شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة (https://www.rewity.com/forum/f407/)
-   -   الشمس العمياء / للكاتبة كلوديا جيمسون ، فصحى مكتملة (https://www.rewity.com/forum/t287873.html)

لامارا 01-08-13 04:19 PM

الشمس العمياء / للكاتبة كلوديا جيمسون ، فصحى مكتملة
 


https://upload.rewity.com/upfiles/RZx88645.png

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية غربية باللغة العربية الفصحى بعنوان
الشمس العمياء
للكاتبة / كلوديا جيمسون

https://www9.0zz0.com/2013/08/01/13/321659715.gif

الملخص :

عرفت إن هذا سيحدث منذ البداية أحست بذلك المزيج الغامض من الإثارة والتململ ! ذلك الإحساس الذي يسمونه الحب!!
لم تعترف إنها بدأت تحبه منذ البداية لأن هذا أخافها حتى الموت ! لكنه كان أمر حتمي لا يمكن تجنبه ، مثله مثل الألم الذي جاء مع الحب
تعرف أنه محكوم على حبها بالاحتراق من أجل رجل لن يحس أبداً بحرارته رجل تخلى عن الحب بكل بساطة رجل تجمد قلبه منذ خمس سنوات فكيف لفتاة مثلها بسيطة وعادية الجمال أن تأمل في إذابة ذلك القلب ؟
لن تستطيع إنه لا يريد الناس لا يريدهم أن يشهدوا طريقة حياته وانعزاله عن العالم إنه ليس بحاجة للناس
لقد فقد أعز ما يملكه ، ولم يعد قادراً على الرسم ، وهاهو الآن غارق في حزنه وكم كانت غبية عندما اعتقدت أنه تكيف فلا شيء ولا أحد قادر على تقديم العزاء له


لامارا 01-08-13 04:22 PM


1/ وجهاً لوجه

انضمت بريندا توماسن إلى شقيقها حول مائدة الفطور ، وتوجهت عيناها نحو النوافذ لترى تساقط الثلج الذي تجمع طوال الليل
- أنظر إلى الطقس ! من توقع هذا في وسط شهر آذار ؟
- صباح الخير بريندا
قدم لها دان شاي ثم حرك إبريق الحليب الصغير و ( الكورنفليكس ) نحوها على الطاولة وأضاف ك
- هذه انكلترا عزيزتي فحتر في آذار يتساقط الثلج يستحسن أن تمهلي نفسك بعض الوقت قبل أن تذهبي إلى باكنغها مشاير فثمة عاصفة قوية قادمة وقد تسبب تراكم الثلوج في الريف متى موعدك ظ
- في الثالثة ، دان ألن تعيد التفكير في النقاش الذي جرى بيننا ليلة أمس ؟
- قال بحزم : لا
ثم ابتسم ابتسامة اعتذار :
- إنه لطف كبير منك أختي لكنك قومت الكثير لعائلتك في الماضي ولن أسلب منك شبابك بالسماح لك أن تكوني مدبرة منزل دون أجر وأم بديلة لطفلي
توقفت ملعقة بريندا في الهواء ثم أعادتها إلى مكانها وضحكت :
- تلبني شبابي ؟ أنا في الرابعة والعشرين تقريباً ولا أعيش حياة فخمة ! ولن تسلبني شيء ! سيكون الأمر مجرد استبدال عمل بآخر
- هل حصلت على تعليمات للوصول إلى ذلك المكان ؟
فهمت بريندا من مقاطعته لها أن الموضوع انتهى لن يسمح لها أن تنتقل للعيش معه لتعتني بمنزله وولديه ، مع أن دايفد وآنيس بحاجة ماسة لمن يعتني بهما
نظرت لأخيها إنه سيكمل سن الأربعين بعد ستة شهور ، خط شعره الأمامي يتراجع بسرعة للوراء , وهناك خطوط إرهاق حول عينيه وفمه بالرغم من هذا لا يزال رجل جميل الطلعة ، أجمل بكثير من أخته كان لها ذات الشعر الأشقر الداكن ن لكن مع بياض بشرتها وبعض النمش لا يمكن وصفها سوى بالمقبولة عيونهما متماثلة ماعدا أن عيني دان أكثر خضرة وأكبر حجما ، بينما عيناها حسب رأيها من الصعب أعطاء وصف لهما
دان رجل وحيد لقد استعاد تماسكه بعد وفاة زوجته والفضل في هذا لولديه وحاجتهما الماسة إليه لكنه كان يعمل بجهد كبير وقد بدأ الإرهاق يظهر عليه مما أقلق بريندا
كانت اكبر أمنية لها أن يلتقي أخوها بامرأة ليتزوج من جديد امرأة حتى لو كانت بنصف طيبة ورقة زوجته الأولىلكن الحياة الاجتماعية عند دان لا وجود لها ، فهو لا يستغل فرصة وجودها مع الولدين للخروج !
مال إلى الأمام يلكزها :
- هل أبعدتني عن أفكارك ؟ كنت أسأل ما إذا كان معك تعليمات للوصول على مكان المقابلة بإمكاني ان أحضر خريطة للطريق وأدلك
ابتسمت :- لا بأس في هذا
فتشت في حقيبتها بحثاً عن ورقة مكتوبة أعطتها لها الوكالة في اليوم السابق فيها تعليمات دقيقة للوصول إلى باكنغها مشاير مع إن العمل عن مخدومها وعن العمل لم تكن دقيقة
فقد أخذت بيني المديرة في مكتب التوظيف تعتذر شارحة بأنها مستعجلة وأن عليها الإسراع إلى للحاق بالقطار لذلك لم تعط بريندا الكثير من التفاصيل عن مهمتها ، فقط قالت أن السيد غريفز كاتب ، وأنه يحتاج لسكرتيرة بصورة ملحة لكنه يود أن يقابلها قبل أن يقرر توظيفها
كان عمل بريندا الحالي قد انتهى ، وكانت تفكر بأخذ إجازة لمدة أسبوع لكن هذه حالة طارئة كما قالت بيني ، لذا وافقت على مقابلة قصيرة مع السيد غريفز ووضعت بعض الملابس المناسبة في الحقيبة الصغيرة التي كانت ستأخذها إلى ( سواري ) مع أنها كانت مصممة على العودة إلى منزل أخيها بعد المقابلة
- يجب أن تمنحي نفسك مهلة ساعتين ونصف من هنا تقريباً لتصلي ولتكن ثلاثة أليس غريباً أن تكون المقابلة يوم السبت ؟!
كانت بريندا تحس بامتعاض خفيف فقد مضت فترة طويلة لم تجر فيها مقابلات عمل إنها ليست مجرد طابعة عادية ، إنها كاتبة اختزال من أعلى مستوى وتعمل لوكالة لندنية ضخمة تتعامل فقط مع الصفوة من الناجحين كلهم موهيين في الاختزال إنهم جميعا القمة في مهنتهم رجال ونساء
قبل الانضمام إلى وكالة بورك كانت بريندا تعمل كاتبة اختزال في المحاكم ثم أمضت ثمانية أشهر دون عمل للعناية بأبيها الذي كان يحتضر لكنها كانت تتدرب على المحافظة على سرعتها بتسجيل الأخبار من الراديو والتلفزيون



