آخر 10 مشاركات
الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          [ تحميل ] عابرات فـوق السنة النيران ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          577 - انتظار ديبورا - بيتي نيلز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          231 - بقايا ليل - كيت والكـر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-13, 06:36 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل العاشر


صانع السلام



قال السيد بنيت أثناء الفطور في الصباح التالي: " آمل يا عزيزتي أن تكوني قد أمرت بتحضير عشاء جيد اليوم, فأنا أتوقع ضيفا".


لمعت عينا السيدة بنيت :" إنه السيد بنغلي, أنا متأكدة. لماذا يا جاين ـ لم تذكري أية كلمة عن ذلك! حسنا, أن متأكدة من أنني سأكون سعيدة برؤية السيد بنغلي . . . "

قال زوجها :"إنه ليس السيد بنغلي, بل ابن عمي, السيد كولينز, الذي ربما طردك من هذا المنزل متى شاء, عندما أموت".


قالت زوجته: " أوه, يا عزيزي, أرجوك لا تتحدث عن ذلك الرجل الرهيب! أعتقد أن أقسى شيء في العالم هو أن تذهب أموالك إلى غير أولادك. كان ينبغي أن تفعل شيئا في هذا الصدد منذ وقت طويل!".


حاولت جاين وإليزابيث أن تشرحا لها مرة ثانية قانون الوراثة. فقد ورث السيد بنيت عن والده منزل العائلة في لونغبورن ودخلا مقداره ألفا جنيه في السنة. ولسوء حظ بناته, لا يمكن أن يرث المنزل والدخل إلا إبن بحكم القانون. وبما أن لا أبناء لديه, فلا بد أن ينتقل إلى أقرب أقربائه من الذكور, والذي كان رجل دين اسمه كولينز.





لم تقتنع السيدة بنيت, بل استمرت تتذمر من خطر ترك خمس بنات في الفقر من أجل رجل لم يكترث له أحد.




قال السيد بنيت: " إنه أمر خطر بالتأكيد, ولا يمكن لأحد أن يعفي السيد كولينز من ذنب وراثة لونغبورن. لكن إن استمعت إلى هذه الرسالة ربما فكرت فيه بشكل أكثر لطفا".


" أنا متأكدة من أنني لن أفعل. أعتقد بأنها وقاحة شديدة منه أن يكتب إليك على الإطلاق.فأنا أكره أمثال هؤلاء الأصدقاء المزيفين. لماذا لا يتابع النزاع معك مثلما كان يفعل أبوه من قبله؟".


" لماذا, إنه يبدو قلقا حقا بشأن ذلك كما ستسمعين".

هانسفورد, بالقرب من وسترهام, كنت
15 تشرين الأول(أكتوبر)
سيدي العزيز,
إن النزاع بينك وبين المرحوم والدي جعلني قلقا باستمرار. ومنذ أن ابتليت بفقدانه, رغبت دائما في إنهاء النزاع, لكنني كنت أخشى أحيانا أن أسيء إلى ذكراه إذا ما تصادقت مع أي شخص كان على خلاف معه (السيد بنيت مثلا!)


لقد كان من حسن حظي أن ألتقي رعاية الليدي كاثرين دي بورو الموقرة, أرملة السيد وليم دي بورو. آمل أن تكون مستعدا لتقبل حقيقة أنني التالي الذي سيتولى ميراث مقاطعة لونغبورن.


يحزنني أن أكون مصدر ألم لبناتك, أعذرني لذلك وأعدك بأنني سأبذل قصارى جهدي لتسوية الخلاف حبيا ـ سوف نناقش ذلك فيما بعد. إن لم تعارض استقبالي في منزلك, سيسعدني أن أزورك وأزور عائلتك يوم الاثنين, 18 تشرين الثاني (نوفمبر), الساعة الرابعة. ربما أمكث معكم لمدة أسبوع, طالما أن الليدي كاثرين دي بورو لا تعارض غيابي من وقت إلى آخر.
تحياتي واحترامي , يا سيدي العزيز, لسيدتك وبناتك
صديقك
وليم كولينز"

قال السيد بنيت وهو يطوي الرسالة: "إذا يمكننا أن نتوقع وصول السيد صانع السلام هذا عند الساعة الرابعة. يبدو أنه شاب مهذب جدا. أنا متأكد من أنه سيكون صديقا نافعا, إذ أن الليدي كاثرين هي طيبة كفاية لتسمح له بالقدوم إلينا ثانية".

"إنه محق تماما بما يقول عن الفتيات. لو أنه ينوي مساعدتهن, فأنا سأشجعه".


قالت إليزابيث: "أعتقد بأنه غريب الأطوار. إنني لا أستطيع أن أفهمه. فهو يكتب بطريقة متباهية جدا عن كونه التالي في تولي الميراث. هذا ليس خطأه. هل تعتقد بأنه رجل حساس يا والدي؟".

"كلا, يا عزيزتي. لا أعتقد ذلك. لدي آمال كبيرة بأنه ليس كذلك. أنا متلهف جدا لرؤيته".

أتى السيد كولينز في تمام الساعة الرابعة, فاستقبل بأدب من قبل العائلة كلها. تحدث السيد بنيت قليلا, لكن السيدات كن مستعدات للحديث ولم يكن السيد كولينز بحاجة إلى أي تشجيع. كان رجلا طويل القامة ثقيل الوزن, في الخامسة والعشرين من العمر. كانت تصرفاته جديه ورسمية جدا. وسرعان ما بدأ يهنئ السيدة بنيت على بناتها الخمس. قال أنه متأكدا من أنها ستراهن كلهن متزوجات زواجا جيدا.



"أنت طيب جدا يا سيدي. آمل أن تكون على حق إلا سيكن معدمات. إن قانون الإرث هو أمر مجحف. لا أقصد إهانتك, لأن المسألة هي مسألة حظ".



"أنا قلق جدا بشأن إيذاء بنات عمي الجميلات. لكنني أستطيع أن أعد الشابات بأنني آت إلى هنا لأظهر تقديري لهن. لن أقول المزيد في الوقت الحاضر, لكن عندما يعرف بعضنا بعضا أكثر . . . ".



قاطعته الدعوة للعشاء, فابتسمت الفتيات فيما بينهن. فهن لم يكن موضع إعجابه الوحيد. فكل الغرف وكل الأثاث نال ثناءه أيضا. وهذا كان سيسعد السيدة بنيت أكثر لو لم تشعر بأنه يتطلع إلى كل ذلك على أنه ملكا له في المستقبل.






ونادرا ما تحدث السيد بنيت خلال العشاء عن أي شيء باستثناء سؤاله السيد كولينز عن رأيه بالليدي كاثرين دي بورو. لم يكن ليختار أفضل من هذا الموضوع. إذ انفجر السيد كولينز بالمديح. حتى أنه أصبح أكثر وقارا, وقال أنه لم يسبق له في حياته أن قابل مثل هذا العطف والتقدير لدى إنسانة مرموقة. كانت طيبة كفاية لتوافق على العظات التي كان له الشرف في إلقائها أمامها. دعته للعشاء في منزلها مرتين. أرسلت في طلبه الأسبوع الماضي حين احتاجت رجلا آخر لترقص معه. اعتقد كثيرون من الناس أن الليدي كاثرين متعجرفة, لكنه لم يجدها كذلك أبدا. إذ طالما تحدثت إليه مثلما تتحدث إلى سيد آخر. حتى أنها كانت عطوفة كفاية لتنصحه بالزواج في أسرع ما يمكن. كما أنها قامت بزيارة منزله المتواضع وكانت طيبة كفاية لتقدم بعض المقترحات من أجل تحسينه.




وعندما طرحت عليه السيدة بنيت أسئلة, كان سعيدا ليخبرهم أن الليدي كاثرين دي بورو عاشت في روزينغز بارك, وأن لها إبنة واحدة هي وريثة روزينغز وممتلكات ضخمة. لكن هذه الشابة كانت لسوء الحظ مريضة دائما, لذلك لم تنه تعليمها أو تستمتع بمزايا المجتمع اللندني مثل معظم السيدات من منبتها العريق. وصف السيد كولينز بفخر المجاملات التي أفرح بها الليدي كاثرين وأبنتها. وردا على السيد بنيت, اعترف بوقار أنه تسلى من وقت إلى آخر بتحضير المجاملات سلفا والتي ثبت أنها مفيدة.

وجد السيد بنيت إبن عمه سخيفا مثلما كان يأمل. أنصت باستمتاع عظيم, مسترقا النظر أحيانا إلى إليزابيث التي شاركته فرحه.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 06:37 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي عشر

خطة ممتازة



لم يكن السيد كولينز رجلا سريع البديهة ولم يسعف قلة ذكائه التعليم أو المجتمع الراقي. لقد قضى معظم حياته تحت إشراف أب جاهل وبخيل. وهذا ما جعله أساسا متواضعا تواضعا عظيما في سلوكه, لكن ترقيته إلى منصب الموجه في هانسفورد غيره كثيرا. فاحترامه للطبقة الراقية التي تنتمي إليها الليدي كاثرين دي بورو ورأيه الجيد بنفسه جعلاه مزيجا من الكبرياء والخنوع, من الشعور بالأهمية والتواضع.




