آخر 10 مشاركات
3-لقاء العشاق -روايات الأمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          3-ليلة ساحرة-كاترينا بريت- روايات أحلام عبير (الكاتـب : Just Faith - )           »          5- ربيع الحب -روايات الأمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          5- عيون الحب -كنوز عبير جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          4-شباك امرأة -روايات عبير جديدة (( أحلام عبير )) (الكاتـب : Just Faith - )           »          4- الحب وخداع المظاهر -كنوز عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          4 - المنتقم والحب - دار الأمين ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : عيون المها - )           »          7 - طهارة الحب - سارة كرافت - أحلام عبير ( إعادة تنزيل كاملة) (الكاتـب : raan - )           »          عشق مطعم بالمُر -قلوب أحلام زائرة -للكاتبة::يمنى عبد المنعم*مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          6-الحبيب الغادر - أحلام عبير - ع.ج (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي من ثنائيات الرواية كنت اكثر مهارة في رسم ابعادها .. الشخصية و الروائية ..
جاسر و حنين 2,054 68.51%
عاصم و صبا 326 10.87%
حور و نادر 417 13.91%
عمر و رنيم 113 3.77%
مالك و اثير 88 2.94%
المصوتون: 2998. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree446Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-14, 12:13 AM   #14771

Eman kassem
 
الصورة الرمزية Eman kassem

? العضوٌ??? » 250889
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 513
?  نُقآطِيْ » Eman kassem is on a distinguished road
افتراضي


فى الانتظار

Eman kassem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-14, 12:13 AM   #14772

