آخر 10 مشاركات
هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          سيدة قلبه (35) للكاتبة: Deborah Hale .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > شـرفـة الأعـضـاء

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-06-13, 05:29 PM   #41

فاطمة راضي

مشرفة المنتدى العام

alkap ~
 
الصورة الرمزية فاطمة راضي

? العضوٌ??? » 248669
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,531
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سكارلت اوهترا
اكتم سر تلك الليلة


اقتباس:
إنها تدرك تمام الإدراك أن لولا شعرها الأشقر الكبير ، صاحب سرها العظيم ، لما تعرف عليها لوكاس و هو منكب على كتابه الغامض هذا ، و الذى لا تبرح فى منأى عن معرفة اسمه !تفضى من رف إلى آخر ، و عنفوان امرأة جامح يجعلها مفقهة إلى مراقبة صقر حادة تنبثق ممن خلفها ، لذا ، تابعت طوفها الهادىء هذا ، تقلب ذلك الكتاب و هذا ، بل إنها لا تجد حرجا فى قراءة ملخصات الكتب كأنها غير مراقبة على الاطلاق !و هذا يثير فى لوكاس أشد أنواع الغيرة ، أو ربما الحقد ، فطالما تمنى لو أختلى بتلك الطاووسة الحرباء ، و فى سبيل ذلك ، ما أضاع إلا وقت فى صحبة جينى يصب أثناءها جام غضبه عليها ، و الآن ، حانت له الفرصة ، حانت له اللحظة !لذلك ، ما شعر بنفسه إلا و قد اعتدل واقفا ، و مثل وراءها بالضبط ، فما إن وجدها تهم بالامساك بالكتاب الجديد لدانيال ستيل ، حتى سارع و انتشله منها !
خفق قلب ساتين لتلك الفزعة التى لم تظنها ، و إذ بها تستدير مرهوفة الخطا إليه تقول و عليها إمارات الضيق :
( ماذا هناك ؟؟! أعدّ إلى الرواية إذا سمحت !! )


فاطمة راضي غير متواجد حالياً  
قديم 16-06-13, 05:31 PM   #42

فاطمة راضي

مشرفة المنتدى العام

alkap ~
 
الصورة الرمزية فاطمة راضي

? العضوٌ??? » 248669
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,531
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سكارلت اوهترا
اكتم سر تلك الليلة


اقتباس:
ضم يديه مخفيا الرواية المقصودة وراء ظهره ، و هو يتقهقر خلفا ، حتى إذا ما صارت مسافة معتبرة تفصلهما ، لم يألفها سوى مديرة جسدها إلى رف المكتبة من جديد ، و تكمل التصفح كأن لم يكن أى شىء !!
و هذا ما فتّ من عضده ، بل ربما قوى من ساعده على المزيد من إثارة حنقها !! إنها كتلة من الانفجار المحبوس الآن ، و ما أعانته الدقائق إلا على أن يضرى النيران فى نفسه .فهذا الشعر الأشقر الكبير ، يشعر به أنه مليىء بالأسرار ، كأنما قد كبر لمجرد أن يحتفظ بداخله على أسرار صديقته الملازمة !!فأسند خده على كفه بعدما جلس على طرف مكتب الحسابات الموجود فى المكتبة ، و هو لا ينقطع عن متابعته لكل حركة تبدر منها ، حتى فى النهاية ما صارت جعبة احتماله تتمدد كفاية ، فإذ به يصرح بأقوال أرقته طيلة فترة القراءة الفائتة ألا تخبرينى ؟! .. لماذا لم توافقى على أن تكونى بطلة المسرحية الجديدة ؟! )


فاطمة راضي غير متواجد حالياً  
قديم 16-06-13, 05:37 PM   #43

فاطمة راضي

مشرفة المنتدى العام

alkap ~
 
الصورة الرمزية فاطمة راضي

? العضوٌ??? » 248669
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,531
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سكارلت اوهارا
اكتم سر تلك الليلة


