آخر 10 مشاركات
587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          سيدة قلبه (35) للكاتبة: Deborah Hale .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-18, 01:52 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 رِجالُ الدينْ / للكاتبة أمآنـــي ،..






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية

رِجالُ الدينْ
للكاتبة أمآنـــي ،..




قراءة ممتعة للجميع....





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 09-10-18 الساعة 10:05 AM
لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 04-10-18, 01:53 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟

بعد نجاح روايتها الأولى تعود لكم الكاتبة بروايتها الثانية والجديدة

رِجالُ الدينْ / للكاتبة أمآنـــي ،..





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 04-10-18 الساعة 02:24 PM
لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 04-10-18, 02:39 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-
-
-

من دياجير الظلام ينشق الفجر ومن غياهب اليأس ينبثق الأمل ..
ومن فرط الألم تتشكّل العزيمة ويُخلَقُ الصبر ..
ومن رحِم المُعاناة يولد الرِجال ..
ومن تجارب الوآقع تُروى القِصص ..


أما قبل:

أنتم بصدد الدخول تحت جُنُح العوالم الخفيّة حيثُ لا أهميّة للزمان ولا جدوى من ذكر المكان ..
إنكم أمام قصّة خيالية جديرة بأن تُروى ..
قصّة حدثت وراء القُضبان حيث تقبع الأرواح حبيسة والأحلام مسفوحة ..

ولأنها قصّة ذات طابع ذكوريّ فقد كان جليًا أنه من الإنصاف أن تُنسب لهم .. وتتسمّى بهم ..
رِجالُ الدينْ .. منهم .. وإليهم .. كُل شيئٍ يعود







أما بعد:

خلف قُضبان بوابة القصر الذي لم يكن يومًا سجنًا لي ..
لطالما تساءلت عن جدوى ما اقوم به لأجعل هذه القضبان بين يديّ حديدًا لينًا يتشكّل , أطوّعه كيفما شئت وكيفما اتفقْ .. لأجعلها بوّابة مفتوحة المصراعين على الدُنيا لآ تنغلقْ ..

لم أكن يومُا على سجيتي وأنا التي أسماني أبي "سجايا" , لكم كنت ذليلة أمام ذنوبي في الخفاء أتصنّع الشموخَ والكِبرَ في رياء .

حباني الله بوافرٍ من الجمال والفِتنه , كنت آية من آيات الحُسن , لستُ سيدة القصر الأولى ولكن لجدارتي التي منحتها لنفسي عنوة استحققت هذه المكانة تقديرًا وإن لم أكن محظية بها كالسيدة الأولى التي هي أم لإثنين من الذكور وفتاه .

ولمّا اقتضى العُرف لفاروق شرف الدين أن يُطلّق امرأته إذا ما حملت بأحشاؤها يومًا من قدّر الله لها بأن تمتلك أعضاءًا أنثويّة في تكوينها وليس قضيبًا ذكوريًا , كان هذا هو حال الكثير من نسائِه بعد إنجابهن لأول فتاة إلا السيدة الأولى .
فـ بعد "صلاح الدين" و "عزّ الدين" تفتحّت عينآ "سحاب" وهي ابنة لأم لم تُطلّق بسبب خطيئة انجابها لها والسبب يعود بديهيًا كونها أوّل زوجاته وأوّل أمّ لأبناءه .

إن "فاروق" رجلٌ يجد عنفوان رجولته بأن يتمادى في اثبات هذه الرجولة من خلال ازدياد وتكاثر أبناءه الذكور الذين وصل عددهم لإثنا عشـر , أنا أم لـ أربعة منهم .

إن ماستحققته من جدارة كان لأني استطعت أن أحمل بأحشائي بدلاً من الذكر الواحد اثنان , فشاء الله وقدّر لأوّل حمل ووضعٍ لي أن يكونا التوأمان "صفيّ الدين وتقيّ " يالشدّة وسامتهما , وهو ماتوارثاه من فاروق أباهما ومِنّي , حالهما حال بقيّة اخوتهم , فـ في قانون فاروق للزواج شروط لم يخِلّ بها يومًا أو يحيد عنها , أن تكون امرأته ذات جمال باذخ وأصل عريق .

كانت القبائل تتصارع حتى تنال مكانة شرفيّة رفيعة بدفع الفاتنات من نسائهم إلى الزواج من شرف الدين أو أحد أبناؤه الأربع , وكان فاروق هو أكبر هؤلاء الأربع .

كنت محظوظة إذ أني أنحدر من نسبٍ شريف ذا صِيت جَلِل وأسرة ذات شأنٍ ومكانة مرموقة وأسمٌ أصيل له ألَقُ مُشِّعٌ لامع .
تزوجت فاروق بطلب منه أعزّ به شأني , ولذلك تفضلّت على غيري من زوجاته اللآتي تم دفعهن عليه دفعًا لينال منهن وطره حتى اذا مانقضى وماعاد له بهن حاجة عادت لذويها من حيث أتت وهي أمًا لفتاه أو أمًا لصبيّ ومن بعده فتاه !

حملي في المرّة الثانية من بعد صفيّ الدين وتقيّ تم اجهاضه , وحين أقول أنه قد تمّ اجهاضه فبالتأكيد أنا أُشير إلى أنّه قد تمّ بفعل فاعل غير أن تكون مشيئة الله .
في تلك الأثناء كنت متزامنة بالحملِ مع الزوجة الثانية لفاروق من بعد عدد لابأس به وكنت أنا الزوجة الثالثة , أما الرابعة فقد تمّ تبديلها بعددٍ من الزوجاتِ لم أعد أتذكره .

وقتما اجهضت ابنتي وهي في شهرها الرابع .. نعم .. كانت فتاة ولم يعلم بجنسها أحد غيري , كانت الزوجة الثانية تحمل بإبنها الثالث من بعد توأم من الذكور تمامًا كـ صفيّ وتقيّ .. كانا "بهاء الدين" و"ضياء" .
ولذلك كان لي مثل مكانتها المقدسة لدى فاروق كوننا قد اهديناه رجلين في حملٍ واحد , ارتفعت هي شأنًا بعينه وقتما وضعت رجلها الثالث وأسمته "زين الدين" , وقتها علِمتُ بأني أحمل وللمرّة الثانية توأمان , لربما بدا جليّا الأن كيف استحققت مكانتي المُثلى لدى فاروق ولدى والده شرف الدين كذلك , فـ للمرّة الثانيه كنت أمًا لـ "شمس الدين " و "بدر" , كانا مُختلفين , فريدين , صارخيّ الجمال باذخيّ الوسامة حالهما حال أشقائهم صفيّ وتقيّ إلا أنهما كانا مُغايرينِ في نظري , تفردآ بـ كلّ عاطفتي , كانا يميني ويساري , شمسي وقمري حين اكتماله ليكون بدرًا .
آهـ يابـدر الدين , ياضوءًا ساطعًا وسط عتمة قلبي .

لطالما كانت لي نزعة ساديّة في تطويعه على هواي حتى أورثتة بؤسًا يعاند الزوال مهما تقادمت الأيام والسنون فأحسست كما قال عرار:
ولمحتُ في مرآة بؤسك صورتي
وقرأت فوق اطارها عنواني

كم من الآثام تبوأت أنا وكم من الآلام تحمّل هو , رأيتُه يتعذّب وسمِعتُه يصرخ وتفكرت بإلحاحٍ عن جدوى ما أقوم به وتساءلت أكان لِزامًا عليّ أن أفعل مافعلت فما ألبث إلا وأهتف في سِريّ مُتصبرة ومُتكبرّة أن نعم , فما كنت لأدع محض مشاعر عارضة أو عوارض زائلة أن تعيق طريقي بعد كل ماقدمّت من قرابين ووهبتُ نذورًا وبذلت تضحيّات , ماكان لأي عقبة أن تقف في الطريق وأنا التي كنت أعاجل العراقيل بالتماهي معها فتساءلت بأنانيّة مُطلقة وانعدام انسانيّة بعدما قد طوعته وروّضت نفسه وذللت مِراسه لم لآيتماهى معها بـدر , لِمَ لم يقوى ولم يستطِع !

في قاعِ الظُلُماتِ الباردة , ارتكبت من الآثام مايكفي لأن أحتل مكانًا قصيّا في غياهب الجحيم المستعر .

الواحد والثلاثون من آذار ..

الربيعُ يتفتّحُ في الأرض ويُزهِرُ في قلبي .
والنسيم يغزو روحي والدفئ بين جوانحي .

كنت متزنة , متزنة جدًا حتى أدركت ماهو موشك على الحدوث من ورقة قد تُركت فوق وسادتي , خُطّت بيدِ صغيري "بـدر" أتممتها قراءة وشعرتُ كأن سكينًا من الفجع قد انغرز في ظهري حتى ثقب قلبي , أحسست بالهواءِ في صدري , إن بدر قطعة من كبدي , المُضغة التي إن تألمت تداعى لها سائر جسدي , أدركت مؤخرًا أن كل ماكابدته أنا واستطعت بعزمٍ وجهدٍ وتجلّد احتماله لم يقوى هو على كتمانه , إنها الأقدار التي تمضي على غير إختيار .

