آخر 10 مشاركات
روايه روحي لك وحدك للكاتبه (ريم الحجر) روايه رائعه لا تفوتكم (الكاتـب : nahe24 - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          روزان (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          ذكرى ضاعت منه(132)للكاتبة:Dani Collins (الجزء الثاني من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          خذني ..؟ -ج1 من سلسلة عشقٌ من نوعٍ آخر -قلوب قصيرة - للرائعة ملاك علي(كاملة& الروابط) (الكاتـب : ملاك علي - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          وكأنها رملة..! (59) -قلوب نوفيلا- للآخاذة: eman nassar [مميزة] *كاملة &الروابط* (الكاتـب : eman nassar - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          [تحميل] تائهون إلى أن يشاء الله ، للكاتبة/ رررمد " مميزة " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-05-13, 02:33 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25


12 -

إنهمكت والدة(باسل) في إعداد طعام الغذاء في مطبخ منزلها ووقفت معها ابنتها(بسمة) تساعدها في همة قبل أن تقول لأمها بلهجة ذات مغزى ـ"ألم يخبرك(باسل) شيئاً؟

عقدت أمها حاجبيها قائلة في حيرة ـ"شيئاً مثل ماذا؟"

هزت(بسمة) كتفيها وهي تجذب باب المبرد قائلة ـ" أبداً، لقد لاحظت اهتمامه الزائد بأولادي وبـ(مروان) ابن(نهاد). لقد أحضر لهم ملابساً ولعباً كثيرة وإصطحبهم أمس للملاهي، ألا يعني هذا شيئاً؟"

هزت الأم رأسها نفياً قائلة ـ"لا يعني شيئاً جديداً،(باسل) يفعل ذلك كل أجازة؛ أم أنك تلمحين إلى ابن(نهاد)؟"

أجابتها ابنتها في سرعة قائلةـ"كلا بالطبع، فـ(مروان) و أبنائي تقريباً في منزلة واحدة عند(باسل) ربما من قبل أن يتزوج(سارة). (باسل) يعشق الأطفال يا أمي وهذا ما أسألك عنه. ألم يخبرك بحمل زوجته؟"

هزت الأم كتفيها وهي تتذوق طعم الحساء قائلة ـ"لا لم يخبرني، وما أظنه يخفي خبراً كهذا عنا لو كان صحيحاً. ألم تلحظي أنت شيئاً عليها؟"

إلتقطت(بسمة) بعض ثمرات الطماطم الطازجة من المبرد وهي تجيب أمها قائلةـ"لا لم ألحظ، لقد كانت في قمة النشاط والحيوية أمس في الملاهي كما لو كانت طفلة صغيرة."

أشاحت الأم بكفها بعيداً قائلة ـ"لا تشغلي بالك، هذه حياتهما وهما أحرار فيها. لكن ما سر اهتمامك المفاجيء هذا؟"

مطت(بسمة) شفتيها قائلة ـ"أنا مهتمة بشقيقي وبرغبته في أن يكون له ابن من صلبه. أعتقد أن هذا حقه وحقنا جميعاً."

ربتت الأم على كتف ابنتها قائلة بحكمة ـ"(باسل) حر في حياته يا(بسمة)، كما أنه متزوج منذ ستة أشهر فقط. دعيه يستمتع بعروسه وشبابه."

ضحكت(بسمة) في تهكم قائلةـ"عروسه؟ عروسه لا تهتم سوى بدراستها وبالدكتوراه؛ أراهنك على أننا لن نر أبناء(باسل) قبل أن تنهي(سارة) الدكتوراه."

ربتت أمها على كتفها ثانية ونصحتها قائلة ـ"من المؤكد أنهما متفقان على ترتيب حياتهما سوياً. ثم ما سر تحيزك ضد زوجة أخيك؟ ألأنها كانت دوماً متفوقة في دراستها وعملها، أم لأن(باسل) اختارها هي ولم يختر أخت زوجك؟"

إرتبكت(بسمة) لصراحة أمها وتلجلجت الكلمات على شفتيها فبادرتها أمها قائلةـ"وأحب أن أذكرك بأن(باسل) يحب زوجته وإختارها عن اقتناع. لقد تعمدت يوم أن أرسلت إليه في لندن بأسماء الفتيات اللاتي سيختار منهن أن أضع اسم(سارة) وسط الأسماء كيلا ينتبه إليه، لكنه لم يحدثني إلا عنها. أفهمت الآن مشاعره نحوها؟"

هزت(بسمة) كتفيها بلامبالاة وهي تقول ـ" على أي حال أنا لا يهمني سوى سعادته. وفقهما الله."

همت أمها بالرد عليها حينما سمعا صوت باب الشقة يُفتح و يُغلق واقترب(باسل) من المطبخ وعلى وجهه ابتسامته العذبة قائلاً ـ"صباح الخير يا أمي."

وانتبه لحظتها لوجود شقيقته فقّبل جبهة أمه في حنان قبل أن يُقَبّل جبهة شقيقته قائلاً بود ـ"كيف حالك يا(بسمتي)؟ وأين أولادك؟ لماذا لا أسمع ضجيجهما؟"

ربتت(بسمة) على ظهره قائلةـ" نوم الظالم عبادة، لن ينتهي الغداء لو إستيقظوا."

قالتها وهي تختلس النظر إلى ما خلف شقيقها قائلة بتردد ـ"أين(سارة)؟ ألم تحضر معك؟"

أجابها في هدوء قائلاً ـ"(سارة) ستتأخر قليلاً، لقد ذهبت لتقابل أساتذتها بالكلية وزملائها القدامى."

رفعت(بسمة) حاجبيها باندهاش مفتعل ـ"اليوم؟"

مط(باسل) شفتيه قائلاًـ" نعم اليوم، لقد طلبت منها أن تُنهي جميع زياراتها لأصدقائها وزملائها في أقرب فرصة لأننا قد نعود إلى لندن في أي وقت."

سألته أمه في لهفةـ" ألن تبق معنا للعيد؟"

هز كتفيه قائلاًـ" لا أعلم بعد، سأتصل بمدربي وهو صاحب القرار."

ابتهلت أمه إلى الله قائلةـ"يا رب يوافق على أن تقضي العيد معنا، بدونك لن يكون له طعم."

قَبّل جبهتها ثانية في حب قائلاً ـ"حفظك الله لي، حفظكم الله لي جميعاً."

ثم إلتفت إلى شقيقته مداعباً يقول ـ"سأذهب لأوقظ(أحمد) و(محمود). لقد أوحشاني هذان التوأمان."

ربتت على كتفه قائلةـ"ما دمت تحبهما هكذا أنجب لهما عروسان."

رفع(باسل) حاجبيه في دهشة ولم يغب عن نظره مرفق أمه الذي تحرك في سرعة ليلكز جانب(بسمة) كنوع من العقاب لكنه أجاب بابتسامة ودود وهو يخرج من المطبخ ـ"لا تتعجلي، عندما يشاء المولى عز وجل ستصبحين عمة."

وتركهما ليداعب طفلي شقيقته في حنان.
وقبل أن يحين موعد الغذاء كانت(سارة) تدق جرس الباب وتعتذر لحماتها عن تأخرها في الحضور بسبب ازدحام المواصلات في وقت الذروة. وهنا داعبها زوجها قائلاً ـ"ألم أعرض عليك أن تقودي سيارتي؟"

رفعت حاجبيها في استنكار قائلة ـ"أقود جيب في القاهرة، وفي ساعة الذروة؟ مستحيل، القيادة في لندن أسهل كثيراً."