لامارا 01-08-13 04:22 PM

إذا حصلت على هذا العمل
- سأحصل عليه ! لكنني قد لا أقبله!
ابتسم دان لثقتها بنفسها خاصة وأنها ثقة مبررة
- إذا عرضت عليك المهمة وقبلتها ، ألن الانتقال من لندن إلى باركس كل يوم متعباً ؟ خاصة القيادة إلى هناك في ساعات الزحام ؟ أكره لك هذا !
- أبداً ثم أنا أتقاضى أجر وقت سفري ، لذا لن يكلفني الانتقال شيء هل نسيت أيام كنت مضطراً للانتقال من منزل ذوينا في أقصى ( كنت) إلى المدينة كل يوم ؟
يومها كان يتعلم مهنته وكانت بريندا فتاة صغيرة ، والآن هو يعمل محامياً ، إنه شريك في مكتب صغير ناجح في ضاحية ( سواري )
سألته وقد لاحظت ثقل تساقط الثلج :
- أين الولدان ؟ في الحديقة الخلفية أراهن !
- وأين غير هناك ؟ إنهما يبنيان رجل الثلج
- لكنهما سيتبللان ! هل تناولا الطعام ؟
- كورن فليكس فقط كنت على وشك تحضير لحم وبيض هل تحبين شيئاً منهما ؟
رفعت عيناها للسماء وضحكت :
- سأعدها أنا ابق أنت مع صحيفتك !إن الطهو شيئاً لا يقدر دان عليه حتى أنه كان يخلق فوضى وهو يسلق بيضة ، وليس ناجحاً كذلك في أعمال المنزل تنهدت بريندا من الواضح إن منزله منذ أن انتقلت المرأة التي كانت تخدمه نهاراً إلى الشمال منذ ثلاثة أسابيع مهمل بشكل يثير الحزن
على الأقل استطاعت إقناع أخيها أن بحاجة إلى مدبرة منزل مقيمة ليلة أمس حدث نقاش طويل كاد أن يتسبب في شجار فقد كانت بريندا قلقة جداً على ولدي أخيها ، حتى أنها عرضت التخلي عن العمل والعيش معهم !! لترعاهملكن دان رفض الإصغاء إليها وقال :
- لن أسمح لك بترك مهنتك والانتقال إلى قرية صغيرة هادئة لتصبحي عمة عانس لا حياة خاصة لك
لم يكن هناك فائدة من الجدال معه فهو عنيد جداً ، إلا أنها حققت بعض التقدم عندما وافق على وضع إعلان يطلب فيه مدبرة منزل
أخذت تفكر في حياتها كانت حياتها في عالم التجارة محمومة مرهقة ولكن حياتها كفتاة عزباء غير جذابة دائماً فارغة كانت تؤمن بأنها ستكون سعيدة جداً لو باعت شقتها وعاشت مع أخيها لتكون الأم البديلة لابنيه
كان الزواج أمر لا تفكر فيه فلا جدوى من التفكير أنها بكل تأكيد لا تلفت النظر ، إلا أنها تعرف أن ما يلزمها هو رجل غير عادي ليقنعها بالالتزام مدى الحياة ومع هذا كانت واقعية فبأساريرها البشعة تقريباً وجسدها المترهل قليلا مؤخراً ، حتى الرجل العادي لا يرغب في الخروج معها
مع كل هذا كانت قانعة مرتبها جيد ، ترتدي أفخر الملابس ، تملك شقة وسيارة ، مكتفية ذاتياً ولو أن الحياة في لندن موحشة في بعض الأوقات
في الحادية عشرة ، غادرت منزل دان نحو باكنغها مشاير وقالت للولدين وهما يودعانها أنها ستراهم في المساء ، وحذرها دان من أن تقطع وعداً فالثلج قد يتحول إلى عاصفة لكنها أصرت
- لاتكثر الكلام سأعود لقد خططت لحفل شواء كبير في الغد أراكم فيما بعد
- حسن جداً حظ سعيد في مقابلتك
_ إنه مجرد عمل عادي سأقول للسيد غريفز هذا أنه لن يجد سكرتيرة أفضل مني وإذا لم يعجبه منظري ، فسيخسر لأنني سأتمكن من الاختيار من بين عشر مهمات أخرى يوم الاثنين وسأقول له هذا
- كذابة ! لن تقولي شيئاً من هذا !
سارت بريندا نحو المرآب وضحكتها ترن في الهواء البارد الرطب
كانت ترتدي حذاء ثقيل عالي الساقين بلون بني , ومعطف من جلد الخراف كانت تنورتها التي جربتها أول مرة هذا الصباح ، ضيقة مع أنها اشترتها منذ فترة قصيرة وهكذا رضيت بتنوره بلون جلد الجمل مع كنزه مماثلة كانت تبدو أنيقة وسكرتيرة كفء
لكن يجب أن تنظم طعامها حقاً فالكيلو غرامات الثلاثة التي اكتسبتها منذ عيد الميلاد بقيت معها ، وهي لا تبدو جميلة مع جسمها صغير الحجم وارتفاعها المتوسط لكن من الصعب إتباع حمية خاصة في الشتاء
أبقت سرعتها متوسطة فقد كان الطريق مبللا ً والرؤية ضعيفة
كانت ممتنة لأخيها حين وصلت إلى باكنغها مشاير لأنها تكره عدم الدقة في المواعيد
بوصولها إلى مفترق ثلاث طرق ، توقفت ونظرت لخريطتها المرسومة باليد :
- تابعي الطريق من مفترق ( غريت بريكهيل ) نحو اليسار نحو
لكن هل هي الآن في ( غريت بريكهيل )؟ أم أن مفترق الطريق لا يزال إلى الأمام ؟ بالطبع ما من أحد هناك لتسأله
اتبعت حدسها واستدارت إلى اليسار وما هي إلا عشر دقائق حتى وجدت نفسها تتبع خريطتها بدقة وبعد أن قطعت الطريق كله الذي يجب أن يكون منزل السيد غريفز فيه ن أوقفت سيارتها لكنها لم تكن مرتبكة بل ساخطة قليلاً فهذا الطريق لا يعدو كونه درباً ضيقاً تغطيه الثلوج ، والشجيرات تعلو كثيراً بحيث لا تستطيع رؤية ما حولها
- هل أنت في مشكلة ؟
- لا لالكنني ضائعة قليلاً فأنا أبحث عن منزل يدعى ( سيلينا هاوس )
رد السائق بلطف ك
- إنه هناك سيري حوالي المأتي ياردة فتجديه إلى يسارك أنه بعيد قليلاً عن الطريق لكنك سترين البوابات وداعاً!
رأت بريندا البوابات كانت من الحديد المشغول المزخرف ووراء البوابات هناك جادة تحيط بها أعمدة تصل للمنزل

