شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f394/)
-   -   زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (https://www.rewity.com/forum/t282102.html)

nooe 10-07-13 11:12 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sadm 10-07-13 11:39 PM

يعطيك الف عافية ورمضان كريم عليك

blue me 10-07-13 11:40 PM

طيب .... الخاتمة خلصت .... رح دققها بسرعة وأنزلها عى طول :)

blue me 10-07-13 11:48 PM



الخاتمة

:- تعرفين بأنني لا أثق به
قالها صلاح بجفاف فردت عليه بهدوء :- أعرف
:- تعرفين أيضا بأنني أرفض تماما عودتك إليه
:- أعرف هذا أيضا
نظر إلى وجهها الجميل .. المزين بإتقان لم يشوه فتنته الطبيعية ... كانت تبدو في سعادة لم يرها عليها منذ عرفها ... حتى سعادتها لم تكن تقليدية .. كانت مجسدة على شكل إطار نوري من الطمأنينة والسلام ... منذ اتصلت به قبل أسبوعين ... تخبره بثقة بأنها عائدة إلى نديم ... وهو يكاد يقول ( وما الذي أخرك حتى الآن ) ... رغم نفوره من الرجل .. والناتج عن سنوات طويلة من القتال المستتر والمنافسة غير الشريفة ... إلا أنه ليس غبيا ليغفل عن تأثيره في حياة شقيقته ... عندما عادت فارديا إلى منزلها ... واستعادت حياتها ... تابعت عملها ووثقت علاقتها مع عائلته ... إلا جزءا منها كان يبدو مفقودا ... حتى وهو يجهل فارديا القديمة التي كانتها ... هو قادر على تمييز الحزن .. الفراغ ... والوحدة ... فقد عاصرها كلها طويلا خلال حياته ... ولن يعجز عن التعرف إليها عبر ملامح فارديا ..
كما أن صلاح لا يستطيع إنكار امتنانه للرجل افتدائه شقيقته بحياته ... لقد كان موجودا عندما رأى الرجل يرمي نفسه عليها ليتلقى الرصاصة عنها ... تصرف كهذا يتطلب قوة كبيرة ... شجاعة كبيرة .. وحبا كبيرا .. نديم فهمي يعشق فارديا ... حتى وهو يخطبها من صلاح ( مرغما كما بدا ) .. خلال زيارة قام بها إلى مكتبه قبل اثني عشرة يوما ... لم يطلب يدها ... لقد أحاط صلاح علما لا أكثر بأنه سيستعيد فارديا زوجة له .. وأنها قد وافقت بشرط أن يراه ... وأن يعتذر منه على كل ما عانته العائلتان من وراء الماضي .. وصلاح لم يستطع منع نفسه من الإعجاب بالرجل ... نديم فهمي كان كتلة من السلطة .. من رأسه حتى أخمص قدميه ... إلا أن امرأة كفادريا ... هي الكفيلة بإخضاعه ...
قالت لندا وهي تنهي حديثهما :- حسنا ... لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب ... صحيح ؟الرجل سيكون هنا خلال دقائق لاصطحابها إلى منزله ... حيث تجتمع عائلته كلها للاحتفال بزفافهما ..
أكمل صلاح بلهجة لاذعة قبل أن يمنع نفسه :- للمرة الثانية ...
استحق هذه المرة أن تدفعه لندا إلى خارج الغرفة ... فرفع يديه مستسلما وهو يخرج بعد أن ألقى نظرة أخيرة على شقيقته في فستان الزفاف الأبيض الذي كانت ترتديه ..
أغلقت لندا الباب وهي تقول زافرة :- الرجال ...
قالت فارديا متوترة :- إنه قلق لا أكثر ...
:- وماذا عنك أنت .... قلقة ؟؟؟
