شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t285410.html)

naika 12-09-13 07:43 PM

بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

smile rania 12-09-13 07:44 PM

الفصل الحادي عشر
.......................

الزمن توقف حين جذبت اليدين الستائر على جانبيها.. عيناها فوراً هبطت تنظر للأرض و لم تكن حتى تميز لون السراميك الفخم فقط ..تنتظر قدوم المصير المجهول .
.هاتفها املها الوحيد كانت تنظر إليها بتحطم مرمي على الأرض وقد باتت لا ترى ألوانه ..
لم تتجرأ أن ترفع رأسها لتراه فيما كانت ابتسامته تتسع بطريقة غريبة ..عقلها كان يقول بأن هدوئه كهدوء الرياح قبل العاصفة ..قشعريرة مرت بجسدها
حين لمست اصابعه ذقنها فانكمشت على نفسها مستشعرة بثوبها الفاضح ثوبها الذي لم تتجرأ أن تلبسه أمام أي شاب من قبل ..اصابعه كانت قوية لترفع
رأسها مجبرة فارتجفت بقوة لتضطرب عينيها اكثر وقعت عينيها على حدقتي عينيه الخضراء فهمت بمجرد النظر لعينيه الجائعتين أن
موتها على يديه ..لم تتوقف عينيه بوقاحة عن تأمل جسدها الذي كشفه الثوب سالت دمعة من عينها مستشعرة بالإدلال لم تفكر يوماً بارتداء هذا الثوب أمام
أي رجل غريب و لم تتخيل ابداً أن يرآها عمرو فيه اخيراً بدأت العاصفة تستيقظ و هو يهتف بخفوت
- " اه ..كم أن القدر اليوم معي..."
صوته كان ضعيفاً و هو يكمل بهمس و اصابعه لازالت تلامس ذقنها
-" هذا مؤكد لأني اردت ان اكون خلوقاً بينما كان يتخلخل لأذني اصوات فتيات بالأعلى جئتُ ابحث عن مخبئ لأول مرة لأختبئ من الفتيات
صمت يراقب وجهها الذي انخطف لونه فيما عينيه تمر عليها باستمتاع ليهمس مكملاً...و بالمخبئ لقيتُ المآسة
النادرة مؤكد ."
نزلت عينيه من عينيها المضطربتين تتفحص جسدها الذي بدا يحمر لاحظ التصاق ظهرها على النافذة كأنها تحتمي بها ..قال و هو يطيل
النظر لذراعيها التي لا يغطيهما سوى حمالات ثوبها الرفيعة
- " يا ألهي كم أنت جميلة .."
لم يكن بوسعها سوى محاولة الفرار لكنهُ ختم جملته و هو يحاصرها فجأة بين ذراعيه بعد أن احس بها تريد الهرب . ثبت كلتا كفيه على النافذة لتبقى هي بين ذراعيه
تنظر إليه برعب هاتفة
- " اتركني أرجوك..لم اكن اعرف بوجودك.."
تساقطت دموعها و هو يقول لها بهمس
- " مستحيل ..لقد جئتِ إلي بقدميك.."
انفلتت شهقة رعب منها وحين مال كالمهوس يمرر انفه على انحاء عنقها بطريقة ارعبتها ..تحركت متخبطة لصغر المكان التي هي محاصرة به لكنه ازاح كفيها
من على النافذة ليمسك بإحداهما خصرها بتملك فيما كفها الاخرى امسكت بمؤخرة رأسها تمنعه من الحركة
- " عمرو ..عمرو ..هذا يكفي.."
نادت باكية لكنهُ لم يستجيب لها بل أخذ يمرر انفه على عنقها بكل رقة لم يكن يستمع ابداً لبكائها كان فقط ثملاً برائحة عطرها طبع قبلة حارة
على كتفها مغمض عينيه ليغيب عن الواقع للحظات بدا أنينها يزداد احس بركلات ضعيفة على ساقيه ففتح عينيه شيء فشيء..صوت شهقتها
جعله يفتح عينيه بقوة يحدق بكتفها ليعود شيء فشيء إلى الواقع ..صوتها الذي ايقضه و هي تقول بكل اشمئزاز " مقرف.." هتفت من اعماق قلبها و لم تتوقع
أن تعيده كلمته للواقع ارتفعت عينيه ببطء نحوه وجهها المحمر ارتخت كفيه فجأة عن جسدها محدقاً بانفها المحمر بل احمرار جسدها بكله
لم تستطع أن تفر منهُ هاربة لأنهُ سحبها من معصمها ليبعدها عن النافذة لوسط الغرفة كي لا يرآهما احد من الحديقة عبر النافذة غير مركز أن النافذة
تعكس الصورة و لا تظهر ما بداخل الغرفة ..احس أن الزمن يتوقف و هو يستوعب ما فعله قبل قليل لقد فقد صوابه و هو يراها بهذا المنظر المثير
ليس ذنبه ما كان عليها ارتداء ثوباً كهذا رغم انهُ لم يكن يمسك بها بقوة لكنها لم تكن قادرة على الفرار منه جسدها كلهُ ينتفض و ركبتيها بالكاد
تستطيع حملها و دموع تلطخ وجهها و هي تهتف بكلمات مترجية..حالها مزق قلبه احتضن بكفيه وجهها فأخذت تقول بانهاك " اتركني ..كفاك .."
لم يحتمل منظرها المؤلم هذا افلت كفيه عن وجهها
لتلتف ذراعيه بسرعة حول ظهرها جذبها بقوة إليه و هو يدسها اكثر بين احضانه فيما كانت هي تنخرط ببكاء مرير ..خائفة كم يشعر بالجنون حين
تخاف منه ...يريدها أن تأمن معه لا تخافه ..استطاع اخيراً أن يقول بتحشرج
- " أنا لن افعل لك شيء ..فقط اهدئي.."
لم يسمع ما تقول حيث كان قميصه يكتم فمها ابعدها قليلاً عن صدره ليسمع ما تقول و هو يحكم الامساك برأسها
-"لا تجعلني اشمئز اكثر عمرو .."
فقط نطقها باسمه كان كافياً ليفقد صوابه لكن عينيه تجمدت و هي تهتف بحقد
- " اكرهك كثيراً.."
كلمة جاءت بوقت خاطئ تماماً حيث حولت عينيه لنيراناً تحترق مبعداً نظرات العاطفة عنه قال بصوت اشبه بفحيح الافعى
- " اصمتي لا تجعليني اكمل ما بدأت بكلماتك الحمقاء.."
لكنها لم تهتم واصلت مصرة مستجمعه بعض الطاقة و هي تلتوي تحاول الفرار
- " لا..أنا اكرهك جداً جداً..جداً.."
صرخة منهُ جعلتها ترتجف و من دون شعور دفعها عنه بقوة ليتهاوى جسدها لتسقط على السرير ..عينيها نظرت إليه فوراً و هو يكاد يقتلها
بتأمل جسدها اصابعها سحبت اطراف ثوبها تحاول أن تستر حتى سنتيمتراً واحداً هتف فجأة بصوت عال
- " ماذا كنتِ تتوقعيني أن افعل و أنت ترتدين ثوباً كهذا كل الحق عليك هل توقعتِ أن اتركك ترحلين ببساطة و أنت تعرضين جسدك
باغراء.."
كلماته اشعرتها بالإهانة هتفت صارخة
- " أنا لا ارتدي هذه الثياب أمام أي رجلاً غريب.."
للحظة فكر أن يزن رآها بهذا الثوب فحينما قالت غريب هذا يعني أن رجال العائلة هم مستثنون من رؤيتها بهذا المنظر اقترب فجأة ليسحبها
من معصمها بقوة مجبراً إياها على الوقف ..اه ..أطلقت تأوه حين ارتطم ظهرها بالجدار بقوة عنيفة فيما كفه اصبحت تمسك بمعصم يدها
بقوة لتثبته بجانب رأسها على الحائط كفه الاخرى استقرت بجانب رأسها و هو يسندها على الجدار..مرة اخرى اصبح يحاصرها و هو يهتف
بصوت عال بنفاذ صبر
- " أنا لم اعد احتمل اكثر..كلما تقدمتُ خطوة تراجعتي خطوات ...لماذا لا تفهمي أن وحلي عالق بك و أن بالنهاية واقعة واقعة بعشقي
سلميني قلبك بسهولة قبل أن تفعلي مجبرة .."
لهثت و هي تحاول التقاط انفاسها فيما انخفض صوته و هو يواصل بتأثر
- " أنك الشيء الوحيد الذي تمهلت بامتلاكه بل صبرت لأجعل الأمر اشبه بخطوات متعددة لا تهدف الحب ..خطوات تريد الوصول للعشق
نعم أنا اردت العشق و خطوت نحوه إليك ..لم اريد حباً اردت عشقاً يجعلني ثملاً كما كنتُ قبل قليل معك كالسكارى تماماً لا اعرف ما افعل
و أي حدود أتجاوزها ...التقط انفاسه و هو يتطلع لعينيها التي توقفت عن انزال الدموع ثم اكمل بعاطفة ..كنتُ ثملاً و أنا استنشق رائحتك
العشق الذي احتل بقلبي سأجعله يحتلك قريباً .."
كلماته اذهلتها حقاً تَأثر عينيه و هو يُحاكيها أثارها لكنها لم تستطع أن تصدق الأمر قالت اخيراً
- " ما ذنبي أنا..؟..أنا لا اريدك أن تواصل هذه الخطوات التي تهدف للحصول بها على عشقي و بالنهاية أنت لستَ سوى مجرد طائش
مراهق ..كاذب.."
قالت كلماتها الاخيرة مغمضة عينيها بقوة ترفض النظر لردت فعله لكن صوته المصمم جعلها تفتح عينيها ثم تهبط بهما فوراً إلى الأرض
مستمعة لصوته القائل بصدق
- " أنا لا لستُ كاذب معك لو تريديني أن اثبت ذلك سأفعل .."
رفعت عينيها نحوه بنظره مستخفة لتقول ساخرة
- " حقاً..!..أي عرض ستقدمهُ لي كأثبات فاشل.."
عينيه وقفتا بالضبط أمام عينيها نظرة لم تعجبها غامت بعينيه احست بكفه تضغط على معصم يدها المثبته بجانب رأسها على الجدار..
اخذت تنظر لشفاه تراقب تحركهما ببطء كلمتين خرجت من فمه جعلت الأرض تدور بها
- " لنتزوج ميّ.."
صدمة جعلت الهدوء يعم بين الطرفين قبل أن تفوق لتفكر أنهُ يستغفلها فقط فهو يثبت عشقه كما يزعم بطريقة لعوب يعرف أنها لن توافق
على هذا العرض و هي متأكدة لو أنها قبلت لرفض هو فوراً..تحولت عينيها لقوة و هي تقول
- " أنت مجنون .."
اندفع يقول موضحاً نواياه ..
- " ليس الآن حين اصبح طبيباً.."
سألته ساخرة
- " هل تستغفلني..؟.."
تأفف و هو يرد بملل..
- " أنا فقط اؤكد نواياي المستقبلية معك اؤكد لك أنها نوايا جادة فأنا لن اتخلى عنك حين انتهي من الشغب الذي أنا فيه كما تتدعين ..أنا متمسك بك بشدة"