وبما أنه يمتلك الآن منزلا جيدا ودخلا, فقد نوى أن يتزوج, وكان هدفه اختيار واحدة من بنات السيد بنيت كزوجة له. وقد ظن أن هذه خطة ممتازة, نبيلة جدا وغير أنانية.


لم تتغير خطته عندما شاهد البنات. فوجه جاين بنيت الجميل جعله يحسم الأمر. كانت لحسن الحظ الابنة الكبرى, وكانت خياره في الأمسية الأولى. وفي الصباح التالي كان له حديث مع السيدة بنيت. فكانت مستغرقة في الابتسام والتشجيع, لكنها حذرته من اختيار جاين. حذرته من احتمال إتمام خطوبة جاين في القريب العاجل. لكن البنات الأخريات, على ما تظن, متحررات من أي اهتمامات أخرى. فتحول السيد كولينز من جاين إلى إليزابيث عندما كانت السيدة تقلب النار .


أملت السيدة بنيت في أن يصبح لديها ابنتان متزوجتان قريبا, والرجل الذي لم تستطع التحدث عنه بالأمس صار يتمتع برضى كبير.


في ذلك الصباح قررت أربع من الأخوات السير على مريتون لزيارة خالتهن, فذهب معهن السيد كولينز. كانت المدينة تعج بالضباط, ولم تستطع الفتيات الصغيرات النظر إلى شيء سواهم, باستثناء إن كان ذلك الشيء قبعة أنيقة حقا, أو ثوب موصلين جديد حقا في واجهه محل.



لكن انتباه كل سيدة انجذب إلى شاب لم يسبق لهن أن شاهدنه أبدا. كان يمشي مع ضابط تعرفه ليديا. وقد تأثرن جميعا بمظهر الغريب النبيل, وتسائلن جميعا عمن يكون. عبرت البنات الصغيرات الطريق للنظر إلى شيء في واجهة محل ولحسن الحظ وصلن إلى الرصيف لدى مرور السيدتين. تحدث الضابط إليهن وقدم صديقه, السيد ويكهام, الذي أتى لتوه من لندن ليصبح ضابطا في فوجهم. كان الشاب يحتاج فقط إلى بزة رسمية لتجعله ساحرا تماما. كان له وجه وسيم وقوام متناسق وأخلاق رفيعة. كانت المجموعة بكاملها تقف معا, تتحدث بفرح شديد, عندما لفت انتباهها صوت جياد, ثم شوهد دارسي و بنغلي منطلقين في الشارع. ولدى رؤية السيدات, أتى السيدان إليهن, وأخبر بنغلي جاين أنه كان في طريقه إلى لونغبورن للسؤال عن صحتها. انحنى السيد دارسي, وكان مصمما على أن لا ينظر إلى إليزابيث حين وقع نظره على الغريب. كانت إليزابيث مذهولة بتأثير اللقاء. تغير لون كل منهما, فبدا الأول شاحبا والثاني محمرا. وبعد لحظات قليلة لمس السيد ويكهام قبعته وهز السيد دارسي رأسه.ماذا يمكن أن يكون معنى ذلك؟ كان من المعتذر تصوره, وكان من المعتذر عدم الرغبة في معرفته.


وسرعان ما انفصلت المجموعة وتابعت الشقيقات طريقهن إلى خالتهن السيدة فيليبس. كانت مثلهن تعرف القدر الضئيل عن السيد ويكهام, لكنها وعدت بأن يقوم زوجها بزيارته ودعوته إلى الانضمام إليهن في لعبة ورق لطيفة ومريحة, وإلى عشاء بسيط دافئ في الأمسية التالية. كان الأمل بمثل تلك المسرات مقبولا تماما, فقلن إلى اللقاء بروح متوثبة.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 07:07 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني عشر

الرجل السعيد



نقلت العربة السيد كولينز وبنات عمه الخمس إلى مريتون في المساء التالي. وقد سررن حين علمن أن السيد ويكهام قبل أن ينضم إلى مجموعتهن. وفيما كن ينتظرن, تسنى للسيد كولينز أن ينظر حوله ويراقب بإعجاب أثاث قاعة الاستقبال. ثم أعلن أنها أنيقة تقريبا مثل غرفة الفطور الصيفية الصغيرة في روزينغز. في بادئ الأمر لم تمنح هذه المقارنة السيدة فيليبس الكثير من الرضى. لكن عندما أخبرت بما تكون روزينغز ومن تخص, وبعدما سمعت وصفا عن إحدى قاعات الاستقبال لدى الليدي كاثرين وعلمت أن رف المدفأة فقط كلف ثمانمائة جنيه, شعرت بمزيد من الرضى, وكانت ستفرح حقا لو تمت مقارنة قاعة استقبالها بغرفة مدبرة المنزل في روزينغز.





أخيرا وصل السادة.



كان السيد ويكهام الرجل السعيد الذي التفت صوبه عين كل أنثى تقريبا, وكانت إليزابيث المرأة السعيدة التي جلس بجانبها. بدأ لعب الورق, وجلسا معا مرة ثانية. وهكذا كان السيد ويكهام متمتعا بحرية التحدث إلى إليزابيث, وكانت هي راغبة جدا في الإصغاء إليه. لم تتجرأ حتى على ذكر السيد دارسي, وقل فضولها بشكل غير متوقع. بدأ السيد ويكهام الموضوع بنفسه, فسأل: كم تبعد نذرفيلد عن مريتون. وبعد تلقى جوابها, سأل بأسلوب متردد: منذ متى يقيم السيد دارسي هناك.




فقالت إليزابيث: "منذ شهر تقريبا". ثم أضافت: "إن لديه ممتلكات واسعة جدا في دربي شاير, على ما أعتقد".


قال ويكهام: "أجل, إن مزرعته هناك فخمة, ذات إيراد يبلغ عشرة آلاف صافي في السنة. لم يكن في وسعك أن تلتقي بأي شخص يعرفها أكثر مني. فأنا على علاقة بأسرته منذ الطفولة".

لم تقدر إليزابيث على إخفاء الدهشة.


" لا عجب أن تدهشي يا آنسة بنيت بعد مشاهدة لقائنا البارحةـ هل تعرفين السيد دارسي جيدا؟".


أجابت إليزابيث: "أعرفه بالقدر الذي أريده. لقد أمضيت أربعة أيام معه في النزل نفسه وأعتقد أنه سيء الطبع".



قال ويكهام بعد توقف قصير: "أتساءل عما إذا كان من المحتمل أن يمكث هنا لوقت أطول".

"ليس لي علم بذلك على الإطلاق, لكنني لم أسمع شيئا عن رحيله عندما كنت في نذرفيلد. آمل بأن لا تتغير خططك بسبب وجوده هنا".



"أوه! كلاـ فسيد دارسي لا يستطيع طردي. إن كان يرغب في تجنب رؤيتي, عليه أن يرحل. لسنا على وفاق, لكن ليس لدي أي سبب يدعوني إلى تجنبه. كان والده, يا آنسة بنيت, واحدا من أفضل الرجال. وكان تصرف السيد دارسي تجاهي مخزيا, لكنني أستطيع أن أصفح عن أي شيء, باستثناء الإساءة إلى ذكرى والده".


استمتعت إليزابيث بكل جوارحها, لكن دقة الموضوع حالت دون طرح المزيد من الأسئلة.


"لقد ولدنا في المكان ذاته وأمضينا معظم شبابنا معا. بدا والدي حياته كمحام, لكنه تخلى عن كل شيء في سبيل خدمة والد السيد دارسي. كان محترما جدا من قبل المرحوم السيد دارسي, كما كان صديقه الحميم. وقد تلقى قبل وفاته وعدا برعايتي".


قالت إليزابيث: " كم هذا غريب! إن ما يدهشني هو أنا السيد دارسي لم يكن متكبرا جدا ليكون عديم الشرف".


"أجل, كثيرا ما كان كبرياؤه نصيره المفضل. وكثيرا ما قاده ليكون طيبا وسخياـ ليوزع ماله بسخاء, وليساعد مستأجري أرضه, وليمنح المعونة إلى الفقراء. إنه لم يشأ أن يسيء إلى سمعة عائلته".

"أي من الفتيات هي الآنسة دارسي؟"
هز رأسه وقال: "أتمنى لو أستطيع أن أدعوها لطيفة. يؤلمني أتحدث بالسوء عن عائلة دارسي. لكنها مثل أخيها تماما, متكبرة جدا. عندما كانت طفلة كانت محبة ولطيفة ومولعة بي. أمضيت ساعات أسليها. لكنها ليست شيئا بالنسبة إلي الآن. إنها فتاة جميلة, في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة, وموهوبة جدا".



