لا تستحق أبدا . .)
ثم أغلقت الخط في وجهه ..
شعر بالغليان والغضب أهذه تقفل الخط في وجهي ؟!!!
ثمـ عاود الاتصال بها ولم تجبه في المرة الأولى وأجابت في المرة الثانية وكان قد استشاط غضباً
مؤيد : وبصوت عاالٍ يصم الآذان ..
أنتِ تأتين وتقفلين الخط في وجهي ثم قال ساخراً يبدو أنكِ على مستوى عالٍ من الأدب والاحترام ..
هناء : نعم وهل في ذلك شك يا دكتور مؤيد !!!
وبعد سيل من الكلمات الغاضبة ... أغلق الخط في وجهها كأنه بذلك يريد أن يرد لها ما فعلته ولكي تحس بنفس شعوره..
صدُمت هند بفعلته وأخذت تبكي حظها العاثر .. كنت أظن أنه سيرضيني ويعُلن أسفه لكنه بلا احســــــــــاس ..
هي لمـ تستطع أن تمنع المشاعر الوليدة في قلبها ولا أن تضع لها حداً فقد انبثق حبها له من ذاك اليوم الذي عُقد فيه القران .. شعرت بميلٍ نحوه وإعجاب تحول إلى حب لكنه من طرفٍ واحد !
بينما هو يشعر تجاهها بلا شعور .. ولا ميل .. صحيح أعُجب بها وقتها لكن سرعان هذا الإعجاب ما تبخر أمام حبه لرباب ...
كان بين الفينة والفينة يلوم نفسه على تقصيره معها وتفريطه في حقها ..لكنه يشعر بأن فهو يشعر بأنه لا إرادياً يفعل ذلك ... شئ أقوى منه ,, يدفعه لذلك { قلبه }
في الثامنة مساءً كانت هند وأمها وأخوها أيمن قد وصلوا إلى مطار المدينة التي ستسكنُ فيها رباب ,,
وقد استقبلهم فيصل ورحب بهم وبالغ في الحفاوة .. وأوصلهم إلى القاعة ..
وهند طوال الطريق قلبها يخفق بشدة من شدة فرحتها برباب وكانت تدعو الله لها أن يوفقها في حياتها الجديدة ..وأن يبعد عنها كيد سحر .. الذي بالطبع أخبرتها بخبر خالد وسحر وكانت ردة فعلها قوية إذ لامتها وعاتبتها على تقبلها الأمر بكل بساطة ..وعادت بذاكرتها إلى الحوار الذي دار بينهما ..
هند : ماهذا يا رباب كيف رضيتِ بذلك أنكِ حمقاء .. سكوتكِ على ذلك يعني أنك فتحتِ الباب على مصراعيه لـ خالد ..كان يجب أن تتخذي موقفاً قوياً ولا تكوني هكذا ..
رباب : أنا أريد أن أكسبه لا أن أخسره من البداية ..
هند : أي كسب ستكسبينه بل خسرتِ أنه لن يتواني عن جلبها لبيتك وفي منزلك سيتوقع أن ردة فعلك مثل ما وقتِ ما علمتِ بالخبر ..
رباب : يا هند أنتِ لا تعرفين أي شخصية هو ستكون ردة فعله قويه علي إن اتخذت موقفا عكسياَ ولكم تتصوري تقديره لي حينما أخبرته أنه لا مانع لدي لقد رمقني بنظرة لن أنساها كانت نظرة
( شكر وتقدير ) وكانت عيناه تلمعان للحدِ الذي نطقت به كلاماً كثيراً قد وصل إلي ..
هند : لكن يجب أن توضحي له أن الأمر بات يقلقك ويؤذيك ..
رباب : لقد علم ردة فعلي وموقفي وعلى كل سأتحمل نتيجة موقفي ..
هند : وأتمنى لك التوفيق من كل قلبي .. صدقيني ما قلت ذلك غير خوفا عليك وحرصا على مصلحتك .. لا غير
رباب : أو تخبرينني بذلك لا أشك أبدا في حرصك علي ... ولكننا رغم أننا صديقتان ونتوافق في كثير من الأمور إلا هناك آراء نختلف فيها ..
هند : بالطبع ليس اثنان في الوجود يتفقان على كل شئ !!
بعد مسافة نصف ساعة كانت قد وصلت للقاعة ...
دخلن هي ووالدتها ورحبن بها سعاد وأخواتها وهناك دخلت عند المزينة التي حضرت خصيصا لأجلها ..
خالد وما أدراكم ما خالد .. رغم جرح قلبه إلا انه حاول أن يصنع الفرحة في وجهه ويتظاهر بالسعادة وهو في داخله ينزف .. لم يستطع أن ينسى ما فعلته سحر أنه يشعر بسكاكين تغرس في قلبه إذ كيف غافلتني الفترة الماضية وأنا من كنت كالهائم بل كالأبله ..
أغمض عينه وأخذ يتنفس بعمق لن أجعلكِ يا سحر تكدرين هناءي فهذا اليوم لي أنا ورباب برغمـ أنفكِ يا خائنة ...وفي نفس الوقت كان يحس بالعبرة فكم تمنى وجود والده في هذه اللحظة التي طالما رسم لها وحلم بها ... أنه يشعر بالوحدة رغم الضجيج من حوله ..