لم تعرف كيف صاحت فجأة
- " يا ألهي كم انت سخيف..؟.."
ارخى كفيه عنها و هو يشير لها بأصبعه بالسكوت
-" اشششش قد تسمعنا رفيف.."
لم يكمل جملته إلا وصوت رفيف يتعالى بالفيلا تنادي بميّ فور أن نظر لارتجافها و الرعب المطل منها حتى هتف فوراً..
- " ساترك لك الغرفة الآن ..اغسلي وجهك بالماء جيداً بالحمام الملحق بالغرفة ثم اخرجي فوراً.."
يا ألهي هل ينتهي الأمر هنا تكشف بحالة لا تحسد عليها و ..لأم تتخيل بقية العواقب فهزت رأسها باضطراب و هي تقول له بدون تركيز..
- " احذر ..احذر أن يراك أحد.."
ببطء هز رأسه مبتسماً و بخفة تحركت قدميه نحو الباب هاتفاً
- " سأدخل أي مكان هنا .."
فور أن غادر الغرفة حتى تحركت قدميها نحو الحمام ..اسندت كفيها على الحوض فوراً و هي لازالت تحاول التقاط انفاسها جيداً فتحت حنفية المياه
لتغمر وجهها بين المياه الباردة ..بقيت لحظات بالحمام تتنفس بقوة و ترش عينيها بالماء البارد ..اخيراً عاد تنفسها الطبيعي و بتلك اللحظة كانت تسمع صوت
رفيف يناديها من دون شك قررت أن تغادر الفيلا الآن ولا يهمها ابداً لو اختلقت عشرات الأكاذيب المهم أن ترحل هذا ما فكرت به و هي تنظر لنفسها
بالمرآة تتأكد من زوال الاحمرار من وجهها قبل أن ترآها رفيف
*****
الخميس..حسناً قد يكون اليوم السعد لجميع العائلة التي لم تتوقف للحظة طوال ليلة الاربعاء على تجهيز الفيلا التي اكتظت بقدوم زوجة خالها زاهر اميمة
هذا ما دفعها تعتزل بغرفتها متعذرة بنظراتها بأنها لا زالت مجروحة من السيدة اميمة فاعتزلت غرفتها طوال الليل بالحقيقة لم تكن مخنوقة من السيدة
اميمة في ذاك الوقت كانت تشعر نفسها منبوذة الشعور السيئ معها تعتقد أنها عجوز و كل الهموم تلاحقها عمرو وتصرفه المجنون..طلب الزواج السخيف..
منير الذي لازال يلاحقها بأحلامها ..اهمال الجميع لها بانشغالهم بعقد القرآن هي لا تلوم أحد لكن قلبها ينفطر رغماً عنها ..عماد اصبح مشغولاً هذه الايام
بمكالمات هاتفية متوقعة أنها من فتاة خاصة فشيء يخبرها أن عماد قد بدأ يقع بالحب بعد أن رأته يمشي مع نرمين الفاتنة شقيقة مراد ..حسناً و قد اجبرت نفسها
على ارتداء هذا الثوب الأبيض المناقض بلونه الاكتئاب بقلبها ..لم تعد تحتمل نظرات يزن المتحمسة و الفرح المطل بعينيه لم يعيرها أي اهتمام و هي لم تتوقع أو
تنتظر منهُ شيء..فقد قررت أن فور انتهاء الحفل حتى تمحي يزن من عقلها ..ستحاول جاهدة على ذلك لازالت صغيرة و الحياة امامها..فكرت و هي تسير بشرود
بالحديقة الخلفية التي اصبحت مزينة بمصابيح انارتها جيداً..الموسيقى الصاخبة كانت تخلخل لأذنيها من الحديقة الأمامية التي زينت بطريقة مبهرة حذائها العالي
لم يساعدها على السير فوق العشب فسارت في ارضية الحديقة الحجريـة..لم تكن تبالي بالهواء الذي يداعب خصلات شعرها ..كانت تعرف أنها جميلة جداً
بثوبها الابيض الطويل الملتصق بجسدها و بكعب حذائها التي جعلها اطول لتبدو اشد انوثة امام أعين الرجال المدعون للحفل هذا ما جعلها أن تنسحب نحو الحديقة
الخلفية التي يمر بها بعض الخدم و قليلاً من الناس بعد أن حاول احدى الشبان أن يتعرف عليها بطريقة لم تعجبها ابداً حيث تحدث معهُ قليلاً في البداية لكنهُ فاجئها حين اراد
التواصل معها فوراً استحقرته بداخلها و هي تشك أنهُ احدى اقارب هويدا فعائلتها نبيلة و منفتحة جداً..الساعة كانت تجاوزت الثامنة و قد اوشكت على أن تقارب
الثامنة و النصف مساء و المعازيم قد حضر منهم الجميع عدا ريما التي لم تحضر بعد أم نهلة فهي عجزت عن الحضور لأنها منشغلة بحفل احدى قريباتها والذي صادف
بنفس اليوم دق قلبها و هي تتذكر رفيف و دعوة هويدا الخاصة لعمرو ..يا ألهي هل سيأتي..؟..لم تتخيل أن يكون وقحاً و جريء ويأتي بعد ليلة الأمس و ما يحرقها
أنها نست هاتفها النقال هناك لأول مرة تمنت أن يكون قد رآها و التقطه لأنه دليلاً بوجود احد عبث بالغرفة بغياب الجده ..ابتسمت ببطء حين نادها صوتاً تعرفه استدارت
للخلف لتلمح عماد يتقدم و معه نرمين ..
- " مرحباً أيتها الجميلة.."
ضحكت بخفة و هي تبتسم له ممررة نظرها على نرمين قالت بعدها
- " مرحباً نرمين كيف حالك...؟.."
اطلق عماد صفيراً و هو يقول مدعي الحزن
- " لقد حطمتي قلبي ..هل وجود نرمين يمحيني من امام عينيك..؟.."
ضحكتا الفتاتان معاً اخذت نرمين ترد على ميّ بذوق فيما قالت ميّ لعماد بغيظ
- " نرمين فاتنة لدرجة أنني لم اعد اراك"..
نظر لها بنظرات مشاكسة قبل أن يقول
-" و أنا المسكين الذي جئتُ اطمئن عليك .."
عقدت حاجبيها ثم قالت بحنق طفولي
- " ولماذا تطمئن علي هل أنا طفلة ..؟.."
كادت ابتسامته أن تذبل لكنهُ اعاد رسمها بسرعة و هو يمازحها مجدداً فيما بداخله اراد حقاً الاطمئنان عليها فقد خاف جداً عليها بليلة كهذه فارتباط
يزن رسمياً بالقانون من هويدا ليس سهلاً عليها ..اكتفى بالابتسام و هو يراقب نرمين تحاكي ميّ بكل عذوبة تبتسم لها بينما بداخله كان يتحير من حال
نرمين التي لا تتوقف عن ذكر اسم ميّ أمامه و مع كل مرة يستمر هو بحكي المواقف لها ..قطه الحوار الصوت الذي هتف بثقة
" عماد .."
نظر عماد خلفه لثوان قبل أن تتراقص على شفتيه ابتسامة فرحة لقد جاء منقذ ميّ أخيراً..لأول مرة يفرح كل هذا الفرح بقدومه الآن فقط
يمكن أن يطمئن على ميّ لوح بيده من بعيد هاتفاً
- " يا مرحبا عمرو..لقد تأخرت يا رجل.."
تسمرت ميّ بمكانها محدقة بمنظره الخطير و هو ينظر لساعة يده الانيقة قبل ان يهتف و هو يقترب نحوهما
- " لم اتأخر كثيراً...اؤكد لك لو لم تأخرنا رفيف لكنا من اول الحضور.."
اقترب نحو عماد ليسلم عليه فيما صافح نرمين مبتسماً وجه نظرات خاصة نحو ميّ التي ظلت تنظر إليه متسمرة مما جعل عماد يبتسم بداخله
بخبث فيما مررت نرمين عينيها بتفحص على عمرو متذكرة أن مراد قد ذكر هذا الاسم من قبل أمامها استطاعت نرمين بمجرد النظر لعيناي
عمرو أن تكتشف أنهُ يكن شيء خاص لميّ راقبته و هو يتناول يد ميّ يصافحها ميّ التي بدت تحاول التماسك امامه بالقوة و هو يقول لها برسمية ممتعة
ناقضت الهيام و الشغف بعينيه
- " كيف حالك ميّ..؟.."
سحبت يدها عن كفه بهدوء كي لا تلفت انتباه عماد و نرمين ..لم تعرف كيف قالت و هي تشيح النظر عن قميصه الأبيض المائل لسكري
وبتلك الازار السوداء الامعة ..
- " سأذهب لأرى رفيف .."
ختمت جملتها و هي تهز رأسها لهم مبتسمة باضطراب غادرت عائدة للحديقة الامامية لتجد رفيف بالقرب من والدتها ويبدو أنها انهت حديثها
مع والدتها لتبدأ عينيها بالبحث عن ميّ لوحت ميّ لها بيدها و هي تبتسم بإشراق قبل أن تقترب إليها لتحدثها بفرح لم تمر لحظات من الحديث
حتى قدمت ريما مع والدتها تقدمت ميّ نحو والدة ريما لتتكلم معها قليلاً ثم سحبتها رفيف نحو السيدة مارلين ..ما زاد دهشت ميّ هو وجود الجراح
فراس بحلة انيقة بدا لها رجلاً جذاباً و سيماً خاصة بين مجموعة رجال الأعمال المتقدمين السن ..احست بالأحراج حين ابتسم لها تحدثت معه
ومع زوجته ببعض الكلمات الرسمية نظرت لسيدة مارلين المتألقة و هي تحدثها كثيراً و لم تعرف كيف رأت والدتها تتقدم نحو السيدة مارلين
لتبدأ بالترحيبات و التعرف استغلت انشغال والدتها قليلاً لتترك الجميع و تمشي قاصدة احدى الفتيات توقفت قدميها على الصوت التصفيق العالي
كلمات لم تكن تستوعبها نطق بها بعض الحضور لم تفهم شيء إلا بعد أن رأت هويدا المتألقة بثوبها المخملي تمشي مبتسمة ممسكة بذراع يزن
اسندت جسدها على اول كرسي صادفها بعدها مرت المراسيم بكل ترتيب لم تعد تقدر على الاحتمال و هي تسمع المأذون يسأل هويدا لو كانت
توافق هذا الزواج هويدا بدت سعيدة جداً و هي تهز رأسها بالموافقة الشعور الذنب كاد أن يقتل ميّ لحظات التوقيع الاوراق لم تعد تريد أن تراها
و هكذا بكل سرعة استطاعت بسهولة الانسحاب تحت انشغال الجميع ..ليذهب يزن للجحيم من المستحيل أن تفكر برجل متزوج فتاة طيبة و مخلصة
لها تحت انشغال الجميع استطاعت الهرب منعت نفسها من البكاء بصعوبة و هي تدخل الفيلا من الباب الخلفي لم تهتم لأنظار الخدم لها المعتقدين
أنها نسيت شيء داخل الفيلا..لحسن حظها لم يكن احد من المدعوين داخل الفيلا فالكل كان يراقب مراسيم عقد القرآن علت السلالم بسرعة .