نظرت فارديا إلى المرآة ... تتفحص صورتها الخيالية بالفستان الأسطوري الذي اختاره نديم خصيصا لها ... لقد كانت تبدو كالحلم ... شعرها الأشقر مرفوع فوق رأسها بإتقان ... بينما اقتصرت زينتها على قلادة وحيدة أحاطت بعنقها ... بينما تدلت النصف رمانة فوق صدرها العاري ... براقة ... قانية بحبيباتها الحمراء .. مناقضة بشكل صارخ لبياض الفستان الناصع ... ثم تذكرت نديم ... القادم لأخذها ... فارتعشت بقوة شوقا وإثارة ... وهي تذكر نفسها بأنها لم تره منذ جاء إليها قبل أسبوعين ... بعد إرساله الثوب .. والقلادة بقليل ... تذكر نفسها باللحظة التي فتحت له فيها الباب ... لم تكن ترتدي الثوب الزفاف الأبيض ... لم تكن سهلة إلى هذا الحد ... لقد ارتدت فستانا بسيطا أسود اللون ... كي يتضارب لونه القاتم مع حمرة القلادة التي زينت عنقها ... فتحت له الباب .. فالتقت نظراتهما طويلا .. كما كانت هي تلتهمه بنظراتها ... تتفحصه من رأسه حتى أخمص قدميه ... تشعر بشوقها يلتهب ويزداد حريقا داخلها وهي تستشعر التغييرات التي أصابته خلال الأشهر السابقة .. كانت نظرات الشوق والعاطفة العميقة المطلة من عينيه تأكلها قطعة قطعة وهي تتجول فوقها .. والفستان الأسود الرقيق لا يزيدها إلا فتنة وإغراءً في عينيه ...
الجو كان باردا في الخارج ... إلا أنها لم تشعر به رغم رقة فستانها وهي تقف عاجزة .. متلاحقة الأنفاس .. تنتظره فلم يخيب أملها .. خطا إلى الداخل فتراجعت وهي ترفع رأسها نحوه .. تراقبه لاهثة وهو يغلق الباب وراءه ... ثم وبدون مقدمات يمسك بها ويسحبها نحوه .. يقبلها بدون رقة .. بشوق فج صدمها وجعل جسدها يرتعد استجابة ... للحظات ظلت ضائعة في قبلاته ... حتى نبهها جزء صامد من عقلها بالقرارات التي اتخذتها في اللحظات التي سبقت وصوله .. حرر شفتيها فور أن أحس بتراجعها .. إلا أنه لم يتركها ..ظل ينظر إليها بعينين محمومتين وهو يقول :- أنت لم ترتدِ ثوب الزفاف
قالت بصعوبة وأنفاسها تجاري سرعة نبضات قلبها :- لا .. عندما أرتديه ... سأفعل كي يراني العالم بأسره وأنا أزف إليك عروسا حيقية ... لا رهينة انتقام أسود ...
شحب وجهه بينما اختفت ابتسامته مرة واحدة مما جعلها تندم على تذكيرها بثأره ... قال بخفوت :- سيفعل ... سيراك العالم كله كعروس نديم فهمي المتالقة ... الرائعة الجمال .. التي يفخر وسيفخر دائما لكونها زوجته ..
ثم رمش بعينيه بإدراك مفاجيء ... قال حابسا أنفاسه :- أهذا يعني أنك قد سامحتني فارديا ...
ارتبكت ... وهي تنظر إليه عاجزة ... وكأن جزءا منها يأبى أن يسامحه بشكل تام ... ارتسم الجرح في عينيه .. وارتخت أصابعه الممسكة بها ... فأحست بالألم يعتصر قلبها لأجله .. مدت يدها تمسك بيده التي اعتلت كتفها الأيمن وقالت :- أريد أن أسامحك نديم ... انا أحتاج فقط لبعض الوقت .. قد ترد علي بأنك قد منحتني من الوقت الكثير .. إلا أنها لم تكن كافية ... لأنني خلالها كنت أستعيد نفسي .. إلا أن جزءا منها .. لم أستطع إيجاده .. لقد كان ....
صمتت باضطراب فألح عليها :- كان ماذا ؟؟
:- لقد كان معك ...
بدون أي كلمة .. ضمها إلى صدره ... يحتضنها بحنان .. وكأنه يؤكد لها بأنه قد شعر خلال أشهر بالمثل .. دفنت وجهها بين طيات قميصه .. تشعر بالأمان .. بالراحة .. بالاكتمال .. فأكملت :- ربما إن حاولت مجددا .. بعد أن ألملم أجزائي كلها معا .... وجدت طريقي نحو النسيان ..
قال بصوت أجش :- ستفعلين ... أعدك بذلك ...
لامست أصابعه ذقنها كي يرتفع رأسها فتلتقي أعينهما ... قال بشغف :- متى فارديا .... متى تعودين إلي .. متى تشفينني من عذابي .. متى تمنحينني الفرصة لأعوض لك كل ما فعلته بك ..
نظرت إليه مليا ... قبل أن تحني رأسها وعينيها تبرقان بمكر :- حسنا ... لدي بعض الشروط كما تتوقع بالتأكيد ...


