آخر 10 مشاركات
ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          تسكنين دمي (3) -قلوب قصيرة- للكاتبة الرائعة: ككاابو (زهرة قحل)*كاملة&روابط*مميزة (الكاتـب : Just Faith - )           »          26 - نداء المستحيل - فانيسا جيمس (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          1126- الملهمة - ميراندا لى - دار النحاس ( عدد جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          104 - بانتظار الكلام - ليليان بيك - ع.ق ( مكتبة زهران اعادة تصوير ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-06-13, 10:34 PM   #21

super Yara

? العضوٌ??? » 156145
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » super Yara is on a distinguished road
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

super Yara غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-13, 08:42 AM   #22

أحلى جاوووويد
 
الصورة الرمزية أحلى جاوووويد

? العضوٌ??? » 3683
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » أحلى جاوووويد is on a distinguished road
افتراضي

روايه رائعه يعطيك العافيه

أحلى جاوووويد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-13, 10:22 AM   #23

axel

? العضوٌ??? » 286924
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 148
?  نُقآطِيْ » axel is on a distinguished road
افتراضي

شكرا جزيلا على الرواية ... رائعة
تسلم ايديكى


axel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-13, 12:42 PM   #24

مغربيةوأفتخر
alkap ~
? العضوٌ??? » 296441
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 762
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مغربيةوأفتخر is on a distinguished road
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا لكم على الردود الحلوة اليوم راح احط لكم الفصل الخامس كامل
اسفة على التأخير لكن الكتابة بتاخذ وقت


مغربيةوأفتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-13, 12:44 PM   #25

مغربيةوأفتخر
alkap ~
? العضوٌ??? » 296441
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 762
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مغربيةوأفتخر is on a distinguished road
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس


-تمددت على الفراش وفكرت ان طوم سترانسوم يشكل لغزا محيرا. فقبل ساعة وصفته بأنه لا يطاف اما الان... الان ماذا؟ كانت لا تزال تحلل عواطفها المتضاربة عندما ساقها النوم الى عالمه...