لحظة كهذه لآيمكنني تخيلّها , وفقدٌ كهذا لايمكنني احتماله .. ليس بعد كل ماتشاركناه معًا وكل ماقتسمناه سويًا .

انها قبّة القصـر , حيث من فوقها تنتهـي الحيـاه .

يا الله , ياكفاية قلبي .. إني أرجوك المقدرة .. فلتشهد أني حاولت .. ولم أستطع .



-
-
-


لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 06-10-18, 07:04 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-
-
-


( الفصل الأول )
الجُزء الأول

"ربّي لاتذرني فردًا وأنتَ خيرُ الوارثين "

.
.


ها أنا الأن أقف مُهلكًا مُنهكًا بعد عناء وشقاء يومٍ ماشهدنا مثله قبلاً .
أقف في ملكية آل الدين المسورة بأسوارٍ حديديه لم أكن أسيرًا مُعتقلاً وراءها , ملكية مسيجة بقضبان فولاذيه لم أُحتجز يومًا خلفها , فـ أنا وآحد من رجال القصر , اسمي بدر الدين ووالدي هو فاروق باكورة شرف الدين , جدّي .

جدي الذي نص قانونه الخاص منذ أمد بعيد بعد أن رزقه الله بـ أربعة من الأولاد أسماهم فاروق وعابد وصفوان وهاشم هكذا على الترتيب بأن يتسمى كل ذكر يُرزقون به بإسمًا يحمل شبهًا من اسمه تركيبًا .. أن نتسمى رجالاً بإسم الدين كـ اسمه .

ومنذ أمدٍ بعيدٍ كذلك كان قد أقام لنا قصرًا مُترامي الأطراف يبعُد عن حدود المدينة حواليّ خمسون كيلو مترًا . لايُحيط بنا من جميع الجهات غير صحراء جرداء واسعة شاسعة على امتداد النظر وطريق ضيق لسير العربات فوقه كان بمثابة الشريان في وسط الصحراء .
كنّا بمعزلٍ عن العالم الخارجيّ ووراء هذه القُضبان حياة كاملة بالغة الترف والبذخ والرفاهية , غير أن شيئًا دومًا ما كان يستنهض شعور الحُريّة الكامنة داخل كل واحدٍ منّا ذكورًا واناثًا , شيئًا لم يغريه يومًا هذا البريق الساطع لكل مانملكه وما باستطاعتنا امتلاكه .

خلف أسوار القصر وقضبانه شُيّد ثلاث من الأبنية في الواجهة , كانت بتصميمها العمراني وكأنها مملكة اسطوريّة مكونة من أربع قلاع . الوسطى منهم كانت حيث انتمي واعيش , فهي لأبي فاروق مكونة من عشرة طوابق ينتهي الأخير منهم بقبّة جوفاء باهرة الشكل والتصميم وعلى يسارنا من الجهة الغربيّة كانت تقبع قلعة عمي عابد تنخفض عنا بثلاثة طوابق يعلوها قُبّة شهدت فيما مضى حادثًا مأساويًا ونكبه . أما عمي هاشم فكانت قلعته على يمين قلعتنا وهي تماثل خاصة عمي عابد , يبقى ناقصًا ذكر عمي صفوان وبالحديث عنه فقد كان يقطن خلفنا في بناء لايظهر في الواجهة , فـ قصر أبي يتقدمه ويواريه خلفه , لست أكيدًا إذا ما كان بمثابة قلعة رابعه من قِلاع مملكتنا إلا انه كان متواضعًا وللغاية بالمقارنة مع قصورنا العتيدة الشامخه , تساءلت مرّة هل هذه المنزلة المُتدنيّة حتى في مكان المعيشة هو بسبب كونه أبًا للبنات ! .. لآ أعلم .


انها الثانية بعد منتصف الليل , كنا قد أنهينا المراسم الإحتفاليّة لزفاف أختي الغير شقيقة , لدي ستة من الأخوات وكلهن لسن بشقيقات , في الحقيقة هن ذاتهن لسن شقيقات لبعضهن , فكل واحدة كانت من أمٍ مغايرة وأب واحد مشترك انتسبنا جميعًا لإسمه .. فاروق شرف الدين .

لا أستطيع أن أجزم إذا ما كان أبي رجلاً مزواجًا لحبه في النساء وشغفه بهن وتوقه المستمر اليهن بقدر ماهو ولع بإلانجاب منهن .

لست على وفاق تام بأخواتي البنات , لم أكن يومًا مقربًا منهن ولعلي أعزي هذا الأمر لقانون القصر الذي حتّم على ذكوره الإنفصال عن إناثه حتى بين الأخ وأخته . لا يوجد نصّ يوجب ذلك إنما هو ماجُبلنا عليه , بالتأكيد سأكون سعيدًا إذا ما نشأت علاقة حقيقة بيني وبين أخواتي البنات أو احداهن على الأقل غير العلاقة الإسميّة فقط كوننا اخوه , ولطالما تمنيت هذه العلاقه الأخويّه ورغبتها وبشدّه , إلا أن شيئًا كان يفوق كل أمنياتي ويحجمها حتى تظل حبيسة لآ أمل لها بالتحرر والتحقق , هذا ماجبلت نفسي عليه حتى اخذت الأيام تتواثب , قد لآنت عريكتي واستسلمت لقدري , كنت إذا أحسست ببريق أمنية يلتمع في داخلي عاجلته بـ إخماد وميضه حتى ينطفئ , وكمّ صدّقت أنني على سجيتي كنت أتعامل مع أمنياتي ولآ شيئ يستدعي التفكّر عن قسوة ما أقوم به ظالمًا نفسي ولكنني يبدو أن نفسي لآ أعرفها وأنني من قريب قد تكشّفت لديّ مواطن الضعف والقوّة الكامنة في أعماقي .

بالحديث عن اليوم , كل ماعلمته أن أختًا لي تُدعى "أرام" وقد توقفت عند اسمها كثيرًا حتى أني بحثت عن معناه .

أرام فتاة جميلة كحال جميع الإناث في هذا القصر وهو شيئ لايساور أحدًا الشك بأمره , إن كان رجال الدين كلهم بهذا الكمّ المُفرط من الجاذبيّة والوسامة فكيف بـ نسائهن !
أختي أرام بالطبع واحدة من جميلات القصر تصغُرني بعامين , سُميت منذ قرابة الشهر زوجة لإبن عمّي "علم الدين" واليوم قد زُفّت له .

ويالحظها الكبير أن نصيبها كان لواحدٍ من أبناء عمي "هاشم" حالها حال أختًا لي تكبرني بخمسة أعوام واسمها "أريحا" وهي زوجة لـ "شهاب الدين" الأخ الأكبر لعلم الدين وباكورة عمي هاشم , بالحديث عن عمي هاشم فهو يشغل منصب مرموق في الدولة كحال غالبيّة رجال العائلة إلا أنه كان منصبًا رفيعًا راقيًا أحببته , عمي هاشم هو وزير الإعلام والثقافة , لطالما شهدت رُقيّه وحُسنُ خُلقه ورِفعة ذوقه وهو شيئًا قد جَبَل عليه أبناؤه الخمس وليشهد الله أنهم رجالاً أكفّاء جميلي الخُلُق والخلقة .

لطالما أحببت عمي هاشم كثيرًا ووددت لو أنه أبي , مفتون بشخصيته المُتحضرّه , إذا ماتكلّم في مجالسنا ظللت أتأمله وبريق الإعجاب يشعّ من عيناي وأنا مُصيخٌ له السمع بإفتتان . لم يتزوّج غير مرّتان , الزوجة الأولى هي أمّ أبناءه الخمس والثانية التي لم تُنجب له سوى فتاة , ولأن زوجته الأولى من عائلة لم تكن لترضى بأن تكسر شكيمتها ضُرّة اقتضى الأمر بأن تعيش زوجته الثانية في معزل عن قصرنا العتيد وعن هذا البلد برُمته , بعيدًا وحيدة مع ابنتها . إنها أحكام وقيود تتبدّى لنا في كلّ مايُحيط بنا .

وعلى ذكر الأحكام فإنه قد نُطِق واحدٌ منها في أثناء حفلِ الزِفاف , حُكمًا كان بمثابة البراءة لجميع رجال الدين والإعدام لرجل واحد منهم .
كان المحكوم عليه هو التعِس "تمام الدين" الابن الثالث لعمّي "هاشم" . لم تكن لي يومًا خلطة بتمام أو إحتكاك مُباشر به ولم أعرف عنه غير أنه ظابط عمليّاتٍ خاصه , وكم أوحت هيأته بمدى صلابته .

قد أعلن جدّي تسمية تمام الدين زوجًا لواحدة لم تكن من أخواتي هذه المرّه , كانت واحدة من بنات عمّي صفوان , واحدة من أصل اثنتا عشر .
اسمها "هتون" وفور الإفصاح عن اسمها أكاد أقسم أن جميعنا قد تنفس الصعداء ...... إلا تمام .