وقد نفذها كلها ...
ابتسمت فارديا وهي تعاود التحديق بنفسها في المرآة وهي تقول :- لا ... أنا لست قلقة ..
نظرت إلى لندا قائلة بعزيمة :- الحياة معركة ... لا نتوقف عن القتال فيها لحظة واحدة في سبيل الوصول إلى السعادة ... وأنا ... قوية بما يكفي لأحارب من أجل سعادتي ....
أطل التأثر من عيني لندا الذهبيتيين ... في اللحظةالتي فتح فيها الباب لتدخل لوتس قائلة بعصبية :- ما الذي تفعلانه هنا ... لقد وصل عريس الهنا ... وهو ينتظرك في الأسفل ...
أسرعت لندا تصلح من وضع الخمار الشفاف فوق رأس فارديا ... قبل أن تعتذر مغادرة الغرفة تاركة الفتاتين معا ... قالت فارديا بقلق :- ما الأمر لوتس ؟؟؟ ظننتك مرتاحة لقراري بالعودة إلى نديم
تأففت لوتس قائلة :- أنا كذلك ... إلا أنني لم أتوقع أن يحضر ابن عمه معه ... لا أستطيع حتى النظر إلى وجه نضال فهمي ...
صمتت فارديا للحظات قبل أن تقول بهدوء :- أظن نديم أحضره متعمدا .... كي يتمكن كل منكما من وضع الماضي وراءه ... فأنتما ستصبحان أقارب رغما عنكما ... لا تنسي بأنك متسلحة الآن بحب جمال ... كما يوشك نضال على الزواج بابنة عمه ...
فكرت لوتس بكلمات فارديا بقلق ... قبل أن تتنهد قائلة :- لابأس ... لأجلك سأحاول فارديا .. لأجلك فقط



واقفا في ردهة منزل آل ربيعي ... إلى جانبه ابن عمه الأصغر المتململ توترا ... يواجهه صلاح النجار المهذب رغما عنه .. إنما محذر بنظرات ولغة جسد لا تكذب ... بالكاد تزحزحت عيناه عن الدرج ..الواصل بين الطابق الأرضي والعلوي ... ينتظرها متوترا رغم إقناعه لنفسه بأن دقائق أخرى لا تساوي شيئا إلى جانب انتظاره لأشهر مضت .. إلا أن شبح تراجعها كان ما يزال يتربض به بعيدا .. ينتهز الفرصة لينهش بمخالبه .. مدمرا ما تبقى لنديم من امل في حياته ...
ماذا إن غيرت رأيها ؟؟؟ وهل يستطيع أن يلومها إن فعلت ؟؟؟
انقبضت معدته للحظات عندما أطل خيال أعلى الدرج ... إلا أنه عاد واسترخى عندما ظهرت امرأة صغيرة الحجم .. ذات جمال رقيق أسمر .. لم يكن نديم بحاجة لأن يعرفها كي يخمن من تكون .. إنها زوجة صلاح النجار ... لندا سليمان ... المرأة التي أثارت حيرة نديم طويلا عندما عرف بزواج صلاح النجار بها ... متساءلا عما يوقع رجلا مثل منافسه الأشرس بين براثن امرأة عادية ... إلا أن المرأة التي رآها تنزل الدرج برشاقة قطة لم تكن عادية ... والنظرة التي تبادلها كل منها وصلاح ... نظرة الثقة والحب الخالص ... لم تكن عادية أيضا
بعدها نزلت لوتس ربيعي .... شبهها بفارديا كان واضحا .. باستثناء لون شعرها الفاحم السواد ... والجمال الوحشي لملامحها ... غير أنها في نظر نديم ... كانت تفتقر إلى سحر فارديا الفطري ... النابع من داخلها ... لا من جمالها الخارجي ...
لاحظ تبادلها النظرات العنيفة مع نضال الجامد إلى جانبه .. ما يزال غاضبا من سحب نديم له معه مصرا على إذابة جميع الضغائن بين العائلتين .. بأنفة مثيرة للإعجاب .. رفعت رأسها بشموخ ... وتابعت النزول رافضة أن يزعجها وجود ابن عمه ..
عندها فقط ... أطلت فارديا ... كانت تبدو ككائن خرافي أتى من قصص الأساطير ... الفستان الأبيض جعل هالة من البراءة والملائكية تحيط بها ... التقت نظراتهما بحديث صامت ... لم يتوقف حتى وهي تنزل الدرج ببطء .. بهدوء .. برقة .. وكأنها تطفوا لا تمشي بقدميها ...
كان قلبه يخفق بسرعة وهو ينظر إليها غير مصدق .. إنها زوجته .. له .. له وحده .. وقد قبلت بنفسها أن تعود إليه .. لتكون رفيقة دربه .. وقد عاش حياته ظانا بأنه أبدا لن يحتاج رفيقة تشاركه مأساة وجوده ...
عندما وصلت إليه ... مد يديه لتمنحه يديها ... نظر إلى عينيها سائلا إياها للمرة الأخيرة :- هل أنت متأكدة .. فور أن تغادري معي ... لا عودة إلى الوراء فارديا .. لن أسمح لك
هزت رأسها وهي تهمس :- متأكدة ...
سحب يدها ... وقادها دون أن تغادر نظراته وجهها إلى خارج المنزل ...
ظل صلاح واقفا للحظات بعد أن غادر الجميع .... ثم نظر حوله في أنحاء المنزل الفارغ قائلا :- تحرصين على تعذيبي حتى بعد موتك .. قد يكون اتهامك بالمسؤولية عن زواج شقيقتي بعدوي اللدود محض هرطقة .. إلا أنني لا أستبعده ..
أطلق تنهيدة أخيرة ... ثم غادر المكان أخيرا ..