حدقا ببعضهما البعض في معركة تحد صامتة حيث تألقت عينا فيفيان غضبا وشمخ انفها تمردا. وبالرغم من جسمها المتقلص نفورا واستياء فقد ادركت انها الخاسرة لا محالة. قالت في الاخيرة بنبرة لاسعة حانقة
-امرك يظهر ان ذهابي هو الخيار الوحيد. هل تسمح بأن اتي بدثاري؟
نادى احد العمال وكلمه بالكانتونية فأومأ الرجل وهرول بعيدا.
فقال طوم
-سيجلبه الى السيارة اوصيته كذلك بأن يخبر باركلي انك متوعكة ولا تريدين حرمانهم من متابعة السهرة.
-انت لا تطاق.
-هذا ما قيل لي قبلا. هل نذهب؟
-لا موجب لان تقبض على ذراعي.
فارخى رسغها وغادرا القاعة. لما اصبحا خارج البناء عبرا الشارع الى حيث اوقف سيارته وحالما اتخذت مكانها سمعا هتافا خلفهما فاستدارت واذ بجوليان يقطع الشاعر مهرولا وسترتها على ذراعه. هتف بقلق
-ماذا حدث؟ قال النادل انك اصبت بعارض صحي؟
لقد املت ان ينقذها جوليان لكن نظرة طوم الصارمة سحقت ذلك الامل سريعا.
اخذت نفسا عميقا واجابته
-لاتقلق يا جوليان. بدأ كاحلي يؤلمني فعرض الدكتور سترانسوم ان يوصلني الى البيت.
-لماذا لم تصارحيني بذلك؟ انها لشهامة منك ان تتدخل يا سترانسوم لكني لو علمت لقطعت السهرة فورا.
اجابه طوم بسلاسة
-لم تشأ الانسة كونيل ان تضطرك الى ترك ضيفيك الاخرين وبما اني سأضمد قدمها ثانية ارتأيت ان اوصلها بنفسي.
-اوه في هذه الحالة قد يكون من الخير ان تفعل. هل يمكنني المساعدة في اي شيء؟ اشعر اني المسؤول الوحيد عما حدث.
-بل الذنب ذنب الانسة كونيل لانها خالفت تعليماتي.
بدا جوليان منذهلا من هذه الادانة الصريحة. جلس طوم خلف المقود وادار المحرك. فوضع جوليان السترة حول كتفيها قائلا
-سأزورك عذا صباحا. يؤسفني ان السهرة انتهت بهذا الشكل يا عزيزتي.
اجابته وهي تبتسم بوهن
-لا عليك لقد استمتعت بها بالرغم من ذلك.
-تصبحين على خير اعتن بها يا سترانسوم.
انطلقا بالسيارة فلبست السترة والقت رأسها على ظهر المفعد.
كانت تحس صداعا وارهاقا وعدم قابلية لمواصلة الشجار. صحيح انها اغتاضت لانه ارغمها على قطع السهرة لكنها سرت ضمنا لخروجها من القاعة الخانقة والعابقة بالدخان.
فتح علبة سكائره وعرض عليها واحدة فرفضت شاكرة. فأشعل لفافة وسألها
-لماذا لم تستنجدي بباركلي؟
-فكرت في ذلك انما وجدت ان لا فائدة ترجى من ذلك فهو يتحاشى التورط في المشاكل.
-اتقصدين اني كنت سأحدث مشكلة؟
-ليس تماما انما لديك موهبة خاصة في تنفيذ رغباتك. أليس كذلك؟
-طبعا فلا جدوى من اتخاذ القرارات اذا لم يعمل المرء على تنفيذها.
-هل تثق دائما بصحة ارائك ووجهات نظرك؟
-بصورة عامة.
-لا ريب ان الثقة الشديدة بالنفس تزود المرء باكتفاء كبير.
-انها ضرورية للاضطلاعبأية مسؤولية فالطبيب مثلا عليه ان يتخذ قرارات سريعة ولا يسعه ان يتردد.
-اجل... كان معك صديقان هنديان. الن يتساءلا عن غيابك؟
-اخبرتهما اني سأغادر المكان.
صمتا فترة واخذ جفناها يرفان وهي تقاوم النعاس. ثم قال فجأة
-توقعت ان تقذفيني بعبارات نارية ام تراك تخططين لانتقام اكثر هدوءا؟
-ارهاقي يحول دون مشاجرتك. كان يوما طويلا.
فقال ضاحكا
-لقد ارحتني. انت عصبية المزاج يا فتاتي ولو ان كل مرضاي مثلك لاحتجت الى اجازة طويلة.
عندما وصلا البيت تناول حقيبته من المقعد الخلفي وفتح لها باب السيارة. كان الارهاق يشعرها بدوار وفي ضوء الردهة بدا وجهها شاحبا وقد احاطت بعينيها هالات سوداء. قال فورا
-اصعدي توا الى فراشك ودعي وصيفتك تساعدك. سأنتظر في غرفة المكتب.
ساعدتها كيم على الاغتسال وارتداء بيجامة قطنية. تدثرت بعباءة رقيقة واستلقت على الفراش ثم طلبت الى الفتاة ان تستدعي طوم.
قال وهو يدخل الغرفة
-ستأتي لك كيم بحليب دافئ. قد لا تحبين الحليب لكنه سيفيدك كثيرا.
ردت ببسمة خفيفة
-اذا رفضت شربه فسوف تسقطه في حلقي على ما اظن.
انتشر ضوء المصباح على شعرها المنسدل ومحياها الخالي من الزينة فبدت كطفلة مستسلمة.
جلس على حافة السرير وفحص كاحلها بأصابعه السمراء النحيلة التي تجمع بين القوة واللطافة. تألمت حين لمس موضع اللكمة ثم قال وهو يضمد قدمها برباط نظيف
-من حسن الحظ انك لم تتأذي كثيرا. هل شددت الرباط؟
هزت رأسها نفيا وودت لم تزيح خصلة الشعر التي هوت على جبينه. قالت فجأة
-كان لطفا منك ان تنجد الراقصة الصغيرة.
-اعتقد ان رفيقها لم يتعمد ايذائها. انه رجل مزارع ومن شأن اي واحد مثله ينعزل اسابيع طويلة في مزرعة نائية ان يتحامق بهذا الشكل. انه على الارجح شاب خلوق في اوقات الصحو.
تذكرت عيني الرجل المحمرتين الشرهتين ويديه الخشنتين اللتين كساهما الشعر الكثيف فقالت باشمئزاز
-بدا متوحشا.
قال وهو يثبت الرباط
-هناك عرق وحشي في كل منا لكنا نضبطه معظم الوقت.
طرقت كيم الباب ودخلت بكوب حليب على صينية. شربته فيفيان بامتعاض فقال طوم
-الان سأتركك لتنامي في سلام.
-بالنسبة الى فك الرباط هل ستأتي غذا ام اذهب انا الى العيادة؟
-سأزورك بعد الغذاء على الارجح.
ثم تناول يدها وقال هامسا
-نامي هنيئا يا صغيرتي.
بعد رحيله نزعت العبائة واطفأت المصباح. تمددت على الفراش وفكرت ان طوم سترانسوم يشكل لغزا محيرا فقبل ساعة وصفته بأنه لا يطاق اما الان... الان ماذا؟ كانت لا تزال تحلل عواطفها المتضاربه حتى ساقها النوم الى عالمه.
جاء السيد ادمز الى موبينغ بعد عشرة ايام. قال عندما التقته في المطار
-لا موجب لاسئلك ان كنت احببت الملايو فأنت تبدين فتاة مختلفة يا عزيزتي.
وافقته فيفيان مبتسمة
-هذا ما اشعره بنفسي. اني استمتع بحياتي كما لم افعل مطلقا من قبل.
بعد تناولهما الغذاء تطرق المحامي الى موضوع الارث فقالت الفتاة وفي عينيها ظلال قلق
-اعترف باني لم افكر في المستقبل بعد. كنت لفرط استمتاعي ارجئ التفكير باستمرار.
-افهم من قولك انك غير مستعجلة على العودة الى وطنك؟
فهتفت
-مستعجلة؟ لو اني اجد طريقة ما لبقاء هذا البيت مفتوحا لقضيت عمري هنا.
-اه اذا حزمت رأيك على ناحية معينة على الاقل.
فقالت باسى
-هناك فارق كبير بين التمني وتحقيق الامنيات.
-ليس دائما. بأي حال لا حاجة للاسراع في اتخاذ قرار. انا بادرت الى زيارتك لظني انك لم تحبي المكان.
قالت وهي تتلفت حولها بنظرة حانية عبرت عن شغفها بالبيت
-لا يسع المرء الا انا يغرم بكل هذا.
فعلق قائلا
-عندما اعربت عن رغبتك في الاستقرار هنا استنتجت انك اعجبت بالبلد وبالمنزل بشكل خاص.
-صحيح فالبيت رائع واعيش كالاميرات وحتى لو كان مجرد كوخ خشبي لرفبت في البقاء. هناك اشياء في هذه البلاد تسحر المرء. من الصعب ان افسر. ان الحياة في انكلترا تبدو كالحة جدا بالمقارنة. هل يوحي كلامي باني عديمة الولاء لوطني؟
-لا اظن ذلك يا عزيزتي فبعضنا يخلق للسفر ولايجاد مستقر جديد لنفسه. لقد امضيت زهاء اربعين سنة في سنغافورة واستطيع القول اني سأمكث فيها حتى مماتي. بالطبع انا فخور بجنسيتي الاسكتلندية وكثيرا ما احن الى التلال والاكواخ التي عرفتها صبيا لكن اذا رجعت اليها اليوم فسيبقى قلبي هنا.
-ادرك ما تقصد. انا لم يمض على وجودي هنا الا وقت قصير ومع ذلك اشعر بحيوية عجيبة... وتوجد اشياء كثيرة استطيع فعلها... سكان المستوطنة مثلا انهم يحتاجون الى من يساعدهم ويعتني بهم. اوه على فكرة لقد دعوت الدكتور سترانسوم والانسة بكستون الى العشاء.
حدتثه عن الانسة بكستون وكيف انها ستدرب اولاد المأوى على السباحة. ثم اردفت
-افكر ايضا في تأسيس حضانة لاطفال المستوطنة. انما قد يكون من السخف ان افعل ذلك لاني لن امكث هنا طويلا.
-لعله من الأفضل ان تنتظري قليلا.
فسألته
-هل تظن يا سيد ادمز ان هناك امكانية لاجد عملا في سنغافورة او في كوالا لامبور كي استطيع البقاء في الملايو؟
-اذا بعت المنزل فلن تضطري الى كسب عيشك وارجح كذلك ان تتزوجي في المستقبل القريب.