( استغفر الله العظيم .. أمن بدايتها أنا هكذا )
أرتاح نسبيا .. ورسم ابتسامة باهتة على ملامح وجهه .. يخفي بها شجونه ..
ومسح دمعة شقية تمردت على خده حتى لا يلحظها أحد .. من الحضور ...
بعد الموقف الذي جرا بين مؤيد وهناء استسلمت للبكاء ودخلت عليها والدتها وفُجعت لبكاءها وبعد ترجي من أنها أن تعلم ما الذي يبكيها ...
هناء : هذا مؤيد يا أمي أنه لا يحبني لقد أسمعني كلاماً قاسياً .. واكتشفت انه لا يريدني ويبدو أنه مغصوب علي ..
أم طارق : لا يا بنيتي هذا خلاف عارض بينكما وسيزول ولا أعتقد انه مغصوب ليس طفلاُ يغصب على شئ لا يريده بل أمه أخبرتني رغبته بالزاوج .
هناء : ولما إذن يعاملني هكذا بكل جفاء وصدود أحُسٍ أن هناك حواجز وحواجز بيننا .
أم طارق : لا تكدري نفسك يا حبيبتي لا أحب أن أرى مدللتي هناء تبكي .. سأحل الموضوع بنفسي ..
هناء : إذا استمر على حاله أخبريهم أني لا أريده ..
أم طارق : يا ابنتي حكمي عقلكِ هذا سبب تافه جدا .. بالعكس مؤيد إنسان خلوق وعاقل لكن ربما هناك أمرا ما جعله يتصرف هكذا ...
هناء : (زادت في البكاء ) وماهو الأمر يا أمي غير أنه لا يحبني أبدا..
أم طارق : ( وقامت بالمسح على شعر ابنتها بحنان ) لا تضيقي صدركِ الأمر بسيط ... ثم انصرفت عنها ..
أم طارق تتميز برجاجة عقلها وتقديرها للأمور أنجبت خمسة أربعة ذكور وهناء هي الأنثى الوحيدة بينهم مما كان والداها وبالأخص والدها يدللها كثيراً إلى حد إثارة غيرة من حولها وقد تغضب أحيانا منه زوجته ( أم طارق) من تدليله الزائد لابنته ..
.................................................. ............
حيث عبق البخور والعود الأصيل مصطحبا بـ قرع الدفوف وأهازيج الفرح والأجساد المتمايلة
التي تتراقص على كوشة القاعة ..
كانت الفتيات كلا واحدة تبدو أحلى من الأخرى في جمال الفستان وبهائها .. لكن التي طغت عليهن بالطبع هي هند لجمالها الأخاذ ..بفستانها الليلكي كانت النظرات تصوب عليها بعجب وتساءلت النسوة عنها ,, والى آخر تلك الأسئلة المعروفة ..
بدت سعاد أصغر من عمرها بسنين ففستانها ذا اللون الطحيني مع تسريحة شعرها ومكياجها الهادئ أضفى عليها كأنها أخت العروس وليست بأمها ..
وبعد العرس بساعات ........
سكون عمـ القاعة إلا من اضاءات خافتة تشع على العروس فتبرز جمالها وبهاءها فتبهر الناظرين وتخلب الألباب ..
وبدأت الأبيات تصدح في القاعة بـ أصوات الإيقاع والمؤثرات الصوتية الخالية من الـ موسيقى والمعازف التي تغضب الله وتمحق البركة من أول ليلة ..
كانت تنظر إلى الحضور وقلبها ساهي ..وذهنها سارح .. تحتبس الدمعة في محجرها فلقد عاد إليها تلقائيا ذكرى زواجها الأول فقد عاشت هذه اللحظات لحظة بلحظة ..
فتحدثت في نفسها ( لم أضيع لحظات الفرح بماضي بال وعقيم) فأقبلت البسمة تشق طريق وجهها أقوى من سابقتها ..
بعد أن زفت وصعدت ( الكوشة ) لتستقر في الكرسي المخصص للعروس تراقصن حولها أمها وخالاتها وسمر وبالطبع هند وثلة من صويحباتها القدامى ..والتففن الجميع حولها مما أشعرها بأهميتها لدى الجميع ومكانتها في قلوبها فلم تتمالك دموعها خاصة عند احتضان والدتها لها ...
كانت الخالة لطيفة أثناء ذلك رغم فرحتها وسرورها إلا أنها تشعر بألمـ يقبضها في صدرها وحاولت التغلب عليه لكنه سرعان ما يعود إليها ولم يكن بذاك الألم لكنه محتمل ...


مشاهد من العرس

فيصل ومؤيد وأيمن يجلسون في إحدى الجلسات وقد انشغلوا بالحديث ويظهر مؤيد بينهم ساهم وحزين ..وليست بخافية تلك النظرات الحارقة التي تخبئ الحقد خلفها لخالد ..

خالد جالس في الاستقبال المخصص للعريس وهو يشرب كوبا من العصير ويقهقه مع صحبه ويشاركهم الجلسة خؤولته وأبنائهم ..

حنين وسمر تقومان بالرقص المضحك أمام رباب وهما تبتسمان لها وهي غارقة في الضحك .. وبالمقابل هند بجانبها تسرها حديثا وتغمز لها ..وأمها من بعيد تلوح لها أن خففي من الضحك..