وفي جو عائلي تناول الزوجان غذائهما مع أسرة(باسل) قبل أن ينسحب هذا الأخير معتذراً لعائلته قائلاً ـ"سنستأذنكم الآن لأن لدينا مشوار هام."

أشار إليه والده قائلاً ـ"إلى أين؟هل ستضحي بصينية البسبوسة من صنع يدي(أم باسل)؟"

ضحك(باسل) قائلاً ـ"لا أستطيع التضحية بها، حافظوا على نصيبي ونصيب زوجتي لحين عودتنا. بالمناسبة يا أمي، سنبيت هنا الليلة."

تهللت أسارير أمه وهتفت وابتسامتها تضيء وجهها الحنون قائلة ـ"مرحباً بك في بيتك يا حبيبي، سيزداد بهاء البيت بوجودكما اليوم."

تورد وجه(سارة) خجلاً في حين رفعت(بسمة) حاجبيها قائلة بغيرة مصطنعة ـ"يا سلام، الكلام العذب لا يخرج سوى لـ(باسل)..أما أنا..يا لحظي التعس."

ربت(باسل) على كتف أخته باستخفاف مرح قائلاً ـ"لقد شبعت أمي من رؤيتك كل يوم، أنت بالنسبة لها طعام مكرر تأكله كل يوم، أما أنا ففاكهة نادرة الوجود."

تعالت الضحكات على تعليقه في حين عقدت(بسمة) حاجبيها بغضب مصطنع قائلة ـ"هكذا؟ لن أرد عليك."

مال(باسل) يقبل رأسها قائلاً بود ـ"أنت أختي الحبيبة وأنا أحب مشاكستك."

قبلت(بسمة) وجنته قائلةـ"حفظك الله لي يا أخي الحبيب."

ربت(باسل) على كتفها بحنان قبل أن يقول للجميع ـ"أراكم في المساء إن شاء الله."



***************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 02:36 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

13 -


وقفت(سارة) ساهمة أمام مشهد غروب قرص الشمس الأحمر وغوصه وسط مياه نهر النيل، ولم تشعر بإقتراب زوجها إلا حينما وقف خلفها وأحاطها بذراعيه هامساً ـ"ألهذه الدرجة إستغرقك الغروب؟"

أجابته وعيناها لا تفارقان المشهد ـ"نهر النيل رائع، وقوة مصر مستمدة من قوته. أنا فخورة بإنتمائي له."

ضحك(باسل) وسألها في دهشةـ"يااه؟! لم أتصور أن يثير النيل كل هذه المشاعر الوطنية لديك. ما السر يا ترى؟"

غاص لحظتها قرص الشمس تماماً تاركاً شفقاً أحمراً مكانه في الأفق فإستدارت(سارة) تواجه زوجها قائلة بابتسامة حالمة ـ"عندما وقفت على نهر التايمز ورأيت جماله تذكرت النيل وشعرت بحنين بالغ لبلدي ونيلها، وتمنيت مع نفسي أن أسكن في شقة تطل على نهر النيل كي أراه في كل وقت."

داعب(باسل) وجنتها قائلاً ـ"وها قد إستجاب الله عز وجل لدعائك وفاجأتك بأن شقتنا تطل على النيل."

سألته فجأة ـ"متى اشتريت هذه الشقة؟"

تظاهر بالفزع لسؤالها المفاجيء، ثم ما لبث أن أجابها بابتسامته الهادئة قائلاً ـ"قبل أن أخطبك، فأنا أيضاً من هواة مشاهدة غروب الشمس في النيل."

تأملت ملامحه المبتسمة للحظات قبل أن تقول بحيرة ـ"أشعر أن الله سبحانه وتعالى أرسلك لي لتحويل كل أحلامي إلى حقيقة."

تناول كفها يلثمه في رقة قائلاً ـ"وما الداعي لوجودي إن لم يكن لتحقيق أحلامك وإسعادك؟ مجرد أن تجول فكرة بخاطرك هو أمر واجب التنفيذ بالنسبة لي."

عانقته في حب قائلة بامتنان ـ"حفظك الله لي يا حبيبي."

قبل جبهتها في حنان وهو يقول ـ" وحفظك لي. والآن هيا لتري باقي الشقة، وبعد ذلك سنخرج سوياً لنختار أثاث الشقة والسجاد والستائر. بإذن الله أريد أن ننتقل للإقامة هنا قبل نهاية الأسبوع. أريد أن نمضي عيد الأضحى سوياً في شقتنا هنا."

عقدت حاجبيها قائلة ـ" وماذا عن المدرب؟"

أشاح بيده قائلاً ـ" أنا ممنوع من اللعب مبارتين، والمباراة الثانية موعدها يوم عيد الأضحى. سنسافر بعدها مباشرة بإذن الله. المهم، ماذا حدث في الجامعة اليوم؟ هل قابلت أساتذتك؟"

صحبته(سارة) لداخل الشقة وهي تجيبه قائلةـ" قابلت دكتور(فكري) وباقي زملائي في القسم. أما دكتور(عثمان) فعلمت أنه سافر لأداء فريضة الحج."

سألها باهتمام ـ" وهل أبدى دكتور(فكري) أي ملاحظات حول عملك؟"

مطت شفتيها في إحباط قائلة ـ"نعم، قال أنني أعمل وفق جدول بطيء وأنه كان يتوقع مني ما هو أفضل من ذلك. والأغرب من ذلك أنه شكك في قدرات بروفيسور(أنجلز) العلمية.. لا أدري ماذا أفعل؟"

تنحنح(باسل) وهو يداعب خصلات شعرها الناعمة متظاهراً بالتفكير قائلاً ـ"رأيي هو أن تحاولي الاستمتاع بأجازتك هنا، وهيا بنا وإلا سنتأخر في العودة إلى أبي وأمي وقد تلتهم(بسمة) نصيبنا من البسبوسة."

رفعت(سارة) حاجبيها وعادت تخفضهما قائلة في خبث ـ"البس بوسة؟! عندك حق."

أسند ظهرها للحائط واستند عليه بكفيه هو الآخر وتأمل عينيها لحظات قبل أن يهمس بابتسامة واسعة ـ"البس بوسة!! طبعاً عندي حق."

تاهت في لون عينيه للحظات قبل أن تسأله بجدية مصطنعة قائلة ـ"قبل أن أنسى،عندي سؤال هام، هل فراشك متين؟"

إنفجر ضاحكاً وقال ليجيبها من بين ضحكاته ـ"وحتى لو لم يكن متيناً، لقد أصبحت خبيراً في إصلاح الفُرُش."



****************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 02:38 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

14 -



وقف (باسل) أمام صوان ملابسه في غرفة نومه بلندن يفتش في محتوياته بحثاً عن ملابس تدريب نظيفة دون جدوى مما أثار أعصابه، فهبط للطابق السفلي وإتجه من فوره إلى غرفة المكتب ووقف على بابها واضعاً كفيه في خاصرته قائلاً والشرر يتطاير من عينيه ـ" أين ملابس تدريبي النظيفة؟"

لم يبد على (سارة) أنها سمعته أو شعرت بوجوده من الأساس حيث استغرقها عملها على الكمبيوتر فلم تعد تشعر بما يحدث حولها، فإزداد غضبه وعلا صوته وهو يهتف في عصبيةـ" (سارة) أنا أكلمك... أين ملابسي النظيفة؟"

إنتفضت (سارة) في فزع وهي ترفع عينيها إليه قائلة ـ"ما ذا بك يا (باسل)؟ لقد أفزعتني."