شارفت ألعاب الورق على الانتهاء, فجاء السيد كولينز إلى طاولتهما. خسر في كل جولة. عندما عبرت السيدة فيليبس عن أسفها, قال أن الأمر ليس بذي أهمية.

قال لها: " أعرف جيدا, يا سيدتي, أنه عندما يجلس الناس إلى طاولة لعب الورق عليهم أن يجازفوا بخسارة المال. لحسن الحظ لست في وضع حيث خسارة خمسة شلنات أمر مهم. هنالك بالتأكيد كثيرون ممن لا يسعهم قول الشيء نفسه, لكن الفضل يعود إلى الليدي كاثرين دي بورو في أنني لست بحاجة إلى القلق من هذه الأمور التافهة".


جذب انتباه السيد ويكهام فسأل إليزابيث بصوت منخفض, بعد مراقبة السيد كولينز لبضع دقائق, عما إذا كان إبن عمها يعرف عائلة دي بورو جيدا, فشرحت له العلاقة.



"أنت تعلمين, طبعا, أن الليدي كاثرين دي بورو هي خالة السيد دارسي؟ إن ابنتها, الآنسة دي بورو, سترث ثروة كبيرة جدا ويعتقد أنها وابن خالتها سيتزوجان ليوحدا المزرعتين".


هذه المعلومات جعلت إليزابيث تبتسم وهي تفكر بالآنسة بنغلي المسكينة. فكل اهتمامها بدارسي لا بد أن يكون عديم الجدوى إن كان قد وعد امرأة أخرى بالزواج.



قالت: "إن السيد كولينز يمتدح الليدي كاثرين وابنتها كثيرا. لكن بعض الأمور التي تحدث عنها جعلتني أظن بأن اعترافه بالجميل يضلله. فهي تبدو امرأة متغطرسة معتدة بنفسها".


قال ويكهام: "أعتقد بأنها تتصف بالإثنين.لم أحبها أبدا, وإن تصرفاتها استبدادية وفظة".


تابعا الحديث معا حتى انتهاء لعب الورق. غادرت إليزابيث ورأسها حافل به. لم تستطع التفكير, وهي في طريقها إلى البيت, في شيء سوى السيد ويكهام, وما أخبرها به.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 07:08 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث عشر


الشك الرهيب



كانت حفلة الرقص المنتظرة في نذرفيلد منذ وقت طويل يوم الثلاثاء التالي. وكان الشروع مقبولا تماما لدى كل أنثى في العائلة. سرت السيدة بنيت لأن السيد بنغلي وشقيقتيه. أتوا بأنفسهم لتسليم الدعوة. تطلعت جاين بلهفة إلى قضاء أمسية سعيدة مع السيد بنغلي وشقيقتيه. وفكرت إليزابيث بمتعة في مقدار كبير من الرقص مع السيد ويكهام. كانت روحها متوثبة لدرجة أنها لم تقدر على سؤال السيد كولينز عما إذا كان ينوي قبول دعوة السيد بنغلي, مع أنها قلما تحدثت إليه.






دهشت حين وجدت أنه لا يعارض الرقص. إذ قال: " آمل في أن أرقص مع كل بنات عمي الجميلات. وأنا أستغل هذه الفرصة كي أطلب منك يا آنسة إليزابيث أول رقصتين بصورة خاصة".



شعرت إليزابيث بأنها وقعت في الفخ تماما. فقد كانت تود أن ترقص هاتين الرقصتين مع السيد ويكهام ـ فيما كان لديها السيد كولينز بدلا منه! لكن لم يكن هناك مفر من ذلك. فتم قبول طلب السيد كولينز بأكثر تهذيب ممكن. وفيما راقبت تهذيبه المتزايد تجاهها, ومحاولاته المتعددة لتملق ذكاءها ونضارتها, أصبحت متأكدة من أنها على صواب. وعلاوة على ذلك , لم يمض وقت طويل قبل أن تلمح أمها إلى أن مثل هذا الزواج يناسبها. لكن إليزابيث تظاهرت بأنها لم تفهم التلميح, علما بأن جوابها كان سيسبب خلافا حادا. كما أن السيد كولينز لم يتقدم بعرضه, وإلى أن يفعل ذلك, فإن الخلاف بشأنه لن يجدي.





لم يخطر أبدا لإليزابيث أن السيد ويكهام لن يكون في الحفلة الراقصة في نذرفيلد. فعندما دخلت قاعة الاستقبال أخذت تبحث عنه من دون جدوى. وكانت ارتدت ثيابها بعناية أكثر من المعتاد وتهيأت بروح متوثبة جدا للاستيلاء على قلبه. وفجأة ثار الشك الرهيب في أنه لم يكن مدرجا عن عمد في دعوة السيد بنغلي للضباط. لكن صديقا أخبرهم بأن ويكهام ذهب إلى لندن في عمل ما. ثم أضاف وهو يبتسم: "لا أعتقد أن عمله كان يستدعي رحيله لولا أنه رغب في تجنب سيد ما هنا".





إذا, كان دارسي مسؤولا عن غياب ويكهام. كانت غاضبة جدا خائبة بحيث أنها عجزت عن الاستجابة بأدب إلى دارسي عندما أتى في الحال من أجل التحدث إليها. قررت ألا تتحدث إليه أبدا وأعرضت عنه بوقاحة تقريبا. لكن إليزابيث لا تستطيع أبدا أن تبقى سيئة المزاج لوقت طويل. فبعد رقصتين تعيستين مع السيد كولينز, الذي كان أسوأ راقص ممكن, استمتعت بالرقص مع ضابط وبالحديث عن ويكهام ثانية. كانت تتحدث إلى شارلوت لوكاس عندما أتى السيد دارسي ودعاها إلى أن ترى الدهشة في عيون جيرانها للشرف الذي حظيت به. تحدثا قليلا أثناء الرقص. وفي آخر الأمر سأل عما إذا كانت تذهب غالبا هي وشقيقاتها إلى مريتون سيرا على الأقدام. فقالت أنهن يفعلن ذلك ـ ثم بعبث: "عندما التقيت بنا هناك في ذلك النهار, تعرفنا إلى صديق جديد".



كانت النتيجة سريعة. فقد بدا متعاليا أكثر من ذي قبل ولم يقل شيئا لفترة. ثم قال متهجما: "إن للسيد ويكهام أخلاق حميدة بحيث أنه يستطيع دائما أن يصادق الأصدقاء ـ لكنه غير قادر دائما على الاحتفاظ بهم".


ردت إليزابيث: " إنه سيء الحظ بخسارته صداقتك, وقد يعاني ذلك طوال حياته".



لم يعطي دارسي أي جواب.


"أذكر أنني سمعتك تقول يا سيد دارسي أنك قلما تسامح أي إنسان. أعتقد بأنك حذر جدا بشأن المباشرة بأية ضغينة".


"أنا كذلك".
"إن الناس الذي لا يغيرون رأيهم لا بد أنهم متأكدين من أنهم على صواب".


"هل لي أن أسأل ماذا تعني هذه الأسئلة؟"


قالت وهي تحاول أن تضحك: "ما زلت أحاول أن أفهم شخصيتك. فأنا أسمع قصصا مختلفة عنك بحيث أنك تحيرني كثيرا!"


أجاب بجدية: "أستطيع أن أعتقد تماما بأن التقارير الواردة عني ربما تنوعت كثيرا. آمل يا آنسة بنيت بألا تتخذي قرارك ربما لن يكون منصفا لنا".


أنهيا الرقصة بصمت وافترقا غير راضيين.لكن مشاعر دارسي نحوها كانت قوية كفاية لتجعله يسامحها ويضع كل اللوم على ويكهام.


لم تحدث بقية الأمسية شيئا سوى الألم لإليزابيث. ولم يمنحها أية بهجة سوى مشهد فرح جاين برفقة السيد بنغلي. لكنها استاءت من الصوت المرتفع الذي وصفت فيه السيدة بنيت للسيدة لوكاس ميزات الزواج بين جاين و بنغلي. تحدثت وكأن الأمر قد تقرر, واستطاعت إليزابيث أن ترى دارسي ينصت بازدراء وتجهم, فيما حاولت من جدوى أن تحمل والدتها على الحديث بهدوء أكثر. كذلك تألمت من رؤية السيد كولينز يسيء إلى سمعة العائلة. فقد اكتشف أن السيد دارسي, ابن أخت الليدي كاثرين دي بورو, كان موجودا وأصر, خلافا لجميع نصائح إليزابيث, على تقديم نفسه. استمع السيد دارسي بدهشة واشمئزاز إلى أحاديثه الطويلة وابتعد أخيرا بانحناءة صغيرة.




بدا وكأن كل الشقيقات في عائلة إليزابيث, باستثناء جاين, قد اتفقن على إظهار أنفسهن بأسوأ حال.