أم أيمن أعجبت بحنين جدا وأخذت تسترق النظر لها فتمنت لو أن تخطبها لولدها أيمن وحنين بالطبع لا حظت ذلك فكانت تشعر بالحياء والاستغراب معا...

وانتهى العرس بدموع فرح ودعوات صداقة بأن يوفق الله العريسين ويرزقهم الذرية الطيبة ..

أغُلق الباب عليهما في الجناح .. وفُتِحُت أولى صفحاتهما في حياتهما الزوجية ..
سعاد سارت إلى بيتها وطوال الطريق وهي تذرف دموعها بصمت ..
ولا تعرف في هذه اللحظة أتحزن أم تفرح .. لكنه بالتأكيد الفرح و السعادة هو الذي يطغى على حزنها .. فأخيراً تحقق الحلم المرجو منذ شهور ..
هند وأهلها استأجروا فندق ولم تجدي محاولات سعاد وأخواتها في ن يبيتوا عندهم ..
في الفندق .. أم أيمن وهي تكلم ابنها وتغمز لسمر ( وجدت لك عروس يالحسنها لقد بهتت حينما رأيتها .. جمال وأخلاق وأدب .. ما رأيك أن أخطبها لك )
أيمن : أمي كيف أتزوج وأنا قبل فترة قصيرة توظفت ..لا يمكنني أن أنهي أمور العرس بهذه السهولة ..
أم أيمن : أو نسيت والدك سيساعدك بالطبع وهذه فرصة منذ زمن ونحن ننتظرها ..
هند : ( وهي تزيل مكياجها بالمزيل )
نعم يا أيمن أتذكر تلك الفتاة التي أخبرتك عنها حينما كنت عائدة من عند رباب حينما زرتها في المستشفى بوم أن أخبرتك أني وجدت قمران إحداهما خطبت وبقيت الأخرى وهاهي الفرصة قد سنحت لك ..
أيمن : وهو يتثاؤب ومن هذه ؟؟
هند : إنها حنين .. اآآآآآآآه لو رأيتها لجننت بها .. ( وبمكر ) أكملت لا أظنها بعد اليوم ستجلس بل ستخطب فالكثير سألن عنها ...
ام أيمن : ومن قال لك أنها ستجلس.. لأجل هذا كلمتك يا بني وودت لو على الأقل نعطيهم خبرا بأننا راغبون بها ..
أيمن : ( وهو يهز رأسه دلالة على الاقتناع )
اممممم إذن أخطبوها لي على بركة الله .. وإذا لم تكن في وصفكم ولم تعجبني لن أتزوجها !!!

...............................................

يتبـع ..


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-13, 11:39 AM   #20

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي



وتحققت الوصية ... المنتظرة

نذهب هناك إلى العروسين ( رباب وخالد ) في جناحهما الذي حجزه خالد
كان عبارة عن حجرة النوم ومطبخ صغير بالإضافة إلى حمام ( أكرمكم الله ) وصالة جلوس ..

حيث كانا يجلسان في الصالة ....
رباب كادت أن تذوب حياء برغم أنها ليست المرة الأولى التي تجلس معه منفردة .. لكنها بالطبع المرة الأولى التي تشعر فيها صدقا أنها زوجته .. تنتفض لشعورها بالبرد مع أن الجو لم يكن شتاءً بعد ..
لم تمنع خفقات قلبها أن تبض بسرعة ..ف حقيقة كان منظر عريسها جذاب .. كان أجمل من أي مرة مضت رأته فيها .. وتحمد الله في نفسها أنه تم زواجها به ..
حيث سمار البشرة مع الملامح الحادة التي تنم عن رجولة طاغية وشخصية لها أثرها ..وان لم يكن بتلك الوسامة إلا أن ما يميزه هو الجاذبية .. ومر على بالها سريعاً صورة والدها رحمه الله ..فما زالت تشعر أن هناك أوجه شبه وإن لمـ يلحظها أحد فقد لا حظتها هي مرارا مما يزيد في قلبها حبه ..
كانت هي سارحة ووجهها بالأسفل ولاحظت أنه يتأملها فاحمرت وجنتاها ( أف ماهذا الإحراج لماذا ينظر إلي هكذا ) حاولت أن تتحرك تلتفت المهم لا تشعر بنظراته التي هي كالسهام تخترقها ..
خطر لها فكرة أن تقوم وتشرب ماء ليس إحساسا بالعطش لكنه كسر لحاجز الصمت واستغراقه في التأمل .. ( امم ترى بماذا يفكر وماذا يدور في باله )
نهضت من مكانها ثم أمسك يدها إلى أين أنتِ ذاهبة ؟
رباب : أريد أ ن أشرب ماء
خالد : لا ريب أني أحرجتكِ بنظراتي ففضلتي الهروب ههههههههههه
رباب: تلعثمت امم لا ,, بل بل أنا حقا أشعر بالعطش ..
خالد: إذن اجلسي وأنا سأقوم بجلب الماء لك ثم غمز لها فا لعروستنا أن ترتاح اليوم
رباب : ( جلست وهي ترفع خصلات شعرها التي تناثرت على وجهها ) وابتسمت حسنا ...
خالد : (لم يقاوم هذا المنظر الذي حدث أمامه أشعره بعفويتها وتلقائيتها .. )
تقدم منها ثم طبع قبلة على خدها وجبينها .. ونهض .. وبعد دقيقتين ..أقبل وهو حاملا معه كوب من الماء بالإضافة إلى زجاجتي عصير وبعض من الشطائر والحلوى ..
رباب: رشفت قليلا من الماء,, ( أووووووه تذكرت رباه لم نصلي السنة ولم يضع يده على جبهتي .. امم كيف اخبره .. ليت الأمر بدر منه )
اممم خالد الم تلاحظ أننا لم نصلي ركعتان السنة ....
خالد : أي ركعتين تقصدين ؟
رباب: (حبطت في داخلها) سنة الزواج .
خالد :لم أسمع بها من قبل ؟
رباب :
(وشعرت أنها ستبكي فعلا أمعقول انه لا يعرف هذا)
.....
خالد : حسنا هههههههه اعلم وماذا تظنيني شخص للتو اسلم ؟
رباب : لا لم اقصد ولكني فعلا فزعت ..
خالد : هههههههههههه
وبعد أن أنتهيا من الركعتان ..
خالد/ ( قال مازحا )أهناك سنة أخرى يا رباب ؟
رباب : بالطبع ... ( اأ قول له ضع يدك على جبهتي وقل )
أف لا استطيع ..
خالد : هيا ما بالك صمتي ؟
رباب : لابد انك تعلم بها من قبل ..
خالد : لا اعلم غير الصلاة ..
رباب : ( وماذا علي لو قلتها له المهم أن نطبق سنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .. وبدأت في سرد الحديث النبوي .. قال صلى الله عليه وسلم: إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادماً فليأخذ بنصايتهاوليسم الله عز وجل وليدع بالبركة وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتهاعليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه
مما أراحني فعلا لو أني ذكرت له الفعل بدون الحديث ...
كان خالد في هذه اللحظة يحمد الله كثيراً إذ رزقه زوجة صالحة تهتم بالسنة ودينها .. وأخذ لا شعورياً يقارن بينها وبين سحر .. التي تجهل أبسط أمور دينها .. انزعج للحظة من ورود ذكر سحر على باله وطردها بسرعة قبل أن تهاجم عليه الذكريات المرة .. وتُفسد عليه ليلة عُرسه ..
كان يشعر بالانجذاب القوي لها فقد أسرته بدت أجمل من المرات المنصرمة وأكثر ما يميزها في نظرها هو حيائها وعفويتها .. وجمالها الهادئ ..