بعد ساعات ...
أمسك يدها .. وقادها عبر ظلام المنزل نحو الباب الخلفي فقالت شبه ضاحكة :- لابد أنك تمزح
بدت الفكاهة في صوته وهو يقول :- العادات القديمة لا تموت بسهولة حبيبتي ...
لم تكن خائفة هذه المرة وهي تسير معه عبر الباب الخلفي نحو الغابة ... فالذكريات المخيفة والبشعة التي عرفتها هناك .. انمحت واختفت فور أن استبدلها نديم لها بأخرى أجمل .. تلك التي لم تفارقها لحظة منذ غادرت منزله .
أمسكت بتلابيب فستانها الطويل الذي لم تكن قد استبدلته بعد وهي تسير وراءه .. ما تزال عاجزة عن استيعاب الصمت الذي أغرق المنزل بعد الاحتفال الصاخب والمبهج الذي ارتجت أنحاءه به .. مستضيفا جميع أفراد عائلة نديم .. باستثناء أسما التي تزوجت منذ أسبوعين تقريبا وسافرت قبل أيام مع زوجها ...
الجدة كانت هناك .. تبكي فرحا وهي تضم فارديا إليها بشوق .. كانت قد فاجأت فارديا قبل أيام بزيارة صادمة إلى منزلها .. معلنة عن تخطيها عقدتها القديمة ... وإن أكدت بأنها حتى الآن ترفض أن تغادر المنزل بدون سبب قوي جدا .. وفارديا كانت في رأيها سبب قوي جدا جدا ..
كانت قد قالت لها دامعة العينين :- يستحق نديم السعادة فارديا ... وهو لن يجدها إلا معك .. لأنه يحبك .. ومنذ البداية ... ما فعله بك ..كل ما فعله بك كان محاربة لشعوره ذاك ... ربما هو لا يستحقك .. ربما لن يلومك أحد إن قررت بألا تعودي إليه .. ولكن بما أنك قد منحته فرصة .. هذا يعني أنك تسيرين نحو مسامحته .. ما يسمح لي بأن أتجرأ وأطلب منك ... أن تحبيه قليلا ... قليلا فقط فارديا .. وانا متأكدة بأنه سيمنحك الدنيا وما فيها ...
راقبته فارديا وهو يتجه نحو لوحة التحكم الجدارية ... ليدير الإضاءة كما فعل في المرة الأخيرة وهي تتذكر حفل الزفاف .. غروب كانت موجودة أيضا .. جميلة .. متألقة .. شقية بفستان فيروزي قصير .. العمة أحلام والعمة كوثر رحبتا بها أيضا ...
الأمر كان مختلفا للغاية هذه المرة عن حفل زفافهما الأول ... خاصة وعيناه لا تفارقانها لحظة واحدة منذ بداية الحفل ... وذراعه لا تترك خصرها وكأنه يخشى أن تختفي فجأة ... لقد كانت تشعر ولأول مرة في حياتها بأنها عروس مرغوبة ... بأنها ملكة حفلها الخاص .. بأنها ملكة قلبه ...
أطلقت شهقة قصيرة عندما اشتعلت الأضواء فجأة .. وقد أدركت سبب إحضاره لها إلى هنا ... فالغابة التي تذكرها ... ما عادت موجودة ...
أمسك يدها مجددا وهو يقول لها مشجعا :- تعالي
سارت معه مذهولة في الطريق الحجري الذي لم يكن موجودا ... والذي انشق بين الأشجار التي شذبت واقتلعت حشائشها الضارة فأصبح المكان نظيفا ... بريا إنما خياليا ... المصابيح المدروسة كانت قوية الإضاءة ...بحيث تمكنت فارديا من رؤية كافة التغييرات التي أجراها نديم على الغابة .. قال هامسة :- ما الذي فعلتَه ؟؟؟
توقف عن السير ... والتفت نحوها قائلا بحيرة :- ماذا ؟؟
:- لقد محوت ذكرياتك كلها ... ماضيك كله ...هل تعي هذا ؟؟
اختفت حيرته بلمح البصر وهو يقول بهدوء :- أنا أرغب ببناء مستقبل معك فارديا .. وعندما أفعل .. فأنا لا أريد لماضي أسود أن يشوهه ...