لكن السيدة بنيت كانت سعيدة تماما عندما غادرن نذرفيلد. كانت متأكدة من أنها سترى إحدى بناتها تسكن نذرفيلد في غضون أشهر قليلة ـ وأخرى متزوجة من السيد كولينز.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 07:09 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع عشر


أمل فوق العادة




في اليوم التالي أعلن السيد كولينز قراره. فقال للأم بعد أن وجد السيدة بنيت وإليزابيث وكيتي معا بعد الفطور: "آمل يا سيدتي أن تسمحي لابنتك الجميلة إليزابيث برؤيتي على انفراد خلال الصباح؟"



وقبل أن تتمكن إليزابيث من فعل شيء سوى الاحمرار من الدهشة, أجابت السيدة بنيت في الحال: "أوه يا عزيزي, نعم ـ بالتأكيد! أنا متأكدة من أن إليزابيث ستكون سعيدة جدا ـ تعالي يا كيتي, أنا بحاجة إليك في الطابق العلوي".


كانت تغادر الغرفة عندما نادت إليزابيث: "أمي العزيزة, لا تذهبي! أرجوك لا تذهبي! أن السيد كولينز سيسامحني. لا يمكن أن يكون لديه ما يقوله لي على انفراد. أنا من سيرحل".



ولكن قبل أن تتمكن من الهروب, قالت أمها: "لا, لا. هذه سخافة! أنا أصر على بقائك يا إليزابيث".


لم يسع إليزابيث مخالفة مثل هذا الأمر ـ وقد جعلتها لحظة من التفكير تدرك أن من الأفضل إنهاء الأمر بأسرع ما يمكن.



جلست ثانية, وحالما خرج الآخرون, قال السيد كولينز:


"صدقيني يا عزيزتي الآنسة إليزابيث أن تواضعك يزيد في كمالك. كدت تكونين أقل جاذبية بالنسبة إلي لو لم تظهري هذه المعارضة الضعيفة. قلما تستطيعين الشك بنواياي. فما أن دخلت هذا المنزل حتى اخترتك شريكة لحياتي في المستقبل. لكن قبل أن أترك مشاعري ترحل معي, دعيني أخبرك عن أسباب الزواج, فهي: أولا, أنا أعتقد أن كل شخص ينبغي أن يكون قدوة لغيره من خلال الزواج. ثانيا, أنا مقتنع بأنه سيزيد من سعادتي. ثالثا, لقد نصحتني بذلك السيدة النبيلة جدا التي هي راعيتي. قالت لي: ابحث عن سيدة من النوع النشيط والمفيد. عد بها إلى هانسفورد وأنا سأقوم بزيارتها.




هذه هي الأسباب التي جعلتني أقرر الزواج. ينبغي الآن أنأخبرك لماذا قررت البحث عن زوجة في لونغبورن بدلا من البحث عنها بين جيراني. الحقيقة هي بما أنني سأرث هذه المزرعة بعد وفاة والدك, إذن أرغب في أن أختار زوجة من بين بناته. هذا هو هدفي يا ابنة عمي العزيزة, وأنا واثق من أنه لن يقلل من احترامك لي. لم يبق الآن شيء سوى التأكيد على شدة الحب لك. فأنا لست مكترثا للمال ولن أطلب أي منه. كل ما يمكنك توقعه هو ألف جنيه بفائدة 4% تستلميه إثر وفاة والدتك. سوف ألبث صامتا حيال هذا الأمر, ويمكنك أن تتأكدي من أنني لن أقوم بأي توبيخ مهين بشأنه عندما نتزوج".





كان من الضروري وضع حد له. فصاحت به:


"أنت متسرع جدا يا سيدي. دعني أعطيك جوابي في الحال. أشكرك على الشرف الذي تمنحه لي, لكن يستحيل علي القبول به".


لوح السيد كولينز بيده وقال: "أفهم أن السيدات الصغيرات يرفضن غالبا مثل هذا العرض في بداية. لذلك فأنت لا تثبطين همتي. إنني ما زلت أتطلع بأمل إلى زواجنا".


صاحت إليزابيث: "ذلك أمل غير عادي يا سيدي. فأنا لست واحدة من السيدات الشابات اللواتي يخاطرن بسعادتهن أملا في أن يسألن مرة ثانية! أنا أعني ما أقول. لا يمكنك أن تجعلني سعيدة وأنا متأكدة من أنني لن أستطيع أن أجعلك سعيدا. لو كانت صديقتك الليدي كاثرين تعرفني فأنا متأكدة من أنها ستوافق على أنني غير مناسبة لأكون زوجة لك".





إن كل ما استطاعت إليزابيث قوله لم يقتنع السيد كولينز بأنها جادة بدا له من المستحيل أن ترفض عرضه. فأوضح ثانية أن الزواج أمر مرغوب فيه كثيرا. وبصرف النظر عن مركزه الاجتماعي الرفيع, أخذ يذكر إليزابيث بضعفها. فمن ميزاتها الساحرة الكثيرة. إن المبلغ الضئيل الذي سترثه سيثبط همم الرجال الآخرين. لذلك كان مقتنعا بأن رفضها كان مفتعلا ويهدف إلى جذبه أكثر. أخيرا, وبعدما فشلت في إقناعه, غادرت إليزابيث الغرفة, وقد أسكتها الغيظ.



اندفعت السيدة بنيت لتهنئ السيد كولينز حالما رأت ابنتها تتركه. تقبل السيد كولينز تهانيها بفرح مماثل ثم أخبرها بتفاصيل حديثهما.


أدخلت معلوماته الذعر إلى قلب السيدة بنيت. لم تستطع أن تصدق أن ابنتها قصدت فقط إلى تشجيعه من خلال رفضها. لم تقدر على البوح بذلك. فأضافت: "لكن لا تقلق يا سيد كولينز. سأتحدث إليها بنفسي مباشرة. إنها فتاة غبية ولا تعلم ما هو الأفضل لها. لكنني سأجعلها تعرفه!".



لم تمنحه الوقت للرد. بل هرعت إلى زوجها مستنجدة وهي تدخل غرفته. "أوه, يا سيد بنيت, أنت مطلوب في الحال! نحن جميعا في اضطراب. عليك أن تأتب لتحمل إليزابيث على الزواج بالسيد كولينز, فهي تقسم بأنها لن تتزوجه, وإذا لم تسرع فهو سيغير رأيه ولن يتزوجها!".



أبعد السيد بنيت نظره عن كتابه عندما دخلت وأخذ يراقبها بهدوء, ثم قال: "أنا لا أفهمك,عما تتحدثين؟ ماذا يسعني أن أفعل بشأنه؟".



"خاطب إليزابيث بشأنه. أخبرها بأنك تصر على زواجها به".


"استدعها. سأعلمها برأيي".


دقت السيدة بنيت الجرس واستدعيت الآنسة إليزابيث إلى الغرفة.


صاح والدها عندما ظهرت: "تعالي يا ابنتي, لقد أرسلت في طلبك لأمر مهم. أصحيح أن السيد كولينز قدم لك عرضا للزواج؟".



أجابت إليزابيث أنه فعل. "وهل رفضت ذلك؟" ردت إليزابيث بنعم. "حسنا. لقد وصلنا الآن إلى صميم الموضوع. إن أمك تصر على قبولك. أليس كذلك يا سيدة بنيت؟"


"أجل, وإلا لن أراها ثانية".


"أمامك خيار غير مرض يا إليزابيث. فمن هذا اليوم ينبغي أن تكوني غريبة بالنسبة إلى واحد من والديك. إن والدتك لن تراك ثانية إن لم تتزوجي السيد كولينز, وأنا لن أراك ثانية إن فعلت!"



لم تستسلم السيدة بالرغم من خيبة أملها. تحدثت إلى إليزابيث مرارا وتكرارا, متوسلة تارة أخرى. لكن إليزابيث بقيت ثابتة.


في تلك الأثناء, أخذ السيد كولينز يفكر منفردا في ما حدث. لم يستطع أن يفهم لماذا رفضته ابنة عمه. لم يكن لديه أي تعلق صادق بها, وقد حال هذا النموذج عن قوة إرادتها دون شعوره بأي أسف. شعر بأنه محظوظ لأنه اكتشف شخصيتها الحقيقية قبل فوات الأوان. لم يقم بأية محاولة لاختصار زيارته, لكنه أبدى استياءه عبر الصمت وخشونة الطبع. ولحسن الحظ, أتت الآنسة لوكاس لتمضية النهار, فتمكن في ذلك اليوم وفي أيام تالية من أن يكرس نفسه لها. وقد منح صبرها أثناء الإصغاء إليه الارتياح للجميع.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 07:11 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس عشر

ضربة قاسية


عاد ويكهام إلى مريتون بعدما أنهى عمله في المدينة. ثم التقى الفتيات في مريتون وسار معهن في طريق العودة إلى لونغبورن, وقد فرحت إليزابيث بتقديمه إلى أبيها وأمها.