وانتهت ليلة العروسين كأجمل الليالي التي ستدون في سجل حياتهما ..

في الصباح استيقظ خالد على رنين محموله المتواصل مما شعر بالغيظ من الذي يجرؤ أن يزعج عريساً في صباحية عُرسه .. نظر بعين مفتوحة والأخرى مغمضة إلى الرقمـ تأمله ,, فإذا هو رقم سحر .. حسبي الله عليك ..ماذا تريد هذه بعد أن طلقتها ..
أغلق الجوال ..وكأن يريد بذلك أن يبعث إليها برسالة ( أني أغلقتكِ وكل صفحاتك من حياتي )
تأمل رباب النائمة بجواره بكل براءة فابتسم وأكمل نومه ..
بالمقابل ,,كانت سحر تستشط غضباً ..
( لماذا لم يجيب على مكالمتي لا وبل يغلق الجوال في وجهي )
يبدو أن الحرب الباردة بدأت أقُسِمُ يا خالد ستندم ..لا بد أنك لاهٍ بابنة عمك ...!!
وارتسمت ابتسامة خبيثة على وجهها ...
في هذه الفترة كانت تخطط وتدبر كيف لها بأن تجذبه نحوها ويترك زوجته التي أخذته منها ف خالد لي أنا وحدي أنا التي أحبه ويحبني أيضاً لا أشكـ في ذلك أبداً وأن طرأ على علاقتنا الجفاء والبرود فمصيره يرجع الي صاغراً .. نادما .. ونرجع لعلاقتنا الحميمة وحبنا المتأجج أأأأأأه .. طار من يدي بسبب غبائي .. وحمقي .. ليتني سمعت كلامك يا أمي ... وتشبثت به لكان الآن لي وحدي ..
لكن لا يهمـ فالقادمـ أهمـ ...
فتحت رباب عينيها وأخذت تفكر أين أنا ؟
نظرت بجانبها فإذا خالد نائم .. احمر خدها وتذكرت أنها عروس ..
نظرت في ساعتها فوجدتها قد شارف آذان الظهر ..
نهضت إلى الحمام توضأت واحتارت ماذا ترتدي ..
( امممممم نعن سأرتدي هذا .. الفستان .. )
هذا الفستان كان هدية لها من عند سمر هادئ وناعم يصل إلى الركبتين ..
أخذت تلبس وتتزين بهدوء حتى لا تزعج خالد النائم ..
بعد العصر سارا يتنزهان في المدينة ,, وقبيل الغروب توجها إلى منزل والدة رباب حيث كانت قد دعتهم وجمع من المقربين للعشاء .. ابتهاجاً بمناسبة زواج رباب ...
في منزل سعاد كان الكل قد تواجد عندها أخواتها وأبنائهم ,, ولفيف من جاراتها المقربات ..
( ابتسمت رباب في نفسها لكم أشعر بالسعادة ,, أشعر أن سأطير من الفرح رباه أدم لنا السعادة )
كانا طوال الطريق لمـ يكفا عن الحديث كأن كل واحد منهما لم يصدق أن يلتقي بالآخر ..
وكانت سعيدة لسعادته والراحة البادية على زوجها لكنها كانت تشعر بشروده أحياناً مما يضايقها
خالد : ألم تذكري تلك الأيام حين أصُبتِ بالحادث ؟
رباب: وهل هذه الأيام تنسى ,,
خالد : أو تصدقين أنها أجمل الأيام بالنسبة لي ... إذ عرفتكِ بعدها ..
رباب : هههه حقاً .. وأنا بالطبع ..
خالد : شئ شدني أن أدخل لحجرتك والتزمها بعد الحادث ,, سبحان الله مازلت متعجباُ حتى هذه اللحظة من هذا الأمر .. حقيقة سمحتُ لنفسي أن أتأملكِ وكنت وقتها حزين على أن شابة في سنك أصابها هذا الحادث ..