smile rania 12-09-13 07:45 PM

سلم ورى سلم ..الظلام يكاد يقتل عقلها الآن التشويش ايضاً ما هذا الذي يحصل معها فجأة ..دون انذار .بدأت المصائب بعد أن خمدت
طويلاً منذُ أن رأت عمرو اولاً يليها يزن ..ذاك اليوم الحافل الذي جمع بأكثر من شخصين يهددا حياتها الآن ..شرفة غرفتها كانت حلها الوحيد دفعت جسدها
نحو الشرفة لتجلس على الكرسي المنخفض دنت برأسها بالأرض كي لا يراها احد من المدعوين في حالة أن رفع رأسهُ أحد إلى الأعلى مع أنها لا تتوقع
أن يرفع أحد رأسه في هذا الوقت خاصة أن مكان الحفل ليس تحت الشرفة بالضبط بل بعيد عنها...تشعر الآن بالقهر
اختناق..أنها تشعر كأن الأكسجين انعدم ..مررت كفيها على جسدها محاولة حماية نفسها من الهواء البارد اغمضت عينيها بقوة و قهر و هي تستمع للهتافات
السعيدة قادمة من الأسفل ..اغمضت عينيها بألم قبل أن تعود إلى الوراء اعوام لتغوص في بحر الذكريات بالضبط قبل سبع سنوات..
أطل رأسها الصغير من الباب الضخم الرئيسي للفيلا ..راقبت عيناها الفضوليتان الحديقة الشاسعة مطولاً..ألم يخبرها عماد بقدومه ..لماذا تأخر .. ؟
دار هذا السؤال بحيرة برأسها و قد بدأت بالتململ لكن سرعان ما انشرحت اساريرها و هي تراقب السيارة الأنيقة تتجاوز بوابة الفيلا الحديدية لم
تعرف كم كانت ابتسامتها عريضة لكنها دفعت الباب بقوة فيما كان هو ينزل من السيارة ..ركضت مسرعة نحوه و كأنهُ انتبه لها حيت حرك رأسه نحوها
ليراقب المرح بعينيها البريئتان..انشرحت اساريره قبل أن يقهقه ضاحكاً و هو يجثو على ركبتيه ليفتح لها ذراعيه و لم تمانع هي بتاتاً حيث رمت
نفسها عليه بقوة قبل أن تحوط يديها الناعمتين عنقه و تحتضنه بشدة هاتفة بدلال لم تقصده :- لماذا تأخرت يزن..؟..اكتفى بابتسامة جانبية و هو يبعدها
عن صدره بلطف و يمسك بكفها ليقودها إلى الداخل هاتفاً برقة :- صغيرتي و هل كنتِ تعرفين بقدومي ..؟ ..اومأت برأسها بالإيجاب بطريقة بريئة
قبل أن تعاود القول :- عماد اخبرني بقدومك ..و قد كنتُ انتظرك منذُ حوالي ساعة. ..ضحك و هو يدخل الفيلا لتتبعه و هي تقول مدعية النزق
:- لا تضحك علي..اشتدت ضحكته بدون قصد ليقف و ينظر إليها قائلاً بعطف :- لم اكن اعرف أن اميرتي الصغيرة تشتاق إلي بهذا القدر ..
اتسعت ابتسامتها قبل أن تهتف بفخر :- اشتاق إليك كثير جداً جداً..اكتفى بابتسامة باهتة قبل أن ينحني ليربت على شعرها ثم تقوده خطواته نحو السلالم
هتف قائلاً :- لا ارى عمتي و لا حتى زوج عمتي.. و عماد لا صوت لهُ ايضاً ..لحقته بحماس و هي تحاول جاهدة الوصول قبله قائلة
:- ماما ليست موجودة لقد خرجت لحضور العرس و بابا تأخر اليوم في الشركة و عماد خرج مع أصدقائه..عقد حاجبيه باستغراب و هو يكمل صعود السلالم ليتجه نحو
غرفته التي اعدتها له عمته سابقاً..فتح الباب و هو يقول باستغراب :- هل تعرف عمتي أنك بالفيلا بمفردك ...؟..ضحكت ببراءة لتقول :- لا تعرف تعتقد أن عماد
معي لكنه خرج قبل قليل ليخبرني انك ستأتي هنا اليوم ..ابتسم بسخرية قبل أن يسير بغرفته ليقول :- ما كان عليه أن يتركك وحدك ..عبست لترد عليه ..:- لا تتحدث
عن عماد بابتسامة ساخرة ..لم يستطع منع نفسه من الضحك و هو ينظر إليها تدخل لغرفته بشموخ نظر لحجمها الصغير و شعرها البني المرفوع بقبضة الشعر
ثم قال بتسلية :- لم اقصد الاساءة ..اكمل و هو يفتح خزانة ملابسه ..فقط لا يجب أن يترك الاطفال في المنزل بمفردهم ..ضربت بقدمها الأرض بحنق قبل أن تقترب
منه بقوة لترفع عينيها بشموخ ثم تقول بحنق :- لستُ طفلة أنا في الحادي عشر ..ثم أنني لستُ وحيدة الخدم يملئون الفيلا..و...تقلصت عينيها لتتوقف عن الكلام و هي تلاحظ
ما يخرج يزن من دولابه ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن يختنق صوتها لتقول باهتزاز وعينيها معلقتان على جواز السفر :- ..هل حقاً قررت السفر يزن ..؟..ستتركنا أنا وعماد
و تسافر..لماذا تفعل هذا ...؟..صدقني لن تكون سعيداً و أنت تبعد كثيراً عنا ...رق قلبه و هو يعرف أنها تقاوم رغبة عنيفة بالبكاء لكنها لن تبكي ..استدار لها و جثا على ركبتيه
بالأرض..راقب الفتاة ذات الحادي عشر عاماً..قبل أن يقول بحنان ..:- طفلتي الصغيرة ..تعرفيني أني سأسافر لأبدأ دراستي الجامعية..هناك افضل لي..هتفت بعنف قائلة
:- أنت مخطئ الافضل أن تكون بيننا ...فرنسا بعيدة جداً..أنا متأكدة بأنك حين تعود لن تكون يزن ستعود مختلفاً....مرر كفه على شعرها بعطف قبل أن يقول
محاولاً امتصاص غضبها..:- لن انسى احد ..لا يمكنني نسيان اختي التي لم احظى بها. .نظرت إليه بدون اقتناع قبل أن تقول بقوة ..:- لقد قررت و أنتهى الأمر أذن ..حسنا
يا يزن أنا لن ابكي عليك بتاتاً..لن افعل ذلك تعودت دوماُ في الملجأ أن لا ابكي ..صرخت بقوة اذهلته ..البكاء للأطفال فقط ..
ثم استدارت لتهرول خارجة من الغرفة ..وقد عرف أنها هربت لتبكي بعيداً عنه ...بعيداً عن عينيه...لكنهُ بتاتاً لم يعرف أنها قد تحتفظ بحبه حتى النهاية

اخذت الذكريات تعود إليها بتلك اللحظة قبل أن يقاطعها الصوت الذي هتف بحدة تمتزج بالشراسة ليقطع تواصلها مع الماضي
" تراقبين الامر من الشرفة بخوفاً و رعب .. لم اعرفك كالفئران تختبئين .."
امسكت شهقتها بلحظة الأخيرة و هي تهب واقفة من على الكرسي ..قبل أن ترفع عينيها بقوة على الغريب الذي فكر بدخول الشرفة و قطع افكار الماضي ..
نظرت بصدمة نحوه قبل أن تنطق اسمه بصعوبة
- " عمرو .."
اطلت ابتسامة ساخرة من شفتيه و هو يتقدم خطوات واثقة نحوها ليقف امامها بالضبط ..كأنها لمحت شيء من الانكسار بعينيه لكن النيران كانت تبرق داخل
عينيه الخضراوتين لتخفي انكساره ..لم تعرف من أين استمدت القوة لترفع ذقنها بكبرياء نحوه قبل أن تضم ساعديها تحت صدرها لتقول من بين اسنانها
- " لا تجرؤ مرة اخرى على اقتحام خلوتي بهذه الطريقة ..من المعيب أن تتجول في ارجاء الفيلا دون أذن..تعرف أنك ليس مرغوب هنا.."
ابتسامة ساخرة زينت شفتيه ..دس كفه بجيب بنطاله..و هو ينظر لها متمالك اعصابه مرت عيناه على ثوبها الابيض الطويل و الذي كان رقيقاً
ليبرز ملامحها الأنثوية ..شعرها البني المنثور جزء منه خلف ظهرها فيما رفع الجزء منه بشكل رقيق ..ببساطة كانت رائعة ..قاوم رغبة عارمة
باحتضانها لكن الفكرة طارت و هو ينظر للحزن المطل من عينيها ..هتف بهدوء يناقض الغضب الذي يكسو وجهه
- " تراقبينه من الشرفة ..يؤلمك كثيراً أن تريه يبتسم بوجه مخطوبته أن يداعبها بكلمات رقيقة حلمتِ بها ..هتف بصدق..يزن لم يعد لك ..