قالت ضاحكة
-وكيف اعتمد على زواج لم يحصل بعد؟ من جهة ثانية ينبغي ان اقوم بعمل مفيد اذ لا احد يعيش حياة ترف مطلق هذه الايام كما لا اريد بيع البيت لأي كان.
فقال المحامي
-ان مجموعة الجاد تساوي مبلغا كبيرا من المال سيمكنك من البقاء في البيت لمدة معقولة. في السنوات الاخيرة قدم عدد من خبراء الجواهر عروضا مغرية لابتياع القطع افراديا. لن نجد صعوبة في ايجاد شار.
-اجل فكرت في ذلك لكني اظن انها يجب ان تقدم الى متحف اذا لم يكن هناك بد من نقلها خارج البيت فأنا لا اريد المتاجرة بشيء امضى عرابي سنوات طويلة لجمعه.
تابعا الحديث حتى موعد الشاي وبعد ذلك دخل ادمز غرفته ليستريح فيما اشرفت فيفيان على التحضير لحفلة العشاء الصغيرة.
عند العشاء جلسوا جميعا يتسامرون وسرعان ما اكتشف السيد ادمز والانسة بكستون ان لهما اصدقاء مشتركين في سنغافورة وبما ان المحامي كان التقى طوم في مناسبات سابقة فسرعان ما اكتسب الحديث حرارة.
تحدثوا في مواضيع عديدة ثم انخرطت آنا وادمز في نقاش حول الثوانين المتعلقة بتبني الأطفال وقال طوم لفيفيان
-هل نتجول قليلا في الحديقة؟ لا اظنهما سيفتقدان غيابنا لعشر دقائق.
خرجا بهدوء من الابواب الزجاجية وعبرا الفناء المضاء بالمصابيح الى الحديقة. فهتفت فيفيان مشيرة الى اسراب من الذباب الناري المشع كالجواهر
-اوه انظر يا له من مشهد.
ثم سألته وهي تنظر الى وجهه المغمور بضوء القمر
-ترى اين تختبئ هذه الحشرات في النهار؟
-في النهار تصبح مجرد حشرات بشعة تختبئ في الفجوات.
-من الصعب تصديق ذلك. انها تبدو في غاية الروعة في ضوء القمر.
-نور القمر يؤثر ايضا على اشياء اخرى. انه كالماء اذ نظرت في بركة ورأيت فيها حجرا فانه يبدو لك قريبا من السطح لكن اذا مددت ذراعيك لوجدتيه بعيدا عن متناولك. نور القمر يشوه الحقائق بشكل ما.
فعلقت مبتسمة
-هل انت رجل واقعي بطبعك ام انك تصر كطبيب على رؤية الاشياء في الوانها الحقيقية؟
-اني كرجل وطبيب معا افضل الواقع على الخيال. ان الأشياء القيمة لا تحتاج الى ضوء لتظهر اصالتها.
كانا يعبران الدرب الضيق الذي يحيط بالمرج وعلى مقربة من السياج الكثيف الذي يفصل الحدائق عن الشجيرات البرية وفجأة قبض رسغها بقوة وهمس يأمرها
-لاتتحركي.
امتثلت لأمره وتجمدت مكانها وما هي الى لحظات حتى رأت شيئا اسود كحبل ملتو ثم ادركت انه ثعبان. بقي مكانه ساكنا لأقل من دقيقة وقد جعله سكونه اكثر شرا. ثم حرك رأسه قليلا وانسل ملتويا حتى اختفى في العشب القريب.
ارخى طوم ذراعها وقال
-زال الخطر. اتساءل ما الذي جاء به الى هنا؟ انهم يختبئون عادة في الوهاد.
-هل كان... ساما؟
-لا اعتقد ذلك ولكن لما المجازفة. ما بك؟
ارتجفت قرفا وقالت متلعثمة
-لاشيء... أشعر فقط...
فاحتواها فجأة بذراعيه وقال يطمئنها
-لقد رحل. لاتخافي. ان الثعابين والافاعي لا يلسعون الا عندما يؤخذون على حين غرة.
-آسفة لم ار ثعبانا من قبل.
-انك طفلة... وعلى فكرة سيقيم الجيش حفلة راقصة في الاسبوع المقبل. هل تودين حضورها؟
-اوه طوم كان بودي ان ارافقك لكن جوليان دعاني الى حضورها معه.
ترك يدها وتناول علبة سكائره فقالت بسرعة
-ليتك دعوتني قبله.
قال وهو يقدم لها العلبة
-من المؤكد انك ستستمتعين بصحبة باركلي.
تناولت لفافة وقالت وهو يشعلها لها
-انت لا توده أليس كذلك؟
-لااتعاطى معه كثيرا.
-انك تتهرب من السؤال.
فرد بصوت فاتر
-الشبان امثاله يحترفون اللطف مع النساء.
-انه انتقاد خبيث. اعلم انه يجب الغزل ولكن لا ضير في ذلك.
-شرط الا تأخذي غزله على محمل الجد.
-بالطبع لا. اننا مجرد صديقين.
فقال بحزم
-مادام يلتزم هذه الصداقة.
-ولماذا لا يلتزمها؟
-لان علاقاته السابقة مع النساء لم تقتصر على الصداقة.
قالت ببرود
-لم ادرك بأنك تعطي اذنك للشائعات.
-لا افعل. لكني اعرف نوعية باركلي.
-انك تظلمه كثيرا.
سألتني رأيي فيه واصريت على معرفته.
قالت بكبرياء
-اني فتاة راشدة وقادرة على اختيار اصدقائي.
-يا طفلتي العزيزة لم اقل لك عكس ذلك لا شأن لي بمن تختارين من الاصدقاء.
هتفت مغتاظة
-ليتك تكف عن تسميتي طفلة عمري اثنان وعشرون عاما.
رد بجمود
-آسف سأكف عن ذلك.
استلقت على سريرها الكبير ولاحقها السهد الى ما بعد منتصف الليل. اقنعت نفسها مرارا وتكرارا بأنه من السخف ان تدع جدالا تافها مع طوميثير اعصابها. وهمست بصوت عال
-لماذا؟ لماذا اكثرت بما يظنه عني؟
مرت الدقائق وعندما اشا عقربا الساعة الى الواحدة نهضت من الفراش واخذت تتجول في ارجاء الغرفة المعتمة وهي تتسائل عن الفارق الكبير بين علاقتها بطوم وعلاقتها بجوليان. فمع جوليان تشعر بالراحة والاسترخاء اما مع طوم فتنتابها سلسلة من العواطف لا يمكن التكهن بها وتراوح بين الهناء الطفولي عندما يكون لطيفا معها وبين العداء اللاسع عندما يسخر منها ويستبد بها. هذه الليلة كاد ان يبكيها فكرت بحرارة
-اني اكرهه اكره ثقته وتهذيبه البارد وتهكمه. اكره كل شيء فيه وليتني ما التقيته ابدا.
في تلك اللحظة عينها ادركت انها تحبه... ادركت ان الحب قد زحف في غفلة منها وبدون استئذان ليلف خيوطه حول قلبها. اكتشافها اشعرها بمرارة عميقة لان الوقوع في حب رجل كطوم سترانسوم لا يمكن ان يجلب السعادة ابدا.
عصر اليوم التالي سافر ادمز شمالا الى بينانغ حيث ينتظره عمل اخر ونصحها عند الوداع بأن تستمتع بوقتها اسبوعا او اسبوعين لبينما يجد لها عملا لائقا في سنغافورة او في اية مدينة اخرى في اتحاد الملايو.
لما رجعت من المطار وجدت جوليان ينتظرها فحيته بلهفة املت ان تلهيها رفقته المرحة عن افكارها المضطربة. قررا ان يسبحا حتى موعد الشاي ويذهبا من ثم الى السبنما في موبينغ.
استلقيا بعد السباحة على مناشف كبيرة تحت مظلة مخططة. ارتكز جوليان على مرفقه وقال وهو يراقب حركاتها الرشيقة.
-اتعلمين انك تصعبين على الوفاء بوعدي؟
-اي وعد؟
-بان لا اغازلك ثانية.
ادارت وجهها صوبه لكن عينيها المحميتين بنظارتين داكنتين لكم تكشفا له شيئا من رد فعلها. اقترب منها وازاح نظارتيها ثائلا
-هل لك ان تفكري الان؟ انا لا احب النكث بوعدي لكن اذا اصريت على ان تبدي كحورية جميلة فاخشى ان يتغلب الاغراء على ارادتي.
حدقت الى وجهه تبحث فيه عن جواب لسؤالها. انه وسيم جدا وبارع في الحب على الارجح. اضاف وكأنه قرأ أفكارها
-ما الذي يجعلك تظنين انك ستستمتعين الان بعناقي في حين انك نفرت من محاولاتي السابقة؟
قالت وهي تجلس الى جانبه
-لأن الأمور تغيرت وتعرفت اليك الان اكثر.
-انا ايضا ازددت معرفة بك يا دميتي. انت من النوع الذي يعتقد ان القبلات تعني الحب وان الحب يعني الزواج.
اجابته بهدوء
-انا لا أوهم نفسي بأنك تحبني يا جوليان اذا كان هذا ما تقصده.
-كلا لا اقصد هذا وما دمت قد ذكرت الامر فاعلمي اني لست واقعا في حيك بل لا اؤمن بوجود الحب. اما انت فتؤمنين به يا عزيزتي انما لا تحبينني لماذا اذا هذا الترحيب بقبلاتي؟
-بحق السماء هل عليك ان تحلل هذه الامور باستمرار؟
-ليس من عادتي ان احلل لاني لا اعرف فتيات كثيرات مثلك.
-لكنك تعتقد ان لدي دافعا خفيا؟
-اجل لابد من وجود سبب.
-ما اشد تواضعك اظن ان مطلق فتاة ترحب بغزل شاب وسيم مثلك.
قال باسما
-اطراءك لن يجديك نفعا يا فتاة وان كان ما تقولينه صحيحا فلماذا لم تنجذبي الى سحري من قبل؟
-اوه هذا اغرب جدل سمعته في حياتي خير لي ان اعود الى السباحة.
مدت يدها لتتناول قبعة السباحة لكنه اعتقل ذراعها وادارها صوبه وعانقها.
ازاحته بلطف وقالت
-لقد حان موعد الشاي. فسوف يطل تشن قريبا.
وغطست في الحوض قبل ان تعطيه فرصة للجدل. اشعل لفافة واخذ يراقب اطرافها السمراء وهي تسبح الى الجهة المقابلة حيث خرجت من الماء وجلست على الحافة تضحك من بعيد. وفجأة سألته
-هل لي ان اطرح عليك سؤالا خاصا جدا؟
