31-05-13, 02:26 AM | #1 | ||||||||||
نجم روايتي
| الخطأ القاتل - قصة قصيرة .. بقلمي الخطأ القاتل أمشي في الشارع وحيداً وعلامات الحزن والغضب بادية على وجهي , انتقلت إلى شارع آخر بعدما لمحت دورية شرطة واقفة في منتصف الطريق وكأن أمراً عظيماً قد حدث , وهو كذلك , وجدوا صاحب حانوت في السوق الكبير مقتولاً بطريقة بشعة , لا أحد ينكر أن القاتل شخص متوحش وعديم الرحمة والإنسانية, كيف يقتل رجلاً مسالماُ عرف بصلاحه وطيبته , كيف طاوعته نفسه برفع السلاح في وجهه فضلاً عن قتله , يا للبشاعة , حقاً إن العالم يزخر بأناس لا يستحقون العيش . ولكن السؤال من هو القاتل ؟؟ لا أحد يدري .. أسرعت الخطى وأتجهت إلى بيت أخي الأكبر , دخلت بيته والعرق يتصبب من على جبيني بغزارة , صاح أخي مستغرباً : - ما بك يا خالد ؟؟ قلت له متوسلاً : - أخي .. إنني التجئت إليك بعد الله ,أنت أخي الكبير , فهل تعينني في ما وقعت فيه ؟ وباندهاش قال : - ما بك يا خالد ؟؟ بالله عليك قل لي ما بك ؟؟ ماذا حدث ؟؟ وبصعوبة بالغة ازدردت لعابي وقلت بصوت متقطع : - أنا .. لقد .. قمت .. لا .. قاطعني بعصبية : - خالد قل لي ما بك ؟ ماذا حصل ؟ اخذت نفساً عميقاً ثم قررت إخباره بما حدث .. وقلت له .. جحظت عيناه عندما أخبرته , وكاد أن يقع أرضاً لولا أن أمسكت به وطلبت له كأس ماء , ولكنه صاح في وجهي : - ماذا قلت ؟؟ إذن أنت الـ... ؟؟ - لا .. أرجوك أسمعني يا أخي .. لقد أخطأت ولكن .. - أغرب عن وجهي يا خالد ؟؟ لا أنا أخوك ولا أنت أخي .. أنا لا أعرفك .. لا أعرفك .. أخرج من بيتي .. - اسمعني يا أخي .. يـــ.. دفعني بعنف خارج المنزل وأغلق الباب بقوة , لا أصدق أن أخي يفعل بي هذا , كيف يتخلى الأخ عن أخيه بكل هذه السهولة , إنه لم يدع لي حتى أن أشرح له , سامحك الله يا أخي .. لماذا فعلت بي هذا .. إلى أين أذهب .. إلى أين أفر .. سوف أذهب إلى بيت صديقي قد يصدقني ... وإن لم يفعل أذهب إلى بيت عمي أو خالي أو خالتي .. المهم أني لن أستسلم بسهولة أبداً . **** لا أصدق بأن صديقي الذي صاحبته سنوات طويلة واتخذته أخاً لي , يتخلى عني , لا أصدق , لا أصدق ذلك , ولكن بلى يا خالد صدق , لقد تخلى عنك أخوك وعمك وخالك , فكيف بالغريب لا يفعل , الحق عليك أنت الذي أخطأت ويجب أن تحاسب .. قررت أن أذهب إلى مكان بعيد جداً , لم أعد أطيق العيش في هذه الدنيا الملعونة , حقاً إنها ملعونة . وقفت أمام محطة الحافلات في انتظار الحافلة التي ستمر بجانب المنطقة الجبلية في رحلتها , أظن أني قد عرفت ماذا سأفعل , سوف أضع حداً لحياتي , لقد تخلى الجميع عني بخطأ ارتكبته وكان الحق معي , إي والله إني لصادق ولكن لا أحد يريد أن يصدقني .. لا أحد .. وفي الحافلة كنت أسترجع ما مررت به هذه الليلة , صاحب الحانوت , دورية الشرطة , أخي , صديقي , عمي , ووو - هل يوجد أحدٍ هنا ؟ استيقظت من تفكيري على صوت رجل وقف بجانبي , فقلت له بتلقائية : - لا يوجد أحد هنا , تفضل .. اتخذ مكانه في المقعد الذي بجانبي , في حين حاولت أن أبدو متماسكاً لألا يلاحظ ارتباكي وتوتري , ولكني أصبت بخيبة أمل حينما سمعته يقول : - ما بك يا رجل تبدو متوتراً ؟ حاولت رسم ابتسامة على وجهي ولكني فشلت , كرر سؤاله مرة أخرى فأجبت هذه المرة : - لا شيء .. عقد حاجبيه ونظر لي نظرة غريبة أفزعتني بشدة ثم قال بهدوء : - تبدو على غير ما يرام ؟ شعرت بارتياح شديد لكلامه على غير ما توقعت , كنت أحسبه من النوع الفظ الغليظ , عرفت ذلك من نظراته المريبة , قلت بعد أن غيرت رأيي فيه : - في الحقيقة .. أنا .. - قل ولا تخاف .. قل لي ما بداخلك .. قد أجد لك حلاً .. وترتاح أنت .. شعرت براحة عجيبة مع منطقه وكلامه الهادئ , ولكن نظراته تريبني , ماذا أفعل ؟ هل أطلعه على سري ؟ لا يمكن ؟ ولماذا لا يمكن ؟؟ قد يجد لي حلاً .. نعم .. سوف أقول ما بجعبتي وأزيل هذا الهم الثقيل عن صدري : - يا أخي .. لقد فعلت شيئاً عظيماً .. قال باستغراب : - ماذا فعلت ؟ ازدردت لعابي ثم أخذت نفساً عميقاً واقتربت منه أكثر وقلت بصوت هامس : - قتلت رجلاً .. ذعر الرجل عندما قلت له ذلك .. حاول أن يتكلم ولكني أوقفته بيدي وقلت مستطرداً : - ولكن لم أكن متعمداً .. صدقني .. - ولماذا قتلته ؟ - سوف أقص عليك حكايتي كاملة لكي تتضح لك الصورة .. توقفت عن الكلام , تطلعت حولي قليلاً ثم أوضحت له : - أصبحت في مأزق شديد وضاقت علي السبل حتى أني لم أجد ما أطعمه لأولادي وأصرف عليهم , فذهبت إلى رجل أعرفه في السوق الكبير واستدنت منه مبلغاً كبيرا من المال على أن أرجعه له بعد فترة ثلاثة أشهر .. سكت قليلاً ... فقال الرجل : - وبعدها ماذا حدث ؟ - وبعد مرور الأشهر الثلاثة لم أستطع أن أوفيه دينه فطلبت منه مهلة شهر , وانقضى الشهر دون أن استطيع وفاء الدين فغضب الرجل وهددني بأن يلجأ للشرطة , ولكني طلبت منه أن يعطيني مهلة شهر آخر .. وصمتت قليلاً ثم استطردت : - ولكنه رجل وقح جداً فقد عرض علي أن يتنازل عن الدين مقابل .. سكت ولم استطع ان اكمل .. ربت الرجل بحنان على كتفي مما زاد الارتياح في نفسي وهو يقول : - تابع يا صديقي .. ابتسمت في وجهه وقلت وأنا أتذكر ما حدث لي : - لقد أخطأ بحق عرضي وشرفي فصعد الدم إلى رأسي ولم أعد أبصر شيئاً أمامي وقد أعماني كلامه البذيء وجرأته الشديدة على التعرض بي وهو المعروف بالصلاح وحسن الخلق .. حقاً إنها الدنيا الملعونة التي تزخر بمثل هؤلاء الذين يظهرون الاستقامة ويبطنون الخبث وسوء الخلق .. هجمت عليه ووجهت إليه لكمة في وجهه فسقط على إثرها ثم حملت عصا كانت بجانب الباب وهرعت إليه أضربه في رأسه حتى انفجر وووووو أحسست بوخز في ضميري إلا أني تابعت مدافعاً عن نفسي : - لقد كان وقحاً جدا وبذيء اللسان واستحق هذه النهاية .. ألا تجد أني على حق .. قال الرجل ببرود : - بلى إنه يستحق العقاب ولكن لست أنت من تحاسبه وقد ارتكبت جريمة قتل .. استغربت من جملته الأخيرة وقطبت حاجبي ولكني آثرت الصمت ... وبعد قليل شهقت عندما أدخل يده في جيبه وأخرج بطاقة ولوح بها في وجهي قائلاً : - أنا الرائد هشام .. ألقي القبض عليك بتهمة القتل العمد .. جحظت عيناي وأنا أتطلع إلى البطاقة ثم شهقت شهقة قوية وصرخت بأعلى صوتي : - لا يمكن .. لا يمكن .. حتى أنت تخليت عني يا هذا .. لا يمكن لااااااااااا ....تمت..... | ||||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الخطأ, القاتل, بقلمى, قصيرة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|