الهدف

[طارق خلف]

هدف
زلزلته هتافات الجماهير المستنكرة لهدف اخترق شباك فريقه، فك ارتباطه بأريكة الاحتياط نوبة حماس أشعلتها ثقته فى قدرته على تغير مسار اللعب ، قبل كف المدرب، انسابت دموعه حزنا على تجاهله نظراته المتوسلة لمنحه الفرصة، صرخ – اللاعب- بما فى حنجرته من قوة : أنا هنا.
‏ أوشكت المباراة أن تلفظ دقائقها الأخيرة، كادت تُسحق رغبته الملحة لأن تهتف بإسمه حجارة المدرجات، فقد سيطرته على حاله سكون تتلبسه.
‏ انتزع ملابس البدلاء، تحرك فى المكان، ركض على خط التغيير، أوقفت صافرة الحكم اللعب، نزل للميدان فرسا ، جرى بحب خلف كرة تتحرك أمامه، تصدى لأقدام تراوغه، استمات ليختطفها، يهرول بها، يستودعها الشباك.
‏ لاحقه الفشل، استنزف الإحباط طاقته، أغمضت الأضواء الكاشفة عيونها إشفاقا على جهده المهدر، لم يحُل الظلام أو رحيل المشجعين، انسحاب رفاقه مقرين بالهزيمة من مواصلته الركض خلف كرة لا يراها سواه.
‏ بلغ به التحدى للعتبة الفارقة بين فقدان القدرة على الاستمرار و الانهيار، مع شروق الشمس قبض على ناصية حلمه، خرج من الباب الكبير للإستاد محمولا على أعناق رفاقه و جمهور كبير يرفع صوره خلفهم.
‏طارق الصاوى خلف