لكن جاين لم تكن فرحة. فقد وصلت رسالة من كارولين بنغلي في ذلك اليوم تعلن أن العائلة بأسرها غادرت نذرفيلد من دون أية نية في العودة. كانت ضربة قاسية. ففي الرسالة ذاتها أخبرت الآنسة بنغلي جاين أنها وشقيقها سيزوران شقيقة السيد دارسي ـ وأن هنالك أملا في زواج مبكر بين الأخيرة و بنغلي. وبطيبتها المعتادة, ظنت جاين أن الآنسة بنغلي قد فكرت في أن هذه هي الوسيلة الألطف لتحذيرها من أن حب بنغلي قد منح إلى أخرى. لكن إليزابيث كانت تملك وجهة نظرة مختلفة.

"إن الآنسة بنغلي ترى أن أخاها يحبك, لكنها تريده أن يتزوج الآنسة دارسي. لقد أخذته إلى المدينة وستحاول إبقاءه هناك. فهي تأمل في إقناعك بأنه لا يحبك. لكن ما من أحد يستطيع أن يشك في حبه لك. والآنسة بنغلي لا تفعل بالتأكيد. فهي ليست حمقاء إلى هذه الدرجة. هذه هي الحقيقة. نحن لسنا أثرياء كفاية أو عظماء كفاية بالنسبة إليهم. وهي متلهفة على زواج أخيها بالآنسة دارسي بشكل خاص لأنها تأمل في أن يلي ذلك بسرعة زواجها بدارسي".



"لكن يا شقيقتي العزيزة, هل يمكنني أن أكون سعيدة(حتى لو كنت على صواب)بالزواج من رجل يرغب كل أقربائه في أن يتزوج امرأة أخرى؟"


"يجب أن تقرري ذلك بنفسك.إذا اعتقدت بأن البؤس الناجم عن خيبة أمل شقيقتيه هو أعظم من السعادة الناجمة عن كونك زوجة له, عندئذ يجب طبعا أن ترفضيه".


هذه الفكرة جعلت جاين تبتسم. وسرعان ما أصبحت أكثر مرحا, آملة في أن تكون الآنسة بنغلي مخطئة وان يعود بنغلي بسرعة إلى نذرفيلد ويستجيب لكل أمنيات قلبها.




في تلك الأثناء, كان يتطور شأن آخر. فاللطف الذي أبدته شارلوت لوكاس في رعايتها السيد كولينز ذهب إلى أبعد مما تصورت إليزابيث. وكان هدفه, في الواقع, الاطمئنان إلى أن السيد كولينز سيكون لها. كانت ناجحة جدا حيث في صباح باكر بعد يومين غادر منزل لونغبورن وأسرع إلى مسكن لوكاس ليطلب منها الزواج به. شاهدته الآنسة لوكاس من النافدة, فخرجت للقائه وكأنما صدفة في الطريق. تم ترتيب كل شيء مثلما شاءا وطلبت الموافقة من السير وليم والليدي لوكاس. فأعطيت بفرح. بدأت الليدي لوكاس تتساءل فجأة كم سيطول الوقت قبل أن يتوفى السيد بنيت وتؤول مزرعة لونغبورن إلى السيد كولينز. كذلك أملت الفتيات الأصغر سنا في أن يتزوجن بعد سنة أو سنتين. واستراح الصبية لأن شارلوت لن تموت "عانسا". فيما شارلوت نفسها لبثت صامتة. كانت مقتنعة بقرارها. فالسيد كولينز ليس بالتأكيد حساسا أو لطيفا. كانت رفقته مملة وعاطفته تجاهها خيالية. لكنه مع ذلك سيكون زوجها. فهي في الحقيقة لا تحب الرجال والحياة الزوجية, لكن الزواج كان دائما هدفها. إنه الطريق الوحيد للحياة الشريفة بالنسبة إلى الشابات المتعلمات اللواتي لا يملكن أية ثروة. ومهما كانت سعادتهن غير حتمية, فإنه على الأقل سيقيهن من الفقر. أحسست بأنها محظوظة جدا لأن تفوز بهذا الاستقرار وهي في السابعة والعشرين من عمرها. وكان أسوأ ما في الأمر إخبار إليزابيث, التي تقدر صداقتها أكثر من أي شخص آخر. قررت أن تخبر إليزابيث, وأن تحمل السيد كولينز على الوعد بأن يلزم الصمت.



في اليوم التالي بعد الفطور أتت وأخبرت إليزابيث سرا بما ترتب. كانت دهشة إليزابيث عظيمة جدا بحيث لم تقدر في البداية إلا على الصراخ:


"أنت مخطوبة إلى السيد كولينز!عزيزتي شارلوت ـ مستحيل!"

ردت شارلوت: "أعرف كيف تشعرين, لا بد أنك مدهوشة ـ مدهوشة جدا. فمنذ ثلاثة أيام فقط أراد السيد كولينز أن يتزوجك. لكنني لست رومنطيقية, كما تعلمين. لم أكن كذلك أبدا. فأنا أريد فقط بيتا مريحا, وأنا متأكدة من أن فرصتي في السعادة مع السيد كولينز هي عظيمة مثل سعادة معظم الناس عندما يتزوجون".


عادت إليزابيث إلى رشدها وأجابت بهدوء: "من دون شك",ثم تابعت متمنية كل السعادة لشارلوت. لكن مضت أيام كثيرة قبل أن تعتاد على فكرة زواج كهذا. لم تفكر في أن صديقتها ستضحي بذكائها وحسن إدراكها في سبيل الراحة المادية. كان أمرا مخزيا. وقد أضيف إلى هذه الفكرة المؤلمة حتمية تعاسة شارلوت في هذه الرفقة.





لكن دهشة إليزابيث لم تكن شيئا بالنسبة إلى دهشة والدتها. فقد أتى السير وليم لوكاس بنفسه في آخر النهار ليعلن النبأ السعيد. فلقي استقبالا باردا. فأولا, رفضت السيدة بنيت أن تصدق القصة, وثانيا, كانت متأكدة من أن السيد كولينز كان مخدوعا, وثالثا, كانت متأكدة من أنهما لن يكونا سعيدين معا, ورابعا, لا بد من فسخ الخطوبة. كذلك لاحظت نقطتين إضافيتين خلال النهار, الأولى هي أن إليزابيث كانت السبب الحقيقي لكل المشكلة, الأخرى هي أنها عوملت بشكل مؤذ من قبلهم جميعا. لم يفلح شيء في تهدئتها. ومر أسبوع قبل أن تتمكن من رؤية إليزابيث من دون أن توبخها, ومر شهر قبل أن تتمكن من التحدث إلى السير وليم أو الليدي لوكاس بأدب, ومرت أشهر كثيرة قبل أن تتمكن من مسامحة ابنتها. إن فكرة أن شارلوت لوكاس ستصبح ذات يوم سيدة لونغبورن كانت غير مستساغة على الإطلاق.
تذمرت بمرارة إلى زوجها.
وقالت: "في الواقع, يا سيد بنيت, من الصعب التفكير في أنني سأضطر إلى أن أفسح لها الطريق وأن أعيش لأراها تسكن هنا".

"لا تكوني متشائمة إلى هذا الحد يا عزيزتي. دعينا نأمل في أشياء أفضل.لنأمل في أنني سأعيش لمدة أطول منك".

لم يمنح هذا الراحة إلى السيدة بنيت وبالتالي لم ترد عليه.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 07:11 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر


غضب صامت




مر يوم بعد يوم من دون أية أخبار من السيد بنغلي. حتى أن إليزابيث بدأت تخشى من أن شقيقته قد نجحتا في إبعاده. كان قلق جاين, طبعا, أكثر إيلاما من قلق إليزابيث.وقد جعله أسوأ نفاد صبر والدتها, التي كانت دائما تتحدث عن بنغلي.



وصلت رسالة الآنسة بنغلي ووضعت حدا للشك. فالجملة الأولى أشارت إلى أنهم يقيمون في لندن في الشتاء, والجملة الأخيرة أشارت إلى أن شقيقها آسف لأنه لم يتسن له الوقت ليقول وداعا للعائلة قبل مغادرة هارتفوردشاير.




انتهى الأمل, انتهى كليا. فقد تفاخرت الآنسة بنغلي ثانية أن آمالها في الزواج بين الآنسة دارسي والسيد بنغلي ستتحقق بسرعة. استمعت إليزابيث إلى كل ذلك بغيظ صامت. لم تصدق رواية كارولين بنغلي عن أن أخيها يحب الآنسة دارسي. فهي لم تشك لحظة في أنه أحب جاين. لكنها كانت تزدري طبعه السهل, الذي جعله عبدا لأصدقائه.



مر يوم أو يومان قبل أن تملك جاين الشجاعة للتحدث عن عواطفها إلى إليزابيث.



"أوه, أتمنى لو كانت لأمي سيطرة أكبر على نفسها. فهي لا تملك أية فكرة عن الألم الذي تسببه لي من جراء انتقادها المستمر له.لكن ينبغي ألا أفكر في الأمر. فهو لن يدوم طويلا. سأتذكر أنه أفضل رجل التقيته, وهذا كل شيء".



هتفت إليزابيث: "عزيزتي جاين! أنت طيبة للغاية. لا أدري ماذا أقول لك. أشعر وكأنني لم أحبك بالقدر الذي تستحقينه".