ميّ كفاك ..انظري إلي أنا "
كأنها لمحت شيء من الرجاء حين نطق باسمها بتلك الطريقة الغريبة ...لكنها حقاً لم تكن معه و أيضاً لن تبكي ..امامه لن تبكي ..
تحركت شفتيها باهتزاز لتقول بارتجاف بصدق عميق وقد بدأت تشعر بالتململ من اللعبة التي يلعبها عمرو معها
- "نعم يؤلموني.."
لاحظت لون عينيه الذي اظلم فجأة وقد هب اعصاراً شديد داخلهما لكنها لم تعد تستطيع التوقف صرخت عليه بعنف و هي تتراجع إلى الوراء
- " أنا احبه..لهذا توقف عن ملاحقتي الفاشلة ..تضاربت انفاسها و هي تكمل بقسوة ..لم اتوقف عن حبه طوال فترة غيابه .و..."
توقفت عن الكلام أثر صرخته العنيف
- " أنت مجنونة..هذا مؤكد لا يسمى حباً انهُ وهم ..لن يقع قلبك بحب يزن مستحيل"
نظرت لهُ بذهول لأول مرة يصرخ بهذه القوة عليها بهذا القهر المطل من عينيه ..احست بالجفاف بفمها و ارتجاف شفتيها و هي تقول بخفوت
- " أنت هو المجنون..مطلبك بعيد جداً..أنت لازلت مر ..."
قطعها بحدة اخافتها
- " لا تكمليها .."
أقترب بشدة منها ليلاصق جسدها فيما عينيه تبرق قتالاً ..احس بارتجاف جسدها و عينيه تمر على صفحة وجهها بتفحص..اغمض عينيه بقوة و هو يجاهد نفسه
بالصمود ..فتح عينيه و هو يتمتم بتحشرج
- " أنت ..أنت كلك لي...أن قلبك البريء متعلق به فقط..لأنهُ كان منقذك الاول أنت تتعلقين به ..بحق الله أي حب سينشئ و انت لم تعرفيه سوى شهراً
واحد بعدها سافر لفرنسا اعوام قاطعاً اتصاله بك بالذات..كيف يمكن أن تحبيه ..؟.."
اعاد اغماض عينيه مجدداً ولكن هذه المرة بقوة و كأنهُ يرفض تصديق كلماتها كم ارعبه الثقة الظاهرة بصوتها و هي تقول بصدق
- " أنت مخطئ..لم يكن تعلقاً.."
انزل عينيه ليفتحهما بنفاذ صبر لينظر لشفتيها التي تتحدث بصدق و تكمل كلماتها المنكسرة
- " يزن كل شيء..كل شيء.." حاول جاهداً ايقافها عن كلامها القاسي لكنها واصلت كلماتها " عمرو ..لازلت يافعاً على العلاقات الجدية
و أنا مثلك تماماً..." تمتم بنفاذ صبر.." هذا يكفي لقد سئمت من هذا الكلام ..أنا خطواتي نحو العشق ثابتة يا ميّ..لن تهتز بتاتاً.."
اكمل جملته تحت ذهولها ويديه تتحرك لتمسك بكتفيها بقوة بحركة لم تتوقعها قبل أن ينحني وجهه نحو وجهها ليطبق شفتيه على شفتيها بقوة ..مشدداً من لمسات
يده على ذراعيها اغمض عينيه بقوة غير مهتم برفض جسدها لقبلته ..اراد أن تستمر اكثر أراد أن يثبت لها بقبلته أنها مخطئة بشأن الحب لكنهُ لم يستمر اكثر
حين انغرست اظافر اصابعها بصدره الصلب ليفلتها من بين يديه بضعف لهث و هو يلتقط انفاسه قبل أن يرتد رأسهُ إلى الوراء من الصفعة التي هوت كالسوط على خده ..
لم ينطق كلمة واحدة بل لم يتجرأ على رفع رأسهُ ظل يحدق بالأرض لثوان ليستوعب هول ما يحصل معه ..افاق على صوت خطواتها الراكضة
لتخرج من الشرفة و كأنهُ سمع هذه المرة بكائها ..تساءل أن كان قد خسر كل شيء رفع اصابعه تلقائياً ليمررها على خده الحارة ..
و لم يعرف رغم كل ما سمعه و رآه كيف استطاع أن يهتف بتصميم .." لم ينتهي شيء..الخطوات لازلت مستمرة.." ..
شهقات متتالية انفلتت من ميّ و هي تتخبط من مكان لآخر تركض هنا و هنا ..اصابعها كانت تفرك شفتيها بقوة فيما دموعها تسيل كالسيول ..
بحق الله كيف تقابل الناس الآن لم تعرف لماذا ركضت للأسفل دون أي هدف لكن ارتطام جسدها المرتعش بشخص ما جعلها تتوقف عن النزول
كادت أن تفقد توازنها لولا اليدين الحازمتين التي امسكت بكتفيها قبل الوقوع ..
- " ميّ..ما بك ..؟.."
لم تميز الصوت القلق الذي اسندها على صدره ليجعلها تجلس على حافة السلالم جثا هو مقابلاً لها ..اهتزاز جسدها و بكائها المرير جعله ينتفض و هو يرفع رأسها
إليه لتحدق به ..نظرات تائهة مررتها عليه و هي تهتف باسمه بصعوبه " مراد .."..هتفت بكلمتها قبل أن تنخرط ببكاء مكتوم ..عينيه الحنونتين
وجهتا لها بينما لم تكن هي تعرف على ماذا تبكي هل من قبلة عمرو المفاجئة و التي اجبرت عليها او من افاعيله السابقة و قد يكون السبب
يزن لكنها تعتقد أن طاقتها المقهورة انفجرت احست بيدين مراد تربت على كتفيها ..اخذت تحاول كبت شهقاتها لكنهُ قال لها ..
- " اخرجي ما بداخلك الآن ..تستطيعين التعبير عن كل ما يؤلمك لن يراك أحد .."
لم تكن تحتاج لتلك الفرصة لأنها لو بكت لن تسكت لم تحتمل ابتسامته الراضية و المهدئة لها اخفت وجهها بين كفيها تبكي بمرارة ..تبكي على كل شيء
بعد لحظات احست بيده تجذب ذراعها بخفة لتسند رأسها على صدره بقيت تبكي بحرقة فعرف أنها تحتاج وقتاً طويلاً لتبكي اكثر ..استطاع أن يرفعها
من على السلالم و هو يسندها إليه بهدوء مشى معها بتباطء يقصد احدى الغرف لكنها استوقفته و هي تهتف " الحمام ..اريد غسل وجهي.."
قادها بصمت نحو الحمام فتح لها الباب واشار لها بيده بالدخول ..راقبها تدخل دون أن تغلق الباب لتسند يديها على حافة حوض المياه ....راقب
تشنجها الذي بدا يهدأ شيء فشيء... استمع لصوت خرير الماء ثم لمح المياه تمر على وجهها بعذوبة تلقائياً ابتسم و هو يخطو خطوات هادئة نحو الحمام
اسند ذراعه على الحوض الأبيض و هو يطيل النظر إليها هتف فجأة
- "هل يمكنني أن اسألك لماذا كل هذا البكاء..؟..."
توقفت يدها عن نشر قطرات الماء بوجهها تركت الماء ينسال على وجهها بخفة ثم قالت بجمود لتمحي الشك..
- " أنها ذكريات الماضي مجدداً.."
لم تكذب يوماً بهذه الكذبة مما جعلها تبتسم باستهزاء بداخلها لتعرف أن عمرو هو من صنع لها موقفاً اغلقت حنفية المياه لتمد يدها نحو المناديل
الورقية لتمررها على وجهها بتباطء لم تنظر لمراد الذي ينظر لها بحيرة لكنها جمدت حين قال لها
- " لا تعرفين شيء عن عائلتك الأصلية.
اصابعها توقفت عن تمرير المنديل بوجهها حركت رأسها إليه لتلتقي بملاح عينيه الحائرتين ..استطاع أن يرى الصدمة بعينيها أو الخوف القلق
الاهتزاز ..احس بتأنيب الضمير لكنهُ وجدها فرصة فواصل موضحاً..
- " منير هو من طرف والدك ..لماذا لم تفكري يوماً بعائلة والدتك ..؟.."
الاعصار الذي أطل من عينيها جعله يبتلع لسانه و ينظر لها ببراءة قبل أن يقول بعدم اهتمام
- " أنا آسف ليس عليك أن تردي على شيء كذلك .."
لكنها قالت له بحدة مصرة
- " أنا لا اهتم لأي عائلة حوت اسمي السابق بل أنا انكر تلك العائلة ..لم اهتم يوماً أو افكر بناس تخلوا عني.."
تركته تحت صدمته مغادرة الحمام قاصدة غرفتها لتضع بعض مساحيق التجميل ثم تعود للحفل تنهد مراد بإحباط قبل أن يلحق بها نحو الحفل
والكثير ما يشغل باله..