أعاد (باسل) سؤاله من بين أسنانه التي يجزها غيظاً فعقدت (سارة) حاجبيها للحظات تستوعب سؤاله قبل أن تجيبه في هدوء قائلة ـ" في الصوان بغرفتنا."

أشاح بيده قائلاً في عصبية ـ" لا يوجد شيء بالصوان، لا قمصان نظيفة ولا ملابس تدريب ولا حتى جوارب أو ملابس داخلية."

سألته في حيرة حقيقية ـ" أين ذهبوا إذاً؟"

إستشاط غضباً من هدوءها فهتف بها في ثورة ـ" أتسألينني؟ كل ملابسي متسخة وفي إنتظار تعطفك لغسلها. أتدرين منذ متى؟ منذ أسبوعين...جميع ملابسي متراكمة منذ أسبوعين دون تنظيف ودون سبب واضح لإهمالك شئوني وشئون منزلك."

أحنقها صوته العالي فنهضت من خلف المكتب قائلة بضيق ـ"لماذا تهتف بي هكذا؟ أنت تعلم مدى إنشغالي في دراس..."

قاطعها بغضب هادر لم تره من قبل_ أو بالأحرى لم تتوقع رؤيته_ قائلاً ـ"بيتك أهم يا سيدتي...بيتك وزوجك أولاً."

شعرت بأنها أمام (باسل) آخر غير الذي تزوجته، ولم يستوعب عقلها العلمي هذا التغير الشديد في أسلوب زوجها فقالت مدافعة عن نفسها ـ" أنت تعلم أنني لا أهمل شئونك عن عمد... وتعلم أنني..."

قاطعها هاتفاً في ثورة ـ" كل هذا ولا تهملين شئوني؟ عندما تتراكم كل ملابسي بهذا الشكل ناهيك عن نظافة المنزل والأكل من المطاعم... كل هذا ولا تعدينه إهمالاً عن عمد؟"

تصاعدت دماء الغضب بغزارة إلى رأسها وكادت أن تُفقدها صوابها إلا أنها تماسكت وهي تلتقط نفساً عميقاً وتنفثه في بطء وتقترب من زوجها في هدوء مدروس، وبإبتسامة رقيقة لمست ذراعه بحنو قائلة ـ"حبيبي أنا آسفة. قليل من التعاون لن يضرنا."

سحب ذراعه بعيداً عنها وأشاح به هاتفاً ـ"ماذا تقصدين بالتعاون؟ أن أغسل ملابسي بنفسي وأن أنظف لك البيت؟"

ضغطت أسنانها لتمتص غضبها وحاولت الابتسام قائلة ـ" حاول أن تعود إلى أيام العزوبية يا حبيبي. فيم إختراع مغاسل التنظيف الجاف إذاً؟"

أثاره هدوءها وكأنه كان ينتظر إنفجار غضبها كي يعيد إليها الحياة، أو ربما ليشعر بأنه يعيش مع كائن حي وليس وحده.
المهم انه إنفجر بها بثورة تشبه ثورة’سي السيد‘ قائلاً ـ"عزوبية؟ أنا لم أتزوج كي تطلب مني زوجتي العودة إلى أيام العزوبية، ولو أني اشعر بأنني لم أعد متزوجاً. ليكن في محيط معلوماتك الغزيرة يا زوجتي العزيزة أنني رجل شرقي... ولا يغرنك وجودنا في لندن. أنا لست بارداً ولا أتنازل عن حقوقي رغم أني تساهلت فيها كثيراً مراعاة لحبي لك، لكن يبدو أنك إستخدمت هذا الحب لمصلحتك الخاصة دون إعتبار لي."

وبحركة سريعة، وقبل أن تستوعب(سارة) دهشتها مما سمعته كانت أصابعه تنغرس في لحم ذراعيها بقسوة آلمتها وهو يتابع في ثورة ـ"وأرجو أن تتذكري دوماً أن واجباتك كزوجة تسبق أي واجبات أخرى، وأن..."

قاطعته هي هذه المرة وهي تجذب ذراعيها من قبضتيه في قوة وتهتف بكل غضبها المكبوت والذي لم تعد قادرة على حبسه بداخلها ـ"أنا باحثة قبل أي شيء آخر وأنت تزوجتني وأنت تعلم بهذا وراضي به. أتنكر أنك طلبت مني في مصر أن أهتم بدراستي وأن أستغل كل وقتي من أجل الإنتهاء من رسالتي في أقرب فرصة؟"

أجابها في حدة قائلاً ـ"أنا لا أنسى كلمة أقولها... لقد قلت يومها أن تحاولي إستغلال وقتك في غيابي بشكل مكثف، وقلت أيضاً أن هذا الطلب صعب جداً علّي. ولكن يبدو أنك كنت في إنتظار أن أعفيك من مهامك كزوجة لذا إستغللت الفرصة."

أشاحت بيدها بعيداً وهي تدافع عن نفسها قائلة ـ" والله أنا لم أجبرك على الزواج مني، وأنا واثقة من أنك كنت تعلم جيداً قبل الزواج أن أهم شيء في حياتي هو عملي، والمفروض أنك كيفت نفسك على هذا."

إستشاط غضباً من حديثها الذي بدا مخالفاً لكل الأعراف والتقاليد ولم يستطع منع لهجة التهكم التي سيطرت على صوته وهو يقول ساخراًـ" أكيف نفسي؟ يبدو أنك من هواة عكس الأمور. بدلاً من أن توفقي أنت بين عملك وبيتك، أقوم أنا بذلك، ولم لا...إنها الألفية الثالثة."

وبغضب هادر هتف بها ـ"لماذا تزوجتني من الأساس ما دام عملك أهم عندك من أي شيء آخر؟"

أعماها غضبها وإستثارتها سخريته ففوجئت بنفسها تهتف بما ندمت عليه بعدها بلحظات، إذ هتفت به في حنق وثورة عارمين ـ"أتعلم لماذا؟ لأنني فقدت منحتي لدراسة الدكتوراه في لندن. أوتدري لم؟ لأن الجامعة لا يوجد لديها إعتماد مالي لتغطية البعثات. أوتدري لم؟ لأن أموال البعثات ذهبت لبضعة صبية يجرون وراء كرة والإسم منتخب مصر أو أندية مصر أو أي مسمى آخر. هل علمت الآن لماذا تزوجتك؟ لأن حقي عندك أنت وزملاءك."



قالتها ووضعت كفيها على فمها بندم وهي تراقب بعينين متسعتين هلعاً تعبيرات وجه زوجها.


فقد إرتسم الذهول على وجهه وتحجرت عيناه على وجهها...


الوجه الذي ظنه يوماً وجه ملاك.


وفي أعماقه شعر بخنجر حاد يخترق قلبه في عنف وبلا هوادة تاركاً جرحاً عميقاً صعب إندماله.
وبألم شديد، وبصوت متحشرج من هول الصدمة قال ـ"حقك؟ أتبغضينني لهذه الدرجة؟ وكيف خدعتني كل هذه المدة؟ بل كيف سولت لك نفسك فعل ذلك بي؟ لقد إتهمتني وأصدرت حكمك دون أن تتأكدي من عريضة الإتهام يا دكتورة، بل ونفذت حكمك دون تردد."