رباب : ههههه وكيف تسمح لنفسك أن تتأملني أعترف ماذا فعلتَ أيضا ؟!
خالد : أوووه الكثير والكثير ,, وأنتِ غائبة عن الوعي ..
رباب : سترك يارب .. ههههه .. ثم صمتت وأكملت .. أقسى شئ مر علي أن تراني وأنا بهذه الحاله .. كنت مغتاظة لكن ليس باليد حيلة .. فلقد ضغطت علي والدتي ..
خالد : ههه ولم ذلك فأنت في جميع حالاتك جميلة بنظري ..
رباب : هههه شكرا .. لقد أحرجتني ..
قطع حديثها نغمة رسالة لجواله ..
قرأها وتبدلت ملامحه .. ثم استغرق في سكون عميق ..



رباب تعجبت منه بدا هادئاُ فجأة تُرى ماهذه الرسالة التي قلبته هكذا ..
تذكرت .. يبدو أنها تلك السافلة .. لن تهنأ حتى تُوقع بيننا بالتأكيد ..
خالد خيراً ما بالك فجأة صمت .. أهناك أمر جديد ؟!!
خالد: لا ليس هناك شئ .. ثم صمت ..
رباب : ضايقتها إجابته وضايقها سكوته شعرت أنه لا يريد منها أن تسأله .. فتكدر مزاجها ..
الأمر ا لذي لا تعلمه رباب أن خالد مشوش الذهن فلقد تفاجأ جداً من المسج ..الذي وصله ..
( والد سامي قد انتقل إلى رحمة الله)
وصديقه هذا من أعز أصدقائه عليه .. وكم يكن لوالد صديقه الود والاحترام بالرغم من أنه كان طريح الفراش منذ فترة إلا انه لم يتوقع موته ..
فسر صمت رباب وسكوتها أنها غضبت من أسلوبه ثم توارد إلى خاطره لابد أنها تعتقد أن الرسالة الآن من سحر ..
خالد: مابالكِ هادئة على غير عادتك ههه ؟
رباب : رأيتك مستاء فلم أحبذ أن أزعجك بحديثي وأفسد عليك أفكارك !
خالد : أها .. ماذا كنتِ تتوقعين أن أفكر ولم أمستاء؟!!
رباب : ( لم تكن ترغب بذكر اسم سحر وسيرتها ) الله أعلم ما الذي يشغل بالك ..
خالد : ضحك في قلبه عليها ,, هذا والد أعز أصحابي كنت قد حدثتكِ عنه .. قد انتقل إلى رحمة الله ..
رباب : رحمه الله وغفر له .. أعانهم الله على مصابهم ..
وأخذ يحكي لها عن بعض المواقف مع والد صديقه وتلك الأيام التي جمعتهم جيراناً وأحــبة .. قبل سنوات .
بعد ذلك بقليل توقفت سيارتهما أمام منزل والدة رباب ..وترجلا منها ..
تقدمت رباب وأقدامها تجرها بسرعة .
( كم أنا مشتاقة لكِ يا أمي ؟!!)
ابتسمـ خالد على موقفها وتبعها إلى منزل أهلها .. وتحدث في نفسه ( من حقها أن تشتاق لأمها )
أم طارق كلمت أم مؤيد بشأن هناء ومؤيد وأخبرتها أن هناء جدا مستاءة من موقف مؤيد ..
أم طارق : وأنتِ تعلمين يا أم إياد إنها ابنتنا الوحيدة ولا نرضى عليها أن تتكدر منذ البداية ..
أم إياد : نعم أعلم ذلك يا الغالية لا عليكِ سأحدثُ مؤيداً بهذا الأمر وسنجد لها حلاً المهم ألا تتكدروا
أم طارق :سلمتِ يا أم إياد والله لن أندم إن صارت ابنتي لكم فأنا أعرف معدنكم وأصلكم .. لكن أنت تعلمين أنها ابنتي ,, وان كان في نفس الفتى شئ حسمنا الأمر ..
أم إياد وقد بدت محرجة جدا منها خيراً إن شاء الله ..
وانتهت محادثتهما وبدأ غضب نورة يشتعل على ابنها الذي لا تعلم متى يعقل من جنونه هي كانت تعرف لماذا فعل ذلك مع خطيبته لأن باله مشغول مع ابنة خالته .. هتفت بغضب :
قتل الله الهوى وشره ..
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..

