ارحموهم

[hager sibawah]

الرحمة
تلك الكلمة الرقيقة والصفة النادرة المفتقَدة، والتى لم نقدّر فقدها كما ينبغى،
فقط ألقوا نظرة على تجبر الناس واذيتهم لكل ما هو ضعيف او ضئيل البنية او مشرد او لا يستطيع الدفاع عن نفسه، خاصة لو كان ذا ذيل واربع قوائم!
لا امزح ها هنا بل احدثكم عن انعدام الرحمة فى كل شىء لا بين البشر فقط، وكل شىء يشمل أيضاً الحيوانات، تلك الكائنات العجماء التى تعيش معنا وتحمل روحا بين أضلعها وتتألم مثلنا، وإن كانت غير قادرة على اظهار ذلك الألم،
اعرف انكم لا تؤذونها على الارجح لكن .. ماذا عن ابنائكم؟
لماذا صار الاطفال فجأة غاية فى القسوة هكذا؟ دائماً أراهم يعذبون القطط وغيرها من الحيوانات المشرّدة، كثيراً ما ارى كلبا قد كُسرت ساقه او قطعت اذنه والسبب؟ ان السيد ميدو الصغير الذى لم يتخط التسع سنوات لا يستلطف منظر هذا الكلب لذا رماه بحجر ثقيل او ضربة بعصا على سبيل التسلية وكسر الملل او ربما يحاكى ما يفعله فى الالعاب الالكترونية!
والغريب فى الامر هو صمت الآباء التام! هل يعملون جاهدين على تربية جيل من السفاحين والقتلة متحجرى القلوب؟ إن لم يتعلم الطفل الآن الرفق والرحمة فمتى إذاً؟
لا انكر اهمية الرحمة بين البشر لكن مضى وقت طويل لم يتحدث أحد عن هذا الأمر بجدية، لقد نسى الناس او تناسوا الرحمة –لا الرفق- بالحيوان، ومن يذكر الأمر لا يتحدث عنه بجدية كافية!
ربما ترون الموضوع مهماً أو لا لكنى رأيت أن أنبهكم له واذكرّكم بكلام الرحمة المهداه -صلى الله عليه وسلم- كلما رأيتم حيوانا فى الشارع : ("الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ" )