وبحرقة شديدة هتف بها ـ" بعد كل ما فعلته من أجلك مازال قلبك مليئاً بالسواد تجاهي؟ على أي أساس بنيت إتهامك وحكمك؟ لعلمك الخاص أنا لم ألعب في منتخب مصر القومي قط. وكل أموالي قبضتها من عقد إحترافي وراتبي هنا. أنا حتى لم ألعب مع فريق الدرجة الأولى الذي كنت ألعب له في مصر أكثر من ثلاث أو أربع مباريات رآني في أحدها سمسار لاعبين ورتب لي صفقة إنتقالي إلى هنا. بإختصار يا دكتورة أنا لم أقبض حق منحتك لأني كنت أجلس مع الإحتياطي."

إغرورقت عينا(سارة) بدموع الندم وهي تراه ممزقاً أمامها من الألم فمدت يدها إليه هامسة ـ"(باسل) أنا آسفة...سامحني... لم أكن.."

قاطعها وهو يتراجع بعيداً عنها هاتفاً ـ"أسامحك؟ أسامحك بعد أن ذبحتني بنصل بارد؟"

إنهمرت دموعها تغرق وجهها وهي تقترب منه هاتفة ـ" أرجوك سامحني وسنبدأ من جديد...سأكون.."

أشاح بيده في الهواء قائلاً بمرارة ـ" ستكونين ماذا؟ ستكونين أكبر جرح في حياتي."

قالها وإندفع مغادراً الغرفة في إتجاه الباب الرئيسي للمنزل وإختطف في طريقه معطفه وسلسلة مفاتيحه غير عابئ بنداءات زوجته المتكررة ولا بتوسلها له كي يرجع، بل إنه حتى لم ينظر عبر زجاج سيارته ولم يلمحها تقف أمام الباب المفتوح ودموعها تنهمر في غزارة،
وبالتأكيد لم يسمعها تهتف من بين نشيجها قائلة ـ"رباه... ماذا فعلت به؟ ماذا فعلت بنفسي؟"


وإبتعد (باسل) في سرعة.


*************************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 02:41 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

15 -



إستجابت(سارة) بتخاذل لرنين جرس الباب، وعندما فتحته طالعها وجه(مليحة) البشوش والتي إبتدرتها قائلة بمرح يميزهاـ"أين كنت مختبأة منذ البارحة؟"

دعتها(سارة) للدخول في هدوء أثار إنتباه صديقتها التي سألتها بقلق ـ"ماذا بك يا(سارة)؟تبدين منهكة القوى. وماذا أَلَمَ بعينيك؟ إنهما متورمتان."

أشاحت(سارة) بوجهها بعيداً وهي تجيب في سرعة ـ"لا شيء... لقد قضيت ليلتي دون نوم أتابع أحد أبحاثي."

رفعت(مليحة) حاجبيها في دهشة قائلةـ" وهل تركك(باسل) بهذه البساطة؟"

أغلقت(سارة) باب المنزل وهي تجيب جارتها قائلةـ"(باسل) ليس هنا، إنه في معسكر تدريبي."

إرتفع أحد حاجبا(مليحة) عن رفيقه وهي تقول متفهمة ـ"أها...معسكر تدريبي. هذا يفسر الأمر إذاً."

ثم، وبخبث شديد، هتفت وهي تخبط جبهتها بباطن كفها قائلة كمن تذكرت شيئاً للتو ـ"ويحي. لقد هاتفه(بشر) على هاتفه المحمول أمس وتحادثا طويلاً. كيف نسيت هذا؟"


إلتفتت إليها(سارة) في سرعة وشحب وجهها وهي تصارع مشاعر شتى...مشاعر ندمها على ما إرتكبته في حق زوجها، وخوفها من أن يكون (بشر) و(مليحة) على علم بما حدث.
ترى ماذا ستظن بها صديقتها حينما تعلم بما قالت؟
كلا... إنها لن تخبر(مليحة) بأمر الخلاف مع زوجها، فلماذا تخاطر بفضح نفسها أمامهم؟


وبتلعثم سألت صديقتها وهي تصحبها إلى الداخل ـ"هل..هل تحادثا طويلاً حقاً؟"

مطت(مليحة) شفتيها الرقيقتين وهي تقول بلهجة الأخت الكبرى ـ"نعم. لقد تحادثا لما يقرب من نصف الساعة، و(باسل) كان حزيناً للغاية."

وبهدوء ربتت على كتف(سارة) وهي تتابع في حنان ـ"لو أنك حقاً تعتبرينني أختك هنا أخبريني هل كنت تقصدين ما قلته لـ(باسل)."

إزدردت(سارة) لعاباً وهمياً وهي تسألها بتوترـ"و..وماذا قال (باسل)؟"

تناولت(مليحة) كفا (سارة) بين راحتيها وجلستا متجاورتين وهي تقول بنفس الحنان ـ"حبيبتي... لقد كان(باسل) مجروحاً وبحاجة إلى صديق يفتح له قلبه، و(بشر) كان ذلك الصديق. وبصراحة، أنا لا أتصورك تقولين مثل ما سمعت."

إغرورقت عينا(سارة) بالدموع وهي تقول بصوت مختنق ـ" نعم قلته، وأتمنى لو كنت مت أو قُطع لساني قبل أن أتلفظ به...بل إني لا أدري كيف طاوعني لساني على قوله. فأنا أحب(باسل) حقاً وإحترامي له يزداد يوماً بعد يوم لأن كل ما يفعله يجبرك على إحترامه."


ثم شردت ببصرها بعيداً وهي تتذكر جملة معينة قالها(باسل) وتعيدها على مسامع جارتها قائلة من بين دموعها ونشيجهاـ" لقد قال لي(باسل) ذات مرة أن ’الحب الحقيقي لا أسباب له‘، وأنا بالفعل أحبه دون سبب واضح. أحبه كإنسان بغض النظر عن أية إعتبارات أخرى، بالرغم من أنني عرفت معه معنى الإخلاص والعطاء والتضحية. لقد ضحى بحلم أن يكون أباً من أجل أن أنجح أنا في دراستي وعملي. منحني حبه وحنانه خالصين دون أن ينتظر مني شيئاً في المقابل، ودون أن يطالبني بمبادلته مشاعره. لقد كان راقياً معي لأبعد مدى، بينما كنت أنا...لا أدري بماذا أصف نفسي."

ربتت(مليحة) على كفها وهي تتنهد في عمق قائلة ـ"لماذا قلت له ما قلت إذاً؟"

تزايد إنهمار الدموع من عيني(سارة) وهي تجيبها بحنق هاتفة ـ"غبية... أنا غبية..لقد أخطأت في حق(باسل) أكثر من مرة...لقد أهملت شؤونه وشؤون بيتنا حتى نفذ صبره وإنفجر غاضباً. لقد حاولت أن أمتص غضبه وأن أتماسك كيلا أثور أنا الأخرى، لكني مع الأسف الشديد فقدت أعصابي وتفوهت بما تناسيته منذ زواجي ب(باسل)."

إحتضنت(مليحة) صديقتها في حنان لتهدئ من روعها بعدما لاحظت إرتجافتها الواضحة، وقالت بثقة ـ"هوني عليك يا حبيبتي...الأزواج الجدد كثيراً ما يتشاجرون. المهم هو أن تبادري بالإعتذار."

كفكفت(سارة) دموعها وهي تبتعد عن كتف(مليحة) قائلة في سرعةـ" أنا على أتم إستعداد لذلك. المهم أين أجده؟ إنه لا يجيب إتصالاتي."