لامارا 01-08-13 04:23 PM

لكن المشكلة كيف تصل للجادة ؟
كان الفضول يتحرك في داخلها وهي تنظر إلى هذا هذا المخل المهيب ماهو هذا المكان معتقل ؟
عند نزولها من السيارة شاهدت لوحة نحاسية مثبتة لأحد الأعمدة الأسمنتية مكتوب عليها ( سيلينا هاوس ) لكنها كانت صغيرة جدا ً واضح أن السيد غريفز يتمتع بعزلته
تأكدت لها هذه الفكرة عندما برز من حيث لا تعلم كلبان ضخمان من الناحية الأخرى للبوابة ينبحان بشدة
خافت من شراسة كلبي الحراسة كيف من المفترض أن تدخل لهذا المكان ؟!
ثم عن يمينها سمعت صوت أجش يسأل : من الزائر ؟
التفتت ولم تر أحداً مع تكرار الصوت لاحظت بإحساس بالبلاهة أن هناك هاتف داخلي تقدمت إليه :
- أنا بريندا توماسن من وكالة بورك
- رد الصوت : أنا غريفز أعتقد أنك في سيارة ؟
- طبعاً
- إذاً أدخلي سافتح البوابات
- وماذا عن الكلبين ؟
- متى فتحت البوابات فلن يزعجاك آنسة توماسن
انتقلت عيناها للكلبين وكل ما تأمله أن يكون محقاً! وكأنما الكلبان يعملان على جهاز السيطرة عن بعد فقد توقفا عن النباح فوراً بعد أن فتحت البوابتان فمرت بسيارتها وأغلقت البوابتان خلفها قادت ببطء وأثارة فكرة مرحها كيف يصل ساعي البريد ؟!
كانت الأراضي حول المنزل واسعة وبعد خمسين متر برز أمامها المنزل كان أنيقا يعود تاريخه للقرن 17م
أوقفت سيارتها وهي تفكر أن الموقع كله سحري كشيء مرسوم على البطاقات البريدية وأخذ فضولها يزداد مع مرور الوقت
فتح السيد غريفز الباب ، وعرفت أنه هو ! مع أنها لم تتوقع أن يفتح لها الباب بنفسه !! عرفت أنه هو لأنها تخيلت وجه للصوت الذي سمعته ولم يكن بعيداً عن تصورها
من الصعب تخمين عمره ربما في 5 أو 6وجهه زهري ضخم مستدير ، قمة رأسه لماعة صلعاء ماعدا بضع خصل تتشبث بالحياةربما كان شعره يماثل يوما لون شعرها إلا أنه الآن ممزوج بالشيب
كان يرتدي بدله قديمة الطراز وبنطلونه مثني الساقين !!
أجل هذا ما توقعته أنه غريب الأطوار حقاً
- مساء الخير أنا بريندا توماسنولدي موعد مع السيد غريفز في الساعة الثالثة
- قال وهو يغلق الباب وراءها :
- أنا السيد غريفزلقد وصلت مبكرة بعشر دقائق
لم تعرف بريندا إن كان التعليق تحذير أم تقديراً لأنها تمكنت من الوصول في الطقس المثلج
- أنا مسرورة للقائل سيد غريفزأنا فهمت أنك طلبت خدمات سكرتارية ؟ الوكالة
وصمتت هذا الرجل يشعرها بعدم الارتياح مع أنها لاتعرف السببولم يصافحها بل قال :
- اسمي غريفز فقط غريفز ، والموعد ليس معي آنسة لقد كلمت الوكالة نيابة عن رب عملي المركيز سيدي المركيز يرغب في مقابلتك لو لحقت بي
لم تتحرك بريندا سيدي الماركيز ؟ مسيو لو ماركيز ؟ رب عملها المحتمل فرنسي ؟ دهشت وأحست بالتوتر لا شك أنه عجوز ومعقد وربما لا يسمع وله نزعات غريبة ولا شك أنه سيكتب مذكرات حول حياته كفرد من الأرستقراطية الفرنسية !
أما غريفز فما هو لا بد أن يكون خادم العائلة ؟ لكنه لا يبدو كخادم كان يبدو كملاكم متقاعد أو ضابط شرطة متقاعد
استدار إليها فتحركت
- سيد غريفز أعني غريفز عرفت أن مخدومك كاتب فهل يكتب سيرة حياته ؟
- لا يا آنسة إنه قصصي
رفرفت عينيها دهشة قصصي ؟ هذا أكثر غرابة ومثير للفضول إيه ؟
- قلت أنه مركيز من هو بالضبط ؟
- إنه المسيو لو مركيز جان مارك دو بافندال
وتابع سيره غير مستعد للرد على المزيد من الأسئلة
أخذت تهمس لنفسه : لو ماركيز جان مارك دو بافندالالموكيز جان
لماذا يبدو الاسم مألوفاً ؟ لقد سمعت الاسم من قبل لكن أين ؟ لا شك أن له علاقة بالكتابة طبعا لا لا لا تشعر أن هذا صحيح ، مع أنها تعرف أن المركيز كاتب
توقف غريفز مشيراًً إلى الداخل :
- لو سمحت أن تنتظري في غرفة الاستقبال آنسة فسيراك المركيز في الساعة الثالثة
أشارته للوقت جعلتها تبتسم وكانت تريد أن تنظر للساعة لترى كم دقيقة بقيت للتشرف باللقاء !
عندما دخلت الغرفة بدأت تستوعب ماحولها كانت بريندا قد عملت في مكاتب مهيبة في عدة مناسبات ، لكن هذا المنزل وهذه الغرفة على الأقل ، كانت شيئاً وقعت في حبه على الفور
لم تكن أنيقة جداً ولا مبالغ فيها لكن محتوياتها مرتبة بتفكير يوحي بالدفء العائلي الحميم
كانت هناك أريكتان موضوعتان على شكل زاوية حادة أمام المدفأة الرخامية حيث الحطب المشتعل يهدر بصوت مرتفع