أقبلت عليها اسمر وهي مستعدة للذهاب إلى خالتها سعاد .. خيراُ يا أمي مابك لم أنتي غاضبة هكذا ؟!!
وماذا غير مؤيد الذي سيصيبني حتماً بجلطه ..
سمر : أعوذ بالله من الجلطة وذكرها .. ماذا فعل هذا أيضا ؟
نورة : حادثتني زوجة عمك أم طارق.............)



نورة : حادثتني زوجة عمك أم طارق .............)
سمر : وافضحيتنا منه هداه الله ,, أنا لاحظت عليه ذلك ولا حظت أيضا شرود هناء يبدو أنها تجد عليه في قلبها مهما كان خطيبها ويجب أن يبادلها الشعور ..
نورة : وأين هو الآن ؟
سمر : لا أعلم لقد خرج منذ الصباح .. أمي أرجوك لا تكلميه الآن بشأن هناء هو لوحده مصدوم ومقهور لزواج رباب بالأمس دعيه أياما ريثما يهدأ ويتقبل الأمر ..
نورة : نعم الرأي يا سمر ..
سمر : هيا نريد أن نذهب فأنا مشتاااااااقة لرباب ..
نورة : مشتاقة لرباب أو للأخبار,,آآآآآه منكن يالفتيات لا تتركن فضولكن ..
سمر : أمي اعترفي الم تكوني كذلك حينما كنت شابه ..
نورة : ويحكِ من يسمعكِ يقول أنني عجوز شمطاء ..
سمر : لا أبداً من قال بل أنتي مازلتِ شابة في ريعان الشباب ..
نورة : تبا لك هيا اذهبي والبسي عباءتكِ سنذهب السائق على وشك الوصول ..
ألقت نظرة أخيرة على جلابيتها العنابية المطرزة بالخيوط الذهبية مع الوشاح الذهبي ..
تأملت الخيوط الدقيقة تحت عينيها وحول فمها وتذكرت قول سمر (حينما كنت شابه )
وزفرت بحزن ( العمر يمضي بسرعة وهذه الخطوط تنحت على خدونا نحتاً )
تذكرت قبل عشرون سنة من الآن حيث كانت في العشرون تختال بشبابها وصباها وحسنها
لم يكن عندها من الأبناء سوى إياد ومؤيد ..
كان يكرر أبو إياد على مسمعها ويٌقسمـ أيماناُ أنها ستبقى بنظره الزوجة الوحيدة في حياته ولن يجلب أخرى عليها وابتسمت بسخرية ( وبعد 18 سنة يتزوج عليها بأخرى صغيرة بحجة أنها سترجع له أيام شبابه .. وهي التي ضحت وقدمت الكثير والكثير .. لكن ما يسلي عنها هو أبنائها وفلذات أكبادها الذين عوضوها عن كل ما وجدته على الرغم من انشغال إياد بدراسته في الخارج الذي نادرا ما تراه لكنه عن قريب سيتخرج وستملأ عينها منه ومن أولاده ,,
وانصراف مؤيد ذهنيا بحبه الفاشل ..
استفاقت من ذكرى الماضي على صوت بوق سيارة السائق ..
مؤيد ...
لا يحتاج أن أخبركمـ بحاله وما صار إليه لكن الأمر وصل إلى أنه يستغرق في دراسته التي هي آخر سنة له كي ينسى ولا يدع مجالا للتفكير في حبه !
اسُتقبلت رباب وخالد استقبالاً رائعاً يليق بعروسين .. ف سعاد دمعت عيناها حين رأتهما مقبلين نحوها للسلام عليها .
احتضنت رباب بقوة كأنما منذ زمن بعيد لم تراها .. مما جعل خالد .. يتنحنح ..وينطق بصوته الحاد يا قوم نحن هنا أليس لنا من ترحيبكم نصيب ؟!!
ا
سعاد : هههههه بلى ياولدي تفضل حياك الله ...
صافح يدها ثم قبل رسها ...وكانت بالمثل تقبل رأسه .. إكراما له .. وكانت رائحة العود الأصيل تفوح منه ..
كان ولأول مرة بالطبع ينظر إلى زوجة عمه من دون حجاب فقط تعجب حينما رآها لأنها تبدو صغيرة في السن ليس إلى ذاك العمر الذي توقعه .. ثم تذكر أنها تزوجت مبكرة وأنجبت رباب وهي صغيرة لم تتجاوز الخامسة عشر من العمر كما أخُِبر من قبل .
لذا من يرى سعاد ورباب يظنهما لأول وهلة صديقتين حميمتين وليس أم وابنتها !!
ثمـ كان في استقبالهما أختها محمد صافحته رباب واحتضنته .. وهي تهمس في إذنه لقد غدوت رجلاً يافعاً .. هههه ..
انتبهت على قرصه على كتفها فإذا بخالد ينظر لها بنظرة نارية .. تنطق غيرة ولوماً .
ضحكت في نفسها عليه .. أمعقول يغار من أخي ؟!
كل شئ جائز .. ربما ..
ضيفتهما سعاد في مجلس الضيوف .. وأخذت تصب لهما القهوة العربية مع الحلوى الفاخرة ..
أصرت رباب على أمها أن تقوم وتصب بدلاً منها وبعد إلحاح كبير رضخت لابنتها ..
كانت رباب في الجلسة تسترق النظر لأخيها محمد ( كم يبدو رجلا الآن لقد نضج عن ذي قبل وظهرت عليه معالم الرجوله .. )