اقتباس:
أخذ بأكظامه بالكاد و هو يستعب أنها لم تكن تعطى إياه الاهتمام المطلوب ، لكن تمنح الكتب التى قبالتها جم الانتباه ، و بقى على حاله المنتظرة على صفيح ملتهب من السخط ، حتى إذا ما كرب على تفجير بالونة انتظاره تلك ، صدم بها قد أظهرت على طرف ثغرها ابتسامة ما عابثة ، تصبّر عليها بتجلد غريب ، حتى قالت هى فى النهاية معيدة الكتاب الذى بين راحتيها إلى مطرحه :
( وهل يهمك هذا يا أستاذ .. أليخاندرو ؟!! )
و تشددها على الكلمة الأخيرة ، أرسل إليه إشارة الاستهزاء ، و هذا أطغى ما يكون على قلبه ، الذى ما يحتمل أى إهانة على هذا الاسم المقدس لديه ، فما كان منه سوى أن قال بمرارة و يداه متكورتان :
( ليس من حقك الاستهزاء من اسمى يا آنسة ريكاردو !! )
رفعت حاجبيها المهذبين بعناية تصبغها بصبغة الغجر المحببة ، و هى ترتقى بمستوى هامتها لتبلغه ، فى حين التفتت إليه كاملة ، بعدما كانت مجرد تستبقى جذوة غضبه بنصف التفاتتها الفائتة ، و قالت باستغراب :
( لكننى لم أستهزىء يا لوكاس !! )
حينما يكون الغضب هو الطاغى ، فهو فى سلطانه يمحو كل شىء عدا ما يغذيه !!
هكذا يعرف لوكاس و كشىء من سلطان الغضب عليه ، أنساه ما يعرفه !!
لذلك ، رمى لوكاس بكلمتها تلك عرض الحائط و هو يحتفظ بروحه التى تنفح بالعدائية مردفا :
( لا يهم .. المهم أن تجيبينى .. لماذا لم توافقى على الاستمرار فى المسرحية كممثلة ؟!! )
منطقت خصرها بيديها التى تدلت من إحديهما حقيبتها ، و هى تسأل بضحكة متجهمة بتحدّ :
( و قد سألتك عن مبرر هذا الاهتمام !! )
لم يأبه لما تحمله الكلمة من تحدّ ، و أجابها بصوت مشوب بالضيق :
( لأننى أراك خائفة من مواجهة بيننا !! )
ازدادت فى رفع حاجبيها حتى أنها تكهنت أن قريبا جدا ، ستكون شعيرات حاجبيها قد انغمست فى شعيرات غرتها !! قبل أن تصفق أمام لوكاس بابا جديدا من أبواب المواجهة التى يريدها بأن قالت بهدوء :
( خائفة ؟!! و ممّ أكون خائفة يا أستاذ أليخاندرو ؟! )
كان صوتها المنتظم النبرات يرسل إلى أضلع لوكاس نوعا من القشعريرة ، كأنه يطرب به ! لكنه حقيقة كان يوارى تلك الحقيقة فى دفين صدره ، لهذا ، صدع للإجابة على سؤالها ، الذى كان فى انتظاره ، ليشين صوته بزمهرير يبعث موسيقى شاذة :
( لا أدرى .. انا الذى أسألك ! )
جعلها هكذا فى خندق ليست هى بخارجة منه ، هذا ما كان يتكهن به ، لولا انه ما أدرك بعد أن ساتين ليست ممن ينزنقون فى ركن قصى من الاحراج ، لقد رأت ما رأت فى حياتها ، و هذا ما قوّى ساعدها ، و هى ترسم على وجهها تعبير مستهجن ، و تقصى نظرها عنه تماما ، قائلة بصوت متبسم خارجيا بادعاء ظهر جليا لرفيق المكان :
( و ليست لى إجابة على سؤال غير مطروح ! )
أوشك على أن يجذبها إلى عمق لجة أخرى من لجج أسئلته التى ودّ منذ أول مرة شاهدها فيها أن يقرصها بها ، لولا أنها استخرجت نفسها من تلك الدوامة بمغناطيس كلماتها الحذقة القادمة :
( لم أكن أعرف أن لك مكتبة خاصة بك .. )
عاد يسألها و قد اكتشف موطن سخرية قد يعربد و يزبد فيه :