ومنذ هذا الوقت, نادرا ما ذكر اسم السيد بنغلي بينهما.




كانت رفقة السيد ويكهام المساعد الأكبر على جعل عائلة لونغبورن أكثر مرحا بعد كل الأحداث التعيسة التي عصفت بها. وقد أصبح تاريخ علاقاته مع السيد دارسي شائعا في كل مكان وجرت مناقشته مرارا. وكانت جاين بنيت الشخص الوحيد الذي فكر في أن هناك تفسيرا ما لتصرفات السيد دارسي المجهولة لدى سكان هارتفوردشاير. فيما حكم كل شخص آخر على أن دارسي أسوأ الرجال.




في يوم الإثنين التالي, تشرفت السيدة بنيت باستقبال شقيقها وزوجته,اللذين جاءا من تشيب سايد لقضاء عيد الميلاد في لونغبورن. كان السيد غاردنر رجلا ذكيا نبيلا, وأعلى مقاما من شقيقته من ناحيتي الخلق والثقافة.وكانت السيدة غاردنر امرأة لطيفة, ذكية, أنيقة الملبس, ومحبوبة من قبل بنات أخت زوجها.
تحدثت السيدة غاردنر سرا إلى إليزابيث عن السيد بنغلي فقالت: "إنني آسفة لما حدث. لكن هذه الأمور تحدث في أحوال كثيرة! مسكينة جاين! إنني آسفة من أجلها لأنها ربما لن تتغلب على ذلك بسهولة. كان من الأفضل لو حدث ذلك لك يا إليزابيث. فأنت تنقذين نفسك بسرعة أكبر. هل تعتقدين بأنه يمكن إقناعها بالعودة معنا إلى لندن؟ فالتغيير ربما يفيدها. كذلك ليست هنالك أية فرصة لالتقائها ببنغلي في لندن. فنحن نعيش في ناحية أخرى من المدينة ولا نعرف الأشخاص ذاتهم أبدا".





سرت إليزابيث بالخطة, وقبلت جاين دعوة زوجة خالها بفرح. تطلعت إلى لقاء الآنسة بنغلي أحيانا, طالما أن السيد بنغلي يعيش مع السيد دارسي ولن يكون مع شقيقتيه. لكن إليزابيث كانت متأكدة من أن الآنسة بنغلي ستنهي الصداقة كليا. وهذا ما حدث. كانت جاين قد أمضت أسبوعا في لندن قبل أن تكتب لها كارولين. ثم زارتها جاين في منزلها وتلقت ترحيبا باردا. وبعد أسبوعين ردت كارولين بنغلي زيارتها, لكنها مكثت وقتا قصيرا ولم تكن حميمة جدا في تصرفها, فرأت جاين أخيرا كم كانت مخدوعة. فكتبت إلى السيد بنغلي, فمع أنه علم أن جاين في لندن, لم يقم بأية محاولة كي يراها. فانتهى تماما كل أمل في حبه.




في تلك الأثناء, خلال زيارة جاين إلى لندن, أصابت خيبة الأمل إليزابيث نفسها. فإن ويكهام, الذي كان اهتمامه وإعجابه مصدر سرور لها خلال الأشهر القليلة الماضية, لم يعد يظهر لها أكثر من الصداقة العادية. كان موضع إعجاب امرأة أخرى. وكانت إليزابيث يقظة كفاية لترى ذلك كله, فرأته من دون ألم عظيم. ولم يمس قلبها إلا قليلا. كانت متأكدة من أنها لو كانت أكثر ثراء لكانت موضع اختياره وهذا ما أرضى كبرياءها. فالسحر العظيم لدى الآنسة كينغ, الشابة التي مال إليها, كان ميراثا مقداره عشرة آلاف جنيه. لم تنتقد إليزابيث رغبته في الاستقلال. فالشبان الوسيمون ينبغي أن يكون لديهم ما يقتاتون به. حتى أنها لم تمقت الشابة التي احتلت مكانها. كانت في الحقيقة مقتنعة بأنها لم تقع في حبه كثيرا. وإلا لشعرت بمزيد من الحقد تجاهه وتجاه الآنسة كينغ.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 07:12 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع عشر

فرح غير متوقع


سرعان ما تم الزواج بين السيد كولينز و شارلوت لوكاس. ثم غادرا إلى هانسفورد, وتلقت إليزابيث رسائل منتظمة من صديقاتها. كتبت بفرح, بدت محاطة بوسائل الراحة, وذكرت فقط الأمور التي تستطيع امتداحها. وقد أدركت إليزابيث أنها لن تعرف ما تبقى من هذه الأمور إلا عند زيارتها.



وقبل أن تغادر شارلوت إلى منزلها الجديد, حملت إليزابيث على الوعد بزيارتها. وقد سنحت الفرصة في شهر آذار(مارس). كان على السير وليم لوكاس وابنته الثانية, ماريا, القيام بزيارة هانسفورد, وجرى ترتيب أمر ذهاب إليزابيث معهما. تطلعت إلى الرحلة بفرح متزايد, خصوصا لأنهم خططوا لقضاء الليلة في لندن, حيث يلتقون جاين وآل غاردنر.


كان الوداع بينها وبين السيد ويكهام حميما جدا. لم يستطع سعيه الحالي أن يجعله ينسى إليزابيث تماما. وكانت مقتنعة بأنه, إن كان متزوجا أو عازبا, سيبقى بالنسبة إليها نموذجا للرجل الودي اللطيف.

كان كل شيء ممتعا ولطيفا خلال إقامتهم القصيرة لدى آل غاردنر في لندن. فرحت إليزابيث لأن شقيقتها كانت على ما يرام. لكن زوجة خالها أخبرتها سرا أنه بالرغم من أن جاين حاولت دائما أن تكون مرحة, فقد كانت هناك أوقات بدت فيها تعيسة جدا.

كانت هناك أيضا فرصة لإليزابيث وزوجة خالها للبحث بأمر ويكهام. فالسيدة غاردنر كانت تعرف تاريخ الرجل الحزين, لكن رأيها فيه أصبح أسوأ عندما سمعت عن سعيه إلى حب جديد. بالرغم من كل ما تمكنت إليزابيث من قوله, فقد كانت مقتنعة بأن ويكهام جشع.


وقبل أن تفترقا, تلقت إليزابيث بفرح غير متوقع دعوة للقيام مع خالها وزوجة خالها برحلة عبر انكلترا خلال الصيف. لم يقرروا بعد إلى أين سيذهبون, ولكن على الأرجح إلى أقصى الشمال. لم يكن هناك ما يفرح إليزابيث أكثر, فقبلت ذلك بامتنان شديد.



كان كل ما شاهدوه في اليوم التالي من الرحلة جديدا وثيرا بالنسبة إلى إليزابيث وكانت ذات مزاج حسن. لم تعد لديها مخاوف حول صحة شقيقتها, وقد منحها التفكير برحلتها الشمالية فرحا مستمرا. أخيرا أصبح بالإمكان رؤية هانسفورد ـ الحديقة المنحدرة إلى الطريق, البيت, السياج الأخضر و وشيع الغار. ظهرت شارلوت والسيد كولينز عند الباب وبلحظة كانوا جميعا خارج العربة. رحبت السيدة كولينز بصديقتها بفرح عظيم. ورأت إليزابيث في الحال أن أخلاق ابن عمها لم تتغير بزواجه. فأدبه المتزايد كان على حاله. وما أن دخلوا حتى رحب بهم مرة ثانية بشكليات فارغة في بيته المتواضع. لم تقدر إليزابيث إلا أن تفكر في أنه, عندما استعرض الغرفة وأثاثها الجيد, كان يتحدث إليها بشكل خاص, وكأنما يرغب في جعلها تفهم ما أضاعته بسبب رفضه. لكن, مع أن شيء بدا مرتبا ومريحا, لم تستطع أن تشعر بالندم. وبدلا من ذلك تساءلت عما إذا كان باستطاعة صديقتها أن تبدو مبتهجة مع رفيق كهذا. وعندما قال السيد كولينز شيئا من المعقول أن تخجل منه زوجته, لم تصغ إليه بتعقل.


وبعد الجلوس مدة كافية للنظر بإعجاب إلى كل قطعة أثاث في الغرفة, قادهم السيد كولينز إلى الحديقة. طلب منهم بشكل خاص أن يتأملوا منظر روزينغز, منزل الليدي كاثرين دي بورو, الذي كانت رؤيته ممكنة من خلال الأشجار أمام المنزل.

وسرعان ما علمت إليزابيث أن الليدي كاثرين موجودة في روزينغز. قال السيد كولينز عند العشاء: "سيكون لك شرف رؤية الليدي كاثرين دي بورو يا آنسة إليزابيث يوم الأحد القادم, ولست أحتاج إلى القول بأنك ستكونين مسرورة برؤيتها. إنها متواضعة جدا بحيث لا شك بأنك ستحظين بشرف الحصول على كلمة أو كلمتين منها. أنا متأكد من أنك وماريا ستكونان ضمن كل دعوة تشرفنا بها خلال إقامتكما هنا. فنحن نتناول العشاء في روزينغز مرتين في الأسبوع. إن عربة سيادتها تؤمر بانتظام لنقلنا إلى المنزل. إحدى عربات سيادتها, يجب أن أقول, لأن لديها عدة عربات".