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الثامن و الثلاثون :
تتداخل السحب مع أعمدة النور المطفئة كروحها ..... تنام قليلا لتعود و تفيق على صوت مزمار سيارة مفاجىء , لينغلق جفناها مرة بعد مرة .....
حالة الوعي لديها تتضائل بشدة .... بينما قلبها يخفق بعنف يكاد يؤلم صدرها ......
رفعت يدا مرتجفة من بين ملامح غيابها لتضعها على صدرها المتألم ..... لكنها سمعت من بين سحب الغيامات المحيطة بها صوته يأتي اليها صارما بشدة جعلتها تفيق لبرهة
( ماذا بكِ ...... هل يؤلمك صدرك ؟؟ )
أومأت بضعف دون أن ترد ..... فامتدت يده لتلقط معصمها , يستشعر نبضها من جديد , قبل أن يهمس بخشونة عنيفة مكبوتة
( غبية ......... )
لكنه لم يتخلى عن معصمها .... و بالرغم من أن غضبه أنساه مدى قوة قبضته التي كادت أن تهشم معصمها النحيل , الا أنها كانت السبب الذي جعلها تستسلم أخيرا و تغمض عينيها تاركة نفسها لنوم عميق يبعدها مؤقتا عن هول ما تشعر به من ألم ......
أفاقت بعد فترة على صوت نادر وهو يقول بخشونة
( هيا استيقظي ....... حور , لقد وصلنا لبيتك هيا )
فتحت عينيها ببطء الا أنها فضلت عدم المقاومة و عادت لتغلقهما من جديد .... فشد نادر على معصمها وهو يناديها مجددا بصرامة
( حور ...... افتحي عينيك ِ )
لكنها لم تعبأ به .... وعيها الضائع أخبرها بقليل من الإستيعاب , إن كانت قد وصلت لبيتها أخيرا فلا خوف , فليتركها في أي مكان لتكمل نومها ....
لكنها فجأة انتفضت على صوت صفقة باب قوية ..... قبل أن تغمض عينيها من جديد , لكن بابها فتح لتشعر بقبضتين قويتين تمسكان بذراعيها لترفعانها على قدميها واقفة خارج السيارة ....
رمشت عدة مرات لأشعة الشمس التي احرقت وجهها الناعس .... قبل أن تتخاذل ساقيها تحتها , لكنها وجدت نفسها مرفوعة فجأة بذراعيه القويتين ..... ليتجه بها الي باب البيت , فمالت برأسها لتنام على كتفه قليلا .... فقط بضع دقائق لتستجمع استيعابها و بعدها ستفتح عينيها ....
لكن الإنتفاضة الثانية وصلت الي اذنها بعد أن فتح الباب ..... و سمعت شهقة رعب و صوت امها يصرخ بجزع
( بسم الله الرحمن الرحيم ...... بنتي .... بنتي ماذا بها )
تكلم نادر بصوت خافت يحاول السيطرة عليه
( لا تقلقي يا أمي .... انها بخير , سأحملها لغرفتها لتستريح قليلا ...... فقط لو أمكنك تحضير شراب ساخن لها )
كانت روعة تضرب صدرها و تشهق بصدمةٍ خلفه و هو يتجه الى السلم , قبل أن يستدير اليها قائلا بخفوت
( لا تقلقي يا أمي .... أنها تشعر بدوار ليس الا و أنا بحاجة للتكلم معها قليلا , من فضلك أحضري لها شيء ساخن محلى لتشربه ...... هل أصعد لغرفتها مباشرة أم تتفقدين لي الطريق ..... )
كانت روعة لا تزال تضرب صدرها , لكن بضربات خافتةٍ و هي تهذي باسم حور ... و قلبها يأبى أن يطمئن , لكنها قالت من بين دموعٍ حبيسة ملتاعة ....
( اصعد يا ابني ..... ليس هناك أحد غيري هنا )
فصعد نادر السلم دون كلمةٍ أخرى , بينما وقفت روعة مكانها و قد انفجرت دموعها و هي تهمس متمسكة بحاجز السلم
( أين كان مخبأ لكِ كل هذا يا ابنتي ؟؟ ....... )
.................................................. .................................................. .........................
دخل نادر الى غرفتها ليضعها فوق سريرها ببطء قبل أن ينحني اليها , ليربت على وجنتها بقوة مناديا بصلابة
( حور ...... حور أفيقي )
فتحت عينيها الى وجهه القريب من وجهها القريب منها , لتنظر الى عينيه ربما المرة الأولى لليوم .... حينها لم تشعر بالرغبة في الإستسلام للنوم وهي تراقب عينيه قبل أن تهمس فجأة
( أنت تمتلك نفس عيني معتز ......... )
الحقيق أنه أنه لم يأخذ الا عينيكِ أنتِ .....
كانت تلك هي أول جملة تبادرت الى ذهن نادر لكنه لم ينطق بها و هو يهديها إحدى نظراته الصاعقة القاتمة , ليقول بلا مقدمات ....
( ماذا كنت تتعاطين في الفترة الأخيرة ؟؟ ........ )
لم ترد عليه وهي تستدير الى جانبها لتدفن وجهها في وسادتها لتهمس بإختناق و هي على وشكِ البكاء
( أخرج من هنا يا نادر و اتركني ....... لم آتي اليكِ الا رؤية ابني , فابتعد عني .......)
لكن نادر كان قد تحرك بالفعل وهو يذرع الغرفة ...... لينظر فوق طاولة الزينة , و منها اتجه الي الطاولات الجانبية ليفتح أدراجها قبل أن تتسع عينيه و هو يلتقط عدة أشرطة أقراص , قلبها لينظر اليها كي يتأكد مما يراه ,
لم تسمع حور همسته الخشنة ..... قبل أن يندفع ليلتقط حقيبتها الثمينة الملقاة على أحدى الكراسي , ففتحها و قلب جميع محتوياتها على الكرسي و أخذ يقلب بينها , الى أن وجد شريطين آخرين .....
ثم اتجه الى الحمام الملحق و أخذ يصدر ضجة من الداخل الى أن خرج و في يده المزيد من الأشرطة ....
حين وصل اليها كانت إمارات الجنون تعلو وجهه قبل أن يجلس بجوارها ليرفعها من معصميها بقبضتين من حديد لتستقيم جالسة , الا أن رأسها سقط كزهرةٍ ذابلة .....
لكنه أمسك بذقنها يرفع وجهها اليه بالقوة قبل أن يربت على وجنتها بأكثر منها قوة وهو يقول بغضب عاصف
( حور ...... أفيقي و انظري الي , من أين حصلتِ على تلك الأدوية ؟؟ ...... )
فتحت عينيها قليلا لتنظر الي ما بيده , قبل أن تنظر الي عينيه المجنونتين و هي تهمس بضعف
( و فيما يهمك ذلك ؟؟ ........ فقط ارحل ....... )
شدد نادر على ذقنها ليهتف بجنون
( احدى هذه الأدوية يعتبر مخدرا و محظور صرفه ..... كيف تمكنتِ من الحصول عليه ؟؟ )
أمالت رأسها كي لا تنظر اليه , ثم همست بلا حياة
( ليس صعبا ........ )
صرخ نادر بجنون وهو ينشب قبضتيه في ذراعيها
( طبعا ليس صعبا ...... كيف .... لست حتى أستطيع أن ....... )
توقف هذيانه المجنون ما أن دخلت روعة تحمل الكوب بيدها و هي تنقل نظراتها بينهما برعب .... فأخذ نادر نفسا مرتجفا من الغضب قبل أن يقول بصوت مكتوم
( شكرا يا أمي ..... هل لي أن أتكلم مع حور على انفراد قليلا ...... )
همست روعة و هي تضع الكوب من يدها
( لماذا ؟؟ ..... ماذا فعلت حور ؟؟ ..... اخبرني بالله عليك , لماذا لا يخبرني أحد ؟؟ ...... )
أخذ نادر نفسا مجددا قبل أن يقول بهدوء
( لا تخافي .... انها بخير الآن و سالمة , و سأتأكد من ذلك .......... )
نظرت روعة الى حور المطرقة الرأس ووجهها مخفي بين شعرها تماما و كأنها طفلة تنتظر العقاب , قبل أن تهمس وهي تبتلع ريقها
( ترفق بها قليلا يا نادر يا ولدي .... إنها لم تعد تحتمل الضغط الزائد ....... أرجوك , من أجلي أنا ..... )
لانت ملامح نادر قليلا قبل أن يقول بخفوت
( لا تخافي ...... نحن فقط في حاجةٍ لأن نتكلم ...... )
أومأت روعة برأسها في أسى قبل أن تنظر لحور نظرة أخيرة .... ثم استدارت لتخرج و المرارة تقطر من ملامحها
عاد نادر لينظر الي حور بنظراته القاتمة قبل أن يشد على معصمها لترفع وجهها المجهد اليه ليسألها بشراسة
( كم قرصا أخذتِ من هذا ؟؟ ........... )
نظرت حور الي الشريط في يده قبل أن تقول بهمس و هي تتجنب النظر اليه
( فقط واحد ..... اليوم صباحا )
هزها نادر ليقول بقسوة
( لا تكذبي يا حور ........... )
هتفت هي الأخرى بعصبية ( لا أكذب ..... فقط واحد و لم أفعلها سابقا )
سكتت قليلا قبل أن تهمس
( سوى مرة ..... لكني لم أكررها الا اليوم )
اتسعت عينا نادر بذهول مجنون لما يسمعه منها , قبل أن يمسك بشريطين آخرين , ثم نظر اليها ليقول بقسوة أكبر
( و مضادات الإكتئاب هذه ....... كم قرصا أخذت اليوم و لا تكذبي )
نظرت الى الشريطين في يده قبل أن تهمس
( اثنين فقط ................ )
هتفت نادر بغضب
( لا عجب اذن من تزايد نبضاتك بهذه الصورة ....... )
رفعت حور كفيها الى جبهتها لتهتف
( و أنت تزيدها أكثر .............. )
لكنه انتزع يديه عن وجهها وهو يصرخ بغضب
( الى متى ستظلين بتلك الحالة ؟؟ ..... الى متى ؟؟ )
رفعت وجهها اليه هائجة ببعض القوة التي تسربت اليها بفعل الغضب
( و ما يهمك أنت ؟؟ ...... و متى همك أمري , ......... اذهب يا نادر .... اذهب و اتركني , فلم يعد لديك شيء أريده .......... )
قال نادر بقسوة ( ولا حتى معتز ؟؟ ....... )
رفعت حور وجهها اليه بشراسه , قبل أن تنفجر و هي تضرب صدره بقبضتيها بعنف و جنون صارخة
( لا تعاقبني بابني ....... من أين لك بمثل هذه القسوة ؟؟ !! )
الا أنه أمسك بمعصميها وهو يهزها صارخا
( من أين لي بمثل هذه القسوة ؟؟!!! ..... أنا ؟!!! ...... و ماذا عنكِ ؟؟ .... كم مرة طعنتي بها في مقتل ؟؟ .... و كم مرة آذيتي فيها ابني بتصرفاتك المتهورة ؟؟ .......
حتى أخذك لذلك المخدر الآن كأول تصرف منكِ بعد أزمة ؟؟؟ ..... ماذا تسمين هذا ؟؟ ...... رقة شعور من جانب سيادتك ؟؟!! .......... )
صرخت حور هي الأخرى
( لا أتحمل المزيد من الألم ..... لم أعد أتحمل معاملة الجميع لي و كل ما تفعلونه بي ..... )
هتف نادر
( بل أنتِ من تفعلين كل ذلك بنفسك ....... و لا زلتِ تدمرين كل ما تبنينه ..... )
نظرت اليه تلهث قليلا قبل أن تقول برجاء
( اعد الي ابني و سأكون أهلا لذلك ........ سترى , فقط أعده لي ........ )
نظر نادر اليها بازدراء قبل أن يقول بقسوة
( بحالتك تلك ؟؟ .............. )
لم ترد عليه و قد تصلبت عيناها من مدى قسوته .... لكن نادر كان قد ابعد عينيه عنها , و مد يده الي كوب الشراب الموضوع بجانبها , ليمده اليها وهو يقول
( اشربي ............ )
قالت بتعبير أجوف و كره غريب بدأ يتصاعد بداخلها
( لا أريد ........... )
الا أنه مد يده الى مؤخرة رأسها ليثبته بقوةٍ بينما رفع الكوب بيده الأخرى الى شفتيها يحرق شفتها السفلى بسخونته الا أنها لم تتأوه بينما ألم قلبها كان أفظع ....
قال نادر بصلابة
( افتحي فمك .......... )
هزت حور رأسها نفيا و الدموع تنساب على وجنتيها بصمت .... فكرر نادر بصرامةٍ أكبر
( افتحي فمك ........ )
فتحت شفتيها قليلا لترتشف بعضا من الشراب الساخن .... لعل تلك اللحظات الموجعة تنقشع و يرحل سريعا ...
قربه منها يعذبها و هي تستشعر منه الصقيع بدلا من الدفيء .....
كانت عيناه عليها و هو قريبا منها يراقبها بلا رحمة .... و رغما عنه كانت أصابعه التي تثبت رأسها قد أخذت تتلمس شعرها و هو يهمس فجأة
( لقد قتلتني هذه المرة يا حور ........)
شهقت باكية لكن دون صوت و هي تغمض عينيها بأسى .... لكنها ظلت تشرب ببطء عله يرحل .... ليته يرحل .....
لكنه تابع هامسا
( الا تدركين احساسي الفترة السابقة !! ..... هل لديكِ القدرة حتى على التخيل و أنا أتصور لقائك به ... أتخيله ... و اتخيل ما تلى من تهجمه عليكِ ...ملامسته لكِ ..... كل الكذب الذي ادعى به عليكِ .. هل يمكنك أنتِ التخيل مما عانيته !! ..... )
همست دون وعي و هي تشهق باكية
( يمكنني التخيل ....... يمكنني ...........)
همس نادر بصعوبة و هو يقترب منها
( الألم هذه المرة كان أفظع من أي شيءٍ مضى ........ )
همست بصعوبةٍ و هي مغمضة عينيها تبكي بصمت يكاد يمزق صدرها ...
( لم يسبق أن نال مني أي أحد ما لا أريده ...... لا أعرف لماذا عميت عنه و عن تصرفاته .... لماذا كنت مشتتة و ضائعة ....... لماذا كنت ....)
سأل نادر هامسا بقسوةٍ و عذاب وهو يقرب رأسها منه
( كنتِ ؟!!! ..... و هل أنتِ الآن لستِ مشتتة أو ضائعة ؟!!!! ..... )
بكت بقوةٍ فأبعد الكوب عنها وهو ينظر اليها بأسى .... رغما عنه كان يتمنى لو يضمها الى صدره ... لكنه ببساطة فقد القدرة على ذلك .....
نهض من على السرير .... فرفعت رأسها اليه متوسلة
( لا تعاقبني بابني يا نادر أرجوك ........... )
ظل نادر ينظر اليها طويلا بصمت قبل أن يقول بلا تعبير
( لن أعاقبك به يا حور ....... لكن تأكدي أنتِ من الا تعاقبيه مجددا و حتى هذا الحين افعلي ما يستحقه منكِ ... )
ثم أخذ نفسا مجهدا ليقول بخشونة
( سأخبر أمك و أخاك و الجميع عن تلك الأقراص لو اقتضى الأمر ذلك ..... لن يمكنني في حالتك هذه أن أثق بكِ , أنتِ تدمرين نفسك ببطء .......و لو أخذت منها مجددا صدقيني سأعلم و صدقيني حينها سأبعد معتز عنك ...... و الخيار لكِ )
ثم خرج دون أن ينتظر جوابها .... بينما رفعت يديها الى وجهها تبكي بقوةٍ و تتسائل الى متى ستضيع المزيد من سنوات عمرها و عمر ابنها
.................................................. .................................................. ........................
( سأشتاق اليكِ جدا يا عمتي ..... على الأرجح سيكون مجيئي الى هنا أكثر صعوبة في الفترة القادمة )
امسكت حنين بساق روعة ... و أسندت وجنتها الي ركبتها و هي تجلس أرضا أمامها , بينما كانت روعة تضفر لها شعرها الطويل , تماما كما كانت تفعل دائما .... و كأن الأيام لم تمر على آخر جلسة جلستها كي تضفر لها روعة شعرها .....
تنهدت روعة تنهيدة مثقلة بالهموم و هي تأخذ نفسا مرتجفا , لتقول بخفوت مختنق
( لا أعلم سبب ذهابك الي بيتك وحيدة ..... لما لا تبقين هنا حتى يخرج زوجك ؟؟ ..... بيتك بعيد خارج المدينة , فلما تقلقينا عليكِ أكثر ؟؟..... الا يكفينا ما نحن فيه ؟؟ ...... )
تنهدت حنين هي الأخرى .... ثم قالت بخفوت
( مكان المرأة في بيت زوجها ..... أنسيت جملتك الشهيرة يا عمتي و التي كنتِ تتباهين بها ..... )
انهت روعة الضفيرة الطويلة لتربط نهايتها , فاستدارت حنين اليها تحتضن ركبتها و هي تتابع برقة
( كما أنني أريد تجهيز العديد من الأشياء في البيت لحين عودة جاسر ..... أشياء لن يفهمها غيري )
زمت روعة شفتيها و هي تقول بإستياء
( يا ابنتي كل شيء له أوانه ...... ابقي هنا معنا حتى يخرج زوجك )
مالت حنين برأسها مبتسمة بحزن لحزن زوجة عمها ثم همست
( صدقيني يا عمتي أسبابي وجيهة جدا ....... ارجوك , لا أريد الذهاب و أنت حزينة هكذا )
تنهدت روعة تنهيدة أخرى , الا أنها اقترنت في نهايتها بشهقة بكاء مختنقة , لم تستطع أن تكتمها .... فتأوهت حنين باسى و هي تنهض لكن لتجلس بجوارها على الأريكة لترتمي في حضنها قائلة بحزن
( لماذا البكاء الآن يا عمتي ؟؟ .......... هل هكذا ستودعيني و أنا سأغيب عنكِ لفترة ؟؟ )
هزت روعة رأسها و هي تقول بإختناق باكٍ
( يصعب علي ما تمر به حور ...... و كم كنت أنتظر مجئيك , .... دائما ما كنت ونيستي قبل أن تكوني ابنتي , منذ رحيلك و أنا ابقى الوقت الطويل بمفردي ..... لا أملك سوى ان اغرق في الأفكار السوداء عما يحدث لحور و يخفونه عني ..... و أنا هنا جالسة بين الجدران , لا أملك شيئا سوى التكهن , بينما أراها تذبل أمامي كل يوم حتى أصبحت مجرد كتلة ضعيفة فاقدة الحياة ....... )
سكتت قليلا قبل أن تتابع
( حتى اليوم الذي تمنيته طوال عمري وهو يوم زفاف مالك .... سيأتي و أنا لا أشعر بأي ذرة فرح حتى ... ستأتي أثير لتقيم معنا هنا حتى موعد الزفاف و أنا لست أعلم كيف سأقابلها و أجهزها و أنا لا أقوى حتى على الإبتسام )
عضت حنين على شفتها و هي تدلك ذراعي زوجة عمها برفق , علها تريحها قليلا .... انها في اشد الحاجة اليها الآن , ..... لكنها هي في اشد الحاجة كذلك للذهاب لبيتها و انتظار جاسر هناك ..... انتظاره في البيت سيعتمد عليه أشياء كثيرة ... خاصة بعد ان صلب رأسه و أصر على رحيلها .....
تنهدت حنين و هي تتعذب ...... ثم همست بعد فترة
( عمتي ....... لو كنتِ في حاجة الي ....إن أردتِ أن أبقى فسوف ..... )
قاطعتها روعة متراجعة بحزن و هي تأخذ وجه حنين بين كفيها لتربت على وجنتيها بعطف , لتقول من بين دموعها
( لا يا حبيبتي ..... كفانا أنانية تجاهك , اذهبي لبيتك , و انتظري زوجك كما قررتِ ..... لكن هل ستكونين آمنة في هذا المكان البعيد ؟؟ ...... )
أومأت حنين برأسها , ثم قالت بخفوت
( بعد أن أصريت ... و بعد مشادة عنيفة ... اضطر عاصم للرضوخ , بشرط أن يترك رجلين من رجاله هناك على البوابة و امرأة طيبة ستساعدني .... بخلاف سائق جاسر الذي سيكون تحت طلبي بالسيارة في أي وقت ...... )
تنهدت روعة باستسلام و هي تومىء برأسها ... لتقول بعد لحظة
( اذن اذهبي و ابدأي حياتك من جديد ..... و أنسي كل ما فات , لا تفكري سوى بسعادتك )
ظلت حنين تنظر اليها قليلا و قلبها يؤلمها و كأن شيء مسنن موجع يقبع به .... لكنها أومأت قبل أن تهمس بخفوت
( قبل أن أرحل ...... أريد أن أخبرك بشيء ربما , لم أخبرك به من قبل ..... لقد كنتِ دائما أمي التي فقدتها مبكرا , لتعود الي فيكِ .....
تفاصيل كثيرة تضيع مني رغما عني و التي تخص أمي رحمها الله ..... لتتبدل بتفاصيلك أنتِ ....لا أذكر موقف في حياتي لم تكوني جزءا منه ...... لذا ..... لذا ..... تفاجئت اليوم , حين اكتشفت بأنني لم أشكرك يوما لأنك أمي ....... )
ابتسمت روعة بتأوه من بين دموعها الغزيرة قبل أن تجذب حنين الى صدرها الرحب .. لتقبل قمة رأسها و هي تقول بإختناق
( كيف يمكنني تركك الآن بعد هذا الكلام ؟؟ ...... انتِ قطعة من قلبي يا حنين , .... سامحيني حبيبتي إن كنت قد آذيتك يوما ..... سامحيني أرجوكِ )
مسحت حنين دموعها و هي تتنعم قليلا بحضن زوجة عمها قبل أن تبتعد الى بيتها و هذه المرة هي الأكثر تأكيدا لها .... ثم همست بخفوت تبتسم
( ليس هناك ما أسامحك عليه و يوازي كل ما قدمتهِ لي ....... فقط كوني راضية عني و لا أريد أكثر من ذلك )
عادت روعة لتقبل رأسها و هي تهمس مختنقة
( والله دائما كنت راضية عنكِ يا حنين ....... و سأكون لآخر يوم في حياتي )
رفعت حنين وجهها المبلل بالدموع الي عمتها ...... لتقول برقة تحاول السيطرة على نفسها
( فليعطيك الله الصحة يا عمتي ..... حسنا كفى بكاءا , سنغرق المكان )
ثم اعتدلت و هي تمسح دموعها و تلتقط أنفاسها قبل أن تهمس
( يجب أن أذهب الآن يا عمتي ........... )
أمسكت روعة بذراعها لتقول بلهفة
( اصعدي لأبنة عمك قبل ذهابك ..... ربما استطعت تغيير حالتها قليلا )
توترت حنين قليلا .. قبل أن تتنحنح لتقول محاولة التهرب
( ربما .... ربما مرة أخرى يا عمتي , فأنا ......... )
الا ان زوجة عمها تشبثت بها بقوةٍ اكبر و هي تقول باستعطاف
( اصعدي اليها يا حنين و حاولي معها ..... لربما تمكنتِ من جرها للحديث أو الأكل أو أي شيء شبيه لطبيعتها المحبة للحياة ...... )
اطرقت حنين برأسها .... الحقيقة انها آخر شخص يمكن أن يخرج حور من حالتها , خاصة و أنها لم تصفى لها منذ شهور عديدة ....
لم تكن يوم سوداء القلب الى هذه الدرجة .... لكن الحديث الأخير بينهما و آخر كلمات حور لها في هذا البيت كانت القشة الأخيرة في طريق طويل من المعاملة السيئة و التجريح ....
انفجر كله دفعة واحدة مع كلماتها الأخيرة .... فأقسمت حنين بينها و بين نفسها أن تكون الأخيرة بالفعل , و الا تسمح لحور بتجريحها مرة أخرى ... حتى ولو اقتضى ذلك قطع كل صلةٍ بينهما ....
لكن الآن ... و في تلك اللحظة العاطفية التاريخية بينها و بين روعة , ..... لا تستطيع ان تخذلها , لذا فليكن ....
ستصعد لتلقي اليها بتحيةٍ خالية الود ..... مجردة الشعور ..... هذا لا يمنع في أنها تشفق عليها من كل ما أصابها , الا أنه اشفاق يخص شخص غريب ... لا تربطها به صلة روحية .. أو حتى رابطة دم ....
نطقت حنين أخيرا بصوتٍ أجوف خافت
( حسنا يا عمتي ..... تحت أمرك )
.................................................. .................................................. ...........................
حين طرقت الباب و لم تسمع ردا .... تنفست الصعداء و استدارت شاكرة أن الفرصة قد واتتها لتتهرب من ذلك الحمل .... الا أنها لم تتحرك خطوة واحدة ....... بقت واقفة مكانها صامتة قليلا , قبل أن تزفر بغضب ....
لتستدير مجددا للباب , فتفتحه دون اذن ....
للوهلة الأولى لم تستطع التعرف على تلك الكومة مشعثة الشعر و الملقاة على السرير دون أي بادرة من بوادر الحياة تظهر عليها ...
عقدت حنين حاجبيها و هي تتقدم الى السرير قليلا .... قبل أن تهمس بحذر
( حور !! ........... )
لم تتلقى ردا ..... فتابعت بهدوء
( لقد جئت لأسلم عليك لأنني ربما لن أتمكن من زيارتكم لفترة قادمة بسبب ظروفي ......... )
أيضا لم تتلقى أي رد .... فكتمت زفرة ملل قبل أن تقول
( حسنا ...... سعدت بالتحدث اليكِ , الي اللقاء ...... )
لكنها همست بداخلها " او ربما وداعا ستكون أفضل " .....
أمسكت حنين بمقبض الباب ... تتردد قليلا في الخروج , الى أن دفعها عفريت مشاكس لقول
( لقد صعدت الى هناك بإلحاح من عمتى على فكرة ..... لولا ذلك لما كنت عبرتك من الأساس )
حضرت نفسها لسماع رد لاذع .... لكن لاشيء .... فتابعت تقول و قد استبد بها الغيظ
( سمعت أنك كنت تتعاطين أقراص الهلوسة ....... أنت لا تحتاجينها على فكرة , فلديك من الهلاوس النرجسية ما يكفي ........... )
حين طال الصمت مرة أخرى ..... قالت بلامبالاة
( هل أصابتك أقراص الهلاوس بالصمم أيضا ؟؟ ........... )
لم تسمع رد ...... انها ليست نائمة , بضع حركات ضئيلة من أصابعها الملقاة على الوسادة تخبرها بذلك .... لكن لماذا لا تقفز من السرير لتهجم عليها .... حتى أنها تقف الآن متحامية بالباب خوفا من بطش حور في أي لحظة .....
هل حقا حالتها بهذه الجدية كما صورت لها زوجة عمها ؟؟!! .....
انتابها القلق للحظات ....فقالت
( حور ..... هل أنتِ بخير ؟؟ ...... )
لم تتلقى رد لفترة طويلة .... قبل أن تتحرك تلك الكومة قليلا ثم سمعت صوتا يكاد يكون رنانا من شدة ما هو أجوف ( أخرجي من هنا ............ )
زمت حنين شفتيها بغضب ..... حسنا , إنها هي حور و لن تتغير مهما يصيبها .... أوشكت على المغادرة و لتذهب حور الي الجحيم , خاصة و هي تتطلع الى تلك الغرفة التي شهدت أسوأ كلمات من الممكن أن تسمعها في حياتها ...
تلك التي رمتها بها حور في نفس المكان منذ شهور طويلة ...... تكاد تتذكر صدى الكلمات بالحرف الواحد ...
( كيف تجرؤين على التدخل فيما يخص حياتي ...... من أعطاك الحق لتبدي رأيك أصلا , يبدو أننا قد تهاونا معكِ طويلا.... أفيقي ..... أفيقي يا حنين واعرفي مركزك في هذا المنزل ...... هل اعتقدت حقا بأنك بمثابة أختنا ولك نفس حقوقنا ؟........
لن تستطيعي إخفاء مرارتك من أن عاصم لم يفكر في الزواج منكِ ...... ليفضل عليكِ دانا ابنة العز و النسب .......لا تستطيعين تمني السعادة لغيرك اليس كذلك ؟......)
هزت حنين رأسها قليلا لتبعد الذكرى الصدئة لمذاق تلك الكلمات في اذنيها .... و أخذت تستبدلها بصورة زوجة عمها الكسيرة الجالسة بالأسفل ....
فأخذت نفسا عميقا , لتقترب منها بحزم , ثم جلست بجوارها على حافة الفراش ... و كانت حور ملقاة عليه لا يظهر منها وجهها الملقى جانبا بين كومة من الشعر الطويل ....
لكن ذلك الجسد لم يكن يوما نحيفا بتلك الصورة المخيفة .....
اخذت حنين نفسا آخر قبل أن تقول بهدوء
( ماذا بكِ يا حور ؟؟ ....... لماذا تفعلين كل ذلك بنفسك ؟؟)
حين لم تتلقى ردا مرة أخرى مالت اليها لتزيح كومة الشعر الباهت من فوق وجهها ..... فتوقفت فجأة بخوف من تلك الأعين المتسعة المفتوحة تنظر للبعيد .... تحتها هالات زرقاء لم تعرفها تلك العيون من قبل ....في وجه غائر القسمات بشدة .....
همست حنين بجزع
( يالهي ... ماذا بك ؟؟ ....... )
لم ترد حور و لم تنظر اليها , فعقدت حنين حاجبيها قبل أن تقول بصرامة
( لماذا تفعلين ذلك ؟؟ .... و ماذا إن تعرضتِ لموقف صعب ؟؟!!! ..... ليس هذا مبرر لأن تفعلي كل ذلك بنفسك ., ليس خوفا عليكِ على فكرة ..... لكن على عمتي التي هي أمك بالمناسبة ؟؟ ..... هل أعمتكِ أنانيتك عن رؤية الهلع الذي تسببينه لها ؟؟ ....... صحتها و عمرها لم يعودا في قدرةٍ على احتمال مثل هذا الضغط .....)
أوشكت على قول المزيد ..... الا أن تحرك حور الطفيف جعلها تتحرك الى مؤخرة السرير خوفا من أن تجد اناء الماء الزجاجي المجاور مضروبا في رأسها دون تحذير .....
لكن حور تحركت بضعف شديد , الى أن أصبحت شبه مستلقية ... تنظر الي حنين بملامح متجمدة , متبلدة ..... و عينين فارغتين
قبل أن تقول بخفوت لكن القسوة كانت تحيط بذك الخفوت
( لقد فقدت ابني ............ )
ذابت عينا حنين قبل أن تقول بلهفة و تأوه
( بعيد الشر عنه ..... لا تقولي فقدتيه , إنه بخير ........ لكن بما أنك تفتقدينه , فأخبرك بأنني أيضا أفتقده بشدة , لدرجة العذاب ........ هل تتذكرين حين كان يوما كل حياتي ؟؟ الى أن حرمتيني منه ....... )
أخفضت حنين رأسها لتهمس بحزن
( أنا أيضا أفتقده بشدة يا حور ..... و منذ شهور طويلة ..... طويلة جدا ...... )
لم تتوقع حنين العاصفة التي انفجرت فجأة كقاذفة لهب حين استقامت حور هائجة بهالة شعرها الهوجاء و هي تصرخ صرخة واحدة
( انه ابني ............ )
انتفضت حنين مذعورة و هي تتراجع للخلف مرة أخرى الى أن تشبثت بحاجز السرير و هي تظن بأن حور تتعاطى بعض الأشياء المريبة , لذا لم يكن من الحكمة إستفزازها الآن .....
لكن حور لم تهجم عليها كما كانت تتوقع .... بل رفعت قبضة يدها المضمومة و ضربت بها صدرها عوضا عن رأس حنين و هي تتابع بقهر يقطر من كل حرف
( انه ابني ..... ابني أنا .... أي وضعين تقارنين بينهما !!! ........ أنت تفتقدينه ربما ..... لكني أنا انتزعت مني قطعة من أحشائي ....... أيمكنك أن تتخيلي هذا الشعور ؟؟!!!! )
غامت عينا حنين للحظة ....
" نعم أستطيع أن أتخيل جيدا , حين فقدت طفلتي .... لكنها كانت مجرد حلم لم يكتمل و لم يتسنى لي الوقت حتى لمحبتها و الإعتذار لها ..... أما معتز ... فهو انسان كامل له حياة و له وجود و كيان ... لذا أستطيع التخيل جيدا .... "
لكنها لم تنطق بذلك و هي تنظر لحور .... قبل أن تهمس بتردد
( لكنك ..... لم تعطيني هذا الإنطباع من قبل , كنت أظن أن كل ما يهمك هو الإطمئنان بأنه بخير .... لكنك لم تحاولي يوما التشبث به أو الوصول اليه ....... )
انحنت عينا حور وداخلها يصرخ عاليا بفظاعة " مجددا !!!! ..... يالهي مجددا !!! ..... ألن ينتهي هذا العذاب !!! "
لكن حنين تابعت بهمس حزين
( لم أقصد أن أؤلمك.... لكن ..... لكنك انتزعتي مني طفلي أنا أيضا , لقد كان النسمة التي تضيء حياتي .... كانت بيننا لغتنا الخاصة ..... حتى أنه كان يفهمني و افهمه ..... حتى أنني علمته أول اشارة .
و أنتِ لم تبدي أي اعتراض , فجعلتني أتعلق به أكثر و اكثر ... يوما بعد يوم ..... الى أن انتزعتيه مني فجأة و دون أي إنذار ... )
عقدت حور حاجبيها بقسوة ... الا أن عينيها كانتا تنطقان بالألم حين همست بنفس القهر
( كنت أحاول أن أبني أنا لغتي الخاصة معه ..... كنت أحاول أن أكمل تعليمه باقي الإشارات ...... لذا فاعذريني ان كنت لا أتعاطف حاليا مع ما انتزعته منكِ ......
فما إنتُزِع مني كان أكبر ...... كان أكبر بكثير ......... )
ثم رفعت أصابعها دون سابق إنذار لتضغط بها على عينيها قبل أن تنفجر في بكاءٍ مرير .....
شعرت حنين بالصدمة لرؤية حور تبكي بهذا الشكل ... لقد رأتها تبكي مرارا , بدلالٍ و ميوعة ... و رغبة في تحقيق طلباتها التي لا تنتهي
الا أنها المرة الأولى التي تراها تبكي فيها بهذا الشكل ..... شكل اوجع قلبها بإحساس غريب .....
منحتها حنين الفرصة لتبكي ما تشاء .... و لا تعلم كم مضى من الوقت تحديدا ..... وهي تراقبها بصمت ...
الى أن همست أخيرا
( أتعلمين ..... لا أدري لماذا تذكرت الآن اليوم الذي انتقلت فيه الي بيتكم بعد وفاة والدي ...... )
رفعت حور عينيها الحمراوين المتورمتين الى حنين , تنظر اليها بصمت .... فتابعت حنين ...
( كنت أشعر بالضياع ..... حتى أن الشعور بالضياع طغى على الإحساس بالحزن , و تحول الي خوف كبير ......... لكن أتعلمين ماذا كان أكثر شيء يبهجني بما يناقض الحزن بداخلي ؟؟ ....
هو انتقالي معك في غرفة واحدة ......
لطالما تمنيت أن تكون لي اخت ...... أنام بجوارها و ألعب بدمياتها و حتى أسرق ملابسها ..... و أنت كنت تمثلين لي كل هذا الحلم .... بكل أركانه .....
الأخت الجميلة . ذات الغرفة الرائعة و الملابس الحمراء ... و الدمى المتناثرة ..... و السرير الذي سننام فيه سويا )
ظلت حور تنظر اليها دون رد وهي تتابع
( لكن فجأة بدأ الحلم يتضائل .... اولا باخراجي من غرفتك ... ثم تجنبي شيئا فشيئا ... حتى صداقتنا التي كانت من قبل بدأت في التضاؤل .... الى أن انتهت بالتجريح المستمر ...... )
فتحت حور شفتيها قليلا .... ثم اغلقتهما , ثم عادت لتفتحهما و هي تهمس
( كنت مجرد طفلة .......... )
نظرت اليها حنين لتقول بلا تعبير
( آخر تجريح منكِ كان في هذه الغرفة منذ عدة أشهر ...... حين أخبرتني بحقيقة وضعي في هذا البيت )
مصت حور شفتيها بتوتر قبل أن تهمس
( كنت أعاني من ضغط انفصالي و ابني و حالته الخاصة ..... لما لا تقدرين ظروف الناس ؟؟ )
أطرقت حنين برأسها قليلا ... قبل أن تهمس
( دائما ما كنت أجيد تقدير ظروف الجميع ..... لكن الآن و بما أنني قد ابتعد لفترة , أريد أن أسألك لمرة واحدة و أخيرة ..... لماذا كنتِ تبغضين وجودي بينكم الى هذا الحد ...... )
ظلت حور صامتة لفترة ....تنظر الي رأسها المنكس و هي تمسح وجهها المبلل و عينيها و أنفها بأصابعها المرتجفة .... قبل أن تهمس بجفاء
( لأنك و منذ أن حططتِ قدمك في هذا البيت و أنتِ المفضلة ..... المميزة ..... لقد احتللتِ مكاني مع سبق الإصرار )
رفعت حنين رأسها مذهولة متسعة العينين و هي تصرخ بإستنكار واضعة يدها على صدرها
( أنا ؟؟!!!!!! ...... انها أسوأ حجة يمكن لكِ أن تتحججين بها على الإطلاق , بل و اكثرها فشلا أيضا , لما لا تجدين شيئا أفضل ...... )
اومأت حور برأسها و هي تقول بخفوت مصرة و بملامح ميتة لا حياة بها
( بل أنتِ كذلك ...... ربما كنت أنا أميرة أبي حتى آخر يوم و مدللة الجميع ..... لكني لم أكن عمياء لكي لا أعلم بأنكِ كنتِ المميزة لدى الجميع ....... )
صمتت قليلا ثم أخفضت نظرها لتهمس
( هل تظنين بأنني لم أكن أشعر و أحس بوجودك الذي يتزايد و يتأصل في البيت يوما بعد يوم ؟؟ .... لم يكن الدلال هو المقياس أبدا ..... لكن وجودك كان مسلما به , ...... في حياة كل من هم في حياتي .....
لم يعرف أحد حنين و يقترب منها الا و أحبها و أعجب بها ..... و لم يعرف أحد حور و يقترب منها الا و ينفر من تصرفاتها ......
حنين يجب أن تعامل معاملة خاصة نظرا لوضعها ......
حنين يمكنها أن تتحمل هذا الشيء أو آخر ... لأنها الأقدر على التحمل .....
حنين يمكنها ..... حنين تستطيع بينما حور لا يمكنها .....
كم هي مريحة للقلب .... كم هي مرنة .... كم هي قوية العود و صلبة , لكن في نفس الوقت مريحة للقلب و غير مسببة لأي متاعب ...... )
كانت حنين تنظر اليها مذهولة من تلك النظرية الغريبة الأطوار .... فرفعت حور عينيها الى عيني حنين المذهولتين لتتابع بخفوت
( كنت المميزة لدى الجميع حتى و إن لم تكوني المدللة ......
أتعلمين ..... دائما ما كنت أعتقد أن الجميع يدللونني , لإتقاء شري ليس إلا ........)
فغرت حنين شفتيها تحاول أن تجد ما تنطق به .... الا أن حور سبقتها لتقول
( دائما ما كنت تتأقلمين و تتكيفين في لمح البصر مع أي بيئة توضعين بها ....... لكِ طبيعة مرنة تكيفت مع كل التغيرات التي مررنا بها ..... في التعليم و العمل و في البيت و في كل مكان تعاملين معه سواء كان شعبيا أم راقيا .... يمكنك التلون و التكيف معه ببساطة بحيث لا تكونين ملحوظة أو منفرة ......
أما أنا فلا أنكر أنني شعبية حتى النخاع ...... لا أستطيع السيطرة على ألفاظي أو حركاتي أو ملامحي ... و لا حتى مصمصة شفتي و ضحكتي المجلجلة ...... إنه شيء لا يتغير بالتدريب أبدا مهما حاولت ......
لذا دائما ماكنت في غير موضعي ..... سواء و أنا في المدرسة الرهيبة التي ارسلني والدي اليها لأتعامل مع أبناء طبقة مختلفة تماما عنا .... لأعود بعدها في سيارة والدي الى حينا القديم لأخلع حذائي الغالي و أنزل للعب حافية القدمين مع باقي الأطفال .....
دائما ما كنت موضع رفض و في غير محلي ..... في الحي الشعبي أو في الحي الراقي و ظل الحال الى مراهقتي و شبابي ثم زواجي ......
بينما أنظر اليكِ ..... و أتعجب كيف يمكنك التأقلم بمثل هذه البساطة في أي مجتمع و في أي بيت !!! ......
كيف يمكنك أن تكوني جزء من أي بيئة .... و قريبة من كل قلب !!........
ثم علمت الإجابة مؤخرا ...... لأنكِ ببساطة , بسيطة ...... بسيطة الروح و الطباع ..... بعكسي ...... )
أطرقت برأسها فانسدل شعرها فوق وجهها ليخفيه تماما وهي تكتف ذراعيها بضعفٍ و أسى .....
قبل أن تتابع هامسة ....
( كنت أتعامل بصورة غير مرئية مع مشاعري تجاهك تلك .... و كنت مسيطرة عليها تماما .....الى أن تزوجت .....
من بعد زواجي يوما بعد يوم و أنا أفقد جزءا من نفسي محاولة التكيف و التغير و التلون لأكون كما يحب نادر أن أكون ..... فشل بعد فشل .... و مرارة بعد مرارة ..... و أنا أستجدي مشاعره , و لا أجد السبيل لقلبه , ليس لقلبه فقط بل حتى لعقله ..... لم يكن مقتنعا بي كلية ..... أنا وهو كنا على النقيض تماما في كل شيء ....
بيت الزوجية .... كان أكثر الأماكن التي زاد فيها شعوري بأنني دخيلة على أصحابه ....... فاق كل ما مررت به في التعليم و التنقل من حيٍ لنقيضه ....... )
رفعت حور وجهها المتورم الغائر لحنين ..... ثم همست بقهر
( أنتِ لا تعرفين إحساس الزوجة المرفوضة .......إحساس يمكنه أن يخلق شيطانا من امرأة ...... و في غمرة هذا كله , أسمع منه هو دون غيره عن مدى صلابة حنين و بساطتها و شجاعتها ..... و احترامه لها ........ و كيف انني لم أتخذها صديقة بدلا عن المجتمع التافه الذي أختلط به ....... )
سكتت قليلا قبل أن تهمس بإختناق
( حتى ابني ....... حتى ابني الذي تذكرين الآن بكل بساطة أنكِ كنتِ أمه في سنواته الأولى , لأنني كنت و لازلت أكبر فاشلة في التاريخ....... )
سكتت لتأخذ نفسا مرتجفا قبل أن تهتف بقهر غريب
( كيف يمكنني أن أتقبلك بعد كل هذا ............ )
ظلت حنين تنظر اليها قليلا بإنشداه ...... قبل أن تنطق أخيرا ببطء
(يالهي ... أنتِ تغارين من ظلك ............ لكن معرفة شعورك هذا رفع من كبريائي الهش كثيرا )
انتظرت قليلا قبل أن تتابع
؛( حقا يا حور أنتِ أكثر حماقة و سذاجة مما كنت أتصور ....... ألم تفكري للحظة و بعد كل هذا الوصف الرائع عن مدى مكانتي لدى الجميع .... أنه في أول اختبار حقيقي , فضلك عمي رحمه الله بينما تنازل عني ببساطة )
عقدت حور حاجبيها و هي تقول
( لم يتنازل عنكِ لقد كان قدرك ...... لا تتكلمي عن والدي بهذا الشكل بعد كل ما فعله من أجلك )
ابتسمت حنين بمرارة و هي تطرق برأسها جانبا .. هامسة لنفسها " لا فائدة " ....
ثم رفعت وجهها لتقول بثبات
( لن أنكر فضل عمي علي الى يوم مماتي ...... فقط كنت اخبرك بمكانتك لديه , حين فضل أن يحميك من مستقبل مظلم مع شخص لا يليق بك )
رفعت حور حاجبها لتقول بلامبالاة
( لا يمكنك الكلام الآن و أنتِ سعيدة معه و تذوبين به .... لقد بطلت حجتك )
هزت حنين رأسها بعنف و هي تقول
( بغض النظر ...... لكن لا يظل أن عمي اختارني أنا لأقف في وجه النار )
قالت حور باستفزاز
( لما لا تقولي أن والدي كان له بعد نظر و أدرك بأنكِ ستقعين في غرامه .... بينما كان متأكدا من استحالة ذلك معي )
هتفت حنين مدافعة بغضب
( لم أقع في غرامه !!! ............. )
رفعت حور و هي تتابع بمنتهى السماجة
( لقد قلتِ بغض النظر .......... )
هتفت حنين بغضب تكاد تصرخ
( ليس معنى هذا أنني وقعت في غرامه و أنكم قد تبرأتم من تلك الفعلة قديما ..... )
هزت حور كتفها لتكرر
( لقد قلتي بغض النظر ........ )
بدت حنين متوحشة و قد انتفش شعرها مؤازرا لحالتها و هي تهتف
( توقفي عن تكرار تلك الكلمة ..... ليست معناها أننني وقعت في غرامه وأن كل الأطراف سعيدة و لم يظلم أحد حنين ....... )
انتظرت حور قليلا قبل أن تقول
( لقد قلتي بغض ..... )
الا أن حنين كانت قد هجمت عليها لتطبق يدها على فم حور هامسة بخطورة .... مشددة على كل كلمة امام عينيها الغائرتين
( لقد قلت توقفي ...... هذا الموضوع .... يضايقني .... فلا تعبثي معي به )
هزت حور كتفيها بلامبالاة .... الى أن نزعت حنين يدها بغضب و هي تزفر بجنون , قبل أن تعدل من ملابسها بعنف ... لترتمي جالسة مرة أخرى و هي تهمس بشراسة
( مستفزة ...... حتى في حالات ضعفك مستفزة و لا تمنحي لأحد الفرصة كي يتعاطف معك )
أخذت نفسا عميقا لتهدىء نفسها .... قبل أن تنظر اليها بغضب , الا أنها وجدت ملامح حور قد عادت مجددا لشرودها الضائع .... فقالت حنين بنفاذ صبر
( ماذا الآن ؟؟ ........ )
نظرت اليها حور بضياع لتهمس بطريقة مست قلب حنين رغما عنها
( هل تعتقدين أنني لو ذهبت لنادر و رجوته من جديد ...... ربما يترك لي ابني , أو ربما يقبل بعودتي ؟؟ .... )
التمعت عينا حنين بصلابة قبل أن تقول بغضب
( يا الله ....., اسمعي يا بنت الحاج اسماعيل رشوان , تحلي ببعض الكرامة بالله عليكِ .... نعم لقد أخطأتِ , لكن الحل هو أن تتحملي بعض عواقب الأمر بشجاعة .....
التذلل لن يفيدك .. الأمل الوحيد هو أن يجدك قد تغيرت بالفعل و أنكِ قد نزعته من حياتك و كل همك قد أصبح في استعادة ابنك و أن تصبحي جديرة به كأم .... حينها سيلهث خلفك ... و حينها أيضا سنخرج عينيه قبل أن يستعيدك )
ظهر الألم جليا في عيني حور قبل أن تقول بمرارة
( أنتِ كعاصم ..... تظنين أن همي هو استعادة نادر الآن , بينما أنا في الحقيقة في استعداد على دهس كرامتي و الحنث بقسمي و العودة اليه في سبيل أن أبقى مع ابني .......لقد فكرت أن أستعين بصبا بعد أن تخلى عني الجميع
فالإقناع جزء من عملها )
رفعت حنين حاجبيها لتقول
( صبا !!! ......
حسنا في حالة الإستعانة بصبا سيكون أمامك خيارين .... إما أن تخربين بيتها .... و إما أن تخربين بيتك أكثر مما هو مخروب اصلا .....
ففي آخر مرة أستعنت بها كاد عاصم أن يبطش بها و بي و بجاسر و بالمارة في الطريق أيضا لو أمكنه ...... )
عادت عينا حور لغيمتها من جديد و هي ترفع يديها الى جبهتها تستند على كفيها بإعياء تهمس بضياع
( ماذا أفعل ؟؟ ...... أكاد أراه وهو يتجول في كل غرفة بحثا عني و يتسائل بداخله عما ارتكبه كي أتركه و أرحل )
نظرت اليها حنين بصمت قليلا قبل أن تقول
( اهتمي بنفسك أولا يا حور ...... على الرغم من كل أنانيتك المعتادة و التي أمتعتنا بها طويلا , الا أنك في حاجةٍ لأن تهتمي بنفسك , دون الإهتمام بالآخرين بما يظنونه أو يشعرون به ..... و حينها سيعود ابنك لك و أنت في حال أفضل لكليكما ........ )
نهضت حنين ببطء قبل أن تقول بتردد
( أنا ...... يجب أن أذهب الآن , لن أبتعد كثيرا ...... هل تعديني أن تكونين بخير من أجل عمتي ؟؟ )
نظرت اليها حور نظرة خاوية دون أن ترد ...... فاستدارت حنين لتغادر , لكنها التفتت اليها مرة أخيرة و هي تقول بخفوت
( و توقفي عن تناول أقراص الهلاوس , فهلاوسك تكفي الجميع و تزيد )
همست حور بخواء ( ليست أقراص هلاوس ...... )
ابتسمت حنين بتردد قبل أن تهمس ( فقط توقفي عنها لأجل أمك و ابنك ......... )
ثم استدارت لتغادر مغلقة الباب خلفها بهدوء ..... بينما تراجعت حور ببطء و هي تستنجد بوسادتها من جديد في حمل رأسها و قد عجزت عن حمله لفترة أطول ..... و الألم لا يهدأ و لا يبارح .....
.................................................. .................................................. .............................
• كانت تنظر الي أنحاء المرآب الواسع بكل ما به من أجزاء صغيرة و كبيرة ملقاة .......... العمل أمامها كثير و الفترة محدودة ...........يجب أن تنهي كل شيء تريده ......... لقد تأخر تجهيز هذا البيت أكثر مما يجب
لقد انتهى السور بالكامل ولا ينقص سوى تركيبه ..........و لقد أعادت دهان الحوائط ذات الدهان المتقشر بفعل الرطوبة ............ لقد أفادها السلم الطويل و الذي يماثل وزنها و هي تنقله معها من مكان الى آخر
انحنت لتمسك ببوابة حديدية صغيرة طولها يصل الي خصرها و قد نال منها الصدأ ........... لو عملت على تغييرها فسوف يغيرونها كل عام بسبب البحر ، لذا ليس عليها سوى أن تجلي الصدأ قليلا قبل ان تعيد طلائها بلون جذاب و قد اختارت لون نحاسي يناسبها تماما
إنها البوابة الصغيرة التي خرج منها جاسر ذات يوم يحملها على إحدى كتفيه قبل أن يرميها في البحر
الأحمق المجنون ............ توقفت حنين قليلا عن جليها و هي تشرد بعينيها بعيدا مبتسمة ........ كم اشتاقت لجنونه
لم تظن يوما أن تشتاق لهذا الأحمق ........... الأحمق ذو الطفل الصغير بداخله يناديها محتاجا لها في كل لحظة من حياته
رن هاتفها مقاطعا أفكارها فنظرت بسرعة اليه بضربات قلب متسارعة و هي تتعرف على هوية الطالب قبل أن ترى الأسم ، فقد خصصته بنغمة خاصة تلائمه تماما
ردت على الهاتف بسرعة لكن قبلا أخذت نفسا عميقا كي تهدىء من خفقات قلبها ليبدو صوتها متزنا وهي ترد مبتسمة
( لماذا تتصل في مثل هذا الوقت ؟؟ .............. لماذا لست نائما ؟؟ )
وصلها صوته خشنا دون مقدمات
(ماذا تفعلين ؟؟...............)
نظرت حنين حولها قبل أن تتسع ابتسامتها وهي تجيب
( لا شيء مهم ............ متراخية في فراشي بدلال )
سألها جاسر بصوت خافت قليلا
( ماذا ترتدين ؟؟..........)
ضحكت حنين عاليا قبل أن تقول
( حقا يا جاسر إنه أكثر سؤال تقليدي ممكن أن تسأله ...........، قليل من الإبتكار من فضلك ...........)
سمعته يتنفس بخشونة قبل أن يقول بنفاذ صبر
( لما لا تردين ببساطة ،.........لسانك أصبح أطول منك )
ابتسمت حنين و هي تعض على شفتها ناظرة الى الجينز المهترىء الضيق قبل أن ترد برقة
( أرتدي قميص نوم أبيض ...........)
سمعت انفاسه الخشنة مجددا قبل أن يقول بخشونة أكبر
( ذلك الأبيض ذو الشريط الأخضر على الصدر ........... و الذي يصل الي ركبتيك ؟؟.............)
كان في بالها أن تخدعه بصورة أكثر إغراء .............لكن ما لفت انتباهها هو وصفه لقميصها المحبب وهو تقريبا شبه فستان بيتي طفولي المظهر
عقدت حاجبيها و هي تتسائل
من أين عرفه هو الآخر ؟ ................ إنها متأكدة أنها تركته في غرفتها ببيت عمها
لا ينقصه سوى أن يعرف أماكن ملابسها الداخلية أيضا و عددها و ألوانها
المتسلل ،،، المترصد و المتطفل أيضا
قالت حنين بحزم
(من أين عرفت ذلك القميص ؟؟ ........ )
سكت جاسر قليلا قبل أن يقول بهدوء
( الحقيقة أن الأمر لم يتطلب الكثير من الجهد و أنت تطلين به كل صباح على شباب الحي الشاكرين لكرم أخلاقك و أنت تعرضين مثل هذا العرض الفعال ...... بقميص يبدو في الشمس بشفافية شاشة عالية الوضوح ............)
اتسعت عينا حنين بصدمة و فغرت شفتيها
لقد سمعت هذا الكلام من قبل
لكن أين ؟؟ ................ لا لم تسمعه ، لقد قرأته
نعم في ورقة سلمها لها الصبي الصغير الذي يحضر الملابس المكوية
همست بتلعثم
( أنت ........ من ،.............. أين كنت ،................. هل كنت أنت من ؟؟ )
رد عليها بخشونة
( نعم كنت أنا يا قليلة الحياء ....................)
عبست حنين و هي تنهض من مكانها بغضب فسقطت البوابة أرضا لتحدث ضجيجا عاليا ،، فقال جاسر
( ما هذا الصوت ؟؟ ............. هل سقطت من على السرير من الإنفعال ؟؟ ............ انتظري الي أن أصف لك قوامك النحيف كقوام غزال شارد ............. )
احمر وجهها و هي تهتف بصرامة
( توقف حالا ............لا أصدق كل هذا ، أكاد أن أجدك متسربا بين أنفاسي .............)
سكت قليلا قبل ان يقول بخفوت
( أو بين ملابسك ............... )
صرخت حنين مجددا
( أصمت حالا يا جاسر رشيد ..................)
الا أنه لم يضحك ، بل قال بخشونة
( اذن هل هو ما ترتدينه الآن ؟؟ ............)