( و كأننى سأصدق !! )
عبست أساريرها و انقبضت ، غضبة منه ، و هى تقمع ثورتها بيديها :
( ماذا تعنى ؟!! )
أجابها بجرأة متمادى فيها :
( أعنى أن مكتبتى غير ذائعة الصيت لتصلى إليها بهذه السهولة و هذا اليسر !! )
كان قلب لوكاس يغلى فى مراجيل السخط طالما هو يسأل تلك الشقراء سؤاله ، فقد طفح به الكيل فى الحوار حتى بدون وجود داعِ لهذا ، و لم يصنع أى ميزان ليرى أنه يتعدى حدوده ، بل بالعكس ، عتى عتوا و نفر نفورا ، و ساتين تصفد أغلال الغضب التى تنبت فى تربتها !
( فعلا .. أنا كنت على علم بامتلاكك تلك المكتبة !! )
تفجرت ينابيع الذهول فى روح لوكاس ، و هو يسأل بذهول ليس من إجابة يعرفها سابقا ، لكن من جرأة لم يعتقدها تأتيه منها !!
( و أتعترفين ؟! )
ارتجفت شفاهها بابتسامة أسرت فى عروقه الرجفة ، فتلك الابتسامة إنما هى ابتسامة الموت ، و لشىء بداخله ، لم يدرجها ضمن تمثيل ساتين الماهر ! و قبلما يعلق على تلك الابتسامة الغامضة ، كانت هى تستبق الكلمات بصوتها القوى الذى لا يعرف معنى التضعضع ، فما كان منه إلا أن تناسى أى تعاطف معها ،و هو يستمع بآذان يصمها الغضب :
( أجل أعترف .. خاصة أن ليس هنالك ما يخيف فى الاعتراف ! )
تلاعب الغضب بلب لوكاس ، فصوّر له أشنع اللقطات عن معنى تلك الجملة ، و بعدما كان مقصدها هادف و برىء ، صار فى عقل لوكاس يذاع على اللوائح :
" إنها تعنى أنك ضعيف و لا يخاف منك !! "
لا يدرى لِمَ حالة الجنون التى تتحرك به تلك ، لكنه لثمها على أية حال ، و كأنه مسيّر لا مخيّر !
( و كيف عرفت بوجودها ؟!! )
سألها و هو يتسلى عليها ، فبعدما فقد ميزان كلماته الذى يحسب له مدى تهوره ، صار معتمدا على حدسه ، و الذى يثق فيه حد الاطاحة به إلى أدنى بئر مديدة ، و هو لا يَصدُق-دائم الكذب!- !
( شىء طبيعى ، سمعت صديقك .. الذى أتى لاصطحابك مع جينى ، و هو يحدّث الجماعة فى المسرح عن تلك المكتبة ، فقررت أن آجيئها !! )
و أضافت كمحاولة لاستفزازه ، -هذا ما كان يراه بعيونه العامية- :
( و لن أنكر أن هنالك مجموعة نادرة من الكتب ، خاصة روايات شكسبير ، و تشارلز ديكنز .. )
رغم ما يثور به من حماسة متدفقة طالما حدّثه أى أحد عن الأدب ، الذى تمرمغ فى عشقه بعد نكبات عاتية عليه ،إلا أن مع ساتين ، فقد اشتعلت به جمر الغيرة ، و كأنه مقت أن تتوالف عقليتهما على حب شىء واحد غير التمثيل الذى يجد فيه تحدّ لها ، الآن و هى تحاوره عن كتبه المفضلة ، فإنها تتمثل له كعدوة لدودة من جديد !
( لا يهم ! )
برزت إمارات التعجب المستطير بها ، و هى تستفهم باستنكاف مشاهدة ملامح وجهه المتكبرة :
( ما الذى لا يهم ؟! يبدو أنك لا تحب الأدب .. تعمل بلا حب .. أهنئك أنك هكذا ستفشل !!! )
بلا أدنى ريب ، فإن صوتها هذا المزدرد بالسخرية ، المبلوع بالعجب ، كان فى مقدوره قذف لوكاس من أشهق جبال النفور ، ها هى تحضر ، بالمزيد من الاستفزاز ، أطارت ما به من تحمل !!!!
نزل عن المكتب ، و دنا منها بخطوات خرصاء ، و ساتين لا تبدر منها بادرة قلق و لو ذرة ، و إنما كانت تتأمله طالما هو يجول حولها ، بل و تمادت لدرجة أن تستميل بسمة على وجهها !