-من كل بد فحياتي كتاب مفتوح وليست لدي اسرار اخجل منها.
-جوليان هل كنت على علاقة سابقة مع كارا ميتلاند؟
تقلصت يده وقال بوجه جامد
-لماذا تسألين؟
-لانه تكون لدي انطباع بانكما كنتما على علاقة في الماضي اما انك كنت تحبها او العكس.
-قلت سابقا اني لا اؤمن بشيء اسمه الحب وكذلك كارا لا تؤمن به على ما اظن. انها تحب الحرية والاستمتاع بالحياة.
اجابت فيفيان بتؤدة
-قد يكون ذلك مجرد ستار فهي لا تبدو سعيدة بالفعل. ربما هي ملت الاستمتاع بالحياة.
بعد تناول الشاي توجها الى موبينغ. كان الفيلم ملونا ويدور حول دراما عاطفية ذات حبكة مألوفة. جلسا في الصف الأمامي واصر جوليان على الامساك بيدها. بعد ذلك تجولا في السوق ثم عادا الى البيت.
حالما اصبحا داخل البوابة اوقف جوليان السيارة واخذها بين ذراعيه. لما اقترب منها انتزعت نفسها منه. فسألها
-ما الامر يا حبيبتي؟
-عناقك لا يعني لي شيئا.
-من السها ان اصلح ذلك.
هذه المرة الصقها به... ولما اخلى سبيلها انتابتها صدمة لكونها ادركت ان علاقة عابثة كهذه لن تبرئ قلبها الموجوع.
بدا ان جوليان استشف مشاعرها فقال
-اسمعي يا فيفيان انت فتاة محافظة لانك كالكثيرات امثالك لم تتح لك الفرصة لان تتخلي عن تحفظك. اما انا فشعاري في الحياة هو ان اعيش ليومي ولهذا السبب لا اعرف فتيات كثيرات على غرارك. لقاءنا اوجدته الصدفة واجد نفسي في وضع جديد وصعب نوعا لان تورطي مع فتاة محافظة يخالف قواعدي ولا ادري بالتالي كيف اتصرف.
-الا يمكننا ان نظل صديقين؟
-افهمتك قبلا يا دميتي اني لا اؤمن بوجود صداقة محضة بين الرجل والمرأة. لو كنت انت من النوعية الاخرى لكنا استمتعنا كثيرا وافترقنا وديا في نهاية الامر ولو كنت انا من نوعية اخرى لتبادلنا التنهدات الرومانسية والنظرات العذبة لكن كلا الحلين صعب بحكم الظروف.
لاذت بالصمت لعجزها عن الجواب. احزنتها فكرة انتهاء صداقتهما وادركت في الوقت نفسه صحة كلامه.
وعندما شيعته الى الباب قالت له مودعة
-سافتقدك يا جوليان. قد تكون خروفا اسود في قطيع ابيض ولكني اعتقد انك من افضل الناس خلقا.
احنى رأسه وقبل جبينها بلطف بالغ وما هي الا لحظات حتى كانت سيارته البراقة تنطلق بعيدا كالسهم.
بعد بضعة ايام وبعد ان اعادت الاطفال الى المأوى لفروغهم من درس السباحة بعد عصر صاخب امضته معهم دعتها الانسة بكستون الى العشاء. ولما انتهيا من تناول الطعام جلستا على الشرفة فقالت آنا
-لقد قمت بعمل انساني يتقاعس عنه معظم الناس. على فكرة لقد تخلف طوم عن زيارته الصباحية المعتادة. سيأتي غذا على الارجح. هل رأيته مؤخرا؟
فقالت فيفيان متظاهرة بالعفوية
-لم اره منذ سهرة العشاء.
-هناك رزمة كنت اعتزم ارسالها اليه مع البستاني فهل لك ان تؤدي لي خدمة وتوصليها الى بيته في طريق عودتك؟
وافقت فورا اذ لم تجد مبررا للرفض.
لكن حين عبرت البوابة ورأت سيارته متوقفة امام المدخل تخذ قلبها يخفق بانفعال. تركت المحرك دائرا وترجلت من سيارتها وفيما هي تصعد الدرج خرج الخادم. فأعطته الرزمة. ولما استدارت عائدة فاذا بها تسمع صوتا مألوفا ينادي
-لم كل هذه العجلة؟
-طلبت الي الانسة بكستون ان اوصل لك رزمة. ولم اجد ضرورة لازعاجك شخصيا.
- انت لا تزعجينني. تفضلي واشربي شيئا.
فتح باب السيارة فقالت متلعثمة
-كلا الوقت متأخر يجب ان اعود. ارجوك انا...
-اذ قدت السيارة بسرعة وذعر فقد تصطدمين باول شجرة. ادخلي.
تهدلت كتفاها وترجلت وهي تتنهد مستسلمة. ثم سألها وهما يدخلان غرفة الجلوس
-هل تسلمين الرزم دائما وكأنها قنابل موقوتة؟ اجلسي قبل ان تسقطي ارضا. لم كل هذا الذعر؟
-لست مذعورة. كل ما في الامر اني لم اعتزم القيام بزيارة رسمية من اجل تسليم رزمة.
رفع حاجبيه ولم يعلق. بعد قليل دخل الخادم بصينية شراب وطبق الساندويش.
وقال طوم
-لحم بقري بارد. فاتني اليوم طعام الغذاء. هل انت جائعة؟
هزت رأسها نفيا واخذت ترشف شرابها المثلج فيما انهمك هو في الطعام. تلفتت حولها تتفحص الغرفة وقد تغلب الفضول على اضطرابها.
بدا واضحا ان البيت يخص رجلا عازبا لخلوه من اية لمسة انثوية. وباسثتناء رفوف الكتب المتكئة على احد الجدران وكدسات الاوراق والمجلات على الطاولة لما اختلف المكان عن غرفة في فندق. لم تكن هناك زهور او وسائد او صور او زينة باسثتناء مدى محلية الصنع معلقة على الجدار المقابل للكتب.
جرع طوم كأسا اخرى من الشراب فلاحظت شعره المشعت والظلال القاتمة حول فمه. ثم رأته يمرر يده على عينيه وكأنه مصاب بصداع. قالت بصورة عفوية
-تبدو متعبا.
-كان يوما حافلا بالجهد. ثلاث ولادات تحطم دراجة نارية وفوق كل ذلك حادث انتحار.
ابتسم لها فترنح قلبها ونسيت لقاءهما البارد الأخير. بدا متعبا واحدث سنا واكثر ليونة مما ازال حواجز دفاعها وجعلها تسأله باسترخاء
-ماذا انجبت الامهات ذكورا او اناثا؟
-كلهم ذكور... لا تسلي عن فرح ابائهم احدى الامهات استعصت عليها الولادة فنقلتها الى المستشفى واظنها ستتخطى مرحلة الخطر.
تقدم الى الاريكة حيث تجلس وقدم لها لفافة ثم جلس الى جانبها فاستطاعت ان تشم رائحة المطهرات على جلده.
-وماذا عن الحادثة؟
-انه صبي ارعن كان يقود دراجته بسرعة رهيبة وصادف مروري بمكان الحادث قبل وصول الاسعاف. انه سينجو على الارجح. اما الفتاة التي انتحرت فقد تأخرنا في اسعافها.
سألته بوقار
-لماذا يقتل الناس انفسهم؟ لابد ان الانتحار يتطلب شجاعة فائقة.
-شجاعة ويأس. انها نهاية بشعة. هذه الفتاة في الخامسة عشر. خسارة كان بامكان آنا ان تساعدها وتعتني بأمرها.
اشاحت رأسها بعيدا. انها لا تنفعل بسهولة لكن تفكيرها في وصول تلك الفتاة الى حضيض التعاسة ولجوئها الى الموت كمهرب وحيد اشعرها بمأساوية الشباب والأمل فسد الأمل حلقها وارتجفت شفتاها.
ادارها طوم صوبه وهتف
-فيفيان لا تبكي يا عزيزتي. آسف. لم اقصد تكديرك.
صوته القلق ولمسته الحانية اثرا فيها جدا فألقت رأسها على كتفه وراح هو يمسد شعرها ويهمس لها مطمئنا. فحزنها العميق على الفتاة المستة اطلق عواطف حياتها الماضية المكبوتة وعجزت عن التحكم برد الفعل التي اجتاحها. وفي الاخير سكنت عاصفة عذابها وحل مكانها احساس رائع بالارتياح والاسترحاء.
ناولها منديلا كبيرا من الكاكي فمسحت به دموعها واطلقت تنهيدة طويلة. استكانت الى صدره العريض وحين سمعت دقات قلبه المنتظمة تصاعدت في داخلها موجة هناء رائعة.
-اتشعرين الان بتحسن؟
اومأت برأسها فأبعدها بلطف حازم فاذ باحساسها السعيد يخبو فجأة وينتابها حرج شديد من تصرفها الفاضح. احترقت وجنتاها وقالت بصوت مختنق
-آسفة جدا.
تطلع اليها لنظرة لم تفهمها وقال بهدوء
-ليس هناك ما يستوجب اسفك.
-ينبغي ان اذهب. تأخرت كثيرا.
نهض واقفا ولم يحاول اقناعها بالبقاء. ثم قال وهما يتوجهان الى السيارة
-كان يجب ان تأتي بكنزة. فطقس الليل بارد.
-لا عليك. سأطون بخير.
جلست خلف المقود وادارت المحرك فسألها
-امتأكدة من استطاعتك اجتياز الطريق الوعر في الظلام؟
-اجل لقد اجتزته عدة مرات من قبل.
-شكرا على ايصال الرزمة.
انحنى الى الامام فاحست للحظة بدفء يده الضاغطة على ذراعها ثم تمنى لها ليلة سعيدة وعاد الى البيت.
بعد حوالي ربع ساعة كانت تجلس في غرفة المكتب تحتسي شرابا ساخنا حين رن الهاتف في الردهة. سمعت تشن يرد على المكالمة وتسائلت عمن يمكن ان يخابر في هذه الساعة المتأخرة. اطفأت النور وخرجت الى الردهة فيما كان تشن يعيد السماعة الى مهدها. سألته
-من الذي خابر؟
-الطبيب يا سيدتي. اراد ان يطمئن الى سلامة وصولك.
- اوه... فهمت. ليلة سعيدة يا تشن.
-ولك ايضا يا سيدتي.
صعدت الى غرفتها وجلست الى طاولة الزينة تضع المساحيق المسائية على وجهها. ابتسمت لصورتها في المرآة وقد غمرها فرح مفاجئ.