أضاء وجه(مليحة) بإبتسامتها الصافية وهي تقول ـ"سيذهب(بشر) إليه اليوم. يمكنك الذهاب معه إذا أردت.(باسل) يقيم الآن لدى صديقه الإنجليزي الذي قابلناه..اسمه...(مايك) على ما أعتقد."

تهللت أسارير(سارة) وهي تهتف بلهفة ـ" نعم..نعم. هو(مايك). كيف لم أفكر فيه من قبل؟ سأذهب الآن لتغيير ملابسي و..."

ضحكت(مليحة) وهي تراقب لهفة(سارة) الطفولية قبل أن تقول ـ"رويدك يا صديقتي.(بشر) مازال في عمله. سأخبرك متى تستعدين للذهاب معه."

إرتسم الإحباط على وجه(سارة) وهي تقول ـ"يااه...سأنتظر حتى يعود(بشر) من عمله...الله وحده يعلم كيف سيمر علي الوقت إلى أن أرى(باسل)."

ارتسمت إبتسامة جانبية على شفتي(مليحة) وهي تطمئن صديقتها قائلة ـ"لا تقلقي. سيمر سريعاً."


وجلست سارة في إنتظار أن يمر الوقت.



***********************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 02:42 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

16 -



هوت مطارق عنيفة على رأس(باسل) وأخرجته قسراً من سباته، ففتح عينيه في ألم وحاول النهوض من الفراش في صعوبة وهو يتلفت حوله مستعيداً في ذهنه أحداث اليومين الماضيين اللذان قضاهما في منزل زميله الإنجليزي(مايك) منذ غادر(سارة) غاضباً.



لقد كانت صدمته فيها عنيفة. أبعد كل هذا الحب الذي يكنه لها تطعنه بهذه القسوة وهذا ال...


قاطع سيل أفكاره وذكرياته المريرة صوت طرق خفيض على باب الغرفة، وأتاه صوت(مايك) من الخارج يقول ـ"هل إستيقظت يا(باسل)؟"

خرج صوت(باسل) خافتاً ومحشرجاً وهو يجيبه قائلاً ـ"نعم يا(مايك) أدخل."

فتح(مايك) لحظتها باب الغرفة قائلاً بهدوء ـ"صباح الخير. كيف حالك اليوم؟"

ضغط(باسل) جانبي جبهته في ألم وهو يجيب في خفوت ـ"صداع عنيف يكتنف رأسي...ماذا أكلنا بالأمس؟"

ضحك(مايك) وهو يستند إلى باب الغرفة قائلاً ـ"بل قل ماذا شربت..لقد شربت وحدك زجاجتي بيرة وكنت في طريقك لشرب المزيد لولا أن منعتك."

قفز(باسل) من الفراش كمن لدغه عقرب هاتفاًـ"ماذا؟ خمر؟ كيف حدث هذا؟"

هز(مايك) كتفيه في حيرة قائلاً ـ" لقد أعطيتك زجاجة بيرة ولم أعتقد أنها قد تؤثر في وعيك، ثم أخذت أنت الزجاجة الثانية التي زادت الطين بلة حينما...حينما وصلت زوجتك و.."

قاطعه(باسل) وهو يسأله في سرعة ـ"أتقول زوجتي؟ هل أتت(سارة) إلى هنا؟"

رفع(مايك) حاجبيه في دهشة وهو يجلس على مقعد وثير مواجه للفراش قائلاً ـ"أوه...أنت لا تتذكر وجودها إذاَ، ولن أتعجب إذا أخبرتني أنك لا تتذكر ما فعلته معها أيضاً."

عاد(باسل) إلى الجلوس على طرف الفراش قائلاً في لهفة زادت من طرقات الألم التي تعصف برأسه ـ"ماذا فعلت معها؟ وكيف أتت وحدها من الأساس؟"

أجابه(مايك) بهدوؤه الإنجليزي قائلاً ـ" إنها لم تأت وحدها...كان معها صديقك المغربي. ولقد أهنتها إهانة بالغة. لقد كنت كنت قاسياً معها للغاية و..."

إتسعت عينا(باسل) في إستنكار وهتف يقاطع صديقه في ذهول ـ"أنا فعلت ذلك بها؟ كيف؟ وكيف لا أتذكره؟ ألهذا الحد كنت مخموراً؟"

قلب(مايك) كفيه قائلاًـ" يبدو أنك غير معتاد على تناول المنبهات بكثرة لذا أثرت بك البيرة بهذه الدرجة. سأعد لك قدحاً كبيراً من القهوة المركزة ريثما تهاتف زوجتك لتعتذر لها عن إهانتك الفظيعة لها و..."

قاطعه(باسل) للمرة الثالثة وهو يهب من جلسته على طرف الفراش قائلاً بلهجة سريعة ـ" هناك ما هو أهم من الإعتذار لزوجتي... فما قلته لها ليس أفظع من شرب الخمر."

وفي سرعة إستبدل ملابسه وأعد حقيبته الصغيرة وهتف وهي يلوح مودعاً صديقه ـ"أراك في المعسكر."



***********************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 02:44 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

17 -



إنطلق(باسل) بسيارته سريعاً ينهب طرقات لندن مثيراً رذاذ المطر المنهمر حول سيارته.



لم يكن يشعر بمدى سرعته ولا بالطقس السيء المحيط به ولا بإستنكار المشاة الذين أغرقتهم مياه المطر التي رشتها عجلات سيارته المسرعة عليهم. فكل ما كان يشغل تفكيره وقتها هو تأنيب الضمير.
كان يفكر كيف ترتب خطأ على آخر حتى كانت النتيجة مخالفته للشرع وإحتساؤه الخمر، أياً كان المبرر.
وكأنما قاده ضميره إلى المركز الإسلامي الذي إعتاد الصلاة فيه، إذ وجد سيارته فجأة أمام المركز، فخرج من شروده وترك سيارته متجهاً إلى صديقه الشيخ الشاب الذي لا تفارق الإبتسامة محياه البشوش، ومع ذلك تمنحه مظهراً وقوراً مريحاً للنفس.

وإبتدره الشيخ بالمصافحة قائلاً بعتاب الصديق ـ"أخي(باسل)...حمداً لله على سلامتك. أين كنت؟ لم نرك منذ يومين، وإفتقدناك في صلاة الجمعة اليوم."

ثم تابع بقلق قفز إلى صوته بعدما لاحظت عيناه هيئة(باسل) المزرية وشعره الأشعث ولحيته النامية ـ"ماذا بك يا أخي؟ هل أنت مريض؟"

شعر باسل بغصة تخنقه وخرج صوته محشرجاً وهو يجيب الشيخ قائلاً ـ"لقد إرتكبت جُرماً فادحاً يا شيخ(حمزة)...لقد شربت خمراً وفقدت إدراكي، بل وأهنت زوجتي وأنا تحت تأثير الخمر."

إرتفع حاجبا الشيخ(حمزة) في إستنكار وهو يهتف ـ" أعوذ بالله... كل هذا في يومين يا(باسل)؟ كيف يحدث هذا وأنت تصلي جميع الفروض هنا بإنتظام؟ إنك أحد المسلمين القلائل الذين يجاهدون النوم والبرد ويأتون لصلاة الفجر تحت أي ظروف. كيف تضعف هكذا؟ ومن الشيطان الذي وسوس لك بهذا؟ و..."