حتى قال فى النهاية :
( أتجرؤين ؟! )
سألته بلا مبالاة ، كحال مستمتع بنفسه :
( علام ؟! )
جز على أسنانه ، و هى لا تظهر ما يعبر عمّا بدواخلها ، و استطرد بوجهه المحمر :
( أنت مستفزة .. ألا تعرفين هذا ؟! )
تمتمت بتجسر :
( أنت من ترى هذا !!! أعلم .. )
يكره فيها علمها لكل شىء !!
( أيمكن أن أسأل سؤالا ؟!! )
( تفضل ... )
بصوت متغضن بحمرة الغضب المخضبة ، و مفترش نمرك من الجحود الدجى :
( لماذا تتعاملين مع من حولك بتلك السنة الكريهة ؟! )
أجابته بخفة شديدة ، و نار خفّتها تلقيه إلى الجحيم :
( لا أدرى سبب اهتمامك .. )
كلما حسب أنه قد زجرها عن استكمال مسيرة حياتها ، أعادته مدحورا بخطأ استنتاجاته ، فما من مرة حتى الآن نجح فى حسر تجبرها هذا ، و كسره ، بل إنها و بلا منازع ، تقهره فى كل منازلة ، و هذا لم يكن أبدا ليوفق مع لوكاس أليخاندرو !
تختطفته قساور الذكريات إلى الماضى البعيد ، حينما كانت عيونه تلاحق بشغف الأسطر الأدبية للعديد من الأدباء البسطاء ، و رائحة الموت تحوم حوله تذكره بما فقد و ما سيضيع فى المقبل . و الآن ، يضع نفسه فى موقف حرج أعطى به متغطرسة عديمة الذوق اللجام كى تسّير دفة مركب ولهه للأدب الذى لم يكن له نظيرا و لا شبيها !
فتبادرت فى ذهنه أهمية البرود كحالها بالضبط .
فهو يعرف انه يسدد هدفه بإغاظتها رويدا رويدا لكنها لا تعلى من شأن الثورة بداخلها منذ رآها !!
و قد حقق تقدما فى المسرح حضها على أن تحتمى بتروس الجفاء وقاية لها منه ، لذا ، استقر به العزم على لحظة استكانة تنبأ ببرود عاصف بكبرياءها ، و بالفعل ، لمّا أغلق عيونه و ردّ بصرها بعدها ، كانت ساتين ترمقه بصقيع متبلد ! فإذ به ينتزل عن مكتبه ، آم رف الروايات التى كانت ساتين ترمى أمامه كل انتباهتها ، و قال بصوت ميت هادىء :
( لا مشكلة .. حسنا .. يمكنك سؤالى عن أى كتاب تودين ! )
توقع أى شىء إلا أن تدنو منه حقا ، و تجلس القرفصاء أمام الرفوف ، قد تخلت عن سير حقيبتها ، و أسبغت على نفسها سبغة الموت الكلامى ، و كأنها تنكر وجود من معها فى نفس المكان ، و راحت بأياد خبيرة ، تقتنص الروايات الواحدة تلو الأخرى !
و لوكاس لا يمل من مراقبتها ، لولا أنه فحسب تجافى عنها بعيدا ، ممسكا برواية عطيل ، مستكملا من الصفحة التى رأى أنه لا يذكر فيها كلمة ، و التى كانت الخامسة و العشرين ، متظاهرا بالاستكانة ، باسترخائته ، و خوار قواه الكلامية بدوره ، و عزوفه عن فعل أى شىء سوى القراءة التى تمتزجها المراقبة الحاذقة منه لها ، فكم كانت مستقرة نفسيا ، و مستمتعة بلسان حالها بتلك الدرر التى تفيض من المكتبة فتتقطر منها القطرة وراء القطرة ، و عقله يدور سريعا بشأنها ، من هى ؟! و لم هى غريبة عن كل واحدة قابلها من قبل ؟!
" لم هى مختلفة عن جينى ؟! أو سلمى ؟! أو حتى روزالين !! "
فلكل شخصية من تلكن اللاتى تذاكرهن فى طوف ذكرياته ، ميزة تخصها دون الأخرى ، فتأتى ساتين لتحتوى على المزيد من الأسرار عنهن جميعا ، فلماذا ؟!