لامارا 01-08-13 04:24 PM

قباله الأريكتين يوجد مقعد مرتفع الظهر ربما هو مقعد الماركيز
للأسف لم يكن عندها وقت لتتفحص كل شيء بدقةفقد عاد غريفز ، واضح أن الساعة أصبحت الثالثة بالضبطلكن بريندا كانت قد لمحت البيانو من خشب الماهوغوني ، والطاولة الصغيرة التي يقف عليها نسخة رائعة من تمثال ل ( روبن )
وفكرت : فتش عن المرأة هذه ليست غرفة جلوس رجل عجوز يعيش وحده ، هناك لمسة امرأة رفيعة النسب ولها ذوق ممتاز وحسن تمييز
- آنسة توماسن ، لو سمحت أن تأتي معي فالمسيو لو مركيز سيراك في المكتبة !
لحقت به مضطربة الأعصاب كم هي سخيفة بالتأكيد تستطيع السيطرة على مقابلة عمل ومتطلباتها !
تعلقت بهذه الفكرة ثم وقعت عيناها على المركيز كان يجلس وراء طاولة ضخمة في مواجهتها وظهره إلى النافذة ، أجبرت نفسها على الاستمرار في الحركة لا أن تقف مسمرة فاغرة فمها تحدق فيما حولها
القول أن المركيز وسيم ليس كافياً إنه مذهل !!جذاب بوجه جميل وكأنه منحوت ، وبشرته سمراء وشعره كثيف مستقيم أسود كالليل ، مع لطختين تحت صدغيه كأنها مسحوق فضي شيب مبكر ، لاشك في ذلك ، فالمركيز لا يمكن أن يكون في أواخر الثلاثين ولا حتى في وسطها
كان يجلس دون أن يبتسم في وضعية ترقب وانتظاريداه مضمومتان معا باسترخاء فوق الطاولة ، وأصابعه الطويلة متشابكة
بدا جذاباً بشكل غير عادي اختطفت صدمة مواجهته وجه لوجه أنفاس برينداعلى الفور عرفت أنها في حضرة رجل قوي أنه رجل لا يقبل كلام سخيف رجل يتوقع ويحصل على أفضل ما في الحياة

