آخر 10 مشاركات
سجينة قسمه للكاتبة/ ميرا جبر " مصرية" (مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          لعبــ الشيطان ــة (1) "الجزء الأول من سلسلة الصديقات" للكاتبة: فرح *كاملة & مميزة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          عِشْقت - الجزء 1 من الحب الملعون - للكاتبة الرائعة: زهرة سوداء *كاملة & الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          نرجس الوادى _ جلوريا بيفان _ مكتوبة * كاملة (الكاتـب : MooNy87 - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي من ثنائيات الرواية كنت اكثر مهارة في رسم ابعادها .. الشخصية و الروائية ..
جاسر و حنين 2,051 68.48%
عاصم و صبا 326 10.88%
حور و نادر 417 13.92%
عمر و رنيم 113 3.77%
مالك و اثير 88 2.94%
المصوتون: 2995. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree437Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-04-14, 12:12 AM   #13201

oporo
alkap ~
 
الصورة الرمزية oporo

? العضوٌ??? » 285388
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 173
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » oporo has a reputation beyond reputeoporo has a reputation beyond reputeoporo has a reputation beyond reputeoporo has a reputation beyond reputeoporo has a reputation beyond reputeoporo has a reputation beyond reputeoporo has a reputation beyond reputeoporo has a reputation beyond reputeoporo has a reputation beyond reputeoporo has a reputation beyond reputeoporo has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجيييييل حضووور
اول مرة ف حياتي اسجل حضور ف رواية
ف انتظااااارك تيمو


oporo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-14, 12:12 AM   #13202

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الخامس و الثلاثون :
نسيم جديد هب مداعبا وجهها الهادىء ... مطيرا القليل من خصلات شعرها بوعدٍ دافىء... هل دخل الدفىء اخيرا و حل الصيف ؟؟ .... ام أن ذلك الدفىء مصدره روحها ...
عادت اليها نسمة متجددة ... اقوى قليلا من سابقتها و كأنها تلاعبها .... فأغمضت عينيها و كتفت ذراعيها قليلا و على شفتيها ظهر شبح لابتسامةٍ لم تكتمل تماما .....
لكنها ارتجفت و تصلبت تماما حين التفت ذراع قوية أمام صدرها ... لتتمسك كف سمراء بكتفها ... تشدها لصدرٍ قوي خلفها ...
لم تتجرأ على فتح عينيها و هي تبتلع ريقها بصمت ... بينما قلبه القوى كان يخفق بشدة خلف ظهرها ليشعرها بقوة نبضاته بمنتهى الوضوح ....
همس أجش داعب اذنها لشفتين مستهما برقة
( لماذا تركتني مبكرا هكذا ؟؟ ............ )
فتحت شفتين مرتجفتين تريد النطق ... الا أنها لم تستطع تماما ... حاولت عدة مرات لكنها لم تفلح فاكتفت بأن أطرقت برأسها قليلا حتى استراح ذقنها فوق ذراعه المحيطة بها و كأنها توشك على سحقها في أي لحظة تهور ...
استمر الصمت بينهما طويلا قبل أن يهمس بخبث ...
( قميصي يبدو رائعا عليكِ ...... )
ازداد تشنجها دون أن تفتح عينيها ... و انقبضت يديها بقوةٍ فوق قماش القميص الأسود القاتم الذي يبتلعها بالكامل و كأنها طفلة تلعب بثياب والدها ...
عاد صوته ليلاعبها
( من المؤسف أن تكوني صغيرة بداخله بهذا القدر ... فهو يبدو كثوب تماما عليكِ ... يثير في الحنق و الرغبة في أن ..... )
همست حنين متشنجة قبل أن تستطيع منع نفسها
( توقف .......... )
ضحكته الخشنة هدرت بداخل اذنها لتصبح رجفاتها غير مسيطر عليها تماما ... فعضت على شفتها و هي تزيد من انطباق جفنيها ...
و تصلب جسدها تحت ذراعه بوضوح ... حتى بدا كألواح الخشب التي يعملان عليها ....
لم تتمكن من رؤية وجه جاسر خلفها و الذي بهتت ابتسامته قليلا دون ان تختفي تماما ... الا ان القسوة ظهرت في عينيه دون ان تظهر بصوته حين همس بلطف
(كنتِ جميله جدا ليلة أمس ..... )
شهقت رغما عنها بصوتٍ لم تستطع كبته و هي تود لو تهرب من تحت ذراعه و تقفز من النافذة ... الا ان صوته تابع بأكثر عمقا ...
( الثوب الأسود الهفهاف كان يجعلك كملكة الحفل ........ )
الثوب الأسود !! ... و الحفل !! .... آه نعم الحفل ... ركزي .... ركزي و لا تدعيه يتلاعب بكِ ....
ليلة أمس كانت .....
كانت رحلة العودة الي البيت صامتة مليئة بالترقب ... كانت تختلس النظر الي جانب وجهه بين الحين و الآخر لتجده يصغر عمرا بسنةٍ أو بسنتين كلما نظرت اليه ....
كان يبتسم بوعد .... ينظر اليها بين حينٍ و آخر ... ليزفر نفسا هادرا ثم يعاود النظر الي الطريق ....
و كان كلما فعل ذلك كانت أحشائها تتلوى بداخلها وو تتعقد ... و تشعر بصعوبةٍ في التنفس ....
كان و كأنه يطير بها هربا الى البعيد .... فتعود لتنظر اليه من جديد , هل هي بالفعل كل ذلك بالنسبة له ؟؟ ....
عقدت حاجبيها قليلا حين تذكرت الطريقة التي حملها بها في البيت .... حيث لفها حول عنقه كما يحمل المصارع خصمه .....
صرخت و شتمت .... الا أن شتائمها ضاعت في علو ضحكاته الهادرة كالبحر ......
لم تره يوما يضحك بتلك الصورة .... و كأنه عاد طفلا صغيرا يلعب بأغلى لعبة تمناها يوما .....
بعدها تاهت عنها كل أفكارها القاتمة .... و ضاعت من حولها الحياة بواقعها , حين جذبها معه الى عالم آخر اختلف تماما عن الذي اختبرته معه من قبل .....
عالم كانت هي ملكته المتوجة على عرش مشاعر ٍ كطوفان جرفها معه بعيدا ....