بقدر ما ارتسمت سريعًا ابتسامة الراحة على وجوهنا بقدر ماتبدلّت وفورًا لشفقة على حال تمام .
عمي "صفوان" , انه الرجل المغلوب على أمره يكسو وجهة مسحة من الحُزن والخُذلان , أبًا لإثنتا عشرة فتاة وهو الوحيد من أعمامي الذي لم يهتم يومًا لشكل إمرأة تزوجها بقدر ماكان يشغله أن تأتي له بذكرٍ من صلبه يحمل إسمه .

قد تزوّج من النِساء ثمانية حتى كان له منهن اثنتا عشرة فتاة ولم تُنجب له واحدة ولدًا . حتى وصل به الأمر يومًا أن قرر تجربة شيئ استثنائي غير معقول وهو أن يتزوّج من إمرأة قبيحة , بل شديدة القُبح في الحقيقة , علّها هي من تنجب له الذكر إلا أنها ولِسُخريّة القدر لم تحمل بأحشائها غير فتاة .

كان خبرًا مُفجعًا لعمي صفوان خيمّت على إثره ظلال اليأس على غلالة وجهه و اطفأت بريق عينيه , ظلّ القصر يومها يتحدّث عن فشل محاولات عمّي المُستميتة التي كانت كما الضرب في الرمل أو الرسم على الماء دون جدوى حتى مع هذه المرأة القبيحة مما دفع عمي صفوان الذي لم يتحمّل وجودها في حياته لدقيقة بعد وقام بتطليقها ثلاثًا حتى عادت لأهلها تجرّ ذيول الخيبة والخسران ولم نسمع عنها خبرًا إلا وقتما أرسل ذويها الفتاة بعد ولادتها فورًا وللحظ العاثر لم تكن إلا نسخة من أمها على قدرٍ كبير من القُبحٍ والبشاعة كمسخٍ دميم ٍ مُخيف . ألقوها علينا وقالوا: اسمهـا هتــون .

هتون التي كانت كلّما كبرت عامًا واحدًا تزداد قبحًا لخمسين عام .

بنات عمي صفوان متفاوتات الجمال , فبعضهن كن ذوات جمال باهر يخطف العقول والألباب وبعضهن قد نلن منه نصيبًا يُذكر وواحدة كانت تفتقره , أو بمعنى أدق كانت تعدمه , وحدها كانت هتون .

وحيث أنهن اثنتا عشرة فتاة , اثنتان منهما متلحفتان بالتراب وعشرة حيّات يُرزقون الماء والهواء فقد اقتضى الأمر أن لكلّ واحد من رجال الدين فتاة من نسل صفوان , وإذا ماقرر جدّي تسمية احدنا للزواج من احداهن كانت تخفق قلوب رجال ماهزّها يومًا الخوف ولا اعتراها القلق , كلّه خشية أن تسقط هتون في حِماه وتكون هي قدره ... ويالهُ من قَدَر .

هذا القَدرُ الذي لم يكن إلا من نصيب تمام الدين الذي استقبل هذا الخبر قرارًا حتميًا ليس اختياريًا وكأنه صاعقة ذات خُدرٍ غائم هبطت على رأسه فـ أفقدته الوعي مغيبًا عن المحيط ومايجري فيه ومايدور حوله .
لم يجرؤ أحدًا منا على المُباركة له إذ أنها كانت لتكون بمثابة التشمت فيه أو التشفي !

ظللت غيوم التوتر على المكان للحظات قبل أن يُقرر أحدنا تبديدها وهو يكسر الصمت بصوته الي أمقت , كان جليّا فيه وهج الإبتهاج وهو يسأل بصخب: ومتى ان شالله الزواج ! ليته يكون معي ونجي اثنين معاريس ..

ابتلعت ريقي حينها وأنا أرفع عيناي مستشعرًا الغثيان من فرط ما أشعر به من بغضِ تجاه هذا المدعو "نصر الدين" وما احمله له في قلبي من كُرهٍ وغضاضة , نصر هو واحد من أبناء عمي "عابد" الخمسه كذلك كـ أبناء عمي "هاشم" ولكنهم غير أشقاء .

لم يكن لنصر الدين غير شقيق واحد يصغره , أعلم بوجوده حيًا , حاضًرا في ذهني وكثيرًا ما كنت أراه في الليالي الساهدة . تُلاحقني عيناه اللتان تُشعّان اصرارًا وتحديًا لم يسر يومًا مع القطيع ليُجنب نفسه مغبّة العقوبه وماسيجُره عليه التمرد والعصيان من ويلات , كان حُرًا أبيًا حتى لم يجد كِبار العائلة بُدّا من انزال العقوبة به وتطبيق القصاص عليه , ويالها من عقوبه حين تُلقى داخل الدهاليز التي لاتدري إلى أين تفضي . "فخر الدين" الذي لم يكن يومًا فخرًا لأحد ..... عداي .

إن له قصّة يُضرب بها المثل إلى وقتنا هذا , مثلٌ يجعلك تُفكّر ألف مرّة إذا أقدمت على فعلٍ يُخالف ماينصّ عليه قانون العائله .

إن "فخر الدين" شقيق "نصر" مُعتقل في أحد سجون الدولة بأمرٍ من والده نفسه , عمي عابد .. لما له من سُلطة تخوله لفعل مايرغب ومايشاء , وهي سلطة ونفوذ أورثهم لأبناءه ماعدا فخر الذي لم يلهث يومًا وراء البريق الخُلّب لمنصبٍ ومالٍ وشهرة , خالف رجال الدين أجمع وإخوته أخصّ الذين كانوا جميعهم رجال أمن وقضاء وقانون , كانوا هم السجانيّن, وكان فخر وحده هو السجين .

منذ قرابة الأسبوع كان نصر الدين قد أفصح لأباه عن رغبة مُلحة داخلة تدفعه للزواج الجاد بعد عزوفه عنه لما يقارب العشرة أعوام من بعد زواجه الأول .

كانت زوجته الأولى جميلة من جميلات عمي صفوان , ولكون نصر الدين حالة استثنائية دونًا عنّا جميعًا بعد فقده المرير لزوجته فما كان من جدّي أن يختار له هذه المرّه وبعد إعراضه طوال هذه المُدّه ,كان ترك مطلق الحريّة للإختيار بمثابة ترضيّة له , وقد أحسن نصر الدين استغلال هذه الفُرصة نادرة الحدوث أفضل استغلال , فهو بكل راحة قد طلب أن تكون زوجته على قدر يماثل جمال زوجته المتوفاه , فلتكن أيّ فتاة من أخواتي أو من بنات عمي صفوان أو حتى ابنة عمي هاشم الوحيدة التي لم تطأ قدماها بلاط القصر يومًا .

يتراءى لي أن جدي يُحب من يتلاعب معه بأفكاره ويُزامنه , فلم تغِب عني ابتسامته الماكرة وقتها وهو ينظر لعيني "نصر" نظرة لن أنساها . فـ لأول مرّة أرى فيها الفخر والإعتزآز وكم أسِفت أن هذه النظرة النادرة من عيني جدّي كانت لهذا الخسيس نصر الذي اتسعت ابتسامته ملئ شدقيه حتى بانت نواجذه بعد أن أهداه جدي جميلة آل الدين "تيماء" ابنة عمي صفوان , قائلاً بنبرة غليظة قد تعندّت في وجه الزمن والكِبر والشيخوخة أبيّة أن تتراخى أو تلين .

( من بعد "قمره" مايماثلها بالجمال إلآ خواتها "تيماء" و "سِدره" , ولأن سِدره توها بزر فـ تيماء بنت صفوان مسمّاه لك حليله بأمر الله بعد شهر من اليوم )

وكأن تيماء هي من تُناسب نصر سنًا , هذا الشيخ العتيّ الذي يكبرها بحوالي عشرون عامًا ومايزيد !
انقضى من الشهر اسبوعان وقرر جدّي اليوم وأثناء زفاف "علم الدين" بإبتسامة رائقة موافقة "نصر" بأن يكون يوم عقد قرانه على تيماء هو نفسه يوم عقد قران "تمام" على هتون .


-
-
-
-
-
-

في زاوية قصيّة كان بإمكاني رؤيته جالسًا سارحًا غارقًا في همّه الخاص .. يبدو أن لا شيئ مما يحدث حوله يعنيه ..
واحقاقًا للحق لا يلومه أحـدّ , فهو بـ الأمس المعقود فيه زفاف أخيه على أختي قد زُفّ له خبرًا بأنه التالي ..
لم يكن يستوعب الأمر حتى أخرجوا عليه عروسه ليراها , ومنذ هذه اللحظه وهو يُعاني آلامًا لا حصر لها .
كان قد أُختير له "هتون" إبنة عمّه "صفوان" واحدة من أصل إثنتا عشر . خمسٌ منهُن لم يُربط مصيرهن بعد بإسمِ أحدٍ من الرجال .

كانت هتون واحدة من الخمسِ وقد سُميت لـ "تمام الدين" بـ حُكم جبري ..
وحسب مايُشاع في العائلة أجمع أن "هتون" فتاة شديدة القُبح والدمامة , غليظة الوجه , خشنة الملمح , تكبُر "تمام" بـ سبعة أعوام .