نهاية الفصل الخامس


مغربيةوأفتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-13, 04:51 PM   #26

صلفا

? العضوٌ??? » 31511
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » صلفا is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

صلفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-13, 02:10 AM   #27

sarah.124

? العضوٌ??? » 261601
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » sarah.124 is on a distinguished road
افتراضي

Merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

sarah.124 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-13, 07:50 AM   #28

intisar

? العضوٌ??? » 147916
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,071
?  نُقآطِيْ » intisar is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

intisar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-13, 12:56 PM   #29

مغربيةوأفتخر
alkap ~
? العضوٌ??? » 296441
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 762
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مغربيةوأفتخر is on a distinguished road
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا لكم على المتابعة

مغربيةوأفتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-13, 12:58 PM   #30

مغربيةوأفتخر
alkap ~
? العضوٌ??? » 296441
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 762
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مغربيةوأفتخر is on a distinguished road
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس


غادر جوليان المعسكر بسرعة جنونية جعلت فيفيان تتمسك بطرف المقعد. ولما بلغا الطريق العام زاد من سرعته. وفجأة اوقف السيارة واطفأ المحرك...


قبل ساعات من موعد حفلة الجيش صعدت فيفيان لتستريح في غرفتها ولم تقدر ان تغفو لكثرة هواجسها فأخذت تقرأ كتابا عن القبائل القديمة التي تعيش في الادغال الكثيفة الواقعة في شمال موبينغ وغربها. انهت الفصل الأول ثم وجدت نفسها عاجزة عن استيعاب السطور فوضعت الكتاب جانبا واستسلمت لأفكارها القلقة.
هي سيحضر طوم الحفلة؟ هذا السؤال كان الباعث على توترها. قال جوليان ان جميع الاشخاص المرموقين سيحضرونها وقد يقرر طوم الا يحضرها لهذا السبب بالذات ومع ذلك شعرت بامكانية ذهابه نظرا للانسجام الجديد الذي نما بينهما ليلة اخذت له الرزمة.
شعرت بشيء من الذنب لتقبلها رفقة جوليان في حين ان الاستعدادات التي انجزتها بلهفة كانت لصالح رجل اخر. فأملها الواهي بان ترى طوم هناك جعلها تهيء الفستان المعلق في الخزانة كي تبدو جميلة في عينيه... في الصباح غسلت لها كيم شعرها وفوحته مرات عديدة بماء العطر بعد ان اضافت له نوعا خاصا من العطر الصيني كي يلتمع كالذهب ويبعث اريجا ناعما.
تناولت عشاء خفيفا في الساعة السادسة ثم استحمت بماء فاتر الحقته بدوش بارد ثم لفت جسمها المتألق بعباءة قطنية وبدات تزين وجهها.
رشة خفيفة من البودرة لمسة رشيقة من ظلال العيون مسحة بسيطة من الزيت الملمع على حاجبيها واهدابها الطويلة الداكنة. هذا كل ما احتاجته لتبرز صفاء بشرتها الملوحة بالشمس. ولما طلت شفتيها بلون زهري ادخلت كيم شريطة فضية في شعرها الأشقر ثم عقصته بشكل ثاج.
وقالت فيفيان مبتسمة
-الان جاء دور الفستان.
قهقهت الوصيفة بانفعال وهرولت الى الخزانة فأخرجت منها الثوب الذي صممته فيفيان بنفسها. كان من الشيفون الابيض المهفهف صدره مفصل ببساطة كبلوزة اغريقية وتنورته كثيفة الثنايا استهلكت اثني عشرة ياردة من القماش. اما الخصر فيلفه وشاح عريض من الشاش المرصع بالفضة صنع مدينة بنارس.
زينت فيفيان عنقها بعقد الجاد وتأملت شكلها في المرآة. تراءى لها لوهلة اولى انها تواجه فتاة غريبة اذ بدت اطول قامة وذات نحول اثيري فيما تألقت عيناها بخضرة تحاكي الجاد الذي يزين عنقها.
انتظرت وصول جوليان وسألها وهو يجلسها داخل السيارة
-ملهوفة؟
-جدا اشعر كسندريلا.
-اذن ارجو الا تختفي في منتصف الليل فالحفلة قد تمتد حتى الفجر.
عندما دخلا بوابة المعسكر رأت ان سرداقا ضخما قد اقيم خارج مطعم الضباط وقد زين بأضواء ساحرة وقناديل ملونة.
استقبلهما عند مدخل السرادق الكولونيل ميتلاند وهو رجل طويل القامة شائب الشعر ولم تجد فيفيان اي شبه بينه وبين ابنته الرائعة الحسن. قادهما احد الجنود الى مائدة وفيما انشغل جوليان بطلب الشراب تلفتت حولها تتفحص المكان. الاعمدة ملفوفة بأوراق النخيل وكل مائدة مزينة بزهور استوائية. اما الضباط فيرتدون سراويل سوداء ضيقة واحزمة قرمزية عريضة وسترات بيضاء قصيرة تحمل شارات ذهبية.
كان هناك عدة اشخاص صينيين ورفيعي المقام يجلسون الى مائدة الكولونيل في اثوابهم الرسمية وفيما بدت السيدات الاوروبيات في فساتين سهرة عصرية ظهرت الصينيات في اثوابهن الوطنية المطرزة. اما الهنديات فكن يرتدين الساري الجذاب. سألها جوليان عن رأيها فيما ترى فقالت
-انها رائعة. اشعر فعلا اني سندريلا اخرى اذ لم احضر من قبل احتفالا راقصا كهذا.
-هل نرقص؟
-اجل فلا اريد ان اضيع دقيقة من الوقت.
اتجها الى قاعة الرقص حيث تعزف فرقة الجيش فلم تلحظ نظرات الاعجاب التي لاحقتها. لكن جوليان فطن لها ولذا انطوت لمسته على شعور بالملكية وهو يدور بها على الحلبة وقال لها مبتسما
-اني اشتم رائحة منافسة ففي اي لحظة سوف يصطف الشبان المنبهرون بك لينتزعوك مني.
ضحكت اذحسبته يمزحلكن سرعان ما اتضحت صحة كلامه حين تقدم الى مائدتهما احد معارف جوليان داعيا اياها الى الرقص ثم امضت نصف الساعة التالية تنتقل من رفيق الى اخر حتى جاء جوليان واستعادها من احدهم. فقال لها مداعبا
-ارأيت اني كنت مصيبا؟ لقد وصل اصدقائي. تعالي اعرفك اليهم.
-آسفة لاني تركتك بمفردك. لم اقصد ان اهجرك لكني لم استطع التهرب منهم بسهولة.
رد مبتسما
-اخشى ان تتركي وراءك بعض القلوب المحطمة يا حلوتي.
عرفها الى مجموعة اصدقائه وفيما كانت تتحدث مع روس وليزا كارتر وهما زوجان شابان يملكان مزرعة مطاط في ضواحي موبينغ الشمالية خيم صمت مفاجئ على الشرادق فاستدارت الرؤوس نحو المدخل كما لو ان قوة مغناطيسية جذبتهم.
كانت كارا ميتلاندتجول بعينيها الزرقاوين في المكان المكتظ وتواجه الجمهور المنسحر بوقفة دراماتيكية متأنية ثم ابتسمت لرفيقها واتجهت الى مائدة والدها.
وهنا اخذ الجميع يتكلم دفعة واحدة فقالت ليزا كارتر باعجاب
-يا له من ثوب.
وقال زوجها
-يا لها من فتاة.
التفتت الى جوليان فاذ به يشعل لفافة.
