آخر 10 مشاركات
عـن ألـف وجـه للـوجـع (2) * مميزة ومكتملة *.. سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          أحفاد الصائغ *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          مرايا الخريف -ج3 سلسلة زهور الجبل- للكاتبة المبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          بسحر عينيه تاهت افكاري و على ألحانه ذاب قلبي *مميزة&مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          483 - كأنهما غريبان - سارة مورغان ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          465 - المرأة ذات الثوب الأزرق ـ آنجي راي (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          459 - حلم المساء الأخير - هيلين بروكس ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          450 - وردة ضاعت منه - تريش وايلي (عدد جديد) (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-04-13, 10:57 AM   #11

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي



أخذت تفتح عينيها ببطء, فالأمل في داخلها لازال يعيش, بأن يكون كل الذي جرى في البارحة, مجرد حلم مزعج, بدأت تلمح بعض الأشياء التي لا توجد في غرفتها, حتى أنها لا توجد في بيت عمها.....
- إذا الذي جرى لم يكن مجرد حلم بل حقيقة مرة...
ناداها الأمل من جديد...
- لكني لا أراه ...
أخذت تلقي بنظرها في جميع الجهات....
- لا يوجد, لا أثر له... إذا.... إذا .... فهو حلم ...
بدأت الابتسامة تشق طريقها على شفتيها, لكنها للأسف لم تصل إلى بر الأمان....
فقد قطع طريقها صوت رجولي يقول....
- صباح الخير يا عروس...
ألتفتت إلى خلفها , لتصطدم بالواقع....
فها هو احمد مقبل عليها بابتسامة واسعة على محياه....
يبد أنه كان يستحم....
خيبت الأمل كانت جليتا على تعابير وجهها...
حنت رأسها إلى أسفل, لكي تهرب من الواقع...
- ها هل نمت جيدا البارحة؟
هزت رأسها بالإيجاب.
- يا لك من محضوضة, أنا لم أستطيع النوم, فقط نمت بضع ساعات..., يبدو أن هذه الكنبة مريحة, لهذا نمت جيدا, إذا أنا أحجزها الليلة, لا أقبل النقاش في هذا الأمر, لقد حجزتها قبلك, فلا تحاول.
رفعت رأسها, فوقعت عيناها في شباك عينيه للحظة....
لم تتحمل هذا الموقف , فهربت من جديد إلى الأسفل...
- الفطور جاهز , فهيا لنأكل, ربما قد برد الآن, فقد طلبته منذ مدة , كنت أريد أن أيقضك, لكنك بدوت كملاك و أنت نائمة, فلم أتجرأ على إيقاظك..... على العموم إذا أردتي سوف أطلب فطورا غيره..
بصوت بالكاد يسمع, قالت...
- لا داعي..
تبسم وهو يقول ...
- أخيرا نطقت, لوهلة ظننت أنك فقدت القدرة على النطق.... على العموم هيا بنا فلنأكل, فأنا ميت من الجوع, فلليلة البارحة لم أكل شيئا, و أعتقد أنك أنت كذلك.
قالتها دفعتا واحدة, و بسرعة فائقة...
- سوف أذهب لأغسل وجهي.
تعالت ضحكته في المكان ....
- حسنا, أنا سوف أنتظرك على المائدة..
بخطى متسارعت, أخذت تمشي ناحية الحمام...
ما إن دخلت الحمام, حتى أغلقت الباب بسرعة, و ألقت جسدها عليه, تلته برأسها, ومن ثم أغمضت عينيها, ومررت كلى يديها على وجهها, لتسحب معها دموعها....
أخذت تهوي بجسدها تدرجيا ناحية الأرض...
وهي تردد...
- لا أستطيع, لا أستطيع...
وراء هذا الباب , كان هو موجود ....
يسمع بكائها و كلماتها....
التي كانت مثل السكين, التي تغرس في قلبه......
أخذ نفسا عميقا, أعقبه بزفرة , تلها ....
- هديل .....
دخل صوته إلى أذنيها , ليفتح عينيها على مصراعيها....
- ..... هديل أريد أن أقول لك شيئا, أنا .... أنا صحيح .... زوجك, لكن.... لكن ..... ( تنهد ) لكن لن يحصل بيننا شيء.... حتى أنت توافقي عليه.... فلا داعي للقلق .... هديل.... هديل اعتبرني صديقك.... كالماضي... عندما كنا صغارا, أتذكرين.... لهذا إذا أردتي أن تبكي أو أن تفجري شيئا بداخلك يزعجك , ففعليه أمامي , فالأصدقاء... الأصدقاء لا يخفون شيئا عن بعضهم البعض...... هديل أنا أعدك بأن لا أبكي ألا أمامك و أن أخبرك بأي شيء يزعجني, فأنا ... أنا أعتبرك صديقتي, و أرجو ... و أرجو أنك تعتبريني صديقك .....
بعد طول انتظار, دام لدقائق...
دخل إلى مسامعه, صوت الباب وهو يفتح...
فخط ابتسامة على شفتيه ....
خرجت و عينيها قد اكتستا باللون الأحمر...
طأطأت رأسها , و بصوت مبحوح قالت...
- أحمد .... أنا ... أنا لا أستحقك .... لا أستحقك ., أنت لن تجد السعادة معي, لن أجلب لك سوى الهم و الغم, لهذا.... لهذا .... يجب ... يجب أن ننفص....
سد الطريق على الحروف المتبقية بيده ....
- لماذا تقولي ذلك , من قال أنك سوف تجلبين لي الهم و الغم , و لن أجد السعادة معك؟ من قال ؟ ... هديل... أنظري إلي... أنظري إلي...( رفع رأسها بيده ) أترين هذه الابتسامة التي على شفتي, لم تزرني منذ زمن, بوجودك فقط, عادت البسمة الصادقة إلي..., هديل أنا .... أنا لا أطلب منك سوى شيء واحد فقط.... أن نصبح أصدقاء كما كنا في السابق, هذا هو طلب الوحيد منك... فلا ترديني.
كالعادة , الهروب بأنظارها هو الحل الأمثل....
رفع رأسها , و قال...
- لا تهربي مني , وجاوبيني ....., هديل حاولي, فقط حاولي, أنا لا أطلب منك شيئا سوى الصداقة.
تشابكت عيناهما .....
أغمضت عينيها ....
- لا أعرف ماذا أفعل, لا أعلم ؟
ودفنت رأسها بين يديها...
أمسك بكلى يديها , و حرر وجهها منهما....
- أنا أعلم ماذا يجب أن تفعلي, بأن تقولي نعم , أنا موافقة على أن نصبح أصدقاء...
تسمرت عينيها عليه, فشرارة الماضي قد أصابتها...
فها هي ترى أمامها من أحبته , ينطق بنفس الكلمات, فهو دائما ما كان يساعدها على اتخاذ قرارها عندما تحتار...
- هديل........ هديل.....
صوت أطفئ تلك الشرارة .... لتعود للحاضر....
- هديل, هل أنت بخير؟
- نعم...
- إذا ما هو قرارك ؟
...................................
- ليلى أرجوك لا تخافي عليه , أنا بخير, أسمعي إذا أتى أولائك اللصوص مرة أخرى , فلا تدخليهم .
من بين دموعها, وجدت هذه الكلمات طريقها إلى الخارج...
- ياسر.... أنا .... أنا لا أريد المال, دعني أتنازل عنه...., المهم عندي هو أنت.
- إياك أن تتنازلي, تعلمين أنت جيدا عمك و أبنه , حتى لو تنازلتي , لن يدعونا وشئننا , لقد وضعونا في رأسهم , لهذا لن يدعونا حتى لو رضخنا لهم.
- ياسر هم يريدون ثروت أبي, فدعني أعطيهم , هم فقد همهم المال لا غير.
- أنهم يريدون المال و أنت, أتضنينني أحمقا, أعلم أن سعد يريدك.
- لا تكون مجنونا, سعد لا يحب سوى المال.
- أسمعي حبي, تبقى لي وقت قليل, لهذا دعينا من الكلام عن عمك و أبنه, أريدك أن تكلمين عنكم, كيف أحوالك أنت و أمك ؟
- ياسر..... ( العبرة قاطعتها )
- ليلى كفى أرجوك, لا تبكي....من اجلي كفى..
- ياسر أمي ... أمي تعبة جدا ....و أنا ........ أنا بحاجة لك ياسر...بحاجة لك , أريد أحدا أن يكون بجنبي في هذا الوقت..... أرجوك دعني أنهي الموضوع, دعني أتنازل عن ممتلكات و نرتاح.....
- ليلى .... حبي.... لا تستسلمي أنها مسألة وقت فقط ..., أنا سوف أخرج ...., في الأخير سوف أخرج من السجن ...و سوف نعيش معنا..
قاطعته بصراخها....
- متى يا ياسر , متى سوف تخرج ؟ أتظنهم سوف يعجزون عن تلفيق تهمة أخرى بك, أنه أمر سهل لديهم مثل شرب الماء......, ياسر أرجوك أنا لم أعد أحتمل.... سوف أتنازل.... و الذي يحصل يحصل , المهم أنك سوف تعود لي ..., هذا المهم لدي.
- لا ليلى , لا تفع.........
- ياسر... ياسر... ألو... ألو
قطب حاجبيه , و زمجر قائلا ....
- لماذا أغلقت الخط ؟
رفع يده ووجهها ناحية ياسر , و أشار إلى الساعة الموجودة في معصمه و هو يقول....
- أترى كم الساعة الآن, لقد انتهى وقتك, وكما ترى هناك الكثير لازالوا يريدون أن يستخدموا الهاتف.
لانت قسمات وجهه....
- سيد الشرطي أرجوك أريد أن أستخدم الهاتف لبضع دقائق لا غير, لن أطيل الكلام, فهناك مشكلة في البيت....
قاطعته ضحكته ....
- و هل سوف تحل المشكلة و أنت في السجن, كيف سوف يحصل هذا؟ ( عاد لموجة الضحك ) .... لقد أضحكتني و أنا لا أريد أن أضحك.... ( أخذ يدفع ياسر للمضي ) أذهب هيا أذهب....
ذهب بخطى متثاقلة, و هو في داخله يصرخ بأعلى صوته....
( لا تفعلي ذلك يا ليلى, لا تتنازلي)
كأنه يأمل أن يصلها صراخه .....
......................
- ماذا هناك يا سعد , ألا تعلم كم الساعة هنا , أنها متصف الليل.
كانت الفرحة جلية على نبرة صوته و هو يقول...
- اعذرني يا أبي, لكن الموضوع الذي أريد أن أكلمك لا يقبل التأجيل.
- وما هذا الموضوع الذي لا يقبل التأجيل؟
- أنها ليلى, لقد وافقت على التنازل عن ممتلكاتها.
طار عن جفنه النوم , فالفرح قد تملكه ....
- حقا بني.
- نعم أبي, لقد اتصلت بي منذ قليل, تخبرني بأنها مستعدة بأن تتنازل عن كل شيء.
- هذا رائع , ما الذي تنتظره , أذهب أليها حالا بالأوراق, هيا , و أخبرين عندما توقع , مفهوم.
- مفهوم يا أبي.
......................
- لماذا تنظرين أليه هكذا؟ أهناك شيء في وجهي؟
طأطأت رأسها , ومن ثم قالت بصوت خافت ....
- كلا.... كلا, أنا... أنا آسفة إذا أزعجتك.
وضع الشطيرة التي كانت بيده في الصحن....
وضع كوعيه على الطاولة , و بكلى يديه أسند رأسه....
رسم ابتسامة على شفاهه ...
- لما الاعتذار يا هديل ؟ كما أعلم أن الأصدقاء لا يكون بينهم اعتذار و لا شكر, يبدوا أنك قد نسيت بأننا أصبحنا أصدقاء...
- كلا .... لكن ....
- لكن ماذا هديل ؟ ... ومن ثم لماذا تطأطئين رأسك هكذا دائما , كأنك مرتكبة جريمة , هديل .... لا تخافي من شيء, و لا تخجلي من شيء, بوجود أنا لا تجعلي لهذين الشيئين مكان في حياتك.... هيا أرفعي رأسك ....
قام من مقعده , و أخذ يقترب منها ....
- هديل لماذا لازلت مطأطئة رأسك هكذا ؟ يبدو أنك اعتدت على أن أرفعه أنا...
مرر يده تحت ذقنها, و رفع رأسها... لتصطدم بعينيه ....
- يبدو أن مهمتي الجديدة هو أن أرفع رأسك, فكم سوف يكون أجري ؟
و ختم جملته بابتسامة ....
أخذ العجز ينتشر في جسدها كالمرض, لم تعد قادرة على الحراك و لا حتى على التفكير, فأمور كثيرة حدثت لها دفعة واحدة.... وهي ... وهي غير مستعدة .... غير مستعدة لها ...
يتبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــع


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-13, 11:01 AM   #12

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي


- بنيتي أصغي لزوجك, أنه محق بكلامه, عمك و أبنه لن يرحموك إذا تنازلت, الآن و أنت تملكين كل شيء لم يرحموك , كيف بعد أن تصبحي على الحديدة ؟
- أمي أنهم يريدون المال و الممتلكات فقط, ما حاجتهم بنا بعد أن يحصلوا عليهم؟
- أنا عايشتهم يا أبنتي , أنت لا تعرفينهم مثلي أنا , أنهم يكرهونا لأنا تحديناهم حين فسخت خطبتك بسعد و تزوجت ياسر رغما عنهم , ناهيك عن أحقادهم القديمة التي مع مرور الزمن تراكمت , فهم من وجهة نظرهم نحن لا ننتمي لهذه العائلة , و ليس لنا الحق في أن نرث منهم لأنني من جنسية أخرى .
- قلتيها باللسانك يا أمي, يعتقدون أن ليس لنا الحق في هذه الثروة , حسنا ها أنا ذا سوف أتنازل عن كل شيء, هذه الثروة هي الحبل الذي يربطني بهم , و بتخلصي منه سوف أقطع كل شيء يصلني بهم.
هزت رأسها بأسى , تبعتها قائلة ....
- لا أعتقد ذلك يا ليلى, أنهم يسعون لأكثر من ذلك, قلبي ليس مرتاح لهم, فهم يعيشون على الحقد و الكراهية و الثأر.
قوست حاجبيها إلى أعلى و هي تقول ...
- الثأر!!!!!! و لماذا الثأر؟ و ممن ؟
- هم يلوموني على عدم ترك أبيك لهم شيئا من الميراث, كأن أعمالهم لم يكن لها دخل في عدم ترك عصام لهم شيئا من أملاكه.
غطت وجهها بيديها, و من ثم أطلقت تنهيدة ...
وقالت بصوت ينذر بسيول قادمة من الدمع ...
- لا أعلم إذا كان الذي سوف أفعله صحيح أو لا يا أمي, لكن الشيء الوحيد الذي أنا متأكدة من فعله هو ياسر, يجب أن أخرجه من السجن, لقد ورطته في هذا الأمر, و هو ليس له ناقة و لا جمل فيه.
رفعت ذراعيها و هي تقول...
- تعالي يا حبيبتي , تعالي ....
رمت بجسدها الصغير بين أحضان أمها الجالسة على سريرها( الذي لم تفارقه في الفترة الأخيرة)
الدمع قد وجد طريقة إلى الخارج عيني ليلى الحزينتان ....
ضمتها إلى حضنها بكل ما أوتيت من قوه , لعلها تجد شيئا من الراحة و السكينة فيه ....
- بنيتي أعلم أن الأمر صعب , أعلم , و أنت في هذا السن الصغير واجهتي كل هذا , الأمر صعب ... صعب .., لكن أنا هنا يا صغيرة أنا معك..., و مهما كان قرارك فسوف أأيدك ...
................................................
- اجلس يا رجل, ذهابك و إيابك في أرجاء الغرفة لن يغير شيئا.
كل علامات القلق قد ارتسمت على قسمات وجهه...
- كيف اجلس يا علاء؟ .... لا أستطيع لا أستطيع, أرجو ألا تفعلها, إذا فعلتها سوف تصبح هي و أمها لقمة سائغة لهم .
بتعجب أعتلى محياه , و تجلى على نبرة صوته...