هتون هي مُكعب النرد الذي يخشاه كل رجال الدين أن تكون من قسمة أحدهم ونصيبه .. مسكين تمام الدين .
قد بدأت معاناته حاله حال من سبقوه وحُكِم عليهم أحكامًا قسريّه لايطيقون عليها صبرًا ولا يجدون منها مفرًا .

زفرتُ نفسًا قد أثقل روحي وتوسلات "تيماء" الباكية تصدح صارخة في أُذنُي , عيناها الشهلاوين تسيل منها الدموع بلا هواده وبـ ذُلِّ مستغيثة مناشدة أن أُخلّصها مما قد فُرِض عليها قسرًا لا حياد عنه , حتى أنه قد انحنت واقفة على ركبتيها وأخذت تشد يُمناي وتقبلها حتى أحسست بـ سائل أنفها فوق يدي .

لم أنسَ ما أحسستُ به من رجفة اعترتني .
الإرتعاش بصوتها المبحوح هزّ كياني .. بعثرني وأربكني كما لم يفعل أحدٌ من قبل .

( أرجوك يابـدر , يا إنك تكفلني وتاخذني لك حليله أو إنك تعتقنـي والبرّان كفيله فيني )

كانت المرّة الأولى التي أشهد فيها إنهيار أنثى أمامي , راكعة بإذلال ترجوني متوسلة أن أكون لها ملاذًا من ظُلم قد طالها وقهرًا شملها .
لم أكن أنا ماتريده هي عينًا .. في الحقيقة تيماء لم تكن تعني شخصٍا بعينه .
أيّ رجل كان سيكون مقبولاً ودون أيّة إعتبارات في مقارنة مع من تم تسميتها له .

كان "نصر الدين" إبن عمي "عابد" . شيخٌ يكبرها بـحوالي عشرون عامًا , وكان زوجًا لأختها الكبرى المتوفاه منذ قرابة العشر سنوات .
كل هذا لايشفع له انحرافه الكبير الذي شيع عنه بين نسوة القصر ورجالهم كذلك وإن بدا أن أحدًا لايُبالي , ولو أن تيماء سقطت في يدٍ غير يداي أو يدا "نصر" لكانت فعلت معهم مثلما فعلت معي ,
لقد كشفت لي عن وجهها حتى بدا بـدرًا مكتملاً لم انل أيّا من صفاته وهو إسمـي .

فاتنة ذات قدٍ حسن , زهراء بضة وضحة المُحيا رقراقة يجري الدم في وجهها , حُسنُها أخاذ آسر .. سُبحان من سواها فأتقن وتبارك من صورها فأبدع .

صاحت بصوتها الشجيّ ذا اللحن الأثيري المبحوح الباكي .
( مانيب شينه يابدر , شوفني .. الله يخليك .. تزوجني )

ازدردت ريقي وأنا أشهق بعمقٍ هذه المرّه وكلمات أمّي تتردد في أذني وكأنما هو شيئ تريدني أن افخر به ماحييت أو لعلها تدفع به شيئًا من عظيم الذنب الذي اقترفته يومًا بحقي .

(انت بدر .. بدر الدين .. واحد من رجال الدين .. واحمد ربّك مليون مرّه انك بحسبة واحد من رجالهم مو نسوانهم ) .

كانت هذه هي المرّة الأولى التي أحمد الله فيها حقًا أني بحسبة واحد من رجالهم أمام دموع واحدة من نسائهم !


-
-
-


في مجلسنا والكل حضورٌ مجتمعين , لا أدري حينها كيف التمعت برأسي هذه الفكرة .. أتت طارئة باغتت عقلي .. جابهتها بقوّة ..
أحسست بشفتاي مشدودة , تساءلت هل تراني أبتسم !

تداركت نفسي وأنا أمنع تدفق سيل الأفكار المتلاحقة لرأسي , ابتداءًا من القانون العرفي للعائلة أن لا أحد يطال مُبتغاه ..
حيثُ أنه لم يسبق لأحد أن نال مُراده .
إليك مايجري .. إذا أردت شيئًا وبِشدّه فعليك أن تُراوغ حتى تناله , إيّاك أن تقولها صراحةً , وإذا ماتملكتك نشوة الرغبة حتى غلفتك تمامًا وأفقدتك السيطره ودفعتك بجرأة غير محسوبة العواقب , أتت العواقب كالتالي ..
أن تُجبر قسرًا على أيّ شيئ غير ماتهواه نفسك ويرجوه قلبك حتى تتمنى أن لو لم تمِيـل له يومًا , أو أن تُجاب بالرفض قطعًا إضافة لأن تُسلب مُنيتك منك وتراها بأم عينيك وهي تُساق لغيرك .

القصّة الأشهر في تاريخ العائلة كانت من نصيب أخي الأكبر "عماد الدين" .
وعلى ذِمّة الراوي فـ إنه كان شغوفًا بإبنة عمّي "صفوان" , إسمها قمـره , وحدث أن أسّر بـ حُبّه لـ أبي ورغِب في أن يطلبها حليلة له من عمّي صفوان .
أحسبها كانت ذات جمالٍ باذخ يسلب الألباب .. كجمال فتيات العائلة أجمع ورجالها كذلك , الا أنها كانت ذات فِتنة شديدة وحُسنٌ باهر .
لم يُعارض أحد , على النقيض تمامًا كانت موافقة صريحة وقبولٌ مُطلق إلى أن وصل الأمر لـ جدّي .. رأس رجال الدين وكبيرهم .. "شرف الدين"
فـ منذ أن علِم أن بـ نفس عِماد شيئ من العاطفة لـ قمره والرغبة فيها وقد لفظ كلمته الأولى والأخيرة , كلمة لم يتراءى لي أن بقاموسه الصلد المتحجر غيرها .
لفظ بـ - لا – أتى صداها مدويًا جللاً وسط سكون الصدمة وصمت الذهول ..
أتت جافة قاسيّة وحادّة كنصل سيف تُدمي وتؤلم .
من بعد قول جدّي وحُكمه لايجرؤ أحد أن يُناقشه وإن كان أبي فاروق نفسه .

لم أتساءل يومًا عن قسوة جدّي بقراراته وكيفيّة تسييره لنا كيفا شاء ولكنّي اعتبرت الأمر أنه ترويض للنفس وتعويدًا لها على الصبر وقوّة التحمّل والجلاده !
رُبما أراد لنا ظهرًا قويّا لا ينحني لعاطفة أو يكسره رغبة !

بُترت رغبة أخي عِماد يومها وقتما أعلن جدّي أن قمره من هذه اللحظه هي حليلة لإبن عمي "عابد" واسمه "نصر الدين" .

كان قرارًا ظالمًا مُجحفًا أساسه القهر وغرس وتد الحسرة في القلب .
تخيلّت عِماد يضورُ جوعًا واللقمة في يده وقبل أن تمسها شفتاه يأخذها خطفًا غيره ليبقى فمه منفغرًا وتظل يده فارغة معلقّة بالهواء .
عانى عِماد كثيرًا حتى غدا غير مُبالي , حتى بقرار تزويجه بـ "ماريّه" , ماريّه إبنة عمي صفوان .. وأختُ قمره .

لم تكن حياة أخي عِماد الدين وزوجته ماريّه حافلة بقدر حياة قمره وزوجها نصر الدين .
أكاد أجزم وأقسم أن نصر الدين هذا الفاسد المنحرف هو سبب اقدامها على الإنتحار .
كنّا قد أصبحنا ذات يومٍ على خبر تقشعر له الأبدان , حسبته يومًا كان حزينًا كئيبًا مأساويًا , فقد قامت قمره بإلقاء نفسها من فوق قبة قصر عمي عابد .

القبّة التي تقع فوق الطابق السابع من قصر عمي الذي يربضُ مجاورًا لقصرنا .
سقطت قمره أرضًا من الهواء غارقة في بركة من دماءها القانيه تاركة وراءها اثنان ذكورًا من الأبناء وزوج استهلكها حتى آخر رمق واستنفذ كل مافيها من طاقه وأبقى على ماتملك من روح حيّه , حتى ماتت وهي تتنفس فلم تعد باقيّة على أي شيئ قد يربطها بالحياة فـ أنهت بنفسها تلك الحياه .

بعد عشرة من السنون هاهو نصر الدين موشك على تكرار الفِعله , فقد اكتفى من علاقاته النسائيّة المبنيّة على المُتعة المطلقه الشاذه كما يهوى وهو الأن اتى راغبًا في الاستقرار من جديد .
التعيسة "تيماء" هي من ترشّح اسمها واُختيرت لأن تكون زوجة له . ومن الضروري أن تتم الإشارة إلى أن تيماء هي أخت قمره .. زوجته الأولى .

لم أرَ يومًا وجه قمره ولكن حسبما قالته أمي ولآ زال يتردد بين نسوة القصر أن تيماء هي وصيفة لـ قمره في الجمال , آية من آيات الحُسن وأمارة باهرة من أمارات الفتنة .