كان هذا يثيّر فيه روح المخبر ، يجعله ظانا أن فى طاقته الاضطلاع بدور هذا المخبر فى وجودها ، لكنه فى الحقيقة لم يمنح نفسه اللحظة كى يدرك كم أخطأه التوفيق فى هذا الصدد ، و أن ساتين لم تكن من أولئك ذوى النفوس المستنيمة عن أسرارها ، فهى تعرف من يحمل أسرارها ، تعدهم على أصابعها ، و ليست على أعتاب رغبة فى إزادتهم حاليا !
كانت تتيه وسط الروايات ، فتلك هى حياتها الحقيقية ، الحياة التى تقبلتها بعدما لفظتها الحياة الواقعية من أوسع و أضيق بيبانها ، إنها ليست باللغز الكبير ، لكنها فقط حافظة حياتها فى حقيبة داكنة اللون !
تبعثرت حولها الكتب و هى فى حيرة من أمرها بشأن صيامه عن تبادل الكلمات التكهم معها ، لم تكن تشكل لهذا الأمر أدنى اعتبار ، إنها تحب البعثرة ، و الانطلاقة فى التماس ما تشاء ، و هى ترغب فى :
( ألديك رواية هاملت لشكسبير يا لوكاس ؟! )
استعجب من تلك الحميمة التى تحلت بها كلماتها القليلة ، و هذا ما أرسله إلى رفع حاجبيه أولا ، قبل أن تعلوه تقطيبة ما ، و صوته الرجولى بتلك البحة الفطرية يصدح فى الفضاء الذى يضمهما سويا :
( أجل .. إنها هناك .. )
و كأى صاحب مكتبة ، عاشق ولهان لكل ما تشتمل عليه مكتبته ، داريا بكل شاردة و واردة تقع تحت جناحه ، فإنه سارع بالهبوب من مكانه ، و الانطلاق من فوره لرف وراءه بعيدا عن الرف الذى تجلس عنده ساتين ، و بحركات رشيقة ، صعد على سلم متنقل ، و وجدها بلا أدنى صعوبة ، مما أرسم البسمة على شفاهها و هى تتلقى الكتاب من يده ، لكن ، لمّا واجهت عبسته القاهرة ، ثبطت من ابتسامتها شيئا فشىء حد الضمور ، فترحمت عليها و هى تعاود النظر إلى رفها الآخر !
( أهل ستمثلين فى المسرحية الجديدة ؟! )
قصد أن يذيل سؤالا بلا اسم ، و كأنه يحتقر اسمها ، فقد حرمه على نفسه ، و لابد ألا يضعه فى أى كلمة تخرج من بين شفاهه ، و هى أدركت مخزاه جيدا ، لولا أنها أجابته :
( لا يمكننى أن أمثل فى مسرحية أنا مديرتها ! )
ترفع لوكاس عن ابداء أى رأى له فى هذا الشأن ، فأى كلمة معها تستلزم منه حسابا ، لهذا عكف على السكوت و هو يرجع إلى القراءة و غادرها بصفاقة وحيدة ، شعرت بالإهانة ، لكن لم يكن فى يدها أن تكشف عن هذا الإحساس المتجبر ، فعادت أدراجها تشاهد الأرفف و رواية هاملت فى حضنها و كأنها تخشى أن تضيعها !
حتى إذا ما وصلت إلى أن تصفحت كل رف ، و كل كتاب ، بعد ساعة و نصف ، اعتزمت على الرحيل ، لكن و قبل رحيلها ، رأت رواية عطيل بين يدى لوكاس ، و لا تحتسب أن رأتها من قبل ، جذبها غلاف الرواية رغم أنها قرأتها من قبل لدى صديقة لها !
راودتها الذكرى عن تلك الأيام الخالية ، حينما كانت وسط زميلاتها قطب حسدهن ، و موضع سخريتهن ، حتى بلغ بها الحال إلى ما هى عليه الآن ، إنها ليست راضية يوما عمّا قارفته لأجل الوصول إلى ما هى عليه ، لكنها قط ليست بالنادمة !
ظلت تناظر غلاف الرواية بين يدى لوكاس ، حتى أحس بنظراتها الثاقبة ، فإذ به ينزل الرواية عن عينيه و كأنه متريث لأجل سؤالها ، فأوشكت أن تسأله عنها حينما قال لها بنزق :