خنقت الدموع صوت(باسل) هذه المرة وهو يجيب الشيخ(حمزة) قائلاًـ" لقد كنت محبطاً ولم أتصور أن تفعل البيرة بي كل هذا. لقد أخطأت وأعترف بذنبي، ولا يهمني الآن سوى التكفير عن ذنبي هذا. فهل تساعدني؟"

ربت الشيخ(حمزة) بحنان أخوي على كتف(باسل) وهو يقول بهدوء وقد عادت إبتسامته تنير وجهه ـ"لا تخف يا أخي. سيغفر الله عز وجل لك بإذنه ما دمت مُصراً على التوبة ومدركاً لخطئك. هيا إصعد معي إلى غرفتي فإغتسل وهذب لحيتك وتوضأ وإرتد أفضل ما لديك وتطيب كما لو كنت في ليلة عرسك، ثم صل لله وإدعوه كي يغفر لك."


وتبعه(باسل) دون نقاش.

***********


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 02:47 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25



18 -

ماهذا الهراء؟ ماذا أصابك يا(سارة) كي تقعي في مثل هذا الخطأ الشنيع؟ إن أصغر طلابي لا يجرؤ على إرتكابه".

هتف (بروفيسور أنجلز) بهذه العبارة في ثورة عارمة وهو يواجه(سارة) التي إحتقن وجهها بدماء الحرج والخجل أمام أستاذها وهو يتابع في حدة ـ"ماذا حدث لذكائك؟ لعزيمتك؟ ماذا حدث لك شخصياً؟"

أجابته(سارة) بصوت متحشرج قائلة ـ"أعتذر يا بروفيسور...لقد أنجزت هذه التجربة في سرعة ولم..."

قاطعها هاتفاً بحدة ـ"أنت لم تكوني في حالتك الطبيعية أثناء إنجازها من الأساس. تعلمين أنني وافقت على الإشراف على رسالتك حينما وجدت نتائج تجاربك السابقة صحيحة إلى درجة مذهلة. لكن ما أراه أمامي مختلف تماماً."

ثم زفر بقوة ليفرغ توتره قبل أن تهدأ لهجته ويقول بهدوء ـ"(سارة)..عندما نصحتك بأن تستمتعي بحياتك لم أقصد بذلك أن تهملي عملك، ولا أقصد الآن أن تهملي حياتك الشخصية. لكن ما أطلبه منك، بل وأنصحك به هو ألا تسمحي لمشاكلك الشخصية في البيت بأن تطاردك إلى عملك.هل هذا صعب عليك؟ إذا كان صعباً توقفي عن العمل لبرهة إلى أن تشعري بأنك قادرة على العمل من جديد بنفس درجة تركيزك المعتادة."

إزدردت(سارة) لعابها وإزدردت معه كبرياءها الجريح وهي تقول لمشرفها بإنكسار ـ"أعدك بألا يبدر مني هذا الخطأ ثانية...بإذنك."

وما أن سمح لها المشرف بالإنصراف حتى فرت مع أوراقها إلى خارج الغرفة وهي تصارع دموعها، وكادت تصدم عجوزاً آخراً لم تلحظه إلا حينما هتف بها بالعربية وبلهجة مصرية خالصة حملت دهشته ـ"(سارة)؟! لقد كنت أبحث عنك."

رفعت(سارة) عينيها سريعاً إلى وجه العجوز، وما أن تعرفته حتى هتفت بلهجة الغريق الذي وجد للتو من ينقذه ـ"دكتور(عثمان)!! يا إلهي. أنت بالضبط من أحتاجه الآن."

بدا القلق في صوته وهو يسألها ـ"ماذا بك يا(سارة)؟لم تبدين هزيلة هكذا؟"

لاح شبح إبتسامة جانبية على شفتي(سارة) وهي تجيبه بخفوت ـ"لا عليك..إنها قصة طويلة.أوه نسيت أن أهنئك بالحج وبسلامة الوصول إلى هنا ولو إني..يا إلهي..صحيح. لابد وأن (بروفيسور أنجلز) دعاك إلى حضور المؤتمر الذي يرأسه."

أومأ الدكتور(عثمان) برأسه قائلاً ـ"هو كذلك بالفعل، وكنت أنوي زيارته بعد أن ألقاك. ولكن بهيئتك تلك ما يهمني الآن هو الإطمئنان عليك وعلى أبحاثك."

إكتسب صوتها رنة ساخرة وهي تقول ـ"أنصحك ألا تسأل(بروفيسور أنجلز) عني الآن، فهو على الأرجح لا يطيق سماع إسمي."

إرتفع حاجبا الدكتور في دهشة وإستنكار للحظات قبل أن يقول لها في حزم ـ"زيارة (أنجلز) تستطيع الإنتظار. خذيني الآن إلى مكتبك لأعرف ما حدث بالضبط، فلهجتك لا تريحني."

صحبته(سارة) إلى مكتبها وجلست أمامه صامتة تحدق في أرضية الحجرة حتى بادرها أستاذها بقوله ـ"هل لديك مشاكل أسرية؟"

أزاحت خصلة من شعرها خلف أذنها بإرتباك وأجابته وهي تتحاشى النظر إلى عينيه ـ"إلى حد ما...في الحقيقة أتوقع قراءة آخر أخبار حياتي الزوجية في الصحف كل يوم."

عقد الدكتور(عثمان) حاجبيه متسائلاً فإندفعت (سارة) تقول في سرعة ـ"لقد إرتكبت أكبر حماقة في حياتي ودمرت زواجي بيدي. شيطاني جعلني أتفوه بما لم يخطر ببالي من قبل، ووجدتني فجأة أهتف في وجه زوجي بما سبق وقاله الدكتور(فكري) عن حقي الذي سلبه مني لاعبي الكرة، ومنهم(باسل) بالطبع...(باسل) الذي كان على أتم إستعداد لبذل حياته من أجلي بطيب خاطر جرحته أنا بكلمة غبية لا أعرف كيف خرجت من فمي، وكيف إستطعت جرحه هكذا."

هتف بها أستاذها بذهول قائلاً ـ"(فكري)؟ هل صدقت كلام(فكري)؟ كلنا بالجامعة يعلم جيداً أنه معقد وأنه يظن أن العالم يقف ضد إكتشافاته. كيف إقتنعت بكلامه؟"

إختنق صوتها بالعبرات وهي تجيبه قائلة ـ"لقد كنت محبطة وبدا كلامه منطقياً للغاية حينها، خاصة وأنه جاء بعد ما قلته سيادتك يومها من أن لاعبي كرة القدم والفنانين فقط يحظون بإهتمام الجماهير والدولة. ربما أكون تأثرت قليلاً بقوله حينئذ، ولكني محوته من عقلي تماماً بعدما جلست مع(باسل) وتعاملت معه عن قرب وعرفت جمال روحه وقلبه. صدقني يا دكتور(عثمان)، لقد أحببت(باسل) بصدق. وحينما ثرت عليه وقذفته بأقسى الكلمات كنت(سارة) أخرى. كنت تحت تأثير شيطان جعلني أتفوه بما ندمت عليه بعدها."