في مجلسنا .. وأنا واقفًا بصدره ولأوّل مرّة .. تجتاحني الرهبة .. أنا في موقف جلل .. تغمرني العظمة وأنا فردًا محاطًا بعشراتٍ من رجال الدين .
عيونٌ ترقبني بتفحّص وتفرّس .. وأخرى بتركيزٍ واهتمام وثالثة بشدّة وصرامة , إلا واحدًا كان وكأنما أنه بعيدًا عن المُحيط خارج نطاق الكون .. وحده تمام .

رجلاً من رجال الدين الذين اصطفاهم الله ليكونوا أبناءًا لعمي هاشم .

كانوا خمسة جميعهم على قدرٍ متماثل من العلم والثقافة والخلق الرفيع والرحمة والسماحة وبالتأكيد الوسامه .

كنت احسدهم وبشدّه , كونهم أبناء لـ "هاشم" بينما أنا كان أبي هو "فاروق" , ولكن بالمقارنة أحمد ربيّ كثيرًا وأشكره أن "عابد" هو عمي وليس أبي .. وتساءلت أكثر ماذا إن كان عمي "صفوان" أبو الإثنتا عشرة فتاه هو أبي !

-
-
-


-
-
-


انها المرّة الأولى التي أقرر فيها أن أخوض نزالاً بـ الأفكار , فقد قررت اقتحام عقل جدي ومجابهته .. إن قلتُ أني لستُ خائفًا سأكون كاذبًا , فما أنا موشك على قوله اكون به قد وضعت حياتي على المِحك .. مغامرة لا أدري أين ستهدي بي ولكنّ يقيني بأنه مهما ساءت الأمور فإن أمّي خلف ظهري وعلى يساري ويميني وأمام عيني , لطالما كانت . وعندما أقول لطالما فأنا أشير لأمد بعيد وزمن طويل يوازي سنوات عمري الأربع وعشرون , وإن كانت هذه الأربع وعشرون تُمثل قصّة حياتي كلها في سنون .. فإن أمّي وحدها هي بطلة هذه القصّه على مدى الأربع وعشرون .

نظرت لعينيّ جدي الغائرة , برغم كِبر سنه ووهنه وعوارض الضعف اللي استبدت به إلا أن عيناه وحدهما احتفظتا بقوتهما , إن لهما نظرة صقرية جارحة تقدح شرًا وسيطرة . لأوّل مرّة ينظر لي جدي , ينظر لداخل عيني .

اجتاحتني قوّة لا أعلم من أين أتتني , لرُبما امتددتها من أزر عينيه وجبروتهما , أحسست وكأن كل إخوتي وأبناء عمومتي من حولي قد أوكلوني أمر قضيتهم , كانت قضيّة بالإكراه أساسها القمع وطرفاها الأمرٌ والإذعان .

امتلأ صدري حتى ارتفع , لم يرمش لي جفن ولم تتحوّل نظراتي عن عينيّ جدي وهو يسألني بحزمٍ وجفاء: انت إللي لقيت تيماء ليش مانحرتها ودفنتها بوسط الصحراء إللي تشبه اسمها ! تعصيني يابن فاروق !! ماسوّاها أحد من رجال الدين من قبلك .

بنبرة هادئة منظبطة الايقاع المتراخي أجبته بثبات كان سمة طافحة عليّ لحظتها ولم أكن على استعداد بأن أرتد أو أتراجع عما عقدته: ادفنها بالصحراء وأعيش عمري قاتل أتلوى على جمر الذنب وشهوله ! البنت شردت بالبرّان وأنا رديتها , إللي يبي يقتلها منكم ويدفنها الله وكيله ..

قلتها بشيئ من اللآمُبالاة وأنا أشعر بمدى كراهية البعض من حولي وهزئ البعض واستخفافهم وعدم اكتراث البعض الأخير إلا أن صوتًا جهوريًا هازئًا بالتنقيص والتقريع قد علا: هــه , مابقى إلا ذا الخنيث المنسون ننشده العرض والشرف .. الله وكيلك انت محسوب علينا من الرجال بالخطا سوّد الله وجهك

أطبقت شفتاي بإنضباط ظاهري وأسناني تنسحق , لطالما اعتدت كلمات التنقيص من الجميع والتلميحات المباشرة عن كوني لست برجل , أما ما أثار حفيظتي حينها هو أن تصدر هذه الإهانة الموجهّة لي من أخي الأكبر الغير شقيق "صلاح الدين" خصوصًا أنه الأجدر بأن يغلق فاه لأمدٍ غير محسوب إذا ما أوتينا بذكر الرجال وجنسهم وهو منهم براء .

بجوار "صلاح" كان توأمي المثيل الجميل "شمس الدين" , كان بإستطاعتي أن أرى أثر الحنق والإنزعاج بوجهه وهو مطبقًا لشفتيه مقاربًا حاجبيه مغضن الجبين .
تجاهلت صلاح وأنا أكتم شعور التقزز الذي يتعاظم بداخلي تجاهه وشعور الأسى بداخلي لتوأمي شمس , وددت لو أن أقول له لآ بأس .. أنا لا أهتم , إلآ أني عاودت النظر لعيني جدي ثم نطقت بنبرة بليدة باردة: تيماء بنت عمي صفوان شردت لأنها مواعده واحد من الرياجيل وماتبي الزواج من نصر الدين ..

لفظتُها ورأيت انتفاضة نصر من مكانه وكأنما حيّة لدغته ينظر صوبي بعيونٍ جاحظة , إن له عينان متقدتان لاهبتان تفيض شرًا مستطر تضاعف حينها حتى كادت نظراته تحرقني لو أنها تطلق سهامًا مشتعله , ألم أوجّه له الأن إهانة شخصيّة وعلى الملأ !

كان ينظر إليّ بـ كُرهٍ بينما كنتُ أنظرُه بتشفي . ومن وراء كتفيه العريضين وعلى المدى كان بإمكاني أن ارى ابتسامة أخي "عماد الدين" , إبتسامة جانبيّة ارتفعت فيها الزاوية اليمنى لشفتيه , وقبل أن يتملكني شعور الغبطة من انتصار تافهٍ أرضاني شعرت بيدٍ قويّة تقبض على قميصي وترفعني للأعلى حتى صرت واقفًا على أطراف قدميّ أنظرُه أعلاي وقد فاقني طولاً .. لقد كان عمّي "عابد" .

أحسست بجسدي يرتجّ ويهتزّ بين قبضتيه وهو ينظرني بوعيدٍ نظراتٍ حارقة وفحيح أنفاسه الحارّة يلفح وجهي: تكلّم يابدر لا أدفنك بأرضك .. بنت صفوان منهي مواعده !! رجّال من الدين ولآ وآحدن مانعرفه !!

حالت مني نظرة جانبيّة لعمي صفوان , عمّي أبا الإثنتا عشرة فتاة دون أن تقرّ له عين برؤية إبن واحد يحمل اسم الدين في تعريفه وتركيبه , لعلّ هذا ماجعله مُطأطأ الرأس خانعًا دومًا مقصوم الظهر لآ أعلم !
ولكنّي في هذه اللحظة أشفقت عليه كما لم أفعل يومًا .

أشحت عنه بنظراتي وأنا أحيلها لعينيّ عمي عابد بينما كانت يداي ترتفعان لتستقران برفق فوق قبضتيه المُمسكة بشقي قميصي وكأني أُهدهد فوقهما أُطمئنه , أنه ليس من شيم رجال الدين حتى تمنّي ماهو ملك يمين غيرهم: ماهوب من رجال الدين ياعمي .. تيماء مواعده خوي تمام , وتمام يدري وإهو بـ الأخير إللي كان بيوصلها فيه ..

كان بإمكاني أن أسمع صوت دقّات قلبي , يكاد ينفجر من فرط الرهبة , أو هكذا تراءى لي .
كانت الصدمة جليّة بقسماتهم جميعًا , ذهول اعترى الملامح التي شحبت بدهشة وعدم تصديق .
شعرتُ بيدِ عمي عابد تتراخى من قبضتها فوق قميصي إلى أن انحلّت وهبطت مُتأرجحة الذراعين وهو يلتفت ببطئ مقابلاً لـ "تمام" الذي كان ينظرني بدهشة قويّة حادّه وصارمة , كان الإستنكار باديًا في وجهه , عيناه تقولان لي كيف تجرؤ ! أو كيف فعلتها وتجرأت !

وددت حينها لو أني مِتُّ ولم أنطق مانطقت به , كنتُ موشِكًا على أن أبدأ سيل دعواتي مستجديًا لُطف الله لولا أن صاح "نصر الدين" بـ تمام ممسكًا بياقتي ثوبه يجذبه له قسرًا وبهمجيّة بعد أن أوقفه عن جلوسه بالشدّ يرفعُهُ رغمًا عنه صائحًا بوجهه شاتمًا إيّاه: ياخسيس يانذل .. لابارك الله فيك ياتمام .. سود الله وجهك ياقليل الخاتمه إنت بيدّك إللي توصلها لخويّك !! أرخصت دمك ولحمك , بايع عرضك وشرفك ياكلــب

لم يكن تمام يستوعب ماحدث للتوّ إلآ ويفاجئ ببصقة غليظة من ريق نصر استقرت بوجهة مُبعثرة متخذة مسلكها بين قسماته المذهوله حتى شق الصمت صوتٌ هادئ تخلله التأنيب والأسف موجهًا لتمام: ياخسارة الهقاوي فيك ياتمام .. إنت يابوك !! بيدّك تسلم بنت عمّك لخويّك ! قول إنه ماصار .. كذّب بـدر وإللي قاله ..