في اليوم التالي حصلت إليزابيث على نموذج عن عطف أولئك الذين في روزينغز. كانت في غرفتها عندما بدا أن جلبة مفاجئة تحول المنزل بكامله إلى فوضى. صعد شخص ما الدرجات بسرعة فائقة ليناديها. إنه ماريا.

"عزيزتي إليزابيث, أسرعي, أسرعي! ادخلي غرفة الطعام لأن هناك مشهد رائع تشاهدينه! لن أخبرك عنه! انزلي في الحال!"

نزلتا إلى غرفة الطعام التي تواجه الطريق لرؤية تلك الأعجوبة. كانت هناك سيدتان أوقفتا عربتهما عند بوابة الحديقة.

صاحت إليزابيث: "أهذا كل شيء؟ ليس هناك سوى الليدي كاثرين وابنتها!"

قالت ماريا وقد صدمتها الغلطة تماما: "إنها ليست الليدي كاثرين. فالسيدة العجوز هي المعلمة والأخرى هي الآنسة دي بورو. يا للغرابة,إنها نحيلة وصغيرة جدا".

"أنها في غاية الوقاحة لتبقي شارلوت خارجا في هذه الريح الباردة. لماذا لا تدخل؟"

"أوه, تقول شارلوت أنها قلما تفعل. إنه لأعظم امتياز عندما تدخل الآنسة دي بورو".

قالت إليزابيث عندما تذكرت فجأة الشخص الذي ستتزوج به الآنسة دي بورو: "يعجبني مظهرها. إنها تبدو سقيمة ومتهجمة. أجل, أنها تناسبه تماما. إنها نموذج الزوجة التي يحتاج إليها".


كان السيد كولينز و شارلوت واقفين عند بوابة الحديقة يتحدثان إلى السيدتين, فيما وقف السير وليم لوكاس في المدخل كئيبا يراقب الفخامة الموجودة أمامه وينحني كلما نظرت الآنسة دي بورو ناحيته.


أخيرا انطلقت السيدتان بالعربة واستطاع السيد كولينز أن يخبر الآخرين عن حسن حظهم. فالمجموعة بكاملها مدعوة للعشاء في روزينغز في اليوم التالي.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 07:12 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن عشر

حديث الليدي كاثرين



نادرا ما جرى الحديث طوال النهار أو في الصباح التالي عن أي شيء سوى زيارتهم إلى روزينغز. حدثهم السيد كولينز بدقة عما يتوقعون رؤيته, كيلا يصدمهم منظر الغرف الكبيرة وعدد الخدم الكبير والعشاء الفاخر جدا. وعندما ذهبت السيدات ليحضرن أنفسهن, قال لإليزابيث: "لا تهتمي كثيرا يا ابنة عمي العزيزة بشأن ثوبك. فالليدي كاثرين لا تتوقع منا إظهار الأناقة المماثلة لأناقتها أو أناقة ابنتها. إنها تحب المحافظة على الفوارق الطبقية".



وبينما كن يرتدين ثيابهن, أتى عدة مرات إلى أبوابهن طالبا منهن الإسراع لأن الليدي كاثرين تستاء جدا من الانتظار. وبما أن الطقس جميل, كانت لهم نزهة ممتعة عبر المنتزه. شاهدت إليزابيث الكثير مما أفرحها في روزينغز, مع أنها لم تتمكن من أن تشاطر السيد كولينز فرحته أو أن تكون مهتمة كثيرا بمعلوماته عن عدد النوافذ وكلفتها الأصلية.


ازداد هلع ماريا, وحتى السير وليم لم يبد هادئا تماما عندما وصلوا إلى الدرجات المؤدية إلى القاعة. لكن الشجاعة لم تخن إليزابيث. لم تسمع أي شيء عن الليدي كاثرين يظهر مقدرتها غير العادية أو فضيلتها. شعرت بأنها تستطيع من دون خوف مواجهة العظمة في الثراء والمستوى الاجتماعي.



تبعوا الخدم عبر قاعة المدخل وغرفة أخرى إلى الغرفة حيث الليدي كاثرين وابنتها والمعلمة, السيدة جنكينسون. نهضت سيادتها بتعطف عظيم لمقابلتهم. كانت الليدي كاثرين امرأة طويلة ضخمة ذات وجه كان على الأرجح ذات يوم جميلا. لم يكن تصرفها لائقا حيث استقبلتهم بالطريقة التي تذكر زائريها بطبقتهم الاجتماعية الأدنى. وكان كل ما قالته منطوقا بنبرة آمرة أظهرت اعتدادها بنفسها.



لم تكن الابنة مثلها. كانت شاحبة سقيمة وغير مثيرة للاهتمام. وقد تحدثت قليلا إلى غير رفيقتها السيدة جنكينسون.

كان العشاء فاخرا وكان هناك كل الخدم وكل العجائب التي وعد بها السيد كولينز. اتخذ مقعدا له عند طرف المائدة وبدا وكأنما الحياة لا يمكن أن تأتي بشيء أعظم. كان أول من امتدح كل طبق, وتلاه في ذلك السير وليم بإسراف شديد حتى أن إليزابيث استغربت كيف تستطيع الليدي كاثرين الاستماع. لكن الليدي كاثرين منحت الابتسامات الأكثر سخاء.



عندما عادت السيدات إلى قاعة الاستقبال كان هنالك القليل مما يقمن به باستثناء الإصغاء إلى كلام الليدي كاثرين. عبرت عن رأيها بكل موضوع بأسلوب قاطع أظهر أنها لم تعتد على التكذيب. أعطت شارلوت فدرا كبيرا من النصح حول كل تفصيل من تدبيرها المنزلي. لم يكن أي شيء غير مهم جدا لتمليه هذه السيدة العظيمة على الآخرين. وعندما أخبرت شارلوت عن كيفية إدارة منزلها, سألت إليزابيث عن عائلتها بتفصيل دقيق. سألت كم أخت لها, إن كن أكبر أو أصغر منها, إن كانت إحداهن توشك على الزواج, إن كن جميلات, أين تلقين علومهن, كم عدد العربات التي يملكها والدها. أحست إليزابيث بوقاحة أسئلتها, لكنها أجابت بأدب.

"هل تعزفين الموسيقى وتغنين يا آنسة بنيت؟"
"قليلا"

"أوه, إذن سنكون ذات مرة سعداء بالاستماع إليك. إن البيانو الذي لدينا هو ممتاز, وربما هو أفضل من الذي لديك. يمكنك أن تجربيه ذات يوم. هل شقيقاتك يعزفن ويغنين؟".
"إحداهن تجيد ذلك".

"لماذا لم يتعلمن جميعا؟ كان عليهن جميعا أن يتعلمن. كل الأوانس في عائلة وب يعزفن ودخل والدهن من دخل والدكن. هل تخرج أية أخت من أخواتك الصغيرات معك إلى حفلات الرقص يا آنسة بنيت؟"

"أجل , جميعا".

"جميعا! ماذا, الأخوات الخمس في آن واحد! كم هذا غريب! تذهب الصغيرات إلى الحفلات الرقص قبل أن تتزوج الكبرى!"

"أعتقد يا سيدتي أن الأمر سيكون صعبا حقا بالنسبة إلى الشقيقات الصغيرات إن لم يتمكن من المشاركة بقسط من التسلية بسبب أن أخواتهن الكبريات لم يتزوجن باكرا. فالبنت الأصغر سنا لها الحق ذاته في مسرات الشباب كالأكبر منها. فإن صدت عن ذلك لن يتحسن الحب الأختوي!".

قالت سيادتها: "قسما بشرفي, إنك تعبرين عن رأيك بقوة شديدة كفتاة صغيرة. كم تبلغين من العمر؟"

قالت إليزابيث وهي تبتسم: "يصعب على سيادتك توقع اعترافي بذلك بحضور ثلاث أخوات راشدات".

بدت الليدي كاثرين مدهوشة لعدم تلقيها جوابا مباشرا. وكانت إليزابيث الإنسانة الأولى التي تجرأت على اختراق وقارها.



جهزت طاولات لعب الورق. لعبت الفتيات مع الآنسة دي بورو والسيدة جنكينسون. كان حديثهن سخيفا فوق العادة. وقلما قيلت كلمة إلا عن اللعب. وعلى طاولة أخرى, كانت الليدي كاثرين تتحدث على وجه التعميم ـ مشيرة إلى أخطاء الآخرين أو إلى قصة عن نفسها. وكان السيد كولينز منهمكا بالموافقة على أي شيء تقوله سيادتها, شاكرا إياها على أية نقطة يحرزها ومعتذرا إذا ما كسب الكثير. أما السير وليم فلم يقل الشيء الكثير, بل كان يملأ ذاكرته بقصص النبلاء وأسمائهم.