- ما هذا الكلام يا ياسر؟! و ماذا عنك أنت ؟ أنت سوف تكون بجانبهن , بعد أن تخرج , كما قالوا.
توقف عن الحركة , و فجأة ضحك بدون سابق إنذار...
أخذ علاء يرمقه بنظرة استغراب ...
و لم يستطع ألا أن يسأله...
- لماذا تضحك يا ياسر؟!!!
أخذت نوبة ضحكه تخف ...
- من كلامك , ههههههههه, أتظنهم سوف يخلون سبيلي, لا و ألف لا ( و أخذ يهز أصبعه, بإشارة معناه لا ) .. لن يتركوني , سوف يجعلوني أتعفن هنا , لأنهم يعلمون جيدا بأني لن أدعهم وشأنهم , سوف أشكل مصدر خطر عليهم.
- ما أدراك ؟ ربما أيضا يخلون سبيلك , فهذا وارد .
توجه إليه بخطى متثاقلة...
جلس بجواره ....
أتكئ برأسه على الجدار ذو اللون الرماد الباهت, و أخذ يحدق بالسقف الذي تجمعت فيه خيوط العناكب ...
- أخيه الذي هو من لحمه ودمه لم يرحمه, فكيف أنا الغريب, الذي تزوج بابنة أخيه رغما عنه و تحداه..., كيف سوف يتركني و شأني, كيف ؟
.....................................
صوت تحنحنه قطع عليها سلسلة أفكارها التي لا تنتهي....
أخيرا انتبهت لوجوده بجنبها, و عينيه اللتين تطاردانها...
رمقته بتلك النظرات الشاردة ...
- يبدو أنك لست هنا, أليس كذلك؟
ارتبكت و لم تجد كلمات تساعدها....
فكتفت بالصمت .... الذي أقترنا بها ....
- لا جواب, حسنا, أتعلمين هديل , ما رأيك أن نغير الجو , أقصد أن نخرج نتمشى , نتسلى , ما رأيك ؟ هذا أفضل من البقاء بين أربعة جدران.
أبعدت خصلة شعرها عن عينيها, رفعت رأسها لثانية, لمحة عينيه اللتين تحاصرانها, و اللتين لا تريدان أن تدعها وشأنها....
نثرت أنظارها بعيدا عن تلك العينين ....
وقالت بصوت بالكاد يسمع...
- أحمد.... هل ... هل ( ازدردت ريقها, و أكملت كلمها و هي تصارع في سبيل خرجها من حنجرتها)
هل .... يمكننا .... أن... أن نذهب إلى بيتكم..
- لماذا ؟ أرفقتي مملة لهذه الدرجة؟
أخذت تحني رأسها أكثر إلى أسفل ....
- كلا... لكن ...لكن ...
- لكن ماذا هديل؟..... ( أخذ نفسا عميقا, ومن ثم أخرج ما أدخله إلى رئتيه)....
كادت أن تمزق تنورتها بأظافرها , محاولة منها بأن تستمد القوة بإمساكها بها ...
- على العموم هذا أول طلب تطلبينه مني , لن أردك , سوف أذهب لأقوم بإجراءات الخروج.
لم تجرئ بأن ترفع رأسها , فهي تكاد تموت من الخجل....
حصلت على مساعدة منه ....
مرر أصبعه تحت ذقنها ...
رفع رأسها ...
لترى ابتسامة قد ارتسمت على شفاهه...
- لا داعي بأن تنزل رأسك , فأنت لم تفعلي شيئا خاطئا , فرفعي رأسك و لا تحرمني من رأيت هتين العينين العسليتان .
تشابكت عينيها بعينيه ...
فأخذت أنفاسها تهرب منها, و هي تصارع في السبيل اللحاق بها....
يجب أن تحرر نفسها...
هربت منهما ...
- حسنا , أنا ذاهب لأقوم بالإجراءات, أبدئي أنت بحزم الحقائب.
.................................................
- أتريد أن تشرب شيئا؟
ابتسم ....
- لا , فأنا لم أأتي لكي أشرب, أنا أتيت لهذا...
أخرج ورقتا من جيب بنطاله... و وضعها على الطاولة الواقعة أمامه...
أخرج قلما من جيب قميصه, و مده ناحيتها و بابتسامة لم تفارقه قال...
- تفضلي ليلي وقعي..
بقوت مصطنعة... تخفي ورائها خوف جارف ...
قالت...
- ووياسر...
- ماذا به ياسر؟!
- متى سوف يخرج من السجن؟
- قريبا, قريبا بمجرد أن توقعي على الورقة.
- لن أوقع حتى أراه خارج تلك القضبان.
اتسعت سعة ابتسامته ...
- ألا تصدقين يا ليلى؟
- من يصدق الثعلب .
أخذ يبحلق بها بضع ثواني...... ومن ثم أنفجر ضاحكا...
أخذت تحدق به بذهول ... و استغراب... فليس هناك شيء يستدعي الضحك...
توقف عن الضحك ... و ألقى عليها نظرة ...
هزت أوصالها .... و زادت من ارتباكها و خوفها .... وكادت تفقدها قناع القوة الذي تتسلح به....
- لقد تغيرت يا ليلى, في الماضي كنت سوف توقعين بدون تفكير, لكن الآن تساومين, و فوق ذلك تردين علي, لقد تغيرت كثيرا, لكن تعلمين تعجبني شخصيتك الجديدة , فهي أكثر قوه , و أكثر نضوجا و...و أكثر جمالا...
نظراته أخذت تزعجها ... و كلامه لا يريحها .... و يفجر بداخلها الشك ....
أخذت تستجمع قوتها المهتزة...
ازدرت ريقها ...
وقالت...
- هذا التغير بفضل ياسر .... زوجي... هو الذي علمني كيف أواجه العالم بدون خوف.
في داخله أنفجر بركان الغضب...
و أخذ يقول بسره ....
( من ذكر اسم هذا الكريه ؟ .... دائما يقف في طريقي.... دائما.... كم أكرهك ... كم أكرهك يا ياسر)
- سعد أنا لن أوقع حتى يخرج ياسر, هذا الكلام الأخير مني, لهذا الأفضل أن يخرج بأسرع وقت ممكن, حتى تحصل على الثروة بسرعة.
- و إذا لم يخرج, ماذا سوف تفعلين؟
سؤال لم تتوقعه....
- لن أوقع , و لن تحصلوا على ثروت أبي.
ابتسم ابتسامة صفراء...
ومن ثم قال...
- سوف نرى يا ليلى, سوف نرى.
أخذ الورقة التي على الطاولة , ثناها , و أعادها إلى جيبه...
- حسنا, أضن أن كلمنا قد انتهى لليوم, لكن له بقية...
تصرفاته .... نظراته .... كلامه ... يربكها ....
ما أن خرج , و أغلق الباب , حتى انهارت ...
فسقط قناع القوة الذي تخفي ورائه خوفها ... و قلقها ....
..............................
بفرحة انعكست على وجهها, قالت....
- أهلا بكم يا أولاد, كم أنا سعيدة بمجيئكم...
- أهلا بك أمي ..
قالت باستحياء...
- أهلا بك أم أحمد ...
- أهلا بك يا عروس.... ( و أخذتها بالأحضان )
- السلام عليكم يا عرسان...
أقبل و في محياه البسمة ...
- و عليكم السلام أبي.
- و عليكم السلام أبو أحمد .
- تفضلوا ... تفضلوا ... لما واقفون عند الباب.
و أخذ يشير لهم بدخول...
- سوف أنادي الخادمة, لك تساعدك في حمل الحقائب.
- لا داعي يا أمي, فهي حقائب صغيرة, يمكنني أن أحملها.., أمي هل الغرفة جاهزة؟
- بتأكيد بني.
- حسنا , هيا بنا هديل , سوف أريك غرفتك التي سوف تعيشين فيها.
هزت رأسها بحركة معناها نعم ...
- ألا تريدان أن تجلسان معنا قليلا ؟ فقد جهزت أمك بعض المعجنات لكم ..
- فيما بعد أبي , الآن سوف نذهب إلى الغرفة , لكي نضع أغراضنا , و أيضا لأري هديل الغرفة.
- على راحتكم إذا.
- عن إذنكما أبي ... أمي.
رد كلاهما...
- إذنك معك بني..
- عن إذنكما..
قال كلهما ...
- إذنك معك هديل..
فشرع أحمد و هديل في المضي إلى غرفتها ...
تاركان أبو أحمد و أم أحمد في حيرة و استغراب...
- ما الذي جرى لهما, لماذا عادا بهذه السرعة, ألم يقل أحمد أنهما سوف يقضيان ثلاثة أيام في الفندق؟!
- علمي علمك يا أبو أحمد , منذ أربع ساعات أتصل بي أحمد و قال أنهما قادما, و لم يعطني مجالا لأسأله عن سبب عودتهما بهذه السرعة .
- أتضنين أن هناك مشكلة بينهما ؟
- لا, مستحيل, فهم لم يقضوا سوى لليلة واحدة معا.
- لا أعلم , قلب ليس مرتاحا , و من ثم هديل هل رأيتها , لم تبعد عينيها عن الأرض .
- لا تضخم الأمر, ربما كانت تشعر بالخجل, هذا أمر طبيعي في حالتها, فهي عروس جديدة , و لأول مرة تطأ قدمها بيتنا بصفتها عروس.
- أرجو أن يكون كلامك صحيحا.
..............................
في غرفة كان صوتها هو الصمت, و لونها هو الظلام....
وجدت عينان ساهرتان لهما مكان فيها ....
كنتا مصوبتان ناحية شخص مستلقي على كنبة , لا يحس بهذين العينين التين حصرتاه , لأنه كان يغط في نوم عميق....
تساؤلات تردد صداها في عقلها ....
- ما الذي غير حالك من حال إلى حال؟ ما الذي جد و جعلك تتغير؟ فالبارحة كنت بالكاد تنظر إليه, و لم تنبس بأي كلمة, ووجهك... و وجهك كان متجهما, و ذهبت لتنام بمجرد ما دخلنا الغرفة.... لقد خلت بأنك لم تعد راغبا بهذا الزواج...
لكن اليوم .... اليوم عينيك لم تعتقاني, و لسانك لم يتوقف عن الحركة, ووجهك لم تفارقه الابتسامة....
ما الذي جد يا أحمد بين البارحة و اليوم , و قلب حالك ؟؟ ما الذي جرى؟
قطع سلسلة أفكارها و أسئلتها التي لا تنتهي, صوته و هو يصرخ قائلا...
- لا ...... لا تفعل ... أتركني... أتركني .... أنها لي ... لي فتركني .... لن أسمح لك بأن تأخذها مني...
تملكها الخوف ....
قامة من السرير و أخذ تقترب منه ببطء...
وجدته لازال نائما ...
كان يمسك بعنقه بكلى يديه ....
رفعت يدها, و أخذت تقربها منه... و في نيتها إيقاظه...
- لن أسمح لك بأن تأخذ هديل مني..
شلت يدها, و بقت معلقة بين السماء و الأرض....
فتحت عينيها أوسع ما يكون...
تسمرت في مكانها .......
فالذهول سيطر عليها......
- لا ......... لا... ( صرخة خرجت من حنجرته, هزت الغرفة بمن فيها, ألا هي, ضلت على حالها)...
أخيرا تحرر من ذلك الكابوس ...
أخذ يلتقط أنفاسه ...
كان الظمأ قد وجد طريقه أليه ... ألتفة ناحية الطاولة المجاورة للكنبة , لكي يتناول كأس الماء...
لكنه صدم بها .... و جدها متسمرة في مكانها ....
اتسعت حدقة عينيه ...
أخذ لسانه يتحرك بدون أن يحس به ....
- هديل!!! .... ماذا ....ماذا تفعلين هنا ؟!
- ماذا ؟ ... ماذا قلت ؟
- هديل؟ ما الذي تفعلينه هنا ؟ ....
كانت لا تزال تعيش جو الصدمة... لهذا خرجت من فمها كلمات مشتتة متناثرة....
- لقد .... لقد ... كنت في السرير. ... جئت أليك لأوقظك... لأوقظك ...لأنه كنت .... أنا .... أنت كنت ...أنت تصرخ ... ... بكلام .... تصرخ.... كنت نائما .... تحلم...
تسلل إلى قلبه الخوف...
- ماذا ؟؟ ... هل سمعتي الذي قلته ؟؟
هزت رأسها بالإيجاب...
أخذ الخوف يعتصر قلبه ...
- ما الذي كنت أقوله ؟
- أخذت تصرخ قائلا ... لا ... لا ....و من ثم قلت لن أسمح لك بأخذها ... لن أسمح لك بأخذها .... لن أسمح لك بأخذ هديل مني...
وجهة أنظارها التائهة ناحيته ... لترصد ردت فعله ....
- هل قلت شيئا آخر غير ذلك ؟
- كلا ..., أحمد من الذي لن تسمح له بأن يأخذني منك ؟
أخفى وجهه وراء يديه ...
- يا الله ....
- أحمد , ما الذي جرى لك ؟
أبعد يديه عن وجهه...
رفع رأسه ناحيتها ...
- أنه مجرد كابوس , فلا تعيري الأمر أهمية ...
بتردد أخذت تسأله ...
- أحمد ..., ما .... بماذا .... بماذا كنت تحلم ؟
هز رأسه ...و أردف قائلا ....
- لا شيء مهم .... قلت لك لا تعيري الأمر اهتماما, و ذهبي لتنامي, فغدا سوف يكون يوما حافلا.
- أحمد ...
قاطعها قائلا و الضيق له عنوان ....
- هديل أرجوك كفى حديثا عن هذا الكابوس, أنه مجرد كابوس...., الجميع يحلمون أحلاما مزعجة , وأنا لست أول و لا آخر إنسان يحدث له هذا الأمر.., لهذا أرجوك اذهبي و نامي , و أنا كذلك سوف أنام , فأنا مرهق ...
- حسنا ...
ذهبت إلى فراشها...
استلقت عليه و أغمضة عينيها ...
لكن عقلها أبا أن يتوقف عن طرح المزيد من الأسئلة....
التي للأسف لم تجد لها أجوبة....
تريحها ...
و تشبع جوعها...
في حين أن أحمد لم يكن أحسن حالا منها , فقد أخذ الخوف ينهش به , و يصور له الأسوأ...
بأن هديل ربما سمعة ما كان يخشى أن تسمعه....
- ( مستحيل , غير معقول, إذا كانت سمعة , لما كانت ............ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , كله بسببك يا عمار, أعتقني ... أعتقني أرجوك .... ).
يتبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــع


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-13, 11:02 AM   #13

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي


أشرقت شمس الصباح , لتعلن بداية يوم جديد....
و هذا اليوم قد يخفي في ثناياه الفرح لبعض الناس أو الحزن للبعض الآخر....
- ماذا بكما لا تأكلان, أهناك خطب ما في الطعام؟!
- كلا يا أم أحمد , الطعام لذيذ.
- إذا هديل لما لا تأكلي ؟ فأنت لم تتناولي ألا سوى لقمة واحدة, أأنت خجلة منا , حبيبتي نحن أصبحنا أهلا , و سوف تجمعنا هذه المائدة أن شاء الله لسنوات. ( و رسمت ابتسامة عريضة )
ردت عليها بابتسامة...
و أخذت تتناول الطعام مجبرة, فشهيتها ليست مفتوحة هذا الصباح....
و السبب في ذلك هو تفكيرها المستمر بليلة البارحة, ناهك عن الأمور الجديدة التي دخلت حياتها دفعة واحدة, و التي كانت غير مهيأة لها مسبقا...
- و أنت أحمد ماذا بك أنت الآخر؟ لا أضنك خجلا , فالبيت بيتك.
- كلا أمي, أنا لست خجلا, لكن شهيتي ليست معي اليوم, لهذا عن إذنكم, سوف اذهب لأتمشى قليلا في الحديقة.
قام من مقعده ...
وتوجه إلى الباب الرئيس ...
و الأعين المستغربة من تصرفه تلحقه....
أبو أحمد: ماذا به هذا ؟
أم أحمد: لا أعلم.
وجه أبو أحمد بصرة ناحية هديل, التي كانت منكسة رأسها, و تقطع رغيف الخبز إلى قطع صغيرة...
ثم قال مستفسرا:
هديل هل حدث بينكما خطب ما؟
وضعت رغيف الخبز على الطبق, و هزت رأسها بنفي , و هي لازالت على حالها ...
من ثم قامت هي الأخرى ...
قالت:
لقد شبعت , سوف أذهب لغرفة .
لم تجرئ على رفع رأسها , حتى لا يروا انهيارها , و توجهت ناحية غرفتها ....
- أأكد لك يا أم أحمد أن هناك شيء جرى لهما.
...................................
بترقب ممزوج بالخوف و القلق ....
- الحمد لله, أخيرا رفعت سماعة الهاتف, أين كنت منذ فترة أتصل بك يا ليلى و لم يرد عليه أحد, لقد بدأت أتصور أن مكروها أصابك.
- ألو ليلى أأنت معي على الخط , أهذه أنت أم منى ؟ ألو من معي ...
أخيرا جاءه رد من الطرف الآخر من الخط....
- ياسر......
تهلل وجهه بالفرح ...
- نعم حبي.
- لقد ..... لقد ( و أجهشت بالبكاء )
زال الفرح من محياه ...
ليحل محله القلق ...
- ليلى لما تبكي, هل هذا بسبب عمك و ...
بترت جملته صرختها ....
- أمي ماتت ..... ماتت .....( و عادت لتسكب المزيد من الدموع الحارة )
وقف لدقيقة, لم يقوى على أن يفعل أي ردت فعل, يريد أن يستوعب الذي سمعه منذ قليل....
نحابها الذي كان يسمعه على السماعة......
أيقضه ...
- ليلى...... متى ... متى حدث هذا ؟
- صباح اليوم , لقد .... لقد قدمت لها الإفطار , كانت ...كانت تبتسم لي.... لم تكون تشكو من شيء...... بدت بخير... لقد خرجت من غرفتها لأحضر الحليب , و عدت لأجدها ...... لأجدها ........( لم تعد قادرة على الكلام ......... لم تعد قادرة على فعل أي شيء ....... سوى أن تبكي ........تبكي)
- يالله ...... حبيبتي أرجوك أهدئ....... ليتن بجانبك الآن ..... ليلى..... حبي ...
صوت بكائها الذي يصل إلى مسامعه , قطع فآده ....
و جعله يشعر بالعجز, فها هي أحب شخص إلى قلبه في أمس الحاجة أليه, وهو لا يستطيع أن يساعداها... لا يستطيع أن يقف بجانبها .......
أحتقر نفسه في هذه اللحظة .....
................................
- ماذا هناك يا أبي؟ أمي قالت أنك تريدني.
- نعم أريدك , أجلس أولا .
أغلق الباب ورائه, خطى بضع خطوات و من ثم جلس على كرسي مواجها لأبيه....
- ماذا هناك يا أبي؟
- أحمد ..... أهناك شيء جرى بينك و بين هديل؟
أخذ نفسا عميقا , تبعه بزفرة ...
- كلا أبي, نجن بخير.
- غريب, كيف لا أحس بأنك بخير, أحمد لا تكذب علي , ما خطبكما أنتم الاثنين؟
- أبي قلت لك لا توجد مشكلة بيني و بين هديل, نحن في أفضل حال.
- أحمد ألذي يحدث الآن له صلة برفضك لزواج ؟
أخذ يحدق بأبيه لبضع ثواني....
قام من الكرسي ...
- قلت لك أبي نحن بخير, فلا داعي للخوف, عن إذنك أبي, يجب أن اذهب لأجهز نفسي للوليمة.
و شرع بالمشي ناحية الباب, أمسك بالمقبض, و قبل أن يحركه ..... جاءه صوته قائلا ...
- أتعلم أحمد , أنا لا أصدقك , هناك خطب بكما , و لربما كان سببه هو نفس السبب الذي جعلك تريد عدم أتمام زواج بهديل .
قال و هو معطيا ظهره لأبيه ...
- حسنا, كما يحلوا لك أن تصور الأمور صورها, لكن نحن بخير, و في أحسن الأحوال.
و فتح الباب و خرج من الغرفة ....
- يالك من ولد , إلى متى سوف تضل هكذا , متى سوف تتغير؟
وهز رأسه بأسى ...
................................
قالت و هي تتفحص أرجاء الغرفة ...
- يا لهى من غرفة, أنها رائعة يا هديل.
- نعم , أنها رائعة .
- أخيرا توقفت عن تفقد المكان ....
ووجهت عينيها ناحية هديل , الجالسة على السرير , و ملامح الحزن قد ارتسمت على وجهها ....
- ماذا بك يا هديل؟ تبدين حزينة .
كأن كلمات خلود كانت الشرارة التي فجرة دموعها المحبوسة في مقلتيها....
توجهت ناحيتها ...
جلست بجوارها ...
و طوقتها بأحضانها ...
- أووووووه عزيزتي , ما الذي جرى لك ؟
قالت بصوت كله حرقة و مرارة ... تخلله دموع منسابة ....
- لا أريد أن أعيش هنا ....... لا أريد أن أستمر....... لا أستطيع فعل ذلك
آلم خلود صوت هديل الحزين .....
- هديل ..... هل جرى بينك و بين أحمد شيء أزعجك ؟
- ك....ك.. كلا ...
قوست حاجبيها إلى أعلى ...
حررتها من حضنها ...
وجهتها بعينيها ....
وقالت :
- إذا لماذا لا تريدين الاستمرار؟!
قالت و هي تشهق من شدة البكاء...
- أنا.... أنا لست مستعدة لهذه الخطوة ..... خلت أنني مستعدة .... لكن ..........لكن أنا لست مستعدة .... لست مستعدة ....... أن أخطو هذه الخطوة.... و أنا لازلت ..... لازلت أحب عمار.... أنا لا أستطيع أن أعيش مع شخص....و قلبي يملكه شخص آخر.... لا أستطيع ... لا أستطيع... ( و ألقت بنفسها بين أحضان خلود, التي استجابت لها و أحاطتها بكلى يديها )
- هديل.... حبيبتي أنت لم تعطي هذا الزواج فرصة, ها هو ثاني يوم وها أنت ذا تستسلمين بدون مقاومة, يجب أن تعطي هذا الزواج فرصة, يجب...
- لا أستطيع .... هذا كثير علي , كثير.
- هديل حبيبتي أنها مسألة سنة واحدة فقط, سنه واحدة, فعشيها بأكملها, و انظري إذا كنت قادرة على الاستمرار أو لا, الآن لا تستطيعين أن تحكمي على الشيء بنهاية قبل أن تعيشيه فترة أطول, أنت الآن خائفة.... فهناك أمور كثيرة حدثت لك في الآونة الأخيرة , كطلاقك من عمار و ...و زواجك بأحمد ...
هذه أمور لم تتهيئي لها جيدا, لكن مع الوقت سوف تعتادين عليها , و وتتقبليها , لهذا عزيزتي أعطي هذا الزواج فرصة , أعطي أحمد فرصة فهو يحبك , و بتأكيد سوف يسعا لكي يسعدك . ... أنها فقط سنه واحدة, فأكمليها.... فأنا متأكدة بأن قرارك الذي سوف تتخذينه بعد مرور هذه السنة سوف يكون قرارا صائبا.
...........................................
بابتسامة واسعة قال:
- من الذي أخذ عقلك ؟ بتأكيد هديل, لهذا أنت لست معنا.
- أم ماذا قلت يا ماهر ؟
أنفجر ماهر ضاحك ...
- لم أقل شيئا يا صاحبي, لم أقل شيئا.
- حقا أنك رائق يا ماهر , أنا لست في مزاج لسخافاتك.
- ماذا بك يا أحمد , أهذا مزاج شخص متزوج حديثا, أبهذه السرعة تشاجرتم؟
قطب أحمد حاجبيه و نفجر على ماهر ...
- لما الجميع يضن أن هناك مشكلة بين و بين هديل, لما ؟
ماهر المندهش من ردت فعل أحمد قال...
- هون عليك يا أحمد, أنا كنت أمزح فقط.
أبو أحمد :
- ماذا جرى يا أولاد؟ أهناك مشكلة .
ألتفت ماهر ناحية أبو أحمد ...
و قال لينقض صاحبه :
- لا, لا يوجد شيء يا أبو أحمد, أنا فقط كنت أمزح مع أحمد, لكنه يبدو أنه لم يتقبل مزاحي بسعة صدر.
أبو أحمد:
حسنا إذا.
و عاد ليتبادل أطراف الحديث مع أبو عمار.
ألتفت ماهر ناحية أحمد الذي كان قد وضع رأسه على كفه....
فقال ...
- أحمد ماذا بك ؟
تأفف أحمد ...
رفع رأسه ...
ومن ثم قال:
- لا شيء, أنا...
ورن هاتفه النقال , ليبتر جملته....
أدخل يده إلى جيبه, أظهر هاتفه, ومن ثم أخذ يتعين الرقم...
قوس حاجبيه إلى أعلى ....
ماهر:
من المتصل يا أحمد؟
- لا علم , فهذا الرقم غريب عليه.
ضغط زر الاستقبال...
- ألو ....
المتصل ...
- ألو أحمد... كيف حالك؟
فتح عينيه أوسع ما يكون ....
- هذا أنت ...
يتبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــع


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-13, 11:05 AM   #14

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي


في أحد زوايا تلك الزنزانة الباردة, كان ياسر المهموم و صاحبة علاء جالسين .....
ياسر:
- شكرا لك يا علاء لأنك أعطيتني دورك في استخدام الهاتف.
- لا شكر على واجب يا صاحبي, المهم هل قبل أخاك بالقدوم لرأيتك؟
خرجت من فمه تنهيده ...
تلها قائلا...
- حاول أن يتملص من الزيارة, لكني أصررت عليه بالقدوم.
- إذا سوف يأتي؟
- نعم.
- أتضن أنه سوف يقبل بطلبك ؟
- يجب أن يقبل به, فمن المستحيل أن أجعل ليلى وحيدة في هذا الوقت.....( كان يصارع في سبيل عدم خروجهن من مقلتيه ) ..... ليت بمقدوري أن أكون بجانبها الآن ..... ليت بقدوري.
وضع علاء يده على كتف صاحبه ....
فهو لا يقوى على فعل شيء سوى مواساته....
و التخفيف من آلامه ...
.........................................
( عمار ها أن ذا أكتب لك من بيتي الجديد , آآآآآآآآه يا عمار كم هو صعب الذي فعلته , كم كنت حمقا عندما ضننت أني قادرة على فعل هذا , أنا لا أستطيع أن أعيش مع رجل غيرك .......ماذا أفعل يا عمار ؟ أأكمل هذا الزواج حتى ينقضي هذا العام ؟ أم أنهيه الآن و أريح نفسي و أريح أحمد من هذا العذاب الذي نعيشه ؟ فهو يعلم أنك أنت الشخص الوحيد الذي يعيش في قلبي...... يا الله كم القرار صعب .... أين أنت الآن ؟ ليتك بجانبي لتساعدني في اتخاذ هذا القرار..... ( ضحكت في سرها ) إذا كنت أنت معي الآن لما اضطررت لآن أعيش هذا الموقف..... لكنا الآن في غرفتنا ....... نضحك و نمرح........ لا يكدر صفونا شيء ....... ( أنسلت دمعة من عينها ) .......( رمت بالقلم جانبا, فهي لم تعود تقوى على خط المزيد من آلامها )....( أخفت وجهها بكلى يديها, و أطلقت العنان لدموعها ).......
دخل في هذه اللحظة أحمد .......
وجدها جالسة على الكنبة, و كتيب صغير قابع أمامها على الطاولة....
لاحظت دخوله ...
فحاولت أن تتدارك الموقف ...
وتمسح دموعها من الوجود بكلى يديها .....
أحمد :
- مساء الخير هديل, أخيرا قد رأيتك... فاليوم كان حافلا .. ( وخط ابتسامة على شفاهه )
جاهدت في سبيل أن يكون صوتها طبيعي و هي تقول...
- نعم.
زالت تلك الابتسامة ...
أخذ يقترب منها ....
- هديل لماذا تشيحي بوجهك عني؟
- لا لشيء.
- أأنت بخير؟
- نعم في أفضل حال, فقط تعبت قليلا بسبب الوليمة.
- أهذا هو السبب ؟
- نعم , هذا هو السبب.
جلس بجوارها على الكنبة ....
- أكنت تكتبين شيئا ؟
- نعم .
- ما هو ؟
- ليس بالأمر المهم , أنها مجرد تفاهات .
و أمسكت بالكتيب و توجهت لدولابها, ووضعته في أحد الأدراج, و أقفلت عليه....
كل هذا كان يحصل تحت ناظري أحمد المتعجب من تصرفها ...
أحمد:
- واضح أنها مجرد تفاهات .
وقفت بضع ثواني أمام الدولاب, و هي معطية ظهرها لأحمد...
المترقب لرد منها ....
جاءه الرد أخيرا...
هديل:
- تصبح على خير.
واندفعت ناحية السرير, و ألقت بجسدها عليه, و من ثم غط نفسها بالغطاء....
لم يبدر منه أي تصرف ...
اكتفى بنظر أليها....
.....................
دوى صوت نداء الصلاة في أرجاء الغرفة ........
الله أكبر........ الله أكبر.....
استيقظت لكي تلبي هذا النداء.....
لكنها فوجئت به .....
جالسا في نفس المكان ......
يحيطها بأنظاره .....
- صباح الخير هديل.
- صباح..... النور... ألم .... ألم تنم لليلة البارحة؟
ابتسم ...
- نعم, فلم استطع أن أنم لليلة البارحة.
قوست حاجبيها إلى أعلى ...
- لما ؟!
زاد من سعت ابتسامته ......
- كنت أفكر بالسبب الذي جعلك تبكي لليلة البارحة.
صدمها الذي سمعته ....
فكتفت بصمت ...
- يجب أن أذهب للمسجد لأداء الصلاة, عن إذنك.
لم تلحظ خروجه إلا بعد بضع دقائق .....
......................
- ها ماذا تريد يا ياسر مني , و ما هذا الموضوع المهم , مسألة الحياة و الموت الذي تكلمت عنه ؟
- في البدء الناس تلقي السلام .
تأفف أحمد ...
ومن ثم قال:
السلام عليكم .
- و عليكم السلام يا أخي , كيف حالك ؟
- لا أضنك دعوتني لأجل أن تسألني عن حالي؟
- ماذا بك يا أحمد ؟
قطب حاجبيه , و أخذ يصرخ قائلا ...
- ماذا بي ؟ سوف أقول لك ماذا بي , أنت تؤخرني عن أعمالي.
- حسنا , حسنا يا أحمد , أهدأ لا داعي لصراخ.
- ادخل في الموضوع يا ياسر.
- في البدء ألف مبروك على الزواج , حقا أنني فرحة لك .
تأفف ...
ومن ثم قال...
- شكرا لك , هيا قل ماذا عندك ؟
- حسنا ...... حسنا الموضوع هو يخص ..... يخص.......( ازدرد ريقه ) أنه يخص ......... يخص...
بنفاذ صبر قال .....
- يخص من يا ياسر؟
- يخص زوجتي . ( قالها دفعة واحدة )
ومن ثم ازدرد ريقه ...
كان مرتبكا ...
و يتوقع ردت فعل قوية من أخيه......
فأخذ يترصد ردت فعل أحمد ....
أحمد الغير مستوعب للذي سمعه من أخيه...
قال:
- ماذا قلت ؟ أأنت تمزح مع , جعلتني أقود كل تلك المسافة , و ...و أأخر أشغالي... لكي تمزح معي يا ياسر؟
- أنا لا أمزح يا أحمد, أنا متزوج منذ سنة تقريبا بسر.
قال بأعلى طبقة من صوته ...
- ماذا ؟ متزوج ...كيف ؟ ومتى جرى هذا ؟!
- سوف أفهمك كل شيء فقط أنت اهدأ قليلا و أصغي لي جيدا , أنا متزوج من ليلى أبنت رئيس في الشركة, منذ عام تقريبا.
- و لماذا لم تخبرنا بهذا الأمر؟ !
- لأنه..... لأنه أبي لم يقبل بأن يزوجني بها, لأنها كانت مخطوبتا لأبن عمها حينها , وأيضا لأن أمها من جنسية أخر .
أخذ أحمد يضحك ....
في حين أن ياسر أخذ يحدق به باستغراب....
- لماذا تضحك يا أحمد ؟!!
- يبدو أن ابن أبي المثالي, قد أخطأ.
- تتشمت بي, أفعل لا يهمن, المهم الآن ليلى.
توقف عن الضحك ...
عاد إلى ملامح الجدية...
- وما دخلي أنا بهذا الموضوع؟
- أحمد أخي .... أريدك أن تقف بجانبها فهي قد فقدت أمها بالأمس....... أنها منهارة .... وحيدة ليس معها أحد يواسيها .... لهذا أرجوك .... أرجوك أن تذهب أليها و تكون بجانبها .
صرخ بأعلى صوته قائلا..
- ماذا ؟ لا مستحيل ... مستحيل, أنا لن أورط نفسي بمشاكلك.
ياسر برجاء...
- أحمد أرجوك نفذ لي هذا الطلب.... أنا في حياتي لم أطلب منك شيئا .......
وقف ومن ثم أخذ يقول...
- لا و ألف لا, أنا لست مستعدا لأورط نفسي بمشاكلك, فالذي عندي يكفيني, فأبي إذا علم بأن لي صلت بهذا الأمر, فسوف يقيم الدنيا عليه و يقعدها.
- أحمد أرجوك .... ليلى ما ذنبها .... أنها فتاة مسكينة بحاجة لأحد بأن يكون بجانبها ....فأرجوك أنسى خلافاتنا و ساعدني.
- كلا ...
( و اندفع ناحية الباب, و أخذ ينادي على الحارس)
وقف ياسر من مقعده و أخذ يحاول أن يقنع أخيه....
- أحمد أنا دائما كنت أساعدك بدون أن أطلب منك أي شيء....لم أتأخر ولا مرة في تلبية طلبك للمساعدة .... فأرجوك قف بجانبي كما كنت أقف بجانبك.
ألتفت ناحية ياسر...
كان مقطبا حاجبيه ....
و عيناه تنذر بالشر....
ومن ثم أخرج الغل الذي في صدره ...
- أتعلم لماذا كنت تساعدني؟ لأنك كنت تريد بأن تظهر بمظهر البطل أمام والدي , بأنك الولد المثالي , العاقل ... في حين أنني أنا الابن العاق, الذي لا يأتي إلا بالمشاكل و المصائب لعائلته..