لامارا 01-08-13 04:25 PM

2/ جرس الإنذار


تحركت عينان سوداوان كجناحي غراب على بريندا وهي تدخل المكتبة ، لم يكن يواجهها عين بعين بل كان يقيمها بصورة عامة وبدرت فكرة سخيفة لبريندا ، أمنية محمومة في أن تكون امرأة جميلة أو حلوة أو جذابة على الأقل أوه لماذا لم تضع قليلاً من الزينة على وجهها ؟ حتى ثقتها المهنية بنفسها بدأت تتراجع
كانت وغريفز واقفان داخل الغرفة ، وسمعت صوت غريفز يقول :
- مسيو لو ماركيز الآنسة توماسن
وأشار إليها نحو مقعدين من الجلد البني الفاخر بينهما طاولة قهوة مستديرة تواجهان الطاولة على بعد أمتار قليلة منها وأحست بابتهاج للمسافة بينها وبينه هناك شيء غامض ومألوف في هذا وتعرف أنها لم تشعر به من قبل لافكلمة مألوف قوية جداً على ما تشعر به
جلست مع انحناءه تحية نحوه ، تحس بحاجة للضغط على نفسها حتى لا تنظر نحوه ولحسن الحظ لم يفضح صوتها شيء من توترها وهي تحييه :
- مسيو لو ماركيز
كان غريفز مازال واقفا وهي تجلس ثم فعل شيء صدم بريندا لغرابته ، فقط التقط حقيبة يدها من على الطاولة الصغيرة حيث وضعتها ودسها تحت الطاولة نظرت إليه متعجبة ، تعتقد أنها مبالغة في الترتيب ولكن وجه غريفز الزهري الضخم بقي دون تعبير
لم يتكلم المركيز إلا بعد أن خرج غريفز من الغرفة :
- آنسة توماسن هناك شيئان لا أحبهما أبدأًالكفاءة المتوسطة والتردد
اتسعت عيناها كان صوته خافتاً واللكنة ظاهرة قليلاً كان الصوت عميق جداً
لم يخدعها الصوت الصوت كان يتعمد السيطرة بلكنته الخفيفة والعميقة نظرت إليه مسحورة وخائفة قليلاً كل ما فكرت فيه هو أنها لا تحب أن تبقى قرب هذا الرجل حين يفقد أعصابه
لم تعرف بماذا ترد فاجأتها ملاحظته
تابع :
- الكفاءة والدقة أمران أحبهما على أي حال ، ويبدو أن لديك كلى المؤهلين بالنظر إلى دقة موعد وصولك ، خاصة وسط العاصفة الثلجية
أدهشها أنه وهو يتكلم إليها لم يلتق بعينيها مع أنه كان يركز النظر إليها
ردة فعلها على ذلك هو الارتياب لكن المركيز صريح ومباشر في كلامه ، ولو كان لديه شيء يخفيه فهو بكل تأكيد شيء لا علاقة له بالمقابلة
- قيادتي كفؤ أجل والدقة هي من آداب الملوك وأنا دائما دقيقة في مواعيدي مسيو وأتوقع الأمر نفسه مع الناس صحيح أنني لا أحصل عليها دائماً لكنني أتوقعها باستمرار أما الكفاءة المتوسطة والتردد فستجد أن هاتين الخصلتين ليستا من طبعي بالنسبة لعملي
- لا شك عندي من أن عملك سيكون من أعلى المستويات ، أنت تعملين لوكالة بورك ولا حاجة لأن نقول المزيد عن المؤهلات لكنك لست أول من يرسلون لهذا العمل ولست الثانية أنت الخامسة آنسة توماسن الخامسة مهمة إيجاد سكرتيرة لي أصبحت تستهلك مني وقتاً وتصيبني بالضجر أكثر مما توقعت
أحست بارتباك كبير بسبب القوة التي تنضح منه كانت بالكاد تعي ما يحيط بها وإخباره لها أنه رفض أربعة أشخاص من وكالة بورك! أمر لم تستطع أن تفهمه ربما هم رفضوه ؟ هذا ممكن جداً ! فالمركيز ليس شخصية من السهل التفاهم معهلكن أوه أليس في ذلك شيء من التحدي !
وهي فعلاً بحاجة إلى تحد لتواجهه
خلف هذه الأفكار كان هناك في أعماق عقلها الاوعي إحساس بأن المركيز جان مارك معروف جيداً ، وليس فقط في الكتابة كانت تتشوق إلى الجزء من المقابلة التي سيتكلم فيها عن عمله ربما ساعتها سيتضح كل شيء إنها قارئة قصص مواظبة وكن بالإمكان أن تتذكر إلا إذا كان يستخدم اسم مستعار
قالت وقد أحمرت حتى جذورها وهي تدرك أنها كانت تحدق به :