حين رآها صامتة متصلبة ... أزاح ذراعه عنها أخيرا ... لكن و قبل أن تتنفس الصعداء كان قد أطبق على كتفيها يديرها اليه .... فأخفضت رأسها بسرعة , الا أنه كان أسرع منها فقبض على ذقنها يرفع وجهها اليه ....
و أيضا لم تستطع مواجهة عينيه .... كان يطلب المستحيل ...
( هل سامحتني ؟؟ ........ )
صعقتها جدية صوته الذي تلون بها في لحظةٍ واحدة ..... و لم تستطع التنفس للحظات , ... ربما لأنها لم تملك الإجابة حقا ....
ان كانت قد سامحته ..... فكيف غفرت كل ما فات و كل ما ذاقته على يديه ....
وهل هي الكلمة التي ينتظرها و التي هي المفتاح الحقيقي لإستسلامها روحا و جسدا و حينها سيتتحرر من اللعنة التي يتوهم أنها قد ألقتها عليه ؟؟
و ان لم تسامحه .... فكيف استسلمت له جسدا بذلك الشكل المثير للشفقة و الذي يجعلها تبدو رخيصة الثمن في نظره .. حتى و ان كانت زوجته ...حتى و ان لم تشعر بذلك تماما ليلة أمس ..... لكن لطالما كان هذا هو حالها معه دائما منذ أن ارتبط قدراهما معا .... انها كانت دائما رخيصة الثمن .....
كيف تهرب من سؤاله البسيط ؟؟ ..... لأن الإجابة تفوق قدرتها على تحمل معانيها في كلتا الحالتين !! ...
صحيح أنها كانت ليلة أمس مميزة .... كانت مميزة و فريدة و كأن لا امرأة غيرها في هذا العالم .... الا أن سؤاله أخرجها من هذا العالم الى الواقع المر
هل سامحتني ؟؟ ........
حين اشتدت قبضته قليلا فوق كتفها , تجرأت على رفع عينيها الى عينيه اللتين صدماتها بقتامتهما .... و كأنه لم يكن يتوقع تلك الفترة من الصمت اجابة على سؤاله ...
قتامة عينيه أشعلت بداخلها قبسا من غضب قديم و رغبة في التحدي .... ماذا ؟؟ !! .... أيتعجب من كونها لم تخر مستسلمة أمامه !! .... لكن اليس ذلك هو ما فعلته ليلة امس ؟؟ .....
أخذت نفسا مرتجفا ثم نطقت بخفوت أخيرا
( هل ..... هل لو عاد بك الزمن .... لكنت .... لكنت .... فعلت كل ما فعلته مجددا ؟؟ ........ )
لم يرد عليها لعدة لحظات و بات وجهه غير مقروء التعابير ...رد اخيرا بخفوت و اصابعه شردت تدلك كتفيها دون وعي
( حسنا ..... هل كنت لأتزوجك حين طلبوا مني ام ارفض ؟؟ ..... طبعا لكنت تزوجتك ... )
سكت قليلا شاردا يفكر
( هل كنت لأتهجم عليكِ و أنتِ لستِ سوى طفلة ؟؟ .....
سأرجىء اجابة هذا السؤال الى أن أجيب على السؤال الذي يليه ..... هل كنت لأتركك و أسافر ؟؟
... طبعا كنت فعلتها و اليوم أنا متأكد من هذا .... كنت لأتركك تتابعين حياتك الى أن يصبح الوقت مناسب ... لا أن أتزوجك و أنتِ مازلتِ طفلة .....
لذا أعود للسؤال السابق ... و أجيبك أنه لولا تهجمي الهمجي عليكِ لما كنت كرهت نفسي و هربت بعيدا قبل أن أؤذيك أكثر ......
هل كنت لأتركك على ذمتي و أنا معتقدا بأنكِ تعلمين ذلك ؟؟ ..... نعم كنت لأفعلها يا حنين ... ما كنت لأطلقك أبدا ابدا ..... كنتِ كحلم بريء بالنسبة لي , ينمو و يزدهر و يجذبني بالأمل في مرور السنوات و العودة اليكِ مجددا ......الى أن عرفت أخيرا بأمر فسخ الزواج على يد والدي و لم يكن بيدي الكثير حينها .... سوى الغضب الذي اشتعل بقلبي و أنا أراهم يأمرون و ينهون بحياتي و حياتك و كأنهم يتلاعبون بعرائس الخيوط .... و أنا عاجز .... غير قادر على التصرف ....فهل أعود و أطالب بكِ ؟؟ ..... لكن عمك كان ليطلقك ببساطة .......لم يكن حتى هناك اي عقد رسمي يربط بيننا .... و كنتِ تحت السن القانونية ....
و حين أصبح الوقت شبه مناسب أخيرا ... و قد تخطيتِ التاسعة عشر ..... حينها اختارت الحياة أن تهزأ بخططي العقيمة كلها ..... فقيدتني بعيدا عنكِ لخمس سنوات أخرى .....
و بقيت أياما و شهور أفكر عما سأفعله ....... و كيف أضمن الا تضيعي مني ... فلو كنت تهورت و أنا بحبسي في الخارج , لكنتِ قد حصلتِ على الطلاق في المحكمة بأبسط ما يكون .....لذا ... فنعم كنت لأبقيك على ذمتي دون علمك الى حين عودتي )
خفتت كلماته الأخيرة الى أن صمت بإدانة و هو ينظر اليها .... و كانت هي صامتة فاترة .... تنظر اليه بلا حياة , الى أن همست أخيرا
( أي أنك لم تكن لتغير شيء ....... أي أن ذرة من الندم لم تعرف طريقها اليك .... )
كان صوتها هامسا ... خارجا من أعمق أعماق روحها بيأس متلون بالألم ...فتأوه بغضب وهو يجذبها اليه و قد نفذ صبره .... يضمها الى صدره بقوةٍ كادت أن تصهر عظامها..... يهمس هادرا في أذنها
( توقفي ..... توقفي .... توقفي عن ذلك و امنحي روحك بعض الراحة , .... أشعر بالندم يقتلني , يعذبني ... لكنه القدر هو ما جمع كل الطرق بيننا ..... فقط ارتاحي ..... ارتاحي قليلا و امنحيني الفرصة ..... )
همست بصوتٍ مختنق على صدره
( لا ..... لا أريد أن أفكر بذلك الآن ......أرجوك )
هدر بقوةٍ
( بلى تريدين ..... فقط توقفي عن المقاومة قليلا .... أرجوكِ يا حنين .... أرغب في السكن بين ذراعيكِ بعد تعب طويل ..... لن أجد راحتي أنا الآخر الا بكِ .... فقط امنحينا الفرصة ..... )
ابعدها عنه قليلا لينظر الي عينيها الزيتونيتين ...ثم همس بقوة
( أنتِ آخر مطافي يا حنين ..... تطلب مني وقتا طويلا ... طويلا جدا لاصل اليه و اجد راحتي به )
هزها بكتفيها بقوةٍ فارتفع رأسها قسرا اليه .... فقال بجدية و صرامة
( أخبريني بأنكِ تودين الفرار مني حقا ....... انظري في عيني و أخبريني بذلك و أنا سأصدقك ....... قوليها لي وجها لوجه يا حنين ......... )
فغرت شفتيها قليلا ... لكنها لم تستطع الكلام ..... كلامه يدوخها .... و لا تستطيع انكار خيانة عقلها الذي يحب سماع كلامه ...
, كانت مشوشة .... مشوشة جدا .... و الهدوء الذي استيقظت به تحول في لحظات الى صخبٍ لا يهدأ .... يجذبها لمكانٍ لا تريد أن تخطو اليه بقدميها .....
حين وجدها صامتة لا تجد القدرة على النطق بالكلمات التي طلبها منها .... ابتسم ببطء .... ببطء ... حتى شملت ابتسامته وجهه كله .... فهمس باسمها
؛( حنييين ......... )
ثم جذبها اليه مجددا مشبعا شوقه المتجدد في قبلةٍ أخبرتها أبلغ من أي كلماتٍ أخرى عن ...... عن ......
عن تملكه لها .... و اختارت مجددا أن تترك نفسها لهذا التملك و تركن اليه لترتاح قليلا ... فارتفع ذراعيها بملىء ارادتها لتحاوط عنقه بهما .... و ارتفعت هي على أطراف أصابعها لتنهل من شوقه اليها .... لتنهل من كونها مميزة في نظره دون غيرها ......
مرت عدة لحظات قبل أن يبتعد عنها
تنحنح جاسر اخيرا ليجلي صوته ... ثم عاد لنبرته الساخرة المعتادة منه قائلا
( ها قد اضفتِ بعضا من لمساتك الداكنة الى بداية اليوم ...... و نحن في حاجةٍ الى روح عالية كي نتابع عملنا في البيت )
همست بقوةٍ على الرغم من الحزن الذي لا يزال مرتسما على وجهها
( لن افعل شيئا ..... لقد ماتت ذراعي تماما ... انظر )
رفعت ذراعها أمام وجهه ثم تركتها تسقط بلا حياة .... فضحك جاسر وهو يقربها منه من جديد ليهمس في اذنها بدلالٍ مغري
( يا مسكينة ..... سمعت ان التقبيل يعيد الدورة الدموية الى طبيعتها .... )
جذبت ذراعها منه وهي تعقد حاجبيها بصرامة قائلة
؛( لا شكرا ... بك الخير , سأدخرك لوقت حاجة ...... )
غمز جاسر قائلا بعبث لم يستطع كبته
( كليلة أمس مثلا .......... )
تأففت حنين بحنق ظاهر وهي تسدير عنه كي تخفي وجهها الأحمر مدمدمة بنفاذ صبر
( اووووف لن ننتهي من هذا الحوار ....... تبدو كمحدثين النعمة )
التفت ذراعاه حول خصرها ليرفعها عن الأرض ضاحكا .. مدمدما بأذنها
( بالتأكيد من يتزوج بك لا بد و أن يصبح من محدثي النعمة ...... و أنا شخصيا أعتدت أن أقبل النعمة و أضعها بجوار الحائط ................... )
أخذت حنين تهتف ما بين تذمر و ما بين ضحكاتٍ غاضبة متسللة رغما عنها و هي تتلوى لتهبط الى الأرض
( توقف ..... توقف ...... هههههههه توقففففففففففف ..... )
قرر أخيرا أن يتركها بعد أن توجعت بطنها من كثرة الضحك ... فأنزلها على قدميها ليتمتع برؤيتها تضحك بألم حتى أن الدموع طرفت من بين أجفانها و هي تمسك ببطنها .....
تاه بمظهرها و ضحكاتها الطفولية الحمقاء و التي لا تمت للأنوثة بصلة .....
حين هدأت أخيرا .... أخذت تسعل و هي تفتح عينيها لتنظر اليه ...... الا أنها سكنت تماما حين اصطدمت نظراتها بعينيه .....
ارتجفت و ضاعت ابتساماتها من عمق نظرته التي اخترقتها ..... ففغرت شفتيها برهبة من شدة ما لم تستطع قرائته
طالت بهما لحظات الصمت و كأن لحنا معينا قد صدح من حولهما ليزين لوحة صباحهما ..... بعيدا عن ماضٍ لم يكن مبشرا أبدا .....
قطع جاسر الصمت أخيرا وهو يقول بخشونة مصطنعة
( حسنا يا حنين هانم .....سأعد أنا الافطار لكِ ..... لكن ليكن في علمك .... آخرك معي بانتهاء اخر يوم في شهر العسل .... بعدها سأبدأ بضربك ان لم تعتدلي و تعدي الطعام و تغسلي الثياب و تقومين بكيها .... و تضعين قدمي بالماء الساخن عند عودتي من العمل ...... )
لوحت حنين بذراعها وهي تهتف
( هااااي ..... لحظة لحظة ..... من تظنني !! ..... )
عقد حاجبيه قائلا بثقة
( زوجة ......... .... )
رفعت حنين حاجبيها بتحدي قائلة وهي تتجاوزه قبل أن يغير رأيه و يعاود الامساك بها .....
( لن يحدث ..... اخدم نفسك بنفسك )
ابتسم جاسر و هو يستدير ملاحقا اياها بنظراته العميقة المشتعلة .... ثم همس
( سترين ......... )
استدارت اليه حنين بعد ان ابتعدت لتقول بنعومة
( احلم ........ )
ثم عادت لتلتفت عنه لتهرب من الغرفة .... بينما ظل جاسر واقفا مبتسما ... ليهمس بعد لحظة
( وما أجمل في الحياة من مجرد حلم ........ )
.................................................. .................................................. .........................
سارا جنبا لجنب ... على الرمال البيضاء التي داعبت أصابع أقدامهما ....... يخشى كلا منهما على تلك اللحظات الوليدة بينهما ......
استدارت بوجهها تنظر للبحر ... فشعرت بعد لحظة بأصابع ملمسها كملمس أجنحة الفراشات تداعب طول ذراعها الأبيض .... حتى لامست ظاهر يدها لا تحرمه من تلك المداعبة الناعمة .... قبل أن تلمس النبض في باطن رسغها و كأنها تتحقق من جنونه .....
أخفضت و جهها بعد لحظات تنظر الى كفه الكبيرة تقبض على كفها الصغير و كأنه يخشى أن تهرب منه ....
فأستسلمت له تتخلل أصابعه بأصابعها و تابعا سيرهما .....
لم تكن هي حنين .... و لم يكن هو جاسر .....
كانا اثنين غريبين .... التقيا و تعارفا لأول مرة ....
يتحدثان همسا ..... حتى أن الخجل يلون أسئلتهما ... يداعب ابتسامتهما ....
كان و كأنه يريد أن يعرف عنها المزيد و المزيد .... بالرغم من ثقتها بأنه يعرف عنها حتى أشياء لا تعرفها هي ....
شردت عنه تبتسم للنسيم الملامس لوجهها و شعرها الذي تركته حرا طليقا .... يتطاير مع ثوبها السماوي ذو الشرائط الرقيقة على أكتافها ......
يداعبها بين حين و آخر ليجذب خصرها اليه الا أنها تتحرر منه مبتسمة لتتقدمه مبتعدة فوق الرمال ... فلا يسمح لها بأكثر من عدة خطوات قبل أن يعود بها , يحملها على كتفه مهددا بأن يرميها في الماء و لن تكون المرة الأولى ...... فتصرخ معتذرة ......
حين جلس أخيرا و جذبها من كفها كي تجلس أمامه على الرمال البيضاء تستند بظهرها الى صدره .... مغمضة عينيها ..... يالهي .... انها ترغب بذلك .... لا يمكنها أن تخدع نفسها بعد الآن ..... انها تريد أن تضيع بتلك الحياة التي لا جذور لها ....
لا يمكنها النظر الى أبعد من الخطوة التالية التي يميزها بها عن العالم ......
هل تظلمه أم تظلم نفسها ؟؟ ....... لكن سريعا ... سريعا جدا ستنتزع نفسها من روعة الحلم و تعود لاستقرار حياتها العملية .... علها تستطيع حينها التأكد من الأرض التي تخطو فوقها .... فلا تغرق نفسها بالوهم أكثر ....
لامست شفتيه فارق الشعر المستقيم بمنتصف رأسها .... فارتجفت مبتسمة و هي ترجىء القرار الصارم لبضعة لحظات أخرى .....
همس باذنها ( هل أنتِ سعيدة ؟؟ ........ )
تنهدت بيأس ثم همست
( أنت لا تستسلم اليس كذلك ؟؟ ....... لا تكف عن سؤالي عن حبي ... سعادتي ... مسامحتي ......)
سكتت ببطء دون أن تجيب فقال بخشونة
( و أنتِ لا تجيبين على أيٍ منها ........... )
ثم توقف بنزق ليلكم رأسها وهو يقول بخشونة أكبر ( أجيبي يا رأس القفل الحديدي ...... )
تنهدت مرة أخرى مغمضة عينيها قبل أن تهمس أخيرا
؛( أنا ........ راضية )
عبس من خلفها ... بينما ملامحها كانت تبدو هادئة مرتاحة ... مغمضة عينيها لكن تنظر للبحر في نفس الوقت
فقال جاسر بصوتٍ خشن اقتحم لحظات صفوها
( راضية !!! ..... بعد كل هذا العناء ... انتِ مجرد ... راضية !! .... من أين يمكنني صرف تلك الكلمة !!! )
ابتسمت أكثر قليلا دون أن تلتفت الى عبوسه ... ثم همست بهدوء
( هل مللت ؟؟ ............ )
كان دوره في التنهد بعمق ... الا أنها كانت تنهيدة خشنة و كأنها نفذت من صدره الى ظهرها فتخللت روحها ... ثم قال بجفاء
( لن أمل أبدا ..... فلا تعتمدي على ذلك , فكري بحجة أخرى للهرب مني )
عضت على شفتيها قليلا .... ثم فتحت عينيها لتستدير اليه و هي جالسة أمامه على الرمال الفضي , ....
أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول باتزان هادىء
( هناك شيء أريد أن أخبرك به .......... )
ازداد عبوسه و ظهر التوجس على وجهه ... وهو يقول بحذر
( خير اللهم اجعله خير ..... اشجيني )
أسبلت جفنيها قليلا ... ثم قالت أخيرا قبل أن تتردد
( سأعود الى عملي .......... )
لفترة طويلة لم تسمع صوت ... لكنها لم تتجرأ الى رفع عينيها اليه , شعرت بأنفاسه الساخنة يكاد صوتها يعلو صوت الموج من خلفها ....
فاكتفت بأن تقبض على حفنة من الرمال البيضاء الناعمة لتجعلها تتسرب من بين أصابعها و هي متربعة أمامه و في مواجهته ... منتظرة مصيرها المحتوم .....
سمعت صوته أخيرا .... خافتا .... خطيرا .... خطيرا بدرجةٍ أثارت الرجفة في أعماقها
( أي عمل تحديدا ؟؟ ......... )
ابتلعت ريقها في الخفاء دون ان تظهر له قلقها .... و دون أن تنظر اليه كذلك , لكنها استطاعت أن تهز كتفيها ببساطة و هي تقول بهدوء
( و كم عملا التحقت به ؟؟ ..... هو واحد لا غيره )
عادت لتتلاعب بالرمال ... و شعرها منساب على كتفيها يكاد يلامس الرمال الناعمة ..... جفنيها مسبلين و كأنها تعرف انها تقدم على فعل مصيبة .... لكنها قوت نفسها و انتظرت ....
سمعت صوت جاسر يقول بصوت أكثر خطورة
( كنت أظنك قد تركته .......... )
هزت كتفها مرة أخرى وهي تقول
( نظرا لظروفي فقد انقطعت عن العمل ..... لكن منذ عدة أيام راسلتهم من جديد طالبة العودة , فجاء الرد بعدها بيومين بالموافقة .... نظرا للعلاقة التي تربط مدير الشركة بعاصم و تقديرا لظروفي الخاصة )
عاد الصمت من جديد .... و كادت ان تنهار من التوتر , الا انه عاد ليقطعه قائلا بصوتٍ غريب ... مخيف
( وما حاجتك الى مثل هذا العمل ؟؟ ......... أنتِ لستِ في حاجةٍ اليه )
قالت حنين بعد فترة بتردد
( لقد كانت هذه الجملة هي نفس جملة عاصم حين قررت أن أعمل و طلبت منه ان يساعدني ..... ربما لن يدر علي دخلا كبيرا .... الا إنه أنا .... به أشعر بالخروج للحياة و تحقيق ما أرغب دون الحاجة الى الطلب من أحد )
قال جاسر بهدوء
( الطلب من أحد ؟؟ ....... هل هكذا تظنين ؟؟ )
قالت حنين بخفوت
( ليس تماما ....... المسألة ليست مادية فقط ........ )
هدر جاسر بصلابة جعلتها تنتفض مذعورة فجأة
( اذن ما هي تلك المسألة ؟؟؟ ............................ )
تجرأت حينها على رفع عينيها الى عينيه الثائرتين .... و أخذت تلهث قليلا من الخوف ... و الغضب ... ثم قالت بتشديد
( وكيف تراها ؟؟ ..................... )
ظل جالسا أمامها كمارد مخيف .... كانا يبدوان كاثنان يمارسان اليوجا على رمال الشاطىء .. الا أنه في الحقيقة , فالهدوء و الاسترخاء كان ابعد ما يكون عنهما .....
لم يرد جاسر على سؤالها المفهوم مغزاه بوضوح ..... و كان يعلم بأنه قد خاض للتو بماءٍ موحل ... فأخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بخشونة على الرغم من تشنج كل عضلاته
( اذا اردتِ العمل بشدة فلا مانع لدي ..... تعالي و اعملي معي , كنت أريد فتاة تساعدني في كل الأحوال حتى أنني كنت قد بدأت أبحث عنها ........ )
عقدت حنين حاجبيها و قد بدأ الغضب في الظهور على ملامحها بوضوح ... فقالت بحنق
( أي عمل لي سيكون في مجال الشاحنات ؟؟ ......... )
مال جاسر للأمام قائلا بتحدي شرس
( الأمر لن يتعدى مساعدتي و تنظيم الملفات و الأوراق و بعض المواعيد .... عمل بسيط لن يتعبك ....)
هزت رأسها بغضب وهي تقول
( لا أريده .... أريد العودة الى عملي , لا أملك أي خبرة بغيره ..... لقد اعتدت عليه لسنوات و لا رغبة لي بتغييره .... أنت سرعان ما ستعود لعملك و تستقر بنا الحياة بدون اللهو و اللعب الذي نقوم به حاليا ..... حينها هل من المفترض أن أبقى أنا بهذا المنفى البعيد !! ..... لما لا أشغل نفسي قليلا و ابدأ في العودة لحياتي السابقة بالتدريج )
صرخ جاسر بجنون
( لأن حياتك السابقة انتهت ...... أتفهمين ؟؟ ..... حياتك السابقة قد انتهت .... و آن لكِ أن تقتنعي بذلك أو أن تقحميه برأسك إن تطلب الأمر ....... )
صمتت حنين تماما تلهث بخوف أمام ما تضمنه كلامه من معاني مهينة ...... و ظلا ينظران لبعضهما و قد اشتعل النهار من حولهما .... و تحول البحر الى هائج غاضب غير آمن ........
أخيرا قالت حنين بصوت هادىء تماما .... لا أثر للاهتزاز به
( لا بأس ...... يمكنك أن تمنعني يا جاسر ...... و أنا لن أجادل أكثر , سأبقى هنا في البيت و لن يكون هناك أي خوف مني أو علي ....... لقد حصلت على الإجابة التي أريدها على كل حال ....... )
ثم نهضت من مكانها دون كلمة أخرى لتسير على الرمال الحارقة البيضاء متجهة الى البيت ..... لتصعد مباشرة الى غرفتها مغلقة الباب خلفها .......
و لم تراه طوال اليوم ..... فقط حين كانت تنظر من نافذتها بحنق و بوجهٍ أحمر من الغضب ... كانت تراه يدخل و يخرج من المرآب ..... يعمل طوال النهار بجنون ....
حتى أنها كادت تستشعر البراكين الثائرة المنبعثة منه و التي تصلها في شراراتٍ حتى تخترق زجاج نافذتها ....
.................................................. .................................................. ............................
قاربت الشمس على المغيب ....
و نهضت حنين تاركة حاسوبها .... لتتجه الى النافذة بعد أن هدأت على مدار الساعات الماضية .....
رفعت يدها تلمس زجاج النافذة وهي تجد أن ضوء المرآب قد أشعل ..... و لا تزال الأصوات بداخله تصلها بوضوح ....
ألن يرتاح !! .......
زفرت حنين بنفاذ صبر و استدارت عن النافذة هامسة بغضب
؛( فليفعل ما يحلو له ............ و لماذا أهتم ؟؟ .... أليس كافيا أنني خضعت لأوامره في النهاية ؟؟ ....اليس كافيا أنه يعاملني كالمشتبه بهم و أنا تنازلت و سكتت !!!! ........ هل من المفترض أن أراضيه أيضا !!! )
استدارت حول نفسها بغضب ليدور شعرها من حولها و هي تنظر الى صورتها في المرآة ..... و قد بدت شريرة .... شريرة جدا .....
فهمست بغضب أكبر
( لماذا تنظرين الي هكذا ؟؟ .........المسألة كلها مسألة ثقة ....... وهو اسم واحد سيظل يؤرقه الى يوم مماته .... فما ذنبي أنا !!! ....... هل من المفترض أن أدفن نفسي بسبب خطأ ارتكبه هو !!! ..... )
صمتت قليلا ثم صرخت ملوحة بذراعيها و كأنها تبرر لصورتها في المرآة
؛( و مع ذلك لقد رضخت و امتثلت لأوامره ....... فماذا يمكنني أن أفعل بعد !!! ..... )
أخفضت ذراعيها أخيرا .......ثم همست بفتور
( لن اهتم له ..... )