استدعيت العربة عندما سئمت الليدي كاثرين وابنتها من لعب الورق. تحلقت المجموعة حول النار لدقائق قليلة لسماع الليدي كاثرين وهي تخبرهم عن الطقس الذي سيكون لديهم في اليوم التالي. ثم انصرفوا, بعد هذه التعليمات, مع خطب شكر كثيرة من السيد كولينز وانحناءات من السير وليم.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-13, 07:52 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع عشر


الموضوع المفضل

تكررت حفلة الطعام في روزينغز مرتين في الأسبوع. وكانت كل أمسية مثل الأولى تماما. كان لديهم بعض التسليات, لكن إليزابيث استمتعت بأحاديثها مع شارلوت وبالنزهات اللطيفة في الجوار.


كان من المتوقع أن يمضي السيد دارسي العطلة مع خالته. ومع أن إليزابيث أحبته أقل من كل الناس الذين عرفتهم, فقد تطلعت بلهفة لرؤية شخص جديد في حفلات روزينغز.


أسرع السيد كولينز في اليوم التالي على وصوله إلى روزينغز ليقدم احتراماته. أحضر السيد دارسي معه الكولونيل فيتزوليم, وهو ابن عمه اللورد مارلينغ. ولدهشة الجميع, عاد السيدان مع السيد كولينز عندما رجع من روزينغز.


لدى رؤيتهم من غرفة نومهما, هرعت شارلوت إلى البنات لتخبرهن عن الشرف القادم إليهن, وقالت: "أستطيع أن أشكرك يا إليزابيث على ذلك. فالسيد دارسي لم يكن ليأتي بهذه السرعة لزيارتي".

قلما كان لإليزابيث الوقت للقول أن هذا لا يمكن أن يكون صحيحا, قبل أن يدخل السادة إلى الغرفة. كان الكولونيل فيتزوليم في الثلاثين من عمره تقريبا. لم يكن وسيما, لكنه كان نبيلا جدا في مظهره وأخلاقه. بدا السيد دارسي مثلما بدا في هارتفوردشاير تماما. وقد قابل إليزابيث بهدوئه المعتاد, فانحنت انحناءة احترام من دون أن تتفوه بأية كلمة.


دخل الكولونيل فيتزوليم في الحديث مباشرة, ببساطة السيد, لكن ابن عمه جلس, بعد تعليقات قليلة, لفترة من الوقت من دون التحدث إلى أي شخص. أخيرا تحسنت تصرفاته كفاية ليسأل إليزابيث عن أفراد عائلتها. فأجابت أنهم بخير وأضافت تقول:

"أن أختي الكبرى في المدينة منذ ثلاثة أشهر. فهل رأيتها هناك؟"


كانت تعلم جيدا أنه لم يرها أبدا, لكنها رغبت في لأن ترى ما إذا كان سيظهر أية معرفة بما جرى بين آل بنغلي وجاين. شعرت أنه بدا محرجا قليلا حين أجاب أنه لم يقابل الآنسة بنيت. لم يستكمل الموضوع, وسرعان ما رحل السيدان.

مضت عدة أيام قبل أن يلتقوا دعوة أخرى إلى روزينغز. وقد قبلت الدعوة, طبعا.


بدا الكولونيل فيتزوليم سعيدا حقا بمشاهدتهم. وقد جذبته كثيرا صديقته السيدة كولينز الجميلة. فجلس بجانبها وتحدث بلطف شديد بحيث أن إليزابيث تسلت أفضل من أية مرة في تلك الغرفة. وكثيرا مل تحولت عينا السيد دارسي في اتجاههما وهما يتحدثان ويضحكان معا, فيما شاركت سيادتها في اهتمامه بعد فترة وقالت:


"عما تتحدث يا فيتزوليم؟ بماذا تخبر الآنسة بنيت؟ دعني أسمع".

"أننا نتحدث عن الموسيقى يا سيدتي".
"عن الموسيقى! إذن تحدث بصوت مرتفع أكثر. إنه موضوعي المفضل. لا بد أن أشارك في الحديث إن كنتما تتحدثان عن الموسيقى. هناك عدد قليل من الناس في إنكلترا يستمتعون, على ما أعتقد, بالموسيقى أكثر مني أو يملكون ذوقا أفضل. لو أنني درست الموسيقى لبرعت فيها. وكذلك آن, لو أنها كانت قوية كفاية لتدرس. أنا متأكدة من أنها كانت ستعزف بابتهاج. كيف نسير الأمور مع جورجيانا يا دارسي؟"



تحدث السيد دارسي بإطراء مفعم بالعاطفة عن شقيقته.


"أخبرها نيابة عني بأنها يجب أن تتمرن كثيرا. لقد أخبرت الآنسة بنيت عدة مرات أن عليها أن تتمرن أكثر. سيرحب كثيرا بقدومها إلى روزينغز كل يوم لتتمرن على البيانو في غرفة السيدة جنكينسون. فهي لن تكون في درب أي شخص في ذلك الجزء من المنزل".

بعد العشاء طلب الكولونيل فيتزوليم من إليزابيث أن تعزف له. جلست إلى البيانو واتخذ لنفسه مقعدا بجانبها. استمعت الليدي كاثرين إلى نصف الأغنية ثم تحدثت كسابق عهدها إلى ابن أختها. أخيرا ابتعد عنها بهدوئه المعتاد ووقف بجانب البيانو حيث تسنى له رؤية وجه إليزابيث.


أحسست إليزابيث بما كان يفعل فقالت له, عند أول توقف, وهي تبتسم:
"أنت تقصد إخافتي يا سيد دارسي بقدومك هكذا للاستماع إلي لكنني أرفض أن أكون عرضة للخوف. فأنا إنسانة عنيدة. وشجاعتي تزداد دائما عندما يحاول الآخرون إخافتي".

أجاب قائلا: "أنت لا تعتقدين حقا بأنني أرغب في إخافتك. فأنا إذ أعرفك كفاية منذ وقت طويل أعرف أنك تستمتعين بقول أشياء لا تؤمنين بها حقا".

ضحكت إليزابيث إزاء هذه الصورة عن نفسها وقالت للكولونيل فيتزوليم: "إن ابن عمك سيعلمك أن لا تصدق أية كلمة أقولها. فأنا سيئة الحظ بشكل خاص لأنني التقيت شخصا قادرا على كشف شخصيتي الحقيقية في هذا الجانب من العالم. في الواقع, يا سيد دارسي, إنه لمن غير الحكمة أن تذكر الأخطاء التي اكتشفتها في عندما كنت في هارتفورد شاير. فأنت تغريني لأتكلم عنك".


قال مبتسما: "أنا لا أخافك".


صاح الكولونيل فيتزوليم: "دعيني أسمع بما تتهمينه. أود أن أعرف كيف يتصرف بين الغرباء".


"تهيأ إذن لشيء مروع جدا. إن المرة الأولى التي رأيته فيها في هارتفورد شاير كانت في حفلة راقصة ـ وفي هذه الحفلة, ماذا تظن أنه فعل؟ رقص أربع رقصات فقط! يؤسفني أن أسبب لك الألم ـ لكن هذا ما حصل. رقص أربع رقصات فقط مع أن, حسب معلوماتي, عدة سيدات شابات كن جالسات بانتظار رفيق. لا يمكنك إنكار ذلك يا سيد دارسي!"

"لم أحظ بشرف التعرف إلى أية سيدة عدا مجموعتي الخاصة".

"صحيح. لكن ألم يكن من الممكن تقديمك؟"

قال دارسي: "ربما كان ذلك أفضل. لكنني لا أشعر بالارتياح بين الغرباء".

سألت إليزابيث الكولونيل فيتزوليم: "هل لنا أن نسأل ابن عمك عن السبب؟"

قال فيتزوليم: "أستطيع أن أجيب عن سؤالك من دون أن أطلب منه ذلك. إنه لا يتحمل المشقة".

قال دارسي: "ليست لدي بالتأكيد الموهبة التي يتمتع بها بعض الناس في الحديث ببساطة مع أناس لم يسبق لي أن شاهدتهم من قبل. لا أستطيع أن أتابع حديثهم أو أن أبدو مهتما بهم مثلما يفعل الآخرون".


قالت إليزابيث: "لا تتحرك أصابعي على هذا البيانو بسهولة مثلما تفعل أصابع نساء أخريات. لكنني اعتقدت دائما أن هذا هو خطأي ـ لأنني لا أتمرن كفاية".


ابتسم دارسي وقال: "أنت على حق تماما, وقد استغليت وقتك بشكل أفضل. فما من أحد حظي بمتعة الاستماع إليك, يستطيع أن يفكر في أن هناك أي شيء ناقص".

قاطعتهم الليدي كاثرين, التي تابعت ملاحظاتها حول عزف إليزابيث, مع إرشادات كثيرة, إلى أن أصبحت عربة سيادتها جاهزة لنقلهم إلى البيت.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
كبرياء

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.