فتحت مروحتها العاجية وحدقت اليها تفكر. تستطيع بدون ان ترفع رأسها ان تتذكر مظهر كارا بالتفصيل... ثوب الحرير الارجواني الملتصق بقوامها الرائع والذي لا تجرؤ على ارتدائه الا امرأة فائقة الثقة بنفسها وبشكلها. القرطان المتدليان بألق على عنقها البض الشعر الأسود المسحوب عن جبينها الأملس والشفتان الفاقعتان الحمرة والمنفرجتان عن ابتسامة ساخرة.
في الحادية عشرة بلغت الحفلة اوجها ومع مرور الدقائق بدأت فيفيان تفقد الأمل بمجيء طوم. حاولت اقناع نفسها بانه قد استدعي ربما لزيارة مريض وبذلت جهدا لمشاركة الاخرين لهوهم ونكاتهم.
وما بين رقصة واخرى اقترحت ليزا كارتر ان تستريحا قليلا فوافقتها فيفيان وذهبتا مع الى غرفة التواليت.
اخدتا تصلحان زينتهما فخاطبتها ليزا بصراحة وصدق
-لقد فوجئت بك الى حد ما فانت تختلفين تماما عن صديقات جوليان.
-لست صديقة حميمة له بل مجرد صديقة عادية.
-هذا ما قصدته.
-ليزا انا لا احب التدخل في ما لا يعنيني لكن جوليان يقلقني احيانا.
-من اي ناحية؟
ترددت فيفيان لخشيتها من مغبة المصارحة لكن ميلها العفوي الى الفتاة اشعرها بانها اهل للثقة. فأضافت دون مواربة
-اعتقد انه يحب كارا ميتلاند.
-انت ذكية فمعظم الناس لا يفهمون حقيقة جوليان ويظنونه قاسي المشاعر. اوه كان في الماضي شابا لعوبا... والى ان التقى كارا.
-ماذا حدث حينذاك؟
اشعلت ليزا لفافة وقالت و هي ترقب تصاعد الدخان
-كنت في النادي ليلة التقيا وبدا وقتها كما لو انه ضرب على رأسه بهراوة كذلك بدت كارا. ظلا طوال السهرة يحدقان الى بعضهما البعض. بعد ذلك اكتسب انجذابهما كل اعراض الحب المحموم. جاء بها مرة الى مزرعتنا وقضيا النهار يهاجمان بعضهما بعضا ويتبادلان نكاتا لاذعة اقلقت زوجي لفرط حدتها وهو عادة لا يلحظ انفعالات الناس الداخلية. لم يكن يبدو عليهما حبهما المجنون لبعضهما الا حين يظنان ان الاخرين لا ينظرون صوبهما.
توقفت ونفضت رماد لفافتها فسألتها فيفيان
-ثم لماذا...؟
-لماذا افترقا؟ لان كليهما لم يجرء على الظهور بمظهر الاحمق فكلاهما معروف بحبه للهو والعبث جوليان يتبجح دائما بانه عازب خالد وكارا تسلي نفسها برفقة الشبان ولا تلبث ان تتركهم حالما تضجر منهم. وحين وقعا اخيرا في الحب الحقيقي لم يجرؤا على الاعتراف به خشية ان يقلب احدهما الطاولة على الاخر.
فهتفت فيفيان
-هذا تصرف جنوني فلا بد انهما ادركا حبهما العميق لبعضهما البعض.
-اشك في ذلك فمن الصعب على الرجل العابث ان يعترف بالحب لخشيته من الاصابة بخيبة. ومن جهة كارا تصوري نفسك واقعة في حب رجل لا يعطيك اي دلالة على حقيقة شعوره نحوك فهل تجدين الجرأة على مصارحته بحبك لمجرد الظن بانه يبادلك هيامك؟
فقضمت فيفيان شفتها وقالت
-لا اعتقد ذلك انما الرجال هو الذين يبادرون عادة بالمصارحة.
-صحيح لكن بوسع المرأة ان تعطي الرجل دلالة واضحة على انها ستتقبل حبه في حين ان كارا حجبت مشاعرها عن جوليان.
-الا يمكنك ان تخبريه؟
-لن يصدقني ابدا. انهما يحتاجان الى مواجهة كارثة للاقرار بالأمر الواقع. اذا حوصرا مثلا في بناية محترقة فقد يسارعا الى الاعتراف وباستثناء ذلك لا يمكن لأحد ان يساعدهما على مواجهة الحقيقة.
عادا الى الطاولة فوجدا الخدم يقدمون سلطات باردة ومعجنات بالكاري والنقانق وكلها مصنوعة في مخبز المعسكر. وفيما كانت تتناول بوظة الاناناس بلا شهية سمعت صوتا يقول
-مساء الخير. هل لي ان اجلس واياكم؟
فأزاح جوليان كرسيه ونهض يقول
-مرحبا يا سترانسوم. سمعت انك خارج البلدة.
كادت البوظة تنسكب على حضن فيفيان لعظم المفاجأة فحياها طوم بهدوء وردت له التحية بصوت مهتز فيما راح قلبها يهدر بين ضلوعها.
قالت له بخفة حين جلس الى جانبها وجاءه النادل بصحن سلطة
-لم احسب انك ستأتي.
فقال وهو ينظر باعجاب الى شعرها وثوبها وكتفيها الناعمتين
-احقا؟ كنت خارج البلدة كما قال باركلي لكني استطعت العودة لحضور الاحتفال. هل تستمتعين بالسهرة؟
-كثيرا.
كل ما هيأت في ذهنها من عبارات سلسة تقلصت فجأة. انحنى الى الامام ليتناول قطعت خبز فاختلست النظر اليه ولاحظت ان سترته البيضاء تبرز سمرته الغجرية قال لها
-البوظة بدأت تسيل في صحنك.
ازاحتها جانبا وقد فقدت شهيتها. خاطبها جوليان فأجابته آليا. وروى احدهم نكتة فشاركت في الضحك. كانت اشبه بممثلة تؤدي الدور المطلوب منها فيما قلبها يضرب جوانب صدرها لفرط احساسها بوجوده قربها.
اخيرا عادت الفرقة الى العزف فدعاها روس كارتر الى الرقص ثم رقصت مع جوليان ورجلين اخرين قبل ان تتحول الفرقة الى مقطوعة فوكستروت وسألها طوم
-هل تسمحين لي بهذه يا فيفيان؟ من بعد اذنك يا جوليان.
اجاب الشاب ملوحا بحركة قبول مبالغ فيها
-بالطبع يا صديقي.
كانت الحلبة مزدحمة فقربها ذوم الى صدره وبرغم الحر احست بجفاف يده وبقبضته الحازمة على يدها. رقصا في صمت واغمضت عينيها مستسلمة للايقاع المتهادي.
لما انتهت المعزوفة ظل ممسكا بيدها وقادها عبر باب فضي الى حديقة خلفية. جلسا على اريكة من الخيزران وقدم لها لفافة. وفي ضوء الولاعة التقت عيناه الضيقتان الغامضتان بعينيها المفعمتين رقة وبهجة.
-تبدين الليلة في غاية الجمال.
فأجفلت بحيرة وتسارعت انفاسها. كم من المرات تسائلت عما سيكون شعورها اذا خاطبها يوما بهذه النبرة المميزة والان حدث ذلك فشعرت بخوف مفاجئ كالذي انتابها ليلة حاول جوليان اثارة عواطفها لكن هذا الخوف اشد حدة والحاحا.
ضغط على كتفها ضغطة خفيفة وسألها هامسا
-فيفيان هل انت طفلة ام امرأة؟
انقشعت الغيمة التي كانت تحجب القمر ففاضت الحديقة بوهج باهت. قال بلطف
-لا احسبك تعرفين نفسك. خير لنا ان نعود قبل ان يتسائل رفاقنا عن مكاننا.
مس كتفها مرة ثانية ثم ساعدها على النهوض فانتهى بذلك لقاؤهما القصير.
رافقها الى الطاولة واستأذن بالانصراف فشعرت فيفيان انها قد فشلت في التغلب على عقبة مهمة... هل انت طفلة ام امرأة... تردد السؤال في ذهنها وتسائلت عن مقصده؟ كيف كان عليها ان تجيبه؟
وسمعت جوليان يستوضحها
-تبدين مكتئبة يا حلوتي. ماذا قال لك سترانسوم حتى تكدرت الى هذا الحد؟
-لا شيء... لا شيء بتاتا. ارغب في احتساء شراب بارد.
رفع ابريق الشراب وملأ كأسها ففاض السائل على مفرش المائدة. اعتذر منها وجفف اللطخة بفوطة السفرة. لاحظت ارتجاف يديه وهو يشرب كأسه ويملأ آخر.
رفعت ليزا حاجبيها ورمقت فيفيان بنظرة ذات معنى. ثم وقف وامسك برسغ فيفيان داعيا اياها الى الرقص.
فكرت انها اذا استطاعت ان تبقيه نصف ساعة على الحلبة فقد تجنبه الوقوع في وضع حرج انما لسوء الحظ التقيا كارا ميتلاند ورفيقها عند باب قاعة الرقص. املت ان يقتصر اللقاء على تحية عابرة الا ان كارا خيبت رجاءها حين قالت لجوليان وهي تبتسم له باشراق
-جوليان اين كنت تخبئ نفسك؟ لقد تفاجأت الان بوجودك هنا.