بعد ساعة...
لم تكن عيناه مركزة بالحفل أو حتى بوالديه المنشغلان بالتحدث مع السيدة اميمة السيدة مارلين بدت فرحة جداً بتعرفها على عائلة ميّ فيما
والده هادئاً واثقاً هكذا في كل الحفلات ..لم يكن عمرو يعرف أن والده الوسيم قد ينال كل هذا الاهتمام فالسيدة اميمة بدت معجبة بشخصية والده
الكبيرة فكر باستهزاء بأن والده لو كان ممرضاً و ليس جراحاً لكانت الآن السيدة أميمة تعطيه نظرات متكبرة ..دعتهم السيدة اميمة بعدها
لتناول الطعام حيث كان الناس يصبون لهم الطعام من الطاولة الكبيرة على الاطباق اللامعة الكبيرة رغم أن الطعام بدا شهياً لكنهُ ابداً لم يكن في شهية لتناوله
عينيه كانت مستقرة على ميّ اصبح يلعب بأصابعه و هو يراها تبتسم بمجاملة لريما التي لم تكف عن الثرثرة ...كانت واقفة بجانب احدى
الطاولات الفارغة متوسطة بين رفيف و ريما لم يستطع التحكم بأعصابه و هو يهز رأسه لوالديه لينسحب بهدوء اعتقد الجميع أنهُ ذاهب
لتناول الطعام لكنهُ دوماً كان مصراً و يعرف هدفه ..عدل من ياقة قميصه و هو يسير بثبات نحو الفتيات اللاتي لم يكن ينتبهن له
من الموسيقى الصاخبة التي كانت ترج الحديقة ..اخيراً انتبهت رفيف لهُ حين كان يسير آخر خطوة ليستقر بجانب اخته ..نظرات متجاهلة من ميّ
التي اكتفت بشرب رشفة من المشروب الأحمر الغازي من الكأس الزجاجي..أما ريما اكتفت بإعطائه نظرات حادة قوية ..لم يأبه لأحد و هو يحدق
بأخته المستفسرة عن سبب مجيئه لم يحدثها هي فقط بل قال و هو ينظر للجميع
- " معذرة ..اتركوني مع ميّ قليلاً...أريد التحدث معها"
فتحت ريما فمها و العصبية تتطاير من عينيها لكن ميّ قطعتها بحدة
- " لا يوجد شيء اتحدث به معك .."
وجه لها نظرات ثابتة ..
- " يوجد اكثر من شيء ..سأكون مسروراً حين تكتشفين ذلك .."
لم تعجبها الثقة بصوته راقبته يميل نحو أذن رفيف يحدثها ببعض الكلمات ..تردد رفيف لم يكن يريحها خاصة حين استسلمت عينيها لتتجه نحو ريما
وتسحبها مجبرة ..داخلها احترق نيراناً من المغفلة رفيف فيما تصنعت عدم الاهتمام و هي تشيح وجهها عنه لتحدق بهويدا و يزن و الحميمية التي تحيط
بهما لم تشعر بالغيرة من هويدا بل شعرت بارتباك و جسد الساحر يدور حول الطاولة ليستقر بجانب جسدها شربت رشفة من مشروبها الذي بدا لها
الآن بلا أي نكهة ..ذراعه اتكأت على الكرسي بجوارها و عيناه واثقة جداً التوتر أعماها بشدة فلم تعرف نفسها و هي تقول بجفاف متطلعة يبزن و هويدا
- " لقد تجاوزت كل الحدود و اقسم أن لم يكن وضع المنزل هكذا مع صهيب الاحتفال لكنتُ سأتصرف بتصرف آخر معك
..اكملت من بين اسنانها ..أن لا اقبل أي اعتذار..لم اعد اطيق وجودك بقربي واذكر انني كررت هذه الجملة اكثر من مئة مرة .."
مرة اخرى شربت رشفة من المشروب الغازي تحاول السيطرة على اعصابها التالفة كادت أن تختنق حين قال بهدوء و عينيه تتطلع للأمام مثلها..
- " أنا لم اكن أريد أن اعتذر و لستُ أنا من يندم على شيء افعله و أنا اعنيه ..."
ابعدت الكأس الزجاجي من شفتيها و هي تعتصره بين يدها بقوة ..جسده اعتدل فجاة ليقف خلف ظهرها لو تراجعت للوراء سنتيمتراً واحد لصدمت بصدره
تحرك رأسها قليلاً إلى الوراء و عينيها تنظر إليه بتعابير مختلفة ..شفتيها تحركتا تقول ساخرة
- " لم اكن اتوقع جواباً اكبر من حجمك .."
ابتسامة عابثة ساخرة اطلت من شفتيه تلاقت عيناهما معاً فاستغل الفرصة ليقول
- " لا اعرف لماذا تدفعينني لشخصاً لا يريدك لتتعلقي بشبح من الماضي.."
هل هو غبي أم يتغابى..ألا يدرك أنهُ مراهق مما يجعلها تخشى و تحذر من أن تفكر به ..هذا ما قالتهُ بسرها و هي ترد عليه بغيظ مشيحه نظرها عنه
- " لقد اردت دوماً أن تعرف ما يعنيه لي يزن ..و قد عرفت قبل قليل .."
تمزق قلبها حين قال بتعجب
- " يا الله ..لم اكن اعرف أنك تخونين هويدا بكل هذا الثقة !.."
ردت مصرة
- "أنا احب يزن من قبل ان يرى هويدا .."
لم يستطع أن يمنع ضحكة ساخرة و هو يسألها قائلاً
- " حقاً..متى ؟...على علمي أنك لم تريه غير شهراً واحد حين كنتِ طفلة لا تعرفين حب ينشئ بين فتاة و شاب..اخبريني متى اصبحتِ متيمة به
هل فور أن عاد و هو يملك مخطوبته أم متى.."
كلماته جمدت الدماء بعروقها ..متى احبت يزن ..؟..نعم ذاك اليوم حين صرخ بوجه مديرة الميتم ..كانت صغيرة لتقع بالحب بل لم تكن تفهم ما معنى
الحب في ذاك الأيام ..بمجرد النظر ليزن تستعيد قوتها قلبها يخفق بشدة تتذكر تلك الصرخة و كلماته الرقيقة لطفلة صغيرة اعتقدت منذُ زمن أنهُ ملكها فقط..
العصبية عادت لها و هي تتحرك بنفور لتضع الكأس على طاولة المغطاة بشرشف بنفسجي قالت بتنرفز
- " لم اعد احتمل تقربك من حياتي هل هذا ما اردت الحديث به معي ...."
حياة ميّ كانت تمر امامه كيف لا و هو استطاع أن يسأل رفيف بكل شيء ..طبعاً بعد اللف و الدوران ليستطيع ان يقع بأخته قليلاً لم تبدو رفيف تعرف بحب
ميّ ليزن لكنها تعرف تفاصيل وجود يزن بحياتها ..لم تنبه ميّ لمعرفته التفاصيل جيداً فقد حكت له مرات بتهور عن يزن ..تشوشت جداً فور أن توقفت الأغنية
لتبدئ موسيقى هادئة حميمية فهمت بعدها سر هذه الأغنية من التصفيرات العالية من بعض الشباب اشاحت وجهها ترفض النظر لرقص هويدا و يزن معاً
احست بهدوء عمرو بجوارها ينظر لرقصة ارادت الانسحاب هروباً لكنها خافت من أعين والدتها ..اخيراً انتهت الأغنية اغمضت عينيها ترفض النظر
لأي احد استغلت هتافات الشباب لتهرب نحو المبنى ركضت قاصدة السلالم قبل أن يوقفها صوته ينادي باسمها غيرت مقصدها نحو وسط الصالة الفارغة ..
وقفت تكبت القهر المكتوم تحدق بصورة العائلة المعلقة في وسط الصالة على الحائط احست بكفيه تستقر بتراخي على كتفيها و هو يقول
- " لماذا تنظرين إليه ..؟.."
صوتهُ كان يمتلئ بلؤم كأنهُ يتهمها باتهام خطير احست به خلفها بالضبط فاستدارت بعصبية لتفاجئ بعينيه الممتلئة بالشغف ..قبل ان تقول شيء هجم ممسكاً
بكتفيها و هو يحنو برأسه نحو مستوى رأسها لينظر لملامحها جيداً قال بتعصب حارق و هو يهزها بعنف
- " لماذا تثيرين الشفقة هكذا هاا..؟..هل يعجبك منظرك المخزي و أنت تبكين عن شبح الماضي..معتقدة أنك واقعة بحبه..لم يهتم لتقلص عينيها فواصل بنفس
الهجوم متسائل..تنادية في يوم عقد قرآنه ..ماذا تنتظرين منهُ أن يفعل..؟..يترك الفتاة التي اصبحت زوجته الليلة ليطبطب عليك ..لا احب أن اقول عنك مجنونة
بتشبثك بيزن .."
- " أنت .."
قطعها مواصلاً بحسرة و هو يهزها بقوة
- " لم اعد ارى ميّ القوية لقد كنتُ محقاً من أول يوم رأيتك ..عرفتُ ذلك اليوم أن القوة لا تناسبك ابداً..فتاة هشة تـتناثر كالزجاج في اول ضربة تواجهها .."
توقف عن هزها دون أن يفك يديه عنها ..لم تحتمل اللؤم و الاتهام من عينيه نظرت إليه بصدق لتقول
- " الضعف بعيداً عن شخصيتي جداً احدى عشر عاماً تسلحتُ بالقوة امام الجميع ..صعب جداً على طفلة مثلي أن تواجه الصعوبات
و العقاب بقوة لم اكن ابكي امام زميلاتي كنت اقوى واحدة بينهم .."
فوجئت بنظراته المدهوشة من كلامها قبل أن تتحول نظراته لذهول مستغرب و هو يقول
- " يا ألهي لم اكن اعرف أنك حمقاء لهذه الدرجة ..البكاء لا يعني الضعف ابداً حسناً دعيني اشرح لك يا ذكية ..لم تكوني يوماً قوية كنت تعتقدين أنك
قوية بينما كنتِ صبورة فقط ..و كنت تخزين من البكاء أمام الفتيات في الميتم .."
صدمة أطلت من عينيها و كلماته تردد بأذنها بقوة رأسه انحنى اكثر نحوها فيما يديه كانت تشببت بكتفيها بقوة بمجرد النظر لزمرد عيناه يجعلها ترتعش
هذه المرة اغمض عينيه و فتحهما ببطء ليقول بهمس صادق
- " لهذا سميتي بفراشة الميتم فأنت لم تكوني قوية كنتِ نقية صافية كالفراشة..هل تعرفين معنى القوة الحقيقة ..القوة كما تريها معي أنا ..افعل شيء لا انتبه و اصمم عليه دون
خوف استطيع أن اقف بوجه عدوي بكل ثقة..القوة كما تريها مع ريما رغم أنني لا اطيق ذكر اسمها لكنني اعترف بأنها قوية جداً..عانيتي دوماً من الضعف و يزن جاء ينقذك
لهذا أنت تعتقدين أنك تحبينه.."
رمشت بصعوبة و هي تهبط بعينيها إلى الأرض لتهمس
- " هل تعتقد هذا..؟.."
- " بل متأكد .."
شفتيه تحركت نحو أذنها و هو يكمل هامساً بصدق
- " طاقة احدى عشر عاماً ترهقك ..اتركي العبء علي أنا قوياً بكفاية لأنسيك إياها ..ابحثي عن قلباً يريدك و ليس قلباً لا يشعر بك ..."
للحظة احست بقربة الشديد منها دفعته بعد أن تمالكت اعصابها و هي تتراجع خطوات إلى الوراء لتمنعها الطاولة الزجاجية التي توسطت الصالة
لم تعرف كيف هتفت من بين اسنانها
-" تتحدث معي كأني مجنونة ..اكملت بتهور ..ما رأيك أن تصحبني لطبيب نفسي كما فعل يزن.."
يبدو أن المعلومة ادهشته لكنهُ لم يعلق ابداً لأنهُ يعرف أن لا جواب سيعثر عليه ..نظر للمسافة التي تفصل بينهما و التي لم تكن بعيدة ثم قال واثقاً
- " يزن يفكر بالطبيب النفسي لأنهُ لا يملك شيء يساعدك به بينما أنا بداخلي قلباً لا يريد سوآك ..قلبي يسع لك فقط سيكون لك طبيباً و دواء.."
كلماته كانت اليوم كبيرة بحقها حيث لم تتخيل أن ترى اللعوب الذي يلاحقها فليسوف بالعشق كما يدعي...تطلعت لجسده الذي لم يتقدم نحوها
بل ظلت عيناه تنظر لها بثقة و هو يكمل
- "حبيني أنا..اعرف أنني احجية بين يديك و كلما رأيتني اردت معرفة كلماتي على الرمل .."
كلماته على الرمل ..لم تركز كثيراً لكنها علقت قائلة
- " هل تعتقد انك لست احجية..؟..."
هز رأسه بالنفي ببطء ليقول
- " لم اكن يوماً احجيه كل ما بقلبي و عقلي تجديه بلساني..أنا املك قلباً ينبض بك دوماً.."
ارتبكت عيناها و هي تشبك اصابعها مع بعضها البعض انزلقت لسانها لتقول
- " هل تحبني كثيراً عمرو..؟.."
ابتسم بتمهل قائلاً
- " لا تشكي بذلك مرة اخرى .."
أنهُ احمق جداً أنها تشعر برغبة فضيعة الآن بأن ينطق كلمة احبك من شفتيه لكنهُ لم يفعل ..هذا ما دار برأسها ..طأطأت برأسها إلى الأرض فور