أحرجها محمداً حين صرخ كعادته :
هييـه مابالكِ تتأمليني هكذاً ( وأخذ ينظر إلى نفسه ) هل طرأ على جسدي شئ دون أن أعلم )
احمر وجهها وقالت بتقطيب مازح
كنت أتأملك كيف غدوتَ رجلا ولكن يظهر لي أنك مهما كبر جسدك ستظل محمد الطفل ..
وضحك من في المجلس ..
ورد عليها : وستظلين رباب ذات اللسان الطووويل ,,
رمقت سعاد ابنها بنظرة سريعة وحارة يعني ( اصمت )
علقت وهي تحادث خالد الذي بدا مستمعا بما جرى بين الأخوين ..
لا عليك منذ أن خرجا إلى الدنيا وهما يتعاركان هههههههه
بعد قليل قدم البقية من الأهل .. فيصل وأخواته نورة وحنين ..
كان سلام فيصل لرباب حاراً حاراً وبالغ في ذلك مما أثار استغراب رباب وفرحها في نفس الوقت .. الأمر الذي أغاظ خالد بالطبع .. وشعر أن هذه الحركة مقصودة من فيصل ..لكنه لم يعره انتباهاُ .. فهو يعلم أن هذه الأشكال لا يجدي معها غير ذلك وتظاهر بالانشغال بمحموله ..
لاحظ الجميع توتر الأجواء بين خالد وفيصل .. المجهول سببه ..
بدءاً بالسلام البارد نهاية إلى الصمت بينهما والنظرات الحارقة ..
حاولت رباب أن تلطف الأجواء قليلاً بعد ارتفاع موجتها ..ولمـ تفلح كانت تشعر أن هذه النظرات { سيوفاً تقطع } فأضمرت في نفسها أن تعرف من خالد عن سر جفاء هذه العلاقة بينه وبين خالها ..
وفي الداخل كانت سمر تحترق قهراً .. وتزمجر
( أين هذه لماذا لم تأتي لتسلم علي ,, ألهذه الدرجة زوجها سلب عقلها )
استأذن فيصل من أخته وانصرف بحجة أن لديه أشغال سينهيها ثم يأتي .. تنفست رباب براحة حينما سمعت خالها يطلب الإذن .. فهي خشيت من تطورات ذلك وأن يصل إلى مالا تُحمد عقباه
في المجلس الداخلي كانت الأخوات يثرثرن كعادتهن عن العرس وعن فلانة وعلانه .. طبعاً سمر تشاركهم الحديث وهي متململة .. وبعد أن كانت متخذة وضعية الجلوس بالعامية ( رجل على رجل ) حتى فزت واقفة ..
سمر : أخيراً تشرفت المدام وتفضلت أن تسلم علينا ...
رباب : ههههه ومن يسمعك يقول مكثتُ ساعة من الزمان إن هي الا نصف ساعة ,,
سمر: ونصف ساعة بربكِ قليله كان من اللازم أن تسمعي أني أتيت تركضين شوقاُ لي ..أو أنساكِ خالد سمر واسم سمر ألهذه الدرجة شغفتِ به ..
رباب : وهي تقرص سمر مع يدها .. سمر ماهذا الكلام أعقلي يافتاة .. أولا يحق لي أن أشغف به أليس هو زوجي .. ؟!!
سمر: وبدأنا في حركاتكن يالمتنزوجات ..
رباب : ههههههههه أية حركات ياسمر .. للمرة الألف أكرر أعانك الله يازوجها ..
سمر : بل قولي ياسعد من يظفر بسمر .. أوووه تبدين أجمل من مما مضى .. تُرى مالسر في ذلك .!!
بعد ذلك كانت رباب قد انتهت من السلام على خالاتها .. طبعاً لم تسلم من التعليقات الحرجة التي استلمتها من سمر وحتى خالتها نورة ..
كانت جلسة رائعة ومميزة تعقبها جو الفرح والسعادة الذي كان طاغياً على الجو .. ومهيمناً على الكل ..
وبعد ذلك انصرفت رباب من عند أمها ..
وفي السيارة ..
خالد: كيف كانت الجلسة اليوم ؟
رباب : { وتبدو نبرة الفرحة ظاهرة على لسانها } جداً رائعة استمتعت كثيراً ..
خالد : ( مازحاً )بالتأكيد لأنني كنت موجوداً
رباب : ههههه بالطبع ..
بعد صمت قصير ..
رباب : تعجبت منك حينما خرجت لأنني توقعت أن تجلس أكثر ..
خالد : حقيقة كنت أريد أن أفسح المجال لكن لتأخذوا راحتكن ...
رباب : اهااا أشكر لك ذلك .. لكن صدقني .. ما كان ذلك ليؤثر علينا ..
خالد: اعترفي هل تشتاقين إلي ؟!
رباب : بابتسامة حياء .. هو ليس شوقاً كما تعتقد .. ولكني أردت أن أبين لك الوضع .. حتى لا تشعر بالحرج مرة أخرى فأنت في بيتكَ الثاني ..
خالد : هههههههه حقاً .. أشكر لكِ ذلك ..
الجفاء الذي بين فيصل وخالد أقلقها وأقض مضجعها كانت على وشك أن تسأله ماسر ذلك .. لكنها تداركت الأمر ( مبكراً جداً أن أساله .. )