كانت كلمات عمي "هاشم" ناعمة , لطالما كان رجلاً عذب المنطوق رقيق الكلمات ذات الصوتُ الهادئ السلس الإنسيابي وهو شيئ أورثه أيضًا لأبناءه الخمس وتمام الدين واحدًا منهم .

ردًا على عمي هاشم تدخّل عمي عابد بشراسة وبدائية وهو كذلك طبعٌ غليظ فجٌّ لآيُحتمل أورثه أبناءه وهو يصيح جاهرًا مُشيرًا بسبابته اليُسرى تجاهي: وشـو إللي يكـذّب بـدر ! وبدر يتجرأ من الأساس يفتري هالإفتراء على ولد عمّه وبعد عيني عينك .. إيه والله ياخسارة الهقاوي فيك ياتمام ياولد هاشم .. بدر وهو بدر إللي تتقاولون عليه خنيث ومنسون ماله بسلوم الرياجيل وعلومهم سيرته علك بأفواهكم طلع يسواكم كلبوكم , إهو إللي ماطاوع ابن عمه بسواته إللي تدنق روس وتسود وجيه , ردّ البنت حتى بدون لايوصخ يدينه بدمها , أشهد الله ان رايتك بيضا يابدر الدين يابن فاروق .. وراس ابوي شرف الدين انك رجّال كفو من ظهر رجّال ..

كدت أن أسقط مغشيًا عليّ من هول الموقف .

كلمات عمي عابد التشريفيّة غمرتني دون أن أحسب لها حسبة أو أُلقي لها بال , كان حديثه عاليًا جلِلاً وكأنه إمامٌ فوق مِنبر وكل الأبصار ذاهلة شاخصة تجاهي .

لم تغِب عني نظرات تمام الضائعة , يبدو مغيبًا بهيأة توحي بأنه أبله ساذج لايعي مايدور حوله , موسّع العينين مُغضن الجبين فاغر الشفتين ينظُرني بذهولٍ حاد , إزدردت ريقي وأنا أكوّر قبضتيّ في خفاء .

لتويّ قد خُضت نِزالاً مع جديّ في أفكاره وبقيت النتيجة مجهولة . خفق قلبي يتزايد وأنا أرى عينا جدي مصوبتان تجاهي في ثبات , حتى أنه لم يلتفت إلتفاتة واحدة لتمام الدين من خلفه .

تمنيت لو أن أمامي مرآة لأرى وجهي .. تُرى هل تبدو عليّ أمارات الإرتباك ! , قدماي ماعادت تقوى الثبات أكثر , أشعر وكأنما كل عصبٍ في جسدي مشدود كما الوتر في القوس , عضلات بطني المتراخية تؤلمني بشدّة من قوّة التشنّج , عُنقي مُشرئب وكتفاي مشدودان .

لم يعد بإمكاني المقاومة أكثر , خانتني إرادتي وصوت النفس الحثيث بداخلي أن أستمر بإدعاء القوّة مُتحديًا جدي "شرف" في نظراته الآ أني ودون وعيٍ مني وجدتني أُخفض بصري في تشتت ليصدح صوت أبي مكلمًا جدي في هدوء: وش حكمك يابو فاروق !!

لحظات من الإنتظار بدت وكأنها اعوام , الجميع في حالة من الترقب .
حانت مني التفاتة جانبية قصيرة تتبع خطوات جدي البطيئة بعد أن رمقني بنظرة أخيرة أقسم أني لن أنساها ماحييت , وكأنه علم مابعقلي ولكنه تجاهله عمدًا .. في الحقيقه لآ أعلم , أنا مُشتت , ومُرتبك للغايه , ظللت أتبعه بعيناي إلى أن جلس بجوار ابنه "صفوان" الذي يبدو بهيأة كسيرة إنهزاميّة , يضمّ راحتيه لبعضهما بين فخذيه مُطرق الرأس كما المُذنب المُتحرّج من ذنبهِ ذليلاً خانعًا .

لم يكن أيًا من رجالنا ليبدو يومًا بمثل تلك الهيأة المُستكينة المُنكسرة إلا إن كان من أصلابهم جنسًا من الإناث كيف وهو لم يأتي من صُلبه إلاّهُم !

أرهف الجميع السمع ولو أن إبرة سقطت أرضًا لسمعنا رنينها .
ظللت خافضًا رأسي هاربًا من نظرات الوعيد والإحتقار بعيون تمام لي بينما كان تمام متجاهلاً نظرات الإحتقار بعيون الجميع له .

( تيماء بنت صفوان ان ذبحناها ودفناها بالخلا انمحى طاريها ولا حدن متعنى .. بنت عمك ياتمام إللي بيدينك كنت بتسلمها لخويّك ماحدن ماخذها غيرها , مارح يمر ظُهر بُكره إلآ وتمام الدين عاقد على تيماء .. عساها تكون طول حياته مثل الشوكه بحلقه وهو يدري ان خويّه إهو إللي بعقلها وقلبها وخل نشوف لامنها صارت مرته بيتجرأ يسلمها بعد لخويّه ولآ عرق النخوه ابيطفر فيه )

سمعنا جميعًا وبإنصات ما قاله جدي شرف إلآ أن واحدًا هو من كان يتلظى بنيران الحقد , تفور دمائه غِلاً وغليلاً صائحًا بإنفعالٍ وإعتراض: شلون يبـه !! يبـه شـرف .. يبه تيماء كانت مسمّاه لي وهتون لتمام .. شلون الحين تمام الدين يعقد على تيماء !!

وددت في هذه اللحظة أن أضحك ملئ شدقيّ , إن فرحة الكون أجمع لم تسعني وقتها .. أمن المعقول أنا أكون أنا المنتصر في هذا الحدث الصخب ! لايمكن لأي تخطيط استراتيجي أن يُصيب أهدافه كما حدث للتوّ وهو وللعجب رمية أصابت دون رامي .
رفعت رأسي أنظر نصر الدين وقد اكفهر وجهه وهو كاظمًا غيظه , تساءلت تُرى هذا الغضب كلّه أين سيُفرغه !

انحراف نصر الدين يقضي بتعذيب كل مايحتكم عليه من أرواح , أيّا تكن تلك من البشر أو الحيوانات , كل ماتطاله يده لا ينجو من انعدام انسانيته , شخصيّة ساديّة مُقيته بلا رحمة , كل شُعور يجتاحه يُفرغه بتعذيب من حوله , إحساس الألم وهو المُتسبب به يمنحه شعورًا بالراحة وباللذة والإنتشاء .

تقافز لذهني وجه تيماء الجميلة وتخيلت كمّ العذاب الذي كان سيطالها إذا ما احتكم عليها نصر , إنه محترف في تشويه كل ماهو فاتن .
شعورًا بالفزع اعتراني وأنا أُخمن ماكان من المُحتمل أن تؤول إليه الأمور , أن تقذف تيماء بنفسها من فوق قبة قصر عمي عابد كما فعلت أختها "قمره" راجية تخليص روحها المُعذّبه من حُكم ساديّ يفرضه عليها زوج مستبد في سطوة وسيطره وبلآ رحمة أو شفقه .

نحن الأن في مجابهة أمر كارثيّ إذ أنه يخصّ شرف عائلة "شرف الدين" وهو يُغني على ليلآه غير عابئ إلا بتيماء التي كانت مسمّاة له والأن تذهب لغيره .
لم ينطق أحد بكلمة وإن كانت تثنية على استفهام نصر حتى , ليأتي البيان واضحًا ساطعًا من شأنه أن يُسكت أفواه الجميع وللأبد ودون مناقشه .

(تيماء بنت صفوان لتمام الدين بن هاشم , وهتون بنت صفوان لنصر الدين بن عابد)

وقف جدي بعد أن أنهى قوله والعيون تُشيعه إلى أن غادرنا في صمت مهيب فـ زفرتُ وكأني مغموم لأشعر بيدِ أبي تُربت على كتفي الأيسر وكأنه يقول –أحسنت- ولكني لم أنبس ببنت شفة أو حتى أُبدي أيّة رد فعل , بقيت صامتًا أنظر الجمع يتسربل واحدًا تلو الآخر إلى أن بقي اخوتي الأشقاء صفي الدين وتقيّ وشمس الذي تكلّم هامسًا لي: يلا يابدر , إمشِ ..

أومأت له بالموافقة ولكنني لم أتزحزح ليُقبل صوبي صفيّ الدين يشدُ على كتفي مكلمًا إيّاي بخفوت حريص بعد أن ألقى نظرة سريعة وراءه وأدرك أنه لم يبقى سوانا ونصر وتمام .
قلقه الأخوي يحثّه أن يُعنى بي وبأمري دومًا: بدر لاتحتك فيهم , موقفك الحين مو زين لا مع تمام ولا مع نصر .. إمش يلآ معي ..