لامارا 01-08-13 04:25 PM

أعذرني ، فأنا لست مربوطة اللسان في العادة ، لكنني لا أفهمك بكل احترام مسيو لو ماركيز ، إذا كنت تجد أن عملي سيكون مرضياً فلماذا تجد ضرورة لهذا اللقاء ؟ وماذا حصل مع الآخرين
قاطعها بتوتره :
- هذا لأنني دقيق جداً مع من أ‘مل معهم فأنا سأحجز خدماتك لمدة ستة أشهر ، أكثر أو أقل بأسبوعين عدا هذا ستعيشين تحت سقف منزلي ومن الضروري أن أكون حذراً مع أي شخص ينتقل للسكن معي
أخذت تقاوم كي لا تظهر انزعاجها أنها بطيئة الغضب لكن ما تسمعه نجح في إغضابها يا إلهي ! ستعطي بيني يوم الاثنين رأيها بكل صراحة ! لماذا لم تقل لها أنه عمل مع إقامة ؟ كانت ستنجح أكثر لو كانت تعرف مطالب الماركيز مقدماً، تباً لبيني وعجلتها لتسافر في نهاية الأسبوع نقص المعلومات لديها جهلها تبدو كالحمقاء!! وهي الآن تريد هذه المهمة ، أكثر مما أرادت أي شيء في حياتها لقد صممت على هذا في اللحظة التي دخلت فيها المكتبة
منعها ولاءها للوكالة من أن تقول له أنها لم تحصل على المعلومات الكافية عن الوظيفة ، خاصة أنه يبدو غير راضياً على الوكالة ! هكذا بدأت تتكلم بسرعة :
- أجل أفهم هذا لكنني أؤكد لك أمرين ، بإمكاني التكيف مع ما يحيط بي ومع سرعة رئيسي في عمله منزلك جميل جداً مما رأيته منه حتى الآن إضافة إلى واقع أنك تحب الحياة الهادئة وتركز على خلوتك
كانت نظرة تركيزه قوية حتى أنها جعلتها أكثر ارتباكاً كانت تعي كل كلمة يقولها ، تعي قبحها ، وتعي في الواقع أنها على وشك أن تكون الفض الخامس له
ومما لاحظته هذا الرجل يتمتع بأن تحيط به الأشياء التي تسر العين وهي لا تملك تلك الشخصية التي تغطي قبحها
حين نهض الماركيز من وراء منضدته ، ظنت أن المقابلة انتهت لذلك ذهلت حين قال :
- أتفضلين شيئاً ساخناً آنسة توماسن ؟ قليل من الشاي ربما ظ
- أوه شكراً لك هل هذا إبريق قهوة كهربائي هناك ؟
- أجل
- إذن سأشرب القهوة إذا أمكن مجرد فنجان صغير
ساعد هذا بريندا على الاسترخاء قليلاً لكن حركاته ، خطواته ، أبقتها منومة من هو هذا الرجل ؟ أين شاهدته من قبل ؟ على التلفزيون ؟ في أي مكان ؟
صب فنجانين من القهوة بحركات دقيقة متعمدة ، وكأنه يفكر بكل شيء قبل أن يتحرك هناك هالة من الهدوء تحيط بالرجل بدأ وكأنه من المستحيل إزعاجهمع ذلك مع ذلك
وهو يسير إليها والفنجان بيده أحست بذلك الإحساس المربك وهي تسجل القسوة في وضعية فمه
أمام خيبة أملها ، وضع الفنجانين على الطاولة وجلس إلى جانبها وهذا جعلها قلقة ومتوترة ومذهولة ، من هذا القرب رأت ندبة لا يزيد عرضها عن شعرة ممتدة من لطخة الشعر الفضية في فوده الأيمن حتى الحد الخارجي لحاجبه لا يبدو أنه جرح من أيام طفولته لكنه قديم بما يكفي ليختفي من أجرى له الجراحة كان سيداً في مهنته
نظر إليها الآن مباشرة فتمكنت من أن تبتسم متسائلة ماذا يمكن أن يجتذب ابتسامة منه
سأل :
- هل أخبرتك الوكالة شيئاً عن روتين عملك ؟ ساعات العمل وما إلى ذلك ؟
- أوه لالم يدخلوا معي بالتفاصيل الدقيقة
- إذن دعيني أخبرك قبل أن نتعمق بالبحث أكثر أنا أبدأ الإملاء في السابعة صباحاً لذا أحتاج إلى من هو على استعداد للإقامة معي
أحب العمل في الصباح الباكر ، فهو أفضل جزء من اليوم كله ، في العادة انهي الإملاء في الحادية عشرة ، غريفز يقدم الغداء الساعة الواحدة والعشاء الساعة الثامنةولا أهتم متى يطبع إملاء الصباح ، فهذا عائد إليك ، بإمكانك إبقاء بعد الظهر حراً أو بالطبع المساء ، أو العكس أنا أعمل أيام السبت لكنني لا أعمل أيام الآحاد كل ما أطلبه أن يكون إملاء الصباح السابق مطبوعاً في الصباح التالي وسيبفى لك بعد ظهر السبت ويوم الأحد ، اعتماداً على ما تختارين أن تفعلينه
سألته ك
- كم عدد الموظفين المقيمين هنا ؟
- غريفز لوحده فأنا أعيش وحيداً عداه وأوظف عدة جنائنيين من السكان المحليين ، وهذا كل شيء غريفز يدير المنزل وستكون لك حرية الانتقال أينما شئت فيه ، شريطة أن تحترمي خصوصياتي وأظنك فهمت حتى الآن أنني ناسك نوعا ما أليس كذلك يا آنسة توماسن ؟
زاد إحساسها بالغموض حول هذا الرجل وتاقت لتسأله عن مؤلفاته لكن الوقت مازال مبكراً جداً لهذا في البداية ترغب في التأكد أنها مستعدة للعمل في ساعات العمل الغريبة تلك حسناً لا فارق لديها في أية ساعات تعمل وستبقى قادرة على زيارة دان وولديه في نهاية الأسبوع
قال :
- ترددك يوحي بالكثير ، هل أفهم منه أنك لست مهتمة بالعمل ؟
- أبداً ! أنا آسفة ، ماعدا أن كلمة ناسك ليست الكلمة التي أختارها لوصفك أفضل القول أنك تختار أن تعيش حياتك بهدوء وأن خصوصياتك لها الأولوية الأهم
تحركت زوايا فمه كوعد بابتسامة لم تصل مرحلة البداية