سألها أستاذها في حيرة ـ"ما دمت معترفة بخطئك فلماذا لم تعتذري له فوراً؟"

لم تستطع كبح دموعها وتركتها تنساب على وجنتيها وهي تجيبه قائلة ـ"لقد أسرع بترك المنزل دون أن يسمع إعتذاري، وحينما عرفت مكانه ذهبت إليه عند صديقة الإنجليزي الذي إستضافه. يومها فوجئت بالوجه الآخر لـ(باسل). لا يهمني أنه أهانني أمام صديقه أو جارنا لأنني أستحق ذلك وأكثر، ولكن ما يضايقني أنه كان مخموراً بسببي. أرأيت كيف دمرته بغبائي؟"

نهض الدكتور(عثمان) يجوب أرجاء الغرفة مفكراً في صمت، ثم ما لبث أن إلتفت إليها ليسألها ـ"هل يعلم أي من أفراد أسرتيكما بما حدث؟"

هزت(سارة) رأسها نفياً في سرعة وهي تجيبه قائلة ـ"بالطبع لا...فوالدي ووالده أصدقاء من قبل ولادتنا، و(باسل) صديق حميم لأخي(مهند) منذ الطفولة. إذا عرف والدي أو شقيقي بما فعلت...يا إلهي...لا يمكنني التفكير فيما قد يحدث حينها."

صمت العجوز للحظات قبل أن يسألها ثانية ـ"وأين (باسل) الآن؟"

كفكفت دموعها بأناملها المرتجفة وهي تجيبه قائلة ـ"جارنا(بشر) أخبرني أنه ترك بيت صديقه الإنجليزي وسافر إلى أيرلندا مع زملائه في معسكر مغلق، والمفروض أن يكون اليوم في أسبانيا لأن لديهم مباراة ضد ’رييال مدريد‘ غداً."

هز رأسه متفهماً وقال بهدوء ـ"وطبعاً لا يمكنك السفر إلى أسبانيا. في هذه الحالة لديك مهمة أخرى. سجلي له المباراة على شريط فيديو وابتاعي باقة زهور جميلة واذهبي إلى المطار لتستقبليه. من المؤكد أنه لن يكون مخموراً وقتها ولن يجرؤ على إهانتك أمام كل هذه الجموع في المطار."

تهللت أساريرها وطفح البشر على وجهها وهي تهتف بأستاذها ـ"رائع يا دكتور.هذا ما أحتاجه بالضبط. لقد كنت دوماً بمثابة أبي الثاني. لا أدري كيف أشكرك."

إبتسم العجوز وأشار إلى قلبها قائلاً ـ"لا تشكريني ولا تفعلي إلا ما يرشدك إليه قلبك. وإذا راودك شيطان(فكري) ثانية واجهي نفسك بالحقيقة، وهي أنك زوجة (باسل) لأنك تحبينه. ويوم ينتهي ذلك الحب_لا قدر الله_لابد وأن ينتهي زواجك منه فوراً. هل تفهمينني؟"

إتسعت إبتسامة(سارة) وهي تجيبه في ثقة ـ"بالطبع يا دكتور...وبإذن الله لن ينته حب(باسل) من قلبي، وإلا فموتي يأتي أولاً."

ربت الدكتور(عثمان) على كتفها بحنان أبوي قائلاً ـ"وفقك الله يا بنيتي. والآن يجب أن أذهب لرؤية صديقي(أنجلز) قبل أن يعلم بوجودي داخل الحرم الجامعي من أمن البوابة."

ضحكت(سارة) في خفوت فربت على كتفها ثانية وهو يضيف بحنان ـ"إبقي على إتصال معي دوماً لأطمئن عليك."



ولم تكن بحاجة إلى الموافقة..
فهي تعلم أنه أباها الثاني بالفعل.



*****************


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 02:50 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

19 -

أحكم(باسل) ربط رداء الحمام حول جسده المبلل وإنهمك في تجفيف شعره في سرعة قبل أن يلتفت لينظر إلى وجهه في المرآة المغطاة ببخار الماء، فمسحها بطرف منشفته وتحسس لحيته النامية التي ضاعفت من ملامح الإجهاد على وجهه ومط شفتيه للحظات قبل أن يحسم أمره ويهذبها تاركاً شارباً ولحية صغيرة حول فمه. ثم وقف يتطلع إلى وجهه ثانية في المرآة بتكاسل وهو يخاطب صورته المنعكسة قائلاً بتهكم ـ"ماذا تريد أكثر من ذلك؟ إنك لست(توم كروز)، كما أنك لست عريساً."

قالها وضحك ضحكة قصيرة ساخرة وهو يعاود تجفيف شعره بالمنشفة أثناء خروجه من الحمام الملحق بغرفته في الفندق بدوفر حتى صار أمام الفراش، وحينها رفع المنشفة عن وجهه ليرى فجأة_أو هكذا بدا له_ باقة زهور طبيعية حمراء يتوسطها مظروف صغير إلتقطه في دهشة وأخرج منه بطاقة أنيقة كُتب بداخلها بخط أنثوي رقيق كلمتين فقط ’مبروك الفوز‘ فعقد حاجبيه في حيرة سرعان ما تحولت إلى فزع حينما سمع صوتاً مألوفاً يأتي من خلفه يقول بإندهاش ـ"’حرب طروادة‘ ثانية؟ لا أدري ما سر إعجابك بهذا الكتاب حتى تصحبه معك في كل مكان."

إلتفت(باسل) في سرعة إلى مصدر الصوت ثم توقف مشدوهاً يتطلع إلى(سارة) التي وقفت أمامه في ثوب أبيض أنيق تنساب عليه بعضاً من خصلات شعرها البني في نعومة ونفس الخصلة المتمردة نافرة على جبهتها في تحد يعطيها مظهر طالبة المدرسة الثانوية الشقية وعلى محياها الجميل أرق إبتسامة فبادلها الإبتسام دون أن يدري وهو يجيبها ـ"إنه يصور كيف قامت الحرب بين بلدين راح ضحيتها مئات الأبرياء بسبب تنافس رجلين على حب(هيلين) أميرة إسبرطة."

إقتربت(سارة) منه في دلال وعيناها على وجهه وهي تهمس في عذوبة ـ"لقد قامت الحرب لأن معتوهاً تصور أنه قادر على الفوز بقلب(هيلين) عبر نفوذه أو أمواله أو حتى وسامته، ولكنه نسى أن(هيلين) مثل(عبلة) مثل(سارة) لا يمكن شراء حبهن بالمال، ولا يعطين قلوبهن إلا لشخص واحد لأنه ’ما الحب إلا للحبيب الأول‘."


*****************



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-05-13, 02:52 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

20 والأخير


ضعف أمام رقتها وأنوثتها التي بدت_لأول مرة_ طاغية في عينيه، إلا أنه تماسك وهو يتنحنح قائلاً بثبات مصطنع ـ"كيف عرفت أنني هنا؟"

واصلت(سارة) إقترابها منه وهي تجيب بنفس الدلال ـ"ذهبت للقائك في هيثرو لكنك لم تخرج برفقة زملائك. وحينما لمحت(مايك) سألته فأخبرني أنك ركبت طائرة خاصة من أسبانيا إلى دوفر مباشرة، وها أنذا. جئت لأهنئك بالفوز ولأعترف لك بأنني لم ولن أحب سواك. والأهم هو أنني جئت لأعتذر لك عن الكلام الغبي الذي تفوهت به أمامك ولأقسم لك أنني ما تزوجتك سعياً للإنتقام أو لكي أستنزف أموالك."

توقفت للحظات لتزدرد لعابها قبل أن تواصل قائلة بصدق ـ"أعترف أنني لم أكن أحبك في بداية زواجنا، ولكني لم أكن أعرف(باسل) الحقيقي. (باسل) الذي ما أن عرفته عن قرب حتى وقعت في غرامه حتى النخاع."

إرتبك(باسل) من نعومة حديثها والصدق الواضح في عينيها، وهم بإرتجال أي رد على مشاعرها تلك إلا أنها سبقته بتغيير منحى الحوار بقولها ـ"بالمناسبة...لقد سجلت لك مباراة الأمس. لقد كنت رائعاً ومتألقاً كالمعتاد."