زمت شفتيها بعناد قبل أن تقول كاذبة
( نعم ..............)
قال جاسر بحدة و هو يتميز غضبا
( و هل تخرجين به من غرفتك أمام زوج الثيران أبناء عمك ؟ .............)
قالت حنين بحنق
( لآخر مرة يا جاسر ............ لا تطلق ذلك الاسم على أبناء عمي و احترم نفسك )
قال جاسر بخشونة أكبر
( اذن احترمي نفسك و بدلي ما ترتدينه ........... لقد تركتك أمانة لديك فحافظي عليها ..............)
عبست حنين بعدم استيعاب و هي تهز رأسها مستفهمة
( تركت ماذا أمانة لمن ؟. ،............ هلا تكلمت العربية من فضلك لأفهمك ؟ .............)
قال جاسر بجدية
( تركت ما يخصني كأمانة بين يديك حتى أعود ............)
ارتبكت قليلا و هي تتمشى ببطء متشبثة بهاتفها لتهمس بخفوت
( وما هو ذلك الذي يخصك و تركته أمانة .........)
رد جاسر دون مواربة
( أنت ،......... )
عادت حنين لتبتسم برقة قبل أن تهمس
( وهل هي أمانة غالية ؟؟؟ ........)
رد جاسر بخشونة صادرة من أعماقه
( بل أغلى مما تتصورين يا حنين ......أغلى أغلى مما تتصورين )
ابتسمت حنين مجددا ...... تتجول في أنحاء المرآب ، تركل حصاة هنا و مسمار هناك
ثم همست
( اذا لماذا أبعدتها ؟.......... )
رد جاسر بعد فترة
( خفت عليها .........)
همست حنين تتوقف قليلا
( مما ؟............ )
سكت قليلا ،...... لكن الفترة طالت و هبط قلبها بين قدميها الى أن قال
( من نفسي ربما ........ )
سكتت حنين هي الأخرى ....... ثم همست أخيرا
( ما دامت الأمانة غالية عليك الى تلك الدرجة فمن المستحيل أن تضر بها ،........)
قال جاسر بحذر
( لكني سبق وفعلت ........)
عادت حنين لتصمت ..... ثم تحركت هامسة
( نعم ...... كان هناك سوء تخزين و توزيع ........ استخدام مريع .....لكن أقل ما يمكنك هو ألا تلقي بها بعيدا بعد كل ما فعلته)
صمت جاسر قبل أن يضحك بخفوت ليقول بعد فترة
( اشتقت لحماقتك يا حنين ...... اشتقت لحماقتك و طيبة قلبك و رقتك ،......و قبل كل ذلك اشتقت لعينيك حبيبتي قلبي ....... )
عضت على ابتسامتها و عصف قلبها .......لا تصدق أن جاسر رشيد هو من يتكلم بهذا الشكل
لكن حمامات الرومانسية طارت حين أردف بخشونة
( أذن و بعد كل هذا الحوار ،....أياك و الخروج بذلك القميص أمام زوج الثي...... أمام أبناء عمك ، مفهوم ؟؟ .........)
عادت حنين لتنظر الى أنحاء مرآب بيتهما قبل أن تقول بوداعة
( حاضر ....... سأرتدي كيس بطاطس )
قال جاسر بخشونة متذمرا
( ليس كافيا ......... )
ضحكت حنين لتقول ( أذن سأخلعه ......... )
قال جاسر بصرامة
( احترمي نفسك يا حنين ...... و لا تستفزيني فأنا أصلا في حال كبت ميؤوس منها ........)
همست حنين لنفسها بجرأة ......." و أنا أعاني من نفس الكبت الميؤس منه "
لكن جرأتها لم تتخطى شفتيها فاستعاضت عن الكلمات بضحكة خجولة
فتنفس جاسر بخشونة ليقول بحدة
( من الظلم بعدك عني كل تلك المسافة ........ حنين اشتقت اليك .........)
فهمت تلك ال " اشتقت اليك " و لم تحاول ادعاء العكس ... فقالت محاولة التخفيف عنه بصوتٍ هامس
( كيف تتدبر أمورك ؟؟ ............. )
تنهد بقوةٍ قبل ان يقول بوجوم
( أتدبرها جيدا بمفردي ...... لا تقلقي , )
فسألت حنين برقة أكثر
( الا يأتي أحد لزيارتك ؟؟ ............ )
سكت جاسر قليلا قبل أن يقول بصوتٍ خافت
( لا يأتي سوى ..... عمر ..... )
همست حنين
( آآآه يا مسكين فقط عمر ؟؟ ........ أما من أحدٍ غيره ؟؟ )
قال جاسر بهدوء و هو يحاول التعامل مع طبيعية صوتها في نطقها لاسم عمر , فقال بخفوت
( كان رجالي المقربين يأتون الى المشفى ليقفون كالأبواب في الممر خارج الغرفة .... و حين شعرت بأنهم يثيرون الفزع أمرتهم بعدم المجيء ..... )
ضحكت حنين برقة و هي تحتضن الهاتف قليلا الى أذنها ... بينما تابع جاسر
( و قد أتت أحلام عدة مرات ........ )
فهمست حنين ( ممتاز ........ )
قال جاسر ( أما باقي الأقارب فينتظرون موتي ........ )
شهقت حنين بصمت , ثم همست مرتجفة
( بعيد الشر عنك ...... توقف يا جاسر , عن مثل هذا الكلام الغبي .... )
فانتهز جاسر الفرصة ليقول بخشونة
( انتِ لا تطيعين الأوامر أبدا ...... و لقد أمرتك بأن تدعي مدير أعمالي يقوم بكافة الإجراءات كي ..... )
قاطعته حنين بحزم
( جاسر توقف الآن ...... هذا الحديث بغيض جدا على قلبي , فأرجوك توقف )
جاء رجاؤها متنهدا ناعما ... هامسا , بخلاف كل كلمة " توقف " حازمة كانت تأمره بها , لذا صمت جاسر بفعل صوتها الذي تسلل حزينا الى قلبه ليمزقه و يجعله راغبا في اجتياز المسافات , كي يذهب اليها طائرا ليغمرها بين ذراعيه بقوةٍ كما يتمنى .....
لم يجد في نفسه المحبطة القوة سوى الهمس بوجوم
( هل أنتِ سعيدة في بيت عمك ؟......... لا بد أنكِ كنتِ في شوقٍ لهم )
همست حنين و هي تنحني لتلتقط الخرقة القديمة التي مسح بها يديها ذات يوم بالبنزين , لتتشممها مغمضة عينيها , ....... حتى رائحة البنزين أصبحت تمثل لها ذكرى يرجف لها قلبها .....
منذ أن أجلسها على حجره كي يطعمها بعد أن مسح لها يديها ووجهها .... شيء ما تولد بينهما بسرعة السحر ....
لتسلمه نفسها في تلك الليلة روحا و جسدا .....
همست حنين و هي تفتح عينيها
( نعم أنا في شوقٍ لهم .......... )
قال جاسر بوجوم
( جيد ....... استمتعي بوقتك اذن )
ابتسمت حنين برقة ..... " طفلي المسكين يقبع هناك وحيدا و هو يحتاجني , لكن عناده الغبي يمنعه من ادراك ذلك " ...
همست حنين أخيرا
( أنا في انتظارك يا جاسر ...... فلا تتأخر )
سمعت صوت أنفاسه الخشنة قبل أن يقول
( لن أتأخر ليومٍ واحد ....... و سآتي لأختطفك مجددا , ثقي في هذا )
ضحكت حنين بخفة لتهمس
( لن تحتاج لذلك ............ )
أوشك حينها أن يهتف بحبها ..... كان على بعد لحظةٍ من أن يهتف لها بذلك دون قيود , الا أنها همست متنهدة
( جاسر ...... يجب أن أذهب الآن , انهم ينادونني للعشاء ...... )
شعر جاسر بالإحباط يقبع بداخل صدره كحجرٍ ضخم وهو يقول بوجوم
( حسنا اذهبي ......... )
ثم هتف بخشونة قبل أن تغلق الخط
( لا تنسي أن تخلعي ذلك القميص .......... )
ضحكت حنين لتهمس وهي تؤرجح ساقها بدلال
( أتريد أن أصور لك نفسي و أنا أفعل كي تنام قرير العين ........ )
تحولت الأنفاس الخشنة الى تأوه مكتوم و كأنه تلقى لكمة في معدته , فضحكت حنين عاليا وهو يقول
( الشيء المؤكد الوحيد هو أنني لن أنام قرير العين للحظة ..... لكن ارسليها في كل الأحوال فقط اعتدت السهر )
ضحكت حنين بخفوت تلك المرة و احمر وجهها و هي تعض على شفتها المسكينة التي تورمت منذ أن بدأ هذا الحوار من شدة ما عضت عليها .... ثم همست أخيرا
( تصبح على خير يا جاسر ......... )
ناداها بلهفة قبل أن تغلق الخط
( حنيييين .......... )
همست مبتسمة حالمة ( همممممم ........ )
قال جاسر بصوتٍ خشن بعد فترة
( آسف لأنني كنت قاسيا معك في آخر لقاء بيننا ..... حنين ... أنتِ لا تدركين ما أشعر به ... لم أكن ... )
قاطعته بهمس في رقة النسيم
( بل أشعر .... و أعرف ..... لا تقلق فقد أعتدت منك الحماقة )
لم ترى ابتسامته الحزينة ... ثم قال بخفوت
( اذن فقد اعتاد كلا منا على شيءٍ يخص الآخر ....... )
ابتسمت حنين وهي تهمس بنعومة
( نعم ...... على ما يبدو ....... )
ظل الصمت بينهما طويلا .... و كأن استماع كلا منهما لصوت تنفس الآخر كان كفيلا كي يطمئنه , .... الى أن همس جاسر أخيرا
( تصبحين على خير .......... )
ردت حنين بهمس
( و أنت من أهل الخير ......... )
ثم أغلقت الخط قبل أن تخونها مشاعرها أكثر فتنفجر باكية ..... وضعت هاتفها جانبا , و هي تأخذ نفسا مرتجفا , قبل أن تعود لبوابتها القصيرة لكن ثقيلة جدا ..... العمل سيشجعها و يصبرها لحين عودته ....
بينما الكانت المذيعة منمقة الصوت في المذياع القديم الموضوع على أحد الرفوف ... تعلن عن بدء الفترة المسائية للأغاني الأجنبية .... و ستبدأ بأغنية قديمة
"especially for you"
فدب النشاط في جسد حنين الضئيل و هي تعمل مبتسمة تحت أنغام و كلمات تلك الأغنية التي كانت تسمعها و هي طفلة .... لكن الليلة بدا مذاقها مختلفا ...
especially for you
I wanna let you know what I was going through
All the time we were apart I thought of you
You were in my heart, my love never changed
I still feel the same
Especially for you
I wanna tell you I was feeling that way too
And if dreams were wings, you know
I would have flown to you to be where you are
No matter how far and now that Im next to you