وقف ياسر مذهولا مما سمع ....
و أخذ يقول في سره ...
- ( كل هذا الكره كنت تحمله في صدرك يا أحمد علي !!)
خرج أحمد من الغرفة و هو في أوج غضبه......
................................
- ( ماذا بها تحدق بي هكذا ؟! ليس من عادتها فعل هذا )
- هديل هل هناك خطب ما بي؟
بارتباك قالت ...
- ماذا ؟ كلا .
- إذا لماذا تحدقين بي هكذا؟
ابتلعت ريقها ...
أخذت تستجمع قواها .....
أحمد المستغرب مما يرى قال...
- ماذا بك يا هديل؟
أدخلت ما تستطيع من الهواء إلى رئتيها , و من ثم أخرجته مصحوبا بكلماتها ...
- أريد أن .......أن أذهب .....إلى العمل في الغد....إذا أمكن.
قام من الكنبة بسرعة...
زمجر قائلا ....
- ماذا ... ماذا قلتي يا هديل... تذهبي إلى العمل في الغد... لماذا ها ؟ أنسيتي أنك متزوجة منذ بضعة أيام , ماذا سوف يقول الناس , ماذا سوف يقول والدي.... أنهم يشكون بأن بيننا مشكلة .... ماذا سوف يقولون الآن .... ( أخذ نفسا ومن ثم أخرجه , مشى إلى ناحيتها ,حيث كانت جالسة على السرير, جثا على ركبتيه أمامها مباشرة , أمسك بكلى يديها , وأكمل قائلا بنبرة صوت أقل حدت ) هديل أأنا ممل لهذه الدرجة, أرفقتي تزعجك لهذه الدرجة ؟ قل لي ..
كانت عينيها مفتوحتان على مصراعيهما.... فردت فعله هذه لم تكن تتوقعها ....
ردت فعله هذه ألجمت لسانها....
لم يجد ردا منها ........
فحرر أحد يديها ....
ووضع يده على خدها ....
وقال:
- هديل هل أنا إنسان لا أطاق ؟ أجبيني أرجوك.
هزت رأسها بنفي....
ترك يدها و خدها و شأنهما ....
حنا رأسه ناحية الأسفل ....
طوق رأسه بيديه ....
أخذت هديل المصدومة تحدق به بذهول و عدم تصديق .......
و الخوف يحيط بقلبها ....
ضل على هذه الحال بضع ثواني....
ثم ثار البركان من جديد....
- إذا لماذا تريدين أن تعودي إلى العمل, لماذا ؟ لماذا لا تحاولي يا هديل, تحاولي أن تتأقلمي مع حياتك الجديدة ؟ لماذا تريدي أن تهربي مني و تعود لذكرى عمار , لمـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــاذا , لمـــــــــــــــــــــاذ ا؟
تسارعت نبضات قلبها في تلك اللحظة ....
و أخذت الرعشة تنتشر في أجزاء جسدها ......
يا لهو من شعور, لم تشعر به من قبل.... أنه الشعور بالخوف لدرجة الموت....
صرخ قائلا ....
- سحقا ...
و ندفع ناحية الباب...
و أغلق الباب بكل ما أوتي من قوة ...
يتبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــع


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-13, 11:07 AM   #15

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي


كانت خصلات شعره الطولية ذات اللون الأسود الداكن تتراقص على أنغام نسمات الهواء العليل...
في حين أن سهام عينيه موجهة إلى البحر الثائر ....
كأن البحر يمثل حاله الآن .....
فعواصف و أمواج تضرب بداخله .......
- أحمد لقد مرة نصف ساعة و أنت لم تقول شيئا, أاتصلت بي لكي أسمع صمتك, إذا لم يكن عندك شيء تقوله لي فسوف أذهب لأكمل نومي.
لم تبدر منه أي حركه, ضل على حاله ....
إذا الايجابة هي لا ...
هز ماهر رأسه بأسى...
قام من على الرمال..
ومن ثم قال:
- إذا أنا ذاهب, تصبح على خير.
- أنها لا تريد أن تحاول.
- ماذا قلت يا أحمد؟
ألتفت إلى صاحبه و دمع قد أنسل من عينيه...
- هديل لا تريد أن تحاول.....أن تحاول أن تنجح زواجنا.
صدمه رؤية صاحبه في هذه الحال....
لم يره في حياته بهذه الحال....
منهارا...
- أحمد ...
قاطعه بصوت باكي...
- لا أعلم ماذا أفعل , فتفكيري مشوش تماما هذه الأيام.
- أحمد أمهلها بعض الوقت فهي لازالت لم تعداد الوضع الجديد بعد, فقط تحتاج لبعض الوقت, وأنا متأكد أنها سوف.....
بتر جملته من جديد , لكن هذه المرة بصوت حاد , بصوت غاضب....
- و أنا لما لا تفكرون بي أنا , لما الجميع يضن أنها هي الوحيدة التي تعاني, ماذا عني, ها ؟ ألم تفكروا بي , ألم تفكروا كم أنا أتألم و أنا أعيش مع امرأة لا تحبني, امرأة لا تطيق البقاء معي في غرفة واحدة , دائما تتحجج بأمور تافهة حتى فقط لا نكون في مكان واحد, و حتى عندما نكون معا , لا ترفع رأسها عن الأرض و لا تنبس بأي كلمة , و الآن تريد أن تعود للعمل, هذه خطتها الجديدة للهرب مني, و الله وحده أعلم ما الخطة القادمة , أنا حقا أتألم يا ماهر , أحس بخناجر تغرس في قلبي كل يوم ....كل يوم
( و أخذ يضرب بيده على صدره )
أخذ نفسا عميقا و من ثم أخرجه من صدره....
توجه إلى ناحية أحمد و الحزن على حال صاحبه يرافقه ....
أمسك بيد أحمد مانعن لها من الاستمرار في الضرب...
ماهر:
- أنت محق, لقد ركزنا على هديل و نسينا كم هو صعب الذي تمر به , فليس من السهل العيش مع شخص لا يبادلك الحب و يحب شخصا غيرك, لكن لا تنسى يا أحمد أنك تزوجتها و أنت تعلم أن قلبها لغيرك .
- نعم , كنت أعلم بذلك , لكني كنت أضن أنها سوف تساعدني على أن أنسيها ذلك الشخص, لكنها لم تبذل مجهودا, لم تحاول أن تخرج من قوقعتها ...... ماهر أنا أحبها حبا جما , حقا أحبها و لا أستطيع أن أعيش بدونها , لا أستطيع .... ماذا أفعل ....ما أفعل لكي أمتلك قلبها ماذا ؟ أجبني يا ماهر أجبني...
تنهد ماهر الذي كساه الحزن على صاحبه ....
- لا أعلم يا صاحبي ماذا أقول لك, لا أعلم ....
مسحت من الحزن و اليأس قد أعتلة محياه...
- يالله أسوف أضل أعيش هكذا ...
- لست مجبرا على الاستمرار معها, يمكنك أن تطلقها, فمن كلامك هي غير مستعدة لكي تكمل العيش معك كزوج و أنت لا تستطيع العيش معها و هي تعشق غيرك, و أنا متأكد أن الجميع سوف يتفهم موقف و لن يغضبوا عليك.
سحب يده من قبض يد ماهر....
حرك قدماه ناحية البحر, أخذ يتقدم ناحيته, حتى لامست قدماه العاريتان بقايا موجة....
- إذا كان هذا كلامك, فأنت للأسف لا تعلم مقدار حبي لهديل, فهي بمثابة الأكسجين الذي أتنفسه, فكيف الإنسان يعيش بدون أكسجين؟
- إذا يا صاحبي ليس أمامك سوى أن تدوس على قلبك, و تتحمل صدها لك, و تستمر في زواجك.
- يبدو أن كلنا يحتاج إلى بعض الوقت, لكي يتعود على الوضع الجديد.
- يبدو ذلك يا أحمد.
مسح دمعه ...
ألتفت إلى خلفه ...
واجهه بعينيه ...
ومن ثم قال:
- هل تعتقد بأن هديل سوف تحبني يا ماهر؟
أرتبك ...
تبعثرت أفكاره...
لم يعرف كيف يجيبه...
هرب بعينيه إلى ناحية الرمال...
- أنا أنتظر جوابك يا ماهر.
أخذ نفسا عمقا ...
استجمع بعض قواه ...
رفع رأسه ...
وص,ب عينيه ناحية عيني أحمد ...
وقال:
- ليس مهما ماذا أنا أعتقد, المهم ماذا أنت تعتقد, فهل أنت تتوقع أن هديل سوف تحبك في النهاية ؟
اتسعت عينيه ...
ثقل لسانه ...
تجمد جسده...
السؤال الصعب, الذي طالما كان يهرب منه...
ها هو ذا يواجهه الآن ...
( أسوف تحبني هديل؟)
سؤال أخذ يتردد صداه في عقله العاجز عن إيجاد إجابة له...
.............................
بأقدام كان يجرها جرا للمضي للأمام, دخل إلى غرفتهما ....
وقعت عيناه عليها و هي غرست بوجهها في الوسادة, التي تشبعت بدموعها....
صوت بكائها الأليم ....
قطع فؤاده ...
وزاد من آلامه ....
تقدم إلى جهة السرير, حيث كانت مستلقية عليه ...
جلس بالقرب منها ...
رفع يده ...
جعلها معلقة ...
فهو حائر أيمضي بها أم يرجعها إلى مكانها....
في النهاية جعلها تمضي في طريقها....
وضعها على رأسها ...
لكن ما أن لامست يده رأسها...
حركت رأسها مبتعدة عنها...
- هديل أنا آسف على صراخ و انفجاري عليك, كان يجب أن أتمالك أعصابي أكثر من ذلك, فسامحيني أرجوك, فأنا في الفترة الأخيرة الكثير من الأمور كانت تحدث لي , الكثير من الضغوطات, حتى أنني لم أنم لمدة ثلاث ليالي , أنا مرهق حقا , متعب , فأرجوك أن تفهمي , أرجوك أن تسامحيني, أرجوك.
رفعت رأسها من المخدة , ألتفتت ناحيته و وجهها كان قد غسل بدمع, و عينيها حمراوان ....
بصوت مبحوح من كثرة البكاء قالت :
- مادمت أنا أجهدك لهذه الدرجة فطلقني .
اتسعت حدقت عينيه على وقع آخر كلمة قالتها...
- أطلقك , هذا ... هذا مستحيل , أنت فهمتي كلامي بشكل خاطئ........( الكلمات خانته في تلك اللحظة ) .... هديل.. ..أنا .....
من بين شهقاتها, انسلت هذه الكلمات من فمها المرتعش ...
- أحمد يبدو أننا لا نصلح لبعض .....حتى كأصدقاء....... إذا استمررنا على هذا الحال سوف نكره بعضنا البعض .... و أنت إنسان رائع ......لا أريد أن أكرهك..... لا أريد أن أخسرك......... أحمد نحن لا نصلح لبعضنا البعض كزوجين لا نصلح .........
بعينين تنذر بدمع ...
ووجهن استسلم للحزن ...
قال بصوت راجي...
- لا .... هديل ..... لا تقولي هذا .... نحن نصلح لبعضنا ..... أتعلمين لماذا؟ ..... سوف أقول لك لماذا....
كلينا .... كلينا ضن بأنه يقدر المضي في هذا الزواج من غير مشاكل.... لكنا ....... لكنا صدمنا بأن الموضوع..... ليس ... ليس كما تصورناه .... كان أصعب من ذلك ....... لكن أتعلمين نحن بمقدورنا أن نتجاوز هذه الصعوبات بتعاضدنا معا ........ نعم .... مع تماسكنا و اتحادا نستطيع أن ننجح هذا الزواج....
أنها فقط مسألة وقت ....ومع وفت سوف تنحل كل الأمور........
اندفع فوج جديد من الدموع من مقلتيها و هي تقول:
- أحمد أرجوك لا تصعب علي الأمر أكثر من ذلك ...... أرجوك أنهي هذه المأساة............ و أعدك بأني سوف أتحمل أنا المسؤولية كاملة ... سوف..
قاطعها صراخه و هو يقول:
- أرجوك أنت أفهمي , أنا أحبك يا هديل أحبك ......... أنا مجنون بحبك منذ زمن بعيد , و الآن و بعد أن حصلت عليك ..... تريدين مني أن أتركك بهذه السهولة بدو أي مقاومة.......... لا, لا لن أفعل ذلك ... لن أفعل......( ها هي عيناه تخسر الحرب أمام دموعه الساخنة )
أخذ يبكي كطفل صغير أمامها ....
لم تعلم ماذا تفعل ....
فصدمة قد تملكتها ....
فكتفت بتحديق به بذهول و عدم تصديق ....
هوا برأسه على صدرها ..... و بكائه يشتد أكثر من قبل ....
أخذ يردد قائلا:
- لا أستطيع أن أتركك....... لا أستطيع أن أتركك.....
حدث هذا أمام ناظريها .........
لكنها لا تزال تعيش وطئت الذي حدث منذ قليل......
يا لهو من موقف تعيشه هذه اللحظة....
يا لهو من منظر تراه عيناها المفتحتان على مصراعيهما .....
أحمد ..... أحمد ذو الجثة الضخمة......
أحمد صاحب تعابير الوجه الجادة ..... الصارمة .......
ينهار أمامها .....
يبكي أمامها كطفل صغير ....
يستجدي العطف منها ........
يا لهو من منظر ......
يهز أركانها ....
يجلل صوتا في داخلها:
( ماذا أفعل الآن ؟)
وجهة يدها المرتعشة ناحيته .....
لكنها في آخر لحظة غيرة وجهتها ....
لتحولها إلى فمها ......
لتسد الطريق على صرخاتها .....
يتبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــع


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-13, 11:09 AM   #16

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي


تسللت خيوط أشعة الشمس إلى عينيه ....
فأجبرته على الاستيقاظ من النوم الذي هجره ثلاث ليالي...
أخذ يفرك عينيه ...
فتح عينيه الناعستان ....
وجد نفسه مستلقيا على السرير لوحده....
ألتفت إلى خلفه ....
إلى يمينه ....
إلى يساره....
الغرفة ينقصها شيء...
أنه مالكة هذه الغرفة....
أرتعد عندما لاحظ عدم وجودها....
و أخذ يتصور الأسوأ في رأسه ....
بأنها قد رحلة .... تركته....
قام من على السرير ...
ركض ناحية الحمام ....
على أمل أن يجدها ....
و يكذب هذه الضنون التي تخيل أليه ...
لكنه لم يجدها....
خاب أمله ....
خرج من الحمام وهو مكسور....
حزين ....
لقد تركته ...
لم تكترث له ....
لم تهتم بحبه....
صرخ بأعلى صوته ...
- لماذا فعلت هذا بي يا هديل؟
و انسلت دمعه من عينه ...
- ماذا فعلت لك يا أحمد؟!
( أهذا صوتها , أم يخيل لي؟!) قالها في سره...
ألتفت إلى يمينه .... من حيث جاءه الصوت ...
وجدها واقفة على باب الشرفة .....
و قسمات وجهها قد رسمت التعجب ....
أخذ يحدق بها ....
يتمعن بها, لبضع ثواني....
ليتأكد أنها حقيقة و ليست خيالا من نسج خياله...
عاد صوتها من جديد ليطرب أذنيه ...
- ماذا بك يا أحمد تحدق بي هكذا؟
- ها....
زفر زفرت ارتياح....
- أنت ... أنت هنا..
تعجبت من سؤاله ... لكنها سايرته...
- نعم... أنا هنا..
أخذ يضحك بطريقة هسترية ...
أخذت تحدق به بتعجب... و استغراب لتصرفه...
- أحمد أأنت بخير؟!
توقف عن الضحك ....
رسم تلك الابتسامة الساحرة على شفتيه ....
و أجاب قائلا:
- أنا في أفضل حال, برؤيتك...
( أخذ يقترب منها )
و عندما غدا أمامها مباشرة قال و قد زالت البسمة من على شفاهه...
- لقد ضننت بأنك قد رحلتي, عندما لم أرك.... لقد خفت حقا ..
أنزلت رأسها إلى أسفل...
ازدرت ريقها ...
و من ثم قالت:
- لا أخفيك أنني كانت في نيتي أن أرحل لليلة البارحة بعد صراخك عليه..... لكن ...( رفعة رأسها , صوبت عينيها ناحية عينيه الطواقة لسماع بقية كلامها ) ... لكن بعد عودتك ورأيتك في تلك الحال... لقد ... لقد شعرة أنني شخص بلا قلب .... أقصد أنني سوف أرتكب جريمة .... سوف أؤذي شخص لم أرى منه سوى كل خير و ......... و حب ........ لهذا....... لهذا....
- لهذا ماذا يا هديل ؟
زاد ارتباكها...
و توترها .....
- لهذا سوف أكمل هذا السنة كما اتفقنا, يجب أن أعطي هذا الزواج فرصة, و ألا أستسلم بهذه السرعة.
خط ابتسامة واسعة على محياه...
رفع كلى يديه و أحطهما بهديل...
و أخذ يغرسها إلى حضنه , بكل ما أوتي من قوة...
كأنه يريد أن يصبحا جسدا واحدا...
روحا واحدة....
لا يفرقهما أحد....
ذهول ........ عدم تصديق......... و عدم استيعاب ..... لما يحصل لها الآن........
أخذها على بغتة بين أحضانه ....
لأول مرة تزور حضنه...
لأول مرة يلامس جسدها جسده....
لأول مرة تشم رائحته....
تجربة جديدة تعيشها في هذه اللحظة...
شوشت تفكيرها....
فجعلتها كاللعبة بين أحضانه...
........................
- متى عدت لليلة البارحة ؟
- لا أعلم , ربما الواحدة.... أو الواحدة و النصف, ناوليني صحن الجبن؟ ( ومد يده ناحيتها )
ناولته الصحن و معه سؤال آخر....
- كل هذا الوقت كنت مع أحمد, ماذا كنتما تفعلان؟!
قال ماهر الذي كان منهمكا في تناول طعامه...
- كنا نتكلم ..
- عن ماذا؟
- عن ماذا يعني, عنه هو وهديل بطبع.
رفعة حاجبيها إلى أعلى و هي تسأله ...
- أتصل بك في ذلك الوقت المتأخر لكي يحدثك عنه و عن هديل!! أحدثت مشكلة بينهما؟
توقف عن الذي كان يفعله...
رفع رأسه ناحية خلود...
و بقسمات وجه جادة قال:
- هذه المشكلة كانت موجودة منذ البداية , لكنهما حاولا أن يوهما نفسيهما بعدم وجودها, لكنها أبت ألا تخرج و تواجههم.
بحيرة و عدم استيعاب لكلامه قالت...
- ماذا تقصد يا ماهر, عن أي مشكلة تتحدث؟!
- أن هديل تعشق غيرة, و هو لا يستطيع أن يعيش مع امرأة لا تبادله الحب, هذه هي المشكلة... أتعلمين يا خلود بدأت أشعر بأن هذا الزواج سوف لن ينفعهم بل سوف يضرهم.... سوف يدمرهم.
- لا تقل هذا الكلام, ما هذا التفكير السوداوي.
قام من على المائدة ...
أقترب منها ...
وعندما أصبح بالقرب منها...
دنا منها ...
ومن ثم طبع قبلة على جبينها ....
تلاها قائلا....
- إذا كنت رأيت أحمد بالأمس, لكنت فكرة نفس تفكيري .... حسنا حبي يجب أن أذهب الآن للعمل, إلى اللقاء.
وشرع بالمضي نحيت الباب...
في حين خلود ضلت تفكر بكلام زوجها ...
و بدأ الشك يجد طريقه إلى قلبها ...
..............................
- من القارع ؟
- هذا أنا هديل, أحمد هاتفك النقال لم يتوقف عن الرنين , يبدو أن الأمر طارئ.
- حسنا ... أنا الآن لا أستطيع الخروج فأنا في التو بدأت أستحم.... أنت ردي .... إذا أمكن يا هديل..
- ماذا ؟؟ ... لكن ...
- لكن ماذا يا هديل؟....( بنبرة صوت ساخرة قال) ..لا تخافي يا هديل فالمتكلم لن يأكلك ...
ابتلعت ريقها ....
- حسنا ... سوف أرد..
.....................
دخل الزنزانة وهو منكس رأسه....
و يسحب رجليه سحبا للمضي قدما...
أقبل عليه علاء مسرعا ....
وفي عينيه الترقب لسماع الأخبار .....
سأله قائلا:
- ها , ما الأخبار يا ياسر , هل رد عليك أخيك؟
هز رأسه بنفي...
بخيبة أمل تجلت على تعابير وجهه ... و نبرة صوته قال :
- إذا ماذا سوف تفعل الآن؟
رفع رأسه .... ألتفت ناحيته..
ومن ثم قال:
- الانتظار... على أمل أن تنجح في أقناعه .
علامة استفهام كبيرة ارتسمت على محياه و هو يقول:
- عن ماذا تتكلم يا ياسر ... من يقنع من ؟!
- هديل زوجة أحمد, هي التي ردت عليه و أخبرتها بكل شيء, و طلبت منها أن تساعدني في أقناع أحمد.... أرجو من الله أن توفق, فهي أملي الأخير..
- إن شاء الله توفق و تقنع أخاك العنيد هذا.
اعتلت شفتي ياسر ابتسامة باهتة....
- إن شاء الله.
.......................
خرج من الحمام و هو يرتدي قميص قطني أبيض اللون و بنطال رياضي....
كان يمسح شعره بالفوطة من قطرات الماء, التي أخذت تنساب من شعره.... و تهوي إلى الأرض....
وجدها جالسة على الكنبة .....
وعيناها متسمرتان ناحية الطاولة الواقعة أمامها....
أستشف من قسمات وجهها بأنها في عالم آخر....
فسأل مستفسرا:
- هديل ما المشكلة؟
انتبهت أخير لوجوده .... كان جالسا بالقرب منها تماما ....
- كلا...
- إذا في ماذا كنت شاردة ؟
- بياسر..
لم يصدق ما سمعه...
أو بالأحرى لم يستوعب الذي سمعه...
قوس حاجبيه إلى أعلى و هو يقول:
- بياسر.... ما الذي ذكرك به؟
- هو الذي كان يتصل بك .
تأفف ومن ثم قال بصوت مشحون بالغضب:
- يالله ... ماذا يريد هذا مني.... لماذا يلاحقني و يزعجني؟
- أحمد أنه يريدك أن تساعده..
قام من على الكنبة بسرعة....
قطب حاجبيه ...
وبصوت ثائر قال ...
- أأخبرك , يا لهو من وقح , كيف يفعل ذلك ؟ قلت له ليس لي دخل بمشاكله , الذي فيه يكفيني.
تبعته هي الأخرى وقامت من على الكنبة...
- أحمد أنا لا أفهم لماذا لا تريد أن تساعده؟!
- هديل أنه متزوج بسر , بدون علم أبي و أمي, تخيل لو علم أبي أو أمي بذلك , وبأني أعلم بذلك .... سوف يغضبوا مني.... سوف أفسد كل ما بنيته في الفترة الأخيرة .... لقد بدأت تتحسن علاقتنا... أنا لست مستعدا بأن أدمرها من أجل شخص غير مسئول.
- أحمد ما ذنبه ؟.... ما هو جرمه؟ .... بأنه تزوج من التي أختارها قلبه..... و من ثم ما ذنب تلك المسكينة... أنها فقدت أمها ... و الآن تعيش لوحده بدون أحد يواسها ... يشد من أزرها....
- ذنبها بأنها تزوجت من ياسر بسر .... فلتتحمل العواقب لفعلتها.
أخذت تحدق به بذهول....
- لم أتوقع أنك قاسي القلب لهذه الدرجة...
و اندفعت ناحية الدولاب ....
في حين أنه أخذ يتبعها بعينيه....
فتحت الدولاب...
سألها قائلا...
و التعجب كان له عنوان...
- ماذا تفعلين؟!
- سوف أفعل الشيء الذي جبنت عن فعله.
بخطى واسعة أقترب منها ...
وبدت قسمات وجهه تميل إلى الضيق...
صرخ قائلا...
- أنا لست جبانا ..... أنت لا تفهمين ....لا تفهمين.... ( و أغلق باب الدولاب بقوه)
اهتزت أوصالها على وقع صوت باب الدولاب و هو يغلق...
لكنها لم ترد أن تظهر له ضعفها...
فغطت خوفها بصراخها....
- إذا أفهمني يا أحمد, أفهمني لماذا لا تريد مساعدة أخاك الوحيد, لماذا؟
أالتقطت أذناها صوت أسنانه و هي تحتك.....
مما زاد من خوفها من القادم ....
- لأنه لا يستحق أن أساعده, أنه ذو وجهين, أنت لا تعرفينه مثل, لا أحد في العالم يعرفه مثلي, أنه شخص مخادع...
أخذت تنظر أليه بعينين مذهولتان ....
- ما الذي تقوله يا أحمد ؟!
تنهد ومن ثم أكمل كلامه بصوت شوهه الغضب....
- دائما عندما أطلب منه المساعدة يورطني مع والدي....... فمثلا في أحد المرات تشاجرت مع أحد زملائي ...... شجارا كبيرا ..... جعلنا نستخدم القوة ..... و نتشابك بالأيدي ..... فأتت الشرطة .... و دخلنا السجن ... فلم أجد سواه لكي يعينني.... فطلبت منه العون فأتى وأخرجني بكفالة... لكن .... لكن في اليوم التالي دخل أبي إلى الغرفة و عيناه تقدحان شررا...... و أخذ يبرحني ضربا ....... لدرجة أني عجزت عن الحركة لعدت أيام ..... حبسني و منعني من رأيت أصدقائي... قائلا بأنهم أصدقاء سوء و هم من أوصلوني إلى هذه الحال لقد عاملني كأني طفل صغير في حين أني كنت فال22 من عمري .... لقد أخبره .... لقد أأتمنته على كتمان السر .... لكنه خانني و أخبره....... لم تكون هذا آخر طعناته ....
سرح بعيد عنها ...... فالذكريات الماضي الأليم تعرض أمام ناظريه..... لتأجج نار الحقد أكثر في صدره....
أعاده من الذكريات صوتها و هي تقول......
- ألم تفكر بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لمساعدتك.
أخذ يحدق بها ......
و هي كذالك....
ردت على نظراته بنظراتها ....
ومن ثم تحركت ناحية باب الغرفة ....
تاركة إياه واقف في مكانه من غير حراك....
............................
كانت واقفة أمام الباب الرئيسي للمنزل .....
و تطل بين الفنية و الأخرى إلى ما وراء الباب...
جاءها صوته ...
- تنتظرين من ؟
ألتفت إلى ورائها .... فالتطم رأسها بصدره....
مما خل بتوازنها .... فهوت إلى أسفل....
فلتقفها بيده ....... و سحبها ناحيته .......
لتقع فريسة أحضانه من جديد...
لكنها هذه المرة لم تستلم لحضنه.... بل رجعت خطوتان إلى الخلف مبتعدة عنه...
- أأنت بخير هديل؟
لم تجب عليه بل قابلت سؤاله بسؤال:
- ماذا جاء بك ؟
ابتسم ....
و بأعصاب هادئة , عكس ما كان منذ بضع دقائق قال:
- جئت لأوصلك .
في البدء لم تستوعب الذي سمعته ....
فسألته قائلة .....
- أتقصد أنك سوف تساعد أخاك؟!
- وهل أقدر أن أرفض لك طلبا.
وزاد من حجم ابتسامته...
لانت تعابير وجهها .....
و استسلمت لابتسامة زينت شفاهها....
- شكرا لك أحمد ...... شكرا..
- هيا بنا ...
- هيا ... لكن دعني في البدء اتصل بخلود فقد طلبت منها القدوم لتقلني ...
..............................
بخطى متثاقلة.... ودموع سائلة .... من عينين تملكهما الحزن ....... و كساهما ثوب أحمر...توجهت الى ناحية الباب....
لتجد ورائه آخر شخصين تريد رأيتهم هذه اللحظة........
بحزن مصطنع .... قال :
- السلام عليكم يا أبنت أخي, حقا لقد حزنت لسماع خبر وفاتها ....... عندما أخبرني سعد بذلك ........ تركت كل أشغالي وركبت أول طائرة قادمة إلى البلاد ... حقا أنها صدمة.... ( وهز رأسه بأسى , ليكمل دوره في هذه المسرحية ) ..
- يا لا وقاحتكم ........ كيف تتجرؤون على القدوم ...... تقتلون القتيل و تمشون على جنازته......... أيها القتلة.....
سعد ...
- ما هذا الكلام يا ليلى؟
بعينين تشتعلان نارا ...
و بصوت ملئه الغضب...
صرخت عليهم قائلة...
- أتريدون أن تفهموني بأنكم حزينان على موت أمي......... أترونني حمقا ..... لا أفقه شيئا .... دائما كنتم تنغصون عليها ......... تجرحوها ...... تهينوها ......... لقد جعلتم أبي يطلقها بسبب زنكم على رأسه ...... أنكم مجرمون ....... قتله فخروجا الآن من بيتي لا أريد أن أراكم ....... لا أريد أن أسمع أصواتكم ........ فخروجا من بيتي .... ( و أشارة بأصبعها السبابة لهم إلى الخارج)
تخليا عن أدوارهم .... و عادا إلى حقيقتهم ...
فقال بأعلى طبقة من صوته....
- ما هذا الكلام يا ليلى .... ألا تخجلين من نفسك ...... أنا عمك ....... يجب أن تحترمين ......... لكن ماذا أقول ألا أن أخلاقك سوف تكون مثل أمك ذات الأصول غير المحترمة.....
لم تجد نفسها إلا وقد رفعت يدها و هوت بها على خده......
اشتعلت بداخله نيران الغضب...
فرفع هو الآخر يده .... وهوا بها ناحيتها.....
لكنها لم تلمسها .....
لأن يدا ردعتها عن المضي إلى وجهتها...
فتتبع بعينيه صاحب هذه اليد التي أمسكت بيده .....
فوجد شابا ....... مقطبا حاجبيه ...... و عيناه تقدح شررا....
- أنزل يدك الأفضل لك...
سحب يده من قبضت يد الشاب...
كان قد وصل حده من الضيق ....
وقال ثائرا...
- كيف تجرأ ...... كيف تمسك بيدي ؟
- أسمع ما قالته لك ليلى و أخرج الأفضل لك.
سعد:
- وماذا سوف تفعل إذا لم نذهب؟
- سوف أشوه وجهك الجميل هذا . ( و أخذ يضرب على خد سعد بضربات خفيفة)
بضيق انعكس على وجهه....
أمسك بيده و رماها بعيدا عن خده....
وقال :
- أيه الحقير سوف أأدبك.
وعندما كان في صدد الانقضاض على الشاب .....
دوى صراخ ليلى في أرجاء المكان :
- توقفوا .......... توقفوا ......... هذا مكان عزاء و ليس حلبة مصارعة...... فتوقفوا أرجوكم........ فتوق...... ( انهارت على الأرض أمام أنظارهم )
اندفعت فتاة من خلف الشاب ناحيتها ....
جثت على ركبتيها بالقرب منها .... و رفعت رأس ليلى بكفها ..... و أخذت تضرب على خد ليلى ضربات خفيفة ... و تناديها باسمها ........ لكن ما من مجيب لندائها ....
خافت .... ارتعدت.... فليلى لا تتحرك ....
فلتفتت إلى خلفها و أخذت تصرخ قائلتا...
- اتصل بالإسعاف يا أحمد حالا ...
يتبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ع