( الرواية ليست للبيع ! )
و كم كان اسلوبه نافذا ، مما أصاب ساتين فى صميم كبرياءها من جديد ، هذه المرة ، فقد فثأ بالونة تحملها بشكل غريب ، لتعقب بلهجة مترنمة بترانيم الشياطين اللاهين على أسياخ من نيران :
( لا أفهم سببا لهذا الاسلوب الغريب الذى تتعامل به سيد لوكاس .. و أرجو أن تحسنه قليلا و إلا فمكتبتك الصغيرة ستظل صغيرة كما هى .. )
و أضافت و هى تشهد على لمحات وجهه المزدرية ، فيما أياديها تتخلى عن كل ما تحملهما على المكتب بجواره :
( و أتعرف ؟! لن أشترى منك شيئا ! )
و بصكيك حاد ، كان باب المكتبة يغلق بعنف ، و لوكاس فى حيرة من أمره تمكن من كبحها أمامها ، لكن حينما ساد المكتبة السكون الموحش ، لم يستطع لوكاس منع عيونه من التطلع إلى الكتب التى كانت بذوقها قد استأثرتها دون غيرها ..
فتلك هاملت ، الرواية التى عشق كل ملذتها من مضضها و عنفوانها ، مبارزاتها ، صراخها ، رواية تعبر عن مضمونها من مجرد هذه الجملة التى يتذكرها و رأى بؤم عيونه ساتين تتمتمها لدى قراءتها لملخصها :
( اكتموا أمر تلك الليلة ... )
فحفرت تلك الرواية حفرا على ذاكرته ، و من بعدها استمتع بالتقليب فى سائر الكتب التى انزلق بعضها على الأرض ، فكانت الأخرى رواية دماء و رمال الأسبانية ، فخفق قلبه اضطرابا ، فتلك الرواية الإسبانية تذكره بالكثير من السقطات التى مرت على حياته ، فكان يتغاضى عن وجودها بين كتبه ، أمسك بتلابيب الكتاب و هو يسرح عليه طويلا ، و ها قد رغبت فى الحصول على روايته المحببة إلى قلبه الأخرى ، عطيل ، و التى دوما يقرأها ليعطف على ديدمونة ، و يشعر بقهر عطيل فى النهاية ، و يثأر لهاجس ما بداخله ، يتخرص و يخبره أن تلك النهاية كشىء ما ، ستتمثل له على الواقع !
و العديد من الروايات الأخرى التى تنم عن قريحة أدبية يحتذى بها ، لمس تلك الكتب بأنامله كالمنوّم المغناطيسيا ، و وقف بقرب باب المكتبة واضعا ذراعيه وراء ظهره ، لا يدرى لم قد أخذته تلك الشقراء بعيدا بعيدا ، حتى لم يعد يبغ سوى القراءة .. القراءة عنها فحسب !
استمع إلى صوت المطر من جديد ، فغاصت ملامحه تبرما ، و إذ به يغلق ضوء المكتبة بعدما أعاد الكتب مكانها ، و ارتدى سترته و حذاءه ، و بخطوات خرساء ، خرج من المكتبة ، و غلّق أبوابها ، متحملا على كره قطرات المطر الكريهة ، و سار بهدوء شديد فى شارع خاوي إلا منه ، يردد تلك الجملة من جديد و كأنها قد جذبته إلى قاعها :
( اكتموا أمر تلك الليلة !! )
************************************************** ***********************
اعرف اني خالفت الشروط
بس هو المشهد حلو كدة
كله على بعضه


فاطمة راضي غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
اقتباسات مضيئة لمبدعي قسم قصص من وحي الأعضاء (المجموعة 6), روايات, شبكة روايتي الثقافية, إبداع

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:32 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.