زفرت بإرهاق وقد تهدّل كتفاي مجيبًا همسه بذات الهمس اُطمئنه: صفيّ مو صاير شيّ , أبي أكلم تمام بس أبقوله شيّ , توكلوّا انتو ولاحقكم ..

تبادل اشقائي النظرات المُتشككه فيما بينهم , لم أكن لأحتمل الموقف أكثر مما احتملت إلى الأن , أعرضت عنهم مقتربًا صوب تمام ونصر .
وقفتُ صامتًا وأنا أرى إخوتي يغادرون -المجلس- إلا شمس الذي توقّف أمام الباب بخطوة متردده ألا يخرج تاركًا إيّاي وراءه بصحبتهم ثم حانت منه التفاتة ينظر تجاهي وكأنه يسألني –هل كل شيئ بخير- ! وماكان لي إلا أن أُطمئنه بعد أن أغلقت جفناي بهدوء وأومأت رأسي مرة واحدة –أن اطمئن- ليُغادر ولم يتبقّى سوى ثلاثتنا .

كُنّا بوقوفنا نُشكّل نقاط وصلٍ لمثلثٍ هندسيّ .

أرغب بمحادثة تمام ولكن وجود نصر يمنع ولم يلبث قليلاً وكأنه شعر بـ ثقل وجوده فقد تجاهلني ورمق تمام بإزدراء وهو يعقب بنبرة ملأها التقزز حتى طفح: امبارك عليك الشارده , عساك تتهنّى ..

ظللت أرقب خطواته السريعه الغاضبه وهو يغادر حتى خرج وفورها أحسست بيدا تمام تقبض على عُنقي تخنقني , أشعر بأصابعه تضغط على مجرى الهواء في حلقي فتُفقدني السيطره , كنتُ أرجوه بنظراتي أن يحلّ عني خنق يديه , أكادُ أختنق .

بيديّ الواهنتين المُرتعشتين أمسكت معصميه أشدّه للأسفل بوهنٍ بدى أنه غير مُجدي , أراه وقد اكتسبت ملامحه القسوة والجفاء من سير عمله كظابط لدى الداخلية , كان لتوه قد ارتقى لرُتبة رائد عمليات خاصة في قسم مكافحة الارهاب , غير ان له ملامح وجه قاسية تفيض رجولة وصلابة فإن له بُنية جسد قويّه , كان بإستطاعتي أن أرى تقسيم عضلات ذراعيه وأعلى صدره من تحت ثوبه الضيق . حليق اللحيه كثّ الشارب العريض الأسود كحال شعر رأسه الداكن , حاجباه كثيفان معقودان , مما اكسب وجهه سمة طافحة بالحزم والصرامة .

لأول مرة أستشعر الرهبة في القرب من تمام حتى أني لم أقوّ على استجدائه , بقيتُ أنظر لعينيه وأنا أجزم أن عيناي طافرتان بالذعر طافحتان بالخوف , حتى أني نسيت أمر الموت كُليًا بيديه وأنا أختنق .
فحيح أنفاسه يُلهب وجهي وهو على مقربة شديدة مني يُحادثني: وش بيحلّك من بين يديني الحين يابدر ! قسم بالله لأذبحك الحين ولانيب نادم .. علمني وش قصدك من ورا إللي سويته !! وشهو إللي ببالك بالظبط ! أنا سكتّ لأني حاس وراك بلاء ولا من متى يابدر وإنت لك لسان ويطلع لك صوت ! هااه !

لم أستطٍع حتى أن أُجيبه , لم يخرج لي صوت من شِدّة اختناقي , وجدتني دون شعور امُدّ يُمناي المُرتعشة لذراعه الأيسر وإذ بي أُلامس بأطراف أصابعي عضلة ذراعه .. يالقسوتهـا .
رُحتُ أضربه بخفّة ثلاثًا وهي حركة استسلاميّة اعتادها المُتبارون في المُنافسات العنيفة .

أتممت اللمسة الثالثه وتأرجحت يُمناي بالهواء وإذ بي اشعر بالهواء يملأ رئتاي حتى اختنقت به وأنا الذي كنت للتوّ أختنق من فرط احتياجي له .

حررتني يدا تمام القاسية , كان بإمكانه أن ينتهي مني دون أن يشعر بأي عناء غير ماسيشعر به فيما بعد من تأنيب الضمير .
كنت على ثقة كبيرة برِفعة خُلُق أبناء عمي هاشم وعدم غِلظتهم وحُسن نشأتهم , وكان تمام واحدًا منهم .

كنتُ راكعًا أمامه يداي تقبضان على ركبتاي أنظر الأرض وأنا حاني الجذع التقط أنفاسي بهدوء ورويّة وعلى مهل , كانت ثواني حتى استعدت فيها انظباطي ثم اعتدلت واقفًا وإذ بي أراه أمامي يرمقني بنظرة تفيض شرًا تغمرني رُعبًا وكم كان شعوري حينها بالصغر أمامهُ عظيمًا !


نظرت لعينيه بشراسة مُتحديًا واثقًا من قولي: أدري بحالك ياتمام , وأدري إن منت راضي عنه ..

ضاقت عيناه استنكارًا لقولي في محاولة لفهم ماعنيته إلا أني لم أرغب أن يدوم وقوفنا سويًا أطول من هذا الوقت , إذ أن عيناه تُربكانني
تجرأت وقذفت كلماتي بوجهه دون أيّ تحفظ: مانتب راضي عن هتون بنت عمي صفوان ولآ راضي بها زوجتن لك ..

كما أدركت قبلاً أن تمام الدين ذا دمٍ حار , يتعاظم شعوره بالحمائيّه تجاه المعنيين له وإن لم يكترث هو لهم .

سمعِت صوت تمزّق أزرار قميصي وانفراجه لشقيّن كاشفًا عن صدري الأملس المصقول والمُسطّح وقتما جذبني إليه بعنف وقوّة وغضب حتى ارتفعت على أطراف قدماي ناظرًا لعينيه الداكنة , أشعر بأنفاسه المُشتعله قريبة من وجهي يسألني بغيظ مكتوم: وش قصدك انت يالورع .. تكلّم !

لم أعِر لوصفه المُهين لي أي إعتبار , بالحقيقة وددت لو أضحك إلا أني تماسكت وأنا أُخفِض عنه بصري وأجيبه بتلكأ مُدعيًا التردد في حرج: بصراحه كلنا ندري ان هتون بنت عمي صفوان تحديدًا .. يعني .. مدري كيف أقولها , بس هي أقل بنات العايله جمال , بصراحه هي معدومة الجمال وصفات ثانيه ماحد يتحملها بس اصدقك القول ياتمام ........ !!!!

أحسست بقبضتيه تتراخى عني ولكنهما لم تنحلاً , استطعتُ أن أثيره لأستدركه وأجذب اهتمام وعيه علّه يتفهّم مقصدي الذي كان وليد اللحظه دون تخطيط ولكنّي قررت الإحتفاظ بهذا الأمر سِرًا في نفسي فرأيت حاجبه الأيسر يرتفع بزاوية حادّة مُتجاوبًا معي بغلظة لم تنفك تغادر صوته: قــول ...

شهقت عميقًا وزفرت بسرعة وأنا أفضي إليه الأمر الذي علمته من أمي أثناء جلسة سمر لنا كنّا نتشارك فيها الأحاديث المُتفرقه كما اعتدنا: إللي دريته ان اسم هتون ماكان بينربط إلا بواحد منكم انتم عيال عمّي هاشم وبما ان شهاب الدين متزوج , وعلم الدين بعد توّه أمس تزوج مابقى إلآ انت وجـاد وبـاز , وانت أكبرهم , فكان اسم هتون من نصيبك , هذا اللي استدرجته من تحليل لكلام أميّ ..

رأيته يعقد ساعداه فوق صدره ولسانه يدور داخل فمه مُسببًا انتفاخ باطن خديّه بينما كانت عيناه تدور لأسفل بهيأة يتقصّى فيها علمًا ويفكّر بشأنه وهو يسألني بهدوء: آممم , واشمعنى حنّا ! ليش مو انت أو واحد من اخوانك , ليش مو واحد من عيال عمي عابد !

أغمضت جفناي وتهدل كتفاي حتى تقوس أعلاي وقد هبط صدري وقتما زفرت بإرهاقٍ من ثِقل هذا الحوار على نفسي إلا أني تجاوبت معه مُحافظًا على انظباطي: لأن كلنا بعد ندري عن عمي هاشم وأخلاق عياله , وإن مهما كانت هتون معدومة الجمال بسبّة شيّ مالها يدّ فيه فالأكيد انك انت أو اي من اخوانك مارح تظلمونها بالمعاملة ولا اخلاقكم وتحضركم يسمح لكم تجرحونها بأي كلمة أو فعل , ايه بتوافقون غصب .. ومارح يبين إلا مُنتهى الرِضا لو انكم انتو اللي بتنظلمون , عرفت الحين !

شبح ابتسامة يرغب في وئدها , ظل يقاومها حتى انتصرت عليه مُتعندة تُزين طرف شفتيه المشدودة , أدركت حينها كم أنا سياسيّ لعين واستغربت وكثيرًا كيف غدوت هكذا شخص أيما ضربتُ فإني أُلاقي !