مرت اكثر من ساعتين اخرتين ...
و كان الظلام قد اصبح شديدا في الحديقة الغير مجهزة بأي اضاءة بعد .... مماجعلها مخيفة قليلا خاصة مع صوت البحر العالي و الأسود برهبة .....
اتجهت حنين الى المرآب و هي تحمل صينية عليها عدة أطباق .....و ما أن دخلت حتى دارت عينيها بحثا عنه , ... الا أنها لم تجده .... فنادته بقلق ....
ليفتح باب قديم لغرفة صغيرة خلفية ملحقة بالمرآب فجأة ... و يخرج منها ...
تراجعت خطوة ..... لكنها ثبتت مكانها بعدها و هي تجده يغلق الغرفة بالقفل .... ثم نظر اليها نظرة مهملة قبل أن يتجه الي شيئ ما ... كلوح خشبي .... أو أي شيء يدعي الإنشغال به
كان يبدو مرهقا للغاية ..... و نفس التعبير الغريب يعلو وجهه .....
اخذت حنين نفسا و هي تدعي القسوة .... و لماذا تعطف عليه .... ثم قالت ببرود
( أنت تعمل منذ الصباح ..... ألن ترتاح قليلا ؟...... لقد ..... لقد حضرت لك الطعام ..... )
ثم انحنت لتضع الصينية على صندوق خشبي قديم .... الا ان جاسر لم يهتم بوجودها لعدة لحظات مما أثار حنقها ...
فاستدارت لتخرج في صمت .... الا أنها سمعت صوته جافا من خلفها يناديها
( ألن تأكلي معي ؟ ........... )
التفتت اليه ببطء .... و التقت نظراتهما ...... الى أن هزت كتفها و قالت بخفوت
( إن أردت ............... )
لم يكن هذا تماما ما نوت نطقه ... الا أنه خرج من فمها قبل أن تستطيع ايقافه ..... فرد عليها جاسر بوجوم جاف
( اجلسي .......... )
أرادت أن تتجاهله و تخرج رافضة صيغة الأمر و اسلوب اللامبلاة الذي لم تعتده منه مؤخرا ... الا أنها كالمنومة
تربعت فوق حجر بناء أبيض مستطيل ملقى بإهمال .... بينما ارتمى جاسر على الأرض بإهمال و بينهما صينية الطعام ......
أمسكت حنين بقطعة خبز ... تدسها في فمها بشرود و بلا شهيةٍ حقا ..... وهي تختلس النظر اليه من حينٍ لآخر ........ و هو يأكل كذلك شارد الذهن دون أن ينظر اليها ....كم اخلتف أكلهما الآن عن افطار الأمس حين أطعمها بيديه ! ......
بل أنه حتى بدا في تلك اللحظة أكبر من عمره الحقيقي بأعوام وهو يفكر بمعضلةٍ ما .... تنغص عليه حياته و تمنعه عن الراحة العذبة التي وجدها بين ذراعيها ليلة أمس .....
فكرت حنين بصمت ... " هل هكذا انتهى اتصالهما الذي اذهلهما معا سريعا !! ..."
هل سيحدث ما تنبأت به و سينتهي الحلم سريعا ما أن أبدت أولى علامات التحرر ....خاصة بعد أن جائت تلك العلامات بعد استسلام و لا أروع .... سيظل حرجه يكبلها طوال العمر و هي التي وعدت بأن تعذبه و ألا تريه الراحة أبدا .......
أخذت تمضغ ببؤس غريب عليها .... يختلف عن بؤسها السابق ... الى أن سمعت صوته يقول بخشونة
( سأخصص لكِ سيارة بسائق ........ لتقلك و تعود بكِ )
رفعت عينيها اليه غير مستوعبة تماما ... فهمست مستفهمة
( تعود بي .... من أين ؟!! ........ )
قال جاسر بجفاء
( من عملك ...... أليس هذا هو ما طلبتهِ ؟؟ )
فغرت شفتيها حيث نست لقمة الخبز بفمها المفتوح ... قبل أن تهمس بعدم تصديق فعلي
( هل وافقت ؟؟ .......... )
قال جاسر بخشونة و أعصاب على وشكِ الإنفجار في أي لحظة
( كنت تطلبين موافقتي ..... اليس هذا هو ما فهمته من خلاف الصباح , أم أنكِ ببساطة تمارسين علي أحد الضغوط النفسية العسكرية التدريبية . لهدف سيكوباتي معين !! ......)
اخفضت عينيها غير مصدقة ..... لقد وافق .... لقد وافق حقا !! ...... و قبل أن ينتهي اليوم !! ......
تسلل صوته اليها بخفوت
( لا تبدين سعيدة ! ............. )
رفعت عينيها اليه ... فرأت تدقيقه بها و كأنه يحاول قراءة كل تعبير من تعابير وجهها .... فهمست بعد فترة
( ليست ...... سعادة , بل هي مجرد حياتي و الرغبة في ..... الإستقرار بها قبل أن يجرفني ال ....... )
همس جاسر باهتمام حين لاحظ توقفها الشارد
( قبل أن يجرفك ال .... ماذا ؟؟ ..... تابعي )
تنبهت لنفسها قبل أن تتباع بحذر بعد لحظتين
(قبل أن يجرفني ال.... الكسل )
نظرته لها أخبرتها بأنه لم يقتنع بأن هذا هو ما كانت تريد قوله .... الا أنه صمت على كلِ حال و اخفض نظره قبل أن يتهور بشيء قد يندم عليه فيما بعد ......
لسببٍ ما لم تقفز بداخلها فرحا و انتصارا كما تصورت .... بل شعرت بقنوط غريب .... و رغبة في أن .... في أن تسترضيه .... أو ربما تعتذر له !!....
استمر صمت مشحون كئيب بينهما .... قبل أن تقطعه حنين هامسة بخفوت
( ألن تأكل ؟؟ ...... ألست جائعا ؟؟ ..... أنت تبدو متعبا للغاية )
ظل الصمت قليلا قبل أن يبتسم بحزن قائلا
( في الواقع لقد شبعت من رائحة يدي النافذة ....... )
نظرت الي يديه الخشنتين ... ثم و دون تفكير رفعت لقمة من طبقٍ وقربتها من فمه و عينيها أسيرتي عينيه الحادتين كعيون الصقر ....
فالتقطها بفمه ... ينظر اليها بصمت , ثم و دون كلام مد ذراعه اليها ..... فاقتربت منه .... تندس مرتاحة الي صدره قليلا ..... ليبدأ هو بإطعامها ..... حتى مع رائحة يده النافذة ....
لكن أيا منهما لم يرغب في الكلام في تلك اللحظة ..... أو حتى في تلك الليلة .....
تلك الليلة .... تلك الليلة و بعد أن تركته لتدخل البيت ... وقفت حائرة أتذهب الى غرفتها ... أم تذهب الى غرفته .......
كانت لديها الرغبة في الذهاب الي غرفته و البقاء هناك لسنواتٍ قادمة ... لم تستطع ان تخدع نفسها أكثر ...
نعم تريد الاستقرار ..... و جاسر لم يكن بعيدا أبدا عن صورة الاستقرار التي بدأت برسمها ....
لكنها لم تمتلك الجرأة ..... لم تمتلك الجرأة على اتخاذ هذه الخطوة بمفردها ... و كأنها طفل يتعلم المشي بمفرده للمرة الأولى ....
لذا اتجهت الى غرفتها بصمت .....و بقت هناك نتنظر ..... و تنتظر ......
الا أن انتظارها طال ..... خاصة بعد أن سمعت صوت خطواته أخيرا .... ثم انغلاق باب غرفته ! .
فوضعت رأسها على الوسادة بصمت و تنظر في الفراغ المظلم الممتد أمامها .....
.................................................. .................................................. ...........................
مرت الأيام التالية بما يشبه الهدوء الحذر ....و الذي يحمل بين طياته عتاب يخالط حزنا ..... و أملا يتسرب و ينمو رغما عنهما ......
كانا يعملان في البيت كل يوم .... تحت انغام المذياع القديم .....
تغافلهما الأعين كي تنظر الى بعضها ..... تستمر أحديثهما بخفوت لدقائق ... و تطول .... ثم تنقطع بعد حين .....
وجهه الخشن لا يزال لطيفا ....حنونا عليها .... لكن الحزن الساكن بعينيه يزداد ....
لم تكن تعلم سببا لذلك الحزن و الألم الظاهرين على وجهه و في صوته .... و كأنه يوشك على أن يودعها ....
كل هذا بسبب عودتها للعمل !! .......
كانت تعلم بأن الأمر سيغضبه .... و بشدة ربما , ... لكنها لم تتوقع هذا الأثر الصامت الحزين , و على عكس ما اعتقدت ....لم يبهجها ألمه كما كانت تتمنى قديما .....
الآن بدأت تشعر بأنها انسانة ..... كانت تخاف من رغبة الغضب و الانتقام العنيفة بداخلها .....
كانت تخاف من أن تكون قد قتلت الانسانة بداخلها ..... لكن مشاعرها الآن و هي ترى حزنه ... اراحتها من جهة حيث اطمئنت أن الرغبة في الإنتقام بدأت تخبو بداخلها ....
تخطف النظر اليه بين حينٍ و آخر ...... و ما أن يضبطها حتى تبتسم له برقة ثم تعود الى عملها ...
كانت تود لو تخبره بأنها غيرت رأييها و لن تذهب للعمل .....لكن ذلك لن يكون الحل
انها تحتاج أن تبتعد عنه في جزء و لو بسيط من حياتها كي تستطيع أن تحلل ما بداخلها ......

و استمر الوضع بهذا الحال الى أن بدأت أول يوم في العمل ........ كان هو أيضا ذاهبا لعمله , فأقلها معه بصمت ......
لن تنسى أبدا نظرته الطويلة لها و لأناقتها الجديدة التي تختلف تماما عن حنين القديمة ..... حتى حذائيها الأسودين المشعين أنوثة بكعبيهما العاليين الرفيعين ..لم يغفلهما بنظرته الصامتة .....
استمرت الرحلة الصامتة و ملامحه الجانبية تؤلمها لسبب مجهول ....
وحين أوقف السيارة أمام عملها ... التفت ينظر اليها بصمت .... فابتلعت ريقها و ابتسمت قائلة بهدوء
( سأراك بعد عدة ساعات .......... )
ابتسم بهدوء و هو يتشرب ملامحهها البريئة ... ثم أومأ برأسه قائلا بخفوت
( نعم ....... سأراكِ بعد عدة ساعات , لا تنسي ذلك ......... )
همست بقصد ؛( لن أنسى ........... )
التفتت الى النافذة الجانبية .... و كأنها مترددة في الخروج , ثم التفتت اليه لتهمس بدون ابتسامة هذه المرة
( حسنا ........ الى اللقاء )
همس هو الآخر بدون ابتسامة و هو يحفظ ملامحها عن ظهر قلب
( الى اللقاء ......... )
ترجلت حنين من السيارة بتثاقل ..... و ابتعدت دون ان تنظر اليه ... و قررت ان تكف عن افكارها الغريبة ...
الا انها ما ان وصلت لباب المقر ... لم تستطع منع نفسها من النظر اليه مرة أخيرة ... فوجدته في نفس مكانه لم يتحرك .... ينظر اليها بوجوم ... فشعرت بشيء قاسي يؤلم حلقها و هي تهمس بداخلها بوجوم يماثل وجومه
" ماذا ؟؟ .... أنا فقط ذاهبة للعمل ... لن أهاجر .... ابتعد .... هيا .... "
ثم استدارت أخيرا متنهدة بصمت و هي تصعد الدرجات القليلة ....
مرت الساعات الأولى عليها و هي تنظر للمكان و كأنه ليس مكانها ... و كأنها لم تعمل هنا لسنوات ...
كانت تشعر بالغربة ... تتلفت حولها و كأنها ينقصها شيء ما .... لا تدري ماهو ...
لم تكن يوما خاملة بهذا الشكل .... كانت تحب العمل و الرجوع و العمل في بيت عمها أيضا ..... فماذا بها الآن ..... حسنا كل ما عليها هو أن تأخذ نفسا و تبدأ .... و كل شيء سيكون على ما يرام ...
لكن وقت الراحة ... لم تستطع الاندماج مع أحد و لم ترغب حتى في المحاولة ... لذا فضلت في الاتجاه الى مكانها القديم كي تحصل على بعض الخصوصية .....
فاتجهت ببطء الى باب سلم الطوارىء ... في طابقها , كي تجلس على درجتها المفضلة ....
تنهدت أخيرا و هي تصل .... الوحدة .... تريد فقط بعض الوحدة في تلك اللحظة ....
لكنها ما أن فتحت الباب و خطت الى أعلى السلم ... حتى تسمرت مكانها و هي ترى عمر جالسا على نفس درجة السلم التي كانا يجلسان عليها سابقا ....
اتسعت عيناها قليلا ... انها تشعر أن دهرا قد مر منذ أن جلست معه هنا آخر مرة ... أوشكت على الإستدارة و الخروج بهدوء حيث أنه على ما يبدو لم يشعر بوجودها .....
لكن شيئا ما جعلها تتردد قبل أن تقترب منه ثم تنحنحت لتنبهه الى وجودها ....
أفاق عمر من شروده ليرفع رأسه متفاجئا بوجودها .... فابتسمت له , و على الفور أشرقت ملامحه قليلا قبل أن يبتسم قائلا
( حنين ...... ماذا تفعلين هنا ؟ هل عدتِ للعمل ؟؟ )
أومأت حنين برأسها قائلة بهدوء
( نعم ..... راسلت مديري منذ عدة أيام و طلبت منه العودة فوافق على مضض ....... كيف حالك يا عمر ؟؟ )
ابتسم أكثر قليلا قبل أن يقول بهدوء
( الحمد لله ..... في خير حال )
ترددت حنين قليلا قبل أن تقول بحذر
( لا أرى ذلك ............ )
لم يرد عمر ... بل أبعد وجهه ناظرا أمامه بشرود ... فترددت حنين مجددا قبل أن تتقدم أخيرا و تهبط درجة كي تجلس بجواره ... و بعد عدة لحظات قالت بهدوء
( كيف حال رنيم ...... لماذا لم أجدها اليوم ؟؟ )
لم يرد عمر للحظة ... لكن ملامحه ازدادت حزنا , قبل أن يقول بخفوت
( رنيم ....... سافرت )
ارتفع حاجبي حنين بدهشة ....لتقول مستفهمة
( سافرت متى ؟؟ ..... و الي أين سافرت ؟؟ )
ابتسم عمر بسخرية مريرة قبل أن يقول هازئا من نفسه
( سافرت للخارج كي تقوم بعدد من جراحات التجميل ...... )
عقدت حنين حاجبيها قليلا ... قبل أن تقول بحذر
( أنت كنت تعلم بذلك قبل سفرها ..... اليس كذلك ؟؟ )
هز عمر رأسه بسخرية قبل أن يجيب
( لقد تكرمت بارسال رسالة لي تخبرني بأنها في الطائرة ..... لقد اعدت كل شيء منذ فترة دون علمي )
فغرت حنين شفتيها بصدمة قبل أن تهمس
؛( و لماذا تفعل ذلك ؟؟ ............ )
لم يرد عمر لعدة لحظات قبل أن يأخذ نفسا عميقا مشحونا حتى انتفخ صدره من الهم و أوشكت أزرار قميصه على الاقتلاع من مكانها ....
ثم تكلم أخيرا بخفوت
( لقد أسأت معاملتها في الفترة الأخيرة ...... رغما عني )
اتسعت عينا حنين قبل أن تهمس
( أنت يا عمر !! ....... لا أصدق أنك قادر على اساءة معاملة أي أحد .... و خاصة رنيم قبل الجميع )
نظر اليها عمر بهدوء وهو يستند بذراعيه الى ركبتيه محملا بهموم عديدة قبل أن يقول
( لكني آذيتك أنتِ الأخرى ......... )
احمر وجه حنين بشدة قبل أن تحيد بنظرها عنه ... و تلعثمت قائلة بعد فترة
( كانت لديك أسبابك .... على الرغم من رفضي التام لها , لكن ..... كنت تظن بأنك ..... تساعدني )
قال عمر بخفوت
( قبل المساعدة يا حنين ..... أنا صدقت حب جاسر لكِ .... بل و ايقنت به , و حين عرفتك ..... أيقنت بأن لا أحد سيسعدك و يستحقك غيره ..... بالرغم من كل رفضي لتصرفاته , .... لكني لم أتوقع أن تسوء الامور الى هذا الحد فيما بعد .......
لم تتسنى لي الفرصة لأعتذر لكِ ...... أنا آسف يا حنين .... أنا حقا آسف ...... )
شردت بعينيها بعيدا ..... قبل أن تهمس مبتسمة باستسلام و خجل
( جاسر لا يحبني ....... انه لا يعترف بالحب أبدا ..... و لم يخبرني مرة بحبه المزعوم هذا.... )
ابتسم عمر قبل أن يقول
( اذن أنتِ عمياء تماما ........ انه يعشقك بكل ذرة في كيانه حتى و إن لم ينطقها ...... )
عضت حنين على شفتيها شاردة في طلب جاسر منها أن تحبه ..... اليس هذا اعترافا بوجود نوع من المشاعر تسمى الحب ...... لماذا دائما تظنه لا يحمل أي نوع من المشاعر الإنسانية ,.....
ربما لأن ما رأته منه كان فوق قدرتها على رؤية أي شيء آخر ......
تنحنحت حنين لتقول بعد فترة
( اذن دعك مني الآن ..... لنعد اليك أنت و رنيم .... هل ستتركها ؟؟... الحق بها لو لزم الأمر .... )
نظر اليها عمر بهدوء دون أن يرد .... فتابعت حنين و هي تستدير اليه
( اسمعني جيدا ...... أنت و رنيم بينكما شيء خاص ... مميز جدا .... شيء ينتشر في الجو من حولكما و دون ارادة منكما ..... لقد لاحظت أنا هذا الشيء منذ اليوم الأول لقدوم رنيم للعمل هنا ....
فلا تهدر هذا الشيء الخاص .... لأنك ستندم فيما بعد لكن بعد فوات الأوان ....
سامحها يا عمر إن كانت قد أخطأت بحقك مرة ..... اليس هذا هو الحب ؟! ..... أن تجد المساحة في قلبك كي تغفر لمن تحبه ؟؟ ...... )
ظل عمر ينظر اليها طويلا .... قبل أن يضحك قليلا قائلا
( ياللهي ....أنتِ نسخة طبق الأصل من زوجك ......)
عقدت حاجبيها بتسائل ... الا أنه نهض من مكانه قائلا باعتذار
( حنين ....... إن تركتك الآن ........... )
قاطعته حنين ملوحة بيدها
( اذهب ..... اذهب ...... أنا سأبقى هنا قليلا ....... )
ابتسم لها عمر قبل أن يخرج مسرعا ..... تاركا حنين و هي تدير عينيها في هذا المكان , و الغريب أن صورة عمر قد تلاشت منه .... لتحل محلها صورة جاسر حين انتظرها هنا ذات يوم .....
الألم هو نفس الألم ...... لكن الوجه قد استبدل بآخر .... اذن لماذا الألم ؟؟


يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-04-14, 12:15 AM   #13203

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

وقف أمام مرآته يمشط شعره وهو ينظر مبتسما الي صورتها بين الحين و الآخر ..... كم يحب تكور فمها المتذمر حين لا تنال ما تريد ....
و ابنها يماثلها تماما !! ..... الاثنان جالسان خلفه على السرير بجوار بعضهما ... كلا منهما مكتفا ذراعه و مكورا فمه .....
و قد يكون معتز غير مدرك أصلا لسبب الإحتجاج .... الا أنه أصبح يقلد أمه في كل شاردةٍ وواردة .... و هذا ما يقلقه .... خاصة بعد أن ضبطها ذات يوم تعلمه كيف يهز أكتافه و هو يرقص !! ....
من يومها و قد حرم الرقص في البيت تماما .... و الا ستكون العواقب غير محمودة ... لكن طبعا القرار الملكي كان ساريا خارج حدود غرفتهما فقط .....
قال نادر وهو يسوي من هيئته الراقية و قميصه الأنيق ...
( هل سأخرج و أنتِ ضاربة لذلك الفم الممطوط ؟؟ ..... حتى ابنك أصبح يشبهك )
لم تفرد شفتيها و لم تفك ربطة حاجبيها وهي تقول بتذمر
( لما لا أحضر معك هذا المؤتمر ؟؟ ............ )
قال نادر وهو يضع عطره المفضل
( للمرة الألف تقريبا ........لن تحضر الزوجات )
كتفت حور ذراعيها مجددا رغم أنهما كانتا مكتفتين اصلا و هي تهتف بتذمر
( لكنه يوم أجازتك ... و ليس من حقك استغلاله وحيدا ... لو خرجت من باب البيت فلن يكون قلبي راضيا عنك )
ضحك و هو يستمر في اغاظتها بمزيد من التنميق و التأنق .... غامزا إياها في المرآة وهو يقول
( يجب أن يأخذ المرء احطياته .... فقد يقابل امرأة جميلة في المؤتمر الطبي ..... )
عقدت حاجبيها و تحولت ملامحها لهيئة زوجة جزار في لحظةٍ واحدة ..... قبل أن تقول بخفوت
( ليس من العقل أن تستفزني في تلك المنطقة تحديدا يا نادر.... فقد اهب عليك كالقضاء المستعجل في أي لحظة بذلك المؤتمر ولو لمحت أي كائن مؤنث على مسافة أقرب من مئة متر منك .... فستكون تلك نهاية هيئتك المشرفة التي تتباهى بها الآن .... )
ابتسم وهو يعدل شيء وهمي في قميصه قبل أن يقول بتماهل
( و ما حاجتي للمزيد من الكائنات المؤنثة .... و أنا عندي المصدر نفسه...... )
تحولت زوجة الجزار في لحظة الى راقصة باليه و هي ترقص بخفةٍ فوق السحب من رقة كلمته .... فرمشت بعينيها لتقفز من السرير فجأة ... لترتمي على ظهره حتى كادت أن توقعه على المرآة ... وهي تحيط خصره من الخلف بذراعين كالكلابتين الحديديتين ... ضاغطة خدها على ظهره و هي تتوسل كالأطفال
( أرجوك لا تذهب .... ارجوك .... أرجوك ...أرجوووووووووك )
قلدها معتز فقفز من السرير وهو جرى الى والده فتشبث بساقه و أراح وجنته عليها و كأنه يترجاه هو الآخر على الرغم من عدم استيعابه لأي مما يحدث ......
ضحك نادر وهو مكبلا من الجهتين قائلا
( أنظري ..... لقد أفسدتِ عقل الولد بدلالك)
أسندت ذقنها على كتفه وهي تنظر اليه في المرآة و هي تغمغم
؛( لا تغير الموضوع ..... أبقى معنا اليوم )
نظر الي عينيها و شد للحظاتٍ على كفيها فوق خصره ... ثم قال بهدوء
( لن أتأخر ........ أعدك )
ثم استدار اليها بصعوبة و معتز لا يزال متعلقا بساقه .. ليقول مبتسما
( احسني التصرف حتى أعود ...... مفهوم ؟ ... )
أومأت برأسها على مضض ....زامة شفتيها عاقدة حاجبيها ...فقال نادر يتملقها بعطف
( هيا الآن ...... الا ابتسامة صغيرة لبابا !! .... صغيرة فقط كي أتمكن من العودة على أثرها سريعا )
ابتسمت رغما عنها و هي تنظر اليه بدلال .... لا تستطيع مقاومته طويلا ......فانحنى اليها ليلثم وجنتها سريعا , يمنعه وجود معتز من التمادي ... ...
استدار نادر لينصرف الا أنها أمسكت بذراعه في لحظةٍ .... فالتفت اليها متسائلا .....
حينها ابتسمت له لتهمس
( أحبك .......... )
فازدادت ابتسامته عمقا ليقول برقة
( أحبك أكثر يا بطة ........ )
ظلت تنظر من باب غرفتها الى باب الشقة حيث خرج نادر .... و قلبها يرف قلقا من شيءٍ مجهول لا تدرك هويته تماما ......
هوية تجلت لديها بعد ساعة ..... فقط ساعة واحدة ..... ستين دقيقة كانت كفيلة بقلب حياتها من تلك السعادة البسيطة التي كانت تضيء قلبها يوما بعد يوم .... الى سواد كبير ...
قلبها ينبض بخوف وهي تفرك بأصابعها خوفا ..... تقف أمام باب بيتها تنتظر أن تفتح لها الباب
منذ أن هاتفتها و أخبرتها بما عندها حتى انقلب عالم حور الى سحابة داكنة تكاد تعميها من الرؤية ....
ظنتها في البداية مزحة وقحة من احداهن .... الا ان الخوف الذي نبض في صوت اسيل و هي تهاتفها و تخبرها ... كان كفيلا بأن يدع الشك الأعمى يتلاعب بها .....
أغمضت حور عينيها و هي تأخذ نفسا محاولة تهدئة نفسها ..... حتى فتح الباب فجأة و ظهرت أسيل بملامح قلقة كصوتها في الهاتف ....
فسارعت حور للكلام دون مقدمات
( أين تلك الصور ؟؟ .............. )
نظرت اسيل الى الممر الطويل المتواجدة به شقتها الفاخرة و التي تقطنها بمفردها ... ثم قالت بخفوت
( ادخلي يا حور ............. )
دخلت حور بتوتر ..... لتلحقها أسيل تتكلم بتلعثم
( لم أصدق نفسي حين وصلتني تلك الصور على هاتفي ..... و لحظة واحدة و أكتشفت أنها قد وصلت الى هواتف معظم من نعرفهم في النادي ......لم أرسلها لكِ لأن ..... )
ارتجف قلب حور برعب فهتفت بقوة
؛( أريد أن أراها ...... حالا .... )
أومأت أسيل بصمت قبل أن تتناول هاتفها ... لتقلب به قبل أن تمده الى حور , التي التقطته بأصابع مرتجفة ....
لترى صورة .... ثم صورة ..... بعد صورة ....
و أثناء كل صورة كانت عيناها تتسعان رعبا حتى أنها فقدت قدرتها على التنفس و هي تنظر الي تلك الصور ... و فقدت كذلك القدرة على سماع رنين جرس الباب ......
كانت تنظر بهذيان الي صور امرأة عارية الظهر ذات شعر أسود طويل يماثل شعرها .... في أوضاع مخلة مع رامز الدالي ... الذي ظهر وجهه بوضوح .....
و من بين الصور ... عدة صور لها في سيارته ..... تميل بوجهها مبتسمة لوجهه .....
تلك الصورة ..... تلك الصورة حين كانت تستدير لتنظر الى معتز في المقعد الخلفي من سيارته بعد زيارة الطبيب .......
لكن معتز لم يكن ظاهرا في الصورة ..... فقط هي ظاهرة بوجهها الواضح ......
( اذن فقد رأيتها ........... )
تشنج جسدها و برد الدم في أوردتها حين سمعت ذلك الصوت الهادىء فجأة .... فرفعت عينيها برعب اليه لتجده يقف بالقرب من أسيل ....
صرخت حور
( ماذا تفعل هنا ؟؟؟ ...... و من سمح لك بالدخول ؟؟ )
ابتسم رامز بسخرية .... بينما تدخلت أسيل لتقول بحزم
( أنا سمحت له بالدخول يا حور .....أنتما الاثنان أصدقائي و الأمر يخصه كذلك ......اهدئي لنفكر في حل نداري به الأمر .... )
صرخت حور بجنون
( كل ذلك عبث ..... تلك الصور القذرة ليست صوري ... انها ليست أنا , الأمر واضح للأعمى )
أطرقت أسيل بوجهها و بعينين ضيقتين أخبرتها بوضوح بأنها لا تصدق حرفا مما نطقته .... فصرخت حور بجنون اكبر و اشد
( لماذا انتِ صامتة ؟؟ ...... و ما معنى تلك النظرة .؟ ..... انها ليست صوري , )
همست اسيل بعتاب
( وجهك واضح في بعض الصور يا حور ............أنا لست القاضي هنا , أهدئي كي نتمكن من معالجة الأمر بسرية )
التفتت حور الي رامز صارخة بهذيان
( لماذا أنت صامت ....... اخبرها بأنها ليست صوري ..... تكلم ..... هل أصابك الخرس فجأة )
الا أن ابتسامته لم تتغير و لم تهتز عضلة في وجهه .... و كأنه يكمل دورا على مسرح هزلي دون أن يرف له جفن ......
ثم قال أخيرا بهدوء و كأنه يريد احتواء امرأة مجنونة ...
( هل يمكنك تركنا بمفردنا قليلا يا أسيل .......... )
أومأت أسيل بصمت و عيناها تلمعنان في الخفاء .... لكن ما أن حاولت الإنصراف , حتى هتفت حور بجنون
( لا تنصرفي ..... أنا من سأنصرف من هنا , هذا كله لعب قذر و أنا سأضع حدا لمن أقدم عليه )
لكن رامز قاطعها قبل ان تصل للباب
( اهدئي يا حور و دعينا نتفاهم .....لن يمر يوم حتى تكون الصور قد وصلت لهاتف زوجك ......)
تسمرت حور مكانها و ظهرها اليه .... فلم يرى اتساع عينيها رعبا....
حينها استأذنت أسيل و همست
( سأترككما قليلا ...........)
و عندما تجاوزت حور ... توقفت قليلا لتمسك بذراعها هامسة
( استمعي لما لديه يا حور ..... نحن خائفان عليكِ قبل كل شيء )
ثم خرجت بينما بقت حور مسمرة مكانها كالتمثال ..... بعينين متسعتين جامدتين و نفسٍ لاهثٍ يخرج بصعوبة .....
غير قادرة على استيعاب هذا الكابوس الذي استيقظت عليه فجأة .....
سمعت صوت رامز من خلفها مجددا يقول متخللا شباك العنكبوت التي توشك على أن تبتلع ذهنها
( لا داعي لمثل هذا الرعب يا حور ........ سأحرص على الا تصل الصور لزوجك )
استدارت اليه ببطء كالميتة لا حياة بها .... ثم همست بضياع بعد فترة
( زوجي يثق بي ....... و لن تخدعه تلك اللعبة القذرة )
ابتسم رامز بسخرية ..... قبل أن يقول متسائلا بتحدي خافت .... خطير ... ناعم كجلد الأفاعي
( هل تريدين الإعتماد على ذلك ؟؟؟ ....... )
رفعت عينيها الى عينيه و صمتت طويلا .... غير قادرة على التفكير .... ثم قالت أخيرا باهتزاز
( من فعلها ؟؟؟ ...... لا بد و أنك تعرف من فعلها , انت رامز الدالي ..... و هذا شخص كان يراقبك بوضوح )
اقترب منها رامز ببطء الى أن وصل على بعد خطوةٍ منها .... فتوقف قليلا , ثم رمقها من رأسها الى أخمص قدميها بنظرات أثارت بها رجفة ..... قبل أن يقول بصوت أكثر خفوتا و هو يمد يده ليمسك ذراعها
( لا تقلقي يا حور ....... سأعرفه و سأتصرف قبل أن تصل تلك الصور الي أي مخلوق )
ظلت صامتة قليلا ... و يده تتحرك على بشرة ذراعها من تحت قماش قميصها الرقيق ... للحظةٍ واحدة , قبل أن تبعد ذراعها ببطء وهي تهمس
( لكن أسيل أخبرتني بأن الصور قد أرسلت الى هواتف كل من نعرفهم في النادي .......... )
اقترب منها نصف خطوة أخرى ليقول هامسا
( لا ...... ليس بعد )
سكنت للحظة قبل أن تنفر قافزة للخلف وهي تقول باهتزاز
( ماذا تعني ؟؟ ..... هل تعرف من فعلها حقا ؟؟ )
عاد ليقترب منها مرة أخرى لكن بخطوةٍ أسرع ... وهو يقول مبتسما
( طبعا أعرفه ..... و سأتصرف , لا تقلقي ...... )
صرخت حور
( اذن لماذا لم تتصرف حتى الآن ؟؟!!!! .......... )
في هذه المرة أمسك بكلتا ذراعيها وهو يقول مبتسما مسترضيا و كأنه يروض فرس جامحة ...
( اهدئي يا حور ..... أمامنا كل الوقت الذي نريده )
اتسعت عيناها أكثر للحظة ... قبل أن تنفض ذراعيها من يديه وهي تصرخ
؛( لا تلمسني ..... المرة القادمة سأفقأ عينك .... )
ثم تراجعت للخلف وهي تهتف بغضب
( سأخرج من هذا المكان القذر بأكمله ..... كنت مخطئة في المجيء الى هنا , )
لكن و قبل أن تصل ركضا للباب كانت ذراعاه قد التفتا كزوج من الأفاعي حول خصرها يجذبها اليه لتتابعان التفافهما فيلوي كلتا ذراعيها خلف ظهرها ممسكا بساعديها في قبضةٍ واحدة .... بينما استدارت ذراعه الأخرى حولها حتى قبضت يده على ذقنها تديروجهها اليه قليلا ......
أخذت حور في الصراخ و التلوي بين ذراعيه دون جدوى .... و قد شل الرعب تفكيرها لعدة لحظات ....بينما شعرت بشفتيه القذرتين على أذنها يهمس بصوت مثير للغثيان
( توقفي عن تلك المسرحية يا حور ..... كانت ممتعة في بدايتها لكن الآن مللت منها ..... كنتِ تعلمين أننا سننتهي لطريقٍ واحد لا ثانٍ له ........ لن تقنعيني بأنكِ بريئة بحيث لم تفهمي نظراتي و تلميحاتي .... )
اخذت حور تشتم و هي تركله بقدمها دون جدوى
( اخرس يا حيوان يا قذر ..... يا (...) ........ )
.... فتركت قبضته ذقنها ليكمم فمها عن المزيد من فظائع لسانها ... و ضحك بخشونة ليقول مسيطرا على كل تلويات جسدها الغض
( سافلة ...... و من طبقة دنيا .. و بك سحر فج لا يقوام ... مزيج ساحر لم يجتمع من قبل سوى في كأس مشروبي الذي اعد خلطته بنفسي .... و سرها معي )
اخذت تهمهم بجنون تحت قبضته بينما ازدادت شراسة اشتعال غرائزه ... و أصبح كثور هائج فقد السيطرة على نفسه ..... ينتهكها كيفما استطاع دون أن يفلت تقييدها أو تكميمها .....
لينزلها فجأة على ركبتيها غصبا و هو خلفها يجثو هامسا بنفس الصوت الذي تحول الى شهواني فظيع
( اسمعيني جيدا ..... ان اردت اللعب بتلك الطريقة فلا مانع عندي من مجاراتك , .... لكن أن ترسمي دور الشرف فهذا أمر آخر ..... في لحظات ستكون تلك الصور مرسلة على كل الهواتف .... و أولهم هاتف زوجك .... )
سكنت حور في لحظةٍ واحدة ... و تجمدت الدموع في عينيها ... كان قلبها الذي يصرخ بفزع هو العضو الوحيد على قيد الحياة فيها في تلك اللحظة ....
سمعت صوت ضحكته الخافتة و هو يلامس اذنها
( نعم .... هكذا ... اهدئي و دعينا نتفاهم )
فك قبضته من فوق معصميها بحذر ....ثم أدارها اليه على ركبتيها ... و أخذ ينظر اليها كشيطانٍ جائع مهووس
من وجهها المتورم الأحمر الى شعرها الأشعث الهمجي ... و ملابسها الغير مرتبة ....
الى أن نطقت حور أخيرا بهمسٍ لا يكاد يسمع
( ما حاجتك لي أنا ؟؟ ...... لماذا فعلت كل ذلك ؟؟ )
ابتسم بوحشية وهو يقترب منها بوجهه مغمضا عينيه قليلا ليتشمم رائحتها الطبيعية متلمسا عنقها بأنفه وهو يهمس
( لا يمكنك سؤال فنان عن سر انجذابه لبقعةٍ موحلة في أرضٍ ليست ملكه ... كي يمتلكها و يعزف عليها بريشة ألوانه ......... )
لم ينتبه في آخر حروف كلماته لليد التي أمسكت في لحظة خاطفة بفعل الأدرينالين .. بالحذاء العالي الكعب لتخلعه من قدمها قبل أن تهبط بكعبه الحاد على رأسه .... ليحدث به جرحا قاطعا و كل هذا في لحظتين لم تصلا حتى الى ثلاث ....