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-05-14, 12:14 AM   #14773

SORAYA M

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية SORAYA M

? العضوٌ??? » 296989
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,340
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » SORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الحضور بلغ الرقم القياسي ككل ما يتعلق بتييييمو


SORAYA M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-14, 12:15 AM   #14774

*نوور*

نجم روايتي ومقيم التسالى وصاحبة الردود المميزة في القسم التركي ومنسقة فعاليات المنتدى

alkap ~
 
الصورة الرمزية *نوور*

? العضوٌ??? » 102286
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,822
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » *نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute
افتراضي

انا جيييييت وجايه اجري واقول اتاخرت عشر دقايق
اكيد هتنزله بمعاده مظبوط لانه متاخر كفايه ..
الاقيكوا غلابه ولسا مستنييييييييييييين
تييييييييييييمو خلصي بقا هنتزل ولا ايه ياوحشه...

وماشاء الله ع الحضور ومع ان الوقت متاخر بس سهرانين اهه
يلا ماتكسفي كل هالحضور مابتحصلش...
ويارب يكون طويييييييييييل


*نوور* غير متواجد حالياً  
التوقيع

[marq]لولا تحدياتي لما تعلمت, لولا تعاستي لما سعدت
, لولا آلامي لما ارتحت, لولا مرضي لما شفيت,
لولا فقري لما اغتنيت, لولا ضياعي لما وجدت,
لولا فشلي لما نجحت, ولولا إدراكي لما أصبحت
..ابراهيم الفقي
[/marq]
رد مع اقتباس
قديم 25-05-14, 12:21 AM   #14775

*نوور*

نجم روايتي ومقيم التسالى وصاحبة الردود المميزة في القسم التركي ومنسقة فعاليات المنتدى

alkap ~
 
الصورة الرمزية *نوور*

? العضوٌ??? » 102286
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,822
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » *نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute*نوور* has a reputation beyond repute
افتراضي

فصليييييييييين
تسلم ايدك يااحلي تيمو بالدنيا
مفاجاه رووووووعه بجد...ز كويس ان مشاركتي وصلت بعد التنزيل
منعا للمقاطعه......


*نوور* غير متواجد حالياً  
التوقيع

[marq]لولا تحدياتي لما تعلمت, لولا تعاستي لما سعدت
, لولا آلامي لما ارتحت, لولا مرضي لما شفيت,
لولا فقري لما اغتنيت, لولا ضياعي لما وجدت,
لولا فشلي لما نجحت, ولولا إدراكي لما أصبحت
..ابراهيم الفقي
[/marq]
رد مع اقتباس
قديم 25-05-14, 12:26 AM   #14776