smile rania 12-09-13 07:46 PM

أن اقترب نحوها معتقدة أنهُ سيصرح لها بحبه لكنهُ استقر امامها مباشرة ليحتضن بكفيه وجهها و يرفعه ببطء إليه نظرت بارتباك لرأسه المنحني
ليمعن النظر بها ثم لشفتيه التي تنطق بثقة..
- " كنتُ ظالماً حين لم اخبر حبيبتي بما كتبته على الرمل او حتى المنديل لاحقاً.."
سالتهُ بذهول
- " كيف تذكرت أمر الرمل الآن ...؟.."
ابتسم برقة ليقول بابتسامة عريضة بدت كأنهُ يكبت ضحكته
- " لم اعتقد أنك لم تفهي بعد لكن اخبريني دعيك الآن من هذا السؤال ..و أجيبي على سؤالي هل تودين معرفة ما كتبته لك ...؟.."
برقت عينيها تلقائياً و هي تستجيب للمعان عينيه الخضراوتين بنظرة من عينيها فهم الجواب ....احست بنار تحرق خديها و أنامله تتحسس وجنتيها
برقة كأنهُ يستعد لينطق بكلماته لم تعرف لماذا فتحت فمها عاجزة عن قول شيء ارادت أن تقطع الهدوء بين الطرفين فشعور بالتخدير كان يحيط بها..
لم تكن تسمع سوى صوت انفاسهما متناسية الموسيقى الواصلة من الحديقة ..تعلقت عينيها بشفتيه و هو يهمس برقة
- " عسل عيناك عشقي .رقة قلبك سحري...صمت ليكمل للحظة..من أجل ذلك صارت حياتي مجرد خطوات تنادي للعشق بقوة .."
انتفض جسدها فحررها فوراً من يديه ليستدير مسرعاً الخطوات ليخرج من الصالة .."عمرو ينسحب ليسجل التاريخ ذلك "..قدميها عجزتا عن حملها
فجثت على الأرضية تداري صدمتها الجديدة .." واهرب من جليدك يا يزن لأقع بنيرانك يا عمرو ...اه فقط لو كنت كبيراً كم كنتُ سانعم بهذا العشق و اتمسك به .."
نطقت جملتها بخيبة امل و بصعوبة وقفت من على الأرض لترمي نفسها بالأريكة ..اسندت ظهرها على ظهر الأريكة المريح لتشرد بأكثر
من أمر .. لم تفوق بعد وقت إلا على صوت ميزته جيداً خمنت أنها تركت الحفل لنصف ساعة و هي ترفع عينيها بتباطئ محدقة بيزن بنظرات عادية
كان يتقدم بخطوات ثابتة ليقف مقابلاً إياها ظلت هي تنظر لهُ بحيرة دون أن تقف من على الأريكة مما اضطره لأن يميل نحو مربتاً على شعرها كما ازعجتها
حركته حيث لازال يعتقد أنها طفلة ذات احدى عشر عاماً ابتسامته الحنونة جعلت شفتيها تبتسم إليه تلقائياً قال و هو يجلس بجانبها على الأريكة
- " نبحث عنك منذُ خمس عشر دقيقة..لم يتوقع احد سوآي بأن اجدك في الفيلا.."
لم تفهم سبب نظراته اللطيفة لها لكنها قالت بكذب
- " ارهقت منذُ البراحة كثيراً ومع صخيب الاصوات العالية هربتُ هنا.."
حوط ذراعه على كتفيها و هو يبتسم بحنان ذكرها بيزن الحنون كانت تعرف أن اهماله لها ليس كرهاً لكنه طبع به لتقل بأن له وجهان يستخدم كل وجه
حين يريد و متى ما يريد ..لكن عينيها ارتبكتا حين قال بصوت اشبه بالمزاح
- " كأنني ألمح بعض الكذب..سألها باستدراج ..هل ضايقك عمرو بشيء ما..؟.."
لمح توترها و هي تقول فوراً
- " لا ابداً.."
اكتفى بأن يهز رأسه كأنهُ صدقها لكنهُ لم يمانع نفسه بأن يقول
- " لو توارى للحظة على اذيتك اخبريني ..لا تخافي اخبريني أنا أو عماد.. "
ارتاحت من كلماته حيث احست به اخيراً يسندها لكن الغريب أن قلبها يدق هذه المرة ليس له بل يدق بارتباك من صاحب العيني الخضراء
احست بيزن يقول مغير الموضوع مدعي اللؤم
- " أنا غاضب منك هل يعقل بأن تتركيني في حفل عقد قرآني دون أن ترقصي معي قليلاً.."
انعقدت حاجبيها تلقائياً قبل أن تفهم مغزى كلامه اطلق ضحكة صغيرة ثم عاود القول و هو يجذب جسدها إليه بعفوية
- " راقصتُ الكثير أنا و هويدا حتى عمتي راقصتها مجبرة .."
تراجعت قليلاً لتفلت ذراعه من كتفيها و هي تشير بأصبعها نحوه قائلة بحيرة
- " أنت تراقص..!!.."
ضحك بخفة على غير عادته و السعادة تبرق بعينيه ثم وقف من على الأريكة ليقول بظرافة
- " و هل تشكين بقدراتي..؟.."
سحبها من كفها فأجفلت و هي تنظر إليه بحيرة مما جعله يقول بثقة
- " تعالي سأراقصك امام الجمع كله .."
قبل أن يسحبها اكثر كانت تفلت يدها منه لتقول باعتراض
- " أنت لا تعي ما تقول كيف اراقصك ..؟..اقصد ماذا ستقول هويدا..؟.."
ابتسم بلطف ليقول
- " هويدا تعرف أنك اختي التي تمنيتُ أن احظى بها من والدتي..ثم أنا اريد أن افتخر أمام الجميع بأنني املك اختاً رائعة مثلك أم أنا مخطئ..؟.."
ابتسمت ساخرة بداخلها و هي تقول بسرها أن حلم يزن بأن يملك اختاً كان مستحيلاً أمام امرأة كأميمة التي تعتبر انجاب الاطفال مشكلة في تخريب
جسدها ..لم تشعر به إلا و هو يمسك كفها ليقودها نحو الحديقة هاتفاً
-" لا تكوني مغرية برقصك كثيراً..أنا أغار على أختي من أعين الشباب.."
لم تعد كلمة " أختي " تؤثر بها كثيراً اكتفت بأن تهز رأسها و للحظات كانت الأغنية تتوقف لتصدر بعدها اغنية صاخبة فوجئت بصفير عماد ثم لم تجد نفسها
إلا و هي بوسط الحديقة ..اذهلها تصفيقات الجميع و أزواج العيون التي وجهت إليها ثم استوعبت الأغنية و التي لم تكن فرنسية بل كانت انجليزية
ولمغنيها المفضل احست بيدين يزن تمسك بأطراف اصابع كفيها ..ارادت الانسحاب فهي لم ترقص يوماً أمام رجال الامر بدا لها مفزعاً
لكن جملة يزن عادت ترن بأذنها " لا تكوني مغرية برقصك .." لم يكن لها خيار آخر سوى أنها تحرك معه بحركات خفيفة جداً كانت رشيقة بالرقص
معه تحاول قدر الإمكان أن لا تبالغ برقصها فيما كان هو يضحك تارة و يحوط يديه على جسدها و هو يرقص معها برشاقة بدا الأمر للحظات مسلياً
حين اقترب عماد مطلقاً صفير بدا الجو ممتع جداً و يداي يزن ترفض تسليم ميّ لعماد و هو يضحك بمرح ..لم تمر ثوان حتى تقدم العديد ليصبح المكان
جو مثير ..عماد كان يراقص الجميع مرة عمته مرة هويدا ثم استقر اخيراً يراقص نرمين بعد أن التقطها من اخيها مراد ..صخيب الأغنية توقف اخيراً
لتنطلق هتافات و تصفير عالي من بعض المدعوين المتحمسين بشدة ..لم تستطع أن تلتقط انفاسها حين وقعت عينيها تلقائياً عليه ..تجمدت الدماء بعروقها
و هي تلمح عمرو نفسه و عينيه غاضبة جداً كانت تشتعل نيراناً و هو يحدق بها بصمت كأنها ارتكبت جريمة لم تكن تسمع كلمات احد و عيناها تتوسع
لتراقب احدى الفتيات اللاتي تقريباً بعمرها بجانبه بثوب قصير مغري تضحك امامه بكل غنج فيما لم يكن هو ينظر للفتاة التي لا يعرف من أين جاءت إليه
كانت عينيه تلتهبان و هما يحدقان بها و فور أن امسك بها يزن من ذراعيها يحوطها بمرح هاتفاً بعض الكلمات حتى سار تاركاً الفتاة تنظر إليه بحقد ثم تتركه
لتذهب لغيره تجاوز بعض المدعوين في وسط الحديقة ليقف مقابلاً يزن بالضبط ..هناك حيث التقت عيناه بعيني ميّ لم تهتز لهُ أي شعره و هو يبعد نظراته
عنها بقسوة ليوجهها نحو يزن قال من بين اسنانه
- " مبارك لك يزن اعذرني لو جاءت التهنئة بوقت متأخر.."
ابتسامة يزن كانت متباطئ فيما بداخله كان يتعجب بسخرية من الغيرة بعيناي عمرو ..لم يرد عليه يزن لأن هويدا تدخلت بتلك الاثناء لتقول
- " لا بأس عمرو ..اهم شيء أنك مستمع بالحفل.."
مرر يده بين خصلات شعره ليقول
- " جداً.."
وجه نظرات قاتلة نحو هويدا مما جعلها تبتسم بغباء و هي تفهم نظراته كأنهُ يخبرها بأن تبعد زوجها بالقانون من ميّ و رغم أن قرب يزن من ميّ
لا يزعجها لكنها اضطرت ببعض الكلمات أن تشغل ذراعي يزن فاضطر ليبعد ذراعه عن ميّ..غمزت لعمرو بخفة و هي تسحب يزن مجبراً..
اشتعلت عيناي عمرو بالنيران ليقترب اكثر من مي خطوة واحدة كانت تفصلهما عنه و ميّ تدعي عدم الاهتمام ممررة كفيها على ذراعيها
تحتمي من لسعة الهواء مما زاد من تعصبه قال بعصبية مكتومة
-" مي لا تستفزيني كثيراً...ليس لأنني متساهل جداً معك و ابحث دوماً عن رضاك لي ستجازيني برقصك معه .."
نظرت له نظرة عابرة لتقول
- " حقا!..من أنت لتقول هذا الكلام .."
نظر لها بصدمة ثم تحولت عينيه لتململ ليقول
- " هاقد عادت حليمة لعادتها القديمة.."
لم تحتمل كلماته هتفت بحدة من بين اسنانها
- " هييه ..الزم حدودك معي أنا لم اتغير لأعود لعادتي.."
ارتفعت حاجبيه باستفزاز ليقول مصراً
- " حسناً يا ميّ..تصرفي كما تريدين افعلي أي شيء .بتحذير اكمل ...لكن أن اثرتي جنوني بأي وقت اقسم أنني لن اتوارى عن تقبيلك اجباراً و لن اشعر
بالذنب ابداً انتظري قليلاً فراولتي كل شيء بوقته حلو .."
لم تعرف ماذا ترد عليه و لسانها يعجز عن الرد كلماته وقحة و لا يحترم ابداً أي حدود بالكلام .." عمرو .." صوت حازم هتف و هو يقترب نحوهما
مما جعل الأثنين يوجهان نظراتهما نحو السيد فراس ..تحولت نظرات ميّ لاحترام فيما احترق عمرو بداخله لقدوم والده يخرب حواره مع ميّ
- " مرحباً يا ميّ..كيف حالك..؟.."
هتف الدكتور فراس مبتسماً مما جعل ميّ تبادله التحية و هي تقول مبتسمة
- " اهلاً دكتور فراس..أنا الحمدلله بخير ..و اتمنى أن تكون أيضاً كذلك.."
هز رأسه لها مبتسماً ليقول
- " أنا بخير.."
ثم نظر لعمرو ليهتف قائلاً
- " عمرو أنا سأستقيل سيارة اجرى و اذهب للمستشفى اتصلوا لي الآن هناك حادث ويبدو أن الحالات حرجة ..ساترك لك السيارة قم بإيصال
والدتك و شقيقتك الآن .."
تحت ذهول ميّ اكمل
- " لا تمر من الطريق العام تعرف أن رجال المرور منتشرون هناك لا اعتقد أنك تمتلك شهادة القيادة الآن..ثم اضاف بحزم ..هيا والدتك تنتظر.."
عرف عمرو أن والده لن يتحرك إلا حين يتحرك عمرو بالأول فوالده يكره هذه العلاقات السخيفة في مقتبل العمر ..لكنه بصدق قال لوالده
- " أبي ثوان فقط سأقول لميّ شيء.."
يبدو أن الدكتور انحرج أن يرفض الطلب أمام ميّ فانسحب مبتسماً بهدوء لينظر لعمرو كأنهُ يستعجله فور أن انصرف الدكتور فراس حتى ادخل
عمرو يده بجيب بنطاله ليخرج هاتف نقال شهقت ميّ و هي ترى هاتفها النقال بين يديه مدت كفها تلقائياً لتأخد الجوال منه فقال بمرح
- " صورة جملتي الفرنسية على الرمل اعطتني طاقة قوية لأسرع نحو بمهمتي..لم اكن اعرف أنني اشغل بالك كثيراً..إلى اللقاء..."
شهقة اطلقتها على صوت ضحكته الواثقة و هو ينسحب نحو والده فوراً تجمدت ميّ بمكانها لتفوق على صوت رفيف و ريما لقد نسيت امرهما تماماً
ودعت رفيف ببعض الكلمات ثم ريما ايضاً التي ستغادر مع عمرو حيث تكفل بإيصالها هي و والدتها لمنزلهما راقبت بمكانها مغادرة الفتيات