فتح رامز عينيه على أقصى اتساع وهو يتحقق بيده من الألم الصاعق الذي ضرب أعلى جبهته في لحظة غادرة
ليجد الدم الذي اغرق يده بسرعة .... و حين نظر الى حور عاجلته بضربة أخرى على وجنته لكن بالجانب الأرضي المسطح للحذاء هذه المرة .... لكن قوة الضربة و التي بدت و كأنها صدرت من فرسٍ لا من امرأة
أسقطته جانبا على مرفقه وهو يشعر بالدوار للحظة ....
أما هي فقد قفزت واقفة تتضربه بقدمها بين ساقيه بأقصى قوتها وهو ممددا أمامها فأغمض عينيه وهو ينثني على على نفسه مصدرا خوارا مكتوم كالثور ....
بصقت حور عليه في اللحظة التي سبقت خروجها من هذا البيت القذر جريا و حذائها في يدها .....
ولم ترى أسيل التي كانت تجلس في سيارتها .... في الطريق المقابل , و التي ما أن رأت حور تندفع بداخل أول سيارة أجرة وجدتها .... حتى عقدت حاجبيها و قد داهمها القلق فجأة ....
كانت تظن استسلام حور سيكون حتميا .... لكن منظرها يدل على شيءٍ فظيع قد حدث , هل تهور رامز و اغتصبها في شقتها !!! ..... ستكون كارثة لو حدث ذلك ....
لكن لا .... لم يتوفر له الوقت ليفعل ذلك . لم يمكثا و قتا كافيا لمحاولة نيلها بالقوة .....
لم تستطع التحمل اكثر و قد عصف بها الرعب فجأة .... انه رامز الدالي الذي بشقتها و تلك حور رشوان التي خرجت للتو و علامات الشر على وجهها ....
خرجت أسيل من سيارتها جريا الى شقتها .... و ما أن وجدت الباب مفتوح حتى زاد رعبها فدخلت , لكنها شهقت مذعورة وهي تجد رامز يحاول النهوض على قدميه بصعوبة ... مستندا الى أحد الكراسي , و خيط من الدم يسيل من أعلى جبهته نزولا حول عينه ....
عينه التي ظهر بها شر العالم ... وهو يتوعد بغير تركيز و يقسم بأنه سيدمرها و يفضحها .... ممسكا بهاتفه , يحاول جاهدا التركيز على الارقام التي يضربها بجنون
فاقتربت أسيل منه صارخة
( ماذا حدث يا رامز ؟؟ ....... و كيف تمكنت من اصابتك بهذا الشكل ؟؟ )
الا أنه دفعها بذراعه صارخا
؛( ابتعدي عني ...... لا أريد سماع صوت مخلوق الآن )
و تابع ضرب زرين أخيرين .... قبل أن تشاهده أسيل بجزع وحدقتاه ترتفعان لأعلى قبل أن يسقط أرضا فجأة
فصرخت أسيل عاليا و هي تغطي فمها بيديها .... مدركة هول كارثة سقوط رامز الدالي في شقتها غارقا في دمائه ......
.................................................. .................................................. ..........................
كانت ترتجف بشدة و تبكي طوال الطريق .... تشعر بصقيع ترتجف له كل ذرة في جسدها , ... أول مرة في حياتها تفاجأ بهذا الانتهاك .... بهذه الحقارة .... بتلك النفوس القذرة .....
لم تكن تظن أن رجل له سمعة رامز الدالي ... أي أنه مكتفيا من أجمل فتيات البلد و خارجها من الممكن أن يكون في حقارة رجل مغتصب مبتز .. محروم من النساء .....
لم تتخيل أن تقع في فخٍ كهذا بمنتهى الغباء ...... لم تتخيل حتى .......
كتفت ذراعيها بقوة علها تحصل على بعض الدفىء لكن دون جدوى ....و كان السائق ينظر اليها بين الحين و الآخر .... ليطمئن عليها , و ما أن أوصلها حتى باب بيتها رفض أخذ النقود منها .....
صعدت حور درجات السلم ... و الدوار يزداد من حولها بجنون ... و دوامة السلم تدور بها و تدور ... تتخللها رائحة العطر النفاذة الذي كان يضعه هذا الثور الذي لا يزال خواره يصم اذنيها ....
ارتجفت أكثر و موجة الغثيان تتضاعف .....الى أن وصلت لبيتها أخيرا .... أخرجت المفتاح من جيبها بأصابع ترتجف بشدة .... حتى أسقطته أرضا فانحنت لتلتقطه مجددا ... و مرة بعد مرة الى أن تمكنت من فتح الباب أخيرا
و ما أن أغلقته حتى سقطت عليه بظهرها و الارتجاف يأبى أن يرحمها ......
لكن و قبل أن تغمض عينيها لترتاح ... صدمتها رؤية عينين حمراوين مرعبتين .....
فغرت شفتيها بعذاب و قد أدركت من نظرته كل شيء ....
همست باسمه تتأوه بعذاب .... الا أن تأوهها لم يغير ذرة في ملامحه المخيفة .....
طافت عيناه على هيئتها المشبوهة بدءا من شعرها الأشعث بجنون ... الى وجهها الأحمر و عينيها المتورمتين ....
و فمها الذي يلهث باسمه مترجيا .....
نزولا الى ملابسها الغير معتدلة تعطيه بوضوح فكرة عما أصابها .....
ظل الصمت المخيف بينهما و هي تنتظر انفجاره في أي لحظة .... الا أنه على ما يبدو فقد القدرة على الكلام مع العذاب الظاهر في عينيه و الذي يختلط بتوحش مخيف لم تره سابقا .....
فقررت هي أن تمزق شباك العنكبوت المحيطة بذهنها الضائع .... لتجبر نفسها على الهمس ببكاء متوسل
( لقد تعرضت لمكيدة قذرة دبرتها أسيل و .... و ...... صدقني , أرجوك )
لم يرد عليها .... بل زاد توحش عينيه , ليتحرك فجأة ....... رافعا يده الممسكة بهاتفه ......
لم تكن في حاجة للتكهن طويلا ..... فصرخت بنشيج مصدوم و هي تهز رأسها نفيا بقوة .....
حينها اندفع نادر اليها و قد انفجر كل ما بداخله من هول الدقائق التي تلت وصول الصور لهاتفه .... فأمسك شعرها بتوحش يجذب راسها اليه فصرخت أكثر .....
الا أنه لم يبالي وهو يحني رأسها أكثر فصرخت أعلى .....و من بين صراخها تمكنت من النطق بألم
(؛ ليست أنا يا نادر .... أقسم بربي ليست أنا ..... كانت مكيدة قذرة ...... )
رفع هاتفه دون كلام .... ليقلب في الصور التي لمحتها بطرف عينيها فأثارت غثيانها أكثر و أكثر فأغمضت عينيها بقوة ..... الا أن نادر بعد لحظة ... قال بصوت خطير لم يعلو صوتها وهو يشد على رأسها أكثر لتفتح عينيها بالغصب
( هل هذه ليست أنتِ ؟؟ ......... )
فتحت عينيها تتأوه بألم رهيب قبل أن ترى الصورة التي يقصدها ..... فكانت ما توقعته , صورتها و هي مع رامز في سيارته ......
أخذت تلهث برعب ....و تنشج ... فهمست تهز رأسها نفيا يناقض اجابتها المتقطعة التي وصلته كرصاصة طائشة
( كان معتز معي ...... أقسم بالله ..... كان معي ..... ذهبت به الى .... الطبيب يوما من أجل ....... )
لم تكمل كلماتها المتقطعة .... حين رأته يرمي الهاتف الى أقصى الغرفة بعنف فيسقط متفككا لعدة أجزاء قبل أن يرفع يده ليهوي بها على وجنتها بقوة .....
صرخت حور وهي تغطي وجهها بيدها مغمضة عينيها ....الا أنه لم يرحمها وهو يشد على رأسها أكثر و أكثر يرجعه للخلف حتى صرخت مجددا .... فقال بأسى يفيض كرها و عذابا
( كان يجب أن أعرف أن مثلك لا تتغير أبدا ......... )
صرخت برعب و هي تنتفض ألما ( ليست أنا ...... ليست أنا ....... )
الا أن كلماتها زادته جنونا .... فصفعها مرة أخرى وهو يصرخ
( اخرسي ...... لا أطيق حتى على سماع صوتك )
صرخت حور و هي تغطي وجنتيها و جسدها كله ينتفض برعب .... قال نادر أخيرا وهو يترك شعرها دافعا رأسها بعيدا عنه
( اخرجي ....... لا أريد أن أرى وجهك هنا مجددا ........ )
فتحت حور عينيها الذاهلتين المتورمتين ... و سكنت قليلا تلهث , قبل أن تهمس بشجاعة بعد فترة
( لن أخرج ............... )
استدار اليها نادر بهيئته المتوحشة ... ينظر اليها نظرة مرعبة قبل أن يضرب زجاج باب الشقة القديم بجانب وجهها بقبضته .... فنزل متحطما لشظايا تحت قدميها الا أنه لم يهتم لجرح قبضته وهو يقول من بين أسنانه بهسيس مخيف
(اخرجي قبل أن ارميك خارجا.......... )
هتفت حور بعذاب
( لن أترك ابني .......... )
قبضت يده الدامية على ذقنها يرفعه بقوة وهو يهمس بشر أمام وجهها
( ابنك الذي تركتيه لن تجديه ...... انسي ان لكِ ابن من اليوم , اذهبي و تمتعي بحياتك كما تحبين .... فلم يعد لكِ وجودا هنا ....... )
انقطع بكائها و أخذ صدرها يعلو و يهبط بقوة .... و هي تنظر اليه بعينيها المتورمتين قبل أن تقول
( أنت تعرف بأنني مظلومة .... و الا لكنت قتلتني ........ لكن لو خرجت الآن يا نادر ..... فأقسم بالله لن أرجع الى هنا مرة أخرى )
نظر اليها نظرة ازدراء كانت كفيلة بدفنها حية ..... قبل أن يستدير عنها و يبتعد .... قائلا
( اخرجي .......... لا أريد أن أرى وجهك )
.................................................. .................................................. ..........................
يسير في الغرفة كأسدٍ مجنون حبيس قفص عفن .... النار تشتعل بصدره .... يكاد الغضب الأسود يحرق الأخضر و اليابس أمامه .....
التفت اليها مجددا ليصرخ بجنون
( أخبريني مجددا ......... )
شهقت باكية بعنف و هي تصرخ بجنون يماثل جنونه
( أخبرتك ....... توقف عن ايذائي )
صرخ عاصم يكاد صوته يزلزل البيت
( أخبريني ولو حتى لألف مرة ..... ما مدى علاقتك به ؟ )
صرخت حور تبكي بعنف
( ليست لي به اي علاقة ...... إياك أن تكررها )
فصرخ عاصم مجددا و جنون القتل يتلاعب أمام عينيه
( اذن ماذا كنتِ تفعلين في شقته ؟؟ ........ )
صرخت مجددا
( أخبرتك أنها ليست شقته ..... انها شقة أسيل و ذهبت من أجل ...... من أجل الصور .... )
كلمة الصور وحدها أوشكت على أن تصيبه بذبحة صدرية .... فهدر بجنون
( و ما حقيقة تلك الصور ؟؟ ....... انطقي يا حور قبل أن أتهور و تضيع حياتك بيدي ..... )
بكت حور بعنف ... الا أن بكائها لم يمنع صوتها الهادر
( مزيفة ...... كلها صور مزيفة لا أساس لها , كان يريد أن يوقعني في شركه و يستدرجني ...... و أنا لم أفهم ذلك الا مؤخرا ......... )
فصرخ عاصم
( و تهجم عليكِ ......... هل .... هل ....... )
قاطعته حور صراخا و بكاءا
( لم يستطع فعل شيء ..... لقد أصبته بشدة و هربت ....... )
أخذ عاصم يلهث كالطوفان ... دمائه تغلي كمرجلٍ ناري ........ للحظات نظر اليها و هي جالسة على سريرها تبكي و تشهق بعنف .... تضم ساقيها الى صدرها ....
و كم بدا المشهد مألوف لديه .... حيث كان واقفا يصرخ كذلك ... لكن في حنين .... يحقق معها و يتهمها ... حتى انه سألها إن كان الحقير قد صورها في أوضاع .......
تغضنت زوايا عينيه للحظات و داخله يهمس " كله سلف و دين " .... حين ظلم ابنة عمه اليتيمة و اتهمها بجرمٍ كانو هم المتسببين الأوائل به .... و على الأقل حنين كانت متزوجة من جاسر ....
و الآن جاء الوقت ليذوق طعم الظلم حين تتهم أخته زورا في شرفها ...... قلبه يؤلمه و يوشك على أن يصاب بذبحة صدرية أو سكتة دماغية .... أو أي شيء يريحه مما يشعر به في تلك اللحظة الضاربة له في مقتل ...
قال أخيرا وهو يلهث كالمجنون
( اسمعيني جيدا ....... أمك الآن مع نساء الحي القديم , تجهز لعقد قران مالك , حين تعود أريد أن أراك قد أصبحت طبيعية تماما , لقد تشاجرتِ مع زوجك فتركتِ البيت لعدة أيام ...... هذا كل ما سنقوله ..... أفهمت؟؟ ......
و غدا ستحضرين معنا عقد القران بكل ثقة ........... )
بكت حور و هي تهز رأسها نفيا و تنشج
( لن أستطيع مواجهة أحد ..... لن أستطيع )
صرخ عاصم بهياج
(لا أريد أن أسمع كلمة ...... اياكِ حتى التفكير في الجدال معي ...... )
بكت حور بقوة و هي تعلم أن عاصم قد وصل لحافة الجنون .... و لا طاقة لها لمواجهته ...
استدار عاصم ليغادر ... لكن قبل أن يخرج التفت أليها يسألها
( هل قتلته ؟؟ ........... )
نظرت اليه و هي تبكي ثم قالت
(لا أعلم ...... لقد أصبته بشدة لكن كعب حذائي لم ينغرز في رأسه , لم أملك القوة الكافية لذلك ......لكن لا أعتقد أن أحد يعلم بما فعلته الا أسيل )
قال عاصم بهدوء
( بل سيعلم الجميع ...... أنك كنت تدافعين عن نفسك في شقة صديقتك , محاولة التستر على الأمر ستظهرك بمظهر محاولة التستر على علاقة شائنة ........ )
أغمضت حور عينيها و بكت بعنف و هيستيريا من ذلك اللفظ .... فنظر عاصم اليها بتعبير قاتم قبل أن يخرج من غرفتها لا يعلم من أين يبدأ .......
.................................................. .................................................. ..........................
عيناها دامعتان باستمرار ......دون أن تسمح لدموعها بالتحرر , و كأنها تأبى الإعتراف بالطريقة التي عاملها بها عاصم في المرة الأخيرة ...... و الكلام الذي أسمعها اياه ........
أغمضت عينيها بألم .... تود لو تسد أذنيها و قلبها للأبد كي تمحي من ذاكرتها ذكرى تلك المرة ....
و التي لم تفلح في جعلها تكرهه حتى الآن ......
( و ماذا بعد يا صبا ؟؟ ..... الى متى ستظلين بهذا الحال يا ابنتي ؟ )
رفعت صبا عينيها الى فتحية الحزينة حين سمعت صوتها المجهد ... و هي تحمل اليها بعض الطعام , فنهضت صبا من مكانها لتتناول منها صينية الطعام و هي تقول بخفوت
( الم اخبرك ان ترتاحي انتِ ..... لماذا تصرين على التحرك و الوقوف طويلا )
تنهدت فتحية بيأس و هي تقول
( لقد مللت الراحة يا حبيبتي ..... الشقة صغيرة و ليس بها عمل كثير , و لست معتادة على الجلوس هكذا دون منفعة )
لم تستطع صبا منع نفسها من القول بلؤم
( البركة فيمن أفقدنا بيتنا ......... )
نظرت اليها فتحية بعتاب و قالت بحزم
( نفقد البيت أفضل من أن نفقد أنتِ ....فإن أردتِ أن تعيبيه .... فاخرجي من الغرفة لأنني لن أسمح بسماع كلمة سيئة في حقه )
رفعت صبا حاجبيها و هي تقول
( هكذا اذن .......... )
قالت فتحية و هي تستدير خارجة حال سمعت صوت رنين جرس الباب
( نعم هكذا ......... )
جلست صبا بقنوط ترتمي على سريرها و هي تتذكر حين أوصلها الى هنا آخر مرة بسيارته ... بعد المواجهة في بيته
كانت تبكي بصمت و هي لا تزال ترتجف من الطريقة التي عاملها بها .... و قبل أن تخرج من السيارة التفتت اليه لتهمس بغل
( طلقني ......... )
لم ينظر اليها و لم يرفع يديه من على مقود السيارة .... بل قال بهدوء خطير
( اخرجي ...... دربك أخضر )