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل التاسع و الثلاثون :
حين حل الصباح كانت لا تزال تغني و تعمل في المرآب دون كلل أو تعب ..... بل كانت متأكدة من أنها ستتعب و تتعذب إن ذهبت الى سريرها الخالي .... لذا دب بداخلها نشاط العمل و أخذت تعمل و تعمل ... حتى الساعات الأولى من الصباح ... و حين شعرت بتشنج عضلات جسدها , نهضت من مكانها لتتحرك و تتمايل على أنغام الموسيقى الخفيفة المنبعثة من المذياع صباحا .....
نست نفسها تماما و هي تتمايل بنعومةٍ لا تكاد تكون رقصا .... بل هي حالة طيران على أجنحة العصافير و أنغام الموسيقى و هي مغمضة عينيها ...." لم يتبقى سوى بضعة أيام " .... " فقط بضعة أيام "
كانت مغمضة عينيها مبتسمة و هي تتمايل فوق السحاب الى أن حانت منها التفاتة فتحت معها عينيها , لتجد رجلا خشن الملامح ينظر اليها من باب المرآب المفتوح قليلا و علامات عدم الإستيعاب تبدو على وجهه
صرخت حنين عاليا و هي تتراجع للخلف ملتقطة أول ما تمكنت من الإمساك به كسلاح و لم يكن سوى مكنسة قديمة متآكلة الشعيرات ..... الا أنها تشبثت بها ترفعها لأعلى و هي تصرخ بارتياع
( من أنت ؟؟ .......... ) , للرجل الذي كان واقفا يتابع باقي العرض المتمثل في الرقص بالمكنسة و هو يحاول أن يفك شفرة ما تفعله ...
فقال الرجل بهدوء بريء
( أنا أحد رجال السيد عاصم و قد وصلت اليوم صباحا ........ )
كان صدر حنين يرتفع و يهبط برعب , أخذ يهدأ تدريجيا قبل أن يتحول تدريجيا أيضا الى غضب ناري و هي تصرخ
( و ماذا تفعل هنا ؟؟؟ ............ )
قال الرجل بفضول وهو يتطلع اليها و هو يعتقد أنها ستفعل شيئا مميزا بتلك المكنسة المرتفعة لأعلى ...
( أتفقد المرآب ........... )
ازداد غضب حنين و هي تخفض مكنستها لتصرخ بصرامة و قد رفعت ذقنها و أنفها و صدرها لتبدو قوية الشكيمة فلا يعتقدها أحد أنثى ضعيفة و يوسوس له عقله بأنها من الممكن أن تكون عرضة لأي أعتداء .....
ثم صرخت بصرامة
( و كيف تتجرأ على التجول هكذا بحرية ؟؟؟ ..... الا تعرف أن للبيت حرمة ...
أتريد أن أخبر السيد عاصم ؟؟ .... ها ؟؟؟ .... أتريد أن أخبره ؟؟ ....... )
ارتفع حاجبي الرجل الضخم بعدم فهم و هو يمد يديه مشيرا ببساطة
( انه المرآب ............ )
صرخت حنين بصرامة و هي تضرب الأرض بقدمها
( هذا المرآب منطقة خاصة ...... و أصبحنا نضع السيارات خارجا ...... )
أطرق الرجل برأسه مع عدم اقتناع
( مفهوم سيدتي ......... ... )
ظلت حنين تنظر اليه بغضب و هي ممسكة بمكنستها المستندة الى الأرض كرمح الغزاة ..... ثم قالت أخيرا بصوتٍ صارم
( و ماذا لديك من عمل بخلاف التطفل على الأماكن الخاصة هنا ؟؟ ....... )
رفع الرجل كتفيه وهو يقول ببساطة
( لا شىء سيدتي ....... لقد طلب منا السيد عاصم التواجد هنا لحراسة ابنة عمه الصغيرة و أنا لم أرها حتى الآن ... )
هتفت حنين و هي تضرب الأرض بقدمها مجددا
( أنا ابنة عمه الصغيرة ....... و أنا سيدة متزوجة , و زوجي سيصل خلال يومين ........ )
أطرق الرجل برأسه مجددا و هو يقول بخفوت و أيضا عدم اقتناع
( آسف سيدتي ...... لم يكن لدي الكثير من المعلومات قبل أن آتي , لكن على الأرجح فإن زميلي يعرف كل ذلك )
قالت حنين بصرامة
( نعم يعرف .... و لا يتجول في أنحاء المكان متطفلا ..... )
قال الرجل مجددا وهو لا يعرف تحديدا على ماذا يعتذر
( آسف سيدتي ....... )
ظلت حنين ترمقه بغضب ..... قبل أن تقول بحزم
( حسنا ...... لما لا تشغل وقتك , أترى ألواح ذلك السور المتراصة هناك ؟؟ ...... أتستطيع تركيبها ؟؟ ..... )
نظر الرجل الى الألواح .... ليقول ببساطة
( في بساطة أكل غزل البنات ................. )
ارتفع حاجبي حنين و هي تنظر لضخامته لتقول
( هل تأكل غزل البنات ؟؟ ............. )
عقد الرجل حاجبيه ليقول متحرجا ( في المناسبات ....... )
قالت حنين بحزم
(؛ حسنا ..... من فضلك ابدأ في تركيب ألواح السور .... و ما أن تنتهي حتى تبتعد عن المرآب , اتفقنا ؟؟ .... )
قال الرجل و قد بدأ بالفعل في حمل احدى الألواح على كتفه
( اتفقنا سيدتي ........... )
ثم خرج من المرآب بينما وقفت حنين تمنع ابتسامة من على شفتيها بعد أن بدأت تلتقط أنفاسها قليلا بعد هذا الرعب .......
أول ما تبادر الى ذهنها و هي ترى رجلا غريبا يراقبها و هي ترقص في تلك المنطقة البعيدة و الغير مأهولة
هو صوت جاسر الذي تسلل الى اذنيها بالأمس حين همس لها
" أنه تركها أمانة بين يديها " ....
في لحظةٍ واحدةٍ .... فقط لحظةٍ واحدة أو أقل شعرت بالرعب من أن تضيع الأمانة التي أمنها عليها جاسر في غيابه .....
شعور غريب و هو أن يتوقف التهور من إحساس ينبع من خوف رجل عليها , كي تحفظ نفسها و لا تفعل ما يسوءها ,
الحقيقة أنه احساس رائع ......
اطرقت برأسها و هي تهمس مبتسمة
( فقط عدة أيام ............... )
.................................................. .................................................. .............................
مر اليوم الأول و الثاني .....
و هي تخرج بالسيارة .... مرة كي تشتري المزيد من الدهانات .... و مرة كي تطلب السباك و الكهربائي لتصليح بعض المرافق ....
و مرة أخرى لتعود مخرجة من السيارة , بساط كبير من العشب الصناعي كي تفرشه فوق السطح ....
ليصعد به الرجل آكل غزل البنات .... و يفرشه لها بعد أن قام مشكورا بجلي أرض السطح حتى أصبحت مصقلة ....
ثم ساعدها في تركيب أعمدة أضاءة في الأربعة أركان من السطح .... أعمدة اضاءة قصيرة لا تعلو كثيرا عن سور السطح لكن منظرها مميز ....
بعدها بدأت في رص أواني زهور وردية داكنة حول السطح ..... حتى أصبح كحديقة صغيرة .... لتكمله في اليوم الأخير ببضع كراسي خشبية ذات أذرع حديدية مزخرفة .... اشترتها ليصعد بها الرجل آكل غزل البنات ....
كان الجميع يعمل معها على قدمٍ و ساق ....
السائق و رجلي عاصم و مبروكة ... السيدة التي جلبها عاصم لتساعدها في تنظيف هذا البيت الضخم نسبيا ...
و طبعا الرجل آكل غزل البنات .......
يوما بعد يوم يزداد البيت جمالا في نظرها .... و كل لمحة تضيفها تزيده روعة مهما بلغت بساطتها .....
ذهبت حنين الى غرفتها مساءا بعد أن كان التعب قد هدها طوال اليوم .... لكنها ما أن تمددت قليلا حتى سمعت صوت مزمار سيارة عند البوابة ....
فقفزت من سريرها لتجري الى النافذة لتنظر منها , و اخذت تحدق في السيارة التي دخلت من البوابة التى فتحت لها سريعا ......
سرعان ما مرت اللحظات و هي تفغر فاهها بهمسةٍ باسمه ... و يدها تتلمس زجاج النافذة , ليس اليوم ....
لقد تبقى يومان ... الم يستطع انتظارهما !! ....
راقبته و عيناها تذوبان بدموعٍٍ تختلط بخضارهما رغما عنها و هو يخرج من السيارة بصعوبة , ليعاونه أحد رجاله ... حتى استقام أخيرا بفعل عكازيه ....
ثم أخذ يحدق في دهشة الى رجال عاصم الملتفين من حوله .... و بعد بضعة كلماتٍ لم تتحقق منها وجدته يرفع رأسه بسرعةٍ ناحية نافذتها .... فالتقت أعينهما ..... ليغيب عنهما العالم بأسره ...
لكنه كان أول من تحرك في اتجاه البيت .... بينما تركت النافذة لتركض بهلع الى المرآة في هلع كي تتحقق من منظرها ..... ما الذي تستطيع أن تفعله الآن ؟؟ ...
نزعت ربطة شعرها لتدعه يتحرر حتى خصرها بحرية و جنون .... فزادته جنونا ببضع ضربات من فرشاتها قبل أن تتحرك سريعا كي تنزع القميص الملون البشع و تستبدله بآخر وردي لائم ورود وجنتيها ....
ثم أخذت تغرق نفسها بعطرها الوردي المحبب عله يخفي القليل من رائحة الدهانات رغم أنها تتحمم في اليوم آلاف المرات على أمل الا تلتصق بها تلك الروائح ....
ثم جرت الى الباب ...... فتوقفت لحظة تأخذ نفسا عميقا قبل أن تفتحه و تنزل جارية على السلالم ....
لكنها في منتصف السلم أدركت أنها حافية القدمين .... لكن لا وقت الآن , فتابعت طريقها الى أن تسمرت على الدرجة الأولى .... حين كان هو يقف في منتصف البهو .... ينظر اليها بصمت ....
ازداد تورد وجنتيها بشدة حتى بدت أشبه بوردة ربيع وردية داكنة مشتعلة ...... تعض على شفتها الوردية المكتنزة , ..... أين ضاعت منها كل الكلمات التي كانت قد حضرتها كي تستقبله بها .....
أخذت جاهدة تتذكر أي كلمة لكن دون جدوى .....
قال جاسر أخيرا بحزم دون أن يحيد بعينيه عنها ....
( الجميع ..... الى أماكنكم , ..... حالا ........ )
تحرك الثلاث رجال من خلفه ..... و اللذين قامو بمساعدته لصعود درجات المدخل , وكأنه يحتاج الى ثلاث رجال بالفعل .....
و حين خرجوا ..... لم تتمكن سوى من نزول الدرجة الأخيرة لتقترب منه ببطء و عينيها في عينيه .... تخفضهما لحظة بخجل لتعود و تشتاق الي عينيه فتنظر اليهما مجددا ....
لكن جاسر لم يقترب منها , بل تراجع بعكازيه قليلا حتى أصبح على بعد خطوةٍ من الجدار خلفه , الى أن وصلت اليه حنين ووقفت أمامه تبتسم برقة .... و قلبها يخفق بعنف , فهمست بخجل غبي لا تعرف مصدره
( لقد تأخرت ......... )
على الرغم من أنه بكر في موعد خروجه يومين .... و وصل دون أن تستعد , الا أنها الكلمة التي قفزت الى شفتيها .....
لم يرد جاسر قليلا وهو يحاول الشبع من عينيها الزيتونيتين .... ثم فتح شفتيه أخيرا ليقول بخشونة لأحدٍ خلفها
( و بالنسبة اليك ؟؟ ...... هل الأمر لا يشملك , أم تأتين ببعض الفشار لمتابعة الموقف ؟؟ ...... )
التفتت حنين لتجد مبروكة تقف عند باب المطبخ تراقب الوضع بكل اهتمام .... الا أنها ارتبكت و تراجعت للمطبخ سريعا .....
فعادت حنين لتلتف الي جاسر وهي تهمس بغضب
( لقد أحرجتها ..... حرام علييييييييييي ك )
لم تتمكن من تكملة كلمة " عليك " .... حيث كان قد رفع ذراعيه ليدع العكازين كي يسقطا أرضا قبل أن يمسك بخصرها يجذبها اليها ليسقط بثقله الى الجدار من خلفه ليرتطم به فيدعمه كي لا يسقط ...
بينما ضاعت نهاية كلمتها في قبلته الهائجة التي قضت على كل الأحرف و الكلمات .... لم تشعر حنين بأي شيء آخر حولها , سوى طفلها الوحيد الذي عاد اليها , فرفعت ذراعيها تتعلق بعنقه ... تستند الي صدره يسندهما الجدار معا .... تقابل شوقه بآخر أكبر منه , فبات كالمجنون و هو يقابل احساسا من جهتها لم يعرفه من قبل ... حتى في ليلتهما السعيدة الوحيدة لم تكن بمثل هذا التوهج و الإشتعال .....
كان ينهل من شوقها دون حساب ..... يروي كل ذرة من شوق الأيام المعذبة السابقة .... ينتقم منها لكل ما سببته له من حرمان و ينتقم من نفسه قبلها ....
كان اسمها هو الكلمة الوحيدة التي تصل لأذنها حين يلتقط نفسا قصيرا قبل أن يغرقه بشوقه من جديد قبل أن تكتمل حروفه الأربعة .....
حرر شفتيها أخيرا كي تخفي وجهها بعنقه ترتجف بعنف ... و الأغرب أنها تشعر به يرتجف مثلها ....
همس أخيرا فوق فرق شعرها الحريري الذي تحبه شفتيه ...
( أنتِ لستِ فقط غير مطيعة ..... بل أنتِ ذات رأس تستحق التكسير من شدة صلابتها , ألم آمرك بالذهاب الي بيت عمك حتى آتي و آخذك ؟؟ ..... و كل هذا الوقت تخدعيني بعين وقحة ... يا وقحة يا صاحبة القميص الأبيض .... )
رفعت حنين عينيها اليه لتهمس و هي لا تزال تلهث كحاله ...
( و أنت أخبرتني أنك ستأتي لتأخذني فور خروجك و لم تفعل ...... يا صاحب الثلاث ورقات )
رفع جاسر حاجبه ليقول مبررا بصرامة
( الا يسمح لي على الأقل بأخذ حمام ؟!!! .......... )
عبست حنين و هي تقول
( توقف عن خداعي ..... هل كنت ستأتي الي من فورك ؟؟ .... )
سكت جاسر قليلا قبل أن يقول
( كنت سأنتظر الى أن أتمكن من مساعدة نفسي ....... )
نظرت الي عينيه بصمت طويلا .... قبل أن تهمس أخيرا
( عامة ..... لقد اتيت الآن الي بيتي , فأرني كيف ستطردني منه .... )
همس جاسر بخشونة
( لا أعتقد أنني سأتمكن من ذلك ........ )
همست حنين لعينيه
( ألن تحاول حتى ؟؟ ............ )
همس جاسر وهو يجذبها الى صدره أكثر ,
( أخبرتك ...... لن أتمكن حتى من المحاولة ...... )
ابتسمت حنين برقة تذيب الحجر و هي تهمس
( جيد ............ )
ثم مالت اليه لتتعلق بعنقه من جديد قبل أن تقبل وجنته , و كانت تعرف بأنه لن يسمح لها بمثل تلك القبلة الوقحة حين أدار لها شفتيه كي يتلقف قبلتها .......
همست حنين و هي تشعر بقوتها تخور و أعصابها تنهار
؛( جاسر توقف ..... توقف أرجوك , منظرنا منحط جدا و نحن في بهو البيت .... لسنا وحدنا )
همس جاسر لها بخشونة ....
( بيتنا و نحن أحرار به ...... كنت قد عزمت على أن أعيش فيه أنا و أنتِ وحدنا , فعدت لأجدك قد أحضرت جيشا ليشاركنا في أهم لحظات الإنجاز ......... )
همست حنين بصعوبة و هي تتفادى شفتيه المجنونتين
( حسنا ... حسنا ..... من فضلك قم بتأجيل لحظات انجازاتك تلك , ...... .. )
ضحكت قليلا وهو لا يعيرها انتباها , قبل أن تقول بصرامة تتخللها الضحكات الخائنة
( توقف حالا ....... أنت لا تزال في وضع لا يسمح لك بمثل ذلك الإنحراف ...... )
تركها قليلا كي يعود الي الإستناد بإجهاد على الجدار .... فهمست حنين تلهث بقلق
( أرأيت .......... )
ثم أمسكت بخصره جيدا و هي تنحني لتلتقط عكازيه ..... ثم تدعمه بهما و هي تقف مع أحدهما تحت ذراعه لترفع وجهها اليه هامسة
( تعال لأريك غرفتك ....... لابد أنك تود الراحة قليلا )
مشى معها جاسر بصعوبة و قد أجهدته الوقفة الطويلة , ثم قال بهدوء
( لقد أصبت في جسدي ..... لكنني لم أفقد الذاكرة )
وصلت به الى غرفة في الطابق السفلي دون أن تتجه الى السلم و هي تقول بهدوء
( لقد جهزت لك هذه الغرفة و نقلت أغراضك اليها ..... و الا كيف كنت ستصعد السلم يا أذكى أخواتك )
قال بوجوم وهو يدخل الى الغرفة المجهزة حديثا
( لقد أصبح بإمكان لسانك أن يلتف حولك من شدة طوله .......... )
قالت حنين
( اذن اصمت و قل لي رأيك بالغرفة ......... )
نظر جاسر حوله بصمت ....
كان قد اشترى أثاث تلك الغرفة على أساس أنها غرفة للضيوف ... غرفة يتم تجهيزها و تسميتها بذلك الإسم دون سبب علمي أو منطقي واحد .... فالضيوف لا يبيتون عند أحد عادة ....
و هم ليس لديهم أقارب يأتون من سفرٍ بعيد .... لكن كان لابد من غرفة الضيوف كي تسعد بها سيدة هذا المنزل
" المبجلة حنين " ...
أثاث الغرفة كان من خشب الزان الأسود .... بسيط و يكاد يكون حديث الطراز .... لكنها كانت صماء حين فرشها و تركها مهجورة ....
أما الآن .... فقد أصبحت ذات لمسةٍ أنثوية جذابة لا يمكن أنكارها ......
لقد فرش السرير بملائة و وسادات سوداء ... الا أن أغطيته كانت وردية داكنة جدا ... درجتها الداكنة ضيعت بعضا من أنوثة الوردي و جعلته مناسبا للون الأسود ...
و مناسبة كذلك للوحة الوردية الداكنة المعبرة عن قلب وردة كبير معلقة فوق السرير .... بالإضافة الى البساط الزغبي الناعم الوردي الداكن كذلك ......
لم يشعر بأنها غرفة أنثوية .... لكن اللمسة الأنثوية لم يمكنه انكارها ببراعتها و رقتها ....
همست حنين بخفوت مترقبة
( ما رأيك ؟؟ ........... )
سار ببطء الى داخل الغرفة لينظر الى القوارير الزجاجية الوردية مختلفة الإستدارات و المتراصة فوق طاولة الزينة السوداء ...
كانت كل لمسة منها هي حنين بذاتها ..... حتى أن القوارير كانت تضم واحدة زيتونية اللون صغيرة بين الأخريات الورديات .....
مد يده ببطء ليلتقط القارورة الزيتونية الزجاجية الشفافة في شفافية عينيها , لينظر اليها طويلا و على شفتيه شبه ابتسامة ....
فقالت حنين بخفوت
( هل هي شاذة بين القوارير الوردية ؟؟؟ .......... )
نظر اليها طويلا قبل أن يهمس بخشونة و تعبير عميق
( بل هي رائعة ......... )
ابتسمت حنين من جديد .. و انتظرته الى أن يقول رأيه , و لم يجعلها تنتظر طويلا حين قال بخفوت
( الغرفة كلها رائعة..... و تشبهك )
اتسعت ابتسامة حنين و هي تقترب منه , لتضع يدها على صدره برفق لتهمس
( ما رأيك أن تنام قليلا قبل أن يتم أعداد طعامك المفضل ؟؟ ....... لا بد أن معدتك قد تحجرت من طعام المشفى )
أومأ جاسر بصمت و هو يعيد النظر الي كافة أنحاء الغرفة .... فساعدته حنين ليجلس على السرير , قبل أن تأتي له من الدولاب بملابس بيتيه مريحة رتبتها بيدها ....
ثم انحنت لتجثو أمامه و هي تفك أزرار قميصه بصمت كي تساعده بعد أن أبعدت عكازيه جانبا ....
لم يشأ أن يتكلم و تركها تفعل كل ما تريده .... يكفيه أن يراقبها و هي تفعل .....
برقتها و جاذبيتها ..... بورديتها و عينيها الزيتونيتين ....... و شعرها المنساب أمامه كليلٍ طويل .... و يديها المتحركتان على صدره بنعومةٍ أقسى من وجع السياط .....
بينما صدره يعلو و يهبط تحت لمستها بسرعة تفضح شعوره .... فيراها تبتسم خفية و قد لاحظت ذلك دون أن تتكلم ... فقط احمرار وجهها هو من تكلم بالنيابة عنها .....
و أخيرا و بعد أن استلقى على ظهره كانت هي تلهث من مساعدته في تبديل بنطاله الجينز بوزنه الثقيل .....
فاستقامت أخيرا قائلة بجهد ...
( ها قد انتهينا ...... هل تريد شيئا قبل أن اذهب ؟؟ .... )
ابتسم لها دون أن يرد .... فعضت على شفتها تمنع ابتسامتها الوقحة و الخجولة .... فاستدارت بسرعة وهي تقول متلعثمة
( نم الآن و ارتاح ......... و سأوقظك ما أن يتم اعداد الطعام .... )
ثم خرجت سريعا تتعثر في عثراتٍ وهمية على الأرض المصقلة الناعمة ..... لتتركه يتنهد كبتا و إحباطا .... و بقلبٍ يخفق بأملٍ خجول يخشى التحرر .....
.................................................. .................................................. .........................
استيقظ جاسر من نومٍ طويلٍ عميق و كأنه لم ينم اطلاقا من قبل ... و كانت حنين قد ساعدته ليجلس مستريحا في سريره قبل ان تأتي له بصينية الطعام بكل ما يحبه .... لتضعها على ركبتيه ثم تجلس أمامه مبتسمة تراقبه بصمت .... و كان هو كذلك يراقبها مبتسما بصمتٍ محبب الى قلبيهما ....
ابتسمت له مجددا وهو يرفع لقمة بيده ليضعها بين شفتيها مبتسما... فتقبلتها منه بصمت ... ثم واحدة تلت أخرى الى أن تذمرت قائلة
( من المفترض أن تأكل أنت .......... )
قال جاسر بصوتٍ خافت
( أحب أطعامك أكثر ............ )
فصمتت لتأخذ بين شفتيها لقمة أخرى و قلبها ينبض بقوة ...... ثم همست و هي تمضغ و تدس خصلة شعر خلف أذنها بخجل
( هل لا حظت الإصلاحات التي أجريتها ؟؟ ..... انتظر لترى السطح , جعلته يبدو رائعا , لكن انتظر لتتمكن من صعود السلم قبلا ...... )
ابتسم جاسر وهو يراقبها ليقول
( نعم لاحظت ...... و أنا .... فخور بك للغاية )
ابتسمت حنين لتخفض رأسها هامسة
( شكرا ............ )
فقال جاسر
( هل تفضلين السطح ؟؟ ....... ظننتك تفضلين الحديقة أكثر )
قالت حنين
( منظر البحر من السطح رائع بشكل مذهل و الجلوس به يفوق كل وصف ......خاصة وقت الشروق و الغروب على حدٍ سواء )
ظل جاسر ينظر اليها متفكرا قليلا قبل أن يهمس أخيرا
( اذن فليكن السطح .......... )
لم تعرف مقصده تماما .... لكنها ابتسمت لتحمسه ...
قال جاسر بعد لحظات
( حنين ..... أريد أن نعود وحدنا فقط بالبيت )
قالت حنين بهدوء
( من الغد سيرحل الجميع ..... كلهم لديهم أعمالهم و كانو هنا معي فقط كي لا أبقى وحيدة , و الآن أنا لم أعد وحدي بالبيت ........ )
ابتسم جاسر و عيناه تنطقان بالكثير مما تتمنى سماعه ................
بعد أن انتهى من طعامه .... أزاحت الصينية لتحمل اليه منشفة مبللة و معطرة أخذت تمسح بها وجهه و فمه و يديه
وهي تقول مبتسمة
( أرأيت بماذا يمسح الناس أيدي بعضهم ؟؟ ..... و ليست تلك الخرقة المبللة بالنزين ... )
ضحك جاسر اليها وهو يمد كلتا ذراعيه اليها ليجذبها اليه ليقبلها بشوق ... و هي تستجيب له بنعومةٍ دون قيود ... و ما أن رفعت عينيها اليه براقتين مشعتين حتى همست بنعومة و بأنفاسٍ ذاهبة
( سأنتقل معك هنا لأتمكن من مساعدتك ......... )
تجمدت عينا جاسر قليلا قبل أن يقول بهدوء
( لا .... لا بأس , ابقي بغرفتك , .... لن أحتاج اليكِ في شيء خلال الليل )
اختفت ابتسامتها و هي تنظر اليه غير مصدقة لما تسمعه منه ... ثم قالت بعد فترة و هي تستقيم واقفة
( الا تريديني معك في نفس الغرفة ؟؟ .......... )
تنهد جاسر وهو يرفع يده الى عينيه مجهدا .... ثم قال متجنبا النظر اليها
( ليس الأمر بهذا الشكل ....... انتظري الى أن أعود الى غرفتي ثم ..... )
لكن حنين قاطعته و هي تقول بصرامة قوية غريبة
( انتظري لحين عودتي للبيت .... انتظري لحين أن أقف على قدمي .... انتظري لحين عودتي لغرفتي .... ما الأمر ؟؟ هل سئمت مني ؟؟....... جاسر كن صريحا معي و تكلم , ..... هل مملت مني بعد أن أنهيت طريقك معي للنهاية ؟؟ )
صرخ جاسر بغضب جعلها تنتفض للوراء قليلا
( يا مجنونة !! ...... هل هذا مظهر رجل سئم منكِ !!! .... هل أنتِ عمياء لا تدركين كم أعاني أشتياقا اليكِ !! )
ظلت حنين صامتة تلهث قليلا .. قبل أن تهمس
( اذن ما الأمر ..... لماذا تبعدني عنك ؟؟ ..... )
تنهد جاسر بإحباط و هو يضغط عينيه مجددا قبل أن يقول بخشونة حادة
( الأمر هو أنني لا أريدك أن تعايشي تلك الصورة ..... لم أتمكن بعد من تكوين رصيد قوي لدي عندك يجعلك تتحملين كل هذا ..... اغتررت بقوتي و انا أحقق لك ما تريدين و لم أحسب حساب أن أسقط ذات يوم لتساعديني مرغمة في كل تلك الأمور التي قد تنفرك .... أمور لا تفعلها و لا تتحملها سوى واحدة تكن الكثير لزوجها ... و أنتِ لا زلتِ في بداية طريقك لتتقبليني ....... )
صمت جاسر محبطا و الغضب يكسو وجهه مبعدا عينيه عنها .... بينما أخذت هي تراقبه قليلا قبل أن تقترب منه بصمت .... ثم وقفت عند حافة فراشه لتقول بهدوء
( هلا توقفت عن وضع القرارات و الاستنتاجات فيما يخصني ؟؟؟ ..... لقد اقتحمت حياتي و ارغمتني على ما لا أحب من قبل ..... لكنك الآن و ما أن بدأت أخيرا في بناء حياتي معك تعود لتتخذ قرارات جديدة مضادة تظن بها أنك تعلم الأصلح لي ...... )
سكتت قليلا تتنفس بغضب قبل أن تقول
( هل هذا مظهر امرأة مرغمة ؟؟ !!......... )
رفع عينيه اليها بصمت وهي تشير الي نفسها ...... جميلة .... يالهي جميلة ......
فقال بخفوت
( لن أستطيع أن أقربك لفترة لا يعلمها سوى الله ........... )
احمر وجه حنين ... لكن عضلة لم تهتز في وجهها و هي تهمس بحزم
( من قال ذلك ؟؟ ............ )
ثم اقتربت منه مبتسمة ليتلقفها على صدره وهي تهمس في اذنه ......
( سأكون أقرب لك من أنفاسك ........ )
.................................................. .................................................. .........................
كانت حور لا تزال حبيسة غرفتها , جالسة على كرسي امام نافذتها , رافعة ركبتيها الى صدرها , ... تنظر من النافذة بشرود ...
لكنها انتفضت حين فتح باب غرفتها بلا استئذان و دخلت حنين كالعاصفة ...فعبست حور و همست بلا حماس
( ألم أسمعك تودعيني لأنك ستبتعدين لفترة ؟؟ ..... هل انتهت الفترة ؟ أم أن تلك هي فكرتك عن فترات الإنشغال في بيتك ؟!! )
اختفت ابتسامة حنين و مطت شفتيها بإمتعاض قبل أن تدخل قائلة ببرود
( بالنسبة لواحدة مثلك من الممكن أن تنسانا لشهور طويلة دون حتى السؤال .... فأنا بالفعل أبدو متضائلة بجانبك )
ثم قالت باستياء
( الناس ترحب بالضيوف عادة ........ )
مطت حور شفتيها و هي تعاود النظر من النافذة قائلة
( هذا إن كانو ضيوفا .... أما أنتِ فقد مكثتِ في هذا البيت أكثر مما مكثت أنا )
تجمد وجه حنين قبل أن تقول بهدوء مستفز
( سمعت أن عاصم قد كسر رقبتك بسبب أقراص الهلاوس .... و أنه يتم تفتيشك يوميا .... جيد فأنتِ تحتاجين للمراقبة ....... )
هتفت حور و هي تنظر اليها بغضب
( لسيت أقراص هلاوس يا جاهلة ............ )
رفعت حنين احدى حاجبيها لتقول ببرود
( تركنا علم المخدرات لأصحاب السوابق أمثالك ........ )
قالت حور دون بهدوء
( أخرجي من هنا و أغلقي الباب خلفك ........ )
زفرت حنين بغضب قبل أن ترتمي جالسة على السرير و هي تقول
( لماذا أنت هكذا ؟؟؟ ..... حقا أسأل بجدية , لماذا أنتِ هكذا ؟؟ ..... لماذا أنتِ دائما ضد نفسك و ضد المجتمع ؟؟ هل ضربتِ رأسك بإحدى درجات السلم و أنتِ صغيرة لهذا كبرتِ بهذا الشكل !! )
عادت لتأفف قبل أن تأخذ نفسا لتهدىء نفسها قبل أن تقول بهدوء
( سمعت بأنك رأيتِ معتز ...............)
ابتسمت حور رغما عنها للنافذة و هي تتذكر اليوم الذي استيقظت به على يدٍ صغيرة تداعب وجنتها , قبل أن ترمش بعينيها عدة مرات لتتأكد من وقوفه بجوار سريرها يوقظها بنفسه ....
لتقض عليه صارخة باسمه و هي تبكي بشدة ... تتشمم رائحته العذبة و تغمر وجهها في شعره الناعم و قد تعلق بعنقها بقوةٍ .... بعدها لا تدري كيف أخذته معها تحت الغطاء لتنام وهو بين ذراعيها في سرعة البرق و كأنها كانت تخشى أن يكون حلما .... لا تعلم حتى الآن لماذا نامت , لكنها حين استيقظت كان جالسا بجوار رأسها فوق وسادتها يلعب بهاتفها يتنظرها الى أن تستيقظ مجددا .....
همست حور دون أن تنظر الى حنين
( نعم ..... قضى و لعب معي يوما ثم أتى والده ليأخذه مساءا )
همست حنين بخفوت
( حسنا ........ هذه خطوة )
أومأت حور برأسها دون أن ترد .... فقالت حنين مغيرة الموضوع
( اسمعي سبب مجيئي اليكِ مرغمة و على عيوني بصراحة ...... )
ردت حور بلا حماس ( ماذا ؟؟ ........... )
كتمت حنين تأففا آخر قبل أن تقول بحماس زائد
( قررت بدء مشروع عمل خاص بي ..............)
نظرت حور اليها بصمت , فرفعت حنين قبضتيها طالبة بعض الدعم و هي تهتف ( يااااااااااااااااي ..... )
الا أنها لم تحصل الا على نظرة متبلدة فأسقطت يديها بإحباط .... لترتدي نفس النظرات المتبلدة وهي تقول
( مرحا ..........)
ثم تنهدت قبل أن تقول بجدية
( السبب الكوني المأسوي الذي جعلني آتي اليكِ اليوم .... هو أنني فكرت في أنكِ ربما لسببٍ آخر أكثر مأساوية ٍ قد ترغبين في مشاركتي ........ )
عقدت حور حاجبيها .... فابتسمت حنين " ها قد حصلت على بعض انتباهها " .....
الا أن حور قالت بحيرة
( ماذا ؟!! ....... لم أعمل في حياتي ...... )
قالت حنين بلهجة طبيعية
( من يبدأ مشروع عمل ... لا يعمل به عادة , فقط يشرف عليه و يموله الى أن ينمو تلقائيا )
ظلت حور تنظر اليها بلا تعبير قبل أن تهمس بحيرة
( هل أنتِ جادة ؟؟ ......... و ماذا عن عملك ؟؟ ........)
صمتت حنين للحظة قبل أن تقول بهدوء
( كان مرحلة في حياتي و قضت وقتها ............)
قالت حور بعد فترة
( جيد ...... أتمنى لك التوفيق , هيا اخرجي )
اتسعت عينا حنين بذهول و غضب قبل أن تهتف
( هل سمعتِ أي شيء مما ذكرته ؟!! ....... لقد طلبت منكِ مشاركتي !! )
قالت حور بتملل
( هل تريدينني أن اصدق بأنكِ ترغبين حقا في مشاركتي !! ..... لماذا أنا تحديدا !! هل هي شفقة أم أنكِ تريدين التفضل علي ؟؟ ...... )
نظرت حنين لأعلى متفكرة قليلا وهي تبتسم قائلة
( الشفقة على حور رشوان !! ...... وقع الجملة يعجبني ...
لا لا انتظري قليلا .... التفضل على حور رشوان !! .... حتى تلك تبدو افضل و افضل )
ثم نظرت الي حور لتقول ببشاشة
( أجبت عن 90% من السؤال .... فبخلاف الشفقة و التفضل , هناك أيضا أن شخصيتك السمجة ستنفعني في العمل .... لكِ بعض السمات تفيد في التعامل في اطار العمل ..... صدقيني لقد عملت لعدة سنوات و أنا أعلم ذلك )
قالت حور بتذمر
( حنين كفاك لعبا و اخرجي من هنا . أنا حتى لا أستطيع التركيز في كلمتين فكيف تريدين أن أشاركك بعملٍ ما ؟؟ )
رفعت حنين كتفيها و هي تقول متحمسة بلهفة تحاول إقناعها
( مشكلة التركيز ليست مشكلة أصلا ..... لا تحتاجين سوى صفعتين و ستكونين على خير ما يرام ....... )
ظلت حور تنظر اليها قليلا قبل أن تسأل بتردد
( و ما هو مشروعك الفذ ؟..............)
أجابت حنين مبتسمة
( لا أعلم بعد .............. )