ثم التفتت الى فيفيان قائلة
-مساء الخير انسة كونيل. هل لي ان اعرفك الى الكابتن ساندفورد؟ انحنى لها الرجل الطويل العريض المنكبين وقال
-كنا في طريقنا الى المقصف. هل ترافقاننا اليه؟
قبل جوليان الدعوة بسرعة وشوقا طريقهم وسط الزحام الى المقصف المجاور لقاعة الرقص. كان الجو عابقا بدخان اللفائف واضطروا الى الوقوف لعدم وجود مقاعد شاغرة.
طلبوا شرابا وسرعان ما اخلي كرسي فجلست كارا عليه وادخلت لفافة في مقبض مرصع بالماس. بادر الرجلان الى اخراج ولاعتيهما فسبقه جوليان الى ذلك. شكرته كارا وهي تضع اصابعها البضة حول رسغه لتثبت اللهب فرأت فيفيان عضلات فكه تتقلص.
الدقائق العشر التالية كانت عذابا بالنسبة اليه اذ عمدت كارا بقسوة واضحة الى مغازلة الكابتن ساندفورد حيث شبكت ذراعها بذراعه ورمقته بنظرات مغرية وهي تناديه "حبيبي جيمي" كلما خاطبته. كان اداء بارعا من شأنه ان يقنع مطلق شخص غريب بانها مغرمة به فعلا ويجعله يتسائل في الوقت نفسه عما يجذبها الى رجل يخلط كلامه بقهقهات سخيفة مجلجلة.
اخذت فيفيان تراقبهم واستغربت عجز جوليان عن استشفاف تصرف كارا المخادع ثم خشيت ان يفقد اعصابه اذا استمرت هذه التمثيلية وان يصب جام غضبه على الكابتن الغافل عن الدافع الحقيقي الى مغازلات كارا المداهنة. امسكت بيده غريزيا فاحست انه غير شاعر بوجودها مع انه ضغط على يدها وابتسم لها باقتضاب وهتفت كارا
-حبيبي جيمي انهم يعزفون اغنيتنا. تعال نرقص.
تقلصت يد جوليان بعنف فكادت فيفيان ان تصرخ الما. ثم قالت حالما انصرفا
-هل لنا ان نخرج قليلا من هذا الجو الخانق؟
حدق اليها بدون ان يبصرها فأخذتها الشفقة عليه وقالت لتخفف غضبه
-انها ما تصرفت هكذا الا لتثير حنقك يا جوليان.
-ماذا تقصدين بحق الشيطان؟ وهل يهمني اذا ارتأت ان تقذف نفسها على ذلك الحمار المغرور؟
طلب كأسا اخرى من الشراب ولما خذرته من مغبة ذلك صرخ فيها
-كفي عن النق بحق السماء انا ادرى منك بمصلحتي.
بدأ الناس يراقبونهما بفضول وتصورتهم فيفيان يتهامسون بخبث وشماتة. قالت له بوصت منضبط
-عن اذنك. سوف اعود الى السرادق.
-اسف يا فيفيان لقد جرحتك.
-لا بأس.
قاربت الساعة الثانية صباحا فبدأ المدهوون ينصرفون تباعا. ثم قال الزوجان كارتر انهما سيذهبان بدورهما كذلك اقترح جوليان ان ينصرفا ايضا مما اثار استغرابها.
سألتها ليزا عندما دخلتا غرفة التواليت لاسترداد دثاريهما
-أأنت متأكذة انك ستكونين في امان؟ اخشى عليك من تهور جوليان في قيادة السيارة. بوسعنا ان نوصلك نحن الى البيت.
-اظنه سيغضب اذ ذهبت معكما ويبدو الان اهدأ حالا.
غادر جوليان المعسكر بسرعة جنونية جعلت فيفيان تتمسك بطرف المقعد ولما بلغا الطريق العام زاد سرعته فخطر لها ان تطلب اليه تخفيفها لكنها فضلت الا تشوش تركيزه على القيادة. بعد قليل بدأ هدير المحرك ووهج الأضواء الأمامية يحدثان فيها تأثيرا مخدرا فأغمضت عينيها. وفجأة توقفت السيارة فرمشت اهدابها وسألته
-هل وصلنا البيت بهذه السرعة؟
اطفأ جوليان المحرك وقال باسترخاء
-فكرت ان ننهي السهرة باحتفال خاص.
نظرت من النافذة فرأت السيارة متوقفة في مرآب غريب اردكت انه بيته.
-هل انت جاد في دعوتي الى زيارة بيتك في الساعة الثانية والنصف صباحا؟ ماذا دهاك يا جوليان؟
-ومن سيعلم بالأمر؟ انسي تحفظك يا حبيبتي.
جذبها اليه وحاول معانقتها فانتزعت نفسها من قبضته الخشنة ثم فتحت الباب وقفزت مهرولة على الطريق.
تبعها جوليان وحاول الامساك بذراعها فهتفت وهي تتراجع
-لا تلمسني من فضلك.
-اتواجهين مشكلة؟
استدارا معا وقد اجفلهما الصوت الثالث الذي انبعث فجأة من الفضاء. ثم خرج شخص طويل من ظل شجرة وسمعا طوم سترانسوم يسأل ببرود
-هل يزعجك باركلي؟
فانفجر جوليان هاتفا
-اسمع يا سترانسوم. لقد تحملت منك الكثير هذه الليلة. ما هدفك من التسلل الى حديقتي كصعلوك؟
تجاهله طوم وقال لفيفيان
-سآخذك الى بيتك.
فزعق جوليان ثائرا
-ايها الشيطان لقد حاولت احتكارها في الحفلة والان تجرأت على المجيء الى هنا. انت نذل حشري في رأيي وهذه المرة تخطيت حدودك هيا اخرج من هنا فورا.
قذف طوم لفافته في القناة ولمعت عيناه كالفولاذ. قال لفيفيان دون ان ينظر اليها
-هل لك ان تذهبي وتنتظريني في السيارة؟ لن اتأخر كثيرا.
اوشكت ان تتمثل لطلبه لكن جوليان قفز فجأة الى الامام ليسدد لكمة عنيفة الى رأس طوم الذي تفادى الضربة بساعده الأيسر ولكم فك جوليان بضربة رشيقة وكأنه يتعامل مع تلميذ هستيري. ترنح الشاب لحظة ثم تهاوى متأوها فأسنده طوم وقال لها
-لابأس لم يتأذ. اذهبي وانتظريني في السيارة.
بعد دقائق خالتها ساعات خرج طوم من البوابة واقبل صوبها... هل سيلومها على الحادثة ويؤنبها بتهكمه اللاسع كما فعل في مناسبتين سابقتين؟
لكن حين صعد الى جوارها واضاء نور السيارة الداخلي لم تر على وجهه تلك النظرة المعنفة التي توقعتها بل قال مبتسما
-آسف لأني فعلت ذلك على مشهد منك.
-أهو بخير؟
-اجل لكنه مضعضع. خادمه سيعتني به. وماذا عنك انت؟
-انا بخير كيف صادف وجودك هنا؟
-خطر ي انه قد يتمادى معك فلحقت بكما.
-يسرني انك فعلت ذلك اذ افزعني السير في الظلام.
صمتا بعد ذلك ولدى وصولهما البيت اوقف طوم السيارة وقال ناظرا الى ساعة يده.
-انها الثالثة تقريبا. هل تأذنين بدخولي دقيقة او اثنتين؟
اومأت برأسها.
كانت الردهة مضاءة وقد ترك تشن على العربة طبقا كبيرا من السابدويش وتيرموس قهوة. اقترحت فيفيان ان يخرجا الى الحديقة فتبعها طوم وهو يجر العربة. ثم سألته بصوت خفيض
-هل تظن اني سأوقظ الجميع اذا ادرت النوافير؟
-لا اظن ذلك.
فتقدمت من الزر الكهربائي على الجدار ولمسته.
مرت لحظة صمت تبعها حفيف ثم حلق رذاذ النوافير كماس يتوهج في ضوء القمر.
جلسا على الاريكة الهزازة قالت حين شرع طوم يسكب القهوة
-اذا جلس المرء امام نافورة فسرعان ما ينسى مشاكله مهما كانت مقلقة. وهذا العلاج هو ارخص بالطبع من الذهاب الى طبيب نفسي.
فرد طوم مبتسما
-انت سعيدة في هذا البيت اليس كذلك؟
-اجل انما اعتقد انه من الحمق ان اتمادى في السعادة واتجاهل التفكير في المستقبل الى اجل غير مسمى. لا يمكنني ان اظل فراشة لاهية الى الابد.
غمغمت
-يخامرني شك بانك تحبذ وجود المرأة داخل البيت.
-اعتقد ان البيت هو المكان الطبيعي للنساء.
-هل تقصد انه يتوجب عليهن ان يلائمن اوضاعهن مع خطط ازواجهن حتى لو تعارض ذلك مع مشاريعهن الخاصة؟
اشعل لفافة وقال
-اجل في وضع كهذا على المرأة ان تقدم عمل زوجها على عملها فالرجل هو الشريك الاقوى مركظا بين الاثنين وهذا المبدأ يهود الى الازمنة البدائية عندما كان الرجال صيادين ومحاربين واذا انكرنا هذا المبدأ نوجد العديد من الصراعات المضرة.
-أليس هناك مجال للتسوية في عصر الحضارة والرقي؟