أغمضت عينيها أكثر لتنساب دموعها ثم خرجت من السيارة جريا ....لم تدرك أن دموعها قد انسابت على وجنتيها اخيرا الا بعد سماع صوت فتحية التي جاءت مهرولة الى الغرفة تهمس
( صبا ....... السيد عاصم في الخارج و يريد رؤيتك )
و قبل أن تتسع عينيها حتى و مع أول خفقة من خفقات قلبها .... سمعت صوته يأتي من خلف فتحية بهدوء
( اتركينا وحدنا قليلا يا فتحية من فضلك ....... )
أومأت فتحية برأسها قبل أن تخرج مسرعة ..... فتحرك عاصم ببطء ليغلق باب الغرفة خلفها , ....
وجدت صبا صوتها أخيرا فقالت
( ماذا تريد يا عاصم ؟ ...... لقد أخبرتني عمتي بعقد قران مالك , و أنا حقا سعيدة من أجله .... لكن اعذرني لن أحضر .... لن أكرر ال ......)
الا أن عاصم قاطعها بهدوء
( لست هنا كي اطلب منكِ حضور عقد القران ........)
تنبهت صبا اخيرا الى وجهه الغريب و نظراته المتعبة .... فهمست بقلق
( اذن ماذا ؟؟ .......... )
قال عاصم
( اريدك ان تأتي أنتِ و فتحية لتقيمان عندنا في البيت للأيام المقبلة ....... )
كان من الطبيعي ان ترفض مجددا و بمنتهى القوة .... الا ان شيئا ما في صوته و بنظرته جعلتها تهمس و هي تتقدم و تلمس معصمه دون وعي
( ما الذي حدث يا عاصم ؟؟............. )
نظر الى كفها على معصمه .... فمد يده يمسكه بقوة ناظرا الى عينيها قائلا
(فقط ثقي بي هذه المرة ..... و بعد هذه الفترة ,إن أردتِ ال ....... إن أردتِ الطلاق فسيكون لكِ )
ارتجف قلبها من الكلمة ... لم تكن تظنها مؤلمة لتلك الدرجة , فانحنت عيناها ألما و ارتجفت شفتاها الا أنها همست بضعف
( فقط أخبرني ......... )
مد يديه يمسك وجهها يرفعه اليه وهو يقول بعمق
( ثقي بي ولو لمرةٍ واحدة ...... دون تفاصيل , هل أطلب الكثير ؟؟ ..... )
أومأت برأسها ..... فأظلمت عيناه للحظة قبل أن تهمس
( لأنك في مشكلة كبيرة ..... و تطلب مني أن أتجاهل تلك الحقيقة )
ذابت عيناه قبل أن يضمها الى صدره بقوة ...... على الرغم من كرهها له ... و على الرغم من مستقبلهما الذي اشرف على الإنتهاء معا ...... قد تكون تلك المرة هي الأخيرة التي يضمها فيها الى صدره .....
أغمض عينيه من شدة الألم ..... لكن همسها الباكي على صدره أراح قلبه النازف
( سآتي معك الفترة التي تريدها .......... )
همس بداخله وهو يتنهد بتعب مغمضا عينيه
" مهما تطول يا بنت السلطان ؟؟ ...... مهما تطول ؟؟ "
.................................................. .................................................. ......................
إنها عروسه الآن !.........
نظر اليها بطرف عينيه ..... تجلس صامتة بجانبه تضيء ظلام الليل .....
كعادة تلك المناطق يقام العرس فوق السطح ..... و قد كان ..... وها هو يجلس بجوارها على سطح بيتهم ... و العديد من البشر يجلسون على كراسٍ خشبية يراقبونهم و كأنه عرض معين .....
لم يستطع الا أن يدير عينيه عن نورها وسط السماء السوداء .... ليجول بهما بحثا عن أحلام .... الى أن وجدها ...
كانت تقف في احدى زوايا السطح المظلمة من بعيد .... لكن البعد لم يمنعه من رؤية بكائها ..... فانقبض قلبه ....
اي قسوة تلك التي تجبره على اقامة عقد القران هنا .... على هذا السطح تحديدا .....
الغضب جعله متجهما .... منها أو منهم أو من نفسه في الأساس ..... بأي حق تظهر بمثل هذا الجمال ...
تبدو كشمعة ميلاد بيضاء مزينة بالشرائط الحريرية الوردية ..... لديه شمعة تشبهها أخذها من حفل الأسبوع لأحد مواليد الحي .....
حتى الوردة الذهبية التي تزين أعلاها .... ها هي تضع مثلها لتزين بها جانب شعرها المتوهج .....
كانت متعة للنظر .... لكن الألم بداخله تجاه أحلام كان أكبر ..... لقد كان مجيئه بها الى هنا خطأ كبير من البداية , و هو المخطىء الوحيد ......
نظر اليها بطرف عينيه مجددا ... الا أنه فوجىء بها تنظر اليه بوجوم و كأنها تقرأ أفكاره ....
الزغاريد و الطبول تعلو من حولهما .... لكن الفرحة الحقيقة هاجرت الجميع , بدءا من أحلام ... الى عاصم ذو النظرات الغامضة ... ترافقه صبا بنظرات أكثر قلقا ....
بينما بدت حور من بعيد كشبح هزيل لا يدرك ما حوله .... و كأنها تحاول التخفي من شيء مجهول ....
و طبعا هو و اثير كان جو التوتر يسودهما .... الوحيدة التي كانت تبكي فرحا و لا توقف زغاريدها كانت أمه المسكينة التي توشك على السقوط فرحا و عدم تصديق من زواجه أخيرا .....
همس مالك الى أثير بفتور
( ابتسمي قليلا ..... أمي تراقبنا , و لن يسعدها مظهر التوتر هذا )
لم ترد و هي تنظر اليه , انه يؤلمها ..... وهو لا يعلم تماما ما الذي يتهمها به ..... لكن الأمر كله يحيره و تأثيرها عليه مؤخرا هو أكثر ما يثير أعصابه .....
لم يمنح نفسه الفرصة لمزيد من التفكير فمد يده يقبض على كفها الصغير الراقد على ساقها .... شعر بها ترتجف بقوة وهو من ضمن عدة مشاعر أخرى .... حيث أن ملمس كفها الرقيق الناعم أثار حواسه بشكل أكبر مما تخيله ....
فكر ساخرا...."على ما يبدو أنه الوقت المناسب ليفكر في الزواج بالفعل "......
نظر اليها و همس بهدوء على الرغم مما يجيش في صدره
( ابتسمي قليلا ...... من فضلك )
حاولت تدبر ابتسامة ضعيفة مهتزة ..... من فضلك !!! ....
من كان يظن أن يحادثها مالك بمثل هذه الرسمية ... امتلأت عينيها ألما فنظرت أمامها تجنب نفسها نظراته المستاءة .....
فما كان منه الا أن نظره أمامه هو الآخر ... دون ان يدري بأن أصابعه تداعب ظاهر كفها مرسلة النار بها بينما هو شارد تماما ..... او ربما كان شاردا ....
بعد وقت طويل ..... طويل جدا .....انتهى الحفل المشحون أخيرا .. و تنفس مالك الصعداء بعد تقبله التهنئة من آخر المدعويين ....
حينها شعر بها تراقبه .....فنظر اليها , ليجدها تنظر اليه بألم ثم قالت دون أن تهتم بأن تهمس
( نسيت ان تبتسم .....كما ان تلك التنهيدة الطويلة تظهرك بمظهر المغصوب على تلك الزيجة , او ربما مجبرا على تصحيح خطأ ما كما ظن أهل الحي ..... )
اتسعت عيناه و اشتعلتا قسوة و غضبا قبل أن يميل اليها واضعا يده على خصرها ليهمس بغضب
( اخفضي صوتك ..... لا تزال أمي و اخوتي هنا , اتريدينهم أن يسمعوا هذا الهراء ؟؟..... )
انتفضت من تحت يده بقوة وهي تهمس
( لا أهتم ...... إن كنت لم تهتم أنت بالمحافظة على مظهري و كرامتي أمام الناس , فلماذا أهتم أنا...... )
عاد ليقبض على خصرها فشدها الي صدره بقوةٍ وهو يهمس في اذنها بقسوةٍ وغضب أعمى
( لم أهتم بمظهرك و كرامتك !!! .... و ما كان سبب عقد القران هذا من البداية اذن ؟؟؟ )
اتسعت عيناها ألما وهي تنظر اليه بذهول .... فارتجفت ضربات قلب مالك فجأة و ذاب غضبه في قطرة ماء وهو يهمس متأوها
( أثير ...... لم أقصد أن ............ )
لم يستطع متابعة كلامه حين سمع صوت أمه يقول بحرج مرح ...
؛( مالك حبيبي ..... خفف من امساكك بالفتاة , لا يزال هناك بعض المدعوين على السلم وهو ينظرون اليكما فضول .......و نحن لسنا في بلاد الخارج هنا كي نتصرف بهذا الشكل علنا )
اضافت جملتها الأخيرة بحزم و بشفتين منطبقتين و كأنها تؤنب طفل صغير .... رمشت أثير بعينيها عدة مرات في الخفاء كي تمنع تساقط دموعها ....
الا أن مالك قال بغيظ و قد نفذ صبره من الناس و من فضولهم و من عيوبهم ... و غباء الجميع
( دعيهم ينظرون يا أمي .... فقد يجدون مادة جديدة للحديث , .......و لعل و عسى أن يتدحرجون سقوطا على درجات السلم أثناء نزولهم برؤوس ملتفتة للخلف و كأنهم مولودين بعيبٍ خلقي ... بالإضافة للعيب الذهني كذلك )
رفعت روعة يدها لتطرق بها على فمها بجزع و هي تهمس
(اخفض صوتك يا مالك .... ياللفضيحة , سيأكل الناس وجههي لو سمعك أحدهم ....... )
تأفف مالك بنفاذ صبر قبل أن يقول
( هيا يا أمي ... لقد تأخرتِ , خذي عاصم و حور في يدك و اذهبوا للبيت ..... هيا .....هيا أكرمك الله .. أعصابي متوترة أصلا ......... )
اقتربت روعة من أثير لتنقض عليها فجأة عناقا و قبلا و بكاءا .... فرفع مالك عينيه للسماء وهو يهمس
( الرحمة يا الله ........ ها نحن سنبدأ من جديد )
قالت روعة من بين بكائها العنيف تتجاهله تماما
( لن أوصيكِ مجددا عليه يا أثير .... انه روح قلبي , اهتمي به و ضعيه بين رموش عينيكِ )
ربتت أثير على كتفها هامسة بأسى و يأس
( انه لا يزال عقد قران يا عمتي .......... )
كفكفت روعة دموعها وهي تقول
( و إن يكن .... اهتمي به في كل الأحوال .....لم اصدق بعد أنه تزوج أخيرا .....المسكين كان محسودا من عين لا فارقه ليل او نهار .)
قالت أثير باستسلام
( لا بأس يا عمتي ..... اطمئني )
أمسك مالك بكتفي أمه ووجهها في اتجاه الباب ليقول
( هيا يا أمي .... الله لا يسيئك بشيء حبيبتي .... هيا ارحلي )
رحلت أمه أخيرا ....مع عاصم و حور بعد أن تلقى آخر تهنئة .... مجددا .......
أصر مالك على ايصال أحلام و أثير حتى باب شقتهما .... لكن أحلام ما أن دخلت حتى نظرت اليهما بابتسامة حزينة ....ثم قالت
( لقد تعبت جدا ...... سأدخل لأرتاح , مبارك يا أولاد )
ثم استدارت أخيرا .... لكنه لمح اختفاء ابتسامتها قبل أن تكمل استدارتها .... و ما أن وصلت لباب غرفتها حتى التفتت اليه لتقول بهدوء
؛( لا تطيل البقاء يا مالك ............ )
ثم دخلت غرفتها قبل أن تسمع رده ..... بينما ظل مالك ينظر الي بابها بوجوم طويلا , لكنه أفاق من شروده على صوت أثير يقول ببرود
( و أنا أيضا متعبة ...... تصبح على خير )
ثم استدارت لتبتعد .... الا أنه لم يمنحها الفرصة فجذبها من ذراعها يديرها اليه ليقول بصرامة
( ليس بعد ..... هل يمكنك الآن أن تخبريني عن الخطأ الذي ارتكبته و ييجعلك تعامليني بمثل هذا البرود ؟؟ )
نفضت أثير يده عن ذراعها و هي تقول بغضب
( تقصد عوضا عن إرغامي على تلك المسرحية الهزلية ؟؟ ............ )
عاد مالك ليمسك ذراعها بقوةٍ وهو يجذبها اليه قائلا بقسوة
( مسرحية هزلية ؟؟ ....... مجددا تعيدين نفس اللفظ أمامي ..... بعد كل ما فعلته )
هتفت أثير
(؛ توقف عن معايرتي بتضحيتك العظيمة ..... )
رفع مالك يده الى فمه هامسا بصرامة
( هشششش ..... أخفضي صوتك و تكلمي كالناس المحترمين )
قالت بغضب و تهور
( أنا لست محترمة ...... و لقد التقطتني من مكان غير محترم , فتعامل مع الأمر ....... )
ثم استدارت مندفعة الى غرفتها ... الا أنها وجدت قوة أكبر منها تدفعها دفعا الى الغرفة متمثلة في يده على ظهرها .. الى أن أدخلها و دخل ورائها ثم أغلق الباب ....
هتفت أثير بغضب وهي تتراجع عدة خطوات للخلف
( لماذا دخلت الى غرفتي ؟؟ ...... أخرج من هنا .... حالا ..... )
قال مالك وهو يقترب منها و قد بانت ملامح الشر على وجهه
( على أساس أنه بيتك لتأمرين و تنهين فيه .......... )
هتفت أثير بألم
( توقف عن ............ )
الا أن مالك قال بسخرية
(؛ توقف عن معايرتي ..... ها أنا أكملت لكِ الجملة , و ماذا بعد ..... )
أخذت أثير تلهث ألما و غضبا ..... و الدموع تحرق عينيها ثم نظرت حولها الى أن وجدت إطار صورة نوارموضوع على الطاولة الصغيرة بجوار سريرها ... فأمسكت به و قذفته في اتجاه مالك بنية أصابة رأسه
الا أنه التقطته بمهارة ... قبل أن ينظر اليه طويلا ثم وضعه بعناية جانبا وهو يقول بشر
( لقد تماديتِ كثيرا يا أثير ......... )
فاندفع اليها ليقبض على ذراعيها بقوةٍ بغية ايلامها ......لكنها أخذت تتلوى و تضرب صدره بقبضتيها , الى أن انهارت فجأة باكية على صدره تتشبث بقميصه ....
برد غضب مالك فجأة .... و ظل ينظر اليها طويلا قبل أن يترك ذراعيها ليضمها الي صدره مربتا على ظهرها بكفيه المتجولتين برقة
ثم همس بخفوت
( ماذا بكِ يا أثير ؟؟ ..... ماذا فعلت لأتسبب في إيلامك لهذا الحد ؟؟ )
همست بإختناق
( لا أصدق أن وليي لم يكن والدي .... بل انه لم يحضر و لم يعرف حتى )
ضاقت عينا مالك و هو يستمع الى نشيجها الطفولي قبل أن يهمس بتأوه
( أثييييير ........ )
رفع وجهها اليه ....ينظر الي عينيها الحمراوين الجميلتين بلون السماء تحيط بها وردية الغروب ...فهمس بعدم تركيز بعد فترة
( أنا آسف صغيرتي ..... أنا حقا آسف )
توقف بكائها قليلا وهي تتوه في عينيه .... لتتنفس من فمها الفتوح قليلا , فلاحقت نظراته أنفاسها الملتهبة من بين شفتيها المرتجفتين ....
و كأنما ألقى شخص بشجرةٍ مورقة وسط شعلة نيران ... فاشتعلت كلها دفعة واحدة بأوراقها كألعاب نارية ...
ليجذبها اليه فجأة و قد فقد الرمق الأخير من سيطرته على نفسه .... و اشتعلت بينهما قبلاتٍ لا قرار لها , دارت بهما كدوامةٍ عنيفة ....
احساس أنها أصبحت تحل له ... ملكه ... أثار به مشاعر لم يعرفها من قبل ... لم يتذوقها أبدا .... و اصبح التوقف و السيطرة على النفس عبارتان لا وجود لهما في قاموسه اللحظي ....
ليندفع بها فيسقطا على السرير من خلفها ... لكن خلال لحظات قليلة و قبل أن تغيب عن وعيها همست و هي تحاول أن تنأى بوجهها عنه بضعف و عدم ثبات ...
( مالك .... مالك أرجوك ...... )
الا أنه بدا كمن كان يعيش حلمه الخاص غير قابل بأن يوقظ منه .... لكنها همست مجددا بترجي
( مالك .... أرجوك اسمعني )
رفع وجهه بتاعبير بركانية لينظر اليها بنفاذ صبر ... الا أنها سألته همسا و هي ترتجف بقوة
( هل زواجنا مستمر .... للنهاية ؟؟ ...... )
عقد مالك حاجبيه ... و فتح فمه .... الا أن التردد أخذ منه لحظتين .... فقط لحظتين .... كانتا كفيلتين بأن تهرب منه في لمح البصر قافزة منتفضة .... الى أن وصلت بظهرها الى النافذة .... ثم همست بصوت ميت لا حياة فيه
( أخرج من هنا حالا ..... قبل أن أصرخ منادية أحلام )