قبل أن تشعر بيدين والدتها تحوط كتفيها لتسحبها نحو احدى الطاولات
........................................
قاد عماد السيارة بالطريق العام بكل هدوء ..الظلام مع بعض الأنارات كانت تعم الشارع و لم تكن هناك زحمة كثير فالوقت متأخر نظر بجانبه لنرمين التي تجلس
على المقعد الامامي فقد رفضت أن تغادر مع والدها و مراد مدعية أنها تريد مواصلة السهر و بعد انتهاء الحفل شاركت السهرة مع بقية العائلة
و مع بعض الاصدقاء الذين فضلوا اكمال السهرة ..كانت تبدو ناعسة و هو يسترق النظر إليها كل لحظة و أخرى اطلق تنهيدة عميقة مما جعلها
توجه لهُ عيناها الناعسة لتقول
- " اعتقد أنني ازعجتك بتوصيلي في هذا الوقت.."
حرك رأسه بالنفي ليقول فوراً
- " ابداً..لم اكن سأدعك تغادرين بسيارة أجرى بوقت متأخر.."
اكتفت بأن تهز رأسها قليلاً و هي تسنده على ظهر مقعد السيارة المريح ..دقائق مرت و هي تنظر إليه صامتاً على غير عادته مما دفعها لتقول
- " كأنك تبدو لي مهموماً على غير العادة.."
- " نعم. ..بعض الأمور تشغل بالي قليلاً.."
ردت برقة و هي تتطلع إليه
- " هل الأمر يختص بميّ..؟.."
حرك عيناه لها فوراً ليرفع حاجبيه بتوتر ..قبل أن يعاود نظره لطريق قائلاً
- " كيف عرفت ..؟.."
اتسعت ابتسامتها لترد
- " لا شيء يقلقك بهذا العالم سوى ميّ.."
اوقف السيارة جانب فيلت والد نرمين السيد جلال فقالت مواصلة
- " ما الأمر هذه المرة ..؟.."
اطفئ محرك السيارة ليعم الهدوء قليلاً تطلع لعينيها قبل أن يقول بعدها
- " لا تشغلي بالك بشيء.."
ردت عليه ببعض اللؤم
- " ما بك عماد ....ألسنا اصدقاء..؟.. اعتبر ما تقوله لي سراً.."
مرر اصابعه بين خصلات شعره ليقول باستسلام
- " أنا لا احب التحدث مع أحد عن ميّ لكن بما أنك نريمن فلا بأس.."
ابتسمت له و قلبها يتمزق ذنباً على ما تفعل نظرت لهُ مشجعة فقال
- " ميّ تعاني كثيراً من اشياء من الماضي و يزن اراد أن يحل الموضوع حيث بعث لها طبيب نفسي.."
شهقة اطلقت من نرمين مما جعله ينظر إليها بصدمة ليقول
- " ما بك ..؟..ليس من يتعالج عن طبيب نفسي فهو مجنوناً.."
رمشت بعينيها و هي تقول " اكمل .." ..اسبل اهدابه عنها ليكمل بضيق
- " الغبي يزن دايما لا يعرف يتصرف بشيء لقد جعلها تقابل الطبيب و هي لا تعرف بذلك مما جعل ميّ ترفض هذه الفكرة بشدة "
سألتهُ باستغراب
- " و أنت هل تعتقد أن ميّ حقاً تحتاج لطبيب نفسي..؟.."
اطلق تنهيدة عميقة محدقاً بالشارع عبر زجاج نافذة السيارة قال بعدها
- " أنا اعرف ميّ جيداً لقد عشنا معاً لم اكن ابتعد سوى شهراً او اقل لزيارة والدتي حين تطلب مني ذلك اعرف أن ميّ تكتم كل شيء
بداخلها أنها تحتاج لقلب يصبر و يستمع لكل ما يحوي قلبها من هموم الماضي ..فكرة الطبيب مناسبة لها "
سألته فوراً
- " لماذا لا يكون هذا القلب أنت أو حتى والديها...؟.."
بهدوء حول نظراته إليها ليقول بأسف
- " كنتُ اتمنى ذلك لكن ميّ مختلفة جداً أنها تحبنا بشكل يدفعها لكتم كل ما يؤلمها لا تريد أن تفرغ قلبها لأي أحد فنتألم معها أنا افهمها جيداً.."
نظراتها تألمت و هي تتخيل ميّ تترعرع تحت ظروف قاسية قالت بصعوبة
- " اخبر والدتها أن تتحدث معها.."
اجاب بصوت يملأه الاحباط
- " مع الأسف عمتي ليست حمل لتسمع كل ما تمر به ميّ..أنا اعتقد بأن ميّ اقوى منها بالصبر و التحمل أما عمتي ستنهار فوراً اقل شيء قد تفعله هو
حرصها على ميّ أنا متأكد بأنها قد تخنقها بتصرفاتها الحذرة .."
انفعلت عينيها و هي ترد بحدة
- " لو كانت لا تعرف دفن جروح طفلة صغيرة فلماذا تبنتها ..!!.."
احست بحجم سؤالها من عيناي عماد المصدومة فتح فمه ليتحدث لكنها تداركت الموقف لتقول
- " اعذرني عماد أنا فقط خفت على ميّ لا اكثر قل لي الآن كيف ستتصرف بأمر الطبيب النفسي..؟.."
اكتفى بأن يعطيها نظرات محذرة قبل أن يهدأ قليلاً ليرد
- " لا اعرف ما افعل ..يزن لم يخبرني بأمر الطبيب إلا بعد أن قابله مع ميّ ذاك الأحمق لا يعرف أن يتصرف كان من المفترض أن نحاكي ميّ
بالتدريج لكن بتهور يزن اصبحت ميّ عنيدة جداً و ترفض هذه الفكرة بشدة حتى أنها شكت يزن لي مدعية بأنهُ يعتقد أنها مجنونة .."
نظرات نرمين كانت مؤسفة جداً و هي تقول لهُ
- " لا تقلق عماد ..قد تجد ميّ قلباً يحتويها و يسمع لهمومها بكل صبر قلباً يعالجها اكثر من الطبيب النفسي..."
لمعت عينيها و هي تحدق بعينيه جيداً ..ابتسامة عابثة اطلت من شفتيه و هو يسألها
- " ماذا تقصدين ..؟.."
حركت حاجبيها و بداخلها تحاول استدراجه اكثر ابتسمت بمكر لتقول
- " اقصد ..صمتت تنظر إليه لتقول..عمرو .."
لم تكن تعرف شيء بالأساس لكنها تعمدت ذكر اسم عمرو فمراد دائماً يذكر هذا الاسم أمامها لمعت عيناها حين تبسم عماد ليتغير
مزاجه كلياً هتف قائلاً
- " رغم أنهُ صغير لكنهُ مسؤول و قد اظهر اخلاقه بدفاعه عن ميّ أنا متأكد أن هذا الشاب يكن لميّ مشاعر عميقة أتمنى فقط أن يصبر اكثر..
فهو لازال صغيراً..."
سألته فوراً
- " الأهم ..هل تعتقد أن ميّ تحبه ..؟.."
رفع كتفيه بحيرة ليقول
- " الحب أن حقاً لا اعرف لو كانت تحبه ..لكن لمّ لا ..؟..هو شاب وسيم من عائلة محترمة جداً .."
ضربته بكتفه بنزق لتقول
- " هل تعتقد أن كل شاباً وسيم يجب أن تقع الفتيات بحبه .."
غمز قائلاً بمكر
- " بل متأكد من ذلك..مال فجأة نحو أذنها ليهمس.. و كل فتاة جميلة يقع الشاب بغرامها مؤكد.."
دفعت رأسهُ بحنق فانفجر ضاحكاً و هو يرى مزيج من الخجل و الغضب في عينيها اكتفت بأن تهمس و هي تفتح باب السيارة
- " شكراً على إيصالك .."
ترجلت من السيارة نحو باب الفيلا ..انتظر عماد لها حتى دخلت بوابة الفيلا الحديدية حرك سيارته مغادر عائد إلى فيلت عمته ..........
فور أن خطت اول خطوة داخل مبنى الفيلا حتى اغمضت عينيها بنفاذ صبر حسناً ماذا تتوقع غير أن والدتها تقفز من على الأريكة
لتتوجه نحوها فوراً لتندفع تقول بلهفه
- " ماذا حصل نرمين..؟..هل تحدثتي إليها جيداً..؟.."
مررت نظراتها نحو والدتها السيدة أنسام ثم خلعت معطفها لتظهر ثوبها القمحي رمت المعطف على الأريكة باهمال و هي تشعر بالاختناق جلست على
الأريكة اخيراً لكن والدتها لم تتركها ابداً و هي تصرخ عالياً
- " نرمين تحدثي...أعصابي لقد تلفت نهائياً..."
ثوان حتى تدخل مراد يهدئ والدته و هو يقول مهدئاً الموقف
- " أمي اهدئي قليلاً سيرتفع ضغط الدم لديك .."
اطلقت صوتاً محتجاً و هي ترد عليه صارخة
- " فليخبرني أحد بما حصل أذن .."
لم تعد نرمين تستطيع أن تحتمل شيء أخذت تقول بانفعال
- " و ماذا بإمكاني أن اخبرك أمي..لقد رأيت ما رآه مراد و تأخري هناك لم يجدي نفعاً .."
حدقتي السيدة انسام توسعتا بصدمة و هي تميل نحو الأريكة بتعصب فيما اخد مراد يهدئ الموقف بكلمات مطمئنة اخذت تقول بانفعال
- " ماذا رأيتِ ها..؟.."
نظرات مؤلمة وجهتها نحو والدتها لتقول
- " رأيتُ فتاة سعيدة جداً و متأقلمة بشدة مع عائلتها .."
- " هذا يكفي.."
صرخة عنيفة وجهتها السيدة أنسام لها لتكمل
- " لا تكذبي علي نرمين .. اعرف أن عماد اخبرك الكثير عنها .."
وقفت من على الأريكة بانفعال لتواجه والدتها قائلة
- " لقد مللت..أنا اقترب من عماد لأنهُ صديقي أنا ارفض هذا الاستغلال..ثم اكملت بانفعال ما الذي تريديه من الفتاة الآن..بحق الله ألا تخجلوا من
افعالكم أنا لم اعد احتمل و انظر لنفسي بالمرآة لأعرف كم اصبحت حقيرة و أنا استغل رفقتي مع عماد من أجل نقل اخبارها إليكم .."
شهقة اطلقتها السيدة أنسام فيما مراد هتف بحدة مخاطباً نرمين
- " اصعدي لغرفتك فوراً.."
لكنها لم تتحرك بل واصلت
- " دمرتوا حياتها بالماضي و الآن ستفعلونها مجدداً من دون أي خجل .."
تحت صرخات والدتها ركضت صاعدة السلالم نحو غرفتها فور أن دخلت حتى جلست على السرير بانكسار ..غطت كفيها بوجهها لتنخرط ببكاء مرير
اليوم شعرت بتقرب اكثر من عماد احست أن علاقتهما تتفوق عن الصداقة بكثير لكن مجرد أن تفكر أنها مستغلة و سيأتي اليوم الذي يعرف عماد حقيقتها تبدأ
احلامها بالتحطم ...لن تنقل أي كلمة لمراد مما اخبرها عماد فقد وعدته لكن صوت طرقات باب غرفتها ليطل بعدها مراد ..جعلها تتأكد أنهُ رغماً عنها ستتحدث
بكل ما تعرفه عن ميّ..
*******
كان عماد يترجل من السيارة دون أن يدخلها إلى فيلت عمته بعد أن لمح يزن يودع هويدا بهيام كان يقبل وجنتيها و عينيه تلتهمانها لكنهُ اكتفى بابتسامة
عاطفية احتراماً لوجود والديها معها فور أن تحركت هويدا بالسيارة بعيدة عنه ايقظه من هيامه صوت عماد يهتف
- " يا غبي كنت ستدع والديها يعودا بمفردهما فيما تصلها أنت بسيارتك .."
اكتفى يزن بابتسامة و هو يلتفت لعماد الذي اقترب نحوه ليربت على كتفه قائلاً
- " مبارك لك توديع العزوبية .."
رفع احدى حاجبيه ليقول
- " هل تذكرت الآن أن تبارك لي..؟.."
قال ممازحاً
- " حقاً لم اكن اعرف انني لم ابارك لك ..على العموم اعذرني تعرف أنني مشغولاً جداً.."
قال ساخراً بمزاح
- " مؤكد اعرف فأنت مشغولاً جداً بشقيقة مراد.."
اطلق ضحكة ثم قال متذكراً
- " بالمنسبة ما سر تلك الرقصة المذهلة مع ميّ.."
كأن يزن فهم نظرات عماد اللائمة فقال بابتسامة مع بعض الثقة
- " وما بها اردت أن ارقص مع ابنة عمتي قليلاً وبنفس الوقت أجدها فرصة لاشعال الغيرة بالمدعو عمرو .."
انفجر عماد ضاحكاً ليرد عليه
- " لم اكن افهم كيف استطاع الصمود اكثر و عينيه تحترقان و هو يرآك تلامس يديها...لقد بالغت جداً في ازعاجه .."
حرك كتفيه بعدم اهتمام ليقول
- " وجدتها فرصة خاصة ان معظم الشباب كانوا قد غادروا في ذاك الوقت و كنتُ متأكد أنها لن تبالغ برقصتها .."
لوى عماد شفتيه بتفكير قبل أن يقول
- " لقد ضربت عصفورين بحجر ..راقصت ميّ و بنفس الوقت اردت أن تثير جنون عمرو ..."
رد عليه بثقة
- " يستحق عمرو..عليه أن يعرف أنها تمتلك رجالاً يدافعون عنها و يحذر بتصرفاته يدرك أنها كنز ثمين و ليس لعبة يتسلى بها.."
عارضه القول قائلاً
- " لا أجد عمرو يجد ميّ لعبة بحق الله لو كان يعتبرها لعبة و تسلية لما عرض حياته للخطر بمقاتلة منير أم انك نسيت ..؟..!..ثم أن ميّ