شد على يدها .... وقال وهو ينظر إلى عينيها بنظرة ذات معنى :- يبدأ تاريخي منذ هذه اللحظة فارديا ... كل ما سبق ... لم يحدث قط .. أتفهمين ؟؟
.. نعم .. تفهم .. وتتقبل خياره بصدر رحب .. إن كان نديم قادرا على أن ينسى ... فستنسى هي الأخرى ..
عاد يسير بها مجددا حتى وصلا إلى ساحة صغيرة ... لا .. لم تكن مجرد ساحة .. لقد كانت حديقة غناء .. قطعة من الجنة في منتصف الغابة بالضبط ..أحواض الورود كانت تحيط بالمكان ..بينما توسطته بركة رخامية ترقرقت فيها المياه من نافورة صغيرة .. انعكست الأنوار فوق قطراتها النقية لتبق لألوان قوس قزح .. مبهرة فارديا ... التي التفتت نحو نديم لتجده يقف مستندا إلى إحدى الاشجار الضخمة التي أحاطت بالحديقة ... مخفيا كفيه في جيبيه ... ينظر إليها وعلى شفتيه ابتسامة .... حزينة ..
أحست بقبضة تعتصر قلبها وهي تترجم تعابيره ... لقد غير الغابة لأجلها ... لقد صمم هذه الحديقة لأجلها ... لقد بدأ يتغير .. لأجلها ... هو مستعد لفعل أي شيء .. لأجلها .. إنما داخله .. ما يزال جزء كبير يخاف الفشل في الحصول على أكثر ما أراده .. غفرانها ..
نظرت إليه وقلبها يخفق بعاطفة عميقة ... بدأت تتبلور بوضوح وهي تنقل نظراتها من ملامحه الوسيمة ... إلى قامته الطويلة القوية الرجولة ... فاعترتها رجفة شوق ... وكأن جزءا منها ما عاد يحتمل المسافة التي وضعتها هي بينهما قبل أسبوعين كشرط رئيسي لها قبل عودتها
( أحبيه قليلا فقط .. وسيمنحك الدنيا وما فيها )
عادت تنظر إلى عينيه السوداوين ... فتللاشى الخوف من روحها فجأة ... واعترتها الثقة متلبسة إرادتها لاغية جميع همومها مخاوفها مع الغابة القديمة المحملة بالذكريات القاتمة
قالت ... عارفة جيدا ما تقوله .. راغبة بكل حواسها في رؤية وجهه وهي تقولها له ... :- أحبك ..
اختفت الابتسامة ... وكسى الجمود وجهه للحظات ... قبل أن تعتلي عينيه نظرة ضارية ... وهو يتحرك فجأة معتدلا ... يسير نحوها ببطء حتى وقف أمامها .. فردد بصوت أجش :- أحبك .. وأنا أعرف بالضبط لماذا أحبك ... إلا أنني لن أسألك عما جعلني أستحق هذه الكلمة منك .. سأتمسك بها كطوق نجاة يمنحني دافعا للعيش وقد فقدت كل أسبابي ..
قالت بابتسامة مرتجفة بينما يضمها برقة وكانه يخشى أن يكسرها :- ألا تعرف حقا ؟؟؟ ألست من سحرني حين ألقمني حبيبات الرمان .. كي أعود بعد ذلك إلى عالمك مرغمة ... عالقة فيه إلى الأبد ؟؟؟
هز رأسه نافيا وهو يقول :- لا ... أنت كما سبق ووصفتك جدتي ... زهرة .. بقوة ألف ساحرة ... دخلت غابتي فقلبتها رأسا على عقب ... وجعلت من جحيمها جنة ... ومن أشباحها أصناما لا حول لها ولا قوة .. أنت محوت عالمي كله وحصرته بك ... أنت عالمي فارديا .. ماضيي ومستقبلي ..
برقت عيناه برغبة برية وهو يكمل :- أنت حاضري .. الذي أتحرق شوقا لأعيشه .. لأنسى نفسي به .. لأعوضك من خلاله عن كل الأذى الذي سببته لك
همست :- ما الذي تنتظره إذن ؟؟
لا شيء ... إذ سرعان ما أحنى رأسه يقبلها ... ماحيا بشفتيه الماضي والمستقبل والحاضر ... كاتبا السطر الأول في صفحة حياتهما الجديدة ... معا ...