ثم مطت شفتيها قائلة بخفوت ـ"قدرما أسعدني تألقك، فقد أثار مخاوفي لأنني شعرت بك تقذفني خلف ظهرك ولا تعبأ بي. فهل كان ما شعرت به صحيحاً؟"

حركت كلماتها الصادقة مشاعره وأيقظت حبه الجارف لها فأحاط وجهها بكفيه في حنان هامساً ـ"دعيني أعتذر عن إهانتي الفظيعة لك...حينما تشاجرنا كنا وحدنا، لكني أهنتك أمام أصدقائي وهذا مؤلم وأعتذر عنه."

إستكانت للمسته الدافئة وهي تغوص في عينيه قائلة بصدق ـ"لم تؤذني الإهانة قدرما آذاني إحساسي بأنني السبب في إحتساءك الخمر...لن أسامح نفسي أبداً على ذلك."

لثم جبهتها بحب هامساً وهو يداعب خصلات شعرها ـ"أنا أسامحك. ربما كانت كلماتك قاسية، ولكنها جعلتني أدرك أشياء لم ألحظها من قبل، ودعمت قراري الذي إتخذته وأنا في كامل قواي العقلية."

أفزعها مغزى كلامه فأجفلت للحظة أضحكته وهو يسألها مبتسماً ـ"لماذا أجفلت هكذا؟"

لم تجبه وإكتفت بالتطلع إليه بترقب كطفلة تنتظر العقاب من والدها، فتابع بإبتسامة واسعة وهو يحتضن كفيها قائلاً ـ"اليوم، وقبل صعودي إلى الطائرة، وقفت أمام ممثلي صحف العالم وأعلنت بجميع اللغات التي أعرفها دعوتي لجميع رياضيي مصر المحترفين لأن نُنشئ جمعية من أموالنا الخاصة نتبنى فيها ذوي المواهب العلمية الفذة حتى يحصلوا على أعلى الشهادات ويرفعوا إسم مصر عالياً."

حاولت جذب كفيها من راحتيه وهي تقول بضيق إرتسم واضحاً على ملامحها ـ"(باسل)...لا يوجد سبب يدفعك لفعل هذا...ما قلته لك كان حديثاً غاضباً، ولا علاقة بينك أنت أو زملاؤك بالسياسة ولا..."

تسللت أنامله تزيح مشبك شعرها وتقطع حديثها وهو يهمس بحب ـ"لقد فعلت ما رأيته صحيحاً. فبغض النظر عن كوني لعبت في أندية مصرية أو لا، فأنا مصري حتى النخاع وفخور بذلك، وفخور أيضاً بزوجتي التي تبذل كل ما بوسعها كي تصل إلى سبق علمي من أجل بلادنا. ومادامت مصر تمتلك من القدرات البشرية ما يؤهلها للتفوق في جميع المجالات، فواجبي كمصري هو أن أساهم في هذا التفوق. أتضنين عليّ بهذا الشرف؟"

طفرت دموع التأثر من عينيها وهي تعانق زوجها في سعادة وتهمس قائلة ـ" أحبك يا(باسل). أحبك ونادمة على كل يوم قضيته بعيداً عن حبك. أحبك وأكره نفسي لأنها أخطأت في حقك يوماً."

مسد شعرها بحنان وهمس في أذنها بصدق قائلاً ـ"إلا نفسك...لن أسمح لك بكرهها لأنني أحبها. أنت حب عمري كله."

أبعدت رأسها عن كتفه لتلتقي أعينهما وهي تسأله بتوسل ـ"إذاً فقد سامحتني؟"

ضحك قائلاً ـ"أتريدين أن أقسم لك أنني سامحتك؟"

إبتسمت في دلال وهي تداعب شعره الرطب قائلة ـ"أريدك أن تقسم لي بأنك لن تحب سواي، وأن ’منسوب‘حبي لن يقل في قلبك."

أضحكه تعبير ’منسوب‘ فقال مطمئناً ـ"لا تخافي يا حبيبتي، فحبك ’بئر‘ لا قرار له. هل إسترحت؟"

أراحت رأسها على صدره قائلة ـ"أنا لا أشعر بالراحة إلا وأنا معك."

ثم عادت ترفع رأسها وتشير إلى لحيته الصغيرة قائلة بمرح ـ"على فكرة...شكلك يبدو أكثر وسامة في هذه اللحية رغم أنها حجبت أجمل إبتسامة."

تحسس(باسل) لحيته وشاربه الصغيرين وقال ضاحكاً ـ"كنت بحاجة إلى نيو لوك، وأعتقد أن هذه اللحية أرحم بكثير من حلق شعر رأسي."

شهقت بفزع مصطنع وقالت وهي تعود لمداعبة خصلات شعره الرطبة ـ"يا إلهي...لا أتصورك يوماً دون شعرك. أرجوك لا تفعلها."

أضحكه أدائها التمثيلي للحظات قبل أن يصمت فجأة ويتأمل عينيها الضاحكتين وقد شعر فجأة بمدى إفتقاده لها، فمال بوجهه عليها حتى تلاحمت أنفاسهما قبل أن تهتف به زوجته في قلق ـ"حبيبي...إنك لا تزال في رداء الحمام. إرتد ملابسك كيلا تُصاب بالبرد."

إبتعد واضعاً كفيه في خاصرته وقال يشاكسها ـ"وأين ملابسي؟"

أشارت بطرف عينها إلى ركن الغرفة قائلة بإبتسامة واسعة ـ"ملابسك نظيفة ومرتبة داخل تلك الحقيبة. وطعام الغذاء كان بإنتظارك في المنزل لكنك أتيت إلى هنا فإضطررت لوضعه في المبرد."

ثم مالبثت أن وضعت كفيها في خاصرتها بدورها وهي تسأله ـ"هلا أخبرتني لماذا أتيت من أسبانيا إلى هنا مباشرة؟"

إلتقط كفيها بين راحتيه ثانية وهمس بحب وهو يغوص في عينيها ـ"جئت لأنتظرك في الغرفة التي شهدت أجمل أيامنا. جئت لثقتي في أن قلبك سيقودك إلى هنا."

همست بدورها ـ"قلبي سيقودني إليك أينما كنت لأنك حبيب عمري كله. حبيبي الذي تفقد حياتي معناها في غيابه."

قالتها ودفنت وجهها في صدره وتركته يحتويها بكل جوارحه وشوقه إليها حتى ودت لو تظل بين ذراعيه هكذا حتى نهاية العمر.

ومن أعماقها همست بصدق ـ"لقد أوحشتني."

شاكسها كعادته وهو يريح وجنته على رأسها قائلاً ـ"أما أنت فلم تفارقيني لحظة."

إنكمشت أكثر بين ذراعيه وهي تقول ـ"ولن أفارقك بعد الآن بإذن الله، ليس بعد أن إكتشفت حقيقة مشاعري...حقيقة حبك."


وغاصا في بحار الحب سوياً قدر ما شاءا


ولم لا؟!!
لقد عرف كلاهما أقوى حقيقة.




فالحقيقة هي...الحب.





تمت بحمد الله


رباب فؤاد




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-13, 08:11 AM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

كانت هذه رواية نهاية الأسبوع

باللغة العربية الفصحى.....

إن شاء الله قد أعجبتكم.....

قراءة ممتعة لكم جميعاً.......



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحقيقة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.