سألني بفضول استشعرته بدقة حتى برغم غلظة صوته وحزمه: وهالتمثيليه وش وراها ؟!
ان اسئلته مقتضبة مباشرة وأنا لا طاقة لدي لاستيعاب هكذا اسلوب قاسي فتركت جسدي يتراخى على المقعد الاسفنجيّ الوثير وأنا أُمدد ساقاي أمامه مُرجعًا رأسي للوراء حتى أحسست بالجدار خلفي وهتفت شارحًا له الموقف بأكمله بعدما جلس لجواري مُصيخًا لي السمع بفضول واهتمام بادي حتى انتهيت ليعاجلني بسؤالٍ سريع شابه شيئٌ من المكر: وتيماء مايفرق معها أحد ! انت أو أنا أو أي أحد ..

أجبته سريعًا دون ترددٍ وببرود: أهمّ شيّ انه مو نصر ..

صمتت لوهلة وهو أيضًا حتى عاد يسأل بإندفاع: ودامها مثل ماتقول ماشالله كامله والكمال لله والبنت تكشفّت لك وطلبتك راكعه تتزوجها , ليش ماطلبتها لنفسك !!
التفتّ له سريعًا أنظره بعيون ضائقة تقصيّا لحقيقة القصد من سؤاله , أهو سؤال ذا نيّة حسنة أم أن له دوافعٌ أُخرى تشككيّه ربما تحمل في طياتها مكنونًا خبيثًا !

وقبل أن أتمادى مع تساؤلاتي الداخليّة الحثيثة أدركني تمام بإبتسامة تكشفّت عن رتابة أسنانه المُتناسقه ولثته الداكنة كحال شفتيه , عزيت السبب لشراهته في التدخين فـ إذ بِهِ يهُزّ رأسه وهو يُرطّب بلسانه شفتيه ويردف: انسـى .. داري انه حتى لو خاطرك فيها وطلبتها ماخذيتها .. واحتمال بعد يعطونها لأخوك شمس أهم شيّ انك تنقهر وتنشب الحسره في صدرك

ابتسمت بألم ابتسامة آسِفة انطبق فيها شفتاي مشدودتان وأنا أؤكد سِرًا ما أفض بهِ تمام إلا أنّي جهرتُ نافيًا عنّي حتى إحتمال الرغبة في تيماء: صحّ كلامك .. بس كلمة حقّ وبدون حلف مافكرت بتيماء لو للحظه حتى بعد ماشفت وجهها وحتى بعد ماطلبتني .. خبل طبعًا إللي يرد وحده مثلها ولا يفكر فيها بس أنا مدري شفيني .. موضوع الزواج كلش ماهوب شاغلني ولا أفكر فيه , الدور ماهوب عليّ .. أشوى ان اخواني واجد , حنا اثناعش وقبلي شِياب عزابيه كثير وأهمّ شيّ ان هتون طاحت براس نصر غمّه وانزاحت لو يقولون يزوجوني من بكره ماشلت همّ

صدح صوت ضحكة , كانت رنانة قويّه , لها من غِلظة الرجولة مايُماثل نبرة صوته وهيأة شكله , كان وسيمًا وسامة قاتمة مُخيفة طافحة بالرجوله , فـ مال فمي لضحكته بإبتسامة جانبية مُطبقة وأنا أتشاغل نظرًا بمتابعة خطوط باطن كفي الأيسر للحظة قبل أن أهمِس له مازحًا دون أن تغادرني الإبتسامة الرائقة: تراك الحين مدين لي طوال حياتك وأيام عمرك

قُلتها مازحًا لأشعر بعدها وكأنما رأسي قد إنتُزِع شدًا وانفصل عن جسدي وقتما قبض تمام بيمناه على عنقي من المؤخرة وجذبني له مُبادلاً إيّاي المزاح على طريقته حتى باغتتني آلآمًا قويّة لم أشعر مثلها في حياتي حتى أن الدموع قد طفرت من عينيّ وحمدت الله أن تمام بعدما جذبني قد أجبرني على الإنحناء عليه مائلاً بجذعي الأعلى مستقرًا نائمًا بوسط حجر ثوبه وبالتالي قد توارى عنه وجهي وتوارت معه كل آثار العذاب والتألم وحتى الدموع , وبينما كنت أقاوم آلآم كبح أوجاعي من مزاحه الثقيل معي كانت يُمناه تعبث بشعري مُتخللة خصلاته الشعثاء الهائجة والمائجة .. كان شعري سِمة خاصة تُميزني وشمس , شعرًا كثيفًا غزيرًا طويلاً وبنيًا ناعمًا ذا خصلات ملفوفة أكسبنا هيأة صِبيانيّة بحته .

هل اكتفى تمام الدين بما فعله بعُنُقي ؟! يبدو أنه لا إذ أخذ يُمسِك بيده شعري ويشده لأعلى حتى أحسست بصوت طرقعة وكأنما جذور شعري تُقتلع , تساءلتُ هل يمزح معي حقًا أم أنه ينتقم بطريقة خاصه ليبدو وكأنما يمزح ! ولكنه سألني بهدوء ناعِم رائق حتى بدونا وكأننا أصدقاء نتسامر: وإذا أنا مثلك يابدر مالي بالزواج ! الحين عل الأقلّ

اعتدلت جلوسًا مُتحرِرًا أخيًرا من يديّ تمام ومزاحه الثقيل عليه اللعنة , ليته تزوّج من هتون ولم أشعر ماشعرتُ به للتوّ من ألم .

بعد اعتدالي تزحزحت بجلوسي مُباعدًا بيني وبينه اتقاءاً من ملامسته وأنا أنظره بجواري مُحدّثًا إياه بجديّة وإتزان لآيُناسبان شكلي: اسمع ياتمام , قانون العايله إنت تدريه , قُضي الأمر إذا انذكر اسمك بأي موضوع مالك إلا تقول تمّ وانت بعد تدري إللي يتعصّى وشو إللي يصير عليه .. قد صارت يعني ماهوب مُجرد وعيد أو تهديد ..

راقبت صمته للحظات يبدو فيها شاردًا وأكاد أجزم أنه يستعيد ذكريات من انحلوّا عنا وهم بحالٍ لا يعلم بهِ إلا الله وحده .

انقضت هذه اللحظات وقتما سمِعتُ صوت زفيره المُرهق وهو يردف: بس انت لوثت اسمي يابدر , سُمعتي بين رجال الدين , شلون وأنا الحين رجّال بايع عرضه وشرفه ماهمني دمي ولحمي فاصخ النخوه والمرجله موليها ..

لا أدري لما تحررت مني ضحكة هازئه كما الزفرة لم أنتبه لها قبل أن اعقب: تمام انت منو تكلم الحين !! تراني بدر الدين .. واحد منكم .. وكلنا ندري ان كلاً به وصخ يخشّه ويداريه , السموحه منك بس الأكيد ان مو كلنا شيوخ وأشراف .. حتى شيوخنا ندري وش بلاهم .. إذا أحد بيظن عنك هالظن الردي فـ كلها يومين وينشغلون بسالفه ثانيه أردى مع غيرك ولا تبي اسمك تمام الدين اسم من ذهب وانت منغبن عمرك كله مع هتون !! تدري رغم اني متشفي بنصر الدين إلا إنّي شفقان على هتون .. مالها ذنب تطيح بيدّ مريض نفسي وسادي مثل نصر , ومدري شلون بسامح نفسي إذا سمعت طاري بيوم انها متأذيه من نصر وهذا إللي بيصير أكيد وقريب .. من اليوم وهتون إهي إللي بتكون مثل الشوكه بحلقي أنا مو تيماء إللي بحلقك انت ياتمام ... مرعوب , وأخاف أصحى بيوم من نومي مفزوع وأنا أسمع انها منتحره ترتجي الخلاص من نصر وعذابه مثلها مثل قمره أختها
!

-
-
-

« تم »



لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 08-10-18, 02:13 PM   #5

bahja

? العضوٌ??? » 418527
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » bahja is on a distinguished road
افتراضي

ماشاء الله الكاتبة اماني نورتنا برواية ثانية اكيد ستكون مميزة كاسابقتها شكرا لك عزيزتي فرحتينا

bahja غير متواجد حالياً  
قديم 09-04-20, 03:50 PM   #6

إيلڤ

? العضوٌ??? » 428006
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 144
?  نُقآطِيْ » إيلڤ is on a distinguished road
افتراضي

فين الرواية معقولة مانزلت الا فصل واحد؟.

إيلڤ غير متواجد حالياً  
قديم 06-05-20, 08:44 PM   #7

صولا2020

? العضوٌ??? » 461798
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » صولا2020 is on a distinguished road
افتراضي

💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕👍👍👍👍

صولا2020 غير متواجد حالياً  
قديم 08-07-20, 12:40 AM   #8

khalloussa

? العضوٌ??? » 311948
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 188
?  نُقآطِيْ » khalloussa is on a distinguished road
افتراضي

ماشاء الله الكاتبة اماني نورتنا برواية ثانية اكيد ستكون مميزة كاسابقتها شكرا لك عزيزتي فرحتينا

khalloussa غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.