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-13, 11:18 AM   #17

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي

في ذلك الممر الضيق , المكتظ بأناس من مختلف الأجناس و الألوان و الأعمار, لم تتوقف أقدامهم عن الحركة , فمنهم الذي يتجه إلى اليمين ومنهم الذي يتجه إلى اليسار و منهم إلى الأمام و منهم إلى الخلف...
وقف أحمد و هديل والخوف قد هجرهم.... لكنه لازال يتربص بهم ...
قال أحمد الثائر ...
- يا لهم من أناس بلا أخلاق, أرئيت كيف فروا عندما أغمي على ليلى.
- ماذا تتوقع من أناس تهجموا على امرأة وحيدة, و كادوا أن يضربوها حتى, المهم أن الموضوع لم يكون خطيرا, و أنه مجرد أجهاد, لقد كدت أموت من الرعب عندما رأيتها مغمى عليها وبدون حراك.
- الحمد لله.
- أحمد...
- نعم.
- يمكنك الذهاب الآن, أنا سوف أقضي الليلة معها, أنت اذهب وارتاح, فلم يعد من الضروري بقائك.
- مستحيل أن أذهب, سوف أبقى, فمن يضمن لي بأنك لن تهربي مني؟
أخذت تحدق به , و هي متعجبة مما سمعت ....
لاحظ أحمد هذا الأمر....
ابتسم ....
ومن ثم قال:
- كنت أمزح فقط....
- ها ..... ( خطت ابتسامة لم تدم طويلا على شفاهها كرزية اللون) ... لقد ... لقد ...
قاطعها قائلا:
- هديل من المستحيل أن أترككما لوحدكما هنا, فا لربما عادا أولاك الأشخاص , ومن ثم ربما احتجتما لشيء..
- حتى لو أتيا أولائك الأشخاص , لن يستطيعوا فعل شيء , فنحن في المستشفى , و من ثم كل شيء متوفر هنا .. لهذا أذهب إلى المنزل و ارتاح....
تبسم ضاحكا ....
ومن ثم قال:
- لماذا لا تريدين أن تفهمي.... أنا لا أريد أن أبتعد عنك و لا ثانية واحدة.... فأنت الأكسجين الذي أتنفسه ... إذا ابتعدت عنك سوف أختنق...
أحمر خديها ...
و تلعثم لسانها ...
- ما .... لكن ... هو .... ( اختارت الصمت , فهو أنسب حل في هذه الحالة ) ...
و لجأت إلى الأرض ... فهو المفر الوحيد لإخفاء توترها.... و الحمرة التي كست خديها....
رفع رأسها ....
شبك عينيها بعينيه ...
ومن ثم قال:
- سوف اذهب إلى السيارة لأحظر هاتفي النقال, و سوف أخبر والديه بأنا سوف نبات الليلة في الفندق, لنكمل ما بدأناه.
وعادت البسمة لتعتلي شفاهه ....
ردت عليه بابتسامة ....
لتغطي على ما في داخلها من ارتباك.... و خجل فضحها ...
..........................
من وراء الباب وجدتها جالستا على ذلك السرير ذو اللون الأبيض النقي.... ومسحت الحزن قد صبغة على وجهها الطفولي .... وزخات من الدمع قد انهمرت من عينيها التين وجهتا ناحية الشخص الواقف عند الباب, ليسألا ما عجز اللسان عن قوله....
لاحظت هديل حالة الحزن المختلطة بالخوف الذي تعيشها ليلى في هذه اللحظة....
فخطت ابتسامة على شفاهها .... لكي تطري الأجواء .... و تشعر ليلى بأن الأمور سوف تصبح على خير ما يرام منذ هذه اللحظة....
اقتربت من ليلى, التي سمرت عينيها المتسعتان ناحية هذه المرأة الغريبة التي دخلت عليها بدون سابق إنذار....
أخيرا توقفت عن الحركة.... لقد غدت بالقرب من سرير ليلى....
زادت من حجم ابتسامتها ....
و نطقت قائلة ...
- الحمد لله على سلامتك ليلى, لقد أرعبتنا عندما سقطتي بلا حراك....
لم تسمع ليلى كلمتا مما قالت هديل....
فحالت التعجب و عدم الاستيعاب للذي يجري...... قد سيطرت على جل تفكيرها و تركيزها....
لهذا سألت قائلة:
- من أنتي ؟!
- أووووووه , اعذريني كان يجب أن أعرفك على نفسي في البدء...( رفعت يدها اليمنى و و ضعتها على صدرها و أكملت قائلة و البسمة لم تهجرها ) أنا هديل زوجة أحمد أخو ياسر...
خرجت تلك الكلمة من حنجرتها بلا وعي منها ....
- ماذا؟!!!!!!
فهي لم تتوقع حصل هذا لا في القريب و لا في البعيد.....
- لقد أخبرنا ياسر بكل شيء , عن زواجكم , و عن المحنة التي تمرين بها, لقد أخبرنا بكل شيء , و طلب منا أن نقف بجانبك و نأزرك...... ( مدت كلتا يديها ناحية يد ليلى الممددة على السرير, و أمسكت بها , و أكملت قائلة ) لم تعودي لوحدك الآن , فنحن معك ...
جمدت عينيها ناحية هديل .... و أخذت تحدق بها ...... بعينين حائرتان....... تائهتان.......... تسكبان المزيد من الدمع فهذا العمل الذي تجيدان القيام به في الفترة الأخيرة....
- أبكي مادام البكاء يريحك ...
انهارت أخيرا ......
حررت تلك الصرخة التي في صدرها....
و تلك الآهات على فقدان أمها ......
فانفجرت تلك السيول من الدمع ....
دخلت في دوامة من النحيب ....
رأيت ليلى في هذه الحال آلمها ....
أرادت أن تهدئها ....
لكنها لم تجد سوا أن تحيطها بيدها ...
و تضمها إلى حضنها ....
لتبعث الهدوء و الطمأنينة إلى صدر ليلى المثقل بالأحزان...
..............................................
بوجه مرتعد .... أخذ يقول :
- ماذا نفعل الآن يا أبي, ليلى لن تقبل بأن توقع, أرأيتها.... مستحيل أن توقع..... لقد ضاعت الفرصة الوحيدة بأن ننجو من الإفلاس ..... بعد بضعت أشهر سوف نصبح في الشارع .... ( غطى وجهه بكلى يديه)
- ماذا بك يا ولد ؟ أجلس و هدأ و لا تتصرف كالنساء .... أجلس.
- كيف أجلس , كيف؟ أبي لا أعلم من أين لك هذا البرود , أقول لك سوف نصبح على الحديدة وأنت جالس بهدوء كأن شيئا لم يحصل..
ببرود أعصاب قال:
- و لماذا أتعب نفسي في التفكير في شيء لن يحصل؟
رفع أحد حاجبيه , و تبعها قائلا :
- لن يحصل ! ماذا يدور في رأسك يا أبي؟
أسند رأسه على الكرسي الجالس عليه....
رسم تلك الابتسامة اللئيمة...
و أشار لأبنه بالجلوس بيده....
جلس سعد ....
و الفضول قد بدأ ينهش به ....
فأراح نفسه منه بسؤال أبيه :
- ما هي خطتك يا أبي؟
أمسك بعلبة معدنية كانت على المنضدة المجاورة له, فتح العلبة, أخرج منها سيجارة كوبية....
بسرعة أخرج سعد من جيب بنطاله قداحة , ومن ثم أشعلها ....
حنا أبو سعد برأسه ناحية القداحة ....
أخذ نفسا عميقا منها .......
و من ثم نفث دخانها من صدره ....
- لازالت لدينا ورقة ياسر.
أعتلة محياه قسمات التعجب...
- ياسر!!!!!! كيف يا أبي؟ ! أنه رجل عنيد , لن نستطيع أن نجعله يقنعها بتنازل.
دوت ضحكته في أرجاء الغرفة....
لتزيد من استغراب سعد, و تعجبه من كلام أبيه و تصرفه......
توقف عن الضحك ....
لكن الابتسامة الشيطانية لازالت ترتسم على شفاهه ....
- أنا لديه سبلي الخاصة في أقناعه , فقط أنت دع الأمر عليه و لا تتدخل .
................................
مدت يدها المحملة بكأس مملوء بالماء ناحيتها ....
- خذي أشربي .
تناولت كأس الماء...
رشفت منه رشفة ....
ومن ثم قالت :
- شكرا لك يا هديل, حقا وجودك جعلني أشعر بأني لم أعد وحيدة.
ابتسمت لها ...
ومن ثم قالت:
- لا داعي لشكر .......
قاطعها صوت رنين هاتفها النقال....
أمسكت بحقيبتها , و أخذت تبحث عن هاتفها ....
أمسكت به ....
أخرجته و تعينت الرقم الظاهر على شاشته ....
ومن ثم قالت :
- أنه أحمد ....
ضغطة زر الاستقبال...
- ألو أحمد ......
- أنا في غرفة ليلى ..., أين أنت ؟
- أمام باب الغرفة .... حسنا لما لا تدخل؟
- لحظة.... ليلى هل يمكن لأحمد أن يدخل؟
- بطبع دعيه يدخل ..... لكن لحظة سوف أرتدي حجابي...
- حسنا ...
- دعيه يدخل الآن ...
- أحمد يمكنك الدخول .... ( و ضغطة على زر الإغلاق)
ما هي سوى ثواني معدودة , وإذا بأحمد يخرج من وراء الباب , و هو حاني رأسه إلى الأسفل , و في يده كيس يتدلى....
- السلام عليكم ...
ردت كلاهما ...
- و عليكم السلام ...
- كيف حالك ... ليلى ؟
حنت هي الأخرى رأسها إلى الأسفل و قالت بصوت مخنوق ...
- الحمد لله ... أح.... أحسن ..
قال:
- الحمد لله..... هديل لقد أحضرة بعض الطعام ...... أضنه يكفي لكليكما ...
تناولت الكيس الذي في يده و قالت و قد سبقتها البسمة على شفتيها ....
- شكرا لك ..... ألان تأكل معنا .
هز رأسه بنفي و أردف قائلا :
- لقد أكلة في المطعم , فكولا أنتما .......أنا سوف أذهب إلى قاعة الانتظار لكي تأكلا على راحتكما.
- لازلت أعتقد أنه ليس من داع لكي تبقى معنا هذه الليلة .
- أنت لا تعلمين ما الذي سوف يجري , لربما احتجتما لشيء.
قالت ليلى :
- لكن أين سوف تبات الليلة ؟
- لا تشغلي بالك بي, سوف أتدبر أمري, عن إذنكما.
ليلى :
- إذنك معك .
قبل أن يخطو قدما ناحية الباب ....
جاءه صوتها ....
- لحظة أحمد ...
توقف ومن ثم ألتفت ناحيتها , قوس كلى حاجبيه ومن ثم قال :
- ماذا هناك هديل ؟
لم ترد عليه ...
بل ألتفتت ناحية ليلى...
و قالت :
- عن إذنك , سوف أذهب لبضع دقائق و سوف أعود .
- حسنا يا هديل .
مضت ناحية أحمد الواقف في مكانه ...
قالت :
- هيا بنا لنتمشى قليلا في الخارج .
- حسنا .
ما أن أصبحوا خارج تلك الغرفة .... حتى سئل أحمد مستفسرا...
- ماذا هناك يا هديل, أهناك خطب ما؟
- أكلمت ياسر؟
شكلت تعابير وجهه التعجب ...
- و لماذا أكلمه ؟!
- لكي تطمئنه على ليلى, و تخبره بأننا الآن نحن معها .
- لا داعي لذلك.
- كيف لا داعي لذلك ؟ بتأكيد أنه الآن خائف عليها , يجب أن تخبره بأننا سوف نعتني بها , لهذا اذهب إليه طمأنه عليها و طمأن ليلى عليه, أرجوك يا أحمد اذهب و طمأنه .... من أجلي ... أرجوك.
تأفف ...
ومن ثم مرر يده على خصلات شعره....
- حسنا ....... سوف أذهب ......... لكن يجب أن تعرفي بأنني أفعل هذا من أجل خاطرك فقط.
ابتسمت ...
تبعتها قائلة :
- شكرا ل...
حال أصبعه دون خروج ما تبقى من كلامها .....
- لا أريدك مرة أخرى أن تنطقي بكلمة شكرا, فنحن شخص واحد, لا يوجد بيننا لا شكر و لا اعتذار....
و ختم جملته بابتسامه...
يتبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــع


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-13, 11:22 AM   #18

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي

فتح عينيه على وقع صوتها و هي تناديه باسمه...
- أحمد ..... أحمد .......
- هديل ... ( أخذ يمسح وجهه)
رفعت كلى حاجبيها إلى أعلى و هي تسأله قائلة :
- أكنت نائم هنا طوال الليل؟!
- نعم كنت هنا , لكني لم أنم , فقط كنت أريح عينيه قليلا.
- لماذا لم تنم ....... أهناك خطب ما؟........ ( بعد تردد, و صراع داخلي , هل تنطقها أو لا , حزمت الأمر بأن ....) أهو بسبب الكابوس إياه؟ ( و ازدردت ريقها )
أخذ يحدق بها لبضع ثواني ....
ومن ثم ابعد أنظاره المذهولة عنها , و بعثرها على الأرض...
- كلا .... فقط .... فقط لم أستطع النوم ...
لم يخفى عليها ارتباكه....... يبدو أن ذلك الكابوس لازال يلاحقه ....
( ما سر ذلك الكابوس , و لماذا لا يريد أن يحدثني عنه ؟ ) .... أسئلة دارت في خلدها تلك اللحظة....
أعاد عينيه ناحيتها , ومن ثم قال :
- لماذا أنت هنا, أهناك خطب ما؟
- كلا, لا يوجد شيء, فقط كنت ذاهبة لكي أتناول طعام الإفطار, أتريد أن ترافقني ؟
رسم ابتسامة على ثغره .... لتترجم الفرحة التي يعيشها تلك اللحظة في داخله...... هذه أول مرة تدعوه لفعل شيء معا ..... أخيرا ...... أخيرا ....
- نعم, بطبع ...
...........................
أول ما وقعة عينيه عليه , تأفف و أخذ يقول بصوت ذو نبرة غضب :
- ألا تفهموا أنت و أبنك ؟ قلت لكم لن أساعدكم , فكفى , توقفوا عن الاستمرار في تكررا طلباتكم عليه , فأنا لن أرضخ لكم مهما فعلتم ...
لم يبادله بالمثل , بل ابتسم له....
ورد عليه بصوت هادئ...... خالي من أي انفعال:
- في البدء أسمع ما لدي ومن ثم انفجر عليه كما تشاء.
- وماذا سوف يكون لديك سوا نفس الأسطوانة التي أنت و أبنك تكررانها على مسمعي دائما .
تبسم ضاحكا أمام عينيه ....
التعجب احتل قسمات وجهه وهو يراه يضحك أمامه..... ليس من عادته هذا الهدوء ...... هدوئه يخيف أكثر من غضبه و صراخه....
- أتعلم يا ياسر انك تشبهني كثيرا.
قالها بضيق :
- مستحيل أن أشبه شخص مثلك, أناني طماع, لا يهتم إلا بمصلحتيه فقط, حتى لو كانت على حساب الآخرين.
أخذ يصفق , قام من مقعده , أخذ يقترب من ياسر الواقف قرب الباب ,و الابتسامة تزداد اتساعا على شفتيه ....
تصرفاته الغريبة , زادت من حيرت و تعجب ياسر ........
- أحسنت يا ياسر, أنا أحيك على إتقانك لدورك ( توقف عن التصفيق, وقف أمام ياسر, ومن ثم أكمل قائلا) لكن لا تحاول أن تمثل هذا الدور أمامي , فنحن من طينتن واحده , يمكنني أن أكتشف وجهك الحقيقي بسهوله..
- ما هذا الهراء الذي تقوله ؟
- ياسر أنت هدفك هو السيطرة على ثروت أخي, هذا الأمر واضح وضوح الشمس, بدأت كموظف صغير في شركة أخي , و في غضون عام واحد فقط , عام واحد فقط , ترقية لتصبح في أعلى المناصب فيها, فسرلي كيف حصل هذا ؟ .... ( أخذ يدور حول ياسر الواقف بلا حراك , و مسحة من الذهول تجلت على وجهه ) لا تقلي بعملك الجاد استطعت أن تترقى بهذه السرعة , لأن أي شخص لديه عقل لن يصدقك ... ( توقف عن الدوران , صوب عينيه ناحية عيني ياسر المذهولتان مما يسمع) .... كان هدفك هو الثروة.... لكن للأسف توفي أخي , فلخبط كل أوراقك , فلم تجد سوى أن تستميل عطف و قلب ابنة أخي الساذجة , لكي تحصل على كل شيء......... أرئيت نحن جميعا نطمح لنفس الشيء , و هو الحصول على ثروت ابنة أخي ...... لهذا أنا جئت اليوم لكي أخبرك بحل سوف يرضيك و يرضيني أنا أيضا...... و الحل هو بأني سوف أقوم بإسقاط تهمة الاختلاس التي لفقتها عليك, و فوق ذلك سوف أكون كريما و سوف أدفع لك المبلغ الذي تريده, لكن شريطة أن تجعلها توقع , وتتنازل لي بكل أملاكها, ما رأيك بهذا الحل ؟
بتعابير وجه جامدة , يصعب تحديد معناها قال:
- أتريد أن تسمع رأي ؟
- بطبع ....
حنا رأسه ناحيته .....
ومن ثم همس في أذنه قائلا:
- الأفضل أن تخرج من هنا, قبل أن أكسر لك عنقك.
و بتعد عنه ...
هبت رياح الغضب , لتقضي على الهدوء الذي كان يعيشه ....
- أتهددني أيه الحقير؟
- نعم , ماذا سوف تفعل لي , أسوف تلفق تهمة أخرى عليه , أفعل , فأنا لم أعد أكترث .
خل المكان من الأصوات , معدا صوت أسنان أبو سعد و هي تحتك مع بعضها البعض.....
رمق أبو سعد ياسر بنظرة تقدح شررا..... ومن ثم أقبل ناحية الباب....
............................
- ألان تحررني ؟
- من ماذا أحررك ؟!
- من عينيك , فأنا لا أحب أن يحدق بي أحد و أنا آكل .
- و أنا لم يعد يهنأ لي تناول الطعام إلا و أنا أنظر أليك .
و خط ابتسامة على شفاهه ...
- إذا يبدو بأنه لا يجوز أن نتناول الطعام معا..
أخذ يضحك ...
ومن ثم قال:
- إذا سوف أموت جوعا و السبب هو أنت.
تبسمت هيه الأخرى , ومن ثم قالت :
- فلتمت , من سوف يكترث؟
أحاطها بعينيه من جديد ...
- أنت سوف تكترثين .
أخذ يدقق في تعابير وجهها , ليستشف ردت فعلها ....
في حين أن البسمة قد رحلت عن شفاهها....
واجتاحتها رياح الخوف...
- من الأفضل أن أعود إلى ليلى, فبتأكيد أنها استيقظت الآن.
اندفعت ناحية الباب بسرعة, بدون أن تسمع رده, الذي تحشرج في حلقه...
.................................
بوجه مترقب لسماع ما يطيب له , قال:
- ها ما الأخبار يا أبي؟
بوجه لازال يرسم الغضب على ملامح وجهه, قال:
- سيئة , فذلك البغيض لم يقبل بعرضي , لا وفوق كل ذلك يقوم ذلك الحقير و يهددني , يهدنني أنا. ...
( رفع يده اليمنى , و أخذ يكورها ) سوف نرى من يكسر عنق الآخر يا ياسر...
بخيبة أمل انعكست على قسمات وجهه ,قال:
- ألم أقل لك يا أبي , أنه عنيد , لن يعطينا الذي نريده .
- لكني أنا أعند منه, و سوف أجعله ينفذ ما نطلبه منه, سوف ترى.
..................................
صدمه من رآه في تلك الغرفة قاتمة اللون ...
بذهول اعتلى وجهه, قال :
- أحمد ....
قام من الكرسي...
أدخل ما يقدر عليه من أكسجين إلى صدره , ومن ثم أخرجه....
أخذ يمس ذقنه بيده , و هو يقول:
- لقد جئت لكي أقول لك , بأنا سوف نعتني بليلى, هذا كل شيء. ( وندفع ناحية الباب بخطى واسعة )
قبل أن يقرع الباب , تسلل إلى طبلت أذنيه صوته و هو يقول :
- شكرا لك يا أخي, كنت أعلم أنك شخص طيب القلب, و سوف تساعدني.
التفت إلى ورائه, ومن ثم قال :
- فعلت هذا ليس من أجلك , بل من أجل هديل .
و ألتفت ناحية الباب....
لكنه من جديد قاطعه صوته عن قرع الباب ...
- أحمد ..... أنا لا أعلم .... ما .... ما سبب كرهك لي ........ ما الخطأ الذي ارتكبته في حقك ..... لكي .... لكي تكرهني لهذه الدرجة.............. لكن ...... لكن .... ( ابتلع ريقه, ومن ثم أكمل كلامه قائلا) لكن أنا أعتذر عنه, أعتذر عن هذا الخطأ الذي ارتكبته في حقك ... و جعلك تحقد عليه..... و .... و تكرهني ...... فأرجو أن تقبل اعتذاري....
لم يحرك ساكنا, ضل متسمرا مكانه لبضع ثواني, لكن ما لبثت أن دبت الحركة في جسده, و رفع يده, و أخذ يقرع الباب .....
أم ياسر, فقد ضل يلاحق أحمد بعينيه, و في داخله يتمنا بأن يلتفت له, و يقول له بأنه يقبل اعتذاره......
لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه, رحل أحمد, و بتعد عن أنظاره, ليخلف في داخل ياسر حرقة, و ألم....
...............................
- كان يجب أن تبقي بضعت أيام في المستشفى , حتى تستعيدي صحتك.
- سوف تعود لي صحتي في بيتي.
ابتسمت, ومن ثم قالت:
- يا لك من عنيدة يا ليلى.
ابتسمت هي الأخرى ..... لكن ابتسامتها هجرتها .... بمجرد أن تخطت عتبت باب منزلها.....
فها هي تعود إلى أرض الواقع المرير....
توقفت ..... لم تعد قدماها قادرتان على أن يمضيا إلى الأمام....
سقطت دمعة ن مقلتيها .... لتغسل نظرت الفرح ...... و تعيد نظرة الحزن و الألم إلى عينيها .....
وضعت يدها على كتف ليلى , و قالت :
- أنا أعلم بما تشعرين به الآن, فأنا قد خضت هذه التجربة من قبل, لقد خسرت والديه معا في لليلة واحده , أنه شعور صعب , أن تخسر أحبابك, و أن تصدم بفكرة أنك سوف تكمل طريقك في دروب الحياة بدونهم ..
وجهة عينيها ناحية هديل, التي غلبتها دموعها هي الأخرى, ونسلت من عينيها, على وقع ذكر المحبين.....
رمت بجسدها الهزيل بين أحضان هديل, التي طوقتها بيديها, وأخذت تضمها أكثر فأكثر إلى حضنها.....
كان هذا المشهد يحصل أمام ناظريه.....
فتحولت قسمات وجهه الجادة , لقسمات الحزن ........
يتبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــع


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-13, 11:30 AM   #19

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي

فتح عينيه على وقع صوتها و هي تناديه باسمه...
- أحمد ..... أحمد .......
- هديل ... ( أخذ يمسح وجهه)
رفعت كلى حاجبيها إلى أعلى و هي تسأله قائلة :
- أكنت نائم هنا طوال الليل؟!
- نعم كنت هنا , لكني لم أنم , فقط كنت أريح عينيه قليلا.
- لماذا لم تنم ....... أهناك خطب ما؟........ ( بعد تردد, و صراع داخلي , هل تنطقها أو لا , حزمت الأمر بأن ....) أهو بسبب الكابوس إياه؟ ( و ازدردت ريقها )
أخذ يحدق بها لبضع ثواني ....
ومن ثم ابعد أنظاره المذهولة عنها , و بعثرها على الأرض...
- كلا .... فقط .... فقط لم أستطع النوم ...
لم يخفى عليها ارتباكه....... يبدو أن ذلك الكابوس لازال يلاحقه ....
( ما سر ذلك الكابوس , و لماذا لا يريد أن يحدثني عنه ؟ ) .... أسئلة دارت في خلدها تلك اللحظة....
أعاد عينيه ناحيتها , ومن ثم قال :
- لماذا أنت هنا, أهناك خطب ما؟
- كلا, لا يوجد شيء, فقط كنت ذاهبة لكي أتناول طعام الإفطار, أتريد أن ترافقني ؟
رسم ابتسامة على ثغره .... لتترجم الفرحة التي يعيشها تلك اللحظة في داخله...... هذه أول مرة تدعوه لفعل شيء معا ..... أخيرا ...... أخيرا ....
- نعم, بطبع ...
...........................
أول ما وقعة عينيه عليه , تأفف و أخذ يقول بصوت ذو نبرة غضب :
- ألا تفهموا أنت و أبنك ؟ قلت لكم لن أساعدكم , فكفى , توقفوا عن الاستمرار في تكررا طلباتكم عليه , فأنا لن أرضخ لكم مهما فعلتم ...
لم يبادله بالمثل , بل ابتسم له....
ورد عليه بصوت هادئ...... خالي من أي انفعال:
- في البدء أسمع ما لدي ومن ثم انفجر عليه كما تشاء.
- وماذا سوف يكون لديك سوا نفس الأسطوانة التي أنت و أبنك تكررانها على مسمعي دائما .
تبسم ضاحكا أمام عينيه ....
التعجب احتل قسمات وجهه وهو يراه يضحك أمامه..... ليس من عادته هذا الهدوء ...... هدوئه يخيف أكثر من غضبه و صراخه....
- أتعلم يا ياسر انك تشبهني كثيرا.
قالها بضيق :
- مستحيل أن أشبه شخص مثلك, أناني طماع, لا يهتم إلا بمصلحتيه فقط, حتى لو كانت على حساب الآخرين.
أخذ يصفق , قام من مقعده , أخذ يقترب من ياسر الواقف قرب الباب ,و الابتسامة تزداد اتساعا على شفتيه ....
تصرفاته الغريبة , زادت من حيرت و تعجب ياسر ........
- أحسنت يا ياسر, أنا أحيك على إتقانك لدورك ( توقف عن التصفيق, وقف أمام ياسر, ومن ثم أكمل قائلا) لكن لا تحاول أن تمثل هذا الدور أمامي , فنحن من طينتن واحده , يمكنني أن أكتشف وجهك الحقيقي بسهوله..
- ما هذا الهراء الذي تقوله ؟
- ياسر أنت هدفك هو السيطرة على ثروت أخي, هذا الأمر واضح وضوح الشمس, بدأت كموظف صغير في شركة أخي , و في غضون عام واحد فقط , عام واحد فقط , ترقية لتصبح في أعلى المناصب فيها, فسرلي كيف حصل هذا ؟ .... ( أخذ يدور حول ياسر الواقف بلا حراك , و مسحة من الذهول تجلت على وجهه ) لا تقلي بعملك الجاد استطعت أن تترقى بهذه السرعة , لأن أي شخص لديه عقل لن يصدقك ... ( توقف عن الدوران , صوب عينيه ناحية عيني ياسر المذهولتان مما يسمع) .... كان هدفك هو الثروة.... لكن للأسف توفي أخي , فلخبط كل أوراقك , فلم تجد سوى أن تستميل عطف و قلب ابنة أخي الساذجة , لكي تحصل على كل شيء......... أرئيت نحن جميعا نطمح لنفس الشيء , و هو الحصول على ثروت ابنة أخي ...... لهذا أنا جئت اليوم لكي أخبرك بحل سوف يرضيك و يرضيني أنا أيضا...... و الحل هو بأني سوف أقوم بإسقاط تهمة الاختلاس التي لفقتها عليك, و فوق ذلك سوف أكون كريما و سوف أدفع لك المبلغ الذي تريده, لكن شريطة أن تجعلها توقع , وتتنازل لي بكل أملاكها, ما رأيك بهذا الحل ؟
بتعابير وجه جامدة , يصعب تحديد معناها قال:
- أتريد أن تسمع رأي ؟
- بطبع ....
حنا رأسه ناحيته .....
ومن ثم همس في أذنه قائلا:
- الأفضل أن تخرج من هنا, قبل أن أكسر لك عنقك.
و بتعد عنه ...
هبت رياح الغضب , لتقضي على الهدوء الذي كان يعيشه ....
- أتهددني أيه الحقير؟
- نعم , ماذا سوف تفعل لي , أسوف تلفق تهمة أخرى عليه , أفعل , فأنا لم أعد أكترث .
خل المكان من الأصوات , معدا صوت أسنان أبو سعد و هي تحتك مع بعضها البعض.....
رمق أبو سعد ياسر بنظرة تقدح شررا..... ومن ثم أقبل ناحية الباب....
............................
- ألان تحررني ؟
- من ماذا أحررك ؟!
- من عينيك , فأنا لا أحب أن يحدق بي أحد و أنا آكل .
- و أنا لم يعد يهنأ لي تناول الطعام إلا و أنا أنظر أليك .
و خط ابتسامة على شفاهه ...
- إذا يبدو بأنه لا يجوز أن نتناول الطعام معا..
أخذ يضحك ...
ومن ثم قال:
- إذا سوف أموت جوعا و السبب هو أنت.
تبسمت هيه الأخرى , ومن ثم قالت :
- فلتمت , من سوف يكترث؟
أحاطها بعينيه من جديد ...
- أنت سوف تكترثين .
أخذ يدقق في تعابير وجهها , ليستشف ردت فعلها ....
في حين أن البسمة قد رحلت عن شفاهها....
واجتاحتها رياح الخوف...
- من الأفضل أن أعود إلى ليلى, فبتأكيد أنها استيقظت الآن.
اندفعت ناحية الباب بسرعة, بدون أن تسمع رده, الذي تحشرج في حلقه...
.................................
بوجه مترقب لسماع ما يطيب له , قال:
- ها ما الأخبار يا أبي؟
بوجه لازال يرسم الغضب على ملامح وجهه, قال:
- سيئة , فذلك البغيض لم يقبل بعرضي , لا وفوق كل ذلك يقوم ذلك الحقير و يهددني , يهدنني أنا. ...
( رفع يده اليمنى , و أخذ يكورها ) سوف نرى من يكسر عنق الآخر يا ياسر...
بخيبة أمل انعكست على قسمات وجهه ,قال:
- ألم أقل لك يا أبي , أنه عنيد , لن يعطينا الذي نريده .
- لكني أنا أعند منه, و سوف أجعله ينفذ ما نطلبه منه, سوف ترى.
..................................
صدمه من رآه في تلك الغرفة قاتمة اللون ...
بذهول اعتلى وجهه, قال :
- أحمد ....
قام من الكرسي...
أدخل ما يقدر عليه من أكسجين إلى صدره , ومن ثم أخرجه....
أخذ يمس ذقنه بيده , و هو يقول:
- لقد جئت لكي أقول لك , بأنا سوف نعتني بليلى, هذا كل شيء. ( وندفع ناحية الباب بخطى واسعة )
قبل أن يقرع الباب , تسلل إلى طبلت أذنيه صوته و هو يقول :
- شكرا لك يا أخي, كنت أعلم أنك شخص طيب القلب, و سوف تساعدني.
التفت إلى ورائه, ومن ثم قال :
- فعلت هذا ليس من أجلك , بل من أجل هديل .
و ألتفت ناحية الباب....
لكنه من جديد قاطعه صوته عن قرع الباب ...
- أحمد ..... أنا لا أعلم .... ما .... ما سبب كرهك لي ........ ما الخطأ الذي ارتكبته في حقك ..... لكي .... لكي تكرهني لهذه الدرجة.............. لكن ...... لكن .... ( ابتلع ريقه, ومن ثم أكمل كلامه قائلا) لكن أنا أعتذر عنه, أعتذر عن هذا الخطأ الذي ارتكبته في حقك ... و جعلك تحقد عليه..... و .... و تكرهني ...... فأرجو أن تقبل اعتذاري....
لم يحرك ساكنا, ضل متسمرا مكانه لبضع ثواني, لكن ما لبثت أن دبت الحركة في جسده, و رفع يده, و أخذ يقرع الباب .....
أم ياسر, فقد ضل يلاحق أحمد بعينيه, و في داخله يتمنا بأن يلتفت له, و يقول له بأنه يقبل اعتذاره......
لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه, رحل أحمد, و بتعد عن أنظاره, ليخلف في داخل ياسر حرقة, و ألم....
...............................
- كان يجب أن تبقي بضعت أيام في المستشفى , حتى تستعيدي صحتك.
- سوف تعود لي صحتي في بيتي.
ابتسمت, ومن ثم قالت:
- يا لك من عنيدة يا ليلى.
ابتسمت هي الأخرى ..... لكن ابتسامتها هجرتها .... بمجرد أن تخطت عتبت باب منزلها.....
فها هي تعود إلى أرض الواقع المرير....
توقفت ..... لم تعد قدماها قادرتان على أن يمضيا إلى الأمام....
سقطت دمعة ن مقلتيها .... لتغسل نظرت الفرح ...... و تعيد نظرة الحزن و الألم إلى عينيها .....
وضعت يدها على كتف ليلى , و قالت :
- أنا أعلم بما تشعرين به الآن, فأنا قد خضت هذه التجربة من قبل, لقد خسرت والديه معا في لليلة واحده , أنه شعور صعب , أن تخسر أحبابك, و أن تصدم بفكرة أنك سوف تكمل طريقك في دروب الحياة بدونهم ..
وجهة عينيها ناحية هديل, التي غلبتها دموعها هي الأخرى, ونسلت من عينيها, على وقع ذكر المحبين.....
رمت بجسدها الهزيل بين أحضان هديل, التي طوقتها بيديها, وأخذت تضمها أكثر فأكثر إلى حضنها.....
كان هذا المشهد يحصل أمام ناظريه.....
فتحولت قسمات وجهه الجادة , لقسمات الحزن ........
يتبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــع


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-13, 11:32 AM   #20

درة الاحساء

نجم روايتي ومشرفة سابقةومصممه

 
الصورة الرمزية درة الاحساء

? العضوٌ??? » 213582
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,499
?  نُقآطِيْ » درة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond reputeدرة الاحساء has a reputation beyond repute
افتراضي