.................................................. .................................................. .........................
لا تعلم ماذا تفعل هنا ..... هنا تحديدا ......
منذ أن استيقظت صباحا بعينين متورمتين من شدة البكاء ... لكن بروح جوفاء و مشاعر ميتة , لم تشعر بنفسها و هي ترتدي ملابسها تلقائيا ... لتنزل من الصباح الى عنوان حفظته عن ظهر قلب .... فقد تحتاج اليه ... و ها هي تحتاجه بالفعل .....
لكن الآن وهي جالسة أمامه تفرك أصابعها ... تشتم نفسها سرا ألف مرة ٍ على التهور الذي تهورته ....
تسلل صوته متسليا بين أفكارها المتشابكة
( اذن ....... كيف حالك ؟؟ )
رفعت نظرها اليه لترى الإبتسامة المتسلية تزين وجهه فأطرقت برأسها بسرعة قبل أن تهمس بإرتباك
( بخير ...... شكرا لك )
بقت صامتة لدقيقة أخرى كاملة .... حتى قال مجددا
( شرفتينا بالزيارة يا آنسة أثير ...... )
نظرت اليه مجددا فشاهدت أقصى درجات الإستمتاع على وجهه فقالت بغباء
( لقد .... عقد قراني بالأمس )
عقد جاسر حاجبيه وهو يتظاهر بالتذكر
( آآآه .... نعم ... نعم .... اذن عذرا جدا يا سيدة أثير و مبارك إن شاء الله ...... نعم ؟؟ )
همست أثير بغباء
( ماذا ؟؟ ........ )
قال جاسر ببساطة ....
( كنت أسأل عن سبب الزيارة الكريمة ....... )
احمر وجه اثير بشدة ... و تلعثمت وودت لو انشقت الأرض و ابتلعتها
( ن.... نعم .... لقد .... كنت أتسائل عن .... إن كنت .... المرة السابقة )
رفع جاسر احدى حاجبيه محاولا فك طلاسم تلك اللغة الغير معرفة دوليا ... ثم قال بريبة
؛( تسألين عن الوظيفة التي عرضتها عليكِ سابقا ؟؟ ...... )
أومأت برأسها دون أن تتكلم .... فقال جاسر
( ربما توجب عليكِ تحسين قدراتك في المقابلات المهنية .... لكن عامة , الحظ ابتسم لكِ يا سيدة ... مبارك , الوظيفة من نصيبك ....... )
رفعت عينين مذهولتين اليه ... لتسأل
( أي وظيفة ؟؟ ....... )
قال جاسر ببساطة
( مساعدة أو سكيرتيرة ..... أيا كان المسمى ..... المهم أن تكونين واجهة مشرفة أمام العملاء و التجار بالإضافة الى تنظيم كل ما يخص العمل من جداول و مواعيد )
فغرت أثير شفتيها بذهول .... بهذه البساطة !! ....
لكن جاسر تابع بحزم
( مبدئيا عليك معرفة أنني لم يسبق لي أن وظفت فتاة كمساعدة لي .... لدي مساعد يقوم بكل ما يخص الصفقات الضخمة ..... لكن مساعدة مكتب ... فلا ....و لولا ظروف العمل الآن لما رغبت في توظيف نساء من الأساس .... لذا أولا ان تخيلتِ أن هناك قرابة ما تجمع بينننا و سوف تجعلك مميزة بأي شكل ما .... فباب الخروج على يمينك ... )
ابتلعت اثير ريقها بصعوبة و هي تهز رأسها نفيا ... فأومأ جاسر برأسه ثم تابع بهدوء
( ثانيا ... هل يعلم ...زوجك بعملك هنا ؟؟ .... )
هزت رأسها نفيا مجددا بمنتهى البساطة و قبل أن تجد الفرصة في التفكير في اجابة أي سؤال .. فقال جاسر بهدوء
( عامة تلك مشكلتك الخاصة و ليست مشكلتي ..... لكن أحب أن أحذرك بأنني لن أقبل بالفضائح هنا و خاصة من ابن رشوان ..... مفهوم ؟؟ )
أومأت أثير برأسها بصمت .....
فقال جاسر
( عظيم ...... متى يمكنك أنت تبدأي ؟؟ )
همست اثير بعد استيعاب تماما
( الآن لو أحببت .......... )
فقال جاسر
( عظيم ..... اذن اخرجي للغرفة المرفقة و التي تحتوي على مكتب صغير مناسب , و اول ما أريده منك , هو البحث عن مختلف عروض السفر و الرحلات لتلك الجزر ...... )
ثم كتب ورقة صغيرة و ناولها لها ..... وهو يقول
( رحلة لمدة شهر .... لفردين )
أمسكت بالورقة و نظرت اليها .... من أختار تلك الجزر لديه حس حالم رائع , فنظرت اليه مبتسمة وهي تهمس
( لسيادتك و السيدة زوجتك ؟؟ ............ )
ابتسم جاسر و ضحك بخفة وهو يقول ببساطة
( نعم .... لسيادتي و للسيدة زوجتي ...... حنين الصغيرة أصبحت تلقب بالسيدة زوجة سيادتي !!!..... )
ضحكت أثير بمرح و هي تشعر بالمودة تجاهه ... الا أنه قال اخيرا بحزم
( اذن هل سنتسامر طويلا ؟؟؟ ..... انهضي و حضري ما امرتك به )
قفزت أثير و هي تقبض على الورقة قائلة بتلعثم
( حالا ............ )
ثم غادرت المكتب تحت أنظاره التي شردت بحزن بعيدا .... عند طفلة زرقاء العينين , يرغب في أن يخبرها بأن زيتونية العينين قد تضيع منه للابد.... وهو يجلس هنا ليتسامر و لا يحرك ساكنا .......
.................................................. .................................................. .............................
خرجت من عملها بعد أن كانت تعد الدقائق عدا لإنتهاء اليوم ...... متلهفة ..... نعم متلهفة .... متلهفة لرؤية النظرة المتلهفة لطفل كبير يبدو خائفا و أمه تتركه كل صباح ....
ضحكت بخفة دون أن تبالي لنظرة الناس اليها من حولها ..... إنها تحب تلك النظرة , تشعرها بأهميتها و ربما بأمومة غريبة .....
من بين كل الأمور المستحيلة في الحياة .... هي تحب نظرة الطفل الضائع في عينيه حين تودعه كل صباح ....
و مادامت تحبها فلتستمتع بها حتى تتلقى الأخرى المتلهفة الخاصة بموعد الخروج عصرا .....
لولا الحزن الظلل لحدقتيه لكان استمتاعها أصبح كاملا .....
بهتت ابتسامتها قليلا و هي تتذكر عودته الى غرفته كل ليلة منذ أن عادت للعمل .... كانت تظنه سيطلب منها أن تنتقل لغرفته أو ينتقل هو لغرفتها ...... الا أنه لم يفعل .... ومنذ تلك الليلة لم يقترب منها مجددا ....
كانت لتظن بأنه يعاقبها لولا نظرتيه .... الضائعة صباحا و المتلهفة عصرا ......
و معاملته المميزة لها .....من عمل في البيت تتخلله القبلات و الضحكات الخافتة ... للنزهات الشاطئية المسائية ... عدة ايام .... فقط عدة أيام قاربت بينهما على قدر ما باعدت بينهما !! .......
تنهدت حنين و هي تخرج الى مدخل الشركة .... عيناها تبحثان عنه في كل الوجوه .....
( سيدة حنين ......... )
انتبهت الي النداء , فوجدت أحد رجال جاسر يقترب مسرعا ليقول بأدب
( مساء الخير سيدتي ...... تفضلي السيارة هناك )
نظرت حنين الى السيارة الفارغة ثم همست بوجوم
( أين السيد جاسر ؟؟ ........ )
قال الرجل بأدب
( السيد جاسر يخبرك بأنني من سأقلك صباحا و مساءا كل يوم ....... تفضلي سيدتي )
سارت حنين خلفه بلا أي طعم لأي شيء حولها .... حتى جلست في المقعد الخلفي بفتور .....
أخذت تنظر الى السماء الذهبية التي تجري بجوارها من نافذة السيارة بشرود ..... لقد فقدت النظرتين !! .....
نظرت الى الرجل فجأة لتقول بدون تفكير
( من فضلك ...... هل يمكنك أن تقلني الى مقر عمل السيد جاسر ؟؟ )
أومأ الرجل برأسه وهو يقول
( تحت أمرك ...............)
.................................................. .................................................. ................
دخلت حنين بحذر الى المكتب الملحق بمكتب جاسر ...... قلبها ينبض بعنف من تهور تلك اللحظة .....
ماللذي تفعله هنا ؟؟ ....... لماذا جاءت ؟؟ ..... ماذا تنتظر منه و ماذا تريد ؟؟؟ ..... هل ستبدو كالمتسولة أمامه ؟؟
لكن كل الأفكار تبخرت من رأسها حين رأت الفتاة الشقراء الجالسة خلف المكتب الصغير ....
فتحت حنين عينيها عدة مرات و هي تتأكد مما ترى .... اليست تلك هي ....؟؟؟ ... الشقراء ؟؟؟
عقدت حنين حاجبيها و هي تستشعر بداية شرارات الجنون بداخلها ....
لمحتها اثير عند الباب فنهضت واقفة بسرعة و هي تبتسم قائلة
( مرحبا سيدة حنين ..... شرفتِ المكان )
ازداد انعقاد حاجبي حنين .... هل ترحب بها الشقراء ؟؟ ..... هنا ؟؟ ..... في مكتب زوجها ؟؟؟ ....
لما لا تضيفها شيء و هذا هو ما ينقص لتصبح صاحبة المكان ......
اقتربت حنين لتجلس أمامها بحذر وهي تقول محاولة أن تخفي توترها و جنون غضبها ....
(؛ مرحبا أثير ...... ماذا تفعلين هنا , ألم تعقدي قرانك منذ عدة ايام ........... )
همست أثير بحزن
( نعم ..... لكن السيد جاسر وظفني هنا في اليوم التالي لعقد قراني )
قالت حنين بلا تعبير
( حقا !! ....... السيد جاسر صاحب واجب من يومه )
قالت أثير موافقة بلهفة
( نعم سيدة حنين .... انه كذلك , فليحفظه الله لكِ ........بماذا يمكنني أن أضيفك ؟؟ .... مشروب ساخن .. بارد ؟؟)
بارد .... بارد حقا و ليلته لن تمر على خير الليلة ....
قالت حنين بشرود
؛( لا شكرا حبيبتي ....... لا داعي )
ثم أخذت تدير عينيها بين شعر أثير الأشقر الي عينيها الزرقاوين ... ثم قميصها الأحمر ...أحمر !!!
انتهينا من حور لتظهر مارلين مونرو ....... مسكين جاسر يبذل مجهود خرافي و يتعب حقا في العمل ....
نفثت حنين نارا من فمها بدلا من الزفير ..... ثم سألت بخبث سؤال هي متأكدة من اجابته تماما ...
( هل يعلم مالك بعملك هنا يا أثير ؟؟ ........ )
اخفضت أثير رأسها و ظهر الإنكسار جليا في عينيها ... فابتسمت حنين بانتصار و هي تهمس بداخلها
" نلت منك ....... انتظري قليلا و الخبر سينتشر في كل الأوساط "
همست أثير أخيرا و هي تنظر اليها بتوسل
(سيدة حنين ....... أنا و مالك ..... انه كان يساعدني , و أنا اكتشفت أن الزواج المبني على شفقة لن يدوم .......لكن أرجوكِ هذا سر بيني و بينك .... أرجوك لا تخبري عمتي ..... اقصد زوجة عمك الآن ..... لقد أخبرتك فقط لتدركي سبب عملي هنا مع السيد جاسر .....)
لن يستمر زواجها !!! .... ستصبح خالية الأصابع قريبا .... من أين سقطت علينا تلك المصيبة ؟؟ ...
مرة مالك و مرة جاسر ....
ربما سنجدها تعدل ربطة عنق عاصم في المرة المقبلة ......
ربطة العنق .... سأخنقك بها المرة القادمة فقط انتظر يا جاسر رشيد .......
طال الشرود المجنون بحنين قبل ان تهمس أثير بود رغم الحزن البادي في عينيها
( مبارك مقدما على الرحلة ..... ستكون حلم خيالي باذن الله , لقد تأكدت بنفسي من حجز عرض يفوق السحاب )
عقدت حنين حاجبيها و هي تقول بحيرة
( أي رحلة ؟؟ ............)
أجابت أثير ببراءة
( رحلة جزر ال ؛(.... ) ..... لقد حجزها السيد جاسر بناءا على رغبتك فيها , لا تتخيلي عدد المرات التي اوصاني فيها بتحري الاسم و المكان و كل شيء على أن يكون في تمام الكمال ...... )
شعرت حنين للحظة بدوار ... الجزر .... تلك الجزر ..... من ؟؟؟ .... أين ؟؟ .... و كيف علم بحلمها ؟؟ ....
طال بها الشرود ... و زاد الدوار قليلا ... فقالت أثير بقلق
( سيدة حنين ...... هل أنتِ بخير ؟؟ ........ )
نهضت حنين من مكانها فجأة و هي تقول بخفوت
( اراكِ لاحقا أثير ............ )
ثم خرجت دون ان تسمع نداء أثير من خلفها ...... حين استقلت السيارة مجددا , اخبرت السائق بعنوان بيت عمها .......
و بدت تلك الرحلة من اطول الرحلات .... احلام كثيرة .... احلام عديدة تتحقق .... الآن فقط بدأت تربط واحدا تلو الآخر ..... كل شيء تمنته يوما , يحققه جاسر .....
توترت و اهتزت حدقتاها .... يالهي ألن تصل ؟؟ ..... لقد مر دهر منذ أن خرجت من مكتب جاسر ....
الرعب يقتلها .... يفترسها .....
همست بداخلها " اسرع ارجوك .... اسرع "
بعد دقائق مرت كسنوات مضنية ... كانت أمام بيت عمها , فما أن فتحت لها رضا الصغيرة الباب حتى اندفعت بسرعة الى غرفتها .... تفتح ابواب الدولاب و الخزائن .... تنبش الأدراج ..... أين هو .... أين هو ...
كادت تبكي من شدة الرعب ......
فصرخت أخيرا
( أين هواااااا .......... )
سمعت صوت زوجة عمها من خلفها ....
( بسم الله الرحمن الرحيم ....... ماذا بكِ يا حنين ؟ ... و متى وصلتِ حبيبتي ؟؟ )
التفتت حنين بلهفة و خوف الى زوجة عمها و دون أن ترد على أسئلتها .... اندفعت اليها تسألها بلهفة
( عمتي ..... أين حاسوبي ؟؟ .... أتعلمين أين هو ؟؟؟ ...لم آخذه معى حين تزوجت ... أقصد حين انتقلت لبيت جاسر ......)
أخذت روعة تعصر تفكيرها قبل أن تقول أخيرا
( ذلك الجهاز ..... نعم ... نعم ..... كان ضمن الأشياء الأخيرة التي أخذها زوجك , و قد وصيته عليه لعلمي أن به عملك كله ..... هل أضاعه ؟؟؟ )
لم تسمع حنين ما تبقى ..... لقد غادرت أنفاسها رئتيها ... و توقف قلبها ... و غامت عينيها ....و ماتت ... ببساطة ماتت .....
همست أخيرا كجسدٍ فارقته الروح
( يجب أن أذهب يا عمتي ........... )
.................................................. .................................................. ........................
جالسة في السيارة ...... لرحلةٍ ثانية من عذابٍ أفظع .....
كانت تبكي و تبكي .... ودت لو بكت دما بدلا من الدموع ....
كل ما حلمت به يوما كانت تكتبه في مدونات خاصة بها .... من أصغر أحلامها الى أصعبها .....
كل ما تمنته و حلمت به كتبته .....
رفعت يدا مرتجفة الى فمها و هي تغمض عينيها و تبكي في صمت تحتى مرأى السائق القلق .....
" لو كان للعشق دروب لدرت بها واحدا تلو الآخر سعيا اليك ..... عشقي لك أكبر من أن يسمى عشقا كما يلقبه العامة .... عشقي لك هو نغم من قلبي لا يسمعه سوى قلبك ..... "
" أحبك يا صدىء القلب .... احبك و انتظر اليوم الذي تهديني به الحب الذي لا تدركه حتى الآن "
" لم أرى رجلا قبلك ..... و لن أرى رجلا بعدك , .... أنت المعنى الوحيد للرجولة التي حلمت بها يوما "
" حين تنظر لعيني كما فعلت اليوم يتزلزل كياني .... أضيع و أغرق ببحورِ عينيك الدافئتين ..... أعشقك يا صدىء القلب "
"أحلم بيومٍ ستضمني فيهِ لصدرك ..... لأنصهر فيكِ و بك .... لأصبح نبضة من قلبك تربت عليها بلمساتك "
" أحبك يا صدىء القلب ..... ولو انتظرتك العمر كله لن أتعب و لن أمل .... فقط امنحنى اشارة , اشارة واحدة تريح بها قلبي الملتاع عشقا "