فقالت حور بهدوء
( اخرجي من هنا يا حنين ...... )
قالت حنين بحماس
( انتظري قليلا ...... عندي عدة أفكار مربحة )
ثم أخرجت من حقيبة يدها مفكرة صغيرة لتفتحها و تنظر الي حور قائلة
( ما رأيك بمقهى راقي؟؟ .......... )
عقدت حور حاجبيها و هي تقول
( وماذا سيكون دورنا فيه ؟؟ ........ نقدم الطلبات أم نقدم عرض راقص ترفيهي )
قالت حنين حانقة
( قلت لك دورنا هو الإشراف ....... و الفكرة الثانية مكتب تصميمات )
قالت حور و هي تنهض بتثاقل لتجلس على حافة السرير بجوار حنين
( تحتاجين لخطف المصممين ذوي الأسماء المشهورة و تلك عملية صعبة ....... )
قالت حنين موافقة
( نعم تلك حقيقة ...... اذن اليكِ الفكرة الأخيرة : روضة أطفال )
نظرت حور الى حنين عاقدة حاجبيها لتقول بتردد
( انها مسؤولية كبيرة ...........)
قالت حنين بحماس
( و ما المشكلة ؟؟ ..... سنبدأها على أكمل وجه ... بالعدد الكافي من المشرفات المتدربات و ذوات الخبرة ... و افضل المعلمات ...... دورنا هو الإشراف على الخطوات فقط ...... )
رفعت حور أصابعها الى فمها تقضم اظافرها بشفتيها قبل أن تقول بتردد متراجع قلق
( و ربما أيضا قسم للأطفال ذوى الإحتياجات الخاصة .... و تنمية قدرات التخاطب و غيرها .... )
قالت حنين و هي تفكر بجدية
( سيكون هذا مشروعا كبيرا و مكلفا .......... )
قالت حور
( لن يكون دورنا هو التعليم او العلاج .... لكن دورنا سيكون توفير انشطة مفيدة لهم , بوجود بعض المختصين بذلك ..... و بالنسبة للتكلفة فما المشكلة ؟؟ .... سنجعل عاصم يشاركنا )
قالت حنين مفكرة و الأبتسامة تحاول التألق على شفتيها تحمسا .... وهي تقول
( سنتعب كثيرا في التراخيص ........ )
قالت حور بهدوء
( وما المشكلة ؟؟ ...... ليس لدينا شيء آخر يشغلنا )
( مرحبا حنين ........ سمعت صوتك و أنا مارة )
رفعت حنين رأسها دون أن تستدير الي الباب لتهمس لحور
( ماذا تفعل أثير هنا ؟؟؟ ......... )
مطت حور شفتيها لتقول
( زفافهما بعد أيام .... و هي تقيم معنا , لتتمكن أمي من تجهيزها , بينما مالك مقيما في البيت القديم كما هو..... )
همست حنين
( نعم .. نعم ..... لقد نسيتها تماما )
ثم استدارت لأثير لتقول مبتسمة
( كيف حالك يا أثير ..... مبارك , ان شاء الله ... هل أنتِ مستعدة ؟؟ ..... )
دخلت أثير بمودة لتجلس دون اذن على الكرسي الذي كانت حور تجلس عليه للتو و هي تهمس بينما وجهها متورد خجلا
( تقريبا ....... بعد قليل سأنزل لأجرب ثوب الزفاف ما أن يصل .... و عمتى تقوم بكل شيء )
ظلت حور و حنين تنظران اليها بشبه ابتسامة لفترة طويلة قبل أن تميل حور الى حنين هامسة
( لن ترحل ..........فلا تنتظري )
تنهدت حنين ثم قالت مستسلمة
( حسنا فلنعد الى موضوعنا ....... لو وجدنا المكان المناسب للروضة فسيكون هذا ثلث الوقت و المجهود المطلوب لفتحها .......لنبدأ بعدها في التقديم لطلب التراخيص في نفس الوقت مع البحث عن المعلمات و المشرفات و المختصين )
هتفت أثير بلهفة
( هل ستفتحان روضة أطفال ؟؟ ..... هل يمكنني العمل معكما ؟؟ .... )
عم صمت طويل المكان ... لا يقطعه سوى تغريد العصافير و حور و حنين تنظران اليها و كأنهما لم تسمعا شيئا .......
فتابعت أثير بلهفة و ترجي
( أنا بارعة مع الأطفال و صبورة و حنونة و أحب اللعب .... )
همست حور بملامح متجمدة
( هذا كثير علي ....... ويفوق كل طاقتي , لم أكد أقتنع بكِ حتى تأتي تلك ال " باربي " لتشاركني بيتي و عملي الذي لم يبدأ أصلا ....... )
مالت اليها حنين لتهمس بخفوت
( دعيها تعمل معنا أرجوكِ كي تترك العمل لدى زوجي ؟؟؟ ....... )
نظرت اليها حور عاقدة حاجبيها بشدة لتهمس بخفوت
؛( هل تغارين على زوجك من زوجة ابن عمك ؟؟ ..... كم أنتِ بذيئة !! )
همست حنين بتراخي
( ليس الأمر كذلك ........ لكن كل ما في الأمر , أنظري اليها !! .... إنها "باربي " كما ذكرتي )
نظرت حور الي أثير التي كانت تميل برأسها عاقدة حاجبيها و هي تحاول قراءة شفاههما لعلها تدرك فيما تتهامسان
فتنهدت حور قائلة باستسلام
( حسنا لا بأس ...... لو وافق مالك )
صفقت أثير بجذل و سعادة كطفلة ستذهب لحفلٍ ما .....فقالت حور لحنين البائسة الناظرة الى خصلات أثير الشقراء المتراقصة ...
( و ما رأيك في رنيم ؟؟ ...... )
نظرت اليها حنين عاقدة حاجبيها و هي تقول
( رنيم قطعة البسكويتة بالشوكولا الذائبة !!! ... سيحبها الأطفال أكثر منا و سيرموننا بالبطاطس بعد التعامل معها )
مطت حور شفتيها و هي تقول مقتنعة
( نعم ..... لن يطيقو التعامل معنا بعد التعامل مع رنيم بالفعل )
ثم صمتت لتتابع مبتسمة بمكر
( ما رأيك بصبا ؟؟ ................)
ضحكت حنين من بين شفتيها اللتين تحاول غلقهما و هي تقول
( صبا !! ....على الأرجح لو أخطأ طفل من الأطفال و قبل صديقته فستبلغ عنه الأحداث ..... )
ضحكت حور و هي تمسك بذراع حنين قائلة من بين ضحكاتها الرنانة منذ فترة طويلة لم تضحكها
( نعم ..... على الأرجح ستفعل )
( سمعتكما على فكرة ...........)
انتفضت كلا من حور و حنين و هما تستديران الى صبا الواقفة عابسة بالباب و مكتفة ذراعيها .... فنهضت أثير لتقول بسرعة
( لم أشترك في هذا الجزء يا صبا ......... )
قالت صبا و هي لا تزال عاقدة حاجبيها
( أعلم حبيبتي ...... هيا تعالي , فستانك وصل )
اتجهت أثير الي صبا تحت أنظار حور و حنين المذهولة قبل أن تقول حور بشراسة
( هل نطردها من العمل الآن ؟؟ ........... )
قالت حنين بهدوء
( بل سنشقيها ............ )
.................................................. .................................................. ...........................
واقفة أمام المرآة الضخمة المذهبة من السقف للأرض .... في فستان الزفاف الأبيض المتسع في دائرةٍ ضخمة ... ذات هيبةٍ و جمال .....
يكشف عن كتفيها البيضاوين المرمريتين .... مزدان خصره بشريط وردي فاتح معقود بوردة رقيقة ....
ماسات صدره وردية قليلا ....و شعرها مرفوع لأعلى بعفوية لتتساقط خصلاته على وجهها الأبيض الوردي .......
كانت تنظر لنفسها و شفتيها مبتسمتان بذهول من روعة الفستان عليها .... بينما وقفت حور و حنين و صبا و أيضا روعة في حالة انشداه من مدى جمالها .... لقد خلقت لتكون عروسا في ليلة زفافها .....
كانت صبا أول من همست مبتسمة
؛( روعة ........... )
فهمست روعة من بين دموعها المنسكبة
( نعم يا ابنتي ....... )
ضحكت صبا و هي تغمض عينيها بمرح لتقول
( لا يا عمتي .... لقد قصدت الفستان ... روعة )
فهمست روعة و هي تمسح دموعها ناظرة ما بين حور المبتسمة الى أثير بكل نقائها فابتسمت من قلبها لتطلق أطول زغرودة عرفها التاريخ .....
لكن و أثناء تعديل كلا منهن لشيء ما في الفستان و هن ملتفاتٍ حول أثير ... سمعن صوت مالك يصدح عاليا من أسفل السلم
( يا أهل البيت .... لقد أتيت منذ زمن و لم يسأل في أحد ..... يا أهل البيت , أني قادم ...... )
اتسعت أعينهن و بدأن في التحرك حول أنفسهن بتوتر ... بينما مالك ينادي بأعلى صوته
( أنا قادم يا صبا ...... بما أنك المحجبة الوحيدة في هذا البيت , فليهديهن الله جميعهن ..... )
رفعت صبا وشاحها فوق رأسها بسرعة و أثير تهتف
( أين أذهب .... أين أذهب ؟؟ ...... )
بينما مالك ينادي عاليا
( زوجتي المصونة ...... لم أحصل حتى على كوب شاي تم شربه من قبل , .... فكم أنا محظوظ بك )
فقالت حور بصرامة
( لما كل هذا الرعب ؟؟ ..... لن يدخل .... لن يجرؤ ..... )
ثم خرجت بهمة و صلابة .... لتقف أمام مالك الذي وصل للغرفة فقالت بحدة
( اذهب من هنا ......... )
عقد مالك حاجبيه ليقول بحيرة
( لما ؟؟ ..... انها غرفة أمي و من حق كل مواطن أن يدخل غرفة أمه في الوقت الذي يحتاجه ...... )
بغض النظر عن مدى بهجته برؤية حور واقفة أمامه بكل شراستها بعد أن تركها بالأمس كعادتها ملقاة على سريرها بيأس و بحالٍ لا يسر عدو او حبيب ....
كتم فرحته ليقول متظاهرا بالصرامة
( ماذا تفعلن بالداخل ؟؟؟ ......... )
قالت حور بحدة
( اثير تجرب فستان الزفاف ..... و من رابع المستحيلات أن تراها به )
و من الداخل حين سمعتها حنين أغمضت عينيها لتقول بيأس حانق
( الغبية ..... لقد أطلقت سراح الوحش )
و كما توقعت سمعت صوت حور وهي تصرخ
( لن تدخل على جثتي ..... هذا فأل سيء , ابتعد من هنا .... لن تراها )
حينها اندفعت صبا لتخرج من الغرفة بملامح صارمة قدر الإمكان و هي تقول
( توقف يا مالك لن تدخل ..... هيا انزل )
بينما كان مالك يحاور حور و يدور حولها و يتفاداها كي يتمكن من الدخول للغرفة بعينين شقيتين تلمعان , ثم نظر الي صبا مندهشا و هو يراها تمد ذراعيها كي لا يدخل الغرفة فقال بدهشة
( حتى أنتِ يا صبا المتعظة ..... تؤمنين بالفأل و الحظ )
لم تخفض صبا ذراعيها و هي تقول بصرامة بينما عيناها تلمعان شقاوة هي الأخرى
( المسألة بالنسبة لي عاطفية و معنوية ..... لن تراها بالفستان قبل الزفاف , كي تتفاجأ بصورتها )
ثبت مالك مكانه ليقول بهدوء مبتسما
( هل هي جميلة ؟؟ ............ )
ابتسمت صبا بعفرتة و هي تجيب
( بل أروع مما تتخيل ........ )
و من الداخل ضربت حنين جبهتها و هي تخفي اثير بثوبها الضخم المنتفش خلف جسدها الضئيل بغباء هاتفة بغضب
( الذكية الأخرى أفسدت الأمر أكثر ..... )
لم تكد تنهي كلماتها حتى اقتحم مالك الغرفة وسط هتاف حور و صبا الغاضب ..... لكن وقبل أن تتسع عيناه و هو يرى كومة بيضاء متكومة على الأرض خلف حنين تحاول أخفاء نفسها كانت حور قد هجمت عليه لتغمض عينيه بكفيها متعلقه بظهره ...... حينها جذبت حنين أثير لتقف و ترجرها خلفها ركضا لتتجاوزا مالك الذي يحاول نزع كفي حور دون أن يسقطها أرضا ...... و ما أن نجح , حتى رأى الكومة البيضاء تخرج جريا من الباب دون أن تتضح معالمها تماما .... فخرج خلفها جريا وهو يهتف بحدة
( ما تلك الأكتاف المكشوفة التي لمحتها ؟؟ !! ......... أثيييير )
الا أنها كانت تركض كالمجنونة ضاحكة بهيستيريا ... ممسكة بتنورة الثوب الضخمة بكلتا قبضتيها ... و حنين تجرها نزولا على السلم ...... و خلفهما صبا تركض و تضحك .....
أدخلتها حنين من باب المطبخ بسرعة و هما تضحكان .... بينما كان مالك قد نزل السلالم كل درجتين معا ....
و ما أن اقترب من باب المطبخ الذي دخلتا منه .... حتى كانت صبا تقف مجددا وهي تمد ذرعيها لتقول بصرامة مزيفة .....
( هل ستتجاوزني !! ..... احترم زوجة اخاك الأكبر يا ولد )
فرفع مالك احدى حاجبيه بتحدي ليقول
( هكذا ؟!!! ..... حسنا يا استاذة , فللمطبخ باب ثاني أم نسيتِ ؟؟ )
ثم استدار ليجري للباب الثاني فصرخت صبا ,
( اخرجا من هنا .........)
فخرجت حنين تجر اثير جريا من نفس الباب ...... ليتبعهما مالك هاتفا
( اثييير ..... تعالي الي هنا حالا ااا )
بينما كانت روعة تهتف من أعلى السلم بغضب
( يا بنااات .... سيتسخ الفستان )
لكن حنين و أثير كانتا تجريان و تضحكان بجنون ... الى أن دخلتا في حجرة الطعام , فهمست حنين ,
( سنخرج من بابها الآخر المطل على السلم مباشرة ... و منه تصعدين جريا لغرفتك و تغلقين بابها خلفك بالمفتاح )
أومأت أثير المتوردة الوجه بسرعة ... و ما أن أشارت اليها حنين و هي تراقب السلم ... حتى انطلقت حنين تجري حاملة فستانها لتصعد السلالم جريا حافية القدمين .... ووصلت الي ممر الغرف .... لكنها شهقت برعب حين امتدت ذراع قوية لتعتقل خصرها و تجذبها الى داخل غرفة الملابس المدفونة في جدار هذا الممر ....
صرخت أثير في الظلام الذي لا تتعدى مساحته مترين في مترين .... الى أن سمعت صوت تكتكة , لترى مالك يجذب حبلا صغيرا أضاء به مصباح وحيد صغير .... يكاد لا يضيء سوى وجهيهما .... بينما كانا يشهقان ضحكا و اشتعالا و هو يحاول حشر الأكوام المتراكمة من الحرير الأبيض في داخل الغرفة الضيقة ....
ما أن أعتادت اثير على الصدمة الأولى .... حتى تلوت و هي تحاول التحرر منه الا أنه كان قد ثبتها تماما و المكان لا يتسع لحركةٍ أكثر ....فتوقفت لاهثة و توقف هو عن الحركة لينظر اليها بكل جمالها على قدر ما أمكنه من ضوء المصباح الضئيل ....
خفق قلبها بعنف و هي تحدق بعينيه المبهورتين ..... لكنها انتفضت فجأة حين سمعت صوت نقرٍ على الباب بقوةٍ وصبا تهتف
( مالك أخرجها من هنا حالا و الا فسأفتح الباب ......... )
ضحك مالك بينما اشتعلت وجنتي أثير ...وهو يعلم بأن صبا لن تفتح الباب ... و بالفعل هتفت صبا
( سأذهب لأخبر عمتي ..... هذا لا يصح )
ثم سمعا صوت أقدامها المسرعة .... بينما كانت حنين تضحك بقوةٍ و هي تقول لحور
( ألم أقل لك !!! ..... لقد ذهبت لتبلغ عنهما )
لم تستطع حور الكلام من شدة البكاء ... لكن ضحكا هذه المرة و هي تمسح دموعها من عاصفة الضحك التي أطاحت بهن ....
نظر مالك الى أثير طويلا بعد أن هدأت أنفاسه ..... ثم همس
؛( لم أضحك يوما مثلما ضحكت الآن ......... )
هزت أثير رأسها نفيا و هي تهمس مبهورة لاهثة
( ولا أنا ............ )
فهمس مالك بعد فترة بصوتٍ مشتعل
( لم أرى عروسا في جمالك من قبل ........ )
أسبلت جفنيها بخجل و دمائها تفور بأوردتها ...... و همست بإختناق
( لم أصبح عروسا بعد ......... )
فهمس مالك وهو يقربها منه أكثر ... و الأكوام الحريرية تحيط بساقيه كالأمواج العاتية
( ستكونين ..... ثقي بذلك )
ثم أخذ وجهه يهبط اليها ببطء بينما قلبها يصرخ بجنون .... الى أن أقترب بشفتيه من فكها ليهمس
( هل أنتِ سعيدة ؟؟ ......... )
سكتت لحظة تبتلع ريقها بصعوبة قبل أن تهمس
( وأنت ؟؟ ........... )
أغمض مالك عينيه قبل أن يقبل فكها ببطىء وهو يهمس
( الا يخبركِ هذا ؟؟ ......... )
تحركت شفتيه قليلا و قبل أن يقبلها بالفعل كانت قد انتفضت لتدفع الباب من خلفها بركلةٍ من قدمها .... فتحررت منه ما أن رمش بعينيه من النور المفاجىء ....
ثم لملمت فستانها و انطلقت تجري بسرعةٍ الى أن وصلت لغرفتها وأغلقت بابها بالمفتاح .... لكنه لم يكن يلحقها هذه المرة .... بل كان ينظر اليها مسحورا من آخر الممر و ثوبها يتطاير خلفها بكوماته البيضاء ..... لتبدو في صورةٍ أثيرية لن ينساها أبدا ...............
.................................................. .................................................. ..........................
وصل عاصم مساءا بعد رحيل مالك .... فاستقبلته صبا بأجمل ابتسامةٍ كعادتها مؤخرا لتقترب منه مسرعة ... تتشبث بيده قائلا بفمٍ ضاحك أشعل أحاسيسه
( عاصم ..... لن تصدق ماذا حدث اليوم !! ....... لقد ضحكنا كما لم نضحك من قبل , لم يكن ينقصنا سواك )
قبض عاصم بكفه على كفها ليتخلل أصابعها بأصابعه .... وهو ينظر لعينيها العسليتين الضاحكتين بعينين مبتسمتين بانبهار و كأنه يحفظ ضحكتهما عن ظهر قلب ..... قبل أن يهمس
( صبا تعالي معي لنجلس تحت سقيفتنا ......... )
اتسعت ابتسامة صبا و هي تقول ....
( من عيوني ............ )
بينما كان انبهار عاصم برقتها يتشعب و يتداخل و قد رفض أن يخفيه فجذبها خلفه كي يصعد السلم ببطىء ... ناظرا اليها بين حينٍ و آخر فتبتسم له .... ليضم ابتسامتها لألبومه الخاص بها وحدها ......
وصلا لأرجوحتهما , فجلس عليها لجذبها برفق كي تجلس بجواره ..... خصلة ناعمة من شعرها تتطاير مع لون المغيب و هي تنظر اليه متنعمة بألوانه الغنية .... و عاصم يتنعم ربما للمرة الأخيرة بتلك الصورة أمامه لوجهها الفتي .....
قال لها أخيرا بعد مغيب الشمس ....
( صبا ......... )
نظرت اليه مبتسمة ...... فقال لها برفق وهو يتشرب ملامحها
( بإمكانك أن تتحرري مني الآن ..... و ثقي بأنكِ ستظلين تحت حمايتي دائما )
ارتجفت ابتسامتها ببطء الى أن اختفت تماما .... قبل ان تفغر شفتيها هامسة بدون وعي
( ماذا !! ......... )
همس عاصم و هو يتلمس ملامحها الناعمة و كأنه يحفظها
( ألم يكن هذا طلبك ؟؟ ........ )
لم تتمكن صبا سوى الهمس بذهول
( لكن ...... لكن ...... لقد كنا )
استقام عاصم ليقترب منها بسرعة ليتلمس كل ذرةٍ من وجهها دون كلل وهو يهمس بعذاب
( أعرف ...... أعرف .... لكنك كنت محقةٍ في شيء واحد , وهو أننا لا ننجح سوى في جرح بعضنا )
صمت يبتلع ألمه و مرارته و هو يراقب غشاء الدموع الزجاجي الذي تكون في عينيها سريعا قبل أن يثقل وزنه ليتساقط في دمعتين ماسيتين على وجنتيها .....فهمست بضعف
( لكنني لم أقصد أن ...... لم أقصد ...... )
جذبها الي صدره بقوةٍ يكاد يحطم أضلعها وهو يتأوه هاتفا
( أعلم .... اعلم .... لست أعاقبك , بل أنا أحافظ على آخر شيء جميل بيننا قبل أن ينهار )
بكت صبا على صدره و هي تهتف باختناق
( لكني لا أريد الإبتعاد عنك ....... لا أستطيع )
تنهد عاصم بعذاب ليطرق قلبه قلبها و هي على صدره ..... ثم قال متلمسا جبهتها بشفتيه
( اسمعيني يا صبا ...... لست أنا الأنسان المثالي الذي رسمتِ صورته طويلا , .... مواجهتي للدالي والراجي ليست معناها أنني اصبحت ذلك البطل الذي تتوقعينه )
هتفت باختناق و هي تبكي
( لم أتوقع بطلا ...... لم أتوقع هذا ......... )
ابعدها عنه قليلا كي ينظر الى وجهها المحمر بكاءا قبل أن يقول بخفوت ناظرا الي عينيها
( بل أنتِ كذلك ...... و أنت تستحقينه بكل جدارة , إن وجدته ...... ما يطمئنني هو انكِ لن تجدينه و الا لكنت فقدت البقية الباقية من عقلي كما فقدت قلبي ..... )
سكت قليلا , ينظر اليها بألم و عشق بينما هي تبكي لعينيه وهو يقول
( ان بقينا معا سرعان ما ستجدينني لست مثال تلك النزاهة التي تنشدينها ...... على الرغم من انك غيرتِ بي الكثير ..... الكثير يا بنت السلطان )
هزت صبا رأسها نفيا و هي تبكي و تتشبث بقميصه كي لا يبتعد عنها بينما تابع هو
( أحيانا أنظر اليك و أتسائل كم أنتِ كاملة ... رائعة .... نقية الي درجة لا أصدقها .... و لا أستحقها و بالرغم من ذلك آذيتك طويلا لأنني لم استطع التعامل مع نقائك ...... )
شهقت صبا باكية
( ليس هناك انسان منزها عن الخطأ .......... )
ابتسم عاصم بمرارة و هو يقول ....
( وهذا ما أتعجب له لأنني لا أتوقف عن السؤال ..... عن أفظع خطأ ارتكبته في حياتك .... عن أسوأ زلةٍ سقطتِ بها ....... و لا تأتيني الإجابة سوى أنكِ ربما قطفتِ وردة ذات يوم ........ )
ضحكت صبا و هي تبكي في آنٍ واحد .... ثم شهقت تبكي و هي تقول
( بل فعلت .... و فعلت ...... أغضبت زوجي مرارا , نام بجواري وهو غير راضٍ عني كثيرا و كنت أنا أحترق بنيران الألم و الندم دون أن أجد الجرأة على أن أسترضيه ...... جرحته طويلا حتى لو كنت أدافع عن الحق ...تركته و ابتعدت دون أن أحاول جهدي .... . )
عاد عاصم ليضمها اليه بقوة وهو يتأوه .... هامسا باختناق
( أفضل الموت على أن تكرهينني ذات يوم ........ )
ابتعدت لتهتف باكية
( لن يحدث .....والله لن يحدث ..... لم أنجح بها حتى في قمة غضبي منك ...فقط أعطنا فرصة أخيرة .....)
ابتسم عاصم بمرارةٍ ليهمس
( استمعي لنفسك يا صبا ....... كنت منذ فترةٍ قصيرة تطلبين الإنفصال و بشراسة , أنت الآن لا ترفضينه الا بسبب مواجهتي للدالي ...... اتريدين أن أصدمك ؟؟!!! ...... لم أكن لأواجهه لولا مشكلة حور )
بكت صبا بقوةٍ وهي تهتف
( أتريد أن أصدمك ؟!!! ........ أنا أعرف ذلك جيدا و مع ذلك تحججت بذلك كي أعود اليك و أنسى طلب الطلاق )
ثم اخفت وجهها بين كفيها لتنفجر بكاءا فأمسك عاصم بوجهها بين كفيه يقربه من وجهه ليهمس في اذنها
( احبك يا بنت السلطان كما لم أحب أحدا من قبل ..............لكن آن الأوان لنبتعد على ما نجحنا في الحفاظ عليه من هذا الحب .... . )
عادت لتشهق عاليا فجذب وجهها اليه يقبل وجنتيها هامسا بقلبٍ دامٍ
( هل تنتظرين الى أن تحضرين زفاف مالك كما اعتدت منكِ ؟؟؟ .......... )
أومأت برأسها و هي تبكي هامسة
( زوجة المناسبات ............. )
اومأ عاصم برأسه مبتسما بمرارةٍ و عيناه تدمعان هامسا باختناق
( و قد كانت أجمل مناسبات حياتي ......... )
هدأت صبا قليلا و تراجعت شهقاتها .... لترفع اليه عينين متورمتين من البكاء , فنظر اليها بعذاب قبل أن يقول بصعوبة
( لن أبقى معك في الغرفة الأيام المقبلة .......أنا لا أثق في نفسي معك و أنا أرفض استغلالك أكثر من ذلك )
همست بصعوبةٍ
( أنت زوجي ............. )
لكنه اقترب منها ليقبل وجنتها هامسا بعذاب
( لا أستطيع .... و لا أريد كره نفسي أكثر )
همست صبا بتجمد و هي تلهث بفعل البكاء العنيف الذي سبق
( و كيف سنبرر ذلك لعمتي ..........)
همس وهو يرجع شعرها المتساقط من وشاحها ...
( لا تقلقي ....... أنا سأتدبر أمري )
تركها أخيرا بيدين ترتجفان قبل أن ينهض ببطء ...... ثم وقف يشرف عليها ليهمس متأوها
( سأنزل الآن ........ و لا تنتظريني الليلة , اتفقنا )
أومأت برأسها دون أن تجيب و قد جفت دموعها و بقى وجهها متورما ..... فأبعد وجهه عنها ليخرج بسرعةٍ من السطح قبل أن يضعف تجاهها مجددا .....
.................................................. .................................................. .........................
كان الزفاف بسيطا في بيت اسماعيل رشوان ..... على الرغم من روعة العروس التي بدت كالبدر المضيء في ثوبها الرهيب .... المغطى أكتافه بطبقةٍ من التل المشغول يدويا ......
و لم يكن الحضور عددا ضخما .... تماما كزفاف عاصم رشوان ..... بعكس زفافي حور و حنين ....
لم يستطع مالك أن يبعد عينيه عن أثير للحظةٍ واحدة .... و حين راقصها كانت ترتجف بين ذراعيه , تنظر اليه بوجل بين حينٍ وآخر ....
وحده يعرف أن ذلك لم يكن خوف العروس المعتاد ..... بل كان خوفا من مستقبل لم يحدده لها تماما , على الرغم من ضمانه لها بأنه لن يتخلى عنها أبدا .... الا أنه لم ضمن لها قلبه ....
ربما لو رجل آخر غيره لما وجد في ذلك مشكلة ..... ليس كل الرجال يقدمون الحب مع الزواج ....
لكن بالنسبة له هو تحديدا .... كان يشعر بقسوة الحمل الذي ألقاه عليها بدلا من أن يمنحها الحب الذي تستحقه .........
لذا كلما نظرت اليه متسائلة بخوف كان يسارع بضمها الي صدره كي يطمئنها و يطمئن نفسه .....
بالطبع اعتذر نادر عن الحضور بلباقة .... بينما بدت حور بسيطة هادئة دون حياةٍ في ثوبٍ بلون القهوة ......
أما حنين فكانت تجلس بجوار جاسر لا تفارقه للحظة .... متمسكة بيده و كأنها تخشى أن يهرب منها .... لكنها في الحقيقة كانت تشعره بأنها مزهوة به كما هو .....
وحدهما عاصم و صبا هما من كانا يختلسان النظر الي بعضهما ..... و الألم ثالثهما ......
و حين شعر عاصم بأنه لن يحتمل أكثر .... تسلل صاعدا الى غرفته عله يجد في رائحتها المشبعة في الغرفة الونس له قبل الوداع .........
استدار عاصم حول الفراش ليجلس الى حافته .... يمد يده ليتلمس المكان الذي تنام به وحيدة كل ليلة .... يكاد الا يصدق بأنها ستتركه بعد تلك الرحلة الطويلة ......
سمع الباب يفتح من خلفه ...... ثم انتفض قلبه ليسمع صوت انغلاقه و اقتراب خطواتٍ ناعمة .....
الى أن شعر بالسرير ينخفض من خلف برقة ...... و يدان ناعمتان تمسدان كتفيه ..... أغمض عاصم عينيه بعذاب قبل ان يشعر بشفتين لهما رائحة الكرز تلمسان أذنه ... و صوتها يهمس
( أتذكر حين طلبت مني أن أتقبلك كما أنت ؟؟ ........ أنا الآن أفعل بالمثل و أطلب منك أن تتقبلني كما أنا ..... ربما سأخانقك و أحرق دمك و أرفع ضغطك ......ربما سأنصحك و أرشدك الى أن تضيق بي و بالبيت .... و ربما ستثبت لي ذات يوم خطأ منطقي ..... لكن هل تتخلى عني لأننا مختلفان ؟؟!!! ...... )
سكتت قليلا ..... لتتابع بعد لحظةٍ هامسة
( تقبلني كما أنا ...... و اعتبره نقصا بي ...... و اعذرني ..... لكن لا تلفظني من حياتك )
زمجر بخشونةٍ ليمد يديه من خلفه ويجذبها اليه .... فسقطت على حجره تتعرق بعنقه .... ناظرة اليه من خلف غلالة الدموع وهي تهمس بتأوه
( احبك يا ابن رشوان ..... و سيموت قلبي بدونك )
لم يكن هناك أي مجال آخر للكلام سوى عبارة واحدة
( أعشقك يا بنت السلطان ........ )
ثم ضيعها في عالمه و ضاع معها ..........
.................................................. .................................................. ........................
وقفت في نهاية الغرفة .... مطرقة الرأس , تفرك يديها برعب .... أعصابها شبه منهارة ....
تهمس لنفسها بصعوبة
انه مالك .... لا بأس .... انه مالك .... صديقك منذ ما يقرب من العام الآن ......
حين شعرت بأن الصمت قد طال .... رفعت عينيها بحذر اليه , فوجدته واقفا في بداية الغرفة يتأملها بتعبير جائع , عرفته منه مراتٍ قليلة ..... لكنه لم يكن بمثل هذا الوضوح و الجرأة من قبل ....
ابتلعت ريقها و هي تراه يخلع سترته ببطء دون أن يحيد بعينيه عن عينيها ..... فقالت بتلعثم
؛( ماذا ؟؟ ........ )
فالتوى فمه بابتسامةٍ شيطانية وهو يقول بتحدي
( ماذا ؟؟؟ ........ )
هتفت أثير بحدة ....
( لماذا تنظر الي هكذا ؟؟!! ....... )
ضحك بخفةٍ وهو ينزع ربطة عنقه قائلا
( و أين أنظر اذن !!! ................ )
هتفت أثير و هي تراه يفك أزرار قميصه واحدا تلو الآخر ... ثم زري الكمين , فصرخت
؛( ماذا تفعل ؟؟ ........... )
ازدادت ابتسامته عبثا و هو يقول
( اخلع ملابسي لأرتاح قليلا .... فلما لا تفعلين مثلي ؟؟ )
هتفت أثير و هي تراه يقترب منها ببطء
( ابتعد يا مالك أرجوك ..... س.... سأبدل ملابسي في الحمام .... )
ابتسم وهو يقول بمكر
( قد تحتاجين الي مساعدة ........... )
الا أنها هتفت و هي تركض حول السرير محاولة الهرب منه
( لا أحتاج شكرا ............. )
لكنه لحقها بسرعة البرق وهو يعتقلها ليحملها عاليا بين ذراعيه هامسا في اذنها
( اخيراااا ...... الى متى ستظنين نفسك هاربة مني !! )
تعلقت أثير بعنقه هامسة برعب و قلبها يخفق بعنف تحت يده الملتفة من حول خصرها
( مالك أرجوك ....... انتظر قليلا )
همس في اذنها وهو يحملها لفراشهما
( لا أعتقد أنني أملك القدرة بعد الآن ....... فترفقي بي قليلا يا وردية )
ابتلعت ريقها بشكلٍ يدعو للشفقة وهو يضعها على الفراش ليستند بمرفقه بجوارها ناظرا اليها بابتسامة مشعة .... بينما يده تداعبها برقة .... ثم همس بحنان
؛( هل أنتِ خائفة ؟؟ ......... )
همست و شفتيها ترتجفان و قلبها يقصف كالرعد من هول ما تشعر به
( قليلا ............ )
فاتسعت ابتسامته قليلا ... وهو يهمس
( اذن لماذا لست خائفا مثلك ؟؟ ........... )
همست ترمش بعينيها
؛( و لماذا تخاف أنت ؟؟ ........... )
اقترب منها ليهمس في اذنها سرا
( لأنكِ الفتاة الأولى في حياتي ........ )
اتسعت عيناها و هي تنظر اليه لترى ان كان يسخر منها ... الا أنه كان قد قرر أن يثبت لها ...., ليشعر بها .... ليحقق كل حلم من أحلام خياله في الفترة الأخيرة عن الوردية ذات الخصلات الذهبية .....
فارتجفت هامسة باسمه مرارا ........
.................................................. .................................................. .........................
تمر الأيام بها في رقة ريشة يحملها النسيم .... و هي تتجول من حوله له و لعينيه .... يجذبها اليه بين حينٍ و آخر ليقبلها فتبتعد عنه ضاحكة تلاعبه ....
حركته ثقيلة و جسده الثقيل محطم للغاية ... و ربما سيترك الحادث عرجا واضحا بساقه ....
قلبها يتألم مع ألمه .... عدد المسامير و الشرائح التي وضعوها بجسده لا تتذكرها حتى ... و العكازين لا يساعدانه بفاعلية .... حتى اضطرت أن تأتي له بكرسي متحرك للوضع المؤقت كي ترحمه من ألمه , لكنه كان يرفض أن يخرج به خارج جدران البيت ....
لكن داخله كان ينتهز الفرصة كي يجذبها على حجره كلما مرت من أمامه كي يدور بها ..... و هي تضحك من بين دورانه و قبلاته ....
لم تظن أن تكون بمثل هذه السعادة ذات يوم .....