لامارا 01-08-13 04:26 PM

- حقاً؟ ألا يعجبك ما توحيه كلمة ناسك ؟
ياله من لغز مبهم ! ككاتب يجب أن يكون دقيقاً في اختيار كلماته ، وكلمة ( ناسك ) لم تختارها صدفة لكنها لم ترغب أن تفكر فيه كناسك فهو ليس بالرجل المسن منحنىي الساقين بل هو بعيداً جداً عن هذا ! إنه نشيط وحيوي وأوه ستكون خسارة إذا لم تقع عيون العالم عليه
أجابت بجرأة وصدق :
- بالنسبة لك أجل
ساد لحظات صمت ثم رفع فنجانه وارتشف ما تبقى دفعة واحدة وقال :
- أخبريني مدموزيل هل أنت من النوع المتفائل أم المتشائم ؟
لم تتردد
- لا هذا ولا ذاك أنا واقعيه
- هل هذا صحيح ؟ أخبريني عن نفسك
كان في صوته دليل خفيف على التسلية لكن دون وعد ابتسامه
لقد بدأت تفهمه إنه رب عمل بعيد النظر لكنه ليس بالرجل العادي لايريد أسمها ورقمها كل مايريده أن يعرف من هي ؟ كيف تفكر؟ ماهي نظرتها للحياة أخبريني عن نفسك ياله من طلب رهيب في وقت هي فتاة عادية بسيطة متوسطة الحال لا شيء في حياتها يثير الاهتمام ولا في شخصيتها
أعطته تفصيلاً مختصراً :
- أنا بريندا توماسن في 23من عمري ، تربيت في الريق ، ولي اخ وحيد يكبرني بكثير ةأعيش في لندن في شقتي الخاصة
كانت الغرفة تزداد ظلاماً مع تلاشي ضوء بعد الظهر وتمنت لو يبتعد المركيز عنها ويعود وراء منضدته قربه يجهل التعامل معه أصعب وعلى هذا الضوء هناك شيء شرشر حوله
- أنت لم تمسي قهوتك آنسة توماسن وإذا لم تسترخي قليلاً فلن نصل إلى شيء
بالرغم من أن صوته كان هادئاً إلا أنها عرفت أنه كان متوتر تسألت لماذا لا يقول لها وداعا في التو واللحظة ؟!
- قولي لي ماذا تفعلين في الأمسيات؟
- أقرأ كثيراً
- أليس لديك التزامات ؟ خطيب صديق ، قد يتذمر لأنك ستبقين عالقة في الريف طوال الأسبوع ؟
- لا
- متى تخرجين ؟ في نهاية الأسبوع ؟ ماذا تفعلين للتسلية ؟
- إذا لم أذهب إلى بيت أخي مباشرة بعد العمل ، أخرج أيام الجمعة مساءً
- وماذا تفعلين ؟
- أذهب للمسرح أفضل الباليه أو الأوبرا أنها متعتي الوحيدة بعد أسبوع عمل شاق
- متعتك ؟ أتعنين أنك تذهبين وحدك ؟
تحركت بارتباك لا يوجد لديه صديق ، وصديقاتها أصبح معظمهن متزوجاً ، وكاثلين أقرب صديقة لها خطبت مؤخراً ولم تعد ترغب في الخروج معها كثيراً لأنها توفر المال لدفع مقدم شراء منزل
تجاوزت السؤال وتطوعت بمعلومات أخرى طمعاً أن يقود هذا أسئلته إلى اتجاه أخر :
- أنا أزور أخي كل أسبوعين إنه أرمل ويعيش مع ولديه في ( سواري ) وأنا في الواقع قدمت من هناك اليوم
لم يكن من السهل إلهاء المركيز :
- وماذا عن الرقص السهرات ؟ هذا لايبدو مناسباً آنسة توماسن أنت امرأة شابة تعيش في أكثر المدن إثارة في العالم عدا باريسفلماذا لا تتمتعين بالحياة ؟
الآن أصبحت أسئلته شخصية جداً وانزعجت قليلاً أم أنه يتعمد القسوة ؟ يستطيع أن يرى أنها ليست جميلة وليست من الفتيات اللواتي تحجز أمسياتهن مسبقاً
لماذا لا تنتهي هذه المقابلة ؟
سأل أخيراً:
- لماذا تنقصك الثقة في النفس هكذا ظ
ثم لوح بذراعيه :
- لا بأس أخبريني هل أنت شديدة الاحتشام وتصدمين بسهولة ؟
أدركت أنه كان يوقع بها يجب أن ترحل في الحال يجب أن تقول أنها غيرت رأيهالكن لن يكون هذا صحيح لقد أصبح اهتمامها ليس في العمل بقدر الرجل نفسه من أسئلته كانت تحصل على فهم بسيط لشخصية الرجل نفسه ولكن هناك الكثير بعد الكثير وهي متأكدة من هذا ومن جرس التحذير الذي يستمر بالرنين في رأسها
أخذت نفس عميق والتقت بنظرته وهي تتكلم :
- بدأت أفهم مسيو أنت تريد أن تطمئن إلى أنني لن أضجر من وجودي هنا ولك تأكيدي لن يكون هناك تراجع ، ولن تضطر لتغيير سكرتيرتك ، ولسوف التزم بالمهمة هذه حتى النهاية قلت ستة أشهر هذا بالتقريب ما يلزم لإنهاء مؤلفك أترى فكرة العيش في الريف تروقني الأراضي التابعة لمنزلك عظيمة دون شك وتبدو كأنها صورة على بطاقة ميلاد بريدية ، شيء غير حقيقي وجميل وساتمتع بالسير في هذه الأراضي في وقت الفراغ استكشفها وأراقبها تتغير مع الفصول
تلاشى صوتها لرؤيتها نظرة التركيز التي استقرت على وجهه، وما أردت قوله تالياً أصبح صعب :
- أنا أنت تستطيع أن ترى بنفسك أنني لست من النوع الفاتن أو المتقلب ولا شيء في لندن على شكل رقص أو سهرات أو رجال ساشتاق إليه


لامارا 01-08-13 04:28 PM

فأنا مثلك أتمتع بحياة الهدوء ، أدرك أنك كنت تمتحنني ، تحاول رسم صورة لي ن لكن هذا يجعلني متوترة وكل ما تريد معرفته في الواقع ما إذا كان بالإمكان الاعتماد علي حسناً وكالتي يمكنها دعم ليس قدراتي فحسب بل استقامتي وأهليتي بالثقة بصراحة لا أجد معنى لسؤالك الأخير لكنني سأرد عليه لا ، لست متزمتة وبعد عملي ككاتبة اختزال في المحكمة ن لم يعد من السهل أن أصدم بشيء ولا يدهشني ما قد يفعله الناس
صمتت فجأة وقد أحست أن خطبتها الصغيرة قد تحولت عن مسارها بفعل التوتر الذي كانت تعاني منه وبدا أن دهرا قد مر قبل أن يتكلم الماركيز :
- أحسنت لكنني أؤكد لك أن لي أسباباً لطرح هذه الأسئلة كلهاأما السؤال الأخير ، فسببه أن كتبي غير متحفظة كثيراً بعض الأحيان فإذا كنت من النساء اللواتي لا يطقن سماع شيء عن الدم والرصاص والعنف في أبشع أشكاله فلن يروق لك العمل!
دم رصاص ؟نظرت لفمه عنف في أبشع أشكاله ؟ طافت عيناها فوق وجهه في النور الذي بدأ يتلاشى بدت بشرته أكثر دكنه ، تعطيه نظرة شريرة
سألته بهدوء :
- من أنت ؟ واضح أنك تستخدم اسم مستعار مسيو لو ماركيز ألم تصل بعد للمرحلة التي تجعلك مستعداً لإخباري عن الاسم ؟
- بلى وصلناإنه سكوت ستيفن
سكوت ستيفن لقد سمعت به طبعاً الجميع تقريباً يعرف هذا الاسم لقد كتب عدة قصص وآخر اثنتين كانتا قنبلتين قويتين الانفجار حققتا أفضل المبيعات في العالم
التقط الماركيز علبة سكائر فضية :
- أترغبين في سيكارة ؟
- لا شكراً لك
- ألا تدخنين ؟
- في مناسبات قليلة لكنني لا أريد الآن شكراً
أن يكون هذا الرجل هو سكوت ستيفن الكاتب الشهير عالمياً ، مسألة أصبحت مفهومة لكن الغموض الذي كانت تقاومه منذ أن سمعت أسمه الحقيقي لم يحل بعد ..كانت كتاباته عنيفة لا رقة فيها لماذا لا يتوقف هذا الجرس عن الرنين ؟ لماذا تعتقد أنه لا زال هناك هوية أخرى لهذا الرجل ؟
قاطع أفكارها :
- هل ستبقينني منتظراً طوال اليوم؟ أتوقع منك نوعاً من التعليق
- أوه ! أجل أنا آسفة أخشى أن لا أكون قد قرأت مؤلفاتك لكنني أعرف طبيعتها هز كتفيه وكأنه لا يهتم :
- أريد أن أعرف ما إذا كنت ستكونين سعيدة في العمل بمثل هذه المواد ؟
جاء دورها لتهز كتفيها بلا اكتراث :
- لم لا ؟ أعني إنها قصص خيالية ، أليست كذلك ؟
أطلق نفس طويل أهو مرتاح أم نافذ الصبر ؟
- هذا إذا كان هناك خيال فعلاً هناك أمران أود أن أوضحهما لك قبل أن يتخذ كل منا قراره أنا بحاجة لمن يبدأ العمل يوم الاثنين مباشرة كدت أصل إلى نهاية الفصل الأول من روايتي الحالية ثم توقفت عدة أيام وأنا أحاول إيجاد سكرتيرة جديدة ، هذا أمر محبط وسيء بالنسبة للكتاب أفهم أنك حره في أن
تابع المركيز كلامه ولكن بريندا توقفت عن الإصغاء أصبح تفكيرها مشوشاً وعيناها تستقران على شيء حرك ذكرى مراوغة فوق المدفأة ، حيث كان المركيز يقف لوحة أصلية رأتها من قبل مرة واحدة ومنذ زمن طويل
من هذه المسافة كان توقيع الفنان غير واضح ، لكنها لم تكن بحاجة أن تقرأه لأنها تعرف الرسام أنه فريد من نوعه واسمه مارك
مارك أوه بالطبع ! بالطبع !
التصق نظرها باللوحة بينما كانت الذكريات تتسارع في رأسها وكأنها قطع أحجية المقالة التي رأتها في المجلة المعلومات صورته عدة صور !
في جزء من الثانية توضح كل شيء ، وكونت القطع صورة كاملة وذكرى مؤلمة شهقت وهي تقف ببطء عن كرسيها ، وقالت بصوت يكاد يكون أدنى من الهمس