وقفت بجواره , لاحظت سرحانة , و المائدة المليئة بالخيرات , لم تلمس ...
- أرى المائدة على حالها, لماذا لم تتناول العشاء؟!
- ليس لدي رغبة في الأكل, أنام ليلى؟
- أجل . ( و تنهدت )
- ألا تريدين أن تتعش؟فأنت لم تأكل منذ الصباح.
هزت رأسها بنفي...
تبعتها قائلة:
- ليس لدي رغبة في تناول أي شيء, ما دمت لا تريد أن تتناول العشاء, فسوف أذهب لأنادي الخادمة لكي تجمع الأطباق.
أمسك بيدها, ردعها عن المضي في طريقها, ألتفتت ناحيته, تتبعته بعينيها المتعجبتان و هو يقف من الكرسي....
نطق بصوت حاني...
- أأنت بخير يا هديل؟
فوجئت بسؤاله , أنشلت تعابير وجهها ...
رغم ذلك ... هزت رأسها بنفي...
مسح على رأسها ....
ومن ثم قال:
- لكن عينيك يقولان عكس ذلك...... هديل ألازلت متأثرة بفراق والديك؟
فتحت عينيها على مصراعيهما .... و كذلك فمها ....
سحبت يدها بسرعة من قبضة يده .....
ومن ثم قالت و الارتباك قد تملكها...
- كلا..... هذا أمر قد انتهى منذ زمن...
وهربت منه ...
لكنها لم تستطع الإفلات من صوته .... أن تمنعه من الدخول إلى طبلة أذنيها...
- هديل إذا أردت أن تتكلمي في الموضوع, فأنا جاهز في أي وقت, في أي وقت...
...................................
ظلمة احتلت المكان
و هدوء عم المكان....
أخترقه صوت الساعة و هي تنذر بدخول الساعة الثانية عشرة...
تبعتها صوت وقع خطوات مترددة...
رفعت يدها ... التائهة .... الحائرة .... في قراراتها المتأرجحة.... الغير مستقرة على قرار واحد..... ضلت على هذا لحال لبضع دقائق....
دوى صوت باب يفتح ... لينهي هذا الصراع الداخلي....
ألقت نظرة متفحصة على الشخص المستلقي على السرير ....... فوجدته ساكن , لا يتحرك...
فطأطأت رأسها ...... و مشت خطوتان إلى الخلف.... و سحبت الباب معها .... لكن صوته أستوقفها ...
- هديل ..... أهذه أنت ؟
فتحت الباب... لتجده واقف بالقرب من السرير....
أنزلت رأسها من جديد ناحية الأرض.... و بصوت أقرب منه إلى الهمس قالت:
- أنا آسفة إذا أيقظتك.
- أنت لم تيقظيين, لهذا لا داعي للاعتذار, ماذا هناك , أهناك مشكلة.
أخذت نفسا عميقا , تبعته بزفرة ...
ومن ثم قالت:
- أيمكنني أن أحدثك في شيء.
تحرك من مكان... أخذ يقترب منها .... توقف أمامها مباشرة.... باتت تعابير وجهه واضحة لها الآن.... أنه يبتسم ...
- بطبع ... تفضلي... ( و أشار بيده لها بدخول )
أخذت تمشي بخطى صغيرة ناحية السرير...
وهو كان يسبقها ...
جلس على السرير..... وضع يده اليمنى على السرير بالقرب منه ....
انصاعت لأوامره ...
جلست حيث أشار لها ....
و هي مطأطئته رأسها ...
- في ماذا تريدين أن تتحدثي معي ؟
ازدردت ريقها ....
و بكلمات متفرقة قالت :
في الحقيقة ..............أنا............. أنا .......أريد .........أريد ............. ( جاءت دموعها, لكي تقطع كلامها ) ............
وضع كفه على ظهرها و أخذ يربت عليها ...
و أخذ يقول مشجعا أيها لتكلم :
- تكلمي هديل... قول الذي في قلبك .....
رفعت رأسها ناحيته ....... واجهة بعينيها الدامعة ....
و قالت بصوت يشيبه البكاء:
- كنت أتهرب عن الحديث عنهم ..... حتى أتمكن من نسيانهم ...... لكن ........لكن .........يبدو أن الذي علته كان خاطئا ........ وجعل حزني عليهم يتراكم طوال التسع السنوات ...... ( و أخذت تبكي بحرقة و ألم ) ...
لفها بيده , و سحبها ناحية صدره ....
أكملت قائلة:
- لقد ... لقد كان حياة .... عالمي كله ........ و في ليلة واحدة ..... يرحلوا عني........ بدون سابق إنذار....
- ليتن لم أدعهم يخرجوا في تلك الليلة.......... لما حدث لهم ذلك الحادث اللعين ........ و لما تركوني لوحد...... أعيش بدونهم ..... أكمل بدونهم ....... ليتن ..... ليتن....... ( و عادت لموجة البكاء المرير)
- أششششششش, لا تقولي هذا الكلام , هذا قضاء الله و قدره , لقد كتب عليهم أن يموتوا في تلك الليلة , لم يكن في مقدورك فعل أي شيء..
بصوت مملوء بالحرقة و الألم....
- لماذا ........ لماذا كل من أحبهم يرحلون عني............. في البدء والديه , ومن ثم ........... ومن ثم عمار...
جاء وقع أسمه عليه , كسهام التي تغرس في قلبه .......
لكنه أبتلع ألمه, و أظهر رباطة جأشه...... كأنه لم يسمع شيء.....
انتبهت لما نطق به لسانها بدون تفكير...
فأبعدت رأسها عن صدره ..... و ألقت عليه نظرة تفحص .....
- أنا آسفة......... لا أعلم كيف.........
وضع يده على شفتيها ....
وقال :
- لا تتأسفي..... أنا الآن صديقك و ليس زوجك, فتكلم و أخرجي ما في صدرك, و لا تكترثي بشيء.....
أخذت تحدق به بذهول........
أمسكت بيده, و أبعدتها عن شفتيها ......
غطت وجهها بكلى يديها ....
وقالت :
- كم أنا خجلة منك , أنت تغدق عليه بمشاعرك.... بعطفك .... بحنانك...... وماذا أنا أعطيتك في المقابل....سوى تجريح ...... و الصد.... و الأحزان....
أمسك بيديها .... و حرر وجهها من قضبانها ....
وقال :
- أنت لم تجرحيني ....... تحزنين قط...... بل جعلت لحياتي طعم آخر..... طعم لذيذ ...... لقد أعدتي الحياة لقلبي ...... ( و أخذ يهز رأسه بنفي, و يقول في نفس الوقت)... فلا تكرري هذا الكلام مرة أخرى ..... فلولاك ما أصبحت هذا الإنسان المفعم بالفرح و السعادة , و جودك فقط أمام ناظري يكفيني....... أنا لا أطلب المزيد ...... غير ألا تبتعدي عن ناظري.....
تسمرت مكانها...
تلجم لسانها ...
و تجمد عقلها ....
و عينيها شبكة بعينيه الضاحكة...
وهو الآخر ...
لم يتحرك من مكانه ....
و لم ينطق ببنت شفه ....
بل أخذ يتمتع بنظر إلى عينيها العسليتين ......
ضلوا على هذا الحال لبضع دقائق ملتهبة بمشاعره ورغباته التي لم يعد قادرا على كبتها أكثر من ذلك, و مشاعرها المضطربة..... التي شوشت تفكيرها... و جعلتها فريستا سهله له .....
بدون تفكير ...... بدون دراية بالذي يفعله, فرغباته هي المسيطرة الآن عليه ..... و جد بنفسه ينحني ناحيتها....... ليذوق طعم شفتيها كرزية اللون .......
أما هي فكانت مستسلمة له ...
حانت لحظة اللقاء بينه و بينها .......
لكنها لم يكتب لها النجاح .....
لقد استيقظت من المخدر ...
عاد لها وعيها .....
فقالت بارتباك :
يجب أن أذهب الآن لنوم , فأنا ....... أنا متعبة جدا ......
و قامت بسرعة البرق ..... و بلمح البصر خرجت من الغرفة ......... لتترك أحمد تنهش فيه خيبة الأمل.... في لحظة طالما تمناها .....
..................................
- ها بني, ما الأخبار؟
بابتسامة عريضة احتلت نصف وجهه قال...
- جيدة يا أبي...... بل ممتازة ....لقد قال بأنه سوف يكمل المهمة في غضون يومين فقط...
ابتسم هو الآخر ابتسامة شيطانيه, من ثم قال:
- هذا خبر ممتاز يا سعد......... الآن سوف نرى من الذي سوف يكسر عنق الآخر يا ياسر.
................................
- صباح الخير يا حبي...
- صباح النور...
- كيف حالك اليوم؟
- بأفضل حال, عندما سمعة صوتك يا حبيبي.
- يسعدني سماع هذا.
- كيف حالك أنت ؟
- بتأكيد في أحسن حال , ما دمت أنت بخير, ها ما أخبار أحمد معك.
- جيده , أنه إنسان رائع, و كذلك هديل.
- هذا أمر جيد, حسنا حبي يجب أن أغلق الهاتف فدوري قد أنتها .
- ياسر...
- نعم حبي.
- اشتقت لك .... ( نزلت العبرة المحبوس في عينيها ) ......... كم أنا بحاجة لك الآن ..... كم أود أن تكون بجانبي ........
- ليلى ....... و أنا كذلك ...... أرجوك ليلى لا تبكي........لا أريد أن أغلق الهاتف وأنت تبكين........فلن يهدأ لي بال طوال اليوم .......أرجوك توقفي .....
أخذت تمسح دموعها, التي ملأت وجنتيها ...
بصوت مهزوز قالت :
- حسنا ... ها أنا توقفت ......
- هذا جيد , لا أريد أن أسمعك تبكين مرة أخرى ......فمهما بعدت بيننا المسافات ..... سوف تضلين في قلبي ....
- و أنت كذلك...
ابتسم , ومن ثم قال...
- إلى اللقاء حبيبتي.
- إلى اللقاء حبيبي .
أغلقت سماعة الهاتف ........ و دموعها المحبوسة تناضل في سبيل خروجها إلى الحياة..... لكن ليلى جاهدة في سبيل ألا يحدث هذا ........
- ليلى ...... أكلمتي ياسر....
هزت رأسها بالإيجاب......
- كيف حاله ؟
- بخير ....... هديل أيمكنك أن تقولي لأحمد بأني أريد أن أرى ياسر ...... فأنا لم أستطع أن أزوره من قبل .... بسبب حال أمي ......... أنا حقا مشتاقة له ....... أريد أن أراه .....
رأت في عينين ليلى لمعة حزن ..... آلمتها ...
- بطبع سوف أطلب منه ذلك ..........
خطت بضع خطوات ....... حتى أصبحت أمام ليلى المنكسة رأسها ...... توقفت.... أمسكت بكلى يدي ليلى ........ و قالت:
- سوف ترينه قريبا ..... فلا داعي للحزن ...
رفعت رأسها .....
ومن ثم رسمت ابتسامة باهتة على شفتيها ....
وهزت رأسها بالإيجاب...
....................................
- لو سمحت أيمكنك الابتعاد عن الباب , لكي آمر , فعلي عمل أقوم به .
- و أن كذلك علي عمل أقوم به .
- حسنا, أذهب و قم به .
- أنا أقوم به الآن.
رفع أحد حاجبيه إلى أعلى , ومن ثم قال:
- ماذا تقصد ؟
- أقصد أن عملي هو أنت , أنا عندي رسالة لك من أبو سعد .....
- آهههههه , أبو سعد , وما هي تلك الرسالة...
- الرسالة تقول, أنك يجب أن تفعل الذي طلبته و إلا ....
خط ابتسامة استهزاء على شفتيه ...
و أردف قائلا :
- و إلا ماذا ؟
دفع ياسر بكل ما أوتي من قوه ...... لدرجة أنه فقد توازنه , و سقط على الأرض ...
و أكمل الرجل قائلا :
- و إلا رأيت شيئا لن يعجبك .
فتح الباب و خرج ...... كأن شيئا لم يحصل ......
في حين أن ياسر ضل مستلقيا عللا الأرض ....... و نيران الغضب قد بدأت تتقد في صدره ......
...................................
صرخ بأعلى صوته...
- أدخل .
أخذ الباب يفتح ببطء..... ليكشف من ورائه عن هديل .....
كانت مرتبكة ..... و مترددة في أن تكلمه بعد الذي جرى في لليلة البارحة ....
أما أحمد فما أن وقعة عينيه عليها...... حتى ألتفت إلى الطاولة القابعة أمامه ........ و أخذ يكمل ما كان يفعله قبل دخولها ....... ألا وهو التحديق في الطاولة التي تكاد عينيه تخترقها .......
بصوت بالكاد يسمع , قالت:
- أحمد ................ ( ازدرت ريقها ) أحمد ليلى تريد ........ أن تزور ياسر ......
أخذ نفسا عميقا , ومن ثم أخرجه من صدره ....
و قال :
- حسنا , سوف نذهب غدا.
- حسنا , سوف أخبرها .
( نبرة صوته متغيرة ....... ليست التي عهدتها منه ........ واضح بأنه متضايق مني ) قالتها في سرها....
و ألتفت إلى ورائها ....أمسكت بمقبض الباب ....شدت قبضتها عليه ....... أغمضة عينيها .....ألتفت بسرعة ناحيته ......وقالت دفعتا واحدة :
- أنا آسفة لما فعلته ليلة البارحة ......... أنا آسفة ....... لكن أرجوك أن تتفهم , أنا أحتاج للقليل من الوقت ... أرجوك أن تتفهمني........
ابتسم ضاحكا ...
ومن ثم قال ....
- أنا سوف أتفهمك...... ( و ألتفت برأسه ناحيتها بسرعة وهو يقول في الوقت نفسه) لكن هل أنت سوف تتفهمن مشاعري أنا .........
نظراته كلماته ...... آلمتها ...... زادت من عذابه ........ رفعت يدها ..... و ضعتها على جبينها ...... و أخذت تهوي بها على وجهها ...... لتتبعها دموعها ......
أمسكت بمقبض الباب ...... و فتحت الباب ..... و خرجت من الغرفة ..........و أغلقت الباب ورائها...... لكي تنهار ...... و تبكي ........وتهرب من نظراته تلك .....من وراء الباب ....
أما هو فقد دفن وجهه بين يديه ....
- يا الله أعيني.
.................................
- أففففففف, هذا أنت من جديد...
- نعم هذا أنا ....... ( أشار إلى ناحية وجهه , ومن ثم قال) أنظر إلى هذا الوجه جيدا, فأنك سوف تراه كثير هذه الأيام , حتى تنفذ ما في الرسالة...
- أسمع يا هذا, قل لسيدك أنني لن أنفذ أوامره مهما فعل, لهذا لا تتعب نفسك باللحاق بي في كل مكان.
أقترب منه , حتى غدا أمام ياسر مباشرة , ومن ثم قال:
- لا أسمع أنت , أنا وعدتهم بأني سوف أنهي هذه المهمة خلال يومين ( و نصب أصبعيه ) , و أنا دائما أنفذ وعودي .
- يبدو أن هذه المرة أنك لن تنفذه.
فتح عينيه أوسع ما يكون, ومن ثم قال بنبرة صوت حادة:
- يبدو أن الطيب لا ينفع معك.
وهوا بقبضة يده الضخمة على وجه ياسر...
الذي هوا أرضا من أثرها...
أخذ ياسر يتحسس خده الأيمن بيده ......
قطب حاجبيه ...
و قال :
- أتضن أن ضخامة جثتك , عضلاتك سوف تخيفني, لا لن تخيفني..... لن أرضخ لكم .......لن أرضخ.....
- إذا لقد جنيت على نفسك.
ونحنا ناحية ياسر, أمسك بقميصه, و رفعه إلى أعلى , لدرجة أن ساقيه لم يعودا قادرتان على لمس الأرض.... و قذف به في الهواء.......
لسقط على الأرض من جديد .....
أمسك ياسر بكتفه التي بدأت تألمه من أثر السقطة....
حنا بجسده ناحية ياسر , الممدد على الأرض , و قال:
- ما ردك الآن.
بإصرار و تصميم قال:
- ردي كما هو لم يتغير.
بنصف عين رمقه بنظرة ملتهبة ....
ومن ثم أنهال عليه بوابل من الضربات , لدرجة أن الدم سال من أنفه ومن فمه .....
ومن ثم توقف, وأخذ يصرخ في وجهه قائلا:
- ما ردك الآن ؟
- ردي هو ....... ( و بصق عليه )
انفجر بركان الغضب في داخله .....لم يعد يعي ما يقدم عليه ....... أو ما يفعله .......
رفع يديه و طوقهما على عنق ياسر ........ وأخذ يضيق الخناق عليه ......
رفع ياسر كلى يديه....و أمسك بيدي ذلك الضخم ...... و حاول بكل ما أوتي من قوة أبعادهما عن عنقه........ لكن بلا جدوا ...... أخذت أنفاسه تقل ..... و طاقته تنفذ ....... وروحه تفارقه ........
بصوت مرتعد قال:
- فريد كفى , سوف تقتله .....
بأعلى طبقة من صوته .......أخذ يصرخ قائلا :
- ليس لك دخل بي........ أذهب وراقب الممر يا سامر...
أزدرد ريقه سامر , ومن ثم قال:
- لكن ......

أبعد أحد يديه من عنق ياسر, و دفع بها سامر الواقف بالقرب منهما ........ و صرخ به قائلا ....
- قلت لك أذهب وراقب الممر , هيا ..........و إلا نلت ما لا يرضيك .
هرول سامر المذعور مبتعدا عنهما ......
في حين أن فريد , أعاد يده إلى عنق ياسر مرة أخرى ...... وأخذ يشد قبضته أكثر فأكثر عليه ....... ويصرخ في وجهه قائلا....
- ما ردك الآن , ها قل ...... ألا زلت تريد أن تبصق على وجهي....... أيه الحقير.....

...............................
بصوت مشبع بضيق قال أحمد:
- ماذا هناك أيه الشرطي, لماذا جعلتني انتظر كل هذا الوقت, أنا جل ما طلبته هو رأيت ياسر, لما كل هذا التأخير.
جاءه صوت من خلف يقول:
- ما علاقة بياسر كمال؟
ألتفت بسرعة إلى خلفه, لجد رجل ضخم الجثة , يبدو عليه الوقار, و يرتدي بزه تدل على أنه ذو منصب عالي ....
رفع أحمد كلى حاجبيه إلى أعلى, ومن ثم قال:
- أنا أخوه, لماذا تسأل؟!....
أخذ الرجل نفسا عميقا, تبعه بزفرة...
ومن ثم قال:
- يأسفن أن أبلغك بأن أخيك قد توفي منذ نصف ساعة ....
يتبــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــع


درة الاحساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بقلم, hope, دموع, light

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:36 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.