غطت حنين وجهها بكفيها و بكت بصوتٍ عالٍ هذه المرة
" لا ... لا .... أرجوك يا الله ..........
سامحني يا رب .... لن أرغب في إيلامه مجددا أبدا أبدا ..... لن أنتقم من زوجي مجددا و لن أتمنى تعذيبه أبدا
لكن اجعله كابوس و اجعلني أفيق منه ..... يا رب لن أعذبه مجددا ...."
بكت بقوة ... بقوة ....
" أريد العودة ... و أريده أن يعود .... "
لكن العودة طالت .... وهي جالسة بكرسي ضخم في بهو بيتها تنتظره دون أن يعود .... حتى الليل ...
و هاتفه لا يجيب ..... وكأنه قد اكتشف اكتشافي فغضب و رحل الآن .... على الرغم من أنه يعرف منذ زمن ليس ببعيد لكنه لم شعرني يوما بما قرأه ..... فقط ما سمعه مني و الذي لا يقارن بما قرأه .....
رن هاتفها أخيرا ... فقفزت اليه تلتقطه و ترد بسرعة ....
لكن لحظات مرت قبل أن تهمس بلا وعي
؛( أي حادث ؟؟ ............)












tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-04-14, 12:23 AM   #13204

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

انتهى الفصل حبيباتي ... و طبعا هذا الفصل طلع عيني و نكشلي شعوري
و اصبحت ضحية الفصل بعد ما كنت وردة مفتحة في البستان
لذا
عايزة تعليقات فسفورية مضيئة ... تناسب الظلام الي احنا عايشين فيه دا
اوعو تفتكرو عشان مفيش تسجيل حضور مش حعرف اجيبكم ... ابسيليوتلي
الي حيهرب بالتعليق حيلافيني ناطاله من قلب الشاشة
( برعاية حملة ... اديني التعليق و شمعة .... )


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-04-14, 12:26 AM   #13205

rasha shourub

? العضوٌ??? » 267348
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,873
?  نُقآطِيْ » rasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond repute
افتراضي

انا اول مرة احضر بس عايزة اسال سؤال هو فيه فصل النهاردة ولا ايه وربنا يوفق اللي عندها امتحان بكرة يارب ويجعلها من الناجحين والمتفوقين باذن الله

rasha shourub غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-14, 12:26 AM   #13206

timo_antimo

? العضوٌ??? » 5664
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,366
?  نُقآطِيْ » timo_antimo is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك علي الفصل ممكن اعرف فاضل كام فصل علي الروايه

timo_antimo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-14, 12:31 AM   #13207

nanash

? العضوٌ??? » 276437
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 963
?  نُقآطِيْ » nanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل نزل ؟
المنتدي شكله متغير ع الموب كدا ليه


nanash غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-14, 12:41 AM   #13208

الوردة الحلوة
 
الصورة الرمزية الوردة الحلوة

? العضوٌ??? » 216741
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 930
?  نُقآطِيْ » الوردة الحلوة has a reputation beyond reputeالوردة الحلوة has a reputation beyond reputeالوردة الحلوة has a reputation beyond reputeالوردة الحلوة has a reputation beyond reputeالوردة الحلوة has a reputation beyond reputeالوردة الحلوة has a reputation beyond reputeالوردة الحلوة has a reputation beyond reputeالوردة الحلوة has a reputation beyond reputeالوردة الحلوة has a reputation beyond reputeالوردة الحلوة has a reputation beyond reputeالوردة الحلوة has a reputation beyond repute
افتراضي

انا موجودة معااااااكم

الوردة الحلوة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-04-14, 12:42 AM   #13209

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

بنات الفصل نزل في مشاركة سابقة .... و حبيبتي بالنسبة لعدد الفصول المتبقية يمكن اثنين أو ثلاثة مع الخاتمة

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-04-14, 12:44 AM   #13210

النوت*
alkap ~
 
الصورة الرمزية النوت*

? العضوٌ??? » 294105
?  التسِجيلٌ » Apr 2013
? مشَارَ?اتْي » 226
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » النوت* is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع naser
افتراضي

له له له يا تمومه وش حادثه تو الاوضاع بدت تروووق
كيمياء عجييييبه بين هذول الاثنين
جمممميلييين مررره

اثير هي اللي ناويه تخخخربببها
مهما كان الوضع الشغل عند جاسسسر راح يخرب بيت بيتها


ششششكرا تميمه تستاهلين رد دسسسم لكن عيوني قامت تتصافق
حتى البارت ما فصفصت فيه عدل


النوت* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, ال22, الحب, الرائعة, الرواية, الفشل, بأمر, تميمة, ينزل, نبيل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.