لامارا 01-08-13 04:29 PM

ياإلهي ! أنت أعمى !
ثم تخبطت وهي تدرك أنها كانت فاقدة للباقة
- أنا آسفة الأمر أنني معجبة جداً بأعمالك ولدي نسخة طبق الأصل عن لوحتك الشهيرة ( بستان في فرساي ) وأردت فقط أن أقول
وتلاشى صوتها لقد كانت غير لبقة ، حمقاء خرقاء اللوحة التي أشارت إليها كانت آخر لوحة أكملها مارك قبل أن تصيبه المأساة التي حرمته نظره وحرمت العالم من فنه
استدار المركيز عنها كانت عقدة أصابع يديه بيضاء وهي ممسكة برف المدفأة في سعي للسيطرة على نفسه وهذا لم يحدث أبداً من قبل الغرباء الآخرون ، ممن قابلهم ، لم يتعرفوا عليه ولا حتى على لوحاته وهو من ظن نفسه آمناً من هذا النوع من التطفل
أنه غبي غبي أن يخاطر بأن يتعرف عليه أحد ذلك التعرف الذي لن يأتي إلا بالألم لكن لن يحدث هذا مرة أخرى ! الليلة سيعري منزله من لوحاتهكلها
غبي أحمق ! لو أنه فقط يستطيع أن يفعل هذا ! لكن المشكلة كانت هذه الفتاة !! من المؤسف جداً أن يتركها تذهب من يده هذه الفتاة التي تتحدث عن بطاقات الميلاد البريدية وعن مراقبة تغيير الفصول لكن يجب أن يتركها ترحل لقد تعرفت إليه وكانت معجبة به ولا يستطيع تحمل الموقف ولا الشفقة التي ستشمل دون شك عملهما معاً يجب أن يتخلص منها الآن
تسألت بريندا لماذا لم يقل من هو ؟ ولماذا لم يخبرها على الأقل عن عماه ؟
كان تعرفها عليه كرسام آخر شيء أراده فهو لم يستدر عنها ساعة ذكرت عماه ، بل ما إن ذكرت فنه ن، وهذا ما أخبرها كل ما احتاجت إلى معرفته أدركت أن حياته كرسام لا يجب أن تذكر أمامه مرة أخرى
عماه أمر تغلب عليه منذ زمن بعيد ، أكانت ستحصل على العمل أم لا ، فهي ببساطة يجب أن تنهي هذه المقابلة بملاحظة صائبة
أخذت نفساً عميقاً تهدي نفسها ، وتكلمت بطريقة عملية ، صوتها لا يظهر أي أثر للعاطفة :
- آسفة لدخولي في أمور جانبية فبعد أن أظهرت معرفتي بمارك ن أستطيع الآن نسيان أمره وأتابع البحث في العمل الذي بين أيدينا لكن المكان أصبح مظلماً هنا وبما أنني أدرك أن لا فرق لهذا عندك ، فسيكون أكثر راحة لي لو أنك أضأت المصباح لننهي المقابلة
استدرار المركيز ببطء ليواجهها ، فأحست أن قلبها قفز إلى فمها فهل ذهبت بعيداً في جرأتها ؟
فقد جان مارك دوبا فندال القدرة على الكلام مؤقتاً ثم ابتسم وتحولت ابتسامته إلى ضحكة غيرت معالم وجهه لتطرد عنه كل الظلال ، تنير عينيه السوداوين وتكشف أسنانه البيضاء وعلقت أنفاس بريندا هذه المرة في حلقها كان هذا وكأن الشمس برزت من خلف غيمة سوداء وقال :
- المقابلة انتهت والعمل لك


الساعة الآن 03:01 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.