واعية جداً لما تفعل.."
نظرات يزن كانت ثابتة جداً لم ينطق بكلمة واحدة فبادر عماد يغير الموضوع قائلاً
- " هل ستنام هنا الليلة ..؟.."
حرك راسه بالنفي قائلاً
- " سأعود مع والدتي لمنزلنا بعد قليل.."
حرك رأسه بأسف ليقول
- " كنتُ اتمنى أن تبقى مع عمتي لم تعتد على غيابنا الأثنين معاً إلا نادراً..تعرف أنها تشعر بالفرح و الأمان اكثر بوجود أحد منا معها.."
ضيق عينيه ليسألهُ باستغراب
- " لماذا ألن تنام هنا ..؟.."
تردد و عينيه تتوتران ليقول بارتباك
- " والدتي قادمة من بريطانيا اليوم ستصل بعد ساعات قالت لي بأن استقبلها بالمطار.."
- " السيدة ريهام !..لا تخبرني بانها انفصلت عن زوجها.."
ملامح عماد تغيرت لبعض الضيق ليقول
- " ياريته طلقها ..أراد أن يكمل جملته لكنهُ اوقفها ليقول بعدها ..لا لقد جاءت زيارة معه و ستعود يجب أن استقبلها هناك .."
لم يهتم يزن و هو يقول
- " لا افهم كيف تمتلك الجراءة لتطلب منك استقبالها بحق الله ألا تفكر بمشاعرك قليلاً بعد كل ما فعلتهُ لك لا بل تكلمك و كأن الأمر طبيعياً !.. لا
افهم يا عماد كيف تتعامل مع الأمور ببساطة ..!.."
اكتفى عماد بابتسامة خفيفة دون أن يرد على يزن كان يعرف أن يزن محق لكنها تبقى بالنهاية امرأة انجبته صحيح أنها لم تربيه فمنذُ أن وعى على
الحياة و هو بين يدين الخدم لكنه راضي جداً على الأقل لم يصبح طفلاً مشرداً عمته عوضته على كل شيء بعد انفصال امه عن والده و منذُ تلك الايام
لم يكن يراها إلا بعد أن بلغ عمر الثالث عشر عادت إليه بزيارة مع زوجها البغيظ يتذكر أنها طالبته من عمته و هو كان متقبلاً للأمر بهدوء لم يكن يشعر
بالشغف لكنهُ كان يحترمها قضى عندها ليال ثم سافرت مجدداً لبريطانيا لتعود حياته مع عمته مجدداً ليكتفي باتصالتها و فور أن كبر كان هو من يزورها إلى
بريطانيا حين تطلب منهُ ذلك العلاقة بينهما عادية جداً هي لطيفة معه لكنهُ لا يشعر بأنها تحبه كأي اماً تحب ابنها ..لا تتعلق به كما تتعلق بزوجها و مع كل ذلك
تبقى المرأة التي انجبته هكذا فهم من عمته فكر بذلك و هو ينظر ليزن ثم ببساطة ربت على كتف يزن قائلاً
-" أنا سأغير ملابسي ثم سأذهب للمطار ..سأتكفل بأخبار عمتي بالأمر.."
سألهُ باستفهام
- " ألا يعرف أحد بقدومها ..حتى عمي خالد..؟.."
اجابه بصراحة
- " والدي لا يهتم لأمرها ابداً ..أنا فقط سأعطيهم خبر بقدومها .."
ثم ترك يزن ليدخل الفيلا..
***
تطلعت عيناها للمرة المائة نحو ساعة الحائط ثم نزلت تلقائياً نحو هاتفها النقال بين يديها احست بانهاك شديد والساعة قد تجاوزت الثانية في منتصف
الليل حمدت ربها أن الغد هو الجمعة أي عطلة من الثانوية ..قفزت من على السرير تدور بالغرفة بضيق "لماذا لم يتصل..؟.."
سؤال دار برأسها و هي تزفر بحنق ثم شتمت نفسها قائلة بخفوت " نعم نعم أنا جننت و احتاج لطبيب نفسي مؤكد .." قررت بلحظة أن تذهب لنوم
لكن النوم بعيد عنها في ذاك الوقت ..ما هذا الحال..؟.اغمضت عينيها و خياله يعود إليه و هو يقول بهمس
(عسل عيناك عشقي .رقة قلبك سحري..من أجل ذلك حياتي صارت مجرد خطوات تنادي للعشق بقوة ..) ..عضت على شفتيها بقهر لتقول
" لو كنت حقاً تعشقني لماذا لا تتصل..؟.." ضربت بقدمها الأرض و كأنهُ سمعها بتلك اللحظة طارت عينيها و هاتفها النقال يهتز بين يديها
لقد وضعته بوضع اهتزاز افتراض ان يسمعه اي احد يمر من جانب غرفتها..ابتسامة واثقة زينت شفتيها و هي تقعد على السرير نظرت للهاتف
بين يديها انتظرته يرن قليلاً لكنها لم تحتمل اكثر رفعت الهاتف لأذنها و فوراً قالت بنزق
- " ماذا تريد ..؟.."
صوتهُ جاء هامساً و هو يقول
- " لقد اعتقدت أنك نائمة ..."
و كيف أنام و أنت لم تتصل بعد أن تتحدث عن العشق بصدق ثم تغيب ..هتفت بسرها لكنها واصلت النزق قائلة
- " و كنتُ سأفعل الآن لكنك حتى نومي تفسده .."
ضحك مكتومة جاءتها عبر الهاتف ثم قال بخفة
- " لو تعرفين أنني احاكيك الآن و أنا مندس بين الاغطية لا اريد أن يسمعني أحد .."
ردت ساخرة
- " مؤكد ..تكره أن يسمع أحد سخافاتك.."
حرك رأسه بالنفي و كأنها تراه اراح رأسه على الوسادة اكثر و هو يقول
- " مخطئة ..لا أحب أن يسمع أحد شيء خاص و مهم لي.."
ابتلعت لسانها و عينيها تضطربان بتوتر عجزت عن قول شيء و هي ترفع ساقيها لسرير ثم تتمدد عليه صوت انفاسه كان يصل إليها
قبل أن يعاود القول
- " كم احب الهدوء فيك .."
صمت عما بينهما قبل أن يقطعه قائلاً
- " ما هو حلمك ..؟.."
تعجبت عينيها و هي ترد بغباء
- " حلم ..أنا لم افكر بهذا قط.."
صوتهُ كان متعجباً جداً وضع ذراعه خلف رأسه ليقول
- " لم تفكري بهذا الأمر..!!...حلم هو المستقبل كيف لا تفكرين به ..لقد بقيت عدة اشهر و سنلتحق بالجامعة .."
بللت بلسانها شفتيها قائلة
- " سأخل أي قسم .."
جاء صوته لائماً و هو يقول
- " كيف أي قسم ..!!..أنا قررت قبل سنوات عديدة أن ادخل الطب و سابذل جهدي لاحصل على علامة تؤهلني لطب.."
للحظة احست بشعور غريب رغم أنها مجتهدة بدراستها لكنها لم تفكر يوماً بأي حلم صحيح لطالما ارادت أن تكون ناجحة لكن ليس بمجال معين
بينما عمرو المهمل يجد حلمه منذُ سنوات مجرد تخيله طبيب جعلها تشعر بالضحك للحظة قالت
- " أنت طبيب..!..عمرو أخاف أنك ستقتل الناس من لسانك قبل أن تعالجهم .."
رد بانزعاج متصنع
- " و من قال ذلك سأصبح طبيب متخصص ربما أعالج الفتيات بلساني المعسول.."
تصورته يغازل مرضاه الفتيات لكنهُ لم يسمح لها بالتفكير كثيراً قال بمزاح
- " أنا لن اعالج فتاة غيرك هذا مؤكد .."
ثم ضحكة ضحكة خفيفة بينما ظلت هي صامتة بالحقيقة كانت تبستم براحة فقال مبتكراً
- " ما رأيك ميّ أن تدخلي الطب معي سندرس معاً أو لو كنت ممن يخافون من تشريح الموتى ادخلي مختبرات ..ضحك مواصلاً..سنعمل أنا و أنت معاً
في مستشفى والدي.."
لسانها ارتبط للحظة و عينيها تتوسع بصدمة على كلمته الأخيرة مستشفى والده ..كادت أن تطلق شهقة لكنها وضعت كفها على فمها تمنع انفلات شهقتها
للحظة ادركت أنها غبية فرغم أن رفيف صديقتها لكنها لا تعرف بهذه المعلومة الجديدة لم تكن يوماً تشعر بالفضول لمعرفة حياة والد رفيف
إلا بعد أن دخل عمرو بحياتها ..قررت لحظة أن تسأل بالأنترنت عن تلك المستشفى عن طريق اسم عائلة عمرو ادعت أنها تعرف هذه المعلومة جيداً
و لم تكن تركز بكلماته حيث كان يشجعها على دخول الطب استطاعت اخيراً أن تقول
- " سأجد لي كلية ما ..لا تشغل بالك كثيراً.."
رد باستسلام
- " مع الأسف أنا لن اتدخل بشيء اكثر فهذا مستقبلك بالنهاية .."
صمت عما بينهما من جديد ..رفع عيناه يحدق بسقف غرفته و هو يبتسم بحالمية للحظة أراد أن يسألهما عن يزن و الطبيب النفسي لكنهُ لم يريد أن
يعكر مزاجها و مزاجه أيضاً..من دون شعور قال
- " اتركيك الآن من أمر الجامعة .."
عضت على شفتيها و هي تستغرب بسرها على أنها لم تغلق هاتفها النقال بعد أو تصرخ به ..تشعر كأنها خاضعة تحت تأثير التنويم المغناطيسي..
- " اشتقت إليك..."
عينيها اتسعتا و هي تسمع يهتف "اشتقتٌ إليك " بكل حالمية ..لم تعرف كيف هتفت بحنق
- " لقد كنت معنا قبل ساعات .."
- " أنا اشتاق إليك و أنت معي .."
ابتلعت ريقها بصعوبة و صوته يتخلخل لمسامعها بكل رقة ..لقد بدا الخطر الآن يهددها بمجرد تذكرها لقبلته يشتعل جسدها احمراراً لتدرك أنها بمكالمتها
لعمرو تفسح لهُ المجال اكثر و قد اصبحت حقاً خائفة من تلك الخطوات التي تخطو إليها بقوة كبيرة كتمت انفاسها كأنها تريد أن تستمع لما يقول
لكنهُ اثار جنونها و هو يهتف ببعض الكلمات بالفرنسية
- " سأغلق الآن.."
قالتها بتنرفز لكنهُ استوقفها مسرعاً
- " لا تغضبي لم اقصد اثارت اعصابك بتحدثي الفرنسية أنا فقط كنتُ خائفاً أن ازعجك أن نطقتها بغير الفرنسية ...."
بحنق ردت عليه
- " تحدث بلغة مفهومة و إلا اصمت .."
اتاها صوتهُ يقول برقة
- " كما تشائين سأتحدث كما تريدين ..أنا فقط كنتُ اقول...."
صمت و هو يغمض عينيه بهيام مما جعلها تتنرفز من سكوته معتقده أنهُ يتلاعب بأعصابها فقط ..قالت بتعصب
- " فكر كثيراً فكر..يالك من سخيف.."
و حقاً كادت أن تغلق لو لم يتدخل صوته بآخر اللحظات
- " أنــا..لمعت عينيه ببريق خاص وصوت انفاسها يصل إليها ليكمل بعشق..أنا أحبك.."
لم تسمع بعدها سوى صوت انقطاع المكالمة لتعرف أنهُ بادر بأغلاق المكالمة اولاً ..سقط الهاتف ليستقر على جانب اذنها ..حرارة تدفقت لجسدها
اغمضت عينيها بصعوبة و هي تلتقط انفاسها محاولة أن تهدئ من ضربات قلبها العنيفة ..اخفت وجهها بين كفيها و مشاعر متضاربة تداهمها صورة
يزن بدأت بالتشوش هذه المرة لم تفكر أنها لم توبخه على تفتيشه لهاتفها لم تفكر أنهُ من المفترض أن لا تكلمه بسبب قبلته لم تفكر بشيء لم تعرف
ماذا تتصرف ..كل ما فعلتهُ أنها غطت وجهها بالوسادة و لم تعرف لو كان النوم سيأتيها أم أنهُ طار نهائياً...^ــ^...





smile rania 12-09-13 07:50 PM

تم تنزيل الفصل الحادي عشر..
قراءة ممتعة للجميع ..
انا ما نزلته مخفي عشان التنسيق مش ضابط معي ^ــ^
لا تنسواا بالردود ..خبروني كيف عمرو معكم هاا ..

معلمة الدمج 12-09-13 08:02 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رائعة ماخطته اناملك فشكر جزيل لكي عزيزتي

KHALLOUDA 12-09-13 08:30 PM

:heeeh::heeeh::heeeh::heeeh::heeeh::heeeh::heeeh:: heeeh::heeeh: cette roman est tttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttt ttttttttttttttttttttttreés magnifique

thebluepetra 12-09-13 08:32 PM

. لك مني أجمل تحية .

لمار 99 12-09-13 09:03 PM

وأخيرا
واهههه فصل طويل ^_^
برجع بس أفضى :، بجيبلك ستار معي ههههه

طائر الفردوس 12-09-13 09:11 PM

ان شاء الله فقط مانيش موخرة هههههه
عملت طلة على الفصل
طوييييييييييييييييييييييي ل هههه
الله يعين عيوني
راجعة بتعليق لكل جزء بعد القراءة باذن الله


الساعة الآن 05:53 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.