bisooo 11-07-13 12:15 AM

تسلم ايدك بلووو عالخاتمه الغومانسيه :28-1-rewity:
عشنا وشفنا نديم بلبي طلبات فارديا :S_45:
اصلا ما احلاه وهوه رافض!! :kfoof:

نضال : صافي يا لبن؟ :shakehands:
لوتس : فشرت وله :kfoof: بس مشان فارديا بحاول ابلعك >_<

ناطرينك عن قريب ان شاء الله...بعد العيد كافي اوكيييز :nosweat:


غناء الروح 11-07-13 12:18 AM

كيووووووووووووووووووووووو وت هالخاتمة
انا بحب الخاتمات اصلا
بس هاي سبيشال
حسيت بالاخير فيه هيك قلوب طالعة من الفصل وبترفرف فوق الغابة
مع شوية موسيقى رومانسية لزوم السيناريو
ههههههه
تسلمي بلو
رواية ممتعة جدا

بنت السيوف 11-07-13 12:27 AM

خاتمة رائعة ... على الاقل فارديا سهلت له الامور ...باعلانها حبه ...

شكرا بلومي على الرواية ... الرائعة ...

وعقبال رواية جديدة ...


عاشقة المطر. 11-07-13 12:28 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

Mai sherif 11-07-13 12:30 AM

واو الروايه اصلا كانت روعه وتحفه فنيه
كتله من المشاعر تحركت اثناءفصول الروايه فرحنا وزعلنا واتخضينا واتوترنا واتألمنا بجد انت رائعه يا بلو
اكتر روايه مشوقه قرأتها في حياتي
بجد بلو نفسي من قلبي روايتك دي تتباع في الاسواق مش كفايه عليكي الانترنت
والله بجد تستحقي من كل قلبي ان احييكي يا رائعه المنتدى
الخاتمه زادت الروايه سحرا وتألقا
اعجز عن التعبير بلو والله ما عارفه اكتب ايه !!!!! عاجزه عن الكتابه !!

هبة 11-07-13 12:43 AM

روعة زوزو ... خاتمة روعة و رواية أروع :28-1-rewity:


يا الله ما فى أحلى من هيك خاتمة و أمل بأن بكرة راح يكون جميل رغم سواد الماضى الذى وضعوه وراء ظهورهم و كان سواده دافعاً للإتجاه نحو النور و السعادة للتخلص منه و من حزنه ...



رائع زوزو و ربى يسلم الأنامل المبدعة و فى إنتظار جديدك على أحر من الجمر :28-1-rewity:


الساعة الآن 05:07 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.