كانت العلاقة بين رباب وخالد في البداية علاقة يسودها الاحترام والتقدير ويمكن أن يصحبها المجاملة بالطبع كأي علاقة عريسين جدد ولمـ يكتنفها بعد ذلك الحب القوي لكن نستطيع أن نقول أنها بداية لذلك .. على الرغمـ من المشاعر الجميلة التي يحملها كل منهما للآخر ..
فضلا أن يسافرا لشهر العسل بعد أسبوع من الزفاف على أقل تقدير .. وذلك لانشغال خالد بوظيفته الجديدة لأن هناك أموراً بسيطة لمـ ينهيها ..
في رابع يومٍ لهما بعد الزفاف .. .. الساعة 6 مساءً ..
دخل خالد على رباب في حجرة النوم في الجناح ورآها مستغرقة في ترتيب أغراضهما ووضعها في الحقائب فاليوم سيذهبون إلى منزلهما .. كان واقف على الباب ينظر إليها وهي لم تشعر به ,, شعر بمشاعر تغزوه في قلبه .. شوق .. حب .. لا يدري ما الضبط .. لكنها بالتأكيد مشاعر مبشرة ,, وكم يأسره شعرها الذي يصل لآخر ظهرها بتقاطيعها الهادئة التي توحي بالراحة لمن ينظر اليها .. تواردت على خاطره سحر .. شعر بالضيق والاستياء .. وأخذ يقارن بينهما .. سحر ملامحها جميلة طاغية بحيث تشعر من يراها بالروع والدهشة ,, لكنها أبداً ليست بملامح رباب الهادئة .. بل تخفى خلفها الغموض الذي كان أحياناً يشكل له قلقاُ ,,
انتبهت له رباب .. وهو سارح يتأملها .. فضحكت في داخلها ..
رباب : ها أستاذ خالد ألم تنتهي من تأملاتك بعد ؟!
خالد : ها .. ابتسم .. وهل حرام أن أتأمل الملاك الذي أمامي ؟!
رباب : ( ابتسمت حياء وفرحاً ) لا بالطبع تأمل حتى الغد .. ولكن لا تحرقني بنظراتكَ ..
(اقترب منها وأخذت أنفاسها تعلو وتهبط وشعرت بالجو خانق .. أخذ يعبث بشعرها ويشمه )
اممم هل انتهيت من جمع الأغراض ..
رباب : ( بصوتِ أقرب منه للهمس ) نعم .. انتهيت ..
خالد : إذن هيا .. البسي عباءتكِ ....
شعرت بالارتياح حينما ابتعد عنها .. هي لا تعلم لماذا مازالت تشعر بالحياء منه .. لكن لن تُلام لأنها مازالت عروس ,, { والعروس يُزينها الحياء }..
في بيت نورة كان حوارا حادا يجري بين مؤيد وأمه ,, وقد وبخته جدا إلى الحد الذي أثار أعصابه .
مؤيد : وماذنبي أن كنتِ خطبتِ لي فتاة مدللــه لا تتحمل المسؤولية .. أمن أول خلاف أخذت تشتكي لأمها .. هذه لا تصلح أبدا ..
نورة : ألان لا تصلح أبدا ,, بالتأكيد لأن عقلك ليس معك .. يابني أحذرك من أن تخسر خطيبتك صدقني أنها إنسانة رائعة .. لو لا انك لم تعطها الفرصة .. واسمعني جيدا لو تكرر هذا الموقف فسأغضب عليك ..
مؤيد : أمي أرجوك أريد أن أفسخ العقد أشعر أني لن أتحملها وسأظلمها ..
نورة : مــــــــــــــــــــاذا مــــــــاذا .. تفسخ العقد إذن .. اسمعني هي كلمة واحدة لا تجعلني أغضب عليك .. وأنت تعرفني جيدا ...
الفتاة ستعتاد عليها جرب صدقني أنها خيرا من كل الفتيات ..
مؤيد (وكأنه فهم ما ترمي اليه الا من هي ببالي ليست خيرا منها )
حسنا .. إذن سأحاول وان فشلت صدقيني سأتركها ..
نورة : وهي تهز رأسها بأسف .. لا تتغير أبدا .. اذهب واعتذر إليها وحبذا لو جلبت لها هدية معك تطيب خاطرها المكسور ..
مؤيد : ( باستسلام ) حسنا فقط هذا ما تريدين ؟!!
كان مغتاظ من هناء أنها أخبرت بما جرى بينهما كان يظنها أنها أعقل من هكذا ... لكن لأجل أمه التي يبر بها جدا .. سيضغط على نفسه .. ومن يدري ربما قد يتغير الحاااال .. ويلين نحوها
هكذا كان يهمس لنفسه ,,
توجه للسوق لشراء هدية لـ خطيبته المغضبة ..
بينما كانا يسيران جنبا إلى جنب وهما خارجان من الفندق .. أتى خالدا اتصال من منزله .. يخبرونه أن لطيفه .. قد فقدت وعيها ..
جن جنونه وكاد يفقد عقله .. الآن علم لماذا شعر بانقباض في قلبه اليوم .. أخذ يسوق سيارته كالمجنون بأقصى سرعه لكي ينقذها .. فهو يشعر بالخوف من الفقد مرة أخرى .. هذا الشعور الذي يداهمه منذ فترة قصيرة ..
شبح الفقد يخيم عليه ويهيمن على مشاعره ..

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:38 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.