دخلت من باب البيت دون صوت و قد اشتاقت اليه للغاية بعد أن خرجت بالسيارة كي تأتي ببعض الطلبات ... مشت على أطراف أصابعها لتبحث عنه كي تفزعه من الخلف كما اعتادت ... الا أنه في الحقيقة لا يفزع و لا هي تتوقف عن فعل ذلك على أمل أن تنجح ذات يوم ......
عبست و هي تسير متسللة تبحث عنه بعينيها ..... الى أن لمحته من طرف باب المطبخ على كرسيه أمام الطاولة ..... فسارت على أطراف أصابعها مبتسمة بخبث بعد أن وضعت الأكياس جانبا .....
لكنها توقفت فجأة قرب الباب .... لتجده جالسا على كرسيه , يقرأ من شاشة حاسوبها المفتوح !!!
اتسعت عينيها بذهول لتهمس لنفسها
( ألا فائدة منه ؟!! ..... ألن يتغير !! ..... المتطفل , المترصد ... عما يبحث بعد !! ...... )
تنهد بحنق قبل أن تهمس غضبا
( حسنا يا جاسر رشيد ...... سأعلمك الا تعبث بأشيائي مجددا ...... )
ثم ابتعدت قليلا لتتعمد اصدار أصوات تعلن عن وجودها ..... و سرعان ما وجدته يخرج من المطبخ على كرسيه المتحرك .....
فرسمت على وجهها الإبتسامة وهي تقول برقة
( اشتقت اليك ......... )
قال جاسر بخفوت مبتسما
( اشتقت اليك أكثر ..... فلما لا تأتين لتبددي بعضا من ذلك الإشتياق )
ابتسمت خجلا لتقترب منه ببطء و عيناه عليها كنمر يستعد لإفتراسها الى أن وصلت اليه و جلست على قدميه دون أن يدعوها و مالت اليه لتقلبه بكل شوقها و غضبها ....
فطار صوابه خاصة و أن المسكين يعاني كبتا ميؤوسا منه .... و ما أن سرحت يداه بجرأةٍ حتى نهضت لتقول متلعثمة ....
؛( بهذا الشكل لن نجد أي طعام لنتناوله ..... لما لا تذهب و تعد الأطباق ريثما أجهز ما أحضرته .... لن يستغرق مني اكثر من عشر دقائق ........ )
ابتسم جاسر حنق و هو يزفر ملتاعا ناظرا اليها و هي تتجه الى المطبخ بتمايل أمامه ألهب مشاعره المسكينة أكثر و أكثر .....
بينما دخلت حنين لتفتح حاسوبها من جديد و تنظر الى آخر ما كتبت من فترة ..... لقد مرت تلك الفترة دون أن تجد القدرة على الكتابة التي تحياها حاليا .... كان ما تشعر به يفوق أي كلمات ستكتبها ....
لكنها ابتسمت و هي تنظر الي باب المطبخ لتتأكد من عدم وجود جاسر قبل أن تمد يدا متسللة بخبث لتكتب رسالة جديدة
" حبيبتي نوار ....
مضت فترة لم أكتب لكِ بها شيء ....... الحقيقة أنني أقف عاجزة عما أشعر به هذه الأيام , احتجت لفترة قبل أن أحلل فيها مشاعري ....
أشعر و كأن كل شيء كان مقلوبا في حياتي .... و الآن أقف ناظرة الى تلك الأشياء تتحرك و تلف من حولي لتعود كلا الى مكانها في دوامةٍ تشبه فيلم كارتون خيالي ....
هل كانت الطفولة نقية الي تلك الدرجة و شفافة حين وعدت نفسي بأنه لن يكون لسواي ؟؟!! ....
و ما أدراني به و ما أراده بي لأشعر بتلك المشاعر الفتية و أنا بعد في عمر الطفولة ..... و الآن !!
الآن أقف عاجزة مشدوهة أمام كل نظرة منه .... كل كلمة من كلماته .... كل مرةٍ ينادي فيها باسمي بتلك الطريقة التي لا يناديني بها غيره ....
كيف تحول كل ذلك من حولي فجأةٍ لينتهي بنا المطاف واقفين أمام بعضنا و كلانا يبتسم للآخر متسائلا
(لماذا تأخرت ؟؟ .... )
لقد أصبح هو كل حياتي الآن .... اعتمد على اعتماده علي كي أشعر بنفسي , بعالمي , بوجودي .....
و الغريب هو أنني أعتقد بأنني بدأت ..............
سأذهب الآن فأخاك يناديني و لا أحب التأخر عليه .... فالتتمة تحتاج الى مدونةٍ لها وحدها "
أغلقت حنين حاسوبها وهي تبتسم بنعومة ......
و في وقتٍ لاحق ... حين كان جاسر يعيد قراءة ما كتبت ... وصل بعينيه للرسالة الأخيرة .... لتلهث أنفاسه مع كلِ كلمةٍ و يخفق قلبه بخشونةٍ مؤلمة .... وهو يرفع يده ليتحسسه تحت صدره ليتأكد من أن رجلا في مثل عمره تتزايد نبضاته مع قراءة بضع كلمات .... هامسا باسمها مع كل كلمةٍ وكأنه يسألها ....
الى أن وصل لآخر كلماتها , .... فعبس وهو يعيد النظر مدققا .... ليهتف بغضب
( تبا لي ..... ما المهم الذي كنت أحتاجه منها في تلك اللحظة و سيتوقف العالم بدونه ... تبا ... تبا ... )


















tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-05-14, 12:27 AM   #14777

جودي الحب

? العضوٌ??? » 98877
?  التسِجيلٌ » Sep 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,225
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » جودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond reputeجودي الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك rotana
افتراضي

مبروووووووووووووووووووووو وووووووووووووووك 4 للريال النادي الملكي

جودي الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-14, 12:29 AM   #14778

amar_nirmen

? العضوٌ??? » 66245
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,703
?  نُقآطِيْ » amar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond repute
افتراضي

فليييييين ﻻﻻﻻﻻﻻﻻ اكيد العيد اجا وهاي العيدية ياااااااااااااااارب يخليكي الينا يا مفرحانا اموووووااااااااه

amar_nirmen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-05-14, 12:31 AM   #14779

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

انتهى الفصلين يا سكاكر .... ليا رجاء خاص .... أنا تعبت جدا في كتابتهم و عملولي مشاكل مع الحكومة
لذا رجاءا عايزة تعليقات من الجميع عشان تريح تعبي فيهم
( حملة سبل عنيك ... و مد ايديك وقول لله )


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-05-14, 12:34 AM   #14780

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 399 ( الأعضاء 346 والزوار 53)
‏tamima nabil, ‏ebrU, ‏فتاة القدر, ‏toto kareem, ‏do3a, ‏رنيـــــم, ‏جودي الحب, ‏قمر الليالى44+, ‏monica g+, ‏palmoon, ‏سيدة روزا, ‏دوسة 93, ‏الوهن, ‏نهولة, ‏amar_nirmen, ‏dansk, ‏ميثاني, ‏جيتك بقايا جروح, ‏Diego Sando, ‏( miss me ), ‏فوووفه, ‏انثى الهوى+, ‏rosemary.e, ‏timo_antimo, ‏Amoolh_1411, ‏مروة صادق, ‏سبنا 33, ‏escape, ‏dhouha89, ‏نجيمة مسا, ‏beauty flower, ‏evil-devil, ‏Reham Sabry, ‏عائشة الغنوشة, ‏khma44, ‏mahy15, ‏HAFFA, ‏thuraya w, ‏بيلاسان, ‏حرير فارس, ‏heeba ahmed, ‏JOURI05101, ‏eiman hashem, ‏maggi, ‏وردة الكاميليا, ‏الاف مكة, ‏sinderala, ‏حالمه من زمن الحب, ‏دلووعة2, ‏aria haydar, ‏مرمرية, ‏rama shaheen, ‏rasha shourub, ‏nona hope, ‏omom, ‏Aisne+, ‏johayna123, ‏Amany Adam, ‏دلع الماسه, ‏smile as you can, ‏soe, ‏love big, ‏أُمسيَة, ‏camela, ‏ISHA, ‏dada19, ‏لعنه الحب, ‏سمواحساس, ‏عشق العين, ‏herms, ‏راجية عفوالله, ‏MaNiiLa, ‏هبة+, ‏Eman kassem+, ‏maf, ‏ihsanmery, ‏ماريمارر, ‏fofa ali, ‏*نوور*+, ‏neno 90, ‏سناريا 90+, ‏princess of romance, ‏^نسمة ربيع^, ‏Aya youo, ‏socomisso+, ‏لولو اليكس, ‏الدمعة الحائرة, ‏حواء بلا تفاح^, ‏omnue2006, ‏hidaya 2+, ‏ليله طويله+, ‏RAHPH, ‏101So so, ‏asar, ‏بنت السيوف, ‏الزهراألزهراء, ‏زهرة الكاميليا4+, ‏كيف ينتهى الحلم, ‏حبي الأزلي, ‏دينا عبدالل+, ‏mando mano, ‏عبوسي الورد, ‏هبوش 2000, ‏طوطه, ‏hadelosh, ‏ناميس, ‏زهرة برية, ‏ALGARDENIA+, ‏نونو11, ‏ملكة قلبي, ‏ميرديث, ‏نهى حسام, ‏dina adel, ‏Nody Nody, ‏gege gemy, ‏m0ly80, ‏roro.rona, ‏sofia_83, ‏نداء الحق+, ‏زهور ساكورا, ‏brayan, ‏ميمى مصطفى22+, ‏سما نور 1+, ‏نرمين البنجي, ‏حلم رواية, ‏الحب الأول, ‏mesaw, ‏cmoi123, ‏che, ‏a7la sweet, ‏loo212, ‏elizabithbenet, ‏هبةالفايد, ‏hanan hanana, ‏sosoangle, ‏اميرة كيليسا, ‏ماسه حساسه, ‏زهرة الفناء, ‏حور الجنان, ‏رومانسية دايما, ‏اميرة الرومنسية, ‏نجمة**القمر+, ‏gameli, ‏الحب الموجع, ‏رقاوي, ‏وردة فلسطينية, ‏لوحة رسم, ‏basmati, ‏زهرة نيسان 84+, ‏ذبحني احزاني, ‏salsa, ‏sara alaa, ‏احساس شاعرة, ‏hassnaa+, ‏rainfall, ‏celine92, ‏امراة بلا قلب+, ‏خفوق انفاس, ‏dr.violet, ‏fleur_lys+, ‏Whispers, ‏sara ismail, ‏سودوكو, ‏senureta+, ‏سكر نبات, ‏SONESTA+, ‏ام هنا, ‏اية المني, ‏غرررام الورد, ‏**ام خالد**, ‏جينجل, ‏kholod1, ‏صبا., ‏احلام العمر, ‏مهرة..!, ‏شمسك, ‏نسمه الصباح, ‏canad, ‏memorp, ‏القلب النابض+, ‏منيتي رضاك, ‏doudo+, ‏Electron, ‏secret angel, ‏najla1982, ‏روكارو, ‏ندى الضياء, ‏goodreads, ‏*جولي روز*, ‏amatoallah, ‏سوما, ‏omniakilany, ‏رودينة محمد, ‏marwaadel, ‏الاميرة نور, ‏lujain1991, ‏sonal, ‏lily orley, ‏LENDZY CULLEN+, ‏lolololy909, ‏emanmagdy, ‏أروى1986, ‏braa, ‏سرى النجود, ‏Rouh, ‏جلاديلياس, ‏زمردة الحب+, ‏maysleem, ‏منة الله*, ‏حوار مع النفس, ‏mounya, ‏maryema, ‏غمزة نظر, ‏Ashwag1990, ‏نجمة تركيا, ‏mouna ABD, ‏nana41, ‏غرامي الدلوعه+, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏مانوش, ‏sasad, ‏sara8639+, ‏كراميش, ‏شاهندا 14, ‏tok, ‏jinin, ‏onlyme, ‏Architect.Tee, ‏ماسة25, ‏kokisemsem, ‏HEND_SHERIF, ‏markunda, ‏زالاتان, ‏yasser20, ‏SORAYA M, ‏غيداء هلال+, ‏عشق القلم, ‏red tulip, ‏نوت2009, ‏إشتياق, ‏hedoq, ‏Hiba Ab, ‏القمر المضئ, ‏shada l+, ‏دلال الدلال, ‏princess alkady, ‏الميزان, ‏روكو, ‏^_*, ‏woow, ‏ووفاء, ‏RazanB, ‏cute-lady, ‏thebluestar, ‏جيجك, ‏ام افال, ‏دوورونا, ‏la princesse * malak, ‏متعثرهـ, ‏samahss+, ‏فراشة التميز, ‏fa!ry, ‏تووق+, ‏*سمر*, ‏feriel barcelona, ‏رازبيري, ‏Fatima 2012, ‏shada-12, ‏نوارة الجولان+, ‏رحيق زهرة+, ‏mona hamuda, ‏Mary~), ‏dema25, ‏kiara003, ‏سومة1989, ‏nura nass, ‏عراقيــه, ‏yassminaa, ‏{سحــ الثلج ـر}, ‏lo lo, ‏عبث الحروف, ‏hawa500, ‏riane, ‏إقبال, ‏شخصيه مستهدفة, ‏Njoom, ‏قمر سهران, ‏WANT2000+, ‏نيرفانا محب, ‏بلادي بلاد التوحيد, ‏قمر الزمان@+, ‏لين الورد 25, ‏بطوطة احمد, ‏كلي اناقه, ‏amoud, ‏mi7az, ‏الزهرة البيضاء 2, ‏عبير المسك, ‏رامى12, ‏basom7, ‏ANOOARR, ‏طفول, ‏kiwi20100, ‏haya hassan, ‏engasmaamekawy, ‏صمت الزوايا, ‏حروح غامضه, ‏أحلام الوادي, ‏تيفاوت_811, ‏همس البدر, ‏اسية232, ‏daily-m-s, ‏katret nada, ‏زمزم محمد كمال, ‏dalloula, ‏zerozero, ‏صدى المعالي, ‏spong bob, ‏رحيق الجنان, ‏jus6me010, ‏lamia36, ‏soma samsoma, ‏نورسي, ‏plalk, ‏دمعة نمله, ‏المناير, ‏سوزاكى, ‏hadia44, ‏ALana, ‏nodas, ‏رااما, ‏sasoline


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, ال22, الحب, الرائعة, الرواية, الفشل, بأمر, تميمة, ينزل, نبيل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.