اجابها بجمود
-لايجب ان تكون هناك اية حاجة للتسوية لان المرأة لا تعارض قرارات زوجها المهمة اذا كانت علاقاتها صحيحة ومتبنة بل تقنع بدورها الانثوي وتتركه يقود المسيرة. اظنك تعتقدين انها وجهة نظر عتيقة؟
فهزت رأسها قائلة
-بل اوافقك عليها.
بقيا لوهلة طويلة يحدقان الى بعضهما بعضا. وببطء شديد امسكها طوم من رسغيها وجذبها اليه.
-سيدتي. سيدتي.
ايقظها الصوت كضجيج بعيد ولم تع شدة الحاح النداء الا حين ارخى طوم يديها فجأة. وفي اللحظة نفسها رأت تشن يهرول صوبهما آتيا من جناح الخدم. كان يزرر سترته فيما بدا شعره الأملس مشعتا وبالرغم من هرولته لم ينسى ان ينحني لهما قبل ان يقول
-اعذر عن ازعاج السيدة في هذه الساعة...
فقال طوم بحظم قاطعا عليه مقدمته
-ما الأمر؟
-وقعت حادثة في المستوطنة يا سيدي. هناك فتاة صغيرة متضررة والناس يحتاجون المساعدة.
فسارع طوم الى نزع سترته وحزامه وقال مصدرا التعليمات اليهما معا
-فيفيان اركضي واحضري حقيبتي من السيارة. وانت يا تشن خذني الى بيت الفتاة وستلحق بنا السيدة فيما بعد.
رفعت فيفيان ذيل فستانها وركضت عبر البيت ولما عادت الى الحديقة حاملة الحقيبة لم تجد فيها احدا فهرعت صوب الدرب الضيق الذي يؤدي الى المستوطنة.
لم تجد صعوبة في ايجاد البيت لان الاهالي تجمعوا امامه. افسحوا لها الطريق لدى وصولها فدخلت الغرفة الوحيدة ذات الارضية الترابية والجدران المصنوعة من القش. كانت المصابة طفلة ملاوية في الثانية عشرة من عمرها ترقد على سرير رخيص متداع بين والديها من دهة وطوم من الجهة الاخرى اما سائرالعائلة فيجثون على مقربة فيما وقف تشن عند مؤخرة السرير يحمل مصباحا زيتيا.
لما وصلت فيفيان خاطب طوم الخادم الأول بالكانتونية ثم ناول تشن المصباح لوالد الفتاة وغار البيت مسرعا.
بعد ذلك حاطب طوم والديها فلم تفهم فيفيان كلامه لكنها رأت في اعينهم خوفا ثم ولولت الام وجثت على ركبيتها تتمتم شيئا كالصلاة.
في الاخير استدار طوم الى فيفيان وقال متناولا منها الحقيبة
-ارسلت تشن الى البيت ليخابر المستشفى كي يرسلوا سيارة اسعاف فاالفتاة كما ترين مصابة بحروق عميقة. لقد وصلت في الوقت المناسب واوقفتهم عن دهن حروقها بالشحم. لا يمكننا ان نعالج صدمتها قبل وصول الاسعاف فالاغطية قذرة واخشى من تسرب الجراثيم الى جسمها. هل لك ان تحملي المصباح عن والدها؟ قد يسقطه من يده لفرط جزعه.
كان يتكلم ويخرج من حقيبته شاشا معقما ليغطي به اماكن الاحتراق وحالما لامس جلد الفتاة صرخت متأوهة ونز العرق من وجهها المتقلص وهي تغرز يديها النحيلتين في فراش القش.
خاطبها الطبيب بالملاوية فحدقت اليه برجاء اخرس. جس نبضها فرأت فيفيان فمه يتقلص. متى يصل الاسعاف؟
لقد تحول لون الفتاة الى شحوب رمادي وازرقت شفتاها واصبحت تتنفس ببطء ووهن كذلك بدأت ترتجف بالرغم من الجو الرطب داخل الكوخ والتماع العرق على جبينها.
جس طوم نبضها ثانية ثم مسح القسم الاعلى من ساعدها بسائل مطهر وحقنها بدواء مسكن. رفرف جفناها واطلقت تأوها أخيرا وبعد ذلك ارتخى جسمها بفعل ال****.
في الاخير سمعت فيفيان الناس في الخارج يهرجون بانفعال وتلا ذلك هدير محرك فغمرها الارتياح. بعد خمس دقائق انتهى كل شيء اذ نقلت الفتاة الى سيارة الاسعاف ورافقها والدها وطوم الى المستشفى.
قبل الظهر رن التلفون فركضت فيفيان الى الردهة والتقطت السماعة
-موبينغ 43
-فيفيان؟ انا طوم.
-اوه يسرني انك خابرت. كيف الفتاة؟
-اظن انها ستنجو.
-رائع هل عرفت كيف حصلت الحادثة؟
بدأ يخبرها ثم سمعته يكلم شخصا الى جواره وعاد بعد ذلك ليقول لها
-اعتذر عن قطع الحديث. لا يمكنني ان اشرح لك الان. خابرتك لادعوك الى حفلة زفاف ملاوي هذه الليلة ان لم تكوني متعبة.
قفز قلبها فرحا وقبلت الدعوة بلهفة
-اتفقنا سأمر عليك في الساعة الرابعة. الى اللقاء.
سمعت اقفال خطه فغمغمت مبتهجة: الى اللقاء...
حمل بريد الصباح رسالة من انكلترا وجدت فيها فيفيان ثلات صفحات بخط خالتها الصغير. استغربت لهجة الرسالة الاسترضائية لكنها احست من خلال السطور ان خالتها قد اكتشفت الان قيمتها كخادمة كانت تساعدها مجانا ولذا صارت تخاطبها بتودد وهدوء اعصاب. وضعت الرسالة جانبا لتجيب عليها في وقت لاحق وتوجهت الى المستوطنة حيث زارت والدي الفتاة المصابة. لدى عودتها اخبرها تشن ان هناك شخص اسمه السيد وونغ جاء من كولا لامبور لرؤيتها.
لم يضيع السيد وونغ الوقت فاعلمها بلغة انكليزية ممتازة تشوبها لكنة امريكية انه سمع برغبتها في بيع البيت وبما انه كان يبحث منذ مدة عن مستقر ريفي فهو مستعد لدفع ثمانين الف دولار ثمنا لبيت النوافير السبعة والاملاك المجاورة له.
كتمت فيفيان شهقة استغراب ثم ابتسمت على رغم منها. فقبل ستة اشهر لم تكن تملك شيئا سوى النفقة الاسبوعية الوهيدة وها هي الان تواجه رجلا غريبا يعرض عليها سعرا خياليا لا يدق
ويبدو ان السيد وونغ اخطأ فهم ابتسامتها اذ انه انحنى الى الامام وقال ملوحا ليديه البدينتين
-السعر ليس كافيا؟ حسن سأدفع تسعين ألف دولار.
-لكني لم اقرر البيع نهائيا يا سيد وونغ ويجب ان استشير محامي الخاص قبل التفكير بعرضك.
-بالطيع بالطيع فكري على مهلك.
بعد نصف ساعة غادر الضيف في سيارة كاديلاك توركوازية يقودها سائق في بزة رسمية وبادرت فيفيان الى ارتداء ثوب سباحة وقصدت الحوض. فكرت في المقابلة الغريبة وهي تعوم في الماء الدافئ وكان السيد وونغ قد قدم لها لطاقة عمل انيقة علمت منها انه يملك حديقتي ملاه وفندقا وثلاث دور للسينما.
فكرت لو ان السيد وونغ زارها قبل بضعة اسابيع لكانت ربما رغبت في البيع اما الان فكل شيء قد تغير.
جاء تشن في الساعة الثالثة والنصف يعلن قدوم السيد باركلي لزيارتها. خطر لها ان تزعم غيابها عن البيت اذ لن يضير جوليان ان تقاطعه فترة من الزمن اضافة الى عزوفها عن مواجهته لكنها ما لبثت ان لانت وطلبت الى تشن ان يدخله.
عندما ظهر باركلي كانت منكبة على كتاب ولم ترفع رأسها الا حين سعا تشن واعلن وجوده. فقالت بفتور
-مساء الخير. هل لك ان تجلس؟
ظل واقفا وبدا محرجا الى حد كادت معه ان تشفق عليه. قال بارتباك
-يؤسفني ان ازعجك لكني اردت الاعتذار عن ليلة امس. اني نادم جدا في الواقع على تصرفي الاحمق والدنيء.
هم بالانصراف فاستوقفته قائلة
-قبلت اعتذارك يا جوليان. هل نحاول ان ننسى ما حصل؟
-ايمكنك ان تنسي؟
-اظن ذلك.
نظر الى اصابعها المزينة بطلاء مرجاني ثم غطاها بيده وقال بصوت خفيض
-فيفيان... هل ترضين الزواج مني؟


نهاية الفصل السادس


مغربيةوأفتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
"الرحلة", للكاتبة, رواية, كتابة/كاملة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.